إن للثقافة بُعدين، أحدهما المجتمع الذي تشكل ثقافتة، وماهيّة وشخصية تلك الثقافة، واحترام الثقافة يعني احترام حق المجتمع بثقافته، واحترام ماهيّة تلك الثقافة وشخصيتها.
إن النظرة الأحادية والموقف المتكبر يرفضان الاعتراف بثقافة الآخر وشخصيته وحضارته...، وأن عدم الاعتراف بالآخر وبثقافتة يُفضي إلي إقصاءه وتهميشه، وهذا شكل من أشكال التمييز التي تؤجج مشاعر الكراهية التي هي فتيل للصراع والصدام، فالتعالي والتكبر السياسي والثقافي والحضاري، هو الدافع إلى النزاع والصراع بين الحضارات، والصدام بين الثقافات وزعزعة أمن واستقرار المجتمعات الإنسانية، ولذلك كان الاعتراف بثقافة الآخر، الخطوة الأولى نحو تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات، تمهيدًا لإقامة جسور التواصل فيما بينها، وهذا هو الهدف النبيل الذي تعمل من أجله الأمم المتحدة وتسعي في سبيله المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام بقضايا الحوار بين الحضارات والثقافات.