2. هذا كتاب واجب أن يرى
غوامض القراء فيه ترى
ِ ِ
ألزم للقارئ من ظلـــــه
واضحة المشكل من حله
********
بسم ال الرحمن الرحيم
3. الحمد لله الذي حرر رقابنا من ربقة الشرك بتوحيده ، ومن علينا
ّ
بحفظ كتابه الكريم وتجويده ، أحمده وأشهد أل إله إل ا
مورث كتابه من اصطفاه وأكرمه ، وأشهد أن سيدنا محمدأ عبده
ورسوله ومصطفاه القائل خيركم من تعلم القرآن وعلمه ،
صلى ا عليه وعلى آله وأصحابه الذين حافظوا على نشر آيات
الكتاب محررة موضحة المشكل مسهلة ميسرة .
) وبعد ( فيقول العبد الفقير إلى لطف ربه الخفي محمد بن
عبد الرحمن الخليجي المقرئ الحنفي : لما كان العويص من
مسائل فن القراءات غير مجموع أكثره في بعض الكتب إل
نظما ، على أنه غير متداول بين القارئين لقلة وجوده ، أردت أن
أضع كتابا يجمع متفرقه ويبين مغلقه ويحقق طرقه ويوفي
شرحه حقه ، فوفقني ا لجمع هذا الكتاب من أمهات الكتب
بعد التحقيق التام فجاء بحمد ا وافيا بالمرام ، لم يترك
عويصة إل بينها ، ول مشكلة إل حلها ، ول مجمل إل فصله ، ول
خفيا إل بين ما احتمله ، مقتصرا على ماتعلق بالشاطبية والدرة
بعبارة واضحة مختصرة ليسهل تناوله ، ويكثر إن شاء ا
تعالى تداوله ، وسميته :
) حل المشكلت وتوضيح التحريرات في علم القراءات (
4. أسأل ا أن ينفع به ، ويجزل الخير لي بسببه ، إنه سميع مجيب
ِ
. آمين .
*************
5. تاريخ القرآن الكريم
القرآن الكريم هو الوحي المنزل على سيدنا محمد صلى ا
عليه وسلم للعجاز والبيان ، المنقول مضبوطا بالتواتر ، المتعبد
بتلوته ، الجامع لمصالح العباد ، في الحياة وبعد المعاد ، وقد
ابتدأ ا تعالى إنزاله على رسوله في أربع وعشرين من
رمضان في السنة الثالثة عشرة قبل الهجرة في غار حراء بمكة
، وتابع إنزاله على حسب الوقائع في ثلث وعشرين سنة ، ولما
تم إنزاله كذلك أنزله فيه مرتبا كترتيبه في المصاحف في
ّ
العرضة الخيرة التي عرضها جبريل على النبي صلى ا عليه
وسلم مرتين ، وقد كانت الصحابة تكتبه لنفسها ، وللرسول فيما
يجدونه من الصحف واللخاف والكتاف ، وكان منهم من يكتب
اليات والسورة والسور ، ومنهم كتب جميعه وحفظه كله كأبي
بكر وعمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وأبي هريرة ومعاذ بن
جبل وحذيفة بن اليمان وغيرهم من أجلء الصحابة ، ومنهم
من حضر العرضة الخيرة كزيد بن ثابت لنه كان أكبر كاتب من
كتبة الوحي ، وقد ثبت أنه قرأها مرارا على رسول ا صلى ا
عليه وسلم وكتبها لنفسه وللرسول فيما ذكرناه .
6. وقد توفي الرسول صلى ا عليه وسلم وقام أبو بكر رضي
ا عنه بأمر المة و القرآن مكتوب بهذه الكيفية ، ولما كان
حرب اليمامة أول خلفة الصديق واستشهد فيه كثير من
الصحابة جاء عمر رضي ا عنه إلى أبي بكر وأشار عليه بجمع
القرآن في مصحف واحد خشية أن يذهب بذهاب الصحابة
الذين سمعوه من الرسول وكتبوه في حضرته فتوقف في ذلك
من حيث أن النبي صلى ا عليه وسلم لم يأمر في ذلك بشئ
، ثم شرح ا صدر أبي بكر لما أشار به عمر ، فاجتمع رأيه
ورأي الصحابة على ذلك فأمر زيد بن ثابت في جملة من
الصحابة بتتبع القرآن وجمعه في صحف ، فقام زيد بالمر
بكمال التحري وعرض المحفوظ على المكتوب بحضرة
الرسول وإقرار الصحابة عليه حتى تممه في الصحف وصارت
عند أبي بكر حتى توفي ، ثم عند عمر حتى توفي ، ثم عند
حفصة بنت عمر رضي ا عنهما ، ولما كانت سنة خمس
وعشرين من الهجرة في خلفة عثمان رضي ا عنه حضر
حذيفة بن اليمان فتح أرمينية وأذربيجان فرأى الناس يختلفون
في القرآن ويقول أحدهم للخر قراءتي أصح من قراءتك
فأفزعه ذلك وقدم على عثمان وقال له أدرك هذه المة قبل
أن يختلفوا اختلف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان إلى حفصة
أن أرسلي إلينا الصحف لننسخها ثم نردها إليك ، فأرسلتها إليه
7. فأمر زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث
وعبد ا بن الزبير أن ينسخوها في المصاحف وقال : إذا
اختلفتم أنتم وزيد في شئ فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل
بلسانهم ، فكتبوا منها عدة مصاحف على اللفظ الذي استقر
عليه في العرضة الخيرة على الرسول صلى ا عليه وسلم ،
فوجه بمصحف إلى البصرة وبمصحف إلى اليمن وإلى البحرين
وبمصحف إلى مكة وبمصحف إلى الشام وبمصحف إلى
الكوفة وترك بالمدينة مصحفا وأمسك لنفسه مصحفا وهو الذي
يقال له المام ، واجتمعت المة المعصومة من الخطأ على ما
تضمنته هذه المصاحف وترك ماخالفها من زيادة ونقص
وإبدال كلمة بأخرى مما كان مأذونا فيه ولم يثبت ثبوتا مستفيضا
أنه من القرآن ، وجردت هذه المصاحف جميعها من النقط
والشكل ليحتملها ما صح نقله وثبتت تلوته عن النبي صلى ا
َ
عليه وآله وسلم إذ كان العتماد على الحفظ المتلقى عن
الرسول ل على مجرد الخط ، وقرأ أهل كل مصر بما في
مصحفهم وتلقوا ما فيه عن الصحابة الذين تلقوه من في
رسول صلى ا عليه وآله وسلم ثم قاموا مقام الصحابة في
تعليم ذلك لغيرهم ) ومن ثم كانت موافقة خط المصاحف
العثمانية شرطا من شروط صحة القراءة ( و كذلك قام من
بعدهم من أئمة الحفاظ عدد ل يحصى وكثر القراء وانتشروا ،
8. وكان منهم المتقن والمقصر إلى أثناء المائة الثالثة فقام
جهابذة أئمتهم وجعلوا للقراءة الصحيحة ضابطا وهو كل ما
صح عن النبي صلى ا عليه وآله وسلم بالسند الصحيح
َ
ووافق وجها في العربية ووافق خط المصاحف العثمانية فهو
القرآن وكل قراءة كذلك تكون من جملة الحرف السبعة التي
أشار إليها النبي صلى ا عليه وآله وسلم بقوله : أنزل القرآن
على سبعة أحرف ، و القراءات العشر التي يقرأ بها في زماننا
كذلك ، والحرف السبعة مندرجة فيها ، وما عداها مما لم
يستوف الشروط المذكرة شاذ وليس بقرآن ، وقد أجمع
الصوليون على أن الشاذ ليس بقرآن لعدم صدق الحد عليه ،
والجمهور على تحريم القراءة به على اعتقاد أو إيهام أنه قرآن
، أما القراءة به لما فيه من الحكام الشرعية أو الدبية فل
خلف في جوازها ، وذلك كقراءة ابن مسعود : فصيام ثلثة أيا
متتابعات في المائدة بزيادة متتابعات ، وبها أخذ أبو حنيفة تتابع
صيام كفارة اليمين ، وكالقراءة المنسوبة لعمر بن عبد العزيز
وأبي حنيفة في : إنما يخشى ا من عباده العلماء برفع لفظ
الجللة ونصب العلماء ، ووجهت بأن الخشية فيهل استعارة
للجلل والتعظيم ، أي إنما يجل ا العلماء من عباده
ويعظمهم كما يجل المهيب المخشي من الناس بين جميع
عباده ، وكقراءة العمش : وكان عبدا لله وجيها في الحزاب
9. بالباء الموحدة وتنوين الدال وجر لفظ الجللة باللم ، وقد
أفادت هذه القراءة عبودية موسى عليه السلم لله ووجاهته ،
و قراءة الجمهور أوجه لنها مفصحة عن وجاهته عند ا بعد
براءته وذلك أقوى وعبوديته لله ثابتة بالضرورة ، ووجه شذوذ
القراءة الولى أنها لم توافق أحد المصاحف العثمانية بزيادة
متتابعات ووجه شذوذ الخيرتين أنهما لم يثبتا بالسند الصحيح
المتواتر ولم يرد في الشاذ فبرئ وا مما قالوا ، وإن لهج به
بعض الجهلة كما لهجوا في سورة التوبة بأنه قرئ شاذ فسيحوا
في الطين ولم يوجد ذلك في الشواذ المعروفة فل تصدق كل
ما تسمع حتى تعرضه على أربابه الثقات ، وأجمعوا على أنه لم
يتواتر شئ مما زاد على العشرة المشهورة ول يتوهمن أحد أن
الحرف السبعة المشار إليها في الحديث هي القراءات السبع
المعروفة اليوم فإن ذلك خطأ على أنها لم تجمع إل أثناء المائة
الرابعة ، جمعها ابن مجاهد وقد سبقه ولحقه غيره في جمعها
والزيادة عليها ، ومن أراد زيادة البيان فليراجع النشر فإن فيه
الكفاية .
