SlideShare a Scribd company logo
1 of 24
Download to read offline
‫سلسلة‬
‫إيمانك‬ ‫تجدد‬ ‫كيف‬
‫إيمانك‬ ‫د‬ ّ‫تجد‬ ‫كيف‬
‫إجرائي‬ ‫منهاج‬ ‫بواسطة‬
‫الشامي‬ ‫التهامي‬ ‫اﻷستاذ‬
1
‫إهداء‬
‫حني‬ ‫كل‬ ‫الطيبة‬ ‫خصالها‬ ‫تؤتي‬ ‫ذرية‬ ، ‫حياتي‬ ‫ومهجة‬ ‫كبدي‬ ‫فلذة‬ ، ‫قليب‬ ‫إلى‬ ‫الناس‬ ‫أعز‬ ‫أحبائي‬ ‫إلى‬
‫الدعاء‬ ‫أخلص‬ ‫الروح‬ ‫وشقيقة‬ ‫العمر‬ ‫رفيقة‬ ‫وإلى‬ ، ‫الدعاء‬ ‫وأصدق‬ ‫الرضا‬ ‫حسن‬ ‫مين‬ ‫لكم‬ ، ‫ربها‬ ‫بإذن‬
‫اهتديت‬ ‫فكرة‬ ‫وكل‬ ، ‫الله‬ ‫مرضاة‬ ‫إبتغاء‬ ‫يدي‬ ‫خطته‬ ‫حرف‬ ‫كل‬ ‫أهدي‬ ‫هؤالء‬ ‫إلى‬ ، ‫واملغفرة‬ ‫بالرحمة‬
‫ولكم‬ ‫لي‬ ‫وختم‬ ، ‫ويرضاه‬ ‫يحبه‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫وأيكم‬ ‫الله‬ ‫جمعين‬ ، ‫سبحانه‬ ‫الحق‬ ‫من‬ ً‫قربا‬ ‫وزادتين‬ ‫إليها‬
. ‫جدير‬ ‫وباإلستجابة‬ ‫قدير‬ ‫يشاء‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫إنه‬ ، ‫الدارين‬ ‫بسعادة‬
2
‫البحث‬ ‫محتويات‬
: ‫املقدمة‬4.……5
: ‫القرآن‬ ‫قراءة‬ ‫مفهوم‬ ‫تجديد‬6.……11
: ‫إيمانك‬ ‫تجدد‬ ‫كيف‬12...…16
: ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫تكتسب‬ ‫كيف‬17...…19
: ‫الواقع‬ ‫تغري‬ ‫كيف‬20...…24
3
‫املقدمة‬
ً‫ا‬‫عزيز‬ ‫الله‬ ‫وكان‬ ‫الرسل‬ ‫بعد‬ ‫حجة‬ ‫الله‬ ‫على‬ ‫للناس‬ ‫يكون‬ ‫لئال‬ ‫ومنذرين‬ ‫مبرشين‬ ً‫ال‬‫رس‬ ":‫تعالى‬ ‫قال‬
‫النساء‬ ‫"ـ‬ ً‫حكيما‬165‫ـ‬
‫الفهم‬ ‫انحراف‬ ‫لتصحيح‬ ‫تسعى‬ ‫اليت‬ ، ‫اإلصالحية‬ ‫للحركات‬ ‫ا‬ ً‫تتابع‬ ‫إال‬ ‫ليس‬ ‫واﻷنبياء‬ ‫الرسل‬ ‫بعث‬ ‫إن‬
‫االنحرافات‬ ‫وترسخت‬ ‫والصواب‬ ‫الحق‬ ‫عن‬ ‫البرشية‬ ‫زاغت‬ ‫فكلما‬ ، ‫اﻷرض‬ ‫في‬ ‫االستخالف‬ ‫لرسالة‬
‫القيود‬ ‫جميع‬ ‫من‬ ‫العقول‬ ‫لتحرير‬ ‫املفاهيم‬ ‫ويصلح‬ ‫ليجدد‬ ، ً‫رسوال‬ ‫الله‬ ‫بعث‬ ‫إال‬ ‫واملعامالتية‬ ‫العبادية‬
‫إن‬ ‫الذين‬ " :‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫وجه‬ ‫أحسن‬ ‫على‬ ‫االستخالف‬ ‫بأعباء‬ ‫النهوض‬ ‫من‬ ‫ومنعتها‬ ‫كبلتها‬ ‫اليت‬
‫اﻷمور‬ ‫عاقبة‬ ‫ولله‬ ، ‫املنكر‬ ‫عن‬ ‫ونهوا‬ ‫باملعروف‬ ‫وأمروا‬ ، ‫الزكاة‬ ‫وآتوا‬ ‫الصالة‬ ‫أقاموا‬ ‫اﻷرض‬ ‫في‬ ‫مكناهم‬
‫الحج‬ ‫ـ‬41‫ـ‬
... ‫واإلخاء‬ ‫واملحبة‬ ‫واملساواة‬ ‫العدل‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ‫اﻷرض‬ ‫بعمارة‬ ‫القيام‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ :‫يعين‬ ‫والتمكني‬
‫على‬ ‫تطرأ‬ ‫اليت‬ ‫والتطورات‬ ‫املحدثات‬ ‫لتالئم‬ ‫والتصورات‬ ‫اﻷفكار‬ ‫تجديد‬ ‫يتطلب‬ ‫املبتغى‬ ‫هذا‬ ‫وتحقيق‬
‫حضارية‬ ‫لحركة‬ ‫اإلنسان‬ ‫يدعو‬ ‫الذي‬ ‫الرباني‬ ‫املنهج‬ ‫عن‬ ‫الناس‬ ّ‫ينفض‬ ‫ال‬ ‫حىت‬ ، ‫البرشية‬ ‫املجتمعات‬
‫العالقات‬ ‫ل‬ ّ‫فتتحو‬ ‫التشيؤ‬ ‫بؤرة‬ ‫في‬ ‫والوقوع‬ ، ‫املادي‬ ‫االستغراق‬ ‫من‬ ‫لينقذه‬ ‫والعمل‬ ‫واﻷخالق‬ ‫الفكر‬ ‫في‬
‫إصالح‬ ‫إلى‬ ‫ا‬ً‫دائم‬ ‫يدعو‬ ‫القرآني‬ ‫الخطاب‬ ‫نجد‬ ‫لذا‬ ، ‫اﻷشياء‬ ‫بني‬ ‫آلية‬ ‫عالقات‬ ‫يشبه‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫البرش‬ ‫بني‬
‫الله‬ ‫شاء‬ ‫ولو‬ ، ‫ومنهاجا‬ ‫عة‬ |‫رِش‬ ‫منكم‬ ‫جعلنا‬ ‫:"لكل‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫السليمة‬ ‫الفطرة‬ ‫مع‬ ‫يتماىش‬ ‫ممنهج‬
‫فينبئكم‬ ‫جميعا‬ ‫مرجعكم‬ ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫الخريات‬ ‫فاستبقوا‬ ، ‫آتاكم‬ ‫ما‬ ‫في‬ ‫ليبلوكم‬ ‫ولكن‬ ، ‫واحدة‬ ‫ة‬ ّ‫أم‬ ‫لجعلكم‬
‫املائدة‬ ‫ـ‬ "‫تختلفون‬ ‫فيه‬ ‫كنتم‬ ‫بما‬48‫ـ‬
‫يقول‬ ، ‫الرشيعة‬ ‫في‬ ‫ال‬ ‫فقط‬ ‫العقيدة‬ ‫أصول‬ ‫في‬ ‫حد‬ ّ‫وتت‬ ‫فق‬ ّ‫تت‬ ‫السماوية‬ ‫اﻷديان‬ ‫بأن‬ ّ‫تبني‬ ‫اآلية‬
‫طريق‬ ‫أي‬ ، ً‫ومنهاجا‬ ً‫ة‬‫رِشع‬ ‫جعلنا‬ ‫اﻷمم‬ ‫أيها‬ ‫منكم‬ ‫لكل‬ " : ‫اآلية‬ ‫تفسري‬ ‫في‬ ‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫السعدي‬
‫بحسب‬ ‫تتغري‬ ‫اليت‬ ‫هي‬ ‫اﻷمم‬ ‫باختالف‬ ‫تختلف‬ ‫اليت‬ ‫الرشائع‬ ‫وهذه‬ ، ‫غموض‬ ‫وال‬ ‫فيه‬ ‫لبس‬ ‫ال‬ ‫واضح‬
‫هي‬ ‫اليت‬ ‫الكبار‬ ‫اﻷصول‬ ‫وأما‬ ، ‫رِشعتها‬ ‫وقت‬ ‫في‬ ‫العدل‬ ‫إلى‬ ‫رجع‬ُ‫ت‬ ‫وكلها‬ ، ‫واﻷحوال‬ ‫اﻷزمنة‬ ‫تغري‬
‫:"ولكن‬ ‫تعالى‬ ‫وقوله‬ . ‫الرشائع‬ ‫جميع‬ ‫في‬ ‫ع‬ ّ‫فترش‬ ‫تختلف‬ ‫ال‬ ‫فإنها‬ ، ‫زمان‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫وحكمة‬ ‫مصلحة‬
‫حكمته‬ ‫تقتضيه‬ ‫ما‬ ‫بحسب‬ ‫أمة‬ ‫كل‬ ‫ويبتلي‬ ، ‫تعملون‬ ‫كيف‬ ‫وينظر‬ ‫يختربكم‬ ‫"أي‬ ‫آتاكم‬ ‫ما‬ ‫في‬ ‫ليبلوكم‬
‫ولهذا‬ ، ‫غريها‬ ‫سبق‬ ‫على‬ ‫حرص‬ُ‫ت‬ ‫أمة‬ ‫فكل‬ ، ‫اﻷمم‬ ‫بني‬ ‫التنافس‬ ‫ليحصل‬ ‫به‬ ‫يليق‬ ‫ما‬ ‫أحد‬ ‫كل‬ ‫ويؤتي‬
‫ومستحب‬ ‫فرض‬ ‫لكل‬ ‫الشاملة‬ ‫الخريات‬ ‫فإن‬ ، ‫وأكملوها‬ ‫إليها‬ ‫بادروا‬ : ‫أي‬ "‫الخريات‬ ‫"فاستبقوا‬ :‫قال‬
‫املبادرة‬ : ‫بأمرين‬ ‫إال‬ ‫اﻷمر‬ ‫على‬ ً‫مستوليا‬ ‫لغريه‬ ‫سابقا‬ ‫فاعلها‬ ‫يصري‬ ‫ال‬ ، ‫عباده‬ ‫وحقوق‬ ‫الله‬ ‫حقوق‬ ‫من‬
‫الوجه‬ ‫على‬ ‫كاملة‬ ‫أدائها‬ ‫في‬ ‫واالجتهاد‬ ، ‫عارضها‬ ‫ويعرض‬ ‫وقتها‬ ‫يجيء‬ ‫حني‬ ‫الفرصة‬ ‫وانتهاز‬ ، ‫إليها‬
»‫املنان‬ ‫كالم‬ ‫تفسري‬ ‫في‬ ‫الرحمن‬ ‫الكريم‬ ‫«تيسري‬ : ‫به."كتاب‬ ‫املأمور‬
4
‫بناء‬ ‫سلوك‬ ‫إلى‬ ‫ويحوله‬ ، ‫صحته‬ ‫على‬ ‫يربهن‬ ‫علم‬ ‫له‬ ‫يتوفر‬ ‫لم‬ ‫إذا‬ ‫له‬ ‫قيمة‬ ‫ال‬ ‫اإلصالحي‬ ‫املنهاج‬ ‫إن‬
‫على‬ ‫عالة‬ ‫املؤمن‬ ‫املجتمع‬ ‫يكون‬ ‫ال‬ ‫حىت‬ ، ‫والتنمية‬ ‫والتطور‬ ‫اإلبداع‬ ‫في‬ ‫ا‬ً‫علو‬ ‫املجتمع‬ ‫يمنح‬ ‫الواقع‬ ‫في‬
ُّ‫وحل‬ ، ‫مؤمن‬ ‫وغري‬ ‫مؤمن‬ ‫مجتمع‬ ‫بني‬ ‫يفرق‬ ‫وال‬ ‫محاباة‬ ‫يقبل‬ ‫ال‬ ‫باﻷسباب‬ ‫اﻷخذ‬ ‫قانون‬ ‫ﻷن‬ ، ‫اآلخرين‬
‫ينتظم‬ ً‫موجها‬ ً‫معرفيا‬ ً‫ذهنيا‬ ً‫نشاطا‬ ُّ‫يعد‬ ‫الذي‬ ، ‫التفكري‬ ‫بوساطة‬ ً‫حرصا‬ ‫يتحقق‬ ‫اإلنسان‬ ‫مشكالت‬
‫العقبات‬ ‫ي‬ | ّ‫ط‬َ‫خ‬َ‫ت‬ ً‫ا‬‫أبد‬ ‫واليمكن‬ ، ‫هادف‬ ‫ومخطط‬ ‫منظمة‬ ‫اسرتاتيجية‬ ‫وفق‬ ‫ويسري‬ ، ‫منهاجي‬ ‫بشكل‬
‫وهي‬ ، ‫البرش‬ ‫وخطأ‬ ‫القدر‬ ‫بني‬ ‫املبهمة‬ ‫املنطقة‬ ‫في‬ ‫والقبوع‬ ، ‫واﻷدعية‬ ‫ل‬ ُّ‫التوس‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫وردعها‬
‫بل‬ ، ‫البرش‬ ‫فساد‬ ‫تفسري‬ ‫في‬ ‫بالقدر‬ ‫إيمان‬ ‫ال‬ ‫إذ‬ ، ‫لإليمان‬ ‫تخضع‬ ‫مما‬ ‫أكرث‬ ‫الفهم‬ ‫لسوء‬ ‫تخضع‬ ‫منطقة‬
‫منطلق‬ ‫من‬ ‫املؤمن‬ ‫يمارسه‬ ‫الذي‬ ، ‫واملنطق‬ ‫االستبصار‬ ‫إلى‬ ‫املستند‬ ‫املنهاج‬ |ّ‫تبين‬ ‫هو‬ ‫واﻷنفع‬ ‫اﻷجدر‬
‫الصادق‬ ‫اإليمان‬ ‫إلى‬ ‫السالم‬ ‫عليه‬ ‫إبراهيم‬ ‫سيدنا‬ ‫اهتداء‬ ‫قصة‬ ‫تذكر‬ ‫اليت‬ ‫فاآليات‬ .‫اإليماني‬ ‫الوعي‬
‫الحل‬ ‫إلى‬ ‫وصل‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ، ‫املشكالت‬ |ّ‫حل‬ ‫في‬ ‫التفكري‬ ‫عملية‬ ‫على‬ ‫ترتكز‬ ، ‫فعلية‬ ‫خطوات‬ ‫كانت‬ ‫كلها‬
‫كنتم‬ ‫إن‬ ‫باﻷمن‬ ‫أحق‬ ‫الفريقني‬ ‫فأي‬ ": ‫دامغ‬ ‫باستنتاج‬ ‫أطروحته‬ ‫فختم‬ ، ‫برمتها‬ ‫للمشكلة‬ ‫املناسب‬
‫اﻷنعام‬ ‫مهتدون"ـ‬ ‫وهم‬ ‫اﻷمن‬ ‫لهم‬ ‫أولئك‬ ‫بظلم‬ ‫إيمانهم‬ ‫يلبسوا‬ ‫ولم‬ ‫آمنوا‬ ‫الذين‬ . ‫تعلمون‬81‫ـ‬82
‫واستخالصها‬ ‫الرباهني‬ ‫واستقراء‬ ، ‫والباطل‬ ‫الحق‬ ‫بني‬ ‫االختيار‬ ‫امتحان‬ ‫بعد‬ ‫|نان‬ ّ‫يبي‬ ‫اآليتني‬ ‫هذين‬ ‫إن‬
‫االهتداء‬ ‫يتم‬ ‫بفضلهما‬ ‫اللذين‬ ، ‫الهدى‬ ‫ودالئل‬ ‫ل‬ ُّ‫التعق‬ ‫بني‬ ‫املطلق‬ ‫االنسجام‬ ‫مدى‬ ، ‫الكونية‬ ‫املشاهد‬ ‫من‬
. ‫والتكامل‬ ‫الصالح‬ ‫نحو‬ ‫املؤمن‬ ‫وصل‬ُ‫ي‬ ‫الذي‬ ، ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫إلى‬
‫العمر‬ ‫من‬ ‫املخزون‬ ‫نفد‬ ‫حني‬ ‫إلى‬ ‫مستمر‬ ‫فالعرض‬ ، ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫واﻷوبة‬ ‫التوبة‬ ‫فرصة‬ ‫اغتنم‬ ‫الله‬ ‫في‬ ‫أخي‬
‫إيمانك‬ ‫وتجديد‬ ، ‫إيمانك‬ ‫بتجديد‬ ‫الكفيلة‬ ‫وحدها‬ ‫ﻷنها‬ ، ‫أفكارك‬ ‫تغيري‬ ‫في‬ ‫اللحظة‬ ‫من‬ ‫تبدأ‬ ‫أن‬ ‫وحاول‬
" ‫بأنفسهم‬ ‫ما‬ ‫يغريوا‬ ‫حىت‬ ‫بقوم‬ ‫ما‬ ‫يغري‬ ‫ال‬ ‫الله‬ ‫تعالى:"إن‬ ‫قال‬ ، ‫أعمالك‬ ‫إلصالح‬ ‫اﻷوحد‬ ‫السبيل‬ ‫هو‬
‫الرعد‬ ‫ـ‬ .11‫ـ‬
‫دين‬ ‫في‬ ‫قوة‬ ‫لك‬ ‫ولتكن‬ ، ‫أيدينا‬ ‫قدمته‬ ‫وما‬ ‫أفكارنا‬ ‫فيها‬ ‫فرناجع‬ ‫ساعة‬ ‫نؤمن‬ ‫الله‬ ‫في‬ ‫أخي‬ ‫يا‬ ‫بنا‬ ‫هيا‬
‫وأياك‬ ، ‫حني‬ ‫وكل‬ ‫عمل‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫الله‬ ‫رقابة‬ ‫واستشعر‬ ، ‫بعلم‬ ‫وحلم‬ ‫حلم‬ ‫في‬ ‫وعلم‬ ، ‫يقني‬ ‫في‬ ‫وإيمان‬
‫الله‬ ‫ورحم‬ ، ‫لك‬ ‫اآلخرين‬ ‫مصارحة‬ ‫قبل‬ ‫نفسك‬ ‫وصارح‬ ، ‫الغافلني‬ ‫بضاعة‬ ‫فإنه‬ ‫عمل‬ ‫بغري‬ ‫والتمين‬
‫اﻷوان‬ ‫فوات‬ ‫قبل‬ ‫النجاة‬ ‫طوق‬ ‫لنفسه‬ ‫فأرسل‬ ‫ل‬ َّ‫ج‬َ‫وع‬ ، ‫إليه‬ ‫وأناب‬ ‫ربه‬ ‫فاستغفر‬ ‫ذنوبه‬ ‫أً عرف‬ُ‫امر‬
‫طه‬ ‫"ـ‬ ‫لرتىض‬ ‫ربي‬ ‫إليك‬ ‫:"وعجلت‬ ‫تعالى‬ ‫بقوله‬ ‫يلهج‬ ‫لسانه‬ ‫وجعل‬84‫ـ‬
‫والنصري‬ ‫املولى‬ ‫نعم‬ ‫وهو‬ ‫التوفيق‬ ‫ولي‬ ‫الله‬
5
: ‫اﻷولى‬ ‫الخطوة‬
‫القرآن‬ ‫قراءة‬ ‫مفهوم‬ ‫تجديد‬
‫هي‬ ، ‫والجهل‬ ‫ية‬ ّ‫اﻷم‬ ‫تسوده‬ ‫كانت‬ ‫الذي‬ "‫الجاهلي‬ ‫"املجتمع‬ ‫وتجديد‬ ‫لتغيري‬ ‫وسيلة‬ ‫أول‬ ‫كانت‬ ‫لقد‬
‫باسم‬ ‫"اقرأ‬ : ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫القرآن‬ ‫من‬ ‫نزل‬ ‫ما‬ ‫أول‬ ‫فكان‬ ، ‫املعرفة‬ ‫تجديد‬ ‫على‬ ُّ‫تحث‬ ‫ربانية‬ ‫دعوة‬ ‫توجيه‬
‫لم‬ ‫ما‬ ‫اإلنسان‬ ‫علم‬ .‫بالقلم‬ ‫علم‬ ‫الذي‬ .‫اﻷكرم‬ ‫وربك‬ ‫اقرأ‬ . ‫علق‬ ‫من‬ ‫اإلنسان‬ ‫خلق‬ . ‫خلق‬ ‫الذي‬ ‫ربك‬
‫العلق‬ ‫…"ـ‬ ‫يعلم‬1‫ـ‬5‫ـ‬
‫لحظات‬ ‫من‬ ‫لحظة‬ ‫أول‬ ‫في‬ ، ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الرسول‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫به‬ ‫ه‬ ّ‫وج‬ ‫إلهي‬ ‫أمر‬ ‫أول‬ ‫إن‬
‫الذي‬ ‫الوضوح‬ ‫بهذا‬ ‫ذاك‬ ‫إذ‬ ‫القراءة‬ ‫أهمية‬ ‫تكن‬ ‫ولم‬ ، ‫اﻷوسع‬ ‫"بمعناها‬ ‫"اقرأ‬ ‫هو‬ ‫اﻷعلى‬ ‫باملأل‬ ‫اتصاله‬
‫في‬ ‫وأهميتها‬ ‫املعرفة‬ /‫القراءة‬ ‫قيمة‬ ‫يعلم‬ ‫كان‬ ‫سبحانه‬ ‫ولكنه‬ ، ‫البرشية‬ ‫حياة‬ ‫في‬ ‫ونعرفه‬ ‫اآلن‬ ‫نلمسه‬
‫العلم‬ ‫ومبدأ‬ ‫واإلدراك‬ ‫للفهم‬ ‫اﻷوحد‬ ‫السبيل‬ ‫هي‬ ‫وبأنها‬ ، ‫اإلنسان‬ ‫ورقي‬ ‫الحضارة‬ ‫وتطوير‬ ‫تجديد‬
. ‫واملعرفة‬
‫في‬ ‫للمعلومات‬ ‫العقلي‬ ‫واالسرتجاع‬ ، ‫واالستقراء‬ ‫واملقارنة‬ ‫الفهم‬ ‫على‬ ً‫قائما‬ ً‫ذهنيا‬ ً‫نشاطا‬ ُّ‫تعد‬ ‫والقراءة‬
‫والتذوق‬ ‫واإلدراك‬ ‫اإلنتباه‬ ‫مقوماتها‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬ ، ‫أومنظور‬ ‫مسطور‬ ‫شكل‬ ‫على‬ ‫كانت‬ ‫سواء‬ ، ‫الدماغ‬
‫ولقد‬ ، ً‫وسلوكيا‬ ً‫فكريا‬ ً‫واقعا‬ ‫صريورتها‬ ‫في‬ ‫غايتها‬ ‫وإنما‬ ً‫فكريا‬ ً‫ترفا‬ ‫ليست‬ ‫وهي‬ ، ‫والتفاعل‬ ‫واإلنفعال‬
‫قبل‬ ‫القراءة‬ ‫في‬ ‫التفكري‬ ‫فأضحى‬ ، ‫النقدي‬ ‫التفكري‬ ‫في‬ ‫ا‬ ً‫ملحوظ‬ ً‫ال‬‫تحو‬ ‫القراءة‬ ‫ملفهوم‬ ‫النظرة‬ ‫شهدت‬
‫في‬ ‫والنظر‬ ، ‫ذاتها‬ ‫القراءة‬ ‫في‬ ‫التفكري‬ ‫عن‬ ‫املرتتبة‬ ‫القيمة‬ ‫على‬ ‫ينطوي‬ ‫مختلف‬ ‫أمر‬ ‫وهذا‬ ، ‫املقرؤ‬
‫اختالف‬ ‫بحسب‬ ، ‫واملناهج‬ ‫املدارس‬ ‫إختالف‬ ‫االعتبار‬ ‫بعني‬ ‫اﻷخذ‬ ‫مع‬ ، ‫فيها‬ ‫البحث‬ ‫ومناهج‬ ‫أدواتها‬
‫هنا‬ ‫ومن‬ ، ‫القاريء‬ ‫بذاتية‬ ‫املرتبطة‬ ‫الخاصة‬ ‫اﻷسباب‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬ ، ‫واملعرفية‬ ‫الفكرية‬ ‫منطلقاتها‬
‫لحظات‬ ‫في‬ ‫النص‬ ‫مآالت‬ ‫تجديد‬ ‫في‬ ‫سهم‬ُ‫ت‬ ‫رؤى‬ ‫وابتكار‬ ‫لخلق‬ ، ‫القرآن‬ ‫قراءات‬ ‫د‬ ّ‫تعد‬ ‫مرشوعية‬ ‫تأتي‬
‫هذا‬ ‫و‬ . ‫الداللية‬ ‫أوجهها‬ ‫بمختلف‬ ‫املعرفية‬ ‫املجاالت‬ ‫كافة‬ ‫في‬ ‫الفهم‬ ‫مدارك‬ ‫توسيع‬ ‫بغية‬ ، ‫دة‬ ّ‫متجد‬
‫ر‬ َّ‫مؤط‬ ‫جماعي‬ ‫عمل‬ ‫لتقديم‬ ، ‫متنوعة‬ ‫تخصصات‬ ‫من‬ ‫كبرية‬ ‫جهود‬ ‫تضافر‬ ‫يتطلب‬ ‫للقراءة‬ ‫الجديد‬ ‫املفهوم‬
‫اﻷديان‬ ‫وعلم‬ ‫والسيميائي‬ ‫واﻷنرتوبولوجي‬ ، ‫والتيولوجي‬ ‫والبالغي‬ ‫اللساني‬ ‫بني‬ ‫يجمع‬ ، ‫م‬ َّ‫ومنظ‬
‫سبعة‬ ‫بعده‬ ‫من‬ ‫يمده‬ ‫والبحر‬ ‫أقالم‬ ‫شجرة‬ ‫من‬ ‫اﻷرض‬ ‫في‬ ‫أنما‬ ‫ولو‬ ": ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫...إلخ‬ ‫املقارن‬
‫لقمان‬ ‫"ـ‬ ‫حكيم‬ ‫عزيز‬ ‫الله‬ ‫إن‬ ‫الله‬ ‫كلمات‬ ‫نفدت‬ ‫ما‬ ، ‫أبحر‬27‫ـ‬
‫الذي‬ ، ‫املطلق‬ ‫الله‬ ‫كالم‬ ‫من‬ ‫والحكمة‬ ‫املعرفة‬ ‫إحصاء‬ ‫على‬ ‫اإلنسان‬ ‫قدرة‬ ‫عدم‬ ّ‫وتبني‬ ‫توضح‬ ‫اآلية‬
‫من‬ ً‫انطالقا‬ ‫نفسها‬ ‫ر‬ ّ‫طو‬ُ‫ت‬ ‫فتئت‬ ‫ما‬ ‫اليت‬ ، ‫القراءة‬ ‫بواسطة‬ ‫الداللية‬ ‫وتجديد‬ ‫املعىن‬ ‫انفتاح‬ ‫إلى‬ ‫يفيض‬
‫ا‬ً‫صور‬ ‫وتأخذ‬ ‫تتبلور‬ ‫فتئت‬ ‫ما‬ ‫واليت‬ ، ‫عجائبه‬ ‫تنقيض‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫القرآن‬ ‫أرسار‬ ‫إلدراك‬ ، ‫أدواتها‬ ‫تجديد‬
‫والوقائع‬ ‫باﻷحداث‬ ‫وطيدة‬ ‫صلة‬ ‫له‬ ‫الذي‬ ‫اإلنسان‬ ‫في‬ ‫املؤثرة‬ ‫املعطيات‬ ‫بحسب‬ ، ‫شىت‬ ً‫ة‬‫تاريخي‬
‫ومقتضيات‬ ‫واﻷعراف‬ ‫الواقع‬ ‫وتالئم‬ ‫تطابق‬ ‫وجعلها‬ ، ‫اإللهية‬ ‫التعاليم‬ ‫لتفعيل‬ ‫مصداقية‬ ‫أعطت‬ ‫اليت‬
6
‫الذي‬ ‫هو‬ ‫للقراءة‬ ‫املفتوح‬ ‫املفهوم‬ ‫هذا‬ ‫ولعل‬ ، ‫الدنيوية‬ ‫الحياتية‬ ‫واملناحي‬ ‫املجاالت‬ ‫مختلف‬ ‫في‬ ‫املعيش‬
‫د‬|‫ئ‬َ‫ت‬‫و‬ ، ‫التساؤلي‬ ‫املعرفي‬ ‫الفضول‬ ‫تغتال‬ ‫منغلقة‬ ‫التقليدية‬ ‫القراءة‬ ‫ﻷن‬ ، ‫القرآن‬ ‫به‬ ‫نفهم‬ ‫أن‬ ‫ينبغي‬
"‫بالهزل‬ ‫هو‬ ‫وما‬ ‫الفصل‬ ‫لقول‬ ‫إنه‬ " : ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫الفصل‬ ‫قول‬ ‫يحمله‬ ‫إبداعي‬ ‫كمرشوع‬ ‫الفهم‬ ‫تطور‬
‫الطارق‬ ‫ـ‬1314‫في‬ ‫وصائب‬ ، ‫ألفاظه‬ ‫وجزالة‬ ‫معانيه‬ ‫في‬ ‫مرض‬ ‫قول‬ ، ‫فيه‬ ‫ريب‬ ‫ال‬ ‫حاسم‬ ‫قول‬ ‫أي‬ ‫ـ‬
‫أو‬ ‫الروحي‬ ‫اإليماني‬ ‫االستبطان‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫سواء‬ ، ‫دائمة‬ ‫استكشافية‬ ‫قراءة‬ ‫يتطلب‬ ، ‫ومقصده‬ ‫مصدره‬
‫د‬ ّ‫يتجد‬ ‫مفتوح‬ ‫كنص‬ ‫نتدبره‬ ‫و‬ ، ‫أغواره‬ ‫في‬ ‫نغوص‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫لذا‬ ، ‫العقالني‬ ‫املعرفي‬ ‫التحليل‬ ‫خالل‬ ‫من‬
.‫واﻷمكنة‬ ‫اﻷزمنة‬ ‫مر‬ ‫على‬ ‫اإليماني‬ ‫التطور‬ ‫ويساير‬ ‫يالئم‬ ً‫خطابا‬ ‫ليصبح‬ ، ‫والرصينة‬ ‫الجادة‬ ‫بالقراءة‬
‫وملزتمة‬ ‫دة‬ ّ‫متعد‬ ‫ويجعلها‬ ، ‫القراءة‬ ‫يرثي‬ ‫ضابط‬ ‫منهج‬ ‫إلى‬ ‫يحتاج‬ ‫القرآن‬ ‫قراءة‬ ‫مفهوم‬ ‫تجديد‬ ‫إن‬
‫املعاني‬ ‫وبني‬ ‫الحرفي‬ ‫املعىن‬ ‫بني‬ ‫وتوازي‬ ، ‫العقدية‬ ‫النصوص‬ ‫خصوصية‬ ‫تحرتم‬ ‫اليت‬ ‫املعرفة‬ ‫بأسس‬
‫على‬ ‫|ل‬ّ‫املؤو‬ ‫سلطة‬ ‫تطغى‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫رِشيطة‬ ، ‫القرآني‬ ‫الخطاب‬ ‫تالوين‬ ‫في‬ ‫والجاثية‬ ‫املطمورة‬ ‫اﻷخرى‬
ً‫شيئا‬ ‫ليست‬ ‫القرآن‬ ‫فقراءة‬ . ‫بها‬ ‫وتعصف‬ ‫النصوص‬ ‫تغتال‬ ‫التأويل‬ ‫في‬ ‫املغاالة‬ ‫ﻷن‬ ، ّ‫النص‬ ‫سلطة‬
‫ثقافي‬ ‫كإختيار‬ ‫وتنضبط‬ ‫وتتبنني‬ ‫ذاتها‬ ‫م‬ ّ‫لتقد‬ ‫تسعى‬ ، ‫معرفية‬ ‫ـ‬ ‫فكرية‬ ‫رؤيا‬ ‫ولكنها‬ ً‫ذواتيا‬ ‫أو‬ ً‫اعتباطيا‬
‫يتعلق‬ ‫ما‬ ‫لكل‬ ‫والفهم‬ ‫والتمرس‬ ‫التعلم‬ ‫في‬ ‫اإلنسان‬ ‫أداة‬ ُّ‫يعد‬ ‫الذي‬ ، ‫املعقلن‬ ‫والفهم‬ ‫اإلدراك‬ ‫عنها‬ ‫يتولد‬
‫ال‬ ّ‫فع‬ ‫علمي‬ ‫منهج‬ ‫توظيف‬ ‫يتطلب‬ ‫القرآن‬ ‫قراءة‬ ‫مفهوم‬ ‫فتجديد‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫واملصري‬ ‫والحياة‬ ‫بالوجود‬
‫من‬ ً‫انطالقا‬ ‫عقدي‬ ‫وعي‬ ‫تشكيل‬ ‫من‬ ‫ن‬ ّ‫يتمك‬ ‫حىت‬ ، ‫الوسيط‬ ‫فكر‬ ‫عن‬ ‫البعيد‬ ‫الحر‬ ‫الفهم‬ ‫من‬ ‫القاريء‬ ‫ن‬ ّ‫مك‬ُ‫ي‬
ً‫ظاهريا‬ ً‫سطحيا‬ ً‫فهما‬ ‫أسست‬ ‫اليت‬ ‫املنغلقة‬ ‫الحرفية‬ ‫القراءة‬ ‫بدل‬ ، ‫املعرفة‬ ‫مصادر‬ ‫جميع‬ ‫على‬ ‫االنفتاح‬
‫القاريء‬ ‫ذهن‬ ‫إلى‬ ‫ر‬َ‫تتباد‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫اليت‬ ، ‫الدالالت‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫دته‬ّ‫وجر‬ ‫الحرفي‬ ‫الكلمة‬ ‫معىن‬ ‫دت‬ ّ‫حد‬ ‫بحيت‬
‫باقي‬ ‫إقصاء‬ ‫مع‬ ، ‫فقط‬ ‫ة‬ ّ‫اللغوي‬ ‫املسألة‬ ‫على‬ ‫ة‬ ّ‫اﻷصولي‬ ‫اللة‬ ّ‫الد‬ ‫ملحورة‬ ً‫دوغمائيا‬ ً‫سياجا‬ ‫وأقامت‬
. ‫اﻷخرى‬ ‫الدالالت‬
ً‫شاهدا‬ ‫باعتباره‬ ‫معه‬ ‫تعامل‬ ‫وإنما‬ ، ‫للمعرفة‬ ‫كمؤسس‬ ‫القرآن‬ ‫مع‬ ‫يتعامل‬ ‫لم‬ ‫القراءة‬ ‫من‬ ‫النوع‬ ‫وهذا‬
‫اجتهادات‬ ‫إلى‬ ‫للمعرفة‬ ‫س‬ |ّ‫ؤس‬ُ‫م‬ ‫قرآن‬ ‫من‬ ‫واالنتقال‬ ‫التحول‬ ‫فكان‬ ، ‫خارجه‬ ‫تأسست‬ ‫معرفة‬ ‫على‬ ‫بالحق‬
‫بآليات‬ ‫االشتغال‬ ‫رضورة‬ ‫وجب‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ، ‫القرآن‬ ‫وإدراك‬ ‫لفهم‬ ً‫مرجعيا‬ ً‫ال‬‫أص‬ ‫فغدت‬ ، ‫املعرفة‬ ‫أسستها‬
‫فهم‬ ‫هو‬ ‫فهم‬ ‫كل‬ ‫أن‬ ‫إذ‬ ، ‫الفهم‬ ‫وتاريخية‬ ‫الحال‬ ‫وقائعية‬ ‫على‬ ‫بل‬ ‫الذاتية‬ ‫على‬ ‫تتأسس‬ ‫ال‬ ، ‫جديدة‬ ‫قراءة‬
‫يرشح‬ ‫ال‬ ‫فالنص‬ . ‫الراهنة‬ ‫لحظته‬ ‫في‬ ‫النص‬ ‫يعنيه‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫ليشتمل‬ ‫يمتد‬ ، ‫تاريخي‬ ‫قصدي‬ ‫زماني‬
‫تاريخية‬ ‫قراءة‬ ‫فحسب‬ ‫هناك‬ ‫بل‬ ، ‫دائمة‬ ‫قراءة‬ ‫هناك‬ ‫ليست‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫املتلقي‬ ‫ثقافة‬ ‫عرب‬ ‫إال‬ ‫ذاته‬
‫واقعنا‬ ‫ضوء‬ ‫على‬ ‫موضوعية‬ ‫دراسة‬ ‫القرآن‬ ‫ندرس‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫لذا‬ ، ‫التاريخية‬ ‫رِشوطها‬ ‫ضمن‬ ‫تتحرك‬
‫ﻷن‬ ، ‫مطلقة‬ ‫حقيقة‬ ‫باعتباره‬ ‫السلف‬ ‫فهم‬ ‫يتجاوز‬ ً‫فهما‬ ‫واقعنا‬ ‫فهم‬ ‫من‬ ‫تمكننا‬ ، ‫واملعرفي‬ ‫الفكري‬
‫خضعت‬ ‫عدة‬ ‫ذاتية‬ ‫قراءات‬ ‫نتاج‬ ‫إال‬ ‫الواقع‬ ‫في‬ ‫هي‬ ‫ما‬ ، ‫أيدينا‬ ‫بني‬ ‫اليت‬ ‫الرتاثية‬ ‫التفسريية‬ ‫النصوص‬
‫نقدها‬ ‫للدارس‬ ُّ‫يحق‬ ‫لذا‬ ، ‫املجتمعي‬ ‫واقعهم‬ ‫في‬ ‫سائدة‬ ‫كانت‬ ‫اليت‬ ، ‫اإليديولوجية‬ ‫وامليوالت‬ ‫لألهواء‬
‫تؤصل‬ ‫معرفية‬ ‫منظومة‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ً‫بناء‬ ‫عنها‬ ‫والدفاع‬ ‫تقديسها‬ ‫من‬ ‫من‬ ً‫ال‬‫بد‬ ، ‫وتجاوزها‬ ‫وتفكيكها‬
‫هو‬ ‫ما‬ ‫السلف‬ ‫فهم‬ ‫بينما‬ ، ‫واقعنا‬ ‫عن‬ ‫بمعزل‬ ‫القرآن‬ ‫خاللها‬ ‫من‬ ‫نفهم‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫اليت‬ ، ‫املطلقة‬ ‫للحقيقة‬
7
‫الجانب‬ ‫عن‬ ‫بمعزل‬ ‫فهم‬ُ‫ت‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫الدينية‬ ‫فالنصوص‬ . ‫والواقع‬ ‫الفكر‬ ‫جدل‬ ‫نتاج‬ ‫إال‬ ‫الحقيقة‬ ‫في‬
‫إلى‬ ‫النصوص‬ ‫تلك‬ ّ‫رد‬ ‫من‬ ّ‫بد‬ ‫ال‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫فيه‬ ‫نشأت‬ ‫الذي‬ ‫الواقع‬ ‫خلف‬ ‫الثاوي‬ ، ‫اإليديولوجي‬
‫وساهمت‬ ، ‫أفرزتها‬ ‫اليت‬ ‫روف‬ ّ‫بالظ‬ ‫محكومة‬ ً‫حتما‬ ‫ﻷنها‬ ‫فيه‬ ‫نتجت‬ُ‫أ‬ ‫الذي‬ ، ‫التاريخي‬ ‫الثقافي‬ ‫سياقها‬
. ‫عنها‬ ‫تتعالى‬ ‫أن‬ ‫لها‬ ‫يمكن‬ ‫وال‬ ‫وإبداعها‬ ‫إنتاجها‬ ‫في‬
‫مما‬ ، ‫الداللة‬ ‫بعلم‬ ‫ا‬ً‫ق‬‫التصا‬ ‫أكرث‬ ‫أصبحت‬ ‫اليت‬ ‫الحديثة‬ ‫اللغة‬ ‫علوم‬ : ‫الحديثة‬ ‫القراءة‬ ‫مقومات‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬
‫اللفظة‬ ‫في‬ ‫محصور‬ ‫املعىن‬ ‫بأن‬ ‫االعتقاد‬ ‫ﻷن‬ ، ‫اللغوية‬ ‫وغري‬ ‫اللغوية‬ ‫السياقات‬ ‫بتحليل‬ ‫ترتبط‬ ‫جعلها‬
‫كل‬ ‫في‬ ‫الكالمي‬ ‫ن‬ ّ‫املكو‬ ‫فوق‬ ‫بالرضورة‬ ‫دائما‬ ‫ض‬َ‫فر‬ُ‫ي‬ ‫كالمي‬ ‫ال‬ ‫مكون‬ ‫فهناك‬ ، ‫خاطئ‬ ‫مفهوم‬ ‫وحدها‬
‫كل‬ ‫ليس‬ ‫املعجمي‬ ‫فاملعىن‬ . ‫السياقات‬ ‫حسب‬ ‫مختلفة‬ ‫أبعاد‬ ‫ذات‬ ‫دالالت‬ ‫د‬ ّ‫ويحد‬ ، ‫محكية‬ ‫كالمية‬ ‫وحدة‬
‫املعىن‬ ‫وتحديد‬ ‫توجيه‬ ‫في‬ ‫كبري‬ ‫دخل‬ ‫ذات‬ ‫لغوية‬ ‫غري‬ ‫عنارص‬ ‫ثمة‬ ‫إذ‬ ، ‫الكالم‬ ‫معىن‬ ‫إدراك‬ ‫في‬ ‫يشء‬
‫الفعلية‬ ‫املواقف‬ ‫في‬ ‫للكلمة‬ ‫الدقيق‬ ‫املعىن‬ ‫على‬ ‫املبارِش‬ ‫تأثريه‬ ‫وله‬ ، ‫اللغوي‬ ‫غري‬ ‫بالسياق‬ ‫تسمى‬
‫وردت‬ ‫اليت‬ ‫واملواقف‬ ‫السياقات‬ ‫لكافة‬ ً‫ال‬‫تحلي‬ ‫تتطلب‬ ، ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫الكلمات‬ ‫معاني‬ ‫دراسة‬ ‫فإن‬ ‫وبالتالي‬
‫ﻷن‬ ، ‫فقط‬ ‫لها‬ ‫الحرفي‬ ‫املعىن‬ ‫على‬ ‫الرتكزي‬ ‫بدل‬ ، ‫الكنائي‬ ‫االستعمال‬ ‫أو‬ ‫املجازي‬ ‫معناها‬ ‫ملعرفة‬ ، ‫فيها‬
‫فقهاء‬ ‫يقول‬ ‫وكما‬ ، ‫اﻷفكار‬ ‫وتجديد‬ ‫املعرفة‬ ‫إلثراء‬ ‫السياقات‬ ‫قراءة‬ ‫ظل‬ ‫في‬ ‫اال‬ ‫يعيش‬ ‫ال‬ ‫الحي‬ ‫النص‬
‫ﻷن‬ ، ‫السياق‬ ‫خارج‬ ‫يشء‬ ‫وال‬ ، ‫مبين‬ ‫يشء‬ ‫وكل‬ ، ‫معطى‬ ‫ليشء‬ ‫وال‬ ، ‫بداهة‬ ‫ينطلق‬ ‫يشء‬ ‫ال‬ ": ‫اللغة‬
. ‫املعىن‬ ‫بإخراج‬ ‫الكفيل‬ ‫هو‬ ‫السياق‬
: ‫القراءة‬ ‫أثناء‬ ‫مراعاتها‬ ‫يجب‬ ‫اليت‬ ‫السياقات‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬
: ‫اللغوي‬ ‫السياق‬ : ً‫ال‬‫أو‬‫فكر‬ ‫بتطور‬ ‫تتطور‬ ‫وهي‬ ، ‫التفكري‬ ‫ووظيفة‬ ‫اللغة‬ ‫بني‬ ‫ينفصم‬ ‫ال‬ ‫تالزم‬ ‫هناك‬
‫يخاطب‬ ‫فحني‬ ، ‫أنفسها‬ ‫في‬ ‫معانيها‬ ‫ف‬َ‫ر‬ ْ‫ع‬ُ‫ت‬‫ل‬ ‫توضع‬ ‫لم‬ ‫اللغة‬ ‫أوضاع‬ ‫هي‬ ‫اليت‬ ‫واﻷلفاظ‬ ، ‫اإلنسان‬
‫ﻷن‬ ، ‫السياق‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫أي‬ ، ‫النظم‬ ‫ولكن‬ ‫املفردة‬ ‫الكلمات‬ ‫معاني‬ ‫إفهامه‬ ‫يقصد‬ ‫ال‬ ‫فهو‬ ً‫سامعا‬ ‫متكلم‬
‫معىن‬ ‫هو‬ ، ‫اللغوي‬ ‫السياق‬ ‫مه‬ ّ‫يقد‬ ‫الذي‬ ‫املعىن‬ ‫أن‬ ‫حني‬ ‫في‬ ، ‫ومحتمل‬ ‫د‬ ّ‫متعد‬ ‫املعجم‬ ‫يقدمه‬ ‫الذي‬ ‫املعىن‬
‫تركيب‬ ‫إلى‬ ‫الكلمة‬ ‫مدلول‬ ‫جاوزة‬ُ‫م‬ ‫يجب‬ ‫لذا‬ ، ‫التعميم‬ ‫أو‬ ‫االشرتاك‬ ‫أو‬ ‫د‬ ّ‫للتعد‬ ‫قابل‬ ‫غري‬ ً‫دا‬ ّ‫محد‬ ً‫خاصا‬
‫املالكة‬ ‫هي‬ ‫املعاني‬ ‫وأن‬ ، ‫املعاني‬ ‫خدم‬ ‫هي‬ ‫اﻷلفاظ‬ ‫إن‬ ": ‫الجرجاني‬ ‫قال‬ ، ‫ياق‬ ّ‫الس‬ ‫ومقتىض‬ ‫الكالم‬
". ‫فيها‬ ‫املتحكمة‬ ‫سياستها‬
: ‫املوقف‬ ‫سياق‬ : ً‫ا‬‫ثاني‬‫كل‬ ‫يشمل‬ ‫خارجي‬ ‫سياق‬ ‫وهو‬ ، ‫النص‬ ‫فيها‬ ‫ورد‬ ‫اليت‬ ‫الزنول‬ ‫أسباب‬ ‫به‬ ‫املراد‬
