SlideShare a Scribd company logo
1 of 55
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫البحاث الصوتية التجويدية‬

‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫باحث في علم الصوات التجويدية‬

‫5241 هـ 5002 م‬

‫1‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫الفهرست‬

‫1. مدخل لهذا البحث‬
‫الفصل الول :‬
‫1. التعريف بالشفتين مخرج صوت الميم‬
‫2. أهمية دور الشفتين في أصوات الكلم‬
‫3. التعريف بالمجــرى الخيشــومي مخرج صـفة الميم‬
‫4. الميم صــوت شفــوي خيشــومي مجهــور مرقــــق‬
‫5. مخرج صوت الميم من نصفين شفـوي وخيشــومي‬
‫6. صفات صوت الميم من نصفين شــــــديد ورخـــــــو‬
‫7. شـــــــروط النطــــق بصوت مـيــم خالصـــــة كاملة‬
‫8. التعريف بالقـلـــــــــب والخـــــفاء الشـفــــــــــــوي‬
‫الفصل الثاني :‬
‫1. القائلون بإظهار المـــــــــيم الساكنة وإخفائها قديما‬
‫2. القلب يســــــــمى قـــــديمـــــا بــــالبــــــــــــــــدال‬
‫3. الخفاء الشفوي يســـــــــمى قديما بالدغام الناقص‬
‫4. القائلون بإطباق الشفتين على الميم الساكنة المخفاة‬
‫الفصل الثالث :‬
‫1. نصــوص الئمـة القـدماء والمحـدثيـن القائلون بالطبــــــاق‬
‫2. الحافظ أبو عمرو البصري أحد القـراء ال سبع قال بالطـبـــاق‬
‫ّ‬
‫3. الحافظ طاهــر بن غلبون شيخ الداني ومكـ يّ قال بالطبـــاق‬
‫4. الحافظ أبو عمرو الداني الندلسي في مصنفاته قال بالطباق‬
‫الحافظ عبد الوهاب‬
‫‪.e‬‬
‫القرطبي معاصـر للـداني قال بالطبــــاق‬
‫6.‬
‫7.‬
‫8.‬
‫9.‬

‫الحافظ‬
‫الحافظ‬
‫الحافظ‬
‫الحافظ‬

‫الشاطبــي الندلـسي شيخ السخــاوي قال بالطبـــاق‬
‫علم الدين السخــاوي تلميـذ الشاطبـي قال بالطبــاق‬
‫أبو جعفر بن الباذش في كتابه القناع قال بالطبــاق‬
‫أبو شامة المقدسي تلميذ السخـــاوي قال بالطبــــاق‬

‫2‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫01. الحافظ بن الجزري في نشره ومصنفاته قال بالطبـــاق‬
‫11. الحافظ المام الــنويــري شــارح الطـيبة قال بالطبـــــاق‬
‫21. الشيخ مل على قــارئ فــي المنـح الفكـرية قال بإطبـــاق‬
‫31. الشيخ محمـد بن يالــوشة شيخ قراء تونس قال بالطباق‬
‫41. الشيخ إبراهيـــم المـارغني مفتي المـالكية قال بالطبـاق‬
‫الشيخ ناصر الدين محمد بن‬
‫‪.o‬‬
‫سالم الطبلوي قال بالطباق‬
‫61. الشيخ أحمد بن محمد البنا صاحب التحاف قال بالطباق‬
‫71.‬
‫81.‬
‫91.‬
‫02.‬
‫12.‬

‫الشيخ القسطلني في الللــئ السنيــة قال بالطباق‬
‫الشيخ محمد المتولي شيـخ الضبـاع قال بالطبـــاق‬
‫الشيخ الضـبـاع فـي كتابه الضــاءة قال بالطبـــاق‬
‫الشيخ محمد مكي نصــر الجريســـي قال بإطبـــــاق‬
‫د/ غانم قدوري الحمد شيخ المحققين قال بالطباق‬

‫22.‬
‫32.‬
‫42.‬
‫52.‬
‫62.‬

‫الشيخ أحمــد بن عبد العـزيــز الزيات قال بالطباق‬
‫الشيخ الدكتور أيمـــن رشــدي سـويد قال بإطبـــاق‬
‫شيخي الدكتور يحيـي الغــوثانــي قال بالطبـــــــاق‬
‫قرار مجلس شيوخ دمشــق الشــام قالوا بالطبــاق‬
‫الشيخ محمد رفعت القارئ المشهور يقرأ بالطباق‬

‫72. الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي القارئ المشهور يقرأ بالطباق‬
‫82. الشيخ محمد الصيفــي القارئ المشهـــور يقـــرأ بالطبـــــاق‬
‫92. الشيخ صديق المنشاوي أبو القارئ المشهور يقرأ بالطبــاق‬
‫03. الشيخ محمود خليل الحصري القارئ المشهور يقرأ بالطباق‬
‫13. الشيخ محمود علي البنا القارئ المشهـــور يقــــرأ بالطبـاق‬
‫شيخ عموم المقارئ‬
‫‪.ff‬‬
‫المصــرية المعصـراوي يقرأ بالطبـــاق‬
‫الفصل الرابع :‬
‫1. أول من قال بتغيير صـــــــوت الميم الساكنة المخفاة‬
‫2. كيف انتشر القول بالفرجة في الميم الساكنة المخفاة‬
‫3. الرد على من أشكل علـيه معنى إخفاء الميم الساكنة‬
‫4. سـبع أقوال في كيفية النطق بالميم الساكنة المخفاة‬
‫5. الرد على شبهات القائلون بترك فرجة بين الشفتين‬
‫الفصل الخامس :‬

‫3‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫1.‬
‫2.‬
‫3.‬

‫التلقي من المشـــــــايخ المــــــــــسندين بالطــــباق‬
‫ذكر الخطاء في القلب والخفـــــــــــــــاء الشفـوي‬
‫خاتمة هذا البحث ونتائجه‬

‫الفصل الول‬
‫} مدخل لهذا البحث{‬

‫بسم ا القائل ) إ ِ نا ن ح ن ن ز ل نا ال ذ ك ر و إ ِ نا ل ه ل حا ف ظو ن( 1 والصلة والسلم على‬
‫ّ ْ َ َ ّ َ ُ َ َ ِ ُ َ‬
‫ّ َ ْ ُ َ َّْ‬
‫خير من تل القرآن حق تلوته المرشد لمته بقوله ) خيركم من تعلم القرآن‬
‫وعلمه ( صلى ا عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فأقول وبالله‬
‫التوفيق والسداد‬
‫أحببت أن أتحف إخواني على النترنت الداخلين لموقعي بهذا البحث الفريد في‬
‫نوعه المهم في مادته لرد القراء إلى رفع الظلم عن صوت الميم الساكنة‬
‫المخفاة, فهذا الحرف يظلم في وقتنا المعاصر , وينادي ويستغيث هل من جند‬
‫يدافع عني , ولكن ل مجيب . وقد انتشر ما أحدثه بعض القراء المحدثين من أدا ءٍ‬
‫ل يمثل بشكل صحيح صوت الميم المتلقاة عن الئمة المعتبرين , المتصل‬
‫سندهم بالحضرة النبوية , ولم يرد التصريح به عن أي عالم قديم , أو كتاب‬
‫معتمد من كتب اللغة أو التجويد والقراءات , ومنذ بزوغ شمس مصنفات التجويد‬
‫القديمة اتسمت بالشمول لكل جوانب الدرس الصوتي التجويدي الدقيق , أما‬
‫بعض الكتب المتأخرة يغلب عليها إيجاز العبارة غالبا , وغموضها أحيانا , أما ما‬
‫سطره علماء التجويد الوائل فقد سمو بأداء الحرف العربي إلى التقان .‬
‫ول ينبغي لذي ل ب أن يتجاوز ما مضى عليه أئمة علماء التجويد القدماء بوجه يراه‬
‫ٍ‬
‫جائزا في اللغة العربية , ويجب أل نتجاوز ما رسموه لنا من قواعد التجويد , إذ‬
‫كان ذلك بنا أولى , وكنا إلى التمسك بمصنفاتهم أحرى , وال بعد عما سطره‬
‫ُ‬
‫الوائل مرتع خصب للختلف والخلل في أداء القراءة وذلك ناتج عن إعمال‬
‫بعض الراء الشخصية في فهم نصوص التجويد .‬
‫وأردت أن أنبه القراء الح فاظ إلى أن قراءة القرآن عبادة , والعبادات الشأن‬
‫ّ‬
‫فيها التوقيف , فصفة العبادات وهيئتها وطرق أدائها وفعلها توقيفي ل تترك‬
‫للجتهاد أبدا , ومن ذلك قراءة القرآن , ولذا قال صلى ا عليه وسلم " اقرءوا‬
‫كما علمتم " وهذا فعل أمر والصل في المر أنه للوجوب إل إذا صرفه صارف ,‬
‫فمن كان عنده صارف لهذا المر فليأتنا به حتى نترخص القراءة حينئذ كما يتيسر‬
‫لكل واحد منا , حتى النبي ‪ ‬لم يأذن له أن يتلوه كما يشاء بل ع ل م القراءة‬
‫ُّ َ‬
‫تعليما من جبريل وكان يتعلمها عنه مشافهة .‬
‫والقاعدة عند المحدثين والقراء أن من حفظ حجة على من لم يحفظ . فقراءة‬
‫القرآن توقيفية تتلقى صفتها وهيئتها عن رسول ا ‪ ‬إما عنه مباشرة أو‬

‫1‬

‫( )الحجر:9(‬

‫4‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫بالواسطة أي بواسطة الرواية وأعلى درجات الرواية المشافهة .2 وقد سخر ا‬
‫لكتابه جنودا وهم علماء السلف فقد ق عدوا للقراءة النبوية كما تلقاها منه‬
‫ّ‬
‫الرعيل الول وهذه القواعد تؤخذ مما سطره العلماء الوائل في القراطيس .‬
‫وكل الطوائف المتصدرة للقراء والتعليم في وقتنا المعاصر يدعون أنهم‬
‫يمتلكون مفاتيح فهم نصوص التجويد ويدعون سداد رأيهم ويسفهون قول من‬
‫خالفهم حتى لو كان معه دليل قطعي الدللة .‬
‫والحق الذي ل ريبة فيه أن مفاتيح فهم قواعد التجويد تؤخذ مما سطره علماء‬
‫السلف الوائل ويجب على شيوخ العصر ومدرسي القرآن وأخص منهم من ض يق‬
‫ّ‬
‫عقله وفهمه على بعض الكتب المعاصرة المتأخرة التي صنفت في التجويد مما‬
‫فيها إعمال للرأي والجتهاد وأخص أيضا من ن صب نفسه م ق عدا ومطورا لقواعد‬
‫ُ َ ّ‬
‫ّ‬
‫التجويد أن يعلموا أن قواعد التجويد التي سطرها العلماء القدماء شرح لكيفية‬
‫قراء النبي ‪ ‬ل تقبل التطوير والجتهاد مثلها مثل ثوابت السلم كالصلة وأركان‬
‫الحج , بل تؤخذ من فعل النبي ‪ ‬وما رواه عنه علماء السلف الذين نقلوا كيفية‬
‫أداء النبي ‪ ‬لهذه العبادات. والنبي ‪ ‬قال " صلوا كما رأيتموني أصلي " وقال‬
‫في حديث آخر " خذوا عني مناسككم" وهو نفسه القائل " اقرءوا كما علمتم "‬
‫وليس كما تيسر على ألسنتكم .‬
‫بعض الشيوخ في وقتنا المعاصر يتذوق الحروف – بلهجته العامية - ويقولوا هي‬
‫تخرج معي هكذا , ونحن لسنا متعبدين بكيفية إخراجه هو للحرف بل كيف نطق‬
‫النبي ‪ ‬بهذه الحروف وعلماء السلف لم يتركوا شيئا عن النبي ‪ ‬إل وسطروه لنا‬
‫والمصنفات القديمة خير دليل على ذلك .‬
‫والناظر في بعض كتب التجويد المعاصرة يجد فيها بعض التناقض الشديد‬
‫والتضاد في كثير من المسائل بينها وبين مصنفات الئمة المعتبرين القدامى‬
‫ومرجع الترجيح في ذلك عند الخلف لما سطره الوائل مع ضبط ذلك بالتلقي من‬
‫الشيوخ المتصل سندهم بالنبي ‪. ‬‬
‫قال الدكتور مساعد طيار حفظه ا :‬
‫)) بل إنني أدعو إلى صياغة علم التجويد صياغة تتناسب مع التطبيق ، وتقلل من‬
‫التنظيرات والعلل التي ليست من صلب هذا العلم ، وكذا ما دخله من اجتهادات‬
‫متأخرة صار العمل عليها عند بعض المقرئين ، وليس فيها سند عن المتقدمين‬
‫ممن ألف في هذا العلم ، وهذه مسألة أراها مهمة للغاية للتجديد في طرح هذا‬
‫العلم ، وتقريبه بصورة واضحة مشرقة بعيدة عن التعقيد والتطويل الذي ل يفيد‬
‫كثيرين ممن يريدون تعلم هذا العلم ((‬
‫وأعلم وفقني ا وإياك لما يحب ويرضى أن المراجع البحثية المتعلقة بعلوم‬
‫التجويد تنقسم إلى ثلثة أقسام : أول مراجع أصلية ثانيا مراجع ثانوية ثالثا‬
‫مراجع يستأنس بها ل تقدم ول تأخر في إثبات أي قضية بحثية تجويدية .‬
‫فالمراجع الصلية : مثل أقوال الئمة المعتبرين سواء كانوا من علماء المائة‬
‫الثانية إلى المائة العاشرة مثل أقول أئمة القراء العشرة وابن مجاهد وأبو‬
‫مزاحم الخاقاني والداني ومكي وعبد الوهاب القرطبي والشاطبي والسخاوي‬
‫والجزري ومن في عصرهم أقوالهم حجة تثبت بأقوالهم أي قضية في التجويد .‬
‫2‬

‫( محاضرة القراءة سنة متبعة لشيخنا الفاضل عبد العزيز قارئ عميد كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة‬

‫5‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫والمراجع الثانوية : مثل أقوال علماء المائة الحادية عشر إلى المائة الثالثة‬
‫عشر .‬
‫والمراجع التي يستأنس بها : أقوال علماء المائة الرابعة عشر إلى وقتنا المعاصر‬
‫وإن كان كلمهم ل يقدم أو يؤخر في القضية شيئا . وذلك لن علم علماء السلف‬
‫أفضل من علماء الخلف بكثير لقوبهم من عصر النبوة ومن أراد المزيد في بحث‬
‫هذه المسألة عليه بكتاب العلمة ابن رجب ) فضل علم السلف على علم الخلف (‬
‫ففيه الفائدة لمن كان له قلب‬
‫ومن مناهج البحث التي تعلمتها في كلية القرآن بالمدينة المنورة لو كانت هناك‬
‫مسألة خلفية بين المتقدمين والمتأخرين نقدم أقوال المتقدمين لنهم عرب‬
‫فصحاء وليس كما يزعم من باعه في التجويد أقل من شبر من قوله : " أقوال‬
‫الورق الصفر الذي عفا عليه الزمن ل يؤخذ بقولهم " .‬
‫والحذر كل الحذر من تطوير وتجديد قواعد التجويد وهذا التجديد قد وقعت فيه‬
‫بعض الكتب المعاصرة من قولهم بالفرجة وتقدير زمن الغنة بحركتين وتعريف‬
‫الحركة بقبض الصبع أو بسطه وإمالة القلقلة ناحية الحركة .‬
‫وتعتبر كتب التجويد القديمة رافدا من الروافد الثرية في ثبوت أي قضية‬
‫من قضايا التجويد , ويجب على القارئ أن يعرض ما يتلقاه عن شيخه‬
‫على الصول المقررة في كتب التجويد للئمة الوائل خشية أن يكون‬
‫شيخك و هم في بعض ما يلقنك إياه 3 , وإياك أن تأخذ كل ما يقوله‬
‫ِ‬
‫شيخك بالمسلمات , فإن بعض الشيوخ يصيبهم الكبرياء في الرجوع عن‬
‫بعض أقواله وعند سؤاله عن الدليل لما يقول يستدل بأنه تلقها هكذا ,‬
‫حتى ولو جاءه النص عن ابن الجزري فيما يخالف قوله ل يقبل به ’‬
‫ويلزم من يقرأ عليه برأيه ول يقبل المساومة عليه وهذا العمل أشبه ما‬
‫يكون بنظرية فرعون في الستدلل " ما أريكم إل ما أرى " وقد غلب‬
‫على العصور المتأخرة نزعة التقليد وجمود العبارة وغموضها في بعض‬
‫الحيان , ول يساورك شك في أن ما سطره العلماء الوائل تقعيد‬
‫لكيفية قراءة النبي ‪ . ‬وهذا الكلم الخير مسوق للستدلل به على أن‬
‫ما في بعض كتب التجويد المعاصرة ليس بالمسلمات , بل يجب عرض‬
‫هذه القواعد على كلم وقواعد الوائل فما وافق أخذنا وما خالف رددنا‬
‫بالتي هي أحسن بلسان الوائل ل بلساننا.‬
‫وفي الخر , ليس هدفي بهذا البحث لنيل رسالة الماجستير أو الدكتوراه بل لنال‬
‫به رضى ا تعالى , وأسأله تعالى أن يتقبله مني خالصا وجهه , وأن يضع له‬
‫القبول عند الناس , فإن القبول عند الناس رزق يوسعه ا – تعالى – على قوم ,‬
‫ويضيقه على آخرين , ول معقب لحكمه . وا تعالى أسأله التوفيق والسداد آمين.‬
‫أ/ فرغلي سيد عرباوي‬
‫باحث في علم الصوات التجويدية‬

‫3‬

‫( رسالة دكتوراه , د غانم قدوري الحمد بعنوان : الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ص 56‬

‫6‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫} التعريف بالشفتين مخرج صوت‬
‫الميم{‬
‫خلق ا الشفتين للنسان وهما من أعضاء النطق المهمة , فهما يتحركان‬
‫بحرية في اتجاهات متعددة , وتأخذان أوضاعا مختلفة حال النطق ،‬
‫ويؤثر ذلك في نوع الصوات المسماة بالحركات , وقد تنطبق الشفتان‬
‫انطباقا تاما كما قد تنفرجان ويتباعد ما بينهما إلى أقصى حد . ومن بين‬
‫هاتين الدرجتين من النطباق والنفراج درجات مختلفة , ويحدث النطباق‬
‫التام في نطق الباء , ويحدث انفراج كبير في كثير من الصوات كالكسرة‬
‫العربية ومع بعض الصوات الخرى . وتختلف عادات البشر في استغلل‬
‫حركة الشفتين والنتفاع بهما في إنتاج الصوات فمن الشعوب من تتميز‬
‫4‬
‫عادات النطق لديهم بكثرة الحركة في الشفتين , ومنهم من يقتصد...‬
‫قال تعالى ممت نا على عباده بنعمة اللسان والشفتين ) أ َ ل م ن جْ ع ل ل هُ‬
‫َ ْ َ َ ْ َ‬
‫ّ‬
‫6‬
‫ـاــلى خ ـقـ ـف ــتين لفوا ـدـ‬
‫ئ‬
‫الش ـ‬
‫ل‬
‫ع ي ن يـن ( 5 ) و ل سانا و ش ــ ت ي ن( وا ســحانه وتع‬
‫ـب ـ‬
‫َ ـ فَ ـ َ ْ ِ‬
‫َِ َ‬
‫ََْْ ِ‬
‫كثير ةٍ , ومن هذه الفوائد : إضفا ء مسح ة خاص ة على جمال منطق‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫النسان , وه يأ فيهما عضل ت تستجيب لوامر النسان في أي لحظة ,‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫فإذا ن شط هذه العضلت , وأيقظها بالضم والفتح , والطباق , والضغط‬
‫ّ‬
‫عليها وترويضها , فإنها ستستجيب له وتعطيه الهيئة المطلوبة لنطق أي‬
‫حر فٍ , ول شك أن ذلك سيساعد الفك على المرونة في النطق , فعلى‬
‫من يرغب بتحسين تلوته أن يتن ب ه إلى هذا , وأن يسمع النطق الصحيح‬
‫ّ َ‬
‫7‬
‫من المشايخ , ثم يتد رب عليه , و ي ر و ض شفتيه على تحسينه , ورحم ا‬
‫َُ َ ْ َ‬
‫ّ‬
‫المام ابن الجزر يّ إذ يقول عن التجويد :‬
‫ِ َ ّ ِ‬
‫إ ل ّ ريا ض ة ا م رىء ب ف ك ه‬
‫َ ُ ْ ِ‬
‫ِ‬
‫ََْ َ َ ْ ِ ِ‬
‫وليس بينه وبين تركه‬
‫ََْ َ ََْ ُ‬
‫وقال الشاطبي‬
‫و ت ر دا د ه ي ز دا د في ه ت ج م ل ً‬
‫ََ ْ َ ُ ُ َ ْ َ ُ ِ ِ َ َ ّ‬
‫ُ َ ّ َ ِ ُ ُ‬
‫ و خ ي ر ج لي س ل َ ي م ل ح دي ث ه‬‫ٍ‬
‫َ َْ ُ َِ‬

‫4 ( انظر المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي . د رمضان عبد التواب ص 52 , نقل عن مدخل إلى علوم العربية ,‬
‫الوصوات , د عيسى شحاته عيسى على , حفظه ال , ص 64 .‬
‫5 ( ) البلد : 8 (‬
‫6 ( ) البلد : 9 (‬
‫7 ( علم التجويد أحكام نظرية : د يحيي الغوثاني ص 57 .‬

‫7‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫ويبدو أن بروز الشفتين للعيان جعل علماء الصوات المحدثين يكتفون في‬
‫حديثهم عنهما ببيان الوظيفة التي تقومان بها في إنتاج بعض الصوات , وهو عين‬
‫السبب الذي جعل علماء العربية والتجويد يسلكون الطريق نفسه , فاكتفوا ببيان‬
‫دور الشفتين في إنتاج الصوات اللغوية , إل أن الدركزلي ذكر بعض خصائصهما‬
‫الحركية فقال : " ... بالشفتين المشتملتين على انطباق وانفتاح وحركة محكمة "‬
‫8 يتم التغيير في مدارج الصوت .‬

‫أهمية دور الشفتين في أصوات{‬

‫} الكــــــلم‬

‫بعد التأمل الدقيق في مخارج الحروف نجد أن الشفتين لهما دور كبير جدا‬
‫وأهمية في نطق جميع الحروف المفردة والمجتمعة , ويظهر دورهما بشكل‬
‫بارز عند توالي الحروف المتباينة في الحركات كالضم مع الكسر , مثل : ) ُ م روا(‬
‫أ ِ ُ‬
‫أو الضم مع السكون , مثل : ) ه م ل ه م جن د م ح ض رو ن(. وهذه ملحظ ة يغفل عنها‬
‫ٌ‬
‫و ُ ْ َ ُ ْ ُ ٌ ُ ْ َ ُ َ‬
‫َ‬
‫الكثيرون , ولذلك فإن من لم يهتم بهيئة شفتيه عند نطق الحروف فإنها تخرج‬
‫غير متقنة , فمث ل ً عندما تنطق :إ ِ يْ , تكون هيئة الشفتين مختلفة تماما عندما أ ُ‬
‫ْ‬
‫و‬
‫9‬
‫... وإلخ ...‬

‫} التعريف بالمجرى الخيشومي مخرج‬
‫صفة الميم{‬
‫كان سيبويه أول من استخدم كلمة الخياشم , ووضح أن الهواء يأخذ طريقه فيها‬
‫عند نطق الميم 01 ولكنه لم يبين المقصود منها . وتابع علماء التجويد سيبويه في‬
‫استخدام كلمة الخياشم ومنهم الداني في التحديد وعبد الوهاب القرطبي في‬
‫الموضح , لكنهم قدموا لنا توضيحا مناسبا لها , فقال مكي : " والخيشوم الذي‬
‫تخرج منه الغنة , هو المركب فوق غار الحنك العلى " وجاء تعريف الداني‬
‫للخيشوم أكثر وضوحا , وذلك حيث قال : " والخيشوم خرق النف المنجذب إلى‬
‫داخل الفم " واستخدم عدد من المحدثين عبارة ) الفراغ النفي ( و ) التجويف‬
‫النفي ( و ) البلعوم النفي ( بدل كلمة الخياشم , وهم يقصدون بذلك التجويف‬
‫8 ( الدراسات الصوتية عند علماء التجويد : د غانم قدوري الحمد ص 401 .‬
‫9 ( علم التجويد أحكام نظرية : ص 47 .‬
‫01 ( الكتاب ج 4 ص 334 .‬

‫8‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫الذي يندفع خلله الهواء حتى يخرج من النف . 11 وع رفه الدكتور : خليل إبراهيم‬
‫ّ‬
‫العطية في كتابه البحث الصوتي عند العرب بقوله : " وهو فراغ يندفع فيه الهواء‬
‫عند انخفاض الطبق ليمر الهواء الخارج من الرئتين من خلله عن طريق النف‬
‫21‬
‫وعن طريق التجويف النفي تنطق النون والميم العربيتين "‬

