SlideShare a Scribd company logo
1 of 17
Download to read offline
‫‪El Fejr‬‬

‫علي العريض:‬

‫�أ�سبوعية �سيا�سية جامعة‬
‫الجمعة 82 ربيع الثاني 5341هـ الموافق لـ 82 فيفري 4102 م‬

‫اﻟﻌﺪد‬

‫051‬

‫اﻟﺜﻤﻦ : 007 مليم الثمن في الخارج :1 يورو‬

‫معركة املحامني والقضاة ...‬
‫من ينـزع فتيـل األزمـة؟‬

‫تعلمت يف هذه التجربة‬
‫ّ‬
‫كيف أفصل عباءة احلزب‬
‫عن عباءة الدولة‬

‫اقرتحت كامل اجلندويب عىل‬
‫رأس هيئة ملراقبة االنتخابات:‬

‫جبهة اإلنقاذ وحكمة‬
‫أنشتـايـن الضائعـة‬
‫الربملان األردين يصوت‬
‫عىل طرد السفري اإلرسائييل‬
‫مقداد السهيلي:‬

‫هناك غبـاء سيـاسي‬
‫عـام في تونس يتمثـل‬
‫في تجاهل أهل الثقافة‬

‫لن أحتس عىل أوقات وهبتها‬
‫رّ‬
‫ملن يستحق وأرجو أن‬
‫يعذرين شعبي فيام قصت‬
‫رّ‬
‫2‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة 82 فيفري 4102‬

‫مــطلع الفجر...‬

‫تعددت مظاهر االحتجاج والتربم‬
‫داخ����ل م��ؤس��س��ة ال��ت��ل��ف��زة ال��وط��ن��ي��ة‬
‫وخاصة بعد االرضاب األخري الذي شنه‬
‫الصحفيون والتقنيون بدعوة من نقابتهم‬
‫األس��اس��ي��ة، ورغ��م أن اإلرضاب األخ�ير‬
‫رفع مطالب مهمة يف مقدمتها مراجعة‬
‫التعيينات صلب املؤسسة واإلرساع يف‬
‫تعيني رئيس مدير عام جديد والبت يف‬
‫مسائل مهنية واجتامعية، فإن األزمة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫تبدو أعمق من ذل��ك، حتى عجزت كل‬
‫احلكومات املتعاقبة بعد الثورة والوقفات‬
‫االحتجاجية أم��ام التلفزة وم��ن داخل‬
‫التلفزة ع�لى حلحلة ال��وض��ع، واجي��اد‬
‫احل��ل��ول امل��ن��اس��ب��ة، مم��ا ج��ع��ل تلفزتنا‬
‫الوطنية تعيش مرضا مزمنا، ال تصح معه‬
‫احللول الرتقيعية، بل حال شامال مع فتح‬
‫مستعجل مللف ه��ذه املؤسسة للنقاش‬
‫العام باعتبارها مرفقا وطنيا يمول من‬
‫ّ‬
‫دافعي الرضائب.‬

‫أما املشاهد املسكني الذي يدفع ضمن‬
‫فاتورة الكهرباء ميزانية التلفزة الوطنية،‬
‫فهو مقبل عىل كل القنوات والفضائيات‬
‫إال تلفزته الوطنية وال��ت��ي مل يعد جيد‬
‫حرجا يف نقدها ونعتها بكل النعوت تعبريا‬
‫عن الغضب وعدم الرضا عام تقدمه من‬
‫مضمون.‬
‫علينا أن نتفق أوال أن التلفزة الوطنية‬
‫لدهيا إمكانيات مادية وبرشية ضخمة،‬
‫مقارنة بقنوات خ��اص��ة، ع�لى الساحة‬
‫نافستها وتغلبت عليها يف أغلب األحيان.‬
‫ك�ما جي��ب أن نقر ب��أن ب��رام��ج التلفزة‬
‫ّ‬
‫الوطنية ورغم التحسن الطفيف خاصة يف‬
‫ّ‬
‫نرشة األخبار، ظلت باهتة منفرة، بعيدة‬
‫عن اهتاممات ال��ش��ارع. كام تعاين من‬
‫ضعف غري مفهوم يف الربامج احلوارية‬
‫ويف انتاج املسلسالت (برشونا أن رمضان‬
‫القادم بدون مسلسالت يف التلفزة)، ويف‬
‫غياب شبه تام لربامج وثائقية وثقافية‬

‫ّ‬
‫وزير الشؤون الدينيـة يبحث‬
‫ّ ّ‬
‫مع قويات إرسال أئمة إىل فرنسا‬

‫02 واليا جديدا ثالثة منهم عسكريون‬
‫تنفيذا لأحد بنود خارطة الطريق، وهو مراجعة التعيينات‬
‫التي متت يف عهدي احلكومتني ال�سابقتني، �أف��ادت م�صادر‬
‫ّ‬
‫مطلعة عن م�صدر حكومي �أنه من املنتظر �أن يتم الإعالن نهاية‬
‫ّ‬
‫الأ�سبوع اجلاري عن تعيني 02 واليا جديدا من جمموع 42‬
‫واليا، كما ت�شري بع�ض الأخبار �إىل �أن ثالثة من الوالة اجلدد‬
‫�سيكونون من امل�ؤ�س�سة الع�سكرية، وت�شري الأخ�ب��ار �إىل �أن‬
‫الواليات التي �شهدت �أحداثا �إرهابية هي التي �سيكون والتها‬
‫م��ن الع�سكريني، وم��ن امل��رج��ح ان تكون الق�صرين و�سيدي‬
‫بوزيد وجندوبة، �أما فيما يخ�ص مراجعة التعيينات يف �سلك‬
‫املعتمدين، ف�سيتم النظر فيها الحقا.‬

‫للعمل وغريها من‬
‫األم������راض يمكن‬
‫م��ع��ه إص��ل�اح أم��ر‬
‫محمد فوراتي‬
‫التلفزة الوطنية؟‬
‫إن خملفات احلقبة املاضية يف التلفزة‬
‫ورسوخ عقلية البيليك وعدم فتح ملفات‬
‫ال��ف��س��اد وس��ي��ط��رة بعض األس�م�اء عىل‬
‫كواليس املؤسسة وقدرهتم الكبرية عىل‬
‫املناورة والتعطيل أمر مل يعد خفيا، ومن‬
‫املؤكد أن املدير العام اجلديد لن يكون‬
‫حمظوظا بتسلم هذه املهمة، ولن يكون‬
‫قادرا لوحده عىل تغيري جذري يف وجه‬
‫التلفزة الوطنية ما مل يكون هناك حوار‬
‫جدي حول حقيقة األزمة وطرق اإلصالح‬
‫وإح���داث نقلة حقيقية وملموسة. إن‬
‫تلفزتنا الوطنية ال حتتاج إىل تغيريات‬
‫شكلية أو تلبية بعض املطالب املهنية‬
‫واالجتامعية وإن كانت مهمة بل هي يف‬
‫رأيي حتتاج إىل عملية جراحية.‬

‫بن جدو لوفد من التأسييس:‬
‫ّ‬
‫سنفتح حتقيقا يف طريقة اعتقال عامد دغيج‬
‫ّ‬
‫�أك��د وزي��ر الداخلية لطفي بن جدو �أم�س‬
‫اخلمي�س 72 فيفري لوفد املجل�س الت�أ�سي�سي‬
‫املتكون من 52 نائبا ممثلني عن كتل النه�ضة‬
‫وامل ��ؤمت��ر ووف��اء برئا�سة حم��رزي��ة العبيدي‬
‫النائب الأول للمجل�س الوطني الت�أ�سي�سي �أنه‬
‫�سيتم فتح حتقيق يف طريقة اعتقال عماد دغيج‬
‫ّ‬
‫م�شريا �إىل �أن مدة �إيقافه �ستكون ق�صرية.‬

‫ّ‬
‫حتادث ال�سيد منري التليلي وزير ال�ش�ؤون الدّينيـّة مع ال�سيد فرن�سوا‬
‫قويات �سفري فرن�سا بتون�س حول عدد من الق�ضايا التي تهم الدولتني .‬
‫و�أ�شار الوزيـر �إىل عمق العـالقات التون�سية الفرن�سية باعتبار فرن�سا‬
‫ّ‬
‫بلدا �صديقا و�شريكا فاعال يف خمتلف املجاالت، م�ؤكدا على �أهمية التعاون‬
‫بينهما من �أجل الت�صدّي للإرهاب وحماية الإن�سانيـّة جمعاء من م�ساوئه.‬
‫كما حتدّث الوزير عن �أهمية الت�شارك من �أجل الإحاطة باجليلني الثـّاين‬
‫ّ‬
‫والثالث من اجلالية التون�سية بفرن�سا والعمل على �إر�سال �أيمّة و�شيوخ‬
‫و�أ�ساتذة متخ�ص�صني لتب�صريهم ب�أمور دينهم وتلقينهم القيم الإ�سالمية‬
‫ّ‬
‫ال�سمحة من اعتدال وتعاي�ش مع الآخر يف كنف االحرتام املتبادل.   ‬
‫ّ‬
‫وا�ستح�ضر ال�سيد منيـر التليلي كلمة الرئي�س الفرن�سي فرن�سوا هوالند‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫يف املجل�س الت�أ�سي�سي ملا فيها من دليل على احرتام فرن�سا للديـن الإ�سالمي‬
‫ّ‬
‫وتقدير للم�سلمني.‬
‫ّ‬
‫واعترب ال�ضيف الفرن�سي من جهته �أن �أمـن تون�س وا�ستـــــــقرارها جزء‬
‫ّ‬
‫من �أمـــــــن فرن�سا و�أكـــد على �أهمية التعاون امل�شرتك من �أجل ن�شر فكرة‬
‫الت�سامح والت�آخي، م�شيدا بد�ستور تون�س الّ‬
‫ذي ارتكز يف مبادئه على هذه‬
‫القيم التي جتتمع حولها الإن�سانيّة.‬

‫�أ�سبوعية �سيا�سية جامعة‬

‫ّ‬
‫�أك��د رئي�س الهيئة العليا امل�ستقلة لالنتخابات �شفيق �صر�صار اث��ر لقائه رئي�س‬
‫املجل�س الت�أ�سي�سي م�صطفى بن جعفر �أنّ‬
‫ه ال خيار �أمام تون�س �إال اجراء االنتخابات‬
‫القادمة موفى �سنة 4102.‬
‫و�أ��ض��اف �صر�صار ان كل من يعطل اج��راء االنتخابات يف ذل��ك املوعد �سيتحمل‬
‫ّ‬
‫م�س�ؤوليته، م�شريا اىل ان الهيئة لن ت�ستطيع التقدم يف عملها �إال بعد امل�صادقة على‬
‫القانون االنتخابي. وقال �صر�صار ان اجلمع بني االنتخابات الرئا�سية والت�شريعية‬
‫�أ�صعب اخليارات رغم �أنه ممكن تقنيا.‬
‫ّ‬
‫واعترب �شفيق �صر�صار يف ت�صريح ملوزاييك ان عدم �إجراء االنتخابات القادمة قبل‬
‫موفى �سنة 4102 هو خرق للد�ستور.‬

‫001 مرتشح لعضوية اهليئة الوطنية للوقاية من التعذيب‬
‫مت قبول 001 ملف من �ضمن املرت�شحني لع�ضوية الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب. وقد اكدت‬
‫رئي�سة جلنة احلقوق واحلريات �سعاد عبد الرحيم ان بع�ض امللفات تنق�صها بع�ض الوثائق �سيتم‬
‫النظر فيها خالل اجتماع اللجنة القادم. اما من �صنف الق�ضاة فقد و�صل �إىل اللجنة 3 ملفات فقط‬
‫يف حني ان املطلوب هو 6 مرت�شحني عن كل قطاع.‬
‫و�سيتم يف القريب ترتيب امللفات املقبولة واختيار 84 ملفا ح�سب االخت�صا�صات‬
‫املطلوبة لعو�ضة الهيئة والتي تتكون من 51 ع�شر ع�ضوا.‬
‫يذكر ان من بني الأ�سماء التي ذكرت �ضمن املرت�شحني را�ضية الن�صراوي عن �صنف‬
‫املحامني وهي مرت�شحة �أي�ضا يف هيئة احلقيقة والكرامة بالإ�ضافة �إىل �أنها زوجة زعيم‬
‫�سيا�سي، وهو حمة الهمامي، الناطق الر�سمي با�سم اجلبهة ال�شعبية، وال ندري هل‬
‫يخول لها القانون ذلك وما مدى ا�ستقالليتها حتى ترت�شح �إىل ع�ضوية الهيئتني ؟‬

‫فرنسا تعلن دعمها لتونس الستكامل املرحلة االنتقالية‬

‫كاريكاتير العدد‬

‫العنوان: 52 نهج محمود بيرم التونسي. منفلوري ـ تونس‬
‫فاكس: 720.094.17 - الهاتف: 620.094.17‬
‫الحساب البنكي: 91301700017500040280 :‪BIAT-RIB‬‬
‫العنوان االلكتروني: ‪elfejr2011@gmail.com‬‬

‫اجلمعة 82 فيفري 4102‬

‫رصصار: عدم إجراء االنتخابات قبل موىف 4102 خرق للدستور‬

‫التلفزة الوطنية.. حتتاج إىل عملية جراحية‬
‫وبرامج موجهة للطفل، مما جيعلها أفقر‬
‫الفضائيات من ناحية الربجمة وأغناها‬
‫من جهة الرصيد البرشي واإلمكانيات،‬
‫فأين تذهب ميزانية التلفزة؟ وماذا يقدم‬
‫أكثر من 0001 موظف بني خمرجني‬
‫وتقنيني وصحفيني وغريهم؟‬
‫لقد نجحت ع��دد م��ن الفضائيات‬
‫الصغرية وبإمكانيات متواضعة وبعدد من‬
‫الصحفيني والتقنيني ال يتجاوز العرشين‬
‫يف أق��ص��ى احل���االت يف اف��ت��ك��اك مساحة‬
‫حمرتمة ل��دى عموم املشاهدين، فأين‬
‫إذا تكمن مشكلة التلفزة الوطنية؟ وهل‬
‫يكفي تغيري بعض األشخاص يف اإلدارة أو‬
‫حتويرات يف عدد من أقسامها يف أصالح‬
‫األمر؟ وهل أن اجلو املتعفن الذي حتدث‬
‫ّ‬
‫عنه العديد من الزمالء يل شخصيا داخل‬
‫التلفزة، وعمليات االق��ص��اء والتجميد‬
‫واالب��ع��اد، واحتقار الطاقات املبدعة يف‬
‫التلفزة، وعدم وجود خيال خصب وإرادة‬

‫وطنية‬

‫�أعلن وزير اخلارجية الفرن�سي لوران فابيو�س دعم بالده لتون�س �شعبا وحكومة ال�ستكمال املرحلة االنتقالية. وقال يف‬
‫م�ؤمتر �صحفي م�شرتك عقده الوزير الفرن�سي مع نظريه التون�سي منجى حامدى عقب جل�سة مباحثاتهما االربعاء يف باري�س �أن‬
‫ال�صداقة التي تربط بالده بتون�س عميقة، م�شريا‬
‫اىل احلر�ص الكبري بني الدولتني على التعاون يف‬
‫جمال االقت�صاد والأمن.‬
‫وو���ص��ف ف��اب �ي��و���س م�ن��اق���ش��ات��ه م��ع نظريه‬
‫التون�سي بـ"مناق�شة بني �أ�صدقاء يقدرون بع�ضهم‬
‫لتعميق �شراكاتهم"، م�شريا �إىل �ضرورة م�ساعدة‬
‫تون�س �أمنيا "ملا لهذا امللف �أهمية للمواطنني‬
‫التون�سيني وللتنمية االقت�صادية". من جانبه، قال‬
‫الوزير التون�سي �إنه ح�ضر �إىل فرن�سا تلبية لدعوة‬
‫فابيو�س قدم خاللها �أولوية حكومته لالقت�صاد‬
‫مركزا على �ضرورة اخراج تون�س من �أزمتها. كما �أ�شار حامدي اىل تداول الطرفني امللف الأمني يف تون�س و حت�ضري احلكومة‬
‫لإجراء انتخابات رئا�سية وبرملانية �شفافة وحرة قبل نهاية العام، ح�سب تعبريه .‬
‫وتعد زيارة حامدي لفرن�سا هي الأوىل من نوعها لوزير اخلارجية التون�سي بعد �شهر من ت�سلم حكومة مهدي جمعة مهامها.‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫و�أكد ال�سيّد منجي احلامدي �أن تون�س "لي�ست �أقل �أهميّة من دول �أخرى مثل اليونان ودول يف �أوروبا ال�شرقيّة"، مطالبا بدعم‬
‫دويل لإجناح "االنتقال الدميقراطي" يف تون�س.‬
‫كما قال ال�سيّد منجي حامدي يف ت�صريحات �أدىل بها عقب حمادثات مع نظريه الفرن�سي لوران فابيو�س : "�إنه من م�صلحة‬
‫اجلميع �أن تنجح تون�س يف انتقالها الدميقراطي، ويجب �أن نعمل على �أن تكون تون�س منوذج جناح لأنها �إن مل تنجح فلن ينجح‬
‫�أيّ بلد عربي �آخر". و�أ�ضاف : "لقد �أجنزنا عملنا، وهو عمل منوذجي، ونحن ننتظر �أن ي�ساعدنا �شركا�ؤنا على ا�ستكمال مهمّتنا‬
‫يف االنتقال الدميقراطي يف تون�س". ومن جهته، قال وزير اخلارجيّة الفرن�سي : "�إن كان هناك بلد ب�إمكانه اخلروج من الأزمة‬
‫فهو تون�س، وم�صلحتنا هي �أن نتو�صل �إىل حتوّ الت عربيّة ناجحة جمدّدا ا�ستعداد فرن�سا التام مل�ساعدة تون�س التي �أ�صبحت‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫"مثاال يحتذى". و�أ�شار ال�سيّد فابيو�س �إىل �أنه �سيق�ضي عطلته ال�صيفيّة يف تون�س وهو ما من �ش�أنه �أن ي�شجع ال�سائحني‬
‫ّ‬
‫الفرن�سيني على زيارة بالدنا.‬

‫الشيخ راشد الغنويش رمز دويل للمصاحلة والتوافق‬
‫ك�شفت ال��زي��ارات الأخ�ي�رة التي ق��ام بها ع��دد من‬
‫ال�سيا�سيني اىل م �ق �ر ح ��زب ح��رك��ة النه�ضة عمق‬
‫ّ‬
‫االعجاب بالتجربة التون�سية واالقتناع بال�شكل الذي‬
‫انتهت اليه ج��والت احل��وار الوطني وخا�صة وهو‬
‫الأهم القدرات الفائقة التي ات�سمت بها قيادة احلركة‬
‫على التفاو�ض.‬
‫الزيارات كانت يف هدفها االول للتهنئة بنجاح‬
‫امل�سار التفاو�ضي على ال�شكل املر�سوم من طرف قيادة‬
‫حركة النه�ضة وفق ما جاء على ل�سان رئي�س احلكومة‬
‫ال�سيد علي العري�ض حني رب��ط ا�ستقالته باالنتهاء‬
‫من املهام الت�أ�سي�سية وعلى ر�أ�سها امل�صادقة على‬
‫الد�ستور وانتخاب الهيئة امل�ستقلة لالنتخابات‬
‫، ول�ك��ن ال�ه��دف ال�ث��ان��وي ال��ذي دف��ع ك�ث�يرا من‬
‫الديبلوما�سيني للمجيئ اىل بالدنا يف هذا‬
‫ال��وق��ت ب��ال��ذات ك��ان ال��رغ�ب��ة يف ا�ستلهام‬
‫ا� �س��رار التجربة التفاو�ضية وا�ستكناه‬
‫عمقها والتعرف على اال�سرتاتيجيا التي انطلقت منها واالهداف التي مت ر�سمها‬
‫منذ البداية .‬
‫وقد زاد االطالع على التفا�صيل وكيفية التعامل مع العقبات التي اعرت�ضت‬
‫الطريق الطويلة للتفاو�ض يف اعجاب الزائرين و�شجعهم على التقدم اىل اال�ستاذ‬
‫را�شد الغنو�شي بدعوات لزيارة بلدانهم والقيام بادوار مماثلة حتقق حلحلة يف‬
‫االو�ضاع املعطلة عندهم منذ مدة طويلة وكان على ر�أ�س هذه الدعوات الطلب الذي‬
‫تقدم به ال�سيد عزام االحمد القيادي يف حركة فتح الفل�سطينية الذي طلب التو�سط‬
‫لدى حركة حما�س الجراء م�شاورات �صلحية جتمع مواقف الفرقاء الفل�سطينيني‬
‫وتوحد �صفهم وقد اعترب ان اال�ستاذ را�شد الغنو�شي هو الوحيد يف العامل الذي‬
‫يحظى بثقة كل االطراف وينزه عن التحامل على اي جهة كانت بالنظر اىل عقله‬
‫الراجح ونزاهته العالية .‬
‫كما تقدم وفد تركي بنف�س الطلب اىل اال�ستاذ الغنو�شي بعد ان اطلعه على‬
‫وجود �صعوبة يف التعامل بني حزب العدالة والتنمية احلاكم يف تركيا وحزب‬
‫ال�سعادة وهو احلزب ال�شقيق للحزب احلاكم بعد ان انبثقا من نف�س احلزب الذي‬
‫مت حله وهو حزب الف�ضيلة اذ حتول حزب ال�سعادة اىل حزب �صغري ودخل يف‬
‫مناف�سة عقيمة مع �شقيقه االكرب وقد اثمرت جهود اال�ستاذ الغنو�شي ب�شكل �سريع‬
‫ملا يحظى به من ثقة لدى الطرفني ومت التو�صل اىل ار�ضية لالتفاق تتمثل يف‬
‫امكانية الدخول يف قوائم موحدة للحزبني خالل االنتخابات القادمة.‬
‫نف�س النجاح �شهدته جهود الو�ساطة بني حزب امل�ؤمتر الوطني احلاكم وحزب‬
‫امل�ؤمتر ال�شعبي املعار�ض يف ال�سودان بعد ان تقدما بطلب م�ساعدة للخروج من‬
‫االزم��ة التي طالت بينهما، ام��ا اخ��ر الطلبات فتقدم بها وف��د مكون من ع��دد من‬
‫االح��زاب ال�سيا�سية يف ليبيا ال�شقيقة وقد �شددوا على رغبتهم يف ان يرت�أ�س‬
‫اال�ستاذ را�شد الغنو�شي بنف�سه جلنة امل�صاحلة للخروج بالبالد من حافة اخلطر‬
‫الذي بات حمدقا بها.‬
‫طلبات التدخل التي تقدمت بها كل هذه اجلهات مل تكن لتح�صل لوال القيمة‬
‫االعتبارية التي ا�صبح يحظى به اال�ستاذ را�شد الغنو�شي يف بلدان العامل وهو ما‬
‫بات ي�ؤهله للعب ادوار كبرية على �صعيد ال�سيا�سة الدولية تعطي لبالدنا القيمة‬
‫امل�ضافة التي هي يف ام�س احلاجة اليها.‬

