SlideShare a Scribd company logo
‫1‬

‫عبارات منقولة عن السلف في الوقف والبتداء‬
‫وتفصيل القول في الوقف على قوله تعالى: ) وما يعلم تأويله‬
‫إل ا و الراسخون في العلم (‬
‫وفيه بيان أقوال العلماء في معنى المحكم و المتشابه‬

‫تأليف‬
‫عبد ا علي الميموني المطيري‬

‫1‬
‫2‬

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله وكفى و صلة وسلم على عباده الذين اجتبى ومن‬
‫تبعهم أبدا‬
‫وبعد‬
‫فهذا البحث ملحق للفائدة بالبحث الموسوم بـ: ) حكم الوقف‬
‫على رؤوس اليات (. وفيه عبارات منقولة عن السلف في‬
‫الوقف والبتداء.‬
‫وتفصيل للقول في الوقف على قوله تعالى: ) وما يعلم تأويله‬
‫إل ا والراسخون في العلم (. وفيه بيان أقوال العلماء في‬
‫معنى المحكم و المتشابه.‬
‫وقد نقلته من الرسالة المطبوعة هدية لخواني بل لجميع‬
‫المسلمين رجاء أن يستفيدوا منه ، وبخاصة من ليست عنده‬
‫رسالتي في فضل علم الوقف و البتداء.‬
‫تمهيد‬
‫أهمية علم الوقف والبتداء‬
‫إن القارئ للقرآن الكريم لدبد أن يقف لقنقطاع قنفهسسسه ، وحيسسث وقسسف مختسسارا فعليسسه أن‬
‫هسَ هسَ‬
‫يختار الوقف الذي ل يخل دبالمعنى . ووقفه إما وقف اضطرار ، أو وقف اختيار .‬
‫فوقف الضطرار ل عتب على القارئ فيسسه ، لكسسن عليسسه أن يهسسستأقنف ويحهسسسن الدبتسسداء‬
‫ويتخير حهسن الوقف ، فبذلك تظهر المعاقنى ويتبين إعجاز القرآن، قال ادبن الجزري :‬
‫) لما لم يمكن القارئ أن يقرأ السورة أو القصة في نفس واحد‬
‫، ولم يجز التنفس بين كلمتين حالة الوصل ،بل ذلك كالتنفس‬
‫في أثناء الكلمة وجب حينئذ اختيار وقف للتنفس والستراحة ،‬
‫وتعين ارتضاء ابتداء بعد التنفس والستراحة ( )1( .‬
‫و لقد دلت الدلة على أهمية مراعاة الوقف والبتداء ؛ وثبت‬
‫واشتهر اعتناء السلف بذلك . قال تعالى :‬

‫1)(‬

‫النشر 1 / 522‬
‫2‬
‫3‬

‫‪ ‬ورتل القرآن ترتيل ‪ (1) ‬فهذا أمسسر مسسن الس تعسسالى دبترتيسسل القسسرآن ، وقنسسدب منسسه‬
‫هسَ ِّ لا ِ‬
‫سبحاقنه للعباد إلى ترتيل كلمه المنزل ؛ ومراعاة الوقوف داخلة في ذلسسك إن شسساء ال س‬
‫تعالى ، قال ادبن عباس رضي ال عنه في قوله : ‪ ‬ورتل القرآن ترتيل ‪: ‬‬
‫هسَ ِّ لا ِ‬
‫)دبينه تبيينا ( )2( ؛ وقال الحهسن : اقرأه قراءة دبينة . وقال مجاهد : دبعضه على إثسسر‬
‫دبعض على تؤدة وقال أيضا : ) ترسل فيه ترسل ( . )3( قال المسسام ادبسسن كسسثير رحمسسه‬
‫ال تعالى : ) اقرأه قراءة على تمهل ، فإقنه يكون عوقنا علسسى فهسسم القسسرآن ، وتسسددبره (‬
‫)4(‬
‫اهس . .‬
‫وقال تعالى : ) الرحمن* علم القرءان *خلق القنهسسسسن * علمه البيان ( )5( قال ادبن‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫َّ هسَ‬
‫النحاس: ) من التبيين تفصيل الحروف والوقف على ما تم معناه منها( اهس )6( .‬

‫1‬

‫)( المزمل - آية- 4‬

‫2‬

‫)( رواه أحمد بن منيع في مسنده كما في المطالب العالية‬
‫بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ ابن حجر - النسخة المسندة :‬
‫) ج 4]7773[ ( ومختصر اتحاف المهرة بزوائد المسانيد‬
‫العشرة للبوصيري : ) ج 8]0956[ ( ورواه الطبري : جامع البيان‬
‫721/1/21 وابن النحاس القطع 1 /47 وينظر : الدر المنثور‬
‫في التفسير بالمأثور 772/6 .‬

‫3‬

‫)( مصنف عبد الرزاق 2 / 094 ومصنف ابن أبي شيبة 01 /‬
‫525 حامع البيان 721/1/21 والتمهيد في معرفة التجويد‬
‫لبي العلء الهمذاني : صـ 141 و الدر المنثور : 772/6‬

‫4‬

‫)( تفسير ابن كثير 363/4 . وقيل : إن عليا رضي ا عنه سئل‬
‫عن هذه الية فقال : ) الترتيل تجويد الحروف ومعرفة‬
‫الوقوف ( النشر 892/1 و 613 . ولم أجده في التفاسير‬
‫التي تعتني بالمأثور وقد رواه الهذلي في الكامل ورقة 43‬
‫) مخطوط ( ينظر الوقف والبتداء للغزال 1/ 6 رسالة دكتوراة‬
‫تحقيق الدكتور العثمان إشراف الشيخ محمد محمد سالم‬
‫محيسن .‬

‫5)(‬

‫الرحمن - آية- 1 و 2 و 3 و 4‬

‫6)(‬

‫القطع لبن النحاس 47/1‬
‫3‬
‫4‬

‫وقسسد حكسسى ادبسسن النحسساس وأدبسسوعمرو السسداقني وغيرهمسسا ، إجمسساع العلمسساء علسسى أهميسسة‬
‫مراعاة الوقف والدبتداء )1( واستدلوا على ذلك دبقسسول عبسسد الس دبسسن عمسسر رضسسي الس‬
‫عنهما :‬
‫) لقد عشنا دبرهة من دهرقنا ، وإن أحدقنا ليسسؤتى اليمسسان قبسسل القسسرآن ، وتنسسزل الهسسسورة‬
‫)2(‬
‫على محمد صلى ال عليه وسلم ، فنتعلم حللها ، وحرامها ، و ما ينبغي أن يوقف‬
‫عنده منها ، كما تتعلمون أقنتم اليوم القرآن ، ولقد رأيت اليسسوم رجسسال ، يسسؤتى أحسسدهم‬
‫القرآن قبل اليمان ، فيقرأ ما دبين فاتحته إلى خساتمته مسا يسدري مسا آمسره ول زاجسره ،‬
‫ول ما ينبغي أن يوقف عنده منه ، وينثره قنثر الدقل )3( ( .‬
‫َّ هسَ‬
‫)5(‬
‫رواه الطبراني في الوسط )4( وابن النحاس والحاكم وقال :‬
‫صحيح على شرط الشيخين ول أعرف له علة ، و وافقه الذهبي‬
‫)6( ، والبيهقي )7(. وسنده جيد .‬
‫1)(‬

‫القطع 1/ 78 و المكتفى ص 531 و النشر 1/ 522 .‬

‫2‬

‫)( في رواية الطبراني والبيهقي :) يقف ( : مجمع الزوائد 1 /‬
‫071 والسنن الكبرى 3 / 021 .‬

‫3‬

‫)( بفتح الدال المهملة بعدها قاف مفتوحة وهو رديء التمر‬
‫ويابسه ، و ما ليس له اسم خاص وقيل : هو أردأ التمر :‬
‫) غريب الحديث لبراهيم الحربي 2 / 988 والنهاية لبن الثير‬
‫271/2 (‬

‫4‬

‫)( مجمع البحرين في زوائد المعجمين للهيثمي 1 / رقم 902‬
‫ومجمع الزوائد 1 / 071‬

‫5‬

‫)( القطع لبن النحاس 78/1‬

‫6‬

‫)( المستدرك على الصحيحين 53/1 وفي طبعة عبد السلم‬
‫علوش برقم : ) 801 ( ج 1/ 691‬
‫)( السنن الكبرى للبيهقي 021/3 و ينظر : التقان للسيوطي‬
‫1/ 011 .‬
‫قال الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني في الوسط :) رجاله‬
‫رجال الصحيح ( اهـ : مجمع الزوائد :‬
‫1 / 071. قلت : وهو من طريق عبيد ا بن عمرو الرقي‬
‫عن زيد بن أبي أنيسة الرقي عن القاسم بن عوف الشيباني‬
‫البكري ، و رجاله كلهم ثقات روى لهم الشيخان إل القاسم بن‬
‫عوف فقد روى له مسلم وابن ماجة و ت ك لم فيه فتركه شعبة .‬
‫ُ ُّ‬

‫7‬

‫4‬
‫5‬

‫والشاهد منه قوله : ) وما ينبغي أن يوقف عنده منها ( . وبه‬
‫استدل ابن النحاس )1( والداني )2( وغيرهم من علماء القراءات‬
‫والوقف )3( ، وعبارة الداني : ) ففي قول ابن عمر دليل على أن‬
‫تعليم ذلك توقيف من رسول ا صلى ا عليه وسلم وأنه‬
‫إجماع من الصحابة رضي ا عنهم ( )4( فهذا دليل قد ذكره‬
‫كثير من العلماء مستدلين به على الوقف والبتداء . وقد عارض‬
‫ذلك الشيخ مل القاري في شرحه على الجزرية بعد أن ذكره‬
‫وقال أبوحاتم : ) مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق (‬
‫. وقال ابن عدي هو ممن يكتب حديثه . وذكره ابن حبان في‬
‫الثقات . وفي التقريب : ) صدوق يغرب ( : )) ) الجرح والتعديل‬
‫ُ‬
‫7/)956( و الثقات لبن حبان 503/5 وتهذيب الكمال‬
‫004/32 وتهذيب التهذيب 8 / 623 – 823 ( (( . وسنده‬
‫يدور على عبيد ا بن عمرو وهو صحيح عنه . فقد رواه‬
‫الطبراني و ابن النحاس من طريق عبد ا بن جعفر بن‬
‫غيلن الرقي القرشي عنه وهو ثقة حافظ تغير ب أ خ ر ة ولم‬
‫َ َ َ ٍ‬
‫يفحش اختلطه وقد اختلط من سنة 812 هـ إلى وفاته سنة‬
‫022 هـ ووثقه يحيى بن معين وأبو حاتم : ) التاريخ الكبير‬
‫للبخاري 5 / رقم 051 والجرح والتعديل 5 / رقم 401 وثقات‬
‫ابن حبان 8 / 153 وتهذيب الكمال 41 / 773 – 873 وتهذيب‬
‫التهذيب 5 / 371 والميزان 2 / رقم 9422 ( . و في الكاشف‬
‫: ) ثقة حافظ ( : رقم :1962 وفي التقريب: ) ثقة لكنه تغير‬
‫ب أ خ ر ة فلم يفحش اختلطه ( اهـ .‬
‫َ َ َ ٍ‬
‫ورواه الحاكم من طريق هلل بن العلء الرقي عن والده عن‬
‫عبيد ا بن عمرو . وهي طريق ضعيفة ، لضعف العلء بن‬
‫هلل الباهلي الرقي والد هلل بن العلء ، قال أبو حاتم‬
‫منكر الحديث وضعفه غيره : ) تهذيب التهذيب 8 / 391 – 491‬
‫(‬
‫و تابعهما عبيد بن هشام الحلبي عند البيهقي ، ول بأس به .‬
‫قال: أبو حاتم وصالح جزرة في عبيد بن هشام الحلبي:‬
‫) صدوق ( وضعفه النسائي ) تهذيب التهذيب 7 / 67 – 77 (‬
‫. ثلثتهم : ) عبد ا بن جعفر بن غيلن الرقي والعلء بن هلل‬
‫الباهلي وعبيد بن هشام الحلبي ( رووه عن عبيد ا بن عمرو‬
‫به فالثر حسن لما في القاسم بن عوف من الكلم الذي‬
‫تقدم وقد تفرد به . كما أن لبعض ألفاظه شواهد عن بعض‬
‫5‬
‫6‬

‫بقوله : ) ول يخفى أن قوله : )) وما ينبغي أن يوقف عنده منها‬
‫ل يبعد أن يراد به اليات المتشابهات في معناها ، فليس في‬
‫((‬
‫الحديث نص على الوقف المصطلح عليه ( . اهـ . )1( أقول : كل‬
‫المعنيين محتمل من جهة اللفظ ، وقوى الحتمال الول كلم‬
‫أولئك الئمة في الستدلل به على مراعاة الوقوف .‬
‫وروى المام أدبو عمرو الداقني عن ميمون دبن مهران )2( التادبعي قال :‬
‫) إقني لقشعر من قراءة أقوام يرى أحدهم حتما عليه أل يقصر عن العشر ، إقنما كاقنت‬
‫القراء تقرأ القصص إن طالت أو قصرت يقرأ أحدهم اليسسوم ‪ ‬إذا قيسل لهسم ل تفهسسدوا‬
‫في الرض قالوا إقنما قنحن مصلحون ‪ (3) ‬ويقوم في الركعة الثاقنية فيقسسرأ } أل إقنهسسم‬
‫هم المفهسدون { )4( ( . )5( ثم قال أدبو عمرو رحمه الس تعسسالى : ) هسسذا يسسبين أن‬
‫الصحادبة رضي ال عنهم كاقنوا يتجنبون فسسي قراءتهسسم القطسسع علسسى الكلم السسذي يتصسسل‬
‫دبعضه دببعض ، ويتعلق آخره دبأوله لن ميمون دبن مهران إقنما حكى ذلك عنهم إذ هسسو‬
‫)6(‬
‫من كبار التادبعين وقد لقي جماعة منهم ( اهس .‬
‫الصحابة رضي ا عنهم .‬
‫1)(‬

‫القطع صـ 78‬

‫2)(‬

‫المكتفى صـ 431‬

‫3)(‬
‫4‬

‫ينظر : النشر 1 / 522 والبرهان للزركشي 1 / 994‬

‫)( المكتفى صـ 431‬

‫1‬

‫)( شرح المقدمة الجزرية ) المنح الفكرية على متن الجزرية (‬
‫صـ 072‬

‫2‬

‫)( ميمون بن مهران الجزري أبو أيوب الرقي من ثقات التابعين‬
‫، و من علمائهم . سمع من ابن عباس وابن عمر ، ) ت :811‬
‫هـ ( . ترجمته في : حلية الولياء لبي نعيم 28/4 –79‬
‫وتهذيب الكمال 92/ 012 –722 وغيرها .‬

‫3)(‬

‫البقرة - آية- 11‬

‫4)(‬

‫البقرة - آية- 21‬

‫5)(‬

‫المكتفى ص 531‬

‫6)(‬

‫المكتفى ص 631‬
‫6‬
‫7‬

‫واشتهر اعتناء الهسلف رحمهم ال تعالى دبهذا العلم حتى عد ادبن الجزري ذلك‬
‫متواترا عنهم )1( ، وكاقنوا يعتنون دبذلك حال القراء ، قال ادبن الجزري :‬
‫) صح دبل تواتر عندقنا تعلمه والعتناء دبه من الهسسلف الصسسالح ، كسسأدبي جعفسر يزيسد دبسسن‬
‫القعقاع إمام أهل المدينة الذي هو من أعيان التادبعين ، وصسساحبه المسسام قنسسافع دبسسن أدبسسي‬
‫قنعيم ، و أدبي عمرو دبن العلء ،ويعقوب الحضرمي ، وعاصم دبن أدبي النجود وغيرهسسم‬
‫من المئمة وكلمهم في ذلك معروف ، و قنصوصهم عليه مشهورة في الكتب ، ومن ثسسم‬
‫اشترط كسسثير مسسن أمئمسسة الخلسسف علسسى المجيسسز أن ل يجيسسز أحسسدا إل دبعسسد معرفتسسه الوقسسف‬
‫والدبتداء .‬
‫وكان أمئمتنا يوقفوقننا عند كل حسسرف ، ويشسسيرون إلينسسا فيسسه دبالصسسادبع ، سسسنة أخسسذوها‬
‫)2 (‬
‫كذلك عن شيوخهم الولين ( اهس .‬
‫وقد حظ العلماء على تعلم الوقف والدبتداء والعمل دبه ، ودبينوا عظيم فضسسيلته ، وذلسسك‬
‫مذكرو في مقدمات كثير من كتب الوقف والدبتداء ، وفسسي كسسثير مسسن كتسسب فسسن التجويسسد‬
‫ومضمن في كتب علوم القرآن ، فمما قالوه قول ادبن القنباري رحمه ال تعسسالى : ) مسسن‬
‫تمام معرفة القرآن ومعاقنيه ، وغريبه معرفة الوقف والدبتداء فيه ، فينبغي للقسسارئ أن‬
‫يعرف الوقف التام ، والوقف الكافي الذي ليس دبتام ، والوقف القبيسسح السسذي ليسسس دبتسسام‬
‫)3(‬
‫ول كاف ( . اهس‬
‫وقول ادبن النحاس : ) قد صسار فسسي معرفسة الوقسسف والمئتنساف التفريسق دبيسسن المعساقني ،‬
‫فينبغي لمن قرأ القرآن أن يتفهم ما يقرأه ويشسسغل فلبسسه دبسسه ويتفقسسد القطسسع والمئتنسساف ،‬
‫ويحرص على أن يفهم المهسسستمعين فسسي الصسسلة وغيرهسسا ، وأن يكسسون وقفسسه عنسسد كلم‬
‫مهستغن أو شبيه وأن يكون ادبتداؤه حهسنا ( اهس . ) 4 ( وقول المام السسداقني : ) معرفسسة‬
‫ما يتم الوقف عليه ومسسا يحهسسسن ومسسا يقبسسح مسسن أجسسل أدوات القسسراء المحققيسسن والمئمسسة‬
‫المتصدرين وذلك مما تلزم معرفته الطالبين وسسسامئر التسسالين إذ هسو قطسب التجويسسد ودبسه‬
‫)5(‬
‫يوصل إلى قنهاية التحقيق ( اهس .‬
‫1)(‬

