وأزمة القيم التي يعيشها أبناء المسلمين تتمثل في صراع القيم؛ أي بين الأخذ بالقيم الأصيلة الموروثة، وبين الأخذ بالقيم الوافدة من الخارج؛ بحيث يكون هذا الصراع في داخل الأفراد ما يسمى بالتناقض القيمي ؛ وهو النفاق الاجتماعي ، ومخالفة القول الفعل، وهذا الصراع والتناقض تحول إلى مشكلة كبيرة في المجتمع يصعب حلها في كثير من الأوقات؛ بسبب غياب الرؤية التصورية لمنظومة القيم المستقبلية التي تطمح التربية إلى غرسها في الأفراد بمختلف مستوياتهم العمرية والتعليمية. وهنا يكمن العمل التربوي؛حيث إنّ غرس القيم ليس مسؤولية مؤسسة بعينها، بل هي مسؤولية كل الأجهزة والمؤسسات في المجتمع بمختلف مواقعها المتعددة؛ وهو ليس أحد المواد المقررة في المدرسة؛ وإنما هي مسؤولية كل جوانب العمل التربوي في جزئياته وكلياته. ولإيصال القيم الأصيلة إلى أفراد المجتمع لا بد من البحث عن أساليب تربوية جديدة لا تخرج عن الأطر الإسلامية لغرس القيم وتدريسها للأطفال بما يتناسب مع مراحلهم العمرية