‫الرابطة الوطنية حلامية الثورة وحرية وإنصاف تنددان بإيقاف عامد دغيج‬
‫ّ‬

‫المدير المسؤول‬
‫عبد اهلل الزواري‬

‫رئيس التحرير‬
‫محمد فوراتي‬

‫اإلشراف الفني‬
‫مكرم أحمد‬

‫تصدر عن دار الفجر‬
‫للطباعة والنشر‬
‫مطبعة دار التونسية‬

‫نددت الرابطة الوطنية حلماية الثورة ب�شدة بايقاف عماد دغيج ليلة االربعاء‬
‫يف الكرم. وقالت الرابطة يف بيان لها �أنها تتابع بعيون قلقة الأحداث الأخرية يف‬
‫منطقة الكرم واال�ستفزاز والتعدي ال�صارخ على القانون الذي قام به بع�ض �أعوان‬
‫الأمن عند ا�ستهداف النا�شط عماد دغيج باعتقاله دون موجب قانوين واالعتداء‬
‫عليه بالعنف ال�شديد امام رواد املقهى و املارة مما ا�سفر عن ك�سر يف فكه و�سحله‬
‫مل�سافة ال تقل عن 21 مرت وا�شهار ال�سالح يف وجهه وا�ستعمال الرتهيب وذلك‬
‫متهيدا لعودة دولة البولي�س.‬
‫وطالبت الرابطة بو�ضع حد لتجاوزات بع�ض النقابات االمنية التي ا�صبحت‬
‫متثل هيكال م��وازي��ا ل ��وزارة الداخلية و فتح حتقيق يف االه ��داف احلقيقة من‬

‫3‬

‫ان�شطتهم. كما طالبت بايقاف التتبعات الق�ضائية واالعتقاالت الع�شوائية يف‬
‫�صفوف ابناء الثورة دون موجب قانوين و تلفيق الق�ضايا الوهمية �ضدهم لإخماد‬
‫كل نف�س ثوري. كما طالبت وزارة الداخلية بالإفراج الفوري وال امل�شروط على‬
‫عماد دغيج وفتح حتقيق يف االعتداءات اجل�سدية التي �سلطت عليه عند اعتقاله.‬
‫وانتقدت منظمة حرية و�إن�صاف يف بيان لها عملية اعتقال رئي�س رابطة‬
‫حماية الثورة بالكرم ﻋﻤﺎد دﻏيج، م�شرية �إىل �أن عملية الإيقاف كانت عنيفة حيث‬
‫ﻗﺎم ا�ﻷﻋﻮان ﺑﺮﻛﻠﻪ و �ﺿﺮﺑﻪ و�ﺳﺤﻠﻪ ﻣﻦ املقهى ونقله �إﻰﻟ �ﺳي��ارة اﻟ�ﺸﺮطﺔ وهم‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ﻳﺘﻘﺎذﻓﻮﻧﻪ ﺑين �أرجلهم. وقالت املنظمة �إن هذه اﻟﺘﺠﺎوزات ﺧﻄيرة واﻟﻘ�ﺼﺪ منها‬
‫ﺗﺮهيب اﻤﻟﻮاطﻨين، وهي مبثابة عودة �إىل دولة البولي�س.‬

‫مفيدة بن رمضان‬
‫وطنية‬

‫اجلمعة 82 فيفري 4102‬

‫تسجيل الناخبني والتزكية والتمويل‬
‫قضايا خالفية يف القانون االنتخايب‬

‫جلنة الترشيع‬
‫للأ�سبوع الثاين على التوايل توا�صل‬
‫جلنة الت�شريع ال�ع��ام مناق�شة م�شروع‬
‫القانون االنتخابي املقرتح من قبل مركز‬
‫املواطنة و�شباب بال حدود، ومل ينل هذا‬
‫امل�شروع �إجماع جميع الأطراف وخمتلف‬
‫الكتل، بل كانت الآراء فيه متباينة حتى‬
‫داخ ��ل الكتلة ال ��واح ��دة، خ��ا��ص��ة ب�ش�أن‬
‫ت�سجيل الناخبني وال�ت��زك�ي��ة، ومتويل‬
‫احلمالت االنتخابية ومراقبتها، والطعن‬
‫ّ‬
‫يف نتائج االنتخابات و�شروط الرت�شح‬
‫وموانعه.‬
‫ت�سجيل الناخبني، وهي �أول مرحلة‬
‫يف العملية االنتخابية �أثارت جدال كبريا‬
‫خ�لال مناق�شات م�شروع القانون داخل‬
‫ّ‬
‫ال �ل �ج �ن��ة، خ��ا� �ص��ة يف م��ا ي�ت�ع�ل��ق ب�صفة‬
‫الناخب، �إذ اعترب بع�ض النواب �أنّ الناخب‬
‫ميكن �أن يكون ع�سكريا �أو �أمنيا، يف حني‬
‫طالبت بع�ض الأطراف باحلفاظ على حياد‬
‫امل�ؤ�س�ستني الأمنية والع�سكرية، وكانت‬
‫ّ‬
‫طريقة الت�سجيل ون�ظ��ام��ه حم��ل خالف‬
‫�أي�ضا من خ�لال االختالف ب�ش�أن اعتماد‬
‫الت�سجيل الإرادي �أو الآيل �أو املزدوج.‬
‫الآراء داخ��ل اللجنة كانت متباعدة‬
‫وخمتلفة بخ�صو�ص م�س�ألة التزكية يف‬
‫االنتخابات الرئا�سية والت�شريعية، فقد‬

‫ّ‬
‫مت ت�أكيد ��ض��رورة �أن ال يتم التن�صي�ص‬
‫ّ‬
‫على التزكية يف االنتخابات الت�شريعية؛‬
‫باعتبار �أنّ الد�ستور مل ين�ص على التزكية‬
‫ّ‬
‫فيها، واعتبار �أنّ التن�صي�ص عليها يف‬
‫القانون االنتخابي خمالف للد�ستور الذي‬
‫ن�ص على �إمكانية التزكية يف االنتخابات‬
‫ّ‬
‫الرئا�سية، ومل ين�ص عليها يف االنتخابات‬
‫ّ‬
‫الت�شريعية.‬
‫ك�م��ا ر�أى ق�ط��اع وا� �س��ع م��ن النواب‬
‫�أن نظام الت�سبقة يف التمويل العمومي‬
‫للحملة االنتخابية، وه��و النظام الذي‬
‫اعتمد يف انتخابات 32 �أكتوبر 1102،‬
‫ال يتنا�سب مع �ضرورة تر�شيد الت�صرف‬
‫يف الأم � � ��وال امل ��ر�� �ص ��ودة لالنتخابات‬
‫ال�ت��ي ه��ي �أم ��وال عمومية، ب��ل �إن��ه �أدى‬
‫�إىل اال�ستيالء على �أم ��وال عمومية من‬
‫طرف بع�ض القوائم التي حت�صلت على‬
‫ّ‬
‫الت�سبقات املالية ثم مل تقم ب�أي ن�شاط يف‬
‫احلملة االنتخابية.‬
‫ومن بني املقرتحات املقدمة يف اجلزء‬
‫املتعلق بالتمويل م�ق�ترح اعتماد نظام‬
‫اال�سرتجاع الذي ين�ص على �أنّ الدولة ال‬
‫ّ‬
‫تقوم بتقدمي ت�سبقات لتمويل احلملة، يف‬
‫حني تتولىّ القوائم االنتخابية والأحزاب‬
‫ّ‬
‫مت��وي��ل حملتها، ث �م ت �ق �دّم م��ا يفيد �أنها‬
‫ّ‬

‫الديوانة تقوم بجرد معدات‬
‫رصاحة أف أم والبث يتوقف‬

‫�أكدت �إميان الطيّب م�ساعد رئي�س حترير �إذاعة �صراحة �أف‬
‫�أم �أول �أم�س يف ت�صريح لها �أن ممثلني عن الديوانة التون�سية‬
‫وال�شرطة االقت�صادية وال��وك��ال��ة الوطنية ل �ل�ترددات ومركز‬
‫البحوث والدرا�سات والتكنولوجيا زاروا �صباح يوم الأربعاء‬
‫الفارط مقر الإذاعة بالعا�صمة للقيام بعملية جرد ملعدات الإذاعة‬
‫ّ‬
‫والتثبت من وثائقها، و�أو�ضحت �إميان الطيّب �أن موظفي الإذاعة‬
‫و�صحفييها تعر�ضوا �إىل الإهانة من طرف �أعوان الأمن. ويبدو‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫�أن هذا الإجراء �سي�شمل كل الإذاعات التي تبث عرب الـ �أف �أم ومل‬
‫ّ‬
‫تتح�صل بعد على رخ�صة بث، ولديها جتهيزات تقنية م�ستوردة.‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫ويف ت�صريح للفجر قال ب�شري الغري�سي املدير التنفيذي لإذاعة‬
‫�صراحة �أف �أم �أن امل�س�ألة �سيقع حلها يوم اجلمعة خالل جل�سة‬
‫مع الديوانة مطالبا الهيئة امل�ستقلة لالت�صال ال�سمعي الب�صري‬
‫بالإ�سراع يف ا�صدرا كرا�س �شروط واعطاء الرخ�ص للإذاعات‬
‫اجلديدة.‬

‫4‬

‫بذلت ن�سبة معينة من الأم��وال، وتعر�ض‬
‫ف��وات�يره��ا �أو م��ا ي�ب�رر �أنّ ه��ذا الإنفاق‬
‫ّ‬
‫ك��ان يف �إط��ار احلملة االنتخابية، وذلك‬
‫يف طريقة لرت�شيد االنتخابات يف �إطار‬
‫متويل احلملة.‬
‫وم��ن �أب��رز الإ�شكاليات التي طرحها‬
‫القانون االنتخابي والنقاط التي �أثارت‬
‫خالفا وانتقادات �سواء داخل املجل�س �أم‬
‫خارجه �إدراج الف�صل 51 من املر�سوم‬
‫53 املتعلق بحرمان رموز النظام ال�سابق‬
‫م��ن امل�شاركة يف االنتخابات الرئا�سية‬
‫والت�شريعية.‬
‫وبخ�صو�ص �سحب الرت�شحات من‬
‫االنتخابات اعترب �أع�ضاء جلنة الت�شريع‬
‫ال �ع��ام �أنّ �سحب ال�تر��ّ�ش�ح��ات ق��د يكون‬
‫منفذا ل�صفقات �سيا�سية بني املرت�شحني،‬
‫خا�صة �أنّ الن�ص القانوين والد�ستور غري‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وا�ضحني بخ�صو�ص م�س�ألة االن�سحاب من‬
‫االنتخابات، وهذا ما �أثار جدال بخ�صو�ص‬
‫الف�صول 25 و35 و45 م��ن م�شروع‬
‫القانون االنتخابي، خا�صة �أنّ الد�ستور‬
‫ّ‬
‫ين�ص على �أن��ه ال يعتد باالن�سحاب يف‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الدورتني االنتخابيتني الأوىل والثانية،‬
‫وع �ب��ارة “ال يعتد باالن�سحاب” �أول ��ت‬
‫ّ‬
‫بطرق عديدة داخل اللجنة.‬

‫وقفة تضامنية مع صحفيي‬
‫اجلزيرة املعتقلني يف مرص‬
‫نظم مركز تون�س حلرية ال�صحافة وقفة ت�ضامنية مع‬
‫�صحفي �شبكة اجلزيرة املعتقلني يف م�صر، �أم�س اخلمي�س‬
‫على ال�ساعة ال��واح��دة ظهرا مبقر امل��رك��ز 4 نهج املك�سيك،‬
‫ومب�شاركة من عديد الزمالء باال�ضافة اىل ممثلي منظمات‬
‫املجتمع املدين املعنية بالدفاع عن احلقوق واحلريات.‬
‫وق ��ال حم �م��ود ال� ��ذوادي رئ�ي����س م��رك��ز ت��ون����س حلرية‬
‫ال�صحافة للفجر �أن ه��ذه ال��وق�ف��ة تتنزل يف اط��ار احلملة‬
‫الدولية للمطالبة ب��الإف��راج ع��ن ال�صحفيني املعتقلني ويف‬
‫اطار دور املركز االقليمي وال��دويل امل�ساند لكل ال�صحفيني‬
‫امل�ضطهدين.‬

‫العجمي الوريمي للفجر:‬

‫بقية بنود خارطة الطريق‬
‫جيب أن تناقش بمعزل عن‬
‫احلسابات احلزبية‬
‫بعد توقف دام �أكرث من �أربع �أ�سابيع، ا�ست�ؤنفت جل�سات احلوار الوطني.‬
‫اجلل�سة الأوىل التي انعقدت �أوّ ل �أم�س الأربعاء كانت ترتيبيّة بالأ�سا�س،‬
‫ّ‬
‫حيث مت االتفاق فيها على عقد‬
‫جل�سة الأ�سبوع القادم للنظر‬
‫ّ‬
‫يف البنود املتبقية يف خارطة‬
‫الطريق، وعلى ر�أ�سها مراجعة‬
‫التعيينات وحتييد امل�ساجد‬
‫ّ‬
‫وح��ل رابطات حماية الثورة،‬
‫وهي م�سائل يعتربها الرباعي‬
‫ل �ل �ح��وار وع���دد م��ن الأح� ��زاب‬
‫امل�شاركة جوهريّة و�ضروريّة‬
‫ّ‬
‫للمرور �إىل انتخابات �شفافة‬
‫ونزيهة.‬
‫ّ‬
‫ويف ت�صريح للفجر، �أكد‬
‫ّ‬
‫رئي�س مكتب الإع�ل�ام وممثل‬
‫ّ‬
‫حركة النه�ضة يف احل��وار الوطني العجمي ال��ورمي��ي �أن لقاء الرباعي‬
‫بالأحزاب امل�شاركة يف احلوار كانت �أ�شبه بجل�سة ا�ستماع تتم فيها تبادل‬
‫ّ‬
‫الآراء بني خمتلف الأط��راف عن �أول��وي��ات املرحلة القادمة والنقاط التي‬
‫ّ‬
‫مل ت�ستكمل يف خارطة الطريق، على غرار القانون االنتخابي ومراجعة‬
‫ّ‬
‫الت�سميات وحل رابطات حماية الثورة، �إىل جانب هيئة �إ�سناد ومرافقة‬
‫احلكومة التي اتفق اجلميع تقريبا على �أنها لن تكون بديال عن املجل�س‬
‫الوطني الت�أ�سي�سي، ولن تتعدّى �صالحيّاته الراقبيّة.‬
‫ّ‬
‫ويف ما يتع ّلق بالقانون االنتخابي، �أفاد الورميي ب�أن احلوار الوطني‬
‫�سينظر يف م�س�ألتني خالفيتني، الأوىل تتع ّلق بتزامن االنتخابات الت�شريعية‬
‫الرئا�سيّة، �أو �أ�سبقيّة �أحدهما على الآخر، والثانية تتع ّلق مب�س�ألة العزل‬
‫ّ‬
‫ال�سيا�سي �أو حرمان بع�ض الأ�شخا�ص من الرت�شح لالنتخابات القادمة.‬
‫�أم��ا بخ�صو�ص مراجعة التعيينات، فقد تباينت وجهات النظر داخل‬
‫ّ‬
‫احلوار الوطني ب�ش�أن مفهوم وم�ضمون و�آليات هذا الإجراء بني خمتلف‬
‫ّ‬
‫الأط��راف امل�شاركة يف احل��وار، بح�سب الورميي. فهناك من يرى �أن هذا‬
‫املو�ضوع يجب تناوله بطريقة حترتم فيها الإجراءات القانونيّة باعتبارها‬
‫ّ‬
‫متت وفق القانون، فال بد �أن تتم مراجعتها مبقت�ضى القانون �إىل جانب‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ت�أكيد �أن يظلّ‬
‫هذا املو�ضوع مبعزل عن احل�سابات ال�سيا�سيّة واحلزبيّة.‬
‫ّ‬
‫و�أ�ضاف الورميي �أن الآراء داخل احلوار اختلفت بني من ي�صر على مراجعة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫التعيينات التي متت فقط يف حكومة الرتويكا، وبني من يطالب مبراجعة‬
‫ّ‬
‫التعيينات التي متت منذ 5 �سنوات خلت.‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وعن م�س�ألة حل روابط حماية الثورة، �أكد العجمي الورميي �أنّ‬
‫حركة‬
‫ّ‬
‫النه�ضة ملتزمة ببنود خارطة الطريق ومعنيّة ب�إجناح احلوار الوطني بكل‬
‫ّ‬
‫تفا�صيله املتفق عليها، ولكن يبقى لديها وجهة نظر خمتلفة قليال عن الأطراف‬
‫الأخرى وبع�ض االحرتازات على م�س�ألة حلّ‬
‫رابطات حماية الثورة. وبينّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ممثل حركة النه�ضة يف احلوار الوطني �أن مو�ضوع الرابطات مو�ضوع‬
‫ّ‬
‫معقد، وفيه �أبعاد وجوانب خمتلفة، منها القانوين ومنها ال�سيا�سي، ويجب‬
‫�أخذ كليهما بعني االعتبار؛ لذا يجب �أن يراعى فيها القانون و�سلطة الق�ضاء‬
‫و�أحكام الد�ستور الذي �صادقنا عليه. وا�ست�شهد مبوقف الق�ضاء من �إقرار‬
‫ّ‬
‫وزير الداخلية ورئي�س احلكومة ال�سابقني �أن تيّار �أن�صار ال�شريعة تيّار‬
‫ّ‬
‫�إرهابي ملّا اعتربه ق�ضاة وحمامون خمالفا للقانون، وقالوا حينها �إن هذا‬
‫القرار يتم مبقت�ضى �أمر ق�ضائي ال مبقت�ضى قرار �سيا�سي. كما نبّه الورميي‬
‫ّ‬
‫�إىل �أن تناول م�س�ألة حلّ‬
‫ّ‬
‫روابط حماية الثورة يجب �أن يتم مبعزل عن �أيّ‬
‫ّ‬
‫ح�سابات حزبيّة و�سيا�سيّة، ونبه �إىل خطورة �أن تعترب بع�ض الأطراف �أنّ‬
‫ها‬
‫ّ‬
‫يف خ�صومة �أو نزاع مع هذه اجلمعيّات، ك�أنهم يتعاملون مع خ�صم �سيا�سي‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫�أو �إيديولوجي واحلال �أن اجلميع يعلم �أن هذه الروابط املختلفة واملتعدّدة‬
‫ال جتمعها �إيديولوجيا وال انتماء حزبي.‬
‫فائزة الناصر‬

‫5‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة 82 فيفري 4102‬

‫معركة املحامني والقضاة ... من ينزع فتيل األزمة؟‬
‫محمد فوراتي‬

‫ت�شهد العالقة بني املحامني والق�ضاة منذ مدّة‬
‫ت��وت��را ب��د�أ يكرب ك�ك��رة الثلج حتى و��ص��ل �إىل حد‬
‫ّ‬
‫ال�صدام يف الأ�سبوع املا�ضي عندما �أوق��ف قا�ضي‬
‫التحقيق باملكتب اخل��ام����س باملحكمة االبتدائية‬
‫بتون�س ومبوجب بطاقة �إي��داع بال�سجن حمامية‬
‫بتهمة التحيّل. وك��ان ي��وم اجلمعة املا�ضي يوما‬
‫طويال وغري م�سبوق يف تاريخ الق�ضاء التون�سي؛‬
‫فقد اعت�صم ع�شرات املحاميات واملحامني مطالبني‬
‫ب�إطالق �سراح زميلتهم، حماولني �إجبار القا�ضي على‬
‫�إط�لاق �سراح املحامية، و�صاحب ذلك ت�شنج كبري‬
‫بني الطرفني، وهو ما �سماه بع�ض الق�ضاة باالعتداء‬
‫على زميل لهم و�إهانة الق�ضاء، واالعتماد على القوة‬
‫واحل�شد وال�صراخ وتعطيل املرفق الق�ضائي، بعيدا‬
‫عن القانون، والطرق القانونية املعتمدة.‬
‫الهيئة الوطنية للمحامني بدورها حمّلت قا�ضي‬
‫التحقيق وم��ن ورائ ��ه ج�ه��ات ق�ضائية م�س�ؤولية‬
‫ّ‬
‫التوتر اجلاري بني �أكرب قطاعني يف مرفق الق�ضاء،‬
‫وق��ال ع��دد م��ن املحامني �إن هناك حملة ت�ستهدف‬
‫املحامني، و�إن �أكرث من 008 بطاقة �إي��داع �سجلت‬
‫�ضد حمامني يف ع��دد من حماكم اجلمهورية، و�إن‬
‫ّ‬
‫قا�ضي التحقيق مل يتبع الإج� ��راءات املعمول بها‬
‫خالل �إيقاف املحامية.‬
‫كما �أكدت الهيئة �أنه مل يقع �إعالم الفرع اجلهوي‬
‫للمحامني من قبل الوكيل العام ملحكمة اال�ستئناف‬
‫بتون�س وفقا ملقت�ضيات الف�صل 64 من املر�سوم‬
‫املنظم ملهنة املحاماة الذي ين�ص على �أنه «�إذا وقعت‬
‫ّ‬
‫تتبّعات �ضد حمام يتم �إعالم رئي�س الرفع اجلهوي‬
‫ّ‬
‫املخت�ص بذلك حينها، ويُحال املحامي وجوبا من‬
‫ّ‬
‫ط��رف الوكيل العام ل��دى حمكمة اال�ستئناف على‬
‫ق��ا��ض��ي التحقيق ال ��ذي ي �ت��ولىّ بحثه بخ�صو�ص‬
‫التتبّع بح�ضور رئي�س الفرع املخت�ص �أو من ينوبه‬
‫ّ‬

