الخط الفكري و المواقف و الإنجاز .. خطى جديدة لفهم هذا الصحابي

1. ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫م‬َ‫عال‬
‫خيبش‬ ‫بن‬ ‫حميد‬
.. ‫الصحابة‬
‫الملتف‬ ‫الجماعة‬ ‫تلك‬.. ‫مهدها‬ ‫في‬ ‫الدعوة‬ ‫حول‬ ‫ة‬
‫بنبوته‬ ‫آمنت‬ ‫ومن‬ ،‫به‬ ‫آمنت‬ ‫ما‬ ‫سبيل‬ ‫في‬ ‫الفداء‬ ‫و‬ ‫التضحية‬ ‫أمثلة‬ ‫أروع‬ ‫ضربت‬ ‫التي‬ ‫القامات‬ ‫تلك‬!
‫ل‬ ‫مثالي‬ ‫عالم‬ ‫إلى‬ ‫ممشى‬ ‫ف‬َ‫ل‬‫للخ‬ ‫اإلنسانية،وهيأت‬ ‫سجل‬ ‫ومواقفها‬ ‫بسيرتها‬ ‫مهرت‬ ‫التي‬ ‫األسماء‬ ‫تلك‬‫م‬
‫له‬ ‫نظيرا‬ ‫التاريخ‬ ‫يشهد‬‫البشري‬ ‫طور‬ ‫من‬ ‫خرجه‬ُ‫ي‬ ‫داعية‬ ‫أو‬ ‫خطيب‬ ‫بين‬ ‫المفترق‬ ‫في‬ ‫حائرة‬ ‫اليوم‬ ‫،تقف‬‫ة‬‫حين‬
،‫واألرض‬ ‫السماء‬ ‫بين‬ ‫معلقة‬ ‫هالمية‬ ‫أيقونة‬ ‫يجعله‬‫فيوصد‬‫اال‬ ‫باب‬ ‫إصرار‬ ‫سابق‬ ‫دون‬‫مول‬ ‫وباحث‬ ،‫قتداء‬‫ع‬
‫ا‬ ‫التاريخية‬ ‫و‬ ‫الفلسفية‬ ‫المقاربات‬ ‫و‬ ‫بالنظريات‬‫الصح‬ ‫وبركات‬ ‫الوحي‬ ‫أوسمة‬ ‫من‬ ‫الصحابي‬ ‫تجرد‬ ‫لتي‬‫بة،لتضعه‬
‫األتباع‬ ‫مصاف‬ ‫في‬‫المشدود‬‫ين‬‫زعيم‬ ‫إلى‬ ‫الوالء‬ ‫بخيط‬!‫المفترق‬ ‫وفي‬‫ناشئ‬ ‫على‬ ‫ضاعت‬‫ت‬‫هام‬ ‫محطة‬ ‫نا‬‫في‬ ‫ة‬
،‫التربوي‬ ‫مسارهم‬‫يقتبسون‬‫دافقة‬ ‫وحيوية‬ ‫روحية‬ ‫شحنة‬ ‫منها‬‫يسهل‬‫اإلس‬ ‫المبادئ‬ ‫تشرب‬ ‫بفضلها‬. ‫المية‬
‫إن‬،‫الخاص‬ ‫عالمه‬ ‫صحابية‬ ‫و‬ ‫صحابي‬ ‫لكل‬‫ف‬ ‫المتفردة‬ ‫ورحلته‬‫و‬ ،‫الطوعي‬ ‫واالمتثال‬ ‫الهداية‬ ‫بلوغ‬ ‫ي‬‫اإلقب‬‫ال‬
‫على‬ ‫الشغوف‬،‫كلمات‬ ‫في‬ ‫الوحي‬ ‫صاغها‬ ‫جليلة‬ ‫مبادئ‬‫صلى‬ ‫الرسول‬ ‫وترجمها‬‫إ‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬‫خلق‬ ‫لى‬
.‫يلين‬ ‫ال‬ ‫وعزم‬ ‫وهدي‬‫و‬‫ال‬ ‫بالعالم‬ ‫أعنيه‬ ‫ما‬‫ق‬ ‫للصحابي‬ ‫الفكري‬ ‫الخط‬ ‫على‬ ‫المشتمل‬ ‫النسق‬ ‫ذاك‬ ‫هو‬ ‫خاص‬‫بل‬
،‫إسالمه‬‫و‬‫التي‬ ‫النفسية‬ ‫االختبارات‬‫الجاهلي‬ ‫انفعاالت‬ ‫من‬ ‫شخصيته‬ ‫حررت‬‫السلوك‬ ‫في‬ ‫ومقاييسها‬ ‫ة‬‫والحكم‬
‫و‬‫رد‬،‫الفعل‬ ‫ود‬‫الجليل‬ ‫المخاض‬ ‫أفرزها‬ ‫التي‬ ‫ومواقفه‬ ‫إنجازاته‬ ‫سجل‬ ‫ثم‬.‫المحمدية‬ ‫للرسالة‬‫وهذا‬‫الخ‬ ‫العالم‬‫اص‬
‫ينحو‬‫الحق‬ ‫في‬‫يقة‬‫ذ‬ ‫حملت‬ ‫التي‬ ‫الذاتية‬ ‫االستعدادات‬ ‫االجتماعي،و‬ ‫للسياق‬ ‫المتجددة‬ ‫القراءة‬ ‫منحى‬‫اك‬
‫األصنام‬ ‫الهائل،حيث‬ ‫الوثنية‬ ‫خضم‬ ‫في‬ ‫الغضة‬ ‫التوحيد‬ ‫دعوة‬ ‫حول‬ ‫المجيد‬ ‫االلتفاف‬ ‫على‬ ‫الغفير‬ ‫الجم‬‫ت‬ ‫ال‬‫غذي‬
‫اقتصاديا‬ ‫غطاء‬ ‫توفر‬ ‫ما‬ ‫بقدر‬ ‫فرد‬ ‫كل‬ ‫نفس‬ ‫في‬ ‫التدين‬ ‫إلى‬ ‫الحاجة‬‫وسياسيا‬‫للمأل‬!
