تتناول الوثيقة موضوع الوسطية والاعتدال في الإسلام من خلال مؤتمر يركز على ضرورة الدفاع عن قيم الدين الإسلامي ضد الفكر الماضوي السلفي. يبرز الكاتب الفكرة أن الوسيطة تعني الاستقامة والعدل، ويناقش الاختلافات في فهم الوسطية بين المسلمين المعاصرين. كما يشير إلى العلاقة بين الفكر المتجدد والفكر التقليدي وتأثير هذه الأفكار على المجتمعات الإسلامية.

1. 1
بكر أبوبكر
مؤتمر "رسالة القدس:الوسطية والاعتدال"
فلسطين-أريحا 17 - 18 / 11 / 2014
وعاء الوسطية والتيارات الماضوية

2. 2
وعاء الوسطية والتيارات الماضوية 1
بكر أبوبكر*
لن ألق عل كٌم محاضرة أو وعظ د نٌ ثٌبت بالآ اٌت الكر مٌة أوالأحاد ثٌ الشر فٌة
وسط ةٌ واعتدال الد نٌ الاسلبم الحن ؾٌ، لأنه إذا كان المقصود من العنوان إثبات ما هو
مستقر أو تؤك دٌ المإكّد بتوص ؾٌ الد نٌ الاسلبم وإطلبق الصفات عل هٌ، أو نزع تُهم موجهة
ال هٌ فلب أرى سببا لد نٌا، إلا أن انتشار الفكر الماضوي السلف المتسق مع الفكر الإخوان الحرك ومع "السلف المقاتل" هو السبب الذي سٌتدع من بعض المسلم نٌ الحاجة للذبّ عن
سماحة ووسط ةٌ الاسلبم الواضحة ف الوثائق الثلبثة الكبرى وه القرآن الكر مٌ وس رٌة
الرسول والتار خٌ.
الرسالة واحدة
لن أدافع عن الد نٌ الاسلبم أو أي من الأد اٌن الت سبقته 2 بمنطوق الرسالة الحق قٌ الذي أوحاه الله لأنب اٌئه لأن الرسالة واحدة منذ آدم وه رسالة التوح دٌ، 3 وف العبود ةٌ
المرتبطة بالتوح دٌ تحرّر من أسر المستبد نٌ الذ نٌ صٌورون أنفسهم ف روع الناس مقدس نٌ
أوآلهة دون الله . فلم عٌد الإله صنما من حجر عٌُبد ، وإنما هو ف كل زمان وثن بشري، ومن
هنا كانت الرسالة الواحدة ذات الهُدى الأكبر الواضح الذي تٌفرع عنه مفاه مٌ )التكر مٌ(
1 الد نٌ وسط ةٌ واعتدال وتسامح.، هو العنوان الرسم الذي قدمت به الورقة للمإتمر.
2 من المعلوم أن الد اٌنة ال هٌود ةٌ كمثال طالها التحر ؾٌ والتخر ؾٌ فاحتوت كتناخ )التوراة وملحقاتها( على
أكاذ بٌ وقصص وخ اٌلات وأحلبم وآمال وخزعبلبت رُكّبت على التار خٌ والد نٌ )أنظر ف ذلك كل من
زئ ؾٌ هرتزوغ وإسرائ لٌ فلكنستا نٌ، وشلومو ساند، وك ثٌ وا تٌلبم(، ودحض علم الآثار والعلم البحث الحد ثٌ مرو اٌت التوراة، إذ لم تقع الأحداث المذكورة ف هٌا ف بلبدنا فلسط نٌ أو القدس-قدسنا مطلقا، وإنما
ف فضاء جؽراف آخر، وللبطلبع أكثر على كتابات فاضل الرب عٌ وأحمد الدبش وفرج الله صالح د بٌ
3 قٌول الله تعالى ) شرع لكم من الد نٌ ما وصى به نوحا والذي أوح نٌا إل كٌ وما وص نٌا به إبراه مٌ وموسى
وع سٌى أن أق مٌوا الد نٌ ولا تتفرقوا ف هٌ كبر على المشرك نٌ ما تدعوهم إل هٌ الله جٌتب إل هٌ من شٌاء و هٌدي
إل هٌ من نٌ بٌ( )الشورى 13 ( و قٌول د.محمد عمارة أن التوح دٌ ثورة تحر رٌ ةٌ تعتق الانسان بكل طاقاته من
العبود ةٌ لكل الأؼ اٌر.

3. 3
للئنسان و)الاستخلبؾ( و )الأمانة( 4 مقابل ما هو مطلوب منه من عبود ةٌ خالصة لرب
العالم نٌ.
بناء على ما سبق لست معن اٌ إطلبقا بإثبات وسط ةٌ واعتدال وسماحة الد نٌ الاسلبم الواحد منذ آدم حتى ال وٌم.
إن العنوان الصح حٌ الذي من الممكن أن أتعرض له هو وسط ةٌ واعتدال وسماحة
المسلم نٌ، هل نحن كمسلم نٌ ال وٌم كذلك أم لا ؟ هل نؤخذ )الوسط ةٌ( بالكل ةٌ الاسلبم ةٌ؟ أم
نتفرع بالفهم لتقس مٌات المسلم نٌ ما هو قابل للنقاش؟
نعم سٌتق مٌ النقاش عندما نتحدث عن نظرة المسلم نٌ وأفهام المسلم نٌ وآراء المسلم نٌ،
فإذا ابتعدنا عن التقس مٌ الطائف والمذهب للمسلم نٌ، وإذا ابتعدنا عن التقس مٌات المرتبطة
بالحركات أو الجمع اٌت أو الأحزاب الاسلبمو ةٌ الحال ةٌ بٌقى لنا أن نناقش مستوى النظرة
العامة والفهم المرتبط بطب عٌة الب ئٌة والأفكار الكبرى المنتشرة ف الوطن العرب والعالم
الاسلبم .ً
الفكر الماضوي مقابل الفكر التجديدي
تنتشر ف العالم الاسلبم ال وٌم، وب نٌ المسلم نٌ أشكال من الارتباط بالإسلبم، ما مٌكن
أن نراه عبر البناء الفكري الإنسان والتعبئة الانسان ةٌ والب ئٌة الحاضنة، من خلبل نظرت نٌ
أوعقل تٌ نٌ أساس تٌ نٌ كالتال :ً
النظرة أو الفكر الماضوي السلف .ً
النظرة أو التفك رٌ التجد دٌي التنو رٌي.
وكلبهما على تناقض تام، و سٌ رٌ باتجاه متعاكس، لأن كل منهما نٌهل من نبع مختلؾ
مرتبط اسلبم اٌ تار خٌ اٌ بمنطق ترسخ عقل ةٌ "النقل" أو المدرسة النص ةٌ، 5 وتطل قٌ النقد وه ما
4 قٌول الله تعالى ) إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فؤب نٌ أن حٌملنها وأشفقن منها
وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) الاحزاب 72 (، ومن تفاس رٌ معنى الأمانة أو )الم زٌان( لدى
المسلم نٌ أنها العقل.
5 العقل جهاز إدراك موجود ف الإنسان، الفائدة منه التم زٌٌ ب نٌ ما نٌفعه وما ضٌره من خلبل النظر ف الأش اٌء والوقائع والأشخاص والنصوص،أي هو أداة التفك رٌ والوع والتم زٌٌ،أما النقل فهو بالدرجة الأولى