‫للغر�ض».‬
‫وقد متّ‬
‫ت �إحالة خم�سة حمامني على مكتب قا�ضي‬
‫التحقيق باملحكمة االبتدائية بتون�س و�أكرث من 01‬
‫من كتبة املحامني، وذلك على خلفية الأح��داث التي‬
‫�شهدتها املحكمة الأ�سبوع املا�ضي �إثر �إ�صدار قا�ضي‬
‫حتقيق بطاقة �إي��داع �ضد حمامية بتهمة التحيّل.‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وي�شمل قرار الإحالة كل من املحامني: مهدي زرقوبة‬
‫و�أحمد كعيالن وعرو�سي �سقري و�آ�سيا احلاج �سامل‬
‫وكلثوم الزاوي.‬
‫وق ��د ب �ل��غ ال �ت��وت��ر م�ب�ل�غ��ه ب �ع��د ه ��ذه الإح��ال��ة‬
‫والت�صريحات واالت�ه��ام��ات املتبادلة بالدعوة �إىل‬
‫عقد اجتماع ع��ام بق�صر العدالة بتون�س ب�إ�شراف‬
‫هيئة املحامني الت�خ��اذ �إج� ��راءات ت�صعيدية رمبا‬
‫ت�شمل الإ�ضراب واالعت�صام املفتوح يف املحكمة.‬
‫فيما وا�صل الق�ضاة جمعية ونقابة تنفيذ �إ�ضراب‬
‫ت�ل��و الإ�� �ض ��راب م�ن��ذ اجل�م�ع��ة امل��ا��ض�ي��ة، وتعطلت‬
‫ّ‬
‫م�صالح املواطنني، وت�شهد خمتلف املحاكم توترا‬
‫م�ت��زاي��دا وت��را��ش�ق��ا بالتهم ب�ين ال�ق�ط��اع�ين، زادتها‬
‫بع�ض الأط���راف م��ن هنا وم��ن ه�ن��اك ح �دّة ببع�ض‬
‫الت�صريحات املت�شجنة. وهكذا نكون قد دخلنا ما‬

‫ي�شبه معركة ك�سر العظم بني الق�ضاة واملحامني،‬
‫ودوامة من الإ�ضرابات والإ�ضرابات امل�ضادة التي‬
‫ال نعرف كيف �ستنتهي؟‬
‫�إن خ �ط��ورة ه ��ذه الأزم � ��ة ت �ت �ج��اوز املحامني‬
‫والق�ضاة؛ لأنها تك�شف عن م�شكلة ثقة بني خمتلف‬
‫القطاعات يف املجتمع، ون��وع من االن�ف�لات وعدم‬
‫االلتزام بال�ضوابط القانونية والأخالقية يف التعامل‬
‫بني �أبناء املجتمع الواحد. كما �أنها �أزم��ة تنعك�س‬
‫ب�شكل كارثي على املتقا�ضني، وتعطل م�صاحلهم،‬
‫وت�ضرب �إ�سفينا بني قطاعني، ي�صعب نزعه، وهما‬
‫قطاع واحد يف احلقيقة، طاملا �ساهم بع�ض رموزه‬
‫يف الن�ضال من �أج��ل الدميقراطية و�إ�سقاط نظام‬
‫اال�ستبداد، فمن �سيكون مُ�ستفيدا من هذه الأزمة‬
‫غري �أع��داء تون�س؟ ومن �سي�ستفيد من هذه الأزمة‬
‫غري الباحثني عن توتري الأجواء و�إر�ساء مناخ من‬
‫الفو�ضى يتيح تطبيق �أجندات هدفها �إف�شال امل�سار‬
‫الدميقراطي والعودة �إىل منظومة اال�ستبداد؟‬
‫الغريب يف الأم��ر �أن ه��ذه الأزم��ة بني الق�ضاة‬
‫وامل�ح��ام�ين، ورغ��م خطورتها، تعاملت معها عديد‬
‫الأط��راف من منطق الفرجة، وب�شكل �سلبي. ويف‬

‫مُقدمة ه��ذه الأط���راف احل�ك��وم��ة، وخا�صة وزارة‬
‫العدل، ولي�س بعيدا عن ذلك �أي�ضا الأحزاب واملجتمع‬
‫املدين، كما مل ن�شهد حماوالت للو�ساطة ودرء الفتنة‬
‫من قدماء املهنة �أو من بقية منظمات املجتمع املدين،‬
‫ّ‬
‫بل �إن الرابطة التون�سية للدفاع عن حقوق الإن�سان‬
‫�أ��ص��درت بيانا غبيا �ساندت فيه قطاعا دون �آخر،‬
‫ّ‬
‫ومل تلتزم احلياد، وال �سعت �إىل الو�ساطة، وحل‬
‫الإ�شكاالت العالقة ب�شكل ودّي يطفئ لهيب الأزمة‬
‫وال ي�شعلها، رغم �أنها منظمة حقوقية وطنية يجب‬
‫�أن ت�أخذ م�سافة من اجلميع.‬
‫ّ‬
‫�إن ا�ستفحال هذه الأزمة وتوا�صلها خالل الأيام‬
‫القادمة دون م�صاحلة حقيقية بني جناحي العدالة،‬
‫ينبئ مب��ا ه��و �أ� �س��و�أ، ويفتح ال�ب��اب �أم ��ام فو�ضى‬
‫�أكرب، كما يفتح الباب �أمام �أجندات خطرية �ستجد‬
‫يف �إ�ضعاف مرفق الق�ضاء و�سيلة لتحقيق غايات‬
‫�سيا�سوية، ولذلك على كل العقالء واجلهات الر�سمية‬
‫واملنظمات االجتماعية التدخل لإطفاء حريق الفتنة‬
‫وغلق امللف، وهذا ممكن �إذا توفرت النية احل�سنة،‬
‫والوعي بخطورة اللعب بهذا القطاع �أو دفعه �إىل‬
‫الفو�ضى وردود الفعل املجنونة وغري املح�سوبة.‬

‫اقترحت كمال الجندوبي على رأس هيئة لمراقبة االنتخابات:‬

‫جبهة اإلنقاذ وحكمة أنشتاين الضائعة‬

‫ّ‬
‫يف كل مرة تفاجئ جبهة الإنقاذ التون�سيني بت�صرفات‬
‫�ضررها �سيا�سيا �أك�ثر من نفعها، فبعد �أن ا�ستماتت يف‬
‫تر�شيح حممد النا�صر خلالفة علي العري�ض على ر�أ�س‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫احلكومة، م�ؤكدة �أنه م�ستقل عن كل الأح��زاب، ثم ما لبث‬
‫ّ‬
‫�أن ت��ولىّ من�صب نائب رئي�س ن��داء تون�س، متحدية كل‬
‫من اعترب ه��ذا التعيني دليال على �أن جبهة الإن�ق��اذ كانت‬
‫تناور مبحمد النا�صر الفتكاك "احلكومة" من الفائزين يف‬
‫االنتخابات الفارطة حتى �أن حمّة الهمامي اعترب هذه الآراء‬
‫�سخيفة .. ها هي جبهة الإنقاذ ت�ؤكد �أنها تعتقد �أن ذاكرة‬
‫التون�سيني ق�صرية حتى �أنها �ستن�سى �أن كمال اجلندوبي‬
‫كان مر�شحا بارزا خلالفة نف�سه على ر�أ�س اللجنة امل�ستقلة‬
‫لالنتخابات، مدعوما من عدة قيادات من اجلبهة، حجتها يف‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ذلك �أنه م�ستقل وعلى نف�س امل�سافة من كل الأحزاب، وملا مت‬

‫التوافق على غريه �سارعت جبهة الإنقاذ �إىل تعيينه رئي�سا‬
‫للجنتها ملراقبة االنتخابات، وهذا طبعا حركة ا�ستباقية من‬
‫اجلبهة للت�شكيك يف نتائج االنتخابات القادمة �إن مل تكن‬
‫كما ت�شتهي، ودليلها يف ذلك �أن اجلندوبي "طاقة معتربة"‬
‫يف تنظيم ال�ش�أن االنتخابي بعد �أن "�أبدع" يف �أداء مهمته‬
‫يف االنتخابات الفارطة، وطبعا �آرا�ؤه لن تكون ذات قيمة �إال‬
‫لال�ستهالك الإعالمي؛ لأن اال�ستحقاقات االنتخابية القادمة‬
‫ّ‬
‫�ستكون حم��ل مراقبة داخليا وخ��ارج�ي��ا، و�أن ت�شكيكات‬
‫امل�شككني ال قيمة لها؛ لأنها ال�سالح الوحيد للخا�سرين، وال‬
‫فاعلية له كما ثبت يف كل املنا�سبات الفارطة.‬
‫الثابت �أنه مبثل تلك القرارات �أكدت جبهة الإنقاذ �أن‬
‫مفهومها لال�ستقاللية يحتاج �إىل مراجعة �شاملة، متاما مثل‬
‫�شمولية مراجعة التعيينات التي تدعو �إليها يف كل حني،‬

‫كما �أك��دت �أنها مل ت�سمع ـ رغم "حداثية" كثري من‬
‫مكوناتها ـ مبقولة �شهرية للعامل الكبري �أن�شتاين‬
‫مفادها �أن الغبي فقط من يتبع نف�س امل�سارات رغم‬
‫ّ‬
‫�أنها ت�ؤدي �إىل نف�س النتائج.‬
‫�أم��ا كمال اجلندوبي وال��ذي نقدر ما ق��ام به‬
‫من ن�ضال ومن دور يف االنتخابات املا�ضية �إال �أنه‬
‫بهذه املهمة التي تكلفه بها جبهة االنقاذ، وهي جهة‬
‫�سيا�سية، وبعد قبوله بتلك املهمة، فقد خ�سر‬
‫ا�ستقالليته، بل �شكك يف ا�ستقالليته‬
‫ال�سابقة، وخ�سر بذلك ثقة الر�أي‬
‫العام يف �أي دور ميكن ان يقوم به‬
‫يف امل�ستقبل.‬
‫ياسين الصيد‬

‫نلعب‬
‫وإالّ نحرم..!‬
‫ّ‬
‫6‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة 82 فيفري 4102‬

‫علي العريض‬
‫للفجر:‬

‫تعلمت يف هذه التجربة كيف أفصل‬
‫ّ‬
‫عباءة احلزب عن عباءة الدولة‬

‫اخلروج من احلكم ليس كارثة وال مصيبة كام يعتقد املهوسون بالسلطة و"أبناء النهضة مل يكونوا يوما طالب كرايس،‬
‫وال يعانون عقدة السلطة، ويكفينا رشفا ترسيخ املعنى احلقيقي للتداول السلمي عىل السلطة يف تونس بعد حقبة‬
‫الدكتاتورية واالستبداد والتفرد باحلكم". نحن دخلنا السلطة مناضلني رشفاء، وخرجنا منها مناضلني‬
‫ّ‬
‫واثقني ال صاغرين". هذا أهم ما أكده لنا رئيس احلكومة السابق، والقيادي يف حركة النهضة املهندس عيل‬
‫ّ‬
‫العر ّيض يف أول حديث صحفي له بعد مغادرته القصبة.‬
‫ّ‬
‫حاوره: فائزة الناصر-أسامة بالطاهر‬

‫لن أحتس عىل أوقات وهبتها ملن يستحق‬
‫رّ‬
‫وأرجو أن يعذرين شعبي فيام قرصت‬
‫سنتان من احلكم ماذا أضافت لعيل العريض؟‬

‫ّ‬
‫هذه التجربة �أ�ضافت �إيل الكثري؛ لأنها جاءت يف فرتة‬
‫ت�ستدعي الوعي مبتطلبات البالد وباملحيط الإقليمي الذي‬
‫ّ‬
‫ننتمي �إليه، كما �أ�ضافت �إيل الوعي والإملام بحاجيات النا�س‬
‫وطموحاتهم واحتياجاتهم وبواقع البالد االقت�صادي واملايل‬
‫واالجتماعي والتنموي وبحجم التحديات التي تواجهها بالدنا،‬
‫ّ‬
‫وك�شفت يل حجم االنتهاكات التي ارتكبت يف حق �أجيال ويف‬
‫ّ‬
‫حق جهات ويف حق فئات. ت�ستطيعني �أن تقويل �إن هذه التجربة‬
‫مكنتني م��ن ا�ستيعاب وف�ه��م جيد للواقع وحل�ج��م التحديّات‬
‫الداخلية والدولية، وكيف �أتعاطى مع ق�ضايا وطن ب�أكمله يف‬
‫فرتة �صعبة ومعقدة وكيف �أعاجلها. تعلمّت يف هذه التجربة‬
‫كيف �أف�صل عباءة احلزب عن عباءة الدولة، وكيف ي�ستطيع‬
‫امل�س�ؤول ال�سيا�سي �أن يتحرر من كل االعتبارات وامليوالت‬
‫ّ‬
‫ال�شخ�صية واحل��زب �ي��ة وال�ف�ئ��وي��ة، و�أن ي�ك��ون يف خ��دم��ة كلّ‬
‫التون�سيني يف الداخل واخلارج يف ال�شمال واجلنوب على اختالف‬
‫انتماءاتهم احلزبية والإيديولوجية، وكيف يعلي م�صلحة البالد‬
‫العليا على كل االعتبارات. علمتني �أننا ك ّلما انفتحنا على النا�س‬
‫�أكرث ووثقنا بهم �أكرث، كان �أدا�ؤهم �أف�ضل وعطا�ؤهم �أجزل.‬
‫ويف املقابل ماذا أخذت منك؟‬

‫النهضة منفتحة‬
‫على جميع القوى‬
‫الوطنية التي تؤمن‬
‫بالديمقراطية‬

‫جتربة احلكم �أخ��ذت مني ال�صحة وال��راح��ة، �أخ��ذت مني‬
‫ّ‬
‫احلريّة التي طاملا حلمت ب�أن �أمتتع بها و�أعي�شها بعد �سنوات‬
‫ال�سجن الطويلة واملريرة، وبعد امل�ضايقات وكتم الأنفا�س، فلم‬
‫ي�سعفني الوقت لأمتتع بهذه احلرية الغالية التي حرمت منها.‬
‫جت��ري��ة احل�ك��م حرمتني م��ن �أح��ب الأ��ش�ي��اء �إىل نف�سي، وهي‬
‫املطالعة التي مل تكن تفارقني يوما، فلم �أكن �أجد الوقت حتى‬
‫لأقر�أ بع�ض ال�سطور، كما حرمتني من دفء العائلة والقرب منها‬
‫ومن م�شاغلها اليومية ومن حقوقها علي.‬
‫ّ‬
‫هل خامرتك يوما فكرة الندم عىل خوض هذه التجربة؟‬

‫مطلقا، ال ميكن �أن �أن��دم على واجب �سعيت لأن �أقدّمه بكل‬
‫�أمانة و�إخ�لا���ص، ول��ن �أن��دم على جهد قدمته �إىل وط��ن �أدي��ن له‬
‫بالكثري، ولن �أحت�سر على �أوقات وهبتها ملن ي�ستحق، و�أرجو �أن‬
‫ّ‬
‫يعذرين �شعبي فيما ق�صرت.‬
‫يتحدث بعض خصومكم يف مجيع منابرهم واجتامعاهتم‬
‫ولقاءاهتم عن خروج صاغر ذليل للنهضة رضوخا لرغبتهم‬
‫ودعواهتم إلسقاطها، ما تعليقك؟‬

‫الذي �أخرجنا هو حب تون�س وم�صلحتها العليا، الذي �أخرجنا‬
‫ّ‬
‫هو حر�صنا على جناح التجربة الدميقراطية، الذي �أخرجنا‬
‫ّ‬
‫هو زهدنا يف احلكم وثقتنا يف �أن جمال الفعل والإجناز‬

‫والعطاء ال يقت�صر على ال�سلطة كما يعتقد بع�ض املهوو�سني بها، �أخرجنا‬
‫ّ‬
‫�إمياننا ب�أن ال�سلطة يف الدميقراطيات تداول، ولو دامت لبورقيبة وبن علي‬
‫ما �آلت �إلينا، ولو دامت لنا لن ت�ؤول �إىل غرينا. �أخرجنا تقديرنا �أن ا�ستمرار‬
‫و�ضع الت�آكل واال�ستقطاب والتناحر �أدّى و�سي�ؤدّي �إىل مزيد من الإ�ضرار‬
‫مب�صالح البالد و�إطالة املرحلة االنتقاليّة وتوفري مناخ م�ضاد لال�ستقرار‬
‫ّ‬
‫واال�ستثمار والإعمار، وكانت �ضريبة الو�صول �إىل �إنهاء الد�ستور وو�ضع‬
‫البالد على الو�ضوح، واالجت��اه نحو االنتخابات و�إ�شاعة مناخ من الراحة‬
‫والهدوء ومزيد من الأمل داخلها وخارجها، �أن نخرج من احلكومة وندعم‬
‫حكومة م�ستق ّلة.‬
‫نحن مل ندخل هذه احلكومة غ�صبا وال كرها وال تزكية من �صحف �صفراء‬
‫وال ر�أ���س مال فا�سد وال جهات م�شبوهة، نحن دخلنا احلكومة من �ساحات‬
‫الن�ضال، دخلناها منا�ضلني ونخرج منها منا�ضلني واثقني ال �صاغرين.‬
‫واخلروج من احلكم بالن�سبة لنا لي�س كارثة وال م�صيبة كما يعرف امل�ؤمنون‬
‫بالدميقراطية وباملعنى احلقيقي للتداول ال�سلمي على ال�سلطة الذي كان لنا‬
‫�شرف تر�سيخه يف تون�س بعد حقبة الدكتاتورية واال�ستبداد والتفرد باحلكم.‬
‫املهم بالن�سبة لنا لي�س فيمن ت�ؤول �إليه ال�سلطة علمانيا كان �أم �إ�سالميا �أم حتى‬
‫�شيوعيا، بل املهم �أن تكون هناك مبادئ را�سخة وثابتة ال يحيد عنها من يحكم،‬
‫ّ‬
‫وهي مبادئ الدميقراطية واحرتام حقوق الأف��راد وعدم امل�سا�س باحلريات‬
‫العامة واخلا�صة.‬
‫ّ‬
‫بعض القوى الثورية تعترب أن عنوان الفشل يف حكومات ما بعد الثورة‬
‫ّ‬
‫هو التطبيع مع الدولة العميقة وعدم مقاومة الفساد وحماسبة الفاسدين؟‬

‫ّ‬
‫�أحرتم كل الآراء والتقييمات واالنتقادات مهما علت وتريتها، ولكن �أو�ضح‬
‫لك م�س�ألة، احلكومات املتعاقبة بعد الثورة، ونعني بها حكومة ال�سيد الباجي‬
‫قايد ال�سب�سي التي ا�ستمرت ع�شرة �أ�شهر، وحكومة ال�سيد حمادي اجلبايل‬
‫التي ا�ستمرت �سنة و�أربعة �أ�شهر، ثم احلكومة التي تر�أ�ستها والتي ا�شتغلت‬
‫مدة ع�شرة �أ�شهر ون�صف، هذه احلكومات الثالثة كان �أمامها �أربعة حتديات،‬
‫الفارق بينها الرتتيب من حيث الأول��وي��ة وم��ن حيث احلاجة وال�ضرورة،‬
‫التحدي الأوّ ل: هو تكري�س الدميقراطية والنجاح يف االنتقال الدميقراطي،‬
‫والثاين: هو مقاومة الف�ساد واجلرمية والت�صدّي للإرهاب و�ضمان الأمن‬
‫واال�ستقرار يف البالد، والثالث: هو �إج��راء �إ�صالحات اقت�صادية وحلول‬
‫اجتماعية للق�ضايا امللحة، والرابع: هو ال�سعي �إىل معاجلة �أو�ضاع �ضحايا‬
‫الأنظمة ال�سابقة و�إر�ساء م�شروع للعدالة االنتقالية ومقاومة الف�ساد.‬
‫بالن�سبة للنقطة الرابعة �أنت ت�س�ألني ماذا حققنا فيها، ميكن القول دون‬
‫ّ‬
‫مبالغة �إن بالدنا تقدمت �شوطا كبريا يف ه��ذا الباب، فقد �سوّ ي مو�ضوع‬
‫ال�شهداء واجلرحى، ويكاد ي�سوّ ى نهائيا باب جرب �ضرر �ضحايا العهد البائد،‬
‫من خالل تفعيل مر�سوم العفو الت�شريعي العام، وبالن�سبة للأموال املهربة‬
‫ّ‬
‫فقد جنحنا يف ا�سرتجاع جزء منها، كما ك�شفنا النقاب عن الكثري من ق�ضايا‬
‫الف�ساد و�أحلناها على الق�ضاء. وعلى القوى امل�ؤمنة بالثورة والغيورة على‬
‫ّ‬
‫ا�ستحقاقاتها �أن تدرك جيدا �أن هناك م�سائل ال بد �أن ت�ؤخذ بعني االعتبار، عليها‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫�أن تتفهّم بداية �أن ال�شرعية الثورية يف ظل دولة يحكمها القانون وامل�ؤ�س�سات‬

