1. ‫شيخ اللسل م زكريا الصنصاري‬
‫من الضوء اللمع للسخاوي‬
‫زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الزين الصنصاري السنبكي القاهري الزهري الشافعي‬
‫القاضي. ولد في لسنة لست وعشرين وثماصنمائة بسنيكة من الشرقية، وصنشأ بها فحفظ القرآن‬
‫عند الفقيهين محمد بن ربيع والبرهان الفاقولسي البلبيسي أحد من كتبت عنه وعمدة الحكا م‬
‫وبعض مختصر التبريزي في الفقه ثم تحول إلى القاهرة في لسنة إحدى وأربعين فقطن‬
‫الزهر وأكمل حفظ المختصر المذكور بل حفظ أيضا المنهاج الفرعي وألفية النحو‬
‫والشاطبيتين وبعض المنهاج اللصلي وصنحو النصف من ألفية الحديث ومن التسهيل إلى كاد‬
‫وبعض ذلك بعد هذا الوان، وأقا م بعد مجيئه القاهرة بها يسيرا ثم عاد إلى بلده ثم رجع‬
‫فداو م الشتغال وجد فيه وكان ممن أخذ عنهم الفقه القاياتي والعلم البلقيني فقرأ عليهما‬
‫شرح البهجة ملفقا بل وأخذ عنهما في الفقه غير ذلك وعن الشرف السبكي والشموس‬
‫الوصنائي والحجازي والبدرشي والشهاب بن المجدي والبدر النسابة والزين البوتيجي بل وعن‬
‫شيخنا والزين رضوان في آخرين، وحضر دروس الشرف المناوي وغيره بل قرأ في التنبيه‬
‫على الشمس البامي كما كان يخبر به وألصول الفقه القاياتي والكافياجي قرأ عليهما العضد‬
‫ملفقا والعز عبد السل م البغدادي وابن الهما م والشرواصني والشمني وجماعة وألصول الدين‬
‫على العز المذكور أخذ عنه شرح العقائد بكماله ما بين لسماع وقراءة والشرواصني قرأ عليه‬
‫شرح المواقف والشمس محمد بن محمد بن محمود المدعو بالشيخ البخاري صنزيل زاوية‬
‫الشيخ صنصر ا قرأ عليه العبري شرح الطوالع والبدي وغيرهم وعن كل مشايخه في ألصل‬
‫الدين أخذ النحو بل وأخذه أيضا عن ابن المجدي وابن الهما م والشمني والصرف عن العز‬
‫والشرواصني؛ وكذا عن محمد بن أحمد الكيلصني قرأ عليه شرح تصريف العزي للتفتازاصني‬
‫وطائفة والمعاصني والبيان والبديع عن القاياتي أخذ عنه المطول ما بين قراءة ولسماع‬
‫والشمس البخاري المذكور قرأ عليه المختصر والكافياجي والشرواصني وعن من عداه من‬
‫شيوخ الصرف أخذ المنطق وكذا عن ابن الهما م والبدي والزين جعفر العجمي الحنفي صنزيل‬
‫المؤيدية قرأ عليه الشمسية وغالب حاشيتها للسيد والتقي الحصني أخذ عنه ظنا في القطب‬
‫وحاشيته، وأخذ عن القاياتي في اللغة وكذا أخذ عنه وعن الكافياجي وشيخنا في التفسير‬
‫وأخذ علم الهيئة والهندلسة والميقات والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وغيرها عن ابن‬
‫المجدي وقرأ عليه من تصاصنيفه أشياء والفرائض والحساب أيضا عن الشمس الحجازي‬
‫والبوتيجي؛ وكذا عن أبي الجود البنبي قرأ عليه المجموع والفصول والحكمة عن الشرواصني‬
‫وجعفر المذكور والطب عن الشرف بن الخشاب والعروض عن الوروري وعلم الحرف عن‬

2. ‫ابن قرقماس الحنفي والتصوف عن أبي عبد ا الغمري والشهاب أحمد الدكاوي ومحمد‬
‫الفوي وكلهما من ألصحاب ابراهيم الدكاوي وعن السراج عمر النبتيتي والزين عبد الرحمن‬
‫الخليلي شقير، وتلقن منهم ومن أحمد بن الفقيه علي بن محمد بن تميم الدمياطي ويعرف‬
‫بالزلباصني الذكر‬
‫وتل بالسبع على كل من‬
‫النور البلبيسي إما م الزهر‬
‫والزين رضوان‬
‫والشهاب القلقيلي السكندري‬
‫بعد تدربه في ذلك ببعض طلبتهم كـ‬
‫الزين جعفر‬
‫وبالثلث الزائدة عليها بما تضمنته مصنفات ابن الجزري النشر والتقريب‬
‫والطيبة على الزين طاهر المالكي‬
‫وبالعشر لكن إلى المفلحون فقط على الزين بن عياش المكي بها؛‬
‫وأخذ مرلسو م الخط عن الزين رضوان بل ولسمع عليه في البحث من شرح‬
‫الشاطبية للجعبري وحمل عنه كتبا جمة في القراءات والحديث وغيرهما كجملة‬
‫من شرح ألفية الحديث للعراقي؛‬
‫وعن ابن الهما م أخذ هذا الشرح بتمامه لسماعا وبعضه قراءة وعن القاياتي بعضه؛ بل وأخذ‬
‫عن شيخنا الكثير منه ومن ابن الصلح وجميع شرح النخبة له؛ وقرأ عليه بلوغ المرا م من‬
‫تأليفه أيضا والسيرة النبوية لبن لسيد الناس ومعظم السنن لبن ماجه وأشياء غيرها، ولسمع‬
‫في لصحيح مسلم على الزين الزركشي وكذا لسمع على العز بن الفرات أشياء وعلى لسارة‬
‫ابنة ابن جماعة في المعجم الكبير للطبراصني بقراءتي وعلى البرهان الصالحي والرشيدي‬
‫وكثير ممن تقد م كالزين رضوان واشتدت عنايته بملزمته له في ذلك حتى قرأ عليه مسلما‬
‫والنسائي والبوتيجي والبلقيني وبمكة في لسنة خمسين حين حج على الشرف أبي الفتح‬
‫المراغي والتقي بن فهد والقاضيين أبي اليمن النويري وأبي السعادات بن ظهيرة في آخرين‬
‫بالقاهرة وغيرها وبعض من بالبشر والطي للنشر إلى أن الستقر به الشرف قايتباي في‬
‫مشيخة الدرس المجاور للشافعي والنظر عليه عقب موت التقي الحصني بعد لسعي جل‬
‫الجماعة فيه بدون مسألة منه وألبسه لذلك جندة خضراء وتوجه إلى المقا م ومعه القضاة‬
‫الربعة ما عدا الحنفي لتوعكه وقاضي الشا م القطب الخيضري ومن شاء ا وبعض‬
‫المراء. ثم رجع إلى منزله وباشر الدرس والتكلم على أوقافه واجتهد في عمارتها‬
‫والستخلص منه ما كان منفصل ع ً عنه من مدة بعد خطوب وحروب في الستخللصها يطول‬
‫شرحها ثم أضاف إليه بعد ذلك صنظر القرافة بألسرها إلى غير ذلك مما يؤذن بمزيد خصولصيته‬