‫تضفي‬ ‫وهي‬ ، ‫وظرفيتها‬ ‫وحيثياتها‬ ‫النازلة‬ ‫بمعطيات‬ ‫تتصل‬ ، ‫لغوية‬ ‫غري‬ ‫عنارص‬ ‫من‬ ‫باللفظ‬ ‫يحيط‬ ‫ما‬
‫بخرباته‬ ‫اإلنسان‬ ‫عند‬ ً‫وثيقا‬ ً‫ارتباطا‬ ‫يرتبط‬ ‫املعىن‬ ‫ﻷن‬ ، ‫النص‬ ‫فهم‬ ‫أفق‬ ‫توسيع‬ ‫في‬ ‫تساهم‬ ‫دالالت‬
‫إذ‬ ، ‫العقل‬ ‫يقتضيه‬ ‫نحو‬ ‫على‬ ‫إال‬ ‫لغوي‬ ‫نص‬ ‫أي‬ ‫فهم‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫لذا‬ ، ‫وقيمه‬ ‫وحدوسه‬ ‫ومثله‬ ‫وأحاسيسه‬
. ‫والعقل‬ ‫الوحي‬ ‫بني‬ ‫تناقض‬ ‫يوجد‬ ‫ال‬
: ‫املوضوعي‬ ‫السياق‬ : ً‫ا‬‫ثالث‬ُّ‫يتم‬ ‫ثم‬ ، ‫وينظمها‬ ‫تحته‬ ‫تندرج‬ ‫الذي‬ ‫باملوضوع‬ ‫اآلية‬ ‫ربط‬ ‫يجب‬
‫ببعض‬ ‫بعضها‬ ‫أجزاؤها‬ ‫ربط‬ُ‫ي‬‫و‬ ، ‫واحدة‬ ‫موضوعية‬ ‫وحدة‬ ‫تحت‬ ‫الواحد‬ ‫املوضوع‬ ‫ذات‬ ‫اآليات‬ ‫تجميع‬
8
‫توضحه‬ ‫ا‬ ّ‫مم‬ ‫فيها‬ ُ‫الحال‬ ‫اقتضاه‬ ‫وما‬ ‫القضية‬ ‫بحسب‬ ، ‫ملجموعها‬ ً‫عاما‬ ً‫فهما‬ ‫املفرس‬ ‫منها‬ ‫ليستخرج‬
. ‫الرشعية‬ ‫الرؤيا‬ ‫حوامل‬
: ‫املقصدي‬ ‫السياق‬ : ً‫ا‬‫رابع‬‫الرشيعة‬ ‫مقاصد‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫القرآنية‬ ‫اﻷحكام‬ ‫من‬ ‫الغاية‬ ‫فهم‬ ‫من‬ ‫بد‬ ‫ال‬
‫يغفل‬ ‫أن‬ ‫عقل‬ُ‫ي‬ ‫فال‬ ، ‫املفسدة‬ ‫ودرء‬ ‫املصلحة‬ ‫جلب‬ ‫منها‬ ‫املقصود‬ ‫سبحانه‬ ‫الله‬ ‫رِشعها‬ ‫اليت‬ ‫فاﻷحكام‬
‫املعيار‬ ‫عنها‬ ‫يرتتب‬ ‫اليت‬ ‫اﻷحكام‬ ‫أرواح‬ ‫هي‬ ‫املقاصد‬ ‫ﻷن‬ ، ‫فقط‬ ‫بالحكم‬ ‫ويشتغل‬ ‫املقصد‬ ‫عن‬ ‫اإلنسان‬
. ‫العقلية‬ ‫باﻷدلة‬ ‫االجتهاد‬ ‫من‬ ‫املطلوب‬ ‫لتصويب‬
‫الفكري‬ ‫واالنغالق‬ ‫الجمود‬ ‫دائرة‬ ‫من‬ ‫والخروج‬ ، ‫القرآن‬ ‫قراءة‬ ‫تطوير‬ ‫يمكن‬ ‫السياقي‬ ‫املنهج‬ ‫وبفضل‬
‫ومقاصد‬ ، ‫مقاصد‬ ‫على‬ ‫تنطوي‬ ‫أحكام‬ ‫فالرشيعة‬ ، ‫للرشيعة‬ ‫هدم‬ ‫وجهه‬ ‫على‬ ‫الظاهر‬ ‫اتباع‬ ‫في‬ ‫ﻷن‬
‫اللغوية‬ ‫بالداللة‬ ‫اإللزتام‬ ‫بدل‬ ، ‫السياقات‬ ‫متعدد‬ ‫منهج‬ ‫اتباع‬ ‫يجب‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫أحكام‬ ‫على‬ ‫تنطوي‬
‫تعالى:"الر‬ ‫قال‬ ، ‫اإلسالم‬ ‫رسالة‬ ‫عاملية‬ ‫كونية‬ ‫ومقصد‬ ‫يتنافى‬ ً‫ال‬‫عم‬ ‫ذاته‬ ّ‫حد‬ ‫في‬ ‫هذا‬ ‫ﻷن‬ ، ‫وحدها‬
"‫الحميد‬ ‫العزيز‬ ‫رصاط‬ ‫إلى‬ ‫ربهم‬ ‫بإذن‬ ‫النور‬ ‫إلى‬ ‫الظلمات‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫لتخرج‬ ‫إليك‬ ‫أنزلناه‬ ‫كتاب‬
‫إبراهيم‬ ‫ـ‬1‫ـ‬
‫غوا‬|ّ‫وسلم:"بل‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ : ‫قال‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫ريض‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫بن‬ ‫عبدالله‬ ‫عن‬
" …‫آية‬ ‫ولو‬ ‫عين‬
‫اﻷخرى‬ ‫اﻷمم‬ ‫لغات‬ ‫إلى‬ ‫برتجمته‬ ‫إال‬ ‫ذلك‬ ‫يتحقق‬ ‫ولن‬ ، ‫كافة‬ ‫الناس‬ ‫إلى‬ ‫القرآن‬ ‫بتبليغ‬ ‫مأمورة‬ ‫فاﻷمة‬
‫فيما‬ ‫حال‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬ ، ‫وممزياتها‬ ‫خصائصها‬ ‫لغة‬ ‫لكل‬ ‫ﻷن‬ ً‫ة‬‫ترجمةً حرفي‬ ‫ترجمته‬ ‫املستحيل‬ ‫ومن‬
‫أن‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬ ، ‫العاملني‬ ‫رب‬ ‫من‬ ً‫ال‬‫وتني‬ ً‫معجزا‬ ‫النص‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫فكيف‬ ، ‫العادي‬ ‫الكالم‬ ‫من‬ ‫يرتجم‬
‫فهو‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫واملجاز‬ ‫والرمز‬ ‫واإليحاء‬ ‫اإلشارة‬ ‫يستعمل‬ ‫اللغوي‬ ‫الجانب‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫القرآني‬ ‫النص‬
‫بحكم‬ ‫الداللة‬ ‫في‬ ً‫تعددا‬ ً‫ضمنا‬ ‫يستلزم‬ ‫وهذا‬ ، ‫التفسري‬ ‫وجوه‬ ‫من‬ ‫محدود‬ ‫غري‬ ً‫عددا‬ ‫يحتمل‬ ‫أوجه‬ ‫ال‬ ّ‫حم‬
‫وما‬ ‫اآليات‬ ‫مضامني‬ ‫على‬ ‫ز‬ ّ‫رك‬ُ‫ت‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫فالرتجمة‬ ‫لذا‬ ، ‫اﻷزمنة‬ ‫في‬ ً‫واختالفا‬ ‫به‬ ‫املخاطبني‬ ‫د‬ ُّ‫تعد‬
‫خالل‬ ‫من‬ ‫الرسالة‬ ‫عاملية‬ ‫مقاصد‬ ‫تخدم‬ ، ‫متدفقة‬ ‫ومعاني‬ ‫ورؤى‬ ‫فكرية‬ ‫ونتاجات‬ ‫دالالت‬ ‫من‬ ‫تحمله‬
‫ضمن‬ ‫الشامل‬ ‫بمفهومها‬ ‫الرحمة‬ ‫يجعل‬ ‫نمودجي‬ ‫إنساني‬ ‫مجتمع‬ ‫لتأسيس‬ ، ‫الفكري‬ ‫التنوير‬ ‫في‬ ‫دورها‬
‫اﻷعراف‬ ‫"ـ‬ ‫للعاملني‬ ‫رحمة‬ ‫إال‬ ‫أرسلناك‬ ‫"وما‬ :‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫أولوياته‬125‫ـ‬
‫أن‬ ‫بمعىن‬ ، ‫الداللة‬ ّ‫متغري‬ ‫ك‬ّ‫متحر‬ ‫ولكنه‬ ، ‫أصوله‬ ‫في‬ ‫الثبات‬ ‫صفة‬ ‫عن‬ ‫ينفك‬ ‫ال‬ ‫القرآني‬ ‫النص‬ ‫إن‬
‫النص‬ ‫حرفية‬ ‫بني‬ ‫النهائي‬ ‫التطابق‬ ‫يصعب‬ ‫لذا‬ ، ‫متناهية‬ ‫وال‬ ‫محدودة‬ ‫غري‬ ‫والداللة‬ ‫محدود‬ ‫النص‬
‫بنا‬ ‫سيفيض‬ ‫للفظة‬ ‫الحرفي‬ ‫التفسري‬ ‫ﻷن‬ ، ‫واملقروء‬ ‫القارئ‬ ‫دائرة‬ ‫حدود‬ ‫عند‬ ‫التوقف‬ ‫دون‬ ، ‫ومقاصده‬
" ‫جالله‬ ّ‫جل‬ ‫الله‬ " ‫الخطاب‬ ‫صاحب‬ ‫معرفة‬ ‫عن‬ ‫بمعزل‬ ‫القرآن‬ ‫فهم‬ ‫يمكن‬ ‫فال‬ ، ‫عقلية‬ ‫استحالة‬ ‫إلى‬
‫اليت‬ ‫اللغة‬ ‫على‬ ‫يعتمد‬ ‫القرآني‬ ‫النص‬ ‫أن‬ ‫صحيح‬ ، ‫غة‬ ّ‫الل‬ ‫حرفية‬ ‫بسياج‬ ‫القرآن‬ ‫يج‬ ّ‫تسي‬ ‫يستحيل‬ ‫لذا‬
‫دالالت‬ ‫إعطاء‬ ‫على‬ ‫قادرة‬ ‫يجعلها‬ ‫للقرآن‬ ‫السياقية‬ ‫الشبكة‬ ‫ضمن‬ ‫ارتباطها‬ ‫لكن‬ ، ‫البيئة‬ ‫ثقافة‬ ‫د‬ ّ‫تجس‬
‫اكرث‬ ‫يقول‬ ‫اإلنسان‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ " : ‫بالله‬ ‫العارفني‬ ‫أحد‬ ‫قال‬ ، ً‫حاليا‬ ‫املتداولة‬ ‫الثقافة‬ ‫تالئم‬ ‫جديدة‬ ‫ومفاهيم‬
". ‫يقول‬ ‫مما‬ ‫أكرث‬ ‫يعين‬ ‫الله‬ ‫فإن‬ ، ‫يعين‬ ‫مما‬
9
‫باللفظة‬ ‫يرتقي‬ ‫اإللهي‬ ‫فاالستخدام‬ ، ‫البرشي‬ ‫واالستخدام‬ ‫اإللهي‬ ‫االستخدام‬ ‫بني‬ ً‫فارقا‬ ‫هناك‬ ‫وبالتالي‬
‫استخدمت‬ ‫أينما‬ ‫بالسياق‬ ‫املرتبط‬ ‫املرجعي‬ ‫مفهومها‬ ‫ويعطيها‬ ، ‫الدقيق‬ ‫املحكم‬ ‫املصطلح‬ ‫مستوى‬ ‫إلى‬
‫بداللة‬ ً‫مرتبطا‬ ً‫مجازيا‬ ‫أو‬ ً‫معرفيا‬ ً‫معنا‬ ‫تسحب‬ ‫اليت‬ ، ‫اإلنسانية‬ ‫البالغية‬ ‫للتصورات‬ ً‫خالفا‬ ، ‫القرآن‬ ‫في‬
‫يعين‬ ‫اإلعجاز‬ ‫وتقنني‬ ، ‫اإلعجاز‬ | ّ‫قنِّن‬ُ‫ي‬ ‫فهو‬ ‫القرآن‬ ‫بالغية‬ ‫تقنني‬ ‫يحاول‬ ‫الذي‬ ‫فالقاريء‬ . ‫نفسها‬ ‫اللفظة‬
‫يستحيل‬ ‫وما‬ ، ‫باملثل‬ ‫اإلتيان‬ ‫أو‬ ‫القوانني‬ ‫نفس‬ ‫وفق‬ ‫إنتاجه‬ ‫إعادة‬ ‫أي‬ ، ‫ز‬ |‫باملعج‬ ‫اإلتيان‬ ‫على‬ ‫القدرة‬
‫خارجه‬ ‫من‬ ‫فهمه‬ ‫وقواعد‬ ‫به‬ ‫املعرفة‬ ‫لتقنني‬ ً‫خاضعا‬ ‫ليس‬ ‫القرآن‬ ‫ﻷن‬ ، ‫تقنينه‬ ‫يستحيل‬ ‫به‬ ‫اإلتيان‬
‫ملا‬ ‫القرآن‬ ‫خارج‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫إخضاع‬ ‫يجب‬ ‫بل‬ ، ‫الدالالت‬ ‫الشائع‬ ‫اللغوي‬ ‫الوسيط‬ ‫هو‬ ‫الخارج‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫ولو‬
‫هو‬ ‫داخله‬ ‫من‬ ‫الفهم‬ ‫ضوابط‬ ‫إلى‬ ‫اﻷقرب‬ ‫الواقع‬ ‫مع‬ ‫يتوافق‬ ً‫نسبيا‬ ‫التقنني‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ، ‫داخله‬ ‫هو‬
‫املتحولة‬ ‫تفاصيلها‬ ‫في‬ ‫وليس‬ ‫كلياتها‬ ‫في‬ ‫القرآن‬ ‫موضوعات‬ ‫من‬ ‫لنا‬ ‫ينبغي‬ ‫ما‬ ‫إلدراك‬ ، ‫بالذات‬
‫اليت‬ ، ‫الغائية‬ ‫إنهيار‬ ‫إلى‬ ‫محالة‬ ‫ال‬ ‫املفيض‬ ‫التضاد‬ ‫باب‬ ‫من‬ ‫هو‬ ‫املطلق‬ ‫على‬ ‫النسيب‬ ‫إسقاط‬ ‫وبالتالي‬
‫لنئ‬ ‫قل‬ ": ‫تعالى‬ ‫قال‬ . ‫واملوضوعي‬ ‫التأريخي‬ ‫إطارها‬ ‫في‬ ‫للقراءة‬ ‫التاريخية‬ ‫الحركة‬ ‫على‬ ‫تهيمن‬
ً‫ا‬‫ظهري‬ ‫لبعض‬ ‫بعضهم‬ ‫كان‬ ‫ولو‬ ‫بمثله‬ ‫يأتون‬ ‫ال‬ ‫القرآن‬ ‫هذا‬ ‫بمثل‬ ‫يأتوا‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫والجن‬ ‫اإلنس‬ ‫اجتمعت‬
‫اإلرساء‬ ‫"ـ‬88‫ـ‬
‫ﻷن‬ ، ‫املعرفية‬ ‫الصريورة‬ ‫في‬ ‫م‬ ّ‫تتحك‬ ‫اليت‬ ‫القرآنية‬ ‫املفاهيم‬ ‫خصائص‬ ‫م‬ ّ‫يهد‬ ‫وحده‬ ‫اللغوي‬ ‫الفهم‬ ‫إن‬
‫في‬ ‫اإلنسانية‬ ‫املعرفة‬ ‫به‬ ‫تأتي‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫اللغة‬ ‫قواعد‬ ‫ها‬ ّ‫د‬ُ‫تح‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫القرآنية‬ ‫اللغة‬ ‫سعة‬
‫الغائية‬ ‫مبادئها‬ ‫منطق‬ ‫مع‬ ‫املتالئمة‬ ‫املعرفة‬ ‫تكوين‬ ‫على‬ ‫تساعد‬ ، ‫نسبية‬ ‫تحديدات‬ ‫هي‬ ‫إنما‬ ‫املجال‬ ‫هذا‬
‫مرجعي‬ ‫إطار‬ ‫إلى‬ ‫تحويلها‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫ولكن‬ ، ‫وثقافية‬ ‫فكرية‬ ‫أسس‬ ‫لتشكيل‬ ‫العقل‬ ‫يتناولها‬ ‫اليت‬
‫قراءة‬ ‫لصياغة‬ ، ‫الذهين‬ ‫النشاط‬ ‫ومضمون‬ ‫حقل‬ ‫في‬ ً‫تطورا‬ ‫تتطلب‬ ‫قراءة‬ ‫كل‬ ‫ﻷن‬ ، ‫للتفكري‬ ‫موضوعي‬
‫يتجلى‬ ‫الذي‬ ، ‫للفكر‬ ‫التطوري‬ ‫النسق‬ ‫طبيعة‬ ‫من‬ ‫املفرتض‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ، ‫املعيارية‬ ‫املنظومة‬ ‫على‬ ‫متسامية‬
. ‫واملقروء‬ ‫القاريء‬ ‫بني‬ ‫التاريخي‬ ‫التغاير‬ ‫موروث‬ ‫بحكم‬ ‫السلوكيات‬ ‫مستوى‬ ‫على‬
‫يمثل‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ، ‫جالله‬ ّ‫جل‬ ‫الله‬ ‫هو‬ ‫املرجعي‬ ‫اإلطار‬ ‫فإن‬ ، ‫القرآن‬ ‫قراءة‬ ‫لبنات‬ ‫م‬ ّ‫تقد‬ ‫املناهج‬ ‫كانت‬ ‫وإذا‬
‫سبيل‬ ‫في‬ ‫املتباينة‬ ‫بتشكيالته‬ ‫املعىن‬ ‫توصيل‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫الفهمي‬ ‫البعد‬ ‫تنتج‬ ‫اليت‬ ‫اﻷساسية‬ ‫اللحمة‬
‫العالقات‬ ‫إلقامة‬ ‫الجزئية‬ ‫الوحدات‬ ‫وتحريك‬ ‫ضبط‬ ‫يتوقف‬ ‫املرجعية‬ ‫إطار‬ ‫على‬ ‫إذ‬ ، ‫منه‬ ‫القصد‬ ‫تحقيق‬
‫الهادية‬ ‫اإلشارات‬ ‫اللتقاط‬ ‫والهيئة‬ ‫الهيكل‬ ‫ل‬ّ‫ث‬‫م‬ُ‫ي‬ ‫الذي‬ ، ‫القرآني‬ ‫النص‬ ‫عليها‬ ‫ينطوي‬ ‫اليت‬ ‫اإلرتباطية‬
‫د‬ َّ‫موح‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫البرشي‬ ‫العقل‬ ‫فهم‬ ‫مراتب‬ ‫د‬ ُّ‫لتعد‬ ً‫طبقا‬ ‫متفاعلة‬ ‫لتصبح‬ ، ‫القرآن‬ ‫حولها‬ ‫يتمحور‬ ‫اليت‬
‫عقلية‬ ‫حالة‬ ‫لكل‬ ‫إذ‬ ، ‫العقل‬ ‫تطور‬ ‫في‬ ‫النوعي‬ ‫للفارق‬ ً‫تبعا‬ ‫العقدي‬ ‫الوعي‬ ‫أمام‬ ‫الطريق‬ ‫لفتح‬ ، ً‫عضويا‬
‫املفهومية‬ ‫دالالتها‬ ‫لها‬ ‫اليت‬ ‫للمعرفة‬ ‫تصورها‬ ‫أشكال‬ ‫حسب‬ ، ‫بها‬ ‫الخاصة‬ ‫الذهنية‬ ‫إسقاطتها‬ ‫تاريخية‬
‫يحملها‬ ‫اليت‬ ، ‫اإلنسان‬ ‫خصائص‬ ‫تفاصيل‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫بتأثريها‬ ‫لتتعالى‬ ‫طاقتها‬ ‫بكامل‬ ‫املمتدة‬ ، ‫املطلقة‬
. ً‫وسلوكا‬ ً‫ة‬‫معرف‬ ‫ذاته‬ ‫في‬
‫للحركة‬ ً‫تقديسا‬ ‫تراه‬ ‫ما‬ ‫وفق‬ ‫املعرفية‬ ‫الصريورة‬ ‫إستالب‬ ‫إلى‬ ‫أفضت‬ ‫القرآني‬ ‫للنص‬ ‫السلف‬ ‫تفاسري‬ ‫إن‬
ً‫إنسانيا‬ ً‫ا‬‫بعد‬ ‫للمعرفة‬ ‫عطي‬ُ‫ت‬ ‫اليت‬ ، ‫ومقاصده‬ ‫غاياته‬ ‫وماهية‬ ‫التاريخ‬ ‫مفهوم‬ ‫إدراك‬ ‫دون‬ ، ‫التاريخية‬
10
‫املعضلة‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫الوسيط‬ ‫فكر‬ ‫سلطة‬ ‫فرض‬ ‫بدون‬ ‫واإلنسان‬ ‫الله‬ ‫بني‬ ‫املبارِشة‬ ‫العالقة‬ ‫حرية‬ ‫س‬ |ّ‫يؤس‬
‫املجتمع‬ ‫ثقافة‬ ‫من‬ ‫أصبح‬ ‫فكر‬ ‫كتاريخ‬ ‫معه‬ ‫التعامل‬ ‫بدل‬ ، ‫املطلق‬ ‫صفة‬ ‫الوسيط‬ ‫فكر‬ ‫على‬ ‫أضفى‬ ‫فمن‬
‫بلغه‬ ‫ما‬ ‫قراءة‬ ‫يجب‬ ‫بل‬ ‫خاللها‬ ‫من‬ ‫الدين‬ ‫نفهم‬ ‫بأن‬ ‫يلزمنا‬ ‫ال‬ ‫وهذا‬ ، ‫نظره‬ ‫وجهة‬ ‫لنا‬ ‫نقل‬ ‫فقط‬ ‫وبأنه‬
‫قرونها‬ ‫وخري‬ ‫اﻷمة‬ ‫سلف‬ ‫باعتباره‬ ‫عيوبه‬ ‫عن‬ ‫الطرف‬ ّ‫نغض‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ، ‫متفتح‬ ‫بعقل‬ ‫ومعرفة‬ ‫علم‬ ‫من‬
‫بها‬ ‫ويحتدي‬ ‫يقتدي‬ ‫أصلية‬ ‫نسخة‬ ‫إلى‬ ‫يحتاج‬ ‫الذي‬ ، ‫القيايس‬ ‫العقل‬ ‫اﻷمة‬ ‫لدى‬ ‫رسخت‬ ‫الرؤيا‬ ‫فهذه‬
‫لتجاوز‬ ‫والثقافي‬ ‫الفكري‬ ‫اإلبداع‬ ‫عرب‬ ، ‫الواقع‬ ‫تغيري‬ ‫ويبتغي‬ ‫يروم‬ ‫الذي‬ ‫القراءة‬ ‫تجديد‬ ‫غاب‬ ‫وهكذا‬
‫القراءة‬ ‫إنسداد‬ ‫إلى‬ ‫وأفىض‬ ، ‫صميمها‬ ‫في‬ ‫اإلسالمية‬ ‫الفكرية‬ ‫املنظومة‬ ‫أصاب‬ ‫الذي‬ ، ‫التام‬ ‫اإلنهاك‬
‫النص‬ ‫قداسة‬ ‫علية‬ ‫ت‬َ‫ي‬|‫ف‬ ْ‫ض‬ُ‫أ‬ ً‫برشيا‬ ً‫نصا‬ ‫يقرأ‬ ‫أي‬ ، ‫للقرآن‬ ‫اآلخر‬ ‫فهم‬ ‫يقرأ‬ ‫القاريء‬ ‫أصبح‬ ‫بحيث‬
‫وقال‬ ":‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫جاء‬ ‫ما‬ ‫للحقيقة‬ ‫واإلدراك‬ ‫الفهم‬ ‫منتهى‬ ‫هو‬ ‫ذلك‬ ‫أن‬ ً‫ا‬‫معتقد‬ ، ‫اﻷصلي‬
‫الفرقان‬ ‫مهجوراً ."ـ‬ ‫القرآن‬ ‫هذا‬ ‫اتخذوا‬ ‫قومي‬ ‫إن‬ ‫رب‬ ‫يا‬ ‫الرسول‬30‫ـ‬31‫ـ‬
‫تأمله‬ ‫هجر‬ ‫هو‬ ‫املراد‬ ‫بينما‬ ، ‫القراءة‬ ‫عدم‬ ‫هو‬ ‫املسلمني‬ ‫أغلبية‬ ‫بني‬ ‫عليه‬ ‫املتعارف‬ ‫القرآن‬ ‫هجر‬ ‫إن‬
‫تأمل‬ ‫عن‬ ‫فاإلعراض‬ . ‫بتعاليمها‬ ‫والعمل‬ ‫القرآنية‬ ‫اآليات‬ ‫في‬ ‫املوجودة‬ ‫املضامني‬ ‫وإدراك‬ ‫لفهم‬ ‫وتدبره‬
‫باستهالك‬ ‫واالكتفاء‬ ، ‫البينات‬ ‫آياته‬ ‫وفهم‬ ‫إلدراك‬ ‫الذاتي‬ ‫السعي‬ ‫محاولة‬ ‫عن‬ ‫والتقاعس‬ ‫القرآن‬ ‫وتدبر‬
‫إليك‬ ‫أنزلناه‬ ‫كتاب‬ ": ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫الهجر‬ ‫أنواع‬ ‫أعظم‬ ‫من‬ ‫تمحيص‬ ‫أو‬ ‫تميزي‬ ‫دون‬ ‫الجاهزة‬ ‫التفاسري‬
‫ص‬ ‫ـ‬ " . ‫اﻷلباب‬ ‫أولوا‬ ‫وليتذكر‬ ‫آياته‬ ‫ليدبروا‬29‫ـ‬
11
: ‫الخطوةالثانية‬
‫إيمانك‬ ‫تجدد‬ ‫كيف‬
‫د‬ ّ‫متجد‬ ‫مفهوم‬ ‫ه‬ ّ‫أن‬ ‫أم‬ ، ‫باﻷمس‬ ‫نا‬ُ‫د‬‫أجدا‬ ‫مه‬|‫ه‬‫ف‬ ‫كما‬ ‫مه‬ْ‫ه‬‫ف‬ ‫يجب‬ ، ً‫سلفا‬ ‫دة‬ ّ‫محد‬ ‫عفوية‬ ‫قضية‬ ‫اإليمان‬ ‫هل‬
‫؟‬ ‫بالوعي‬ ‫عالقة‬ ‫له‬
‫للوهلة‬ ‫يبدو‬ ‫قد‬ ، ‫اإليمان‬ ‫مثل‬ ‫االستخدام‬ ‫وفي‬ ‫املعىن‬ ‫في‬ ‫واسعة‬ ‫مساحة‬ ‫أخذت‬ ‫كلمة‬ ‫هناك‬ ‫ليس‬
‫ال‬ ‫قد‬ ‫املتدين‬ ‫أن‬ ‫درجة‬ ‫إلى‬ ‫للتفكري‬ ‫بحاجة‬ ‫ليست‬ ، ‫البداهة‬ ‫منتهى‬ ‫في‬ ‫تبدو‬ ‫حقيقة‬ ‫معناه‬ ‫أن‬ ‫اﻷولى‬
‫مسألة‬ ‫وبكونه‬ ، ‫ذاته‬ ‫في‬ ً‫سلفا‬ ‫جاهز‬ ‫معطى‬ ‫مفهومه‬ ‫بأن‬ ‫يرى‬ ‫ﻷنه‬ ، ‫مفهومه‬ ‫ر‬ ُّ‫وتدب‬ ‫للبحث‬ ٍ‫داع‬ ‫يرى‬
‫د‬ ّ‫املتجد‬ ‫حقها‬ ‫تأخذ‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫اليت‬ ‫املواضيع‬ ‫أكرب‬ ‫من‬ ‫هو‬ ‫بينما‬ ، ‫مناقشتها‬ ‫ينبغي‬ ‫ال‬ ‫وبديهية‬ ‫محسومة‬
. ‫املعرفي‬ ‫املجال‬ ‫في‬
‫التطور‬ ‫ﻷن‬ ، |‫ل‬‫املستحي‬ ‫دائرة‬ ‫ضمن‬ ‫كان‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫وارد‬ ‫فيه‬ ‫التفكري‬ ‫أصبح‬ ‫اإليمان‬ ‫فهم‬ ‫قضية‬ ‫طرح‬ ‫إن‬
‫السلف‬ ‫عند‬ ‫أساسية‬ ‫كانت‬ ‫مفاهيم‬ ‫أربك‬ ‫الذي‬ ‫اﻷمر‬ ، ‫الفهم‬ ‫جدل‬ ‫قلب‬ ‫في‬ ‫بقوة‬ ‫ح‬|‫ر‬ َ‫ْط‬‫ن‬َ‫ي‬ ‫أصبح‬ ‫املعرفي‬
‫السند‬ ‫من‬ ‫تمكينه‬ ‫دون‬ ، ‫مجتمعه‬ ‫في‬ ‫السائدة‬ ‫الدينية‬ ‫الثقافة‬ ‫في‬ ‫كبدائه‬ ً‫توارثا‬ ‫املتدين‬ ‫تلقاها‬ ‫واليت‬
‫التكفري‬ ‫وشيوع‬ ‫بالرتهيب‬ ‫فيه‬ ‫الفصل‬ َّ‫تم‬ ‫الذي‬ ، ‫االعتقادي‬ ‫اقتناعه‬ ‫وعقلنة‬ ‫برشعنة‬ ‫الكفيل‬ ‫العقالني‬
‫على‬ ‫عملت‬ ، ‫فكري‬ ‫عمق‬ ‫بال‬ ‫شعائرية‬ ‫طقوس‬ ‫إلى‬ ‫وتحويله‬ |‫اإليمان‬ ‫تحنيط‬ ‫والنتيجة‬ ، ‫التفكري‬ ‫بدل‬
‫إلى‬ ‫اإليمان‬ ‫في‬ ‫التفكري‬ ‫ل‬ ّ‫تحو‬ ‫املعطيات‬ ‫هذه‬ ‫ظل‬ ‫وفي‬ ، ‫واملجتمع‬ ‫الفرد‬ ‫في‬ ‫فاعليته‬ ‫توهج‬ ‫انطفاء‬
ً‫أساسا‬ ‫الديين‬ ‫الحقل‬ ‫في‬ ‫نت‬ ّ‫تكو‬ ‫اليت‬ ، ‫املكتسبة‬ ‫الجاهزة‬ ‫املعرفة‬ ‫وعمق‬ ‫حدود‬ ‫فيها‬ ُ‫ض‬َ‫ر‬ْ‫ف‬ُ‫ت‬ ، ‫آلية‬ ‫عملية‬
‫ذهن‬ ‫الى‬ ‫يتبادر‬ ‫ما‬ ‫فأول‬ .‫؟‬ ‫االيمان‬ ‫هو‬ ‫ما‬ : ‫سؤال‬ ‫طرحنا‬ ‫إذا‬ ‫بحيث‬ ، ‫املطلقة‬ ‫الحقيقة‬ ‫هي‬ ‫أنها‬ ‫على‬
‫أن‬ ":‫جربيل‬ ‫حديث‬ ‫في‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫لسان‬ ‫على‬ ‫ورد‬ ‫الذي‬ ‫التعريف‬ ‫هو‬ ‫املتدين‬
". ‫ورِشه‬ ‫خريه‬ ‫بالقدر‬ ‫وتؤمن‬ ، ‫اآلخر‬ ‫واليوم‬ ‫ورسله‬ ‫وكتبه‬ ‫ومالئكته‬ ‫بالله‬ ‫تؤمن‬
‫يعرب‬ ً‫انتقائيا‬ ً‫تعريفا‬ ‫يبقى‬ ‫ال‬ ‫حىت‬ ، ‫كفكرة‬ ‫الوعي‬ ‫إلى‬ ‫ينتمي‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫االخزتالي‬ ‫التعريف‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫بيد‬
‫والتميزي‬ ‫للتصنيف‬ ‫كوسيلة‬ ‫التعريف‬ ‫هذا‬ ‫يستخدم‬ ‫ما‬ ‫ا‬ً‫غالب‬ ‫بحيث‬ ، ‫االيديولوجي‬ /‫املذهيب‬ ‫االنتماء‬ ‫عن‬
‫يؤجج‬ ‫بل‬ ، ‫فحسب‬ ‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫|ه‬ّ‫يشو‬ ‫ال‬ ‫الديماغوجي‬ ‫التعريف‬ ‫من‬ ‫اللون‬ ‫وهذا‬ ، ‫والكافر‬ ‫املؤمن‬ ‫بني‬
‫إلى‬ ‫واللجوء‬ ‫املذهيب‬ ‫التعصب‬ ‫إلى‬ ‫باملسلمني‬ ‫أدى‬ ‫الوعي‬ ‫غياب‬ ‫أن‬ ‫إذ‬ ، ‫واالجتماعي‬ ‫السيايس‬ ‫الرصاع‬
. ‫والزندقة‬ ‫واإللحاد‬ ‫بالكفر‬ ‫االتهامات‬ ‫كيل‬ ‫على‬ ‫تقوم‬ ، ‫سياسية‬ ‫أو‬ ‫فكرية‬ ‫مواقف‬
‫يأت‬ ‫لم‬ ‫فاإلسالم‬ ، ً‫وتعليما‬ ً‫وتطبيقا‬ ً‫ترصيحا‬ ‫اآليات‬ ‫في‬ ‫نة‬ ّ‫متضم‬ ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫التجديد‬ ‫إلى‬ ‫الدعوة‬ ‫إن‬
‫حجبت‬ ، ‫وأوهام‬ ‫أباطيل‬ ‫من‬ ‫الجاهلي‬ ‫املجتمع‬ ‫في‬ ‫اعتقادات‬ ‫من‬ ً‫سائدا‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫ويصلح‬ ّ‫ليغري‬ ‫إال‬
‫من‬ ‫واإلصالح‬ ‫فالتجديد‬ ‫لذا‬ ، ‫اإلنسانية‬ ‫واملباديء‬ ‫القيم‬ ‫تحريف‬ ‫في‬ ‫وساهمت‬ ‫الصحيحة‬ ‫الفطرة‬
‫منهاج‬ ‫كان‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ، ‫الفكري‬ ‫اإلنسان‬ ‫مسار‬ ‫تصحيح‬ ‫في‬ ‫هدفه‬ ‫يكمن‬ ‫الذي‬ ، ‫اإليمان‬ ‫ترسيخ‬ ‫رضورات‬
12
‫ما‬ ‫يغريوا‬ ‫حىت‬ ‫بقوم‬ ‫ما‬ ‫يغري‬ ‫ال‬ ‫الله‬ ‫إن‬ " : ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫والتغيري‬ ‫للتجديد‬ ‫ا‬ً‫مقتضي‬ ‫اإلسالمية‬ ‫الرسالة‬
‫الرعد‬ ‫"ـ‬ ‫بأنفسهم‬11‫ـ‬
‫؟‬ ‫قيمته‬ ‫وما‬ ، ‫حدوده‬ ‫وما‬ ، ‫أدواته‬ ‫فما‬ ً‫ممكنا‬ ‫التجديد‬ /‫التغيري‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬
‫على‬ ‫العملية‬ ‫تطبيقاتها‬ ‫في‬ ‫تكمن‬ ، ً‫ال‬‫وأشكا‬ ً‫صورا‬ ‫أخذت‬ ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫اإليمان‬ ‫تجديد‬ ‫إلى‬ ‫الدعوة‬ ‫إن‬
: ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫السالفة‬ ‫اﻷمم‬ ‫محاكاة‬ ‫و‬ ‫أعمى‬ ‫وتقليد‬ ‫جمود‬ ‫من‬ ‫يعارضها‬ ‫ما‬ ‫بذم‬ ‫أو‬ ، ‫الواقع‬ ‫أرض‬
‫مرتفوها‬ ‫قال‬ ‫إال‬ ‫نذير‬ ‫من‬ ‫قرية‬ ‫في‬ ‫قبلك‬ ‫من‬ ‫أرسلنا‬ ‫ما‬ ‫وكذلك‬ "،‫على‬ ‫وإنا‬ ‫أمة‬ ‫على‬ ‫آباءنا‬ ‫وجدنا‬ ‫إنا‬
‫الزخرف‬ ‫"ـ‬ ‫مهتدون‬ ‫آثارهم‬23‫ـ‬
‫أعظم‬ ‫من‬ ‫وهذه‬ ، ‫التقليد‬ ‫نري‬ ‫من‬ ‫العقل‬ ‫تحرير‬ ‫القرآن‬ ‫عليها‬ ّ‫حث‬ ‫اليت‬ ‫وأهمها‬ ‫التجديد‬ ‫أدوات‬ ّ‫أجل‬ ‫ومن‬
‫عمله‬ ‫تبعية‬ ‫اإلنسان‬ ‫ل‬ ّ‫وحم‬ ، ‫الواعي‬ ‫املختار‬ ‫اإلتباع‬ ‫إال‬ ‫يقبل‬ ‫فلم‬ ، ‫الدين‬ ‫عليها‬ ‫حرص‬ ‫اليت‬ ‫القضايا‬
‫ليتنا‬ ‫يا‬ ‫يقولون‬ ‫النار‬ ‫في‬ ‫وجوههم‬ ‫تقلب‬ ‫"يوم‬ :‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫والتربير‬ ‫ل‬ ُّ‫التعل‬ ً‫رافضا‬ ‫عنه‬ ‫واملسؤولية‬
‫اﻷحزاب‬ ‫السبيل"ـ‬ ‫فأضلونا‬ ‫وكرباءنا‬ ‫سادتنا‬ ‫أطعنا‬ ‫إنا‬ ‫ربنا‬ ‫وقالوا‬ ‫الرسول‬ ‫وأطعنا‬ ‫الله‬ ‫أطعنا‬66‫ـ‬67
‫والتأمل‬ ‫التفكر‬ ‫إلى‬ ‫الدعوة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ، ‫متجدد‬ ‫إليمان‬ ً‫ا‬‫جديد‬ ً‫ال‬‫سبي‬ ّ‫اختط‬ ‫قد‬ ‫اإلسالم‬ ‫يكون‬ ‫وبهذا‬
‫تجار‬ ‫قبضة‬ ‫من‬ ‫صه‬ ّ‫وليخل‬ ، ‫اﻷعمى‬ ‫االقتداء‬ ‫إلى‬ ‫الركون‬ ‫سلطة‬ ‫من‬ ‫اإلنسان‬ ‫ر‬ّ‫حر‬ُ‫ي‬‫ل‬ ‫ر‬ ّ‫والتدب‬ ‫ل‬ ّ‫والتعق‬
‫جادة‬ ‫عن‬ ‫البرشية‬ ‫وانحرفت‬ ‫الحياة‬ ‫أسنت‬ ‫كلما‬ ‫سبحانه‬ ‫فالله‬ . ‫ومصريه‬ ‫عقله‬ ‫على‬ ‫وهيمنتهم‬ ‫الدين‬
‫لم‬ ‫بحيث‬ ، ‫االعوجاج‬ ‫لتقويم‬ ‫واﻷفكار‬ ‫املفاهيم‬ ‫وتجديد‬ ، ‫املسار‬ ‫لتصحيح‬ ً‫ال‬‫رسو‬ ‫وبعث‬ ‫إال‬ ‫الصواب‬
‫وبفضل‬ ، ‫ثقافتهم‬ ‫مع‬ ‫ويتناسب‬ ‫زمانه‬ ‫أبناء‬ ‫يبهر‬ ‫بجديد‬ ‫منهم‬ ٌّ‫كل‬ ‫أتى‬ ‫بل‬ ، ‫آخر‬ ‫نيب‬ ‫إعجاز‬ ‫نيب‬ ‫ر‬ّ‫يكر‬
‫لتصحيح‬ ‫الخاتمة‬ ‫الرشيعة‬ ‫أحكام‬ ‫جاءت‬ ‫ولقد‬ ، ‫وترتقي‬ ‫وتتطور‬ ‫البرشية‬ ‫م‬ ّ‫تتقد‬ ‫الرشائع‬ ‫د‬ ُّ‫تجد‬
‫تكن‬ ‫لم‬ ‫أنها‬ ‫اﻷحكام‬ ‫هذه‬ ‫ممزيات‬ ‫ومن‬ ،"‫"الجاهلي‬ ‫املجتمع‬ ‫في‬ ‫سائدة‬ ‫كانت‬ ‫اليت‬ ، ‫الخاطئة‬ ‫اﻷوضاع‬
‫ظروفها‬ ‫مع‬ ‫متالئمة‬ ‫لتكون‬ ، ‫واملرحلة‬ ‫الحاجة‬ ‫بحسب‬ ‫لت‬ ّ‫وتبد‬ ‫عت‬ ّ‫وتنو‬ ‫جت‬ ّ‫تدر‬ ‫فقد‬ ، ً‫ة‬‫جامد‬
‫بقيم‬ ‫سواه‬ ‫ا‬ ّ‫عم‬ ّ‫ويتمزي‬ ، ‫به‬ ‫الخاص‬ ‫بإطاره‬ ‫الجديد‬ ‫اإليمان‬ ‫ر‬ ّ‫يتأط‬ ‫حىت‬ ، ‫اﻷحداث‬ ‫مع‬ ‫ومتماشية‬
‫زمان‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫الظهور‬ ‫يعاود‬ ‫االلتباس‬ ‫أن‬ ‫غري‬ ، ‫قبل‬ ‫من‬ ‫املجتمع‬ ‫يعهدها‬ ‫لم‬ ‫جديدة‬ ‫ومظاهر‬ ‫ات‬ ّ‫وسلوكي‬
‫االلتباس‬ ‫هذا‬ ‫فك‬ ‫على‬ ‫العمل‬ ‫املسلمني‬ ‫على‬ ‫ينبغي‬ ‫لذا‬ ، ‫مختلفة‬ ‫وتجليات‬ ‫جديدة‬ ‫بأشكال‬ ‫ومكان‬
‫البدع‬ ‫من‬ ‫ليس‬ ‫وهذا‬ ، ‫والحضاري‬ ‫الرشعي‬ ‫بمعناه‬ ‫الدين‬ ‫فهم‬ ‫أدوات‬ ‫بتجديد‬ ‫وذلك‬ ، ‫جديد‬ ‫من‬ ‫املعرفي‬
‫بها‬ ‫تتغري‬ ‫اليت‬ ، ‫وتعقيدات‬ ‫متغريات‬ ‫من‬ ‫يقتضيه‬ ‫ملا‬ ً‫طبقا‬ ‫الواقع‬ ‫مسايرة‬ ‫بغية‬ ، ‫أكيدة‬ ‫رضورة‬ ‫هو‬ ‫بل‬
‫والسنة‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫أثبته‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ، ‫واﻷحوال‬ ‫واﻷشخاص‬ ‫واملكان‬ ‫الزمان‬ : ‫وهي‬ ‫واﻷحكام‬ ‫الفتاوي‬
‫فهموا‬ ‫قد‬ ‫فالسابقون‬ . ‫غرينا‬ ‫واقع‬ ‫في‬ ‫ال‬ ‫املعيش‬ ‫واقعنا‬ ‫ظل‬ ‫في‬ ‫ندركهما‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫اللذان‬ ، ‫النبوية‬
‫لعملية‬ ‫املسوغ‬ ‫ر‬ّ‫املرب‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ، ‫الفكرية‬ ‫قدراتهم‬ ‫وحسب‬ ‫واقعهم‬ ‫ومعطيات‬ ‫مقتضيات‬ ‫على‬ ً‫بناء‬ ‫القرآن‬
‫م‬ ُّ‫التوه‬ ‫ومن‬ ، ‫ثابت‬ ‫الدين‬ ‫بأن‬ ‫االعتبار‬ ‫بعني‬ ‫اﻷخذ‬ ‫مع‬ ، ‫الحارض‬ ‫وواقعنا‬ ‫الراهن‬ ‫وقتنا‬ ‫في‬ ‫التجديد‬
‫ودراسة‬ ‫مراجعتها‬ ‫حىت‬ ‫أو‬ ‫تطويرها‬ ‫يجوز‬ ‫ال‬ ‫بحيث‬ ، ‫كذلك‬ ‫واملقدسات‬ ‫الثوابت‬ ‫من‬ ‫الوسائل‬ ‫بأن‬ ‫الظن‬
‫ومفاهيم‬ ‫مقاييس‬ ‫نطاق‬ ‫داخل‬ ‫اليشء‬ ‫ذلك‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ً‫شيئا‬ ‫ل‬ ّ‫يتعق‬ ‫أن‬ ‫يستطيع‬ ‫ال‬ ‫فاإلنسان‬ . ‫جدواها‬
13
‫آمنوا‬ ‫الذين‬ ‫أيها‬ ‫"يا‬ : ‫تعالى‬ ‫قال‬ . ‫التجديد‬ ‫إلى‬ ‫الدعوة‬ ‫في‬ ‫القرآن‬ ‫منهج‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ، ‫الفكرية‬ ‫منظومته‬
‫النساء‬ ‫رسوله"ـ‬ ‫على‬ ‫نزل‬ ‫الذي‬ ‫والكتاب‬ ‫ورسوله‬ ‫بالله‬ ‫آمنوا‬136‫ـ‬
‫أن‬ ‫منهم‬ ‫املطلوب‬ ‫بل‬ ، ‫الخطاب‬ ‫وقت‬ ‫عندهم‬ ‫الحاصل‬ ‫اإليمان‬ ‫هو‬ ‫ليس‬ ‫هنا‬ ‫املؤمنني‬ ‫من‬ ‫املطلوب‬ ‫إن‬
‫الزيادة‬ ‫على‬ ٌّ‫منصب‬ ‫فاﻷمر‬ ، ‫لهم‬ ً‫ال‬‫حاص‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫فيه‬ ‫الزيادة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫اإليمان‬ ‫درجات‬ ‫في‬ ‫يرتقوا‬
‫في‬ ‫والتدبر‬ ‫ل‬ ّ‫التعق‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫إال‬ ‫يكون‬ ‫ال‬ ‫وتجديده‬ ، ‫ر‬ّ‫ومقر‬ ‫معلوم‬ ‫هو‬ ‫كما‬ ‫وينقص‬ ‫يزيد‬ ‫اإليمان‬ ‫ﻷن‬
. ‫الله‬ ‫أمر‬ ‫على‬ ‫االستقامة‬ ‫وتزداد‬ ‫التوحيد‬ ‫مستوى‬ ‫لريتفع‬ ، ‫واﻷنفس‬ ‫اآلفاق‬ ‫آيات‬
: ‫التنفيذ‬ ‫واجب‬ ‫ا‬ً‫أمر‬ ‫باعتباره‬ ‫املعىن‬ ‫ذلك‬ ‫وتؤكد‬ ، ‫التجديد‬ ‫على‬ ُّّ‫ث‬ُ‫تح‬ ‫نبوية‬ ‫أحاديث‬ ‫وردت‬ ‫ولقد‬
‫يبعث‬ ‫الله‬ ‫إن‬ " : ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ : ‫قال‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫ريض‬ ‫هريرة‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ : ً‫ال‬‫أو‬
‫ـ‬ ‫صحيح‬ ‫بسند‬ ‫الحاكم‬ ‫رواه‬ ‫"ـ‬ .‫دينها‬ ‫لها‬ ‫يجدد‬ ‫من‬ ‫سنة‬ ‫مائة‬ ‫كل‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫اﻷمة‬ ‫لهذه‬
‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ : ‫قال‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫ريض‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫عن‬ : ً‫ثانيا‬
‫في‬ ‫اإليمان‬ ‫يجدد‬ ‫أن‬ ‫الله‬ ‫فاسألوا‬ ، ‫الثوب‬ ‫يخلق‬ ‫كما‬ ‫أحدكم‬ ‫جوف‬ ‫في‬ ‫ليخلق‬ ‫اإليمان‬ ‫إن‬ " : ‫وسلم‬
‫ـ‬ ‫الحاكم‬ ‫رواه‬ ‫ـ‬ " ‫قلوبكم‬
‫إيمانكم‬ ‫"جددوا‬ : ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ : ‫قال‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫ريض‬ ‫هريرة‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ : ً‫ثالثا‬
‫ـ‬ ‫أحمد‬ ‫رواه‬ ‫الله."ـ‬ ‫إال‬ ‫إله‬ ‫ال‬ ‫قول‬ ‫من‬ ‫أكرثوا‬ :‫قال‬ ‫؟‬ ‫إيماننا‬ ‫نجدد‬ ‫وكيف‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫يا‬ :‫قيل‬
. ‫اإليمان‬ ‫تجديد‬ ‫عن‬ ‫يتحدثان‬ ‫والثالث‬ ‫والثاني‬ ، ‫الدين‬ ‫تجديد‬ ‫عن‬ ‫يتحدث‬ ‫اﻷول‬ ‫الحديث‬
‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫إلثبات‬ ‫السلف‬ ‫سعى‬ ‫ولقد‬ ، ‫بأساس‬ ‫بناء‬ ‫عالقة‬ ‫اإليمان‬ ‫بتجديد‬ ‫الدين‬ ‫تجديد‬ ‫وعالقة‬
: ‫الكالمية‬ ‫والرباهني‬ ‫الرشعية‬ ‫والشواهد‬ ، ‫اللغوية‬ ‫اﻷدلة‬ ‫على‬ ‫متعينة‬ ‫كحقيقة‬
: ‫اللغوية‬ ‫اﻷدلة‬ : ‫أوال‬ً‫ألفا‬ ‫الساكنة‬ ‫الثانية‬ ‫الهمزة‬ ‫فأبدلت‬ ، ‫من‬ْ‫أ‬َ‫أ‬ ‫أصله‬ ّ‫ﻷن‬ ‫عل‬ْ‫ف‬َ‫أ‬ ‫وزن‬ ‫على‬ ‫آمن‬ ‫فعل‬
‫من‬ ‫تنبعث‬ ‫اليت‬ ‫والثقة‬ ‫الطمأنينة‬ : ‫أمن"يعين‬ "‫الجذر‬ ّ‫أن‬ ‫اللغة‬ ‫أهل‬ ‫كالم‬ ‫من‬ ‫واملالحظ‬ ، ‫آمن‬ ‫فصارت‬
. ‫ا‬ً‫ن‬‫مؤم‬ ‫الفرد‬ ‫يصبح‬ ‫أن‬ ‫في‬ ‫سبب‬ ‫هو‬ ‫الذي‬ ، ‫التصديق‬
‫في‬ ‫ها‬ّ‫لكن‬ ، ‫بينها‬ ‫فيما‬ ‫املرتبطة‬ ‫الصفات‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫يتضمن‬ ‫والسنة‬ ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫أن‬ ‫بيد‬
‫تأتي‬ ‫اليت‬ ‫الصفات‬ ‫على‬ ‫د‬ ّ‫نؤك‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫إدراك‬ ‫أردنا‬ ‫فإذا‬ ، ‫واحدة‬ ‫ليست‬ ‫الوقت‬ ‫نفس‬
ً‫مركبا‬ ً‫معىن‬ ‫الصفات‬ ‫هذه‬ ‫عطي‬ُ‫ت‬ ‫بحيث‬ ، ‫له‬ ‫املعرفي‬ ‫البناء‬ ‫في‬ ً‫تماما‬ ‫وواضحة‬ ، ‫له‬ ‫مرادفة‬ ‫باعتبارها‬
‫اإليمان‬ ": ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ :‫قال‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫ريض‬ ‫هريرة‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ، ‫تفكيكه‬ ‫صعب‬
‫الطريق‬ ‫عن‬ ‫اﻷذى‬ ‫إماطة‬ ‫وأدناها‬ ، ‫الله‬ ‫إال‬ ‫إله‬ ‫ال‬ ‫قول‬ ‫فأفضلها‬ ‫شعبة‬ ‫وستون‬ ‫بضع‬ ‫أو‬ ‫وسبعون‬ ‫بضع‬
‫ـ‬ ‫مسلم‬ ‫رواه‬ ‫اإليمان."ـ‬ ‫من‬ ‫شعبة‬ ‫والحياء‬
‫املتفرعة‬ ‫وتجلياته‬ ‫آثاره‬ ‫رؤية‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ، ‫اإليمان‬ ‫أوصاف‬ ‫إلى‬ ‫تعرضت‬ ‫عدة‬ ‫قرآنية‬ ‫آيات‬ ‫وردت‬ ‫ولقد‬
. ‫العقلي‬ ‫باملعىن‬ ً‫مجردا‬ ً‫تعريفا‬ ‫مفهومه‬ ‫تعريف‬ ‫إلى‬ ‫وليس‬ ، ‫العملية‬ ‫الحياة‬ ‫في‬
: ‫الرشعية‬ ‫الشواهد‬ : ‫ثانيا‬‫القلب‬ ‫تصديق‬ ‫اإليمان‬ ": ‫بقولهم‬ ‫اإليمان‬ ‫تعريف‬ ‫إلى‬ ‫الفقهاء‬ ‫ص‬ُ‫ل‬‫خ‬ ‫لقد‬
‫املعرفة‬ ‫و‬ ‫العلم‬ ‫على‬ ‫املبين‬ ‫واالعتقاد‬ ‫اإلقرار‬ ‫القلب‬ ‫بتصديق‬ ‫ويراد‬ ،"‫الجوارح‬ ‫وعمل‬ ، ‫اللسان‬ ‫وإقرار‬
": ‫تعالى‬ ‫قال‬‫فاطر‬ ‫"ـ‬ ‫رحيم‬ ‫غفور‬ ‫الله‬ ‫إن‬ ‫العلماء‬ ‫عباده‬ ‫من‬ ‫الله‬ ‫يخىش‬ ‫إنما‬28‫ـ‬
14
: ‫شيئني‬ ‫على‬ ‫القلب‬ ‫تصديق‬ ‫ويطلق‬
. ‫الذهين‬ ‫العلمي‬ ‫الخربي‬ ‫التصديق‬ : ‫اﻷول‬
.‫واالنقياد‬ ‫باالمتثال‬ ‫الخرب‬ ‫تصديق‬ ‫أي‬ ‫العملي‬ ‫التصديق‬ :‫الثاني‬
‫عن‬ ‫الناتج‬ ، ‫اليقيين‬ ‫لاللزتام‬ ‫املعادل‬ ‫الواقع‬ ‫في‬ ‫هو‬ ‫التعريف‬ ‫في‬ ‫ورد‬ ‫الذي‬ ‫القليب‬ ‫بالتصديق‬ ‫واملراد‬
‫االتجاه‬ ‫ثنائية‬ ‫وطيدة‬ ‫عالقة‬ ‫هناك‬ ‫ﻷن‬ ، ‫والقلب‬ ‫الدماغ‬ ‫في‬ ‫الحاصل‬ ‫والوجداني‬ ‫الفكري‬ ‫النشاط‬
ً‫علما‬ ‫اﻷكرث‬ ‫كان‬ ‫فلقد‬ ‫فكرية‬ ‫قناعة‬ ‫اإليمان‬ ‫أن‬ ‫من‬ ً‫وانطالقا‬ ، ‫ويتأثر‬ ‫اآلخر‬ ‫في‬ ‫يؤثر‬ ‫فكالهما‬ ، ‫بينهما‬
‫اإليمان‬ ‫عليها‬ ‫ينبين‬ ‫اليت‬ ‫القاعدة‬ ‫تشكل‬ ‫إيمانية‬ ‫مقدمة‬ ‫هو‬ ‫العلم‬ ‫ﻷن‬ ، ‫الله‬ ‫من‬ ً‫خوفا‬ ‫اﻷكرث‬ ‫هم‬
‫يقينه‬ ‫ازداد‬ ‫اإلنسان‬ ‫علم‬ ‫زاد‬ ‫ما‬ ّ‫فكل‬ ، ‫العلم‬ ‫زيادة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ويزيد‬ ‫ر‬ ّ‫ليتطو‬ ‫وظيفته‬ ‫ﻷداء‬ ‫منها‬ ‫وينطلق‬
‫الخشية‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫آثار‬ ‫ويربز‬ ، ‫علمه‬ ‫بمقتىض‬ ً‫ملزتما‬ ً‫صدوقا‬ ً‫مؤمنا‬ ‫فيصبح‬ ، ‫سبحانه‬ ‫بالخالق‬
‫خوف‬ ‫فهي‬ ، ‫تعالى‬ ‫بالله‬ ‫للعلماء‬ ‫الخشية‬ ‫فإن‬ ، ‫الخوف‬ ‫من‬ ّ‫أخص‬ ‫"الخشية‬ : ‫ابادي‬ ‫الفريوز‬ ‫قال‬
". ‫بمعرفة‬ ‫مقرون‬
‫شكله‬ ‫االلزتام‬ ‫فيأخذ‬ ، ‫الجهل‬ ‫عن‬ ‫ال‬ ‫املعرفة‬ ‫وفق‬ ‫العمل‬ ‫على‬ ‫التصميم‬ ‫إلى‬ ‫فيض‬ُ‫ي‬ ‫الصادق‬ ‫اإليمان‬ ‫إن‬
‫سلوك‬ ‫بأنه‬ ‫اإليمان‬ ‫نصف‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫لذا‬ ، ‫والجوارح‬ ‫اﻷعضاء‬ ‫إلى‬ ‫وينتقل‬ ‫يرسي‬ ‫ثم‬ ، ‫والعملي‬ ‫الذهين‬
‫غايتها‬ ‫مفتوحة‬ ‫تجربة‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ، ‫عليها‬ ‫ا‬ً‫ق‬‫وانغال‬ ‫ذاته‬ ‫على‬ ‫لإلنسان‬ ‫ا‬ ً‫ارتكاس‬ ‫وليس‬ ، ‫موضوعي‬ ‫ال‬ ّ‫فع‬
‫ولقد‬ ، ‫التوكل‬ ‫وحسن‬ ‫باﻷسباب‬ ‫اﻷخذ‬ ‫من‬ ً‫انطالقا‬ ، ‫واملجتمع‬ ‫الفرد‬ ‫على‬ ‫الحميدة‬ ‫آثارصفاته‬ ‫إظهار‬
‫اإليمان‬ ‫يربز‬ ‫عندما‬ ‫ﻷن‬ ، ‫بإيمان‬ ‫إال‬ ‫عمل‬ ‫وال‬ ، ‫بعمل‬ ‫إال‬ ‫إيمان‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ّ‫بأن‬ ‫القول‬ ‫على‬ ‫اإلسالم‬ ‫علماء‬ ‫تتابع‬
‫العمل‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ّ‫ال‬‫إ‬ ‫سلوكه‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫الطريق‬ ‫وهذا‬ ، ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫درجة‬ ‫إلى‬ ‫املؤمن‬ ‫يصل‬ ‫العمل‬ ‫في‬
‫مؤمن‬ ‫وهو‬ ‫أنىث‬ ‫أو‬ ‫ذكر‬ ‫من‬ ‫صالحا‬ ‫عمل‬ ‫"من‬ :‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫واإليمان‬ ‫العلم‬ ‫بني‬ ٌ‫رس‬‫ج‬ ‫فهو‬ ، ‫الصالح‬
‫النحل‬ ‫يعملون"ـ‬ ‫كانوا‬ ‫ما‬ ‫بأحسن‬ ‫أجرهم‬ ‫ولنجزينهم‬ ، ‫طيبة‬ ‫حياة‬ ‫فلنحيينه‬97‫ـ‬
‫ﻷن‬ ، ‫منه‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫يريده‬ ‫الذي‬ ‫اإليمان‬ ‫يبلغ‬ ‫لم‬ ‫بجوارحه‬ ‫يعمل‬ ‫ولم‬ ‫ق‬ ّ‫وصد‬ ‫ل‬ َّ‫تعق‬ ‫إذا‬ ‫املؤمن‬ ‫إن‬
‫ﻷصل‬ ً‫طا‬|‫ق‬ ْ‫س‬ُ‫م‬ ُّ‫يعد‬ ‫وتركهما‬ ، ‫بهما‬ ‫إال‬ ‫اإليمان‬ ‫يقوم‬ ‫ال‬ ‫أساسيان‬ ‫ركنان‬ ‫الحسن‬ ‫والعمل‬ ‫الحميد‬ ‫السلوك‬
‫قال‬ ، ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫كثرية‬ ‫مواضع‬ ‫في‬ ‫الصالح‬ ‫والعمل‬ ‫اإليمان‬ ‫بني‬ ‫سبحانه‬ ‫الله‬ ‫قرن‬ ‫لذا‬ ، ‫اإليمان‬
"‫شديد‬ ‫عذاب‬ ‫لهم‬ ‫والكافرون‬ ، ‫فضله‬ ‫من‬ ‫ويزيدهم‬ ‫الصالحات‬ ‫وعملوا‬ ‫آمنوا‬ ‫الذين‬ ‫تعالى:"ويستجيب‬
‫الشورى‬ ‫ـ‬26‫ـ‬
‫ـ‬ ‫سبحانه‬ ‫ـ‬ ‫إليه‬ ّ‫ضم‬ ‫حىت‬ ‫وحده‬ ‫باإليمان‬ ‫الجنة‬ ‫املؤمنون‬ ‫يدخل‬ ‫لم‬ ..." :‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫اآلجري‬ ‫قال‬
‫ا‬ً‫ق‬‫وناط‬ ، ‫بقلبه‬ ‫ا‬ً‫ق‬ ّ‫مصد‬ ‫يكون‬ ‫حىت‬ ‫ﻷحد‬ ‫يتم‬ ‫ال‬ ‫اإليمان‬ ‫فصار‬ ، ‫له‬ ‫قهم‬ ّ‫وف‬ ‫قد‬ ‫الذي‬ ‫الصالح‬ ‫العمل‬
". ‫بجوارحه‬ ً‫وعامال‬ ، ‫بلسانه‬
". ‫والعمل‬ ‫القول‬ ‫في‬ ‫واإلصابة‬ ، ‫به‬ ‫والعمل‬ ‫الحق‬ ‫معرفة‬ ‫اإليمان‬ " : ‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫مالك‬ ‫وقال‬
: ‫الكالمية‬ ‫الرباهني‬ : ‫ثالثا‬‫بقية‬ ‫كحال‬ ‫اإليمان‬ ‫لتعريف‬ ‫لية‬ ُّ‫تعق‬ ‫مقدمات‬ ‫من‬ ‫ينطلق‬ ‫الكالم‬ ‫علم‬ ‫إن‬
‫معركة‬ ‫وجود‬ ‫إلى‬ ‫أدى‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ، ‫فيها‬ ‫الغيب‬ ‫نسبة‬ ‫الرتفاع‬ ً‫نظرا‬ ، ‫الداللة‬ ‫املتشعبة‬ ‫الفكرية‬ ‫املفاهيم‬
‫يدور‬ ‫الفرتة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫ههم‬ ّ‫توج‬ ‫مركز‬ ‫أن‬ ‫نجد‬ ‫بحيث‬ ، ‫اﻷولى‬ ‫القرون‬ ‫في‬ ‫الكالميني‬ ‫عند‬ ‫دائمة‬ ‫آراء‬
15
‫املفهوم‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫الغامضة‬ ‫الجوانب‬ ‫إدراك‬ ‫بغية‬ ، ‫اإليمان‬ ‫باب‬ ‫في‬ ‫قوية‬ ‫كالمية‬ ‫مسألة‬ ‫حول‬ ‫ويتمحور‬
‫الجانب‬ ‫حول‬ ‫بينها‬ ‫فيما‬ ‫مختلفة‬ ‫ل‬َ‫ح‬|‫ن‬‫و‬ ‫ل‬َ‫ل‬|‫م‬ ‫إلى‬ ‫هم‬ ّ‫قسم‬ ، ‫املسلمني‬ ‫بني‬ ‫خالف‬ ‫أول‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫فنتج‬
‫اإليمان‬ ‫ل‬ ّ‫فتحو‬ ، ‫الكالمية‬ ‫املذاهب‬ ‫أو‬ ‫الفقهية‬ ‫املذاهب‬ ‫في‬ ً‫سواء‬ ، ‫املفهوم‬ ‫لذلك‬ ‫والعقائدي‬ ‫التصويري‬
‫مغلقة‬ ‫أيديولوجيا‬ ‫إلى‬ ‫ل‬ ّ‫يتحو‬ ‫بعد‬ ‫ما‬ ‫في‬ ‫نسقه‬ ‫جعل‬ ‫مما‬ ، ‫ة‬ ّ‫معقولي‬ ‫ة‬ ّ‫كالمي‬ ‫صيغ‬ ‫ضمن‬ ‫عقائد‬ ‫إلى‬
‫ات‬ ّ‫تحزي‬ ‫على‬ ً‫بناء‬ ‫املعرفية‬ ‫نظمها‬ ‫أسست‬ ‫جماعة‬ ‫كل‬ ، ‫الكالمية‬ ‫الحروب‬ ‫كل‬ ‫إلى‬ ‫أفضت‬ ، ‫ذاتها‬ ‫على‬
‫اإلسالم‬ ‫في‬ ‫الكالمية‬ ‫املفهومات‬ ‫بني‬ ‫معضلة‬ ‫يمثل‬ ‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫أصبح‬ ‫وهكذا‬ ، ‫معينة‬ ‫إيديولوجية‬
‫وهذا‬ ، ‫االنتماء‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫املفتاحية‬ ‫املفهومات‬ َّ‫أهم‬ ‫يمثل‬ ‫مة‬|ّ‫املتكل‬ ‫عند‬ ‫وغدا‬ ‫الداللي‬ ‫الحقل‬ ‫ب‬ ّ‫تشع‬ ‫بحيث‬
‫كممارسة‬ ‫السلوك‬ ‫في‬ ‫املتجلية‬ ‫وظيفته‬ ‫أداء‬ ‫عن‬ ‫وابتعاده‬ ‫اإليمان‬ ‫انحراف‬ ‫إلى‬ ‫أفيض‬ ‫الفكري‬ ‫املزنلق‬
‫سيطرة‬ ‫عن‬ ‫الناتجة‬ ، ‫التجريدية‬ ‫نزعته‬ ‫من‬ ‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫تحرير‬ ‫الرضوري‬ ‫من‬ ‫أصبح‬ ‫لذا‬ ، ‫فعلية‬
ً‫ومربرا‬ ً‫ة‬‫تكأ‬ ‫اإليمان‬ ‫يبقى‬ ‫ال‬ ‫حىت‬ ‫االحباط‬ ‫ة‬ ّ‫ولج‬ ‫القلق‬ ‫متاهة‬ ‫من‬ ‫إلخراجه‬ ، ‫عليه‬ ‫الصوري‬ ‫املنطق‬
. ‫واإلجتماعي‬ ‫السيايس‬ ‫للرصاع‬ ً‫دائما‬
16
: ‫الثالثة‬ ‫الخطوة‬
‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫تكتسب‬ ‫كيف‬
: ‫الوداع‬ ‫حجة‬ ‫في‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ : ‫قال‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫ريض‬ ٍ‫د‬ْ‫ي‬َ‫ب‬ُ‫ع‬ ‫بن‬ ‫ة‬َ‫ل‬‫ا‬ َ‫ض‬َ‫ف‬ ‫عن‬
‫لسانه‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫سلم‬ ‫من‬ ‫واملسلم‬ ، ‫وأنفسهم‬ ‫أموالهم‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫أمنه‬ ‫من‬ ‫؟‬ ‫باملؤمن‬ ‫أخربكم‬ ‫أال‬ "
" .‫والذنوب‬ ‫الخطايا‬ ‫هجر‬ ‫من‬ ‫واملهاجر‬ ، ‫الله‬ ‫طاعة‬ ‫في‬ ‫نفسه‬ ‫جاهد‬ ‫من‬ ‫واملجاهد‬ ، ‫ويده‬
‫ـ‬ ‫الرتمذي‬ ‫رواه‬ ‫ـ‬
‫على‬ ‫ترتكز‬ ‫كصفات‬ ‫فه‬ّ‫عر‬ ‫بل‬ ، ‫واالخزتال‬ ‫للتقويض‬ ً‫قابال‬ ‫لإليمان‬ ً‫انتقائيا‬ ‫ا‬ً‫مفهوم‬ ‫يطرح‬ ‫لم‬ ‫القرآن‬ ‫إن‬
‫وتقديرها‬ ‫واملخلوق‬ ‫الخالق‬ ‫بني‬ ‫العالقة‬ ‫تمتني‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫الحياة‬ ‫في‬ ‫أسايس‬ ‫وكمبدأ‬ ، ‫اﻷخالقي‬ ‫الواجب‬
‫لها‬ ‫اﻷسمى‬ ‫واملعيار‬ ‫الحقائق‬ ‫عالم‬ ‫إلى‬ ‫للوصول‬ ‫اﻷنجع‬ ‫الطريق‬ ‫هو‬ ‫بأنه‬ ‫و‬ ، ‫االستخالف‬ ‫وظيفة‬ ‫في‬
‫ا‬ً‫فكري‬ ‫تأصيله‬ ‫يمكن‬ ‫ﻷن‬ ، ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫وحقيقة‬ ‫بحق‬ ‫ل‬ ّ‫شك‬ُ‫ي‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫لإليمان‬ ‫القرآني‬ ‫املفهوم‬ ‫وهذا‬
‫الوعي‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫فقط‬ ‫بالتوارث‬ ‫يأتي‬ ‫الفكري‬ ‫للتأصيل‬ ‫قابل‬ ‫غري‬ ‫ﻷنه‬ ، ً‫عقال‬ ‫منبوذ‬ ‫فهو‬ ‫دونه‬ ‫وما‬
. ‫املنطقية‬ ‫التناقضات‬ ‫من‬ ‫الخالية‬ ‫املعقوالت‬ ‫دائرة‬ ‫من‬ ‫يأتي‬ ‫اإليماني‬
ً‫أ‬‫امر‬ ‫الله‬ ّ‫"نرض‬ : ‫النبوي‬ ‫الحديث‬ ‫في‬ ‫ورد‬ ‫ولقد‬ ، ‫واإلدراك‬ ‫الفهم‬ : ‫هو‬ ‫اللغة‬ ‫علماء‬ ‫منظور‬ ‫من‬ ‫والوعي‬
. ‫ومغزاها‬ ‫معناها‬ ‫وادرك‬ ‫فهمها‬ ‫أي‬ ، "‫ووعاها‬ ‫مقاليت‬ ‫سمع‬
: ً‫واصطالحا‬ ، ‫حقيقته‬ ‫الستنباط‬ ‫باليشء‬ ‫لإلحاطة‬ ‫الذهن‬ ‫استعداد‬ ‫بواسطة‬ ‫ان‬ ّ‫يتم‬ ‫واإلدراك‬ ‫والفهم‬
‫بأنه‬ َّ‫فرس‬ُ‫ي‬‫و‬ ، ‫اإلنسان‬ ‫عقل‬ ‫عليها‬ ‫يكون‬ ‫اليت‬ ، ‫اإلدراك‬ ‫حالة‬ ‫عن‬ ‫الناجم‬ ‫الفكري‬ ‫االعتقاد‬ ‫هو‬ ‫الوعي‬
‫اإلنسان‬ ‫لدى‬ ‫ل‬ َّ‫تتحص‬ ‫اليت‬ ، ‫املعرفة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫يتمثل‬ ‫إدراك‬ ‫عنه‬ ‫ينجم‬ ، ‫الدماغية‬ ‫للخاليا‬ ‫عصيب‬ ‫نشاط‬
‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫لذا‬ ، ‫الكائنات‬ ‫باقي‬ ‫عن‬ ‫بها‬ ‫يتمزي‬ ‫إنسانية‬ ‫خاصية‬ ‫وهو‬ ، ‫وأفكاره‬ ‫وأفعاله‬ ‫وجوده‬ ‫بصدد‬
‫وبحسب‬ ، ‫الرضورة‬ ‫وعي‬ ‫ﻷنه‬ ‫منه‬ ‫ط‬ ُّ‫توس‬ ‫وبدون‬ ، ‫الوعي‬ ‫عن‬ ‫منفصل‬ ‫كيشء‬ ‫اإليمان‬ ‫في‬ ‫التفكري‬
‫ناجم‬ ‫يقني‬ ‫إلى‬ ‫له‬ ّ‫تحو‬ ‫أن‬ ‫يمكنها‬ ‫اليت‬ ‫العمل‬ ‫وآليات‬ ، ‫ووظيفته‬ ‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫د‬ ّ‫يتحد‬ ‫ل‬ ّ‫املتشك‬ ‫الوعي‬
‫الوعي‬ ‫يتحقق‬ ‫والوجدان‬ ‫العقل‬ ‫بني‬ ‫التأليفي‬ ‫التوحيد‬ ‫هذا‬ ‫وبفضل‬ ، ‫والوجدان‬ ‫العقل‬ ‫توحيد‬ ‫عن‬
‫اإليمان‬ ‫في‬ ‫الوعي‬ ‫يتجلى‬ ‫املتقابلة‬ ‫القطبية‬ ‫هذه‬ ‫وفي‬ ، ‫واحدة‬ ‫لحقيقة‬ ‫قطبان‬ ‫اإليمان‬ ‫و‬ ‫الوعي‬ ‫فيغدو‬
. ‫فيه‬ ُ‫اإليمان‬ ‫يتجلى‬ ‫كما‬ ‫ا‬ً‫تمام‬
‫أكرب‬ ‫وهي‬ ، ‫اﻷرض‬ ‫في‬ ‫االستخالف‬ ‫لوظيفة‬ ‫فهمنا‬ ‫على‬ ‫ا‬ً‫كثري‬ ‫يعتمد‬ ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫من‬ ‫والهدف‬
‫اﻷفق‬ ‫وضيق‬ ‫التعصب‬ ‫من‬ ‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫لتحرير‬ ‫فرصة‬ ‫أفضل‬ ‫ل‬ ّ‫شك‬ُ‫ت‬ ‫اليت‬ ‫وابتالءاتنا‬ ‫اختباراتنا‬
‫كافة‬ ‫على‬ ‫اإلنساني‬ ‫سلوكه‬ ‫أنماط‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫الالئق‬ ‫الرقي‬ ‫مستوى‬ ‫إلى‬ ‫املؤمن‬ ‫ليصل‬ ، ‫الفكري‬
‫الحياة‬ ‫في‬ ‫قوله‬ ‫يعجبك‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫ومن‬ ": ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫ا‬ً‫وسياسي‬ ‫ا‬ً‫واقتصادي‬ ‫ا‬ً‫اجتماعي‬ : ‫اﻷصعدة‬
‫فيها‬ ‫ليفسد‬ ‫اﻷرض‬ ‫في‬ ‫سعى‬ ‫تولى‬ ‫وإذا‬ . ‫الخصام‬ ‫ألد‬ ‫وهو‬ ‫قلبه‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫الله‬ ‫ويشهد‬ ، ‫الدنيا‬
‫البقرة‬ ‫"ـ‬ ‫الفساد‬ ‫يحب‬ ‫ال‬ ‫والله‬ ، ‫والنسل‬ ‫الحرث‬ ‫ويهلك‬204‫ـ‬205‫ـ‬
17
‫من‬ ‫تتضح‬ ‫كثرية‬ ‫تجليات‬ ‫له‬ ‫بل‬ ، ‫املشاهدة‬ ‫واﻷفعال‬ ‫اﻷقوال‬ ‫في‬ ‫فقط‬ ‫يكمن‬ ‫ال‬ ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫إن‬
‫إذا‬ ‫اإليمان‬ ‫من‬ ‫ترجى‬ ‫فائدة‬ ‫ال‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫اإلنسان‬ ‫وجود‬ ‫من‬ ‫للحكمة‬ ‫وتصوراته‬ ، ‫املؤمن‬ ‫أفكار‬ ‫خالل‬
‫د‬ ّ‫تحد‬ ‫اليت‬ ‫املعرفية‬ ‫اآللية‬ ‫يمثالن‬ ‫اللذان‬ ‫هما‬ ‫اآلخرين‬ ‫هذين‬ ‫ﻷن‬ ، ‫فاسدين‬ ‫والتصور‬ ‫التفكري‬ ‫كان‬
‫التفكري‬ ‫فاسد‬ ‫بأنه‬ ‫وعي‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫ااإليمان‬ ّ‫يتبىن‬ ‫الذي‬ ‫املتدين‬ ‫نعت‬ ‫يمكن‬ ‫وهكذا‬ ، ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬
‫من‬ ُّ‫يعد‬ ‫الذي‬ ،"‫التفكري‬ ‫"وجع‬ ‫من‬ ‫وإعفاء‬ ٌ‫ة‬‫وراح‬ ٌ‫سكن‬ ‫فيه‬ ‫ﻷن‬ ً‫شكليا‬ ً‫عقائديا‬ ً‫نمطا‬ ‫م‬ ّ‫قد‬ُ‫ي‬ ، ‫والتصور‬
‫ﻷولي‬ ‫آليات‬ ‫والنهار‬ ‫الليل‬ ‫واختالف‬ ‫واﻷرض‬ ‫السماوات‬ ‫خلق‬ ‫في‬ ‫إن‬ ": ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫اإليمان‬ ‫مقدمات‬
‫واﻷرض‬ ‫السماوات‬ ‫خلق‬ ‫في‬ ‫ويتفكرون‬ ، ‫جنوبهم‬ ‫وعلى‬ ‫وقعودا‬ ‫قياما‬ ‫الله‬ ‫يذكرون‬ ‫الذين‬ . ‫اﻷلباب‬
‫عمران‬ ‫آل‬ ‫النار"ـ‬ ‫عذاب‬ ‫فقنا‬ ‫سبحانك‬ ، ‫باطال‬ ‫هذا‬ ‫خلقت‬ ‫ما‬ ‫ربنا‬190‫ـ‬191‫ـ‬
‫وبما‬ ، ‫اليقني‬ ‫لبلوغ‬ ‫العقلية‬ ‫الرباهني‬ ‫على‬ ‫املبين‬ ‫التفكري‬ ‫هي‬ ‫اإليمان‬ ‫مة‬ ّ‫مقد‬ ‫بأن‬ ّ‫وتبني‬ ‫اآلية‬ ‫ح‬ ّ‫توض‬
‫يستلب‬ ‫الذي‬ ‫الشائع‬ ‫التقليدي‬ ‫التصور‬ ‫ويتجاوز‬ ، ‫سيتطوراإليمان‬ ً‫فحتما‬ ‫وتتطور‬ ‫د‬ ّ‫تتجد‬ ‫الرباهني‬ ‫أن‬
‫وعالقتها‬ ‫اإلنسانية‬ ‫التجربة‬ ‫ضمن‬ ، ً‫وقيميا‬ ً‫معرفيا‬ ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫إلى‬ ‫يفتقر‬ ‫املتدين‬ ‫ويجعل‬ ، ‫الذات‬
‫آياته‬ ‫عليهم‬ ‫تليت‬ ‫وإذا‬ ":‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫املعرفة‬ ‫نحو‬ ‫الجاد‬ ‫بالسعي‬ ‫يتجدد‬ ‫فاإليمان‬ . ‫والتصور‬ ‫بالتفكري‬
‫اﻷنفال‬ ‫"ـ‬ً‫إيمانا‬ ‫زادتهم‬2‫ـ‬
‫سبحانه‬ ‫الخالق‬ ‫بعظمة‬ ‫معرفته‬ ‫وازدادت‬ ‫إال‬ ، ‫الربانية‬ ‫اآليات‬ ‫وتصور‬ ّ‫فكر‬ ‫كلما‬ ‫املؤمن‬ ‫بأن‬ ‫اآلية‬ ّ‫تبني‬
‫اليشء‬ ‫واقع‬ ‫وتجديد‬ ‫وتحول‬ ‫لتطور‬ ‫مصاحبة‬ ‫عملية‬ ‫وهي‬ ، ‫الكثري‬ ‫إلى‬ ‫القليل‬ ‫من‬ ‫ارتقاء‬ ‫هي‬ ‫والزيادة‬
‫أدرك‬ ‫فكلما‬ ، ‫اآلية‬ ‫توضح‬ ‫كما‬ ‫املعرفة‬ ‫زيادة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ويتقوى‬ ‫يزيد‬ ‫اإليمان‬ ‫فإن‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫وتقويته‬
‫إلى‬ ‫حسن‬ ‫من‬ ‫وارتقى‬ ‫د‬ ّ‫وتجد‬ ‫إيمانه‬ ‫وزاد‬ ‫إال‬ ، ‫واﻷنفس‬ ‫اآلفاق‬ ‫في‬ ‫املنبثة‬ ‫سبحانه‬ ‫الله‬ ‫آيات‬ ‫اإلنسان‬
‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ : ‫قال‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫ريض‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫عن‬ ، ‫أحسن‬
‫في‬ ‫اإليمان‬ ‫يجدد‬ ‫أن‬ ‫الله‬ ‫فاسألوا‬ ، ‫الثوب‬ ‫يخلق‬ ‫كما‬ ‫أحدكم‬ ‫جوف‬ ‫في‬ ‫ليخلق‬ ‫اإليمان‬ ‫إن‬ " : ‫قال‬ ‫وسلم‬
‫ـ‬ ‫الحاكم‬ ‫رواه‬ ‫"ـ‬ ‫قلوبكم‬
‫هذه‬ ‫واستخدام‬ ، … ‫التقدم‬ ‫ـ‬ ‫التطور‬ ‫ـ‬ ‫التغيري‬ : ‫مصطلحات‬ ‫مع‬ ‫يرتادف‬ ‫ما‬ ‫ا‬ً‫كثري‬ ‫التجديد‬ ‫ومفهوم‬
‫ومدركة‬ ‫مستوعبة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫اليت‬ ، ‫لإلصالح‬ ‫اإلرادية‬ ‫الصيغة‬ ‫هو‬ ‫ا‬ً‫د‬‫واح‬ ‫معىن‬ ‫يتضمن‬ ‫املفردات‬
‫وتطوير‬ ‫وتعديل‬ ‫توجيه‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫القائمة‬ ‫الفكرية‬ ‫واملقومات‬ ‫اﻷسس‬ ‫إصالح‬ ‫إلى‬ ‫تهدف‬ ، ً‫عقليا‬
‫اعتقاد‬ ‫إلى‬ ‫تتحول‬ ‫اليت‬ ، ‫وتصوراته‬ ‫أفكاره‬ ‫صياغة‬ ‫في‬ ‫املرء‬ ‫عليها‬ ‫يجري‬ ‫اليت‬ ، ‫واملعايري‬ ‫املقاييس‬
‫أنه‬ ‫لهم‬ ‫يتبني‬ ‫حىت‬ ‫أنفسهم‬ ‫وفي‬ ‫اآلفاق‬ ‫في‬ ‫آياتنا‬ ‫سرنيهم‬ ": ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫وأفعاله‬ ‫أقواله‬ ‫في‬ ‫يتجلى‬
‫فصلت‬ ‫"ـ‬ ‫شهيد‬ ‫يشء‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫أنه‬ ‫بربك‬ ‫يكف‬ ‫أولم‬ ‫الحق‬53‫ـ‬
‫لتمتني‬ ، ‫الشهادة‬ ‫عالم‬ ‫إلى‬ ‫الغيب‬ ‫عالم‬ ‫من‬ ‫بالدليل‬ ‫االقتناع‬ ‫من‬ ‫الديين‬ ‫الفكر‬ ‫موضوع‬ ‫تنقل‬ ‫اآلية‬ ‫إن‬
‫العقلية‬ ‫بالدالئل‬ "‫واﻷنفس‬ ‫اآلفاق‬ "‫ظواهر‬ ‫في‬ ‫املتجلية‬ ‫الحقائق‬ ‫إدراك‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫وتقويته‬ ‫اإليمان‬
‫املنهج‬ ‫أسس‬ ‫على‬ ‫املبين‬ ‫الواقعي‬ ‫العلم‬ ‫بواسطة‬ ‫إال‬ ‫اإلنسان‬ ‫يحققها‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫النوعية‬ ‫النقلة‬ ‫وهذه‬
‫واالستدالل‬ ‫بالحواس‬ ‫للمعرفة‬ ‫قابل‬ ، ‫مستقل‬ ‫موضوعي‬ ‫وجود‬ ‫ذا‬ ‫ومفرداته‬ ‫الكون‬ ‫أن‬ ‫كتقرير‬ ، ‫العلمي‬
‫داللتها‬ ‫معرفية‬ ‫مصادر‬ ‫لتصبح‬ ، ‫ووظيفتها‬ ‫وقوانينها‬ ‫وعنارصها‬ ‫الظواهر‬ ‫تلك‬ ‫حقيقة‬ ‫لبيان‬ ، ‫العقلي‬
18
كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي
كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي
كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي
كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي
كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي
كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي

More Related Content

What's hot

اسماء الله الحسنى
اسماء الله الحسنىاسماء الله الحسنى
اسماء الله الحسنىmoath Al-Baltan
 
حياة البرزخ
حياة البرزخحياة البرزخ
حياة البرزخMarah Najah
 
Materi IBC 14 Petunjuk dan Kesesatan
Materi IBC 14 Petunjuk dan KesesatanMateri IBC 14 Petunjuk dan Kesesatan
Materi IBC 14 Petunjuk dan KesesatanUmi Sa'adah
 
TAWAKKUL - FARE AFFIDAMENTO SU ALLAH
TAWAKKUL - FARE AFFIDAMENTO SU ALLAHTAWAKKUL - FARE AFFIDAMENTO SU ALLAH
TAWAKKUL - FARE AFFIDAMENTO SU ALLAHAhmed
 
Al Quran (Chapter 76): Surah Al Insan [The Human/Man]
Al Quran (Chapter 76): Surah Al Insan [The Human/Man]Al Quran (Chapter 76): Surah Al Insan [The Human/Man]
Al Quran (Chapter 76): Surah Al Insan [The Human/Man]Dr Jameel G Jargar
 
annas -presentation-an-introduction-to-the-bahai-faith
annas -presentation-an-introduction-to-the-bahai-faithannas -presentation-an-introduction-to-the-bahai-faith
annas -presentation-an-introduction-to-the-bahai-faithROSTAMI™
 
Hajj Secrets-أسرار عبادة الحج.. عرض بوربوينت رائع
Hajj Secrets-أسرار عبادة الحج.. عرض بوربوينت رائعHajj Secrets-أسرار عبادة الحج.. عرض بوربوينت رائع
Hajj Secrets-أسرار عبادة الحج.. عرض بوربوينت رائعF El Mohdar
 
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجاباتأسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجاباتalakeeda
 
الطهارة و أقسام المياه
الطهارة و أقسام المياهالطهارة و أقسام المياه
الطهارة و أقسام المياهALGHAMDI181
 
Benefits of reciting some surahs
Benefits of reciting some surahsBenefits of reciting some surahs
Benefits of reciting some surahsislamicencyclopedia
 
M1 Mengenal Diri Dan Potensi Kehidupan
M1 Mengenal Diri Dan Potensi KehidupanM1 Mengenal Diri Dan Potensi Kehidupan
M1 Mengenal Diri Dan Potensi Kehidupancucur
 

What's hot (20)

اسماء الله الحسنى
اسماء الله الحسنىاسماء الله الحسنى
اسماء الله الحسنى
 
asma allah al hosna
asma allah al hosnaasma allah al hosna
asma allah al hosna
 
حياة البرزخ
حياة البرزخحياة البرزخ
حياة البرزخ
 
[PDF] Duas for protection against Coronavirus (Booklet)
[PDF] Duas for  protection against Coronavirus (Booklet)[PDF] Duas for  protection against Coronavirus (Booklet)
[PDF] Duas for protection against Coronavirus (Booklet)
 
Materi IBC 14 Petunjuk dan Kesesatan
Materi IBC 14 Petunjuk dan KesesatanMateri IBC 14 Petunjuk dan Kesesatan
Materi IBC 14 Petunjuk dan Kesesatan
 
TAWAKKUL - FARE AFFIDAMENTO SU ALLAH
TAWAKKUL - FARE AFFIDAMENTO SU ALLAHTAWAKKUL - FARE AFFIDAMENTO SU ALLAH
TAWAKKUL - FARE AFFIDAMENTO SU ALLAH
 
Al Quran (Chapter 76): Surah Al Insan [The Human/Man]
Al Quran (Chapter 76): Surah Al Insan [The Human/Man]Al Quran (Chapter 76): Surah Al Insan [The Human/Man]
Al Quran (Chapter 76): Surah Al Insan [The Human/Man]
 
3
33
3
 
Tetap istiqamah
Tetap istiqamahTetap istiqamah
Tetap istiqamah
 
Tarbiyah Berbasis Tujuan
Tarbiyah Berbasis TujuanTarbiyah Berbasis Tujuan
Tarbiyah Berbasis Tujuan
 
Dua 2
Dua 2Dua 2
Dua 2
 
Surah maryam New PPT
Surah maryam New PPTSurah maryam New PPT
Surah maryam New PPT
 
Surah Qaaf New PPT
Surah Qaaf New PPTSurah Qaaf New PPT
Surah Qaaf New PPT
 
كيف تحفظ القرآن
كيف تحفظ القرآن كيف تحفظ القرآن
كيف تحفظ القرآن
 
annas -presentation-an-introduction-to-the-bahai-faith
annas -presentation-an-introduction-to-the-bahai-faithannas -presentation-an-introduction-to-the-bahai-faith
annas -presentation-an-introduction-to-the-bahai-faith
 
Hajj Secrets-أسرار عبادة الحج.. عرض بوربوينت رائع
Hajj Secrets-أسرار عبادة الحج.. عرض بوربوينت رائعHajj Secrets-أسرار عبادة الحج.. عرض بوربوينت رائع
Hajj Secrets-أسرار عبادة الحج.. عرض بوربوينت رائع
 
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجاباتأسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
 
الطهارة و أقسام المياه
الطهارة و أقسام المياهالطهارة و أقسام المياه
الطهارة و أقسام المياه
 
Benefits of reciting some surahs
Benefits of reciting some surahsBenefits of reciting some surahs
Benefits of reciting some surahs
 
M1 Mengenal Diri Dan Potensi Kehidupan
M1 Mengenal Diri Dan Potensi KehidupanM1 Mengenal Diri Dan Potensi Kehidupan
M1 Mengenal Diri Dan Potensi Kehidupan
 

Similar to كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي

الاسرار الربانية في النفس البشرية
الاسرار الربانية في النفس البشرية الاسرار الربانية في النفس البشرية
الاسرار الربانية في النفس البشرية chamithami
 
التربية بالقدوة في الاسلام
التربية بالقدوة في الاسلامالتربية بالقدوة في الاسلام
التربية بالقدوة في الاسلامchamithami
 
محطات في تاريخ الفكر المقصدي
محطات في تاريخ الفكر المقصديمحطات في تاريخ الفكر المقصدي
محطات في تاريخ الفكر المقصديعوده عبد الله
 
1لامن الفكري
1لامن الفكري1لامن الفكري
1لامن الفكريomrakan
 
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقلمنهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقلOm Muktar
 
فن التدبر في القرآن الكريم
فن التدبر في القرآن الكريمفن التدبر في القرآن الكريم
فن التدبر في القرآن الكريمwayislam
 
الوحدة الأولى 2.pptx
الوحدة الأولى 2.pptxالوحدة الأولى 2.pptx
الوحدة الأولى 2.pptxajaj76hotmail
 
رسالة المؤتمر5
رسالة المؤتمر5رسالة المؤتمر5
رسالة المؤتمر5GreenLife1978
 
تدبر القران الكريم
 تدبر القران الكريم  تدبر القران الكريم
تدبر القران الكريم Fouzia Sahlaoui
 
آية السيف و التحريض على العنف
آية السيف و التحريض على العنفآية السيف و التحريض على العنف
آية السيف و التحريض على العنفchamithami
 
does philosophy lead to atheism?
does philosophy lead to atheism?does philosophy lead to atheism?
does philosophy lead to atheism?عاطف طه
 
الوحدة الثالثة (1)
الوحدة الثالثة (1)الوحدة الثالثة (1)
الوحدة الثالثة (1)Saif Eddin
 
مفهوم المخالفة - Mafhumul Mukholafah
مفهوم المخالفة - Mafhumul Mukholafahمفهوم المخالفة - Mafhumul Mukholafah
مفهوم المخالفة - Mafhumul MukholafahIndra Lupiana
 
لا دين لمن لا كرامة له
لا دين لمن لا كرامة لهلا دين لمن لا كرامة له
لا دين لمن لا كرامة لهchamithami
 
كتاب قانون الايمان لقداسة البابا شنوده
كتاب قانون الايمان لقداسة البابا شنودهكتاب قانون الايمان لقداسة البابا شنوده
كتاب قانون الايمان لقداسة البابا شنودهIbrahimia Church Ftriends
 
تحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابر
تحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابرتحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابر
تحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابرسامر جابر
 

Similar to كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي (20)

الاسرار الربانية في النفس البشرية
الاسرار الربانية في النفس البشرية الاسرار الربانية في النفس البشرية
الاسرار الربانية في النفس البشرية
 
التربية بالقدوة في الاسلام
التربية بالقدوة في الاسلامالتربية بالقدوة في الاسلام
التربية بالقدوة في الاسلام
 
محطات في تاريخ الفكر المقصدي
محطات في تاريخ الفكر المقصديمحطات في تاريخ الفكر المقصدي
محطات في تاريخ الفكر المقصدي
 
1لامن الفكري
1لامن الفكري1لامن الفكري
1لامن الفكري
 
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقلمنهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل
 
فن التدبر في القرآن الكريم
فن التدبر في القرآن الكريمفن التدبر في القرآن الكريم
فن التدبر في القرآن الكريم
 
الوحدة الأولى 2.pptx
الوحدة الأولى 2.pptxالوحدة الأولى 2.pptx
الوحدة الأولى 2.pptx
 
طريقنا الى القلوب
طريقنا الى القلوبطريقنا الى القلوب
طريقنا الى القلوب
 
تدبر القران
تدبر القران تدبر القران
تدبر القران
 
رسالة المؤتمر5
رسالة المؤتمر5رسالة المؤتمر5
رسالة المؤتمر5
 
تدبر القران الكريم
 تدبر القران الكريم  تدبر القران الكريم
تدبر القران الكريم
 
Renew the Religious discourse. What? تجديد الخطاب الديني
 Renew the Religious discourse. What?   تجديد الخطاب الديني Renew the Religious discourse. What?   تجديد الخطاب الديني
Renew the Religious discourse. What? تجديد الخطاب الديني
 
آية السيف و التحريض على العنف
آية السيف و التحريض على العنفآية السيف و التحريض على العنف
آية السيف و التحريض على العنف
 
does philosophy lead to atheism?
does philosophy lead to atheism?does philosophy lead to atheism?
does philosophy lead to atheism?
 