‫وطنية‬

‫اجلمعة 82 فيفري 4102‬

‫ال ت�ستطيع �أن تخرق القانون وحتكم ب�أحكامها مهما‬
‫كانت عادلة و�صائبة، ثانيا: يف ظل دول��ة دميقراطية‬
‫وهيئات منتخبة هناك قوانني و�إجراءات ال بد �أن تتبّع‬
‫ّ‬
‫وتحُ�ت�رم، ثالثا: ه��ذه احلكومات لي�س لها �صالحيات‬
‫مطلقة تخوّ ل لها �سرعة القرار والتنفيذ، بل على العك�س‬
‫هي حكومات مهامّها حمدّدة وم�ضبوطة ومقيّدة.‬
‫ّ‬
‫ما حتقق �إىل الآن يف م�سار املحا�سبة مهمّ، ومع‬
‫ذلك �أن��ا �أتفهّم عدم ر�ضا جزء كبري من �شباب الثورة،‬
‫نحن مل نطبّع يوما مع قوى ال��ردّة والف�ساد، ومل نفتح‬
‫�أب��واب�ن��ا لهم، ونحن �أك�ثر النا�س حر�صا على �إر�ساء‬
‫ّ‬
‫َ ّ‬
‫العدالة االنتقالية حتى يحا�سب كل من �أجرم يف حق هذا‬
‫الوطن ويُجرب ال�ضرر ويُفتح باب امل�صاحلة مع كلّ‬
‫من‬
‫اعتذر وجاهر بتوبته ورد احلقوق �إىل �أ�صحابها، و�آمل‬
‫ّ‬
‫�أن يتفهّم اجلميع �أن هذا امل�سار طويل و�شاق ومعقّ‬
‫ّ‬
‫د،‬
‫ويحتاج �إىل ال�صرب والثبات.‬
‫هل تعتقد أنه كان بإمكانكم املحاسبة ومقاومة‬
‫ّ‬
‫الفاسدين يف ظل وجود جزء من اإلعالميني والقضاة‬
‫يتحصن هبام الفاسدون وقوى الثورة املضادة؟‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫�أواف �ق��ك ال ��ر�أي �أن ه��ذي��ن القطاعني يعانيان من‬
‫خم ّلفات اال�ستبداد؛ فالإعالم ال زال �أمامه �شوط طويل‬
‫ّ‬
‫لتجاوز الهنات وح��ل م�شاكله واالرت �ق��اء ب ��أدائ��ه �إىل‬
‫م�ستوى اللحظة التي نعي�شها وم��ا تتطلبه، وال�شيء‬
‫ذاته ين�سحب على الق�ضاء وغريه، ومع ذلك ف�أنا �أ�ؤمن‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫�أن��ه لي�س من حق �أيّ جهة من خ��ارج هياكل القطاعني‬
‫ومن خارج �آلية العدالة االنتقالية ـ ولو كانت احلكومة‬
‫ـ �أن تتدخل يف � �ش ��أن مرفقي الق�ضاء والإع �ل�ام لأيّ‬
‫م�برّر كان - حتى لو كان التطهري- لتفر�ض و�صايتها‬
‫عليهما �أو لتحد من ا�ستقالليتهما. واجبنا نحن ك�سلطة‬
‫ّ‬
‫تنفيذية بدرجة �أوىل هو توفري وت�أمني مناخات احلرية‬
‫واال�ستقاللية لهذين املرفقني، و�أح�سب �أنْ ال �أحد اليوم‬
‫ّ‬
‫يجر�ؤ على �أن ينكر ما يتمتع به قطاعي الق�ضاء والإعالم‬
‫من حريّة وا�ستقاللية. ويف تقديري هما يتدرجان �شيئا‬
‫ف�شيئا نحو ترتيب البيت الداخلي على �أ�سا�س املهنية‬
‫واال�ستقاللية.‬

‫7‬

‫ُ‬
‫مستوى انتظارات املحرومني واملهمشني؟‬

‫ميزانيّة الدولة من جهة �أخرى، وهو ما ا�ضطرنا يف كثري‬
‫ّ‬
‫من الأحيان �إىل م�ضاعفة ميزانيّة الت�صرف و�إثقال كاهل‬
‫ّ‬
‫البالد مب�صاريف ال تقدر على توفريها، ف��أدّى ذلك �إىل‬
‫ارتفاع ن�سبة العجز يف امليزانيّة، و�إىل بع�ض التقييمات‬
‫ال�سلبية لالقت�صاد التون�سية من طرف بع�ض امل�ؤ�س�سات‬
‫ّ‬
‫املخت�صة يف التقييم االقت�صادي.‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ث��ان�ي��ا: ع��دم ت��وف��ر ال �ع��دد ال �ك��ايف م��ن امل�ؤ�س�سات‬
‫ّ‬
‫واملقاوالت القادرة على �إجن��از امل�شاريع الكربى، مثل‬
‫م�شروع �إجناز مئات الآبار االرتوازية التي �ستقدّم حلوال‬
‫جذرية مل�شكلة املياه ال�صاحلة لل�شراب، ومل�شاكل املناطق‬
‫ال�سقويّة، وق�س على ذل��ك م�شاريع تعبيد الطرقات،‬
‫�إىل جانب الندرة يف اليد العاملة، وهي م�شكلة م�ؤرقة‬
‫ّ‬
‫اعرت�ضتنا خالل تفعيل هذه امل�شاريع، ب�سبب مع�ضلة‬
‫احل�ضائر التي �أ�صابت النه�ضة االقت�صادية يف مقتل،‬
‫وكانت على ح�ساب امل�شاريع التنموية وعلى ح�ساب‬
‫توفري حاجيات املقاوالت يف البناء.‬
‫ث��ال�ث��ا: وج��دن��ا �أنف�سنا حما�صرين برت�سانة من‬
‫القوانني البالية واجل��ام��دة التي وق��ع �إ��ص��داره��ا بعد‬
‫الثورة يف �شكل مرا�سيم، وكانت دون م�ستوى التطلعات‬
‫ّ‬
‫واالنتظارات، و�شكلت عن�صرا مكبّال حال دون حتقيق‬
‫م��ا ه��و مطلوب م��ن م�شاريع تنموية وطنية وجهوية‬
‫وحملية، وق��د كنا بحاجة �إىل قوانني ثورية تتما�شى‬
‫م��ع ه��ذه اللحظة، وتي�سر مترير ه��ذه املنجزات دون‬
‫ّ‬
‫تعطيالت.‬

‫ّ‬
‫�أن��ا على يقني �أن ال�ت��اري��خ �سي�شهد يوما على ما‬
‫�أجن��زت��ه وم��ا قدمته حركة النه�ضة و�شركا�ؤها عندما‬
‫كانوا يف احلكم لإجناح هذه التجربة ولإنقاذ االقت�صاد‬
‫اجلريح من التهاوي، و�سين�صفها الزمن عاجال �أم �آجال.‬
‫ّ‬
‫حتى يكون تقييم ما �أجنزناه مو�ضوعيا ال بد �أن ن�أخذ‬
‫ّ‬
‫بعني االعتبار ما �أجنز مقارنة مبا طلب منا، ثم الظروف‬
‫ّ‬
‫املو�ضوعية واملادية التي عملنا فيها وانعكا�سات الو�ضع‬
‫الداخلي واخلارجي علينا.‬
‫من املنظور اال�سرتاتيجي االجتماعي ميكن القول‬
‫ـ بال تردّد ـ �إننا جنحنا �إىل حد كبري يف �إن�شاء م�شروع‬
‫ّ‬
‫ح�ضاري يقوم على مقاومة اال�ستبداد وبناء دولة حديثة‬
‫ّ‬
‫ودمي�ق��راط�ي��ة ت�ضمن احل�ق��وق ل�ك��ل ال�ن��ا���س، وت�ضمن‬
‫امل�ساواة بني اجلميع، وت�ضمن ا�سرتجاع تون�س ملكانتها‬
‫يف املنطقة ويف العامل، كدولة عربية م�سلمة قادرة على‬
‫�أن تنجح النموذج الدميقراطي.‬
‫مع ال�صعوبات االقت�صادية التي كانت تعي�شها‬
‫ال�ب�لاد، �إىل جانب حالة االن�ه�ي��ار القيمي والأخالقي‬
‫وال�سيا�سي ب�سبب ا�ست�شراء حالة االنفالت وات�ساع‬
‫دائرة الف�ساد والتهريب واالحتكار حتى و�صلت ن�سبة‬
‫النموّ يف عهد حكومة ال�سيد الباجي قايد ال�سب�سي‬
‫�إىل �أدنى من 2 باملائة �سلبي، وتدهور خمزون الدولة‬
‫من العملة ال�صعبة، و�أ�صبح الو�ضع االقت�صادي �شبه‬
‫ّ‬
‫م�شلول، وم��ع تعقد الو�ضع الأم�ن��ي ال��ذي ك��ان يعي�ش‬
‫الحظنا زي���ارات ملسؤولني من البيت األبيض‬
‫حالة من االنفالت التام مبا يف ذلك �أحداث العنف وحرق‬
‫املراكز والبنوك واملن�ش�آت العامة واخلا�صة �إىل درجة �أن رفيعي املستوى ودعوة رئيس احلكومة اجلديد لزيارة‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫ما تحقق إلى اآلن‬
‫في مسار المحاسبة‬
‫مهم، ومع ذلك أنا‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫أتفهم عدم رضا جزء‬
‫كبير من شباب الثورة‬

‫لم ندخل هذه‬
‫الحكومة غصبا وال‬
‫كرها وال تزكية من‬
‫صحف صفراء وال رأس‬
‫مال فاسد، نحن دخلنا‬
‫الحكومة من ساحات‬
‫النضال، دخلناها‬
‫مناضلين ونخرج منها‬
‫مناضلين‬

‫سألتك سيدي عن خطر وجود بؤر فساد من‬
‫ّ‬
‫قوى الثورة املضادة داخل هذين القطاعني عىل نجاح‬
‫ّ‬
‫املسار االنتقايل وعىل التجربة الديمقراطية الغضة؟‬

‫ّ‬
‫�أواف�ق��ك ال��ر�أي ب ��أن قطاعي الق�ضاء والإع�ل�ام هما‬
‫ّ‬
‫�أ�سا�سا ك��ل دول��ة دميقراطية، و�أ�سا�سا جن��اح �أو ف�شل‬
‫كل ث��ورة، ولكن قوى ال��ردّة داخل هذه القطاعات رمبا‬
‫جنحت يف �إرب���اك امل�شهد ال �ع��ام وت�شوي�شه �إىل حد‬
‫ّ‬
‫م�ع�ّي�نّ، ولكنها مل تنجح �أب��دا يف �إجها�ض ال�ث��ورة �أو‬
‫ّ‬
‫�إف�شالها. وعلينا �أن ن��درك �أن هذه القطاعات وغريها‬
‫�إذا نخرها الف�ساد وت�أ�صلت فيها امل�ساوئ فمواجهتها‬
‫ّ‬
‫ومعاجلتها ال تتم بظاهر القول وال عن طريق ترديد‬
‫ّ‬
‫ال�شعارات ودع��وات التطهري ومواجهة "�إعالم العار"‬
‫و"الق�ضاء الفا�سد" وال عرب حمالت ال�سب والقذف،‬
‫ّ‬
‫و�إنمّا تعالج تدريجيا وبطريقة حكيمة وموزونة، دون‬
‫عجلة لتح�صل نتيجة �إيجابية، وال بد يف املقابل من �أن‬
‫ّ‬
‫نعطى فر�صة لأه��ل القطاع بتطهري �أنف�سهم ب�أنف�سهم،‬
‫و�أن ن�سمح لأو� �س��ع طائفة م��ن ه� ��ؤالء لينخرطوا يف‬
‫ّ‬
‫م�سار الثورة باعتبار �أن الق�ضاة �أو الإعالميني لي�سوا‬
‫ك ّلهم فا�سدين، ولي�سوا كلهم ج��زءا من جوقة النظام‬
‫البائد. و�أدع��وك �أن تعودي فقط �إىل جت��ارب الثورات‬
‫التي عا�شتها دول �أوروبا ال�شرقية يف �أواخر الثمانيات‬
‫و�أوائ��ل الت�سعينات، وانظري كم ا�ستغرقوا من وقت‬
‫لي�صبح لديهم �إعالم تعددي وحمايد ومو�ضوعي، وكم‬
‫ا�ستغرقوا من وقت لإ�صالح ق�ضائهم و�إ�صالح �إدارتهم،‬
‫ف�سرتين �أنهم يتحدثون اليوم عن املعجزة التون�سية‬
‫ّ‬
‫التي جنحت رغم كل الهنات وال�صعوبات والهزات ـ يف‬
‫وقت قيا�سي ـ يف ت�أمني التجربة الدميقراطية من خطر‬
‫قوى الردّة ولوبيات الثورة امل�ضادة.‬

‫العريض يتحدث إىل «الفجر»‬
‫الدولة كانت مهددة بالتفكك واالنهيار، فقد جنحت هذه‬
‫ّ‬
‫احلكومة يف خلق تطوّ ر �إيجابي يف كل امل�ؤ�شرات، من‬
‫خالل النجاح يف الو�صول �إىل ن�سبة منوّ تفوق 3 باملائة‬
‫�سنة 2102، ومن خالل ا�ستعادة االقت�صاد جزءا مهمّا‬
‫من عافيته بعودة امل�ؤ�س�سات الكربى �إىل �سالف ن�شاطها،‬
‫وع��ودة اال�ستثمار الداخلي واخلارجي تدريجيا. كما‬
‫جنحت يف توفري حاجيات النا�س على عدّة م�ستويات؛‬
‫منها الرتفيع يف الأج��ور يف كثري من القطاعات، وهو‬
‫ّ‬
‫ما مكن املواطن التون�سي من حياة كرمية، وم�ضاعفة‬
‫ّ‬
‫ميزانية ال�ت���ص�رف، وامل�ي��زان�ي��ة املخ�ص�صة ملوظفي‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الدولة. كما �سخرت الدولة للمرة الأوىل منذ اال�ستقالل‬
‫ّ‬
‫ويف ظل �أزمة اقت�صاديّة خانقة وظروف �إقليمية ودولية‬
‫ّ‬
‫معقدة، مبلغ 21 �ألف مليون دينار على �سنتي -2102‬
‫ّ‬
‫3102 للتنمية، حتى �أن ن�سب ما حتقق خالل ال�سنتني‬
‫املا�ضيتني يف امل�شاريع املربجمة يف البنى الأ�سا�سية‬
‫وامل�ست�شفيات واملياه ال�صاحلة لل�شراب وبناء امل�ساكن‬
‫االجتماعيّة وتعبيد الطرقات، وبناء املناطق ال�صناعية،‬
‫ّ‬
‫جت��اوز 4 م� �رات ن�سب م��ا حت�ق��ق يف الع�شر �سنوات‬
‫ّ‬
‫الأخرية من فرتة حكم بن علي.‬
‫هل يمكن لرئيس احلكومة بعد مغادرة القصبة‬
‫أن يكشف للتونسيني حجم العراقيل التي وضعت‬
‫أمامه إلفشال فرتة حكم الرتويكا؟‬

‫هل تعتقد أن ما قدمتموه من إج��راءات عىل‬
‫ّ‬
‫�أه��م �صعوبة اعرت�ضتنا كانت امل��وازن��ة بني تلبية‬
‫مستوى التنمية والعدالة االجتامعية ارتقى إىل‬
‫متطلبات الت�شغيل والتنميّة اجلهويّة من جهة، ومراعاة‬

‫أمريكا، وهو ما مل نشهده خالل فرتة حكمكم، فهل‬
‫كانت حكومتكم تدفع رضيبة توجس دوائر القرار‬
‫ّ‬
‫الغريب من وجود إسالميني يف احلكم؟‬

‫مع تعديل ب�سيط يف املعلومة التي �أوردت�ه��ا، لقد‬
‫زارت وزي��رة اخلارجية الأمريكية هيالري كلينتون‬
‫تون�س خالل فرتة حكم الأخ حمادي اجلبايل، كما �أدّى‬
‫الدكتور رفيق عبد ال�سالم وزي��ر اخلارجية الأ�سبق‬
‫وك��ذل��ك ال�سيد عثمان اجل��رن��دي �أك�ث�ر م��ن زي ��ارة �إىل‬
‫الواليات املتحدة الأمريكية، وكانت يل �شخ�صيا �أكرث‬
‫من حمادثة هاتفية مع كبار امل�س�ؤولني بالبيت الأبي�ض.‬
‫ّ‬
‫ولكن ما �أخر زيارتي �إىل الواليات املتحدة التي كانت‬
‫ب�صدد الرتتيب لها هو ما مررنا به بداية من اغتيال‬
‫ال�شهيد حممد الرباهمي رحمه الله، فمنذ ذلك التاريخ‬
‫دخلت بالدنا يف حالة غمو�ض و�أزمات واحتقان، وهو‬
‫ّ‬
‫ما جعل العديد من الدول يف حالة ترقب ملا �ست�ؤول �إليه‬
‫الأو��ض��اع يف البالد. وملا انطلقنا يف احل��وار الوطني‬
‫واتفقنا منذ البداية على التوافق على حكومة جديدة‬
‫ّ‬
‫قررت عديد من الدول ترقب احلكومة اجلديدة.‬
‫�أم��ا يف خ�صو�ص ما �أ��ش��رت �إليه من ت��ردّد بع�ض‬
‫ال��دول الغربية يف التعامل مع حكومة تر�أ�سها حركة‬
‫�إ�سالمية، ففيه الكثري من الوجاهة؛ فحجم ال�شبهات‬
‫ّ‬
‫والأراجيف والأباطيل التي وقع �ضخها طوال تاريخ‬
‫حركة النه�ضة من معاداتها للدميقراطية وحلقوق املر�أة‬
‫وللحريات اخلا�صة والعامة، جعل ال��دوائ��ر الغربية‬
‫ت�ستغرق وقتا لتعدّل موقفها من هذه احلركة الإ�سالمية.‬

‫هناك فرص حقيقية‬
‫ّ‬
‫لتحسن الوضع‬
‫ّ‬
‫االقتصادي في البالد‬
‫لو توحد التونسيين‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وكفوا عن اإلضرابات‬
‫العشوائية، وانصرفوا‬
‫إلى العمل‬

‫ّ‬
‫جل قيادات‬
‫حركة النهضة‬
‫وأبنائها مشاريع‬
‫رجال دولة‬
الفجر 150
الفجر 150
الفجر 150
الفجر 150
الفجر 150
الفجر 150
الفجر 150
الفجر 150
الفجر 150
الفجر 150
الفجر 150
الفجر 150
الفجر 150

More Related Content

What's hot (18)

الفجر 176
الفجر 176الفجر 176
الفجر 176
 
الفجر 94
الفجر 94الفجر 94
الفجر 94
 
الفجر 241
الفجر 241الفجر 241
الفجر 241
 
الفجر 125
الفجر 125الفجر 125
الفجر 125
 
الفجر 108
الفجر 108الفجر 108
الفجر 108
 
الفجر 166
الفجر 166الفجر 166
الفجر 166
 
الفجر 190
الفجر 190الفجر 190
الفجر 190
 
الفجر 158
الفجر 158الفجر 158
الفجر 158
 
الفجر 201
الفجر 201الفجر 201
الفجر 201
 
الفجر 93
الفجر 93الفجر 93
الفجر 93
 
الفجر 104
الفجر 104الفجر 104
الفجر 104
 
الفجر 260
الفجر 260الفجر 260
الفجر 260
 
الفجر 208
الفجر 208الفجر 208
الفجر 208
 
الفجر 247
الفجر 247الفجر 247
الفجر 247
 
الفجر 127
الفجر 127الفجر 127
الفجر 127
 
الفجر 132
الفجر 132الفجر 132
الفجر 132
 
دورية دعم الرابعة: الهجرة غير النظامية
دورية دعم الرابعة: الهجرة غير النظاميةدورية دعم الرابعة: الهجرة غير النظامية
دورية دعم الرابعة: الهجرة غير النظامية
 
الفجر 204
الفجر 204الفجر 204
الفجر 204
 

Viewers also liked (16)

الفجر155
الفجر155الفجر155
الفجر155
 
الفجر 209
الفجر 209الفجر 209
الفجر 209
 
الفجر236
الفجر236الفجر236
الفجر236
 
الفجر 235
الفجر 235الفجر 235
الفجر 235
 
الفجر 237
الفجر 237الفجر 237
الفجر 237
 
الفجر 171
الفجر 171الفجر 171
الفجر 171
 
الفجر 200
الفجر 200الفجر 200
الفجر 200
 
الفجر 173
الفجر 173الفجر 173
الفجر 173
 
الفجر 210
الفجر 210الفجر 210
الفجر 210
 
الفجر 154
الفجر 154الفجر 154
الفجر 154
 
الفجر 197
الفجر 197الفجر 197
الفجر 197
 
الفجر 234
الفجر 234الفجر 234
الفجر 234
 
الفجر 178
الفجر 178الفجر 178
الفجر 178
 
2014 global peace index report
2014 global peace index report2014 global peace index report
2014 global peace index report
 
الفجر 191
الفجر 191الفجر 191
الفجر 191
 
الفجر220
الفجر220الفجر220
الفجر220
 

Similar to الفجر 150 (20)

الفجر 149
الفجر 149الفجر 149
الفجر 149
 
الفجر 123
الفجر 123الفجر 123
الفجر 123
 
الفجر 79
الفجر 79الفجر 79
الفجر 79
 
الفجر 78
الفجر 78الفجر 78
الفجر 78
 
الفجر 106
الفجر 106الفجر 106
الفجر 106
 
الفجر 238
الفجر 238الفجر 238
الفجر 238
 
الفجر130
الفجر130الفجر130
الفجر130
 
الفجر 100
الفجر 100الفجر 100
الفجر 100
 
الفجر 80
الفجر 80الفجر 80
الفجر 80
 
الفجر 126
الفجر 126الفجر 126
الفجر 126
 
الفجر 222
الفجر 222الفجر 222
الفجر 222
 
الفجر 218
الفجر 218الفجر 218
الفجر 218
 
الفجر 109
الفجر 109الفجر 109
الفجر 109
 
الفجر 101
الفجر 101الفجر 101
الفجر 101
 
الفجر 83
الفجر 83الفجر 83
الفجر 83
 
الفجر 85
الفجر 85الفجر 85
الفجر 85
 
الفجر 96
الفجر  96الفجر  96
الفجر 96
 
الفجر 84
الفجر 84الفجر 84
الفجر 84
 
الفجر 228
الفجر 228الفجر 228
الفجر 228
 
الفجر 98
الفجر 98الفجر 98
الفجر 98
 

More from JOURNAL EL FEJR (20)

