1. 1
‫الفاروق‬ ‫عدل‬
‫خيبش‬ ‫بن‬ ‫حميد‬
‫الفاروق‬ ‫عن‬ ‫الحديث‬ ‫يستقيم‬ ‫ال‬‫منه‬ ‫تفر‬ ‫الذي‬ ‫فالرجل‬ ، ‫العدالة‬ ‫سفر‬ ‫من‬ ‫مشرقة‬ ‫صفحات‬ ‫تقليب‬ ‫دون‬
‫الخليفة‬ ‫ذاته‬ ‫هو‬ ‫سبيله‬ ‫غير‬ ‫سبيال‬ ‫،وتسلك‬ ‫الشياطين‬‫عشر‬ ‫بعد‬ ‫الحكم‬ ‫أروقة‬ ‫غادر‬ ‫الذي‬‫مدين‬ ‫وهو‬ ‫سنوات‬!
‫أ‬ ‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫إن‬‫اإلنساني‬ ‫العدل‬ ‫تجليات‬ ‫أعظم‬ ‫حد‬,‫أو‬ ‫كقيمة‬ ‫ال‬‫ل‬ ‫كاستيعاب‬ ‫،بل‬ ‫فحسب‬ ‫مبدأ‬‫حقيقة‬
‫كثيرمن‬ ‫أذهان‬ ‫،عن‬ ‫،لألسف‬ ‫اليوم‬ ‫غابت‬ ‫ناصعة‬‫و‬ ‫الكتاب‬ ‫نصوص‬ ‫أن‬ ‫مفادها‬ ‫،حقيقة‬ ‫المسلمين‬‫ال‬ ‫السنة‬
. ‫تشغيل‬ ‫كنظام‬ ‫المسلم‬ ‫العقل‬ ‫معها‬ ‫يتجاوب‬ ‫حين‬ ‫إال‬ ‫الحضاري‬ ‫للبناء‬ ‫مفاتيح‬ ‫تغدو‬
‫بال‬ ‫بطال‬ ‫إسالمه‬ ‫قبل‬ ‫عنه‬ ‫هللا‬ ‫رضي‬ ‫الخطاب‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫كان‬‫قض‬، ‫ية‬‫االس‬ ‫له‬ ‫توافر‬‫والقدرات‬ ‫الفطري‬ ‫تعداد‬
‫التنظيمية‬‫لكن‬‫ال‬ ‫تجليات‬ ‫حالت‬‫و‬ ‫االجتماعي‬ ‫المستويين‬ ‫على‬ ‫وثنية‬‫استيعابه‬ ‫دون‬ ‫السياسي‬‫هذه‬ ‫فظلت‬ ,
‫ر‬ ‫المؤهالت‬‫قري‬ ‫فتيان‬ ‫يحياه‬ ‫كما‬ ‫اليومي‬ ‫الواقع‬ ‫هينة‬‫و‬ ‫الخيل‬ ‫وركوب‬ ‫الخمر‬ ‫:معاقرة‬ ‫ش‬‫المصارعة‬!,‫نعم‬
‫و‬ ‫للقرءة‬ ‫انصرافا‬ ‫عمر‬ ‫أبدى‬.‫ومواهبه‬ ‫قدراته‬ ‫كل‬ ‫إظهار‬ ‫تتيح‬ ‫ال‬ ‫بدائل‬ ‫لكنها‬ ‫العرب‬ ‫ديوان‬ ‫ومطالعة‬ ‫الكتابة‬
‫منه‬ ‫فلقي‬ , ‫الجديد‬ ‫الدين‬ ‫ظهور‬ ‫حال‬ ‫الوثني‬ ‫الموروث‬ ‫عن‬ ‫المنافحة‬ ‫في‬ ‫قومه‬ ‫مألوف‬ ‫إلى‬ ‫عمر‬ ‫انضم‬‫الرعيل‬
‫و‬ ‫أذى‬ ‫مكة‬ ‫مسلمي‬ ‫من‬ ‫األول‬‫مغاليق‬ ‫بفتح‬ ‫سبحانه‬ ‫الحق‬ ‫يأذن‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫فيها‬ ‫الهوداة‬ ‫ومعاداة‬ ‫اضطهادا‬‫البصيرة‬
‫تعرف‬ ‫ال‬ ‫وصراحة‬ ‫وحزم‬ ‫جرأة‬ ‫من‬ ‫هللا‬ ‫حباه‬ ‫عما‬ ‫الكشف‬ ‫إلى‬ ‫إسالمه‬ ‫لحظة‬ ‫الفاروق‬ ‫فبادر‬ . ‫العمرية‬
‫إلحداث‬ ‫واحد‬ ‫اتجاه‬ ‫في‬ ‫تحركت‬ ‫ومواهبه‬ ‫ملكاته‬ ‫كل‬ ‫أن‬ ‫هو‬ ‫إسالمه‬ ‫خبر‬ ‫في‬ ‫االنتباه‬ ‫يلفت‬ ‫أنما‬ ‫بيد‬ .‫المهادنة‬