التفكر الايماني
 التفكر الايماني التفكر الايماني
التفكر الايماني
 
الوحدة الثالثة (1)
الوحدة الثالثة (1)الوحدة الثالثة (1)
الوحدة الثالثة (1)
 
مفهوم المخالفة - Mafhumul Mukholafah
مفهوم المخالفة - Mafhumul Mukholafahمفهوم المخالفة - Mafhumul Mukholafah
مفهوم المخالفة - Mafhumul Mukholafah
 
لا دين لمن لا كرامة له
لا دين لمن لا كرامة لهلا دين لمن لا كرامة له
لا دين لمن لا كرامة له
 
كتاب قانون الايمان لقداسة البابا شنوده
كتاب قانون الايمان لقداسة البابا شنودهكتاب قانون الايمان لقداسة البابا شنوده
كتاب قانون الايمان لقداسة البابا شنوده
 
تحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابر
تحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابرتحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابر
تحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابر
 

More from chamithami

أسس الحب في الإسلام الحب في بيت النبوة
  أسس الحب في الإسلام الحب في بيت النبوة   أسس الحب في الإسلام الحب في بيت النبوة
أسس الحب في الإسلام الحب في بيت النبوة chamithami
 
لماذا أوجد الله الشر ؟
لماذا أوجد الله الشر ؟لماذا أوجد الله الشر ؟
لماذا أوجد الله الشر ؟chamithami
 
أزمةالإيمان في أمة الإسلام
أزمةالإيمان في أمة الإسلامأزمةالإيمان في أمة الإسلام
أزمةالإيمان في أمة الإسلامchamithami
 
تجار الدين ودعاة الفتنة
تجار الدين ودعاة الفتنة تجار الدين ودعاة الفتنة
تجار الدين ودعاة الفتنة chamithami
 
الجن وثقافة الخوف
الجن وثقافة الخوفالجن وثقافة الخوف
الجن وثقافة الخوفchamithami
 
أهل الدين و أتباع التدين
أهل الدين و أتباع التدينأهل الدين و أتباع التدين
أهل الدين و أتباع التدينchamithami
 

More from chamithami (6)

أسس الحب في الإسلام الحب في بيت النبوة
  أسس الحب في الإسلام الحب في بيت النبوة   أسس الحب في الإسلام الحب في بيت النبوة
أسس الحب في الإسلام الحب في بيت النبوة
 
لماذا أوجد الله الشر ؟
لماذا أوجد الله الشر ؟لماذا أوجد الله الشر ؟
لماذا أوجد الله الشر ؟
 
أزمةالإيمان في أمة الإسلام
أزمةالإيمان في أمة الإسلامأزمةالإيمان في أمة الإسلام
أزمةالإيمان في أمة الإسلام
 
تجار الدين ودعاة الفتنة
تجار الدين ودعاة الفتنة تجار الدين ودعاة الفتنة
تجار الدين ودعاة الفتنة
 
الجن وثقافة الخوف
الجن وثقافة الخوفالجن وثقافة الخوف
الجن وثقافة الخوف
 
أهل الدين و أتباع التدين
أهل الدين و أتباع التدينأهل الدين و أتباع التدين
أهل الدين و أتباع التدين
 

