1. محمد بن أحمد بن أسد بن عبد الواحد البدر أبو الفضل بن الشهاب الميوطي اللصل القاهري
الشافعي الماضي أبوه ويعرف كهو بابن أسد. ولد ظنا سنة أربع ويثليثين ويثمانمائة بحارة
بهاء الدين من القاهرة ونشأ بها في كنف أبويه فحفظ القرآن وكتبا جمة كالشاطبيتين
واللفيتين والبهجة وجمع الجوامع والتلخيص؛ وعرض على من دب ودرج، وأجاز له في جملة
بني أبيه من في استدعاء النجم بن فهد وهم خلق من جل الفاق وسمع الكثير على شيخنا
بل وفي الظن أن والده أسمعه على ابن بردس وابن الطحان وابن ناظر الصاحبة وغيرهم
ولزم والده في الفقه وألصوله والعربية والقراءات وكذا حضر تقاسيم الشرف المناوي وربما
حضر عند العلم البلقيني وربيبه يثم لزم الفخر المقسي في الفقه وفرائض الروضة والعربية
وقرأ على الزين زكريا أشياء وأكثر عن ابن قاسم بل قرأ على التقي الحصني في فنون
وعلى الزين البناسي في آداب البحث وعلى الكافياجي في مؤلفه في علوم الحديث وتردد
للبدر أبي السعادات في العربية وغيرها وللجوجري والبقاعي وآخرين ولزم المجيء إلي
والخذ عني ومراجعاتي في كثير وما كنت أحمد كثيرا من أموره مع يبس وبلدة وإظهار
لمحبة الفائدة والشح بالعارية وغيرها؛ وحج في سنة ست وخمسين وسمع معي بالمدينة
النبوية على أبي الفرج المراغي وغيره وكذا سمع بمكة، وناب في القضاء عن المناوي فمن
بعده وتنقل في مجالس بل لما مات والده لصارت إليه جهاته وفيها تدريس القراءات
بالبرقوقية وبالمؤيدية وما يفوق الولصف كالخطابة بالهناسية والمامة بالزينية فباشرها
وربما أقرأ الطلبة وسمعت أنه كان يكتب على البهجة الفقهية وكذا على منظومة للسخاوي
في علوم الحديث ولم يكن من أهل هذه الزمرة وقد أعرض عنه الولوي السيوطي في
النيابة فتفوه بالسعي عليه بسبعة آلف دينار وكثرت القالة بذلك ودفع للعلء بن الصابوني
خمسمائة دينار على يد يهودي عنده افترضها منه فيما أخبرني به وما نهض لترقيه لذلك يثم
نزل حتى ولي قضاء قليوب في اليام الزينية ملتزما عن أوقاف الحرمين بزيادة على من قبله
ولصار يتوجه إليها في بعض أيام السبوع مع يثروته من المل ك والوظائف واتهامه بمال كثير
ولكنه كان ينكره بالحلف وغيره؛ ولم يلبث أن تعلل ولزم الفراش نحو سبعين يوما بالسهال
والربو ونحوهما، يثم مات في ليلة الحد يثالث عشري ذي القعدة سنة تسع ويثمانين ولصلي
عليه من الغد ودفن عند أمه بالقرب من الهناسية وخلف أولدا ولم يوجد له من النقد فيما
قيل شيء وخرج من وظائفه جملة رحمه ا وعفا عنه.
الضوء اللمع