10. معنى الحرف السبعة أو القراءات
ورد متواترا عن النبي صلى ا عليه وآله وسلم أنه قال ) أن
هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه( وقد
اختلف العلماء في المراد بهذه الحرف مع إجماعهم على أنه
ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على سبعة أوجه وعلى لنه ليس
المراد هؤلء القراء السبعة المشهورين ، وأرجح القوال
وأولها بالصواب ما صححه البيهقي واختاره البهري و الداني
صاحب التيسير واقتصر عليه في القاموس أنها سبعة أوجه من
اللغات العربية ، قال أبو عبيدة هي : قريش وهذيل وثقيف
وهوازن وكنانة وتميم واليمن ، وقال غيره خمس لغات في
أكناف هوازن وهي : سعد وثقيف وكنانة وهذيل وقريش
ولغتان على جميع ألسنة العرب ، والسبب في ذلك تهوين ا
على المة المحمدية كما صرح بذلك في الحاديث الصحيحة
ّ
التي منها قوله صلى ا عليه وآله وسلم : ) إن ربي أرسل إلي
أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي ،
ولم يزل يردد حتى بلغ سبعة أحرف ( لنه صلى ا عليه وآله
وسلم أرسل إلى الخلق وألسنتهم مختلفة والعرب قبائل شتى
ولغاتهم متباينة وكلهم مأمورون بقراءة القرآن فلو كلفوا النطق
بلغة واحدة لعسر ذلك عليهم ، فاقتضى يسر الدين أن يكون
11. على لغات ، وكانت سبعة نظرا لصل لغات العرب ، وأيضا ليعم
التحدي بالقرآن جميع العرب ويصدق قوله تعالى ) قل لئن
اجتمعت النس والجن .. الية ( وأما كون تعدد اللغات يدعو
إلى الختلف في النطق فل يضر لنه اختلف وفاق ولو من
وجه ل اختلف تضاد كما وضحه صاحب النشر ***
12. الفرق بين القراءات والروايات
والخلف الواجب والجائز
كل خلف نسب لمام من العشرة مما أجمع عليه الرواة فهو
قراءة ، وكل ما نسب للراوي عن المام فهو رواية ، وما نسب
للخذ عن الراوي وإن سفل فهو طريق، وإن كان على غير
هذه الصفة مما هو راجع إلى تخيير القارئ فيه كان وجها ،
فتقول مثل البسملة بين السورتين قراءة الكسائي ورواية
قالون عن نافع وطريق صاحب التبصرة عن الزرق عن ورش
، وتقول في البسملة بين السورتين ثلثة أوجه ول تقول ثلث
قراءات ول ثلث روايات ول ثلثة طرق ، والخلف الواجب عين
القراءات والروايات والطرق بمعنى أن القارئ ملزم بالتيان
بجميعها كأوجه البدل وذات الياء لورش فهي طرق وإن شاع
التعبير عنها بالوجه تساهل، والخلف الجائز هو خلف الوجه
الذي على سبيل التخيير والباحة كأوجه البسملة وأوجه الوقف
بالروم والشمام والقصر والتوسط و المد، فبأي وجه أتى
القارئ أجزأ ول يكون نقصا في روايته ول يلزم استيعابها إل
للتعليم في بعض المواضع والخذ بجميعها في كل موضع غير
مستحسن إل في وقف حمزة لصعوبته على المبتدئ.
13. الطرق
ترك الشاطبي وابن الجزري رحمهما ا ذكر طرق الرواة عن
قراء كتابيهما الشاطبية والدرة اتكال على ذكرها في التيسير
والتحبير مع العلم بأنهما اقتصرا على طريق واحد لكل راو ،
ولهمية الطرق يجب بأن يلم بها القارئ وها هي :
)قالون ( من طريق أبي نشيط محمد بن هارون
و)ورش ( من طريق أبي يعقوب يوسف الزرق
و)البزي ( من طريق أبي ربيعة محمد بن إسحاق
و)وقنبل ( من طريق أبي بكر أحمد بن مجاهد
و)والدوري ( من طريق أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس
و)السوسي ( من طريق أبي عمران موسى بن جرير
و)وهشام ( من طريق أبي الحسن أحمد بن يزيد الحلواني
و)ابن ذكوان ( من طريق أبي عبد ا هارون بن موسى
الخفش
و)شعبة ( من طريق أبي زكريا يحيى بن آدم الصلحي
و)حفص ( من طريق أبي محمد عبيد بن الصباح
و)خلف ( من طريق أحمد بن عثمان بن بريان عن أبي الحسن
إدريس بن عبد الكريم الحداد عنه
و)خلد ( من طريق أبي بكر محمد بن شاذان الجوهري
14. و)أبو الحارث ( من طريق أبي عبد ا محمد بن يحيى
البغدادي
و)الدوري ( من طريق أبي الفضل جعفر بن محمد النصيبي
و)ابن وردان ( من طريق الفضل بن بن شاذان
و)ابن جماز ( من طريق أبي أيوب الهاشمي
و)رويس ( من طريق النخاس بالخاء المعجمة عن التمار عنه
و)روح ( من طريق ابن وهب
و)إسحاق ( من طريق السوسنجردي
و)إدريس ( من طريق الشطي عنه
) فهذه عشرون طريقا ( اقتصر عليها أصحاب التيسير والتحبير
والشاطبية والدرة ولهم طرق أخى صحيحة تنيف على تسعمائة
وثمانين طريقا ذكرها مع تراجم أصحابها في النشر فمن
أرادها فليراجعها هناك .
وفائدة معرفة الطرق عدم التركيب في الوجوه المروية عن
أصحابها ، والتركيب في القراءات بما يخل حرام ، وبغيره معيب
على العلماء ل على العوام .
15. الرفراد والجمع
قال ابن الجزري في نشره : كان السلف الصالح رحمهم ا
يقرءون ويقرئون القرآن رواية رواية ول يجمعون رواية إلى
أخرى يقصدون بذلك استيعاب الروايات والتثبت منها وإحسان
تلقيها واستمر ذلك إلى المائة الخامسة عصر الداني و الهوازي
و الهذلي ومن بعدهم ، فمن ذلك الوقت ظهر جمع القراءات
في ختمة واحدة واستمر إلى زماننا واستقر عليه العمل لفتور
الهمم وقصد سرعة الترقي والنفراد وانتشار تعليم القرآن ولم
يكن أحد من الشيوخ يسمح بالجمع إل لمن أفرد القراءات
واتقن معرفة الطرق و الروايات وقرأ لكل راو بختمة على حدة
، وهذا الذي استقر عليه العمل إلى زمن شيوخنا الذين
أدركناهم فلم أعلم أحدا قرأ على التقي الصائغ إل بعد أن يفرد
السبعة في في إحدى وعشرين ختمة وللعشرة كذلك اه .
أما مقدار التلقين في الفراد والجمع فمفوض إلى رأي الشيخ
وحال القارئ وقوة قبوله ، وبعض المشايخ ل يزيد على عشر
مطلقا وبعضهم يأخذ في الفراد بنصف حزب وفي الجمع بربع
حزب .
) ويشترط ( على مريد القراءات ثلثة شروط :
أن يحفظ كتابا يعرف به اختلف القراء ،
16. وأن يفرد القراء رواية رواية
ويجمعها قراءة قراءة
حتى يتمكن من كل قراءة على حدة وحتى يكون أهل لن
يجمع أكثر من قراءة في ختمة .
وللشيوخ في كيفية الجمع ثلثة مذاهب :
الول : الجمع بالحرف وهو طريق أكثر المصريين و المغاربة
وكيفيته أن يشرع في القراءة فإذا مر بكلمة فيها خلف أصولي
أو فرشي أعاد تلك الكلمة بمفردها حتى يستوفي ما فيها من
الخلف ، فإن كانت مما يسوغ الوقف عليه وقف واستأنف
مابعدها وإل وصلها بآخر وجه انتهى إليه حتى يصل إلى وقف
فيقف
) مثاله ( وقالت هيت لك فيقول : هيت هيت هيت هئت هئت لك
َ
ُ
ِ َ َ ُ َ َ
، وإن كان الخلف مما يتعلق بكلمتين كمد المنفصل والسكت
على مفصول وقف على الكلمة الثانية إن حسن واستوعب
الخلف ثم انتقل إلى ما بعدها على هذا الحكم ، وهو أوثق
في استيفاء أوجه الخلف وأسهل وأخصر في الخذ ولكنه
يخرج القارئ عن رونق وحسن أداء التلوة .
الثاني : الجمع بالوقف وكيفيته : أن يبدأ القارئ بقراءة من
قدمه من الرواة ، ول يزال بذلك الوجه حتى يقف على وقف
17. يسوغ البتداء بما بعده ثم يعود إلى القارئ الذي بعده إن لم
يكن وافقه في قراءته ثم يفعل ذلك بقارئ قارئ حتى ينتهي
الخلف ويبدئ بما بعد ذلك الوقف على هذا الحكم وهو مذهب
الشاميين وهذا المذهب أشد في الستحضار وأسد في
الستظهار وأطول زمانا وأجود مكانا وبه قرأت على عامة من
قرأت عليه مصرا وشاما وبه آخذ.
الثالث : الجمع بالوقف على اختيار ابن الجزري ، قال في النشر
بعد ما تقدم: ولكني ركبت من المذهبين مذهبا فجاء في
محاسن الجمع طرازا مذهبا فابتدئ بالقارئ وأنظر إلى من
يكون من القراء أكثر موافقة له فإذا وصلت إلى كلمة بين
القارئين فيها خلف وقفت وأخرجته معه ثم وصلت إلى أن أنتهي
إلى الوقف السائغ جوازه وهكذا حتى ينتهي الخلف انتهى
) قلت ( وهذا الذي عليه العمل عند حذاق القراء في مصر
) ومثاله ( ياأيها الناس اتقوا ربكم أول الحج إلى شديد
فيبدأ بقالون بالسكون وقصر المنفصل فيندرج معه يعقوب
فإذا وصل إلى وما هم بسكارى وقف وأعاد للدوري من وترى
الناس سكارى بالمالة إلى شديد ،
ثم قرأ للسوسي من إدغام إن زلزلة الساعة شئ عظيم إلى
النهاية بوجهي وترى الناس
ثم قرأ بصلة الميم لقالون، يأخذ أصحاب الصلة
18. ثم يبدأ الية بمد المنفصل أربعا لقالون إلى سكارى فيندرج معه
الشامي وعاصم
ثم يعيد للدوري من سكارى بالمالة
ثم يعيد للكسائي وخلف سكرى بالمالة
ثم يقرأ بالصلة لقالون فيذهب وحده
ثم يمد ستا لورش ويستوفي له وجهي اللين مع تقليل سكارى
ثم يقرأ لحمزة من اتقوا ربكم يبدأ بعدم الغنة لخلف مع السكت
في شئ
ثم بالغنة لخلد كذلك
ثم بعدم السكت على شئ لخلد
ثم بالسكت على المفصول لخلف إلى تمام الية وقد استوعب
الخلف الذي فيها.