الفجر 259
الفجر 259الفجر 259
الفجر 259
 
الفجر 258
الفجر 258الفجر 258
الفجر 258
 
الفجر 257
الفجر 257الفجر 257
الفجر 257
 
الفجر 256
الفجر 256الفجر 256
الفجر 256
 
الفجر 255
الفجر 255الفجر 255
الفجر 255
 
الفجر 254
الفجر 254الفجر 254
الفجر 254
 
الفجر 253
الفجر 253الفجر 253
الفجر 253
 
الفجر 252
الفجر 252الفجر 252
الفجر 252
 
الفجر 251
الفجر 251الفجر 251
الفجر 251
 
الفجر 250
الفجر 250الفجر 250
الفجر 250
 
الفجر 249
الفجر 249الفجر 249
الفجر 249
 
الفجر 248
الفجر 248الفجر 248
الفجر 248
 
الفجر 245
الفجر 245الفجر 245
الفجر 245
 
الفجر 244
الفجر 244الفجر 244
الفجر 244
 
الفجر 244
الفجر 244الفجر 244
الفجر 244
 
الفجر 243
الفجر 243الفجر 243
الفجر 243
 
الفجر 242
الفجر 242الفجر 242
الفجر 242
 
الفجر 231
الفجر 231الفجر 231
الفجر 231
 
الفجر 232
الفجر 232الفجر 232
الفجر 232
 
الفجر 233
الفجر 233الفجر 233
الفجر 233
 

الفجر 150

  • 1. ‫‪El Fejr‬‬ ‫علي العريض:‬ ‫�أ�سبوعية �سيا�سية جامعة‬ ‫الجمعة 82 ربيع الثاني 5341هـ الموافق لـ 82 فيفري 4102 م‬ ‫اﻟﻌﺪد‬ ‫051‬ ‫اﻟﺜﻤﻦ : 007 مليم الثمن في الخارج :1 يورو‬ ‫معركة املحامني والقضاة ...‬ ‫من ينـزع فتيـل األزمـة؟‬ ‫تعلمت يف هذه التجربة‬ ‫ّ‬ ‫كيف أفصل عباءة احلزب‬ ‫عن عباءة الدولة‬ ‫اقرتحت كامل اجلندويب عىل‬ ‫رأس هيئة ملراقبة االنتخابات:‬ ‫جبهة اإلنقاذ وحكمة‬ ‫أنشتـايـن الضائعـة‬ ‫الربملان األردين يصوت‬ ‫عىل طرد السفري اإلرسائييل‬ ‫مقداد السهيلي:‬ ‫هناك غبـاء سيـاسي‬ ‫عـام في تونس يتمثـل‬ ‫في تجاهل أهل الثقافة‬ ‫لن أحتس عىل أوقات وهبتها‬ ‫رّ‬ ‫ملن يستحق وأرجو أن‬ ‫يعذرين شعبي فيام قصت‬ ‫رّ‬
  • 2. ‫2‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة 82 فيفري 4102‬ ‫مــطلع الفجر...‬ ‫تعددت مظاهر االحتجاج والتربم‬ ‫داخ����ل م��ؤس��س��ة ال��ت��ل��ف��زة ال��وط��ن��ي��ة‬ ‫وخاصة بعد االرضاب األخري الذي شنه‬ ‫الصحفيون والتقنيون بدعوة من نقابتهم‬ ‫األس��اس��ي��ة، ورغ��م أن اإلرضاب األخ�ير‬ ‫رفع مطالب مهمة يف مقدمتها مراجعة‬ ‫التعيينات صلب املؤسسة واإلرساع يف‬ ‫تعيني رئيس مدير عام جديد والبت يف‬ ‫مسائل مهنية واجتامعية، فإن األزمة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تبدو أعمق من ذل��ك، حتى عجزت كل‬ ‫احلكومات املتعاقبة بعد الثورة والوقفات‬ ‫االحتجاجية أم��ام التلفزة وم��ن داخل‬ ‫التلفزة ع�لى حلحلة ال��وض��ع، واجي��اد‬ ‫احل��ل��ول امل��ن��اس��ب��ة، مم��ا ج��ع��ل تلفزتنا‬ ‫الوطنية تعيش مرضا مزمنا، ال تصح معه‬ ‫احللول الرتقيعية، بل حال شامال مع فتح‬ ‫مستعجل مللف ه��ذه املؤسسة للنقاش‬ ‫العام باعتبارها مرفقا وطنيا يمول من‬ ‫ّ‬ ‫دافعي الرضائب.‬ ‫أما املشاهد املسكني الذي يدفع ضمن‬ ‫فاتورة الكهرباء ميزانية التلفزة الوطنية،‬ ‫فهو مقبل عىل كل القنوات والفضائيات‬ ‫إال تلفزته الوطنية وال��ت��ي مل يعد جيد‬ ‫حرجا يف نقدها ونعتها بكل النعوت تعبريا‬ ‫عن الغضب وعدم الرضا عام تقدمه من‬ ‫مضمون.‬ ‫علينا أن نتفق أوال أن التلفزة الوطنية‬ ‫لدهيا إمكانيات مادية وبرشية ضخمة،‬ ‫مقارنة بقنوات خ��اص��ة، ع�لى الساحة‬ ‫نافستها وتغلبت عليها يف أغلب األحيان.‬ ‫ك�ما جي��ب أن نقر ب��أن ب��رام��ج التلفزة‬ ‫ّ‬ ‫الوطنية ورغم التحسن الطفيف خاصة يف‬ ‫ّ‬ ‫نرشة األخبار، ظلت باهتة منفرة، بعيدة‬ ‫عن اهتاممات ال��ش��ارع. كام تعاين من‬ ‫ضعف غري مفهوم يف الربامج احلوارية‬ ‫ويف انتاج املسلسالت (برشونا أن رمضان‬ ‫القادم بدون مسلسالت يف التلفزة)، ويف‬ ‫غياب شبه تام لربامج وثائقية وثقافية‬ ‫ّ‬ ‫وزير الشؤون الدينيـة يبحث‬ ‫ّ ّ‬ ‫مع قويات إرسال أئمة إىل فرنسا‬ ‫02 واليا جديدا ثالثة منهم عسكريون‬ ‫تنفيذا لأحد بنود خارطة الطريق، وهو مراجعة التعيينات‬ ‫التي متت يف عهدي احلكومتني ال�سابقتني، �أف��ادت م�صادر‬ ‫ّ‬ ‫مطلعة عن م�صدر حكومي �أنه من املنتظر �أن يتم الإعالن نهاية‬ ‫ّ‬ ‫الأ�سبوع اجلاري عن تعيني 02 واليا جديدا من جمموع 42‬ ‫واليا، كما ت�شري بع�ض الأخبار �إىل �أن ثالثة من الوالة اجلدد‬ ‫�سيكونون من امل�ؤ�س�سة الع�سكرية، وت�شري الأخ�ب��ار �إىل �أن‬ ‫الواليات التي �شهدت �أحداثا �إرهابية هي التي �سيكون والتها‬ ‫م��ن الع�سكريني، وم��ن امل��رج��ح ان تكون الق�صرين و�سيدي‬ ‫بوزيد وجندوبة، �أما فيما يخ�ص مراجعة التعيينات يف �سلك‬ ‫املعتمدين، ف�سيتم النظر فيها الحقا.‬ ‫للعمل وغريها من‬ ‫األم������راض يمكن‬ ‫م��ع��ه إص��ل�اح أم��ر‬ ‫محمد فوراتي‬ ‫التلفزة الوطنية؟‬ ‫إن خملفات احلقبة املاضية يف التلفزة‬ ‫ورسوخ عقلية البيليك وعدم فتح ملفات‬ ‫ال��ف��س��اد وس��ي��ط��رة بعض األس�م�اء عىل‬ ‫كواليس املؤسسة وقدرهتم الكبرية عىل‬ ‫املناورة والتعطيل أمر مل يعد خفيا، ومن‬ ‫املؤكد أن املدير العام اجلديد لن يكون‬ ‫حمظوظا بتسلم هذه املهمة، ولن يكون‬ ‫قادرا لوحده عىل تغيري جذري يف وجه‬ ‫التلفزة الوطنية ما مل يكون هناك حوار‬ ‫جدي حول حقيقة األزمة وطرق اإلصالح‬ ‫وإح���داث نقلة حقيقية وملموسة. إن‬ ‫تلفزتنا الوطنية ال حتتاج إىل تغيريات‬ ‫شكلية أو تلبية بعض املطالب املهنية‬ ‫واالجتامعية وإن كانت مهمة بل هي يف‬ ‫رأيي حتتاج إىل عملية جراحية.‬ ‫بن جدو لوفد من التأسييس:‬ ‫ّ‬ ‫سنفتح حتقيقا يف طريقة اعتقال عامد دغيج‬ ‫ّ‬ ‫�أك��د وزي��ر الداخلية لطفي بن جدو �أم�س‬ ‫اخلمي�س 72 فيفري لوفد املجل�س الت�أ�سي�سي‬ ‫املتكون من 52 نائبا ممثلني عن كتل النه�ضة‬ ‫وامل ��ؤمت��ر ووف��اء برئا�سة حم��رزي��ة العبيدي‬ ‫النائب الأول للمجل�س الوطني الت�أ�سي�سي �أنه‬ ‫�سيتم فتح حتقيق يف طريقة اعتقال عماد دغيج‬ ‫ّ‬ ‫م�شريا �إىل �أن مدة �إيقافه �ستكون ق�صرية.‬ ‫ّ‬ ‫حتادث ال�سيد منري التليلي وزير ال�ش�ؤون الدّينيـّة مع ال�سيد فرن�سوا‬ ‫قويات �سفري فرن�سا بتون�س حول عدد من الق�ضايا التي تهم الدولتني .‬ ‫و�أ�شار الوزيـر �إىل عمق العـالقات التون�سية الفرن�سية باعتبار فرن�سا‬ ‫ّ‬ ‫بلدا �صديقا و�شريكا فاعال يف خمتلف املجاالت، م�ؤكدا على �أهمية التعاون‬ ‫بينهما من �أجل الت�صدّي للإرهاب وحماية الإن�سانيـّة جمعاء من م�ساوئه.‬ ‫كما حتدّث الوزير عن �أهمية الت�شارك من �أجل الإحاطة باجليلني الثـّاين‬ ‫ّ‬ ‫والثالث من اجلالية التون�سية بفرن�سا والعمل على �إر�سال �أيمّة و�شيوخ‬ ‫و�أ�ساتذة متخ�ص�صني لتب�صريهم ب�أمور دينهم وتلقينهم القيم الإ�سالمية‬ ‫ّ‬ ‫ال�سمحة من اعتدال وتعاي�ش مع الآخر يف كنف االحرتام املتبادل.   ‬ ‫ّ‬ ‫وا�ستح�ضر ال�سيد منيـر التليلي كلمة الرئي�س الفرن�سي فرن�سوا هوالند‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف املجل�س الت�أ�سي�سي ملا فيها من دليل على احرتام فرن�سا للديـن الإ�سالمي‬ ‫ّ‬ ‫وتقدير للم�سلمني.‬ ‫ّ‬ ‫واعترب ال�ضيف الفرن�سي من جهته �أن �أمـن تون�س وا�ستـــــــقرارها جزء‬ ‫ّ‬ ‫من �أمـــــــن فرن�سا و�أكـــد على �أهمية التعاون امل�شرتك من �أجل ن�شر فكرة‬ ‫الت�سامح والت�آخي، م�شيدا بد�ستور تون�س الّ‬ ‫ذي ارتكز يف مبادئه على هذه‬ ‫القيم التي جتتمع حولها الإن�سانيّة.‬ ‫�أ�سبوعية �سيا�سية جامعة‬ ‫ّ‬ ‫�أك��د رئي�س الهيئة العليا امل�ستقلة لالنتخابات �شفيق �صر�صار اث��ر لقائه رئي�س‬ ‫املجل�س الت�أ�سي�سي م�صطفى بن جعفر �أنّ‬ ‫ه ال خيار �أمام تون�س �إال اجراء االنتخابات‬ ‫القادمة موفى �سنة 4102.‬ ‫و�أ��ض��اف �صر�صار ان كل من يعطل اج��راء االنتخابات يف ذل��ك املوعد �سيتحمل‬ ‫ّ‬ ‫م�س�ؤوليته، م�شريا اىل ان الهيئة لن ت�ستطيع التقدم يف عملها �إال بعد امل�صادقة على‬ ‫القانون االنتخابي. وقال �صر�صار ان اجلمع بني االنتخابات الرئا�سية والت�شريعية‬ ‫�أ�صعب اخليارات رغم �أنه ممكن تقنيا.‬ ‫ّ‬ ‫واعترب �شفيق �صر�صار يف ت�صريح ملوزاييك ان عدم �إجراء االنتخابات القادمة قبل‬ ‫موفى �سنة 4102 هو خرق للد�ستور.‬ ‫001 مرتشح لعضوية اهليئة الوطنية للوقاية من التعذيب‬ ‫مت قبول 001 ملف من �ضمن املرت�شحني لع�ضوية الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب. وقد اكدت‬ ‫رئي�سة جلنة احلقوق واحلريات �سعاد عبد الرحيم ان بع�ض امللفات تنق�صها بع�ض الوثائق �سيتم‬ ‫النظر فيها خالل اجتماع اللجنة القادم. اما من �صنف الق�ضاة فقد و�صل �إىل اللجنة 3 ملفات فقط‬ ‫يف حني ان املطلوب هو 6 مرت�شحني عن كل قطاع.‬ ‫و�سيتم يف القريب ترتيب امللفات املقبولة واختيار 84 ملفا ح�سب االخت�صا�صات‬ ‫املطلوبة لعو�ضة الهيئة والتي تتكون من 51 ع�شر ع�ضوا.‬ ‫يذكر ان من بني الأ�سماء التي ذكرت �ضمن املرت�شحني را�ضية الن�صراوي عن �صنف‬ ‫املحامني وهي مرت�شحة �أي�ضا يف هيئة احلقيقة والكرامة بالإ�ضافة �إىل �أنها زوجة زعيم‬ ‫�سيا�سي، وهو حمة الهمامي، الناطق الر�سمي با�سم اجلبهة ال�شعبية، وال ندري هل‬ ‫يخول لها القانون ذلك وما مدى ا�ستقالليتها حتى ترت�شح �إىل ع�ضوية الهيئتني ؟‬ ‫فرنسا تعلن دعمها لتونس الستكامل املرحلة االنتقالية‬ ‫كاريكاتير العدد‬ ‫العنوان: 52 نهج محمود بيرم التونسي. منفلوري ـ تونس‬ ‫فاكس: 720.094.17 - الهاتف: 620.094.17‬ ‫الحساب البنكي: 91301700017500040280 :‪BIAT-RIB‬‬ ‫العنوان االلكتروني: ‪elfejr2011@gmail.com‬‬ ‫اجلمعة 82 فيفري 4102‬ ‫رصصار: عدم إجراء االنتخابات قبل موىف 4102 خرق للدستور‬ ‫التلفزة الوطنية.. حتتاج إىل عملية جراحية‬ ‫وبرامج موجهة للطفل، مما جيعلها أفقر‬ ‫الفضائيات من ناحية الربجمة وأغناها‬ ‫من جهة الرصيد البرشي واإلمكانيات،‬ ‫فأين تذهب ميزانية التلفزة؟ وماذا يقدم‬ ‫أكثر من 0001 موظف بني خمرجني‬ ‫وتقنيني وصحفيني وغريهم؟‬ ‫لقد نجحت ع��دد م��ن الفضائيات‬ ‫الصغرية وبإمكانيات متواضعة وبعدد من‬ ‫الصحفيني والتقنيني ال يتجاوز العرشين‬ ‫يف أق��ص��ى احل���االت يف اف��ت��ك��اك مساحة‬ ‫حمرتمة ل��دى عموم املشاهدين، فأين‬ ‫إذا تكمن مشكلة التلفزة الوطنية؟ وهل‬ ‫يكفي تغيري بعض األشخاص يف اإلدارة أو‬ ‫حتويرات يف عدد من أقسامها يف أصالح‬ ‫األمر؟ وهل أن اجلو املتعفن الذي حتدث‬ ‫ّ‬ ‫عنه العديد من الزمالء يل شخصيا داخل‬ ‫التلفزة، وعمليات االق��ص��اء والتجميد‬ ‫واالب��ع��اد، واحتقار الطاقات املبدعة يف‬ ‫التلفزة، وعدم وجود خيال خصب وإرادة‬ ‫وطنية‬ ‫�أعلن وزير اخلارجية الفرن�سي لوران فابيو�س دعم بالده لتون�س �شعبا وحكومة ال�ستكمال املرحلة االنتقالية. وقال يف‬ ‫م�ؤمتر �صحفي م�شرتك عقده الوزير الفرن�سي مع نظريه التون�سي منجى حامدى عقب جل�سة مباحثاتهما االربعاء يف باري�س �أن‬ ‫ال�صداقة التي تربط بالده بتون�س عميقة، م�شريا‬ ‫اىل احلر�ص الكبري بني الدولتني على التعاون يف‬ ‫جمال االقت�صاد والأمن.‬ ‫وو���ص��ف ف��اب �ي��و���س م�ن��اق���ش��ات��ه م��ع نظريه‬ ‫التون�سي بـ"مناق�شة بني �أ�صدقاء يقدرون بع�ضهم‬ ‫لتعميق �شراكاتهم"، م�شريا �إىل �ضرورة م�ساعدة‬ ‫تون�س �أمنيا "ملا لهذا امللف �أهمية للمواطنني‬ ‫التون�سيني وللتنمية االقت�صادية". من جانبه، قال‬ ‫الوزير التون�سي �إنه ح�ضر �إىل فرن�سا تلبية لدعوة‬ ‫فابيو�س قدم خاللها �أولوية حكومته لالقت�صاد‬ ‫مركزا على �ضرورة اخراج تون�س من �أزمتها. كما �أ�شار حامدي اىل تداول الطرفني امللف الأمني يف تون�س و حت�ضري احلكومة‬ ‫لإجراء انتخابات رئا�سية وبرملانية �شفافة وحرة قبل نهاية العام، ح�سب تعبريه .‬ ‫وتعد زيارة حامدي لفرن�سا هي الأوىل من نوعها لوزير اخلارجية التون�سي بعد �شهر من ت�سلم حكومة مهدي جمعة مهامها.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و�أكد ال�سيّد منجي احلامدي �أن تون�س "لي�ست �أقل �أهميّة من دول �أخرى مثل اليونان ودول يف �أوروبا ال�شرقيّة"، مطالبا بدعم‬ ‫دويل لإجناح "االنتقال الدميقراطي" يف تون�س.‬ ‫كما قال ال�سيّد منجي حامدي يف ت�صريحات �أدىل بها عقب حمادثات مع نظريه الفرن�سي لوران فابيو�س : "�إنه من م�صلحة‬ ‫اجلميع �أن تنجح تون�س يف انتقالها الدميقراطي، ويجب �أن نعمل على �أن تكون تون�س منوذج جناح لأنها �إن مل تنجح فلن ينجح‬ ‫�أيّ بلد عربي �آخر". و�أ�ضاف : "لقد �أجنزنا عملنا، وهو عمل منوذجي، ونحن ننتظر �أن ي�ساعدنا �شركا�ؤنا على ا�ستكمال مهمّتنا‬ ‫يف االنتقال الدميقراطي يف تون�س". ومن جهته، قال وزير اخلارجيّة الفرن�سي : "�إن كان هناك بلد ب�إمكانه اخلروج من الأزمة‬ ‫فهو تون�س، وم�صلحتنا هي �أن نتو�صل �إىل حتوّ الت عربيّة ناجحة جمدّدا ا�ستعداد فرن�سا التام مل�ساعدة تون�س التي �أ�صبحت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫"مثاال يحتذى". و�أ�شار ال�سيّد فابيو�س �إىل �أنه �سيق�ضي عطلته ال�صيفيّة يف تون�س وهو ما من �ش�أنه �أن ي�شجع ال�سائحني‬ ‫ّ‬ ‫الفرن�سيني على زيارة بالدنا.‬ ‫الشيخ راشد الغنويش رمز دويل للمصاحلة والتوافق‬ ‫ك�شفت ال��زي��ارات الأخ�ي�رة التي ق��ام بها ع��دد من‬ ‫ال�سيا�سيني اىل م �ق �ر ح ��زب ح��رك��ة النه�ضة عمق‬ ‫ّ‬ ‫االعجاب بالتجربة التون�سية واالقتناع بال�شكل الذي‬ ‫انتهت اليه ج��والت احل��وار الوطني وخا�صة وهو‬ ‫الأهم القدرات الفائقة التي ات�سمت بها قيادة احلركة‬ ‫على التفاو�ض.‬ ‫الزيارات كانت يف هدفها االول للتهنئة بنجاح‬ ‫امل�سار التفاو�ضي على ال�شكل املر�سوم من طرف قيادة‬ ‫حركة النه�ضة وفق ما جاء على ل�سان رئي�س احلكومة‬ ‫ال�سيد علي العري�ض حني رب��ط ا�ستقالته باالنتهاء‬ ‫من املهام الت�أ�سي�سية وعلى ر�أ�سها امل�صادقة على‬ ‫الد�ستور وانتخاب الهيئة امل�ستقلة لالنتخابات‬ ‫، ول�ك��ن ال�ه��دف ال�ث��ان��وي ال��ذي دف��ع ك�ث�يرا من‬ ‫الديبلوما�سيني للمجيئ اىل بالدنا يف هذا‬ ‫ال��وق��ت ب��ال��ذات ك��ان ال��رغ�ب��ة يف ا�ستلهام‬ ‫ا� �س��رار التجربة التفاو�ضية وا�ستكناه‬ ‫عمقها والتعرف على اال�سرتاتيجيا التي انطلقت منها واالهداف التي مت ر�سمها‬ ‫منذ البداية .