‫والجمهور من العلماء يعرف الغنة بأنها مجرد خروج النفس المجهور من‬
‫المجرى الخيشومي , قليل كان ذلك النفس أم كثيرا , طويل أم قصيرا‬
‫31 , وقد أكدوا على ملزمة الغنة للنون والميم , كيفما جاءتا , فقال‬
‫عبد الوهاب القرطبي عنهما : " ولجل جريان الغنة فيها وفي الميم إذا‬
‫طرأت على الخيشوم آفة تمنع الجريان رأيت النون أقرب إلى التاء ,‬
‫41‬
‫والميم أم س بالباء "‬
‫ّ‬
‫وكان الجعبري قد قال كلمة موجزة جامعة عنها , هي : " والغنة صفة‬
‫النون , ولو تنوينا , والميم , تحركتا أم سكنتا , ظاهرتين أو مخفاتين أو‬
‫مدغمتين , ... قال : وهذا معنى قول الداني : وأما الميم والنون‬
‫فيتجافى بهما اللسان إلى موضع الغنة من غير قيد , وبرهانه سد النف‬
‫, وهي في الساكن أكمل من المتحرك , وفي المخفي أزيد من المظهر‬
‫51‬
‫, وفي المدغم أوفى من المخفي "‬
‫والغنة ليست بحرف كما ورد عن بعض العلماء بل هي صفة وصاحب‬
‫هذا القول مكي رحمه ا فقد قال في رعايته " والغنة حرف مجهور‬
‫شديد ,ل عمل للسان فيها , والخيشوم الذي تخرج منه هذه الغنة هو‬
‫61‬
‫المركب فوق غار الحنك العلى فهي صوت يخرج من ذلك الموضع "‬
‫ومن ث م اعترض الجعبري على قول مكي السابق وأنكره وصنف في ذلك‬
‫َ ّ‬
‫شعرا للرد عليه بقوله " جعله الغنة حرفا غير سديد بالمهملة , وإن أراد‬
‫أنها ذات محل مغاير فل يلزم منه حرفيتها قال : وإلى هذا أشرنا في‬
‫العقود 71 بقولنا :‬
‫والغنة أ بط ل قو ل مك ي بها *** في أنها حر ف وأ م بياني‬
‫ّ‬
‫ٌ‬
‫ّ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫في أنها ل ت س تقي ل بنفسها *** وتح ل حرفا ر ب ة ا ستعل ن "‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َّ َ‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫َ ِْ‬

‫81‬

‫11 ( الدراسات الصوتية عند علماء التجويد : ص 301 بتصرف .‬
‫21 ( البحث الصوتي عند العرب : د إبراهيم العطية ص 81 , طبعة منشورات دار الجاحظ للنشر – بغداد – الجمهورية العراقية .‬
‫31 ( هناك داء منتشر بين كثير من قراء المجتمع , باستعمال المجرى الخيشومي مع جميع الحروف , والبعض الخر يستعمل‬
‫ذلك المجرى بكثرة مع حروف المد واللين وذلك لحن ويسمى هذا العمل عند علماء التجويد الوائل بالخنخنة : ومعناها : إخراج‬
‫الحروف من النف مشربة بغنة . انظر علم التجويد للغوثاني , ص 75‬
‫41 ( الموضح في التجويد لعبد الوهاب القرطبي ) ت 164 هـ( ص 021 تحقيق د غانم قدوري الحمد‬
‫51 ( لطائف الشارات للقسطلني , نقل عن رسالة دكتوراه , د غانم قدوري الحمد بعنوان : الدراسات الصوتية عند علماء‬
‫التجويد ص 213‬
‫61 ( الرعاية لتجويد القراءة لمكي بن أبي طالب القيسي القرطبي الندلسي ) ت 734 هـ ( ص 411‬
‫71 ( يريد كتابه ) العقود الجمان في تجويد القرآن ( .‬
‫81 ( الللئ السنية شرح المقدمة الجزرية لبن أبي بكر القسطلني ) ت 329 هـ( ص 53 , وانظر أيضا رسالة دكتوراه , د غانم‬
‫قدوري الحمد بعنوان : الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ص 313‬

‫9‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫والغنة تابعة لما بعدها من حيث التفخيم والترقيق‬
‫التفخيم الخمسة على الغنة الفخيمة فهو من عمل‬
‫أو نص عليه من علماء التجويد المتقدمين القدامى‬
‫العبارة , ونحن كذلك نطلق العبارة مثلهم .‬

‫أما من أجرى مراتب‬
‫المحدثين 91 ول دليل‬
‫, بل هم أطلقوا‬

‫} الميم صوت شفوي خيشومي مجهور‬
‫مرقق{‬

‫قال سيبويه عن مخارج أصوت الشفة : " ومما بين الشفتين مخرج الباء , والميم‬
‫والواو " 02 وقد ردد بعض علماء التجويد عبارة سيبويه من غير زيادة ومنهم‬
‫الداني في الدغام الكبير وأحمد بن أبي عمر : في اليضاح والمرادي في المفيد ,‬
‫وحاول بعضهم توضيح حالة الشفتين مع كل حرف من الحروف الثلثة , فقال‬
‫الداني : " غير أن الشفتين تنطبقان في الباء والميم , ول تنطبقان في الواو بل‬
‫تنفصلن " وقال على القارئ : " إل أن الواو بانفتاح , والباء والميم بانطباق "‬
‫وعلق المرعشي التركي على قول على القارئ فقال : " المراد من انفتاحهما في‬
‫الواو انفتاحهما قليل , وإل فهما ينضمان في الواو , ولكن ل يصل انضمامهما إلى‬
‫12‬
‫حد النطباق "‬
‫الميم صوت شفو يّ خيشومي مجهور مرقق , ويتم صوته بأن تلتصق الشفتان‬
‫التصاقا تا ما , يمنع مرور الهواء , وفي أثناء ذلك ينخفض الطبق نحو الجدار‬
‫ّ‬
‫الخلفي للحلق , وينغلق التجويف الفموي , ويغير الهواء مجراه , فيخرج عن‬
‫طريف المجرى الخيشومي , وتضيق المسافة بين الوترين الصوتيين ضيقا شديدا ,‬
‫يسمح بمرور الهواء , ويتذبذب الوتران الصوتيان , ويخرج الصوت مجهورا ,‬
‫وينخفض مؤخرة اللسان , بعيدا عن الطبق , وتضيق غرفة الرنين , ويخرج الصوت‬
‫22‬
‫مرققا .‬

‫91 ( بعض الكتب المعاوصرة تذكر أن الغنة المفخمة تتبع ما بعدها من حيث مراتب التفخيم الخمسة ) انظر كتاب هداية القاري‬
‫للمروصفي ج 1 ص 281 وكتاب تيسير الرحمن في تجويد القرآن لسعاد عبد الحميد : ص 011( وهذا الكلم لم يثبت عن أي‬
‫عالم من علماء التجويد الوائل , والثابت عندهم أنها تابعة لما بعدها من حيث التفخيم والترقيق والغنة الفخيمة عندهم وصفة‬
‫وليست بحرف ولو ثبت أنها حرف لطبقوا عليها مراتب التفخيم الخمسة , ولم يثبت عن أي عالم قديم القول بذلك . انظر بحثي‬
‫المسمى ) مراتب التفخيم بين المتقدمين والمتأخرين ( .‬
‫02 ( الكتاب لسيبويه ج 4 ص 334 .‬
‫12 ( الدراسات الصوتية عند علماء التجويد : د غانم قدوري الحمد ص 512 / 612 , بتصرف . طبعة مطبعة الخلود بغداد .‬
‫22 ( علم الوصوات : الدكتور حسام البهنساوي , ص 36 , بتصرف , طبعة مكتبة الثقافة الدينية , القاهرة .‬

‫01‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫} مخرج صوت الميم من نصفين‬
‫شفـوي وخيشــومي{‬

‫صوت الميم يخرج من بين الشفتين, ويتحقق ذلك بتصادم الشفة العليا بالسفلى‬
‫كالباء , وهذا هو نصفها الول, وعند إنتاج صوتها في المخرج يصاحبها مرور صوت‬
‫من الجزء الخلفي للفم عبر الخيشوم , و ي ح دث هناك رنين في صوتها , وهو ما‬
‫َ ْ ُ‬
‫يسميه العلماء بالغنة , وهذا نصفها الثاني , فيستنتج من ذلك أن صوت الميم‬
‫يتحقق بمجموع عملين , الول : أن تنطبق الشفتين على بعضهما , والثاني :‬
‫وبسبب هذا النطباق يغلق المخرج تماما فيتحول الصوت الخارج من الحنجرة عبر‬
‫التجويف النفي في استمرار لتدفق الصوت من النف , فالصوت الخيشومي‬
‫مصاحب لصوت الميم كيفما كانت سواء كانت ساكنة أو متحركة .32 قال مكي بن‬
‫أبي طالب القيسي في كتابه الكشف عن وجوه القراءات : " ... وأما حروف‬
‫42‬
‫الشفتين فأربعة : الفاء منفردة , ثم الباء والميم والواو أخوات ... "‬

‫} صفات صوت الميم من نصفين‬
‫شـــديد ورخـــو{‬

‫من أحد الصفات التي ل تنفك عن الميم أن فيها نصفا شديدا ونصفا آخر رخوا من‬
‫حيث جريان وحبس الصوت معها , فأما الشدة فيها فعندما تنطبق الشفتين‬
‫ينحبس صوتها , والنصف الرخو فبسبب هذا الحبس لهواء الصوت في المخرج ,‬
‫يتحول الصوت ناحية المجرى الخيشومي , ولهذا اعتبرها علماء التجويد حرف بين‬
‫الرخو والشديد52 . ووصفه المام النويري شارح طيبة النشر في القراءات العشر‬
‫بأنه صوت مشوب : أي مخلوط من الرخاوة والشدة وذلك عند شرحه للحرف‬
‫البينية التي نظمها الحافظ ابن الجزري حيث قال : " فالجهر ضد الهمس والرخوة‬
‫ضد الشدة الخالصة أو المشوبة : وهي ما بين الرخوة والشديدة... " 62.‬
‫والميم صوت يتذبذب معه الوتران الصوتيان في داخل الحنجرة , وهو صوت‬
‫مجهور بحبس جريان هواء النفس معه , وصوت بين ي أي بين الشدة والرخاوة ,‬
‫ّ‬
‫32 ( محاضرة أيمن سويد , بتصرف .‬
‫42 ( الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لمكي بن أبي طالب القيسي ) ت 734 هـ ( تحقيق الدكتور محيي الدين‬
‫رمضان ج 1 ص 931 طبعة مؤسسة الرسالة , بيروت .‬
‫52 ( محاضرة أيمن سويد .‬
‫62 ( شرح طيبة النشر في القراءات العشر لبي القاسم محمد بن محمد بن علي النويري ) ت 758 هـ ( تحقيق الدكتور : مجدي‬
‫محمد سرور سعد باسلوم ج 1 ص 832 . طبعة دار الكتب العلمية , بيروت , لبنان .‬

‫11‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫يجري معه الصوت جريانا جزئيا ل كليا , وصوت مستفل تنخفض مؤخرة اللسان به‬
‫ُ‬
‫إلى قاع الفم , وصوت مرقق أي نحو ل يد خ ل على صوت الحر ف فل يملتىء الف م‬
‫ِ‬
‫ُ ُ‬
‫ٌ‬
‫بصداه. وصوت منفتح ل ن اللسان ينفت ح ما بينه وبين الحنك العلى ليخرج هواء‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫الصوت عند التلفظ به , وصوت أغ ن يعمل معه المجرى الخيشومي في جميع‬
‫ّ‬
‫حالته من حيث الحركة والسكون .‬
‫وصوت الميم من حيث الحركات والسكون له أربع حالت : أول يجب المباعدة بين‬
‫الشفتين والفكين العلوي والسفلي حال حركتها بالفتح . ثانيا : يجب ضم ومط‬
‫الشفتين للمام حال حركتها بالضم . ثالثا : يجب خفض الفك السفلي عند التلفظ‬
‫بها وهو مكسور الحركة . رابعا : في حال سكونها تخرج من مخرجها الصلي‬
‫بانطباق الشفتين والحذر من مطهما للمام حال سكونها فيما لو سبقت بحرف‬
‫مضموم الحركة , والخلل بهذه الشروط الربعة السابقة فيه نقصان لكمال‬
‫الصوت بالميم .‬
‫وهذا الحرف يظلم في وقتنا المعاصر بترك فرجة عند التلفظ به وهو ساكن عند‬
‫ملقاته حرف الباء ولم يثبت هذا عمن لهم قصب السبق في علوم التجويد أمثال‬
‫أبو عمرو الداني والشاطبي وبن الجزري رحمهم ا تعالى فاحذر من ترك فرجة‬
‫عند الميم الساكنة وح ذ ر منه غيرك مع مطالبة نفسك بكمال الخلص لله تعالى .‬
‫ّ ْ‬

‫} شـروط النطق بصوت مـيم خالصة‬
‫كاملة{‬
‫يشرط لتحقيق صوت الميم في حاسة السمع أن يتم تصادم وانطباق للشفة العليا‬
‫على أختها السفلي , وهذا هو الشرط في نطق صوت ميم خالصة ساكنة , وهو‬
‫نفس الشرط في نطق صوت با ء خالص ة , فمثل , حاول أخي القارئ أن تنطق‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫بصوت الباء الساكنة من غير تصادم للشفتين واستمع للصوت الناتج عن ذلك ل‬
‫يمثل في حقيقته نطق باء أبدا , بل فيه فناء لصوتها بالكلية, ونفس الملحظة‬
‫أفعلها مع صوت الميم الساكنة , ليثبت لديك من خلل التجربة الصوتية أن من‬
‫شروط النطق بميم خالص ة لبد من تصادم الشفتين وانطباقهما أما صوت الغنة‬
‫ٍ‬
‫ف م ق ره المجرى الخيشومي.‬
‫َ َ ّ‬
‫قال أبو عمر الداني في كتابه النادر الدغام الكبير :" ... والباء والميم والواو من‬
‫مخرج واحد وهو ما بين الشفتين , وهن مجهورات ..." 72 فأشار رحمه ا إلى‬
‫كيفية التلفظ بميم تامة وغيرها من الصوات الشفوية .‬

‫72‬

‫( كتاب الدغام الكبير لبي عمر الداني ص 87 .‬

‫21‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫} التعريف بالقـلب والخـفاء‬
‫الشـفوي{‬

‫التعريف بالقلب :‬
‫القلب لغة :ت ح وي ل ال ش ي ء ع نْ و ج ه ه , أو ج ع ل ح ر ف م كا ن آ خر. والقلب أفصح من‬
‫َ ْ ُ َ ْ ٍ َ َ َ َ‬
‫َ ْ ِ ِ‬
‫ّ ْ ِ َ‬
‫َ ْ ِ ُ‬
‫المنتشر بين كتب المعاصرين بتسميته القلب . واصطلحا : إبدا ل ال نون ال ساكنة‬
‫ّ‬
‫ُ ّ‬
‫أو التنوين مي ما خالصة عند الباء مع ا لْ غ نة وهو حكم مجمع عليه عند‬
‫ُّ‬
‫ً‬
‫القراء. وعندما تبدل النون الساكنة ميما يتحول الحكم من القلب إلى الخفاء‬
‫الشفوي , فعندما نتكلم على الخفاء الشفوي فالقلب داخل تحته كما قرر ذلك‬
‫82‬
‫الحافظ بن الجزري في النشر من قوله : " ) فل فرق حينئذ بين )أ َ ن بو ر ك(‬
‫ْ ُ ِ َ‬
‫و و م ن ي ع ت ص م بال ل ه( 92... "03 شرح التعريف : إذا جاء بعد ال نون الساكنة أو التنوين‬
‫ّ‬
‫)َ َ ْ َ َْ ِ ْ ِ ّ ِ‬
‫ح ر ف الباء ف ت ق ل ب النون الساكنة أو التنوين ميما خالص ة مخفا ة مع إطباق‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ُ ّْ ُ‬
‫َ ْ ُ‬
‫الشفتين ليتحقق صوت الميم مصاحبا ذلك غنة الخفاء من الخيشوم. مثل :‬
‫)ل ي ن ب ذ ن (13 , ع لي م ب ذا ت(23 فيصير النطق هكذا: ] ل ي م ب ذ ن , علي م م ب ذات [. قال ابن‬
‫ُ ِْ َ‬
‫َُ َْ َ ّ‬
‫)َ ِ ٌ ِ َ ِ‬
‫ََُْ َ ّ‬
‫الجزر يّ :‬
‫وال ق ل ب ع ن د ا ل با ب غ ن ة ك ذا‬
‫ّْ ُ ِْ َ َْ ِ ُّ ٍ َ َ‬

‫ال خ فا ل دى با قي ال ح رو ف أ ُ خ ذا‬
‫ِ ِ َ‬
‫ُ ُ‬
‫ْ َ َ َ َ ِ‬

‫التعريف بالخفاء الشفوي :‬
‫وذلك إذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء مثل : ) ر مي ه م ب ح جا رة(33 , ف ت خفى‬
‫ُ ْ‬
‫ت ْ ِ ِ ْ ِ ِ َ َ‬
‫َ‬
‫المي م عن د الباء مع إطباق الشفتي ن و م ع بقاء غ نة الخفاء من الخيشوم .‬
‫ُّ‬
‫ِ َ َ َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫قال ابن الجزر يّ :‬
‫و ْ َِ ْ‬
‫...................... أ َ خ ف ي ن‬
‫...................... َ‬
‫........................‬
‫با ء ع لى ال م خ تا ر م ن أ َ ه لِ ال دا‬
‫َ‬
‫ُ َْ ِ ِ ْ ْ‬
‫َ ِ ََ‬
‫ا ل مي م إِ ن ت س ك ن ب غ ن ة ل دى‬
‫ْ َ ْ ُ ْ ِ ُّ ٍ َ َ‬
‫ْ ِ َ‬

‫82‬
‫92‬
‫03‬
‫13‬
‫23‬
‫33‬

‫( )النمل: من الية 8(‬
‫( )آل عمران: من الية 101(‬
‫( النشر في القراءات العشر : للحافظ ابن الجزري ج 2 ص 32 .‬
‫( )الهمزة: من الية 4(‬
‫( )آل عمران: من الية 911(‬
‫( )الفيل: من الية 4(‬

‫31‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫الفصل الثاني : وفيه عدة مباحث :‬
‫} القائلون بإظهار المـــــــــيم‬
‫الساكنة وإخفائها قديما{‬

‫قال أبو عمرو الداني في كتابه التحديد :" وإذا التقى الميم بالفاء أنعم ببيانه‬
‫للغنة التي فيه ) أي أصل الغنة المظهرة ( ... روى عن الكسائي وذلك غير صحيح‬
‫ول جائز ... فإن تلقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنهما : فقال‬
‫بعضهم هي مخفاة لنطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما وهذا‬
‫مذهب بن مجاهد , وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر ... قال أبو الحسن ابن‬
‫المنادى : أخذنا عن أهل الداء بيان الميم الساكنة عند الواو والفاء ... وقال أحمد‬
‫بن يعقوب التائب : أجمع القراء على تبين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيت‬
‫باء في جميع القرآن , قال : وكذلك الميم عند الفاء وذهب إلى هذا جماعة من‬
‫43" ... شيوخنا ... وبالول أقول‬
‫فهذه النصوص صريحة من أقوال العلماء شيوخ أبي عمرو الداني أن الخلف‬
‫كان دائرا بين إظهار الميم الساكنة أو إخفائها وأشار في آخر كلمه أنه يقول‬
‫. بالول وهو إخفاء الميم مع إطباق الشفتين‬
‫وقال مكي في كتابه الرعاية: " وإذا سكنت الميم وجب أن يتحفظ بإظهارها‬
‫ساكنة عند لقائها باء أو فاء أو واوا ل بد من بيان الميم الساكنة في هذا كله‬
‫...‬
‫... ساكنة من غير أن يحدث فيها شئ من حركة وإنما ذلك خوف الخفاء والدغام‬
‫53 "‬
‫: قال الحافظ بن الجزري في تمهيده‬

‫فإذا سكنت الميم وأتى بعدها فاء أو واو فل بد من إظهارها، كقوله: ه م في ه (‬
‫)ُ ْ ِ ِ‬
‫73‬
‫و ع د ه م و ما (83 ونحوه. وإذا سكنت وأتى بعدها باء فعن أهل‬
‫)َ ِ ْ ُ ْ َ َ‬
‫و ي م د ه م في(‬
‫)َ َ ُ ّ ُ ْ ِ‬
‫الداء فيها خلف، منهم من يظهرها عندها، ومنهم من يخفيها، ومنهم من‬
‫يدغمها، وإلى إخفائها ذهب جماعة، وهو مذهب ابن مجاهد و ابن بشر وغيرهما،‬
‫وبه قال: ] الداني . وإلى إدغامها ذهب ابن المنادي وغيره. وقال[ أحمد ابن‬
‫يعقوب التائب : أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء‬
‫في كل القرآن. وبه قال مكي . وبالخفاء أقول، قياسا على مذهب أبي عمرو بن‬
‫العلء، قال شيخنا ابن الجندي - رحمه ا- واختلف في الميم الساكنة إذا لقيت‬
‫43‬
‫53‬
‫63‬
‫73‬
‫83‬

‫63‬

‫( التحديد في التقان والتجويد لبي عمرو الداني ص 911 .‬
‫( الرعاية لمكي ص 901‬
‫( )لعراف: من الية 931(‬
‫( )البقرة: من الية 51(‬
‫( )السراء: من الية 46(‬

‫41‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫باء، والصحيح إخفاؤها مطلقا، أي سواء كانت أصلية السكون كـ )أَ م ب ظا ه ر (‬
‫ْ ِ َ ِ ٍ‬
‫أو عارضة كـ )ي ع ت ص م بال ل ه ( 04. ومع ذلك فل بد من ترقيقها وترقيق ما بعدها،‬
‫َ َْ ِ ْ ِ ّ ِ‬
‫14‬
‫إذا كان ألفا.‬

‫93‬

‫وقال أيضا ابن الجزري في كتابه النشر: ) الثاني الخفاء( عند الباء على ما اختاره‬
‫الحافظ أبو عمرو الداني وغيره من المحققين. وذلك مذهب أبي بكر بن مجاهد‬
‫وغيره. وهو الذي عليه أهل الداء بمصر والشام والندلس وسائر البلد الغربية‬
‫وذلك نحو : )ي ع ت ص م بال ل ه(24 ،و )ر ب ه م ب ه م (34 ، )ي و م ه م با ر زو ن(44. فتظهر الغنة‬
‫َ ْ َ ُ ْ َ ِ ُ َ‬
‫َّ ُ ْ ِ ِ ْ‬
‫َ َْ ِ ْ ِ ّ ِ‬
‫64‬
‫فيها إذ ذاك إظهارها بعد القلب في نحو : م ن ب ع د (54 ، )أَ‬
‫ن ب أ ه م ب أ س ما ئ ه م ( ،‬
‫ََْ ُ ْ َِ ْ َ ِ ِ ْ‬
‫)ِ ْ َ ْ ِ‬
‫وقد ذهب جماعة كأبي الحسن أحمد بن المنادي وغيره إلى إظهارها عندها‬
‫إظهارا تاما وهن اختيار مكي القيسي وغيره. وهو الذي عليه أهل الداء بالعراق‬
‫وسائر البلد الشرقية. وحكى أحمد بن يعقوب التائب إجماع القراء عليه ) قلت(‬
‫والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إل أن الخفاء أولى للجماع على إخفائها عند‬
‫َِ َْ َ‬
‫القلب. وعلى إخفائها في مذهب أبي عمرو حالة الدغام في نحو : )ب أ ع ل م‬
‫ّ ِ ِ َ‬
‫.84 74) بال شا ك ري ن‬
‫ِ‬
‫فهؤلء الئمة المعول عليهم في علوم التجويد لم يصرح أي فريق من القائلين‬
‫بالخفاء بترك فرجة عند التلفظ بالميم الساكنة عند ملقاتها الباء فتبين للباحث‬
‫أن القول بترك فرجة أم ر حاد ث ل يعرف إل من خلل السنوات المتأخرة من خلل‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫. َف هم بعض العلماء ال محد ثين لنصوص التجويد‬
‫ِ‬
‫َُْ‬
‫ْ‬
‫.‬

‫} القلب يســمى قـــــديمـــــا‬
‫بــــالبـــــــدال{‬
‫في كتاب ) تلخيص العبارات بلطف الشارات في القراءات السبع للحافظ ابن‬
‫بليمة وصف أن العمل الذي يتم مع مجاورة النون لصوت الباء يسمى بالبدال ولم‬
‫يصرح بلفظ القلب أو القلب , وهذا الكتاب أحد الكتب التي اعتمد عليها الحافظ‬
‫بن الجزري في نشره .‬
‫93‬
‫04‬
‫14‬
‫24‬
‫34‬
‫44‬
‫54‬
‫64‬
‫74‬
‫84‬

‫( )الرعد: من الةية 33(‬
‫( )آل عمران: من الةية 101(‬
‫( التمهيد للحافظ بن الجزري ص 99‬
‫( )آل عمران: من الةية 101(‬
‫( )العادةيات: من الةية 11(‬
‫( )غافر: من الةية 61(‬
‫( )البقرة: من الةية 72(‬
‫( )البقرة: من الةية 33(‬
‫( )العنعام: من الةية 35(‬
‫( النشر في القراءات العشر ج 1 ص 081 .‬