وللجمع شروط أربعة لبد منها وهي:
مراعاة الوقف والبتداء
وحسن الداء
وعدم التركيب ،
أما رعاية الترتيب والتزام تقديم راو بعينه فل يشترط إل أنه في
هذا الزمان صار من لوازم الجمع فالحسن للقارئ أن يراعي
19. ترتيب كتابه الذي يقرأ به فيقدم من قدمه الكتاب من المشايخ
ورواتهم على ترتيبه ثم يسير على طريقة الجمع التي يتبعها في
قراءتها فإذا كان الخلف في كلمة كأوجه ) هأنتم و أرأيتم (
راعى في قراءتها لكل راو ترتيب الكتاب هذا ، وقد أشار إلى
ذلك كله العلمة ابن الجزري في طيبته فقال :
وقد جرى من
إفراد كل قارئ
عادة الئمه
بختمه
حتى يؤهلوا لجمع بالعشر أو أكثر أو
ِ
الجمع
ِ
بالسبع
وجمعنا نختاره
وغيرنا يأخذه
ِ
بالوقف
بالحرفِ
يْ َ يْ َ
بشرطه فليرع
ول يركب ولي ُجد
يْ ِ
ُ
وقفا وابتدا
حسن الدا
ُ
فالماهر الذي إذا يبدا بوجه من عليه
ُ
ما وقفا
وقفا
يعطف أقربا به
ُ
مختصرا مستوعبا
20. فأقربا
مرتبا
ِ
وليلزم الوقار
يْ
عند الشيوخ إن يرد
ُ ِ
ِ
والتأدبا
أن ينجبا
َ َ
وإذا عرفت ما ذكر علمت أن ما عليه مقرئو زماننا من أنه يأتيهم
من ل يحسن أداء القراءة فيقرأ عليهم أحزابا لكل راو ول
يتمكن من إحسان الفراد ثم يجمع الجميع مخالف لعمل
المتقدمين والمتأخرين وفقنا ا لما يرضيه آمين .
21. رسم المصحف
رسم المصاحف العثمانية التي كتبها جمع من الصحابة في
خلفة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي ا عنه كما قدمناه
في تاريخ القرآن بإقرار مئات اللوف من الصحابة توقيفي،
يجب اتباعه في الوقف والبتداء، وصل وفصل، وإثباتا وحذفا،
كما يجب إبقاؤه على كتابته الولى ، ول يجوز تغييره بإجماع
أئمة الدين ،
قال في التقان : قال أشهب : سئل مالك هل يكتب المصحف
على ما أحدثه الناس من الهجاء فقال ل إل على الكتبة الولى
رواه الداني في المقنع
ثم قال ول مخالف له من علماء المة ،
وقال في موضع آخر : سئل مالك عن الحروف في القرآن مثل
الواو واللف أترى أن يغير من المصحف إذا وجد فيه قال ل
قال أبو عمرو يعني الواو واللف المزيدتين في الرسم
المعدومتين في اللفظ ،
وقال المام أحمد : تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في واو
أو ياء أو ألف أو غير ذلك ،
وقال البيهقي في شعب اليمان : من يكتب مصحفا فينبغي أن
يحافظ على الهجاء الذي كتبوا به تلك المصاحف ول يخالفهم
22. فيه ول يغير مما كتبوه شيئا فإنهم كانوا أكثر علما وأصدق قلبا
ولسانا وأعظم أمانة منا فل ينبغي أن نظن بأنفسنا استدراكا
عليهم انتتهى.
أقول : كيف نستدرك عليهم وبقاء المصحف على رسمه الصلي
يدل على فوائد كثيرة وأسرار شتى .
)1(
منها الدللة على الصل في الشكل والحروف ككتابة
الحركات حروفا باعتبار أصلها في نحو : إيتائ ذي القربى و
سأوريكم و لأوضعوا وككتابة الصلة و الزكاة و الحياة
بالواو بدل اللف .
)2(
ومنها النص على بعض اللغات الصحيحة ككتابة هاء
التأنيث بتاء مجرورة على لغة طيئ وكحذف ياء المضارع
لغير جازم من : يوم يأت ل تكلم نفس على لغة هذيل .
)3(
ومنها إفادة المعاني المختلفة بالقطع والوصل في
بعض الكلمات نحو : أم من يكون عليهم وكيل و أمن
يمشي سويا فإن المقطوعة تفيد معنى بل دون الموصولة
.
)4(
ومنها أخذ القراءات المختلفة من اللفظ المرسوم
برسم واحد نحو : وما يخدعون إل أنفسهم و تمت كلمت
23. ربك صدقا وعدل ل مبدل لكلماته ، فلو كتبت الولى وما
يخادعون لفاتت قراءة يخدعون ، ولو كتبت الثانية بألف
على قراءة الجمع لفاتت قراءة الفراد فحذفت اللف
ورسمت التاء مجرورة لفادة ما ذكر .
)5(
ومنها عدم الهتداء على تلوته على حقه إل بموقف
شأن كل علم نفيس يتحفظ عليه .
)6(
ومنها عدم تجهيل الناس بأولويتهم وكيفية ابتداء
كتابهم .
فلهذه الفوائد يجب بقاؤه على رسمه ول يجوز تغييره لنه ينجم
عن تغييره مضار ل يمكن تلفيها :
)1(
منها ضياع القراءات المتواترة بضياع شرط القرآن أو
بالحقيق ضياع القرآن الذي هو أساس الدين .
)2(
ومنها ضياع لغات العرب الفصحى لعدم الستدلل
عليها من أصدق الحديث بضياع رسمه الدال عليها .
)3(
ومنها تطرق التحريف إلى الكتاب الشريف بتغيير
رسمه الصلي التوقيفي .
)4(
ومنها جواز هدم كيان كثير من العلوم قياسا على
هدم كيان علم رسم القرآن بدعوى سهولة تناوله للعموم .
24. )5(
ومنها محو الدين بمحو رسم أصله الساسي وقانونه
الكبر .
هذه بعض مضار تغيير رسم المصحف فهل يجرؤ مسلم في
قلبه مثقال ذرة من اليمان على تغيير حرف منه عما كتب عليه
في زمن الصحابة الذين تلقوه من رسول صلى ا عليه وآله
وسلم وكتبوه له ولنفسهم في حضرته ونقلوه ثم نشروه للمة
بعده، بإجماع منهم، وهم إذ ذاك فوق مئات اللوف ، ل أظن
أحدا يتجرأ على تغيير رسم المصحف أو يعين عليه إل إذا كان
مارقا من الدين ، كما أني أعتقد أنه ل يتمكن من ذلك أحد أيا
كان تصديقا لقوله تعالى ) إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له
لحافظون(.
25. تحرير التستعاذة والعوارض
أجمع القراء على البتداء بالتعوذ عند القراءة استحبابا أو وجوبا
، والجمهور على الجهر بها وعلى أن لفظها : أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم ، وعلى أنه ل يجوز وصله بما وقطعه عنه ،
فإذا اجتمعت الستعاذة بآية بدون بسملة جاز فيها وجهان :
وصلها بالية وقطعها عنها ،
وإذا جمعتها أي الستعاذة مع البسملة وأول سورة جاز فيها
أربعة أوجه :
) الول ( قطعها عن البسملة وقطع البسملة عن أول السورة ،
ويسمى هذا قطع الجميع .
) والثاني ( الوقف عليها مع وصل البسملة بأول السورة ويسمى
وصل الثاني .
) والثالث ( وصل التعوذ بالبسملة مع الوقف عليها والبتداء بأول
السورة ويسمى وصل الول .
) والرابع ( وصل التعوذ بالبسملة بأول السورة ويسمى وصل
الجميع .
كل ذلك يقتضيه قوله تعالى الشاطبي : مسجل ،
26. وقد نص عليه المحقق في النشر وأشار له في طيبته بقوله :
َ
وقف لهم عليه أو صل
تعوذ وقال بعضهم
واستحب
يجب
وقد نظمت الوجه الربعة بقولي :
وفي استعاذة إذا
قرنتها أربعة للعشرة
بسورة
قطع الجميع ثم وصل ووصل أول فخذ بياني
الثاني
ووصل كل واعتبر ما
في كل عارض تكن
حررا
ممن درى
وهذه الوجه الربعة تسمى عند المقرئين بالوجه الصول ،
ويتفرع عنها أوجه فرعية باعتبار الجائز في العارض بأنواعه .
وقبل تحرير الستعاذة بأوجهها الفرعية أقدم لك تمهيدا في
تحرير العوارض المدية مجتمعة ليمكنك قياس ما لم نذكره
على ما نذكره فأقول :
27. اختلف أهل الداء في تحرير العوارض مجتمعة فبعضهم
سواها وبعضهم فرق بينها وجعلها أبوابا مختلفة ،
فإذا اجتمع عارض منصوب وآخر مجرور كالعالمين والرحيم
فمن سوى بينهما ساوى مدهما ورام في المجرور بالقصر مع
قصر المنصوب ، ومن يفرق بينهما يسوي مدهما ويروم
المجرور بالقصر مع تثليث المنصوب ،
وإذا اجتمع عارض مجرور وآخر مرفوع كالدين ونستعين فمن
يسوي يقصر المجرور بالسكون مع قصر المرفوع بسكون
وإشمام ثم برومهما بالقصر ثم يوسطهما ويمدهما معا
بالسكون فيهما وإشمام المرفوع في الحالتين ، ومن يفرق له
على قصر المجرور بالسكون قصر المرفوع بسكون وإشمام
وروم ، وعلى روم المجرور سبعة المرفوع وعلى توسط
المجرور توسط المرفوع بسكون وإشمام ورومه بالقصر وعلى
مد المجرور مد المرفوع بسكون وإشمام ورومه بالقصر فأوجه
ُ
ِ
المرفوع يومئذ ستة عشر
) فإن قلت ( كيف تجوز ثلثة المنصوب و سبعة المرفوع على
روم المجرور بالقصر ،وكيف يجوز روم المرفوع بالقصر حال
توسط أو مد المجرور بالسكون
ِ
) قلت ( جاوت ثلثة المنصوب و سبعة المرفوع حال روم
المجرور بالقصر لن الروم كالوصل ، ونحن إذا وصلنا المجرور
28. ووقفنا على منصوب أو مرفوع جاز لنا فيهما جميع أوجههما و
كذلك الجواب في جواز روم المرفوع حال توسط المجرور أو
مده بالسكون ،
) وإن قلت ( هذا يعد تركيبا
) قلت ( ل تركيب بين بابين كما نص على ذلك صاحب غيث
َ
النفع ، ولم ينقل عن العلمة الطباخ غيره ، وتلقيناه عن شيخنا ،
وكان رحمه ا ل يلقي بهذه الطريقة إل من يثق بهم ، ويأمن
عدم التخليط عندهم .