3. ‫عنده ولذا كثر تولسل الناس به إليه وإلى غيره من أمرائه فمن دوصنهم في كثير من المآرب‬
‫واصنفرد عن غيره من المتطوعة بالمزيد من ذلك. ودخل في ولصايا وصنحوها والسلطان في‬
‫غضون ذلك يلهج بالتحدث بوليته القضاء مع علمه بعد م قبوله عن الظاهر خشقد م بعد‬
‫تصميمه عليه لذلك إلى أن أذعن بعد مجيء الزما م وصناظر الخاص وصنائب كاتب السر وصناظر‬
‫الدولة وغيرهم إليه وطلبه له فطلع معهم وما وجد بدا من القبول وذلك وقت الزوال من يو م‬
‫الثلثاء ثالث رجب لسنة لست وثماصنين وقد لصرف الولولي اللسيوطي في أول يو م منه حين‬
‫التهنئة ورجع ومن شاء ا معه من المراء والقضاة والمباشرين والنواب والطلبة إلى‬
‫الصالحية على العادة ثم إلى منزله فباشر بعفة وصنزاهة والستقر في أماصنة الحكم بأحد فضلء‬
‫جماعته الجمال الصاصني الزهري وفي النقابة بأحد الفضلء أيضا العلء المحلي الحنفي أحد‬
‫جماعة قاضي المحلة أوحد الدين العجيمي مع تدبير الشهاب البشيهي لهما ومراجعتهما له،‬
‫وامتنع من ولية أبي الفتح السوهاي مع تولسله عنده بكل طريق واجتهد في عمارة الوقاف‬
‫للستيلء الخراب على أكثرها ولم يظهر أثر ذلك إل لمباشريها وجباتها لكون النالصح له في‬
‫العمارة وغيرها عديم والمكافح في الدفع عنه غير مستقيم والستمر القطع لجل مستحقيها‬
‫إلى أن أمسك السلطان المين والنقيب وغيرهما من جماعته ورلسم عليهم ولم يلتفت لمن‬
‫يعذله عن ذلك مع قلتهم بل عدمهم ولصرفه في أثناء ذلك عن صنظر القرافتين ويقال كاصنت‬
‫وليته على المستحقين صنقمه وجهالته في تصرفاته على المستحقين المسلمين غمه بحيث‬
‫عادت محبة الناس فيه عداوة وزادت الرغبة إلى ا بزواله عقب الصلة والتلوة واشتد‬
‫بغضه فيه ولم يعتد بغالب ما يبديه ولصرح بتمقته مرة بعد أخرى وطرح جاصنبه لسرا وجهرا ولو‬
‫التفت لجهة المستحقين لصنكب عنه بيقين، ولكن حب الدصنيا رأس كل خطيئة وعلى كل حال‬
‫فهو صنهاية العنقود وحامل الراية التي إلى الخير فيما صنرجو تعود ولم تزل الكابر تمتحن‬
‫والصابر عليها يرتقي لكل أمر حسن رفع ا به وعنه كل مكروه ودفع عنه من يخفضه بفوه‬
‫وختم له بخير. والطي للنشر إلى أن الستقر به الشرف قايتباي في مشيخة الدرس المجاور‬
‫للشافعي والنظر عليه عقب موت التقي الحصني بعد لسعي جل الجماعة فيه بدون مسألة‬
‫منه وألبسه لذلك جندة خضراء وتوجه إلى المقا م ومعه القضاة الربعة ما عدا الحنفي‬
‫لتوعكه وقاضي الشا م القطب الخيضري ومن شاء ا وبعض المراء. ثم رجع إلى منزله‬
‫وباشر الدرس والتكلم على أوقافه واجتهد في عمارتها والستخلص منه ما كان منفصل ع ً عنه‬
‫من مدة بعد خطوب وحروب في الستخللصها يطول شرحها ثم أضاف إليه بعد ذلك صنظر‬
‫القرافة بألسرها إلى غير ذلك مما يؤذن بمزيد خصولصيته عنده ولذا كثر تولسل الناس به إليه‬
‫وإلى غيره من أمرائه فمن دوصنهم في كثير من المآرب واصنفرد عن غيره من المتطوعة‬

4. ‫بالمزيد من ذلك. ودخل في ولصايا وصنحوها والسلطان في غضون ذلك يلهج بالتحدث بوليته‬
‫القضاء مع علمه بعد م قبوله عن الظاهر خشقد م بعد تصميمه عليه لذلك إلى أن أذعن بعد‬
‫مجيء الزما م وصناظر الخاص وصنائب كاتب السر وصناظر الدولة وغيرهم إليه وطلبه له فطلع‬
‫معهم وما وجد بدا من القبول وذلك وقت الزوال من يو م الثلثاء ثالث رجب لسنة لست‬
‫وثماصنين وقد لصرف الولولي اللسيوطي في أول يو م منه حين التهنئة ورجع ومن شاء ا‬
‫معه من المراء والقضاة والمباشرين والنواب والطلبة إلى الصالحية على العادة ثم إلى‬
‫منزله فباشر بعفة وصنزاهة والستقر في أماصنة الحكم بأحد فضلء جماعته الجمال الصاصني‬
‫الزهري وفي النقابة بأحد الفضلء أيضا العلء المحلي الحنفي أحد جماعة قاضي المحلة‬
‫أوحد الدين العجيمي مع تدبير الشهاب البشيهي لهما ومراجعتهما له، وامتنع من ولية أبي‬
‫الفتح السوهاي مع تولسله عنده بكل طريق واجتهد في عمارة الوقاف للستيلء الخراب‬
‫على أكثرها ولم يظهر أثر ذلك إل لمباشريها وجباتها لكون النالصح له في العمارة وغيرها‬
‫عديم والمكافح في الدفع عنه غير مستقيم والستمر القطع لجل مستحقيها إلى أن أمسك‬
‫السلطان المين والنقيب وغيرهما من جماعته ورلسم عليهم ولم يلتفت لمن يعذله عن ذلك‬
‫مع قلتهم بل عدمهم ولصرفه في أثناء ذلك عن صنظر القرافتين ويقال كاصنت وليته على‬
‫المستحقين صنقمه وجهالته في تصرفاته على المستحقين المسلمين غمه بحيث عادت محبة‬
‫الناس فيه عداوة وزادت الرغبة إلى ا بزواله عقب الصلة والتلوة واشتد بغضه فيه ولم‬
‫يعتد بغالب ما يبديه ولصرح بتمقته مرة بعد أخرى وطرح جاصنبه لسرا وجهرا ولو التفت لجهة‬
‫المستحقين لصنكب عنه بيقين، ولكن حب الدصنيا رأس كل خطيئة وعلى كل حال فهو صنهاية‬
‫العنقود وحامل الراية التي إلى الخير فيما صنرجو تعود ولم تزل الكابر تمتحن والصابر عليها‬
‫يرتقي لكل أمر حسن رفع ا به وعنه كل مكروه ودفع عنه من يخفضه بفوه وختم له‬
‫بخير.‬
‫ذكر من جميع شيوخه في أخذه عنه أكثر من بعض، كما أن عمله في هذه العلو م أيضا‬
‫يتفاوت، ولم ينفك عن الشتغال على طريقة جميلة من التواضع وحسن العشرة والدب‬
‫والعفة والصنجماع عن بني الدصنيا مع التقلل وشرف النفس ومزيد العقل ولسعة الباطن‬
‫والحتمال والمداراة إلى أن أذن له غير واحد من شيوخه في الفتاء والقراء وممن كتب له‬
‫شيخنا وصنص كتابته في شهادته على بعض الذصنين له:‬
‫وأذصنت له أن يقرىء القرآن على الوجه الذي تلقاه ويقرر الفقه على النمط الذي صنص عليه‬
‫الما م وارتضاه قال وا المسؤل أن يجعلني وإياه ممن يرجوه ويخشاه إلى أن صنلقاه.‬

5. ‫وكذا أذن له في اقراء شرح النخبة وغيرها؛ وتصدى للتدريس في حياة غير واحد من شيوخه‬
‫وأخذ عنه الفضلء طبقة بعد طبقة مع إعل م متفننيهم بحقيقة شأصنه ولكن الحظ أغلب،‬
‫وشرح عدة كتب منها آداب البحث ولسماه فتح الوهاب بشر الداب وفصول ابن الهائم في‬
‫الفرائض لسماه غاية الولصول إلى علم الفصول مزج المتن فيه وآخر غير ممزوج لسماه منهج‬
‫ َ‬
‫الولصول إلى تخريج الفصول هو أبسطهما والتحفة القدلسية في الفرائض لبن الهائم أيضا‬
‫ولسماه التفة الصنسية لغلق التحفة القدلسية وألفية ابن الهائم أيضا المسماة بالكفاية ولسماه‬
‫صنهاية الهداية في تحرير الكفاية وبهجة الحاوي ولسماه الغرر البهية في شرح البهجة الوردية‬
‫وتنقيح اللباب للولي بن العراقي ومختصر الروضة لبن المقري المسمى بالروض وحاشية‬
‫على شرح البهجة للولي العراقي وشرح في النحو شذور الذهب بل كتب على ألفية النحو‬
‫يسيرا؛‬
‫وفيما يتعلق بالقراءات‬
‫شرح مقدمة التجويد لبن الجزري‬
‫ومختصر قرة العين في الفتح والمالة وبين اللفظين لبن القالصح‬
‫وأحكا م النون الساكنة والتنوين والمد والقصر‬
‫وفي المنطق شرح ايساغوجي وشرح المنفرجة في مطول ومختصر وأقرأ معظم ذلك وطار‬
‫منه شرح البهجة في كثير من القطار؛ وكنت أتوهم أن كتابته أمتن من عباريه إلى أن اتضح‬
‫لي أمره حين شرع في غيبتي بشرح ألفية الحديث مستمدا من شرحي بحيث عجب الفضلء‬
‫من ذلك وقلت لهم من ادعى ما لم يعلم كذب فيما علم، وخطر لي لقصور الطلبة المرور‬
‫على شرحه للبهجة وابراز ما فيه لسيما في كثير مما يزعم المزج فيه. وقصد بالفتاوي وزاحم‬
‫كثيرا من شيوخه فيها، وكان أحد من كتب في كائنة ابن الفارض بل هو أحد من عظم ابن‬
‫عربي واعتقده ولسماه وليا، وعذلته عن ذلك مرة بعد أخرى فما كف بل تزايد فصاحة بذلك‬
‫بأخرة وأودعه في شرحه للروض من مخالفته الماتن في ذلك. وله تهجد وتوجد ولصبر‬
‫واحتمال وترك للقيل والقال وأوراد واعتقاد وتواضع وعد م تنازع بل عمله في التودد يزيد‬
‫عن الحد ورويته أحسن من بديهته وكتابته أمتن من عبارته وعد م مسارعته إلى الفتاوي قيل‬
‫مما يعد في حسناته، وبيننا أصنسة زائدة ومحبة من الجاصنبين تامة ول زالت المسرات والصلة‬
‫إلى من قبل بالدعاء والثناء وإن كان ذلك دأبه مع عمو م الناس فحظي منه أوفر ولفضي فيه‬
‫كذلك أغزر وقد عرض عليه إمامة المدرلسة الزينية اللستادار أول ما فتحت، ويكون لساكنا بها‬
‫فتوقف والستشار القاياتي فحسنه له ولم يلبث أن جاءه لصاحبه الشهاب الزواوي ولسأله أن‬