‫النشر 522/1‬

‫2)(‬

‫النشر 522/1‬

‫3)(‬

‫اليضاح في الوقف والبتداء 1 / 801‬

‫4)(‬

‫القطع والئتناف ص 79‬

‫5‬

‫)( شرح القصيدة الخاقانية للداني 2 / 69 رسالة ماجستير –‬
‫تحـ – غازي بنيدر العمري إشراف – د – محمد ولد سيدي حبيب‬
‫9141 هـ – بجامعة أم القرى . . وينظر ما سيأتي إن شاء ا‬
‫تعالى ص 69 مبحث أهمية علم الوقف والبتداء .‬
‫7‬
‫8‬

‫ولقنه يتوصل دبهذا العلم لفهم القرآن جعل المئمة تعلمه أمرا لدبد منسسه لمسسن أراد معرفسسة‬
‫معاقني القرآن واستنباط الدلة منه )1( ، وجعلوا ذلك مما يعين على الغوص على فرامئد‬
‫القرآن ودرره )2( .‬
‫وقال علسسم السسدين الهسسسخاوي رحمسسه الس : ) ففسسي معرفسسة الوقسسف والدبتسسداء السسذي دوقنسسه‬
‫العلمساء تسبيين معساقني القسسرآن العظيسسم وتعريسسف مقاصسده وإظهسسار فوامئسده ، ودبسسه يتهيسسأ‬
‫الغسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوص علسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى درره‬
‫)3(‬
‫وفرامئده ( .‬
‫فهذا العلم ينفتح دبتعلمه وإعمال الفكر فيه من مقاصسسد القسسرآن ومعسساقنيه شسسئ عظيسسم ،‬
‫فالقارئ إذا لم يراع الوقف دبحهسب المعنى فلن يفهم المعنى ، وردبما فوت على الهسامع‬
‫فهم المعنى وقد ل يظهر دبذلك وجه العجاز )4( .‬
‫ولذا فإن معرفته متأكدة وفي ذلك يقول الصفاقهسي :‬
‫) ومعرفة الوقف والدبتداء متأكدة غايسسة التأكيسسد إذ ل يتسسبين معنسسى الكلم ويتسسم علسسى‬
‫أكمل وجسسه إل دبسسذلك ( اهسس . )5( ويقسسول المقسسرئ أدبسسو الصسسبغ دبسسن الطحسسان القندلهسسسي :‬
‫) أليس من الخطأ العظيم أن يقرأ كتاب ال تعالى فيقطع علسسى القطسسع يفهسسسد دبسسه المعنسسى‬
‫…الخ ( اهس . )6( ولهمية علم الوقف والدبتداء ذكر المئمة أن إتقاقنه ومعرفته يحتاج‬
‫إلى معرفة علوم أخرى قال المام أدبو دبكر دبن مجاهد رحمه ال تعالى :‬
‫) ل يقوم دبالتمام إل قنحوي عالم دبسسالقراءة عسسالم دبالتفهسسسير ، عسسالم دبالقصسسص وتلخيسسص‬
‫)7(‬
‫دبعضها من دبعض عالم دباللغة التي قنزل دبها القرآن ( اهس .‬
‫وقد تكلم علماء الوقف والبتداء على جميع اليات والجمل‬
‫القرآنية ، وبينوا ما يصلح الوقف عليه ، وما ل يصلح ، ونهوا عن‬
‫الوقف على وقوف بعينها ، ووضعوا لذلك قواعد ، كقولهم ل‬
‫1‬

‫)( ينظر القتداء في الوقف لبن النكزاوي 891/1 والتقان‬
‫011/1‬

‫2)(‬

‫جمال القراء ص 355‬

‫3)(‬

‫المصدر السابق‬

‫4‬

‫)( تنبيه الغافلين ص 021 و ينظر : البرهان 394/1 واليضاح‬
‫لبن النباري 801/1‬

‫5)(‬
‫6)(‬
‫7‬

‫تنبيه الغافلين الموضع السابق‬
‫نظام الداء ص 02‬
‫)(‬

‫القطع والئتناف ص 49‬
‫8‬
‫9‬

‫يوقف على المبتدأ دون خبره ول على الشرط دون جزائه إلى‬
‫غير ذلك مما ذكروه و مثلوا له واختلفوا في بعضه .‬
‫وذكروا الوقف التام ، وما دونه ، وبينوا الوقوف ، وحرروا الكلم‬
‫على المعاني مستمدين من النقول في التفسير والحديث والثر‬
‫ومعتمدين على العربية . فكما بنى المفسرون كلمهم على‬
‫ذلك بنى علماء الوقف والبتداء وأفادوا من التفاسير وأضافوا‬
‫فوائد كثيرة .‬
‫وربما نقل عنهم كبار المفسرين ، كما يوجد من نقل القرطبي‬
‫وغيره من كتاب المام ابن النباري اليضاح في الوقف‬
‫والبتداء ، وهو من أجل من صنف في هذا الفن وكتابه مطبوع .‬
‫وقد اعتنى به أئمة القراء تصنيفا وإقراء . وهو من أوائل‬
‫العلوم السلمية التي صنف فيها المتقدمون من السلف .‬
‫ومن تصانيف المتقدمين في هذا العلم المبارك : كتاب : شيبة‬
‫بن ن صاح مولى أم سلمة رضي ا عنها أتي به إليها وهو صغير‬
‫ِ َ‬
‫فمسحت رأسه ودعت له وثقه النسائي وغيره‬
‫) ت : 031 هـ ( )1( جعله ابن الجزري أول من صنف في هذا‬
‫و قال : ) كتابه مشهور (‬

‫)2(‬

‫.‬

‫1‬

‫)( شيبة بن نصاح مولى أم سلمة رضي ا عنها ، أتي به إليها‬
‫وهو صغير فمسحت رأسه ودعت له بالخير والصلح قال‬
‫النسائي ) ثقة ( ووثقه غيره مدني مقرئ . ترجمته في‬
‫كثير من الكتب منها : تاريخ البخاري الكبير 4/ ترجمة‬
‫2662 والجرح والتعديل 4/ ترجمة ) 1741 ( وتهذيب الكمال‬
‫806/21 وبقية مصادر الترجمة في هامشه للمحقق . ويزاد‬
‫عليه : غاية الختصار في قراءات العشرة أئمة المصار لبي‬
‫العلء الهمذاني 61/1 ومعرفة القراء الكبار 97/1 . و نصاح‬
‫: ) بكسر أوله والتخفيف وكان أبو سعد الدريسبي يقوله بفتح‬
‫ثم يشد ( اهـ .: ) الكمال 7 / 372 و تبصير المنتبه بتحرير‬
‫المشتبه للحافظ ابن حجر 4 / 5141 ( .‬
‫2‬

‫)( غاية النهاية 923/1 و مقدمة محقق المكتفى ص 06‬
‫والبرهان - تحـ الدكتور المرعشلي – 494/1 ومعجم مصنفات‬
‫القرآن الكريم للدكتور علي شواخ المشعبي 862/1‬
‫ومقدمة محقق علل الوقوف للسجاوندي 42/1 – وفيه ابن‬
‫9‬
‫01‬

‫و مقطوع القرآن وموصوله : لعبد ا بن عامر اليحصبي : ) ت‬
‫: 811 هـ ( ذكركتابه ابن النديم ، ولم أجده عند غيره ، وابن‬
‫عامر أقدم من شيبة وفاة و شيوخا ، وقد تعاصرا ، كما يظهر‬
‫من وفاتهما وترجمتهما ، ولذا ذكرهما الحافظ الذهبي في‬
‫معرفة القراء في طبقة واحدة )1( ، فل يمتنع أن يكون كتاب‬
‫شيبة أقدم ، وإن كان عبد ا بن عامر أكبر سنا ، على أن كتاب‬
‫شبة بن نصاح أشهر .‬
‫كما ألف فيه من القراء السبعة : أبو عمرو بن العلء ) ت :‬
‫َ‬
‫451 هـ ( إمام النحو والعربية وأحد القراء السبعة وكتابه من‬
‫الكتب التي ورد بها الخطيب البغدادي إلى بغداد وحصل على‬
‫إجازة بروايته )2( ، وحمزة بن حبيب الزيات المقرئ الزاهد أحد‬
‫القراء السبعة ) ت ـ 651 ( )3( و نافع بن أبي نعيم إمام أهل‬
‫ُ‬
‫المدينة أحد القراء السبعة ) ت : 961 هـ ( )4( ، وعلي بن‬
‫حمزة الكسائي ) ت : 981 ( إمام العربية و أحد القراء‬
‫السبعة )5( ، وغيرهم من أئمة القراء المشهورين في مختلف‬
‫العصور والمصار ،كما صنف فيه أيضا الئمة المشهورون من‬
‫علماء العربية ، كالفراء ، وأبي عبيدة معمر بن المثنى‬
‫والخفش الوسط ، وأبي حاتم سهل السجستاني وغيرهم .‬
‫ناصح خطأ – والوقف والبتداء للغزال مقدمة المحقق 1/ 8.‬
‫1‬

‫)( ينظر معرفة القراء 1 / ترجمة ) رقم 43 ( و ) رقم 63 ( "‬
‫طبعة استانبول- تحـ - د طيار قولج ) 6141 هـ ( .‬

‫2‬

‫)( تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين 1 / 22 نقل عن مشيخة‬
‫الخطيب البغدادي – مخطوط بالظاهرية – مجموع : 81 )‬
‫821 ب ( .‬

‫3‬

‫)( الفهرست لبن النديم صـ 45 ) طبعة دار الكتب العلمية ( و‬
‫معجم مصنفات القرآن الكريم 1 / 862‬

‫4‬

‫)( ذكر كتابه ابن النحاس القطع والئتناف ص ـ 57 وابن‬
‫النديم صـ 45‬

‫5‬

‫)( اسم كتابه مقطوع القرآن وموصوله : ذكر كتابه : ابن النديم‬
‫: الفهرست : صـ 89 و ياقوت : معجم الدباء 7 / 302 و‬
‫الذهبي : معرفة القراء 1 / 721 ) 54 ( .‬
‫01‬
‫11‬

‫لقد جاء عن السلف رحمهم ا عبارات في الوقف على بعض‬
‫اليات ، بستفاد منها اعتنائهم بمراعاة الوقوف و البتداء ، و‬
‫يستنبط منها فوائد في التفسير،فمن ذلك . قال ابن النحاس‬
‫رحمه ا: ) سئل علي رضي ا عنه: عن قول ا تعالى: ) ولن‬
‫يجعل ا للكافرين على المؤمنين سبيل ( .. وقد رأينا الكافر‬
‫يقتل المؤمن : فقال : اقرأ ما قبلها :‬
‫فال ل ه ي ح ك م ب ي ن ك م ي و م ا ل ق يا م ة( ) النساء: من الية 141( . قال‬
‫) ّ ُ َ ْ ُ ُ ََْ ُ ْ َ ْ َ ْ َِ َ ِ‬
‫َ‬
‫ابن النحاس : لما اتصل الكلم بما قبله تبين المعنى وعرف‬
‫المشكل ( اهـ . )1( وهذه الية من قوله تعالى :‬
‫َ ْ َ ُ ْ‬
‫) ا ل ذي ن ي ت ر ب صو ن ب ك م ف إ ن كا ن ل ك م ف ت ح م ن ال ل ه قا لوا أ َ ل م ن ك ن‬
‫ّ ِ َ ََ َّ ُ َ ِ ُ ْ َِ ْ َ َ َ ُ ْ َْ ٌ ِ َ ّ ِ َ ُ‬
‫َ ْ َ َ ْ ِ ْ ََْ ُ ْ‬
‫م ع ك م و إ ِ ن كا ن ل ل كا ف ري ن ن صي ب قا لوا أ َ ل م ن سْ ت ح و ذ ع ل ي ك م‬
‫َ َ ُ ْ َ ْ َ َ ِْ َ ِ ِ َ َ ِ ٌ َ ُ‬
‫َِ َ ِ َ ْ‬
‫و ن م ن ع ك م م ن ا ل م ؤ م ني ن فال ل ه ي ح ك م ب ي ن ك م ي و م ا لْ ق يا م ة وَ ل ن‬
‫ََ َْ ْ ُ ْ ِ َ ْ ُ ْ ِِ َ َ ّ ُ َ ْ ُ ُ ََْ ُ ْ َ ْ َ‬
‫ي ج ع ل ال ل ه ل ل كا ف ري ن ع لى ا ل م ؤ م ني ن سَ بي ل ً( . ) النساء:141(‬
‫ْ ُ ْ ِِ َ ِ‬
‫َ ْ َ َ ّ ُ ِْ َ ِ ِ َ ََ‬
‫)2(‬
‫وعبد‬
‫وقول علي رضي ا عنه رواه الثوري في تفسيره‬
‫الرزاق في تفسيره من طريقه )3( وابن جرير )4( والحاكم في‬
‫المستدرك )5( : جميعهم من طريق الثوري عن العمش عن ذر‬
‫عن ي سيع الكندي :) جاء رجل إلى ابن أبي طالب فقال كيف‬
‫ُ َ‬
‫تقرأ هذه الية :‬
‫) ولن يجعل ا للكافرين على المؤمنين سبيل ( وهم يقتلون‬
‫؟ فقال علي رضي ا عنه : اد نه ثم ) قال ( )) فالله يحكم بينهم‬
‫ُ ُ‬
‫يوم القيامة( ( ( اهـ .‬
‫فهذه الية ل يظهر معناه إل بما قبلها وقد أجمع المفسرون‬
‫)6(‬
‫على هذا .‬
‫1)(‬

‫القطع صـ 19‬

‫2)(‬

‫تفسير الثوري ص 89‬

‫3)(‬

‫تفسير عبد الرزاق 1 / صـ 084‬

‫4)(‬

‫تفسير ابن جرير 9 / 723‬

‫5)(‬

‫مستدرك الحاكم 2 / 903‬

‫6‬

‫)( تفسير القرطبي 5 / 914 والبحر لبي حيان 3 / 673‬
‫وتفسير ابن كثير 2 / 734‬
‫11‬
‫21‬

‫وقال الشعبي : ) إذا قرأت : ) ك ل من عليها فان ( ) 1 ( ، فل‬
‫ّ‬
‫)2(‬
‫تسكت حتى تقرأ ) ويبقى وجه ربك ذو الجلــــل والكرام (‬
‫(.‬
‫وقد صححه عن الشعبي المام ابن الجزري ) 3 ( .‬
‫تنبيه : مصنفات المتقدمين في الوقف والبتداء ربما سميت‬
‫بكتب ) التمام ( ، وبـ ) المقطوع والمفصول ( .‬
‫وقال أبونهيك السدي ) 4 ( رحمه ا تعالى : ) إنكم تصلون‬
‫هذه الية وإنها مقطوعة :‬
‫ِْ ِ َ ُ ُ َ َّ ِ ِ‬
‫)و ما ي ع ل م ت أ وي ل ه إ ِ ل ال ل ه وال را س خو ن في ا لْ ع ل م ي قو لو ن آ م نا ب ه‬
‫َ َ َ َْ ُ َْ ِ َ ُ ّ ّ ُ َ ّ ِ ُ َ ِ‬
‫ك ل م ن ع ن د ر ب نا ( ) 5 ( فانتهى علمهم إلى قولهم الذي قالوا (‬
‫ُ ّ ِ ْ ِْ ِ ََّ‬
‫)6(‬
‫اهـ .‬
‫ومراده أن الوقف تام على : ) وما يعلم تأويله إل ا ( . ثم‬
‫يبتدأ ) والراسخون في العلم يقولون آمنا به ( . فهم ل يعلمون‬
‫تأويل المتشابه ولكنهم يكلون علمه إلى ا تعالى )7( ، وعليه‬
‫1‬