) وسأذكر ( لك كل التحريرات بالطريقتين مقدما طريقة التسوية
على طريقة التفرقة ، لتكون على بينة من الجميع فأقول
مستعينا بالله تعالى :
29. تحرير التستعاذة مع أول كل تسورة
إذا اجتمعت الستعاذة مع أول سورة فيها عارض منصوب كان
فيها على طريقة التسوية خمسة عشر وجها وبيانها :
) قطع الجميع ( بقصر الرجيم والرحيم والعالمين مثل بالسكون
ثم الروم في الرجيم والرحيم بالقصر مع قصر العالمين ، ثم
توسط الجميع ومد الجميع أربعة
)ووصل الثاني ( بقصر الرجيم والعالمين ، ثم روم الرحيم مع
قصر العالمين ، ثم توسطهما ومدهما أربعة
) ووصل الول ( بقصر الرحيم والعالمين ، ثم روم الرحيم مع
قصر العالمين ، ثم توسطهما ومدهما أربعة ،
) ووصل الجميع ( بثلثة العالمين ثلثة .
والسورة التي أولها عارض مرفوع كأول آل عمران يتأتى فيها
ثمانية وعشرون وجها وهي : قطع الجميع بقصر الرجيم
والرحيم والقيوم بالسكون وأشمام القيوم ثم الروم في الجميع
، ثم توسط الكل بالسكون وإشمام القيوم فيهما فهي سبعة ،
وكذلك وصل الثاني ووصل الول ، وفي وصل الجميع سبعة
المرفوع ، ول يخفى أنها في أول آل عمران تتأتى على قصر
ميم ا ومدها .
30. والسورة التي أولها عارض مجرور يتأتى فيها ستة عشر وجها إذ
العوارض كلها مجرورة ففيها أربعة المجرورات في كل حالة ،
والطريقتان هنا متحدتان كما تتحدان في السورة التي أولها
طبيعي كأول الكهف أو سكون عارض للوقف كأول الروم إلى
الرض أو قبل وبعد ، وألم نشرح إلى صدرك ، وفي الطبيعي
والسكون العارض المنصوب يتأتى ثلثة عشر وجها ، وفي
المجرور تكون ستة وعشرين ، إذ يكون روم المجرور زائدا في
كل وجه من الثني عشر ، وفي وصل الجميع سكون وروم ،
وفي المرفوع تكون الوجه ستة وثلثين لن فيها زيادة إشمام
المرفوع في كل وجه ، وعلى وصل الجميع سكون وروم
وإشمام .
وعلى طريقة التفرقة يتأتى في السورة التي أولها عارض
منصوب واحد وعشرون وجها وهي :
قطع الجميع بتثليث العوارض بالسكون ، ثم روم الرجيم
والرحيم عليه ثلثة المنصوب ستة ، وكذلك وصل الثاني ووصل
الول ، وعلى وصل الجميع تثليث المنصوب .
وفي السورة التي أولها عارض مرفوع يتأتى خمسة وخمسون
وجها وهي :
قطع الجميع بسكون العوارض بالقصر وروم المرفوع
وإشمامه ، ثم روم الرجيم والرحيم عليه سبعة المرفوع ، ثم
31. توسط العوارض بالسكون وإشمام المرفوع بالتوسط ورومه
بقصره حيتئذ ، ثم مد العوارض بالسكون وإشمام المرفوع
ُ
بالمد ورومه بالقصر فهي ستة عشر وجها ، تأتي كذلك في
وصل الثاني ووصل الول تكون ثمانية وأربعين ، وعلى وصل
الجميع سبعة المرفوع .
أما تحرير التعوذ مع الية بدون بسملة فيفهم مما مر إذ ليس
َ
فيه القطع والوصل ، وهذا جدول يبين لك تحرير التعوذ مع
َ
السورة والية بالطريقتين وأمثلة ذلك :
) جدول تحرير التعوذ مع السورة (
التعوذ سورة أولها عارض
تسوية
تفرقة
المثال
ملحوظات
منصوب
الفاتحة
51
12
مرفوع
آل عمران
82
55
مجرور
المائدة
61
61
متحدتين
طبيعي
سكون عارض بأنواعه ألم نشرح ، المعارج ، القمر
31 ، 62 ، 93
طه
31
31
32. ) جدول تحرير التعوذ مع الية بدون بسملة (
التعوذ
آية آخرها عارض
تسوية
تفرقة
مثالها
ملحوظات
منصوب
براءة إلى المشركين
7
مرفوع
وإماينزغنك .. الية 8
9
8
متحدتان
تنزيل من الرحمن الرحيم
طبيعي
وما ينطق عن الهوى
5
5
سكون عارض منصوب ورفعنا لك ذكرك
َ
5
5
سكون عارض مجرور
الحمد لله فاطر السموات
01 01
سكون عارض مرفوع
أل له الخلق والمر 51 51
33. قوله تعالى ) الرحيم ملك (
يفهم قول الشاطبي : ودونك الدغام الكبير .. البيت ، أن الدغام لبي
عمرو من الروايتين
وهو كذلك في التيسير فمن أين يؤخذ تخصيص الدغام بالسوسي من
الشاطبية ؟
) الجواب( يؤخذ تخصيص الدغام بالسوسي من الشاطبية من
تخصيصه بإبدال الهمز المفرد وقصر المنفصل ، ومن المنقول عن
الشاطبي في قراءته وإقرائه ، قال السخاوي – تلميذه - آخر باب
الدغام من شرحه لشاطبية : وكان أبو القاسم يعني الشاطبي يقرئ
بالدغام الكبير من طريق السوسي لنه كذلك قرأ انتهى .
وسكون الدغام عارض كسكون الوقف ، فإن كان قبل المدغم
حرف مد أو لين جرى فيه ما يجري في الوقف من القصر والتوسط
ٍ
والمد والشارة بالروم والشمام في غير الباء والميم مع الميم والباء
، وهذا ما نص عليه في النشر وطيبته ، وقال : ل نعلم نصا بخلفه ،
َ
وقد يفهم من كلم الشاطبي لتجويزه الشارة بالروم والشمام ،
واختار بعضهم مد المدغم فقط ، ولكن التسوية بين العارضين أصح
َ
القولين ، وقد أخذنا عن شيخنا حال التلقي قول بعضهم :
وسو بين عارض الدغام
وعارض الوقوف في الحكام
34. وقال الطباخ في تحريره :
وعارض الدغام و الوقف ولو
ّ
في الفتح و التقليل والضجاع سو
والشارة بالروم ل يتأتى معها الدغام الصحيح بخلف الشمام وهو
هنا يكون مقارنا للنطق بالحرف كما في : مالك ل تأمنا على يوسف ،
قال الطيبي :
واشمم هنا مقارنا للحرف
ل بعد لفظه كحال الوقف
وعلى ذكر الدغام يجب أن يلم القارئ بمعناه وفائدته وسببه وشرطه
وموانعه وأقسامه والحروف التي تدغم والحروف التي ل تدغم.
فالدغام هو النطق بالحرفين حرفا مشددا كالتالي .
وفائدته سهولة النطق بالحرفين .
وسببه التماثل والتجانس والتقارب .
وشرطه إلتقاء المدغم بالمدغم فيه خطا ) فيدخل إنه هو ، ويخرج أنا
نذير (
وأن يكون المدغم فيه أكثر من حرف إذا كان الدغام في كلمة
) فيدخل خلقكم ، ويخرج خلقك ( .
وموانعه نوعان : متفق عليها ومختلف فيها ،
فالموانع المتفق عليها أربعة وهي : تنوين الول و تشديده وكونه تا
ضمير غير مكسورة والخفاء قبله نحو غفور رحيم ، و شديد نحبهم ،
35. و مس سقر و الحق كمن ، و كنت ترابا ، و خلقت طينا و فل يحزنك
كفره ، واختص بعض المتقاربين بالسكان قبله نحو : ما خلقكم و
ليحزنك قولهم .
والموانع المختلف فيها خمسة وهي :
)1(
الحرف الفاصل بالجزم أو ما ينوب عنه نحو : يبتغ غير و يخل
لكم و لتأت طائفة و آت ذا القربى ، والمشهور في المتقاربين
ْ
العتداد بهذا المانع فالدغام معه فيهما ضعيف ، قال في الطيبة : )
وفي الجزم انظر فإن تماثل ففيه خلف وإن تقاربا ففيه ضعف (
على أنه اتفقت الطرق الصحيحة كلها على إظهار ولم يؤت سعة
للجزم وخفة الفتحة وشذ إدغامها عن ابن شنبوذ والداجوني وهذا
هو مراد الشاطبي بقوله : وما ليس مجزوما .
)2(
توالي العلل في نحو آل و اللئي يئسن .
)3(
صيرورة المدغم حرف مد بإسكانه كهو ومن .
ٍ
)4(
كسر تاء الضمير في جئت شيئا فريا .
)5(
خفة الفتحة مع عدم التكرار في الزكاة ثم و التورية ثم .
وهذه هي موانع الدغام الكبير الذي هو أحد قسمي الدغام و الثاني
الصغير ، ومتى ارتفع المانع المعتد به ووجد السبب والشرط جاز لدف
)؟( بحسب الرواية ، وقد تكلمنا على أقسام الدغام وجوبا وجوازا
36. وعلى موانع الدغام الصغير كلما وافيا في كتابنا الدروس التجويدية
فليراجع .
وأما ما يدغم وما ل يدغم من الحروف الهجائية فهو خمسة أقسام :
) الول ( ليدغم وليدغم فيه وهو ثلثة أحرف الهمزة واللف والخاء
المعجمة .
) الثاني ( ليدغم ويدغم فيه وهو أربعة أحرف : الطاء والظاء
والصاد المهملة والزاي ، ول يقال أن الطاء تدغم في التاء في أحطت
و بسطت إدغاما ناقصا ببقاء الطباق لن المراد الدغام التام بإسقاط
الحرف وصفته .
) الثالث ( يدغم في مثله فقط وهو ستة أحرف : العين والغين والفاء
والهاء والواو .
) الرابع ( يدغم في جنسه ومقاربه فقط وهو خمسة أحرف : الجيم
والدال والذال والسين والضاد .
