إن تعليم مهارات التفكير أصبح يحتـل مكانة بارزة مـن تفكيـر المـربين والخبـراء وواضعي المناهج الدراسية بأهميتهـا، فالتلاميذ بصدد مواجهة مستقبل متزايد التعقيد، يحتاج إلى مهارات عليا في اتخاذ القـرارات والاختيـارات وحل المشكلات، والقيام بالمبادرات المختلفة، ولذا أصبحت الحاجة ملحة للمتعلّم للتـزود بمهـارات التفكير كي يكون قادراً على خـوض مجـالات التنافس بشكل فعال في عصر يرتبط فيه النجـاح والتفوق بمدى القدرة على التفكير الجيد والمهارة فيه. ورغم هذا التوجه والاهتمـام بتعلـيم مهـارات التفكير، إلا أن الكتب المدرسية المقررة ما زالت تفتقر إلى كثير مـن الاهتمـام بتـدريس هـذه المهارات، كما أن عدداً من المعلمين لا يمتلكون المعرفة الكافية والمهـارات اللازمـة لتـدريس تلاميذهم مهارات التفكير العليا. كذلك تشير نتائج الاختبـارات إلـى أن معظـم التلاميذ يفشلون في إعطاء الإجابة الصحيحة عن الأسئلة التي تحتاج إلى جهد فكري أكثر مـن النمط التقليدي أو الأنماط الفكرية التي تقـع فـي مستوى التذكر والحفـظ والتطبيـق للمعـارف والمهارات، أي أنهم يفشلون في الإجابة عـن الأسئلة التي تحتـاج إلـى الملاحظـة والتأم والتحليــل والتركيــب وربــط المعلومــات والاستنتاج