‫51‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫ونص بن بليمه فيما يتعلق بما نحن بصدده كالتي :‬
‫قال رحمه ا : " باب اختلفهم في النون الساكنة والتنوين ... إل أن التنوين يبدل‬
‫عند الباء ميما . وأجمعوا على إدغامها عند هجاء " يرملون " إذا كنم في كلمتين‬
‫احترازا من ص ن وا ن( 94 و ق ن وا ن(05 و )ب ن يا ن(15 فأربعة منها بغنة يجمعها هجاء‬
‫َُْ ٌ‬
‫)ِ ْ َ ٌ‬
‫)ِْ َ ٍ‬
‫حروف " يومن " واثنان بل غنة يجمعها هجاء " ر ل " وتفرد خلف بإدغام الغنة‬
‫عند الياء والواو " 25 والشاهد من كلمه السابق قوله : " إل أن التنوين يبدل عند‬
‫الباء ميما " فس مى هذا العمل إبدال .‬
‫ّ‬
‫وس ماه بنفس التسمية" إبدال " ابن جزي الكلبي الغرناطي ) ت 884 هـ( في كتبه‬
‫ّ‬
‫المختصر النافع في قراءة نافع بقوله في باب النون الساكنة والتنوين : " لها‬
‫أربعة أحكام : إظهار وإدغام وإبدال وإخفاء ... والبدال عند الباء : تبدل النون‬
‫45‬
‫والتنوين ميما نحو م ن ب ع د (35... "‬
‫(ِ ْ َ ْ ِ‬

‫} الخفاء الشفوي يســـــــــمى‬
‫قديما بالدغام الناقص{‬

‫ففي باب إدغام الحروف المتقاربة عند أبي عمرو وهو يسكن الحرف المتحرك‬
‫ثم يدغمه فيما بعده بما يسمى بالدغام الكبير قال المام الشاطبي‬
‫: وتسكن عنه الميم من قبل بائها *** على إثر تحريك فتخفى تنزل‬
‫. قال المام الحافظ أبو شامة في إبراز المعاني وقوله على إثر تحريك أي تكون‬
‫الميم بعد محرك نحو: ) آ د م با ل ح ق(55 ، ) ب أ ع ل م بال شا ك ري نَ(65 ، ع ل م با ل ق ل مِ(75 ،‬
‫)َ ّ َ ِ ْ َ َ‬
‫ّ ِ ِ‬
‫َِ َْ َ ِ‬
‫َ َ ِ ْ َ ّ‬
‫ح ك م ب ي ن ا ل ع با د(85 والمصنفون في التعبير عن هذا مختلفون فمنهم من يعبر عنه‬
‫)َ َ َ َ ْ َ ْ ِ َ ِ‬
‫بالدغام كما يطلق على ما يفعل بالنون الساكنة والتنوين عند الواو والياء أنه‬
‫إدغام وإن بقي لكل واحد منهما غنة، كما يبقى الطباق في الحرف المطبق إذا‬
‫أدغم، ومنهم من بعبر عنه بالخفاء لوجود الغنة وهي صفة لزمة للميم فلم يكن‬
‫إدغاما محضا. ـ 95 كلم أبو شامة فيه تصريح أن القدماء كانوا يسمونه إدغاما‬
‫94 ( )الرعد: من الةية 4(‬
‫05 ( )العنعام: من الةية 99(‬
‫15 ( )الصف: من الةية 4(‬
‫25 ( تلخيص العبارات بلطف الاشارات في القراءات السبع للحافظ أبي على الحسن بن خلف بن عبد ال بن بليمة ) ت 415 هـ (‬
‫ص 62 .‬
‫35 ( )البقرة: من الةية 72(‬
‫45 ( المختصر البارع في قراءة عنافع : لبي القاسم محمد بن أحمد ابن جزي الكلبي الغرعناطي ) ت 884 هـ ( ص 07 / 17 تحقيق‬
‫محمد الطبراعني وغيره , طبعة مكتبة أولد الشيخ للتراث , مصر .‬
‫55 ( )المائدة: من الةية 72(‬
‫65 ( )العنعام: من الةية 35(‬
‫75 ( )العلق: من الةية 4(‬
‫85 ( )غافر: من الةية 84(‬
‫95 ( إبراز المعاعني لبي اشامة المقدسي ص 001 / 101‬

‫61‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫ولكن إدغاما ناقصا لبقاء صوت الحرف الول وهو الغنة , . فلو سميته بالخفاء‬
‫الشفوي فبها ونعمت وإن سميته إدغاما ناقصا فليس ذلك بدعا من القول بل صرح‬
‫به العلماء المتقدمين . ومن ذلك قول الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه النادر‬
‫الدغام الكبير حيث جعل تسميته بالدغام من باب المجاز : " قال أبو عمرو06 :‬
‫والقراء يعبرون عن الميم عند الباء بالدغام , وكذا ترجم له اليزيدي عن أبي‬
‫عمرو . وليس بإدغام في الحقيقة لمتناع قلب الميم باء16 وإدخالها فيها إدخال‬
‫شديدا في ذلك , إذ هو حقيقة باب الدغام , وإنما استثقلت الحركة على الميم‬
‫فأزيلت تخفيفا فخفيت الميم لذلك . وهذا قول جميع من يقتدى به من علمائنا ,‬
‫وهو قول النحويين . والعبارة عن ذلك بالدغام إنما هي مجاز واتساع لما بيناه "‬

‫26‬

‫} القائلون بإطباق الشفتين على الميم‬
‫الساكنة المخفاة{‬

‫نصوص المصنفات القديمة في التجويد والقراءات تصرح وتنص نصا صريحا‬
‫بإطباق الشفتين, وسوف أ س رد أقوالهم جملة ثم أذكر بعض نصوص بعضهم ومن‬
‫ْ ِ‬
‫36‬
‫أراد التوسع فعليه بكتابي الذي يحمل هذا السم ومن هؤلء الئمة الحافظ‬
‫أبو عمرو البصري أحد القراء ال سبع قال بالطباق في كتابه الدغام الكبير طبع‬
‫ّ‬
‫حديثا , و الحافظ شيخ النحويين بل منازع سيبويه قال بالطباق في كتبه‬
‫المشهور , و الحافظ طاهر بن غلبون شيخ الداني ومك ي قال بالطباق وسوف‬
‫ّ‬
‫أنقل نصه عن قريب , و الحافظ أبو عمرو الداني الندلسي في مصنفاته الكثيرة‬
‫المشهورة ومنها كتابه الشهير " التيسير في القراءات السبع " وكتابه " التحديد‬
‫والتقان في صنعة التجويد " وفي كتابه " الدغام الكبير " قال بالطباق .‬

‫06 ( أي أبي عمرو البصري أحد القراء السبعة والكلم مسوق بلفظ الداعني .‬
‫16 ( لم ةيسمه الداعني إدغاما لن الدغام الكامل عنده ذهاب صوت الحرف الول , ولكن الحرف الول هنا وهو الميم له صوت‬
‫وتعرةيف الدغام الناقص أن ةيدخل الحرف الول في الثاعني من بقاء صوت الحرف الول وهذا الوصف منطبق على بقاء غنة‬
‫الميم عند الباء .‬
‫26 ( الدغام الكبير لبي عمرو الداعني ص 18 .‬
‫36 ( أواشكت على إتمام هذا الكتاب . وتوسعت فيه جدا وجمعت كل ما وقع تحت ةيدي من مصنفات حول مسألة الطباق .‬

‫71‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫والحافظ الشاطبي الندلسي صاحب اللمية المشهورة المسماة " حرز الماني‬
‫ووجهة التهاني في القراءات السبع, وهو أحد شيوخ علم الدين السخاوي قال‬
‫بالطباق, ومن أراد معرفة راية في هذه المسألة فليرجع إلى أصل منظومته‬
‫وهو كتاب " التيسير " للداني, وصرح علم الدين السخاوي في كتابه شرح الوصيد‬
‫أول من شرح الشاطبية, وأخذ العلم عن الشاطبي بأعلى درجات الرواية وهو‬
‫المشافهة , وسوف أنقل نص السخاوي عن قريب , والحافظ أبو جعفر بن‬
‫الباذش في كتابه القناع قال بالطباق وسوف أنقل نصه قريبا والحافظ‬
‫الجعبري قال بالطباق في شرحه للشاطبية المسمى " كنز المعاني " .‬
‫والحافظ أبو شامة المقدسي تلميذ السخاوي قال بالطباق في كتابه الرائع‬
‫المسمى " إبراز المعاني " , والحافظ ابن شعلة في شرحه للشاطبية قال‬
‫بالطباق , والحافظ المقرئ عبد الغني الحصري في قصيدته الحصرية في قراءة‬
‫المام نافع قال بالطباق , والحافظ بن الجزري في نشره ومصنفاته قال‬
‫بالطباق وسوف أذكر رأيه قريبا , والحافظ أحمد بن الحافظ بن الجزري قال‬
‫بالطباق في شرحه لطيبة النشر وهذا الشرح أثنى عليه خيرا بن الجزري ,‬
‫والحافظ المام النويري شارح الطيبة قال بالطباق وهو أحد تلميذ ابن الجزري‬
‫أخذ عنه العلم والقراءات في مكة ثم أجازه بالنشر وغيرها ثم رجع إلى مصر‬
‫وصنف شرحه الفريد في نوعه على طيبة النشر , والشيخ الحافظ بن القاصح‬
‫العذري قال بالطباق في كتابه سراج القارئ , والشيخ مل على قارئ في المنح‬
‫الفكرية قال بإطباق وهذا الكتاب أحد شروح الجزرية المتوسعة , والشيخ محمد‬
‫بن يالوشة شيخ قراء تونس قال بالطباق , والشيخ إبراهيم المارغني مفتي‬
‫المالكية قال بالطباق في كتابه " النجوم الطوالع على الدرر اللوامع في أصل‬
‫مقرا المام نافع ", والشيخ أحمد بن محمد البنا صاحب التحاف قال بالطباق‬
‫وهو أحد شيوخ في سندي المتصل بالنبي ‪ ‬والشيخ القسطلني في الللئ‬
‫السنية قال بالطباق.‬
‫والشيخ سليمان الجمزوري ناظم التحفة قال بالطباق , والشيخ محمد المتولي‬
‫شيخ الضباع قال بالطباق والشيخ أحمد المتولي أحد شيوخ سندي إلى النبي ‪‬‬
‫بحفص من طريق الشاطبية وأحد رجال سندي كذلك في حفص بجميع طرق‬
‫الطبية , والشيخ الضباع في كتابه الضاءة وشرحه على الشاطبية المسمى "‬
‫إرشاد المريد إلى مقصود القصيد " قال بالطباق , والشيخ محمد مكي نصر‬
‫الجريسي في كتابه " نهاية القول المفيد قال بإطباق وهو أحد تلميذ الشيخ‬
‫المتولى وأخذ العلم عن الشيخ الدري التهامي شيخ الشيخ عامر عثمان , و‬
‫الدكتور غانم قدوري الحمد شيخ المحققين قال بالطباق وناقش هذه المسألة‬
‫بتوسع في رسالة الدكتوراه المسماه " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد "‬
‫وسوف أنقل كلمه في هذا البحث لهميته , والشيخ عبد العزيز الزيات قال‬
‫بالطباق وهو شيخ شيخنا الدكتور يحيي الغوثاني وحدثني الشيخ يحيي أكثر من‬
‫مرة مشافهة أنه قرأ بالطباق على الشيخ الزيات .‬

‫81‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫والشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد قال بإطباق , والشيخ محمد رفعت القارئ‬
‫المشهور يقرأ بالطباق , والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي القارئ المشهور يقرأ‬
‫بالطباق , والشيخ محمد الصيفي القارئ المشهور يقرأ بالطباق والشيخ صديق‬
‫المنشاوي أبو محمد صديق المنشاوي القارئ المشهور يقرأ بالطباق والشيخ‬
‫محمود خليل الحصري القارئ المشهور يقرأ بالطباق والشيخ محمود علي البنا‬
‫القارئ المشهور يقرأ بالطباق وتسجيلت هؤلء خير دليل على ذلك وعندي "‬
‫كليب " صوت وصورة لبعضهم ورأيتهم ر أ ي العين يطبقون الشفتين وسوف أذكر‬
‫َْ َ‬
‫ذلك بالتفصيل في المبحث التي . وغير هؤلء كثير يقرءون بالطباق وسوف‬
‫أسرد أقوالهم بتوسع وتفصيل أكثر في كتابي السالف الذكر .‬

‫الفصل الثالث‬
‫} نصوص الئمة القدماء والمحدثين‬
‫القائلون بالطباق{‬

‫العلماء قديما مجمعون على إطباق الشفتين ولم يصرح أحدهم بمسألة ترك‬
‫الفرجة أبدا , ومن هؤلء العلماء من قال بإخفائها عند ملقاتها باء ومنهم من‬
‫قال بالظهار , ومنهم من سمى هذا العمل بالدغام الناقص ومن أراد بحث هذه‬
‫المسألة والتنصيص عليها عليه بالبحث في كتب القراءات والتجويد تحت هذه‬
‫المواضيع التالية :‬
‫• القلب للنون الساكنة والتنوين‬
‫• الخفاء الشفوي‬
‫• حكم الدغام الكبير لبي شعيب السوسي من قراءة أبي عمرو البصري‬
‫رحمهما ا تعالى . عند كلمه فيما لو تلقت الميم مع الباء في الخط .‬
‫وقال شيخ هذا الفن بل منازع العلمة الحافظ بن الجزري في نشره بعد أن تبدل‬
‫النون الساكنة أو التنوين ميما فل فرق بين الخفاء الشفوي والقلب .‬
‫وإني لرجو بشدة من أي عالم أو باحث أو طالب علم إن وقف على أي تصريح‬
‫لي عالم قديم بترك تلك الفرجة، فليأتنا به مشكورا، لني مع شدة التتبع , ومن‬
‫قرأت عليهم من المجازيين المتصل سندهم بالنبي ‪ ‬لم أر إل التصريح بالطباق‬
‫مع العلم أني قرأت على المشايخ المسندين بالطباق وكل من أعرفهم من‬
‫أصحاب السانيد العالية مطبقون للشفتين على الميم الساكنة عند ملقاتها حرف‬
‫الباء. والفيصل في هذه المسألة نص صريح من القدماء . وهذه نصوص الئمة‬
‫المعتبرين صريحة ل تحتمل التأويل تنص نصا صريحا بالطباق وإليكها .‬

‫91‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫} الحافظ أبو عمرو البصري أحد‬
‫القراء ال سبع قال بالطباق{‬
‫ّ‬

‫في كتاب الدغام الكبير لبي عمرو البصري لم يصرح رحمه ا بترك فرجة عند‬
‫ملقاة الميم للباء 46 وكل الخذين عنه لم يصرحوا بهذه الفرجة ف علم إبقاء الميم‬
‫ُ‬
‫على أصلها . وهذا الكتاب عبارة عن مخطوطة طبع وحقق مرتين الولى بتحقيق‬
‫الشيخ : أنس بن محمد حسن مهرة طبعة دار الكتب العلمية بيروت وهذه الطبعة‬
‫ُ‬
‫متوسعة56 وفيها كلم ابن الجزري والمرة الثانية طبع بتحقيق : د عبد الكريم‬
‫محمد حسين من منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق – الكويت وهذه‬
‫الطبعة موجزة ومختصرة لبحث الدغام الكبير .‬

‫} الحافظ طاهر بن غلبون شيخ الداني‬
‫ومك ي قال بالطباق{‬
‫ّ‬

‫نصوص العلماء في إطباق الميم المخفاة مع الباء التصريح بها هو الكثر أو‬
‫الشارة بقولهم ميما خاصة ول يوجد أدنى تنويه بترك الفرجة ومن ذلك ما جاء‬
‫عن المام طاهر بن غلبون بن عبد المنعم ثقة ضابط ) ت 993 ( من قوله في‬
‫فصل: الشمام عن الدغام الكبير لبي عمرو وبعد ذكره لختلف الطرق عن أبي‬
‫عمرو في جواز الشمام وامتناعه عند إدغام الباء في الباء، والميم في الميم ،‬
‫والميم في الباء:" وبما رواه اليزيدي آخذ لصحته، وذلك أنه إنما يعني بالشمام‬
‫هاهنا أنه يشير إلى حركة الرفع والخفض في حال الدغام، ليدل على أن الحرف‬
‫المدغم يستحق هذه الحركة في حال الظهار حرصا عل البيان، وذلك متعذر في‬
‫الميم مع الميم ، وفي الباء مع الباء، من أجل إطباق الشفتين فيهما، وأما الميم‬
‫مع الباء فهي مخفاة ل مدغمة، والشفتان ينطبقان أيضا معهما " 66 نقل من كتاب‬
‫التذكرة في القراءات الثمان بتحقيق الشيخ أيمن سويد , وهذا نص صريح ل‬
‫46 ( اعنظر كتاب الدغام الكبير في القرآن الكرةيم لبي عمرو بن العلء المازعني تحقيق د عبد الكرةيم محمد حسين من منشورات‬
‫مركز المخطوطات والتراث والوثائق – الكوةيت ص 64 .‬
‫56 ( أصل هذا الكتاب مطبوع مع كتاب " اشرح قواعد البقري في أصول القراء السبعة واسم مصنفه الشيخ القارئ سلطان بن‬
‫عناصر الجبوري ) ت 8311 هـ ( طبعة دار الكتب العلمية بيروت . وةيلي هذا الكتاب من النصف الثاعني من كتاب الدغام الكبير‬
‫لبي عمرو البصري وعنص الطباق ص 72 .‬
‫66 ( التذكرة في القراءات الثمان : لطاهر بن غلبون تحقيق العلمة الفاضل أةيمن راشدي سوةيد 29/1 . طبعة مكتبة التوعية‬
‫السلمية .‬

‫02‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫يحتمل التأويل و فيه رد وإقامة للحجة على من تعصب لترك الفرجة في الميم‬
‫من غير دليل . فقد أشار أن الميم عند ملقاتها الباء تنطبق الشفتين عليها وس مى‬
‫ّ‬
‫هذا العمل عندهم إخفا ء , وهذا النص الصريح أيضا فيه رد على بع ضِ شيوخ‬
‫ً‬
‫العصر القائلون كيف تنطبق الشفتين ونسميه إخفا ء ؟.‬
‫ً‬

‫} الحافظ أبو عمرو الداني الندلسي في‬
‫مصنفاته قال بالطباق{‬

‫قول المام أبي عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ في التيسيرعند حديثه عن‬
‫الدغام الكبير للسوسي عندما بين أن السوسي إذا أدغم الميم في الباء في مثل‬
‫ع ل م با ل ق ل م(76 )ي ح ك م ب ي ن ك م ( 86 - ومعلوم أن إدغامه هنا هو إخفاء شفوي ل‬
‫‬‫َ ْ ُ ُ ََْ ُ ْ‬
‫)َ ّ َ ِ ْ َ َ ِ‬
‫روم عنده معلل ذلك بقوله : " من أجل انطباق الشفتين " وهذا أيضا نص صريح‬
‫بالطباق لمن كان له قلب , أو أذن واعية . وهذا الكتاب مطبوع96 . وقال بذلك أيضا‬
‫في كتابه الدغام الكبير ص 18 طبعة عالم الكتب – بيروت .‬
‫وفي كتابه التحديد في علم التجويد وهو مطبوع قال: “ فإن التقت الميم بالباء‬
‫فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها، فقال بعضهم هي مخفاة لنطباق الشفتين‬
‫عليهما كانطباقها على أحدهما، وهذا مذهب ابن مجاهد وإلى هذا ذهب شيخنا‬
‫علي بن بشر.. قال أحمد بين يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة‬
‫وترك إدغامها إذا لقيها باء في جميع القرآن قال الداني وبالول أقول " 07 . فأنت‬
‫ترى أن المذهب الول والذي هو الخفاء هو الذي صرحوا فيه بالطباق، إذ أن‬
‫الطباق في هذا النوع مفروغ منه وسوف ألحق لك صورة في آخر هذا البحث‬
‫عبارة عن صورة فوتوغرافية مصورة من كتاب التمهيد وفي الهامش كلم أبي‬
‫عمرو الداني تحته في الهامش ينص نصا صريحا بإطباق الشفتين على الميم‬
‫المخفاة وهذا النص ل مجال معه للتأويل . وبعض الصور الخرى من نصوص‬
‫وكتب الئمة المعتبرين القدماء .‬
‫وقال أيضا ابو عمرو الداني في كتبه النادر المطبوع قريبا المسمى " الرجوزة‬
‫المنبهة على أسماء القراء والرواة وأصول القراءات وعقد الديانات بالتجويد‬
‫والقراءات " – باب القول في قلبهما أي النونين الساكنة والتنوين‬

‫القول في قلبهما‬
‫والنون والتنوين عند الباء *** حكمهما في النحو والداء‬
‫أن يقلبا ميما بل إدغام *** في اللفظ في القرآن والكلم‬
‫ُ‬
‫من أجل صوت الميم والنداوه *** وشركها للباء في التلوة‬
‫17‬
‫انقلبا ميما بل خلف *** فل تكن في لفظها بالجاف‬

‫76‬
‫86‬
‫96‬
‫07‬
‫17‬

‫( )العلق: من الةية 4(‬
‫( )النساء: من الةية 141(‬
‫( كتاب التيسير في القراءات السبع لبي عمرو الداعني ص 22 طبعة مكتبة العلم .‬
‫( التحدةيد في التقان والتجوةيد : لبي عمرو الداعني تحقيق د غاعنم قدوري الحمد . طبعة دار عمار – الردن .‬
‫( الرجوزة المنبهة لبي عمرو الداعني ص 912 . تحقيق د محمد بن مجقان الجزائري طبعة دار المغني , الرةياض .‬

‫12‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫فأين الدليل من في هذه البيات للداني لترك الفرجة بل حذر من جفاء صوتها ,‬
‫وهذا الكتاب للداني عبارة عن منظومة كبيرة جمع فيها جميع علوم القراءات‬
‫والتجويد وعدد أبياتها 1131 بيتا شملت جميع أبحاث التجويد والقراءات جملة‬
‫وتفصيل .‬

‫} الحافظ عبد الوهاب القرطبي‬
‫معاصر للداني قال بالطباق{‬

‫قال عبد الوهاب القرطبي ) ت 164 هـ ( في كتابه النادر الموضح في التجويد‬
‫عند كلمه على الميم الساكنة عند ملقاتها صوت الباء ما نصه :‬
‫الميم : إذا سكنت وبعدها باء وجب إخفاء الميم كقوله تعالى و أ َ‬
‫ِ ْ ُ ْ‬
‫) َ ن احكم‬
‫ب ي ن ه م (27 )أَ ن ب ئ ه م ب أ س ما ئ ه م(37 ه م ب ه ي ؤ م نو ن(47 وذلك أن الباء قربت من الميم‬
‫)ُ ْ ِ ِ ُ ْ ِ ُ َ‬
‫ِْْ ُ ْ َِ ْ َ ِ ِ ْ‬
‫ََْ ُ ْ‬
‫في المخرج فامتنع الظهار , واستوتا في أن كل واحدة منهما تنطبق بها الشفتان‬
‫فتحقق التصال والستتار , وامتازت الميم عنها بمزية الغنة فامتنع الدغام فلم‬
‫يبق إل 0‬
‫وقد اختلف القراء في العبارة عنها , فقال بعضهم : هي مخفاة لنطباق الشفتين‬
‫عليهما كانطباقهما على أحدهما , وهو مذهب ابن مجاهد , قال ابن مجاهد :‬
‫والميم ل تدغم في الباء لكنها تخفى لن لها صوتا من الخياشم تؤاخي به النون‬
‫الخفية ... 57 وهذا نص صريح أيضا بإطباق الشفتين وتسميته بالخفاء , ولم يسم‬
‫أحد من الرعيل الول هذا العمل بالظهار بغنة , بل قالوا الشفتين تنطبقان‬
‫وسموا ذلك إخفا ء .‬
‫ً‬

‫} الحافظ الشاطبي الندلسي شيخ‬
‫السخاوي قال بالطباق{‬

‫المام الشاطبي رحمه ا نظم لميته المسماه " حرز الماني ووجه التهاني "‬
‫في القراءات السبع وهذه اللمية أصلها كتاب التيسير وقد سبق وذكرت نص كتاب‬
‫التيسير والتصريح بالطباق بين وواضح فيه , وجميع شراح الشاطبية القدماء‬
‫ينصون بالطباق عند الحديث على الدغام الكبير لبي عمرو البصري . ومن أخذ‬
‫عن الشاطبي مشافهة ينصون على الطباق ف علم أن الشاطبي من أهل الطباق .‬
‫ُ‬
‫27 ( )المائدة: من الةية 94(‬
‫37 ( )البقرة: من الةية 33(‬
‫47 ( )القصص: من الةية 25(‬
‫57 ( الموضح في التجوةيد : لعبد الوهاب بن محمد القرطبي تحقيق د غاعنم قدوري الحمد ص 271 / 371 طبعة دار عمار‬
‫الردن .‬

‫22‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫} الحافظ علم الدين السخاوي تلميذ‬
‫الشاطبي قال بالطباق{‬

‫قال المام القسطلني في كتابه فتح المواهبي في مناقب المام الشاطبي أن‬
‫أول من شرح الشاطبية علم الدين الدين السخاوي بقوله : " اعلم أنه قد اتفق‬
‫الجمهور على أن أول شارح لها علم الدين السخاوي وسمى شرح اللمية " فتح‬
‫الوصيد " قال الشيخ أبو إسحاق الجعبري : وك ل ك ل على فتح وصيدها ومانح‬
‫ُ َ ٌ‬
‫نضيدها الشيخ العلمة تاج القراء , وسراج الدباء علم الدين السخاوي لنه قرأها‬
‫على مؤلفها غير مرة وهو أعلم بها من غيره من الشارحين وقال ابن الجزري : بل‬
‫هو وا السبب في شهرتها في الفاق وإليه أشار الشاطبي بقوله : يقيض ا لها‬
‫67‬
‫فتى يشرحها .‬
‫قال الحافظ علم الدين السخاوي تلميذ الشاطبي , في كتابه فتح الوصيد في‬
‫شرح القصيد عند قول الناظم وأشمم ورم في غير باء وميمها" .... يعني أن لك‬
‫أن تروم و تشم في ما أدغمه مما ذكره في الباب كله إل في باء أو ميم جاءت كل‬
‫ُ‬
‫واحدة منهما ملقي ة باء أو الميم ؛ لن مذهب أبي عمرو ... الشارة إلى حركة‬
‫ً‬
‫الحرف المدغم في حل إدغامه تنبيها عليها ما لم تكن الحركة فتحة ؛ لنه لو رامها‬
‫, لظهر المدغم لخفة الفتحة وسرعة ظهورها , ول ما تعذرت الشارة بانطباق‬
‫ّ‬
‫77‬
‫الشفتين في الباء مع الباء والميم , وفي الميم مع الميم والباء ... "‬
‫فقول الشارح تعذرت الشارة بسبب انطباق الشفتين فيه دللة واضحة أن ملقاة‬
‫الميم الساكنة للباء مخفاة والشفتان ايضا ينطبقان , ولم يصرح بترك الفرجة في‬
‫كتابه جمال القراء أو منظومته الرائعة في التجويد .‬