4. 4
أصبحت الآن العقل ةٌ النقل ةٌ الماضو ةٌ مقابل مدرسة العقل الت استقرت ف التار خٌ الاسلبم لدي عدد من مجتهدي المسلم نٌ القدماء، 6 وبعض الأفكار المنسوبة لآخر نٌ من المجتهد نٌ
الذ نٌ امتدوا بشكل تنو رٌي ف هذا الزمان ل رٌتبطوا بكل من الش خٌ جمال الد نٌ الافؽان والش خٌ محمد عبده وعلى شر عٌت ،ً ورش دٌ رضا ف بدا اٌته، وخ رٌ الد نٌ التونس ،ً والطاهر
عاشور ومحمد عابد الجابري ومالك بن نب والش خٌ محمد الؽزال والش خٌ محمود شلتوت
والش خٌ محمد أبوزهرة ود.حسن التراب وؼ رٌهم الكث رٌ. 7
إذن هناك مدرست نٌ حد ثٌت نٌ-قد مٌت نٌ وإن اختلفت المنابع ف المنهج الفكري، ح ثٌ
دخلت روافد جد دٌة على كلبهما ال وٌم هما كما قلنا مدرستا النقل والنص مقابل العقل أو ما
اصبحت مدرسة النقل الماضوي السلف النص مقابل العقل التنو رٌي التجد دٌي، وما تٌم
الخوض ف أجزاء منها أح اٌنا ف الأدب اٌت العرب ةٌ والعالم ةٌ تحت عنوان الأصالة
والمعاصرة.
بلب شك أن إطلبلة القرن العشر نٌ كانت مرتبطة بفكر اسلبم مستن رٌ نظر بتمعن الى
الؽرب، وبحث ف التار خٌ فاستطاع الربط ب نٌ المفهوم نٌ أي الفكر العلم التجد دٌي ف الؽرب والفكر الا مٌان ال قٌ نٌ المتفتح ف التار خٌ الاسلبم فنشؤت المدارس التجد دٌ ةٌ
الاسلبم ةٌ وه مدرسة العقل الاسلبم المستن رٌ الوسط والمبدع.
نشوء التنظيمات والأحزاب
كان الفصل الكب رٌ والمتؽ رٌ الرئ سٌ ف الفكر العرب الاسلبم هو نشوء التنظ مٌات
أوالجماعات الس اٌس ةٌ الت ترفع لواء الدعوة ف ثوب الس اٌسة أو العكس، ما كان مخالفا كل اٌ
لكل مذاهب المسلم نٌ أو المنظّر نٌ أوالمفكر نٌ الذ نٌ كانوا تٌعاملون مع عموم الأمة، ول سٌ
الوح بشقّ هٌ القرآن والسنة ثم ما تعلّق به من أقوال العلماء وأقوال الصحابة والتابع نٌ تحد دًٌا، وللنقل – عند
علماء الد نٌ - عدة اصطلبحات كالوح والخبر والأثر والسمع .
6 لا جٌد أتباع المدرسة النقل ةٌ السلف ةٌ الجامدة ال وٌم إلا )المعتزلة( ف التار خٌ الاسلبم ل شٌوهوا منطق العقل
عندهم، و ضٌ فٌون الفلبسفة والصوف ةٌ وؼ رٌهم، رؼم النتاج العلم الهام لكل هذه الت اٌرات.
7 لقد قرّر ابن ت مٌ ةٌ من قد مٌ أن” العقل الصر حٌ لا عٌُارض النقل الصح حٌ، بل شٌهد له و إٌ دٌه لأن المصدر
واحد فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إل هٌ النقل، ومن المحال أن رٌُسل إل هٌ ما فٌُسده ”. ورؼم وضوح هذه العبارة وحصافتها فإنّ أتباع ابن ت مٌ ةٌ ف هذا العصر أشدّ الناس اتهامًا للعقل وتبرمًا من
المدرسة العقل ةٌ القد مٌة والحد ثٌة، وأكبر تشن عٌ لهم على خصومهم الفكر نٌٌّ اتهامُهم بالعقلبن ةٌ والاعتزال
ولو كانوا من العلماء الراسخ نٌ والدعاة المجاهد نٌ . )الكاتب عبدالعز زٌ كح لٌ ف قٌظة فكر(

