إنَّ مرحلة الطفولة تعتبر أهمَّ مرحلةٍ في حياة الإنسان؛ ففيها بداية التشكيل والتكوين، وعليها سيكون الإنسان بعد ذلك سَوِيًّا أو مريضًا، فجميع الأمراض النفسية تقريبًا تنشأ نتيجةً لسوء فهم طبيعة هذه المرحلة ومتطلَّباتِها؛ فالغضب، والخوف، والانطواء، والتبول اللاإرادي، والشِّجار، والكَذِب، والسرقة، وغير ذلك من أمراض تنشأ في بداية هذه المرحلة إن أُسِيء إلى الطفل فيها، ولم يعامَل المعاملةَ التربويَّةَ السليمة، ومهمة الآباء والأُمهات ليست مهمة سهلة بالمرة، وتربية الطفل هي الوظيفة الوحيدة التي تأتي دون اختيارٍ من أحدهما، ولكن في المُقابل هي ذات عائد عظيم ورائع جدًا إذا تمت بطريقةٍ صحيحة، وحقيقةً؛ ليس هُناك من نموذجٍ مُعين لتربية الطفل تربيةً إيجابية، ولا كيفية الوصول لمسمَّى أُم مثالية، فلكل صغيرٍ خِصال فريدة خاصة به، لذا؛ ليس هُناك طريقة مُعينة تتماشى مع كل الأطفال، وهُناك الكثير من التحديات لأي طريقةٍ يسلكها الآباء والأمهات في تربية الطفل تربيةً إيجابية.