‫} الحافظ أبو جعفر بن الباذش في‬
‫كتابه القناع قال بالطباق{‬
‫في كتاب القناع في القراءات السبع لبي جعفر ابن الباذش المتوفى سنة 045‬
‫هـ نص صريح بإطباق الشفتين عليهما انطباقة واحدة أي : نطبق على ميم وفتح‬
‫الشفتين على باء ، لما تكلم حول الميم مع الباء حيث قال: " )... و قال لي أبو‬
‫الحسن بن شريح فيه بالظهار و لفظ لي به فأطبق شفتيه على الحرفين إطباقا‬
‫واحدا ... " و قال في موضع آخر : " إل أن يريد القائلون بالخفاء : انطباق‬

‫67 ( مختصر الفتح المواهبي في مناقب المام الشاطبي للمام اشهاب الدةين أحمد بن محمد القسطلعني ) ت 329 هـ|( ص 97 /‬
‫08 . طبعة دار الصحابة بطنطا .‬
‫77 ( فتح الوصيد في اشرح القصيد : لعلم الدةين السخاوي تحقيق جمال الدةين محمد اشرف ج 1 ص 661 . طبعة دار الصحابة‬
‫بطنطا .‬

‫32‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫الشفتين على الحرفين انطباقا واحدا ... " 87 وهذا النص من ابن الباذش رحمه ا‬
‫فيه إشارة أن الميم ل يتأتى إدغامها إدغاما كامل في الباء لنها تدغم ول يدغم‬
‫فيها وفيه ورد على من ادعى أن إطباق الشفتين قبل الباء يسمى إظهارا بغنة‬
‫َ‬
‫فإذا انتفى الظهار تعين الخفاء وامتنع الدغام لن الميم لها صوت ولم تف ن‬
‫بالكلية في الباء وفناؤها يسمى بالدغام الكامل ول إدغام كامل هنا .‬

‫} الحافظ أبو شامة المقدسي تلميذ‬
‫السخاوي قال بالطباق{‬
‫, قال المام أبو شامة ت 566 هـ في إبراز المعاني عند قول الناظم المام‬
‫الشاطبي ت 095 هـ‬
‫وتسكن عنه الميم من قبل بائها *** على إثر تحريك فتخفى تنزل‬
‫: " وقوله على إثر تحريك أي تكون الميم بعد محرك نحو: ) آ د م با ل ح قّ(97 ،‬
‫َ َ ِ ْ َ‬
‫)ب أ ع ل م بال شا ك ري ن( 08 ، ع ل م با ل ق ل م(18 ، ح ك م ب ي ن ا ل ع با د(28, والمصنفون في‬
‫)َ َ َ َ ْ َ ْ ِ َ ِ‬
‫)َ ّ َ ِ ْ َ َ ِ‬
‫ّ ِ ِ َ‬
‫َِ َْ َ ِ‬
‫التعبير عن هذا مختلفون فمنهم من يعبر عنه بالدغام كما يطلق على ما يفعل‬
‫بالنون الساكنة والتنوين عند الواو والياء أنه إدغام وإن بقي لكل واحد منهما‬
‫غنة، كما يبقى الطباق في الحرف المطبق إذا أدغم، ومنهم من بعبر عنه‬
‫بالخفاء لوجود الغنة وهي صفة لزمة للميم فلم يكن إدغاما محضا... "38 وهذا‬
‫نص واضح وفيه إشارة أن المصنفين قديما كانوا يسمونه بالدغام الناقص بدل‬
‫الخفاء ولو اتفق أهل عصرنا القائلون بترك الفرجة على هذه التسمية لذهب‬
‫الخلف الذي بيننا وبينهم البتة.‬

‫87 ( القناع في القراءات السبع لبي جعفر ابن الباذش ) ت 045 هـ ( تحقيق الشيخ أحمد فرةيد المزةيدي , طبعة دار الكتب‬
‫العلمية , بيروت , لبنان .‬
‫97 ( )المائدة: من الةية 72(‬
‫08 ( )العنعام: من الةية 35(‬
‫18 ( )العلق: من الةية 4(‬
‫28 ( )غافر: من الةية 84(‬
‫38 ( إبراز المعاعني لبي اشامة المقدسي ص 001 / 101‬

‫42‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫} الحافظ بن الجزري في نشره‬
‫ومصنفاته قال بالطباق{‬

‫قول المام شمس الدين محمد بن محمد بن محمد ابن الجزري المتوفى سنة 338‬
‫هـ في النشر في الجزء الول عند حديثه عن الدغام الكبير للسوسي . قال بعد‬
‫) ذكر المتقاربين( تحت عنوان ) فصل( اعلم ... وفي آخر الفصل قال ما نصه: ثم إن‬
‫الخذين بالشارة عن أبي عمرو أجمعوا على استثناء الميم عند مثلها وعند الباء‬
‫وعلى استثناء الباء عند مثلها وعند الميم قالوا: لن الشارة 48 تتعذر في ذلك من‬
‫أجل انطباق الشفتين‬
‫58‬
‫..."‬
‫فماذا يريد القائلون بالفرجة بعد قول علمة القراءات الذي ولو سمعنا بقراءة‬
‫غير موجودة في النشر أثبتناها في الشواذ مباشرة , فقوله رحمه ا ) من أجل‬
‫انطباق الشفتين ( حسم الخلف بين الجميع . وتأمل كلمه في التمهيد،الذي صنفه‬
‫في القاهرة وكان عمره وقتها سبعة عشر عاما, إذ ل توجد له أدنى إشارة لترك‬
‫الفرجة بين الشفتين قال رحمه ا : " القلب، وقد تقدم الكلم على معناه، فإذا‬
‫ْ‬
‫أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميما، من غير إدغام، وذلك نحو : َ) أ َ ن‬
‫بو ر ك( 68 ، )أ َ ن ب ئ ه م (78 ، ج د د بي ض ( 88 والغنة ظاهرة في هذا القسم. وعلة ذلك‬
‫ٌ‬
‫)ُ َ ٌ ِ‬
‫ِْْ ُ ْ‬
‫ُ ِ َ‬
‫أن الميم مؤاخية للنون في الغنة والجهر، ومشاركة للباء في المخرج، فلما وقعت‬
‫النون قبل الباء، ولم يمكن إدغامها فيها، لبعد المخرجين، ول أن تكون ظاهرة‬
‫لشبهها بأخت الباء وهي الميم، أبدلت منها لمؤاخاتها النون والباء ... "98 . ولم‬
‫يشر رحمه في أي منظومة من منظوماته المشهور بترك فرجة أو بتقليل العتماد‬
‫على الشفتين أو غير ذلك مما انتشر القول به في الونة الخيرة .‬

‫} الحافظ المام النويري شارح الطيبة وتلميذ‬
‫ابن الجزري قال بالطباق{‬

‫قال المام النويري عند شرحه للدغام الكبير لبي عمرو البصري : " ... ثم اختلفوا‬
‫في المراد بهذه الشارة : فحمله ابن مجاهد على الروم , والشنبوذي على‬
‫الشمام , ثم قال الشنبوذي : الشارة إلى الرفع في المدغم مرئية ل مسموعة ,‬
‫وإلى الخفض مضمرة في النفس غير مرئية ول مسموعة,‬
‫48‬
‫58‬
‫68‬
‫78‬
‫88‬
‫98‬

‫( المقصود بالاشارة الروم والاشمام .‬
‫( النشر في القراءات العشر للحافظ ابن الجزري ج 1 ص 732 طبعة دار الصحابة بطنطا .‬
‫( )النمل: من الةية 8(‬
‫( )البقرة: من الةية 33(‬
‫( )فاطر: من الةية 72(|‬
‫( التمهيد للحافظ ابن الجزري ص 011 . طبعة مؤسسة قرطبة .‬

‫52‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫وحملة الجمهور على الروم والشمام معا , فقال الداني : الشارة عندنا تكون‬
‫روما وإشماما , والروم آكد في البيان عن كيفية الحركة ؛ لنه يقرع السمع , غير‬
‫أن الدغام الصحيح والتشديد التام يمتنعان معه , ويصاحبه مع الشمام ؛ لنه‬
‫إعمال العضو وتهيئته من غير صوت إلى اللفظ , فل يقرع السمع ويمتنع في‬
‫المخفوض لبعد ذلك العضو من مخرج الخفض .‬
‫... وقوله ) في غير با ( يعنى أن الخذين بالشارة أجمعوا على استثناء الميم عند‬
‫مثلها وعند الباء , وعلى استثناء الباء عند مثلها وعند الميم , قالوا : لتعذر الشارة‬
‫فيهما من أجل انطباق الشفتين , وهو إنما يتجه إذا قيل : إن المراد بالشارة‬
‫الشمام إذ تعز الشارة بالشفة , والباء والميم من حروف الشفة , والشارة غير‬
‫النطق بالحرف ... 09 فقول النويري تعذر الشارة بالروم والشمام من أجل‬
‫انطباق الشفتين في الميم الساكنة التي بعدها باء فيه دللة واضحة أن الطباق‬
‫هو السائد عندهم وهو المأخوذ به عند الجميع , وهو الذي عليه العمل عند جميع‬
‫القراء . .‬

‫} ابن القاصح العذري في سراج‬
‫القارئ قال بإطباق{‬

‫قال رحمه ا في كتابه الرائع سراج القارئ عند شرحه للدغام الكبير لبي عمرو‬
‫البصري : " ... وتلتقي الباء بمثلها تحو قوله تعالى ) ن صي ب ب ر ح م ت نا ( 19 أو مع‬
‫ُ ِ ُ ِ َ ْ ََِ‬
‫َ َْ ُ‬
‫الميم نحو قوله تعالى )ي ع ذ ب م ن ي شا ء ( 29 وتلتقي الميم مع مثلها نحو )ي ع ل م‬
‫ُ َ ّ ُ َ ْ َ َ ُ‬
‫ما (39 أو مع الباء نحو )أَ ع ل م ب ما (49 فإن الروم والشمام يتعذران في ذلك لنطباق‬
‫َْ ُ ِ َ‬
‫َ‬
‫59‬
‫الشفتين بالباء والميم " أين التصريح بترك الفرجة ل يوجد بل كلمه صريح‬
‫بالطباق . وقال أيضا في كتابه النادر " نزهة المشتغلين في أحكام النون‬
‫الساكنة والتنوين : " الحكم الثالث : القلب فينقلبان فيهما عند حرف واحد وهو‬
‫الباء , وسواء اتصلت النون بالباء في كلمة أو انفصلت عنها في كلمة أخرى ؛ نحو )‬
‫أ َ ن ب ئ ه م(69 و م ن ب ع د(79 و ص م ب ك م(89 " 99. ولم يشر أدنى إشارة لترك الفرجة .‬
‫)ُ ّ ُ ْ ٌ‬
‫)َ ِ ْ َ ْ ُ‬
‫ِْْ ُ ْ‬
‫09 ( اشرح طيبة النشر في القراءات العشر : للمام النوةيري ج 1 ص 843 / 943 . طبعة دار الكتب العلمية بيروت , لبنان .‬
‫19 ( )ةيوسف: من الةية 65(‬
‫29 ( )العنكبوت: من الةية 12(‬
‫39 ( )هود: من الةية 5(‬
‫49 ( )ةيوسف: من الةية 77(‬
‫59 ( سراج القارئ المبتدئ للقاصح العذري البغدادي ص 44 . طبعة مصطفى البابل الحلبي .‬
‫69 ( )البقرة: من الةية 33(‬
‫79 ( )الروم: من الةية 4(‬
‫89 ( )البقرة: من الةية 81(‬
‫99 ( عنزهة المشتغلين في أحكام النون الساكنة والتنوةين للعلمة لي بن عثمان بن محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي , عنزةيل‬
‫القاهرة الشهير بابن القاصح أبو البقاء مقرئ فلكي , قرا العشر على أبي بكر بن الجندي وإسماعيل الكفتي ص 67 , طبعة‬
‫مؤسسة قرطبة , القاهر , مصر .‬

‫62‬
‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬
‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬
‫بإطباق الشفتين‬
‫باحث في على الصوات التجويدية‬

‫} الشيخ مل على قارئ في المنح‬
‫الفكرية قال بإطباق{‬

‫كلم الشيخ مل علي القاري المتوفى سنة 4101 هـ في المنح الفكرية شرح‬
‫المقدمة الجزرية قال:" وقلب النونين ) يقصد النون والتنوين( ميما عند ملقاتهما‬
‫الباء كما قال الشاطبي وقلبهما ميما لدى الباء حال كونها مقرونة بغنة كما هو‬
‫شأن الميم الساكنة عند الباء من إخفائها لديها مع الغنة كما سبق عن أجلء‬
‫)َ ِ ٌ‬
‫أرباب القراءة في نحو قوله : و ه م ب ر ب ه م (001 )أ َ ن ب ئ ه م (101 )أ َ ن بو ر ك(201 و ع لي م‬
‫ْ ُ ِ َ‬
‫ِْْ ُ ْ‬
‫)َ ُ ْ ِ َ ّ ِ ْ‬
‫ب ذا ت ال ص دو ر(301 ووجه القلب عسر التيان بالغنة في النون والتنوين مع إظهارهما‬
‫ّ ُ ِ‬
‫ِ َ ِ‬
‫ثم إطباق الشفتين لجل الباء، ولم يدغم لختلف نوع المخرج وقلة التناسب،‬
‫401‬
‫فتعين الخفاء. ويتوصل إليه بالقلب ميما لتشاركه الباء مخرجا والنون غنة " .‬
‫وهذا كلم الشيخ مل علي ل يوجد فيه أدنى إشارة بترك الفرجة, ولو كان التلقي‬
‫قديما بالفرجة في صوت الميم الساكنة لصرحوا به ولتوافرت النصوص الكثيرة‬
‫لبيانه فكيف غاب هذا البيان عن القدماء ويأتي علماء العصر للتصريح به من غير‬
‫دليل عليه من كتب المتقدمين بل بمجرد استشكال منهم في فهم معنى كلمه‬
‫إخفاء مع إطباق الشفتين على الميم .‬
‫وأقول لهم التلقي من المشايخ المسندين يفسر النصوص التجويدية وليست‬
‫النصوص التجويدية يفسر بها كيفية القراءة فمثل لو هناك رجل لم يدرس‬
‫التجويد البتة وأخذ كتابا من السوق ووجد فيه عبارة ) الروم والشمام ( فلن‬
‫يستطيع فهم معناهما إل بالتلقي من الشيوخ فكذلك ل يفسر كيفية الخفاء‬
‫الشفوي إل بالتلقي من المسندين وليس بالتلقي من المصحفيين وجميع من‬
‫عرفتهم من المجازيين بالقراءة قرأت عليهم بإطباق الشفتين بل وينكرون على‬
‫من يقرأ بالفرجة ويسمونه الشيخ " أبو فرجة ".‬

‫001‬
‫101‬
‫201‬
‫301‬
‫401‬

‫( )العنعام: من الةية 051(‬
‫( )البقرة: من الةية 33(‬
‫( )النمل: من الةية 8(‬
‫( )لقمان: من الةية 32(‬
‫( المنح الفكرةية اشرح المقدمة الجزرةية لمل على قارئ ص 84 .‬

‫72‬
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء
الإقلاب والإخفاء

More Related Content

What's hot

عرض مبسط لعلم أصول الفقه
عرض مبسط لعلم أصول الفقهعرض مبسط لعلم أصول الفقه
عرض مبسط لعلم أصول الفقهEmad Hamed
 
Pai (bab 9 hukum nun mati tanwin dan mim mati)
Pai (bab 9 hukum nun mati tanwin dan mim mati)Pai (bab 9 hukum nun mati tanwin dan mim mati)
Pai (bab 9 hukum nun mati tanwin dan mim mati)ilmaaa05
 
Kelas 4 Unit 5 - shalat
Kelas 4   Unit 5 - shalatKelas 4   Unit 5 - shalat
Kelas 4 Unit 5 - shalatGunawan Anwar
 
Ppt fiqih adzan iqamah
Ppt fiqih adzan iqamahPpt fiqih adzan iqamah
Ppt fiqih adzan iqamahasni furoida
 
PAI > Salat Jamak dan Qasar
PAI >  Salat Jamak dan QasarPAI >  Salat Jamak dan Qasar
PAI > Salat Jamak dan QasarEva Rosita
 
الاستبرق في رواية الإمام ورش عن نافع من طريق الأزرق
الاستبرق في رواية الإمام ورش عن نافع من طريق الأزرقالاستبرق في رواية الإمام ورش عن نافع من طريق الأزرق
الاستبرق في رواية الإمام ورش عن نافع من طريق الأزرقسمير بسيوني
 
Ushul Fikih2 BAB1
Ushul Fikih2 BAB1Ushul Fikih2 BAB1
Ushul Fikih2 BAB1Ali Mahmudi
 
الشاطبية في نقاط مختصرة سؤال وجواب الجزء الأول
الشاطبية في نقاط مختصرة سؤال وجواب الجزء الأول الشاطبية في نقاط مختصرة سؤال وجواب الجزء الأول
الشاطبية في نقاط مختصرة سؤال وجواب الجزء الأول سمير بسيوني
 
Al ‘âm wa al-khâsh
Al ‘âm wa al-khâshAl ‘âm wa al-khâsh
Al ‘âm wa al-khâshFidha DoRr
 
Ppt huruf hijaiyah
Ppt huruf hijaiyahPpt huruf hijaiyah
Ppt huruf hijaiyahrosi-yana
 

What's hot (20)

عرض مبسط لعلم أصول الفقه
عرض مبسط لعلم أصول الفقهعرض مبسط لعلم أصول الفقه
عرض مبسط لعلم أصول الفقه
 
Tadabbur Ayat Ayat Solat Dalam al-Quran
Tadabbur Ayat Ayat Solat Dalam al-QuranTadabbur Ayat Ayat Solat Dalam al-Quran
Tadabbur Ayat Ayat Solat Dalam al-Quran
 
Comprendre ibn arabi
Comprendre ibn arabiComprendre ibn arabi
Comprendre ibn arabi
 
Pai (bab 9 hukum nun mati tanwin dan mim mati)
Pai (bab 9 hukum nun mati tanwin dan mim mati)Pai (bab 9 hukum nun mati tanwin dan mim mati)
Pai (bab 9 hukum nun mati tanwin dan mim mati)
 
Kelas 4 Unit 5 - shalat
Kelas 4   Unit 5 - shalatKelas 4   Unit 5 - shalat
Kelas 4 Unit 5 - shalat
 
Ppt fiqih adzan iqamah
Ppt fiqih adzan iqamahPpt fiqih adzan iqamah
Ppt fiqih adzan iqamah
 
Problem and solution i ph o 27
Problem and solution i ph o 27Problem and solution i ph o 27
Problem and solution i ph o 27
 
Tajweed rules
Tajweed rulesTajweed rules
Tajweed rules
 
(memahami isi pokok ajaran al-qur'an)
(memahami isi pokok ajaran al-qur'an)(memahami isi pokok ajaran al-qur'an)
(memahami isi pokok ajaran al-qur'an)
 
علم أصول الفقه
علم أصول الفقهعلم أصول الفقه
علم أصول الفقه
 
PAI > Salat Jamak dan Qasar
PAI >  Salat Jamak dan QasarPAI >  Salat Jamak dan Qasar
PAI > Salat Jamak dan Qasar
 
الاستبرق في رواية الإمام ورش عن نافع من طريق الأزرق
الاستبرق في رواية الإمام ورش عن نافع من طريق الأزرقالاستبرق في رواية الإمام ورش عن نافع من طريق الأزرق
الاستبرق في رواية الإمام ورش عن نافع من طريق الأزرق
 
Ushul Fikih2 BAB1
Ushul Fikih2 BAB1Ushul Fikih2 BAB1
Ushul Fikih2 BAB1
 
L'INCONNU ( al ghayb )
L'INCONNU ( al ghayb ) L'INCONNU ( al ghayb )
L'INCONNU ( al ghayb )
 
الشاطبية في نقاط مختصرة سؤال وجواب الجزء الأول
الشاطبية في نقاط مختصرة سؤال وجواب الجزء الأول الشاطبية في نقاط مختصرة سؤال وجواب الجزء الأول
الشاطبية في نقاط مختصرة سؤال وجواب الجزء الأول
 
Ppt al quran
Ppt al quranPpt al quran
Ppt al quran
 
Rasmli tajvid
Rasmli tajvidRasmli tajvid
Rasmli tajvid
 
Al ‘âm wa al-khâsh
Al ‘âm wa al-khâshAl ‘âm wa al-khâsh
Al ‘âm wa al-khâsh
 
Ppt huruf hijaiyah
Ppt huruf hijaiyahPpt huruf hijaiyah
Ppt huruf hijaiyah
 
Asbabul wurud-ulumul hadits
Asbabul wurud-ulumul haditsAsbabul wurud-ulumul hadits
Asbabul wurud-ulumul hadits
 

Similar to الإقلاب والإخفاء

المنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويدالمنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويدسمير بسيوني
 
مبادىء علم التجويد
مبادىء علم التجويدمبادىء علم التجويد
مبادىء علم التجويدHeba Ahmed
 
ما انفرد به الامام يعقوب من القراءات
ما انفرد به الامام يعقوب من القراءاتما انفرد به الامام يعقوب من القراءات
ما انفرد به الامام يعقوب من القراءاتسمير بسيوني
 
المنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويدالمنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويدسمير بسيوني
 
الإجازات القرآنية في سؤال وجواب
الإجازات القرآنية في سؤال وجوابالإجازات القرآنية في سؤال وجواب
الإجازات القرآنية في سؤال وجوابسمير بسيوني
 
كتاب رقم ( 234 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 234 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 234 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 234 ) من سلسلة الكاملAhmedNaser92
 
الكامل في مدح الإمام ابن أبي الدنيا وذِكر ( 200 ) كتاب من كتبه وبيان الاختلاف...
الكامل في مدح الإمام ابن أبي الدنيا وذِكر ( 200 ) كتاب من كتبه وبيان الاختلاف...الكامل في مدح الإمام ابن أبي الدنيا وذِكر ( 200 ) كتاب من كتبه وبيان الاختلاف...
الكامل في مدح الإمام ابن أبي الدنيا وذِكر ( 200 ) كتاب من كتبه وبيان الاختلاف...MaymonSalim
 
7401103 1 cont
7401103 1 cont7401103 1 cont
7401103 1 cont0arij0
 
التذكرة في مصطلح الحديث
التذكرة في مصطلح الحديث التذكرة في مصطلح الحديث
التذكرة في مصطلح الحديث Yassin Abda
 
القولل الأبرق في حل بعض ما صعبب من طريق الأزرق
القولل الأبرق في حل بعض ما صعبب من طريق الأزرقالقولل الأبرق في حل بعض ما صعبب من طريق الأزرق
القولل الأبرق في حل بعض ما صعبب من طريق الأزرقسمير بسيوني
 
شرائح شرح الورقات_الدرس1
شرائح شرح الورقات_الدرس1شرائح شرح الورقات_الدرس1
شرائح شرح الورقات_الدرس1moujari mohammed
 
مناسبة السوار (1).pdf
مناسبة السوار (1).pdfمناسبة السوار (1).pdf
مناسبة السوار (1).pdfZiqCx
 
رشف اللمى على كشف العمى
رشف اللمى على كشف العمىرشف اللمى على كشف العمى
رشف اللمى على كشف العمىسمير بسيوني
 

Similar to الإقلاب والإخفاء (20)

المنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويدالمنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويد
 
مبادىء علم التجويد
مبادىء علم التجويدمبادىء علم التجويد
مبادىء علم التجويد
 
ما انفرد به الامام يعقوب من القراءات
ما انفرد به الامام يعقوب من القراءاتما انفرد به الامام يعقوب من القراءات
ما انفرد به الامام يعقوب من القراءات
 
المنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويدالمنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويد
 
عقيـدتنا لرئيس قسم العقيدة بالأزهر الدكتور طه الدسوقي مهدي حبيشي
عقيـدتنا لرئيس قسم العقيدة بالأزهر الدكتور طه الدسوقي مهدي حبيشيعقيـدتنا لرئيس قسم العقيدة بالأزهر الدكتور طه الدسوقي مهدي حبيشي
عقيـدتنا لرئيس قسم العقيدة بالأزهر الدكتور طه الدسوقي مهدي حبيشي
 
جامع الأقوال الفقيهة.pdf
جامع الأقوال الفقيهة.pdfجامع الأقوال الفقيهة.pdf
جامع الأقوال الفقيهة.pdf
 
الإجازات القرآنية في سؤال وجواب
الإجازات القرآنية في سؤال وجوابالإجازات القرآنية في سؤال وجواب
الإجازات القرآنية في سؤال وجواب
 
التجويد المبسط للمبتدئين
 التجويد المبسط للمبتدئين  التجويد المبسط للمبتدئين
التجويد المبسط للمبتدئين
 
كتاب رقم ( 234 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 234 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 234 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 234 ) من سلسلة الكامل
 
الكامل في مدح الإمام ابن أبي الدنيا وذِكر ( 200 ) كتاب من كتبه وبيان الاختلاف...
الكامل في مدح الإمام ابن أبي الدنيا وذِكر ( 200 ) كتاب من كتبه وبيان الاختلاف...الكامل في مدح الإمام ابن أبي الدنيا وذِكر ( 200 ) كتاب من كتبه وبيان الاختلاف...
الكامل في مدح الإمام ابن أبي الدنيا وذِكر ( 200 ) كتاب من كتبه وبيان الاختلاف...
 