‫الفكري‬ ‫أو‬ ‫الروحي‬ ‫عد‬ُ‫ب‬‫لل‬ ‫أثر‬ ‫أي‬ ‫دون‬ ‫التجارية‬ ‫القوافل‬ ‫أجرد،تعبره‬ ‫فضاء‬ ‫العربية‬ ‫الجزيرة‬ ‫شبه‬ ‫تكن‬ ‫لم‬‫بل‬ ،
‫ذهني‬ ‫تفاعل‬ ‫عنها‬ ‫نتج‬ ‫التي‬ ‫العقائد‬ ‫و‬ ‫واآلراء‬ ‫الدينية‬ ‫للتيارات‬ ‫ملتقى‬ ‫أيضا‬ ‫كانت‬‫متزاي‬ ‫إنكارا‬ ‫ولد‬،‫للوثنية‬ ‫دا‬
‫اإل‬ ‫قبل‬ ‫ما‬ ‫عرب‬ ‫عاشها‬ ‫التي‬ ‫الديني‬ ‫القلق‬ ‫حالة‬ ‫عن‬ ‫وتعبيرا‬.‫سالم‬‫إل‬ ‫تشير‬ ‫التي‬ ‫األحناف‬ ‫ظاهرة‬ ‫وتعد‬‫يها‬
‫هذا‬ ‫عن‬ ‫تعبير‬ ‫المحمدية،أبلغ‬ ‫الدعوة‬ ‫قبل‬ ‫االجتماعي‬ ‫و‬ ‫الديني‬ ‫للوضع‬ ‫رصدها‬ ‫في‬ ‫التاريخية‬ ‫المصادر‬‫القلق‬‫و‬
‫يثي‬ ‫عما‬ ‫واضحة‬ ‫إجابات‬ ‫تقدم‬ ‫النفوس،وال‬ ‫في‬ ‫العميق‬ ‫اإليمان‬ ‫تغذي‬ ‫ال‬ ‫وثنية‬ ‫من‬ ‫التحرر‬ ‫إلى‬ ‫السعي‬‫أتباع‬ ‫ره‬
‫ق‬ ‫من‬ ‫األخرى‬ ‫العقائد‬.‫وغيرها‬ ‫اآلخرة‬ ‫و‬ ‫البعث‬ ‫و‬ ‫األلوهية‬ ‫ضايا‬،‫الوثنية‬ ‫عن‬ ‫النفر‬ ‫هؤالء‬ ‫لخروج‬ ‫أن‬ ‫شك‬ ‫وال‬
‫الصلة‬ ‫تجديد‬ ‫إلى‬ ‫العلنية‬ ‫ودعوتهم‬‫ملة‬ ‫بقايا‬ ‫من‬ ‫الذاكرة‬ ‫في‬ ‫رسب‬ ‫بما‬‫السال‬ ‫عليه‬ ‫الخليل‬ ‫إبراهيم‬‫في‬ ‫أثرا‬ ‫م‬
،‫التفكير‬ ‫من‬ ‫جديدة‬ ‫آفاق‬ ‫خلق‬‫و‬ ‫الشك‬ ‫تبدد‬ ‫عليا‬ ‫حقائق‬ ‫التماس‬ ‫على‬ ‫العقول‬ ‫ذوي‬ ‫تحمل‬‫ف‬ ‫االرتياب‬‫بين‬ ‫يما‬
‫العقالء‬ ‫هؤالء‬ ‫أحد‬ ‫الغفاري‬ ‫ذر‬ ‫أبو‬ ‫كان‬ ‫وخشب..وقد‬ ‫حجارة‬ ‫من‬ ‫أيديهم‬!
‫الطري‬ ‫وقطع‬ ‫النهب‬ ‫و‬ ‫السلب‬ ‫في‬ ‫المثل‬ ‫ومضرب‬ ،‫التجارية‬ ‫للقوافل‬ ‫ممرا‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫غفار‬ ‫قبيلة‬ ‫في‬.‫ق‬
ُ‫و‬،‫البقاء‬ ‫عنوان‬ ‫القسوة‬ ‫و‬ ‫الخشونة‬ ‫اليد،حيث‬ ‫ذات‬ ‫وقلة‬ ‫الجوع‬ ‫بهاجس‬ ‫المسكون‬ ‫الفضاء‬ ‫هذا‬ ‫في‬‫جندب‬ ‫لد‬‫بن‬
‫سلب‬ ‫،أو‬ ‫األغنام‬ ‫من‬ ‫قطيع‬ ‫على‬ ‫اإلغارة‬ ‫في‬ ‫العيش‬ ‫لقمة‬ ‫متلمسا‬ ‫كأقرانه‬ ‫ليحيا‬ ‫الغفاري‬ ‫جنادة‬‫س‬ ‫تجار‬‫اقهم‬
‫الحظ‬‫العاثر‬‫إلى‬‫طريقه‬.‫أ‬ ‫قبل‬ ‫وتأله‬ ‫األوثان‬ ‫نبذ‬ ‫لرجل‬ ‫الفكري‬ ‫الخط‬ ‫معالم‬ ‫ستتشكل‬ ‫الفضاء‬ ‫هذا‬ ‫وفي‬‫ن‬
‫يشرق‬،‫المحمدي‬ ‫الهدي‬ ‫نور‬ ‫مكة‬ ‫على‬‫آخر‬ ‫حتى‬ ‫عشاء‬ ‫هللا‬ ‫إلى‬ ‫بها‬ ‫يتوجه‬ ‫التي‬ ‫الخاصة‬ ‫صالته‬ ‫فابتدع‬
‫الليل‬!‫المرتبط‬ ‫أنضجه،و‬ ‫الذي‬ ‫العام‬ ‫بالسياق‬ ‫الفكري‬ ‫خطه‬ ‫ربطنا‬ ‫إذا‬ ‫لإلثارة‬ ‫يدعو‬ ‫ما‬ ‫األمر‬ ‫في‬ ‫وليس‬‫بالدعوة‬
‫نص‬ ‫التي‬ ‫التوحيد‬ ‫عقيدة‬ ‫استعادة‬ ‫إلى‬ ‫لألحناف‬ ‫العلنية‬‫ملة‬ ‫عليها‬ ‫ت‬،‫الخليل‬ ‫إبراهيم‬‫ش‬ ‫واستبدال‬‫الوثني‬ ‫عائر‬‫ة‬
‫تفكيرهم‬ ‫إليها‬ ‫هداهم‬ ‫بأخرى‬‫ال‬‫خا‬.‫ص‬‫إذ‬،‫المثال‬ ‫سبيل‬ ‫نفيل،على‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫بن‬ ‫زيد‬ ‫كان‬‫إلى‬ ‫ظهره‬ ‫يسند‬
‫ق‬ ‫راحته‬ ‫على‬ ‫يسجد‬ ‫أعلم.ثم‬ ‫ال‬ ‫به،ولكني‬ ‫عبدتك‬ ‫إليك‬ ‫الوجوه‬ ‫أحب‬ ‫أعلم‬ ‫لو‬ ‫إني‬ ‫اللهم‬ :‫ويقول‬ ‫الكعبة‬:‫ائال‬
‫إبراهيم‬ ‫دين‬ ‫إبراهيم،وديني‬ ‫إله‬ ‫إلهي‬.‫فيقو‬ ‫ويلبي‬ ‫بعرفة‬ ‫يقف‬ ‫حج‬ ‫إذا‬ ‫وكان‬:‫ل‬،‫حقا‬ ‫حقا‬ ‫لبيك‬‫تعب‬،‫ورقا‬ ‫دا‬‫البر‬
