تُعد مرحلة الطفولة مرحلةً هامةً وحاسمةً في حياة الفرد، ففيها تنمو شخصيته وتتشكل وتبرز ملامحها في جميع جوانبها الجسمية والعقلية والوجدانية والخلقية، وفي هذه المرحلة؛ يتحدد بشكل كبير مدى السواء أو الاضطراب في شخصيته؛ إذ تعتبر الطفولة مرحلة محددة لما سيكون عليه الشخص في بقية المراحل. ومشكلات الطفولة متنوعة ومتعددة ويجب الوقوف عليها وعلى أسبابها وطرق علاجها؛ حتى يستفيد الآباء والمربون منها لتقويم سلوك أبنائهم، وتتعدد المشاكل السلوكية التي تواجه الطفل وفقًا لمجموعةٍ من العوامل التي من الممكن أن تكون عوامل جسدية أو عوامل نفسية أو عوامل أسرية داخل الأسرة أو مدرسية، وكل مشكلة من هذه المشاكل لها مجموعة مختلفة من الأسباب التي تجمعت معًا لتنتج هذه المشكلة. كل مشكلة من هذه المشاكل لها أسلوب وطرق معينة للتعامل معها ومع الطفل ليستطيع الأهل حلها. أحيانًا يلاحظ الأهل أن سلوك طفلهم قد تغير، وأن حالته النفسية أصبحت متقلبة، ولكنهم لا يعرفون إن كانت مجرد فترة وجيزة وسوف تنقضي تبعًا للمرحلة التي يمر بها، أم أنها تحتاج إلى استشارة طبيب معالج للطفل، خاصةً إذا كان هذا الطفل هو الأول لهم، وللتأكد من أنها مشكلة؛ لابد من علاجها نظرًا لأهمية الطفولة كحجر أساس لبناء شخصية الإنسان مستقبلًا، وبما أن لها دور كبير في توافق الإنسان في مرحلة المراهقة والرشد؛ فقد أدرك علماء الصحة النفسية أهمية دراسة مشكلات الطفل وعلاجها في سن مبكرة قبل أن تستفحل وتؤدي لانحرافات نفسية وضعف في الصحة النفسية في مراحل العمر.