السجاعي
السجاعيالسجاعي
السجاعي
 
7401103 1 cont
7401103 1 cont7401103 1 cont
7401103 1 cont
 
التذكرة في مصطلح الحديث
التذكرة في مصطلح الحديث التذكرة في مصطلح الحديث
التذكرة في مصطلح الحديث
 
القولل الأبرق في حل بعض ما صعبب من طريق الأزرق
القولل الأبرق في حل بعض ما صعبب من طريق الأزرقالقولل الأبرق في حل بعض ما صعبب من طريق الأزرق
القولل الأبرق في حل بعض ما صعبب من طريق الأزرق
 
شرائح شرح الورقات_الدرس1
شرائح شرح الورقات_الدرس1شرائح شرح الورقات_الدرس1
شرائح شرح الورقات_الدرس1
 
Ustads hamid 1
Ustads hamid 1Ustads hamid 1
Ustads hamid 1
 
Tafsir
Tafsir Tafsir
Tafsir
 
مناسبة السوار (1).pdf
مناسبة السوار (1).pdfمناسبة السوار (1).pdf
مناسبة السوار (1).pdf
 
Nayl al awthar
Nayl al awtharNayl al awthar
Nayl al awthar
 
رشف اللمى على كشف العمى
رشف اللمى على كشف العمىرشف اللمى على كشف العمى
رشف اللمى على كشف العمى
 

More from سمير بسيوني

أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....سمير بسيوني
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdfسمير بسيوني
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdfسمير بسيوني
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdfسمير بسيوني
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdfسمير بسيوني
 
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdfأوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdfسمير بسيوني
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdfسمير بسيوني
 
أسانيدي إلى الأوائل العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
أسانيدي إلى الأوائل  العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdfأسانيدي إلى الأوائل  العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
أسانيدي إلى الأوائل العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdfسمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 6.pdfسمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 5.pdfسمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 4.pdfسمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 3.pdfسمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 2.pdfسمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 1.pdfسمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 7.pdfسمير بسيوني
 
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdfنبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdfسمير بسيوني
 
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdfمصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdfسمير بسيوني
 
شرح منحة مولي البر للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
شرح منحة مولي البر  للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...شرح منحة مولي البر  للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
شرح منحة مولي البر للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...سمير بسيوني
 
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdfالشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdfسمير بسيوني
 
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdfكتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdfسمير بسيوني
 

More from سمير بسيوني (20)

أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
 
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdfأوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
 
أسانيدي إلى الأوائل العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
أسانيدي إلى الأوائل  العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdfأسانيدي إلى الأوائل  العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
أسانيدي إلى الأوائل العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
 
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdfنبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
 
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdfمصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
 
شرح منحة مولي البر للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
شرح منحة مولي البر  للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...شرح منحة مولي البر  للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
شرح منحة مولي البر للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
 
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdfالشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
 
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdfكتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
 

Recently uploaded

السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضيالسرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضيsalwaahmedbedier
 
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم التعليمية
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم  التعليميةعرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم  التعليمية
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم التعليميةfsaied902
 
by modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .ppt
by modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .pptby modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .ppt
by modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .pptmodarsaleh3
 
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكردمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكرMaher Asaad Baker
 
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتيNajlaaAlshareef1
 
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلومات
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلوماتالوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلومات
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلوماتMohamadAljaafari
 
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptx
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptxالصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptx
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptxv2mt8mtspw
 
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfعرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfr6jmq4dqcb
 
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها في العلوم البيولوجية والطبية
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها   في العلوم البيولوجية والطبيةتطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها   في العلوم البيولوجية والطبية
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها في العلوم البيولوجية والطبيةMohammad Alkataan
 
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريممحمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريمelqadymuhammad
 
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdfشكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdfshimaahussein2003
 
1 علم الخلية الم.pdf............................................................
1 علم الخلية الم.pdf............................................................1 علم الخلية الم.pdf............................................................
1 علم الخلية الم.pdf............................................................hakim hassan
 
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfدور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf575cqhpbb7
 
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdfالصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdfv2mt8mtspw
 
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdfسلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdfbassamshammah
 
إعادة الإعمار-- غزة فلسطين سوريا العراق
إعادة الإعمار--  غزة  فلسطين سوريا العراقإعادة الإعمار--  غزة  فلسطين سوريا العراق
إعادة الإعمار-- غزة فلسطين سوريا العراقOmarSelim27
 
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...Osama ragab Ali
 
1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptx
1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptx1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptx
1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptxAhmedFares228976
 

Recently uploaded (20)

السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضيالسرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
السرقات الشعرية إعداد غادة محمد عبد الراضي
 
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم التعليمية
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم  التعليميةعرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم  التعليمية
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم التعليمية
 
by modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .ppt
by modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .pptby modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .ppt
by modar saleh في التصوير التلفزيوني أحجام اللقطات .ppt
 
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكردمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
دمشق تاريخ معطر بالياسمين - ماهر أسعد بكر
 
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
"الدعامة الأساسية التي يقوم عليها التقويم الذاتي
 
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلومات
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلوماتالوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلومات
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلومات
 
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptx
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptxالصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptx
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptx
 
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfعرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
 
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها في العلوم البيولوجية والطبية
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها   في العلوم البيولوجية والطبيةتطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها   في العلوم البيولوجية والطبية
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها في العلوم البيولوجية والطبية
 
.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf
.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf
.العروض التقديمية والرسومات التعليمية bdf
 
عرض تقديمي عن اسم المفعول.امل عرفات محمد العربي جامعة جنوب الوادي تربيه عام ...
عرض تقديمي عن اسم المفعول.امل عرفات محمد العربي  جامعة جنوب الوادي تربيه عام ...عرض تقديمي عن اسم المفعول.امل عرفات محمد العربي  جامعة جنوب الوادي تربيه عام ...
عرض تقديمي عن اسم المفعول.امل عرفات محمد العربي جامعة جنوب الوادي تربيه عام ...
 
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريممحمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
محمد احمد سيد احمد محمد سباق عمر يوسف عبدالكريم
 
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdfشكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
 
1 علم الخلية الم.pdf............................................................
1 علم الخلية الم.pdf............................................................1 علم الخلية الم.pdf............................................................
1 علم الخلية الم.pdf............................................................
 
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfدور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
 
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdfالصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
الصف الثاني الاعدادي - العلوم -الموجات.pdf
 
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdfسلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdf
 
إعادة الإعمار-- غزة فلسطين سوريا العراق
إعادة الإعمار--  غزة  فلسطين سوريا العراقإعادة الإعمار--  غزة  فلسطين سوريا العراق
إعادة الإعمار-- غزة فلسطين سوريا العراق
 
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
 
1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptx
1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptx1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptx
1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptx
 