.)1( ‫قائم‬ ‫وهو‬ ‫الكعبة‬ ‫إبراهيم،مستقبل‬ ‫به‬ ‫عاذ‬ ‫بما‬ ‫عذت‬ .‫قال‬ ‫لمن‬ ‫مهجر‬ ‫وهل‬ ،‫الخال‬ ‫ال‬ ‫أرجو‬
‫سماوي‬ ‫وتوجيه‬ ‫محددة‬ ‫تعاليم‬ ‫إلى‬ ‫الشديدة‬ ‫حاجتهم‬ ‫رغم‬ ‫الوثنية‬ ‫و‬ ‫للشرك‬ ‫استفزازا‬ ‫إذن‬ ‫األحناف‬ ‫شكل‬،
‫مبعث‬ ‫من‬ ‫التحقق‬ ‫إلى‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫مسارعة‬ ‫كانت‬ ‫لذا‬‫أخي‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫مكة‬ ‫في‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫الرسول‬‫ه‬
‫ال‬ ‫الذهني‬ ‫و‬ ‫القلبي‬ ‫االستعداد‬ ‫توافر‬ ‫على‬ ‫دليال‬ ‫أنيس‬‫التوحي‬ ‫نشاطهم‬ ‫يغذي‬ ‫ما‬ ‫تمنحهم‬ ‫دعوة‬ ‫عتناق‬‫دي،أي‬
.‫المحددة‬ ‫و‬ ‫الواضحة‬ ‫الشعائر‬ ‫و‬ ‫السماوي‬ ‫الكتاب‬

2. ،‫مفاصلة‬ ‫أو‬ ‫ورد‬ ‫أخذ‬ ‫إلى‬ ‫العليا‬ ‫الحقائق‬ ‫تحتاج‬ ‫ال‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫عالم‬ ‫وفي‬‫أن‬ ‫يكفي‬ ‫إذ‬‫ل‬ ‫القلب‬ ‫شغاف‬ ‫تالمس‬‫ينقاد‬
‫القوافل‬ ‫طرق‬ ‫في‬ ‫الرعب‬ ‫يثير‬ ‫القريب‬ ‫األمس‬ ‫حتى‬ ‫كان‬ ‫من‬ ‫بوداعة‬ ‫لها‬.‫وس‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫النبي‬ ‫أتى‬‫لم‬
‫وا‬ ‫إسالمك‬ ‫اكتم‬ : ‫فأسلمت،فقال‬ ‫علي‬ ‫فعرضه‬ ،‫اإلسالم‬ ‫علي‬ ‫اعرض‬ : ‫فقال‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫برفقة‬‫رجع‬
.‫قومك‬ ‫إلى‬‫فجاء‬ ،‫أظهرهم‬ ‫بين‬ ‫بها‬ ‫ألصرخن‬ ‫وهللا‬ : ‫قلت‬‫ال‬ ‫أن‬ ‫أشهد‬ ‫قريش‬ ‫معاشر‬ ‫يا‬ : ‫فقال‬ ‫المسجد‬ ‫في‬
‫الع‬ ‫،فأدركني‬ ‫ألموت‬ ‫ربت‬ُ‫،فض‬ ‫فقاموا‬ .‫الصابئ‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫قوموا‬ : ‫.فقالوا‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫محمدا‬ ‫وأن‬ ‫هللا‬ ‫إال‬ ‫إله‬‫باس‬
‫تقتلون‬ : ‫وقال‬ ‫علي‬ ‫فأكب‬،‫غفار‬ ‫بني‬ ‫من‬ ‫رجال‬ ‫ويلكم‬،‫؟‬ ‫غفار‬ ‫على‬ ‫وممركم‬ ‫ومتجركم‬‫ف‬ ‫ثم‬ .‫عني‬ ‫فأطلقوا‬‫علت‬
.)2( ‫أيضا‬ ‫العباس‬ ‫وأدركني‬ ،‫كذلك‬ ‫الغد‬ ‫من‬
‫يع‬ ‫للمواجهة‬ ‫مهيأة‬ ‫المسلمة‬ ‫الجماعة‬ ‫خالله‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫توقيت‬ ‫في‬ ‫الشرك‬ ‫لسدنة‬ ‫العلني‬ ‫التحدي‬ ‫هذا‬ ‫إن‬‫كس‬
‫الط‬ ‫كسر‬ ‫في‬ ‫جامحة‬ ‫رغبة‬،‫قريش‬ ‫صناديد‬ ‫فرضه‬ ‫الذي‬ ‫النفسي‬ ‫وق‬‫آخ‬ ‫تصد‬ ‫قد‬ ‫التي‬ ‫المخاوف‬ ‫وتبديد‬‫عن‬ ‫رين‬
‫مسعود‬ ‫بن‬ ‫هللا‬ ‫عبد‬ ‫سجله‬ ‫اإلقدام‬ ‫التوحيد.نفس‬ ‫بركب‬ ‫اللحاق‬‫بالقرآن‬ ‫جهر‬ ‫حين‬‫المقام‬ ‫عند‬‫بمكة،ف‬‫لما‬
‫ق‬ ‫هللا‬ ‫أعداء‬ ‫كان‬ ‫ما‬ : ‫قائال‬ ‫فرد‬ ،‫عليك‬ ‫خشينا‬ ‫الذي‬ ‫هذا‬ : ‫أصحابه‬ ‫قال‬ ‫بوجهه‬ ‫أثروا‬ ‫حتى‬ ‫المشركون‬ ‫ضربه‬‫ط‬
‫غدا‬ ‫بمثلها‬ ‫غاديتهم‬ ‫شئتم‬ ‫ولئن‬ ،‫اآلن‬ ‫منهم‬ ‫علي‬ ‫أهون‬!‫بإسالمه‬ ‫جاهر‬ ‫الذي‬ ‫عنه‬ ‫هللا‬ ‫رضي‬ ‫الفاروق‬ ‫ثم‬
،‫الناس‬ ‫عليه‬ ‫فثار‬ ‫مكة‬ ‫بطحاء‬ ‫في‬‫اصنع‬ : ‫يردد‬ ‫وهو‬ ‫رؤوسهم‬ ‫على‬ ‫الشمس‬ ‫قامت‬ ‫حتى‬ ‫وقاتلوه‬ ‫فقاتلهم‬‫ما‬ ‫وا‬
‫لكم‬ ‫تركناها‬ ‫أو‬ ‫لنا‬ ‫تركتموها‬ ‫رجل‬ ‫ثالثمئة‬ ‫كنا‬ ‫لو‬ ‫باهلل‬ ‫لكم،فأقسم‬ ‫بدا‬!