5. 5
برسالة موجهة خص صٌا لجماعة "مإمنة" أو جماعة محصنة أو جماعة مخصصة دونا عن
سواها ما أثمر عقل ةٌ جد دٌة مهدت الب ئٌة لاحقا لتعبئة وتحرضٌ وتفك رٌ حصري اقصائ .ً 8
وكان المتؽ رٌ الكب رٌ الآخر ف نفس س اٌق نشوء الجماعات مع الأفكار الكبرى هو
انتشار مفهوم )ول الأمر/الأم رٌ( وطاعته وجوبا بؽض النظر عن حجم صلبحه من عدم
صلبحه، ما شرّع للبستبداد وشرّع للظلم وشرع للطؽ اٌن الذي أشار له عبد الرحمان الكواكب ف كتابه الشه رٌ طبائع الاستبداد قبل 100 عام.
إذ استطاع الفكر 9 المتجدد أن سٌتوعب الكث رٌ من الأفكار الوافدة و دٌمجها ف مناهج
التفك رٌ الاسلبم ةٌ ، فإن صدمة التفوق الؽرب الت فاجؤت العقل السلف الماضوي لم تٌم
است عٌابها فاضطر هذا العقل للنهل مما إٌكد هو تٌه من ذاك المخزون المرتبط بالموروث
والتار خٌ الاسلبم بؽثّه وسم نٌه.
بروز نواة التطرف المعاصر
حصل التلبق ب نٌ الفكر الماضوي السلف والفكر الإخوان الحرك والفكر المنشق
على الاخوان والتكف رٌي منذ العام 1979 10 ل تٌم تؤس سٌ ما أصبح لاحقا سٌمى )السلف ةٌ
الجهاد ةٌ(.
8 منذ الخلبؾ الكب رٌ ب نٌ الصحابة عل ومعاو ةٌ انشقت الأمة الاسلبم ةٌ ب نٌ الأفكار الس اٌس ةٌ السلطو ةٌ،
وتكاثرت "الفِرَق" الت كانت تعتقد أنها تسعى لتثب تٌ الد نٌ الصح حٌ عبر كسب السلطة بالدعا ةٌ لعائلة محددة
أو فرقة مع نٌة دونا عن ؼ رٌها، فظهر أدع اٌء الحصانة من أنب اٌء مز فٌ نٌ ومن أئمة معصوم نٌ أو مقدس نٌ،
وإن كانت معظم الفرق المؽال ةٌ "المتطرفة" قد انقرضت الا أن ما حٌصل ف عالمنا ال وٌم ونحن ف العام
2014 مٌثل ردة ونكوصا لمرحلة "الخوارج" بح ثٌ تحول الفكر النص النقل الى ب ئٌة خصبة مفرخة للنوع
الثالث وهو الفكر الماضوي المتطرؾ.
9 عٌمل العقل المسلم لتحص لٌ العقل والمعرفة ادوات "النظر" و"التدبر" و"التعقل" و"الب نٌة" و"البرهان"
و"الجدل" مما وردت نصا كمصطلحات ف القرآن الكر مٌ بعشرات الأ اٌت لتعن التفك رٌ والحصول على
ال قٌ نٌ والا مٌان. وقال الإمام المتكلم أبوعل الجبائ )إن الواجب الاول على الانسان هو النظر=التفكر( ب نٌما
قال أبوهاشم )إن الواجب الاول على الانسان هو الشك(-د.محمد عمارة ف كتاب معالم المنهج الاسلبم ،ً
دار الشروق، طبعة 2009 ، ص 58 لذا فالتفكر فر ضٌة شرع ةٌ
10 ف هذا العام 1979 م حصلت 3 متؽ رٌات كبرى منها توق عٌ الصلح ب نٌ مصر والاسرائ لٌ نٌٌ ف كامب
د فٌد، وف العام هذا احتل الاتحاد السوف تٌ أفؽانستان، كما انتصرت الثورة الا رٌان ةٌ على الشاه ما أسهم ف ارتفاع مد الت اٌر الد نٌ كث رٌا.

6. 6
إن هذه الإطلبله اللبزمة ه بضرورة نقض العنوان من جهة وإلقاء عبء الاثبات
بمنطق الوسط ةٌ أو الاعتدال أو التسامح على ذات فكر المسلم نٌ الإنسان بت اٌراتهم وفعلهم
الذي قٌول بالكث رٌ المتناقض.
ما هي الوسطية؟
إن الوسط ةٌ والاعتدال والتسامح نس جٌ عقلبن عٌبّر عن نفسه بكث رٌ من التعر فٌات الت منها أن ) الوسط ةٌ تعن الاعتدال و الاستقامة والعدل والتوازن و قٌال أنها تتؽ رٌ بحسب
الاجتهادات ولا تصلح أن تكون مصدرا للتوافق الس اٌس أو الفكري أو الاجتماع وذكر
البعض أن الوسط ةٌ مصطلح ؼامض وأنكر أن كٌون لها تعر ؾٌ مطلق لأنها اصطلبح
نسب (ً 11
والوسط ةٌ مؤخوذة من الوسَط الذي هو بمعنى: العدل أو الخ اٌر، قال تعالى: }وَكَذَلِكَ
جَعَلْنَاكُمْ أُمَّمةً وَسَط اً{ ]البقرة: 143 .]
وعند فقهاء المسلم نٌ )الوسط هو الخ اٌر والأعلى من الش ءً، والوسط من كل ش ءً
أعدله، وأصل هذا أن خ رٌ الأش اٌء أوساطها، وأن الؽلو والتقص رٌ مذمومان(
و قٌول د.محمد راتب النابلسي أن "كلمة وسط كلمة دق قٌة جدا، الوسط أي ب نٌ الماد ةٌ
المق تٌة وب نٌ الروح ةٌ الحالمة،ب نٌ الحاجات الملحة والمُثُل البع دٌة، ب نٌ الفرد ةٌ الطاؼ ةٌ وب نٌ
الجماع ةٌ الساحقة، ب نٌ العقلبن ةٌ الباردة وب نٌ العاطف ةٌ المتؤججة". 12
إن الوسط ةٌ مطلوبة ، وه الاعتدال ف كل الأمور الد نٌ ةٌ والدن وٌ ةٌ كما ذٌكر الش خٌ
أبوسعيد الجزائري، فقد قالت عائشة رض الله عنها:‘‘ ما خُ رٌَّ رسول الله صلى الله عل هٌ و سلم
ب نٌ أمر نٌ قط إلا اختار أ سٌرهما مالم كٌن إثما،فإن كان إثما ،كان أبعد الناس منه ‘‘ و إن
الإسلبم الذي بعث الله به رسوله محمد صلى الله عل هٌ و سلم قد رفع ف هٌ الحرج ف التكال ؾٌ
الشرع ةٌ،فلم كٌلؾ الله أحدًا فوق طاقته ،و لم ؤٌمره بما زٌ دٌ على وُسعه، قال تعالى )لا كٌلؾ
الله نفسا إلا وسعها ()الطلبق 8 )
11 ف حٌاء القواسم ،ً الوسط ةٌ ف الاسلبم والقرآن، بحث صدر عام 2009
موقع الش خٌ د.محمد راتب النابلس على الشابكة 12