) الخامس ( يدغم في مثله وجنسه ومقاربه وهو أحد عشر حرفا :
الباء والتاء والثاء والحاء والراء والسين والقاف والكاف واللم
والميم والنون .
وقد نظمت هذه القسام بقولي :
من أحرف الهجاء سبع ل ترى
وهي اللف والهمز حاء طاء
وليس في الثلثة الوائل
مدغمة في غيرها يا من قرا
َ
والصاد مهمل وزاي ظاء
إدغام حرف أبدا بحاصل
37. وستة في المثل أدغمنها
وخمسة في الجنس أو مقارب
عين وغين واو ياء فاء ها
أدغم فقط تنل جميع المأرب
وتلك شين معجم والذال
والجيم والضاد كذاك الدال
والباء تاء ثاء حاء سين
راء ولم قاف كاف نون
والميم إحدى عشرها أدغمه في
مثل وجنس ومقارب تفي
إل أن الفاء تدغم في مقاربها الباء ، والدال تدغم في مثلها في
الصفير فقط .
قوله تعالى : الصراط و صراط و أصدق ونحوها الشمام فيها عبارة
عن إشراب الصاد صوت الزاي بحيث تنطق بحرف فرعي بينهما
وتحكم ذلك المشافهة .
قوله تعالى : ) ول الضالين ( مد الضالين لزم كلمي مثقل للزوم
ُ
السكون وإدغامه ، والجمهور على مد اللزم مشبعا بدون إفراط وقدر
ِ
بثلثة ألفات وهو أقوى المدود لتحقق سببه واتصاله ، ويليه في القوة
ما ألحق به من تاءات البزي و الصافات صفا و أتمدوني لحمزة
ّ
وأتعداني لهشام وأنساب بينهم لرويس ، ويليها المتصل ثم العارض
ّ
للسكون ثم المنفصل ثم البدل وهو أضعفها ، كما أن اللين العارض
للسكون أقل من حرف المد ، وقد نظمت ذلك فقلت :
أقوى المدود لزم وما لحق
فالمنفصل وأضعف الكل البدل
فالمتصل فعارض السكون ثق
واللين عن مد لعارض نزل
ٍ
38. ويتفرع على هذه القاعدة أنه إذا اجتمع مدان قوي وضعيف ساوى
القوي الضعيف أو عل عنه وساوى الضعيف القوي أو نزل عنه
) مثال ذلك ( اللين والمد العارض للسكون ، والبدل والعارض ،
والمتصل و المنفصل ، وسنوضح ذلك عند أمثلته من اليات .
39. تحرير بين السورتين
إعلم أن قالون وأبا جعفر وعاصما والكسائي وابن كثير يبسملون بين
كل سورتين غير براءة بل خلف ، وأن ورشا وأبا عمرو ويعقوب وابن
عامر لهم البسملة والوصل والسكت بدونها وهذا الذي عليه جمهور
شراح الشاطبية في قوله :
وفيها خلف جيده واضح الطل ،
أي وفي البسملة خلف في إثباتها وحذفها عن أصحاب رمز : كل
جلياه حصل ، مشهور كشهرة ذي العنق الطويل بين أصحاب العناق
القصيرة وهو كذلك في كتب أئمة القراءة وعليه فل رمز في البيت
لحد ،
وإن حمزة و خلفا يصلن بل بسملة قول واحدا من هذه الطرق ، وإن
من لهم البسملة لهم ثلثة أوجه وهي : قطع الجميع ، ووصل الثاني ،
ووصل الجميع ،
ومن لهم البسملة والوصل والسكت بدونها لهم خمسة أوجه الثلثة
المذكورة وهذان الوجهان ، ولحمزة وخلف وجه واحد وهو الوصل بل
بسملة ، وقد نظمت هذه الوجه بقولي :
وبين كل سورة وأخرى
قطع الجميع ثم وصل الثاني
لمن يبسمل ثل ث تقرا
ووصل كل فاتل بالتقان
واسكت وصل بدونها الوصل فقط من له ذلك واحذر الغلط
40. و هذا الحكم بين كل سورتين رتبنا أول كالفاتحة بأول البقرة أو
النساء مثل ، أما إذا وصل آخر السورة بأول كمن يكرر سورة
الخل ص فل بد من البسملة و كذلك إذا وصل آخر الناس بأول الحمد
َ
، وبقي ما لو وصل آخر التوبة بأول نفسها فليس في ذلك إل القطع
بدون بسملة لغير ، وقد بين ذلك العلمة الطيبي بقوله :
وبين سورتين لم ترتبا
ما بين ما رتبنا قد أوجبا
وإن تصل آخرها بالول
لها فللجميع قال بسمل
بسمل فقط الوصل و السكت
وآخر الناس بحمد إن تصل
حظل
أما بين النفال والتوبة فيجوز لجميع القراء ثلثة أوجه وهي : الوصل
بل بسملة ، والسكت بل بسملة ، والوقف بينهما كذلك ، نص على هذا
َ
ابن الجزري وغيره ، ونقل عن بعضهم اختيار الوصل فقط لحمزة لنه
كذلك يصل في غيرها ففيها أولى و الول أولى ، وبالجميع قرأت للكل
وبه أقرئ ، قال الطيبي :
وبين النفال وبين التوبة
للكل قف وصل وجي بسكتة
ِ
) وقلت ( :
وبين النفال و توبة بل
بسملة قفا أو اسكت أو صل
وما تقدم هو الوجه الصول، وتأتي معها أوجه فرعية نظرا لجتماع
العوارض نذكر لك منها أنموذجا تقيس عليه فنقول إذا كان آخر
41. السورة وأول غيرها عارضا منصوبا يتأتى بينهما على التسوية عشرة
أوجه لمن يبسمل ، وبيانها الفاتحة والبقرة : قطع الجميع بقصر
العوارض بالسكون ثم الروم في الرحيم ، ثم توسط الكل ومد الكل ،
وعلى وصل الثاني ثلثة الضالين والمتقين ، وعلى وصل الجميع ثلثة
المتقين فقط ، وللواصل بقراءة بسملة ثلثة المتقين ، وللساكت
بدونها ثلثة الضالين والمتقين ، فمن يزيد الوصل والسكت له ستة
عشر وجها ، وعلى طريقة التفرقة يزيد وجهان وهما روم الرحيم
بقصره حال توسط ومد الضالين والمتقين في قطع الجميع فعليها
للمبسمل إثنا عشر وجها ، ولمن زاد الوصل والسكت ثمانية عشر ،
وليس لحمزة وخلف إل ثلثة الوصل بل بسملة على الطريقتين ، وإذا
كان آخر السورة منصوبا وأول غيرها مرفوعا يتأتى بينهما على طريقة
التسوية واحد وعشرون وجها لصحاب البسملة وخمسة وثلثون وجها
لمن يزيد الوصل والسكت بدونها وبيانها في آخر البقرة بأول آل
عمران إلى القيوم : قطع الجميع بقصر الكافرين والرحيم والقيوم
بالسكون وإشمام القيوم ، ثم روم الرحيم والقيوم ، ثم توسط الجميع
وإشمام القيوم ومد الكل وإشمام القيوم سبعة ، ووصل الثاني بقصر
الكافرين والقيوم بالسكون وروم وإشمام القيوم ثم توسطهما
وإشمام القيوم ، ثم مدهما وإشمام القيوم سبعة ، ووصل الجميع
سبعة القيوم والسكت بل بسملة مثل وصل الثاني والوصل بدونها مثل
وصل الجميع ، وجميعها يتأتى على قصر ميم ا ومدها للكل ، ،
42. وعلى قصر المنفصل ومده وعلى الظهار والدغام وعلى الفتح و
التقليل لصحابها ، وعلى طريقة التفرقة تكون أوجه البسملة أربعا
وثلثين ، ولمن يزيد الوصل و السكت خسمين وهي : قطع الجميع
بالقصر وفيه ثلثة القيوم 3 ، ثم روم الرحيم عليه ثلثة القيوم 3 ، ثم
توسط الكافرين والرحيم والقيوم بالسكون وإشمام القيوم ثم روم
القيوم ، ثم روم القيوم بالقصر حينئذ 3 ، ثم روم الرحيم بالقصر حال
توسط الكافرين والقيوم بالسكون أو إشمام االقيوم بالتوسط أو
رومه بقصره 3 ، ثم مد الكل بالسكون أو إشمام القيوم بالمد أو رومه
ُ
بقصره 3 ، ثم روم الرحيم حال مد الكافرين والقيوم بالسكون أو
ِ
إشمام القيوم بالمد أو رومه بالقصر 3 ، ووصل الثاني بقصر الكافرين
والقيوم مع ثلثة القيوم 3 ، ثم توسطهما بالسكون وإشمام القيوم
ورومه بقصره 3 ، ثم مدهما بالسكون وإشمام القيوم ورومه بقصره
3 ، وعلى وصل الجميع سبعة المرفوع 7 ، وعلى السكت بل بسملة
تسعة مثل وصل الثاني ، وعلى الوصل بدونها سبعة مثل وصل الجميع
، وتتأتى كما سبق ، ول يخفى على الفطن إخراجها لكل راو بحسب
ماله .
وليس لحمزة و خلف غير سبعة المرفوع على كل من قصر الميم
ومدها ، وإذا كان آخر السورة منصوبا وأولها مجرورا كآخر العراف
بأول النفال كان فيهما على كريقة التسوية للمبسملين إثنا عشر وجها
، ولمن يزيد الوصل والسكت عشرون وجها وبيانها : قطع الجميع
43. بأربعة الرحيم والفنفال ، ووصل الثافني ووصل الجميع بأربعة الفنفال و
كذلك السكت و الوصل بدون بسملة ، وعلى طريقة التفرقة ستة عشر
وجها لمن يبسمل وست وعشرون لمن زاد الوصل و السكت وهي :
قطع الجميع بقصر العوارض بالسكون وروم الجرورين ، ثم
توسطهما بالسكون وروم المجرورين بقصرهما 6 ، و كذلك وصل
الثافني و السكت بل بسملة ، وفي وصل الجميع و الوصل بل بسملة
أربعة الفنفال فقط ، ول يخفى تحرير ما بين السورتين إذا كان الرخر
والول سكوفنا أصليا أو عارضا أو طبيعيا أو لزما ، وكذلك إذا كافنا
مختلفين كما ل تخفى مراعاة منع الروم والمشمام في هاء الضمير
على أصح القولين وإن كنا جرينا عليهما في تحرير الحجر بأول النحل
إبى تستعجلوه .