‫لمطلب‬ ‫تستجيب‬ ‫كانت‬ ‫الندية‬ ‫هذه‬ ‫فإن‬ ‫أخرى‬ ‫زاوية‬ ‫ومن‬‫أذهان‬ ‫في‬ ‫الفاصلة‬ ‫الحدود‬ ‫رسم‬ ‫هو‬ ‫آنذاك‬ ‫ملح‬
‫جماعة‬ ‫سخط‬ ‫من‬ ‫عهدوه‬ ‫ما‬ ‫بين‬ ‫المشركين‬‫عن‬ ‫أفعالهم‬ ‫ردود‬ ‫توقفت‬ ‫الذين‬ ‫األحناف‬‫د‬‫أخر‬ ‫بدائل‬ ‫عن‬ ‫البحث‬‫ى‬
‫الشرك‬ ‫القتالع‬ ‫تمهد‬ ‫نقية‬ ‫توحيد‬ ‫بعقيدة‬ ‫يبشر‬ ‫الذي‬ ‫اإلسالم‬ ‫وبين‬ ،‫الدينية‬ ‫حاجاتهم‬ ‫لتحقيق‬‫حياة‬ ‫ومنهج‬ ،
‫الحضارة‬ ‫مشعل‬ ‫ليحمل‬ ‫الرمال‬ ‫كثبان‬ ‫بين‬ ‫عزلته‬ ‫من‬ ‫العربي‬ ‫جذوره،ويحرر‬ ‫من‬ ‫االجتماعي‬ ‫الفساد‬ ‫يجتث‬‫إلى‬
‫ا‬ ‫أصقاع‬ ‫كل‬.‫لدنيا‬
‫تساوقت‬،‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫قلب‬ ‫في‬ ‫الفطرة‬ ‫مع‬ ‫الفكرة‬‫ا‬ ‫رسالة‬ ‫له‬ ‫وهيأت‬‫الحائر،فانب‬ ‫تألهه‬ ‫ظمأ‬ ‫يروي‬ ‫ما‬ ‫إلسالم‬‫رى‬
‫قبيلته‬ ‫وسط‬ ‫الدعوة‬ ‫لجهاد‬،‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫عالم‬ ‫في‬ ‫الثاني‬ ‫المنعطف‬ ‫حيث‬ ‫يثرب‬ ‫إلى‬ ‫الهجرة‬ ‫موعد‬ ‫وترقب‬;‫من‬‫عطف‬
‫الحقا‬ ‫سيصير‬ ‫لرجل‬ ‫الثانية‬ ‫الوالدة‬ ‫استكمال‬ ‫معه‬ ‫يتحقق‬ ‫الحسم‬ ‫بالغ‬‫ستبد‬ ‫يثرب‬ ‫وفي‬ .‫وحده‬ ‫أمة‬‫الصحبة‬ ‫أ‬
‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫وجدان‬ ‫خاللها‬ ‫يطابق‬ ‫نفسية‬ ‫اختبارات‬ ‫سلسلة‬ ‫معها‬ ‫وسلم،وتبدأ‬ ‫علي‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫هللا‬ ‫لرسول‬‫فحوى‬
‫في‬ ‫النادرة‬ ‫الشجاعة‬ ‫لتظهر‬ ‫القوافل‬ ‫اعتراض‬ ‫جرأة‬ ‫المحمدية،وتتوارى‬ ‫الرسالة‬‫في‬ ‫الزهد‬ ‫بالحق،و‬ ‫الصدع‬
،‫المتاع‬‫ا‬ ‫و‬‫عامته‬ ‫قبل‬ ‫المسلمين‬ ‫ألئمة‬ ‫لنصح‬. ‫م‬
‫شكلت‬‫مكة،و‬ ‫أحداث‬ ‫يواكب‬ ‫لم‬ ‫لمن‬ ‫ثانية‬ ‫مدرسة‬ ‫يثرب‬‫في‬ ‫آنذاك‬ ‫المستضعفة‬ ‫الجماعة‬ ‫مع‬ ‫ينصهر‬ ‫لم‬‫بوتقة‬
‫الذين‬ ‫هؤالء‬ ‫أحد‬ ‫ذر‬ ‫أبو‬ ‫الوثنية.وكان‬ ‫و‬ ‫التوحيد‬ ‫بين‬ ‫اليومي‬ ‫االحتدام‬‫تار‬ ‫في‬ ‫الحاسم‬ ‫المنعطف‬ ‫فاتهم‬‫يخ‬
‫موعده‬ ‫يخطئوا‬ ‫لم‬ ‫أنهم‬ ‫واألحزاب،إال‬ ‫وأحد‬ ‫بدر‬ ‫موقعة‬ ‫في‬ ‫ممثال‬ ‫الدعوة‬‫مع‬ ‫م‬‫علي‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫النبي‬ ‫صحبة‬‫ه‬
