مما لاشك فيه أن قدوم طفل معاق ليس بالحدث السهل على الأسرة بأكملها، ويشكل منعطفات خطيراً في حياة تلك الأسرة، فتتأثر بشكل مباشر على كثير من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسلوكية والعاطفية والانفعالية . ومرحلة المراهقة عند المعاقين مرحلة انتقالية وفاصلة في تحديد شخصيتهم إما بالسلب أو بالإيجاب. إن مظاهر البلوغ عند هذه الفئة لا تختلف كثيراً عن غيرهم من الأفراد الطبيعيين، إلا أن طرق التربية والتوجيه يجب أن تكون أدق، كما أن فئة المعاقين ذهنياً يمرون بنفس مراحل النمو الطبيعية التي يمر بها الأفراد غير المعاقين وإن كانوا في بعض الأحيان أبطأ أو أسرع من غيرهم، وبالتالي فهم يمرون أيضاً بمرحلة البلوغ الجنسي كما أن لهم أغلب الاحتياجات التي للآخرين. وبالنظر إلى ضعف إدراك هؤلاء الأفراد للقيم والمعايير التي تحكم السلوك الاجتماعي نجد أنهم لا يميزون بين السلوك المقبول اجتماعياً والسلوك غير المقبول، هذا إلى جانب سهولة انقيادهم للآخرين، وهذا يجعل ضعاف النفوس من غير المعاقين يقبلون على استغلالهم لمآرب غير أخلاقية، وهذا ما يحدث في بعض الأحيان إن لم تكن هناك تنشئة جيدة لهم. ولما كانت الأسرة هي الشيء الثابت في حياة الطفل؛ فإن أي جهد فعال لن يتحقق دون تطوير علاقات تشاركيه مع أولياء الأمور .ولكن مشاركة أولياء الأمور الإيجابية في التخطيط للخدمات و في اتخاذ القرارات تتطلب قيام الأخصائيين بتعديل اتجاهاتهم وبإعادة النظر والتفكير بعلاقاتهم مع الأسر.