وقد وضعت جدول يبين جميع ما يأتي بين كل سورتين بالطريقتين
وإفنك لو لحظت ما يبينه لك في المثلة المتقدمة لقدرت على استخراج
جميع الوجه المرقومة في الجدول لكل سورتين ، وها هو :
) جدول تحرير بين السورتين بطريقتين (
آرخر
أول
47. مجرور
71
12 62 03
مرفوع
42
منصوب
الكوثر بالكافرون
03
63 24
73
القمر بالرحمن
73
83
مجرور
الرخلص بالفلق
83
) وقد تكفل كتابنا قرة العين ببيان جميع هذه الوجه المرقومة في
هذا الجدول ( .
قوله تعالى : ) لريب فيه هدى للمتقين ( لو وقفت على ل ريب
ثم وقفت على المتقين كان لك فيهما ستة أوجه وهي : قصر
اللين مع تثليث المتقين ، ثم توسط اللين مع توسط المتقين
ومده ثم مدهما ، ولو تقدم العارض على اللين كان لك ستة
َ
أيضا وهي : على قصر العارض قصر اللين فقط ، وعلى
ُ
توسط العارض توسط اللين وقصره وغبى مد العارض مد
ِ
48. اللين أو توسطه أو قصره ، قال ابن الجزري في كلمه على
فنحو الليل والخوف : والتحقيق في ذلك أن يقال أن هذه الثلثة
أوجه لتسوغ إل لمن ذهب إلى المشباع في حروف المد من
هذا الباب ، وأما من ذهب إلى القصر فيها فل يجوز له إل القصر
فقط ، ومن ذهب إلى التوسط فيها فل يسوغ له هنا إل التوسط
والقصر سواء اعتد بالعارض أو لم يعتد ول يسوغ له هنا إمشباع
، ولذلك كان الرخذ به في هذا النوع قليل افنتهى ، وأمشار إلى
ذلك في الطيبة بقوله : وفي الليت يقل طول .
وقد فنظم المنصوري أوجه تقدم العارض على اللين فقال :
وكل من أمشبع فنحو الدين
ثلثة يجري بوقف اللين
ومن يرى قصرا فبالقصر اقتصر
ومن يوسطه يوسط أو قصر
وفنظم المبهي أوجه تقدم اللين على العارض بقوله :
وكل من قصر حرف اللين
ثلثة يجري بنحو الدين
وإن توسطه فوسط أمشبعا
وإن تمده فمد مشبعا
وإذا كان فيهما أو في أحدهما روم أو إمشمام كادت أوجههما
على ستة ول تخفى على الفطن ، وإذا وقفت على فنحو هدى
من كل مقصور منون أملته من يمل صغرى أو كبرى ، وفتحته
لمن يفتح ، أما الخلف الذي حكاه الشاطبي بقوله : وقد
فخموا التنوين وقفا ورققوا إلخ .. فهو رخلف فنحوي لأدائي ،
وأصله أن علماء الصرف لهم في الوقف على المقصور المنون
49. ثلثة أقوال ، الول : أن ألفه ألف قصر مطلقا فيرقق أي يمال ،
والثافني : أفنها مبدل من النتوين مطلقا فيفخم أي يفتح ، والثالث
: أفنها مبدلة في النصب وألف قصر في الرفع والجر فتفتح في
النصب وتمال في الباقي ، ولم يصح ذلك عن أئمة القراء كما
وضحه ابن الجزري في فنشره وأمشار إليه في طيبمه بقوله : وما
بذي التنوين رخلف يعتلى بل قبل ساكن بما أصل قف اه ، وقد
ِ
ضبط المنون والممال في القرآن فوجد سبعة عشر كلمة
جمعها بعضهم بقوله :
ول تمل من المنوفنات
إل حروفا ذات قصر تاتي
غزا مصلى ومصفى مفترى
طوى ربا سطى سدى فتى قرى
مثوى مسمى وإذا مولى هدى ضحى عمى سبع وعشر فاعددا
وأمليت هدى لفنقلب ألفها عن ياء ، و هذا أحد أسباب المالة
الثمافنية وهي :
)1( كسرة موجودة في اللفظ مثل بارئكم و إفناه و آفنية ،
)2( عارضة في بعض الحوال مثل رخاف و طاب فإفنها تؤول
إلى رخفت و طبت ،
)3( ياء موجودة في اللفظ مثل محياي و رخطايا ،
)4( افنقلب اللف عن ياء مثل هدى و امشترى ،
)5( مشبه الفنقلب عن ياء مثل حبلى ،
)6( مشبه مشبه افنقلب عن الياء مثل موسى و يحيى ،
50. )7( مجاورة إمالة وهو ما يكون للتناسب كرؤوس الي مثل
الضحى و سجى أو المسمى بإمالة المالة كإمالة ألف
فنصارى و يتامى لدوري الكسائي من طريق الضرير ،
)8( ألف مرسومة ياء كحسرتى وأفنى ، وكلها ترجع إلى الكسرة
أو الياء والمالة والتقليل والفتح لغات فصيحة عربية ، وفائدة
المالة سهولة النطق و المشعار بالصل .
قوله تعالى ) والذين يؤمنون با أفنزل إليك وما أفنزل من قبلك ..
إلى .. هم المفلحون ( فيها لقالون أربعة أوجه وهي : قصر
المنفصل ومده وعلى كل منهما سكون وصلة في ميم الجمع
رويت كلها من طريق أبي فنشيط ، وأطلق الخلف فيها في
الشاطبية ، وقرأت بها وبها أقرئ ، وإذا ولي الميم همزة قطع
عوملت في الصلة معاملة المنفصل فيكون فيها وحدها حينئذ
ثلثة أوجه ، وهي الصلة بالمد و القصر والسكون ، وقد فنظمت
الجميع فقلت :
إذا ميم جمع يتلها فنحو ما أتى فسكن وصل واقصر ومد في
الكل
وإن عكس ذا سكن على القصر ثم صل
ِ
ْ
ٍ
وكل على مد
لقالون ذي الفضل
وإن يتلها همز فسكن وصل لها
أصلي
بقصر ومد مثل منفصل
51. وفيها لورش إبدال الهمز الساكن في يؤمنون لفنها فاء كلمة وقد
ضبط بعضهم الحروف االتي تأتي بعدها الهمزة فاء والكلمات
التي تبدل والممنوع إبداله فقال :
يبدل ورش بعد ست تسبق
ٍ
بشرط أن يكون ما أبدله
وبعد همز الوصل كالذي اؤتمن
تب فرو دم يأتيك فنور مشرق
ُ
ْ
فاء للفظ ربنا أفنزله
وبئس و الذئب و بئر يا فطن
وأبدل واوا له من همزة
ِ
مفتوحة فاء وبعد ضمة
فنحو يؤيد و مؤجل ول
تبدل فؤدا لؤلؤا فنلت العل
وما يجي من جملة اليوا فل
يبدله كن عالما محصل
و بما أفنزل مده المنفصل لفنفصال سببه عن مشرطه جائز
لرختلف القراء في مده وقصره ، و أولئك مده متصل واجب
لجماع القراء على مده ، والقصر في المنفصل عبارة عن
تحقيق النطق بحرف المد دون زيادة عليه ، وقدر بألف واحدة
ويعبر عنه بالطبيعي ، والمد هو الزيادة على ما ذكر ، والقراء
متفاوتون بالمد على حسب مذاهبهم في التحقيق والترتيل
والحدر ، فأطولهم مدا ورش وحمزة ، وقدر بثل ث ألفات
ودوفنهما عاصم وقدر بألفين وفنصف ثم ابن عامر والكسائي
ورخلف وقدر بألفين ، ثم ابن كثير والبصريان وأبو جعفر وقدر
بألف وفنصف ، فهي أربع مراتب ذكر في التيسير وغيره ، ومشى
عليها كثير من القراء والمقرئين ، وبعضهم ل يرى في المد إل
52. مرتبتين طولى لورش وحمزة وقدرها ثل ث ألفات ووسطى
وقدرها ألفان سواء ذلك في المتصل و المنفصل وهو ارختيار
الشاطبي رحمه ا تعالى ، ) إن قلت ( من أين تأرخذ للشاطبي
بذلك مع أفنه أهمل في القصيدة ذكر تفاوت المد ولم ينبه عليه ،
والمرتبتان رخلف التيسير ، قلت من السماع الصحيح المتلقى
بالسند فقد فنقل الجعبري عن السخاوي أن الشاطبي كان يقرئ
برتبتين طولى ووسطى فقط ، وأفنه عدل عن المراتب الربع
لفنها ل تتحقق ول يمكن التيان بها كل مرة على قدر السابقة
بخلف المرتبتين فإفنهما تتحققان ويمكن ضبطهما وتتيسران
على النبيه والغبي ، أما كوفنهما رخلف التيسير فهذا ل يضر لفنه
رخلف إلى أقوى ، على أن المحقق افنتصر لهما وعزاهما إلى
كثير من أئمة المحققين ، قال في فنشره : وهو الذي استقر
عليه رأي المحققين من أئمتنا قديما وحديثا وذكر كثيرين منهم :
ابن مجاهد والطرسوسي وغيرهما وقال عنهم أفنهم لم يذكروا
من سوى القصر غير مرتبتين طولى ووسطى ، وقال : وهو
الذي أميل إليه وآرخذ به غالبا وأعول عليه افنتهى .
بقي كيفية التحرير بين المتصل والمنفصل حين اجتماعهما من
أربع مراتب وهاكه موضحا :
إذا اجتمع منفصل ومتصل متوسط أو متطرف موصول وسبق
المنفصل ، فمن له قصر المنفصل ) وهو قالون وابن كثير
53. والبصريان وأبو جعفر ( له في المتصل المد ثلثا وأربعا
ولقالون والدوري مد المنفصل ثلثا مع مد المتصل ثلثا وأربعا ،
ِ
ُ
ولبن عامر والكسائي ورخلف مد المنفصل والمتصل أربعا على
ُ
التساوي لغير ، ولعاصم مد المنفصل أربعا مع مد المتصل
ِ
ُ
أربعا ورخمسا الثامن مدهما رخمسا ، ولورش وحمزة مدهما
ستا لغير ، فإذا كان المتصل متطرفا موقوفا عليه جاز للجميع
مد المتصل ستا فنظرا لسكون الوقف ، ويجري فيه المشمام في
ُ
جميع مراتبه ويكون رومه كحال وصله كما قال العلمة الطباخ .