‫عهده‬ ‫كما‬ ‫عدي‬ ‫بني‬ ‫فتى‬ ‫بين‬ ‫فرق‬‫هو‬ ‫الذي‬ ‫والفاروق‬ ,‫القرشي‬ ‫المجتمع‬. ‫اإلسالم‬ ‫صنيعة‬‫العدل‬ ‫مزية‬ ‫ولعل‬
‫الكش‬ ‫إلى‬ ‫سارع‬ ‫التي‬ ‫الصفات‬ ‫تلك‬ ‫إحدى‬: ‫اآلتي‬ ‫النحو‬ ‫على‬ ‫هللا‬ ‫عبد‬ ‫ابنه‬ ‫يرويها‬ ‫عجيبة‬ ‫حادثة‬ ‫في‬ ‫عنها‬ ‫ف‬
‫جاءه‬ ‫حتى‬ ‫عليه‬ ‫الجمحي,فغدا‬ ‫معمر‬ ‫بن‬ ‫جميل‬ : ‫له‬ ‫فقيل‬ ‫؟‬ ‫للحديث‬ ‫أنقل‬ ‫قريش‬ ‫أي‬ : ‫قال‬ ‫عمر‬ ‫أبي‬ ‫أسلم‬ ‫لما‬ "
‫أسلمت‬ ‫قد‬ ‫أني‬ ‫جميل‬ ‫يا‬ ‫أعلمت‬ : ‫فقال‬‫رداءه,واتبعه‬ ‫يجر‬ ‫قام‬ ‫حتى‬ ‫راجعه‬ ‫ما‬ ‫فوهللا‬ ‫؟‬ ‫محمد‬ ‫دين‬ ‫في‬ ‫ودخلت‬
‫ص‬ ‫المسجد‬ ‫باب‬ ‫على‬ ‫قام‬ ‫إذا‬ ‫عمر,حتى‬‫قريش,و‬ ‫معشر‬ ‫يا‬ : ‫صوته‬ ‫بأعلى‬ ‫رخ‬,‫الكعبة‬ ‫باب‬ ‫حول‬ ‫أنديتهم‬ ‫في‬ ‫هم‬
‫ع‬ ‫إن‬ ‫أال‬,‫كذب‬ :‫يقول‬ ‫خلفه‬ ‫وعمر‬ ,‫صبأ‬ ‫قد‬ ‫مر‬‫إله‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫وشهدت‬ ‫أسلمت‬ ‫قد‬ ‫ولكني‬‫عبده‬ ‫محمدا‬ ‫وأن‬ ‫هللا‬ ‫إال‬
.‫ورسوله‬‫الشمس‬ ‫قامت‬ ‫حتى‬ ‫ويقاتلونه‬ ‫يقاتلهم‬ ‫برح‬ ‫فما‬ ,‫إليه‬ ‫وثاروا‬,‫رؤوسهم‬ ‫على‬‫رأسه‬ ‫وقامواعلى‬ ‫فقعد‬
:‫يقول‬ ‫وهو‬‫أو‬ ‫لكم‬ ‫تركناها‬ ‫لقد‬ ‫رجل‬ ‫ثالثمئة‬ ‫كنا‬ ‫قد‬ ‫لو‬ ‫أن‬ ‫باهلل‬ ‫فأحلف‬ ,‫لكم‬ ‫بدا‬ ‫ما‬ ‫افعلوا‬".‫لنا‬ ‫تركتموها‬
‫ال‬ ‫الدين‬ ‫أحدثها‬ ‫التي‬ ‫الهزة‬ ‫طبيعة‬ ‫يدرك‬ ‫لم‬ ‫من‬ ‫بمقياس‬ ‫إال‬ ‫تهور‬ ‫األمر‬ ‫في‬ ‫ليس‬‫يت‬ ‫ظل‬ ‫كيان‬ ‫في‬ ‫جديد‬‫رقب‬
, ‫مغلق‬ ‫موروث‬ ‫من‬ ‫التحرر‬ ‫فرصة‬‫ومنظو‬‫و‬ ‫الهمم‬ ‫ذوي‬ ‫تسعف‬ ‫ال‬ ‫اجتماعية‬ ‫مة‬‫على‬ ‫االستثنائية‬ ‫القدرات‬
‫بانبثاق‬ ‫إيذانا‬ ‫قريش‬ ‫كفار‬ ‫مع‬ ‫متكافئة‬ ‫غير‬ ‫مواجهة‬ ‫في‬ ‫الدخول‬ ‫على‬ ‫عمر‬ ‫إصرار‬ ‫كان‬ ‫لقد‬ .‫األحداث‬ ‫صنع‬
‫لتصرفاته‬ ‫مالزمة‬ ‫خلقية‬ ‫كصفة‬ ‫العدل‬‫الر‬ ‫فترتي‬ ‫طيلة‬ ‫ومواقفه‬‫الفاروق‬ ‫اقتص‬ ‫مواجهة‬ . ‫الخالفة‬ ‫و‬ ‫سالة‬
‫مستضعف‬ ‫أذاق‬ ‫الذي‬ ‫الجاهلي‬ ‫عمر‬ ‫من‬ ‫خاللها‬‫و‬ ‫األذى‬ ‫ألوان‬ ‫المسلمة‬ ‫الجماعة‬ ‫ي‬‫االضطهاد‬!