7. 7
الوسط ةٌ أو الاعتدال كما ه كل المفاه مٌ والتعر فٌات والمصطلحات قابلة للتؤو لٌ 13 ،
ونسب ةٌ الق اٌس فكل تنظ مٌ أو فكر ال وٌم سٌتط عٌ أن دٌعى أنه ممثل "الوسط ةٌ" على اعتبار
فهمه الخاص للمصطلح، أو عل اعتبار أنه ممثل الاسلبم حصر اٌ-وهنا المشكلة الحق قٌ ةٌ- وكل
الفكر الانسان الناش ءً عنه.
ف جم عٌ الأحوال فإننا نستط عٌ القول التال :ً
1. إن الاديان ذات المنبع الواحد منذ النب آدم تدعو حُكما للوحدان ةٌ وما نٌبثق عنها من ق مٌ
سام ةٌ منها التسامح والاعتدال والوسط ةٌ .
2. إن اختلبؾ أفهام الناس ، ودخول السياسة والمصالح في تفكير الناس أدى لمجموعة
مختلفة من مناهج التفك رٌ ) 3 مناهج ه : عقل متجدد أو نقل ؼ رٌ نقدي ماضوي، وحد ثٌا
المتطرؾ الماضوي(.
3. سببت صدمة تخلف الأمة مقابل صحوة الغرب بعد أكثر من 400 عام من سُبات فكري
وفقه تحت الحكم العثمان سببت نشوء عدة ت اٌرات فكر ةٌ منها ما نهل من النبع الإسلبم ومنها ما دمج، ومنها ما ارتبط بالؽرب كل اٌ دون مرجع ةٌ حضار ةٌ إسلبم ةٌ.
نع شٌ ال وٌم ب نٌ مجموعة من الت اٌرات الفكر ةٌ الاسلبمو ةٌ الكبرى أشهرها الاخوان ةٌ
والسلف ةٌ والتقل دٌ ةٌ ، ومن )ذات الب ئٌة( وتؤس سٌا على ما مضى من تار خٌ حصل التلبق ب نٌ
)الحركة( و)الفكرة الماضو ةٌ( و )الب ئٌة الراع ةٌ( ل نٌشؤ فكر التطرؾ والتكف رٌ على قاعدة فاسدة
13 قٌول د.محمد عمارة )الوسطية الجامعة أهم سمات وخصائص الإسلبم بشرط أن فٌهمها المسلمون فهما
صح حٌا، وأن نٌقلوها للآخر كما أرادها الله عز وجل( موضحا أن )الإسلبم تم زٌ بؤنه حدد حدود لدور الفرد
ف الكون ف إطار واسع وشامل هو الاستخلبؾ،والت تجمع ب نٌ عناصر الحق والعدل من الأقطاب
المتقابلة فتكون موقفا جد دٌا مؽا رٌا للقطب نٌ المختلف نٌ ولكن المؽا رٌة ل سٌت تامة ، فالعقلبن ةٌ الإسلبم ةٌ تجمع
ب نٌ العقل والنقل والإ مٌان الإسلبم جٌمع ب نٌ الا مٌان بعالم الؽ بٌ والإ مٌان بعالم الشهادة والوسط ةٌ
الإسلبم ةٌ تعن ضرورة وضوح الرإ ةٌ(
وتتحدد ملبمح الوسطية الجامعة )بؤنها تعتمد على كتاب نٌ هما كتاب الكون "الطبيعة" وكتاب الوحي وه بذلك تجعل المسلم بٌن حضارة لا تنفصل عن الله وعن السماء بل تجمع ب نٌ عناصر العدل والحق من
كتاب الله المسطور والمتطور . )
مض فٌا )أن مكانة الإنسان ف المفهوم الإسلبم والرإ اٌ الإسلبم ةٌ للوسط ةٌ لا تقوم على تمج دٌ الإنسان
أوتحق رٌه بل تقوم ف الأساس على أنه س دٌ ف الكون ول سٌ س دٌ الكون . أما الملمح الثالث من ملبمح
الوسط ةٌ الجامعة فهو أن مصدر المعرفة الإسلبم ةٌ هو الكتاب الكون والوح ،ً وأدواتها ه الحواس والعقل
وعالم الؽ بٌ، كما أن الوسط ةٌ الجامعة تجمع ب نٌ العقل والنقل، وأن العقلبن ةٌ ف الإسلبم ما ه إلا عقلبن ةٌ
مإمنة )

8. 8
ف تفس رٌها بعقلهم ه ما دٌعونه من إقامة شرع الله وإعلبء شؤن الاسلبم وإعلبن الإمارة
)الخلبفة( الاسلبم ةٌ الت أصبحت ركنا أساس اٌ )د نٌ اٌ( ف خطاب الحركات الاسلبمو ةٌ
الحد ثٌة.
تقسيم التيارات
وف عُجالة مٌكننا النظر للؤفكار الثلبثة الحد ثٌة المذكورة لنوضح أن الفكر
الاخواني باعتباره ف دائرة النظر رؼم أنه احتكاري إقصائ للآخر وتنز هٌ تقد سٌ للذات، إلا أنه لا مٌكن اعتباره متطرفا كل اٌ أو وسط اٌ أو متهاونا بل مٌتلك ت اٌرات عد دٌة
أشهرها ثلبثة برأ نٌا ه :ً الت اٌر الرسم والوسط ،ً والت اٌر المتطرؾ المرتبط بس دٌ قطب،
والت اٌر التجد دٌي وف ؼالبه من المنشق نٌ أو المستنكف نٌ.
وكذلك الأمر مٌكننا النظر للفكر السلفي الماضوي الذي نٌقسم أ ضٌا بشكل
محدد الى 3 اتجاهات : الت اٌر السلف التقل دٌي )مع ول الأمر وضد الفتنة وضد الحزب ةٌ(،
والت اٌر السلف الحرك ) سٌمح بتشك لٌ أحزاب وتنظ مٌات(، والت اٌر السلف المتطرؾ )ما دع لاحقا السلف ةٌ الجهاد ةٌ وأشهرها ال وٌم القاعدة وداعش(، ومن هنا بإمكاننا أخذ شعاع من كل من
الت اٌر السلف الماضوي و الاخوان المتطرؾ والمرتبط بالب ئٌة الخصبة لنقول أن المسلم نٌ
ارهاب نٌٌ أو متطرف نٌ بالحكم الؽرب الجؽراف .ً
كما مٌكننا النظر من زاو ةٌ الت اٌر التقل دٌي ف الاخوان والسلف التقل دٌي، والب ئٌة
المتسامحة لنطلق على المسلم نٌ )وعلى الاسلبم( صفة التسامح والاعتدال والوسط ةٌ ، وف كل التوص فٌ نٌ لنا من التار خٌ والأحاد ثٌ والآ اٌت كث رٌ من السند.
ما نر دٌ التؤك دٌ عل هٌ هو أن الد نٌ الاسلبم كد نٌ برئ من أي تهمة لا نكلؾ أنفسنا عناء
الدفاع عنه، فمن ضلّ فعل هٌ ضلبله، ومَن اهتدى فلنفسه لا مٌن على الله بش ءً، وإنما اختلاف
الأفهام والمناهج والمدارس هي التي تعكس نظرات الآخرين لأحوالنا .
ومن هنا نع دٌ أننا ننزه الد نٌ الاسلبم عن أي توص ؾٌ محدود لم وٌصؾ نفسه به على
لسان القرآن الكر مٌ أوالرسول عل هٌ السلبم.

