3. ومن هذا المنطلق، كان من الضروري البحث عن أساليب واستراتيجيات جديدة للتغلب على المشكلات التي يعاني منها التعليم الجمعي في المدارس والجامعات، بما يحقق في النهاية مخرجات أكثر جودة وأكثر اتقاناً . ومن هنا ظهر مفهوم التعليم المفرد أو تفريد التعليم كأحد المستحدثات التربوية في مجال التعليم، وكأحد الأسس، والأصول النظرية لعلم تقنيات التعليم؛ لتلافي العيوب التي تنشأ من التعليم الجمعي، والتغلب على الفروق الفردية .
4.
5. يرجع الفضل في التقدم الذي لاقاه التعليم المفرد بكافة جوانبه إلى جهود العالم سكينر Skinner عام 19954 م حيث قدم أفكاره عن استخدام الآلات التعليمية في ميدان التعليم، ولكي يتم تنفيذ هذه الأفكار بنجاح كما يرى سكينر فإنه يمكن تقسيم المحتوى التعليمي إلى خطوات تفصيلية صغيرة متسلسلة ومتدرجة ( من السهل إلى الصعب أو من البسيط إلى الأكثر تعقيداً ) ، بحيث تتضمن كل خطوة من الخطوات مهارة ما من المهارات التعليمية التي يتضمنها ذلك المحتوى التعليمي، على أن يتبع كل خطوة منها تقديم تغذية راجعة فورية تعمل كتعزيز لاستجابة المتعلم الصحيحة التي تصدر منه بالصورة المطلوبة . صاحـب فكـرة التعليم المفــرد
6. ما فائـدة تقســيم محتوى التعــلم؟ إن تقسيم محتوى التعلم إلى وحدات صغيرة تفصيلية متسلسلة ومتدرجة تساعد على إتقان المتعلم لها، ويتم التأكد من ذلك بعد انتهائه من دراسة كل وحدة منها بدلاً من الانتظار حتى نهاية العملية التعليمية للمحتوى التعليمي كله ( كما في الطريقة التقليدية ) ، بما يؤدي إلى كره الطالب لبيئة التعلم، وخصوصاً إذا فشل المتعلم في الاختبار الوحيد الذي يقدم إليه مرة واحدة في نهاية التعلم، بما يؤثر على اتجاهاته نحو التعلم ككل ونحو المادة الدراسية .
7. مفهوم التعليم المفرد : يعرف التعليم المفرد بأنه :" نظام يقدم لكل متعلم خبرات وأنشطة تعليمية / تعلميه تتناسب مع قدراته وإمكاناته واستعداداته ومهاراته واحتياجاته ونمط التعلم الذي يناسبه لاكتساب المعارف والمهارات والاتجاهات، مع توفير بدائل متنوعة من المواد التعليمية ومصادر التعلم الذاتي، ويسير المتعلم في البرنامج وفقاً لسرعته الذاتية للوصول إلى مستوى إتقان محدد ".
8. التعليم المفرد والتعليم الجمعي : Individualized Instruction & Group Instruction لقد أدت التغيرات الكثيرة والمتلاحقة التي يمر بها العالم اليوم كالانفجار المعرفي، والانفجار السكاني إلى عجز بعض المؤسسات التعليمية عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب، وكذلك نقص عدد المعلمين في بعض التخصصات، وانخفاض كفاءة بعض المعلمين هذا بالإضافة إلى تغير أهداف التعليم لكي تواكب هذا الانفجار، ومعظم هذه التراكمات من المشكلات التعليمية تبدو أنها تلتصق بنظم التعليم الجمعي وطرائقه، مما أدى إلى افتقاد العملية التعليمية إلى الجوانب الاجتماعية، وإهمال الفروق الفردية بين المتعلمين، مما دعت الحاجة إلى تطبيق واستخدام التعليم المفرد واستراتيجياته كمحاولة للقضاء على هذه المشكلات ويوضح الجدول التالي مقارنة بين التعليم الجمعي والتعليم المفرد .