‫الم‬ ‫تولت‬‫درسة‬‫النبوية‬‫الرأفة‬ ‫معاني‬ ‫استحضار‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ومواقفه‬ ‫الفاروق‬ ‫سلوك‬ ‫في‬ ‫العدل‬ ‫إنضاج‬
‫والرحمة‬,‫فيه‬ ‫روح‬ ‫ال‬ ‫أجوف‬ ‫ميزانا‬ ‫العدل‬ ‫يصير‬ ‫بدونه‬ ‫الذي‬ ‫واالستثناء‬ ‫والصفح‬ ‫للعفو‬ ‫فسحة‬ ‫وترك‬!‫ومن‬
‫تصويب‬ ‫على‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫النبي‬ ‫حرص‬ ‫يلمس‬ ‫المشورة‬ ‫بدلو‬ ‫الفاروق‬ ‫فيها‬ ‫أدلى‬ ‫التي‬ ‫األحداث‬ ‫يتتبع‬

2. 2
‫م‬ ‫لتحقيق‬ ‫أو‬ ‫والمرونة‬ ‫للرحمة‬ ‫متسع‬ ‫هناك‬ ‫مادام‬ ‫الحدود‬ ‫إلقامة‬ ‫وتغليبه‬ ‫وحزمه‬ ‫جرأته‬‫دعوي‬ ‫كسب‬‫وسياسي‬
.‫أهم‬
‫وأنصاري‬ ‫مهاجري‬ ‫بين‬ ‫خصومة‬ ‫حدثت‬ ‫لما‬‫المصطلق‬ ‫بني‬ ‫غزوة‬ ‫في‬,‫سمومها‬ ‫تنفث‬ ‫أن‬ ‫العصبية‬ ‫,وكادت‬
‫أبي‬ ‫بن‬ ‫هللا‬ ‫عبد‬ ‫كشف‬‫سلول‬ ‫بن‬‫بين‬ ‫الضغائن‬ ‫وتحريك‬ ‫الصف‬ ‫وحدة‬ ‫تمزيق‬ ‫على‬ ‫وحرصه‬ ‫نفاقه‬ ‫عن‬ ‫مجددا‬
‫العه‬ ‫إخوان‬: ‫البغيضة‬ ‫قولته‬ ‫فقال‬ , ‫القريب‬ ‫د‬‫وهللا‬ ‫أما‬ ‫؟‬ ‫فعلوها‬‫منها‬ ‫األعز‬ ‫ليخرجن‬ ‫المدينة‬ ‫إلى‬ ‫رجعنا‬ ‫لئن‬
‫األذل‬: ‫فقال‬ ‫عمر‬ ‫قام‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫النبي‬ ‫الخبر‬ ‫بلغ‬ ‫فلما‬ ,‫هذا‬ ‫عنق‬ ‫أضرب‬ ‫دعني‬ ‫هللا‬ ‫يارسول‬
."‫أصحابه‬ ‫يقتل‬ ‫محمدا‬ ‫أن‬ ‫الناس‬ ‫يتحدث‬ ‫ال‬ ,‫دعه‬ " : ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صى‬ ‫النبي‬ ‫المنافق,فرد‬
‫العدل‬ ‫موازين‬ ‫فيه‬ ‫جرت‬ ‫لو‬ ‫موقف‬‫عل‬ ‫وقوف‬ ‫دون‬‫ى‬‫ا‬‫لطار‬ ‫لتداعيات‬‫سلول‬ ‫ابن‬ ‫رأس‬‫تردد‬ ‫دون‬ ‫عمر‬ ‫بسيف‬
‫علي‬ ‫الدكتور‬ ‫,يقول‬ ‫الداخلي‬ ‫الصف‬ ‫ووحدة‬ ‫السياسية‬ ‫السمعة‬ ‫على‬ ‫الحفاظ‬ ‫ارتأت‬ ‫النبوية‬ ‫الحكمة‬ ‫لكن‬ ,