الإقلاب والإخفاء

  • 1. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫البحاث الصوتية التجويدية‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫باحث في علم الصوات التجويدية‬ ‫5241 هـ 5002 م‬ ‫1‬
  • 2. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫الفهرست‬ ‫1. مدخل لهذا البحث‬ ‫الفصل الول :‬ ‫1. التعريف بالشفتين مخرج صوت الميم‬ ‫2. أهمية دور الشفتين في أصوات الكلم‬ ‫3. التعريف بالمجــرى الخيشــومي مخرج صـفة الميم‬ ‫4. الميم صــوت شفــوي خيشــومي مجهــور مرقــــق‬ ‫5. مخرج صوت الميم من نصفين شفـوي وخيشــومي‬ ‫6. صفات صوت الميم من نصفين شــــــديد ورخـــــــو‬ ‫7. شـــــــروط النطــــق بصوت مـيــم خالصـــــة كاملة‬ ‫8. التعريف بالقـلـــــــــب والخـــــفاء الشـفــــــــــــوي‬ ‫الفصل الثاني :‬ ‫1. القائلون بإظهار المـــــــــيم الساكنة وإخفائها قديما‬ ‫2. القلب يســــــــمى قـــــديمـــــا بــــالبــــــــــــــــدال‬ ‫3. الخفاء الشفوي يســـــــــمى قديما بالدغام الناقص‬ ‫4. القائلون بإطباق الشفتين على الميم الساكنة المخفاة‬ ‫الفصل الثالث :‬ ‫1. نصــوص الئمـة القـدماء والمحـدثيـن القائلون بالطبــــــاق‬ ‫2. الحافظ أبو عمرو البصري أحد القـراء ال سبع قال بالطـبـــاق‬ ‫ّ‬ ‫3. الحافظ طاهــر بن غلبون شيخ الداني ومكـ يّ قال بالطبـــاق‬ ‫4. الحافظ أبو عمرو الداني الندلسي في مصنفاته قال بالطباق‬ ‫الحافظ عبد الوهاب‬ ‫‪.e‬‬ ‫القرطبي معاصـر للـداني قال بالطبــــاق‬ ‫6.‬ ‫7.‬ ‫8.‬ ‫9.‬ ‫الحافظ‬ ‫الحافظ‬ ‫الحافظ‬ ‫الحافظ‬ ‫الشاطبــي الندلـسي شيخ السخــاوي قال بالطبـــاق‬ ‫علم الدين السخــاوي تلميـذ الشاطبـي قال بالطبــاق‬ ‫أبو جعفر بن الباذش في كتابه القناع قال بالطبــاق‬ ‫أبو شامة المقدسي تلميذ السخـــاوي قال بالطبــــاق‬ ‫2‬
  • 3. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫01. الحافظ بن الجزري في نشره ومصنفاته قال بالطبـــاق‬ ‫11. الحافظ المام الــنويــري شــارح الطـيبة قال بالطبـــــاق‬ ‫21. الشيخ مل على قــارئ فــي المنـح الفكـرية قال بإطبـــاق‬ ‫31. الشيخ محمـد بن يالــوشة شيخ قراء تونس قال بالطباق‬ ‫41. الشيخ إبراهيـــم المـارغني مفتي المـالكية قال بالطبـاق‬ ‫الشيخ ناصر الدين محمد بن‬ ‫‪.o‬‬ ‫سالم الطبلوي قال بالطباق‬ ‫61. الشيخ أحمد بن محمد البنا صاحب التحاف قال بالطباق‬ ‫71.‬ ‫81.‬ ‫91.‬ ‫02.‬ ‫12.‬ ‫الشيخ القسطلني في الللــئ السنيــة قال بالطباق‬ ‫الشيخ محمد المتولي شيـخ الضبـاع قال بالطبـــاق‬ ‫الشيخ الضـبـاع فـي كتابه الضــاءة قال بالطبـــاق‬ ‫الشيخ محمد مكي نصــر الجريســـي قال بإطبـــــاق‬ ‫د/ غانم قدوري الحمد شيخ المحققين قال بالطباق‬ ‫22.‬ ‫32.‬ ‫42.‬ ‫52.‬ ‫62.‬ ‫الشيخ أحمــد بن عبد العـزيــز الزيات قال بالطباق‬ ‫الشيخ الدكتور أيمـــن رشــدي سـويد قال بإطبـــاق‬ ‫شيخي الدكتور يحيـي الغــوثانــي قال بالطبـــــــاق‬ ‫قرار مجلس شيوخ دمشــق الشــام قالوا بالطبــاق‬ ‫الشيخ محمد رفعت القارئ المشهور يقرأ بالطباق‬ ‫72. الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي القارئ المشهور يقرأ بالطباق‬ ‫82. الشيخ محمد الصيفــي القارئ المشهـــور يقـــرأ بالطبـــــاق‬ ‫92. الشيخ صديق المنشاوي أبو القارئ المشهور يقرأ بالطبــاق‬ ‫03. الشيخ محمود خليل الحصري القارئ المشهور يقرأ بالطباق‬ ‫13. الشيخ محمود علي البنا القارئ المشهـــور يقــــرأ بالطبـاق‬ ‫شيخ عموم المقارئ‬ ‫‪.ff‬‬ ‫المصــرية المعصـراوي يقرأ بالطبـــاق‬ ‫الفصل الرابع :‬ ‫1. أول من قال بتغيير صـــــــوت الميم الساكنة المخفاة‬ ‫2. كيف انتشر القول بالفرجة في الميم الساكنة المخفاة‬ ‫3. الرد على من أشكل علـيه معنى إخفاء الميم الساكنة‬ ‫4. سـبع أقوال في كيفية النطق بالميم الساكنة المخفاة‬ ‫5. الرد على شبهات القائلون بترك فرجة بين الشفتين‬ ‫الفصل الخامس :‬ ‫3‬
  • 4. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫1.‬ ‫2.‬ ‫3.‬ ‫التلقي من المشـــــــايخ المــــــــــسندين بالطــــباق‬ ‫ذكر الخطاء في القلب والخفـــــــــــــــاء الشفـوي‬ ‫خاتمة هذا البحث ونتائجه‬ ‫الفصل الول‬ ‫} مدخل لهذا البحث{‬ ‫بسم ا القائل ) إ ِ نا ن ح ن ن ز ل نا ال ذ ك ر و إ ِ نا ل ه ل حا ف ظو ن( 1 والصلة والسلم على‬ ‫ّ ْ َ َ ّ َ ُ َ َ ِ ُ َ‬ ‫ّ َ ْ ُ َ َّْ‬ ‫خير من تل القرآن حق تلوته المرشد لمته بقوله ) خيركم من تعلم القرآن‬ ‫وعلمه ( صلى ا عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فأقول وبالله‬ ‫التوفيق والسداد‬ ‫أحببت أن أتحف إخواني على النترنت الداخلين لموقعي بهذا البحث الفريد في‬ ‫نوعه المهم في مادته لرد القراء إلى رفع الظلم عن صوت الميم الساكنة‬ ‫المخفاة, فهذا الحرف يظلم في وقتنا المعاصر , وينادي ويستغيث هل من جند‬ ‫يدافع عني , ولكن ل مجيب . وقد انتشر ما أحدثه بعض القراء المحدثين من أدا ءٍ‬ ‫ل يمثل بشكل صحيح صوت الميم المتلقاة عن الئمة المعتبرين , المتصل‬ ‫سندهم بالحضرة النبوية , ولم يرد التصريح به عن أي عالم قديم , أو كتاب‬ ‫معتمد من كتب اللغة أو التجويد والقراءات , ومنذ بزوغ شمس مصنفات التجويد‬ ‫القديمة اتسمت بالشمول لكل جوانب الدرس الصوتي التجويدي الدقيق , أما‬ ‫بعض الكتب المتأخرة يغلب عليها إيجاز العبارة غالبا , وغموضها أحيانا , أما ما‬ ‫سطره علماء التجويد الوائل فقد سمو بأداء الحرف العربي إلى التقان .‬ ‫ول ينبغي لذي ل ب أن يتجاوز ما مضى عليه أئمة علماء التجويد القدماء بوجه يراه‬ ‫ٍ‬ ‫جائزا في اللغة العربية , ويجب أل نتجاوز ما رسموه لنا من قواعد التجويد , إذ‬ ‫كان ذلك بنا أولى , وكنا إلى التمسك بمصنفاتهم أحرى , وال بعد عما سطره‬ ‫ُ‬ ‫الوائل مرتع خصب للختلف والخلل في أداء القراءة وذلك ناتج عن إعمال‬ ‫بعض الراء الشخصية في فهم نصوص التجويد .‬ ‫وأردت أن أنبه القراء الح فاظ إلى أن قراءة القرآن عبادة , والعبادات الشأن‬ ‫ّ‬ ‫فيها التوقيف , فصفة العبادات وهيئتها وطرق أدائها وفعلها توقيفي ل تترك‬ ‫للجتهاد أبدا , ومن ذلك قراءة القرآن , ولذا قال صلى ا عليه وسلم " اقرءوا‬ ‫كما علمتم " وهذا فعل أمر والصل في المر أنه للوجوب إل إذا صرفه صارف ,‬ ‫فمن كان عنده صارف لهذا المر فليأتنا به حتى نترخص القراءة حينئذ كما يتيسر‬ ‫لكل واحد منا , حتى النبي ‪ ‬لم يأذن له أن يتلوه كما يشاء بل ع ل م القراءة‬ ‫ُّ َ‬ ‫تعليما من جبريل وكان يتعلمها عنه مشافهة .‬ ‫والقاعدة عند المحدثين والقراء أن من حفظ حجة على من لم يحفظ . فقراءة‬ ‫القرآن توقيفية تتلقى صفتها وهيئتها عن رسول ا ‪ ‬إما عنه مباشرة أو‬ ‫1‬ ‫( )الحجر:9(‬ ‫4‬
  • 5. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫بالواسطة أي بواسطة الرواية وأعلى درجات الرواية المشافهة .2 وقد سخر ا‬ ‫لكتابه جنودا وهم علماء السلف فقد ق عدوا للقراءة النبوية كما تلقاها منه‬ ‫ّ‬ ‫الرعيل الول وهذه القواعد تؤخذ مما سطره العلماء الوائل في القراطيس .‬ ‫وكل الطوائف المتصدرة للقراء والتعليم في وقتنا المعاصر يدعون أنهم‬ ‫يمتلكون مفاتيح فهم نصوص التجويد ويدعون سداد رأيهم ويسفهون قول من‬ ‫خالفهم حتى لو كان معه دليل قطعي الدللة .‬ ‫والحق الذي ل ريبة فيه أن مفاتيح فهم قواعد التجويد تؤخذ مما سطره علماء‬ ‫السلف الوائل ويجب على شيوخ العصر ومدرسي القرآن وأخص منهم من ض يق‬ ‫ّ‬ ‫عقله وفهمه على بعض الكتب المعاصرة المتأخرة التي صنفت في التجويد مما‬ ‫فيها إعمال للرأي والجتهاد وأخص أيضا من ن صب نفسه م ق عدا ومطورا لقواعد‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫التجويد أن يعلموا أن قواعد التجويد التي سطرها العلماء القدماء شرح لكيفية‬ ‫قراء النبي ‪ ‬ل تقبل التطوير والجتهاد مثلها مثل ثوابت السلم كالصلة وأركان‬ ‫الحج , بل تؤخذ من فعل النبي ‪ ‬وما رواه عنه علماء السلف الذين نقلوا كيفية‬ ‫أداء النبي ‪ ‬لهذه العبادات. والنبي ‪ ‬قال " صلوا كما رأيتموني أصلي " وقال‬ ‫في حديث آخر " خذوا عني مناسككم" وهو نفسه القائل " اقرءوا كما علمتم "‬ ‫وليس كما تيسر على ألسنتكم .‬ ‫بعض الشيوخ في وقتنا المعاصر يتذوق الحروف – بلهجته العامية - ويقولوا هي‬ ‫تخرج معي هكذا , ونحن لسنا متعبدين بكيفية إخراجه هو للحرف بل كيف نطق‬ ‫النبي ‪ ‬بهذه الحروف وعلماء السلف لم يتركوا شيئا عن النبي ‪ ‬إل وسطروه لنا‬ ‫والمصنفات القديمة خير دليل على ذلك .‬ ‫والناظر في بعض كتب التجويد المعاصرة يجد فيها بعض التناقض الشديد‬ ‫والتضاد في كثير من المسائل بينها وبين مصنفات الئمة المعتبرين القدامى‬ ‫ومرجع الترجيح في ذلك عند الخلف لما سطره الوائل مع ضبط ذلك بالتلقي من‬ ‫الشيوخ المتصل سندهم بالنبي ‪. ‬‬ ‫قال الدكتور مساعد طيار حفظه ا :‬ ‫)) بل إنني أدعو إلى صياغة علم التجويد صياغة تتناسب مع التطبيق ، وتقلل من‬ ‫التنظيرات والعلل التي ليست من صلب هذا العلم ، وكذا ما دخله من اجتهادات‬ ‫متأخرة صار العمل عليها عند بعض المقرئين ، وليس فيها سند عن المتقدمين‬ ‫ممن ألف في هذا العلم ، وهذه مسألة أراها مهمة للغاية للتجديد في طرح هذا‬ ‫العلم ، وتقريبه بصورة واضحة مشرقة بعيدة عن التعقيد والتطويل الذي ل يفيد‬ ‫كثيرين ممن يريدون تعلم هذا العلم ((‬ ‫وأعلم وفقني ا وإياك لما يحب ويرضى أن المراجع البحثية المتعلقة بعلوم‬ ‫التجويد تنقسم إلى ثلثة أقسام : أول مراجع أصلية ثانيا مراجع ثانوية ثالثا‬ ‫مراجع يستأنس بها ل تقدم ول تأخر في إثبات أي قضية بحثية تجويدية .‬ ‫فالمراجع الصلية : مثل أقوال الئمة المعتبرين سواء كانوا من علماء المائة‬ ‫الثانية إلى المائة العاشرة مثل أقول أئمة القراء العشرة وابن مجاهد وأبو‬ ‫مزاحم الخاقاني والداني ومكي وعبد الوهاب القرطبي والشاطبي والسخاوي‬ ‫والجزري ومن في عصرهم أقوالهم حجة تثبت بأقوالهم أي قضية في التجويد .‬ ‫2‬ ‫( محاضرة القراءة سنة متبعة لشيخنا الفاضل عبد العزيز قارئ عميد كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة‬ ‫5‬
  • 6. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫والمراجع الثانوية : مثل أقوال علماء المائة الحادية عشر إلى المائة الثالثة‬ ‫عشر .‬ ‫والمراجع التي يستأنس بها : أقوال علماء المائة الرابعة عشر إلى وقتنا المعاصر‬ ‫وإن كان كلمهم ل يقدم أو يؤخر في القضية شيئا . وذلك لن علم علماء السلف‬ ‫أفضل من علماء الخلف بكثير لقوبهم من عصر النبوة ومن أراد المزيد في بحث‬ ‫هذه المسألة عليه بكتاب العلمة ابن رجب ) فضل علم السلف على علم الخلف (‬ ‫ففيه الفائدة لمن كان له قلب‬ ‫ومن مناهج البحث التي تعلمتها في كلية القرآن بالمدينة المنورة لو كانت هناك‬ ‫مسألة خلفية بين المتقدمين والمتأخرين نقدم أقوال المتقدمين لنهم عرب‬ ‫فصحاء وليس كما يزعم من باعه في التجويد أقل من شبر من قوله : " أقوال‬ ‫الورق الصفر الذي عفا عليه الزمن ل يؤخذ بقولهم " .‬ ‫والحذر كل الحذر من تطوير وتجديد قواعد التجويد وهذا التجديد قد وقعت فيه‬ ‫بعض الكتب المعاصرة من قولهم بالفرجة وتقدير زمن الغنة بحركتين وتعريف‬ ‫الحركة بقبض الصبع أو بسطه وإمالة القلقلة ناحية الحركة .‬ ‫وتعتبر كتب التجويد القديمة رافدا من الروافد الثرية في ثبوت أي قضية‬ ‫من قضايا التجويد , ويجب على القارئ أن يعرض ما يتلقاه عن شيخه‬ ‫على الصول المقررة في كتب التجويد للئمة الوائل خشية أن يكون‬ ‫شيخك و هم في بعض ما يلقنك إياه 3 , وإياك أن تأخذ كل ما يقوله‬ ‫ِ‬ ‫شيخك بالمسلمات , فإن بعض الشيوخ يصيبهم الكبرياء في الرجوع عن‬ ‫بعض أقواله وعند سؤاله عن الدليل لما يقول يستدل بأنه تلقها هكذا ,‬ ‫حتى ولو جاءه النص عن ابن الجزري فيما يخالف قوله ل يقبل به ’‬ ‫ويلزم من يقرأ عليه برأيه ول يقبل المساومة عليه وهذا العمل أشبه ما‬ ‫يكون بنظرية فرعون في الستدلل " ما أريكم إل ما أرى " وقد غلب‬ ‫على العصور المتأخرة نزعة التقليد وجمود العبارة وغموضها في بعض‬ ‫الحيان , ول يساورك شك في أن ما سطره العلماء الوائل تقعيد‬ ‫لكيفية قراءة النبي ‪ . ‬وهذا الكلم الخير مسوق للستدلل به على أن‬ ‫ما في بعض كتب التجويد المعاصرة ليس بالمسلمات , بل يجب عرض‬ ‫هذه القواعد على كلم وقواعد الوائل فما وافق أخذنا وما خالف رددنا‬ ‫بالتي هي أحسن بلسان الوائل ل بلساننا.‬ ‫وفي الخر , ليس هدفي بهذا البحث لنيل رسالة الماجستير أو الدكتوراه بل لنال‬ ‫به رضى ا تعالى , وأسأله تعالى أن يتقبله مني خالصا وجهه , وأن يضع له‬ ‫القبول عند الناس , فإن القبول عند الناس رزق يوسعه ا – تعالى – على قوم ,‬ ‫ويضيقه على آخرين , ول معقب لحكمه . وا تعالى أسأله التوفيق والسداد آمين.‬ ‫أ/ فرغلي سيد عرباوي‬ ‫باحث في علم الصوات التجويدية‬ ‫3‬ ‫( رسالة دكتوراه , د غانم قدوري الحمد بعنوان : الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ص 56‬ ‫6‬
  • 7. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫} التعريف بالشفتين مخرج صوت‬ ‫الميم{‬ ‫خلق ا الشفتين للنسان وهما من أعضاء النطق المهمة , فهما يتحركان‬ ‫بحرية في اتجاهات متعددة , وتأخذان أوضاعا مختلفة حال النطق ،‬ ‫ويؤثر ذلك في نوع الصوات المسماة بالحركات , وقد تنطبق الشفتان‬ ‫انطباقا تاما كما قد تنفرجان ويتباعد ما بينهما إلى أقصى حد . ومن بين‬ ‫هاتين الدرجتين من النطباق والنفراج درجات مختلفة , ويحدث النطباق‬ ‫التام في نطق الباء , ويحدث انفراج كبير في كثير من الصوات كالكسرة‬ ‫العربية ومع بعض الصوات الخرى . وتختلف عادات البشر في استغلل‬ ‫حركة الشفتين والنتفاع بهما في إنتاج الصوات فمن الشعوب من تتميز‬ ‫4‬ ‫عادات النطق لديهم بكثرة الحركة في الشفتين , ومنهم من يقتصد...‬ ‫قال تعالى ممت نا على عباده بنعمة اللسان والشفتين ) أ َ ل م ن جْ ع ل ل هُ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫6‬ ‫ـاــلى خ ـقـ ـف ــتين لفوا ـدـ‬ ‫ئ‬ ‫الش ـ‬ ‫ل‬ ‫ع ي ن يـن ( 5 ) و ل سانا و ش ــ ت ي ن( وا ســحانه وتع‬ ‫ـب ـ‬ ‫َ ـ فَ ـ َ ْ ِ‬ ‫َِ َ‬ ‫ََْْ ِ‬ ‫كثير ةٍ , ومن هذه الفوائد : إضفا ء مسح ة خاص ة على جمال منطق‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫النسان , وه يأ فيهما عضل ت تستجيب لوامر النسان في أي لحظة ,‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫فإذا ن شط هذه العضلت , وأيقظها بالضم والفتح , والطباق , والضغط‬ ‫ّ‬ ‫عليها وترويضها , فإنها ستستجيب له وتعطيه الهيئة المطلوبة لنطق أي‬ ‫حر فٍ , ول شك أن ذلك سيساعد الفك على المرونة في النطق , فعلى‬ ‫من يرغب بتحسين تلوته أن يتن ب ه إلى هذا , وأن يسمع النطق الصحيح‬ ‫ّ َ‬ ‫7‬ ‫من المشايخ , ثم يتد رب عليه , و ي ر و ض شفتيه على تحسينه , ورحم ا‬ ‫َُ َ ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫المام ابن الجزر يّ إذ يقول عن التجويد :‬ ‫ِ َ ّ ِ‬ ‫إ ل ّ ريا ض ة ا م رىء ب ف ك ه‬ ‫َ ُ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ََْ َ َ ْ ِ ِ‬ ‫وليس بينه وبين تركه‬ ‫ََْ َ ََْ ُ‬ ‫وقال الشاطبي‬ ‫و ت ر دا د ه ي ز دا د في ه ت ج م ل ً‬ ‫ََ ْ َ ُ ُ َ ْ َ ُ ِ ِ َ َ ّ‬ ‫ُ َ ّ َ ِ ُ ُ‬ ‫ و خ ي ر ج لي س ل َ ي م ل ح دي ث ه‬‫ٍ‬ ‫َ َْ ُ َِ‬ ‫4 ( انظر المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي . د رمضان عبد التواب ص 52 , نقل عن مدخل إلى علوم العربية ,‬ ‫الوصوات , د عيسى شحاته عيسى على , حفظه ال , ص 64 .‬ ‫5 ( ) البلد : 8 (‬ ‫6 ( ) البلد : 9 (‬ ‫7 ( علم التجويد أحكام نظرية : د يحيي الغوثاني ص 57 .‬ ‫7‬
  • 8. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫ويبدو أن بروز الشفتين للعيان جعل علماء الصوات المحدثين يكتفون في‬ ‫حديثهم عنهما ببيان الوظيفة التي تقومان بها في إنتاج بعض الصوات , وهو عين‬ ‫السبب الذي جعل علماء العربية والتجويد يسلكون الطريق نفسه , فاكتفوا ببيان‬ ‫دور الشفتين في إنتاج الصوات اللغوية , إل أن الدركزلي ذكر بعض خصائصهما‬ ‫الحركية فقال : " ... بالشفتين المشتملتين على انطباق وانفتاح وحركة محكمة "‬ ‫8 يتم التغيير في مدارج الصوت .‬ ‫أهمية دور الشفتين في أصوات{‬ ‫} الكــــــلم‬ ‫بعد التأمل الدقيق في مخارج الحروف نجد أن الشفتين لهما دور كبير جدا‬ ‫وأهمية في نطق جميع الحروف المفردة والمجتمعة , ويظهر دورهما بشكل‬ ‫بارز عند توالي الحروف المتباينة في الحركات كالضم مع الكسر , مثل : ) ُ م روا(‬ ‫أ ِ ُ‬ ‫أو الضم مع السكون , مثل : ) ه م ل ه م جن د م ح ض رو ن(. وهذه ملحظ ة يغفل عنها‬ ‫ٌ‬ ‫و ُ ْ َ ُ ْ ُ ٌ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫الكثيرون , ولذلك فإن من لم يهتم بهيئة شفتيه عند نطق الحروف فإنها تخرج‬ ‫غير متقنة , فمث ل ً عندما تنطق :إ ِ يْ , تكون هيئة الشفتين مختلفة تماما عندما أ ُ‬ ‫ْ‬ ‫و‬ ‫9‬ ‫... وإلخ ...‬ ‫} التعريف بالمجرى الخيشومي مخرج‬ ‫صفة الميم{‬ ‫كان سيبويه أول من استخدم كلمة الخياشم , ووضح أن الهواء يأخذ طريقه فيها‬ ‫عند نطق الميم 01 ولكنه لم يبين المقصود منها . وتابع علماء التجويد سيبويه في‬ ‫استخدام كلمة الخياشم ومنهم الداني في التحديد وعبد الوهاب القرطبي في‬ ‫الموضح , لكنهم قدموا لنا توضيحا مناسبا لها , فقال مكي : " والخيشوم الذي‬ ‫تخرج منه الغنة , هو المركب فوق غار الحنك العلى " وجاء تعريف الداني‬ ‫للخيشوم أكثر وضوحا , وذلك حيث قال : " والخيشوم خرق النف المنجذب إلى‬ ‫داخل الفم " واستخدم عدد من المحدثين عبارة ) الفراغ النفي ( و ) التجويف‬ ‫النفي ( و ) البلعوم النفي ( بدل كلمة الخياشم , وهم يقصدون بذلك التجويف‬ ‫8 ( الدراسات الصوتية عند علماء التجويد : د غانم قدوري الحمد ص 401 .‬ ‫9 ( علم التجويد أحكام نظرية : ص 47 .‬ ‫01 ( الكتاب ج 4 ص 334 .‬ ‫8‬
  • 9. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫الذي يندفع خلله الهواء حتى يخرج من النف . 11 وع رفه الدكتور : خليل إبراهيم‬ ‫ّ‬ ‫العطية في كتابه البحث الصوتي عند العرب بقوله : " وهو فراغ يندفع فيه الهواء‬ ‫عند انخفاض الطبق ليمر الهواء الخارج من الرئتين من خلله عن طريق النف‬ ‫21‬ ‫وعن طريق التجويف النفي تنطق النون والميم العربيتين "‬ ‫والجمهور من العلماء يعرف الغنة بأنها مجرد خروج النفس المجهور من‬ ‫المجرى الخيشومي , قليل كان ذلك النفس أم كثيرا , طويل أم قصيرا‬ ‫31 , وقد أكدوا على ملزمة الغنة للنون والميم , كيفما جاءتا , فقال‬ ‫عبد الوهاب القرطبي عنهما : " ولجل جريان الغنة فيها وفي الميم إذا‬ ‫طرأت على الخيشوم آفة تمنع الجريان رأيت النون أقرب إلى التاء ,‬ ‫41‬ ‫والميم أم س بالباء "‬ ‫ّ‬ ‫وكان الجعبري قد قال كلمة موجزة جامعة عنها , هي : " والغنة صفة‬ ‫النون , ولو تنوينا , والميم , تحركتا أم سكنتا , ظاهرتين أو مخفاتين أو‬ ‫مدغمتين , ... قال : وهذا معنى قول الداني : وأما الميم والنون‬ ‫فيتجافى بهما اللسان إلى موضع الغنة من غير قيد , وبرهانه سد النف‬ ‫, وهي في الساكن أكمل من المتحرك , وفي المخفي أزيد من المظهر‬ ‫51‬ ‫, وفي المدغم أوفى من المخفي "‬ ‫والغنة ليست بحرف كما ورد عن بعض العلماء بل هي صفة وصاحب‬ ‫هذا القول مكي رحمه ا فقد قال في رعايته " والغنة حرف مجهور‬ ‫شديد ,ل عمل للسان فيها , والخيشوم الذي تخرج منه هذه الغنة هو‬ ‫61‬ ‫المركب فوق غار الحنك العلى فهي صوت يخرج من ذلك الموضع "‬ ‫ومن ث م اعترض الجعبري على قول مكي السابق وأنكره وصنف في ذلك‬ ‫َ ّ‬ ‫شعرا للرد عليه بقوله " جعله الغنة حرفا غير سديد بالمهملة , وإن أراد‬ ‫أنها ذات محل مغاير فل يلزم منه حرفيتها قال : وإلى هذا أشرنا في‬ ‫العقود 71 بقولنا :‬ ‫والغنة أ بط ل قو ل مك ي بها *** في أنها حر ف وأ م بياني‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫في أنها ل ت س تقي ل بنفسها *** وتح ل حرفا ر ب ة ا ستعل ن "‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِْ‬ ‫81‬ ‫11 ( الدراسات الصوتية عند علماء التجويد : ص 301 بتصرف .‬ ‫21 ( البحث الصوتي عند العرب : د إبراهيم العطية ص 81 , طبعة منشورات دار الجاحظ للنشر – بغداد – الجمهورية العراقية .‬ ‫31 ( هناك داء منتشر بين كثير من قراء المجتمع , باستعمال المجرى الخيشومي مع جميع الحروف , والبعض الخر يستعمل‬ ‫ذلك المجرى بكثرة مع حروف المد واللين وذلك لحن ويسمى هذا العمل عند علماء التجويد الوائل بالخنخنة : ومعناها : إخراج‬ ‫الحروف من النف مشربة بغنة . انظر علم التجويد للغوثاني , ص 75‬ ‫41 ( الموضح في التجويد لعبد الوهاب القرطبي ) ت 164 هـ( ص 021 تحقيق د غانم قدوري الحمد‬ ‫51 ( لطائف الشارات للقسطلني , نقل عن رسالة دكتوراه , د غانم قدوري الحمد بعنوان : الدراسات الصوتية عند علماء‬ ‫التجويد ص 213‬ ‫61 ( الرعاية لتجويد القراءة لمكي بن أبي طالب القيسي القرطبي الندلسي ) ت 734 هـ ( ص 411‬ ‫71 ( يريد كتابه ) العقود الجمان في تجويد القرآن ( .‬ ‫81 ( الللئ السنية شرح المقدمة الجزرية لبن أبي بكر القسطلني ) ت 329 هـ( ص 53 , وانظر أيضا رسالة دكتوراه , د غانم‬ ‫قدوري الحمد بعنوان : الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ص 313‬ ‫9‬
  • 10. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫والغنة تابعة لما بعدها من حيث التفخيم والترقيق‬ ‫التفخيم الخمسة على الغنة الفخيمة فهو من عمل‬ ‫أو نص عليه من علماء التجويد المتقدمين القدامى‬ ‫العبارة , ونحن كذلك نطلق العبارة مثلهم .‬ ‫أما من أجرى مراتب‬ ‫المحدثين 91 ول دليل‬ ‫, بل هم أطلقوا‬ ‫} الميم صوت شفوي خيشومي مجهور‬ ‫مرقق{‬ ‫قال سيبويه عن مخارج أصوت الشفة : " ومما بين الشفتين مخرج الباء , والميم‬ ‫والواو " 02 وقد ردد بعض علماء التجويد عبارة سيبويه من غير زيادة ومنهم‬ ‫الداني في الدغام الكبير وأحمد بن أبي عمر : في اليضاح والمرادي في المفيد ,‬ ‫وحاول بعضهم توضيح حالة الشفتين مع كل حرف من الحروف الثلثة , فقال‬ ‫الداني : " غير أن الشفتين تنطبقان في الباء والميم , ول تنطبقان في الواو بل‬ ‫تنفصلن " وقال على القارئ : " إل أن الواو بانفتاح , والباء والميم بانطباق "‬ ‫وعلق المرعشي التركي على قول على القارئ فقال : " المراد من انفتاحهما في‬ ‫الواو انفتاحهما قليل , وإل فهما ينضمان في الواو , ولكن ل يصل انضمامهما إلى‬ ‫12‬ ‫حد النطباق "‬ ‫الميم صوت شفو يّ خيشومي مجهور مرقق , ويتم صوته بأن تلتصق الشفتان‬ ‫التصاقا تا ما , يمنع مرور الهواء , وفي أثناء ذلك ينخفض الطبق نحو الجدار‬ ‫ّ‬ ‫الخلفي للحلق , وينغلق التجويف الفموي , ويغير الهواء مجراه , فيخرج عن‬ ‫طريف المجرى الخيشومي , وتضيق المسافة بين الوترين الصوتيين ضيقا شديدا ,‬ ‫يسمح بمرور الهواء , ويتذبذب الوتران الصوتيان , ويخرج الصوت مجهورا ,‬ ‫وينخفض مؤخرة اللسان , بعيدا عن الطبق , وتضيق غرفة الرنين , ويخرج الصوت‬ ‫22‬ ‫مرققا .‬ ‫91 ( بعض الكتب المعاوصرة تذكر أن الغنة المفخمة تتبع ما بعدها من حيث مراتب التفخيم الخمسة ) انظر كتاب هداية القاري‬ ‫للمروصفي ج 1 ص 281 وكتاب تيسير الرحمن في تجويد القرآن لسعاد عبد الحميد : ص 011( وهذا الكلم لم يثبت عن أي‬ ‫عالم من علماء التجويد الوائل , والثابت عندهم أنها تابعة لما بعدها من حيث التفخيم والترقيق والغنة الفخيمة عندهم وصفة‬ ‫وليست بحرف ولو ثبت أنها حرف لطبقوا عليها مراتب التفخيم الخمسة , ولم يثبت عن أي عالم قديم القول بذلك . انظر بحثي‬ ‫المسمى ) مراتب التفخيم بين المتقدمين والمتأخرين ( .‬ ‫02 ( الكتاب لسيبويه ج 4 ص 334 .‬ ‫12 ( الدراسات الصوتية عند علماء التجويد : د غانم قدوري الحمد ص 512 / 612 , بتصرف . طبعة مطبعة الخلود بغداد .‬ ‫22 ( علم الوصوات : الدكتور حسام البهنساوي , ص 36 , بتصرف , طبعة مكتبة الثقافة الدينية , القاهرة .‬ ‫01‬