ستا ويجري حكم وصل إن
وواقفا لقدر مد الوصل ضم
ُ
ِ
ترم
وتوضيح تحريرهما حينئذ ، إن قصر المنفصل جاز في المتصل
مد ثل ث وأربع وست ، وإن مد المنفصل ثلثا مد المتصل ثلثا
َ
َ
ُ
َ
وستا ، وإن مد المنفصل أربعا مد المتصل أربعا وستا ، وإن مد
َ
َ
المنفصل رخمسا مد المنفصل رخمسا وستا ، وإن مد المنفصل
َ
َ
ستا مد المتصل ستا لغير ، وإليك توضيح ما يتأتى فيهما من
َ
الوجه للجميع من أربع مراتب ومن مرتبتين في قوله تعالى )
وإذا قيل لهم آمنوا .. إلى .. السفهاء ( فلقالون ومن معه قصر
المنفصل عليه مد المتصل ثلثا وأربعا مع السكون والروم
ُ
والمشمام ،ومده ستا بسكون وإمشمام فقط فهي ثمافنية ، ويزيد
قالون والدوري مد المنفصل ثلثا عليه مد المتصل ثلثا بسكون
ُ
َ
54. وروم وإمشمام ومده ستا بسكون وإمشمام فقط ، ومد المنفصل
أربعا عليه مد المتصل أربعا بسكون وروم وإمشمام بسكون
َ
وروم وإمشمام ومده ستا بسكون وإمشمام لغير فتتم الوجه
حينئذ ثمافنية عشر ، فإذا كان المتصل مجرورا امتنع المشمام
وكافنت الوجه أحد عشر ، وفي المنصوب سبعة لغير إذ لروم
فيه ول إمشمام .
ولبن ذكوان والكسائي ورخلف رخمسة أوجه في المرفوع وهي
: مد المنفصل أربعا عليه مد المتصل أربعا بسكون وروم
ُ
ُ
وإمشمام ومده ستا بسكون وإمشمام ، وفي المجرور ثلثة وفي
المنصوب اثنان ، ولعاصم عشرة أوجه وهي مد المنفصل أربعا
ُ
عليه مد المتصل أربعا بسكون وروم وإمشمام وستا بسكون
ُ
وإمشمام فقط ، ومد المنفصل رخمسا عليه مد المتصل رخمسا
َ
بسكون وروم وإمشمام وستا بسكون وإمشمام ، ومنع الروم حال
مد المتصل ستا لفنه كالوصل ، ول يوصل المتصل بست هؤلء ،
ِ
ولورش ثلثة فقط وهي مدهما ستا بثلثة لغير ، وإلى ذلك
أمشار العلمة الطباخ بقوله :
وذو اتصال وافنفصال سو أو
ّ
وإن يمد قدر ما به افنفرد
ُ
زد ما به افنفراد آرخر رأوا
ِ
فأزجه الثافني جميعها تعد
وقد أوضحنا من النشر فيهما لحفص من كتابنا ) تيسير المر لما
زاده حفص من طريق النشر ( فارجع إليه وقس الباقين عليه .
55. ولهشام رخمسة أوجه وهي : مد المنفصل أربعا عليه في
ُ
المتصل قصر وتوسط ، ومد بالبدال وروم بالتسهيل بالقصر
والتوسط ، ولحمزة رخمسة أيضا : مد المنفصل ستا عليه في
ُ
المتصل ثلثة البدال والروم بالقصر والمد اه .
كل ذلك من الوجه الجائزة وجميعها مأرخوذ من القواعد
ومنصوص عليه في النشر وغيره .
قوله تعالى ) أأفنذرتهم ( كل من له إدرخال حرف مد بين
ٍ
الهمزتين فإفنما يمد قدر ألف واحدة ، وما ورد من زيادة المد
فيه عن هشام ضعيف ل يقرأ به ، والمد بمقدار اللف هنا
ُ
يسمى مد الحجز وهو أحد ألقاب المد العشرة ، وباقيها مد
ُ
العدل وهو اللزم لفنه يعدل الحركة ، ومد التمكين وهو
المتصل كأولئك للتمكن من تحقيق الهمز ومد البدل كآدم لفنه
يبدل من الهمز ، ومد الروم فنحو هأفنتم لمن يسهل لفنه يروم
الهمزة ، ومد الفرق مثل آلله أذن للفرق بين الستفهام والخبر ،
ومد البنية فنحو زكرياء بالمد لبيان بنية الممدود والمقصور وفنحو
دعاء وفنداء فإن الكلمة فيها بنيت على المد ، ومد البسط أو
الفصل وهو المنفصل لفنه يبسط االصوت بين الكلمتين ، ومد
المبالغة فنحو لإله إل ا للمبالغة في فنفي اللوهية عن غير ا
، ومد الصل وهو الطبيعي ، وقد جمعت هذه اللقاب في
قولي :
56. الحجز والعدل والتمكين
للمد عشرة ألقاب أفيدكها
والبدل
بسط مبالغة والصل قد
ومد روم وفرق بنية وكذا
فنقلوا
والكسائي وهشام يشمان كسر قيل ضمة وليس لهما في قيل
وقيله إل إرخلص الكسر .
قوله تعالى ) وعلى أبصارهم غشاوة ( أمال الكسائي وقفا ما
قبل هاء التأفنيث من حروف التهجي ما عدا اللف في قول وما
عدا حروف الستعلء وحاع وحروف اكهر بعد فتح وضم في
قول آرخر ، ولم يمل اللف اللينة أصل كالحياة ، ووضح ذلك
بعضهم بقوله :
لذود مشمس لدى هاء
من غير رخلف أميلت زينب فجثت
الوقوف يرى
كذاك اكهر بعد الياء إن سكنت
أو كسرة وسكون بعدها
جبرا
والخلف في العلو مع حاع له ذكروا
وبعد فتح وضم
اكهر امشتهرا
واستثن من رخص ضغط قظ حما ألفا
رخلف له ذكرا
فالفتح فيها بل
57. قوله تعالى ) ومن الناس .. إلخ ( ذكر الشاطبي الخلف في
إمالة الناس عاما لبي عمرو بقوله – ورخلفهم في الناس في
الجر حصل ، ولكن المنقول عنه توزيع الخلف بين الراويين ،
فللدوري المالة فقط ، وللسوسي الفتح فقط وهو الذي أرخذفناه
، على أن صاحب النشر لم يذكر الخلف لغير الدوري .
وللزرق في مد البدل في آمنا و الرخر ثلثة أوجه : القصر
ِ
والتوسط والمد ، ول فرق بين المحقق والمغير فقد أطلق
المذاهب فيهما الشاطبي وغيره ، وكل من له مذهب في البدل
لم يفرق بينهما ، فقول الشيخ مشلبي في تحريره أن قصرالمغير
مذهب ل يتمشى إل إذا كان مع قصر المحقق ، لن المذاهب
فيها ثلثة كما علمت ، أما قصر المغير مع توسط المحقق أو
مده فيأتي على قاعدة تغير السبب والعتداد بالعارض عند من
يعتد به وتكون الوجه حينئذ رخمسة وهي : قصرهما ثم توسط
ِ
المحقق مع توسط المغير وقصره ثم مد المحقق مع مد
ُ
المغير وقصره .
قال ابن الجزري في فنشره : وتظهر فائدة الخلف في ذلك في
فنحو ) من يقول آمنا بالله واليوم الرخر ( فمن لم يعتد بالعارض
َ
ساوى بين آمنا و الرخر قصرا وتوسطا ومدا ، ومن اعتد به مد
وتوسط في آمنا وقصر في الرخر ، ولكن العمل على عدم
58. العتداد بالعارض في الباب كله سوى مااستثني من ذلك فيما
تقدم وبه قرأت وبه آرخذ ولأمنع العتداد بالعارض افنتهى .
قوله تعالى ) وإذا لقوا الذين آمنوا .. إلى .. مستهزئون ( لفظ
مستهزئون بدل وصل ومد عارض للسكون وقفا ، ومعلوم أم
مد العارض أقوى من البدل ففيهما لورش ستة أوجه فنص عليها
َ
َ
في النشر بقوله : إذا وقفت لورش من طريق الزرق على فنحو
يستهزئون و متكئون و مآب فمن روى عنه المد وصل وقف
كذلك ، سواء اعتد بالعارض أم لم يعتد ، ومن روى عنه
التوسط وصل وقف به إن لم يعتد بالعارض وبالمد إن اعتد به ،
ومن روى القصر كأبي الحسن بن غلبون وابن بليمة وقف كذلك
إذا لم يعتد بالعارض وبالتوسط أو المشباع إن اعتد به ، افنتهت
عبارته ، وقد فنظمت ذلك فقلت :
وإن توسط وسطا
ثلث كمستهزئون مع قصر البدل
وامدد تجل
وقف لورش ستة فنلت المل
وإن تمد امدده لغير لدا
وليس ذلك مخصوصا بعارض السكون الذي فيه همز بل هو
عام في جميع المد العارض لكوفنه أقوى من البدل كما علمت
وفنبه على ذلك العلمة الطباخ في تحريره فقال :
في الوقف أو عارض وقف
وحرف مد حرف لين إن تل
ٍ
بدل
59. فليأت فيس الثان الذي في الول وزده ما عنه عل إن يقبل
ومثل أول مع الدفنى أتى
في الثان مع عكس فصارت ستتا
قوله تعالى ) ويمدهم في طغيافنهم يعمهون ( ارختص بإمالة
طغيافنهم الدوري عن الكسائي ول تقليل فيه لورش .