‬ ‫وقد زاد االطالع على التفا�صيل وكيفية التعامل مع العقبات التي اعرت�ضت‬ ‫الطريق الطويلة للتفاو�ض يف اعجاب الزائرين و�شجعهم على التقدم اىل اال�ستاذ‬ ‫را�شد الغنو�شي بدعوات لزيارة بلدانهم والقيام بادوار مماثلة حتقق حلحلة يف‬ ‫االو�ضاع املعطلة عندهم منذ مدة طويلة وكان على ر�أ�س هذه الدعوات الطلب الذي‬ ‫تقدم به ال�سيد عزام االحمد القيادي يف حركة فتح الفل�سطينية الذي طلب التو�سط‬ ‫لدى حركة حما�س الجراء م�شاورات �صلحية جتمع مواقف الفرقاء الفل�سطينيني‬ ‫وتوحد �صفهم وقد اعترب ان اال�ستاذ را�شد الغنو�شي هو الوحيد يف العامل الذي‬ ‫يحظى بثقة كل االطراف وينزه عن التحامل على اي جهة كانت بالنظر اىل عقله‬ ‫الراجح ونزاهته العالية .‬ ‫كما تقدم وفد تركي بنف�س الطلب اىل اال�ستاذ الغنو�شي بعد ان اطلعه على‬ ‫وجود �صعوبة يف التعامل بني حزب العدالة والتنمية احلاكم يف تركيا وحزب‬ ‫ال�سعادة وهو احلزب ال�شقيق للحزب احلاكم بعد ان انبثقا من نف�س احلزب الذي‬ ‫مت حله وهو حزب الف�ضيلة اذ حتول حزب ال�سعادة اىل حزب �صغري ودخل يف‬ ‫مناف�سة عقيمة مع �شقيقه االكرب وقد اثمرت جهود اال�ستاذ الغنو�شي ب�شكل �سريع‬ ‫ملا يحظى به من ثقة لدى الطرفني ومت التو�صل اىل ار�ضية لالتفاق تتمثل يف‬ ‫امكانية الدخول يف قوائم موحدة للحزبني خالل االنتخابات القادمة.‬ ‫نف�س النجاح �شهدته جهود الو�ساطة بني حزب امل�ؤمتر الوطني احلاكم وحزب‬ ‫امل�ؤمتر ال�شعبي املعار�ض يف ال�سودان بعد ان تقدما بطلب م�ساعدة للخروج من‬ ‫االزم��ة التي طالت بينهما، ام��ا اخ��ر الطلبات فتقدم بها وف��د مكون من ع��دد من‬ ‫االح��زاب ال�سيا�سية يف ليبيا ال�شقيقة وقد �شددوا على رغبتهم يف ان يرت�أ�س‬ ‫اال�ستاذ را�شد الغنو�شي بنف�سه جلنة امل�صاحلة للخروج بالبالد من حافة اخلطر‬ ‫الذي بات حمدقا بها.‬ ‫طلبات التدخل التي تقدمت بها كل هذه اجلهات مل تكن لتح�صل لوال القيمة‬ ‫االعتبارية التي ا�صبح يحظى به اال�ستاذ را�شد الغنو�شي يف بلدان العامل وهو ما‬ ‫بات ي�ؤهله للعب ادوار كبرية على �صعيد ال�سيا�سة الدولية تعطي لبالدنا القيمة‬ ‫امل�ضافة التي هي يف ام�س احلاجة اليها.‬ ‫الرابطة الوطنية حلامية الثورة وحرية وإنصاف تنددان بإيقاف عامد دغيج‬ ‫ّ‬ ‫المدير المسؤول‬ ‫عبد اهلل الزواري‬ ‫رئيس التحرير‬ ‫محمد فوراتي‬ ‫اإلشراف الفني‬ ‫مكرم أحمد‬ ‫تصدر عن دار الفجر‬ ‫للطباعة والنشر‬ ‫مطبعة دار التونسية‬ ‫نددت الرابطة الوطنية حلماية الثورة ب�شدة بايقاف عماد دغيج ليلة االربعاء‬ ‫يف الكرم. وقالت الرابطة يف بيان لها �أنها تتابع بعيون قلقة الأحداث الأخرية يف‬ ‫منطقة الكرم واال�ستفزاز والتعدي ال�صارخ على القانون الذي قام به بع�ض �أعوان‬ ‫الأمن عند ا�ستهداف النا�شط عماد دغيج باعتقاله دون موجب قانوين واالعتداء‬ ‫عليه بالعنف ال�شديد امام رواد املقهى و املارة مما ا�سفر عن ك�سر يف فكه و�سحله‬ ‫مل�سافة ال تقل عن 21 مرت وا�شهار ال�سالح يف وجهه وا�ستعمال الرتهيب وذلك‬ ‫متهيدا لعودة دولة البولي�س.‬ ‫وطالبت الرابطة بو�ضع حد لتجاوزات بع�ض النقابات االمنية التي ا�صبحت‬ ‫متثل هيكال م��وازي��ا ل ��وزارة الداخلية و فتح حتقيق يف االه ��داف احلقيقة من‬ ‫3‬ ‫ان�شطتهم. كما طالبت بايقاف التتبعات الق�ضائية واالعتقاالت الع�شوائية يف‬ ‫�صفوف ابناء الثورة دون موجب قانوين و تلفيق الق�ضايا الوهمية �ضدهم لإخماد‬ ‫كل نف�س ثوري. كما طالبت وزارة الداخلية بالإفراج الفوري وال امل�شروط على‬ ‫عماد دغيج وفتح حتقيق يف االعتداءات اجل�سدية التي �سلطت عليه عند اعتقاله.‬ ‫وانتقدت منظمة حرية و�إن�صاف يف بيان لها عملية اعتقال رئي�س رابطة‬ ‫حماية الثورة بالكرم ﻋﻤﺎد دﻏيج، م�شرية �إىل �أن عملية الإيقاف كانت عنيفة حيث‬ ‫ﻗﺎم ا�ﻷﻋﻮان ﺑﺮﻛﻠﻪ و �ﺿﺮﺑﻪ و�ﺳﺤﻠﻪ ﻣﻦ املقهى ونقله �إﻰﻟ �ﺳي��ارة اﻟ�ﺸﺮطﺔ وهم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ﻳﺘﻘﺎذﻓﻮﻧﻪ ﺑين �أرجلهم. وقالت املنظمة �إن هذه اﻟﺘﺠﺎوزات ﺧﻄيرة واﻟﻘ�ﺼﺪ منها‬ ‫ﺗﺮهيب اﻤﻟﻮاطﻨين، وهي مبثابة عودة �إىل دولة البولي�س.‬ ‫مفيدة بن رمضان‬
  • 3. ‫وطنية‬ ‫اجلمعة 82 فيفري 4102‬ ‫تسجيل الناخبني والتزكية والتمويل‬ ‫قضايا خالفية يف القانون االنتخايب‬ ‫جلنة الترشيع‬ ‫للأ�سبوع الثاين على التوايل توا�صل‬ ‫جلنة الت�شريع ال�ع��ام مناق�شة م�شروع‬ ‫القانون االنتخابي املقرتح من قبل مركز‬ ‫املواطنة و�شباب بال حدود، ومل ينل هذا‬ ‫امل�شروع �إجماع جميع الأطراف وخمتلف‬ ‫الكتل، بل كانت الآراء فيه متباينة حتى‬ ‫داخ ��ل الكتلة ال ��واح ��دة، خ��ا��ص��ة ب�ش�أن‬ ‫ت�سجيل الناخبني وال�ت��زك�ي��ة، ومتويل‬ ‫احلمالت االنتخابية ومراقبتها، والطعن‬ ‫ّ‬ ‫يف نتائج االنتخابات و�شروط الرت�شح‬ ‫وموانعه.‬ ‫ت�سجيل الناخبني، وهي �أول مرحلة‬ ‫يف العملية االنتخابية �أثارت جدال كبريا‬ ‫خ�لال مناق�شات م�شروع القانون داخل‬ ‫ّ‬ ‫ال �ل �ج �ن��ة، خ��ا� �ص��ة يف م��ا ي�ت�ع�ل��ق ب�صفة‬ ‫الناخب، �إذ اعترب بع�ض النواب �أنّ الناخب‬ ‫ميكن �أن يكون ع�سكريا �أو �أمنيا، يف حني‬ ‫طالبت بع�ض الأطراف باحلفاظ على حياد‬ ‫امل�ؤ�س�ستني الأمنية والع�سكرية، وكانت‬ ‫ّ‬ ‫طريقة الت�سجيل ون�ظ��ام��ه حم��ل خالف‬ ‫�أي�ضا من خ�لال االختالف ب�ش�أن اعتماد‬ ‫الت�سجيل الإرادي �أو الآيل �أو املزدوج.‬ ‫الآراء داخ��ل اللجنة كانت متباعدة‬ ‫وخمتلفة بخ�صو�ص م�س�ألة التزكية يف‬ ‫االنتخابات الرئا�سية والت�شريعية، فقد‬ ‫ّ‬ ‫مت ت�أكيد ��ض��رورة �أن ال يتم التن�صي�ص‬ ‫ّ‬ ‫على التزكية يف االنتخابات الت�شريعية؛‬ ‫باعتبار �أنّ الد�ستور مل ين�ص على التزكية‬ ‫ّ‬ ‫فيها، واعتبار �أنّ التن�صي�ص عليها يف‬ ‫القانون االنتخابي خمالف للد�ستور الذي‬ ‫ن�ص على �إمكانية التزكية يف االنتخابات‬ ‫ّ‬ ‫الرئا�سية، ومل ين�ص عليها يف االنتخابات‬ ‫ّ‬ ‫الت�شريعية.‬ ‫ك�م��ا ر�أى ق�ط��اع وا� �س��ع م��ن النواب‬ ‫�أن نظام الت�سبقة يف التمويل العمومي‬ ‫للحملة االنتخابية، وه��و النظام الذي‬ ‫اعتمد يف انتخابات 32 �أكتوبر 1102،‬ ‫ال يتنا�سب مع �ضرورة تر�شيد الت�صرف‬ ‫يف الأم � � ��وال امل ��ر�� �ص ��ودة لالنتخابات‬ ‫ال�ت��ي ه��ي �أم ��وال عمومية، ب��ل �إن��ه �أدى‬ ‫�إىل اال�ستيالء على �أم ��وال عمومية من‬ ‫طرف بع�ض القوائم التي حت�صلت على‬ ‫ّ‬ ‫الت�سبقات املالية ثم مل تقم ب�أي ن�شاط يف‬ ‫احلملة االنتخابية.‬ ‫ومن بني املقرتحات املقدمة يف اجلزء‬ ‫املتعلق بالتمويل م�ق�ترح اعتماد نظام‬ ‫اال�سرتجاع الذي ين�ص على �أنّ الدولة ال‬ ‫ّ‬ ‫تقوم بتقدمي ت�سبقات لتمويل احلملة، يف‬ ‫حني تتولىّ القوائم االنتخابية والأحزاب‬ ‫ّ‬ ‫مت��وي��ل حملتها، ث �م ت �ق �دّم م��ا يفيد �أنها‬ ‫ّ‬ ‫الديوانة تقوم بجرد معدات‬ ‫رصاحة أف أم والبث يتوقف‬ ‫�أكدت �إميان الطيّب م�ساعد رئي�س حترير �إذاعة �صراحة �أف‬ ‫�أم �أول �أم�س يف ت�صريح لها �أن ممثلني عن الديوانة التون�سية‬ ‫وال�شرطة االقت�صادية وال��وك��ال��ة الوطنية ل �ل�ترددات ومركز‬ ‫البحوث والدرا�سات والتكنولوجيا زاروا �صباح يوم الأربعاء‬ ‫الفارط مقر الإذاعة بالعا�صمة للقيام بعملية جرد ملعدات الإذاعة‬ ‫ّ‬ ‫والتثبت من وثائقها، و�أو�ضحت �إميان الطيّب �أن موظفي الإذاعة‬ ‫و�صحفييها تعر�ضوا �إىل الإهانة من طرف �أعوان الأمن. ويبدو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أن هذا الإجراء �سي�شمل كل الإذاعات التي تبث عرب الـ �أف �أم ومل‬ ‫ّ‬ ‫تتح�صل بعد على رخ�صة بث، ولديها جتهيزات تقنية م�ستوردة.‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ويف ت�صريح للفجر قال ب�شري الغري�سي املدير التنفيذي لإذاعة‬ ‫�صراحة �أف �أم �أن امل�س�ألة �سيقع حلها يوم اجلمعة خالل جل�سة‬ ‫مع الديوانة مطالبا الهيئة امل�ستقلة لالت�صال ال�سمعي الب�صري‬ ‫بالإ�سراع يف ا�صدرا كرا�س �شروط واعطاء الرخ�ص للإذاعات‬ ‫اجلديدة.‬ ‫4‬ ‫بذلت ن�سبة معينة من الأم��وال، وتعر�ض‬ ‫ف��وات�يره��ا �أو م��ا ي�ب�رر �أنّ ه��ذا الإنفاق‬ ‫ّ‬ ‫ك��ان يف �إط��ار احلملة االنتخابية، وذلك‬ ‫يف طريقة لرت�شيد االنتخابات يف �إطار‬ ‫متويل احلملة.‬ ‫وم��ن �أب��رز الإ�شكاليات التي طرحها‬ ‫القانون االنتخابي والنقاط التي �أثارت‬ ‫خالفا وانتقادات �سواء داخل املجل�س �أم‬ ‫خارجه �إدراج الف�صل 51 من املر�سوم‬ ‫53 املتعلق بحرمان رموز النظام ال�سابق‬ ‫م��ن امل�شاركة يف االنتخابات الرئا�سية‬ ‫والت�شريعية.‬ ‫وبخ�صو�ص �سحب الرت�شحات من‬ ‫االنتخابات اعترب �أع�ضاء جلنة الت�شريع‬ ‫ال �ع��ام �أنّ �سحب ال�تر��ّ�ش�ح��ات ق��د يكون‬ ‫منفذا ل�صفقات �سيا�سية بني املرت�شحني،‬ ‫خا�صة �أنّ الن�ص القانوين والد�ستور غري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وا�ضحني بخ�صو�ص م�س�ألة االن�سحاب من‬ ‫االنتخابات، وهذا ما �أثار جدال بخ�صو�ص‬ ‫الف�صول 25 و35 و45 م��ن م�شروع‬ ‫القانون االنتخابي، خا�صة �أنّ الد�ستور‬ ‫ّ‬ ‫ين�ص على �أن��ه ال يعتد باالن�سحاب يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدورتني االنتخابيتني الأوىل والثانية،‬ ‫وع �ب��ارة “ال يعتد باالن�سحاب” �أول ��ت‬ ‫ّ‬ ‫بطرق عديدة داخل اللجنة.‬ ‫وقفة تضامنية مع صحفيي‬ ‫اجلزيرة املعتقلني يف مرص‬ ‫نظم مركز تون�س حلرية ال�صحافة وقفة ت�ضامنية مع‬ ‫�صحفي �شبكة اجلزيرة املعتقلني يف م�صر، �أم�س اخلمي�س‬ ‫على ال�ساعة ال��واح��دة ظهرا مبقر امل��رك��ز 4 نهج املك�سيك،‬ ‫ومب�شاركة من عديد الزمالء باال�ضافة اىل ممثلي منظمات‬ ‫املجتمع املدين املعنية بالدفاع عن احلقوق واحلريات.‬ ‫وق ��ال حم �م��ود ال� ��ذوادي رئ�ي����س م��رك��ز ت��ون����س حلرية‬ ‫ال�صحافة للفجر �أن ه��ذه ال��وق�ف��ة تتنزل يف اط��ار احلملة‬ ‫الدولية للمطالبة ب��الإف��راج ع��ن ال�صحفيني املعتقلني ويف‬ ‫اطار دور املركز االقليمي وال��دويل امل�ساند لكل ال�صحفيني‬ ‫امل�ضطهدين.‬ ‫العجمي الوريمي للفجر:‬ ‫بقية بنود خارطة الطريق‬ ‫جيب أن تناقش بمعزل عن‬ ‫احلسابات احلزبية‬ ‫بعد توقف دام �أكرث من �أربع �أ�سابيع، ا�ست�ؤنفت جل�سات احلوار الوطني.‬ ‫اجلل�سة الأوىل التي انعقدت �أوّ ل �أم�س الأربعاء كانت ترتيبيّة بالأ�سا�س،‬ ‫ّ‬ ‫حيث مت االتفاق فيها على عقد‬ ‫جل�سة الأ�سبوع القادم للنظر‬ ‫ّ‬ ‫يف البنود املتبقية يف خارطة‬ ‫الطريق، وعلى ر�أ�سها مراجعة‬ ‫التعيينات وحتييد امل�ساجد‬ ‫ّ‬ ‫وح��ل رابطات حماية الثورة،‬ ‫وهي م�سائل يعتربها الرباعي‬ ‫ل �ل �ح��وار وع���دد م��ن الأح� ��زاب‬ ‫امل�شاركة جوهريّة و�ضروريّة‬ ‫ّ‬ ‫للمرور �إىل انتخابات �شفافة‬ ‫ونزيهة.‬ ‫ّ‬ ‫ويف ت�صريح للفجر، �أكد‬ ‫ّ‬ ‫رئي�س مكتب الإع�ل�ام وممثل‬ ‫ّ‬ ‫حركة النه�ضة يف احل��وار الوطني العجمي ال��ورمي��ي �أن لقاء الرباعي‬ ‫بالأحزاب امل�شاركة يف احلوار كانت �أ�شبه بجل�سة ا�ستماع تتم فيها تبادل‬ ‫ّ‬ ‫الآراء بني خمتلف الأط��راف عن �أول��وي��ات املرحلة القادمة والنقاط التي‬ ‫ّ‬ ‫مل ت�ستكمل يف خارطة الطريق، على غرار القانون االنتخابي ومراجعة‬ ‫ّ‬ ‫الت�سميات وحل رابطات حماية الثورة، �إىل جانب هيئة �إ�سناد ومرافقة‬ ‫احلكومة التي اتفق اجلميع تقريبا على �أنها لن تكون بديال عن املجل�س‬ ‫الوطني الت�أ�سي�سي، ولن تتعدّى �صالحيّاته الراقبيّة.‬ ‫ّ‬ ‫ويف ما يتع ّلق بالقانون االنتخابي، �أفاد الورميي ب�أن احلوار الوطني‬ ‫�سينظر يف م�س�ألتني خالفيتني، الأوىل تتع ّلق بتزامن االنتخابات الت�شريعية‬ ‫الرئا�سيّة، �أو �أ�سبقيّة �أحدهما على الآخر، والثانية تتع ّلق مب�س�ألة العزل‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سي �أو حرمان بع�ض الأ�شخا�ص من الرت�شح لالنتخابات القادمة.‬ ‫�أم��ا بخ�صو�ص مراجعة التعيينات، فقد تباينت وجهات النظر داخل‬ ‫ّ‬ ‫احلوار الوطني ب�ش�أن مفهوم وم�ضمون و�آليات هذا الإجراء بني خمتلف‬ ‫ّ‬ ‫الأط��راف امل�شاركة يف احل��وار، بح�سب الورميي. فهناك من يرى �أن هذا‬ ‫املو�ضوع يجب تناوله بطريقة حترتم فيها الإجراءات القانونيّة باعتبارها‬ ‫ّ‬ ‫متت وفق القانون، فال بد �أن تتم مراجعتها مبقت�ضى القانون �إىل جانب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت�أكيد �أن يظلّ‬ ‫هذا املو�ضوع مبعزل عن احل�سابات ال�سيا�سيّة واحلزبيّة.‬ ‫ّ‬ ‫و�أ�ضاف الورميي �أن الآراء داخل احلوار اختلفت بني من ي�صر على مراجعة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التعيينات التي متت فقط يف حكومة الرتويكا، وبني من يطالب مبراجعة‬ ‫ّ‬ ‫التعيينات التي متت منذ 5 �سنوات خلت.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وعن م�س�ألة حل روابط حماية الثورة، �أكد العجمي الورميي �أنّ‬ ‫حركة‬ ‫ّ‬ ‫النه�ضة ملتزمة ببنود خارطة الطريق ومعنيّة ب�إجناح احلوار الوطني بكل‬ ‫ّ‬ ‫تفا�صيله املتفق عليها، ولكن يبقى لديها وجهة نظر خمتلفة قليال عن الأطراف‬ ‫الأخرى وبع�ض االحرتازات على م�س�ألة حلّ‬ ‫رابطات حماية الثورة. وبينّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ممثل حركة النه�ضة يف احلوار الوطني �أن مو�ضوع الرابطات مو�ضوع‬ ‫ّ‬ ‫معقد، وفيه �أبعاد وجوانب خمتلفة، منها القانوين ومنها ال�سيا�سي، ويجب‬ ‫�أخذ كليهما بعني االعتبار؛ لذا يجب �أن يراعى فيها القانون و�سلطة الق�ضاء‬ ‫و�أحكام الد�ستور الذي �صادقنا عليه. وا�ست�شهد مبوقف الق�ضاء من �إقرار‬ ‫ّ‬ ‫وزير الداخلية ورئي�س احلكومة ال�سابقني �أن تيّار �أن�صار ال�شريعة تيّار‬ ‫ّ‬ ‫�إرهابي ملّا اعتربه ق�ضاة وحمامون خمالفا للقانون، وقالوا حينها �إن هذا‬ ‫القرار يتم مبقت�ضى �أمر ق�ضائي ال مبقت�ضى قرار �سيا�سي. كما نبّه الورميي‬ ‫ّ‬ ‫�إىل �أن تناول م�س�ألة حلّ‬ ‫ّ‬ ‫روابط حماية الثورة يجب �أن يتم مبعزل عن �أيّ‬ ‫ّ‬ ‫ح�سابات حزبيّة و�سيا�سيّة، ونبه �إىل خطورة �أن تعترب بع�ض الأطراف �أنّ‬ ‫ها‬ ‫ّ‬ ‫يف خ�صومة �أو نزاع مع هذه اجلمعيّات، ك�أنهم يتعاملون مع خ�صم �سيا�سي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أو �إيديولوجي واحلال �أن اجلميع يعلم �أن هذه الروابط املختلفة واملتعدّدة‬ ‫ال جتمعها �إيديولوجيا وال انتماء حزبي.‬ ‫فائزة الناصر‬ ‫5‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة 82 فيفري 4102‬ ‫معركة املحامني والقضاة ... من ينزع فتيل األزمة؟‬ ‫محمد فوراتي‬ ‫ت�شهد العالقة بني املحامني والق�ضاة منذ مدّة‬ ‫ت��وت��را ب��د�أ يكرب ك�ك��رة الثلج حتى و��ص��ل �إىل حد‬ ‫ّ‬ ‫ال�صدام يف الأ�سبوع املا�ضي عندما �أوق��ف قا�ضي‬ ‫التحقيق باملكتب اخل��ام����س باملحكمة االبتدائية‬ ‫بتون�س ومبوجب بطاقة �إي��داع بال�سجن حمامية‬ ‫بتهمة التحيّل. وك��ان ي��وم اجلمعة املا�ضي يوما‬ ‫طويال وغري م�سبوق يف تاريخ الق�ضاء التون�سي؛‬ ‫فقد اعت�صم ع�شرات املحاميات واملحامني مطالبني‬ ‫ب�إطالق �سراح زميلتهم، حماولني �إجبار القا�ضي على‬ ‫�إط�لاق �سراح املحامية، و�صاحب ذلك ت�شنج كبري‬ ‫بني الطرفني، وهو ما �سماه بع�ض الق�ضاة باالعتداء‬ ‫على زميل لهم و�إهانة الق�ضاء، واالعتماد على القوة‬ ‫واحل�شد وال�صراخ وتعطيل املرفق الق�ضائي، بعيدا‬ ‫عن القانون، والطرق القانونية املعتمدة.‬ ‫الهيئة الوطنية للمحامني بدورها حمّلت قا�ضي‬ ‫التحقيق وم��ن ورائ ��ه ج�ه��ات ق�ضائية م�س�ؤولية‬ ‫ّ‬ ‫التوتر اجلاري بني �أكرب قطاعني يف مرفق الق�ضاء،‬ ‫وق��ال ع��دد م��ن املحامني �إن هناك حملة ت�ستهدف‬ ‫املحامني، و�إن �أكرث من 008 بطاقة �إي��داع �سجلت‬ ‫�ضد حمامني يف ع��دد من حماكم اجلمهورية، و�إن‬ ‫ّ‬ ‫قا�ضي التحقيق مل يتبع الإج� ��راءات املعمول بها‬ ‫خالل �إيقاف املحامية.‬ ‫كما �أكدت الهيئة �أنه مل يقع �إعالم الفرع اجلهوي‬ ‫للمحامني من قبل الوكيل العام ملحكمة اال�ستئناف‬ ‫بتون�س وفقا ملقت�ضيات الف�صل 64 من املر�سوم‬ ‫املنظم ملهنة املحاماة الذي ين�ص على �أنه «�إذا وقعت‬ ‫ّ‬ ‫تتبّعات �ضد حمام يتم �إعالم رئي�س الرفع اجلهوي‬ ‫ّ‬ ‫املخت�ص بذلك حينها، ويُحال املحامي وجوبا من‬ ‫ّ‬ ‫ط��رف الوكيل العام ل��دى حمكمة اال�ستئناف على‬ ‫ق��ا��ض��ي التحقيق ال ��ذي ي �ت��ولىّ بحثه بخ�صو�ص‬ ‫التتبّع بح�ضور رئي�س الفرع املخت�ص �أو من ينوبه‬ ‫ّ‬ ‫للغر�ض».‬ ‫وقد متّ‬ ‫ت �إحالة خم�سة حمامني على مكتب قا�ضي‬ ‫التحقيق باملحكمة االبتدائية بتون�س و�أكرث من 01‬ ‫من كتبة املحامني، وذلك على خلفية الأح��داث التي‬ ‫�شهدتها املحكمة الأ�سبوع املا�ضي �إثر �إ�صدار قا�ضي‬ ‫حتقيق بطاقة �إي��داع �ضد حمامية بتهمة التحيّل.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وي�شمل قرار الإحالة كل من املحامني: مهدي زرقوبة‬ ‫و�أحمد كعيالن وعرو�سي �سقري و�آ�سيا احلاج �سامل‬ ‫وكلثوم الزاوي.‬ ‫وق ��د ب �ل��غ ال �ت��وت��ر م�ب�ل�غ��ه ب �ع��د ه ��ذه الإح��ال��ة‬ ‫والت�صريحات واالت�ه��ام��ات املتبادلة بالدعوة �إىل‬ ‫عقد اجتماع ع��ام بق�صر العدالة بتون�س ب�إ�شراف‬ ‫هيئة املحامني الت�خ��اذ �إج� ��راءات ت�صعيدية رمبا‬ ‫ت�شمل الإ�ضراب واالعت�صام املفتوح يف املحكمة.‬ ‫فيما وا�صل الق�ضاة جمعية ونقابة تنفيذ �إ�ضراب‬ ‫ت�ل��و الإ�� �ض ��راب م�ن��ذ اجل�م�ع��ة امل��ا��ض�ي��ة، وتعطلت‬ ‫ّ‬ ‫م�صالح املواطنني، وت�شهد خمتلف املحاكم توترا‬ ‫م�ت��زاي��دا وت��را��ش�ق��ا بالتهم ب�ين ال�ق�ط��اع�ين، زادتها‬ ‫بع�ض الأط���راف م��ن هنا وم��ن ه�ن��اك ح �دّة ببع�ض‬ ‫الت�صريحات املت�شجنة. وهكذا نكون قد دخلنا ما‬ ‫ي�شبه معركة ك�سر العظم بني الق�ضاة واملحامني،‬ ‫ودوامة من الإ�ضرابات والإ�ضرابات امل�ضادة التي‬ ‫ال نعرف كيف �ستنتهي؟‬ ‫�إن خ �ط��ورة ه ��ذه الأزم � ��ة ت �ت �ج��اوز املحامني‬ ‫والق�ضاة؛ لأنها تك�شف عن م�شكلة ثقة بني خمتلف‬ ‫القطاعات يف املجتمع، ون��وع من االن�ف�لات وعدم‬ ‫االلتزام بال�ضوابط القانونية والأخالقية يف التعامل‬ ‫بني �أبناء املجتمع الواحد. كما �أنها �أزم��ة تنعك�س‬ ‫ب�شكل كارثي على املتقا�ضني، وتعطل م�صاحلهم،‬ ‫وت�ضرب �إ�سفينا بني قطاعني، ي�صعب نزعه، وهما‬ ‫قطاع واحد يف احلقيقة، طاملا �ساهم بع�ض رموزه‬ ‫يف الن�ضال من �أج��ل الدميقراطية و�إ�سقاط نظام‬ ‫اال�ستبداد، فمن �سيكون مُ�ستفيدا من هذه الأزمة‬ ‫غري �أع��داء تون�س؟ ومن �سي�ستفيد من هذه الأزمة‬ ‫غري الباحثني عن توتري الأجواء و�إر�ساء مناخ من‬ ‫الفو�ضى يتيح تطبيق �أجندات هدفها �إف�شال امل�سار‬ ‫الدميقراطي والعودة �إىل منظومة اال�ستبداد؟‬ ‫الغريب يف الأم��ر �أن ه��ذه الأزم��ة بني الق�ضاة‬ ‫وامل�ح��ام�ين، ورغ��م خطورتها، تعاملت معها عديد‬ ‫الأط��راف من منطق الفرجة، وب�شكل �سلبي. ويف‬ ‫مُقدمة ه��ذه الأط���راف احل�ك��وم��ة، وخا�صة وزارة‬ ‫العدل، ولي�س بعيدا عن ذلك �أي�ضا الأحزاب واملجتمع‬ ‫املدين، كما مل ن�شهد حماوالت للو�ساطة ودرء الفتنة‬ ‫من قدماء املهنة �أو من بقية منظمات املجتمع املدين،‬ ‫ّ‬ ‫بل �إن الرابطة التون�سية للدفاع عن حقوق الإن�سان‬ ‫�أ��ص��درت بيانا غبيا �ساندت فيه قطاعا دون �آخر،‬ ‫ّ‬ ‫ومل تلتزم احلياد، وال �سعت �إىل الو�ساطة، وحل‬ ‫الإ�شكاالت العالقة ب�شكل ودّي يطفئ لهيب الأزمة‬ ‫وال ي�شعلها، رغم �أنها منظمة حقوقية وطنية يجب‬ ‫�أن ت�أخذ م�سافة من اجلميع.‬ ‫ّ‬ ‫�إن ا�ستفحال هذه الأزمة وتوا�صلها خالل الأيام‬ ‫القادمة دون م�صاحلة حقيقية بني جناحي العدالة،‬ ‫ينبئ مب��ا ه��و �أ� �س��و�أ، ويفتح ال�ب��اب �أم ��ام فو�ضى‬ ‫�أكرب، كما يفتح الباب �أمام �أجندات خطرية �ستجد‬ ‫يف �إ�ضعاف مرفق الق�ضاء و�سيلة لتحقيق غايات‬ ‫�سيا�سوية، ولذلك على كل العقالء واجلهات الر�سمية‬ ‫واملنظمات االجتماعية التدخل لإطفاء حريق الفتنة‬ ‫وغلق امللف، وهذا ممكن �إذا توفرت النية احل�سنة،‬ ‫والوعي بخطورة اللعب بهذا القطاع �أو دفعه �إىل‬ ‫الفو�ضى وردود الفعل املجنونة وغري املح�سوبة.‬ ‫اقترحت كمال الجندوبي على رأس هيئة لمراقبة االنتخابات:‬ ‫جبهة اإلنقاذ وحكمة أنشتاين الضائعة‬ ‫ّ‬ ‫يف كل مرة تفاجئ جبهة الإنقاذ التون�سيني بت�صرفات‬ ‫�ضررها �سيا�سيا �أك�ثر من نفعها، فبعد �أن ا�ستماتت يف‬ ‫تر�شيح حممد النا�صر خلالفة علي العري�ض على ر�أ�س‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احلكومة، م�ؤكدة �أنه م�ستقل عن كل الأح��زاب، ثم ما لبث‬ ‫ّ‬ ‫�أن ت��ولىّ من�صب نائب رئي�س ن��داء تون�س، متحدية كل‬ ‫من اعترب ه��ذا التعيني دليال على �أن جبهة الإن�ق��اذ كانت‬ ‫تناور مبحمد النا�صر الفتكاك "احلكومة" من الفائزين يف‬ ‫االنتخابات الفارطة حتى �أن حمّة الهمامي اعترب هذه الآراء‬ ‫�سخيفة .. ها هي جبهة الإنقاذ ت�ؤكد �أنها تعتقد �أن ذاكرة‬ ‫التون�سيني ق�صرية حتى �أنها �ستن�سى �أن كمال اجلندوبي‬ ‫كان مر�شحا بارزا خلالفة نف�سه على ر�أ�س اللجنة امل�ستقلة‬ ‫لالنتخابات، مدعوما من عدة قيادات من اجلبهة، حجتها يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ذلك �أنه م�ستقل وعلى نف�س امل�سافة من كل الأحزاب، وملا مت‬ ‫التوافق على غريه �سارعت جبهة الإنقاذ �إىل تعيينه رئي�سا‬ ‫للجنتها ملراقبة االنتخابات، وهذا طبعا حركة ا�ستباقية من‬ ‫اجلبهة للت�شكيك يف نتائج االنتخابات القادمة �إن مل تكن‬ ‫كما ت�شتهي، ودليلها يف ذلك �أن اجلندوبي "طاقة معتربة"‬ ‫يف تنظيم ال�ش�أن االنتخابي بعد �أن "�أبدع" يف �أداء مهمته‬ ‫يف االنتخابات الفارطة، وطبعا �آرا�ؤه لن تكون ذات قيمة �إال‬ ‫لال�ستهالك الإعالمي؛ لأن اال�ستحقاقات االنتخابية القادمة‬ ‫ّ‬ ‫�ستكون حم��ل مراقبة داخليا وخ��ارج�ي��ا، و�أن ت�شكيكات‬ ‫امل�شككني ال قيمة لها؛ لأنها ال�سالح الوحيد للخا�سرين، وال‬ ‫فاعلية له كما ثبت يف كل املنا�سبات الفارطة.‬ ‫الثابت �أنه مبثل تلك القرارات �أكدت جبهة الإنقاذ �أن‬ ‫مفهومها لال�ستقاللية يحتاج �إىل مراجعة �شاملة، متاما مثل‬ ‫�شمولية مراجعة التعيينات التي تدعو �إليها يف كل حني،‬ ‫كما �أك��دت �أنها مل ت�سمع ـ رغم "حداثية" كثري من‬ ‫مكوناتها ـ مبقولة �شهرية للعامل الكبري �أن�شتاين‬ ‫مفادها �أن الغبي فقط من يتبع نف�س امل�سارات رغم‬ ‫ّ‬ ‫�أنها ت�ؤدي �إىل نف�س النتائج.‬ ‫�أم��ا كمال اجلندوبي وال��ذي نقدر ما ق��ام به‬ ‫من ن�ضال ومن دور يف االنتخابات املا�ضية �إال �أنه‬ ‫بهذه املهمة التي تكلفه بها جبهة االنقاذ، وهي جهة‬ ‫�سيا�سية، وبعد قبوله بتلك املهمة، فقد خ�سر‬ ‫ا�ستقالليته، بل �شكك يف ا�ستقالليته‬ ‫ال�سابقة، وخ�سر بذلك ثقة الر�أي‬ ‫العام يف �أي دور ميكن ان يقوم به‬ ‫يف امل�ستقبل.‬ ‫ياسين الصيد‬ ‫نلعب‬ ‫وإالّ نحرم..!‬ ‫ّ‬
  • 4. ‫6‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة 82 فيفري 4102‬ ‫علي العريض‬ ‫للفجر:‬ ‫تعلمت يف هذه التجربة كيف أفصل‬ ‫ّ‬ ‫عباءة احلزب عن عباءة الدولة‬ ‫اخلروج من احلكم ليس كارثة وال مصيبة كام يعتقد املهوسون بالسلطة و"أبناء النهضة مل يكونوا يوما طالب كرايس،‬ ‫وال يعانون عقدة السلطة، ويكفينا رشفا ترسيخ املعنى احلقيقي للتداول السلمي عىل السلطة يف تونس بعد حقبة‬ ‫الدكتاتورية واالستبداد والتفرد باحلكم". نحن دخلنا السلطة مناضلني رشفاء، وخرجنا منها مناضلني‬ ‫ّ‬ ‫واثقني ال صاغرين". هذا أهم ما أكده لنا رئيس احلكومة السابق، والقيادي يف حركة النهضة املهندس عيل‬ ‫ّ‬ ‫العر ّيض يف أول حديث صحفي له بعد مغادرته القصبة.‬ ‫ّ‬ ‫حاوره: فائزة الناصر-أسامة بالطاهر‬ ‫لن أحتس عىل أوقات وهبتها ملن يستحق‬ ‫رّ‬ ‫وأرجو أن يعذرين شعبي فيام قرصت‬ ‫سنتان من احلكم ماذا أضافت لعيل العريض؟‬ ‫ّ‬ ‫هذه التجربة �أ�ضافت �إيل الكثري؛ لأنها جاءت يف فرتة‬ ‫ت�ستدعي الوعي مبتطلبات البالد وباملحيط الإقليمي الذي‬ ‫ّ‬ ‫ننتمي �إليه، كما �أ�ضافت �إيل الوعي والإملام بحاجيات النا�س‬ ‫وطموحاتهم واحتياجاتهم وبواقع البالد االقت�صادي واملايل‬ ‫واالجتماعي والتنموي وبحجم التحديات التي تواجهها بالدنا،‬ ‫ّ‬ ‫وك�شفت يل حجم االنتهاكات التي ارتكبت يف حق �أجيال ويف‬ ‫ّ‬ ‫حق جهات ويف حق فئات. ت�ستطيعني �أن تقويل �إن هذه التجربة‬ ‫مكنتني م��ن ا�ستيعاب وف�ه��م جيد للواقع وحل�ج��م التحديّات‬ ‫الداخلية والدولية، وكيف �أتعاطى مع ق�ضايا وطن ب�أكمله يف‬ ‫فرتة �صعبة ومعقدة وكيف �أعاجلها. تعلمّت يف هذه التجربة‬ ‫كيف �أف�صل عباءة احلزب عن عباءة الدولة، وكيف ي�ستطيع‬ ‫امل�س�ؤول ال�سيا�سي �أن يتحرر من كل االعتبارات وامليوالت‬ ‫ّ‬ ‫ال�شخ�صية واحل��زب �ي��ة وال�ف�ئ��وي��ة، و�أن ي�ك��ون يف خ��دم��ة كلّ‬ ‫التون�سيني يف الداخل واخلارج يف ال�شمال واجلنوب على اختالف‬ ‫انتماءاتهم احلزبية والإيديولوجية، وكيف يعلي م�صلحة البالد‬ ‫العليا على كل االعتبارات. علمتني �أننا ك ّلما انفتحنا على النا�س‬ ‫�أكرث ووثقنا بهم �أكرث، كان �أدا�ؤهم �أف�ضل وعطا�ؤهم �أجزل.‬ ‫ويف املقابل ماذا أخذت منك؟‬ ‫النهضة منفتحة‬ ‫على جميع القوى‬ ‫الوطنية التي تؤمن‬ ‫بالديمقراطية‬ ‫جتربة احلكم �أخ��ذت مني ال�صحة وال��راح��ة، �أخ��ذت مني‬ ‫ّ‬ ‫احلريّة التي طاملا حلمت ب�أن �أمتتع بها و�أعي�شها بعد �سنوات‬ ‫ال�سجن الطويلة واملريرة، وبعد امل�ضايقات وكتم الأنفا�س، فلم‬ ‫ي�سعفني الوقت لأمتتع بهذه احلرية الغالية التي حرمت منها.‬ ‫جت��ري��ة احل�ك��م حرمتني م��ن �أح��ب الأ��ش�ي��اء �إىل نف�سي، وهي‬ ‫املطالعة التي مل تكن تفارقني يوما، فلم �أكن �أجد الوقت حتى‬ ‫لأقر�أ بع�ض ال�سطور، كما حرمتني من دفء العائلة والقرب منها‬ ‫ومن م�شاغلها اليومية ومن حقوقها علي.‬ ‫ّ‬ ‫هل خامرتك يوما فكرة الندم عىل خوض هذه التجربة؟‬ ‫مطلقا، ال ميكن �أن �أن��دم على واجب �سعيت لأن �أقدّمه بكل‬ ‫�أمانة و�إخ�لا���ص، ول��ن �أن��دم على جهد قدمته �إىل وط��ن �أدي��ن له‬ ‫بالكثري، ولن �أحت�سر على �أوقات وهبتها ملن ي�ستحق، و�أرجو �أن‬ ‫ّ‬ ‫يعذرين �شعبي فيما ق�صرت.‬ ‫يتحدث بعض خصومكم يف مجيع منابرهم واجتامعاهتم‬ ‫ولقاءاهتم عن خروج صاغر ذليل للنهضة رضوخا لرغبتهم‬ ‫ودعواهتم إلسقاطها، ما تعليقك؟‬ ‫الذي �أخرجنا هو حب تون�س وم�صلحتها العليا، الذي �أخرجنا‬ ‫ّ‬ ‫هو حر�صنا على جناح التجربة الدميقراطية، الذي �أخرجنا‬ ‫ّ‬ ‫هو زهدنا يف احلكم وثقتنا يف �أن جمال الفعل والإجناز‬ ‫والعطاء ال يقت�صر على ال�سلطة كما يعتقد بع�ض املهوو�سني بها، �أخرجنا‬ ‫ّ‬ ‫�إمياننا ب�أن ال�سلطة يف الدميقراطيات تداول، ولو دامت لبورقيبة وبن علي‬ ‫ما �آلت �إلينا، ولو دامت لنا لن ت�ؤول �إىل غرينا. �أخرجنا تقديرنا �أن ا�ستمرار‬ ‫و�ضع الت�آكل واال�ستقطاب والتناحر �أدّى و�سي�ؤدّي �إىل مزيد من الإ�ضرار‬ ‫مب�صالح البالد و�إطالة املرحلة االنتقاليّة وتوفري مناخ م�ضاد لال�ستقرار‬ ‫ّ‬ ‫واال�ستثمار والإعمار، وكانت �ضريبة الو�صول �إىل �إنهاء الد�ستور وو�ضع‬ ‫البالد على الو�ضوح، واالجت��اه نحو االنتخابات و�إ�شاعة مناخ من الراحة‬ ‫والهدوء ومزيد من الأمل داخلها وخارجها، �أن نخرج من احلكومة وندعم‬ ‫حكومة م�ستق ّلة.‬ ‫نحن مل ندخل هذه احلكومة غ�صبا وال كرها وال تزكية من �صحف �صفراء‬ ‫وال ر�أ���س مال فا�سد وال جهات م�شبوهة، نحن دخلنا احلكومة من �ساحات‬ ‫الن�ضال، دخلناها منا�ضلني ونخرج منها منا�ضلني واثقني ال �صاغرين.‬ ‫واخلروج من احلكم بالن�سبة لنا لي�س كارثة وال م�صيبة كما يعرف امل�ؤمنون‬ ‫بالدميقراطية وباملعنى احلقيقي للتداول ال�سلمي على ال�سلطة الذي كان لنا‬ ‫�شرف تر�سيخه يف تون�س بعد حقبة الدكتاتورية واال�ستبداد والتفرد باحلكم.‬ ‫املهم بالن�سبة لنا لي�س فيمن ت�ؤول �إليه ال�سلطة علمانيا كان �أم �إ�سالميا �أم حتى‬ ‫�شيوعيا، بل املهم �أن تكون هناك مبادئ را�سخة وثابتة ال يحيد عنها من يحكم،‬ ‫ّ‬ ‫وهي مبادئ الدميقراطية واحرتام حقوق الأف��راد وعدم امل�سا�س باحلريات‬ ‫العامة واخلا�صة.