  • 11. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫} مخرج صوت الميم من نصفين‬ ‫شفـوي وخيشــومي{‬ ‫صوت الميم يخرج من بين الشفتين, ويتحقق ذلك بتصادم الشفة العليا بالسفلى‬ ‫كالباء , وهذا هو نصفها الول, وعند إنتاج صوتها في المخرج يصاحبها مرور صوت‬ ‫من الجزء الخلفي للفم عبر الخيشوم , و ي ح دث هناك رنين في صوتها , وهو ما‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫يسميه العلماء بالغنة , وهذا نصفها الثاني , فيستنتج من ذلك أن صوت الميم‬ ‫يتحقق بمجموع عملين , الول : أن تنطبق الشفتين على بعضهما , والثاني :‬ ‫وبسبب هذا النطباق يغلق المخرج تماما فيتحول الصوت الخارج من الحنجرة عبر‬ ‫التجويف النفي في استمرار لتدفق الصوت من النف , فالصوت الخيشومي‬ ‫مصاحب لصوت الميم كيفما كانت سواء كانت ساكنة أو متحركة .32 قال مكي بن‬ ‫أبي طالب القيسي في كتابه الكشف عن وجوه القراءات : " ... وأما حروف‬ ‫42‬ ‫الشفتين فأربعة : الفاء منفردة , ثم الباء والميم والواو أخوات ... "‬ ‫} صفات صوت الميم من نصفين‬ ‫شـــديد ورخـــو{‬ ‫من أحد الصفات التي ل تنفك عن الميم أن فيها نصفا شديدا ونصفا آخر رخوا من‬ ‫حيث جريان وحبس الصوت معها , فأما الشدة فيها فعندما تنطبق الشفتين‬ ‫ينحبس صوتها , والنصف الرخو فبسبب هذا الحبس لهواء الصوت في المخرج ,‬ ‫يتحول الصوت ناحية المجرى الخيشومي , ولهذا اعتبرها علماء التجويد حرف بين‬ ‫الرخو والشديد52 . ووصفه المام النويري شارح طيبة النشر في القراءات العشر‬ ‫بأنه صوت مشوب : أي مخلوط من الرخاوة والشدة وذلك عند شرحه للحرف‬ ‫البينية التي نظمها الحافظ ابن الجزري حيث قال : " فالجهر ضد الهمس والرخوة‬ ‫ضد الشدة الخالصة أو المشوبة : وهي ما بين الرخوة والشديدة... " 62.‬ ‫والميم صوت يتذبذب معه الوتران الصوتيان في داخل الحنجرة , وهو صوت‬ ‫مجهور بحبس جريان هواء النفس معه , وصوت بين ي أي بين الشدة والرخاوة ,‬ ‫ّ‬ ‫32 ( محاضرة أيمن سويد , بتصرف .‬ ‫42 ( الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لمكي بن أبي طالب القيسي ) ت 734 هـ ( تحقيق الدكتور محيي الدين‬ ‫رمضان ج 1 ص 931 طبعة مؤسسة الرسالة , بيروت .‬ ‫52 ( محاضرة أيمن سويد .‬ ‫62 ( شرح طيبة النشر في القراءات العشر لبي القاسم محمد بن محمد بن علي النويري ) ت 758 هـ ( تحقيق الدكتور : مجدي‬ ‫محمد سرور سعد باسلوم ج 1 ص 832 . طبعة دار الكتب العلمية , بيروت , لبنان .‬ ‫11‬
  • 12. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫يجري معه الصوت جريانا جزئيا ل كليا , وصوت مستفل تنخفض مؤخرة اللسان به‬ ‫ُ‬ ‫إلى قاع الفم , وصوت مرقق أي نحو ل يد خ ل على صوت الحر ف فل يملتىء الف م‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫بصداه. وصوت منفتح ل ن اللسان ينفت ح ما بينه وبين الحنك العلى ليخرج هواء‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الصوت عند التلفظ به , وصوت أغ ن يعمل معه المجرى الخيشومي في جميع‬ ‫ّ‬ ‫حالته من حيث الحركة والسكون .‬ ‫وصوت الميم من حيث الحركات والسكون له أربع حالت : أول يجب المباعدة بين‬ ‫الشفتين والفكين العلوي والسفلي حال حركتها بالفتح . ثانيا : يجب ضم ومط‬ ‫الشفتين للمام حال حركتها بالضم . ثالثا : يجب خفض الفك السفلي عند التلفظ‬ ‫بها وهو مكسور الحركة . رابعا : في حال سكونها تخرج من مخرجها الصلي‬ ‫بانطباق الشفتين والحذر من مطهما للمام حال سكونها فيما لو سبقت بحرف‬ ‫مضموم الحركة , والخلل بهذه الشروط الربعة السابقة فيه نقصان لكمال‬ ‫الصوت بالميم .‬ ‫وهذا الحرف يظلم في وقتنا المعاصر بترك فرجة عند التلفظ به وهو ساكن عند‬ ‫ملقاته حرف الباء ولم يثبت هذا عمن لهم قصب السبق في علوم التجويد أمثال‬ ‫أبو عمرو الداني والشاطبي وبن الجزري رحمهم ا تعالى فاحذر من ترك فرجة‬ ‫عند الميم الساكنة وح ذ ر منه غيرك مع مطالبة نفسك بكمال الخلص لله تعالى .‬ ‫ّ ْ‬ ‫} شـروط النطق بصوت مـيم خالصة‬ ‫كاملة{‬ ‫يشرط لتحقيق صوت الميم في حاسة السمع أن يتم تصادم وانطباق للشفة العليا‬ ‫على أختها السفلي , وهذا هو الشرط في نطق صوت ميم خالصة ساكنة , وهو‬ ‫نفس الشرط في نطق صوت با ء خالص ة , فمثل , حاول أخي القارئ أن تنطق‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بصوت الباء الساكنة من غير تصادم للشفتين واستمع للصوت الناتج عن ذلك ل‬ ‫يمثل في حقيقته نطق باء أبدا , بل فيه فناء لصوتها بالكلية, ونفس الملحظة‬ ‫أفعلها مع صوت الميم الساكنة , ليثبت لديك من خلل التجربة الصوتية أن من‬ ‫شروط النطق بميم خالص ة لبد من تصادم الشفتين وانطباقهما أما صوت الغنة‬ ‫ٍ‬ ‫ف م ق ره المجرى الخيشومي.‬ ‫َ َ ّ‬ ‫قال أبو عمر الداني في كتابه النادر الدغام الكبير :" ... والباء والميم والواو من‬ ‫مخرج واحد وهو ما بين الشفتين , وهن مجهورات ..." 72 فأشار رحمه ا إلى‬ ‫كيفية التلفظ بميم تامة وغيرها من الصوات الشفوية .‬ ‫72‬ ‫( كتاب الدغام الكبير لبي عمر الداني ص 87 .‬ ‫21‬
  • 13. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫} التعريف بالقـلب والخـفاء‬ ‫الشـفوي{‬ ‫التعريف بالقلب :‬ ‫القلب لغة :ت ح وي ل ال ش ي ء ع نْ و ج ه ه , أو ج ع ل ح ر ف م كا ن آ خر. والقلب أفصح من‬ ‫َ ْ ُ َ ْ ٍ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ ِ ِ‬ ‫ّ ْ ِ َ‬ ‫َ ْ ِ ُ‬ ‫المنتشر بين كتب المعاصرين بتسميته القلب . واصطلحا : إبدا ل ال نون ال ساكنة‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫أو التنوين مي ما خالصة عند الباء مع ا لْ غ نة وهو حكم مجمع عليه عند‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫القراء. وعندما تبدل النون الساكنة ميما يتحول الحكم من القلب إلى الخفاء‬ ‫الشفوي , فعندما نتكلم على الخفاء الشفوي فالقلب داخل تحته كما قرر ذلك‬ ‫82‬ ‫الحافظ بن الجزري في النشر من قوله : " ) فل فرق حينئذ بين )أ َ ن بو ر ك(‬ ‫ْ ُ ِ َ‬ ‫و و م ن ي ع ت ص م بال ل ه( 92... "03 شرح التعريف : إذا جاء بعد ال نون الساكنة أو التنوين‬ ‫ّ‬ ‫)َ َ ْ َ َْ ِ ْ ِ ّ ِ‬ ‫ح ر ف الباء ف ت ق ل ب النون الساكنة أو التنوين ميما خالص ة مخفا ة مع إطباق‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ ّْ ُ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫الشفتين ليتحقق صوت الميم مصاحبا ذلك غنة الخفاء من الخيشوم. مثل :‬ ‫)ل ي ن ب ذ ن (13 , ع لي م ب ذا ت(23 فيصير النطق هكذا: ] ل ي م ب ذ ن , علي م م ب ذات [. قال ابن‬ ‫ُ ِْ َ‬ ‫َُ َْ َ ّ‬ ‫)َ ِ ٌ ِ َ ِ‬ ‫ََُْ َ ّ‬ ‫الجزر يّ :‬ ‫وال ق ل ب ع ن د ا ل با ب غ ن ة ك ذا‬ ‫ّْ ُ ِْ َ َْ ِ ُّ ٍ َ َ‬ ‫ال خ فا ل دى با قي ال ح رو ف أ ُ خ ذا‬ ‫ِ ِ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ َ َ َ َ ِ‬ ‫التعريف بالخفاء الشفوي :‬ ‫وذلك إذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء مثل : ) ر مي ه م ب ح جا رة(33 , ف ت خفى‬ ‫ُ ْ‬ ‫ت ْ ِ ِ ْ ِ ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫المي م عن د الباء مع إطباق الشفتي ن و م ع بقاء غ نة الخفاء من الخيشوم .‬ ‫ُّ‬ ‫ِ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قال ابن الجزر يّ :‬ ‫و ْ َِ ْ‬ ‫...................... أ َ خ ف ي ن‬ ‫...................... َ‬ ‫........................‬ ‫با ء ع لى ال م خ تا ر م ن أ َ ه لِ ال دا‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ ِ ِ ْ ْ‬ ‫َ ِ ََ‬ ‫ا ل مي م إِ ن ت س ك ن ب غ ن ة ل دى‬ ‫ْ َ ْ ُ ْ ِ ُّ ٍ َ َ‬ ‫ْ ِ َ‬ ‫82‬ ‫92‬ ‫03‬ ‫13‬ ‫23‬ ‫33‬ ‫( )النمل: من الية 8(‬ ‫( )آل عمران: من الية 101(‬ ‫( النشر في القراءات العشر : للحافظ ابن الجزري ج 2 ص 32 .‬ ‫( )الهمزة: من الية 4(‬ ‫( )آل عمران: من الية 911(‬ ‫( )الفيل: من الية 4(‬ ‫31‬
  • 14. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫الفصل الثاني : وفيه عدة مباحث :‬ ‫} القائلون بإظهار المـــــــــيم‬ ‫الساكنة وإخفائها قديما{‬ ‫قال أبو عمرو الداني في كتابه التحديد :" وإذا التقى الميم بالفاء أنعم ببيانه‬ ‫للغنة التي فيه ) أي أصل الغنة المظهرة ( ... روى عن الكسائي وذلك غير صحيح‬ ‫ول جائز ... فإن تلقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنهما : فقال‬ ‫بعضهم هي مخفاة لنطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما وهذا‬ ‫مذهب بن مجاهد , وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر ... قال أبو الحسن ابن‬ ‫المنادى : أخذنا عن أهل الداء بيان الميم الساكنة عند الواو والفاء ... وقال أحمد‬ ‫بن يعقوب التائب : أجمع القراء على تبين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيت‬ ‫باء في جميع القرآن , قال : وكذلك الميم عند الفاء وذهب إلى هذا جماعة من‬ ‫43" ... شيوخنا ... وبالول أقول‬ ‫فهذه النصوص صريحة من أقوال العلماء شيوخ أبي عمرو الداني أن الخلف‬ ‫كان دائرا بين إظهار الميم الساكنة أو إخفائها وأشار في آخر كلمه أنه يقول‬ ‫. بالول وهو إخفاء الميم مع إطباق الشفتين‬ ‫وقال مكي في كتابه الرعاية: " وإذا سكنت الميم وجب أن يتحفظ بإظهارها‬ ‫ساكنة عند لقائها باء أو فاء أو واوا ل بد من بيان الميم الساكنة في هذا كله‬ ‫...‬ ‫... ساكنة من غير أن يحدث فيها شئ من حركة وإنما ذلك خوف الخفاء والدغام‬ ‫53 "‬ ‫: قال الحافظ بن الجزري في تمهيده‬ ‫فإذا سكنت الميم وأتى بعدها فاء أو واو فل بد من إظهارها، كقوله: ه م في ه (‬ ‫)ُ ْ ِ ِ‬ ‫73‬ ‫و ع د ه م و ما (83 ونحوه. وإذا سكنت وأتى بعدها باء فعن أهل‬ ‫)َ ِ ْ ُ ْ َ َ‬ ‫و ي م د ه م في(‬ ‫)َ َ ُ ّ ُ ْ ِ‬ ‫الداء فيها خلف، منهم من يظهرها عندها، ومنهم من يخفيها، ومنهم من‬ ‫يدغمها، وإلى إخفائها ذهب جماعة، وهو مذهب ابن مجاهد و ابن بشر وغيرهما،‬ ‫وبه قال: ] الداني . وإلى إدغامها ذهب ابن المنادي وغيره. وقال[ أحمد ابن‬ ‫يعقوب التائب : أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء‬ ‫في كل القرآن. وبه قال مكي . وبالخفاء أقول، قياسا على مذهب أبي عمرو بن‬ ‫العلء، قال شيخنا ابن الجندي - رحمه ا- واختلف في الميم الساكنة إذا لقيت‬ ‫43‬ ‫53‬ ‫63‬ ‫73‬ ‫83‬ ‫63‬ ‫( التحديد في التقان والتجويد لبي عمرو الداني ص 911 .‬ ‫( الرعاية لمكي ص 901‬ ‫( )لعراف: من الية 931(‬ ‫( )البقرة: من الية 51(‬ ‫( )السراء: من الية 46(‬ ‫41‬
  • 15. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫باء، والصحيح إخفاؤها مطلقا، أي سواء كانت أصلية السكون كـ )أَ م ب ظا ه ر (‬ ‫ْ ِ َ ِ ٍ‬ ‫أو عارضة كـ )ي ع ت ص م بال ل ه ( 04. ومع ذلك فل بد من ترقيقها وترقيق ما بعدها،‬ ‫َ َْ ِ ْ ِ ّ ِ‬ ‫14‬ ‫إذا كان ألفا.‬ ‫93‬ ‫وقال أيضا ابن الجزري في كتابه النشر: ) الثاني الخفاء( عند الباء على ما اختاره‬ ‫الحافظ أبو عمرو الداني وغيره من المحققين. وذلك مذهب أبي بكر بن مجاهد‬ ‫وغيره. وهو الذي عليه أهل الداء بمصر والشام والندلس وسائر البلد الغربية‬ ‫وذلك نحو : )ي ع ت ص م بال ل ه(24 ،و )ر ب ه م ب ه م (34 ، )ي و م ه م با ر زو ن(44. فتظهر الغنة‬ ‫َ ْ َ ُ ْ َ ِ ُ َ‬ ‫َّ ُ ْ ِ ِ ْ‬ ‫َ َْ ِ ْ ِ ّ ِ‬ ‫64‬ ‫فيها إذ ذاك إظهارها بعد القلب في نحو : م ن ب ع د (54 ، )أَ‬ ‫ن ب أ ه م ب أ س ما ئ ه م ( ،‬ ‫ََْ ُ ْ َِ ْ َ ِ ِ ْ‬ ‫)ِ ْ َ ْ ِ‬ ‫وقد ذهب جماعة كأبي الحسن أحمد بن المنادي وغيره إلى إظهارها عندها‬ ‫إظهارا تاما وهن اختيار مكي القيسي وغيره. وهو الذي عليه أهل الداء بالعراق‬ ‫وسائر البلد الشرقية. وحكى أحمد بن يعقوب التائب إجماع القراء عليه ) قلت(‬ ‫والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إل أن الخفاء أولى للجماع على إخفائها عند‬ ‫َِ َْ َ‬ ‫القلب. وعلى إخفائها في مذهب أبي عمرو حالة الدغام في نحو : )ب أ ع ل م‬ ‫ّ ِ ِ َ‬ ‫.84 74) بال شا ك ري ن‬ ‫ِ‬ ‫فهؤلء الئمة المعول عليهم في علوم التجويد لم يصرح أي فريق من القائلين‬ ‫بالخفاء بترك فرجة عند التلفظ بالميم الساكنة عند ملقاتها الباء فتبين للباحث‬ ‫أن القول بترك فرجة أم ر حاد ث ل يعرف إل من خلل السنوات المتأخرة من خلل‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫. َف هم بعض العلماء ال محد ثين لنصوص التجويد‬ ‫ِ‬ ‫َُْ‬ ‫ْ‬ ‫.‬ ‫} القلب يســمى قـــــديمـــــا‬ ‫بــــالبـــــــدال{‬ ‫في كتاب ) تلخيص العبارات بلطف الشارات في القراءات السبع للحافظ ابن‬ ‫بليمة وصف أن العمل الذي يتم مع مجاورة النون لصوت الباء يسمى بالبدال ولم‬ ‫يصرح بلفظ القلب أو القلب , وهذا الكتاب أحد الكتب التي اعتمد عليها الحافظ‬ ‫بن الجزري في نشره .‬ ‫93‬ ‫04‬ ‫14‬ ‫24‬ ‫34‬ ‫44‬ ‫54‬ ‫64‬ ‫74‬ ‫84‬ ‫( )الرعد: من الةية 33(‬ ‫( )آل عمران: من الةية 101(‬ ‫( التمهيد للحافظ بن الجزري ص 99‬ ‫( )آل عمران: من الةية 101(‬ ‫( )العادةيات: من الةية 11(‬ ‫( )غافر: من الةية 61(‬ ‫( )البقرة: من الةية 72(‬ ‫( )البقرة: من الةية 33(‬ ‫( )العنعام: من الةية 35(‬ ‫( النشر في القراءات العشر ج 1 ص 081 .‬ ‫51‬
  • 16. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫ونص بن بليمه فيما يتعلق بما نحن بصدده كالتي :‬ ‫قال رحمه ا : " باب اختلفهم في النون الساكنة والتنوين ... إل أن التنوين يبدل‬ ‫عند الباء ميما . وأجمعوا على إدغامها عند هجاء " يرملون " إذا كنم في كلمتين‬ ‫احترازا من ص ن وا ن( 94 و ق ن وا ن(05 و )ب ن يا ن(15 فأربعة منها بغنة يجمعها هجاء‬ ‫َُْ ٌ‬ ‫)ِ ْ َ ٌ‬ ‫)ِْ َ ٍ‬ ‫حروف " يومن " واثنان بل غنة يجمعها هجاء " ر ل " وتفرد خلف بإدغام الغنة‬ ‫عند الياء والواو " 25 والشاهد من كلمه السابق قوله : " إل أن التنوين يبدل عند‬ ‫الباء ميما " فس مى هذا العمل إبدال .‬ ‫ّ‬ ‫وس ماه بنفس التسمية" إبدال " ابن جزي الكلبي الغرناطي ) ت 884 هـ( في كتبه‬ ‫ّ‬ ‫المختصر النافع في قراءة نافع بقوله في باب النون الساكنة والتنوين : " لها‬ ‫أربعة أحكام : إظهار وإدغام وإبدال وإخفاء ... والبدال عند الباء : تبدل النون‬ ‫45‬ ‫والتنوين ميما نحو م ن ب ع د (35... "‬ ‫(ِ ْ َ ْ ِ‬ ‫} الخفاء الشفوي يســـــــــمى‬ ‫قديما بالدغام الناقص{‬ ‫ففي باب إدغام الحروف المتقاربة عند أبي عمرو وهو يسكن الحرف المتحرك‬ ‫ثم يدغمه فيما بعده بما يسمى بالدغام الكبير قال المام الشاطبي‬ ‫: وتسكن عنه الميم من قبل بائها *** على إثر تحريك فتخفى تنزل‬ ‫. قال المام الحافظ أبو شامة في إبراز المعاني وقوله على إثر تحريك أي تكون‬ ‫الميم بعد محرك نحو: ) آ د م با ل ح ق(55 ، ) ب أ ع ل م بال شا ك ري نَ(65 ، ع ل م با ل ق ل مِ(75 ،‬ ‫)َ ّ َ ِ ْ َ َ‬ ‫ّ ِ ِ‬ ‫َِ َْ َ ِ‬ ‫َ َ ِ ْ َ ّ‬ ‫ح ك م ب ي ن ا ل ع با د(85 والمصنفون في التعبير عن هذا مختلفون فمنهم من يعبر عنه‬ ‫)َ َ َ َ ْ َ ْ ِ َ ِ‬ ‫بالدغام كما يطلق على ما يفعل بالنون الساكنة والتنوين عند الواو والياء أنه‬ ‫إدغام وإن بقي لكل واحد منهما غنة، كما يبقى الطباق في الحرف المطبق إذا‬ ‫أدغم، ومنهم من بعبر عنه بالخفاء لوجود الغنة وهي صفة لزمة للميم فلم يكن‬ ‫إدغاما محضا. ـ 95 كلم أبو شامة فيه تصريح أن القدماء كانوا يسمونه إدغاما‬ ‫94 ( )الرعد: من الةية 4(‬ ‫05 ( )العنعام: من الةية 99(‬ ‫15 ( )الصف: من الةية 4(‬ ‫25 ( تلخيص العبارات بلطف الاشارات في القراءات السبع للحافظ أبي على الحسن بن خلف بن عبد ال بن بليمة ) ت 415 هـ (‬ ‫ص 62 .‬ ‫35 ( )البقرة: من الةية 72(‬ ‫45 ( المختصر البارع في قراءة عنافع : لبي القاسم محمد بن أحمد ابن جزي الكلبي الغرعناطي ) ت 884 هـ ( ص 07 / 17 تحقيق‬ ‫محمد الطبراعني وغيره , طبعة مكتبة أولد الشيخ للتراث , مصر .‬ ‫55 ( )المائدة: من الةية 72(‬ ‫65 ( )العنعام: من الةية 35(‬ ‫75 ( )العلق: من الةية 4(‬ ‫85 ( )غافر: من الةية 84(‬ ‫95 ( إبراز المعاعني لبي اشامة المقدسي ص 001 / 101‬ ‫61‬
  • 17. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫ولكن إدغاما ناقصا لبقاء صوت الحرف الول وهو الغنة , . فلو سميته بالخفاء‬ ‫الشفوي فبها ونعمت وإن سميته إدغاما ناقصا فليس ذلك بدعا من القول بل صرح‬ ‫به العلماء المتقدمين . ومن ذلك قول الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه النادر‬ ‫الدغام الكبير حيث جعل تسميته بالدغام من باب المجاز : " قال أبو عمرو06 :‬ ‫والقراء يعبرون عن الميم عند الباء بالدغام , وكذا ترجم له اليزيدي عن أبي‬ ‫عمرو . وليس بإدغام في الحقيقة لمتناع قلب الميم باء16 وإدخالها فيها إدخال‬ ‫شديدا في ذلك , إذ هو حقيقة باب الدغام , وإنما استثقلت الحركة على الميم‬ ‫فأزيلت تخفيفا فخفيت الميم لذلك . وهذا قول جميع من يقتدى به من علمائنا ,‬ ‫وهو قول النحويين . والعبارة عن ذلك بالدغام إنما هي مجاز واتساع لما بيناه "‬ ‫26‬ ‫} القائلون بإطباق الشفتين على الميم‬ ‫الساكنة المخفاة{‬ ‫نصوص المصنفات القديمة في التجويد والقراءات تصرح وتنص نصا صريحا‬ ‫بإطباق الشفتين, وسوف أ س رد أقوالهم جملة ثم أذكر بعض نصوص بعضهم ومن‬ ‫ْ ِ‬ ‫36‬ ‫أراد التوسع فعليه بكتابي الذي يحمل هذا السم ومن هؤلء الئمة الحافظ‬ ‫أبو عمرو البصري أحد القراء ال سبع قال بالطباق في كتابه الدغام الكبير طبع‬ ‫ّ‬ ‫حديثا , و الحافظ شيخ النحويين بل منازع سيبويه قال بالطباق في كتبه‬ ‫المشهور , و الحافظ طاهر بن غلبون شيخ الداني ومك ي قال بالطباق وسوف‬ ‫ّ‬ ‫أنقل نصه عن قريب , و الحافظ أبو عمرو الداني الندلسي في مصنفاته الكثيرة‬ ‫المشهورة ومنها كتابه الشهير " التيسير في القراءات السبع " وكتابه " التحديد‬ ‫والتقان في صنعة التجويد " وفي كتابه " الدغام الكبير " قال بالطباق .‬ ‫06 ( أي أبي عمرو البصري أحد القراء السبعة والكلم مسوق بلفظ الداعني .‬ ‫16 ( لم ةيسمه الداعني إدغاما لن الدغام الكامل عنده ذهاب صوت الحرف الول , ولكن الحرف الول هنا وهو الميم له صوت‬ ‫وتعرةيف الدغام الناقص أن ةيدخل الحرف الول في الثاعني من بقاء صوت الحرف الول وهذا الوصف منطبق على بقاء غنة‬ ‫الميم عند الباء .‬ ‫26 ( الدغام الكبير لبي عمرو الداعني ص 18 .‬ ‫36 ( أواشكت على إتمام هذا الكتاب . وتوسعت فيه جدا وجمعت كل ما وقع تحت ةيدي من مصنفات حول مسألة الطباق .‬ ‫71‬
  • 18. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫والحافظ الشاطبي الندلسي صاحب اللمية المشهورة المسماة " حرز الماني‬ ‫ووجهة التهاني في القراءات السبع, وهو أحد شيوخ علم الدين السخاوي قال‬ ‫بالطباق, ومن أراد معرفة راية في هذه المسألة فليرجع إلى أصل منظومته‬ ‫وهو كتاب " التيسير " للداني, وصرح علم الدين السخاوي في كتابه شرح الوصيد‬ ‫أول من شرح الشاطبية, وأخذ العلم عن الشاطبي بأعلى درجات الرواية وهو‬ ‫المشافهة , وسوف أنقل نص السخاوي عن قريب , والحافظ أبو جعفر بن‬ ‫الباذش في كتابه القناع قال بالطباق وسوف أنقل نصه قريبا والحافظ‬ ‫الجعبري قال بالطباق في شرحه للشاطبية المسمى " كنز المعاني " .‬ ‫والحافظ أبو شامة المقدسي تلميذ السخاوي قال بالطباق في كتابه الرائع‬ ‫المسمى " إبراز المعاني " , والحافظ ابن شعلة في شرحه للشاطبية قال‬ ‫بالطباق , والحافظ المقرئ عبد الغني الحصري في قصيدته الحصرية في قراءة‬ ‫المام نافع قال بالطباق , والحافظ بن الجزري في نشره ومصنفاته قال‬ ‫بالطباق وسوف أذكر رأيه قريبا , والحافظ أحمد بن الحافظ بن الجزري قال‬ ‫بالطباق في شرحه لطيبة النشر وهذا الشرح أثنى عليه خيرا بن الجزري ,‬ ‫والحافظ المام النويري شارح الطيبة قال بالطباق وهو أحد تلميذ ابن الجزري‬ ‫أخذ عنه العلم والقراءات في مكة ثم أجازه بالنشر وغيرها ثم رجع إلى مصر‬ ‫وصنف شرحه الفريد في نوعه على طيبة النشر , والشيخ الحافظ بن القاصح‬ ‫العذري قال بالطباق في كتابه سراج القارئ , والشيخ مل على قارئ في المنح‬ ‫الفكرية قال بإطباق وهذا الكتاب أحد شروح الجزرية المتوسعة , والشيخ محمد‬ ‫بن يالوشة شيخ قراء تونس قال بالطباق , والشيخ إبراهيم المارغني مفتي‬ ‫المالكية قال بالطباق في كتابه " النجوم الطوالع على الدرر اللوامع في أصل‬ ‫مقرا المام نافع ", والشيخ أحمد بن محمد البنا صاحب التحاف قال بالطباق‬ ‫وهو أحد شيوخ في سندي المتصل بالنبي ‪ ‬والشيخ القسطلني في الللئ‬ ‫السنية قال بالطباق.‬ ‫والشيخ سليمان الجمزوري ناظم التحفة قال بالطباق , والشيخ محمد المتولي‬ ‫شيخ الضباع قال بالطباق والشيخ أحمد المتولي أحد شيوخ سندي إلى النبي ‪‬‬ ‫بحفص من طريق الشاطبية وأحد رجال سندي كذلك في حفص بجميع طرق‬ ‫الطبية , والشيخ الضباع في كتابه الضاءة وشرحه على الشاطبية المسمى "‬ ‫إرشاد المريد إلى مقصود القصيد " قال بالطباق , والشيخ محمد مكي نصر‬ ‫الجريسي في كتابه " نهاية القول المفيد قال بإطباق وهو أحد تلميذ الشيخ‬ ‫المتولى وأخذ العلم عن الشيخ الدري التهامي شيخ الشيخ عامر عثمان , و‬ ‫الدكتور غانم قدوري الحمد شيخ المحققين قال بالطباق وناقش هذه المسألة‬ ‫بتوسع في رسالة الدكتوراه المسماه " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد "‬ ‫وسوف أنقل كلمه في هذا البحث لهميته , والشيخ عبد العزيز الزيات قال‬ ‫بالطباق وهو شيخ شيخنا الدكتور يحيي الغوثاني وحدثني الشيخ يحيي أكثر من‬ ‫مرة مشافهة أنه قرأ بالطباق على الشيخ الزيات .‬ ‫81‬
