لقد أصبحت ظاهرة تعاطي المخدِّرات مشكلةً عالميةً بالغة الخطورة، وذات تهديدٍ حقيقي للمجتمعات التي ابتُلِيَت بها؛ وذلك لتأثيرها الكبير على بِنْيَة المجتمعات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، مما يؤدي إلى هدم صحة الفرد وذَهاب عقله وفقدان وعيه، وخَسارة وظيفته، وانحطاط كرامته، وتفكُّك أُسْرته؛ ومن ثمّ، يُصبح المُدمِن عالةً على أسرته وعلى المجتمع، بدلًا من أن يكون قوةً منتِجةً وفاعلةً في خِدْمة مجتمعه وتقدُّمِه.
ومما زاد من أزمة ظاهرة المخدِّرات في الوقت الحالي، انتشارها بشكل واسع بين مختلف فئات المجتمع ذكورًا وإناثًا، أطفالًا وراشدين، متعلّمين وغير متعلمين، بالإضافة إلى تنوّع أشكالها وألوانها، وسهولة تداولها والوصول إليها -خاصةً - في ظِلّ العولمة وتَقدُّم وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات النقل والتجارة العالمية؛ مما يجعلنا أمام أزمة عالمية وقومية حقيقية تُعِيق تقدُّمنا وأهدافنا الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية.