في عصر أصبحت تقليدية التعليم فيه تأخُّرًا عن ركب الحضارات التي تسعى دائمًا لتطوير نفسها، وفي ظل سباق يتسارع فيه التكنولوجيون المهتمون بمجال التعليم نحو تحقيق النهوض والتقدم من خلال التكنولوجيا التعليمية، وأيضًا في ظل السعي للارتقاء بمستويات التعليم في الدول النامية بُغية الوصول إلى كوكب خالٍ من الجهل والأمية، أصبحنا نجد أنفسنا أمام تحديات يضعنا فيها التقدم التكنولوجي يومًا بعد يوم، بل وتزداد هذه التحديات صعوبة مع الوقت.
وبالنظر لكون النظم التقليدية في التعليم، وخاصةً في الدول الأكثر أميةً وجهلًا غير قادرة على مراعاة تلك الفروق، وفي ظل عالم يبحث عن المزيد من المعرفة، ولا يؤمن بوجود شخص جاهل على هذا الكوكب مهما كانت الصعوبات التي تواجهه، بات من الضروري إيجاد حلول ناجحة. ومن هذا المنطلق ظهر ما يسمى بالتعلّم التكيُّفي، والذي يخلق بيئة من التعلّم تتسم بالمرونة تجعلها قادرة على التكيف والتأقلم مع كل تلك الاختلافات بين الأفراد أثناء عملية تعلُّمهم ، فتراعي الفروق الفردية بين المتعلّمين سواءً جوهريًا أو ظاهريًا، و هنا نتسأل: كيف سيكون حال الطلاب عندما يُقدَّم لهم المحتوى بالطريقة التي تناسب وتلائم نمط وأسلوب تعلُّمهم ؟ بالطبع سيُحدِث ذلك مزيدًا من الإيجابية في التعليم، ومزيدًا من الدافعية نحو التعلّم، وبالتالي إتمام الأهداف التعليمية يتم بشكل سريع وسلِس، وبتوازُن بين جميع الطلاب.