  • 19. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫والشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد قال بإطباق , والشيخ محمد رفعت القارئ‬ ‫المشهور يقرأ بالطباق , والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي القارئ المشهور يقرأ‬ ‫بالطباق , والشيخ محمد الصيفي القارئ المشهور يقرأ بالطباق والشيخ صديق‬ ‫المنشاوي أبو محمد صديق المنشاوي القارئ المشهور يقرأ بالطباق والشيخ‬ ‫محمود خليل الحصري القارئ المشهور يقرأ بالطباق والشيخ محمود علي البنا‬ ‫القارئ المشهور يقرأ بالطباق وتسجيلت هؤلء خير دليل على ذلك وعندي "‬ ‫كليب " صوت وصورة لبعضهم ورأيتهم ر أ ي العين يطبقون الشفتين وسوف أذكر‬ ‫َْ َ‬ ‫ذلك بالتفصيل في المبحث التي . وغير هؤلء كثير يقرءون بالطباق وسوف‬ ‫أسرد أقوالهم بتوسع وتفصيل أكثر في كتابي السالف الذكر .‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫} نصوص الئمة القدماء والمحدثين‬ ‫القائلون بالطباق{‬ ‫العلماء قديما مجمعون على إطباق الشفتين ولم يصرح أحدهم بمسألة ترك‬ ‫الفرجة أبدا , ومن هؤلء العلماء من قال بإخفائها عند ملقاتها باء ومنهم من‬ ‫قال بالظهار , ومنهم من سمى هذا العمل بالدغام الناقص ومن أراد بحث هذه‬ ‫المسألة والتنصيص عليها عليه بالبحث في كتب القراءات والتجويد تحت هذه‬ ‫المواضيع التالية :‬ ‫• القلب للنون الساكنة والتنوين‬ ‫• الخفاء الشفوي‬ ‫• حكم الدغام الكبير لبي شعيب السوسي من قراءة أبي عمرو البصري‬ ‫رحمهما ا تعالى . عند كلمه فيما لو تلقت الميم مع الباء في الخط .‬ ‫وقال شيخ هذا الفن بل منازع العلمة الحافظ بن الجزري في نشره بعد أن تبدل‬ ‫النون الساكنة أو التنوين ميما فل فرق بين الخفاء الشفوي والقلب .‬ ‫وإني لرجو بشدة من أي عالم أو باحث أو طالب علم إن وقف على أي تصريح‬ ‫لي عالم قديم بترك تلك الفرجة، فليأتنا به مشكورا، لني مع شدة التتبع , ومن‬ ‫قرأت عليهم من المجازيين المتصل سندهم بالنبي ‪ ‬لم أر إل التصريح بالطباق‬ ‫مع العلم أني قرأت على المشايخ المسندين بالطباق وكل من أعرفهم من‬ ‫أصحاب السانيد العالية مطبقون للشفتين على الميم الساكنة عند ملقاتها حرف‬ ‫الباء. والفيصل في هذه المسألة نص صريح من القدماء . وهذه نصوص الئمة‬ ‫المعتبرين صريحة ل تحتمل التأويل تنص نصا صريحا بالطباق وإليكها .‬ ‫91‬
  • 20. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫} الحافظ أبو عمرو البصري أحد‬ ‫القراء ال سبع قال بالطباق{‬ ‫ّ‬ ‫في كتاب الدغام الكبير لبي عمرو البصري لم يصرح رحمه ا بترك فرجة عند‬ ‫ملقاة الميم للباء 46 وكل الخذين عنه لم يصرحوا بهذه الفرجة ف علم إبقاء الميم‬ ‫ُ‬ ‫على أصلها . وهذا الكتاب عبارة عن مخطوطة طبع وحقق مرتين الولى بتحقيق‬ ‫الشيخ : أنس بن محمد حسن مهرة طبعة دار الكتب العلمية بيروت وهذه الطبعة‬ ‫ُ‬ ‫متوسعة56 وفيها كلم ابن الجزري والمرة الثانية طبع بتحقيق : د عبد الكريم‬ ‫محمد حسين من منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق – الكويت وهذه‬ ‫الطبعة موجزة ومختصرة لبحث الدغام الكبير .‬ ‫} الحافظ طاهر بن غلبون شيخ الداني‬ ‫ومك ي قال بالطباق{‬ ‫ّ‬ ‫نصوص العلماء في إطباق الميم المخفاة مع الباء التصريح بها هو الكثر أو‬ ‫الشارة بقولهم ميما خاصة ول يوجد أدنى تنويه بترك الفرجة ومن ذلك ما جاء‬ ‫عن المام طاهر بن غلبون بن عبد المنعم ثقة ضابط ) ت 993 ( من قوله في‬ ‫فصل: الشمام عن الدغام الكبير لبي عمرو وبعد ذكره لختلف الطرق عن أبي‬ ‫عمرو في جواز الشمام وامتناعه عند إدغام الباء في الباء، والميم في الميم ،‬ ‫والميم في الباء:" وبما رواه اليزيدي آخذ لصحته، وذلك أنه إنما يعني بالشمام‬ ‫هاهنا أنه يشير إلى حركة الرفع والخفض في حال الدغام، ليدل على أن الحرف‬ ‫المدغم يستحق هذه الحركة في حال الظهار حرصا عل البيان، وذلك متعذر في‬ ‫الميم مع الميم ، وفي الباء مع الباء، من أجل إطباق الشفتين فيهما، وأما الميم‬ ‫مع الباء فهي مخفاة ل مدغمة، والشفتان ينطبقان أيضا معهما " 66 نقل من كتاب‬ ‫التذكرة في القراءات الثمان بتحقيق الشيخ أيمن سويد , وهذا نص صريح ل‬ ‫46 ( اعنظر كتاب الدغام الكبير في القرآن الكرةيم لبي عمرو بن العلء المازعني تحقيق د عبد الكرةيم محمد حسين من منشورات‬ ‫مركز المخطوطات والتراث والوثائق – الكوةيت ص 64 .‬ ‫56 ( أصل هذا الكتاب مطبوع مع كتاب " اشرح قواعد البقري في أصول القراء السبعة واسم مصنفه الشيخ القارئ سلطان بن‬ ‫عناصر الجبوري ) ت 8311 هـ ( طبعة دار الكتب العلمية بيروت . وةيلي هذا الكتاب من النصف الثاعني من كتاب الدغام الكبير‬ ‫لبي عمرو البصري وعنص الطباق ص 72 .‬ ‫66 ( التذكرة في القراءات الثمان : لطاهر بن غلبون تحقيق العلمة الفاضل أةيمن راشدي سوةيد 29/1 . طبعة مكتبة التوعية‬ ‫السلمية .‬ ‫02‬
  • 21. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫يحتمل التأويل و فيه رد وإقامة للحجة على من تعصب لترك الفرجة في الميم‬ ‫من غير دليل . فقد أشار أن الميم عند ملقاتها الباء تنطبق الشفتين عليها وس مى‬ ‫ّ‬ ‫هذا العمل عندهم إخفا ء , وهذا النص الصريح أيضا فيه رد على بع ضِ شيوخ‬ ‫ً‬ ‫العصر القائلون كيف تنطبق الشفتين ونسميه إخفا ء ؟.‬ ‫ً‬ ‫} الحافظ أبو عمرو الداني الندلسي في‬ ‫مصنفاته قال بالطباق{‬ ‫قول المام أبي عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ في التيسيرعند حديثه عن‬ ‫الدغام الكبير للسوسي عندما بين أن السوسي إذا أدغم الميم في الباء في مثل‬ ‫ع ل م با ل ق ل م(76 )ي ح ك م ب ي ن ك م ( 86 - ومعلوم أن إدغامه هنا هو إخفاء شفوي ل‬ ‫‬‫َ ْ ُ ُ ََْ ُ ْ‬ ‫)َ ّ َ ِ ْ َ َ ِ‬ ‫روم عنده معلل ذلك بقوله : " من أجل انطباق الشفتين " وهذا أيضا نص صريح‬ ‫بالطباق لمن كان له قلب , أو أذن واعية . وهذا الكتاب مطبوع96 . وقال بذلك أيضا‬ ‫في كتابه الدغام الكبير ص 18 طبعة عالم الكتب – بيروت .‬ ‫وفي كتابه التحديد في علم التجويد وهو مطبوع قال: “ فإن التقت الميم بالباء‬ ‫فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها، فقال بعضهم هي مخفاة لنطباق الشفتين‬ ‫عليهما كانطباقها على أحدهما، وهذا مذهب ابن مجاهد وإلى هذا ذهب شيخنا‬ ‫علي بن بشر.. قال أحمد بين يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة‬ ‫وترك إدغامها إذا لقيها باء في جميع القرآن قال الداني وبالول أقول " 07 . فأنت‬ ‫ترى أن المذهب الول والذي هو الخفاء هو الذي صرحوا فيه بالطباق، إذ أن‬ ‫الطباق في هذا النوع مفروغ منه وسوف ألحق لك صورة في آخر هذا البحث‬ ‫عبارة عن صورة فوتوغرافية مصورة من كتاب التمهيد وفي الهامش كلم أبي‬ ‫عمرو الداني تحته في الهامش ينص نصا صريحا بإطباق الشفتين على الميم‬ ‫المخفاة وهذا النص ل مجال معه للتأويل . وبعض الصور الخرى من نصوص‬ ‫وكتب الئمة المعتبرين القدماء .‬ ‫وقال أيضا ابو عمرو الداني في كتبه النادر المطبوع قريبا المسمى " الرجوزة‬ ‫المنبهة على أسماء القراء والرواة وأصول القراءات وعقد الديانات بالتجويد‬ ‫والقراءات " – باب القول في قلبهما أي النونين الساكنة والتنوين‬ ‫القول في قلبهما‬ ‫والنون والتنوين عند الباء *** حكمهما في النحو والداء‬ ‫أن يقلبا ميما بل إدغام *** في اللفظ في القرآن والكلم‬ ‫ُ‬ ‫من أجل صوت الميم والنداوه *** وشركها للباء في التلوة‬ ‫17‬ ‫انقلبا ميما بل خلف *** فل تكن في لفظها بالجاف‬ ‫76‬ ‫86‬ ‫96‬ ‫07‬ ‫17‬ ‫( )العلق: من الةية 4(‬ ‫( )النساء: من الةية 141(‬ ‫( كتاب التيسير في القراءات السبع لبي عمرو الداعني ص 22 طبعة مكتبة العلم .‬ ‫( التحدةيد في التقان والتجوةيد : لبي عمرو الداعني تحقيق د غاعنم قدوري الحمد . طبعة دار عمار – الردن .‬ ‫( الرجوزة المنبهة لبي عمرو الداعني ص 912 . تحقيق د محمد بن مجقان الجزائري طبعة دار المغني , الرةياض .‬ ‫12‬
  • 22. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫فأين الدليل من في هذه البيات للداني لترك الفرجة بل حذر من جفاء صوتها ,‬ ‫وهذا الكتاب للداني عبارة عن منظومة كبيرة جمع فيها جميع علوم القراءات‬ ‫والتجويد وعدد أبياتها 1131 بيتا شملت جميع أبحاث التجويد والقراءات جملة‬ ‫وتفصيل .‬ ‫} الحافظ عبد الوهاب القرطبي‬ ‫معاصر للداني قال بالطباق{‬ ‫قال عبد الوهاب القرطبي ) ت 164 هـ ( في كتابه النادر الموضح في التجويد‬ ‫عند كلمه على الميم الساكنة عند ملقاتها صوت الباء ما نصه :‬ ‫الميم : إذا سكنت وبعدها باء وجب إخفاء الميم كقوله تعالى و أ َ‬ ‫ِ ْ ُ ْ‬ ‫) َ ن احكم‬ ‫ب ي ن ه م (27 )أَ ن ب ئ ه م ب أ س ما ئ ه م(37 ه م ب ه ي ؤ م نو ن(47 وذلك أن الباء قربت من الميم‬ ‫)ُ ْ ِ ِ ُ ْ ِ ُ َ‬ ‫ِْْ ُ ْ َِ ْ َ ِ ِ ْ‬ ‫ََْ ُ ْ‬ ‫في المخرج فامتنع الظهار , واستوتا في أن كل واحدة منهما تنطبق بها الشفتان‬ ‫فتحقق التصال والستتار , وامتازت الميم عنها بمزية الغنة فامتنع الدغام فلم‬ ‫يبق إل 0‬ ‫وقد اختلف القراء في العبارة عنها , فقال بعضهم : هي مخفاة لنطباق الشفتين‬ ‫عليهما كانطباقهما على أحدهما , وهو مذهب ابن مجاهد , قال ابن مجاهد :‬ ‫والميم ل تدغم في الباء لكنها تخفى لن لها صوتا من الخياشم تؤاخي به النون‬ ‫الخفية ... 57 وهذا نص صريح أيضا بإطباق الشفتين وتسميته بالخفاء , ولم يسم‬ ‫أحد من الرعيل الول هذا العمل بالظهار بغنة , بل قالوا الشفتين تنطبقان‬ ‫وسموا ذلك إخفا ء .‬ ‫ً‬ ‫} الحافظ الشاطبي الندلسي شيخ‬ ‫السخاوي قال بالطباق{‬ ‫المام الشاطبي رحمه ا نظم لميته المسماه " حرز الماني ووجه التهاني "‬ ‫في القراءات السبع وهذه اللمية أصلها كتاب التيسير وقد سبق وذكرت نص كتاب‬ ‫التيسير والتصريح بالطباق بين وواضح فيه , وجميع شراح الشاطبية القدماء‬ ‫ينصون بالطباق عند الحديث على الدغام الكبير لبي عمرو البصري . ومن أخذ‬ ‫عن الشاطبي مشافهة ينصون على الطباق ف علم أن الشاطبي من أهل الطباق .‬ ‫ُ‬ ‫27 ( )المائدة: من الةية 94(‬ ‫37 ( )البقرة: من الةية 33(‬ ‫47 ( )القصص: من الةية 25(‬ ‫57 ( الموضح في التجوةيد : لعبد الوهاب بن محمد القرطبي تحقيق د غاعنم قدوري الحمد ص 271 / 371 طبعة دار عمار‬ ‫الردن .‬ ‫22‬
  • 23. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫} الحافظ علم الدين السخاوي تلميذ‬ ‫الشاطبي قال بالطباق{‬ ‫قال المام القسطلني في كتابه فتح المواهبي في مناقب المام الشاطبي أن‬ ‫أول من شرح الشاطبية علم الدين الدين السخاوي بقوله : " اعلم أنه قد اتفق‬ ‫الجمهور على أن أول شارح لها علم الدين السخاوي وسمى شرح اللمية " فتح‬ ‫الوصيد " قال الشيخ أبو إسحاق الجعبري : وك ل ك ل على فتح وصيدها ومانح‬ ‫ُ َ ٌ‬ ‫نضيدها الشيخ العلمة تاج القراء , وسراج الدباء علم الدين السخاوي لنه قرأها‬ ‫على مؤلفها غير مرة وهو أعلم بها من غيره من الشارحين وقال ابن الجزري : بل‬ ‫هو وا السبب في شهرتها في الفاق وإليه أشار الشاطبي بقوله : يقيض ا لها‬ ‫67‬ ‫فتى يشرحها .‬ ‫قال الحافظ علم الدين السخاوي تلميذ الشاطبي , في كتابه فتح الوصيد في‬ ‫شرح القصيد عند قول الناظم وأشمم ورم في غير باء وميمها" .... يعني أن لك‬ ‫أن تروم و تشم في ما أدغمه مما ذكره في الباب كله إل في باء أو ميم جاءت كل‬ ‫ُ‬ ‫واحدة منهما ملقي ة باء أو الميم ؛ لن مذهب أبي عمرو ... الشارة إلى حركة‬ ‫ً‬ ‫الحرف المدغم في حل إدغامه تنبيها عليها ما لم تكن الحركة فتحة ؛ لنه لو رامها‬ ‫, لظهر المدغم لخفة الفتحة وسرعة ظهورها , ول ما تعذرت الشارة بانطباق‬ ‫ّ‬ ‫77‬ ‫الشفتين في الباء مع الباء والميم , وفي الميم مع الميم والباء ... "‬ ‫فقول الشارح تعذرت الشارة بسبب انطباق الشفتين فيه دللة واضحة أن ملقاة‬ ‫الميم الساكنة للباء مخفاة والشفتان ايضا ينطبقان , ولم يصرح بترك الفرجة في‬ ‫كتابه جمال القراء أو منظومته الرائعة في التجويد .‬ ‫} الحافظ أبو جعفر بن الباذش في‬ ‫كتابه القناع قال بالطباق{‬ ‫في كتاب القناع في القراءات السبع لبي جعفر ابن الباذش المتوفى سنة 045‬ ‫هـ نص صريح بإطباق الشفتين عليهما انطباقة واحدة أي : نطبق على ميم وفتح‬ ‫الشفتين على باء ، لما تكلم حول الميم مع الباء حيث قال: " )... و قال لي أبو‬ ‫الحسن بن شريح فيه بالظهار و لفظ لي به فأطبق شفتيه على الحرفين إطباقا‬ ‫واحدا ... " و قال في موضع آخر : " إل أن يريد القائلون بالخفاء : انطباق‬ ‫67 ( مختصر الفتح المواهبي في مناقب المام الشاطبي للمام اشهاب الدةين أحمد بن محمد القسطلعني ) ت 329 هـ|( ص 97 /‬ ‫08 . طبعة دار الصحابة بطنطا .‬ ‫77 ( فتح الوصيد في اشرح القصيد : لعلم الدةين السخاوي تحقيق جمال الدةين محمد اشرف ج 1 ص 661 . طبعة دار الصحابة‬ ‫بطنطا .‬ ‫32‬
  • 24. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫الشفتين على الحرفين انطباقا واحدا ... " 87 وهذا النص من ابن الباذش رحمه ا‬ ‫فيه إشارة أن الميم ل يتأتى إدغامها إدغاما كامل في الباء لنها تدغم ول يدغم‬ ‫فيها وفيه ورد على من ادعى أن إطباق الشفتين قبل الباء يسمى إظهارا بغنة‬ ‫َ‬ ‫فإذا انتفى الظهار تعين الخفاء وامتنع الدغام لن الميم لها صوت ولم تف ن‬ ‫بالكلية في الباء وفناؤها يسمى بالدغام الكامل ول إدغام كامل هنا .‬ ‫} الحافظ أبو شامة المقدسي تلميذ‬ ‫السخاوي قال بالطباق{‬ ‫, قال المام أبو شامة ت 566 هـ في إبراز المعاني عند قول الناظم المام‬ ‫الشاطبي ت 095 هـ‬ ‫وتسكن عنه الميم من قبل بائها *** على إثر تحريك فتخفى تنزل‬ ‫: " وقوله على إثر تحريك أي تكون الميم بعد محرك نحو: ) آ د م با ل ح قّ(97 ،‬ ‫َ َ ِ ْ َ‬ ‫)ب أ ع ل م بال شا ك ري ن( 08 ، ع ل م با ل ق ل م(18 ، ح ك م ب ي ن ا ل ع با د(28, والمصنفون في‬ ‫)َ َ َ َ ْ َ ْ ِ َ ِ‬ ‫)َ ّ َ ِ ْ َ َ ِ‬ ‫ّ ِ ِ َ‬ ‫َِ َْ َ ِ‬ ‫التعبير عن هذا مختلفون فمنهم من يعبر عنه بالدغام كما يطلق على ما يفعل‬ ‫بالنون الساكنة والتنوين عند الواو والياء أنه إدغام وإن بقي لكل واحد منهما‬ ‫غنة، كما يبقى الطباق في الحرف المطبق إذا أدغم، ومنهم من بعبر عنه‬ ‫بالخفاء لوجود الغنة وهي صفة لزمة للميم فلم يكن إدغاما محضا... "38 وهذا‬ ‫نص واضح وفيه إشارة أن المصنفين قديما كانوا يسمونه بالدغام الناقص بدل‬ ‫الخفاء ولو اتفق أهل عصرنا القائلون بترك الفرجة على هذه التسمية لذهب‬ ‫الخلف الذي بيننا وبينهم البتة.‬ ‫87 ( القناع في القراءات السبع لبي جعفر ابن الباذش ) ت 045 هـ ( تحقيق الشيخ أحمد فرةيد المزةيدي , طبعة دار الكتب‬ ‫العلمية , بيروت , لبنان .‬ ‫97 ( )المائدة: من الةية 72(‬ ‫08 ( )العنعام: من الةية 35(‬ ‫18 ( )العلق: من الةية 4(‬ ‫28 ( )غافر: من الةية 84(‬ ‫38 ( إبراز المعاعني لبي اشامة المقدسي ص 001 / 101‬ ‫42‬
  • 25. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫} الحافظ بن الجزري في نشره‬ ‫ومصنفاته قال بالطباق{‬ ‫قول المام شمس الدين محمد بن محمد بن محمد ابن الجزري المتوفى سنة 338‬ ‫هـ في النشر في الجزء الول عند حديثه عن الدغام الكبير للسوسي . قال بعد‬ ‫) ذكر المتقاربين( تحت عنوان ) فصل( اعلم ... وفي آخر الفصل قال ما نصه: ثم إن‬ ‫الخذين بالشارة عن أبي عمرو أجمعوا على استثناء الميم عند مثلها وعند الباء‬ ‫وعلى استثناء الباء عند مثلها وعند الميم قالوا: لن الشارة 48 تتعذر في ذلك من‬ ‫أجل انطباق الشفتين‬ ‫58‬ ‫..."‬ ‫فماذا يريد القائلون بالفرجة بعد قول علمة القراءات الذي ولو سمعنا بقراءة‬ ‫غير موجودة في النشر أثبتناها في الشواذ مباشرة , فقوله رحمه ا ) من أجل‬ ‫انطباق الشفتين ( حسم الخلف بين الجميع . وتأمل كلمه في التمهيد،الذي صنفه‬ ‫في القاهرة وكان عمره وقتها سبعة عشر عاما, إذ ل توجد له أدنى إشارة لترك‬ ‫الفرجة بين الشفتين قال رحمه ا : " القلب، وقد تقدم الكلم على معناه، فإذا‬ ‫ْ‬ ‫أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميما، من غير إدغام، وذلك نحو : َ) أ َ ن‬ ‫بو ر ك( 68 ، )أ َ ن ب ئ ه م (78 ، ج د د بي ض ( 88 والغنة ظاهرة في هذا القسم. وعلة ذلك‬ ‫ٌ‬ ‫)ُ َ ٌ ِ‬ ‫ِْْ ُ ْ‬ ‫ُ ِ َ‬ ‫أن الميم مؤاخية للنون في الغنة والجهر، ومشاركة للباء في المخرج، فلما وقعت‬ ‫النون قبل الباء، ولم يمكن إدغامها فيها، لبعد المخرجين، ول أن تكون ظاهرة‬ ‫لشبهها بأخت الباء وهي الميم، أبدلت منها لمؤاخاتها النون والباء ... "98 . ولم‬ ‫يشر رحمه في أي منظومة من منظوماته المشهور بترك فرجة أو بتقليل العتماد‬ ‫على الشفتين أو غير ذلك مما انتشر القول به في الونة الخيرة .‬ ‫} الحافظ المام النويري شارح الطيبة وتلميذ‬ ‫ابن الجزري قال بالطباق{‬ ‫قال المام النويري عند شرحه للدغام الكبير لبي عمرو البصري : " ... ثم اختلفوا‬ ‫في المراد بهذه الشارة : فحمله ابن مجاهد على الروم , والشنبوذي على‬ ‫الشمام , ثم قال الشنبوذي : الشارة إلى الرفع في المدغم مرئية ل مسموعة ,‬ ‫وإلى الخفض مضمرة في النفس غير مرئية ول مسموعة,‬ ‫48‬ ‫58‬ ‫68‬ ‫78‬ ‫88‬ ‫98‬ ‫( المقصود بالاشارة الروم والاشمام .‬ ‫( النشر في القراءات العشر للحافظ ابن الجزري ج 1 ص 732 طبعة دار الصحابة بطنطا .‬ ‫( )النمل: من الةية 8(‬ ‫( )البقرة: من الةية 33(‬ ‫( )فاطر: من الةية 72(|‬ ‫( التمهيد للحافظ ابن الجزري ص 011 . طبعة مؤسسة قرطبة .‬ ‫52‬
  • 26. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫وحملة الجمهور على الروم والشمام معا , فقال الداني : الشارة عندنا تكون‬ ‫روما وإشماما , والروم آكد في البيان عن كيفية الحركة ؛ لنه يقرع السمع , غير‬ ‫أن الدغام الصحيح والتشديد التام يمتنعان معه , ويصاحبه مع الشمام ؛ لنه‬ ‫إعمال العضو وتهيئته من غير صوت إلى اللفظ , فل يقرع السمع ويمتنع في‬ ‫المخفوض لبعد ذلك العضو من مخرج الخفض .‬ ‫... وقوله ) في غير با ( يعنى أن الخذين بالشارة أجمعوا على استثناء الميم عند‬ ‫مثلها وعند الباء , وعلى استثناء الباء عند مثلها وعند الميم , قالوا : لتعذر الشارة‬ ‫فيهما من أجل انطباق الشفتين , وهو إنما يتجه إذا قيل : إن المراد بالشارة‬ ‫الشمام إذ تعز الشارة بالشفة , والباء والميم من حروف الشفة , والشارة غير‬ ‫النطق بالحرف ... 09 فقول النويري تعذر الشارة بالروم والشمام من أجل‬ ‫انطباق الشفتين في الميم الساكنة التي بعدها باء فيه دللة واضحة أن الطباق‬ ‫هو السائد عندهم وهو المأخوذ به عند الجميع , وهو الذي عليه العمل عند جميع‬ ‫القراء . .‬ ‫} ابن القاصح العذري في سراج‬ ‫القارئ قال بإطباق{‬ ‫قال رحمه ا في كتابه الرائع سراج القارئ عند شرحه للدغام الكبير لبي عمرو‬ ‫البصري : " ... وتلتقي الباء بمثلها تحو قوله تعالى ) ن صي ب ب ر ح م ت نا ( 19 أو مع‬ ‫ُ ِ ُ ِ َ ْ ََِ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫الميم نحو قوله تعالى )ي ع ذ ب م ن ي شا ء ( 29 وتلتقي الميم مع مثلها نحو )ي ع ل م‬ ‫ُ َ ّ ُ َ ْ َ َ ُ‬ ‫ما (39 أو مع الباء نحو )أَ ع ل م ب ما (49 فإن الروم والشمام يتعذران في ذلك لنطباق‬ ‫َْ ُ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫59‬ ‫الشفتين بالباء والميم " أين التصريح بترك الفرجة ل يوجد بل كلمه صريح‬ ‫بالطباق . وقال أيضا في كتابه النادر " نزهة المشتغلين في أحكام النون‬ ‫الساكنة والتنوين : " الحكم الثالث : القلب فينقلبان فيهما عند حرف واحد وهو‬ ‫الباء , وسواء اتصلت النون بالباء في كلمة أو انفصلت عنها في كلمة أخرى ؛ نحو )‬ ‫أ َ ن ب ئ ه م(69 و م ن ب ع د(79 و ص م ب ك م(89 " 99. ولم يشر أدنى إشارة لترك الفرجة .‬ ‫)ُ ّ ُ ْ ٌ‬ ‫)َ ِ ْ َ ْ ُ‬ ‫ِْْ ُ ْ‬ ‫09 ( اشرح طيبة النشر في القراءات العشر : للمام النوةيري ج 1 ص 843 / 943 . طبعة دار الكتب العلمية بيروت , لبنان .‬ ‫19 ( )ةيوسف: من الةية 65(‬ ‫29 ( )العنكبوت: من الةية 12(‬ ‫39 ( )هود: من الةية 5(‬ ‫49 ( )ةيوسف: من الةية 77(‬ ‫59 ( سراج القارئ المبتدئ للقاصح العذري البغدادي ص 44 . طبعة مصطفى البابل الحلبي .‬ ‫69 ( )البقرة: من الةية 33(‬ ‫79 ( )الروم: من الةية 4(‬ ‫89 ( )البقرة: من الةية 81(‬ ‫99 ( عنزهة المشتغلين في أحكام النون الساكنة والتنوةين للعلمة لي بن عثمان بن محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي , عنزةيل‬ ‫القاهرة الشهير بابن القاصح أبو البقاء مقرئ فلكي , قرا العشر على أبي بكر بن الجندي وإسماعيل الكفتي ص 67 , طبعة‬ ‫مؤسسة قرطبة , القاهر , مصر .‬ ‫62‬
  • 27. ‫صوت القلب والخفاء الشفوي‬ ‫للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي‬ ‫بإطباق الشفتين‬ ‫باحث في على الصوات التجويدية‬ ‫} الشيخ مل على قارئ في المنح‬ ‫الفكرية قال بإطباق{‬ ‫كلم الشيخ مل علي القاري المتوفى سنة 4101 هـ في المنح الفكرية شرح‬ ‫المقدمة الجزرية قال:" وقلب النونين ) يقصد النون والتنوين( ميما عند ملقاتهما‬ ‫الباء كما قال الشاطبي وقلبهما ميما لدى الباء حال كونها مقرونة بغنة كما هو‬ ‫شأن الميم الساكنة عند الباء من إخفائها لديها مع الغنة كما سبق عن أجلء‬ ‫)َ ِ ٌ‬ ‫أرباب القراءة في نحو قوله : و ه م ب ر ب ه م (001 )أ َ ن ب ئ ه م (101 )أ َ ن بو ر ك(201 و ع لي م‬ ‫ْ ُ ِ َ‬ ‫ِْْ ُ ْ‬ ‫)َ ُ ْ ِ َ ّ ِ ْ‬ ‫ب ذا ت ال ص دو ر(301 ووجه القلب عسر التيان بالغنة في النون والتنوين مع إظهارهما‬ ‫ّ ُ ِ‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫ثم إطباق الشفتين لجل الباء، ولم يدغم لختلف نوع المخرج وقلة التناسب،‬ ‫401‬ ‫فتعين الخفاء. ويتوصل إليه بالقلب ميما لتشاركه الباء مخرجا والنون غنة " .‬ ‫وهذا كلم الشيخ مل علي ل يوجد فيه أدنى إشارة بترك الفرجة, ولو كان التلقي‬ ‫قديما بالفرجة في صوت الميم الساكنة لصرحوا به ولتوافرت النصوص الكثيرة‬ ‫لبيانه فكيف غاب هذا البيان عن القدماء ويأتي علماء العصر للتصريح به من غير‬ ‫دليل عليه من كتب المتقدمين بل بمجرد استشكال منهم في فهم معنى كلمه‬ ‫إخفاء مع إطباق الشفتين على الميم .‬ ‫وأقول لهم التلقي من المشايخ المسندين يفسر النصوص التجويدية وليست‬ ‫النصوص التجويدية يفسر بها كيفية القراءة فمثل لو هناك رجل لم يدرس‬ ‫التجويد البتة وأخذ كتابا من السوق ووجد فيه عبارة ) الروم والشمام ( فلن‬ ‫يستطيع فهم معناهما إل بالتلقي من الشيوخ فكذلك ل يفسر كيفية الخفاء‬ ‫الشفوي إل بالتلقي من المسندين وليس بالتلقي من المصحفيين وجميع من‬ ‫عرفتهم من المجازيين بالقراءة قرأت عليهم بإطباق الشفتين بل وينكرون على‬ ‫من يقرأ بالفرجة ويسمونه الشيخ " أبو فرجة ".‬ ‫001‬ ‫101‬ ‫201‬ ‫301‬ ‫401‬ ‫( )العنعام: من الةية 051(‬ ‫( )البقرة: من الةية 33(‬ ‫( )النمل: من الةية 8(‬ ‫( )لقمان: من الةية 32(‬ ‫( المنح الفكرةية اشرح المقدمة الجزرةية لمل على قارئ ص 84 .‬ ‫72‬