تعتبر الحرية هي إمكانية الفرد دون أي جبرٍ أو شرطٍ أو ضغطٍ خارجي على اتخاذ قرار، أو تحديد خيار من عدة إمكانيات موجودة.. والحرية هي التحرر من القيود التي تكبّل طاقات الإنسان وإنتاجه، سواءً كانت قيودَا مادية أو قيودًا معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخصٍ أو لجماعةٍ أو للذات، والتخلص من الضغوط المفروضة على شخصٍ ما لتنفيذ غرضٍ ما، والتخلص من الإجبار والفرض. فالحرية هي قدرة الإنسان على اختيار أسلوب حياته، والعيش بالطريقة التي يحب، بشرط عدم المساس بحريات الآخرين وإيذائهم، أو إيذاء نفسه بدعوى الحرية، كما أنّ للمجتمع الذي يعيش في عادات وتقاليد حميدة لا يجوز له خرقها بدعوى الحرية أيًا كان، فالحرية أنواع عديدة منها حرية التنقل، واختيار المهنة التي سيعمل بها الفرد، وحرية البيع والشراء والمأكل والملبس والمشرب، والكثير من الأنواع على ألّا يتجاوز الإنسان فيها ضوابط الشريعة والمجتمع؛ إذ يُعدّان حدودًا للحرية الواعية، فقد خلق الله تعالى الناس أحرارًا ولم يجعلهم عبيدًا، وأعطاهم إرادةً ومشيئةً واختيارًا، فالأصل في الوجود الحرية وما تعنيه من تخلصٍ من القيود، وتحررٍ من التعقيدات غير المبررة، فالفرد مسؤول على اتخاذ قراراته، وتحديد خياراته وفقًا لما يراه مناسبًا له، دون الإجبار والإكراه على شيءٍ معين، فالحرية تتيح للإنسان الاستقلالية، وتفتح له الآفاق، ليستنشق الهواء كما يحب، وينطلق بفكره وأعماله للحدود التي يريدها من ابتكارٍ وإبداع.