9. ا المقارنة بين التعليم المفرد والتعليم الجمعي إتاحة الفرصة أمام التلميذ للنمو، وتطوير مهارات التفكير، وإجراء عمليات توليد الأفكار والآراء، بهدف تكوين تلميذ مفكر له اتجاهات معينة، وميول، ورغبات يستفيد منها المجتمع . حضور عقول التلاميذ بالمعلومات من خلال تلقين المادة التعليمية المقررة يتعلم التلميذ معلومات متعددة من مصادر مختلفة " كتاب مدرسي – صحف ... إلخ " فيطور اتجاهاته، ويتعلم مهارات، وعادات مثل : التفكير، والاستدلال والاستنتاج، ويشكل التلميذ محوراً أساسياً معلومات محددة من خلال المنهاج المقرر الحرفي الموجود بالكتاب المدرسي وتشكل المادة التعليمية محوراً أساسياً إيجابي – متفاعل – نشط – حيوي – يتفاعل مع الخبرات والمعلومات التي يقوم بتنظيمها والتي يعمل فيها ذهنه – يقع على عاتقه مسؤولية سلبي – متلق – مستمع – غير متفاعل – يتعلم خبرات ومعلومات منظمة – مفكر له فيها، وتعكس وجهة نظر الآخرين . وجه المقارنة التعليم المفرد التعليم الجمعي الأهداف مادة التعليم دور المتعلم
10. تابع المقارنة بين التعليم المفرد والتعليم الجمعي : مرشد – موجه – ضابط للعملية التعليمية – معاون – غير تقليدي – مستشار وخبير . رئيسي – حيوي – مصدر أساسي للمعرفة - دائم الحديث – تقليدي . استراتيجيات مخططة، ومصممة لإتاحة الفرصة للتفكير، والتعلم الذاتي ومراعاة الفروق الفردية، ومزيداً من الحرية التعليمية في اختيار المواد مما يؤدي إلى تعلم استبصاري تخيلي يقود إلى الأداء الابتكاري . التزود الآلي – التفكير الآلي – يشجع على التعلم السلطوي، حيث تسيطر سلطة المعلم على موقف التعلم مما يؤدي إلى الجمود العقلي والحد من الابتكار . أنواع متعددة من الأسئلة، والاختبارات، بالإضافة إلى إمكانية استخدام أسئلة لإثارة التفكير، والتخيل والتركيب . معظم الأسئلة تقيس الحفظ والتكرار وتتضمن في أعلى مستوياتها الفهم والتطبيق إتباع مدخل النظم في التعلم – المتعلم مسئول عن تعلمه – التنوع في مصادر المعرفة والأنشطة . خبرة المعلم، ومهاراته، وجهده الشخصي وجه المقارنة التعليم المفرد التعليم الجمعي دور المعلم أسلوب التعلم أسلوب التقويم الركائز الأساسية
11.
12. ج - التعلم عملية ينبغي أن يقوم بها المتعلم ذاته، وتعتبر هذه الركيزة هي الأساس المنطقي الذي يقوم عليه التعليم المفرد، حيث تلقى مسئولية التعلم على عاتق المتعلم، شريطة وجود نظام يوفر له التوجيه والإرشاد للقيام بنشاط التعلم وصولاً إلى تحقيق الأهداف المنشودة، فالمتعلم لديه القدرة الطبيعية على التعلم، تظهر وتنمو تحت شروط معينة، ترتبط ببيئة التعلم، وما تشتمل عليه من وقائع، كما ترتبط بكيفية تصميم هذه البيئة، وإدارتها؛ بما يسمح بالتفاعل المباشر بين المتعلم وبما يوفر له هذه البيئة من بدائل، وخيارات تعليمية، يجد بينها ما يناسبه، وهذا الأمر يتيح للمتعلم فرصة اكتساب مهارات التعلم الذاتي، وهي مهارات بقاء في عالم يتميز بالانفجار المعرفي والتكنولوجي .
13. د - إن ثورة الأجهزة Hard Ware Revolution قد أدت إلى ظهور مستحدثات عديدة من الأجهزة والأدوات المصممة خصيصاً للاستخدام في الأغراض التعليمية، كما أن ثورة البرامج والمواد التعليمية Sof Ware Revolution قد أدت هي الأخرى إلى ظهور مجموعة متباينة من المواد التعليمية الحديثة المصممة في ضوء المبادئ المستمدة من نظريات التعلم، والتعليم، ونتائج البحوث التربوية، والنفسية، ويمكن استخدام هذه الأجهزة والأدوات والمواد التعليمية لتحقيق تطوير حقيقي في مجال التعليم في ظل شروط معينة، هذه الشروط توفرها المبادئ والأسس التي تقوم عليها استراتيجيات التعليم المفرد . هـ - التركيز على تنويع وتتابع الأنشطة التعليمية أكثر من التركيز على المحتوى التعليمي نفسه، ولكي يتم إتباع التعليم المفرد وتطبيقه، يجب أن يتم تصميم النماذج المختلفة للتعليم المفرد بهدف مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين لتحقيق الإتقان المطلوب .
14. للاستزادة يمكنك الرجوع إلى المواقع التالية : http://www.etar.net/vb/showthread.php?t=114 http://kenanaonline.com/users/azazystudy/posts/129698