9. 9
والثابت الآخر هو: نعم وٌجد ف الأمة الاسلبم ةٌ والمجتمعات الاسلبم ةٌ والحركات
الاسلبمو ةٌ جماعات نهضوية تجديدية، مقابل جماعات ماضوية تقد سٌ ةٌ ف هٌما المتطرؾ ؼربا
أو شرقا .
﴿وَمَنْ طٌُِعِ مَّاللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِ مٌاً﴾ )الأحزاب: 71 ( قٌول الش خٌ راتب
النابلس ف شرحه الآ ةٌ الكر مٌة : ) سماه الله فوزاً عظ مٌاً، أي كٌف أن تكون ف طاعة الله،
كٌف أنك لا تقترؾ الزنا، و لا تشرب الخمر، ولم تكن سبباً ف إزهاق روح إنسان، ظٌل
المسلم بخ رٌ ما لم سٌفك دماً، كٌف أن تجتنب الكبائر، و أن تجتنب الصؽائر، و أن تكون
مط عٌاً لله، مطبقاً لمنهجه، متصلبً به، متوجهاً إل هٌ، راج اًٌ رحمته، خائفاً من عذابه، هذه نعمة
سماها القرآن فوزاً عظ مٌا.ً(
الفوز العظيم
قٌول د. وٌسؾ الهم لًٌ 14 موضحا طر قٌ الفوز العظ مٌ ب 5 خصال، ه ما نراه ف مسار الفهم "الوسط "ً الانسان -كما أشار له النابلس وعمارة والجزائري- ه :ً
1 - الإ مٌان: وقد ذُكِر بؤمَّنه من صفات الفائز نٌ ف سمَّتة ) 6( مواضِعَ من القرآن
الكر مٌ.
2 - الجهاد: بالمال وبالمَّنفس، وقد ذُكر ف ثلبثة ) 3( مواضع. 15
14 رابط الموضوع على شبكة الألوكة الاسلبم ةٌ:
http://www.alukah.net/sharia/0/38180/#ixzz3Gwy4PY8v
15 قسّم الراؼب الأصفهان ) 502 هـ/ 1108 الجهاد إلى ثلبثة أضرب « ) م : 1 - مجاهدة العدو الظاهر . 2 - مجاهدة الش طٌان . 3 -مجاهدة النفس . وتدخل ثلبثتها ف قوله تعالى: )وَجَاهِدُوا فِ مَّاللهِ حَمَّق جِهَادِهِ ( )الحج: 78 (، )وَجَاهِدُواْ بِؤَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِ سَبِ لٌِ اللهِّ ( )التوبة: 41 (، )إِمَّن المَّذِ نٌَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِؤَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِ سَبِ لٌِ اللهِّ وَالمَّذِ نٌَ آوَواْ
مَّونَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِ اٌَء بَعْضٍض ( )الأنفال: 72 جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون « :[ ( ، وقال الأصفهان
(» أعداءكم، وجاهدوا الكفار بؤ دٌ كٌم وألسنتكم 3 .)
إن الجهاد الإسلبم ل سٌ هو ما نطلق عل هٌ - ببساطة - مصطلح الحرب المقدسة، « و قٌول د.محمد عمارة
هو كل سع مبذول وكل اجتهاد مقبول، وكل تثب تٌ للئسلبم ف أنفسنا، حتى تٌمكن ف هذه الح اٌة « فالجهاد
الدن اٌ من خوض الصراع ال وٌم المتجدد أبد اً ضد القوى الأمارة بالسوء ف أنفسنا وف الب ئٌة المح طٌة بنا
عالم اًٌ، فالجهاد هو المنبع الذي لا نٌقص، والذي نٌهل منه المسلم و سٌتمد الطاقة الت تإهله لتحمل
مسإول تٌه، خاضع اً لإرادة الله عن وع و قٌ نٌ.. إن الجهاد بمثابة التؤهب ال قٌظ الدائم للؤمة الإسلبم ةٌ، للدفاع

10. 10
3 - المَّتقوى: وقد ذُكِرتْ ف موضع نٌ.
4 - طاعة الله ورسولِه.
5 - العمل الصالح: ومنه الصِّدق على وَجْه الخصوص.
أرى الآن ان الوسط ةٌ والفكر الاسلبم الوسط هو فكري وفكر من رٌؼب بالطر قٌة
الت أعرّؾ بها الوسط ةٌ التعدد ةٌ الشورو ةٌ أن كٌون ف ربقة المإمن نٌ مع ،ً فؤطن اننا من
الفائز نٌ الذ نٌ قال بهم الله تعال : )وَأَمَّما المَّذِ نٌَ سُعِدُوا فَفِ الْجَمَّنةِ خَالِدِ نٌَ فِ هٌَا مَا دَامَتِ المَّسمَاوَاتُ
وَالْأَرْضُ إِمَّلا مَا شَاءَ رَبُّبكَ ، عَطَاءً ؼَ رٌَْ مَجْذُوضٍذ ( )هود- 11 )
إفادة: الامام محمد أبو زهرة وٌرد ف خطبة له قائلب: قال عل بن أب طالب عندما وجه
ابن عباس الى الخوارج )لا تخاصمهم بالقرآن فإن القرآن حمال ذو وجوه ، تقول و قٌولون(
وقال ف مكان آخر )القرآن كتاب مسطور نٌطق به الرجال( ما هو ف حق قٌته اعتراؾ بتداخل
العوامل الذات ةٌ ف فهم النص القرآن .ً
كانت مشكلة الخوارج خطؤ ف تشخصٌ الواقع ، وقصورا ف التفك رٌ ، وتسط حٌا ف الوع ولذلك أطلق عل بن أب طالب )رض( عبارته المشهورة )لا تقتلوا الخوارج من بعدي ، فل سٌ
من أراد الحق فؤخطؤه كمن أراد الباطل فؤصابه( وك ؾٌ لا وهو من اعتبر ان الخوارج )من
الشرك فروا(.
يقول د. قاسم شعيب ف )تحر رٌ العقل الاسلبم (ً )عبادة الاشخاص وتقديسهم ه الأش اٌء
الت انتجت العقل ةٌ الطائف ةٌ المذهب ةٌ وه المسئولة عن تكريسها(.
)ان العقل ةٌ المؽلقة ترفض أن كٌون للآخر ولو بعض الحق مما عٌن أنها ترفض أن تكون
الحق قٌة مشروطة بشروط الانسان الثقاف ةٌ والتار خٌ ةٌ...(.
)إن الد نٌ التوح دٌي ول سٌ الد نٌ السلطوي هو ما مٌنح الانسان محبة ا لآخر نٌ والتضح ةٌ من
أجلهم وخدمة مصالحهم وقد استطاع الإسلبم ذلك من خلبل توس عٌه لمفهوم المصلحة فب نٌ ان
بردع كافة القوى المعاد ةٌ الت تقؾ ف وجه تحق قٌ ما شرعه الإسلبم من نظام اجتماع إسلبم ف د اٌر
. » الإسلبم