كيف تجّدد إيمانك بواسطة منهاج إجرائي

  • 1. ‫سلسلة‬ ‫إيمانك‬ ‫تجدد‬ ‫كيف‬ ‫إيمانك‬ ‫د‬ ّ‫تجد‬ ‫كيف‬ ‫إجرائي‬ ‫منهاج‬ ‫بواسطة‬ ‫الشامي‬ ‫التهامي‬ ‫اﻷستاذ‬ 1
  • 2. ‫إهداء‬ ‫حني‬ ‫كل‬ ‫الطيبة‬ ‫خصالها‬ ‫تؤتي‬ ‫ذرية‬ ، ‫حياتي‬ ‫ومهجة‬ ‫كبدي‬ ‫فلذة‬ ، ‫قليب‬ ‫إلى‬ ‫الناس‬ ‫أعز‬ ‫أحبائي‬ ‫إلى‬ ‫الدعاء‬ ‫أخلص‬ ‫الروح‬ ‫وشقيقة‬ ‫العمر‬ ‫رفيقة‬ ‫وإلى‬ ، ‫الدعاء‬ ‫وأصدق‬ ‫الرضا‬ ‫حسن‬ ‫مين‬ ‫لكم‬ ، ‫ربها‬ ‫بإذن‬ ‫اهتديت‬ ‫فكرة‬ ‫وكل‬ ، ‫الله‬ ‫مرضاة‬ ‫إبتغاء‬ ‫يدي‬ ‫خطته‬ ‫حرف‬ ‫كل‬ ‫أهدي‬ ‫هؤالء‬ ‫إلى‬ ، ‫واملغفرة‬ ‫بالرحمة‬ ‫ولكم‬ ‫لي‬ ‫وختم‬ ، ‫ويرضاه‬ ‫يحبه‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫وأيكم‬ ‫الله‬ ‫جمعين‬ ، ‫سبحانه‬ ‫الحق‬ ‫من‬ ً‫قربا‬ ‫وزادتين‬ ‫إليها‬ . ‫جدير‬ ‫وباإلستجابة‬ ‫قدير‬ ‫يشاء‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫إنه‬ ، ‫الدارين‬ ‫بسعادة‬ 2
  • 3. ‫البحث‬ ‫محتويات‬ : ‫املقدمة‬4.……5 : ‫القرآن‬ ‫قراءة‬ ‫مفهوم‬ ‫تجديد‬6.……11 : ‫إيمانك‬ ‫تجدد‬ ‫كيف‬12...…16 : ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫تكتسب‬ ‫كيف‬17...…19 : ‫الواقع‬ ‫تغري‬ ‫كيف‬20...…24 3
  • 4. ‫املقدمة‬ ً‫ا‬‫عزيز‬ ‫الله‬ ‫وكان‬ ‫الرسل‬ ‫بعد‬ ‫حجة‬ ‫الله‬ ‫على‬ ‫للناس‬ ‫يكون‬ ‫لئال‬ ‫ومنذرين‬ ‫مبرشين‬ ً‫ال‬‫رس‬ ":‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫النساء‬ ‫"ـ‬ ً‫حكيما‬165‫ـ‬ ‫الفهم‬ ‫انحراف‬ ‫لتصحيح‬ ‫تسعى‬ ‫اليت‬ ، ‫اإلصالحية‬ ‫للحركات‬ ‫ا‬ ً‫تتابع‬ ‫إال‬ ‫ليس‬ ‫واﻷنبياء‬ ‫الرسل‬ ‫بعث‬ ‫إن‬ ‫االنحرافات‬ ‫وترسخت‬ ‫والصواب‬ ‫الحق‬ ‫عن‬ ‫البرشية‬ ‫زاغت‬ ‫فكلما‬ ، ‫اﻷرض‬ ‫في‬ ‫االستخالف‬ ‫لرسالة‬ ‫القيود‬ ‫جميع‬ ‫من‬ ‫العقول‬ ‫لتحرير‬ ‫املفاهيم‬ ‫ويصلح‬ ‫ليجدد‬ ، ً‫رسوال‬ ‫الله‬ ‫بعث‬ ‫إال‬ ‫واملعامالتية‬ ‫العبادية‬ ‫إن‬ ‫الذين‬ " :‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫وجه‬ ‫أحسن‬ ‫على‬ ‫االستخالف‬ ‫بأعباء‬ ‫النهوض‬ ‫من‬ ‫ومنعتها‬ ‫كبلتها‬ ‫اليت‬ ‫اﻷمور‬ ‫عاقبة‬ ‫ولله‬ ، ‫املنكر‬ ‫عن‬ ‫ونهوا‬ ‫باملعروف‬ ‫وأمروا‬ ، ‫الزكاة‬ ‫وآتوا‬ ‫الصالة‬ ‫أقاموا‬ ‫اﻷرض‬ ‫في‬ ‫مكناهم‬ ‫الحج‬ ‫ـ‬41‫ـ‬ ... ‫واإلخاء‬ ‫واملحبة‬ ‫واملساواة‬ ‫العدل‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ‫اﻷرض‬ ‫بعمارة‬ ‫القيام‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ :‫يعين‬ ‫والتمكني‬ ‫على‬ ‫تطرأ‬ ‫اليت‬ ‫والتطورات‬ ‫املحدثات‬ ‫لتالئم‬ ‫والتصورات‬ ‫اﻷفكار‬ ‫تجديد‬ ‫يتطلب‬ ‫املبتغى‬ ‫هذا‬ ‫وتحقيق‬ ‫حضارية‬ ‫لحركة‬ ‫اإلنسان‬ ‫يدعو‬ ‫الذي‬ ‫الرباني‬ ‫املنهج‬ ‫عن‬ ‫الناس‬ ّ‫ينفض‬ ‫ال‬ ‫حىت‬ ، ‫البرشية‬ ‫املجتمعات‬ ‫العالقات‬ ‫ل‬ ّ‫فتتحو‬ ‫التشيؤ‬ ‫بؤرة‬ ‫في‬ ‫والوقوع‬ ، ‫املادي‬ ‫االستغراق‬ ‫من‬ ‫لينقذه‬ ‫والعمل‬ ‫واﻷخالق‬ ‫الفكر‬ ‫في‬ ‫إصالح‬ ‫إلى‬ ‫ا‬ً‫دائم‬ ‫يدعو‬ ‫القرآني‬ ‫الخطاب‬ ‫نجد‬ ‫لذا‬ ، ‫اﻷشياء‬ ‫بني‬ ‫آلية‬ ‫عالقات‬ ‫يشبه‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫البرش‬ ‫بني‬ ‫الله‬ ‫شاء‬ ‫ولو‬ ، ‫ومنهاجا‬ ‫عة‬ |‫رِش‬ ‫منكم‬ ‫جعلنا‬ ‫:"لكل‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫السليمة‬ ‫الفطرة‬ ‫مع‬ ‫يتماىش‬ ‫ممنهج‬ ‫فينبئكم‬ ‫جميعا‬ ‫مرجعكم‬ ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫الخريات‬ ‫فاستبقوا‬ ، ‫آتاكم‬ ‫ما‬ ‫في‬ ‫ليبلوكم‬ ‫ولكن‬ ، ‫واحدة‬ ‫ة‬ ّ‫أم‬ ‫لجعلكم‬ ‫املائدة‬ ‫ـ‬ "‫تختلفون‬ ‫فيه‬ ‫كنتم‬ ‫بما‬48‫ـ‬ ‫يقول‬ ، ‫الرشيعة‬ ‫في‬ ‫ال‬ ‫فقط‬ ‫العقيدة‬ ‫أصول‬ ‫في‬ ‫حد‬ ّ‫وتت‬ ‫فق‬ ّ‫تت‬ ‫السماوية‬ ‫اﻷديان‬ ‫بأن‬ ّ‫تبني‬ ‫اآلية‬ ‫طريق‬ ‫أي‬ ، ً‫ومنهاجا‬ ً‫ة‬‫رِشع‬ ‫جعلنا‬ ‫اﻷمم‬ ‫أيها‬ ‫منكم‬ ‫لكل‬ " : ‫اآلية‬ ‫تفسري‬ ‫في‬ ‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫السعدي‬ ‫بحسب‬ ‫تتغري‬ ‫اليت‬ ‫هي‬ ‫اﻷمم‬ ‫باختالف‬ ‫تختلف‬ ‫اليت‬ ‫الرشائع‬ ‫وهذه‬ ، ‫غموض‬ ‫وال‬ ‫فيه‬ ‫لبس‬ ‫ال‬ ‫واضح‬ ‫هي‬ ‫اليت‬ ‫الكبار‬ ‫اﻷصول‬ ‫وأما‬ ، ‫رِشعتها‬ ‫وقت‬ ‫في‬ ‫العدل‬ ‫إلى‬ ‫رجع‬ُ‫ت‬ ‫وكلها‬ ، ‫واﻷحوال‬ ‫اﻷزمنة‬ ‫تغري‬ ‫:"ولكن‬ ‫تعالى‬ ‫وقوله‬ . ‫الرشائع‬ ‫جميع‬ ‫في‬ ‫ع‬ ّ‫فترش‬ ‫تختلف‬ ‫ال‬ ‫فإنها‬ ، ‫زمان‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫وحكمة‬ ‫مصلحة‬ ‫حكمته‬ ‫تقتضيه‬ ‫ما‬ ‫بحسب‬ ‫أمة‬ ‫كل‬ ‫ويبتلي‬ ، ‫تعملون‬ ‫كيف‬ ‫وينظر‬ ‫يختربكم‬ ‫"أي‬ ‫آتاكم‬ ‫ما‬ ‫في‬ ‫ليبلوكم‬ ‫ولهذا‬ ، ‫غريها‬ ‫سبق‬ ‫على‬ ‫حرص‬ُ‫ت‬ ‫أمة‬ ‫فكل‬ ، ‫اﻷمم‬ ‫بني‬ ‫التنافس‬ ‫ليحصل‬ ‫به‬ ‫يليق‬ ‫ما‬ ‫أحد‬ ‫كل‬ ‫ويؤتي‬ ‫ومستحب‬ ‫فرض‬ ‫لكل‬ ‫الشاملة‬ ‫الخريات‬ ‫فإن‬ ، ‫وأكملوها‬ ‫إليها‬ ‫بادروا‬ : ‫أي‬ "‫الخريات‬ ‫"فاستبقوا‬ :‫قال‬ ‫املبادرة‬ : ‫بأمرين‬ ‫إال‬ ‫اﻷمر‬ ‫على‬ ً‫مستوليا‬ ‫لغريه‬ ‫سابقا‬ ‫فاعلها‬ ‫يصري‬ ‫ال‬ ، ‫عباده‬ ‫وحقوق‬ ‫الله‬ ‫حقوق‬ ‫من‬ ‫الوجه‬ ‫على‬ ‫كاملة‬ ‫أدائها‬ ‫في‬ ‫واالجتهاد‬ ، ‫عارضها‬ ‫ويعرض‬ ‫وقتها‬ ‫يجيء‬ ‫حني‬ ‫الفرصة‬ ‫وانتهاز‬ ، ‫إليها‬ »‫املنان‬ ‫كالم‬ ‫تفسري‬ ‫في‬ ‫الرحمن‬ ‫الكريم‬ ‫«تيسري‬ : ‫به."كتاب‬ ‫املأمور‬ 4
  • 5. ‫بناء‬ ‫سلوك‬ ‫إلى‬ ‫ويحوله‬ ، ‫صحته‬ ‫على‬ ‫يربهن‬ ‫علم‬ ‫له‬ ‫يتوفر‬ ‫لم‬ ‫إذا‬ ‫له‬ ‫قيمة‬ ‫ال‬ ‫اإلصالحي‬ ‫املنهاج‬ ‫إن‬ ‫على‬ ‫عالة‬ ‫املؤمن‬ ‫املجتمع‬ ‫يكون‬ ‫ال‬ ‫حىت‬ ، ‫والتنمية‬ ‫والتطور‬ ‫اإلبداع‬ ‫في‬ ‫ا‬ً‫علو‬ ‫املجتمع‬ ‫يمنح‬ ‫الواقع‬ ‫في‬ ُّ‫وحل‬ ، ‫مؤمن‬ ‫وغري‬ ‫مؤمن‬ ‫مجتمع‬ ‫بني‬ ‫يفرق‬ ‫وال‬ ‫محاباة‬ ‫يقبل‬ ‫ال‬ ‫باﻷسباب‬ ‫اﻷخذ‬ ‫قانون‬ ‫ﻷن‬ ، ‫اآلخرين‬ ‫ينتظم‬ ً‫موجها‬ ً‫معرفيا‬ ً‫ذهنيا‬ ً‫نشاطا‬ ُّ‫يعد‬ ‫الذي‬ ، ‫التفكري‬ ‫بوساطة‬ ً‫حرصا‬ ‫يتحقق‬ ‫اإلنسان‬ ‫مشكالت‬ ‫العقبات‬ ‫ي‬ | ّ‫ط‬َ‫خ‬َ‫ت‬ ً‫ا‬‫أبد‬ ‫واليمكن‬ ، ‫هادف‬ ‫ومخطط‬ ‫منظمة‬ ‫اسرتاتيجية‬ ‫وفق‬ ‫ويسري‬ ، ‫منهاجي‬ ‫بشكل‬ ‫وهي‬ ، ‫البرش‬ ‫وخطأ‬ ‫القدر‬ ‫بني‬ ‫املبهمة‬ ‫املنطقة‬ ‫في‬ ‫والقبوع‬ ، ‫واﻷدعية‬ ‫ل‬ ُّ‫التوس‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫وردعها‬ ‫بل‬ ، ‫البرش‬ ‫فساد‬ ‫تفسري‬ ‫في‬ ‫بالقدر‬ ‫إيمان‬ ‫ال‬ ‫إذ‬ ، ‫لإليمان‬ ‫تخضع‬ ‫مما‬ ‫أكرث‬ ‫الفهم‬ ‫لسوء‬ ‫تخضع‬ ‫منطقة‬ ‫منطلق‬ ‫من‬ ‫املؤمن‬ ‫يمارسه‬ ‫الذي‬ ، ‫واملنطق‬ ‫االستبصار‬ ‫إلى‬ ‫املستند‬ ‫املنهاج‬ |ّ‫تبين‬ ‫هو‬ ‫واﻷنفع‬ ‫اﻷجدر‬ ‫الصادق‬ ‫اإليمان‬ ‫إلى‬ ‫السالم‬ ‫عليه‬ ‫إبراهيم‬ ‫سيدنا‬ ‫اهتداء‬ ‫قصة‬ ‫تذكر‬ ‫اليت‬ ‫فاآليات‬ .‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫الحل‬ ‫إلى‬ ‫وصل‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ، ‫املشكالت‬ |ّ‫حل‬ ‫في‬ ‫التفكري‬ ‫عملية‬ ‫على‬ ‫ترتكز‬ ، ‫فعلية‬ ‫خطوات‬ ‫كانت‬ ‫كلها‬ ‫كنتم‬ ‫إن‬ ‫باﻷمن‬ ‫أحق‬ ‫الفريقني‬ ‫فأي‬ ": ‫دامغ‬ ‫باستنتاج‬ ‫أطروحته‬ ‫فختم‬ ، ‫برمتها‬ ‫للمشكلة‬ ‫املناسب‬ ‫اﻷنعام‬ ‫مهتدون"ـ‬ ‫وهم‬ ‫اﻷمن‬ ‫لهم‬ ‫أولئك‬ ‫بظلم‬ ‫إيمانهم‬ ‫يلبسوا‬ ‫ولم‬ ‫آمنوا‬ ‫الذين‬ . ‫تعلمون‬81‫ـ‬82 ‫واستخالصها‬ ‫الرباهني‬ ‫واستقراء‬ ، ‫والباطل‬ ‫الحق‬ ‫بني‬ ‫االختيار‬ ‫امتحان‬ ‫بعد‬ ‫|نان‬ ّ‫يبي‬ ‫اآليتني‬ ‫هذين‬ ‫إن‬ ‫االهتداء‬ ‫يتم‬ ‫بفضلهما‬ ‫اللذين‬ ، ‫الهدى‬ ‫ودالئل‬ ‫ل‬ ُّ‫التعق‬ ‫بني‬ ‫املطلق‬ ‫االنسجام‬ ‫مدى‬ ، ‫الكونية‬ ‫املشاهد‬ ‫من‬ . ‫والتكامل‬ ‫الصالح‬ ‫نحو‬ ‫املؤمن‬ ‫وصل‬ُ‫ي‬ ‫الذي‬ ، ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫إلى‬ ‫العمر‬ ‫من‬ ‫املخزون‬ ‫نفد‬ ‫حني‬ ‫إلى‬ ‫مستمر‬ ‫فالعرض‬ ، ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫واﻷوبة‬ ‫التوبة‬ ‫فرصة‬ ‫اغتنم‬ ‫الله‬ ‫في‬ ‫أخي‬ ‫إيمانك‬ ‫وتجديد‬ ، ‫إيمانك‬ ‫بتجديد‬ ‫الكفيلة‬ ‫وحدها‬ ‫ﻷنها‬ ، ‫أفكارك‬ ‫تغيري‬ ‫في‬ ‫اللحظة‬ ‫من‬ ‫تبدأ‬ ‫أن‬ ‫وحاول‬ " ‫بأنفسهم‬ ‫ما‬ ‫يغريوا‬ ‫حىت‬ ‫بقوم‬ ‫ما‬ ‫يغري‬ ‫ال‬ ‫الله‬ ‫تعالى:"إن‬ ‫قال‬ ، ‫أعمالك‬ ‫إلصالح‬ ‫اﻷوحد‬ ‫السبيل‬ ‫هو‬ ‫الرعد‬ ‫ـ‬ .11‫ـ‬ ‫دين‬ ‫في‬ ‫قوة‬ ‫لك‬ ‫ولتكن‬ ، ‫أيدينا‬ ‫قدمته‬ ‫وما‬ ‫أفكارنا‬ ‫فيها‬ ‫فرناجع‬ ‫ساعة‬ ‫نؤمن‬ ‫الله‬ ‫في‬ ‫أخي‬ ‫يا‬ ‫بنا‬ ‫هيا‬ ‫وأياك‬ ، ‫حني‬ ‫وكل‬ ‫عمل‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫الله‬ ‫رقابة‬ ‫واستشعر‬ ، ‫بعلم‬ ‫وحلم‬ ‫حلم‬ ‫في‬ ‫وعلم‬ ، ‫يقني‬ ‫في‬ ‫وإيمان‬ ‫الله‬ ‫ورحم‬ ، ‫لك‬ ‫اآلخرين‬ ‫مصارحة‬ ‫قبل‬ ‫نفسك‬ ‫وصارح‬ ، ‫الغافلني‬ ‫بضاعة‬ ‫فإنه‬ ‫عمل‬ ‫بغري‬ ‫والتمين‬ ‫اﻷوان‬ ‫فوات‬ ‫قبل‬ ‫النجاة‬ ‫طوق‬ ‫لنفسه‬ ‫فأرسل‬ ‫ل‬ َّ‫ج‬َ‫وع‬ ، ‫إليه‬ ‫وأناب‬ ‫ربه‬ ‫فاستغفر‬ ‫ذنوبه‬ ‫أً عرف‬ُ‫امر‬ ‫طه‬ ‫"ـ‬ ‫لرتىض‬ ‫ربي‬ ‫إليك‬ ‫:"وعجلت‬ ‫تعالى‬ ‫بقوله‬ ‫يلهج‬ ‫لسانه‬ ‫وجعل‬84‫ـ‬ ‫والنصري‬ ‫املولى‬ ‫نعم‬ ‫وهو‬ ‫التوفيق‬ ‫ولي‬ ‫الله‬ 5
  • 6. : ‫اﻷولى‬ ‫الخطوة‬ ‫القرآن‬ ‫قراءة‬ ‫مفهوم‬ ‫تجديد‬ ‫هي‬ ، ‫والجهل‬ ‫ية‬ ّ‫اﻷم‬ ‫تسوده‬ ‫كانت‬ ‫الذي‬ "‫الجاهلي‬ ‫"املجتمع‬ ‫وتجديد‬ ‫لتغيري‬ ‫وسيلة‬ ‫أول‬ ‫كانت‬ ‫لقد‬ ‫باسم‬ ‫"اقرأ‬ : ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫القرآن‬ ‫من‬ ‫نزل‬ ‫ما‬ ‫أول‬ ‫فكان‬ ، ‫املعرفة‬ ‫تجديد‬ ‫على‬ ُّ‫تحث‬ ‫ربانية‬ ‫دعوة‬ ‫توجيه‬ ‫لم‬ ‫ما‬ ‫اإلنسان‬ ‫علم‬ .‫بالقلم‬ ‫علم‬ ‫الذي‬ .‫اﻷكرم‬ ‫وربك‬ ‫اقرأ‬ . ‫علق‬ ‫من‬ ‫اإلنسان‬ ‫خلق‬ . ‫خلق‬ ‫الذي‬ ‫ربك‬ ‫العلق‬ ‫…"ـ‬ ‫يعلم‬1‫ـ‬5‫ـ‬ ‫لحظات‬ ‫من‬ ‫لحظة‬ ‫أول‬ ‫في‬ ، ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الرسول‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫به‬ ‫ه‬ ّ‫وج‬ ‫إلهي‬ ‫أمر‬ ‫أول‬ ‫إن‬ ‫الذي‬ ‫الوضوح‬ ‫بهذا‬ ‫ذاك‬ ‫إذ‬ ‫القراءة‬ ‫أهمية‬ ‫تكن‬ ‫ولم‬ ، ‫اﻷوسع‬ ‫"بمعناها‬ ‫"اقرأ‬ ‫هو‬ ‫اﻷعلى‬ ‫باملأل‬ ‫اتصاله‬ ‫في‬ ‫وأهميتها‬ ‫املعرفة‬ /‫القراءة‬ ‫قيمة‬ ‫يعلم‬ ‫كان‬ ‫سبحانه‬ ‫ولكنه‬ ، ‫البرشية‬ ‫حياة‬ ‫في‬ ‫ونعرفه‬ ‫اآلن‬ ‫نلمسه‬ ‫العلم‬ ‫ومبدأ‬ ‫واإلدراك‬ ‫للفهم‬ ‫اﻷوحد‬ ‫السبيل‬ ‫هي‬ ‫وبأنها‬ ، ‫اإلنسان‬ ‫ورقي‬ ‫الحضارة‬ ‫وتطوير‬ ‫تجديد‬ . ‫واملعرفة‬ ‫في‬ ‫للمعلومات‬ ‫العقلي‬ ‫واالسرتجاع‬ ، ‫واالستقراء‬ ‫واملقارنة‬ ‫الفهم‬ ‫على‬ ً‫قائما‬ ً‫ذهنيا‬ ً‫نشاطا‬ ُّ‫تعد‬ ‫والقراءة‬ ‫والتذوق‬ ‫واإلدراك‬ ‫اإلنتباه‬ ‫مقوماتها‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬ ، ‫أومنظور‬ ‫مسطور‬ ‫شكل‬ ‫على‬ ‫كانت‬ ‫سواء‬ ، ‫الدماغ‬ ‫ولقد‬ ، ً‫وسلوكيا‬ ً‫فكريا‬ ً‫واقعا‬ ‫صريورتها‬ ‫في‬ ‫غايتها‬ ‫وإنما‬ ً‫فكريا‬ ً‫ترفا‬ ‫ليست‬ ‫وهي‬ ، ‫والتفاعل‬ ‫واإلنفعال‬ ‫قبل‬ ‫القراءة‬ ‫في‬ ‫التفكري‬ ‫فأضحى‬ ، ‫النقدي‬ ‫التفكري‬ ‫في‬ ‫ا‬ ً‫ملحوظ‬ ً‫ال‬‫تحو‬ ‫القراءة‬ ‫ملفهوم‬ ‫النظرة‬ ‫شهدت‬ ‫في‬ ‫والنظر‬ ، ‫ذاتها‬ ‫القراءة‬ ‫في‬ ‫التفكري‬ ‫عن‬ ‫املرتتبة‬ ‫القيمة‬ ‫على‬ ‫ينطوي‬ ‫مختلف‬ ‫أمر‬ ‫وهذا‬ ، ‫املقرؤ‬ ‫اختالف‬ ‫بحسب‬ ، ‫واملناهج‬ ‫املدارس‬ ‫إختالف‬ ‫االعتبار‬ ‫بعني‬ ‫اﻷخذ‬ ‫مع‬ ، ‫فيها‬ ‫البحث‬ ‫ومناهج‬ ‫أدواتها‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ، ‫القاريء‬ ‫بذاتية‬ ‫املرتبطة‬ ‫الخاصة‬ ‫اﻷسباب‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬ ، ‫واملعرفية‬ ‫الفكرية‬ ‫منطلقاتها‬ ‫لحظات‬ ‫في‬ ‫النص‬ ‫مآالت‬ ‫تجديد‬ ‫في‬ ‫سهم‬ُ‫ت‬ ‫رؤى‬ ‫وابتكار‬ ‫لخلق‬ ، ‫القرآن‬ ‫قراءات‬ ‫د‬ ّ‫تعد‬ ‫مرشوعية‬ ‫تأتي‬ ‫هذا‬ ‫و‬ . ‫الداللية‬ ‫أوجهها‬ ‫بمختلف‬ ‫املعرفية‬ ‫املجاالت‬ ‫كافة‬ ‫في‬ ‫الفهم‬ ‫مدارك‬ ‫توسيع‬ ‫بغية‬ ، ‫دة‬ ّ‫متجد‬ ‫ر‬ َّ‫مؤط‬ ‫جماعي‬ ‫عمل‬ ‫لتقديم‬ ، ‫متنوعة‬ ‫تخصصات‬ ‫من‬ ‫كبرية‬ ‫جهود‬ ‫تضافر‬ ‫يتطلب‬ ‫للقراءة‬ ‫الجديد‬ ‫املفهوم‬ ‫اﻷديان‬ ‫وعلم‬ ‫والسيميائي‬ ‫واﻷنرتوبولوجي‬ ، ‫والتيولوجي‬ ‫والبالغي‬ ‫اللساني‬ ‫بني‬ ‫يجمع‬ ، ‫م‬ َّ‫ومنظ‬ ‫سبعة‬ ‫بعده‬ ‫من‬ ‫يمده‬ ‫والبحر‬ ‫أقالم‬ ‫شجرة‬ ‫من‬ ‫اﻷرض‬ ‫في‬ ‫أنما‬ ‫ولو‬ ": ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫...إلخ‬ ‫املقارن‬ ‫لقمان‬ ‫"ـ‬ ‫حكيم‬ ‫عزيز‬ ‫الله‬ ‫إن‬ ‫الله‬ ‫كلمات‬ ‫نفدت‬ ‫ما‬ ، ‫أبحر‬27‫ـ‬ ‫الذي‬ ، ‫املطلق‬ ‫الله‬ ‫كالم‬ ‫من‬ ‫والحكمة‬ ‫املعرفة‬ ‫إحصاء‬ ‫على‬ ‫اإلنسان‬ ‫قدرة‬ ‫عدم‬ ّ‫وتبني‬ ‫توضح‬ ‫اآلية‬ ‫من‬ ً‫انطالقا‬ ‫نفسها‬ ‫ر‬ ّ‫طو‬ُ‫ت‬ ‫فتئت‬ ‫ما‬ ‫اليت‬ ، ‫القراءة‬ ‫بواسطة‬ ‫الداللية‬ ‫وتجديد‬ ‫املعىن‬ ‫انفتاح‬ ‫إلى‬ ‫يفيض‬ ‫ا‬ً‫صور‬ ‫وتأخذ‬ ‫تتبلور‬ ‫فتئت‬ ‫ما‬ ‫واليت‬ ، ‫عجائبه‬ ‫تنقيض‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫القرآن‬ ‫أرسار‬ ‫إلدراك‬ ، ‫أدواتها‬ ‫تجديد‬ ‫والوقائع‬ ‫باﻷحداث‬ ‫وطيدة‬ ‫صلة‬ ‫له‬ ‫الذي‬ ‫اإلنسان‬ ‫في‬ ‫املؤثرة‬ ‫املعطيات‬ ‫بحسب‬ ، ‫شىت‬ ً‫ة‬‫تاريخي‬ ‫ومقتضيات‬ ‫واﻷعراف‬ ‫الواقع‬ ‫وتالئم‬ ‫تطابق‬ ‫وجعلها‬ ، ‫اإللهية‬ ‫التعاليم‬ ‫لتفعيل‬ ‫مصداقية‬ ‫أعطت‬ ‫اليت‬ 6
  • 7. ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫للقراءة‬ ‫املفتوح‬ ‫املفهوم‬ ‫هذا‬ ‫ولعل‬ ، ‫الدنيوية‬ ‫الحياتية‬ ‫واملناحي‬ ‫املجاالت‬ ‫مختلف‬ ‫في‬ ‫املعيش‬ ‫د‬|‫ئ‬َ‫ت‬‫و‬ ، ‫التساؤلي‬ ‫املعرفي‬ ‫الفضول‬ ‫تغتال‬ ‫منغلقة‬ ‫التقليدية‬ ‫القراءة‬ ‫ﻷن‬ ، ‫القرآن‬ ‫به‬ ‫نفهم‬ ‫أن‬ ‫ينبغي‬ "‫بالهزل‬ ‫هو‬ ‫وما‬ ‫الفصل‬ ‫لقول‬ ‫إنه‬ " : ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫الفصل‬ ‫قول‬ ‫يحمله‬ ‫إبداعي‬ ‫كمرشوع‬ ‫الفهم‬ ‫تطور‬ ‫الطارق‬ ‫ـ‬1314‫في‬ ‫وصائب‬ ، ‫ألفاظه‬ ‫وجزالة‬ ‫معانيه‬ ‫في‬ ‫مرض‬ ‫قول‬ ، ‫فيه‬ ‫ريب‬ ‫ال‬ ‫حاسم‬ ‫قول‬ ‫أي‬ ‫ـ‬ ‫أو‬ ‫الروحي‬ ‫اإليماني‬ ‫االستبطان‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫سواء‬ ، ‫دائمة‬ ‫استكشافية‬ ‫قراءة‬ ‫يتطلب‬ ، ‫ومقصده‬ ‫مصدره‬ ‫د‬ ّ‫يتجد‬ ‫مفتوح‬ ‫كنص‬ ‫نتدبره‬ ‫و‬ ، ‫أغواره‬ ‫في‬ ‫نغوص‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫لذا‬ ، ‫العقالني‬ ‫املعرفي‬ ‫التحليل‬ ‫خالل‬ ‫من‬ .‫واﻷمكنة‬ ‫اﻷزمنة‬ ‫مر‬ ‫على‬ ‫اإليماني‬ ‫التطور‬ ‫ويساير‬ ‫يالئم‬ ً‫خطابا‬ ‫ليصبح‬ ، ‫والرصينة‬ ‫الجادة‬ ‫بالقراءة‬ ‫وملزتمة‬ ‫دة‬ ّ‫متعد‬ ‫ويجعلها‬ ، ‫القراءة‬ ‫يرثي‬ ‫ضابط‬ ‫منهج‬ ‫إلى‬ ‫يحتاج‬ ‫القرآن‬ ‫قراءة‬ ‫مفهوم‬ ‫تجديد‬ ‫إن‬ ‫املعاني‬ ‫وبني‬ ‫الحرفي‬ ‫املعىن‬ ‫بني‬ ‫وتوازي‬ ، ‫العقدية‬ ‫النصوص‬ ‫خصوصية‬ ‫تحرتم‬ ‫اليت‬ ‫املعرفة‬ ‫بأسس‬ ‫على‬ ‫|ل‬ّ‫املؤو‬ ‫سلطة‬ ‫تطغى‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫رِشيطة‬ ، ‫القرآني‬ ‫الخطاب‬ ‫تالوين‬ ‫في‬ ‫والجاثية‬ ‫املطمورة‬ ‫اﻷخرى‬ ً‫شيئا‬ ‫ليست‬ ‫القرآن‬ ‫فقراءة‬ . ‫بها‬ ‫وتعصف‬ ‫النصوص‬ ‫تغتال‬ ‫التأويل‬ ‫في‬ ‫املغاالة‬ ‫ﻷن‬ ، ّ‫النص‬ ‫سلطة‬ ‫ثقافي‬ ‫كإختيار‬ ‫وتنضبط‬ ‫وتتبنني‬ ‫ذاتها‬ ‫م‬ ّ‫لتقد‬ ‫تسعى‬ ، ‫معرفية‬ ‫ـ‬ ‫فكرية‬ ‫رؤيا‬ ‫ولكنها‬ ً‫ذواتيا‬ ‫أو‬ ً‫اعتباطيا‬ ‫يتعلق‬ ‫ما‬ ‫لكل‬ ‫والفهم‬ ‫والتمرس‬ ‫التعلم‬ ‫في‬ ‫اإلنسان‬ ‫أداة‬ ُّ‫يعد‬ ‫الذي‬ ، ‫املعقلن‬ ‫والفهم‬ ‫اإلدراك‬ ‫عنها‬ ‫يتولد‬ ‫ال‬ ّ‫فع‬ ‫علمي‬ ‫منهج‬ ‫توظيف‬ ‫يتطلب‬ ‫القرآن‬ ‫قراءة‬ ‫مفهوم‬ ‫فتجديد‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫واملصري‬ ‫والحياة‬ ‫بالوجود‬ ‫من‬ ً‫انطالقا‬ ‫عقدي‬ ‫وعي‬ ‫تشكيل‬ ‫من‬ ‫ن‬ ّ‫يتمك‬ ‫حىت‬ ، ‫الوسيط‬ ‫فكر‬ ‫عن‬ ‫البعيد‬ ‫الحر‬ ‫الفهم‬ ‫من‬ ‫القاريء‬ ‫ن‬ ّ‫مك‬ُ‫ي‬ ً‫ظاهريا‬ ً‫سطحيا‬ ً‫فهما‬ ‫أسست‬ ‫اليت‬ ‫املنغلقة‬ ‫الحرفية‬ ‫القراءة‬ ‫بدل‬ ، ‫املعرفة‬ ‫مصادر‬ ‫جميع‬ ‫على‬ ‫االنفتاح‬ ‫القاريء‬ ‫ذهن‬ ‫إلى‬ ‫ر‬َ‫تتباد‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫اليت‬ ، ‫الدالالت‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫دته‬ّ‫وجر‬ ‫الحرفي‬ ‫الكلمة‬ ‫معىن‬ ‫دت‬ ّ‫حد‬ ‫بحيت‬ ‫باقي‬ ‫إقصاء‬ ‫مع‬ ، ‫فقط‬ ‫ة‬ ّ‫اللغوي‬ ‫املسألة‬ ‫على‬ ‫ة‬ ّ‫اﻷصولي‬ ‫اللة‬ ّ‫الد‬ ‫ملحورة‬ ً‫دوغمائيا‬ ً‫سياجا‬ ‫وأقامت‬ . ‫اﻷخرى‬ ‫الدالالت‬ ً‫شاهدا‬ ‫باعتباره‬ ‫معه‬ ‫تعامل‬ ‫وإنما‬ ، ‫للمعرفة‬ ‫كمؤسس‬ ‫القرآن‬ ‫مع‬ ‫يتعامل‬ ‫لم‬ ‫القراءة‬ ‫من‬ ‫النوع‬ ‫وهذا‬ ‫اجتهادات‬ ‫إلى‬ ‫للمعرفة‬ ‫س‬ |ّ‫ؤس‬ُ‫م‬ ‫قرآن‬ ‫من‬ ‫واالنتقال‬ ‫التحول‬ ‫فكان‬ ، ‫خارجه‬ ‫تأسست‬ ‫معرفة‬ ‫على‬ ‫بالحق‬ ‫بآليات‬ ‫االشتغال‬ ‫رضورة‬ ‫وجب‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ، ‫القرآن‬ ‫وإدراك‬ ‫لفهم‬ ً‫مرجعيا‬ ً‫ال‬‫أص‬ ‫فغدت‬ ، ‫املعرفة‬ ‫أسستها‬ ‫فهم‬ ‫هو‬ ‫فهم‬ ‫كل‬ ‫أن‬ ‫إذ‬ ، ‫الفهم‬ ‫وتاريخية‬ ‫الحال‬ ‫وقائعية‬ ‫على‬ ‫بل‬ ‫الذاتية‬ ‫على‬ ‫تتأسس‬ ‫ال‬ ، ‫جديدة‬ ‫قراءة‬ ‫يرشح‬ ‫ال‬ ‫فالنص‬ . ‫الراهنة‬ ‫لحظته‬ ‫في‬ ‫النص‬ ‫يعنيه‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫ليشتمل‬ ‫يمتد‬ ، ‫تاريخي‬ ‫قصدي‬ ‫زماني‬ ‫تاريخية‬ ‫قراءة‬ ‫فحسب‬ ‫هناك‬ ‫بل‬ ، ‫دائمة‬ ‫قراءة‬ ‫هناك‬ ‫ليست‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫املتلقي‬ ‫ثقافة‬ ‫عرب‬ ‫إال‬ ‫ذاته‬ ‫واقعنا‬ ‫ضوء‬ ‫على‬ ‫موضوعية‬ ‫دراسة‬ ‫القرآن‬ ‫ندرس‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫لذا‬ ، ‫التاريخية‬ ‫رِشوطها‬ ‫ضمن‬ ‫تتحرك‬ ‫ﻷن‬ ، ‫مطلقة‬ ‫حقيقة‬ ‫باعتباره‬ ‫السلف‬ ‫فهم‬ ‫يتجاوز‬ ً‫فهما‬ ‫واقعنا‬ ‫فهم‬ ‫من‬ ‫تمكننا‬ ، ‫واملعرفي‬ ‫الفكري‬ ‫خضعت‬ ‫عدة‬ ‫ذاتية‬ ‫قراءات‬ ‫نتاج‬ ‫إال‬ ‫الواقع‬ ‫في‬ ‫هي‬ ‫ما‬ ، ‫أيدينا‬ ‫بني‬ ‫اليت‬ ‫الرتاثية‬ ‫التفسريية‬ ‫النصوص‬ ‫نقدها‬ ‫للدارس‬ ُّ‫يحق‬ ‫لذا‬ ، ‫املجتمعي‬ ‫واقعهم‬ ‫في‬ ‫سائدة‬ ‫كانت‬ ‫اليت‬ ، ‫اإليديولوجية‬ ‫وامليوالت‬ ‫لألهواء‬ ‫تؤصل‬ ‫معرفية‬ ‫منظومة‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ً‫بناء‬ ‫عنها‬ ‫والدفاع‬ ‫تقديسها‬ ‫من‬ ‫من‬ ً‫ال‬‫بد‬ ، ‫وتجاوزها‬ ‫وتفكيكها‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫السلف‬ ‫فهم‬ ‫بينما‬ ، ‫واقعنا‬ ‫عن‬ ‫بمعزل‬ ‫القرآن‬ ‫خاللها‬ ‫من‬ ‫نفهم‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫اليت‬ ، ‫املطلقة‬ ‫للحقيقة‬ 7
  • 8. ‫الجانب‬ ‫عن‬ ‫بمعزل‬ ‫فهم‬ُ‫ت‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫الدينية‬ ‫فالنصوص‬ . ‫والواقع‬ ‫الفكر‬ ‫جدل‬ ‫نتاج‬ ‫إال‬ ‫الحقيقة‬ ‫في‬ ‫إلى‬ ‫النصوص‬ ‫تلك‬ ّ‫رد‬ ‫من‬ ّ‫بد‬ ‫ال‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫فيه‬ ‫نشأت‬ ‫الذي‬ ‫الواقع‬ ‫خلف‬ ‫الثاوي‬ ، ‫اإليديولوجي‬ ‫وساهمت‬ ، ‫أفرزتها‬ ‫اليت‬ ‫روف‬ ّ‫بالظ‬ ‫محكومة‬ ً‫حتما‬ ‫ﻷنها‬ ‫فيه‬ ‫نتجت‬ُ‫أ‬ ‫الذي‬ ، ‫التاريخي‬ ‫الثقافي‬ ‫سياقها‬ . ‫عنها‬ ‫تتعالى‬ ‫أن‬ ‫لها‬ ‫يمكن‬ ‫وال‬ ‫وإبداعها‬ ‫إنتاجها‬ ‫في‬ ‫مما‬ ، ‫الداللة‬ ‫بعلم‬ ‫ا‬ً‫ق‬‫التصا‬ ‫أكرث‬ ‫أصبحت‬ ‫اليت‬ ‫الحديثة‬ ‫اللغة‬ ‫علوم‬ : ‫الحديثة‬ ‫القراءة‬ ‫مقومات‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬ ‫اللفظة‬ ‫في‬ ‫محصور‬ ‫املعىن‬ ‫بأن‬ ‫االعتقاد‬ ‫ﻷن‬ ، ‫اللغوية‬ ‫وغري‬ ‫اللغوية‬ ‫السياقات‬ ‫بتحليل‬ ‫ترتبط‬ ‫جعلها‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫الكالمي‬ ‫ن‬ ّ‫املكو‬ ‫فوق‬ ‫بالرضورة‬ ‫دائما‬ ‫ض‬َ‫فر‬ُ‫ي‬ ‫كالمي‬ ‫ال‬ ‫مكون‬ ‫فهناك‬ ، ‫خاطئ‬ ‫مفهوم‬ ‫وحدها‬ ‫كل‬ ‫ليس‬ ‫املعجمي‬ ‫فاملعىن‬ . ‫السياقات‬ ‫حسب‬ ‫مختلفة‬ ‫أبعاد‬ ‫ذات‬ ‫دالالت‬ ‫د‬ ّ‫ويحد‬ ، ‫محكية‬ ‫كالمية‬ ‫وحدة‬ ‫املعىن‬ ‫وتحديد‬ ‫توجيه‬ ‫في‬ ‫كبري‬ ‫دخل‬ ‫ذات‬ ‫لغوية‬ ‫غري‬ ‫عنارص‬ ‫ثمة‬ ‫إذ‬ ، ‫الكالم‬ ‫معىن‬ ‫إدراك‬ ‫في‬ ‫يشء‬ ‫الفعلية‬ ‫املواقف‬ ‫في‬ ‫للكلمة‬ ‫الدقيق‬ ‫املعىن‬ ‫على‬ ‫املبارِش‬ ‫تأثريه‬ ‫وله‬ ، ‫اللغوي‬ ‫غري‬ ‫بالسياق‬ ‫تسمى‬ ‫وردت‬ ‫اليت‬ ‫واملواقف‬ ‫السياقات‬ ‫لكافة‬ ً‫ال‬‫تحلي‬ ‫تتطلب‬ ، ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫الكلمات‬ ‫معاني‬ ‫دراسة‬ ‫فإن‬ ‫وبالتالي‬ ‫ﻷن‬ ، ‫فقط‬ ‫لها‬ ‫الحرفي‬ ‫املعىن‬ ‫على‬ ‫الرتكزي‬ ‫بدل‬ ، ‫الكنائي‬ ‫االستعمال‬ ‫أو‬ ‫املجازي‬ ‫معناها‬ ‫ملعرفة‬ ، ‫فيها‬ ‫فقهاء‬ ‫يقول‬ ‫وكما‬ ، ‫اﻷفكار‬ ‫وتجديد‬ ‫املعرفة‬ ‫إلثراء‬ ‫السياقات‬ ‫قراءة‬ ‫ظل‬ ‫في‬ ‫اال‬ ‫يعيش‬ ‫ال‬ ‫الحي‬ ‫النص‬ ‫ﻷن‬ ، ‫السياق‬ ‫خارج‬ ‫يشء‬ ‫وال‬ ، ‫مبين‬ ‫يشء‬ ‫وكل‬ ، ‫معطى‬ ‫ليشء‬ ‫وال‬ ، ‫بداهة‬ ‫ينطلق‬ ‫يشء‬ ‫ال‬ ": ‫اللغة‬ . ‫املعىن‬ ‫بإخراج‬ ‫الكفيل‬ ‫هو‬ ‫السياق‬ : ‫القراءة‬ ‫أثناء‬ ‫مراعاتها‬ ‫يجب‬ ‫اليت‬ ‫السياقات‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬ : ‫اللغوي‬ ‫السياق‬ : ً‫ال‬‫أو‬‫فكر‬ ‫بتطور‬ ‫تتطور‬ ‫وهي‬ ، ‫التفكري‬ ‫ووظيفة‬ ‫اللغة‬ ‫بني‬ ‫ينفصم‬ ‫ال‬ ‫تالزم‬ ‫هناك‬ ‫يخاطب‬ ‫فحني‬ ، ‫أنفسها‬ ‫في‬ ‫معانيها‬ ‫ف‬َ‫ر‬ ْ‫ع‬ُ‫ت‬‫ل‬ ‫توضع‬ ‫لم‬ ‫اللغة‬ ‫أوضاع‬ ‫هي‬ ‫اليت‬ ‫واﻷلفاظ‬ ، ‫اإلنسان‬ ‫ﻷن‬ ، ‫السياق‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫أي‬ ، ‫النظم‬ ‫ولكن‬ ‫املفردة‬ ‫الكلمات‬ ‫معاني‬ ‫إفهامه‬ ‫يقصد‬ ‫ال‬ ‫فهو‬ ً‫سامعا‬ ‫متكلم‬ ‫معىن‬ ‫هو‬ ، ‫اللغوي‬ ‫السياق‬ ‫مه‬ ّ‫يقد‬ ‫الذي‬ ‫املعىن‬ ‫أن‬ ‫حني‬ ‫في‬ ، ‫ومحتمل‬ ‫د‬ ّ‫متعد‬ ‫املعجم‬ ‫يقدمه‬ ‫الذي‬ ‫املعىن‬ ‫تركيب‬ ‫إلى‬ ‫الكلمة‬ ‫مدلول‬ ‫جاوزة‬ُ‫م‬ ‫يجب‬ ‫لذا‬ ، ‫التعميم‬ ‫أو‬ ‫االشرتاك‬ ‫أو‬ ‫د‬ ّ‫للتعد‬ ‫قابل‬ ‫غري‬ ً‫دا‬ ّ‫محد‬ ً‫خاصا‬ ‫املالكة‬ ‫هي‬ ‫املعاني‬ ‫وأن‬ ، ‫املعاني‬ ‫خدم‬ ‫هي‬ ‫اﻷلفاظ‬ ‫إن‬ ": ‫الجرجاني‬ ‫قال‬ ، ‫ياق‬ ّ‫الس‬ ‫ومقتىض‬ ‫الكالم‬ ". ‫فيها‬ ‫املتحكمة‬ ‫سياستها‬ : ‫املوقف‬ ‫سياق‬ : ً‫ا‬‫ثاني‬‫كل‬ ‫يشمل‬ ‫خارجي‬ ‫سياق‬ ‫وهو‬ ، ‫النص‬ ‫فيها‬ ‫ورد‬ ‫اليت‬ ‫الزنول‬ ‫أسباب‬ ‫به‬ ‫املراد‬ ‫تضفي‬ ‫وهي‬ ، ‫وظرفيتها‬ ‫وحيثياتها‬ ‫النازلة‬ ‫بمعطيات‬ ‫تتصل‬ ، ‫لغوية‬ ‫غري‬ ‫عنارص‬ ‫من‬ ‫باللفظ‬ ‫يحيط‬ ‫ما‬ ‫بخرباته‬ ‫اإلنسان‬ ‫عند‬ ً‫وثيقا‬ ً‫ارتباطا‬ ‫يرتبط‬ ‫املعىن‬ ‫ﻷن‬ ، ‫النص‬ ‫فهم‬ ‫أفق‬ ‫توسيع‬ ‫في‬ ‫تساهم‬ ‫دالالت‬ ‫إذ‬ ، ‫العقل‬ ‫يقتضيه‬ ‫نحو‬ ‫على‬ ‫إال‬ ‫لغوي‬ ‫نص‬ ‫أي‬ ‫فهم‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫لذا‬ ، ‫وقيمه‬ ‫وحدوسه‬ ‫ومثله‬ ‫وأحاسيسه‬ . ‫والعقل‬ ‫الوحي‬ ‫بني‬ ‫تناقض‬ ‫يوجد‬ ‫ال‬ : ‫املوضوعي‬ ‫السياق‬ : ً‫ا‬‫ثالث‬ُّ‫يتم‬ ‫ثم‬ ، ‫وينظمها‬ ‫تحته‬ ‫تندرج‬ ‫الذي‬ ‫باملوضوع‬ ‫اآلية‬ ‫ربط‬ ‫يجب‬ ‫ببعض‬ ‫بعضها‬ ‫أجزاؤها‬ ‫ربط‬ُ‫ي‬‫و‬ ، ‫واحدة‬ ‫موضوعية‬ ‫وحدة‬ ‫تحت‬ ‫الواحد‬ ‫املوضوع‬ ‫ذات‬ ‫اآليات‬ ‫تجميع‬ 8
