يشهد العالم تغيراتٍ هائلةً ومتسارعةً في جميع المجالات في عصر صناعة التفكير وعصر الانشطار المعرفي المعلوماتي لما لها من تأثيراتٍ تفوق تأثيرات المعرفة، فأصبح لزامًا على تعليمنا ألا يُكسِب الأفراد فتاتًا من المعرفة التي تبقى في ذهن الطلبة للحظاتٍ قصيرة؛ وإنما يجب أن نُكسِبهم معنىً وبصيرةً بالتعلُّم، وهذا لن يأتي إلا بايجاد ارتباطاتٍ بين تعلًّم المعرفة، والتفكير في التفكير، ومهارات ما وراء المعرفة. وكان لظهور مصطلح ما وراء المعرفة أهميةً كبرى في ميدان التربية، حيث وجَّه نظر التربويين إلى ضرورة الاهتمام لتنمية مهارات ما وراء المعرفة وعدم الاقتصار على المعرفة ذاتها، فما جدوى إكساب الأفراد فتاتٍ من المعرفة في عصرٍ تتضاعف فيه المعرفة في شتى المجالات، فلابد من إكساب الطلبة مهاراتٍ تمكّنهم من التخطيط والسيطرة على معرفتهم والتحكم فيها وتقويمها