‫هيأ‬ ‫التي‬ ‫وسلم‬‫فريدة،طهرت‬ ‫تربية‬ ‫عناصر‬ ‫فرد‬ ‫لكل‬ ‫ت‬‫ج‬ ‫ميالد‬ ‫لتعلن‬ ‫الجاهلية‬ ‫رواسب‬ ‫من‬ ‫النفوس‬‫ي‬‫من‬ ‫ل‬
‫العظماء.و‬‫ع‬ ‫إال‬ ‫متجانسة‬ ‫كتلة‬ ‫يشكلوا‬ ‫لم‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫صحابة‬ ‫أن‬ ‫الحق‬‫مس‬ ‫لى‬‫توى‬
‫في‬ ‫اإلسهام‬ ‫مستوى‬ ‫على‬ ‫الدعوة،أما‬ ‫نصرة‬ ‫و‬ ‫العقيدة‬‫صح‬ ‫كل‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫القرار‬ ‫وصنع‬ ‫المجتمعي‬ ‫البناء‬‫ابي‬
‫فائ‬ ‫بمفرده،ونموذجا‬ ‫عظمة‬‫ل‬ ‫النبوي‬ ‫التربوي‬ ‫المنهج‬ ‫أسعفه‬ ‫قا‬‫وت‬ ‫ملكاته‬ ‫تحرير‬‫غ‬ ‫ثانية‬ ‫والدة‬ ‫حقيق‬‫مسار‬ ‫يرت‬
.‫اإلنسانية‬ ‫الحضارة‬‫وإ‬‫وسل‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫الرسول‬ ‫عايش‬ ‫صحابي‬ ‫كل‬ ‫فإن‬ ‫القول‬ ‫في‬ ‫الدقة‬ ‫شئنا‬ ‫ن‬‫في‬ ‫م‬
‫وترحاله‬ ‫حله‬‫م‬ ‫حظه‬ ‫نال‬ ‫قد‬‫التي‬ ‫التوجيهات‬ ‫و‬ ‫الوصايا‬ ‫ن‬‫حررت‬ ‫و‬ ،‫كيانه‬ ‫هزت‬‫من‬ ‫وعقله‬ ‫نفسه‬‫أرب‬ ‫عبودية‬‫اب‬
‫ال‬ ‫المعبودات،وربوبية‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫والجن‬ ‫األصنام‬ ‫ربوبية‬ : ‫طويال‬ ‫أمدا‬ ‫العربي‬ ‫اإلنسان‬ ‫استعبدت‬ ‫أربعة‬،‫قبيلة‬
‫معارف‬ ‫النبوي‬ ‫التهذيب‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ .)3(‫والشهوات‬ ‫الهوى‬ ‫وربوبية‬ ،‫اآلباء‬ ‫و‬ ‫األجداد‬ ‫عن‬ ‫الموروثة‬ ‫العادات‬ ‫وربوبية‬
‫الذهن‬ ‫تشحذ‬،‫فحسب‬‫ليسترد‬ ‫خموله‬ ‫من‬ ‫العادة‬ ‫و‬ ‫بالمألوف‬ ‫المتبلد‬ ‫الحس‬ ‫تنتشل‬ ‫حية‬ ‫توجيهات‬ ‫بل‬‫حيويته‬
.‫وفاعليته‬‫وجه‬ ‫التي‬ ‫النفسية‬ ‫االختبارات‬ ‫سلسلة‬ ‫إلى‬ ‫بالنظر‬ ‫وافرا‬ ‫التهذيب‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫حظ‬ ‫وكان‬‫ت‬
‫قدرا‬‫الزمه‬ ‫نحو‬ ‫على‬ ‫وملكاته‬ ‫ته‬‫وفاته،كما‬ ‫حتى‬‫يفارقه‬ ‫أال‬ ‫ينبغي‬ ‫الذي‬ ‫اإلطار‬ ‫له‬ ‫حددت‬‫م‬ ‫يتغير‬ ‫حين‬‫حوله‬ ‫ا‬
‫ذر‬ ‫أبو‬ ‫ليظل‬ ‫حوله‬ ‫ومن‬،‫وحده‬ ‫أمة‬‫أشار‬ ‫كما‬‫إ‬‫لى‬‫ذلك‬،‫الشريف‬ ‫الحديث‬..‫وحده‬ ‫ويموت‬ ..‫وحده‬ ‫يمشي‬
‫وحده‬ ‫بعث‬ُ‫ي‬‫و‬!