‫الصالبي‬‫فلو‬ ,)‫النبوية‬ ‫(السيرة‬ ‫كتابه‬ ‫في‬‫ابن‬ ‫مؤامرة‬ ‫واجه‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫النبي‬ ‫أن‬‫و‬ ‫بالقوة‬ ‫سلول‬
‫ر‬ ‫لغضب‬ ‫السالح‬ ‫استعمال‬‫في‬ ‫المسلمة,وليس‬ ‫الوحدة‬ ‫تقطيع‬ ‫إلى‬ ‫له‬ ‫تحمسهم‬ ‫يدفعهم‬ ‫,وقد‬ ‫له‬ ‫متحمسون‬ ‫جال‬
.‫لإلسالم‬ ‫وال‬ ‫للمسلمين‬ ‫مصلحة‬ ‫أي‬ ‫ذلك‬‫الذين‬ ‫سلول‬ ‫ابن‬ ‫أتباع‬ ‫نفوس‬ ‫في‬ ‫الصفح‬ ‫هذا‬ ‫أثر‬ ‫األيام‬ ‫كشفت‬ ‫وقد‬
‫الحكيمة‬ ‫سياسته‬ ‫أثر‬ ‫إلى‬ ‫عمرا‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫النبي‬ ‫فنبه‬ ,‫أمرا‬ ‫أحدث‬ ‫كلما‬ ‫يعنفونه‬ ‫صاروا‬‫قائال‬‫كيف‬ ":
‫قد‬ : ‫عمر‬ ‫فقال‬ "‫لقتلته‬ ‫اليوم‬ ‫أمرتها‬ ‫لو‬ ‫أنوف‬ ‫له‬ ‫ألرعدت‬ ‫لي‬ ‫قلت‬ ‫يوم‬ ‫قتلته‬ ‫لو‬ ‫وهللا‬ ‫أما‬ ‫عمر؟‬ ‫يا‬ ‫ترى‬-‫وهللا‬-
.‫أمري‬ ‫من‬ ‫بركة‬ ‫أعظم‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫ألمر‬ .‫علمت‬
‫تتص‬ ‫فال‬ ‫عليه‬ ‫بلت‬ُ‫ج‬ ‫غريزة‬ ‫عدل‬ ‫النبوي‬ ‫المنهج‬ ‫في‬ ‫العدل‬ ‫ليس‬‫و‬ ‫الظروف‬ ‫وفق‬ ‫فيه‬ ‫رف‬‫المالبسات,وليس‬
‫من‬ ‫الحياة‬ ‫مسرح‬ ‫في‬ ‫يجري‬ ‫لما‬ ‫أويسرة‬ ‫يمنة‬ ‫يلتفت‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫كالسهم‬ ‫غرضه‬ ‫إلى‬ ‫يمضي‬ ‫محدود‬ ‫فكر‬ ‫عدل‬
‫ومست‬ ‫تقلبات‬,‫جدات‬‫والحكمة‬ ‫الفطنة‬ ‫تصوبه‬ ‫عدل‬ ‫هو‬ ‫بل‬, ‫الرجل‬ ‫.إن‬ ‫السياسة‬ ‫ومقتضيات‬‫رحمه‬ ‫العقاد‬ ‫يقول‬
‫عجزاعن‬ ‫العدل‬ ‫في‬ ‫التصرف‬ ‫يجتنب‬ ‫حين‬ ,)‫عمر‬ ‫(عبقرية‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫هللا‬‫المكتوب‬ ‫للحرف‬ ‫والتزاما‬ ‫الفهم‬
‫والتغضب‬ ‫تعي‬ ‫ال‬ ‫التي‬ ‫الموازين‬ ‫مرتبة‬ ‫إلى‬ ‫ونزوال‬‫والتغار‬‫الرجل‬ ‫الحياة.أما‬ ‫مادة‬ ‫في‬ ‫فقيرة‬ ‫آلة‬ ‫هو‬ ‫إنما‬
‫بجرائرها‬ ‫واضطالعا‬ ‫بالتبعة‬ ‫القوي,وعلما‬ ‫على‬ ‫وقدرة‬ ‫الضعيف‬ ‫على‬ ‫غيرة‬ ‫العدل‬ ‫في‬ ‫التصرف‬ ‫يجتنب‬ ‫الذي‬