6. ‫يتكلم له مع القاياتي في اشارته إلى الواقف بتقريره فيها فبادر من غير اعلمه بأنه سئل فيها‬
‫وتوجه معه إلى القاياتي فكلمه فوعده بالجابة بعد أن علم الشهاب منه بتعيينها له وتمادي‬
‫الحال، ومع ذلك فاستقر فيها الشهاب بن أسد، وكذا سأل في خزن كتب المحمودية بعد‬
‫شيخنا فبادر النحاس وأخذها للتريكي بل تكلم في أخذ ما كان في تركة ابن البلقيني من‬
‫كتب الوقاف حرصا منه في ذلك؛ وفي الخزن على الستمداد من الكتب وعمل الميعاد‬
‫بجامع الظاهر نيابة ثم وثب البقاعي على الصيل فانقطع. واستمر به العلم بن الجيعان في‬
‫مشيخة التصوف بالجامع الذي أنشأه ببركة الرطلي أول ما فتح، وكذا استقر في مشيخة‬
‫التصوف بمسجد الطواشي علم دار بدرب ابن سنقر بالقرب من باب البرقية عوضا عن زينب‬
‫ابنة شيخه أبي الجود ثم رغب عنه وقرره الظاهر خشقدم في التدريس بتربته التي أنشأها‬
‫بالصحراء أول ما فتحت. وفي تدريس الفقه بالمدرسة السابقية بعد موت ابن الملقن وقدمه‬
‫على غيره ممن نازع مع سبق كتابة الناظر الخاص له. وتحول من ثم للسكن في قاعتها؛‬
‫وزاد في الترقي وحسن الطلقة والتلقي مع كثرة حاسديه والمتعرضين لجانبه وواديه، وهو‬
‫ل يلقاهم إل‬
‫بالبشر والطي للنشر إلى أن استقر به الشرف قايتباي في مشيخة الدرس المجاور للشافعي‬
‫والنظر عليه عقب موت التقي الحصني بعد سعي جل الجماعة فيه بدون مسألة منه وألبسه‬
‫لذلك جندة خضراء وتوجه إلى المقام ومعه القضاة الربعة ما عدا الحنفي لتوعكه وقاضي‬
‫الشام القطب الخيضري ومن شاء ا وبعض المراء. ثم رجع إلى منزله وباشر الدرس‬
‫والتكلم على أوقافه واجتهد في عمارتها واستخلص منه ما كان منفصل ع ً عنه من مدة بعد‬
‫خطوب وحروب في استخلصها يطول شرحها ثم أضاف إليه بعد ذلك نظر القرافة بأسرها‬
‫إلى غير ذلك مما يؤذن بمزيد خصوصيته عنده ولذا كثر توسل الناس به إليه وإلى غيره من‬
‫أمرائه فمن دونهم في كثير من المآرب وانفرد عن غيره من المتطوعة بالمزيد من ذلك.‬
‫ودخل في وصايا ونحوها والسلطان في غضون ذلك يلهج بالتحدث بوليته القضاء مع علمه‬
‫بعدم قبوله عن الظاهر خشقدم بعد تصميمه عليه لذلك إلى أن أذعن بعد مجيء الزمام‬
‫وناظر الخاص ونائب كاتب السر وناظر الدولة وغيرهم إليه وطلبه له فطلع معهم وما وجد‬
‫بدا من القبول وذلك وقت الزوال من يوم الثلثاء ثالث رجب سنة ست وثمانين وقد صرف‬
‫الولولي السيوطي في أول يوم منه حين التهنئة ورجع ومن شاء ا معه من المراء‬
‫والقضاة والمباشرين والنواب والطلبة إلى الصالحية على العادة ثم إلى منزله فباشر بعفة‬
‫ونزاهة واستقر في أمانة الحكم بأحد فضلء جماعته الجمال الصاني الزهري وفي النقابة‬

7. ‫بأحد الفضلء أيضا العلء المحلي الحنفي أحد جماعة قاضي المحلة أوحد الدين العجيمي‬
‫مع تدبير الشهاب البشيهي لهما ومراجعتهما له، وامتنع من ولية أبي الفتح السوهاي مع‬
‫توسله عنده بكل طريق واجتهد في عمارة الوقاف لستيلء الخراب على أكثرها ولم يظهر‬
‫أثر ذلك إل لمباشريها وجباتها لكون الناصح له في العمارة وغيرها عديم والمكافح في‬
‫الدفع عنه غير مستقيم واستمر القطع لجل مستحقيها إلى أن أمسك السلطان المين‬
‫والنقيب وغيرهما من جماعته ورسم عليهم ولم يلتفت لمن يعذله عن ذلك مع قلتهم بل‬
‫عدمهم وصرفه في أثناء ذلك عن نظر القرافتين ويقال كانت وليته على المستحقين نقمه‬
‫وجهالته في تصرفاته على المستحقين المسلمين غمه بحيث عادت محبة الناس فيه عداوة‬
‫وزادت الرغبة إلى ا بزواله عقب الصلة والتلوة واشتد بغضه فيه ولم يعتد بغالب ما يبديه‬
‫وصرح بتمقته مرة بعد أخرى وطرح جانبه سرا وجهرا ولو التفت لجهة المستحقين لنكب عنه‬
‫بيقين، ولكن حب الدنيا رأس كل خطيئة وعلى كل حال فهو نهاية العنقود وحامل الراية التي‬
‫إلى الخير فيما نرجو تعود ولم تزل الكابر تمتحن والصابر عليها يرتقي لكل أمر حسن رفع‬
‫ا به وعنه كل مكروه ودفع عنه من يخفضه بفوه وختم له بخير. والطي للنشر إلى أن‬
‫استقر به الشرف قايتباي في مشيخة الدرس المجاور للشافعي والنظر عليه عقب موت‬
‫التقي الحصني بعد سعي جل الجماعة فيه بدون مسألة منه وألبسه لذلك جندة خضراء‬
‫وتوجه إلى المقام ومعه القضاة الربعة ما عدا الحنفي لتوعكه وقاضي الشام القطب‬
‫الخيضري ومن شاء ا وبعض المراء. ثم رجع إلى منزله وباشر الدرس والتكلم على‬
‫أوقافه واجتهد في عمارتها واستخلص منه ما كان منفصل ع ً عنه من مدة بعد خطوب وحروب‬
‫في استخلصها يطول شرحها ثم أضاف إليه بعد ذلك نظر القرافة بأسرها إلى غير ذلك مما‬
‫يؤذن بمزيد خصوصيته عنده ولذا كثر توسل الناس به إليه وإلى غيره من أمرائه فمن دونهم‬
‫في كثير من المآرب وانفرد عن غيره من المتطوعة بالمزيد من ذلك. ودخل في وصايا‬
‫ونحوها والسلطان في غضون ذلك يلهج بالتحدث بوليته القضاء مع علمه بعدم قبوله عن‬
‫الظاهر خشقدم بعد تصميمه عليه لذلك إلى أن أذعن بعد مجيء الزمام وناظر الخاص‬
‫ونائب كاتب السر وناظر الدولة وغيرهم إليه وطلبه له فطلع معهم وما وجد بدا من القبول‬
‫وذلك وقت الزوال من يوم الثلثاء ثالث رجب سنة ست وثمانين وقد صرف الولولي‬
‫السيوطي في أول يوم منه حين التهنئة ورجع ومن شاء ا معه من المراء والقضاة‬
‫والمباشرين والنواب والطلبة إلى الصالحية على العادة ثم إلى منزله فباشر بعفة ونزاهة‬
‫واستقر في أمانة الحكم بأحد فضلء جماعته الجمال الصاني الزهري وفي النقابة بأحد‬
‫الفضلء أيضا العلء المحلي الحنفي أحد جماعة قاضي المحلة أوحد الدين العجيمي مع‬