‫نفس‬ ‫وطهارة‬ ‫وزهدا‬ ‫صدقا‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫شخص‬ ‫في‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫النبي‬ ‫لمس‬‫توجيهاته‬ ‫فكانت‬ ،‫ترع‬‫ى‬
‫المفاتيح‬ ‫هذه‬،‫الثالث‬‫و‬ .‫وصيانته‬ ‫الجديد‬ ‫المجتمع‬ ‫بناء‬ ‫في‬ ‫وجرأته‬ ‫حدته‬ ‫يستثمر‬ ‫حيث‬ ‫إلى‬ ‫وترشده‬‫لنلق‬
‫ك‬ ‫التي‬ ‫تلك‬ ‫،أو‬ ‫المسلمين‬ ‫لعامة‬ ‫كتوجيه‬ ‫ذر‬ ‫أبو‬ ‫نقلها‬ ‫التي‬ ‫النبوية،سواء‬ ‫األحاديث‬ ‫بعض‬ ‫على‬ ‫نظرة‬‫معنيا‬ ‫ان‬
: ‫األول‬ ‫المقام‬ ‫في‬ ‫بها‬

3. •:‫فقال‬ ‫فخذه‬ ‫ضرب‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫النبي‬ ‫أن‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫عن‬‫ق‬ ‫في‬ ‫بقيت‬ ‫إذا‬ ‫ذر‬ ‫أبا‬ ‫يا‬ ‫أنت‬ ‫كيف‬ "‫وم‬
‫الصالة‬ ‫يؤخرون‬،‫ائتهم‬ ‫ثم‬ ‫لوقتها‬ ‫الصالة‬ ‫فصل‬ ‫؟‬‫مس‬ ( " ‫معهم‬ ‫فصل‬ ‫تقام‬ ‫حين‬ ‫المسجد‬ ‫في‬ ‫كنت‬ ‫فإن‬: ‫لم‬
846)
•‫ت‬ : ‫فقال‬ ‫؟‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫يحبه‬ ‫لنفسه‬ ‫العمل‬ ‫يعمل‬ ‫الرجل‬ ،‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫يا‬ :‫قلت‬ :‫قال‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫و‬‫لك‬
: ‫مسلم‬ (. ‫المؤمن‬ ‫بشرى‬ ‫عاجل‬2842)
•‫جدع‬ُ‫م‬ ‫حبشي‬ ‫لعبد‬ ‫ولو‬ ‫وأطيع‬ ‫أسمع‬ ‫أن‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫أمرني‬ :‫قال‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫و‬
:‫(البيهقي‬ .‫األطراف‬6/161)
•‫يا‬ :‫فقال‬ ‫ينتطحان‬ ‫شاتين‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫رأى‬ : ‫قال‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫و‬‫في‬ ‫أتدري‬ ‫ذر‬ ‫أبا‬‫م‬
: ‫قلت‬ ‫ينتطحان؟‬‫وس‬ ،‫يدري‬ ‫ربك‬ ‫ولكن‬ :‫قال‬ ،‫ال‬‫األلباني‬ ‫(صححه‬ .‫القيامة‬ ‫يوم‬ ‫بينهما‬ ‫يقضي‬1166.)
•‫قال‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ‫و‬: ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫لي‬ ‫قال‬ :،‫ذهبا‬ ‫أحدا‬ ‫لي‬ ‫أن‬ ‫يسرني‬ ‫ما‬ "‫علي‬ ‫يأتي‬
‫دينار‬ ‫منه‬ ‫وعندي‬ ‫ثالثة‬-‫مثقال‬ : ‫قال‬ ‫أو‬–‫(أحمد‬ "‫لغريم‬ ‫أرصده‬ ‫أن‬ ‫إال‬21382. )
•‫و‬: ‫قال‬ ‫أنه‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫عن‬‫صلى‬ ‫النبي‬ ‫أتيت‬‫و‬ ‫أتيته‬ ‫ثم‬ ،‫نائم‬ ‫وهو‬ ‫أبيض‬ ‫ثوب‬ ‫وعليه‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬‫استيقظ‬ ‫قد‬
‫سرق؟‬ ‫وإن‬ ‫زنى‬ ‫وإن‬ :‫.قلت‬ ‫الجنة‬ ‫دخل‬ ‫إال‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫مات‬ ‫،ثم‬ ‫هللا‬ ‫إال‬ ‫إله‬ ‫ال‬ : ‫قال‬ ‫عبد‬ ‫من‬ ‫ما‬ :‫،فقال‬
.‫سرق‬ ‫وإن‬ ‫زنى‬ ‫فقال:وإن‬.‫سرق‬ ‫وإن‬ ‫زنى‬ ‫قال:وإن‬ ‫سرق؟‬ ‫وإن‬ ‫زنى‬ ‫وإن‬ :‫قلت‬‫وإن‬ :‫قلت‬‫سرق؟‬ ‫وإن‬ ‫زنى‬
" ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫أنف‬ ‫رغم‬ ‫وإن‬ : ‫قال‬ ‫بهذا‬ ‫حدث‬ ‫إذا‬ ‫ذر‬ ‫أبو‬ ‫وكان‬ . ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫أنف‬ ‫رغم‬ ‫على‬ ‫سرق‬ ‫وإن‬ ‫زنى‬ ‫قال:وإن‬
: ‫(البخاري‬1625.)
•‫بهذ‬ ‫يستأثرون‬ ‫بعدي‬ ‫من‬ ‫وأئمة‬ ‫أنت‬ ‫كيف‬ : ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ : ‫قال‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫وعن‬‫الفيء‬ ‫ا‬
‫والذي‬ ‫إذا‬ : ‫قلت‬ ‫؟‬‫سيف‬ ‫أضع‬ ‫بالحق‬ ‫بعثك‬،‫عاتقي‬ ‫على‬ ‫ي‬‫أ‬ : ‫.قال‬ ‫بك‬ ‫ألحق‬ ‫أو‬ ‫ألقاك‬ ‫حتى‬ ‫به‬ ‫أضرب‬ ‫ثم‬‫وال‬
:‫أحمد‬ ( . ‫تلقاني‬ ‫حتى‬ ‫تصبر‬ ‫؟‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫خير‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫أدلك‬21116.)
•‫يا‬ ‫قلت‬ : ‫قال‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫عن‬‫الق‬ ‫يوم‬ ‫فهي‬ ‫أمانة‬ ‫وإنها‬ ،‫ضعيف‬ ‫إنك‬ ‫ذر‬ ‫أبا‬ ‫يا‬ " ‫قال‬ ،‫استعملني‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬‫يامة‬
‫الذ‬ ‫وأدى‬ ‫بحقها‬ ‫أخذها‬ ‫من‬ ‫،إال‬ ‫وندامة‬ ‫خزي‬‫الحاكم‬ ( " ‫فيها‬ ‫عليه‬ ‫ي‬4/12.)
،‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫النبي‬ ‫إن‬"‫"االختبارات‬ ‫و‬ ‫المواقف‬ ‫هذه‬ ‫عبر‬‫لدى‬ ‫النفسي‬ ‫االستعداد‬ ‫درجة‬ ‫،يرصد‬‫أبي‬
‫م‬ ‫أوضاع‬ ‫لمجابهة‬ ‫ذر‬،‫ائلة‬‫التعالي‬ ‫و‬ ‫القيم‬ ‫على‬ ‫المسلم‬ ‫قبضة‬ ‫النص،وترتخي‬ ‫عن‬ ‫الواقع‬ ‫فيها‬ ‫ينحرف‬.‫الدينية‬ ‫م‬
‫تقر‬ ‫النماذج‬ ‫وهذه‬‫خصائص‬ ‫إحدى‬ ‫من‬ ‫بنا‬‫المنهج‬‫يعتم‬ ‫الذي‬ ‫النبوي‬‫الوضعية‬ ‫د‬-‫كأسلوب‬ ‫المشكلة‬
،‫تربوي‬‫تهذيبه‬ ‫أو‬ ‫تثمينه‬ ‫إلى‬ ‫يعمد‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫الصحابي‬ ‫فعل‬ ‫رد‬ ‫يقيس‬‫ف‬ ‫جرأته‬ ‫فإن‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫حالة‬ ‫وفي‬ .‫الحق‬ ‫ي‬
‫و‬ ‫واقتصادية‬ ‫سياسية‬ ‫تقلبات‬ ‫من‬ ‫المسلم‬ ‫المجتمع‬ ‫سيشهده‬ ‫ما‬ ‫مع‬ ‫الحقا‬ ‫تتالءم‬ ‫لن‬ ‫الوثابة‬ ‫وروحه‬
،‫اجتماعية‬‫ب‬ ‫ذر‬ ‫أبا‬ ‫تجعالن‬ ‫أساسيتين‬ ‫صفتين‬ ‫تغذية‬ ‫على‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫النبي‬ ‫حرص‬ ‫لذا‬‫عن‬ ‫منأى‬
‫الصبر‬ ‫و‬ ‫الزهد‬ : ‫وهما‬ ‫المتغيرات‬!
‫بسيط‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫عالم‬ ‫إن‬،‫ظاهره‬ ‫في‬‫التقشف‬ ‫عنوانه‬‫الطوعي‬‫رسول‬ ‫يلقى‬ ‫حتى‬ ‫الدنيا‬ ‫متاع‬ ‫من‬ ‫واإلقالل‬‫هللا‬
‫عليها‬ ‫فارقه‬ ‫التي‬ ‫الحال‬ ‫على‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬‫،أما‬‫أل‬ ‫هوادة‬ ‫دون‬ ‫التصدي‬ ‫و‬ ‫بالحق‬ ‫فيغلي‬ ‫باطنه‬‫زيغ‬ ‫ي‬
‫مرتب‬ ‫من‬ ‫أدناه‬ ‫استحقاق‬ ‫وسام‬ ‫الدنيا‬ ‫الحياة‬ ‫زهرة‬ ‫عن‬ ‫وإعراضه‬ ‫زهده‬ ‫كان‬ ‫.وإذا‬ ‫التعاليم‬ ‫عن‬‫بن‬ ‫عيسى‬ ‫ة‬
‫أن‬ ‫إال‬ ،‫السالم‬ ‫عليه‬ ‫مريم‬،‫الوالة‬ ‫على‬ ‫اإلنكار‬ ‫في‬ ‫جرأته‬‫كالس‬ ‫تلذع‬ ‫بكلمات‬ ‫المال‬ ‫يكنزون‬ ‫من‬ ‫وترهيب‬‫قد‬ ‫ياط‬
‫هؤال‬ ‫نقمة‬ ‫عليه‬ ‫جرا‬‫عفان‬ ‫بن‬ ‫عثمان‬ ‫زمن‬ ‫ء‬‫وحده‬ ‫هللا‬ ‫يلقى‬ ‫حتى‬ ‫بالربذة‬ ‫منفاه‬ ‫فاختار‬!
.. " ‫تلقاني‬ ‫حتى‬ ‫تصبر‬ ‫؟‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫خير‬ ‫على‬ ‫أدلك‬ ‫أفال‬ "
‫هللا‬ ‫لرسول‬ ‫طاعة‬ ‫ذر‬ ‫أبو‬ ‫صبر‬‫أص‬ ‫وذم‬ ‫عنها‬ ‫فأعرض‬ ‫عليه‬ ‫الدنيا‬ ‫العيش،وأقبلت‬ ‫رغد‬ ‫من‬ ‫شيئا‬ ‫ينل‬ ‫فلم‬‫حابه‬
‫رضي‬ ‫الدرداء‬ ‫بأبي‬ ‫يوما‬ ‫.مر‬ ‫باليسير‬ ‫منها‬ ‫رضوا‬ ‫الذين‬: ‫له‬ ‫فقال‬ ‫بناء‬ ‫يبني‬ ‫وهو‬ ‫عنه‬ ‫هللا‬‫ال‬ ‫حملت‬ ‫قد‬‫صخر‬
‫وج‬ ‫لعلك‬ ‫أخي‬ ‫يا‬ : ‫،فقال‬ ‫ذلك‬ ‫مثل‬ ‫ذر‬ ‫أبو‬ ‫فقال‬ ،‫أبنيه‬ ‫بيت‬ ‫هو‬ ‫إنما‬ : ‫الدرداء‬ ‫أبو‬ ‫فرد‬ ،‫الرجال‬ ‫عواتق‬ ‫على‬‫دت‬
.)4(! ‫فيه‬ ‫رأيتك‬ ‫مما‬ ‫إلي‬ ‫أحب‬ ‫كان‬ ‫أهلك‬ ‫عذرة‬ ‫في‬ ‫وأنت‬ ‫بك‬ ‫مررت‬ ‫لو‬ : ‫ذر‬ ‫أبو‬ ‫ذلك،فقال‬ ‫من‬ ‫علي‬
‫متاع‬ ‫من‬ ‫اليسير‬ ‫حتى‬‫ينب‬ ‫التي‬ ‫الفائقة‬ ‫النماذج‬ ‫هللا،ألنهم‬ ‫رسول‬ ‫لصحابة‬ ‫ذر‬ ‫أبو‬ ‫يرضاه‬ ‫ال‬ ‫الدنيا‬‫ترتفع‬ ‫أن‬ ‫غي‬