‫)(‬

‫الرحمن – 62‬

‫2‬

‫)(‬

‫الرحمن – 72‬

‫3‬

‫)( رواه ابن أبي حاتم كما في : الدر المنثور 6 / 341 وينظر‬
‫النشر 1 / 522‬

‫4‬

‫)( عثمان بن نهيك تابعي مقرئ روى عن ابن عباس رضي‬
‫ا عنهما و لشهرتة بالكنية يجعله بعض الحفاظ ممن ل يعرف‬
‫إل بكنيته و ل يعرف اسمه : ثقات ابن حبان 5 / 285‬
‫والكاشف رقم ) 5473 ( وتهذيب التهذيب 7 / 651 .‬

‫5‬
‫َِ َ ِْ ُ َ ٌ‬
‫)( من قوله تعالى : ه و ا ل ذي أ َ ن ز ل ع ل ي ك ا لْ ك تا ب م ن ه آ يا ت‬
‫ْ َ َ ََْ َ‬
‫)ُ َ ّ ِ‬
‫م ح ك ما ت ه ن أ ُ م ا ل ك تا ب و أ ُ خ ر م ت شا ب ها ت ف أ ما ا ل ذي ن في‬
‫ُ ْ َ َ ٌ ُ ّ ّ ْ َِ ِ َ َ ُ َُ َ ِ َ ٌ ََ ّ ّ ِ َ ِ‬
‫ق لو ب ه م ز ي غ ف ي ت ب عو ن ما ت شا ب ه م ن ه ا ب ت غا ء ا لْ ف ت ن ة وا ب ت غا ء ت أ وي لِ هِ‬
‫َِْ ِ َ ِْ َ َ َْ ِ‬
‫ُُ ِ ِ ْ َْ ٌ ََِّ ُ َ َ َ َ َ َ ِْ ُ ِْ َ َ‬
‫و ما ي ع ل م ت أ وي ل ه إ ِ ل ال ل ه وال را س خو ن في ا ل ع ل م ي قو لو نَ آ م نا ب هِ‬
‫َّ ِ‬
‫ْ ِْ ِ َ ُ ُ‬
‫ّ ُ َ ّ ِ ُ َ ِ‬
‫َ َ َ َْ ُ َْ ِ َ ُ ّ‬
‫ك ل م ن ع ن د ر ب نا و ما ي ذ ك ر إل أو لو ا ل َل با ب( ) آل عمران:7( .‬
‫ْ َْ ِ‬
‫ُ ّ ِ ْ ِْ ِ ََّ َ َ َ ّ ّ ُ ِ ُ ُ‬
‫6‬

‫)( تفسير الطبري 3 / 381 والدر المنثور : 2 / 7 . وسيأتي‬
‫إن شاء ا الكلم عليها مفصل .‬

‫7)(‬

‫سأفصل القول هنا في هذا الوقف لهميته و شهرته .‬
‫21‬
‫31‬

‫فالواو لستئناف خبر عن الراسخين في العلم وليست عاطفة .‬
‫والراسخون على هذا : ) مبتدأ ( خبره : ) يقولون آمنا به ( .‬
‫والقول بأن الرسخين في العلم ل يعلمون تأويل المتشابه هو‬
‫الصحيح ، وهو مروي عن أبي بن كعب رضي ا عنه وعبد ا‬
‫)1(‬
‫بن مسعود وعائشة وعبد ا بن عباس في رواية طاوس عنه‬
‫وهو الصحيح عنه )2( وبه قال أكثر السلف ، منهم عمر بن عبد‬
‫العزيز والحسن وعروة وقتادة والضحاك )3( قال ابن النحاس :‬
‫) رويناه عن نيف وعشرين من الصحابة والتابعين والقراء‬
‫والفقهاء وأهل اللغة ( )4( . وقد اختاره مالك )5( والفراء )6( أبو‬
‫عبيد وابن النباري )7( والزجاج والطبري والخطابي )8( والداني‬
‫)9( والسمعاني )01( والبغوي )11( وفخر الدين الرازي )21( وأبو‬
‫)( ينظر : اليضاح في الوقف والبتداء لبن النباري 2 / 865 و‬
‫تفسير الطبري : 3 / 571 –‬
‫381 و القطع والئتناف لبن النحاس 212 – 312 وتفسير‬
‫البغوي 2 / 01 وزاد المسير 1/ 781 وتفسير القرطبي 2 /‬
‫782 . وسيأتي في القول الثاني الكلم على رواية مجاهد‬
‫عن ابن عباس رضي ا عنهما‬

‫1‬

‫2)(‬

‫تفسير السمعاني 1 / 592‬

‫3‬

‫)( ينظر : تفسير الطبري : 3 / 571 – 381 وتفسير ابن عطية‬
‫1 / 304 والبرهان للزركشي 2 / 991 والدر المنثور 2 / 7‬

‫4)(‬

‫القطع صـ 312‬

‫5)(‬

‫تفسير الطبري 3 / 571‬

‫6)(‬

‫معاني القرآن له ) 1 / 191 (‬

‫7)(‬

‫اليضاح في الوقف والبتداء 2 / 865‬

‫8)(‬

‫معالم السنن 7 / 521‬

‫9‬

‫)( المكتفى في الوقف والبتداء صـ 591 – 691‬

‫01‬

‫)( تفسير السمعاني 1 / 592‬

‫11‬

‫)( تفسير البغوي 2 / 01‬
‫31‬
‫41‬

‫حيان )1( والسيوطي )2( والشوكاني )3( و شهاب الدين اللوسي‬
‫)4( و اختاره أيضا القاضي أبو يعلى رحمه ا تعالى وقال :‬
‫) إنه أشبه بأصولنا ( اهـ . )5( وقال ابن النجار : ) إنه الصح‬
‫المختار ( )6( وقال المرداوي :‬
‫) وهو المختار وهو قول السلف ( )7( وقال الخطابي : ) هو‬
‫مذهب أكثر العلماء ( )8( وهو الراجح لوجوه :‬
‫منها : أن في قراءة أبي بن كعب وابن مسعود وابن عباس‬
‫رضي ا عنهم ما يرجح ذلك ففي قراءة أبي )9( وعبد ا بن‬
‫عباس : ) ويقول الراسخون في العلم آمنا به ( )01( . وفي‬
‫قراءة ابن مسعود : ) إن تأويله إل عند ا ( )11( . وهذه‬
‫القراءات احتج بها العلماء لهذا القول وهو استدلل صحيح -‬
‫21)(‬

‫التفسير الكبير 7 / 351‬

‫1)(‬

‫البحر 2 / 583‬

‫2)(‬

‫التقان 2 / 3‬

‫3)(‬

‫فتح القدير 1 / 713‬

‫4)(‬

‫روح المعاني 3 / 78‬

‫5‬

‫)( العدة في أصول الفقه 2 /096‬

‫6‬

‫)( ابن النجار محمد بن أحمد الفتوحي الحنبلي ، ) ت :279 هـ‬
‫( شرح الكوكب المنير 2 /051‬

‫7)(‬

‫التحرير شرح التحبير 3 / 8041‬

‫8)(‬

‫معالم السنن ) 7 / 521 ( .‬

‫9‬

‫)( نقلها ابن جرير 3 / 281 – 381 والبغوي 2 / 01 وابن‬
‫الجوزي 1 / 781 وغيرهم .‬

‫01‬

‫)( وسندها عن ابن عباس على شرط الشيخين فقد رواها عبد‬
‫الرزاق في تفسيره 1 / 383 رقم ) 773 ( من طريق معمر‬
‫عن ابن طاوس عن أبيه ورواها أيضا الحاكم 2 / 982‬
‫والطبري 3 / 281 و الداني في المكتفى صـ 591 – 691 مع‬
‫قصة . وينظر الدر 2 / 6‬
‫41‬
‫51‬

‫وإن لم تكن متواترة - فإنها على أقل الحوال كالتفسير الثابت‬
‫عن كبار الصحابة ولذا قال الحافظ ابن حجر والسيوطي في‬
‫قراءة ابن عباس :‬
‫) أقل درجاتها أن تكون خبرا بإسناد صحيح إلى ترجمان القرآن‬
‫فيقدم قوله في ذلك على من دونه ( اهـ )1( .‬
‫ول شك عندي أنها أقوى من التفسير لنها خبر صحيح عن قراءة‬
‫صحابة أجلء علماء ، فهم قد تلقوا ذلك ... وفي الية قرائن‬
‫تدل على أن ا سبحانه منفرد بعلم تأويل المتشابه )2( منها :‬
‫أنه تعالى ذم متبعي المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء معرفة‬
‫تأويله . فلو كان ابتغاءهم تأويله ممدوحا ما ذمهم بذلك ثم‬
‫سكت عن التفصيل في موضع يحتاج الخلق فيه للبيان .‬
‫وهذه الية الكريمة مفصلة لحكم صنفين من المسلمين ،‬
‫الراسخون في العلم ، وغيرهم ، فأهل الرسوخ أخبر ا عن‬
‫مقالته أنهم يقولون : ) آمنا به كل من عند ربنا ( . فالمحكم‬
‫والمتشابه من عند ربنا ونحن نؤمن بهما . و لن المعنى على‬
‫)3(‬
‫الوقف على : ) إل ا ( أظهر إعرابا وأقيس في العربية‬
‫فـ) الراسخون في العلم ( مبتدأ خبره :‬
‫) يقولون آمنابه ( كما تقدم . وهذا العراب هو الظاهر وإن‬
‫جعلت الواو عاطفة فـ‬
‫‪ ‬يقولون ‪ ‬حال ، وقيل : خبر والمبتدأ محذوف ) 4 ( .‬
‫قالوا : ولم يقل ا تعالى ) والراسخون في العلم يقولون‬
‫علمنا به ( . وجرى هذا مجرى قول القائل : ما يعلم ما في‬

‫11‬

‫)( أخرجها ابن أبي داود في المصاحف صـ 59 وذكرها ابن‬
‫جرير على وجه الجزم : 3 / 281‬

‫1)(‬

‫فتح الباري 8 / 012 و التقان 2 / 4‬

‫2)(‬

‫الروضة لبن قدامة صـ 86‬

‫3‬

‫)( ينظر : تفسير البغوي 2 / 01 و البحر 2 / 483 و التحرير‬
‫شرح التحبير للمرداوي 3 / 4141‬
‫4‬

‫)( إعراب القرآن لبن النحاس 1 /653 والبحر 2 /483‬
‫51‬
‫61‬

‫البيت إل زيد وعمرو يقول: آمنا به . ومعناه أنه مصدق له ، ول‬
‫يقتضي مشاركته في العلم بما في البيت ) 1 ( .‬
‫القول الثاني :‬
‫أن يصل القارئ ثم يقف على قوله تعالى : } والراسخون في‬
‫العلم { وعليه فالراسخون في العلم يعلمون تأويل المتشابه‬
‫ويقولون آمنا به ، وهم بذلك داخلون في الستثناء . وهذا قول‬
‫)2(‬
‫مجاهد ورواه عن ابن عباس قال : )) أنا ممن يعلم تأويله ((‬
‫وبه قال : محمد بن جعفر بن الزبير والربيع بن أنس و ابن قتيبة‬
‫وعلي بن سليمان الخفش وأبو سليمان الدمشقي واختاره‬
‫أيضا : الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقه وابن‬
‫الحاجب والنووي ) 3 ( .‬
‫وقد نسب القول به إلى طائفة يسيرة من أهل السنة) 4 ( . و‬
‫تكلم في صحة هذا القول عن مجاهد ، قال ابن الجوزي : قال‬
‫ابن النباري : ) الذي روى هذا القول عن مجاهد ابن أبي نجيح‬

‫1‬

‫)( العدة لبي يعلى 2 / 096 وشرح الكوكب المنير لبن‬
‫النجار 2 /051‬
‫2 )(‬

‫تفسير الطبري 2 / 302‬

‫3‬

‫)( ينظر :) القطع ص 312 و الفقيه والمتفقه 1 / 36 و زاد‬
‫المسير 1 / 453 و شرح صحيح مسلم 61 /434 والتقان 2 /‬
‫2-3 وتنبيه الغافلين 521 – 621 ( .‬
‫4‬

‫)( المصادر السابقة .‬
‫61‬
‫71‬

‫) 1 ( ول تصح رواية التفسير عن مجاهد ( اهـ . ) 2 ( وعزي هذا‬
‫)4(‬
‫القول إلى أكثر المتكلمين ) 3 ( . ونصره أبو البقاء العكبري .‬
‫كما عزي إلى ابن عطية ) 5 ( ، وقد فصل في تفسيره في‬
‫المسألة ، واختار أنه ل يعلمه على الكمال إل ا تعالى ، وقال‬
‫: ) هذه المسألة إذا تأملت قرب الخلف فيها من التفاق ، وذلك‬
‫أن ا تعالى قسم آي الكتاب قسمين : - محكما و متشابها –‬
‫فالمحكم هو المتضح المعنى لكل من يفهم كلم العرب ل‬
‫يحتاج فيه إلى نظر ، و ل يتعلق به شيء يلبس ، ويستوي في‬
‫علمه الراسخ وغيره ، والمتشابه يتنوع ، فمنه ما ل يعلم البتة ،‬
‫)( عبد ا بن أبي ن جيح واسمه : يسار الثقفي المكي مولى‬
‫َ ِ‬
‫الخنس بن شريق الثقفي المكي سمع مجاهدا وطاووسا ،‬
‫روى له الجماعة ، وهو من الثقات ، وثقه ابن معين ، وأحمد ،‬
‫و أبو حاتم ، والنسائي . و قد رمي بالقدر ، و‬
‫و أبوزرعة ،‬
‫وصف بالتدليس .‬
‫و روايته للتفسير عن مجاهد اختلف فيها : فسفيان ابن عيينة‬
‫يقول : ) تفسير مجاهد لم يسمعه من إنسان إل من القاسم‬
‫ابن أبي بزة ( . تاريخ يحيى بن معين : ) ترجمة :624 ( . و‬
‫يحيى القطان يقول : ) لم يسمع التفسير كله من مجاهد‬
‫،سمع بعضه من القاسم ابن أبي بزة ( . ) ت : 231 هـ (‬
‫وقيل : ) ت : 131 هـ ( ، ) طبقات ابن سعد 5 / 384 ،‬
‫وتاريخ الدوري عن ابن معين 2 / 433 ، و الجرح والتعديل 5‬
‫/ ترجمة 794 والثقات لبن حبان 7 / 5 ، و تهذيب الكمال :‬
‫61 / 512 – 812 ، وميزان العتدال 2 / 555 وسير أعلم‬
‫النبلء 6 / 521 ومراسيل العلئي : ترجمة 604 وتهذيب‬
‫التهذيب 6 / 45 ( .‬

‫1‬

‫2‬

‫)(‬

‫زاد المسير الموضع السابق .‬

‫3‬

‫)( التفسير الكبير للرازي 7 / 351 والبحر المحيط 2 /483‬
‫قد قيل : هو قول عامة المتكلمين : شرح الكوكب المنير 1 /‬
‫551‬

‫4‬

‫)( أملء ما من به الرحمن 1 /421 وشرح الكوكب المنير 2 /‬
‫351‬

‫5‬

‫)(‬

‫البحر المحيط 2 /483 -583‬
‫71‬
‫81‬

‫كأمر الروح ، و آماد المغيبات التي قد أخبر ا بوقوعها إلى‬
‫سائر ذلك ، ومنه ما يحمل على وجوه في اللغة ، و مناح في‬
‫كلم العرب ، فيتأول تأويله المستقيم ( اهـ ) 1 ( . قلت : هذا‬
‫حسن في الظاهر لكن دخل من بعضه أبوابه أهل الكلم‬
‫والمبتدعة ،بتأويلت اخترعوها لم يقلها السلف ، وهي درجات‬
‫في الخطأ والبدعة . ...‬
‫واحتجوا بأدلة :‬
‫1 - أن الخطاب بما ل يعلم معناه بعيد . وأجاب الولون عن‬
‫الدليل الول :‬
‫بأن ا تعالى يجوز أن يكلفهم اليمان بما ل يطلعون على‬
‫تأويله ، ليختبر طاعتهم ، قالوا كما اختبرهم بالحروف المقطعة‬
‫مع أنه ل يعلم معناها ) 2 ( على الصحيح .‬
‫2- أنه لو لم يكن الراسخون يعلمون تأويله لم يكن لهم‬
‫فضيلة على غيرهم ، لن الجميع يقولون آمنا به . و أجابوا عن‬
‫الثاني : بأن المزية ثابتة لهم بمعرفة غيره من الحكام فهم‬
‫راسخون في العلم لمعرفتهم معاني المحكم ، وعملهم بما‬
‫علموا ، و تورعهم عن القول فيما ل يعلمون .‬
‫3 - أن ذلك يفضي إلى أن يتعبد بالشيء المجهول . و أجابوا‬
‫عن هذا : بأن التعبد بالشيء المجهول غير ممتنع كما تعبدنا‬
‫باليمان بالملئكة وبالرسل وإن لم نعرف جميعهم وتعبدنا‬
‫باليمان بالكتب وإن لم نعرف ما فيها .‬
‫4 - ولن ا لم ينزل في كتابه شيئا إل وقد جعل للعلماء‬
‫)3(‬
‫طريقا إلى معرفته .‬