‫بالحياة‬ ‫غني‬ ‫حي‬ ‫فذلك‬,‫السليقة‬ ‫لفرط‬ ‫يعدل‬‫اإلنسانية‬‫و‬‫القدر‬,‫الحيوية‬ ‫ة‬‫آ‬ ‫ألنه‬ ‫يعدل‬ ‫وال‬‫ال‬ ‫الذي‬ ‫الميزان‬ ‫تشبه‬ ‫لة‬
.‫فيه‬ ‫حس‬
‫للت‬ ‫فيه‬ ‫مجال‬ ‫فال‬ ‫األمور‬ ‫لعواقب‬ ‫السديد‬ ‫والنظر‬ ‫السياسة‬ ‫لمقتضيات‬ ‫متسع‬ ‫العدل‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫لكن‬‫حين‬ ‫ساهل‬
. ‫بالعقيدة‬ ‫األمر‬ ‫يتعلق‬, ‫لوقا‬ ‫نظمي‬ ‫يقول‬ ‫والفاروق,كما‬‫و‬ ‫العقيدة‬ ‫روح‬ ‫تقمص‬ ‫رجل‬‫وجدانه‬ ‫في‬ ‫ألغى‬‫كل‬
‫ح‬, ‫وسلطانها‬ ‫كلمتها‬ ‫إعالء‬ ‫إال‬ ‫ساب‬‫كلب‬ ‫دم‬ ‫عن‬ ‫قيمته‬ ‫في‬ ‫يزيد‬ ‫ال‬ ‫عنده‬ ‫المشرك‬ ‫األب‬ ‫دم‬ ‫غدا‬ ‫حتى‬!‫وفي‬
‫يقبل‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫للعدل‬ ‫صارم‬ ‫,تفعيل‬ ‫الخالفة‬ ‫توليه‬ ‫,غداة‬ ‫الزكاة‬ ‫مانعي‬ ‫من‬ ‫عنه‬ ‫هللا‬ ‫رضي‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫موقف‬
‫ترو‬ ‫التي‬ ‫والقالقل‬ ‫للفتن‬ ‫التصدي‬ ‫في‬ ‫الخيارات‬ ‫دائرة‬ ‫توسيع‬ ‫أو‬ ‫المهادنة‬.‫اإلسالمي‬ ‫الصف‬ ‫تمزيق‬ ‫م‬‫قد‬ ‫ما‬ ‫إن‬
‫أو‬ ‫جورا‬ ‫البعض‬ ‫يراه‬‫وقائي‬ ‫عدل‬ ‫هو‬ ‫فيه‬ ‫مبالغا‬ ‫صرامة‬‫المفصلية‬ ‫القضايا‬ ‫في‬ ‫اعتماده‬ ‫صواب‬ ‫األيام‬ ‫تكشف‬.
‫واإلدارة‬ ‫يتناسب‬ ‫بما‬ ‫الفاروق‬ ‫ذهن‬ ‫في‬ ‫العدل‬ ‫صورة‬ ‫الكتمال‬ ‫مناسبة‬ ‫الصديق‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫خالفة‬ ‫شكلت‬
,‫لألزمات‬ ‫االستثنائية‬‫إل‬ ‫والمبادرة‬ ‫الردة‬ ‫فحروب‬‫,وتسيير‬ ‫بقرائه‬ ‫القتل‬ ‫استحر‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫جمع‬ ‫ى‬

3. 3
‫الخ‬ ‫أعباء‬ ‫لتحمل‬ ‫الفاروق‬ ‫هيأت‬ ‫محطات‬ ‫الواقع‬ ‫في‬ ‫هي‬ ‫الفتوحات‬ ‫شؤون‬‫وخطته‬ ‫سياسته‬ ‫معالم‬ ‫الفة,وتحديد‬
‫الحكم‬ ‫في‬.
‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫منبر‬ ‫على‬ ‫من‬ ‫الرئيسية‬ ‫خطوطه‬ ‫الفاروق‬ ‫استعرض‬ ‫الذي‬ )‫الرئاسي‬ ‫البيان‬ ( ‫في‬
‫وسلم‬‫الم‬ ‫للعهد‬ ‫امتداد‬ ‫هي‬ ‫خالفته‬ ‫أن‬ ‫أولهما‬ : ‫اثنين‬ ‫أمرين‬ ‫على‬ ‫تأكيد‬,‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫وأيام‬ ‫النبوة‬ ‫عهد‬ :‫بارك‬‫و‬
‫شعرة.وثانيه‬ ‫قيد‬ ‫نهجهما‬ ‫عن‬ ‫يحيد‬ ‫فلن‬ ‫بالتالي‬‫م‬‫ال‬ ‫الناس‬ ‫أن‬ ‫ا‬‫وغلظ‬ ‫شدته‬ ‫من‬ ‫لهم‬ ‫مفر‬‫تمت‬ ‫يوم‬ ‫هابوها‬ ‫التي‬ ‫ته‬
.‫الجور‬ ‫أهل‬ ‫على‬ ‫وغلظة‬ ‫شدة‬ ‫مبايعته,لكنها‬‫أوردها‬ ‫التي‬ ‫خطبته‬ ‫في‬ ‫يقول‬‫يو‬ ‫أبو‬( ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫سف‬‫نقال‬ )‫الخراج‬
": ‫المسيب‬ ‫بن‬ ‫سعيد‬ ‫عن‬‫ثم‬,‫الناس‬ ‫أيها‬ ‫أموركم‬ ‫وليت‬ ‫قد‬ ‫إني‬‫أضعفت‬ ‫قد‬ ‫الشدة‬ ‫تلك‬ ‫أن‬ ‫فاعلموا‬–‫رواية‬ ‫وفي‬
‫أضعافا‬ ‫ازدادت‬-‫الظلم‬ ‫أهل‬ ‫على‬ ‫تكون‬ ‫إنما‬ ‫ولكنها‬ ,‫و‬‫والدين‬ ‫السالمة‬ ‫أهل‬ ‫فأما‬ ,‫المسلمين‬ ‫على‬ ‫التعدي‬
‫لب‬ ‫بعضهم‬ ‫من‬ ‫لهم‬ ‫ألين‬ ‫فأنا‬ ,‫والقصد‬‫على‬ ‫خده‬ ‫أضع‬ ‫حتى‬ ‫عليه‬ ‫يتعدى‬ ‫أو‬ ‫أحدا‬ ‫يظلم‬ ‫أحدا‬ ‫أدع‬ ‫عض.ولست‬
‫للحق‬ ‫يذعن‬ ‫حتى‬ ‫اآلخر‬ ‫الخد‬ ‫على‬ ‫قدمي‬ ‫وأضع‬ ,‫األرض‬!‫األرض‬ ‫على‬ ‫خدي‬ ‫أضع‬ ‫تلك‬ ‫شدتي‬ ‫بعد‬ ‫وإني‬
‫أل‬‫و‬ ‫العفاف‬ ‫هل‬."‫الكفاف‬ ‫أهل‬‫تجلت‬ ‫و‬ ‫المنهج‬ ‫هذا‬ ‫األيام‬ ‫صدقت‬ ‫وقد‬‫الذي‬ ‫العدل‬ ‫مجتمع‬ ‫معالم‬ ‫خالفته‬ ‫فترة‬ ‫في‬
‫مخيلة‬ ‫في‬ ‫محلقا‬ ‫ظل‬‫ا‬ ‫الفالسفة‬‫شبر‬ ‫موضع‬ ‫له‬ ‫يجدوا‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫لقدامى‬‫الواقع‬ ‫أرض‬ ‫على‬!‫تأكيد‬ ‫بكل‬ ‫نبالغ‬ ‫ولن‬
‫بعدل‬ ‫هيمن‬ ‫الفاروق‬ ‫بأن‬ ‫جزمنا‬ ‫إذا‬‫و‬ ‫مؤسساتها‬ ‫و‬ ‫الدولة‬ ‫على‬ ‫وحزمه‬ ‫ه‬‫الجم‬ ‫فيهم‬ ‫بمن‬ ‫أفرادها‬‫من‬ ‫الغفير‬
‫والسبق‬ ‫والفضل‬ ‫العلم‬ ‫وأولي‬ ‫الصحابة‬,‫عمر‬ ‫ذكر‬ ‫أكثروا‬ " ‫عنهما‬ ‫هللا‬ ‫رضي‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬ ‫قال‬ ‫حتى‬ ,‫عمر‬ ‫فإن‬
." ‫هللا‬ ‫كر‬ُ‫ذ‬ ‫العدل‬ ‫كر‬ُ‫ذ‬ ‫وإذا‬ ,‫العدل‬ ‫كر‬ُ‫ذ‬ ‫كر‬ُ‫ذ‬ ‫إذا‬
‫أمام‬ ‫الفاروق‬ ‫سيرة‬ ‫تضعنا‬‫مال‬ ‫بيت‬ ‫من‬ ‫يأخذ‬ ‫أن‬ ‫فيأبى‬ ‫نفسه‬ ‫على‬ ‫العدل‬ ‫يقيم‬ ‫األطراف‬ ‫مترامية‬ ‫دولة‬ ‫حاكم‬
‫فإنها‬ ‫أخذتها,وإال‬ ‫فيها‬ ‫لي‬ ‫أذنتم‬ ‫إن‬ : ‫ويقول‬ ‫المنبر‬ ‫فيصعد‬ ,‫يستأذنهم‬ ‫حتى‬ ‫به‬ ‫ألم‬ ‫لمرض‬ ‫عسل‬ ‫شربة‬ ‫المسلمين‬
‫علي‬‫فيها‬ ‫له‬ ‫فيأذنوا‬ ,‫حرام‬!
‫قسمة‬ ‫تتولى‬ ‫أن‬ ‫زوجته‬ ‫على‬ ‫فيأبى‬ ‫بيته‬ ‫أهل‬ ‫على‬ ‫العدل‬ ‫يقيم‬ ‫و‬‫من‬ ‫غنائم‬‫أن‬ ‫خشية‬ ‫المسلمين‬ ‫بين‬ ‫وطيب‬ ‫مسك‬
‫منه‬ ‫أثر‬ ‫بيديها‬ ‫يعلق‬,‫المسلمين‬ ‫سائر‬ ‫دون‬ ‫بيته‬ ‫أهل‬ ‫به‬ ‫فيؤثر‬!‫هللا‬ ‫عبد‬ ‫ابنه‬ ‫فيعطي‬ ‫جلوالء‬ ‫غنائم‬ ‫ويقسم‬
‫من‬ ‫أقل‬ ‫نصيبا‬‫ألحد‬ ‫ملت‬ ‫أني‬ ‫القيامة‬ ‫يوم‬ ‫هللا‬ ‫اليسألني‬ ,‫عمر‬ ‫في‬ ‫أسوة‬ ‫لك‬ ‫إن‬ , ‫هللا‬ ‫عبد‬ ‫يا‬ :‫قائال‬ ‫نظرائه‬!
‫أسبل‬ ‫قد‬ ‫فتى‬ ‫فيدعو‬ ‫المجتمعي‬ ‫النسيج‬ ‫عرى‬ ‫بتفكك‬ ‫تؤذن‬ ‫التي‬ ‫الترف‬ ‫لمظاهر‬ ‫يتصدى‬ ‫أن‬ ‫العدل‬ ‫من‬ ‫ويرى‬
‫الدر‬ ‫ومعه‬ ‫الزبير‬ ‫مجزرة‬ ‫ويأتي‬ ,‫اإلزار‬ ‫طرف‬ ‫بها‬ ‫يقطع‬ ‫بشفرة‬ ‫فيأمر‬ , ‫يجره‬ ‫وهو‬ ‫إزاره‬‫رجال‬ ‫وجد‬ ‫,فإن‬ ‫ة‬
‫عمك؟‬ ‫ابن‬ ‫أو‬ ‫لجارك‬ ‫بطنك‬ ‫طويت‬ ‫أال‬ : ‫وقال‬ ‫بها‬ ‫ضربه‬ ‫متتابعين‬ ‫ليومين‬ ‫لحما‬ ‫اشترى‬
‫ال‬ ‫ما‬ ‫يحملوها‬ ‫أال‬ ‫الناس‬ ‫فيأمر‬ ‫األنعام‬ ‫و‬ ‫الدواب‬ ‫على‬ ‫العدل‬ ‫ويقيم‬,‫المسير‬ ‫في‬ ‫بها‬ ‫يتقصدوا‬ ‫أن‬ ‫و‬ ‫تطيق‬
‫لو‬ " ‫العدل‬ ‫على‬ ‫ُحمل‬‫ي‬ ‫كما‬ ‫المحاسبة‬ ‫على‬ ‫معناها‬ ‫ُحمل‬‫ي‬ ‫التي‬ ‫قولته‬ ‫ويردد‬‫بشاطيء‬ ‫ضياعا‬ ‫جمل‬ ‫مات‬
. "‫عنه‬ ‫هللا‬ ‫يسألني‬ ‫أن‬ ‫لخشيت‬ ‫الفرات‬
‫ف‬ ‫العطايا‬ ‫في‬ ‫العدل‬ ‫ويقيم‬‫و‬ ‫العرب‬ ‫بين‬ ‫بالتسوية‬ ‫والته‬ ‫يأمر‬‫و‬ ‫الكتاب‬ ‫أهل‬ ‫فقراء‬ ‫العطاء‬ ‫يشمل‬ ‫وبأن‬ , ‫الموالي‬
‫ضعفاءهم‬.