‬ ‫ّ‬ ‫بعض القوى الثورية تعترب أن عنوان الفشل يف حكومات ما بعد الثورة‬ ‫ّ‬ ‫هو التطبيع مع الدولة العميقة وعدم مقاومة الفساد وحماسبة الفاسدين؟‬ ‫ّ‬ ‫�أحرتم كل الآراء والتقييمات واالنتقادات مهما علت وتريتها، ولكن �أو�ضح‬ ‫لك م�س�ألة، احلكومات املتعاقبة بعد الثورة، ونعني بها حكومة ال�سيد الباجي‬ ‫قايد ال�سب�سي التي ا�ستمرت ع�شرة �أ�شهر، وحكومة ال�سيد حمادي اجلبايل‬ ‫التي ا�ستمرت �سنة و�أربعة �أ�شهر، ثم احلكومة التي تر�أ�ستها والتي ا�شتغلت‬ ‫مدة ع�شرة �أ�شهر ون�صف، هذه احلكومات الثالثة كان �أمامها �أربعة حتديات،‬ ‫الفارق بينها الرتتيب من حيث الأول��وي��ة وم��ن حيث احلاجة وال�ضرورة،‬ ‫التحدي الأوّ ل: هو تكري�س الدميقراطية والنجاح يف االنتقال الدميقراطي،‬ ‫والثاين: هو مقاومة الف�ساد واجلرمية والت�صدّي للإرهاب و�ضمان الأمن‬ ‫واال�ستقرار يف البالد، والثالث: هو �إج��راء �إ�صالحات اقت�صادية وحلول‬ ‫اجتماعية للق�ضايا امللحة، والرابع: هو ال�سعي �إىل معاجلة �أو�ضاع �ضحايا‬ ‫الأنظمة ال�سابقة و�إر�ساء م�شروع للعدالة االنتقالية ومقاومة الف�ساد.‬ ‫بالن�سبة للنقطة الرابعة �أنت ت�س�ألني ماذا حققنا فيها، ميكن القول دون‬ ‫ّ‬ ‫مبالغة �إن بالدنا تقدمت �شوطا كبريا يف ه��ذا الباب، فقد �سوّ ي مو�ضوع‬ ‫ال�شهداء واجلرحى، ويكاد ي�سوّ ى نهائيا باب جرب �ضرر �ضحايا العهد البائد،‬ ‫من خالل تفعيل مر�سوم العفو الت�شريعي العام، وبالن�سبة للأموال املهربة‬ ‫ّ‬ ‫فقد جنحنا يف ا�سرتجاع جزء منها، كما ك�شفنا النقاب عن الكثري من ق�ضايا‬ ‫الف�ساد و�أحلناها على الق�ضاء. وعلى القوى امل�ؤمنة بالثورة والغيورة على‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستحقاقاتها �أن تدرك جيدا �أن هناك م�سائل ال بد �أن ت�ؤخذ بعني االعتبار، عليها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أن تتفهّم بداية �أن ال�شرعية الثورية يف ظل دولة يحكمها القانون وامل�ؤ�س�سات‬ ‫وطنية‬ ‫اجلمعة 82 فيفري 4102‬ ‫ال ت�ستطيع �أن تخرق القانون وحتكم ب�أحكامها مهما‬ ‫كانت عادلة و�صائبة، ثانيا: يف ظل دول��ة دميقراطية‬ ‫وهيئات منتخبة هناك قوانني و�إجراءات ال بد �أن تتبّع‬ ‫ّ‬ ‫وتحُ�ت�رم، ثالثا: ه��ذه احلكومات لي�س لها �صالحيات‬ ‫مطلقة تخوّ ل لها �سرعة القرار والتنفيذ، بل على العك�س‬ ‫هي حكومات مهامّها حمدّدة وم�ضبوطة ومقيّدة.‬ ‫ّ‬ ‫ما حتقق �إىل الآن يف م�سار املحا�سبة مهمّ، ومع‬ ‫ذلك �أن��ا �أتفهّم عدم ر�ضا جزء كبري من �شباب الثورة،‬ ‫نحن مل نطبّع يوما مع قوى ال��ردّة والف�ساد، ومل نفتح‬ ‫�أب��واب�ن��ا لهم، ونحن �أك�ثر النا�س حر�صا على �إر�ساء‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ‬ ‫العدالة االنتقالية حتى يحا�سب كل من �أجرم يف حق هذا‬ ‫الوطن ويُجرب ال�ضرر ويُفتح باب امل�صاحلة مع كلّ‬ ‫من‬ ‫اعتذر وجاهر بتوبته ورد احلقوق �إىل �أ�صحابها، و�آمل‬ ‫ّ‬ ‫�أن يتفهّم اجلميع �أن هذا امل�سار طويل و�شاق ومعقّ‬ ‫ّ‬ ‫د،‬ ‫ويحتاج �إىل ال�صرب والثبات.‬ ‫هل تعتقد أنه كان بإمكانكم املحاسبة ومقاومة‬ ‫ّ‬ ‫الفاسدين يف ظل وجود جزء من اإلعالميني والقضاة‬ ‫يتحصن هبام الفاسدون وقوى الثورة املضادة؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أواف �ق��ك ال ��ر�أي �أن ه��ذي��ن القطاعني يعانيان من‬ ‫خم ّلفات اال�ستبداد؛ فالإعالم ال زال �أمامه �شوط طويل‬ ‫ّ‬ ‫لتجاوز الهنات وح��ل م�شاكله واالرت �ق��اء ب ��أدائ��ه �إىل‬ ‫م�ستوى اللحظة التي نعي�شها وم��ا تتطلبه، وال�شيء‬ ‫ذاته ين�سحب على الق�ضاء وغريه، ومع ذلك ف�أنا �أ�ؤمن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أن��ه لي�س من حق �أيّ جهة من خ��ارج هياكل القطاعني‬ ‫ومن خارج �آلية العدالة االنتقالية ـ ولو كانت احلكومة‬ ‫ـ �أن تتدخل يف � �ش ��أن مرفقي الق�ضاء والإع �ل�ام لأيّ‬ ‫م�برّر كان - حتى لو كان التطهري- لتفر�ض و�صايتها‬ ‫عليهما �أو لتحد من ا�ستقالليتهما. واجبنا نحن ك�سلطة‬ ‫ّ‬ ‫تنفيذية بدرجة �أوىل هو توفري وت�أمني مناخات احلرية‬ ‫واال�ستقاللية لهذين املرفقني، و�أح�سب �أنْ ال �أحد اليوم‬ ‫ّ‬ ‫يجر�ؤ على �أن ينكر ما يتمتع به قطاعي الق�ضاء والإعالم‬ ‫من حريّة وا�ستقاللية. ويف تقديري هما يتدرجان �شيئا‬ ‫ف�شيئا نحو ترتيب البيت الداخلي على �أ�سا�س املهنية‬ ‫واال�ستقاللية.‬ ‫7‬ ‫ُ‬ ‫مستوى انتظارات املحرومني واملهمشني؟‬ ‫ميزانيّة الدولة من جهة �أخرى، وهو ما ا�ضطرنا يف كثري‬ ‫ّ‬ ‫من الأحيان �إىل م�ضاعفة ميزانيّة الت�صرف و�إثقال كاهل‬ ‫ّ‬ ‫البالد مب�صاريف ال تقدر على توفريها، ف��أدّى ذلك �إىل‬ ‫ارتفاع ن�سبة العجز يف امليزانيّة، و�إىل بع�ض التقييمات‬ ‫ال�سلبية لالقت�صاد التون�سية من طرف بع�ض امل�ؤ�س�سات‬ ‫ّ‬ ‫املخت�صة يف التقييم االقت�صادي.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ث��ان�ي��ا: ع��دم ت��وف��ر ال �ع��دد ال �ك��ايف م��ن امل�ؤ�س�سات‬ ‫ّ‬ ‫واملقاوالت القادرة على �إجن��از امل�شاريع الكربى، مثل‬ ‫م�شروع �إجناز مئات الآبار االرتوازية التي �ستقدّم حلوال‬ ‫جذرية مل�شكلة املياه ال�صاحلة لل�شراب، ومل�شاكل املناطق‬ ‫ال�سقويّة، وق�س على ذل��ك م�شاريع تعبيد الطرقات،‬ ‫�إىل جانب الندرة يف اليد العاملة، وهي م�شكلة م�ؤرقة‬ ‫ّ‬ ‫اعرت�ضتنا خالل تفعيل هذه امل�شاريع، ب�سبب مع�ضلة‬ ‫احل�ضائر التي �أ�صابت النه�ضة االقت�صادية يف مقتل،‬ ‫وكانت على ح�ساب امل�شاريع التنموية وعلى ح�ساب‬ ‫توفري حاجيات املقاوالت يف البناء.‬ ‫ث��ال�ث��ا: وج��دن��ا �أنف�سنا حما�صرين برت�سانة من‬ ‫القوانني البالية واجل��ام��دة التي وق��ع �إ��ص��داره��ا بعد‬ ‫الثورة يف �شكل مرا�سيم، وكانت دون م�ستوى التطلعات‬ ‫ّ‬ ‫واالنتظارات، و�شكلت عن�صرا مكبّال حال دون حتقيق‬ ‫م��ا ه��و مطلوب م��ن م�شاريع تنموية وطنية وجهوية‬ ‫وحملية، وق��د كنا بحاجة �إىل قوانني ثورية تتما�شى‬ ‫م��ع ه��ذه اللحظة، وتي�سر مترير ه��ذه املنجزات دون‬ ‫ّ‬ ‫تعطيالت.‬ ‫ّ‬ ‫�أن��ا على يقني �أن ال�ت��اري��خ �سي�شهد يوما على ما‬ ‫�أجن��زت��ه وم��ا قدمته حركة النه�ضة و�شركا�ؤها عندما‬ ‫كانوا يف احلكم لإجناح هذه التجربة ولإنقاذ االقت�صاد‬ ‫اجلريح من التهاوي، و�سين�صفها الزمن عاجال �أم �آجال.‬ ‫ّ‬ ‫حتى يكون تقييم ما �أجنزناه مو�ضوعيا ال بد �أن ن�أخذ‬ ‫ّ‬ ‫بعني االعتبار ما �أجنز مقارنة مبا طلب منا، ثم الظروف‬ ‫ّ‬ ‫املو�ضوعية واملادية التي عملنا فيها وانعكا�سات الو�ضع‬ ‫الداخلي واخلارجي علينا.‬ ‫من املنظور اال�سرتاتيجي االجتماعي ميكن القول‬ ‫ـ بال تردّد ـ �إننا جنحنا �إىل حد كبري يف �إن�شاء م�شروع‬ ‫ّ‬ ‫ح�ضاري يقوم على مقاومة اال�ستبداد وبناء دولة حديثة‬ ‫ّ‬ ‫ودمي�ق��راط�ي��ة ت�ضمن احل�ق��وق ل�ك��ل ال�ن��ا���س، وت�ضمن‬ ‫امل�ساواة بني اجلميع، وت�ضمن ا�سرتجاع تون�س ملكانتها‬ ‫يف املنطقة ويف العامل، كدولة عربية م�سلمة قادرة على‬ ‫�أن تنجح النموذج الدميقراطي.‬ ‫مع ال�صعوبات االقت�صادية التي كانت تعي�شها‬ ‫ال�ب�لاد، �إىل جانب حالة االن�ه�ي��ار القيمي والأخالقي‬ ‫وال�سيا�سي ب�سبب ا�ست�شراء حالة االنفالت وات�ساع‬ ‫دائرة الف�ساد والتهريب واالحتكار حتى و�صلت ن�سبة‬ ‫النموّ يف عهد حكومة ال�سيد الباجي قايد ال�سب�سي‬ ‫�إىل �أدنى من 2 باملائة �سلبي، وتدهور خمزون الدولة‬ ‫من العملة ال�صعبة، و�أ�صبح الو�ضع االقت�صادي �شبه‬ ‫ّ‬ ‫م�شلول، وم��ع تعقد الو�ضع الأم�ن��ي ال��ذي ك��ان يعي�ش‬ ‫الحظنا زي���ارات ملسؤولني من البيت األبيض‬ ‫حالة من االنفالت التام مبا يف ذلك �أحداث العنف وحرق‬ ‫املراكز والبنوك واملن�ش�آت العامة واخلا�صة �إىل درجة �أن رفيعي املستوى ودعوة رئيس احلكومة اجلديد لزيارة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ما تحقق إلى اآلن‬ ‫في مسار المحاسبة‬ ‫مهم، ومع ذلك أنا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أتفهم عدم رضا جزء‬ ‫كبير من شباب الثورة‬ ‫لم ندخل هذه‬ ‫الحكومة غصبا وال‬ ‫كرها وال تزكية من‬ ‫صحف صفراء وال رأس‬ ‫مال فاسد، نحن دخلنا‬ ‫الحكومة من ساحات‬ ‫النضال، دخلناها‬ ‫مناضلين ونخرج منها‬ ‫مناضلين‬ ‫سألتك سيدي عن خطر وجود بؤر فساد من‬ ‫ّ‬ ‫قوى الثورة املضادة داخل هذين القطاعني عىل نجاح‬ ‫ّ‬ ‫املسار االنتقايل وعىل التجربة الديمقراطية الغضة؟‬ ‫ّ‬ ‫�أواف�ق��ك ال��ر�أي ب ��أن قطاعي الق�ضاء والإع�ل�ام هما‬ ‫ّ‬ ‫�أ�سا�سا ك��ل دول��ة دميقراطية، و�أ�سا�سا جن��اح �أو ف�شل‬ ‫كل ث��ورة، ولكن قوى ال��ردّة داخل هذه القطاعات رمبا‬ ‫جنحت يف �إرب���اك امل�شهد ال �ع��ام وت�شوي�شه �إىل حد‬ ‫ّ‬ ‫م�ع�ّي�نّ، ولكنها مل تنجح �أب��دا يف �إجها�ض ال�ث��ورة �أو‬ ‫ّ‬ ‫�إف�شالها. وعلينا �أن ن��درك �أن هذه القطاعات وغريها‬ ‫�إذا نخرها الف�ساد وت�أ�صلت فيها امل�ساوئ فمواجهتها‬ ‫ّ‬ ‫ومعاجلتها ال تتم بظاهر القول وال عن طريق ترديد‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعارات ودع��وات التطهري ومواجهة "�إعالم العار"‬ ‫و"الق�ضاء الفا�سد" وال عرب حمالت ال�سب والقذف،‬ ‫ّ‬ ‫و�إنمّا تعالج تدريجيا وبطريقة حكيمة وموزونة، دون‬ ‫عجلة لتح�صل نتيجة �إيجابية، وال بد يف املقابل من �أن‬ ‫ّ‬ ‫نعطى فر�صة لأه��ل القطاع بتطهري �أنف�سهم ب�أنف�سهم،‬ ‫و�أن ن�سمح لأو� �س��ع طائفة م��ن ه� ��ؤالء لينخرطوا يف‬ ‫ّ‬ ‫م�سار الثورة باعتبار �أن الق�ضاة �أو الإعالميني لي�سوا‬ ‫ك ّلهم فا�سدين، ولي�سوا كلهم ج��زءا من جوقة النظام‬ ‫البائد. و�أدع��وك �أن تعودي فقط �إىل جت��ارب الثورات‬ ‫التي عا�شتها دول �أوروبا ال�شرقية يف �أواخر الثمانيات‬ ‫و�أوائ��ل الت�سعينات، وانظري كم ا�ستغرقوا من وقت‬ ‫لي�صبح لديهم �إعالم تعددي وحمايد ومو�ضوعي، وكم‬ ‫ا�ستغرقوا من وقت لإ�صالح ق�ضائهم و�إ�صالح �إدارتهم،‬ ‫ف�سرتين �أنهم يتحدثون اليوم عن املعجزة التون�سية‬ ‫ّ‬ ‫التي جنحت رغم كل الهنات وال�صعوبات والهزات ـ يف‬ ‫وقت قيا�سي ـ يف ت�أمني التجربة الدميقراطية من خطر‬ ‫قوى الردّة ولوبيات الثورة امل�ضادة.‬ ‫العريض يتحدث إىل «الفجر»‬ ‫الدولة كانت مهددة بالتفكك واالنهيار، فقد جنحت هذه‬ ‫ّ‬ ‫احلكومة يف خلق تطوّ ر �إيجابي يف كل امل�ؤ�شرات، من‬ ‫خالل النجاح يف الو�صول �إىل ن�سبة منوّ تفوق 3 باملائة‬ ‫�سنة 2102، ومن خالل ا�ستعادة االقت�صاد جزءا مهمّا‬ ‫من عافيته بعودة امل�ؤ�س�سات الكربى �إىل �سالف ن�شاطها،‬ ‫وع��ودة اال�ستثمار الداخلي واخلارجي تدريجيا. كما‬ ‫جنحت يف توفري حاجيات النا�س على عدّة م�ستويات؛‬ ‫منها الرتفيع يف الأج��ور يف كثري من القطاعات، وهو‬ ‫ّ‬ ‫ما مكن املواطن التون�سي من حياة كرمية، وم�ضاعفة‬ ‫ّ‬ ‫ميزانية ال�ت���ص�رف، وامل�ي��زان�ي��ة املخ�ص�صة ملوظفي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدولة. كما �سخرت الدولة للمرة الأوىل منذ اال�ستقالل‬ ‫ّ‬ ‫ويف ظل �أزمة اقت�صاديّة خانقة وظروف �إقليمية ودولية‬ ‫ّ‬ ‫معقدة، مبلغ 21 �ألف مليون دينار على �سنتي -2102‬ ‫ّ‬ ‫3102 للتنمية، حتى �أن ن�سب ما حتقق خالل ال�سنتني‬ ‫املا�ضيتني يف امل�شاريع املربجمة يف البنى الأ�سا�سية‬ ‫وامل�ست�شفيات واملياه ال�صاحلة لل�شراب وبناء امل�ساكن‬ ‫االجتماعيّة وتعبيد الطرقات، وبناء املناطق ال�صناعية،‬ ‫ّ‬ ‫جت��اوز 4 م� �رات ن�سب م��ا حت�ق��ق يف الع�شر �سنوات‬ ‫ّ‬ ‫الأخرية من فرتة حكم بن علي.‬ ‫هل يمكن لرئيس احلكومة بعد مغادرة القصبة‬ ‫أن يكشف للتونسيني حجم العراقيل التي وضعت‬ ‫أمامه إلفشال فرتة حكم الرتويكا؟‬ ‫هل تعتقد أن ما قدمتموه من إج��راءات عىل‬ ‫ّ‬ ‫�أه��م �صعوبة اعرت�ضتنا كانت امل��وازن��ة بني تلبية‬ ‫مستوى التنمية والعدالة االجتامعية ارتقى إىل‬ ‫متطلبات الت�شغيل والتنميّة اجلهويّة من جهة، ومراعاة‬ ‫أمريكا، وهو ما مل نشهده خالل فرتة حكمكم، فهل‬ ‫كانت حكومتكم تدفع رضيبة توجس دوائر القرار‬ ‫ّ‬ ‫الغريب من وجود إسالميني يف احلكم؟‬ ‫مع تعديل ب�سيط يف املعلومة التي �أوردت�ه��ا، لقد‬ ‫زارت وزي��رة اخلارجية الأمريكية هيالري كلينتون‬ ‫تون�س خالل فرتة حكم الأخ حمادي اجلبايل، كما �أدّى‬ ‫الدكتور رفيق عبد ال�سالم وزي��ر اخلارجية الأ�سبق‬ ‫وك��ذل��ك ال�سيد عثمان اجل��رن��دي �أك�ث�ر م��ن زي ��ارة �إىل‬ ‫الواليات املتحدة الأمريكية، وكانت يل �شخ�صيا �أكرث‬ ‫من حمادثة هاتفية مع كبار امل�س�ؤولني بالبيت الأبي�ض.‬ ‫ّ‬ ‫ولكن ما �أخر زيارتي �إىل الواليات املتحدة التي كانت‬ ‫ب�صدد الرتتيب لها هو ما مررنا به بداية من اغتيال‬ ‫ال�شهيد حممد الرباهمي رحمه الله، فمنذ ذلك التاريخ‬ ‫دخلت بالدنا يف حالة غمو�ض و�أزمات واحتقان، وهو‬ ‫ّ‬ ‫ما جعل العديد من الدول يف حالة ترقب ملا �ست�ؤول �إليه‬ ‫الأو��ض��اع يف البالد. وملا انطلقنا يف احل��وار الوطني‬ ‫واتفقنا منذ البداية على التوافق على حكومة جديدة‬ ‫ّ‬ ‫قررت عديد من الدول ترقب احلكومة اجلديدة.‬ ‫�أم��ا يف خ�صو�ص ما �أ��ش��رت �إليه من ت��ردّد بع�ض‬ ‫ال��دول الغربية يف التعامل مع حكومة تر�أ�سها حركة‬ ‫�إ�سالمية، ففيه الكثري من الوجاهة؛ فحجم ال�شبهات‬ ‫ّ‬ ‫والأراجيف والأباطيل التي وقع �ضخها طوال تاريخ‬ ‫حركة النه�ضة من معاداتها للدميقراطية وحلقوق املر�أة‬ ‫وللحريات اخلا�صة والعامة، جعل ال��دوائ��ر الغربية‬ ‫ت�ستغرق وقتا لتعدّل موقفها من هذه احلركة الإ�سالمية.‬ ‫هناك فرص حقيقية‬ ‫ّ‬ ‫لتحسن الوضع‬ ‫ّ‬ ‫االقتصادي في البالد‬ ‫لو توحد التونسيين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وكفوا عن اإلضرابات‬ ‫العشوائية، وانصرفوا‬ ‫إلى العمل‬ ‫ّ‬ ‫جل قيادات‬ ‫حركة النهضة‬ ‫وأبنائها مشاريع‬ ‫رجال دولة‬