‫1‬

‫)(‬

‫المحرر الوجيز 1 /404‬

‫2‬

‫)(‬

‫شرح الكوكب 1 /551-651‬

‫3‬

‫)( العدة لبي يعلى الموضع السابق والفقيه والمتفقه‬
‫الموضع السابق وتفسير القرطبي 2 /782 و ابن كثير 1 /‬
‫553‬
‫81‬
‫91‬

‫و أجابوا عن هذا : بأن ا تعالى أنزل أشياء وليس إلى‬
‫معرفتها سبيل كمعرفة كنه صفاته سبحانه وكيفيات أفعاله وغير‬
‫)1(‬
‫ذلك وهذا الخير بمعنى الدليل الول .‬
‫ومن الدلة التي ذكرت لهذا القول قوله تعالى :} تبيانا لكل‬
‫شئ { ) 2 ( قالوا على قولكم ليس في القرآن بيان المشكل .‬
‫وهذه الية يجاب عنها بالجواب المشهور وأنها ل تقتضي جميع‬
‫الشياء كما قال تعالى:} وأوتيت من كل شئ { ) 3 ( . ولم تؤت‬
‫مثل ذكر الذكر ولحيته ول ما أوتي سليمان في ملكه ، وهذا‬
‫)4(‬
‫معروف في لغة العرب فل يطول بتفصيله .‬
‫ومن الدلة التي ذكرت لهذا القول قول الزركشي :‬
‫) إن الكل قائلون به لننا لم نر المفسرين إلى هذه الغاية‬
‫توقفوا عن شئ من القرآن فقالوا متشابه بل أمروه على‬
‫)5(‬
‫التفسير حتى فسروا الحروف المقطعة ( اهـ .‬
‫وقد يجاب عن هذا اليراد : بأن العلماء وإن كانوا لم يتركوا آية‬
‫من القرآن إل وتكلموا عليها إل أنه ل يعلم أي الوجوه المحتملة‬
‫هو الحق إل ا فتعيين المراد من هذه الوجوه ل يعلمه إل ا‬
‫قال الوزير الصالح المام عون الدين يحيى بن هبيرة : ) ما من‬
‫آية من القرآن إل وقد فسرها العلماء ، لكن ل يعلم المراد‬

‫1‬

‫)(‬

‫ينظر المصادر السابقة وروضة الناظر 1 /781‬

‫2‬

‫)(‬

‫النحل - 98‬

‫3‬

‫)(‬

‫النمل -32‬

‫4‬

‫)( ينظر العدة 2 / 296 و أصول الفقه لبي الوفاؤ ابن عقيل‬
‫4 / 81‬

‫5‬

‫)(‬

‫البرهان 2 /202‬
‫91‬
‫02‬

‫من تلك الوجوه المحتملة إل ا ( اهـ .‬
‫الختصار .‬
‫وأعظم أسباب اختلف العلماء في هذه المسألة مبني على‬
‫اختلفهم في المحكم والمتشابه وأي شئ أريد بهما ) 1 ( . وذلك‬
‫للشتراك اللفظي في لفظ التأويل ) 2 ( .‬
‫ومن العلماء من فصل في هذا المقام ، وقال التأويل يطلق‬
‫في القرآن ويراد به معنيان‬
‫أحدهما :‬
‫التأويل بمعنى حقيقة الشيء التي يؤول إليها أي يرجع إليها ،‬
‫ومنه قوله تعالى: ‪ ‬هذا تأويل رؤياي من قبل ‪ ‬و قوله تعالى: ‪‬‬
‫هل ينظرون إل تأويله ‪ ‬أي حقيقة ما أخبروا به من أمر المعاد ،‬
‫فعلى هذا الوقف على } إل ا { لن حقائق المور ل يعلمها‬
‫على الجلية إل ا.‬
‫ويرد التأويل بمعنى التفسير والبيان ، كما قال تعالى : } نبئنا‬
‫بتأويله( يعني تفسيره ، فالوقف على هذا على : ) الراسخون‬
‫في العلم ( لنهم يعلمون ما خوطبوا به على هذا العتبار ) 3 ( .‬
‫وعلى هذا إن حمل المتشابه على ما استأثر ا بعلمه كوقت‬
‫قيام الساعة ونحو ذلك فالوقف على : ) إل ا ( ، وإن حمل‬
‫على ما ل يتضح معناه إل بمزيد فحص فالوقف على قوله :‬
‫)6(‬

‫بشيء من‬

‫6‬

‫)( ذيل طبقات الحنابلة لبن رجب 1 /272 . وابن هبيرة‬
‫عون الدين يحيى بن هبيرة وزير صالح مشهور بالفقه والزهد‬
‫كان ينفق على أهل العلم ويجالسهم ويراجعهم سائل الفقه‬
‫وكان أول أمره فقيرا وله كتاب مشهور شرح به الصحيحين‬
‫وهو الفصاح عن معاني الصحاح مطبوع ،. أثنى عليه العلماء‬
‫. ومنهم ابن الجوزي الثناء الكثير ترجمته في : ) ذيل الطبقات‬
‫1 / 152 – 982 (.‬
‫1‬

‫)(‬

‫فتح القدير 1 /713‬

‫2‬

‫)( مجموع الرسائل الكبرى لشيخ السلم 2 /71‬
‫)( تفسير ابن كثير 1 /553 وينظر ما قاله في هذا شيخ‬
‫السلم في الفتاوى 61 /822 الطبعة الجديدة لمكتبة‬
‫العبيكان 8141 هـ‬
‫ومجموع الرسائل الكبرى 6/1 وما بعدها‬

‫3‬

‫02‬
‫12‬

‫} والراسخون في العلم { ) 1 ( . لكن هذا التنويع هنا نظري ل‬
‫عملي بمعنى أن الوقف ل بد فيه من ترجيح أحد الوجهين‬
‫وكذلك المعنى . وهل يعقل أن يقول عالم من علماء‬
‫المسلمين إن الراسخين في العلم يعلمون ما استأثر ا بعلمه‬
‫؟ ، أو يعلمون وقت قيام الساعة ونحو ذلك ؟ هذا معلوم ،‬
‫ولكن يقال : من فهم من معنى التأويل التفسير ، جعل الوقف‬
‫على : ) إل ا ( ومن فهم من معنى : التأويل : الحقيقة التي‬
‫يؤول الكلم إليها ، فهو يقف عند قوله : ) والراسخون في العلم‬
‫(.‬
‫ولكن نسبة ذلك إلى السلف فيه تحكم فإن من قال بذلك من‬
‫السلف لم يقولوا قلنا بالوقف على : ) إل ا ( ، لننا نرى أن‬
‫معنى التأويل : ينصرف إلى الحقيقة التي استأثر ا بعلمها ل‬
‫بمعنى التفسير ، لنه قد اشتهر في كلمهم إطلق التأويل على‬
‫المعنى والتفسير فيمكن أن يكونوا فهموا من التأويل :‬
‫التفسير والبيان أو الحقيقة التي يؤول إليها الشيء‬
‫و قد ثبت عندنا اختيارهم الوقف على : ) إل ا ( ، وأنه ل يعلم‬
‫تأويل المتشابه إل ا‬
‫وقيل إن الخلف في ذلك لفظي ، فإن من قال :‬
‫الراسخون في العلم يعلمون تأويله أراد به أنه يعلم ظاهره ل‬
‫حقيقته ومن قال ل يعلم أراد به ل يعلم حقيقته وإنما ذلك‬
‫:‬
‫إلى ا تعالى ) 2 ( .‬
‫ويقول شيخ السلم ابن تيمية رحمه ا تعالى :‬
‫) لم يقل في المتشابه ل يعلم تفسيره ومعناه إل ا ، وإنما‬
‫:‬
‫قال : } وما يعلم تأويله إل ا { وهذا هو فصل الخطاب بين‬
‫المتنازعين في هذا الموضع ، فإن ا أخبر أنه ل يعلم تأويله إل‬
‫هو ، والوقف هنا كما دل عليه أدلت كثيرة ...... ولكن لم ينف‬
‫علمهم بتفسيره .... وا ورسوله إنما ذم متبعي المتشابه ابتغاء‬
‫الفتنة وابتغاء تأويله ، فأما من تدبر المحكم والمتشابه كما‬

‫1‬

‫)(‬

‫تنبيه الغافلين 521 -621‬

‫2‬

‫)( المفردات في غريب القرآن للراغب ص 552 وشرح‬
‫الكوكب المنير 2/ 351‬
‫12‬
‫22‬

‫أمره ا وطلب فهمه ومعرفة معناه فلم يذمه ا تعالى ... (‬
‫اهـ . باختصار ) 1 ( .‬
‫وفي المسألة مذهبان آخران غير مشهورين وهما ضعيفان‬
‫الول منهما :‬
‫أن الوقف على } إل ا { ويعلمه الراسخون ، وإنما امتنع‬
‫العطف لمخالفة علم ا لعلم‬
‫الراسخين ) 2 ( .‬
‫والقول الثاني : القول بالوقف فل يجزم بأحد هذه القوال‬
‫لتعارض الدلة ) 3 ( . ومعلوم أن هذا القول ل يمكن العمل به‬
‫في الوقف ، لنه إن وصل فقد عطف الراسخين في العلم و‬
‫أشركهم مع ا تعالى في معرفة تأويل المتشابه . فإن وصل‬
‫القارئ ووقف على قوله تعالى : } آمنا به { فالوقف عليها‬
‫صالح كمــا قاله صاحب المرشد فأنه قال :‬
‫)4(‬
‫) الوقف على ‪ ‬آمنا به ‪ ‬صالح على المذهبين ( اهـ .‬
‫والراجح أن الخلف في الصل ليس بلفظي لن المتشابه‬
‫مختلف في المراد به وعلى هذا الخلف ينبني الخلف في‬
‫الوقف كما تقدم .‬
‫و قول أكثر العلماء- وهو أن الوقف على لفظ الجللة .. -‬
‫أصح ، وهذا القول يؤيده ظاهر النظم القرآني ، و الدلة التي‬
‫تقدمت عند ذكره قوية ، ولو لم يكن فيها إل القراءات الثابتة‬
‫عن الصحابة لكان فيها دللة قوية على ترجيحه ، فكيف وقد‬
‫انضاف إلى ذلك غيرها مما تقدم ، هذا مع أنه لم يثبت عن‬
‫الصحابة غيره .‬
‫1‬

‫)(‬

‫مجموع الرسائل الكبرى 2 /9‬

‫2‬

‫)( عزي هذا إلى أبي إسحاق الشيرازي الشافعي والسهيلي‬
‫عبدالرحمن بن عبد ا الضرير ، ) ت :185 هـ( شرح الكوكب‬
‫الموضع السابق‬

‫3‬

‫)( عزي إلى القفال الشاشي ينظر : البحر المحيط للزركشي‬
‫: 3 / 6401 و التحرير للمرداوي 3 / 2141 وشرح الكوكب‬
‫المنير 2/ 351‬
‫4‬

‫)(‬

‫المقصد ص 22‬
‫22‬
‫32‬

‫ورواية مجاهد عن ابن عباس معارضة برواية طاووس وهي‬
‫أصح كما قاله السيوطي ) 1 ( بل حكى المام أبو المظفر‬
‫السمعاني) 2 ( أن الصحيح رواية طاووس وتقدم قول ابن‬
‫النباري في ذلك وتضعيفه لرواية ذلك عن مجاهد نفسه .‬
‫وبينت أنه مسبوق إلى الطعن في رواية ابن أبي نجيح التفسير‬
‫عن مجاهد ، ولكن الراجح أنها صحيحة لن ابن أبي نجيح ثقة‬
‫و إن كان سمعه من القاسم بن أبي بزة ، فالقاسم ثقة أيضا‬
‫)3( ، فقد علمنا الواسطة بينه وبين مجاهد في التفسير ، فيكون‬
‫قد دلسه عن القاسم بن أبي بزة ، فإن ابن أبي نجيح معدود‬
‫في المدلسين كما تقدم ، لكننا في هذا الموضع نرجح رواية‬
‫طاووس إذ لم يكتنفها ما اكتنف رواية مجاهد من طريق ابن‬
‫أبي نجيح . وقال المام السمعاني أيضا في كتابه قواطع الدلة‬
‫: ) ونقل بعضهم ذلك عن مجاهد ول أعلم تحققه ( اهـ . بل زاد‬
‫على ذلك بأن جعل قول بعض العلماء في اختيار هذا الوقف‬
‫كبوة من كبوات الجواد ) 4 ( ؟. كذا قال رحمه ا تعالى ، ول‬
‫يبلغ المر ذلك ، ويزاد على هذه الدلة ، ما ورد عن النبي صلى‬
‫ا عليه وسلم ففي الصحيحين عن النبي صلى ا عليه وسلم‬
‫من رواية عائشة رضي ا عنها قالت :‬
‫1‬

‫)(‬

‫التقان 2 /3‬

‫2‬

‫)( أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني‬
‫المام تقدم صـ 18‬

‫3‬

‫)( القاسم بن أبي بزة واسمه نافع ويقال يسار ويقال نافغ بن‬
‫يسار المكي أبو عبد ا ويقال أبو عاصم القارئ مولى عبد‬
‫ا بن السائب المخزومي قيل إن أصله من همذان روى عن‬
‫أبي الطفيل وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وعنه ابن جريج‬
‫وشعبة وجمع . وثقه ابن معين والعجلي والنسائي . وروى له‬
‫الجماعة : ت : 411 هـ وقيل 511 هـ وقيل : 521 هـ . قال‬
‫المزي : ) والول أصح ( ا هـ . ) الجرح والتعديل 7 / الترجمة‬
‫796 و تهذيب الكمال : 32 / 833 والكاشف : 3054 وفي‬
‫التقريب : ثقة : ) 2 / 611 (‬

‫4‬

‫)(‬

‫قواطع الدلة في الصول للسمعاني 1 /562‬
‫32‬
‫42‬

‫ْ َ َ‬
‫) تل رسول ا صلى ا عليه وسلم هذه الية : ‪ ‬ه و ا لّ ذي أ َ ن ز ل‬
‫ُ َ ِ‬
‫َ َ ُ َُ َ ِ َ ٌ‬
‫ع ل ي ك ا ل ك تا ب م ن ه آ يا ت م ح ك ما ت ه ن أ ُ م ا لْ ك تا بِ و أ ُ خ ر م ت شا ب ها ت‬
‫َِ‬
‫ََْ َ ْ َِ َ ِْ ُ َ ٌ ُ ْ َ َ ٌ ُ ّ ّ‬
‫ُُ ِ ِ ْ َْ ٌ ََِّ ُ َ َ َ َ َ َ ِْ ُ ِْ َ َ ْ َِْ ِ‬
‫ف أ ما ا ل ذي ن في ق لو ب ه م ز ي غ ف ي ت ب عو ن ما ت شا ب ه م ن ه ا ب ت غا ء ا ل ف ت ن ة‬
‫ََ ّ ّ ِ َ ِ‬
‫ْ ِْ ِ‬
‫وا ب ت غا ء ت أ وي ل ه و ما ي ع ل م ت أ وي ل ه إل ال ل هُ وال را س خو ن في ا ل ع ل م‬
‫ّ َ ّ ِ ُ َ ِ‬
‫َ ِْ َ َ َْ ِ ِ ِ َ َ َ َْ ُ َْ ِ َ ُ ِ‬
‫ي قو لو ن آ م نا ب ه ك ل م ن ع ن دِ ر ب نا و ما ي ذ ك ر إل أو لو ا ل َل با ب( ) آل‬
‫ْ َْ ِ‬
‫َ ُ ُ َ َّ ِ ِ ُ ّ ِ ْ ِْ ََّ َ َ َ ّ ّ ُ ِ ُ ُ‬
‫عمران:7(‬
‫‪ ‬قالت قال رسول ا صلى ا عليه وسلم :‬
‫) فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى ا‬
‫)1(‬
‫فاحذرهم ( اهـ‬
‫)2(‬
‫.‬
‫فهذا الحديث دال على ذم متبعي المتشابه كالية‬
‫وذلك يدل على مدح من فوضوا علم المتشابه إلى ا تعالى ،‬
‫وقد توسع السيوطي رحمه ا تعالى ، بعض التوسع في ذكر‬
‫أحاديث ، وآثار بهذا المعنى تراجع في كتابه ، وهي دالة كهذا‬
‫)3(‬
‫الحديث على ترجيح قول الجماهير .‬
‫ومعلوم أن القائلين من أهل السنة والجماعة بالقول الخر ،‬
‫ل يقصدون بعلم الراسخين للمتشابه أنهم يعلمون ما استأثر ا‬
‫بعلمه كوقت قيام الساعة ونحو ذلك . ولكن يبقى أمور من‬
‫المتشابه عند بعض العلماء كالحروف المقطعة ، وبعض اليات‬
‫المتعارضة في الظاهر التي يختلفون في الجمع بينها ول يوجد‬
‫مرجح ينقطع به النزاع ، ونحو ذلك .‬
‫و هذه الية من اليات التي ينبغي على كل طالب علم أن يمعن‬
‫النظر في أقوال السلف ثم الئمة المحققين في بيان معناها ،‬
‫فإن المبتدعة قد أكثروا من الستدلل بها .‬
‫والكلم عليها ل بد فيه من بيان معنى المحكم والمتشابه ،‬
‫ومعنى التأويل فل يصلح أن نهمل ذكره هنا لمسيس الحاجة‬
‫1‬