‫والته‬ ‫على‬ ‫العدل‬ ‫ويقيم‬, ‫األمصار‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫الناس‬ ‫أمور‬ ‫على‬ ‫يوليهم‬ ‫لمن‬ ‫قاسية‬ ‫شروط‬ ‫بوضع‬ ‫فاليكتفي‬‫بل‬
‫في‬ ‫يتكئوا‬ ‫بأال‬ ‫الوالة‬ ‫يأمر‬ ‫أن‬ ‫العدل‬ ‫على‬ ‫حرصه‬ ‫ويبلغ‬ .‫التفتيش‬ ‫ولجان‬ ‫العيون‬ ‫يرسل‬ ‫و‬ ‫عليهم‬ ‫الناس‬ ‫ُشهد‬‫ي‬‫و‬

4. 4
‫كسائر‬ ‫فكن‬ ‫جلست‬ ‫مجلس,فإذا‬ ‫في‬ ‫تتكيء‬ ‫أنك‬ ‫إلي‬ ‫وقع‬ ": ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫إلى‬ ‫ويكتب‬ , ‫الحكم‬ ‫مجالس‬
"‫تتكيء‬ ‫وال‬ ‫الناس‬!
‫بل‬‫و‬ ‫الزمان‬ ‫نطاق‬ ‫عن‬ ‫بالعدل‬ ‫ويرتفع‬‫لينصف‬ ‫المكان‬‫المفتوحة‬ ‫األراضي‬ ‫تقسيم‬ ‫قصة‬ ‫في‬ ‫المقبلة‬ ‫األجيال‬,
‫توقف‬ ‫بأن‬ ‫,ويأمر‬ ‫نصيب‬ ‫بعدهم‬ ‫لمن‬ ‫يبقى‬ ‫أال‬ ‫خشية‬ ‫العراق‬ ‫سواد‬ ‫من‬ ‫المسلمون‬ ‫حازه‬ ‫ما‬ ‫يقسم‬ ‫أن‬ ‫فيأبى‬
‫ُضرب‬‫ي‬‫و‬‫للمسلمين‬ ‫نفعه‬ ‫يدوم‬ ‫خراج‬ ‫عليها‬!
‫والة‬ ‫من‬ ‫بعده‬ ‫من‬ ‫يحمل‬ ‫ثناء‬ ‫الفاروق‬ ‫خالفة‬ ‫على‬ ‫المسلم‬ ‫المجتمع‬ ‫يثني‬ ‫أن‬ ‫إذن‬ ‫غرابة‬ ‫ال‬‫تسديد‬ ‫على‬ ‫األمر‬
‫األحمر‬ ‫الكبريت‬ ‫من‬ ‫أعز‬ ‫عمر‬ ‫همة‬ ‫كمثل‬ ‫فهمة‬ , ‫المستطاع‬ ‫قدر‬ ‫القرار‬ ‫وتصويب‬ ‫النظر‬!‫الناس‬ ‫سمع‬ ‫وكم‬
‫من‬ ‫على‬ ‫حجة‬ ‫عليهما‬ ‫هللا‬ ‫رضوان‬ ‫وعمر‬ ‫بكر‬ ‫أبا‬ ‫جعل‬ ‫هللا‬ ‫إن‬ " ‫يقول‬ ‫عنه‬ ‫هللا‬ ‫رضي‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫عليا‬
.‫القيامة‬ ‫يوم‬ ‫إلى‬ ‫الوالة‬ ‫من‬ ‫بعدهما‬.‫بعيدا‬ ‫سبقا‬ ‫وهللا‬ ‫سبقا‬,‫و‬‫بعدهما‬ ‫من‬ ‫أتعبا‬‫شديدا‬ ‫إتعابا‬!
‫العادلة‬ ‫والقضية‬ .. ‫العادل‬ ‫والسلوك‬ ‫العادل‬ ‫الحكم‬ ‫معالم‬ ‫هي‬ ‫وتلك‬ ,‫الفاروق‬ ‫عدل‬ ‫هو‬ ‫ذاك‬!