11. 11
مصلحة الانسان لا تنحصر ف المصلحة الماد ةٌ الدن وٌ ةٌ بل هناك أ ضٌا المصلحة المعنو ةٌ
ح ثٌ تقد رٌ الآخر نٌ واحترامهم( اضافة لرضا الذات والجائزة الأخرو ةٌ.
نموذج للاختلاف بين فكرتين وبيئتين )الوسطية مقابل التشدد
الاسلامي(
ك ؾٌ جٌب أن نتعامل مع المس حٌ نٌٌ؟
تعق بٌ الش خٌ بن باز على مقالة الش خٌ جاد الحق ش خٌ الأزهر بعنوان: علبقة الإسلبم بالأد اٌن
الأخرى: من عبد العز زٌ بن عبد الله بن باز 16 إلى حضرة الأخ سماحة الش خٌ جاد الحق عل جاد الحق ش خٌ الأزهر وفقه الله للخ رٌ، سلبم عل كٌم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد اطلعت على مقالة لسماحتكم نشرتها صح فٌة الجز رٌة السعود ةٌ ف عددها الصادر ف وٌم
الجمعة 16 / 5 / 1415 هـ بعنوان: "علبقة الإسلبم بالأد اٌن الأخرى" ورد ف أولها من كلبمكم
ما نصه:
)الإسلبم حٌرص على أن كٌون أساس علبقاته مع الأد اٌن والشعوب الأخرى هو السلبم العام
والود والتعاون؛ لأن الإنسان عموم اً ف نظر الإسلبم هو مخلوق عز زٌ كرمه الله تعالى وفضله
على كث رٌ من خلقه، دٌل لهذا قول الله تعالى ف سورة الإسراء: وَلَقَدْ كَمَّرمْنَا بَنِ آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ
فِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ المَّط بٌَِّاتِ وَفَمَّضلْنَاهُمْ عَلَى كَثِضٌٍر مِمَّمنْ خَلَقْنَا تَفْضِ لًٌب ] 1 [، والتكر مٌ
الإله للئنسان بخلقه وتفض لٌه على ؼ رٌه عٌد رباط اً سام اً شٌد المسلم نٌ إلى ؼ رٌهم من بن الإنسان، فإذا سمعوا بعد ذلك قول الله تعالى ف سورة الحجرات: اٌَ أَبٌُّهَا المَّناسُ إِمَّنا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ
ذَكَضٍر وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِمَّن أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ مَّاللهِ أَتْقَاكُمْ إِمَّن مَّالله عَلِمٌٌم خَبِمٌٌر ] 2 ،]
أصبح واجب اً عل هٌم أن قٌ مٌوا علبقات المودة والمحبة مع ؼ رٌهم من أتباع الد اٌنات الأخرى،
والشعوب ؼ رٌ المسلمة، نزولا عند هذه الأخوة الإنسان ةٌ، وهذا هو معنى التعارؾ الوارد ف الآ ةٌ..( الخ.
ولقد كدرن كث رٌ اً ما تضمنته هذه الجمل من المعان المخالفة للآ اٌت القرآن ةٌ والأحاد ثٌ
النبو ةٌ، ورأ تٌ من النصح لسماحتكم التنب هٌ على ذلك: فإنه لا خٌفى على سماحتكم أن الله
سبحانه قد أوجب على المإمن نٌ بؽض الكفار، ومعاداتهم، وعدم مودتهم وموالاتهم، كما ف 16 هذا موقع الش خٌ بن باز الرسمً http://www.binbaz.org.sa/mat/8591