8. ‫تدبير الشهاب البشيهي لهما ومراجعتهما له، وامتنع من ولية أبي الفتح السوهاي مع توسله‬
‫عنده بكل طريق واجتهد في عمارة الوقاف لستيلء الخراب على أكثرها ولم يظهر أثر ذلك‬
‫إل لمباشريها وجباتها لكون الناصح له في العمارة وغيرها عديم والمكافح في الدفع عنه‬
‫غير مستقيم واستمر القطع لجل مستحقيها إلى أن أمسك السلطان المين والنقيب وغيرهما‬
‫من جماعته ورسم عليهم ولم يلتفت لمن يعذله عن ذلك مع قلتهم بل عدمهم وصرفه في‬
‫أثناء ذلك عن نظر القرافتين ويقال كانت وليته على المستحقين نقمه وجهالته في تصرفاته‬
‫على المستحقين المسلمين غمه بحيث عادت محبة الناس فيه عداوة وزادت الرغبة إلى ا‬
‫بزواله عقب الصلة والتلوة واشتد بغضه فيه ولم يعتد بغالب ما يبديه وصرح بتمقته مرة بعد‬
‫أخرى وطرح جانبه سرا وجهرا ولو التفت لجهة المستحقين لنكب عنه بيقين، ولكن حب الدنيا‬
‫رأس كل خطيئة وعلى كل حال فهو نهاية العنقود وحامل الراية التي إلى الخير فيما نرجو‬
‫تعود ولم تزل الكابر تمتحن والصابر عليها يرتقي لكل أمر حسن رفع ا به وعنه كل مكروه‬
‫ودفع عنه من يخفضه بفوه وختم له بخير.‬
‫الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة الغزي الصفحة : 221‬
‫124- زكريا ابن القاضي زين الدين النصاري: زكريا بن محمد بن زكريا الشيخ المام، شيخ مشايخ السلم، علمة المحققين،‬
‫وفهامة المدققين، ولسان المتكلمين، وسيد الفقهاء والمحدثين، الحافظ المخصوص بعلو السناد، والملحق للحفاد بالجداد،‬
‫العالم، العامل، والولي الكامل، الجامع بين الشريعة والحقيقة، والسالك إلى ا تعالى أقوم مسالك الطريقة، مولنا وسيدنا‬
‫قاضي القضاة، أحد سيوف الحق المنتضاة، زين الدين أبو يحيى النصاري السنيكي، المصري، الزهري، الشافعي، وسنيكة‬
‫المنسوب إليها - بضم السين وفتح النون وإسكان الياء المثناة تحت وآخر الحروف تاء التأنيث - بليدة من شرقية مصر. قرأت بخط‬
‫شيخ السلم الوالد أنه ولد ببلده في سنة ثلث وعشرين وثمانمائة. وقال الحمصي: في سنة أربع وعشرين وثمانمائة، وحكى‬
‫العلئي. عن الشيخ الصالح المعتقد ربيع ابن الشيخ المصطلم عبد ا السلمي الشنباري أنه يوما بسنيكة مسقط رأس الشيخ‬
‫زكريا، وإذا بامرأة تستجير به وتستغيث أن ولدها مات أبوه، وعامل البلد النصراني قبض عليه يروم أن يكتبه موضع أبيه في صيد‬
‫الصقور، فخلصه الشيخ منه، وقال لها: إن أردت خلصه فافرغي عنه يشتغل ويقرأ بجامع الزهر، وعلي كلفته، فسلمت إليه الشيخ‬
‫زكريا على ذلك ليتنصل من الفلحة، وكان عليه يومئذ خلق ثوب وزمط مقور، فل زال يشتغل الشيخ زكريا حتى صار إلى ما صار‬
‫إليه، وذلك فضل ا يؤتيه من يشاء، وا ذو الفضل العظيم. قال العلئي: وكان إذا ورد عليه الشيخ ربيع أو زوجته أو أحد من‬
‫أقاربه يجله في زمن صمدته ومنصبه، وكان يقضي حوائجهم، ويعترف بالفضل لهم، وربما مازحته زوجة الشيخ ربيع التي ربته،‬
‫وحكى الشيخ عبد الوهاب الشعراوي، عن الشيخ زكريا - رضي ا تعالى عنه - أنه قال: جئت من البلد وأنا شاب، فلم أعكف‬
‫على الشتغال بشيء من أمور الدنيا، ولم أعلق قلبي بأحد من الخلق. قال: وكنت أجوع في الجامع كثيرا. فأخرج في الليل إلى‬
‫الميضأة وغيرها، فأغسل ما أجده من قشيرات البطيخ حوالي الميضأة وآكلها، وأقنع بها عن الخبز، فأقمت على ذلك الحال سنين،‬
‫ثم إن ا تعالى قيض لي شخصا من أولياء ا تعالى كان يعمل في الطواحين في غربلة القمح، فكان يتفقدني ويشتري لي ما‬
‫أحتاج إليه من الكل والشرب والكسوة والكتب، ويقول لي: يا زكريا ل تخف عني عن أحوالك شيئا، فلم يزل معي كذلك عدة‬
‫سنين، فلما كان ليلة من الليالي أخذ بيدي والناس نائمون. وقال لي: قم معي، فقمت معه فأوقفني على سلم الوقادة الطويل‬
‫بالجامع، وقال: إصعد هذا الكرسي، فلم يزل يقول لي اصعد إلى آخر درجة. ثم قال: إنزل، فنزلت، فقال لي: يا زكريا إنك تعيش‬

9. ‫حتى تموت أقرانك، ويرتفع شأنك، وتتولى مشيخة السلم - يعني قضاء القضاة مدة طويلة - وترتفع على أقرانك، وتصير طلبتك‬
‫مشايخ السلم في حياتك حتى يكف بصرك قلت: ول بد لي من العمى. فقال: ل بد، ثم انقطع عني فلم أره من ذلك. انتهى‬
‫واشتغل - رضي ا تعالى عنه- في سائر العلوم المتداولة، وبرع فيها، فقرأ القرآن العظيم‬
‫على جماعة منهم المام الرحلة زين الدين أبو النعيم رضوان بن محمد العقبي، والمام‬
‫المقريء نور الدين علي بن محمد ابن المام فخر الدين المخزومي البلبيسي الشافعي إمام‬
‫الزهر قراءة عليهما جميعا للئمة السبعة، ومنهم المام العلمة زين الدين ظاهر بن محمد‬
‫بن علي النويري المالكي جميعا للئمة الثلثة زيادة على السبع، وقرأ على العقبي الشاطبية،‬
‫والرائية، وسمع عليه من التيسير للداني يسيرا،‬
‫وتفقه بجماعة منهم شيخ السلم ابن حجر العسقلني، وفقيه الوقت الشرف موسى بن‬
‫أحمد السبكي، ثم القاهري، والشيخ شمس الدين محمد بن علي البدشيني نزيل تربة‬
‫الجبرتي بالقرافة، والعلمة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن رجب القاهري عرف‬
‫بالمجدي، والعلمة شمس الدين محمد بن محمد بن أحمد الحجازي مختصر الروضة،‬
‫والشيخ العلمة شمس الدين محمد بن إساعيل الوفائي، وقرأ على شيخ السلم شمس‬
‫الدين محمد بن على القاياتي أول شرح البهجة للعراقي إلى المان، ومن المان إلى آخره،‬
‫وعلى العلمة علم الدين صالح ابن شيخ السلم سراج الدين البلقيني، وأذن له جماعة من‬
‫هؤلء وغيرهم بالتدريس والفتاء، وقرأ كتاب "التبيان، في آداب حملة القران"، للنووي على‬
‫الشيخ أبي إسحاق الصالحي، وأخذ العربية، والدب، والصول، والمعقولت عن شيخ‬
‫السلم ابن حجر، وعن المحيوي الكافيجي، والتقي الحصكفي وعن غيرهم، وكان رفيقا‬
‫للجمال يوسف الكوراني، والعماد إسماعيل الكردي، على الشمس الشرواني في هذه،‬
‫وسمع عليه هو والعماد المذكور بقراءة الكوراني شرح المواقف. لكن نقل العلئي أن‬
‫الشمس الشرواني لما سئل عن هؤلء في فهم الكتاب المذكور قدم الكوراني عليهما، وأخذ‬
‫القاضي زكريا - رحمه ا تعالى - الحديث عن جماعة منهم ابن حجر قرأ عليه السيرة‬
‫النبوية لبن سيد الناس، والسنن لبن ماجة لما عدا من قوله في آخر الدعوات ما يدعو به‬
‫الرجل إذا خرج من بيته إلى آخر الكتاب، فمات ابن حجر قبل إكماله، وسمع عليه أشياء‬
‫كثيرة، وقرأ على أبي النعيم رضوان العقبي مسند المام الشافعي، وصحيح مسلم، والسنن‬
‫الصغرى للنسائي، وسمع عليه شرح معاني الثار للطحاوي وغير ذلك كثيرا، وقرأ صحيح‬
‫البخاري على أبي إسحاق إبراهيم بن صدقة الحنبلي، وسمع جميعه على الشمس القاياتي،‬
‫وأكثره على ابن حجر، وأجازه خلئق يزيدون على مائة وخمسين نفسا ذكرهم في ثبته،‬