‫)( صحيح البخاري مع فتح الباري كتاب التفسير : سورة آل‬
‫عمران ، باب منه آيات محكمات رقم 7453 ج 8 /902‬
‫وصحيح مسلم مع شرح النووي كتاب العلم : باب النهي عن‬
‫اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه رقم 7176 ج 61 /‬
‫334 –434 والمسند 6 / 84 و 652‬

‫2‬

‫)(‬

‫فتح الباري الموضع السابق والتقان 2 /3‬

‫3‬

‫)(‬

‫التقان 2 /3 –4 .‬
‫42‬
‫52‬

‫إليه . وقد انجر الكلم على معنى الية من باب إيضاح المثال‬
‫المذكور قبل في الوقف .‬
‫قال المام الطبري :‬
‫) وأما المحكمات فإنهن اللواتي قد أحكمن بالبيان والتفصيل ،‬
‫وأثبتت حججهن ، وأدلتهن على ما جعلن أدلة عليه من حلل ،‬
‫وحرام ، ووعد ، ووعيد وثواب ، وعقاب ، وأمر وزجر ، وخبر ،‬
‫ومثل ، وعظة ، وعبر ، وما أشبه ذلك ، ثم وصف جل ثناؤه‬
‫هؤلء اليات المحكمات بأنهن هن أم الكتاب ، يعني بذلك أنهن‬
‫أصل الكتاب الذي فيه عماد الدين ، والفرائض ، والحدود ،‬
‫وسائر ما بالخلق إليه الحاجة من أمر دينهم ، وما كلفوا من‬
‫الفرائض في عاجلهم ، وآجلهم ، وإنما سماهن أم الكتاب ،‬
‫لنهن معظم الكتاب وموضع مفزع أهله عند الحاجة إليه ،‬
‫وكذلك تفعل العرب تسمي الجامع معظم الشيء أما له ،‬
‫فتسمي راية القوم التي تجمعهم في العساكر أمهم ، والمدبر‬
‫)1(‬
‫معظم أمر القرية والبلدة أمها ( اهـ .‬
‫وقال أيضا : ) وأما قوله : ) متشابهات ( . فإن معناه متشابهات‬
‫و ُ ِ ِ‬
‫في التلوة مختلفات في المعنى كما قال جل ثناؤه : ) أ ُ توا ب ه‬
‫َ‬
‫م ت شا بها () البقرة: من الية 52(( . يعني في المنظر مختلفا في‬
‫َُ َ ِ‬
‫المطعم وكما قال مخبرا عمن أخبر عنه من بني إسرائيل أنه‬
‫قال : ) إ ِ ن ا ل ب ق ر ت شا ب ه ع ل ي نا( ) البقرة:07( ( يعنون بذلك‬
‫ّ َْ َ َ َ َ َ َ َََْ‬
‫تشابه علينا في الصفة ، وإن اختلفت أنواعه ، تأويل الكلم إذا ،‬
‫إن الذي ل يخفى عليه شيء في الرض ، ول في السماء ، هو‬
‫الذي أنزل عليك يا محمد القرآن ، منه آيات محكمات ، بالبيان‬
‫هن أصل الكتاب الذي عليه عمادك وعماد أمتك في الدين ،‬
‫وإليه مفزعك ، ومفزعهم ، فيما افترضت عليك وعليهم من‬
‫شرائع السلم ، وآيات أخر هن متشابهات في التلوة مختلفات‬
‫)2(‬
‫في المعاني ( .‬
‫و التأويل لغة : ) تفسير الكلم الذي تختلف معانيه ، ول يصح إل‬
‫ببيان غير لفظه ( . ذكره الزهري وبدأ به )3( . وقيل : أصل‬
‫التأويل من آل الشيء يؤول إلى كذا أي رجع وقال ثعلب:‬
‫1)(‬

‫تفسير الطبري 3 / 071‬

‫2)(‬

‫تفسير الطبري 3 / 271‬
‫52‬
‫62‬

‫التأويل والتفسير بمعنى واحد ، ويقال لعبارة الرؤيا : تأويل.‬
‫)1( والتأويل المراد في الية إما التفسير وإما الحقيقة التي يؤول‬
‫المر إليها .‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية : ) قد ذكرنا في غير موضع ، أن‬
‫لفظ التأويل في القرآن يراد به ما يؤول المر إليه ، وإن كان‬
‫موافقا لمدلول اللفظ ومفهومه في الظاهر ، ويراد به تفسير‬
‫الكلم وبيان معناه ، وإن كان موافقا له وهو اصطلح‬
‫المفسرين المتقدمين كمجاهد وغيره ، ويراد به صرف اللفظ‬
‫عن الحتمال الراجح إلى الحتمال المرجوح لدليل يقترن بذلك‬
‫. وتخصيص لفظ التأويل بهذا المعنى إنما يوجد في كلم بعض‬
‫المتأخرين فأما الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر أئمة‬
‫المسلمين كالئمة الربعة وغيرهم فل يخصون لفظ التأويل‬
‫بهذا المعنى بل يريدون بالتأويل المعنى الول أو الثاني ولهذا‬
‫لما ظن طائفة من المتأخرين أن لفظ التأويل في القرآن‬
‫والحديث في مثل قوله تعالى : ) وما يعلم تأويله إل ا‬
‫والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ( . أريد‬
‫به هذا المعنى الصطلحي الخاص واعتقدوا أن الوقف في‬
‫الية عند قوله ) وما يعلم تأويله إل ا (. لزم من أن‬
‫يعتقدوا أن لهذه اليات والحاديث معاني تخالف مدلولها‬
‫المفهوم منها وأن ذلك المعنى المراد بها ل يعلمه إل ا ، ل‬
‫يعلمه الملك الذي نزل بالقرآن وهو جبريل ول يعلمه محمد‬
‫)2(‬
‫صلى ا عليه وسلم ول غيره من النبياء ( اهـ‬
‫وقال : ) لفظ التأويل مجمل يراد به ما يؤول إليه الكلم فتأويل‬
‫الخبر نفس المخبر عنه وتأويل أسماء ا وصفاته المقدسة‬
‫3‬

‫)( تهذيب اللغة : 51 / 954 و لسان العرب 1 / 462 مادة :‬
‫أول .‬

‫1‬

‫)( لسان العرب 1 / 462 مادة : أول . وينظر مجمل اللغة :‬
‫1 / 701 و تاج العروس 7 / 512 وقيل من اليالة وهي‬
‫السياسة : كأن المؤول للكلم ساس الكلم ووضع المعنى فيه‬
‫موضعه : التقان 2 / 9811‬

‫2)(‬

‫درء تعارض العقل والنقل 1 / 41‬
‫62‬
‫72‬

‫بمالها من صفات الكمال ويراد بالتفسير التأويل وهو بيان‬
‫المعنى المراد وإن لم نعلم كيفيته وكنهه كما أنا نعلم أن في‬
‫الجنة خمرا ولبنا وماء وعسل وذهبا وحريرا وغير ذلك وإن كنا ل‬
‫نعرف كيفية ذلك ويعلم أن كيفيته مخالفة لكيفية الموجود في‬
‫الدنيا ويراد بلفظ التأويل صرف اللفظ عن الحتمال الراجح‬
‫إلى الحتمال المرجوح وهذا ل يوجد الخطاب به إل في اصطلح‬
‫المتأخرين وأما خطاب الصحابة والتابعين فإنما يوجد فيه‬
‫)1(‬
‫الولن ( . اهـ‬
‫واستعمال التأويل بمعنى تفسير الكلم وبيان معناه والمراد‬
‫منه ، كثير في لغة السلف ومعروف لغة ، وقد سمى الطبري‬
‫كتابه : ) جامع البيان عن تأويل القرآن ( ، وأكثر فيه من‬
‫استعمال كلمة تأويل ، مريدا بها معنى الكلم وتفسيره .‬
‫وممن يستعمل التأويل بمعنى التفسير من مشهوري العلماء‬
‫المتقدمين أبو عمر بن عبد البر )2( .‬
‫ومن استعمال الصحابة للتأويل بمعنى تفسير القرآن ومعناه‬
‫قول جابر رضي ا عنه في وصف حجة النبي صلى ا عليه‬
‫وسلم :‬
‫) فصلى رسول ا صلى ا عليه سلم في المسجد ثم ركب‬
‫القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مدى‬
‫بصري من بين يديه من راكب وماش وعن يمينه مثل ذلك وعن‬
‫يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك ورسول ا صلى ا عليه‬
‫وسلم بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله ، وما‬
‫عمل به من شيء عملنا به ( اهـ )3( . فتأمل قوله في وصف‬
‫أفعال النبي صلى ا عليه وسلم : ) وعليه ينزل القرآن وهو‬
‫يعرف تأويله ( .‬
‫وفي مصنف عبد الزاق عن قتادة قال : ) تسرت امرأة غلما‬
‫لها ف ذ كرت لعمر ،فسألها ما حملك على هذا فقالت كنت أرى أنه‬
‫ُ ِ‬
‫1)(‬

‫الصفدية 1 / 982 وينظر : 1 / 192‬

‫2)(‬

‫ينظر على سبيل المثال : التمهيد 1 / 741 و 2 / 313‬

‫3‬

‫)( شرح النووي على صحيح مسلم 8 / 071 والمسند 3 / 023‬
‫ومسند الطيالسي 1 / 232 و عون المعبود 5 / 452‬
‫72‬
‫82‬

‫يحل لي ما يحل للرجال من ملك اليمين فاستشار عمر فيها‬
‫أصحاب النبي صلى ا عليه وسلم فقالوا تأ ولت كتاب ا تعالى‬
‫ّ‬
‫تأويله . فقال عمر ل جرم وا ل أحلك لحر بعده أبدا ، كأنه‬
‫)1(‬
‫عاقبها بذلك ودرأ الحد عنها ، وأمر العبد أن ل يقربها ( .‬
‫وقد اختلف العلماء في المحكمات والمتشابهات على أقوال :‬
‫1- أن المحكم هو المعمول به وهو الناسخ ، والمتشابه هو‬
‫المنسوخ المتروك العمل به . وهذا قول ابن عباس وابن‬
‫مسعود وروي أيضا عن قتادة والربيع والضحاك وقد رواه‬
‫الطبري عنهم . ولفظ ذلك عن ابن عباس من طريق علي بن‬
‫أبي طلحة عنه : ) المحكمات ناسخه وحلله وحرامه وحدوده‬
‫وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به . قال : ) وأخر متشابهات (‬
‫والمتشابهات منسوخه ومقدمه ومؤخره وأمثاله وأقسامه وما‬
‫يؤمن به ول يعمل به ( )2( .‬
‫2- أن المحكم ما أحكم ا فيه من أي القرآن وقصص المم‬
‫ورسلهم الذين أرسلوا إليهم والمتشابه ما اشتبهت ألفاظه من‬
‫قصصهم عند التكرير في السور ، ومثل لذلك بقصة موسى‬
‫وتكررها مع اختلف اللفاظ ، قاله بد الرحمن بن زيد )3( .‬
‫قلت : و هذا في حقيقته - إن قبل - إنما هو تمثيل لنوع من‬
‫المتشابه ، ول مانع من أن يكون ذلك أحد أوجه المتشابه ، لن‬
‫ا لم يخص متشابها دون متشابه ، ولهذا ضل بهذا التشابه في‬
‫عصرنا بعض من درس قصص القرآن الكريم ، ولم يوفق للفهم‬
‫، فزعم أن ما في القرآن من قصص ليس حقيقة في نفسه ،‬
‫ولهذا اختلفت عباراته من سورة إلى سورة ، و زعم أن ذلك‬
‫قصص فني . والعياذ بالله . كما فعل صاحب رسالة : ) الفن‬
‫)4(‬
‫القصصي في القرآن ( .‬
‫1‬

‫)( مصنف عبد الرزاق ) 81821 ( ومعلوم أن قتادة لم يدرك‬
‫عمر لكن القصة مروي معناها عن عمر من وجوه .‬

‫2)(‬

‫تفسير الطبري 3 / 271‬

‫3)(‬

‫المصدر السابق‬

‫4‬

‫)( هو الدكتور : محمد أحمد خلف ا . وقد نقدها : أحد‬
‫أعضاء اللجنة الذين اشتركوا في مناقشة الرسالة وهو الستاذ‬
‫: أحمد أمين ونشر نقده في مجلة ) ) الرسالة (( . ينظر كتاب‬
‫82‬
‫92‬

‫3- أن المحكم ما علم العلماء تأويله ، وفهموا معناه ،‬
‫والمتشابه ما لم يكن إلى علمه سبيل مما استأثر ا بعلمه‬
‫دون خلقه . وهذا رواه الطبري عن جابر بن عبد ا رضي ا‬
‫عنه ورجحه وبه قال الشعبي و سفيان الثوري وغيرهم . و من‬
‫أمثلة هذا ، وقت قيام الساعة ، و ووقت خروج يأجوج ومأجوج‬
‫والدجال وعيسى ، والحروف المقطعة في أوائل السور، ونحو‬
‫ذلك .‬
‫وقد روي : أن اليهود طمعوا أن يعرفوا من قبل الحروف‬
‫المقطعة التي في أوائل بعض السور مدة السلم وأهله‬
‫ويعلموا نهاية أجل محمد و أمته. ورجحه القرطبي وقال : ) هذا‬
‫أحسن ما قيل في المتشابه ( .‬
‫4- أن المحكم ما أحكم ا بيان حلله وحرامه فلم تشتبه‬
‫معانيه ، والمتشابه ما تشتبه معانيه وهذا قول مجاهد .‬
‫5- أن المحكم ما لم يحتمل من التأويل إل وجها واحدا ،‬
‫والمتشابه ما احتمل من التأويل أوجها ، قاله محمد بن جعفر‬
‫بن الزبير وعبارته في تفسير الطبري : ) منه آيات محكمات‬
‫فيهن حجة الرب وعصمة العباد ودفع الخصوم والباطل ، ليس‬
‫لها تصريف ول تحريف عما وضعت عليه ، وأخر متشابهة في‬
‫الصدق لهن تصريف وتحريف وتأويل ابتلى ا فيهن العباد كما‬
‫ابتلهم في الحلل والحرام ل يصرفن إلى الباطل ول يحرفن‬
‫عن الحق ( )1( .‬

‫بلغة القرآن للستاذ محمد خضر حسين صـ 49 و مباحث في‬
‫علوم القرآن للشيخ لمناع القطان صـ 803 .‬
‫1)(‬

‫تفسير الطبري 3 / 571‬
‫92‬
‫03‬

‫و هو قول ابن النباري )1( و أبي الحسن الكرخي من الحنفية‬
‫و أبي بكر الجصاص الحنفي )3( و الواحدي ، )4( وابن عطية )5( ،‬
‫وقال : ) إنه أحسن القوال ( اهـ .‬
‫6- أن المحكم ما قام بنفسه ولم يحتج إلى استدلل ،‬
‫والمتشابه ما لم يقم بنفسه واحتاج إلى نظر واستدلل ،وهذا‬
‫القول اختاره ابن النحاس و قال :‬
‫) أحسن ما قيل في المحكمات والمتشابهات أن المحكمات ما‬
‫كان قائما بنفسه ، ل يحتاج أن يرجع فيه إلى غيره ، و‬
‫المتشابهات نحو قوله تعالى ‪ ‬إن ا يغفر الذنوب جميعا ‪ ‬يرجع‬
‫فيه إلى قوله : } وإني لغفار لمن تاب { وقوله :} إن ا ل يغفر‬
‫أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء { النساء -84 و‬
‫611 . وهذا يرجع عندي إلى القول بأن المحكم ما لم يحتمل‬
‫من التأويل إل وجها – القول الذي قبله - .‬
‫8- هو الواضح المعنى الظاهر الدللة ، إما باعتبار نفسه أو‬
‫باعتبار غيره ، والمتشابه ما لم يتضح معناه ل باعتبار نفسه ول‬
‫باعتبار غيره . اختاره المام الشوكاني في تفسيره وهو قريب‬
‫من القول الذي قبله . فهذه القوال الثلثة الخيرة هكذا عدها‬
‫حماعة من العلماء ومن تأملها علم أنها ترجع إلى قول واحد‬
‫لكن القولين الخيرين فيهما زيادة إيضاح .‬
‫9- أن المحكم ما كانت معاني أحكامه معقولة والمتشابه ما‬
‫كانت معاني أحكامه غير معقولة كأعداد الصلوات واختصاص‬
‫)6(‬
‫الصيام بشهر رمضان دون شعبان .‬
‫)2(‬

‫1)(‬

‫الوسيط للواحدي 1 / 314‬

‫2‬

‫)( حكاه عنه أبو بكر الجصاص ينظر : أصول الفقه للجصاص‬
‫1 / 502‬

‫3)(‬

‫المصدر السابق‬

‫4)(‬

‫الوسيط 1 / 314‬

‫5)(‬

‫تفسير ابن عطية 1 / 304‬

‫6‬

‫)( ينظر : تفسير الطبري 171/3 -571 و إعراب القرآن لبن‬
‫النحاس 1 /553 و الحاوي في فقه المام الشافعي للماوردي‬
‫61 /17 -27 و البرهان 2 /991 –102 و فتح الباري 8 /012‬
‫03‬
‫13‬

‫وأرجحها في نظري القول بأن المحكم ما ل يحتمل من التأويل‬
‫إل وجها والمتشابه ما احتمل من التأويل أوجها . لن معنى‬
‫الحكام والتشابه لغة يدل على ذلك ولنه تعالى قال في‬
‫وصف المحكمات : } هن أم الكتاب { . و ذلك دال على أن‬
‫المحكمات أصل يرد إليهن غيرهن ولو يكن المحكم كذلك لما‬
‫أمكن رد المتشابه إليه .‬
‫وقد فصلت القول هنا في هذه الية لظهور دللتها على أهمية‬
‫وفضل علم الوقف والبتداء ، ولشدة الحاجة لمعرفة أقوال‬
‫العلماء فيها . و تركت التوسع أكثر في تفسيرها مراعاة لمقصد‬
‫هذه الرسالة .‬

‫112 و التقان 2 /2-3 وفتح القدير للشوكاني 1 /713...‬‫13‬

More Related Content

What's hot

القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرقالقول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
سمير بسيوني
 
كيف يجب علينا أن نفسر القران
كيف يجب علينا أن نفسر القرانكيف يجب علينا أن نفسر القران
كيف يجب علينا أن نفسر القران
Sof Wan
 
منهج الحافظ ابن حجر في كتابه بلوغ المرام
منهج الحافظ ابن حجر في كتابه بلوغ المراممنهج الحافظ ابن حجر في كتابه بلوغ المرام
منهج الحافظ ابن حجر في كتابه بلوغ المرامqyud2001
 
سوره فاتحه
سوره فاتحهسوره فاتحه
رسالة قيام رمضان
رسالة قيام رمضانرسالة قيام رمضان
رسالة قيام رمضان
Taha Rabea
 
حل المشكلات
حل المشكلاتحل المشكلات
حل المشكلات
سمير بسيوني
 
Ar tafser sorat_al_fateha
Ar tafser sorat_al_fatehaAr tafser sorat_al_fateha
Ar tafser sorat_al_fateha
Soufiane BENHADDOU
 
ترجمة العلامةعليُ بنُ مُحَمَّدٍ الضَّباعُ َرحِمَهُ اللهُ
ترجمة العلامةعليُ بنُ مُحَمَّدٍ الضَّباعُ َرحِمَهُ اللهُترجمة العلامةعليُ بنُ مُحَمَّدٍ الضَّباعُ َرحِمَهُ اللهُ
ترجمة العلامةعليُ بنُ مُحَمَّدٍ الضَّباعُ َرحِمَهُ اللهُسمير بسيوني
 
كتاب أحكام القرآن Kelip
كتاب أحكام القرآن  Kelipكتاب أحكام القرآن  Kelip
كتاب أحكام القرآن Kelip
Wan Nur Izzah Wan Muhamad Fokri
 
البيان في أن سورة النورين ليست من و لا مثل سور القرآن
البيان في أن سورة النورين ليست من و لا مثل سور القرآنالبيان في أن سورة النورين ليست من و لا مثل سور القرآن
البيان في أن سورة النورين ليست من و لا مثل سور القرآن
ربيع أحمد
 
Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 001d
Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 001dTafsir ibnu katsir muhaqqoq 001d
Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 001dsrujacxtup
 
Pelatihan Qira’at Sab’ah
Pelatihan Qira’at Sab’ahPelatihan Qira’at Sab’ah
Pelatihan Qira’at Sab’ah
Faiq Faizin
 
درس في أهداف الشريعة ومقاصدها (2/5) | سعد السكندراني
درس في أهداف الشريعة ومقاصدها (2/5) | سعد السكندرانيدرس في أهداف الشريعة ومقاصدها (2/5) | سعد السكندراني
درس في أهداف الشريعة ومقاصدها (2/5) | سعد السكندراني
Saad_Iskandarani
 
شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني منضدة
شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني منضدة شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني منضدة
شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني منضدة سمير بسيوني
 
Risalah ahlussunah wal jamaah
Risalah ahlussunah wal jamaahRisalah ahlussunah wal jamaah
Risalah ahlussunah wal jamaah
Kampus Menyan
 
الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع
الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع
الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع
سمير بسيوني
 
المنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويدالمنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويدسمير بسيوني
 
H 10 syar'i akhwat
H 10 syar'i   akhwatH 10 syar'i   akhwat
H 10 syar'i akhwat
Muhammad Zain
 

What's hot (20)

القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرقالقول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
 
كيف يجب علينا أن نفسر القران
كيف يجب علينا أن نفسر القرانكيف يجب علينا أن نفسر القران
كيف يجب علينا أن نفسر القران
 
منهج الحافظ ابن حجر في كتابه بلوغ المرام
منهج الحافظ ابن حجر في كتابه بلوغ المراممنهج الحافظ ابن حجر في كتابه بلوغ المرام
منهج الحافظ ابن حجر في كتابه بلوغ المرام
 
سوره فاتحه
سوره فاتحهسوره فاتحه
سوره فاتحه
 
رسالة قيام رمضان
رسالة قيام رمضانرسالة قيام رمضان
رسالة قيام رمضان
 
حل المشكلات
حل المشكلاتحل المشكلات
حل المشكلات
 
Ar tafser sorat_al_fateha
Ar tafser sorat_al_fatehaAr tafser sorat_al_fateha
Ar tafser sorat_al_fateha
 
ترجمة العلامةعليُ بنُ مُحَمَّدٍ الضَّباعُ َرحِمَهُ اللهُ
ترجمة العلامةعليُ بنُ مُحَمَّدٍ الضَّباعُ َرحِمَهُ اللهُترجمة العلامةعليُ بنُ مُحَمَّدٍ الضَّباعُ َرحِمَهُ اللهُ
ترجمة العلامةعليُ بنُ مُحَمَّدٍ الضَّباعُ َرحِمَهُ اللهُ
 
كتاب أحكام القرآن Kelip
كتاب أحكام القرآن  Kelipكتاب أحكام القرآن  Kelip
كتاب أحكام القرآن Kelip
 
البيان في أن سورة النورين ليست من و لا مثل سور القرآن
البيان في أن سورة النورين ليست من و لا مثل سور القرآنالبيان في أن سورة النورين ليست من و لا مثل سور القرآن
البيان في أن سورة النورين ليست من و لا مثل سور القرآن
 
Osol Fee Altafseer
Osol Fee AltafseerOsol Fee Altafseer
Osol Fee Altafseer
 
Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 001d
Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 001dTafsir ibnu katsir muhaqqoq 001d
Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 001d
 
Pelatihan Qira’at Sab’ah
Pelatihan Qira’at Sab’ahPelatihan Qira’at Sab’ah
Pelatihan Qira’at Sab’ah
 
درس في أهداف الشريعة ومقاصدها (2/5) | سعد السكندراني
درس في أهداف الشريعة ومقاصدها (2/5) | سعد السكندرانيدرس في أهداف الشريعة ومقاصدها (2/5) | سعد السكندراني
درس في أهداف الشريعة ومقاصدها (2/5) | سعد السكندراني
 
بن خالويه
بن خالويه بن خالويه
بن خالويه
 
شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني منضدة
شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني منضدة شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني منضدة
شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني منضدة
 
Risalah ahlussunah wal jamaah
Risalah ahlussunah wal jamaahRisalah ahlussunah wal jamaah
Risalah ahlussunah wal jamaah
 
الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع
الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع
الروض الماتع في شرح أصول ورش عن نافع
 
المنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويدالمنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويد
 
H 10 syar'i akhwat
H 10 syar'i   akhwatH 10 syar'i   akhwat
H 10 syar'i akhwat
 

Similar to عبارات منقولة عن السلف في الوقف والابتداء

الكامل في أسانيد وتصحيح حديث امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلي النار من سبع ( ...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلي النار من سبع ( ...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلي النار من سبع ( ...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلي النار من سبع ( ...
MaymonSalim
 
علامات الوقف في المصاحف المطبوعة
علامات الوقف في المصاحف المطبوعةعلامات الوقف في المصاحف المطبوعة
علامات الوقف في المصاحف المطبوعة
سمير بسيوني
 
جزءٌ_فيه_ذِكرُ_ما_أُنزل_من_القرآن_بِمكَّة_والمدينة.pdf
جزءٌ_فيه_ذِكرُ_ما_أُنزل_من_القرآن_بِمكَّة_والمدينة.pdfجزءٌ_فيه_ذِكرُ_ما_أُنزل_من_القرآن_بِمكَّة_والمدينة.pdf
جزءٌ_فيه_ذِكرُ_ما_أُنزل_من_القرآن_بِمكَّة_والمدينة.pdf
fa3el khair
 
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن الحائض لا تمس المصحف ولا تقرأ شيئا من القر...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن الحائض لا تمس المصحف ولا تقرأ شيئا من القر...الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن الحائض لا تمس المصحف ولا تقرأ شيئا من القر...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن الحائض لا تمس المصحف ولا تقرأ شيئا من القر...
MaymonSalim
 
الكامل في أحاديث ( سنن ابن ماجة ) التي قيل أنها متروكة أو مكذوبة مع إثبات خطأ...
الكامل في أحاديث ( سنن ابن ماجة ) التي قيل أنها متروكة أو مكذوبة مع إثبات خطأ...الكامل في أحاديث ( سنن ابن ماجة ) التي قيل أنها متروكة أو مكذوبة مع إثبات خطأ...
الكامل في أحاديث ( سنن ابن ماجة ) التي قيل أنها متروكة أو مكذوبة مع إثبات خطأ...
MaymonSalim
 
أحكام القرآن
أحكام القرآنأحكام القرآن
أحكام القرآن
Safarin Anuar
 
الكامل في أحاديث صلاة التسابيح وما ورد في فضلها وكيفيتها وآدابها وتصحيح أكثر ...
الكامل في أحاديث صلاة التسابيح وما ورد في فضلها وكيفيتها وآدابها وتصحيح أكثر ...الكامل في أحاديث صلاة التسابيح وما ورد في فضلها وكيفيتها وآدابها وتصحيح أكثر ...
الكامل في أحاديث صلاة التسابيح وما ورد في فضلها وكيفيتها وآدابها وتصحيح أكثر ...
MaymonSalim
 
عناصر الدورة لمصطلح الحديث
عناصر الدورة لمصطلح الحديثعناصر الدورة لمصطلح الحديث
عناصر الدورة لمصطلح الحديثAhmad Abdullah Saqib
 
عناصر الدورة لمصطلح الحديث
عناصر الدورة لمصطلح الحديثعناصر الدورة لمصطلح الحديث
عناصر الدورة لمصطلح الحديث
Ahmad Abdullah Saqib
 
الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...
الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...
الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...
MaymonSalim
 
الإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحا
الإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحاالإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحا
الإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحا
سمير بسيوني
 
مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء على الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض
مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء على الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياضمزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء على الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض
مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء على الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض
allahcom
 
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الأئمة من قريش والناس تبع لهم من خمسين ( 50 ) طر...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الأئمة من قريش والناس تبع لهم من خمسين ( 50 ) طر...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الأئمة من قريش والناس تبع لهم من خمسين ( 50 ) طر...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الأئمة من قريش والناس تبع لهم من خمسين ( 50 ) طر...
MaymonSalim
 
صحيح الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم
صحيح الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلمصحيح الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم
صحيح الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم
allahcom
 
الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...
الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...
الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...
MaymonSalim
 
الوحدة السادسة
الوحدة السادسةالوحدة السادسة
الوحدة السادسةSaif Eddin
 
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن رجم الزاني حكم متواتر مقطوع به معلوم من ال...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن رجم الزاني حكم متواتر مقطوع به معلوم من ال...الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن رجم الزاني حكم متواتر مقطوع به معلوم من ال...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن رجم الزاني حكم متواتر مقطوع به معلوم من ال...
MaymonSalim
 

Similar to عبارات منقولة عن السلف في الوقف والابتداء (18)

الكامل في أسانيد وتصحيح حديث امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلي النار من سبع ( ...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلي النار من سبع ( ...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلي النار من سبع ( ...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلي النار من سبع ( ...
 
علامات الوقف في المصاحف المطبوعة
علامات الوقف في المصاحف المطبوعةعلامات الوقف في المصاحف المطبوعة
علامات الوقف في المصاحف المطبوعة
 
جزءٌ_فيه_ذِكرُ_ما_أُنزل_من_القرآن_بِمكَّة_والمدينة.pdf
جزءٌ_فيه_ذِكرُ_ما_أُنزل_من_القرآن_بِمكَّة_والمدينة.pdfجزءٌ_فيه_ذِكرُ_ما_أُنزل_من_القرآن_بِمكَّة_والمدينة.pdf
جزءٌ_فيه_ذِكرُ_ما_أُنزل_من_القرآن_بِمكَّة_والمدينة.pdf
 
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن الحائض لا تمس المصحف ولا تقرأ شيئا من القر...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن الحائض لا تمس المصحف ولا تقرأ شيئا من القر...الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن الحائض لا تمس المصحف ولا تقرأ شيئا من القر...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن الحائض لا تمس المصحف ولا تقرأ شيئا من القر...
 
الكامل في أحاديث ( سنن ابن ماجة ) التي قيل أنها متروكة أو مكذوبة مع إثبات خطأ...
الكامل في أحاديث ( سنن ابن ماجة ) التي قيل أنها متروكة أو مكذوبة مع إثبات خطأ...الكامل في أحاديث ( سنن ابن ماجة ) التي قيل أنها متروكة أو مكذوبة مع إثبات خطأ...
الكامل في أحاديث ( سنن ابن ماجة ) التي قيل أنها متروكة أو مكذوبة مع إثبات خطأ...
 
أحكام القرآن
أحكام القرآنأحكام القرآن
أحكام القرآن
 
الكامل في أحاديث صلاة التسابيح وما ورد في فضلها وكيفيتها وآدابها وتصحيح أكثر ...
الكامل في أحاديث صلاة التسابيح وما ورد في فضلها وكيفيتها وآدابها وتصحيح أكثر ...الكامل في أحاديث صلاة التسابيح وما ورد في فضلها وكيفيتها وآدابها وتصحيح أكثر ...
الكامل في أحاديث صلاة التسابيح وما ورد في فضلها وكيفيتها وآدابها وتصحيح أكثر ...
 
عناصر الدورة لمصطلح الحديث
عناصر الدورة لمصطلح الحديثعناصر الدورة لمصطلح الحديث
عناصر الدورة لمصطلح الحديث
 
عناصر الدورة لمصطلح الحديث
عناصر الدورة لمصطلح الحديثعناصر الدورة لمصطلح الحديث
عناصر الدورة لمصطلح الحديث
 
الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...
الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...
الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...
 
الإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحا
الإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحاالإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحا
الإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحا
 
بدائع البرهان
بدائع البرهانبدائع البرهان
بدائع البرهان
 
مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء على الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض
مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء على الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياضمزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء على الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض
مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء على الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض
 
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الأئمة من قريش والناس تبع لهم من خمسين ( 50 ) طر...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الأئمة من قريش والناس تبع لهم من خمسين ( 50 ) طر...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الأئمة من قريش والناس تبع لهم من خمسين ( 50 ) طر...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث الأئمة من قريش والناس تبع لهم من خمسين ( 50 ) طر...
 