12. 12
قوله عز وجل: اٌَ أَبٌُّهَا المَّذِ نٌَ آمَنُوا لا تَمَّتخِذُوا الْ هٌَُودَ وَالمَّنصَارَى أَوْلِ اٌَءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِ اٌَءُ بَعْضٍ ض وَمَنْ
تٌََوَلمَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِمَّنهُ مِنْهُمْ إِمَّن مَّالله لا هٌَْدِي الْقَوْمَ المَّظالِمِ نٌَ ] 3 [، وقال سبحانه ف سورة آل عمران:
اٌَ أَبٌُّهَا المَّذِ نٌَ آمَنُوا لا تَمَّتخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا ؤٌَْلُونَكُمْ خَبَالًا وَبُّدوا مَا عَنِبُّتمْ قَدْ بَدَتِ الْبَؽْضَاءُ
مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِ صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَمٌَّمَّنا لَكُمُ الْآ اٌَتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ] 4 [، وقال سبحانه ف سورة الممتحنة: اٌَ أَبٌُّهَا المَّذِ نٌَ آمَنُوا لا تَمَّتخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُمَّوكُمْ أَوْلِ اٌَءَ تُلْقُونَ إِلَ هٌِْمْ بِالْمَوَمَّدةِ وَقَدْ
كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ خٌُْرِجُونَ المَّرسُولَ وَإِمٌَّاكُمْ أَنْ تُإْمِنُوا بِامَّللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا
فِ سَبِ لٌِ وَابْتِؽَاءَ مَرْضَاتِ تُسِبُّرونَ إِلَ هٌِْمْ بِالْمَوَمَّدةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَ تٌُْمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ فٌَْعَلْهُ
مِنْكُمْ فَقَدْ ضَمَّل سَوَاءَ المَّسبِ لٌِ * إِنْ ثٌَْقَفُوكُمْ كٌَُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَ بٌَْسُطُوا إِلَ كٌُْمْ أَ دٌِْ هٌَُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ
بِالبُّسوءِ وَوَبُّدوا لَوْ تَكْفُرُونَ * لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ وٌَْمَ الْقِ اٌَمَةِ فٌَْصِلُ بَ نٌَْكُمْ وَمَّالله بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِمٌٌر * قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَة مٌ حَسَنَمٌة فِ إِبْرَاهِ مٌَ وَالمَّذِ نٌَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِمَّنا بُرَآءُ مِنْكُمْ
وَمِمَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ مَّاللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَ نٌَْنَا وَبَ نٌَْكُمُ الْعَدَاوَة وَالْبَؽْضَاءُ أَبَدًا حَمَّتى تُإْمِنُوا بِامَّللهِ
وَحْدَه ] 5[ الآ ةٌ، وقال سبحانه ف سورة المجادلة: لا تَجِدُ قَوْمًا إٌُْمِنُونَ بِامَّللهِ وَالْ وٌَْمِ الْآخِرِ
وٌَُابُّدونَ مَنْ حَامَّد مَّالله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِ رٌَتَهُمْ ] 6[ الآ ةٌ.
فهذه الآ اٌت الكر مٌات وما جاء ف معناها من الآ اٌت الأخرى كلها تدل على وجوب بؽض
الكفار، ومعاداتهم، وقطع المودة ب نٌهم وب نٌ المإمن نٌ حتى إٌمنوا بالله وحده، أما التعارؾ الذي
دلت عل هٌ آ ةٌ الحجرات فلب لٌزم منه المودة ولا المحبة للكفار، وإنما تدل الآ ةٌ أن الله جعل بن آدم شعوب اً وقبائل؛ ل تٌعارفوا، ف تٌمكنوا من المعاملبت الجائزة ب نٌهم شرع اً كالب عٌ والشراء،
وتبادل السفراء، وأخذ الجز ةٌ من ال هٌود والنصارى والمجوس، وؼ رٌ ذلك من العلبقات الت لا تٌرتب عل هٌا مودة ولا محبة.
وهكذا تكر مٌ الله سبحانه لبن آدم لا دٌل على جواز إقامة علبقة المودة والمحبة ب نٌ المسلم
والكافر، وإنما دٌل ذلك على أن جنس بن آدم قد فضله الله على كث رٌ من خلقه.
فلب جٌوز أن سٌتنبط من الآ تٌ نٌ ما خٌالؾ الآ اٌت المحكمات المتقدمة وؼ رٌها الدالة على
وجوب بؽض الكفار ف الله ومعاداتهم، وتحر مٌ مودتهم وموالاتهم؛ لما ب نٌهم وب نٌ المسلم نٌ
من البون العظ مٌ ف الد نٌ.
والواجب على أهل العلم تفس رٌ القرآن بما صٌدق بعضه بعضاً، وتفس رٌ المشتبه بالمحكم، كما
قال الله جل وعلب: هُوَ المَّذِي أَنْزَلَ عَلَ كٌَْ الْكِتَابَ مِنْهُ آ اٌَمٌت مُحْكَمَامٌت هُمَّن أُبُّم الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَامٌت فَؤَمَّما المَّذِ نٌَ فِ قُلُوبِهِمْ زَمٌٌْػ فَمٌََّتبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْ ه ابْتِؽَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِؽَاءَ تَؤْوِ لٌِهِ ] 7[ الآ ةٌ،

13. 13
مع أن الحكم بحمد الله ف الآ اٌت المحكمات المذكورة وؼ رٌها واضح لا شبهة ف هٌ، والآ تٌان
اللتان ف التعارؾ والتكر مٌ، ل سٌ ف هٌما ما خٌالؾ ذلك.
وقد ورد ف المقال أ ضٌ اً ما نصه: ) فنظرة المسلم نٌ إذن إلى ؼ رٌهم من أتباع ال هٌود ةٌ
والنصران ةٌ ه نظرة الشر كٌ إلى شركائه ف الإ مٌان بالله والعمل بالرسالة الإله ةٌ الت لا
تختلؾ ف أصولها العامة(.
وهذا - كما لا خٌفى على سماحتكم - حكم مخالؾ للنصوص الصر حٌة ف دعوة أهل الكتاب
وؼ رٌهم إلى الإ مٌان بالله ورسوله، وتسم ةٌ من لم سٌتجب منهم لهذه الدعوة كفار اً.
ومن المعلوم أن جم عٌ الشرائع الت جاءت بها الأنب اٌء قد نسخت بشر عٌة محمد صلى الله عل هٌ
وسلم، فلب جٌوز لأحد من الناس أن عٌمل بؽ رٌ الشر عٌة الت جاء بها القرآن الكر مٌ والسنة
الصح حٌة عن النب صلى الله عل هٌ وسلم، كما قال سبحانه: قُلْ أَطِ عٌُوا مَّالله وَأَطِ عٌُوا المَّرسُولَ فَإِنْ
تَوَلمَّوْا فَإِمَّنمَا عَلَ هٌِْ مَا حُمِّلَ وَعَلَ كٌُْمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِ عٌُوه تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى المَّرسُولِ إِلا الْبَلبغُ
الْمُبِ ن] 8 [، وقال تعالى: فَالمَّذِ نٌَ آمَنُوا بِهِ وَعَمَّزرُوه وَنَصَرُوه وَامَّتبَعُوا البُّنورَ المَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ ] 9 [، وقال سبحانه: قُلْ اٌَ أَبٌُّهَا المَّناسُ إِنِّ رَسُولُ مَّاللهِ إِلَ كٌُْمْ جَمِ عًٌا المَّذِي لَهُ مُلْكُ
المَّسمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ حٌُْ وَ مٌُِ تٌُ فَآمِنُوا بِامَّللهِ وَرَسُولِهِ المَّنبِ الْأُمِّ المَّذِي إٌُْمِنُ بِامَّللهِ
وَكَلِمَاتِهِ وَامَّتبِعُوه لَعَلمَّكُمْ تَهْتَدُونَ ] 10 [، وقال سبحانه: لَقَدْ كَفَرَ المَّذِ نٌَ قَالُوا إِمَّن مَّالله هُوَ الْمَسِ حٌُ ابْنُ
مَرْ مٌََ ] 11 [، وقال سبحانه: لَقَدْ كَفَرَ المَّذِ نٌَ قَالُوا إِمَّن مَّالله ثَالِثُ ثَلبثَضٍة وَمَا مِنْ إِلَضٍه إِلا إِلَمٌه وَاحِمٌد ] 12 ]
الآ ةٌ، وقال عن ال هٌود والنصارى ف سورة التوبة: امَّتخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ
مَّ الله وَالْمَسِ حٌَ ابْنَ مَرْ مٌََ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِ عٌَْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّما شٌُْرِكُونَ ] 13 ]
والآ تٌ نٌ بعدها.
والآ اٌت ف هذا المعنى كث رٌة، كلها تدل على كفر ال هٌود والنصارى باتخاذهم أحبارهم
ورهبانهم أرباب اً من دون الله، وقول ال هٌود: عز رٌ ابن الله، وقول النصارى: المس حٌ ابن الله،
وتكذ بٌهم لمحمد صلى الله عل هٌ وسلم، وعدم إ مٌانهم به إلا من هداه الله منهم للئسلبم.
وقد روى مسلم ف صح حٌه، عن النب صلى الله عل هٌ وسلم أنه قال: ))والذي نفس محمد ب دٌه
لا سٌمع ب أحد من هذه الأمة هٌودي ولا نصران ثم مٌوت ولم إٌمن بالذي أرسلت به إلا
كان من أهل النار((، وف الصح حٌ نٌ عن النب صلى الله عل هٌ وسلم أنه قال: ))لعن الله ال هٌود