قوله تعالى ) إن ا على كل مشئ قدير ( يفهم من قول
الشاطبي – وعن حمزة في الوقف رخلف .. إلى و مشئ و مشيئا
لم يزد – أن رخلفا ارختلف عنه في السكت على المفصول فنحو
لهم آمنوا ولم يختلف عنه في السكت على أل و مشئ ، وأن
رخلدا ارختلف عنه في سكت أل و مشئ ولم يختلف عنه في عدم
سكت المفصول ، وقد أوضح ذلك بعضهم بقوله :
و مشئ و أل بالسكت عن رخلف بل
رخلف وفي المفصول
رخلف تقبل
ورخلدهم بالخلف في أل و مشيئه
ول سكت في
المفصول عنه فحصل
ولحمزة وهشام في الوقف على مشئ النقل و الدغام وكلهما
مع السكون أو الروم لكوفنه مجرورا فتصير أربعة أوجه ، ويزيد
في المرفوع المشمام فيهما ففيه ستة ، والحذف اتباعا للرسم
متحد مع النقل بالسكون فل يعد وجها لفندراجه فيه ، وفي
المنصوب النقل و الدغام فقط ، وقد فنظم العلمة المرادي
أوجه المرفوع فقال :
60. في مشئ المرفوع ستة أوجه
وكلهما معه ثلثة أوجه
فنقل و إدغام بغير منازع
والحذف مندرج فليس بسابع
وزاد بعضهم أوجه المجرور والمنصوب فقال :
ويجوز في مجرورها هذا سوى
إمشمامه فامنع لمر مافنع
والنقل والدغام في منصوبها لغير فافهم ذاك غير مدافع
قوله تعالى ) فسواهن سبع سموات وهو بكل مشئ عليم ( لو
وقف يعقوب على فسواهن وعلى هو و هي بهاء السكت
فقط من طريق الدرة ، وكذلك لو وقف على ياء المتكلم
المشددة فنحو إلي و علي و مصررخي ، وله في الوقف على ما
الستفهامية المجرورة فنحو لم و بم و فيم هاء السكت وعدمها
ِ
، هذا ما قرأت به من طريق الدرة وفنص عليه مشارحها الرميلي
وأفتيت به وأرخذت عليه رخطوط مشيخة مقارئ السكندرية سنة
6131هجرية .
قوله تعالى ) هؤلء إن كنتم صادقين ( اجتمع في هؤلء مدان
منفصل ومتصل ، وقد أسلفنا مراتب مدهما عند ممن يحقق
الهمزة ، وبقي أن من غير همزة المتصل وصل بتسهيل أو
حذف يجوز له القصر والمد فيه عمل بقول الشاطبي ) وإن
حرف مد قبل همز مغير .. إلخ ( وأن المد أولى من القصر عند
ٍ
قالون لبقاء أثر السبب عكس أبي عمرو لعدم أثره كما قال في
الطيبة ) والمد أولى إن تغير السبب وبقي الثر أو فاقصر أحب (
61. ، ولقالون والدوري فيهما ثلثة أوجه : قصر هاء مع قصر ومد
أولء ، ثم مدهما لغير ، ول يجوز قصر المتصل المغير
بالسقاط مع مد المنفصل لفنه لو قدر منفصل ساوى غيره وإن
ِ
قدر متصل تعين مده ، وتجري الوجه الثلثة فيما لو تأرخر
المنفصل عن المتصل المغير فنحو ) ويمسك السماء أن تقع
ِ
على الرض إل بإذفنه إن ا بالناس لرؤوف رحيم ( فعلى مد
السماء أن قصر ومد في بإذفنه إن ، ثم قصرهما ، ولقنبل
وجهان تسهيل الثافنية بين بين وإبدالها مدا طويل للساكن ملحقا
باللزم . ولورش ثلثة أوجه وهي : وجها قنبل ، والثالث إبدالها
ياء مكسورة رخفيفة ، وليس للزرق في إبدالها ياء ساكنة مدية
ثلثة البدل بل له المد الطويل فقط كما قال الطيبي :
وآرخر الهمزين حيث أبدله
مدا فل تأتي الوجوه فيه له
أي وجوه البدل ، ومثل هؤلء إن البغاء إن أردن بالنور لورش ،
إل أن إبدالها مدا يجوز القصر والمد لتغير السبب بالنقل ، وفي
جمع هؤلء إن لورش مع البدل قبلها إلى صادقين يتأتى ثمافنية
عشر وجها وهي ستة على قاعدة اجتماع البدل والعارض في
كل منها ثلثة هؤلء إن وهذا هو التحقيق ، أما قول السقاطي
أفنها سبع وعشرون فهو تساهل ل يصح إذ ل يقصر العارض مع
مد البدل أو توسطه . وفيها لقالون ثلثة هؤلء إن مع السكون
ِ
أو الصلة ، وعلى كل ثلثة صادقين فهي ثمافنية عشر أيضا ،
62. وليخفى ما للباقين إلى صادقين . ولحمزة في الوقف على
هؤلء ) وليس محل وقف ، والذي يسوغ الوقف عليه هو ول
إلى هؤلء بالنساء ( ثلثة عشر وجها وهي تحقيق الهمزة
الولى بالمد رخمسة الرخيرة وهي : ثلثة إبدالها ووجها تسهليلها
بالروم ثم تسهيل همزة ها بقصر ومدها وعلى كل رخمسة
الرخيرة المتقدمة ، ويمتنع حينئذ وجهان وهما : روم الرخيرة
بالمد مع قصر الولى والعكس ، وحكي إبدال الولى واوا مع
القصر والمد فتكون الوجه بذلك رخمسة وعشرين ، والصحيح
ماذكرفنا ، وقد فنظمته فقلت :
في هؤلء إن تقف لحمزة
ثل ث أوجه أتت مع عشرة
وهي إذا حققت ما توسطا
فاقصر مطرفا ومد موسطا
ورم على القصر ومد وإذا
سهلت ما توسط المد رخذا
والقصر فيه وعلى كل أتى
ماجاء في التحقيق لكن أثبتا
منعا لروم إن قصرت ها بمد وإن مددت المنع بالقصر ورد
ولهشام تسهيل المتطرفة فقط بأوجهها الخمسة له .
قوله تعالى ) وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لدم .. إلى .. الكافرين
( هذه الية مثال لجتماع البدل وذات الياء لورش فله فيها من
الحرز أربعة طرق وهي : قصر البدل بفتح ذات الياء ، وتوسطه
بتقليلها ، ومده بفتحها وتقليلها ، وتجري هذه الربعة أو عكس
الترتيب بتقدم ذات الياء على البدل ، فعلى فتحها قصر ومد
63. البدل ، وعلى تقليلها توسط ومد ، ومثالها ) أولئك الذين امشتروا
الحياة الدفنيا بالرخرة ( فل فرق بين المغير والمحقق وهو
المعتمد ، ول يتأتى تقليل ذات الياء على قصر البدل من جميع
طرق الحرز فتحها مع التوسط بل هو طريق النشر ، فنقل ذلك
العلمة سلطان وأيده بما فنقله عن العلمة عثمان الناصري ،
قال أفنشدفني لنفسه مشيخنا العلمة محمد الجزري قوله :
وقلل مع التوسط
كآتى لورش افتح بقصر بقصر ومده
والمد مكمل
لحرز وفي التلخيص فافتح ووسطا
وقصر مع التقليل لم يك
للمل
قال صاحب التحاف : وقوله وقصر مع التقليل إلخ .. تصريح
بمنع الطريق السادس وهو قصر البدل مع التقليل فل يصح من
طريق الكتابين ، لن كل من روى القصر في البدل لم يرو
التقليل ، افنتهى ، فإذا اجتمع المغير والمحقق مع ذات الياء كآية
) ولقد آتينا موسى تسع آيات ( لم تزد الوجه عن أربعة على
عدم العتداد بالعارض ، فإن اعتد به كافنت الوجه رخمسة وهي
قصر المحقق مع فتح ذات الياء وقصر المغير ، ثم توسطهما
مع التقليل ، ثم مدهما مع الفتح ثم مد المحقق مع الفتح
ُ
وقصر المغير ثم مدهما فقط مع التقليل ،
64. فإذا اجتمع مع المحقق والمغير وذات الياء لين كآية ) وليست
التوبة للذين يعملون السيئات .. إلى خيرا كثيرا ( كانت الوجه
سبعة وهي : قصر اللين مع توسط اللين و الفتح ثم توسط
الجميع والتقليل ثم مد المحقق مع مد المغير مع توسط ومد
ِ
ُ
اللين وعلى كل فتح وتقليل ثم مد المحقق مع قصر المغير
ُ
والفتح وتوسط اللين فقط ، وأجاز اليمني الفتح على توسط
البدل ، وتساهل قوم فأجازوا التقليل على قصر المغير على
العتداد بالعارض واعتباره ساقطا ، وبذلك تزيد الوجه و
التحقيق ما قدمناه ، وقد نظمت أحوال البدلين واللين وذات
الياء بقولي :
محقق أوجه اعلما
وفي مغير إذا تقدما
أو إن تمد سو واقصر تفصل
ّ
أقصرهما وإن توسط أول
والعكس إن تقصر فثلث ثاني وسو في الباقي وخذ بياني
ّ
ذي اليا وفي التوسيط والمد
وعند قصر يمنع التقليل في
عرف
جوازه لليمني والفتح مع
توسط سلطان عنهم قد منع
وإن يكن بعدهما لين أتى
ومع هذا ذات ياء أثبتا
فيه على القصر توسط وفتح
ووسط الكل بتقليل رجح
في ذات ياء وبمد حصل
واللين وسطه أو امدد في كل
ِ
وإن تمد قاصرا مغيرا
فافتح موسطا فسبعة ترى
65. ) تنبيه ( طريقة اليمني لتوافق طريقة الحرز فلذا أهملناه .
قوله تعالى ) فمن اتبع هداي ( اختص بإمالة هداي الدوري
عن الكسائي وقلله ورش بخلفه ، وضابط ما يقلله ورش من
ذوات الياء أن كل ما أماله الشيخان أو اختص به الكسائي يقلله
الزرق بخلفه إل الربا و مرضاة و مشكاة و أو كلهما ، فإنه
يفتحها ل غير حيث وقعت ، وقد نظمت ذلك فقلت :
وما أميل من ذوات الياء
لحمزة ومعه الكسائي
أو الكسائي وحده فالزرق
للفتح و التقليل فيه مطلق
ل الربا مرضات مشكاة كل
فما بغير الفتح فيها قد تل
قوله تعالى ) واتقوا يوما .. إلى عظيم ( اجتمع فيه لورش اللين
و البدل وبه في ذلك أربعة طرق وهي : توسط اللين عليه ثلثة
البدل ثم مدهما ، و كذلك إذا تقدم البدل على اللين كآية ما
ننسخ .. إلى قدير ، ويكون ترتيبها هكذا : قصر البدل مع توسط
اللين ثم توسطهما ثم مد البدل مع توسط اللين أو مده ، وقد
ُ
ضبط الحالتين بعضهم بقوله :
وبدل فاقصر ووسط لينا
ووسطهما تحز يقينا
ومد أول وخذ في الثاني
وجهان صاح تحظ بالماني
وسط للين ثلثن البدل
وامددهما معا تنال المل
قوله تعالى ) وإذ وعدنا موسى ( يقلل أبو عمرو كل ماجاء من
لفظ فعلى مثلث الفاء نحو موسى و عيسى و سلوى ، وقد