10. ‫ولبس الخرقة الصوفية من الشيخ أبي العباس أحمد بن علي التكاوي، والشيخ أبي الفتح‬
‫محمد بن أبي أحمد الغزي، والشيخ أبي حفص عمر بن علي النبتيتي، والشيخ أحمد ابن‬
‫الفقيه علي الدمياطي. الشهير بابن الزلباني، والشيخ زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن‬
‫علي التميمي الخليلي، وكلهم شافعيون، وتلقن منهم الذكر، وأذنوا له بالتلقين واللباس،‬
‫وكنلك أخذ الطريق عن أوحد الجماعة القائم في النصيحة بين العباد بما استطاعه سيدي‬
‫محمد بن عمر الواسطي، الغمري، الشافعي بحق أخذه عن سيدي الشيخ أحمد الزاهد‬
‫صاحب الستين مسألة في الفقه - رضي ا تعالى عنه - وسافر شيخ السلم زكريا وهو‬
‫بالمحلة الكبرى من مصر، وأقام عنده أربعين يوما، وقرأ عليه كتاب "قواعد الصوفية" له‬
‫كامل، ثم رجع إلى مصر. قال الشعراوي: وأخبرني - رضي ا تعالى عنه - أنه دخل مرة‬
‫ع ً‬
‫على سيدي محمد الغمري الخلوة على غفلة، فرأى له سبع عيون قال: لما بهت فيه. قال‬
‫لي: يا زكريا إن الرجل إذا كمل صار له عيون بعدد أقاليم الدنيا. قال: ودخلت عليه مرة‬
‫أخرى، فرأيته متربعا في الهواء قريبا من سقف الخلوة. قال الشعراوي: وأخبرني أنه من‬
‫حين كان شابا يحب طريق الصوفية، ويحضر مجالس ذكرهم حتى كان أقرانه يقولون: زكريا‬
‫ل يجيء منه شيء في طريق الفقهاء لكوني كنت مكبا على مطالعة رسائل القوم، مواظبا‬
‫على مجالس الذكر، قال: ولما اشتغلت بالعلم، وبرعت فيه - بحمد ا تعالى - شرحت‬
‫البهجة. قال: فلما أتممت شرحها غار بعض القران، فكتب على بعض نسخ الشرح كتاب‬
‫العمى والبصير تعريضا بأني ل أقدر أشرح البهجة وحدي، وإنما ساعدني فيه رفيق أعمى‬
‫كنت أطالع أنا وإياه. قال: فاحتسبت بالله تعالى، ولم ألتفت إلى مثل ذلك. قال: وكان تأليفي‬
‫لشرح البهجة في يوم الثنين، والخميس لكونها ترفع فيها العمال. كما ورد في الحديث.‬
‫انتهى.ع فيها العمال. كما ورد في الحديث. انتهى.‬
‫ثم وكان - رضي ا تعالى عنه - بارعا في سائر العلوم الشرعية وآلتها حديثا، وتفسيرا،‬
‫وفقها، وأصول، وعربية، وأدبا، ومعقول، ومنقول. فأقبلت عليه الطلبة للشتغال عليه، وعمر‬
‫ع ً‬
‫ع ً‬
‫ع ً‬
‫حتى رأى تلميذه وتلميذ تلميذه شيوخ السلم، وقرت عينه بهم في محافل العلم،‬
‫ومجالس الحكام قصد بالرحلة إليه من الحجاز والشام ومن أعيان من أخذ عنه الشيخ‬
‫المام العلمة جمال الدين عبد ا الصافي، والشيخ المام نور الدين المحلي، والشيخ‬
‫المام مجلي، والشيخ الفقيه عميرة البرلسي، والشيخ العلمة السيد كمال الدين بن حمزة‬
‫الدمشقي، والشيخ بهاء الدين المفصي، وشيخ السلم الجد، وشيخ السلم الوالد. قرأ عليه‬
‫المنهاج واللفية، وسمع عليه أشياء كثيرة، والشيخ العلمة مفتي البلد الحلبية البدر بن‬
‫السيوفي، والشيخ العلمة شهاب الدين الحمصي، والشيخ العلمة بدر الدين العلئي‬

11. ‫الحنفي، والشيخ العلةمة شمس الدين الشبلي، والشيخ الصالح الولي عبد الوهاب‬
‫الشعراوي، والشيخ العلةمة فقيه ةمصر شهاب الدين الرةملي القاهري، وولده شيخنا العلةمة‬
‫شمس الدين الرةملي، والشيخ العلةمة ةمفتي الحجاز، وعالمها شهاب الدين بن حجر الهيتمي.‬
‫شارح المنهاج، وولد الشيخ زكريا الشيخ العلةمة الصالح العلةمة نور الدين النسفي المصري،‬
‫ثم الدةمشقي وغيرهم. وولي الجهات والمناصب، ووله السلطان قايتباي قضاء القضاة، فلم‬
‫يقبله إل بعد ةمراجعة كلية، ثم عزل عن القضاء بسبب خطه على السلطان بالظلم، وزجره‬
‫عنه تصريحا وتعريضا. قال العليئي: وعاش عزيزا ةمكرةما ةمحظوظا في جميع أةموره دينا‬
‫ودنيا بحيث قيل: إنه حصل له ةمن الجهات والتداريس والمرتبات والةمل ك قبل دخوله في‬
‫ةمنصب القضاء كل يوم نحو ثلثة آل ف درهم، وجمع ةمن الةموال، والكتب النفيسة ةما لم‬
‫يتفق لمثله. قال: وةمتع بالقول على ةملزةمة العلم والعمل ليل و ً ونهارا ةمع ةمقارنة ةمئة سنة ةمن‬
‫عمره ةمن غير كلل ول ةملل ةمع عروض النكفا ف له. بحيث شرح البخاري جاةمعا فيه ةملخص‬
‫عشرة شروح، وحشى تفسير البيضاوي في هذه الحالة، وكان يبر ةمن الطلبة ةمن يسوق له‬
‫عبارات الكتب، فيأةمره بكتابة ةما يراه ةمنها، "ويحرر ةمن غير ضجر، وكان يقرأ عليه الدروس‬
‫وةمروياته في الحديث، ويراجع ةمصنفاته فيصلحها" ويحررها المرة بعد الخرى إلى آخر وقت‬
‫قال: وكان رجاعا إلى الخير. ةمنقادا للمعرو ف، ولو ةمن الداني، ةمنصفا لمن أوله ولو صغيرا‬
‫غير ةمتكثر بالعلوم والمشيخة، ضابطا لوقاته غير ةمضيع لعمره، سليما ةمن العوارض‬
‫والعواطل غير أنه تحمل في ةمنصب القضاء لمراعاة ةمصالح دنياه وحفدته أةمورا تخشى‬
‫عاقبتها، حتى أنشد فيه الشيخ تاج الدين بن شريف.‬
‫لكنه لكـنـه لـكـنـه‬
‫قاضي سنيكة عالم ةمتبحر‬
‫ثم انتقد عليه أةمورا ظاهرها التعصب، وةمنها حادثة وقعت للعليئي نفسه، ةمع رأس نوبة‬
‫النواب الةمير أزبك اليوسفي، بسبب المدرسة العليئية الديلمية، زعم العليئي أن صاحب‬
‫الترجمة راعى جانب الةمير أزبك فيها، ثم قال العليئي. ةمعتذرا: لعمري أني رقمت هذه‬
‫الةمور، وإني في تأثر وحيرة، فإنه ةمن شيوخنا في الجملة دراية، ورواية وإن شاركناه في‬
‫و ً‬
‫كثير ةمن شيوخه، وقد جمع ةمن أنواع العلوم، والمعار ف، والمؤلفات المقبولة، وةمكارم‬
‫الخلق، وحسن السمت، والتؤدة، والخذ عن الكابر، ةما لم يجمعه غيره، فإنه آخر ةمن روى‬
‫عن الضابط الصين المسند أبي النعيم رضوان العقبي، وعن القاياتي إلى أن قال: وكان‬
‫قلمه أجود ةمن تقريره، لكنه رزق حظا وافرا وتكاثرت عليه صغار الطلبة، والمشايخ الكمل،‬
‫ووسع الناس، واستجلبهم بقبول ةما يأتون، والتوجه إلى ةما يبدون. قال: وسبب ذلك في‬
‫الحقيقة كثرة اطلعه، وتحصيل الكتب الواسعة، ولفظ نكت المتأخرين، ونوابغهم، وغفلة‬