‫الزائل‬ ‫النعيم‬ ‫خلف‬ ‫سعي‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫إليه‬ ‫ينحدر‬ ‫عما‬ ‫دوما‬‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫عالم‬ ‫وفي‬ .‫م‬ ‫غير‬ ‫النصوص‬ ‫تحتمل‬ ‫ال‬‫فهمه‬ ‫ا‬
‫ا‬ ‫بفعل‬ ‫الناس‬ ‫قبضة‬ ‫ارتخت‬ ‫وإذا‬ .‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫عن‬ ‫وفكره‬ ‫قلبه‬ ‫ووعاه‬‫وتبدل‬ ‫لزمن‬‫األحوال‬
‫هذا‬ ‫بالنواجذ.إن‬ ‫عليها‬ ‫العض‬ ‫و‬ ‫سنته‬ ‫بلزوم‬ ‫الناس‬ ‫أولى‬ ‫صحبه‬ ‫اإلسالم،فإن‬ ‫رقعة‬ ‫اتساع‬ ‫بعد‬‫يفس‬ ‫ما‬‫ر‬

4. ‫الخليفة‬ ‫تبناه‬ ‫الذي‬ ‫الحكم‬ ‫لنمط‬ ‫الشديدة‬ ‫معارضته‬‫عفان‬ ‫بن‬ ‫عثمان‬‫المعارضة‬ ‫تلك‬ ،‫عنه‬ ‫هللا‬ ‫رضي‬‫ا‬‫تعد‬ ‫لتي‬
،‫سجله‬ ‫في‬ ‫إنجاز‬ ‫أهم‬‫أث‬ ‫الصحبة‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫الساطع‬ ‫الدليل‬ ‫و‬‫ف‬ ‫خاص‬ ‫بتوقيع‬ ‫التاريخ‬ ‫بألف،يمهر‬ ‫رجال‬ ‫مرت‬‫ي‬
. ‫جسام‬ ‫أحداث‬ ‫عنها‬ ‫تمخضت‬ ‫مرحلة‬
،‫ثوريا‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫المنكر‬ ‫عن‬ ‫ناهيا‬ ‫بالمعروف‬ ‫آمرا‬ ‫ذر‬ ‫أبو‬ ‫كان‬ ‫لقد‬‫ب‬ ‫فشتان‬ ،‫اشتراكيا‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫زاهدا‬ ‫وكان‬‫من‬ ‫ين‬
‫أن‬ ‫دون‬ ‫كلماته‬ ‫بسوط‬ ‫ووالته‬ ‫الحاكم‬ ‫يلذع‬،‫الطاعة‬ ‫عصا‬ ‫بشق‬ ‫للحظة‬ ‫ولو‬ ‫يفكر‬‫العامة‬ ‫يؤلب‬ ‫ومن‬‫لقلب‬
. ‫الدم‬ ‫أنهار‬ ‫بغيته‬ ‫لتحقيق‬ ‫سالت‬ ‫ولو‬ ‫األوضاع‬
‫من‬ ‫بين‬ ‫شتان‬‫ي‬ ‫المبدأ،ومن‬ ‫على‬ ‫الثبات‬ ‫و‬ ‫بالحق‬ ‫الصدع‬ ‫و‬ ‫الزهد‬ ‫الناس‬ ‫ليعلم‬ ‫أيامه‬ ‫من‬ ‫فضل‬ ‫ما‬ ‫نذر‬‫توارى‬
‫خلف‬ ‫حياء‬ ‫دون‬‫ميكيافيل‬ ‫نة‬ ُ‫س‬‫لي‬‫الوسيلة‬ ‫تبرر‬ ‫الغاية‬ : ‫المرذولة‬!
‫ه‬ ‫تعاليم‬ ‫انحسرت‬ ‫كلما‬ ‫األعناق‬ ‫إليها‬ ‫تشرئب‬ ‫التي‬ ‫العظمة‬ ‫من‬ ‫للون‬ ‫يؤسس‬ ‫الغفاري‬ ‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫عالم‬ ‫إن‬‫ذا‬
‫س‬ ‫خط‬ ‫في‬ ‫يؤثر‬ ‫حتى‬ ‫قائله‬ ‫يفتر‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫الصدق‬ ‫.عظمة‬ ‫اليومية‬ ‫الحياة‬ ‫وواقع‬ ‫الناس‬ ‫وجدان‬ ‫في‬ ‫الدين‬‫ير‬
‫الذي‬ ‫الزهد‬ ‫وعظمة‬ ،‫األمة‬، ‫بالتبر‬ ‫التراب‬ ‫صاحبه‬ ‫عند‬ ‫يستوي‬‫مطم‬ ‫للنفس‬ ‫يبقى‬ ‫فال‬‫عي‬ ‫فضول‬ ‫إلى‬ ‫ح‬‫ش‬
. ‫المسار‬ ‫وتصويب‬ ‫لألمة‬ ‫النصح‬ ‫عن‬ ‫يصرفها‬
‫أبي‬ ‫عالم‬ ‫إنه‬‫الذي‬ ‫ذر‬‫ما‬ : ‫النبوة‬ ‫ديوان‬ ‫في‬ ‫الخالدة‬ ‫بالكلمات‬ ‫أشرق‬‫أص‬ ‫الغبراء‬ ‫أقلت‬ ‫وال‬ ‫الخضراء‬ ‫أظلت‬‫دق‬
‫لهجة‬‫ذر‬ ‫أبي‬ ‫من‬!
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
1-‫علي‬ ‫د.جواد‬.‫اإلسالم‬ ‫قبل‬ ‫العرب‬ ‫تاريخ‬ ‫في‬ ‫المفصل‬ :‫ج‬8.‫ص‬453-454
2-‫الرسالة.ص‬ ‫.مؤسسة‬ ‫النبوية‬ ‫السيرة‬ ‫.جزء‬ ‫النبالء‬ ‫أعالم‬ ‫سير‬ : ‫الذهبي‬ ‫الدين‬ ‫شمس‬138
3-‫اإلسالمية‬ ‫التربية‬ ‫منهج‬ :‫قطب‬ ‫محمد‬‫ج‬2‫الشروق‬ ‫.دار‬1162‫ص‬ .23
4-‫بيروت‬ .‫العلمية‬ ‫الكتب‬ ‫.دار‬ ‫الزهد‬ ‫كتاب‬ : ‫حنبل‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬1111‫ص‬ .122