  • 9. ‫توضحه‬ ‫ا‬ ّ‫مم‬ ‫فيها‬ ُ‫الحال‬ ‫اقتضاه‬ ‫وما‬ ‫القضية‬ ‫بحسب‬ ، ‫ملجموعها‬ ً‫عاما‬ ً‫فهما‬ ‫املفرس‬ ‫منها‬ ‫ليستخرج‬ . ‫الرشعية‬ ‫الرؤيا‬ ‫حوامل‬ : ‫املقصدي‬ ‫السياق‬ : ً‫ا‬‫رابع‬‫الرشيعة‬ ‫مقاصد‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫القرآنية‬ ‫اﻷحكام‬ ‫من‬ ‫الغاية‬ ‫فهم‬ ‫من‬ ‫بد‬ ‫ال‬ ‫يغفل‬ ‫أن‬ ‫عقل‬ُ‫ي‬ ‫فال‬ ، ‫املفسدة‬ ‫ودرء‬ ‫املصلحة‬ ‫جلب‬ ‫منها‬ ‫املقصود‬ ‫سبحانه‬ ‫الله‬ ‫رِشعها‬ ‫اليت‬ ‫فاﻷحكام‬ ‫املعيار‬ ‫عنها‬ ‫يرتتب‬ ‫اليت‬ ‫اﻷحكام‬ ‫أرواح‬ ‫هي‬ ‫املقاصد‬ ‫ﻷن‬ ، ‫فقط‬ ‫بالحكم‬ ‫ويشتغل‬ ‫املقصد‬ ‫عن‬ ‫اإلنسان‬ . ‫العقلية‬ ‫باﻷدلة‬ ‫االجتهاد‬ ‫من‬ ‫املطلوب‬ ‫لتصويب‬ ‫الفكري‬ ‫واالنغالق‬ ‫الجمود‬ ‫دائرة‬ ‫من‬ ‫والخروج‬ ، ‫القرآن‬ ‫قراءة‬ ‫تطوير‬ ‫يمكن‬ ‫السياقي‬ ‫املنهج‬ ‫وبفضل‬ ‫ومقاصد‬ ، ‫مقاصد‬ ‫على‬ ‫تنطوي‬ ‫أحكام‬ ‫فالرشيعة‬ ، ‫للرشيعة‬ ‫هدم‬ ‫وجهه‬ ‫على‬ ‫الظاهر‬ ‫اتباع‬ ‫في‬ ‫ﻷن‬ ‫اللغوية‬ ‫بالداللة‬ ‫اإللزتام‬ ‫بدل‬ ، ‫السياقات‬ ‫متعدد‬ ‫منهج‬ ‫اتباع‬ ‫يجب‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫أحكام‬ ‫على‬ ‫تنطوي‬ ‫تعالى:"الر‬ ‫قال‬ ، ‫اإلسالم‬ ‫رسالة‬ ‫عاملية‬ ‫كونية‬ ‫ومقصد‬ ‫يتنافى‬ ً‫ال‬‫عم‬ ‫ذاته‬ ّ‫حد‬ ‫في‬ ‫هذا‬ ‫ﻷن‬ ، ‫وحدها‬ "‫الحميد‬ ‫العزيز‬ ‫رصاط‬ ‫إلى‬ ‫ربهم‬ ‫بإذن‬ ‫النور‬ ‫إلى‬ ‫الظلمات‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫لتخرج‬ ‫إليك‬ ‫أنزلناه‬ ‫كتاب‬ ‫إبراهيم‬ ‫ـ‬1‫ـ‬ ‫غوا‬|ّ‫وسلم:"بل‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ : ‫قال‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫ريض‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫بن‬ ‫عبدالله‬ ‫عن‬ " …‫آية‬ ‫ولو‬ ‫عين‬ ‫اﻷخرى‬ ‫اﻷمم‬ ‫لغات‬ ‫إلى‬ ‫برتجمته‬ ‫إال‬ ‫ذلك‬ ‫يتحقق‬ ‫ولن‬ ، ‫كافة‬ ‫الناس‬ ‫إلى‬ ‫القرآن‬ ‫بتبليغ‬ ‫مأمورة‬ ‫فاﻷمة‬ ‫فيما‬ ‫حال‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬ ، ‫وممزياتها‬ ‫خصائصها‬ ‫لغة‬ ‫لكل‬ ‫ﻷن‬ ً‫ة‬‫ترجمةً حرفي‬ ‫ترجمته‬ ‫املستحيل‬ ‫ومن‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬ ، ‫العاملني‬ ‫رب‬ ‫من‬ ً‫ال‬‫وتني‬ ً‫معجزا‬ ‫النص‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫فكيف‬ ، ‫العادي‬ ‫الكالم‬ ‫من‬ ‫يرتجم‬ ‫فهو‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫واملجاز‬ ‫والرمز‬ ‫واإليحاء‬ ‫اإلشارة‬ ‫يستعمل‬ ‫اللغوي‬ ‫الجانب‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫القرآني‬ ‫النص‬ ‫بحكم‬ ‫الداللة‬ ‫في‬ ً‫تعددا‬ ً‫ضمنا‬ ‫يستلزم‬ ‫وهذا‬ ، ‫التفسري‬ ‫وجوه‬ ‫من‬ ‫محدود‬ ‫غري‬ ً‫عددا‬ ‫يحتمل‬ ‫أوجه‬ ‫ال‬ ّ‫حم‬ ‫وما‬ ‫اآليات‬ ‫مضامني‬ ‫على‬ ‫ز‬ ّ‫رك‬ُ‫ت‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫فالرتجمة‬ ‫لذا‬ ، ‫اﻷزمنة‬ ‫في‬ ً‫واختالفا‬ ‫به‬ ‫املخاطبني‬ ‫د‬ ُّ‫تعد‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫الرسالة‬ ‫عاملية‬ ‫مقاصد‬ ‫تخدم‬ ، ‫متدفقة‬ ‫ومعاني‬ ‫ورؤى‬ ‫فكرية‬ ‫ونتاجات‬ ‫دالالت‬ ‫من‬ ‫تحمله‬ ‫ضمن‬ ‫الشامل‬ ‫بمفهومها‬ ‫الرحمة‬ ‫يجعل‬ ‫نمودجي‬ ‫إنساني‬ ‫مجتمع‬ ‫لتأسيس‬ ، ‫الفكري‬ ‫التنوير‬ ‫في‬ ‫دورها‬ ‫اﻷعراف‬ ‫"ـ‬ ‫للعاملني‬ ‫رحمة‬ ‫إال‬ ‫أرسلناك‬ ‫"وما‬ :‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫أولوياته‬125‫ـ‬ ‫أن‬ ‫بمعىن‬ ، ‫الداللة‬ ّ‫متغري‬ ‫ك‬ّ‫متحر‬ ‫ولكنه‬ ، ‫أصوله‬ ‫في‬ ‫الثبات‬ ‫صفة‬ ‫عن‬ ‫ينفك‬ ‫ال‬ ‫القرآني‬ ‫النص‬ ‫إن‬ ‫النص‬ ‫حرفية‬ ‫بني‬ ‫النهائي‬ ‫التطابق‬ ‫يصعب‬ ‫لذا‬ ، ‫متناهية‬ ‫وال‬ ‫محدودة‬ ‫غري‬ ‫والداللة‬ ‫محدود‬ ‫النص‬ ‫بنا‬ ‫سيفيض‬ ‫للفظة‬ ‫الحرفي‬ ‫التفسري‬ ‫ﻷن‬ ، ‫واملقروء‬ ‫القارئ‬ ‫دائرة‬ ‫حدود‬ ‫عند‬ ‫التوقف‬ ‫دون‬ ، ‫ومقاصده‬ " ‫جالله‬ ّ‫جل‬ ‫الله‬ " ‫الخطاب‬ ‫صاحب‬ ‫معرفة‬ ‫عن‬ ‫بمعزل‬ ‫القرآن‬ ‫فهم‬ ‫يمكن‬ ‫فال‬ ، ‫عقلية‬ ‫استحالة‬ ‫إلى‬ ‫اليت‬ ‫اللغة‬ ‫على‬ ‫يعتمد‬ ‫القرآني‬ ‫النص‬ ‫أن‬ ‫صحيح‬ ، ‫غة‬ ّ‫الل‬ ‫حرفية‬ ‫بسياج‬ ‫القرآن‬ ‫يج‬ ّ‫تسي‬ ‫يستحيل‬ ‫لذا‬ ‫دالالت‬ ‫إعطاء‬ ‫على‬ ‫قادرة‬ ‫يجعلها‬ ‫للقرآن‬ ‫السياقية‬ ‫الشبكة‬ ‫ضمن‬ ‫ارتباطها‬ ‫لكن‬ ، ‫البيئة‬ ‫ثقافة‬ ‫د‬ ّ‫تجس‬ ‫اكرث‬ ‫يقول‬ ‫اإلنسان‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ " : ‫بالله‬ ‫العارفني‬ ‫أحد‬ ‫قال‬ ، ً‫حاليا‬ ‫املتداولة‬ ‫الثقافة‬ ‫تالئم‬ ‫جديدة‬ ‫ومفاهيم‬ ". ‫يقول‬ ‫مما‬ ‫أكرث‬ ‫يعين‬ ‫الله‬ ‫فإن‬ ، ‫يعين‬ ‫مما‬ 9
  • 10. ‫باللفظة‬ ‫يرتقي‬ ‫اإللهي‬ ‫فاالستخدام‬ ، ‫البرشي‬ ‫واالستخدام‬ ‫اإللهي‬ ‫االستخدام‬ ‫بني‬ ً‫فارقا‬ ‫هناك‬ ‫وبالتالي‬ ‫استخدمت‬ ‫أينما‬ ‫بالسياق‬ ‫املرتبط‬ ‫املرجعي‬ ‫مفهومها‬ ‫ويعطيها‬ ، ‫الدقيق‬ ‫املحكم‬ ‫املصطلح‬ ‫مستوى‬ ‫إلى‬ ‫بداللة‬ ً‫مرتبطا‬ ً‫مجازيا‬ ‫أو‬ ً‫معرفيا‬ ً‫معنا‬ ‫تسحب‬ ‫اليت‬ ، ‫اإلنسانية‬ ‫البالغية‬ ‫للتصورات‬ ً‫خالفا‬ ، ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫يعين‬ ‫اإلعجاز‬ ‫وتقنني‬ ، ‫اإلعجاز‬ | ّ‫قنِّن‬ُ‫ي‬ ‫فهو‬ ‫القرآن‬ ‫بالغية‬ ‫تقنني‬ ‫يحاول‬ ‫الذي‬ ‫فالقاريء‬ . ‫نفسها‬ ‫اللفظة‬ ‫يستحيل‬ ‫وما‬ ، ‫باملثل‬ ‫اإلتيان‬ ‫أو‬ ‫القوانني‬ ‫نفس‬ ‫وفق‬ ‫إنتاجه‬ ‫إعادة‬ ‫أي‬ ، ‫ز‬ |‫باملعج‬ ‫اإلتيان‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ ‫خارجه‬ ‫من‬ ‫فهمه‬ ‫وقواعد‬ ‫به‬ ‫املعرفة‬ ‫لتقنني‬ ً‫خاضعا‬ ‫ليس‬ ‫القرآن‬ ‫ﻷن‬ ، ‫تقنينه‬ ‫يستحيل‬ ‫به‬ ‫اإلتيان‬ ‫ملا‬ ‫القرآن‬ ‫خارج‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫إخضاع‬ ‫يجب‬ ‫بل‬ ، ‫الدالالت‬ ‫الشائع‬ ‫اللغوي‬ ‫الوسيط‬ ‫هو‬ ‫الخارج‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫ولو‬ ‫هو‬ ‫داخله‬ ‫من‬ ‫الفهم‬ ‫ضوابط‬ ‫إلى‬ ‫اﻷقرب‬ ‫الواقع‬ ‫مع‬ ‫يتوافق‬ ً‫نسبيا‬ ‫التقنني‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ، ‫داخله‬ ‫هو‬ ‫املتحولة‬ ‫تفاصيلها‬ ‫في‬ ‫وليس‬ ‫كلياتها‬ ‫في‬ ‫القرآن‬ ‫موضوعات‬ ‫من‬ ‫لنا‬ ‫ينبغي‬ ‫ما‬ ‫إلدراك‬ ، ‫بالذات‬ ‫اليت‬ ، ‫الغائية‬ ‫إنهيار‬ ‫إلى‬ ‫محالة‬ ‫ال‬ ‫املفيض‬ ‫التضاد‬ ‫باب‬ ‫من‬ ‫هو‬ ‫املطلق‬ ‫على‬ ‫النسيب‬ ‫إسقاط‬ ‫وبالتالي‬ ‫لنئ‬ ‫قل‬ ": ‫تعالى‬ ‫قال‬ . ‫واملوضوعي‬ ‫التأريخي‬ ‫إطارها‬ ‫في‬ ‫للقراءة‬ ‫التاريخية‬ ‫الحركة‬ ‫على‬ ‫تهيمن‬ ً‫ا‬‫ظهري‬ ‫لبعض‬ ‫بعضهم‬ ‫كان‬ ‫ولو‬ ‫بمثله‬ ‫يأتون‬ ‫ال‬ ‫القرآن‬ ‫هذا‬ ‫بمثل‬ ‫يأتوا‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫والجن‬ ‫اإلنس‬ ‫اجتمعت‬ ‫اإلرساء‬ ‫"ـ‬88‫ـ‬ ‫ﻷن‬ ، ‫املعرفية‬ ‫الصريورة‬ ‫في‬ ‫م‬ ّ‫تتحك‬ ‫اليت‬ ‫القرآنية‬ ‫املفاهيم‬ ‫خصائص‬ ‫م‬ ّ‫يهد‬ ‫وحده‬ ‫اللغوي‬ ‫الفهم‬ ‫إن‬ ‫في‬ ‫اإلنسانية‬ ‫املعرفة‬ ‫به‬ ‫تأتي‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫اللغة‬ ‫قواعد‬ ‫ها‬ ّ‫د‬ُ‫تح‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫القرآنية‬ ‫اللغة‬ ‫سعة‬ ‫الغائية‬ ‫مبادئها‬ ‫منطق‬ ‫مع‬ ‫املتالئمة‬ ‫املعرفة‬ ‫تكوين‬ ‫على‬ ‫تساعد‬ ، ‫نسبية‬ ‫تحديدات‬ ‫هي‬ ‫إنما‬ ‫املجال‬ ‫هذا‬ ‫مرجعي‬ ‫إطار‬ ‫إلى‬ ‫تحويلها‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫ولكن‬ ، ‫وثقافية‬ ‫فكرية‬ ‫أسس‬ ‫لتشكيل‬ ‫العقل‬ ‫يتناولها‬ ‫اليت‬ ‫قراءة‬ ‫لصياغة‬ ، ‫الذهين‬ ‫النشاط‬ ‫ومضمون‬ ‫حقل‬ ‫في‬ ً‫تطورا‬ ‫تتطلب‬ ‫قراءة‬ ‫كل‬ ‫ﻷن‬ ، ‫للتفكري‬ ‫موضوعي‬ ‫يتجلى‬ ‫الذي‬ ، ‫للفكر‬ ‫التطوري‬ ‫النسق‬ ‫طبيعة‬ ‫من‬ ‫املفرتض‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ، ‫املعيارية‬ ‫املنظومة‬ ‫على‬ ‫متسامية‬ . ‫واملقروء‬ ‫القاريء‬ ‫بني‬ ‫التاريخي‬ ‫التغاير‬ ‫موروث‬ ‫بحكم‬ ‫السلوكيات‬ ‫مستوى‬ ‫على‬ ‫يمثل‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ، ‫جالله‬ ّ‫جل‬ ‫الله‬ ‫هو‬ ‫املرجعي‬ ‫اإلطار‬ ‫فإن‬ ، ‫القرآن‬ ‫قراءة‬ ‫لبنات‬ ‫م‬ ّ‫تقد‬ ‫املناهج‬ ‫كانت‬ ‫وإذا‬ ‫سبيل‬ ‫في‬ ‫املتباينة‬ ‫بتشكيالته‬ ‫املعىن‬ ‫توصيل‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫الفهمي‬ ‫البعد‬ ‫تنتج‬ ‫اليت‬ ‫اﻷساسية‬ ‫اللحمة‬ ‫العالقات‬ ‫إلقامة‬ ‫الجزئية‬ ‫الوحدات‬ ‫وتحريك‬ ‫ضبط‬ ‫يتوقف‬ ‫املرجعية‬ ‫إطار‬ ‫على‬ ‫إذ‬ ، ‫منه‬ ‫القصد‬ ‫تحقيق‬ ‫الهادية‬ ‫اإلشارات‬ ‫اللتقاط‬ ‫والهيئة‬ ‫الهيكل‬ ‫ل‬ّ‫ث‬‫م‬ُ‫ي‬ ‫الذي‬ ، ‫القرآني‬ ‫النص‬ ‫عليها‬ ‫ينطوي‬ ‫اليت‬ ‫اإلرتباطية‬ ‫د‬ َّ‫موح‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫البرشي‬ ‫العقل‬ ‫فهم‬ ‫مراتب‬ ‫د‬ ُّ‫لتعد‬ ً‫طبقا‬ ‫متفاعلة‬ ‫لتصبح‬ ، ‫القرآن‬ ‫حولها‬ ‫يتمحور‬ ‫اليت‬ ‫عقلية‬ ‫حالة‬ ‫لكل‬ ‫إذ‬ ، ‫العقل‬ ‫تطور‬ ‫في‬ ‫النوعي‬ ‫للفارق‬ ً‫تبعا‬ ‫العقدي‬ ‫الوعي‬ ‫أمام‬ ‫الطريق‬ ‫لفتح‬ ، ً‫عضويا‬ ‫املفهومية‬ ‫دالالتها‬ ‫لها‬ ‫اليت‬ ‫للمعرفة‬ ‫تصورها‬ ‫أشكال‬ ‫حسب‬ ، ‫بها‬ ‫الخاصة‬ ‫الذهنية‬ ‫إسقاطتها‬ ‫تاريخية‬ ‫يحملها‬ ‫اليت‬ ، ‫اإلنسان‬ ‫خصائص‬ ‫تفاصيل‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫بتأثريها‬ ‫لتتعالى‬ ‫طاقتها‬ ‫بكامل‬ ‫املمتدة‬ ، ‫املطلقة‬ . ً‫وسلوكا‬ ً‫ة‬‫معرف‬ ‫ذاته‬ ‫في‬ ‫للحركة‬ ً‫تقديسا‬ ‫تراه‬ ‫ما‬ ‫وفق‬ ‫املعرفية‬ ‫الصريورة‬ ‫إستالب‬ ‫إلى‬ ‫أفضت‬ ‫القرآني‬ ‫للنص‬ ‫السلف‬ ‫تفاسري‬ ‫إن‬ ً‫إنسانيا‬ ً‫ا‬‫بعد‬ ‫للمعرفة‬ ‫عطي‬ُ‫ت‬ ‫اليت‬ ، ‫ومقاصده‬ ‫غاياته‬ ‫وماهية‬ ‫التاريخ‬ ‫مفهوم‬ ‫إدراك‬ ‫دون‬ ، ‫التاريخية‬ 10
  • 11. ‫املعضلة‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫الوسيط‬ ‫فكر‬ ‫سلطة‬ ‫فرض‬ ‫بدون‬ ‫واإلنسان‬ ‫الله‬ ‫بني‬ ‫املبارِشة‬ ‫العالقة‬ ‫حرية‬ ‫س‬ |ّ‫يؤس‬ ‫املجتمع‬ ‫ثقافة‬ ‫من‬ ‫أصبح‬ ‫فكر‬ ‫كتاريخ‬ ‫معه‬ ‫التعامل‬ ‫بدل‬ ، ‫املطلق‬ ‫صفة‬ ‫الوسيط‬ ‫فكر‬ ‫على‬ ‫أضفى‬ ‫فمن‬ ‫بلغه‬ ‫ما‬ ‫قراءة‬ ‫يجب‬ ‫بل‬ ‫خاللها‬ ‫من‬ ‫الدين‬ ‫نفهم‬ ‫بأن‬ ‫يلزمنا‬ ‫ال‬ ‫وهذا‬ ، ‫نظره‬ ‫وجهة‬ ‫لنا‬ ‫نقل‬ ‫فقط‬ ‫وبأنه‬ ‫قرونها‬ ‫وخري‬ ‫اﻷمة‬ ‫سلف‬ ‫باعتباره‬ ‫عيوبه‬ ‫عن‬ ‫الطرف‬ ّ‫نغض‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ، ‫متفتح‬ ‫بعقل‬ ‫ومعرفة‬ ‫علم‬ ‫من‬ ‫بها‬ ‫ويحتدي‬ ‫يقتدي‬ ‫أصلية‬ ‫نسخة‬ ‫إلى‬ ‫يحتاج‬ ‫الذي‬ ، ‫القيايس‬ ‫العقل‬ ‫اﻷمة‬ ‫لدى‬ ‫رسخت‬ ‫الرؤيا‬ ‫فهذه‬ ‫لتجاوز‬ ‫والثقافي‬ ‫الفكري‬ ‫اإلبداع‬ ‫عرب‬ ، ‫الواقع‬ ‫تغيري‬ ‫ويبتغي‬ ‫يروم‬ ‫الذي‬ ‫القراءة‬ ‫تجديد‬ ‫غاب‬ ‫وهكذا‬ ‫القراءة‬ ‫إنسداد‬ ‫إلى‬ ‫وأفىض‬ ، ‫صميمها‬ ‫في‬ ‫اإلسالمية‬ ‫الفكرية‬ ‫املنظومة‬ ‫أصاب‬ ‫الذي‬ ، ‫التام‬ ‫اإلنهاك‬ ‫النص‬ ‫قداسة‬ ‫علية‬ ‫ت‬َ‫ي‬|‫ف‬ ْ‫ض‬ُ‫أ‬ ً‫برشيا‬ ً‫نصا‬ ‫يقرأ‬ ‫أي‬ ، ‫للقرآن‬ ‫اآلخر‬ ‫فهم‬ ‫يقرأ‬ ‫القاريء‬ ‫أصبح‬ ‫بحيث‬ ‫وقال‬ ":‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫جاء‬ ‫ما‬ ‫للحقيقة‬ ‫واإلدراك‬ ‫الفهم‬ ‫منتهى‬ ‫هو‬ ‫ذلك‬ ‫أن‬ ً‫ا‬‫معتقد‬ ، ‫اﻷصلي‬ ‫الفرقان‬ ‫مهجوراً ."ـ‬ ‫القرآن‬ ‫هذا‬ ‫اتخذوا‬ ‫قومي‬ ‫إن‬ ‫رب‬ ‫يا‬ ‫الرسول‬30‫ـ‬31‫ـ‬ ‫تأمله‬ ‫هجر‬ ‫هو‬ ‫املراد‬ ‫بينما‬ ، ‫القراءة‬ ‫عدم‬ ‫هو‬ ‫املسلمني‬ ‫أغلبية‬ ‫بني‬ ‫عليه‬ ‫املتعارف‬ ‫القرآن‬ ‫هجر‬ ‫إن‬ ‫تأمل‬ ‫عن‬ ‫فاإلعراض‬ . ‫بتعاليمها‬ ‫والعمل‬ ‫القرآنية‬ ‫اآليات‬ ‫في‬ ‫املوجودة‬ ‫املضامني‬ ‫وإدراك‬ ‫لفهم‬ ‫وتدبره‬ ‫باستهالك‬ ‫واالكتفاء‬ ، ‫البينات‬ ‫آياته‬ ‫وفهم‬ ‫إلدراك‬ ‫الذاتي‬ ‫السعي‬ ‫محاولة‬ ‫عن‬ ‫والتقاعس‬ ‫القرآن‬ ‫وتدبر‬ ‫إليك‬ ‫أنزلناه‬ ‫كتاب‬ ": ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫الهجر‬ ‫أنواع‬ ‫أعظم‬ ‫من‬ ‫تمحيص‬ ‫أو‬ ‫تميزي‬ ‫دون‬ ‫الجاهزة‬ ‫التفاسري‬ ‫ص‬ ‫ـ‬ " . ‫اﻷلباب‬ ‫أولوا‬ ‫وليتذكر‬ ‫آياته‬ ‫ليدبروا‬29‫ـ‬ 11
  • 12. : ‫الخطوةالثانية‬ ‫إيمانك‬ ‫تجدد‬ ‫كيف‬ ‫د‬ ّ‫متجد‬ ‫مفهوم‬ ‫ه‬ ّ‫أن‬ ‫أم‬ ، ‫باﻷمس‬ ‫نا‬ُ‫د‬‫أجدا‬ ‫مه‬|‫ه‬‫ف‬ ‫كما‬ ‫مه‬ْ‫ه‬‫ف‬ ‫يجب‬ ، ً‫سلفا‬ ‫دة‬ ّ‫محد‬ ‫عفوية‬ ‫قضية‬ ‫اإليمان‬ ‫هل‬ ‫؟‬ ‫بالوعي‬ ‫عالقة‬ ‫له‬ ‫للوهلة‬ ‫يبدو‬ ‫قد‬ ، ‫اإليمان‬ ‫مثل‬ ‫االستخدام‬ ‫وفي‬ ‫املعىن‬ ‫في‬ ‫واسعة‬ ‫مساحة‬ ‫أخذت‬ ‫كلمة‬ ‫هناك‬ ‫ليس‬ ‫ال‬ ‫قد‬ ‫املتدين‬ ‫أن‬ ‫درجة‬ ‫إلى‬ ‫للتفكري‬ ‫بحاجة‬ ‫ليست‬ ، ‫البداهة‬ ‫منتهى‬ ‫في‬ ‫تبدو‬ ‫حقيقة‬ ‫معناه‬ ‫أن‬ ‫اﻷولى‬ ‫مسألة‬ ‫وبكونه‬ ، ‫ذاته‬ ‫في‬ ً‫سلفا‬ ‫جاهز‬ ‫معطى‬ ‫مفهومه‬ ‫بأن‬ ‫يرى‬ ‫ﻷنه‬ ، ‫مفهومه‬ ‫ر‬ ُّ‫وتدب‬ ‫للبحث‬ ٍ‫داع‬ ‫يرى‬ ‫د‬ ّ‫املتجد‬ ‫حقها‬ ‫تأخذ‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫اليت‬ ‫املواضيع‬ ‫أكرب‬ ‫من‬ ‫هو‬ ‫بينما‬ ، ‫مناقشتها‬ ‫ينبغي‬ ‫ال‬ ‫وبديهية‬ ‫محسومة‬ . ‫املعرفي‬ ‫املجال‬ ‫في‬ ‫التطور‬ ‫ﻷن‬ ، |‫ل‬‫املستحي‬ ‫دائرة‬ ‫ضمن‬ ‫كان‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫وارد‬ ‫فيه‬ ‫التفكري‬ ‫أصبح‬ ‫اإليمان‬ ‫فهم‬ ‫قضية‬ ‫طرح‬ ‫إن‬ ‫السلف‬ ‫عند‬ ‫أساسية‬ ‫كانت‬ ‫مفاهيم‬ ‫أربك‬ ‫الذي‬ ‫اﻷمر‬ ، ‫الفهم‬ ‫جدل‬ ‫قلب‬ ‫في‬ ‫بقوة‬ ‫ح‬|‫ر‬ َ‫ْط‬‫ن‬َ‫ي‬ ‫أصبح‬ ‫املعرفي‬ ‫السند‬ ‫من‬ ‫تمكينه‬ ‫دون‬ ، ‫مجتمعه‬ ‫في‬ ‫السائدة‬ ‫الدينية‬ ‫الثقافة‬ ‫في‬ ‫كبدائه‬ ً‫توارثا‬ ‫املتدين‬ ‫تلقاها‬ ‫واليت‬ ‫التكفري‬ ‫وشيوع‬ ‫بالرتهيب‬ ‫فيه‬ ‫الفصل‬ َّ‫تم‬ ‫الذي‬ ، ‫االعتقادي‬ ‫اقتناعه‬ ‫وعقلنة‬ ‫برشعنة‬ ‫الكفيل‬ ‫العقالني‬ ‫على‬ ‫عملت‬ ، ‫فكري‬ ‫عمق‬ ‫بال‬ ‫شعائرية‬ ‫طقوس‬ ‫إلى‬ ‫وتحويله‬ |‫اإليمان‬ ‫تحنيط‬ ‫والنتيجة‬ ، ‫التفكري‬ ‫بدل‬ ‫إلى‬ ‫اإليمان‬ ‫في‬ ‫التفكري‬ ‫ل‬ ّ‫تحو‬ ‫املعطيات‬ ‫هذه‬ ‫ظل‬ ‫وفي‬ ، ‫واملجتمع‬ ‫الفرد‬ ‫في‬ ‫فاعليته‬ ‫توهج‬ ‫انطفاء‬ ً‫أساسا‬ ‫الديين‬ ‫الحقل‬ ‫في‬ ‫نت‬ ّ‫تكو‬ ‫اليت‬ ، ‫املكتسبة‬ ‫الجاهزة‬ ‫املعرفة‬ ‫وعمق‬ ‫حدود‬ ‫فيها‬ ُ‫ض‬َ‫ر‬ْ‫ف‬ُ‫ت‬ ، ‫آلية‬ ‫عملية‬ ‫ذهن‬ ‫الى‬ ‫يتبادر‬ ‫ما‬ ‫فأول‬ .‫؟‬ ‫االيمان‬ ‫هو‬ ‫ما‬ : ‫سؤال‬ ‫طرحنا‬ ‫إذا‬ ‫بحيث‬ ، ‫املطلقة‬ ‫الحقيقة‬ ‫هي‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ‫أن‬ ":‫جربيل‬ ‫حديث‬ ‫في‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫لسان‬ ‫على‬ ‫ورد‬ ‫الذي‬ ‫التعريف‬ ‫هو‬ ‫املتدين‬ ". ‫ورِشه‬ ‫خريه‬ ‫بالقدر‬ ‫وتؤمن‬ ، ‫اآلخر‬ ‫واليوم‬ ‫ورسله‬ ‫وكتبه‬ ‫ومالئكته‬ ‫بالله‬ ‫تؤمن‬ ‫يعرب‬ ً‫انتقائيا‬ ً‫تعريفا‬ ‫يبقى‬ ‫ال‬ ‫حىت‬ ، ‫كفكرة‬ ‫الوعي‬ ‫إلى‬ ‫ينتمي‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫االخزتالي‬ ‫التعريف‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫بيد‬ ‫والتميزي‬ ‫للتصنيف‬ ‫كوسيلة‬ ‫التعريف‬ ‫هذا‬ ‫يستخدم‬ ‫ما‬ ‫ا‬ً‫غالب‬ ‫بحيث‬ ، ‫االيديولوجي‬ /‫املذهيب‬ ‫االنتماء‬ ‫عن‬ ‫يؤجج‬ ‫بل‬ ، ‫فحسب‬ ‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫|ه‬ّ‫يشو‬ ‫ال‬ ‫الديماغوجي‬ ‫التعريف‬ ‫من‬ ‫اللون‬ ‫وهذا‬ ، ‫والكافر‬ ‫املؤمن‬ ‫بني‬ ‫إلى‬ ‫واللجوء‬ ‫املذهيب‬ ‫التعصب‬ ‫إلى‬ ‫باملسلمني‬ ‫أدى‬ ‫الوعي‬ ‫غياب‬ ‫أن‬ ‫إذ‬ ، ‫واالجتماعي‬ ‫السيايس‬ ‫الرصاع‬ . ‫والزندقة‬ ‫واإللحاد‬ ‫بالكفر‬ ‫االتهامات‬ ‫كيل‬ ‫على‬ ‫تقوم‬ ، ‫سياسية‬ ‫أو‬ ‫فكرية‬ ‫مواقف‬ ‫يأت‬ ‫لم‬ ‫فاإلسالم‬ ، ً‫وتعليما‬ ً‫وتطبيقا‬ ً‫ترصيحا‬ ‫اآليات‬ ‫في‬ ‫نة‬ ّ‫متضم‬ ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫التجديد‬ ‫إلى‬ ‫الدعوة‬ ‫إن‬ ‫حجبت‬ ، ‫وأوهام‬ ‫أباطيل‬ ‫من‬ ‫الجاهلي‬ ‫املجتمع‬ ‫في‬ ‫اعتقادات‬ ‫من‬ ً‫سائدا‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫ويصلح‬ ّ‫ليغري‬ ‫إال‬ ‫من‬ ‫واإلصالح‬ ‫فالتجديد‬ ‫لذا‬ ، ‫اإلنسانية‬ ‫واملباديء‬ ‫القيم‬ ‫تحريف‬ ‫في‬ ‫وساهمت‬ ‫الصحيحة‬ ‫الفطرة‬ ‫منهاج‬ ‫كان‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ، ‫الفكري‬ ‫اإلنسان‬ ‫مسار‬ ‫تصحيح‬ ‫في‬ ‫هدفه‬ ‫يكمن‬ ‫الذي‬ ، ‫اإليمان‬ ‫ترسيخ‬ ‫رضورات‬ 12
  • 13. ‫ما‬ ‫يغريوا‬ ‫حىت‬ ‫بقوم‬ ‫ما‬ ‫يغري‬ ‫ال‬ ‫الله‬ ‫إن‬ " : ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫والتغيري‬ ‫للتجديد‬ ‫ا‬ً‫مقتضي‬ ‫اإلسالمية‬ ‫الرسالة‬ ‫الرعد‬ ‫"ـ‬ ‫بأنفسهم‬11‫ـ‬ ‫؟‬ ‫قيمته‬ ‫وما‬ ، ‫حدوده‬ ‫وما‬ ، ‫أدواته‬ ‫فما‬ ً‫ممكنا‬ ‫التجديد‬ /‫التغيري‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬ ‫على‬ ‫العملية‬ ‫تطبيقاتها‬ ‫في‬ ‫تكمن‬ ، ً‫ال‬‫وأشكا‬ ً‫صورا‬ ‫أخذت‬ ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫اإليمان‬ ‫تجديد‬ ‫إلى‬ ‫الدعوة‬ ‫إن‬ : ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫السالفة‬ ‫اﻷمم‬ ‫محاكاة‬ ‫و‬ ‫أعمى‬ ‫وتقليد‬ ‫جمود‬ ‫من‬ ‫يعارضها‬ ‫ما‬ ‫بذم‬ ‫أو‬ ، ‫الواقع‬ ‫أرض‬ ‫مرتفوها‬ ‫قال‬ ‫إال‬ ‫نذير‬ ‫من‬ ‫قرية‬ ‫في‬ ‫قبلك‬ ‫من‬ ‫أرسلنا‬ ‫ما‬ ‫وكذلك‬ "،‫على‬ ‫وإنا‬ ‫أمة‬ ‫على‬ ‫آباءنا‬ ‫وجدنا‬ ‫إنا‬ ‫الزخرف‬ ‫"ـ‬ ‫مهتدون‬ ‫آثارهم‬23‫ـ‬ ‫أعظم‬ ‫من‬ ‫وهذه‬ ، ‫التقليد‬ ‫نري‬ ‫من‬ ‫العقل‬ ‫تحرير‬ ‫القرآن‬ ‫عليها‬ ّ‫حث‬ ‫اليت‬ ‫وأهمها‬ ‫التجديد‬ ‫أدوات‬ ّ‫أجل‬ ‫ومن‬ ‫عمله‬ ‫تبعية‬ ‫اإلنسان‬ ‫ل‬ ّ‫وحم‬ ، ‫الواعي‬ ‫املختار‬ ‫اإلتباع‬ ‫إال‬ ‫يقبل‬ ‫فلم‬ ، ‫الدين‬ ‫عليها‬ ‫حرص‬ ‫اليت‬ ‫القضايا‬ ‫ليتنا‬ ‫يا‬ ‫يقولون‬ ‫النار‬ ‫في‬ ‫وجوههم‬ ‫تقلب‬ ‫"يوم‬ :‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫والتربير‬ ‫ل‬ ُّ‫التعل‬ ً‫رافضا‬ ‫عنه‬ ‫واملسؤولية‬ ‫اﻷحزاب‬ ‫السبيل"ـ‬ ‫فأضلونا‬ ‫وكرباءنا‬ ‫سادتنا‬ ‫أطعنا‬ ‫إنا‬ ‫ربنا‬ ‫وقالوا‬ ‫الرسول‬ ‫وأطعنا‬ ‫الله‬ ‫أطعنا‬66‫ـ‬67 ‫والتأمل‬ ‫التفكر‬ ‫إلى‬ ‫الدعوة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ، ‫متجدد‬ ‫إليمان‬ ً‫ا‬‫جديد‬ ً‫ال‬‫سبي‬ ّ‫اختط‬ ‫قد‬ ‫اإلسالم‬ ‫يكون‬ ‫وبهذا‬ ‫تجار‬ ‫قبضة‬ ‫من‬ ‫صه‬ ّ‫وليخل‬ ، ‫اﻷعمى‬ ‫االقتداء‬ ‫إلى‬ ‫الركون‬ ‫سلطة‬ ‫من‬ ‫اإلنسان‬ ‫ر‬ّ‫حر‬ُ‫ي‬‫ل‬ ‫ر‬ ّ‫والتدب‬ ‫ل‬ ّ‫والتعق‬ ‫جادة‬ ‫عن‬ ‫البرشية‬ ‫وانحرفت‬ ‫الحياة‬ ‫أسنت‬ ‫كلما‬ ‫سبحانه‬ ‫فالله‬ . ‫ومصريه‬ ‫عقله‬ ‫على‬ ‫وهيمنتهم‬ ‫الدين‬ ‫لم‬ ‫بحيث‬ ، ‫االعوجاج‬ ‫لتقويم‬ ‫واﻷفكار‬ ‫املفاهيم‬ ‫وتجديد‬ ، ‫املسار‬ ‫لتصحيح‬ ً‫ال‬‫رسو‬ ‫وبعث‬ ‫إال‬ ‫الصواب‬ ‫وبفضل‬ ، ‫ثقافتهم‬ ‫مع‬ ‫ويتناسب‬ ‫زمانه‬ ‫أبناء‬ ‫يبهر‬ ‫بجديد‬ ‫منهم‬ ٌّ‫كل‬ ‫أتى‬ ‫بل‬ ، ‫آخر‬ ‫نيب‬ ‫إعجاز‬ ‫نيب‬ ‫ر‬ّ‫يكر‬ ‫لتصحيح‬ ‫الخاتمة‬ ‫الرشيعة‬ ‫أحكام‬ ‫جاءت‬ ‫ولقد‬ ، ‫وترتقي‬ ‫وتتطور‬ ‫البرشية‬ ‫م‬ ّ‫تتقد‬ ‫الرشائع‬ ‫د‬ ُّ‫تجد‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫أنها‬ ‫اﻷحكام‬ ‫هذه‬ ‫ممزيات‬ ‫ومن‬ ،"‫"الجاهلي‬ ‫املجتمع‬ ‫في‬ ‫سائدة‬ ‫كانت‬ ‫اليت‬ ، ‫الخاطئة‬ ‫اﻷوضاع‬ ‫ظروفها‬ ‫مع‬ ‫متالئمة‬ ‫لتكون‬ ، ‫واملرحلة‬ ‫الحاجة‬ ‫بحسب‬ ‫لت‬ ّ‫وتبد‬ ‫عت‬ ّ‫وتنو‬ ‫جت‬ ّ‫تدر‬ ‫فقد‬ ، ً‫ة‬‫جامد‬ ‫بقيم‬ ‫سواه‬ ‫ا‬ ّ‫عم‬ ّ‫ويتمزي‬ ، ‫به‬ ‫الخاص‬ ‫بإطاره‬ ‫الجديد‬ ‫اإليمان‬ ‫ر‬ ّ‫يتأط‬ ‫حىت‬ ، ‫اﻷحداث‬ ‫مع‬ ‫ومتماشية‬ ‫زمان‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫الظهور‬ ‫يعاود‬ ‫االلتباس‬ ‫أن‬ ‫غري‬ ، ‫قبل‬ ‫من‬ ‫املجتمع‬ ‫يعهدها‬ ‫لم‬ ‫جديدة‬ ‫ومظاهر‬ ‫ات‬ ّ‫وسلوكي‬ ‫االلتباس‬ ‫هذا‬ ‫فك‬ ‫على‬ ‫العمل‬ ‫املسلمني‬ ‫على‬ ‫ينبغي‬ ‫لذا‬ ، ‫مختلفة‬ ‫وتجليات‬ ‫جديدة‬ ‫بأشكال‬ ‫ومكان‬ ‫البدع‬ ‫من‬ ‫ليس‬ ‫وهذا‬ ، ‫والحضاري‬ ‫الرشعي‬ ‫بمعناه‬ ‫الدين‬ ‫فهم‬ ‫أدوات‬ ‫بتجديد‬ ‫وذلك‬ ، ‫جديد‬ ‫من‬ ‫املعرفي‬ ‫بها‬ ‫تتغري‬ ‫اليت‬ ، ‫وتعقيدات‬ ‫متغريات‬ ‫من‬ ‫يقتضيه‬ ‫ملا‬ ً‫طبقا‬ ‫الواقع‬ ‫مسايرة‬ ‫بغية‬ ، ‫أكيدة‬ ‫رضورة‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ‫والسنة‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫أثبته‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ، ‫واﻷحوال‬ ‫واﻷشخاص‬ ‫واملكان‬ ‫الزمان‬ : ‫وهي‬ ‫واﻷحكام‬ ‫الفتاوي‬ ‫فهموا‬ ‫قد‬ ‫فالسابقون‬ . ‫غرينا‬ ‫واقع‬ ‫في‬ ‫ال‬ ‫املعيش‬ ‫واقعنا‬ ‫ظل‬ ‫في‬ ‫ندركهما‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫اللذان‬ ، ‫النبوية‬ ‫لعملية‬ ‫املسوغ‬ ‫ر‬ّ‫املرب‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ، ‫الفكرية‬ ‫قدراتهم‬ ‫وحسب‬ ‫واقعهم‬ ‫ومعطيات‬ ‫مقتضيات‬ ‫على‬ ً‫بناء‬ ‫القرآن‬ ‫م‬ ُّ‫التوه‬ ‫ومن‬ ، ‫ثابت‬ ‫الدين‬ ‫بأن‬ ‫االعتبار‬ ‫بعني‬ ‫اﻷخذ‬ ‫مع‬ ، ‫الحارض‬ ‫وواقعنا‬ ‫الراهن‬ ‫وقتنا‬ ‫في‬ ‫التجديد‬ ‫ودراسة‬ ‫مراجعتها‬ ‫حىت‬ ‫أو‬ ‫تطويرها‬ ‫يجوز‬ ‫ال‬ ‫بحيث‬ ، ‫كذلك‬ ‫واملقدسات‬ ‫الثوابت‬ ‫من‬ ‫الوسائل‬ ‫بأن‬ ‫الظن‬ ‫ومفاهيم‬ ‫مقاييس‬ ‫نطاق‬ ‫داخل‬ ‫اليشء‬ ‫ذلك‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ً‫شيئا‬ ‫ل‬ ّ‫يتعق‬ ‫أن‬ ‫يستطيع‬ ‫ال‬ ‫فاإلنسان‬ . ‫جدواها‬ 13