12. ‫غالب الناس عن ةما أخذه لقصور هممهم، وعدم اطلعهم انتهى.‬
‫وإنما ذكرت كلم العليئي هذا لشتماله على تقرير حال الشيخ - رضي ا تعالى عنه وإن‬
‫اشتمل على غض قليل ةمن ةمقاةمه لن الفاضل ل يخلو ةمن حاسد ةمناكد، ول بد لكل ةمن تولى‬
‫القضاء ةمن راض ةمنه وساخط، وكذلك تباعد أكثر السلف عن تولية القضاء كأبي حنيفة،‬
‫وسفيان الثوري، ويحيى بن يحيى النيسابوري وأةمثالهم، فمثل ذلك ل يكون جرحا في ةمثل‬
‫صاحب الترجمة ةمع إطباق الناس على تعديله، واعتقاد تقديمه وتفضيله، وقد كان - رضي‬
‫ا تعالى عنه - يتأسف على تولية القضاء. قال الشعراوي: قال في ةمرة إنها كانت غلطة.‬
‫فقلت له: ةما هي? فقال: لي توليتي للقضاء صيرتني وراء الناس ةمع أني كنت ةمستورا قال:‬
‫فقلت له: يا سيدي إني سمعت بعض الولياء يقول: كانت ولية الشيخ للقضاء سترا لحاله‬
‫لما شاع عند الناس ةمن صلحه وزهده وورعه وةمكاشفاته. قال: فقال: الحمد لله الذي‬
‫خففت عني يا ولدي. قال الشعراوي: وكانت أول شهرة يعني بالصلح والولية في أيام‬
‫السلطان خشقدم، وذلك أنه كان في باب النصر رجل ةمشهور بالصلح، فمر عليه السلطان‬
‫خشقدم، فوقف عليه يزوره، فقال للسلطان: إذا كان لك حاجة. فاسأل فيها الشيخ زكريا،‬
‫فركب السلطان فزاره، فأسرعت الناس إليه، فمن ذلك اليوم اشتهر بالصلح. وقال‬
‫الشعراوي أيضا: أخبرني يوةما أن الخضر عليه السلم كان يجتمع بسيدي علي الضرير‬
‫النبتيتي، فسأله يوةما عن أحوال علماء العصر، فصار يقول: ونعم ةمنهم، فسأله عني فقال:‬
‫ونعم ةمنه إل أن عنده نفيسة، فقلت: يتوب ةمنها، ولم يبين له الخضر ذلك. قال: فتنكرت على‬
‫أفعالي، وصار عندي تطير ةمن جميع أفعالي، فأرسلت أقول لسيدي علي: إذا رأيته ةمرة‬
‫أخرى، فاسأله يبين النفيسة لتوب عنها، فأتاه فأخبره. وقال: إنه إذا كاتب الةمراء في حاجة‬
‫يقول لقاصده: قل هذا الكتاب ةمن الشيخ زكريا، فيسمي نفسه شيخا. قال: فمن ذلك اليوم‬
‫ةما تلفظت بهنه الكلمة، وكان الشيخ بعد ذلك يقول لقاصده، إذا أرسله إلى أحد ةمن الةمراء:‬
‫يقول لك زكريا خادم الفقراء.‬

13. ‫وذكر الشعراوي في طبقاته الكبرى والوسطى وغيرهما جملة ةمن كراةماته. ةمنها أنه دعا‬
‫لعمى ةمرة، فأبصر. قلت: وحدثت عن والدي - رضي ا تعالى عنه - أن الشيخ دخل إلى‬
‫الغوري في حادثة تعصب الغوري فيها، فعلم الغوري بان الشيخ جاء في ذلك، فأةمر‬
‫البوابين، فوضعوا السلسلة على بابه، فجاء الشيخ وهو راكب على بغلته، فقطع السلسلة‬
‫بكراسة كانت في يده ةمن غير اكتراث ثم دخل ودخل الناس ةمعه وبالجملة فقد صار أةمثل‬
‫أهل زةمانه وأرأس العلماء ةمن أقرانه، ورزق البركة في عمره، وعلمه وعمله، وأعطي الحظ‬
‫في ةمصنفاته وتلةميذه حتى لم يبق بمصر إل طلبته وطلبة طلبته، وقرئ عليه شرحه على‬
‫البهجة سبعا وخمسين ةمرة حتى حرره أتم تحرير، ولم ينقل ذلك عن غيره ةمن المؤلفين،‬
‫وكانت ةمؤلفاته "شرح الروض" و "شرح البهجة" و "المنهج" وشرحه يدرسها الناس، ويرجع‬
‫إليها ةمدرس كل كتاب ةمنها في حل ةمشكلته، وأقرأ شيخ السلم الجد في شرحه على‬
‫الروض وغيره، وراجعه في ةمواضع ةمنه، فأصلحها، وةمؤلفاته كلها حافلة، جليلة، ةمعتبرة،‬
‫ةمقبولة فما يتعلق بالفقه ةمنها "المنهج وشرحه" وشرحا البهجة الكبير والصغير، وسماه‬
‫بالخلصة، وشرح الروض، وشرح التنقيح وةمختصره، وشرحه ةمختصر أدب القضاء للغزي،‬
‫والفتاوي وةما يتعلق بعلم الفرايئض شرحان على الفصول، وشرح الكفاية لبن الهايئم، وشرح‬
‫النفحة القدسية لبن الهايئم أيضا، وةما يتعلق بالول ةمختصر جمع الجواةمع، وشرح المختصر‬
‫المذكور، وحاشية على شرح جمع الجواةمع للمحلي، وقطعة على ةمختصر ابن الحاجب،‬
‫وشرح الطوالع في أصول الدين، وةما يتعلق بالتفسير حاشية على البيضاوي، وةمقدةمة في‬
‫البسملة والحمدلة، وةما يتعلق بالقراءات، والتجويد ةمختصر المرشد للعمادي، وشرح الجزرية،‬
‫وةمختصر قرة العين في الفتح، والةمالة، وةمقدةمة في أحكام النون الساكنة والتنوين، وةما‬
‫يتعلق بالحديث شرح البخاري والعلم بأحاديث الحكام، وةمختصر الداب للبيهقي وشرح‬
‫الفية العراقي، وةمما يتعلق بالتصو ف شرح رسالة القشيري، وشرح رسالة الشيخ أرسلن،‬
‫وةما يتعلق بالنحو والتصريف حاشية على ابن المصنف، وشرح الشافية لبن الحاجب، وشرح‬
‫الشذور لبن هشام، وةما يتعلق بالمنطق شرح إيساغوجي، وةما يتعلق بالجدل شرح آداب‬
‫البحث، وةما يتعلق بغير ذلك ةمختصر بنل الماعون، وشرحا المنفرجة كبير وصغير، وديوان‬
‫خطب، والثبت الذي أثبت فيه ةمروياته وةمجيزيه، فجملة ةمؤلفاته أحد وأربعون ةمؤلفا، وكلها‬
‫نرويها بالجازة الخاصة ةمن شيخ السلم الوالد بحق أخذها عنه حين كان في طلب العلم‬
‫بالقاهرة.‬