صحيح الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم
صحيح الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلمصحيح الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم
صحيح الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم
 
الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...
الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...
الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...
 
الوحدة السادسة
الوحدة السادسةالوحدة السادسة
الوحدة السادسة
 
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن رجم الزاني حكم متواتر مقطوع به معلوم من ال...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن رجم الزاني حكم متواتر مقطوع به معلوم من ال...الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن رجم الزاني حكم متواتر مقطوع به معلوم من ال...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن رجم الزاني حكم متواتر مقطوع به معلوم من ال...
 

More from سمير بسيوني

أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
سمير بسيوني
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
سمير بسيوني
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
سمير بسيوني
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
سمير بسيوني
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
سمير بسيوني
 
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdfأوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
سمير بسيوني
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
سمير بسيوني
 
أسانيدي إلى الأوائل العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
أسانيدي إلى الأوائل  العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdfأسانيدي إلى الأوائل  العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
أسانيدي إلى الأوائل العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
سمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
سمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
سمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
سمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
سمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
سمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
سمير بسيوني
 
الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
سمير بسيوني
 
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdfنبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
سمير بسيوني
 
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdfمصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
سمير بسيوني
 
شرح منحة مولي البر للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
شرح منحة مولي البر  للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...شرح منحة مولي البر  للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
شرح منحة مولي البر للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
سمير بسيوني
 
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdfالشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
سمير بسيوني
 
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdfكتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
سمير بسيوني
 

More from سمير بسيوني (20)

أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
أَسَانِيدُ كُتُبِ وَأُصُولِ النَّشْرِ لِابْنِ الْجَزَرِيِّ وَالْوَصْلُ بِهَا....
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 3.pdf
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 2.pdf
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 1.pdf
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي 4.pdf
 
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdfأوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
أوجه وقف حمزة على الكلمات القرآنية المهموزة من كتاب البدور الزاهرة.pdf
 
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdfالتسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
التسهيل لعلوم التنزيل تفسير ابن جزي الكلبي.pdf
 
أسانيدي إلى الأوائل العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
أسانيدي إلى الأوائل  العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdfأسانيدي إلى الأوائل  العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
أسانيدي إلى الأوائل العجلونية وأسانيد الكتب الأربعين إلى مؤلفيها.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 6.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 5.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 4.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 3.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 2.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 1.pdf
 
الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
 الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
الكامل في القراءات الخمسين 7.pdf
 
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdfنبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
نبراس الطلاب في رسم وضبط حروف الكتاب.pdf
 
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdfمصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
مصحف دولة الكويت للقراءات العشر.pdf
 
شرح منحة مولي البر للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
شرح منحة مولي البر  للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...شرح منحة مولي البر  للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
شرح منحة مولي البر للشيخ الأبياري فيما زاده النشر على الشاطبية والدرة للشيخ ...
 
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdfالشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
الشاطبية والدرة في القراءات العشر الصغرى.pdf
 
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdfكتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
كتب ومؤلفات وأبحاث العلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي المجلد 7.pdf
 