  • 14. ‫آمنوا‬ ‫الذين‬ ‫أيها‬ ‫"يا‬ : ‫تعالى‬ ‫قال‬ . ‫التجديد‬ ‫إلى‬ ‫الدعوة‬ ‫في‬ ‫القرآن‬ ‫منهج‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ، ‫الفكرية‬ ‫منظومته‬ ‫النساء‬ ‫رسوله"ـ‬ ‫على‬ ‫نزل‬ ‫الذي‬ ‫والكتاب‬ ‫ورسوله‬ ‫بالله‬ ‫آمنوا‬136‫ـ‬ ‫أن‬ ‫منهم‬ ‫املطلوب‬ ‫بل‬ ، ‫الخطاب‬ ‫وقت‬ ‫عندهم‬ ‫الحاصل‬ ‫اإليمان‬ ‫هو‬ ‫ليس‬ ‫هنا‬ ‫املؤمنني‬ ‫من‬ ‫املطلوب‬ ‫إن‬ ‫الزيادة‬ ‫على‬ ٌّ‫منصب‬ ‫فاﻷمر‬ ، ‫لهم‬ ً‫ال‬‫حاص‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫فيه‬ ‫الزيادة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫اإليمان‬ ‫درجات‬ ‫في‬ ‫يرتقوا‬ ‫في‬ ‫والتدبر‬ ‫ل‬ ّ‫التعق‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫إال‬ ‫يكون‬ ‫ال‬ ‫وتجديده‬ ، ‫ر‬ّ‫ومقر‬ ‫معلوم‬ ‫هو‬ ‫كما‬ ‫وينقص‬ ‫يزيد‬ ‫اإليمان‬ ‫ﻷن‬ . ‫الله‬ ‫أمر‬ ‫على‬ ‫االستقامة‬ ‫وتزداد‬ ‫التوحيد‬ ‫مستوى‬ ‫لريتفع‬ ، ‫واﻷنفس‬ ‫اآلفاق‬ ‫آيات‬ : ‫التنفيذ‬ ‫واجب‬ ‫ا‬ً‫أمر‬ ‫باعتباره‬ ‫املعىن‬ ‫ذلك‬ ‫وتؤكد‬ ، ‫التجديد‬ ‫على‬ ُّّ‫ث‬ُ‫تح‬ ‫نبوية‬ ‫أحاديث‬ ‫وردت‬ ‫ولقد‬ ‫يبعث‬ ‫الله‬ ‫إن‬ " : ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ : ‫قال‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫ريض‬ ‫هريرة‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ : ً‫ال‬‫أو‬ ‫ـ‬ ‫صحيح‬ ‫بسند‬ ‫الحاكم‬ ‫رواه‬ ‫"ـ‬ .‫دينها‬ ‫لها‬ ‫يجدد‬ ‫من‬ ‫سنة‬ ‫مائة‬ ‫كل‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫اﻷمة‬ ‫لهذه‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ : ‫قال‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫ريض‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫عن‬ : ً‫ثانيا‬ ‫في‬ ‫اإليمان‬ ‫يجدد‬ ‫أن‬ ‫الله‬ ‫فاسألوا‬ ، ‫الثوب‬ ‫يخلق‬ ‫كما‬ ‫أحدكم‬ ‫جوف‬ ‫في‬ ‫ليخلق‬ ‫اإليمان‬ ‫إن‬ " : ‫وسلم‬ ‫ـ‬ ‫الحاكم‬ ‫رواه‬ ‫ـ‬ " ‫قلوبكم‬ ‫إيمانكم‬ ‫"جددوا‬ : ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ : ‫قال‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫ريض‬ ‫هريرة‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ : ً‫ثالثا‬ ‫ـ‬ ‫أحمد‬ ‫رواه‬ ‫الله."ـ‬ ‫إال‬ ‫إله‬ ‫ال‬ ‫قول‬ ‫من‬ ‫أكرثوا‬ :‫قال‬ ‫؟‬ ‫إيماننا‬ ‫نجدد‬ ‫وكيف‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫يا‬ :‫قيل‬ . ‫اإليمان‬ ‫تجديد‬ ‫عن‬ ‫يتحدثان‬ ‫والثالث‬ ‫والثاني‬ ، ‫الدين‬ ‫تجديد‬ ‫عن‬ ‫يتحدث‬ ‫اﻷول‬ ‫الحديث‬ ‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫إلثبات‬ ‫السلف‬ ‫سعى‬ ‫ولقد‬ ، ‫بأساس‬ ‫بناء‬ ‫عالقة‬ ‫اإليمان‬ ‫بتجديد‬ ‫الدين‬ ‫تجديد‬ ‫وعالقة‬ : ‫الكالمية‬ ‫والرباهني‬ ‫الرشعية‬ ‫والشواهد‬ ، ‫اللغوية‬ ‫اﻷدلة‬ ‫على‬ ‫متعينة‬ ‫كحقيقة‬ : ‫اللغوية‬ ‫اﻷدلة‬ : ‫أوال‬ً‫ألفا‬ ‫الساكنة‬ ‫الثانية‬ ‫الهمزة‬ ‫فأبدلت‬ ، ‫من‬ْ‫أ‬َ‫أ‬ ‫أصله‬ ّ‫ﻷن‬ ‫عل‬ْ‫ف‬َ‫أ‬ ‫وزن‬ ‫على‬ ‫آمن‬ ‫فعل‬ ‫من‬ ‫تنبعث‬ ‫اليت‬ ‫والثقة‬ ‫الطمأنينة‬ : ‫أمن"يعين‬ "‫الجذر‬ ّ‫أن‬ ‫اللغة‬ ‫أهل‬ ‫كالم‬ ‫من‬ ‫واملالحظ‬ ، ‫آمن‬ ‫فصارت‬ . ‫ا‬ً‫ن‬‫مؤم‬ ‫الفرد‬ ‫يصبح‬ ‫أن‬ ‫في‬ ‫سبب‬ ‫هو‬ ‫الذي‬ ، ‫التصديق‬ ‫في‬ ‫ها‬ّ‫لكن‬ ، ‫بينها‬ ‫فيما‬ ‫املرتبطة‬ ‫الصفات‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫يتضمن‬ ‫والسنة‬ ‫القرآن‬ ‫في‬ ‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫أن‬ ‫بيد‬ ‫تأتي‬ ‫اليت‬ ‫الصفات‬ ‫على‬ ‫د‬ ّ‫نؤك‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫إدراك‬ ‫أردنا‬ ‫فإذا‬ ، ‫واحدة‬ ‫ليست‬ ‫الوقت‬ ‫نفس‬ ً‫مركبا‬ ً‫معىن‬ ‫الصفات‬ ‫هذه‬ ‫عطي‬ُ‫ت‬ ‫بحيث‬ ، ‫له‬ ‫املعرفي‬ ‫البناء‬ ‫في‬ ً‫تماما‬ ‫وواضحة‬ ، ‫له‬ ‫مرادفة‬ ‫باعتبارها‬ ‫اإليمان‬ ": ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ :‫قال‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫ريض‬ ‫هريرة‬ ‫أبي‬ ‫عن‬ ، ‫تفكيكه‬ ‫صعب‬ ‫الطريق‬ ‫عن‬ ‫اﻷذى‬ ‫إماطة‬ ‫وأدناها‬ ، ‫الله‬ ‫إال‬ ‫إله‬ ‫ال‬ ‫قول‬ ‫فأفضلها‬ ‫شعبة‬ ‫وستون‬ ‫بضع‬ ‫أو‬ ‫وسبعون‬ ‫بضع‬ ‫ـ‬ ‫مسلم‬ ‫رواه‬ ‫اإليمان."ـ‬ ‫من‬ ‫شعبة‬ ‫والحياء‬ ‫املتفرعة‬ ‫وتجلياته‬ ‫آثاره‬ ‫رؤية‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ، ‫اإليمان‬ ‫أوصاف‬ ‫إلى‬ ‫تعرضت‬ ‫عدة‬ ‫قرآنية‬ ‫آيات‬ ‫وردت‬ ‫ولقد‬ . ‫العقلي‬ ‫باملعىن‬ ً‫مجردا‬ ً‫تعريفا‬ ‫مفهومه‬ ‫تعريف‬ ‫إلى‬ ‫وليس‬ ، ‫العملية‬ ‫الحياة‬ ‫في‬ : ‫الرشعية‬ ‫الشواهد‬ : ‫ثانيا‬‫القلب‬ ‫تصديق‬ ‫اإليمان‬ ": ‫بقولهم‬ ‫اإليمان‬ ‫تعريف‬ ‫إلى‬ ‫الفقهاء‬ ‫ص‬ُ‫ل‬‫خ‬ ‫لقد‬ ‫املعرفة‬ ‫و‬ ‫العلم‬ ‫على‬ ‫املبين‬ ‫واالعتقاد‬ ‫اإلقرار‬ ‫القلب‬ ‫بتصديق‬ ‫ويراد‬ ،"‫الجوارح‬ ‫وعمل‬ ، ‫اللسان‬ ‫وإقرار‬ ": ‫تعالى‬ ‫قال‬‫فاطر‬ ‫"ـ‬ ‫رحيم‬ ‫غفور‬ ‫الله‬ ‫إن‬ ‫العلماء‬ ‫عباده‬ ‫من‬ ‫الله‬ ‫يخىش‬ ‫إنما‬28‫ـ‬ 14
  • 15. : ‫شيئني‬ ‫على‬ ‫القلب‬ ‫تصديق‬ ‫ويطلق‬ . ‫الذهين‬ ‫العلمي‬ ‫الخربي‬ ‫التصديق‬ : ‫اﻷول‬ .‫واالنقياد‬ ‫باالمتثال‬ ‫الخرب‬ ‫تصديق‬ ‫أي‬ ‫العملي‬ ‫التصديق‬ :‫الثاني‬ ‫عن‬ ‫الناتج‬ ، ‫اليقيين‬ ‫لاللزتام‬ ‫املعادل‬ ‫الواقع‬ ‫في‬ ‫هو‬ ‫التعريف‬ ‫في‬ ‫ورد‬ ‫الذي‬ ‫القليب‬ ‫بالتصديق‬ ‫واملراد‬ ‫االتجاه‬ ‫ثنائية‬ ‫وطيدة‬ ‫عالقة‬ ‫هناك‬ ‫ﻷن‬ ، ‫والقلب‬ ‫الدماغ‬ ‫في‬ ‫الحاصل‬ ‫والوجداني‬ ‫الفكري‬ ‫النشاط‬ ً‫علما‬ ‫اﻷكرث‬ ‫كان‬ ‫فلقد‬ ‫فكرية‬ ‫قناعة‬ ‫اإليمان‬ ‫أن‬ ‫من‬ ً‫وانطالقا‬ ، ‫ويتأثر‬ ‫اآلخر‬ ‫في‬ ‫يؤثر‬ ‫فكالهما‬ ، ‫بينهما‬ ‫اإليمان‬ ‫عليها‬ ‫ينبين‬ ‫اليت‬ ‫القاعدة‬ ‫تشكل‬ ‫إيمانية‬ ‫مقدمة‬ ‫هو‬ ‫العلم‬ ‫ﻷن‬ ، ‫الله‬ ‫من‬ ً‫خوفا‬ ‫اﻷكرث‬ ‫هم‬ ‫يقينه‬ ‫ازداد‬ ‫اإلنسان‬ ‫علم‬ ‫زاد‬ ‫ما‬ ّ‫فكل‬ ، ‫العلم‬ ‫زيادة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ويزيد‬ ‫ر‬ ّ‫ليتطو‬ ‫وظيفته‬ ‫ﻷداء‬ ‫منها‬ ‫وينطلق‬ ‫الخشية‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫آثار‬ ‫ويربز‬ ، ‫علمه‬ ‫بمقتىض‬ ً‫ملزتما‬ ً‫صدوقا‬ ً‫مؤمنا‬ ‫فيصبح‬ ، ‫سبحانه‬ ‫بالخالق‬ ‫خوف‬ ‫فهي‬ ، ‫تعالى‬ ‫بالله‬ ‫للعلماء‬ ‫الخشية‬ ‫فإن‬ ، ‫الخوف‬ ‫من‬ ّ‫أخص‬ ‫"الخشية‬ : ‫ابادي‬ ‫الفريوز‬ ‫قال‬ ". ‫بمعرفة‬ ‫مقرون‬ ‫شكله‬ ‫االلزتام‬ ‫فيأخذ‬ ، ‫الجهل‬ ‫عن‬ ‫ال‬ ‫املعرفة‬ ‫وفق‬ ‫العمل‬ ‫على‬ ‫التصميم‬ ‫إلى‬ ‫فيض‬ُ‫ي‬ ‫الصادق‬ ‫اإليمان‬ ‫إن‬ ‫سلوك‬ ‫بأنه‬ ‫اإليمان‬ ‫نصف‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫لذا‬ ، ‫والجوارح‬ ‫اﻷعضاء‬ ‫إلى‬ ‫وينتقل‬ ‫يرسي‬ ‫ثم‬ ، ‫والعملي‬ ‫الذهين‬ ‫غايتها‬ ‫مفتوحة‬ ‫تجربة‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ، ‫عليها‬ ‫ا‬ً‫ق‬‫وانغال‬ ‫ذاته‬ ‫على‬ ‫لإلنسان‬ ‫ا‬ ً‫ارتكاس‬ ‫وليس‬ ، ‫موضوعي‬ ‫ال‬ ّ‫فع‬ ‫ولقد‬ ، ‫التوكل‬ ‫وحسن‬ ‫باﻷسباب‬ ‫اﻷخذ‬ ‫من‬ ً‫انطالقا‬ ، ‫واملجتمع‬ ‫الفرد‬ ‫على‬ ‫الحميدة‬ ‫آثارصفاته‬ ‫إظهار‬ ‫اإليمان‬ ‫يربز‬ ‫عندما‬ ‫ﻷن‬ ، ‫بإيمان‬ ‫إال‬ ‫عمل‬ ‫وال‬ ، ‫بعمل‬ ‫إال‬ ‫إيمان‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ّ‫بأن‬ ‫القول‬ ‫على‬ ‫اإلسالم‬ ‫علماء‬ ‫تتابع‬ ‫العمل‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ّ‫ال‬‫إ‬ ‫سلوكه‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫الطريق‬ ‫وهذا‬ ، ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫درجة‬ ‫إلى‬ ‫املؤمن‬ ‫يصل‬ ‫العمل‬ ‫في‬ ‫مؤمن‬ ‫وهو‬ ‫أنىث‬ ‫أو‬ ‫ذكر‬ ‫من‬ ‫صالحا‬ ‫عمل‬ ‫"من‬ :‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫واإليمان‬ ‫العلم‬ ‫بني‬ ٌ‫رس‬‫ج‬ ‫فهو‬ ، ‫الصالح‬ ‫النحل‬ ‫يعملون"ـ‬ ‫كانوا‬ ‫ما‬ ‫بأحسن‬ ‫أجرهم‬ ‫ولنجزينهم‬ ، ‫طيبة‬ ‫حياة‬ ‫فلنحيينه‬97‫ـ‬ ‫ﻷن‬ ، ‫منه‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫يريده‬ ‫الذي‬ ‫اإليمان‬ ‫يبلغ‬ ‫لم‬ ‫بجوارحه‬ ‫يعمل‬ ‫ولم‬ ‫ق‬ ّ‫وصد‬ ‫ل‬ َّ‫تعق‬ ‫إذا‬ ‫املؤمن‬ ‫إن‬ ‫ﻷصل‬ ً‫طا‬|‫ق‬ ْ‫س‬ُ‫م‬ ُّ‫يعد‬ ‫وتركهما‬ ، ‫بهما‬ ‫إال‬ ‫اإليمان‬ ‫يقوم‬ ‫ال‬ ‫أساسيان‬ ‫ركنان‬ ‫الحسن‬ ‫والعمل‬ ‫الحميد‬ ‫السلوك‬ ‫قال‬ ، ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫كثرية‬ ‫مواضع‬ ‫في‬ ‫الصالح‬ ‫والعمل‬ ‫اإليمان‬ ‫بني‬ ‫سبحانه‬ ‫الله‬ ‫قرن‬ ‫لذا‬ ، ‫اإليمان‬ "‫شديد‬ ‫عذاب‬ ‫لهم‬ ‫والكافرون‬ ، ‫فضله‬ ‫من‬ ‫ويزيدهم‬ ‫الصالحات‬ ‫وعملوا‬ ‫آمنوا‬ ‫الذين‬ ‫تعالى:"ويستجيب‬ ‫الشورى‬ ‫ـ‬26‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫سبحانه‬ ‫ـ‬ ‫إليه‬ ّ‫ضم‬ ‫حىت‬ ‫وحده‬ ‫باإليمان‬ ‫الجنة‬ ‫املؤمنون‬ ‫يدخل‬ ‫لم‬ ..." :‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫اآلجري‬ ‫قال‬ ‫ا‬ً‫ق‬‫وناط‬ ، ‫بقلبه‬ ‫ا‬ً‫ق‬ ّ‫مصد‬ ‫يكون‬ ‫حىت‬ ‫ﻷحد‬ ‫يتم‬ ‫ال‬ ‫اإليمان‬ ‫فصار‬ ، ‫له‬ ‫قهم‬ ّ‫وف‬ ‫قد‬ ‫الذي‬ ‫الصالح‬ ‫العمل‬ ". ‫بجوارحه‬ ً‫وعامال‬ ، ‫بلسانه‬ ". ‫والعمل‬ ‫القول‬ ‫في‬ ‫واإلصابة‬ ، ‫به‬ ‫والعمل‬ ‫الحق‬ ‫معرفة‬ ‫اإليمان‬ " : ‫الله‬ ‫رحمه‬ ‫مالك‬ ‫وقال‬ : ‫الكالمية‬ ‫الرباهني‬ : ‫ثالثا‬‫بقية‬ ‫كحال‬ ‫اإليمان‬ ‫لتعريف‬ ‫لية‬ ُّ‫تعق‬ ‫مقدمات‬ ‫من‬ ‫ينطلق‬ ‫الكالم‬ ‫علم‬ ‫إن‬ ‫معركة‬ ‫وجود‬ ‫إلى‬ ‫أدى‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ، ‫فيها‬ ‫الغيب‬ ‫نسبة‬ ‫الرتفاع‬ ً‫نظرا‬ ، ‫الداللة‬ ‫املتشعبة‬ ‫الفكرية‬ ‫املفاهيم‬ ‫يدور‬ ‫الفرتة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫ههم‬ ّ‫توج‬ ‫مركز‬ ‫أن‬ ‫نجد‬ ‫بحيث‬ ، ‫اﻷولى‬ ‫القرون‬ ‫في‬ ‫الكالميني‬ ‫عند‬ ‫دائمة‬ ‫آراء‬ 15
  • 16. ‫املفهوم‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫الغامضة‬ ‫الجوانب‬ ‫إدراك‬ ‫بغية‬ ، ‫اإليمان‬ ‫باب‬ ‫في‬ ‫قوية‬ ‫كالمية‬ ‫مسألة‬ ‫حول‬ ‫ويتمحور‬ ‫الجانب‬ ‫حول‬ ‫بينها‬ ‫فيما‬ ‫مختلفة‬ ‫ل‬َ‫ح‬|‫ن‬‫و‬ ‫ل‬َ‫ل‬|‫م‬ ‫إلى‬ ‫هم‬ ّ‫قسم‬ ، ‫املسلمني‬ ‫بني‬ ‫خالف‬ ‫أول‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫فنتج‬ ‫اإليمان‬ ‫ل‬ ّ‫فتحو‬ ، ‫الكالمية‬ ‫املذاهب‬ ‫أو‬ ‫الفقهية‬ ‫املذاهب‬ ‫في‬ ً‫سواء‬ ، ‫املفهوم‬ ‫لذلك‬ ‫والعقائدي‬ ‫التصويري‬ ‫مغلقة‬ ‫أيديولوجيا‬ ‫إلى‬ ‫ل‬ ّ‫يتحو‬ ‫بعد‬ ‫ما‬ ‫في‬ ‫نسقه‬ ‫جعل‬ ‫مما‬ ، ‫ة‬ ّ‫معقولي‬ ‫ة‬ ّ‫كالمي‬ ‫صيغ‬ ‫ضمن‬ ‫عقائد‬ ‫إلى‬ ‫ات‬ ّ‫تحزي‬ ‫على‬ ً‫بناء‬ ‫املعرفية‬ ‫نظمها‬ ‫أسست‬ ‫جماعة‬ ‫كل‬ ، ‫الكالمية‬ ‫الحروب‬ ‫كل‬ ‫إلى‬ ‫أفضت‬ ، ‫ذاتها‬ ‫على‬ ‫اإلسالم‬ ‫في‬ ‫الكالمية‬ ‫املفهومات‬ ‫بني‬ ‫معضلة‬ ‫يمثل‬ ‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫أصبح‬ ‫وهكذا‬ ، ‫معينة‬ ‫إيديولوجية‬ ‫وهذا‬ ، ‫االنتماء‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫املفتاحية‬ ‫املفهومات‬ َّ‫أهم‬ ‫يمثل‬ ‫مة‬|ّ‫املتكل‬ ‫عند‬ ‫وغدا‬ ‫الداللي‬ ‫الحقل‬ ‫ب‬ ّ‫تشع‬ ‫بحيث‬ ‫كممارسة‬ ‫السلوك‬ ‫في‬ ‫املتجلية‬ ‫وظيفته‬ ‫أداء‬ ‫عن‬ ‫وابتعاده‬ ‫اإليمان‬ ‫انحراف‬ ‫إلى‬ ‫أفيض‬ ‫الفكري‬ ‫املزنلق‬ ‫سيطرة‬ ‫عن‬ ‫الناتجة‬ ، ‫التجريدية‬ ‫نزعته‬ ‫من‬ ‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫تحرير‬ ‫الرضوري‬ ‫من‬ ‫أصبح‬ ‫لذا‬ ، ‫فعلية‬ ً‫ومربرا‬ ً‫ة‬‫تكأ‬ ‫اإليمان‬ ‫يبقى‬ ‫ال‬ ‫حىت‬ ‫االحباط‬ ‫ة‬ ّ‫ولج‬ ‫القلق‬ ‫متاهة‬ ‫من‬ ‫إلخراجه‬ ، ‫عليه‬ ‫الصوري‬ ‫املنطق‬ . ‫واإلجتماعي‬ ‫السيايس‬ ‫للرصاع‬ ً‫دائما‬ 16
  • 17. : ‫الثالثة‬ ‫الخطوة‬ ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫تكتسب‬ ‫كيف‬ : ‫الوداع‬ ‫حجة‬ ‫في‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ : ‫قال‬ ‫عنه‬ ‫الله‬ ‫ريض‬ ٍ‫د‬ْ‫ي‬َ‫ب‬ُ‫ع‬ ‫بن‬ ‫ة‬َ‫ل‬‫ا‬ َ‫ض‬َ‫ف‬ ‫عن‬ ‫لسانه‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫سلم‬ ‫من‬ ‫واملسلم‬ ، ‫وأنفسهم‬ ‫أموالهم‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫أمنه‬ ‫من‬ ‫؟‬ ‫باملؤمن‬ ‫أخربكم‬ ‫أال‬ " " .‫والذنوب‬ ‫الخطايا‬ ‫هجر‬ ‫من‬ ‫واملهاجر‬ ، ‫الله‬ ‫طاعة‬ ‫في‬ ‫نفسه‬ ‫جاهد‬ ‫من‬ ‫واملجاهد‬ ، ‫ويده‬ ‫ـ‬ ‫الرتمذي‬ ‫رواه‬ ‫ـ‬ ‫على‬ ‫ترتكز‬ ‫كصفات‬ ‫فه‬ّ‫عر‬ ‫بل‬ ، ‫واالخزتال‬ ‫للتقويض‬ ً‫قابال‬ ‫لإليمان‬ ً‫انتقائيا‬ ‫ا‬ً‫مفهوم‬ ‫يطرح‬ ‫لم‬ ‫القرآن‬ ‫إن‬ ‫وتقديرها‬ ‫واملخلوق‬ ‫الخالق‬ ‫بني‬ ‫العالقة‬ ‫تمتني‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫الحياة‬ ‫في‬ ‫أسايس‬ ‫وكمبدأ‬ ، ‫اﻷخالقي‬ ‫الواجب‬ ‫لها‬ ‫اﻷسمى‬ ‫واملعيار‬ ‫الحقائق‬ ‫عالم‬ ‫إلى‬ ‫للوصول‬ ‫اﻷنجع‬ ‫الطريق‬ ‫هو‬ ‫بأنه‬ ‫و‬ ، ‫االستخالف‬ ‫وظيفة‬ ‫في‬ ‫ا‬ً‫فكري‬ ‫تأصيله‬ ‫يمكن‬ ‫ﻷن‬ ، ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫وحقيقة‬ ‫بحق‬ ‫ل‬ ّ‫شك‬ُ‫ي‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫لإليمان‬ ‫القرآني‬ ‫املفهوم‬ ‫وهذا‬ ‫الوعي‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫فقط‬ ‫بالتوارث‬ ‫يأتي‬ ‫الفكري‬ ‫للتأصيل‬ ‫قابل‬ ‫غري‬ ‫ﻷنه‬ ، ً‫عقال‬ ‫منبوذ‬ ‫فهو‬ ‫دونه‬ ‫وما‬ . ‫املنطقية‬ ‫التناقضات‬ ‫من‬ ‫الخالية‬ ‫املعقوالت‬ ‫دائرة‬ ‫من‬ ‫يأتي‬ ‫اإليماني‬ ً‫أ‬‫امر‬ ‫الله‬ ّ‫"نرض‬ : ‫النبوي‬ ‫الحديث‬ ‫في‬ ‫ورد‬ ‫ولقد‬ ، ‫واإلدراك‬ ‫الفهم‬ : ‫هو‬ ‫اللغة‬ ‫علماء‬ ‫منظور‬ ‫من‬ ‫والوعي‬ . ‫ومغزاها‬ ‫معناها‬ ‫وادرك‬ ‫فهمها‬ ‫أي‬ ، "‫ووعاها‬ ‫مقاليت‬ ‫سمع‬ : ً‫واصطالحا‬ ، ‫حقيقته‬ ‫الستنباط‬ ‫باليشء‬ ‫لإلحاطة‬ ‫الذهن‬ ‫استعداد‬ ‫بواسطة‬ ‫ان‬ ّ‫يتم‬ ‫واإلدراك‬ ‫والفهم‬ ‫بأنه‬ َّ‫فرس‬ُ‫ي‬‫و‬ ، ‫اإلنسان‬ ‫عقل‬ ‫عليها‬ ‫يكون‬ ‫اليت‬ ، ‫اإلدراك‬ ‫حالة‬ ‫عن‬ ‫الناجم‬ ‫الفكري‬ ‫االعتقاد‬ ‫هو‬ ‫الوعي‬ ‫اإلنسان‬ ‫لدى‬ ‫ل‬ َّ‫تتحص‬ ‫اليت‬ ، ‫املعرفة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫يتمثل‬ ‫إدراك‬ ‫عنه‬ ‫ينجم‬ ، ‫الدماغية‬ ‫للخاليا‬ ‫عصيب‬ ‫نشاط‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫لذا‬ ، ‫الكائنات‬ ‫باقي‬ ‫عن‬ ‫بها‬ ‫يتمزي‬ ‫إنسانية‬ ‫خاصية‬ ‫وهو‬ ، ‫وأفكاره‬ ‫وأفعاله‬ ‫وجوده‬ ‫بصدد‬ ‫وبحسب‬ ، ‫الرضورة‬ ‫وعي‬ ‫ﻷنه‬ ‫منه‬ ‫ط‬ ُّ‫توس‬ ‫وبدون‬ ، ‫الوعي‬ ‫عن‬ ‫منفصل‬ ‫كيشء‬ ‫اإليمان‬ ‫في‬ ‫التفكري‬ ‫ناجم‬ ‫يقني‬ ‫إلى‬ ‫له‬ ّ‫تحو‬ ‫أن‬ ‫يمكنها‬ ‫اليت‬ ‫العمل‬ ‫وآليات‬ ، ‫ووظيفته‬ ‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫د‬ ّ‫يتحد‬ ‫ل‬ ّ‫املتشك‬ ‫الوعي‬ ‫الوعي‬ ‫يتحقق‬ ‫والوجدان‬ ‫العقل‬ ‫بني‬ ‫التأليفي‬ ‫التوحيد‬ ‫هذا‬ ‫وبفضل‬ ، ‫والوجدان‬ ‫العقل‬ ‫توحيد‬ ‫عن‬ ‫اإليمان‬ ‫في‬ ‫الوعي‬ ‫يتجلى‬ ‫املتقابلة‬ ‫القطبية‬ ‫هذه‬ ‫وفي‬ ، ‫واحدة‬ ‫لحقيقة‬ ‫قطبان‬ ‫اإليمان‬ ‫و‬ ‫الوعي‬ ‫فيغدو‬ . ‫فيه‬ ُ‫اإليمان‬ ‫يتجلى‬ ‫كما‬ ‫ا‬ً‫تمام‬ ‫أكرب‬ ‫وهي‬ ، ‫اﻷرض‬ ‫في‬ ‫االستخالف‬ ‫لوظيفة‬ ‫فهمنا‬ ‫على‬ ‫ا‬ً‫كثري‬ ‫يعتمد‬ ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫من‬ ‫والهدف‬ ‫اﻷفق‬ ‫وضيق‬ ‫التعصب‬ ‫من‬ ‫اإليمان‬ ‫مفهوم‬ ‫لتحرير‬ ‫فرصة‬ ‫أفضل‬ ‫ل‬ ّ‫شك‬ُ‫ت‬ ‫اليت‬ ‫وابتالءاتنا‬ ‫اختباراتنا‬ ‫كافة‬ ‫على‬ ‫اإلنساني‬ ‫سلوكه‬ ‫أنماط‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫الالئق‬ ‫الرقي‬ ‫مستوى‬ ‫إلى‬ ‫املؤمن‬ ‫ليصل‬ ، ‫الفكري‬ ‫الحياة‬ ‫في‬ ‫قوله‬ ‫يعجبك‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫ومن‬ ": ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫ا‬ً‫وسياسي‬ ‫ا‬ً‫واقتصادي‬ ‫ا‬ً‫اجتماعي‬ : ‫اﻷصعدة‬ ‫فيها‬ ‫ليفسد‬ ‫اﻷرض‬ ‫في‬ ‫سعى‬ ‫تولى‬ ‫وإذا‬ . ‫الخصام‬ ‫ألد‬ ‫وهو‬ ‫قلبه‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫الله‬ ‫ويشهد‬ ، ‫الدنيا‬ ‫البقرة‬ ‫"ـ‬ ‫الفساد‬ ‫يحب‬ ‫ال‬ ‫والله‬ ، ‫والنسل‬ ‫الحرث‬ ‫ويهلك‬204‫ـ‬205‫ـ‬ 17
  • 18. ‫من‬ ‫تتضح‬ ‫كثرية‬ ‫تجليات‬ ‫له‬ ‫بل‬ ، ‫املشاهدة‬ ‫واﻷفعال‬ ‫اﻷقوال‬ ‫في‬ ‫فقط‬ ‫يكمن‬ ‫ال‬ ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫إن‬ ‫إذا‬ ‫اإليمان‬ ‫من‬ ‫ترجى‬ ‫فائدة‬ ‫ال‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫اإلنسان‬ ‫وجود‬ ‫من‬ ‫للحكمة‬ ‫وتصوراته‬ ، ‫املؤمن‬ ‫أفكار‬ ‫خالل‬ ‫د‬ ّ‫تحد‬ ‫اليت‬ ‫املعرفية‬ ‫اآللية‬ ‫يمثالن‬ ‫اللذان‬ ‫هما‬ ‫اآلخرين‬ ‫هذين‬ ‫ﻷن‬ ، ‫فاسدين‬ ‫والتصور‬ ‫التفكري‬ ‫كان‬ ‫التفكري‬ ‫فاسد‬ ‫بأنه‬ ‫وعي‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫ااإليمان‬ ّ‫يتبىن‬ ‫الذي‬ ‫املتدين‬ ‫نعت‬ ‫يمكن‬ ‫وهكذا‬ ، ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫من‬ ُّ‫يعد‬ ‫الذي‬ ،"‫التفكري‬ ‫"وجع‬ ‫من‬ ‫وإعفاء‬ ٌ‫ة‬‫وراح‬ ٌ‫سكن‬ ‫فيه‬ ‫ﻷن‬ ً‫شكليا‬ ً‫عقائديا‬ ً‫نمطا‬ ‫م‬ ّ‫قد‬ُ‫ي‬ ، ‫والتصور‬ ‫ﻷولي‬ ‫آليات‬ ‫والنهار‬ ‫الليل‬ ‫واختالف‬ ‫واﻷرض‬ ‫السماوات‬ ‫خلق‬ ‫في‬ ‫إن‬ ": ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫اإليمان‬ ‫مقدمات‬ ‫واﻷرض‬ ‫السماوات‬ ‫خلق‬ ‫في‬ ‫ويتفكرون‬ ، ‫جنوبهم‬ ‫وعلى‬ ‫وقعودا‬ ‫قياما‬ ‫الله‬ ‫يذكرون‬ ‫الذين‬ . ‫اﻷلباب‬ ‫عمران‬ ‫آل‬ ‫النار"ـ‬ ‫عذاب‬ ‫فقنا‬ ‫سبحانك‬ ، ‫باطال‬ ‫هذا‬ ‫خلقت‬ ‫ما‬ ‫ربنا‬190‫ـ‬191‫ـ‬ ‫وبما‬ ، ‫اليقني‬ ‫لبلوغ‬ ‫العقلية‬ ‫الرباهني‬ ‫على‬ ‫املبين‬ ‫التفكري‬ ‫هي‬ ‫اإليمان‬ ‫مة‬ ّ‫مقد‬ ‫بأن‬ ّ‫وتبني‬ ‫اآلية‬ ‫ح‬ ّ‫توض‬ ‫يستلب‬ ‫الذي‬ ‫الشائع‬ ‫التقليدي‬ ‫التصور‬ ‫ويتجاوز‬ ، ‫سيتطوراإليمان‬ ً‫فحتما‬ ‫وتتطور‬ ‫د‬ ّ‫تتجد‬ ‫الرباهني‬ ‫أن‬ ‫وعالقتها‬ ‫اإلنسانية‬ ‫التجربة‬ ‫ضمن‬ ، ً‫وقيميا‬ ً‫معرفيا‬ ‫اإليماني‬ ‫الوعي‬ ‫إلى‬ ‫يفتقر‬ ‫املتدين‬ ‫ويجعل‬ ، ‫الذات‬ ‫آياته‬ ‫عليهم‬ ‫تليت‬ ‫وإذا‬ ":‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫املعرفة‬ ‫نحو‬ ‫الجاد‬ ‫بالسعي‬ ‫يتجدد‬ ‫فاإليمان‬ . ‫والتصور‬ ‫بالتفكري‬ ‫اﻷنفال‬ ‫"ـ‬ً‫إيمانا‬ ‫زادتهم‬2‫ـ‬ ‫سبحانه‬ ‫الخالق‬ ‫بعظمة‬ ‫معرفته‬ ‫وازدادت‬ ‫إال‬ ، ‫الربانية‬ ‫اآليات‬ ‫وتصور‬ ّ‫فكر‬ ‫كلما‬ ‫املؤمن‬ ‫بأن‬ ‫اآلية‬ ّ‫تبني‬ ‫اليشء‬ ‫واقع‬ ‫وتجديد‬ ‫وتحول‬ ‫لتطور‬ ‫مصاحبة‬ ‫عملية‬ ‫وهي‬ ، ‫الكثري‬ ‫إلى‬ ‫القليل‬ ‫من‬ ‫ارتقاء‬ ‫هي‬ ‫والزيادة‬ ‫أدرك‬ ‫فكلما‬ ، ‫اآلية‬ ‫توضح‬ ‫كما‬ ‫املعرفة‬ ‫زيادة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ويتقوى‬ ‫يزيد‬ ‫اإليمان‬ ‫فإن‬ ‫وبالتالي‬ ، ‫وتقويته‬ ‫إلى‬ ‫حسن‬ ‫من‬ ‫وارتقى‬ ‫د‬ ّ‫وتجد‬ ‫إيمانه‬ ‫وزاد‬ ‫إال‬ ، ‫واﻷنفس‬ ‫اآلفاق‬ ‫في‬ ‫املنبثة‬ ‫سبحانه‬ ‫الله‬ ‫آيات‬ ‫اإلنسان‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ : ‫قال‬ ‫عنهما‬ ‫الله‬ ‫ريض‬ ‫العاص‬ ‫بن‬ ‫عمرو‬ ‫بن‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫عن‬ ، ‫أحسن‬ ‫في‬ ‫اإليمان‬ ‫يجدد‬ ‫أن‬ ‫الله‬ ‫فاسألوا‬ ، ‫الثوب‬ ‫يخلق‬ ‫كما‬ ‫أحدكم‬ ‫جوف‬ ‫في‬ ‫ليخلق‬ ‫اإليمان‬ ‫إن‬ " : ‫قال‬ ‫وسلم‬ ‫ـ‬ ‫الحاكم‬ ‫رواه‬ ‫"ـ‬ ‫قلوبكم‬ ‫هذه‬ ‫واستخدام‬ ، … ‫التقدم‬ ‫ـ‬ ‫التطور‬ ‫ـ‬ ‫التغيري‬ : ‫مصطلحات‬ ‫مع‬ ‫يرتادف‬ ‫ما‬ ‫ا‬ً‫كثري‬ ‫التجديد‬ ‫ومفهوم‬ ‫ومدركة‬ ‫مستوعبة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫اليت‬ ، ‫لإلصالح‬ ‫اإلرادية‬ ‫الصيغة‬ ‫هو‬ ‫ا‬ً‫د‬‫واح‬ ‫معىن‬ ‫يتضمن‬ ‫املفردات‬ ‫وتطوير‬ ‫وتعديل‬ ‫توجيه‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫القائمة‬ ‫الفكرية‬ ‫واملقومات‬ ‫اﻷسس‬ ‫إصالح‬ ‫إلى‬ ‫تهدف‬ ، ً‫عقليا‬ ‫اعتقاد‬ ‫إلى‬ ‫تتحول‬ ‫اليت‬ ، ‫وتصوراته‬ ‫أفكاره‬ ‫صياغة‬ ‫في‬ ‫املرء‬ ‫عليها‬ ‫يجري‬ ‫اليت‬ ، ‫واملعايري‬ ‫املقاييس‬ ‫أنه‬ ‫لهم‬ ‫يتبني‬ ‫حىت‬ ‫أنفسهم‬ ‫وفي‬ ‫اآلفاق‬ ‫في‬ ‫آياتنا‬ ‫سرنيهم‬ ": ‫تعالى‬ ‫قال‬ ، ‫وأفعاله‬ ‫أقواله‬ ‫في‬ ‫يتجلى‬ ‫فصلت‬ ‫"ـ‬ ‫شهيد‬ ‫يشء‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫أنه‬ ‫بربك‬ ‫يكف‬ ‫أولم‬ ‫الحق‬53‫ـ‬ ‫لتمتني‬ ، ‫الشهادة‬ ‫عالم‬ ‫إلى‬ ‫الغيب‬ ‫عالم‬ ‫من‬ ‫بالدليل‬ ‫االقتناع‬ ‫من‬ ‫الديين‬ ‫الفكر‬ ‫موضوع‬ ‫تنقل‬ ‫اآلية‬ ‫إن‬ ‫العقلية‬ ‫بالدالئل‬ "‫واﻷنفس‬ ‫اآلفاق‬ "‫ظواهر‬ ‫في‬ ‫املتجلية‬ ‫الحقائق‬ ‫إدراك‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫وتقويته‬ ‫اإليمان‬ ‫املنهج‬ ‫أسس‬ ‫على‬ ‫املبين‬ ‫الواقعي‬ ‫العلم‬ ‫بواسطة‬ ‫إال‬ ‫اإلنسان‬ ‫يحققها‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫النوعية‬ ‫النقلة‬ ‫وهذه‬ ‫واالستدالل‬ ‫بالحواس‬ ‫للمعرفة‬ ‫قابل‬ ، ‫مستقل‬ ‫موضوعي‬ ‫وجود‬ ‫ذا‬ ‫ومفرداته‬ ‫الكون‬ ‫أن‬ ‫كتقرير‬ ، ‫العلمي‬ ‫داللتها‬ ‫معرفية‬ ‫مصادر‬ ‫لتصبح‬ ، ‫ووظيفتها‬ ‫وقوانينها‬ ‫وعنارصها‬ ‫الظواهر‬ ‫تلك‬ ‫حقيقة‬ ‫لبيان‬ ، ‫العقلي‬ 18