14. ‫وكان صاحب الترجمة ةمعما كان عليه ةمن الجتهاد في العلم اشتغال، واستعمال و ً وإفتاء،‬
‫و ً‬
‫و ً‬
‫وتصنيفا، وةمعما كان عليه ةمن ةمباشرة القضاء، وةمهمات الةمور، وكثرة إقبال الدنيا ل يكاد يفتر‬
‫عن الطاعة ليل و ً ونهارا، ول يشتغل بما ل يعنيه، وقورا، ةمهيبا، ةمؤانسا، ةملطفا يصلي النوافل‬
‫ ،َ‬
‫ةمن قيام ةمع كبر سنه وبلوغه ةمايئة سنة وأكثر، ويقول: ل أعود نفسي الكسل حتى في حال‬
‫ةمرضه كان يصلي النوافل قايئما، وهو يميل يمينا وشمال و ً ل يتمالك أن يقف بغير ةميل للكبر‬
‫والمرض، فقيل له في ذلك. فقال: يا ولدي النفس ةمن شأنها الكسل، وأخا ف أن تغلبني،‬
‫وأختم عمري بذلك، وكان إذا أطال عليه أحد في الكلم يقول له: عجل قد ضيعت علينا‬
‫الزةمان، وكان إذا أصلح القاريء بين يديه كلمة في الكتاب الذي يقرأه ونحوه يشتغل بالذكر‬
‫بصوت خفي قايئل. ا ا ل يفتر عن ذلك حتى يفرغ، وكان قليل الكل ل يزيد على ثلث‬
‫و ً‬
‫رغيف، ول يأكل إل ةمن خبز خانقاه سعيد السعداء، ويقول؛ إنما أخص خبزها بالكل لن‬
‫صاحبها كان ةمن الملو ك الصالحين، وذكر أنه عمرها بإشارة النبي صلى ا عليه وسلم،‬
‫وكان - رضي ا تعالى عنه - كثير الصدقة ةمع إخفايئها، وكان له جماعة يرتب لهم ةمن صدقته‬
‫ةما يكفيهم إلى يوم، وإلى جمعة، وإلى شهر، وكان يبالغ في إخفاء ذلك حتى كان غالب‬
‫الناس يعتقدون في الشيخ قلة الصدقة، وكان إذا جاءه سايئل بعد أن كف بصره يقول لمن‬
‫عنده ةمن جماعته: هل هذا أحد? فإن قال له: ل أعطاه، وإن قال له: نعم قال، له: قل، له:‬
‫يأتينا في غير هذا الوقت، قال الشعراوي: وقد جاء ةمرة رجل شريف أسود ةمن صوفية تربة‬
‫قايتباي. فقال: يا سيدي خطفت عماةمتي في هذه الليلة، وكان حاضرا الشيخ جمال الدين‬
‫الصافي، والشيخ أبو بكر الظاهري جابي الحرةمين، فأعطاه الشيخ جديدا، فرةماه في وجه‬
‫الشيخ، وخرج غضبان، فأعلمت الشيخ بذلك. فقال: هو أعمى القلب الذي جاء هؤلء‬
‫الجماعة انتهى.‬
‫وكان - رضي ا تعالى عنه- يعتقد ابن العربي، وابن الفارض، وأنظارهما ةمن كبار‬
‫الصوفية، ويتأول كلةمهم بتآويل جلية حتى ضمن ذلك كتابه شرح الروض ورد فيه على ابن‬
‫المقري قال المسند زين الدين بن الشماع. ةمحدث جلبي: وكان قد رحل إلى ةمصر، وأخذ عن‬
‫صاحب الترجمة وغيره قال: أول ةما اجتمعت به قال لي: ةما اسمك? قلت: عمر، فترنم لهذا‬
‫السم، ثم قال: وا يا سيدي أنا أحب عمر بن الخطاب - رضي ا تعالى عنه - وأحب ةمن‬
‫اسمه عمر لجل سيدي عمر. قال ابن الشماع: ثم ذكر لي ةمناةما رآه حاصله أنه رأى سيدنا‬

15. ‫عمر بن الخطاب - رضي ا تعالى عنه - في ةمناةمه وهو طوال قال: فقلت له: اجعلني في‬
‫صدر ك أو في قلبك. فقال له سيدنا عمر - رضي ا تعالى عنه - يا زكريا أنت عين الوجود،‬
‫ثم ذكر لي أنه استيقظ، وهو يجد لذة هذه الكلمة. قال ابن الشماع: ثم ذكر لي أنه اختصم‬
‫شخصان ةمن أةمراء الدولة في الشيخ شر ف الدين عمر بن الفارض - رحمه ا تعالى -‬
‫فقال أحدهما: هذا ولي ا، وقال الخر: هو كافر، وإن القايئل بكفره كتب صورة سؤال في‬
‫كفره، وطلب ةمنه الكتابة قال شيخ السلم زكريا: فاةمتنعت ةمن ذلك، واعتذرت بأن القول‬
‫بكفر ةمسلم هي خطر قال: فلما سمع القايئل بوليته لذلك طمع في الكتابة بوليته، فكتب‬
‫صورة سؤال، وطلب الكتابة بوليته، فاةمتنعت أيضا، واعتذرت بأن الجزم بولية ةمن لم نتحقق‬
‫وليته فيه خطر أيضا، فلم يقنع بل طلب الكتابة، وتر ك السؤال عندي، فذهبت بعد صلة‬
‫الجمعة إلى جاةمع الزهر لزيارة شخص كنت أعتقده لستشيره في الكتابة في الولية، فلما‬
‫رآني ابتدرني قبل أن أكلمه بقول: نحن ةمسلمون أول? قلت له: بل أنتم ةمن خيار المسلمين‬
‫قال: فما الذي يوقفك عن الكتابة. فقلت له: كنت أنتظر الذن قال: ثم فتح علي بكتابة‬
‫عظيمة في القول بوليته، قال ابن الشماع: هذا ةملخص ةما سمعته ةمن لفظه انتهى.‬
‫ذكره ابن الحنبلي في ترجمة ابن الشماع، وقال الشعراوي لما وقعت فتنة الشيخ برهان‬
‫الدين البقاعي في شأن سيدي عمر بن الفارض: أرسل السلطان إلى العلماء، فكتبوا‬
‫بحسب ةما ظهر، واةمتنع الشيخ زكريا، ثم اجتمع بالشيخ ةمحمد الصطنبولي، فقال له: اكتب،‬
‫وانصر القوم، وبين في الجواب أنه ل يجوز لمن لم يعر ف ةمصطلح القوم ذوقا أن يتكلم في‬
‫حقهم بشيء آخر لن دايئرة الولية ةمن وراء طور العقل لبنايئها على الكشف. انتهى. وقال‬
‫الشيخ شمس الدين ةمحمد بن عمر بن أحمد الحلبي الشافعي في ةمختصر كتاب الدرر في‬
‫ترجمة بن حجر للشمس السخاوي. قال لي الشيخ جمال الدين الصافي. لما قدم ةمع‬
‫الغوري إلى حلب ةمع قضاة ةمصر لما سألته عن ابن الفارض، وعن ابن العربي، فقال لي:‬
‫هذا السؤال سألته لشيخنا القاضي زكريا، فقال لي: أعتقد أن ابن الفارض ولي ا، وأعتقد‬
‫أن ابن العربي ولي ا، ولكنه دون ابن الفارض. قلت: وهنا خل ف ةما عليه ةمعتقدوهما،‬
‫فإنهم يقدةمون ابن العربي على ابن الفارض - رضي ا تعالى عنهما - وقد كان الول قاطنا‬
‫بدةمشق، وهي ةمسكن البدال غالبا، والثاني بمصر، وهي ةمسكن الوتاد والبدال ةمن‬

16. ‫الصديقين، توالتوتاد من الربرار، توسمعت ربعض إخواننا يحكي أنه رتوي أن الشيخ محيي الدين‬
‫ربن العرربي كان يعرض عليه كل م سيدي عمر ربن الفارض - رضي ا تعالى عنه - فيقول:‬
‫هو كلمنا لكنه أربرزه في قالب آخر. توكان يقول: هو ماشطة كلمنا، توالذي يظهر لي من‬
‫كلمهما أن اربن العرربي أتوسع في المعرفة، توأن اربن الفارض أتوغل في المحبة، توا سبحانه‬
‫توتعالى هو الموفق، توكان لشيخ السل م زكريا ذتوق في فهم كل م القو م يشرح كل م أهل‬
‫الطريق على أتم توجه، تويجيب عنه الجوربة الحسنة إذا أشكل على الناس شيء منه، توكان‬
‫يقول الفقيه: إذا لم يكن له معرفة ربمصطلح ألفاظ القو م: فهو كالخبز الحاف ربغير أد م، تورفع‬
‫إليه سؤال عن ربيت من كل م ربعض العارفين صورته:‬
‫تومن حوله أحداق راجيه محدقـه‬
‫أمولنا شيخ العلم توالفضل توالحجى‬
‫ربصير نصير سحب جدتواه مغدقـه‬
‫تومن هو في التوحيد حقا، توأهـلـه‬
‫فأتولهم كنز العلـو م توأنـفـقـه‬
‫تومن لذ توفد السـائلـين ربـبـاربـه‬
‫عليه مدارالعلم حين تـحـقـقـه‬
‫تومن هو قطب حل دائرة النـهـى‬
‫يليه ربمدحي من معانيه مشـرقـه‬
‫اربن موضحا معنى لبيت يلي الـذي‬
‫على فضله كل البرايا مصـدقـه‬
‫محمد المختار أزكى الورى، تومـن‬
‫لها حرف جمع أعجمت منه تفرقه‬
‫هو السر في الدارين، توالنقطة التي‬
‫تولم يدر معناه البـديع تورتونـقـه‬
‫فذا مدح ربعض العارفين لوصـفـه‬
‫سل م متى ناحت ربأيك مـطـوقـه‬
‫عليه مع الل الكرا م توصـحـبـه‬
‫فأجاب - رضي ا تعالى عنه -: ربأن السر هو الكمل، توالنقطة القطب، توالحرف الطرف،‬
‫توالجمع هذا النبياء، توهمزة أعجمت للسلب، تويقال: أعجمت الكتاب أزلت عجمته، توتفرقة‬
‫مفعول له، تويحتمل أن يراد ربالنقطة نقطة حرف الهجاء، توربالجمع الكلمات على إرادة التشبيه‬
‫البليغ أي هو كالنقطة التي ربها أزيلت عجمة حرتوف الكتاربة، فإنه صلى ا عليه توسلم أزيلت‬
‫أيضا ربه العجمة من ريب توغيره من الكتاب المنزل عليه، توالمعنى على التول أنه صلى ا‬
‫عليه توسلم أكمل الخلق، توقطبهم الذي ربه أي ربكونه قطبا صار طرف النبياء. توخاتمهم،‬
‫توأزربلت ربه العجمة عن الكتاب المنزل تفرقة ربين الحق توالباطل قال: توحاصله نظما:‬
‫تعالى، توقطب النبياء مصدقه‬
‫محمد في الدارين أكمل خلقـه‬
‫أزيلت جميع المعجمات الموثقه‬
‫توخاتم رسل ا، توهو الذي ربـه‬