14. 14
والنصارى اتخذوا قبور أنب اٌئهم مساجد((، والأحاد ثٌ الدالة على كفر ال هٌود والنصارى، وأنهم
أعداء لنا كث رٌة.
وإباحة الله سبحانه للمسلم نٌ طعام أهل الكتاب ونساءهم المحصنات منهن لا تدل على جواز
مودتهم ومحبتهم، كما لا خٌفى على كل من تدبر الآ اٌت وأعطى المقام حقه من النظر والعنا ةٌ.
وبذلك كله تٌب نٌ لسماحتكم خطؤ ما ورد ف المقال من:
1- القول بؤن الود والمحبة من أساس اٌت العلبقة ف الإسلبم ب نٌ الأد اٌن والشعوب.
2- الحكم لأتباع ال هٌود ةٌ والنصران ةٌ بالإ مٌان بالله والعمل بالرسالة الإله ةٌ الت لا تختلؾ ف أصولها العامة.
وتواص اً بالحق كتبت لسماحتكم هذه الرسالة، راج اً من سماحتكم إعادة النظر ف كلبمكم ف هذ نٌ الأمر نٌ، وأن ترجعوا إلى ما دلت عل هٌ النصوص، وتقوموا بتصح حٌ ما صدر منكم ف الكلمة المذكورة براءة للذمة، ونصح اً للؤمة، وذلك مما حٌمد لكم إن شاء الله، وهو دٌل على
قوة الإ مٌان، وإ ثٌار الحق على ؼ رٌه متى ظهرت أدلته.
والله المسئول بؤسمائه الحسنى وصفاته العلى أن وٌفقنا وإ اٌكم وسائر علماء المسلم نٌ لمعرفة
الحق واتباعه، وأن مٌن عل نٌا جم عٌ اً بالنصح له ولعباده، وأن جٌعلنا جم عٌ اً من الهداة المهتد نٌ،
إنه جواد كر مٌ، وصلى الله وسلم على نب نٌا محمد، وآله وصحبه. )انتهى نص بن باز : ف موقعه الرسم على الشابكة(
خاتمة
ونختم بالقول أن الاعتدال والوسط ةٌ والتسامح ه ق مٌ حض الله عل هٌا الإنسان ل تٌبعها مع أخ هٌ
الانسان وف المجتمع، مع مجموعة )منظومة( من الأخلبق والتؤملبت والتفكرات الواردة ف الكتاب والمطلوب اتباعها، وه كذلك موجهة للئنسان لأن الد نٌ هو "الحق" وهو "الهدى" ،
والحق واجب الإتباع.
ولكن الوعاء والوس لٌة والأداة المنفذة لتعال مٌ الد نٌ )أي الإنسان العاقل( ما كان على هذا
الانسان بعد الإ مٌان، أن تٌبع القوة والجبر والقسر والعدوان على الآخر نٌ، وإنما كان عل هٌ

15. 15
فر ضٌة التفكر والتخيّر )اخت اٌر الوس لٌة الأكرم والأمثل والاوقع تؤث رٌا( وتؤد ةٌ فر ضٌة الدعوة
للخ رٌ بالوسائل الثلبثة الت حددها بوضوح رسولنا الكر مٌ ف حد ثٌه الموصوؾ بتؽ رٌٌ المنكر
) دٌه،لسانه،قلبه(.
ومن هنا فإن الاعتماد هو: على مدى قدرة الإنسان على 1 -تمثل وتشرب وتفهّم تعال مٌ القرآن
الكر مٌ والد نٌ-والأد اٌن عامة مبتؽاها التوح دٌ لتحق قٌ التحرر- و 2 -حُسن نقلها للآخر نٌ
)وَلْ تٌََلَمَّطؾْ وَلَا شٌُْعِرَمَّن بِكُمْ أَحَدًا( )الكهؾ 19( )فقولا له قولا ل نٌا لعله تٌذكر أو خٌشى( )طه
44 ) 17 )ادْعُ إِلَى سَبِ لٌِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالمَّتِ هِ أَحْسَنُ إِمَّن رَمَّبكَ هُوَ
أَعْلَمُ بِمَنْ ضَمَّل عَنْ سَبِ لٌِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِ نٌَ ()النحل 125 )
وصدق القائل )هو الذي أرسل رسوله بالهدى 18 ود نٌ الحق ل ظٌهره على الد نٌ كله،وكفى
بالله شه دٌا( )الفتح- 28 )
*بكر أبوبكر،كاتب وأديب فلسطيني،عضو المجلس الثوري لحركة فتح
www.bakerabubaker.info
https://www.facebook.com/baker.abubaker
www.bakerabubaker.info ***babubaker@gmail.com
17 و"ل تٌلطؾ" جاءت ف أهل الكهؾ، أما "فقولا له" فكان الأمر الربان للنب موسى وهارون
ف ك فٌ ةٌ مواجهة فرعون
18 أنظر جمال التفس رٌ لابن كث رٌ للآ ةٌ، ولكلمت الهدى والحق إذ قٌول ف الهدى أنه العلم
والحق هو العمل، و قٌول د.محمد راتب النابلس عن الحق هو الثابت والباطل هو الزائل.