17. ‫توكان شعر الشيخ - رضي ا تعالى عنه - متوسطا، تومنه ما رتواه عنه شيخ السل م الوالد -‬
‫رضي ا تعالى عنه - في المواضع التي تباح فيها الغيبة:‬
‫را م إغاثة لدفع منـكـر‬
‫توتباح غيبة لمستفت تومـن‬
‫في معلن فسقا مع المحذر‬
‫تومعرف متظلم متـكـلـم‬
‫توقال - رضي ا تعالى عنه - متوسل:‬
‫ :ً‬
‫توليس على غير المسامح متكل‬
‫إلهي ذنوربي قد تعاظم خطرهـا‬
‫سواك، تول علم لدي تول عمـل‬
‫إلهي أنا العبد المسيء، توليس لي‬
‫لني يا مولي في غاية الخجل‬
‫إلهي أقلني عثرتي توخطـيئتـي‬
‫تولكنها في جنب عفوك كالبلـل‬
‫إلهي ذنوربي مثل سبعة أربـحـر‬
‫توأنت كريم ما صبرت على زلل‬
‫تولول رجائي إن عفـوك تواسـع‬
‫أجرني من النيران إني في توجل‬
‫إلهي ربحق الهاشمي مـحـمـد‬
‫توربالخير، فامنن عند خاتمة الجل‬
‫تورباللطف توالعفو الجميل تولنـي‬
‫تومدحه القاضي ربهاء الدين محمد ربن يوسف ربن أحمد:‬
‫قمر قد أرباحني الرشف ريا‬
‫جاء فيه العذتول شـيئا فـريا‬
‫حسنات الخدتود: نحن الثـريا‬
‫قيل: هذا ربدر التما م، فقالت:‬
‫تواتها م السلو رحـت ربـريا‬
‫ربهواه من عاذلي. توسقامـي‬
‫توصراط الغرا م فيه سـويا‬
‫توقضيب القوا م راح توجسمي‬
‫تولهذا هجرت نومي مـلـيا‬
‫ربت في الوصل في هواه غنيا‬
‫توهو أمسى ربكل حسن غنـيا‬
‫تومن الصبر عنه رحت فقيرا‬
‫فعذتولي علـيه راح غـويا‬
‫كل من ها م في هواه رشـيد‬
‫فضعيفان يغـلـبـان قـويا‬
‫ليس قلبي ربسقم جفنيه يقـوي‬

18. ‫توسلوي خلصت منه نـجـيا‬
‫فخلصي من الغرا م عـزيز‬
‫لي في حب عبـده زكـريا‬
‫فعسى ذكر رحمة من إلهي‬
‫قد تلقى الحكم العزيز تولـيا‬
‫شافعي الزمان قاضي القضاة‬
‫كان يقتـدى ربـه مـهـديا‬
‫هو شيخ السل م، توهو إمـا م‬
‫كل من كان ظالما مقضـيا‬
‫قمع ا حين آتاه حـكـمـا‬
‫توعيون الورى جمال :ً ملـيا‬
‫مل القلـب هـيبة توجـلل :ً‬
‫ :ً‬
‫تولهذا في المجد أضحى سنيا‬
‫توله العلـم حـلة توشـعـار‬
‫خاشعا ناسكا عـزيزا أربـيا‬
‫عالما عامل :ً جليل :ً جـمـيل :ً‬
‫محسنا مخلصا كريما سـريا‬
‫عاربدا زاهدا إمامـا كـبـيرا‬
‫خاضعا مخبتا توفيا صـفـيا‬
‫أمة قانتا حنـيفـا مـنـيبـا‬
‫سار عنه معنعـنـا مـرتويا‬
‫مل الخافقين في العلم حتـى‬
‫فيخرتون سـجـدا توربـكـيا‬
‫هو ممن يتلى الكتاب عليهـم‬
‫تومقا م سا م مكـانـا عـلـيا‬
‫تولهذا قد حل من كـل حـال‬
‫توكانت توفاته - رضي ا تعالى عنه - يو م الرربعاء ثالث شهر في القعدة سنة ست توعشرين‬
‫توتسعمائة عن مائة توثل ث سنوات، توغسل في صبيحة يو م الخميس، توكفن توحمل ضحوة‬
‫النهار ليصلى عليه ربجامع الزهر في محفل من قضاة السل م، توالعلماء، توالفضلء، توخلئق‬
‫ل يحصون، تواجتمع ربالجامع المذكور تونواحيه أمثالهم اغتناما للصلة عليه، توقارربوا أن يدخلوا‬
‫ربه توإذا ربقصاد ملك المراء يحمله إلى سبيل أمير المؤمنين ليظفر ربالصلة عليه، توكان الشيخ‬
‫عبد الوهاب الشعراتوي قد رأى قبل موته مناما توقصه عليه، توكاشفه ربه قبل أن يخبر ربه توقال‬
‫له يوما، توهو ربين يديه يطالع له في شرح البخاري: قف تواذكر لي ما رأيت في هذه الليلة،‬
‫فقال له: رأيت أني معكم في مركب، توأنت جالس عن يسار الما م الشافعي، فقلت لي:‬
‫سلم على الما م، فسلمت عليه، تودعا لي توالمركب مقلعة في ربحر مئل عباب النيل، تورأيت‬

19. ‫المركب كلها مفرتوشة ربالسندس الخضر توكذلك القلع توالحبال كلها حرير أخضر تومتكآت‬
‫خضر، فل زلنا مقلعين حتى انتهينا إلى جنينة عظيمة أصولها في ساحل البحر، توثمارها مدلة‬
‫من شراريف الحائط. قال: توطلعت أنا من المركب إلى البستان، فرأيت حورا حسانا يجنين‬
‫من الزعفران في قفاف ربيض على رؤتوسهن كل قمعة من الزعفران قدرها في الجر م‬
‫إسباطة البلح. قال: فأستيقظت. فقال له شيخ السل م زكريا. إن صح منامك، فإني سوف‬
‫أدفن ربالقرب من الما م الشافعي، توكان حاضرا ربالمجلس حينئذ الشيخ جمال الدين الصافي،‬
‫توالشيخ أربو ربكر الظاهري، فلما توفي شيخ السل م زكريا فتحوا له فسقية في رباب النصر،‬
‫فقال الشيخ جمال الدين الصافي للشعراتوي: أين رؤياك? قال: فقلت له: إن الشيخ قال: إن‬
‫صحت رؤياك. قال: فبينما نحن كذلك، توقد كفن الشيخ، توما ربقي إل حمله جاء قاصد ملك‬
‫المراء خاير ربيك فقال: إن ملك المراء ضعيف، تول يستطيع أن يأتي إلى رباب النصر،‬
‫تومقصوده أن تحملوه إلى سبيل المؤمنين ليصلى عليه، فحمل إلى الرميلة، توصلي عليه‬
‫هناك، فلما صلوا عليه قال ملك المراء: ادفنوه عند الما م الشافعي - رضي ا تعالى عنه -‬
‫ثم حمل نعشه مالك المراء توغيره، تومشى أمامه المير جانم الحمزاتوي، توالقضاة،‬
‫توالعلماء، توالمراء، توالخاص، توالعا م. قال الشعراتوي: توكانت جنازته مشهورة ما رأيت أكثر‬
‫خلقا منها، قال العلئي: تودفن ربالقرافة الصغرى ربترربة الشيخ نجم الدين الخويشاتي ربقرب‬
‫قبر الما م الشافعي في فسقية جديدة أنشأها القاضي شرف الدين قريب ربن أربي المنصور‬
‫لنفسه - رحمه ا تعالى - توصلي عليه غائبة ربالجامع الموي ربدمشق يو م الجمعة ربعد‬
‫صلتها راربع أتو خامس جماديالخرة سنة سبع توعشرين توتسعمائة قال اربن طولون: توأخرت‬
‫الصلة عليه لشتغال الناس ربالفتنة الغزالية - رحمه ا تعالى -.‬