عبارات منقولة عن السلف في الوقف والابتداء

  • 1. ‫1‬ ‫عبارات منقولة عن السلف في الوقف والبتداء‬ ‫وتفصيل القول في الوقف على قوله تعالى: ) وما يعلم تأويله‬ ‫إل ا و الراسخون في العلم (‬ ‫وفيه بيان أقوال العلماء في معنى المحكم و المتشابه‬ ‫تأليف‬ ‫عبد ا علي الميموني المطيري‬ ‫1‬
  • 2. ‫2‬ ‫بسم ا الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد لله وكفى و صلة وسلم على عباده الذين اجتبى ومن‬ ‫تبعهم أبدا‬ ‫وبعد‬ ‫فهذا البحث ملحق للفائدة بالبحث الموسوم بـ: ) حكم الوقف‬ ‫على رؤوس اليات (. وفيه عبارات منقولة عن السلف في‬ ‫الوقف والبتداء.‬ ‫وتفصيل للقول في الوقف على قوله تعالى: ) وما يعلم تأويله‬ ‫إل ا والراسخون في العلم (. وفيه بيان أقوال العلماء في‬ ‫معنى المحكم و المتشابه.‬ ‫وقد نقلته من الرسالة المطبوعة هدية لخواني بل لجميع‬ ‫المسلمين رجاء أن يستفيدوا منه ، وبخاصة من ليست عنده‬ ‫رسالتي في فضل علم الوقف و البتداء.‬ ‫تمهيد‬ ‫أهمية علم الوقف والبتداء‬ ‫إن القارئ للقرآن الكريم لدبد أن يقف لقنقطاع قنفهسسسه ، وحيسسث وقسسف مختسسارا فعليسسه أن‬ ‫هسَ هسَ‬ ‫يختار الوقف الذي ل يخل دبالمعنى . ووقفه إما وقف اضطرار ، أو وقف اختيار .‬ ‫فوقف الضطرار ل عتب على القارئ فيسسه ، لكسسن عليسسه أن يهسسستأقنف ويحهسسسن الدبتسسداء‬ ‫ويتخير حهسن الوقف ، فبذلك تظهر المعاقنى ويتبين إعجاز القرآن، قال ادبن الجزري :‬ ‫) لما لم يمكن القارئ أن يقرأ السورة أو القصة في نفس واحد‬ ‫، ولم يجز التنفس بين كلمتين حالة الوصل ،بل ذلك كالتنفس‬ ‫في أثناء الكلمة وجب حينئذ اختيار وقف للتنفس والستراحة ،‬ ‫وتعين ارتضاء ابتداء بعد التنفس والستراحة ( )1( .‬ ‫و لقد دلت الدلة على أهمية مراعاة الوقف والبتداء ؛ وثبت‬ ‫واشتهر اعتناء السلف بذلك . قال تعالى :‬ ‫1)(‬ ‫النشر 1 / 522‬ ‫2‬
  • 3. ‫3‬ ‫‪ ‬ورتل القرآن ترتيل ‪ (1) ‬فهذا أمسسر مسسن الس تعسسالى دبترتيسسل القسسرآن ، وقنسسدب منسسه‬ ‫هسَ ِّ لا ِ‬ ‫سبحاقنه للعباد إلى ترتيل كلمه المنزل ؛ ومراعاة الوقوف داخلة في ذلسسك إن شسساء ال س‬ ‫تعالى ، قال ادبن عباس رضي ال عنه في قوله : ‪ ‬ورتل القرآن ترتيل ‪: ‬‬ ‫هسَ ِّ لا ِ‬ ‫)دبينه تبيينا ( )2( ؛ وقال الحهسن : اقرأه قراءة دبينة . وقال مجاهد : دبعضه على إثسسر‬ ‫دبعض على تؤدة وقال أيضا : ) ترسل فيه ترسل ( . )3( قال المسسام ادبسسن كسسثير رحمسسه‬ ‫ال تعالى : ) اقرأه قراءة على تمهل ، فإقنه يكون عوقنا علسسى فهسسم القسسرآن ، وتسسددبره (‬ ‫)4(‬ ‫اهس . .‬ ‫وقال تعالى : ) الرحمن* علم القرءان *خلق القنهسسسسن * علمه البيان ( )5( قال ادبن‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ هسَ‬ ‫النحاس: ) من التبيين تفصيل الحروف والوقف على ما تم معناه منها( اهس )6( .‬ ‫1‬ ‫)( المزمل - آية- 4‬ ‫2‬ ‫)( رواه أحمد بن منيع في مسنده كما في المطالب العالية‬ ‫بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ ابن حجر - النسخة المسندة :‬ ‫) ج 4]7773[ ( ومختصر اتحاف المهرة بزوائد المسانيد‬ ‫العشرة للبوصيري : ) ج 8]0956[ ( ورواه الطبري : جامع البيان‬ ‫721/1/21 وابن النحاس القطع 1 /47 وينظر : الدر المنثور‬ ‫في التفسير بالمأثور 772/6 .‬ ‫3‬ ‫)( مصنف عبد الرزاق 2 / 094 ومصنف ابن أبي شيبة 01 /‬ ‫525 حامع البيان 721/1/21 والتمهيد في معرفة التجويد‬ ‫لبي العلء الهمذاني : صـ 141 و الدر المنثور : 772/6‬ ‫4‬ ‫)( تفسير ابن كثير 363/4 . وقيل : إن عليا رضي ا عنه سئل‬ ‫عن هذه الية فقال : ) الترتيل تجويد الحروف ومعرفة‬ ‫الوقوف ( النشر 892/1 و 613 . ولم أجده في التفاسير‬ ‫التي تعتني بالمأثور وقد رواه الهذلي في الكامل ورقة 43‬ ‫) مخطوط ( ينظر الوقف والبتداء للغزال 1/ 6 رسالة دكتوراة‬ ‫تحقيق الدكتور العثمان إشراف الشيخ محمد محمد سالم‬ ‫محيسن .‬ ‫5)(‬ ‫الرحمن - آية- 1 و 2 و 3 و 4‬ ‫6)(‬ ‫القطع لبن النحاس 47/1‬ ‫3‬
  • 4. ‫4‬ ‫وقسسد حكسسى ادبسسن النحسساس وأدبسسوعمرو السسداقني وغيرهمسسا ، إجمسساع العلمسساء علسسى أهميسسة‬ ‫مراعاة الوقف والدبتداء )1( واستدلوا على ذلك دبقسسول عبسسد الس دبسسن عمسسر رضسسي الس‬ ‫عنهما :‬ ‫) لقد عشنا دبرهة من دهرقنا ، وإن أحدقنا ليسسؤتى اليمسسان قبسسل القسسرآن ، وتنسسزل الهسسسورة‬ ‫)2(‬ ‫على محمد صلى ال عليه وسلم ، فنتعلم حللها ، وحرامها ، و ما ينبغي أن يوقف‬ ‫عنده منها ، كما تتعلمون أقنتم اليوم القرآن ، ولقد رأيت اليسسوم رجسسال ، يسسؤتى أحسسدهم‬ ‫القرآن قبل اليمان ، فيقرأ ما دبين فاتحته إلى خساتمته مسا يسدري مسا آمسره ول زاجسره ،‬ ‫ول ما ينبغي أن يوقف عنده منه ، وينثره قنثر الدقل )3( ( .‬ ‫َّ هسَ‬ ‫)5(‬ ‫رواه الطبراني في الوسط )4( وابن النحاس والحاكم وقال :‬ ‫صحيح على شرط الشيخين ول أعرف له علة ، و وافقه الذهبي‬ ‫)6( ، والبيهقي )7(. وسنده جيد .‬ ‫1)(‬ ‫القطع 1/ 78 و المكتفى ص 531 و النشر 1/ 522 .‬ ‫2‬ ‫)( في رواية الطبراني والبيهقي :) يقف ( : مجمع الزوائد 1 /‬ ‫071 والسنن الكبرى 3 / 021 .‬ ‫3‬ ‫)( بفتح الدال المهملة بعدها قاف مفتوحة وهو رديء التمر‬ ‫ويابسه ، و ما ليس له اسم خاص وقيل : هو أردأ التمر :‬ ‫) غريب الحديث لبراهيم الحربي 2 / 988 والنهاية لبن الثير‬ ‫271/2 (‬ ‫4‬ ‫)( مجمع البحرين في زوائد المعجمين للهيثمي 1 / رقم 902‬ ‫ومجمع الزوائد 1 / 071‬ ‫5‬ ‫)( القطع لبن النحاس 78/1‬ ‫6‬ ‫)( المستدرك على الصحيحين 53/1 وفي طبعة عبد السلم‬ ‫علوش برقم : ) 801 ( ج 1/ 691‬ ‫)( السنن الكبرى للبيهقي 021/3 و ينظر : التقان للسيوطي‬ ‫1/ 011 .‬ ‫قال الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني في الوسط :) رجاله‬ ‫رجال الصحيح ( اهـ : مجمع الزوائد :‬ ‫1 / 071. قلت : وهو من طريق عبيد ا بن عمرو الرقي‬ ‫عن زيد بن أبي أنيسة الرقي عن القاسم بن عوف الشيباني‬ ‫البكري ، و رجاله كلهم ثقات روى لهم الشيخان إل القاسم بن‬ ‫عوف فقد روى له مسلم وابن ماجة و ت ك لم فيه فتركه شعبة .‬ ‫ُ ُّ‬ ‫7‬ ‫4‬
  • 5. ‫5‬ ‫والشاهد منه قوله : ) وما ينبغي أن يوقف عنده منها ( . وبه‬ ‫استدل ابن النحاس )1( والداني )2( وغيرهم من علماء القراءات‬ ‫والوقف )3( ، وعبارة الداني : ) ففي قول ابن عمر دليل على أن‬ ‫تعليم ذلك توقيف من رسول ا صلى ا عليه وسلم وأنه‬ ‫إجماع من الصحابة رضي ا عنهم ( )4( فهذا دليل قد ذكره‬ ‫كثير من العلماء مستدلين به على الوقف والبتداء . وقد عارض‬ ‫ذلك الشيخ مل القاري في شرحه على الجزرية بعد أن ذكره‬ ‫وقال أبوحاتم : ) مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق (‬ ‫. وقال ابن عدي هو ممن يكتب حديثه . وذكره ابن حبان في‬ ‫الثقات . وفي التقريب : ) صدوق يغرب ( : )) ) الجرح والتعديل‬ ‫ُ‬ ‫7/)956( و الثقات لبن حبان 503/5 وتهذيب الكمال‬ ‫004/32 وتهذيب التهذيب 8 / 623 – 823 ( (( . وسنده‬ ‫يدور على عبيد ا بن عمرو وهو صحيح عنه . فقد رواه‬ ‫الطبراني و ابن النحاس من طريق عبد ا بن جعفر بن‬ ‫غيلن الرقي القرشي عنه وهو ثقة حافظ تغير ب أ خ ر ة ولم‬ ‫َ َ َ ٍ‬ ‫يفحش اختلطه وقد اختلط من سنة 812 هـ إلى وفاته سنة‬ ‫022 هـ ووثقه يحيى بن معين وأبو حاتم : ) التاريخ الكبير‬ ‫للبخاري 5 / رقم 051 والجرح والتعديل 5 / رقم 401 وثقات‬ ‫ابن حبان 8 / 153 وتهذيب الكمال 41 / 773 – 873 وتهذيب‬ ‫التهذيب 5 / 371 والميزان 2 / رقم 9422 ( . و في الكاشف‬ ‫: ) ثقة حافظ ( : رقم :1962 وفي التقريب: ) ثقة لكنه تغير‬ ‫ب أ خ ر ة فلم يفحش اختلطه ( اهـ .‬ ‫َ َ َ ٍ‬ ‫ورواه الحاكم من طريق هلل بن العلء الرقي عن والده عن‬ ‫عبيد ا بن عمرو . وهي طريق ضعيفة ، لضعف العلء بن‬ ‫هلل الباهلي الرقي والد هلل بن العلء ، قال أبو حاتم‬ ‫منكر الحديث وضعفه غيره : ) تهذيب التهذيب 8 / 391 – 491‬ ‫(‬ ‫و تابعهما عبيد بن هشام الحلبي عند البيهقي ، ول بأس به .‬ ‫قال: أبو حاتم وصالح جزرة في عبيد بن هشام الحلبي:‬ ‫) صدوق ( وضعفه النسائي ) تهذيب التهذيب 7 / 67 – 77 (‬ ‫. ثلثتهم : ) عبد ا بن جعفر بن غيلن الرقي والعلء بن هلل‬ ‫الباهلي وعبيد بن هشام الحلبي ( رووه عن عبيد ا بن عمرو‬ ‫به فالثر حسن لما في القاسم بن عوف من الكلم الذي‬ ‫تقدم وقد تفرد به . كما أن لبعض ألفاظه شواهد عن بعض‬ ‫5‬
  • 6. ‫6‬ ‫بقوله : ) ول يخفى أن قوله : )) وما ينبغي أن يوقف عنده منها‬ ‫ل يبعد أن يراد به اليات المتشابهات في معناها ، فليس في‬ ‫((‬ ‫الحديث نص على الوقف المصطلح عليه ( . اهـ . )1( أقول : كل‬ ‫المعنيين محتمل من جهة اللفظ ، وقوى الحتمال الول كلم‬ ‫أولئك الئمة في الستدلل به على مراعاة الوقوف .‬ ‫وروى المام أدبو عمرو الداقني عن ميمون دبن مهران )2( التادبعي قال :‬ ‫) إقني لقشعر من قراءة أقوام يرى أحدهم حتما عليه أل يقصر عن العشر ، إقنما كاقنت‬ ‫القراء تقرأ القصص إن طالت أو قصرت يقرأ أحدهم اليسسوم ‪ ‬إذا قيسل لهسم ل تفهسسدوا‬ ‫في الرض قالوا إقنما قنحن مصلحون ‪ (3) ‬ويقوم في الركعة الثاقنية فيقسسرأ } أل إقنهسسم‬ ‫هم المفهسدون { )4( ( . )5( ثم قال أدبو عمرو رحمه الس تعسسالى : ) هسسذا يسسبين أن‬ ‫الصحادبة رضي ال عنهم كاقنوا يتجنبون فسسي قراءتهسسم القطسسع علسسى الكلم السسذي يتصسسل‬ ‫دبعضه دببعض ، ويتعلق آخره دبأوله لن ميمون دبن مهران إقنما حكى ذلك عنهم إذ هسسو‬ ‫)6(‬ ‫من كبار التادبعين وقد لقي جماعة منهم ( اهس .‬ ‫الصحابة رضي ا عنهم .‬ ‫1)(‬ ‫القطع صـ 78‬ ‫2)(‬ ‫المكتفى صـ 431‬ ‫3)(‬ ‫4‬ ‫ينظر : النشر 1 / 522 والبرهان للزركشي 1 / 994‬ ‫)( المكتفى صـ 431‬ ‫1‬ ‫)( شرح المقدمة الجزرية ) المنح الفكرية على متن الجزرية (‬ ‫صـ 072‬ ‫2‬ ‫)( ميمون بن مهران الجزري أبو أيوب الرقي من ثقات التابعين‬ ‫، و من علمائهم . سمع من ابن عباس وابن عمر ، ) ت :811‬ ‫هـ ( . ترجمته في : حلية الولياء لبي نعيم 28/4 –79‬ ‫وتهذيب الكمال 92/ 012 –722 وغيرها .‬ ‫3)(‬ ‫البقرة - آية- 11‬ ‫4)(‬ ‫البقرة - آية- 21‬ ‫5)(‬ ‫المكتفى ص 531‬ ‫6)(‬ ‫المكتفى ص 631‬ ‫6‬
  • 7. ‫7‬ ‫واشتهر اعتناء الهسلف رحمهم ال تعالى دبهذا العلم حتى عد ادبن الجزري ذلك‬ ‫متواترا عنهم )1( ، وكاقنوا يعتنون دبذلك حال القراء ، قال ادبن الجزري :‬ ‫) صح دبل تواتر عندقنا تعلمه والعتناء دبه من الهسسلف الصسسالح ، كسسأدبي جعفسر يزيسد دبسسن‬ ‫القعقاع إمام أهل المدينة الذي هو من أعيان التادبعين ، وصسساحبه المسسام قنسسافع دبسسن أدبسسي‬ ‫قنعيم ، و أدبي عمرو دبن العلء ،ويعقوب الحضرمي ، وعاصم دبن أدبي النجود وغيرهسسم‬ ‫من المئمة وكلمهم في ذلك معروف ، و قنصوصهم عليه مشهورة في الكتب ، ومن ثسسم‬ ‫اشترط كسسثير مسسن أمئمسسة الخلسسف علسسى المجيسسز أن ل يجيسسز أحسسدا إل دبعسسد معرفتسسه الوقسسف‬ ‫والدبتداء .‬ ‫وكان أمئمتنا يوقفوقننا عند كل حسسرف ، ويشسسيرون إلينسسا فيسسه دبالصسسادبع ، سسسنة أخسسذوها‬ ‫)2 (‬ ‫كذلك عن شيوخهم الولين ( اهس .‬ ‫وقد حظ العلماء على تعلم الوقف والدبتداء والعمل دبه ، ودبينوا عظيم فضسسيلته ، وذلسسك‬ ‫مذكرو في مقدمات كثير من كتب الوقف والدبتداء ، وفسسي كسسثير مسسن كتسسب فسسن التجويسسد‬ ‫ومضمن في كتب علوم القرآن ، فمما قالوه قول ادبن القنباري رحمه ال تعسسالى : ) مسسن‬ ‫تمام معرفة القرآن ومعاقنيه ، وغريبه معرفة الوقف والدبتداء فيه ، فينبغي للقسسارئ أن‬ ‫يعرف الوقف التام ، والوقف الكافي الذي ليس دبتام ، والوقف القبيسسح السسذي ليسسس دبتسسام‬ ‫)3(‬ ‫ول كاف ( . اهس‬ ‫وقول ادبن النحاس : ) قد صسار فسسي معرفسة الوقسسف والمئتنساف التفريسق دبيسسن المعساقني ،‬ ‫فينبغي لمن قرأ القرآن أن يتفهم ما يقرأه ويشسسغل فلبسسه دبسسه ويتفقسسد القطسسع والمئتنسساف ،‬ ‫ويحرص على أن يفهم المهسسستمعين فسسي الصسسلة وغيرهسسا ، وأن يكسسون وقفسسه عنسسد كلم‬ ‫مهستغن أو شبيه وأن يكون ادبتداؤه حهسنا ( اهس . ) 4 ( وقول المام السسداقني : ) معرفسسة‬ ‫ما يتم الوقف عليه ومسسا يحهسسسن ومسسا يقبسسح مسسن أجسسل أدوات القسسراء المحققيسسن والمئمسسة‬ ‫المتصدرين وذلك مما تلزم معرفته الطالبين وسسسامئر التسسالين إذ هسو قطسب التجويسسد ودبسه‬ ‫)5(‬ ‫يوصل إلى قنهاية التحقيق ( اهس .‬ ‫1)(‬ ‫النشر 522/1‬ ‫2)(‬ ‫النشر 522/1‬ ‫3)(‬ ‫اليضاح في الوقف والبتداء 1 / 801‬ ‫4)(‬ ‫القطع والئتناف ص 79‬ ‫5‬ ‫)( شرح القصيدة الخاقانية للداني 2 / 69 رسالة ماجستير –‬ ‫تحـ – غازي بنيدر العمري إشراف – د – محمد ولد سيدي حبيب‬ ‫9141 هـ – بجامعة أم القرى . . وينظر ما سيأتي إن شاء ا‬ ‫تعالى ص 69 مبحث أهمية علم الوقف والبتداء .‬ ‫7‬
  • 8. ‫8‬ ‫ولقنه يتوصل دبهذا العلم لفهم القرآن جعل المئمة تعلمه أمرا لدبد منسسه لمسسن أراد معرفسسة‬ ‫معاقني القرآن واستنباط الدلة منه )1( ، وجعلوا ذلك مما يعين على الغوص على فرامئد‬ ‫القرآن ودرره )2( .‬ ‫وقال علسسم السسدين الهسسسخاوي رحمسسه الس : ) ففسسي معرفسسة الوقسسف والدبتسسداء السسذي دوقنسسه‬ ‫العلمساء تسبيين معساقني القسسرآن العظيسسم وتعريسسف مقاصسده وإظهسسار فوامئسده ، ودبسسه يتهيسسأ‬ ‫الغسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوص علسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى درره‬ ‫)3(‬ ‫وفرامئده ( .‬ ‫فهذا العلم ينفتح دبتعلمه وإعمال الفكر فيه من مقاصسسد القسسرآن ومعسساقنيه شسسئ عظيسسم ،‬ ‫فالقارئ إذا لم يراع الوقف دبحهسب المعنى فلن يفهم المعنى ، وردبما فوت على الهسامع‬ ‫فهم المعنى وقد ل يظهر دبذلك وجه العجاز )4( .‬ ‫ولذا فإن معرفته متأكدة وفي ذلك يقول الصفاقهسي :‬ ‫) ومعرفة الوقف والدبتداء متأكدة غايسسة التأكيسسد إذ ل يتسسبين معنسسى الكلم ويتسسم علسسى‬ ‫أكمل وجسسه إل دبسسذلك ( اهسس . )5( ويقسسول المقسسرئ أدبسسو الصسسبغ دبسسن الطحسسان القندلهسسسي :‬ ‫) أليس من الخطأ العظيم أن يقرأ كتاب ال تعالى فيقطع علسسى القطسسع يفهسسسد دبسسه المعنسسى‬ ‫…الخ ( اهس . )6( ولهمية علم الوقف والدبتداء ذكر المئمة أن إتقاقنه ومعرفته يحتاج‬ ‫إلى معرفة علوم أخرى قال المام أدبو دبكر دبن مجاهد رحمه ال تعالى :‬ ‫) ل يقوم دبالتمام إل قنحوي عالم دبسسالقراءة عسسالم دبالتفهسسسير ، عسسالم دبالقصسسص وتلخيسسص‬ ‫)7(‬ ‫دبعضها من دبعض عالم دباللغة التي قنزل دبها القرآن ( اهس .‬ ‫وقد تكلم علماء الوقف والبتداء على جميع اليات والجمل‬ ‫القرآنية ، وبينوا ما يصلح الوقف عليه ، وما ل يصلح ، ونهوا عن‬ ‫الوقف على وقوف بعينها ، ووضعوا لذلك قواعد ، كقولهم ل‬ ‫1‬ ‫)( ينظر القتداء في الوقف لبن النكزاوي 891/1 والتقان‬ ‫011/1‬ ‫2)(‬ ‫جمال القراء ص 355‬ ‫3)(‬ ‫المصدر السابق‬ ‫4‬ ‫)( تنبيه الغافلين ص 021 و ينظر : البرهان 394/1 واليضاح‬ ‫لبن النباري 801/1‬ ‫5)(‬ ‫6)(‬ ‫7‬ ‫تنبيه الغافلين الموضع السابق‬ ‫نظام الداء ص 02‬ ‫)(‬ ‫القطع والئتناف ص 49‬ ‫8‬
  • 9. ‫9‬ ‫يوقف على المبتدأ دون خبره ول على الشرط دون جزائه إلى‬ ‫غير ذلك مما ذكروه و مثلوا له واختلفوا في بعضه .‬ ‫وذكروا الوقف التام ، وما دونه ، وبينوا الوقوف ، وحرروا الكلم‬ ‫على المعاني مستمدين من النقول في التفسير والحديث والثر‬ ‫ومعتمدين على العربية . فكما بنى المفسرون كلمهم على‬ ‫ذلك بنى علماء الوقف والبتداء وأفادوا من التفاسير وأضافوا‬ ‫فوائد كثيرة .‬ ‫وربما نقل عنهم كبار المفسرين ، كما يوجد من نقل القرطبي‬ ‫وغيره من كتاب المام ابن النباري اليضاح في الوقف‬ ‫والبتداء ، وهو من أجل من صنف في هذا الفن وكتابه مطبوع .‬ ‫وقد اعتنى به أئمة القراء تصنيفا وإقراء . وهو من أوائل‬ ‫العلوم السلمية التي صنف فيها المتقدمون من السلف .‬ ‫ومن تصانيف المتقدمين في هذا العلم المبارك : كتاب : شيبة‬ ‫بن ن صاح مولى أم سلمة رضي ا عنها أتي به إليها وهو صغير‬ ‫ِ َ‬ ‫فمسحت رأسه ودعت له وثقه النسائي وغيره‬ ‫) ت : 031 هـ ( )1( جعله ابن الجزري أول من صنف في هذا‬ ‫و قال : ) كتابه مشهور (‬ ‫)2(‬ ‫.‬ ‫1‬ ‫)( شيبة بن نصاح مولى أم سلمة رضي ا عنها ، أتي به إليها‬ ‫وهو صغير فمسحت رأسه ودعت له بالخير والصلح قال‬ ‫النسائي ) ثقة ( ووثقه غيره مدني مقرئ . ترجمته في‬ ‫كثير من الكتب منها : تاريخ البخاري الكبير 4/ ترجمة‬ ‫2662 والجرح والتعديل 4/ ترجمة ) 1741 ( وتهذيب الكمال‬ ‫806/21 وبقية مصادر الترجمة في هامشه للمحقق . ويزاد‬ ‫عليه : غاية الختصار في قراءات العشرة أئمة المصار لبي‬ ‫العلء الهمذاني 61/1 ومعرفة القراء الكبار 97/1 . و نصاح‬ ‫: ) بكسر أوله والتخفيف وكان أبو سعد الدريسبي يقوله بفتح‬ ‫ثم يشد ( اهـ .: ) الكمال 7 / 372 و تبصير المنتبه بتحرير‬ ‫المشتبه للحافظ ابن حجر 4 / 5141 ( .‬ ‫2‬ ‫)( غاية النهاية 923/1 و مقدمة محقق المكتفى ص 06‬ ‫والبرهان - تحـ الدكتور المرعشلي – 494/1 ومعجم مصنفات‬ ‫القرآن الكريم للدكتور علي شواخ المشعبي 862/1‬ ‫ومقدمة محقق علل الوقوف للسجاوندي 42/1 – وفيه ابن‬ ‫9‬
  • 10. ‫01‬ ‫و مقطوع القرآن وموصوله : لعبد ا بن عامر اليحصبي : ) ت‬ ‫: 811 هـ ( ذكركتابه ابن النديم ، ولم أجده عند غيره ، وابن‬ ‫عامر أقدم من شيبة وفاة و شيوخا ، وقد تعاصرا ، كما يظهر‬ ‫من وفاتهما وترجمتهما ، ولذا ذكرهما الحافظ الذهبي في‬ ‫معرفة القراء في طبقة واحدة )1( ، فل يمتنع أن يكون كتاب‬ ‫شيبة أقدم ، وإن كان عبد ا بن عامر أكبر سنا ، على أن كتاب‬ ‫شبة بن نصاح أشهر .‬ ‫كما ألف فيه من القراء السبعة : أبو عمرو بن العلء ) ت :‬ ‫َ‬ ‫451 هـ ( إمام النحو والعربية وأحد القراء السبعة وكتابه من‬ ‫الكتب التي ورد بها الخطيب البغدادي إلى بغداد وحصل على‬ ‫إجازة بروايته )2( ، وحمزة بن حبيب الزيات المقرئ الزاهد أحد‬ ‫القراء السبعة ) ت ـ 651 ( )3( و نافع بن أبي نعيم إمام أهل‬ ‫ُ‬ ‫المدينة أحد القراء السبعة ) ت : 961 هـ ( )4( ، وعلي بن‬ ‫حمزة الكسائي ) ت : 981 ( إمام العربية و أحد القراء‬ ‫السبعة )5( ، وغيرهم من أئمة القراء المشهورين في مختلف‬ ‫العصور والمصار ،كما صنف فيه أيضا الئمة المشهورون من‬ ‫علماء العربية ، كالفراء ، وأبي عبيدة معمر بن المثنى‬ ‫والخفش الوسط ، وأبي حاتم سهل السجستاني وغيرهم .‬ ‫ناصح خطأ – والوقف والبتداء للغزال مقدمة المحقق 1/ 8.‬ ‫1‬ ‫)( ينظر معرفة القراء 1 / ترجمة ) رقم 43 ( و ) رقم 63 ( "‬ ‫طبعة استانبول- تحـ - د طيار قولج ) 6141 هـ ( .‬ ‫2‬ ‫)( تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين 1 / 22 نقل عن مشيخة‬ ‫الخطيب البغدادي – مخطوط بالظاهرية – مجموع : 81 )‬ ‫821 ب ( .‬ ‫3‬ ‫)( الفهرست لبن النديم صـ 45 ) طبعة دار الكتب العلمية ( و‬ ‫معجم مصنفات القرآن الكريم 1 / 862‬ ‫4‬ ‫)( ذكر كتابه ابن النحاس القطع والئتناف ص ـ 57 وابن‬ ‫النديم صـ 45‬ ‫5‬ ‫)( اسم كتابه مقطوع القرآن وموصوله : ذكر كتابه : ابن النديم‬ ‫: الفهرست : صـ 89 و ياقوت : معجم الدباء 7 / 302 و‬ ‫الذهبي : معرفة القراء 1 / 721 ) 54 ( .‬ ‫01‬
  • 11. ‫11‬ ‫لقد جاء عن السلف رحمهم ا عبارات في الوقف على بعض‬ ‫اليات ، بستفاد منها اعتنائهم بمراعاة الوقوف و البتداء ، و‬ ‫يستنبط منها فوائد في التفسير،فمن ذلك . قال ابن النحاس‬ ‫رحمه ا: ) سئل علي رضي ا عنه: عن قول ا تعالى: ) ولن‬ ‫يجعل ا للكافرين على المؤمنين سبيل ( .. وقد رأينا الكافر‬ ‫يقتل المؤمن : فقال : اقرأ ما قبلها :‬ ‫فال ل ه ي ح ك م ب ي ن ك م ي و م ا ل ق يا م ة( ) النساء: من الية 141( . قال‬ ‫) ّ ُ َ ْ ُ ُ ََْ ُ ْ َ ْ َ ْ َِ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ابن النحاس : لما اتصل الكلم بما قبله تبين المعنى وعرف‬ ‫المشكل ( اهـ . )1( وهذه الية من قوله تعالى :‬ ‫َ ْ َ ُ ْ‬ ‫) ا ل ذي ن ي ت ر ب صو ن ب ك م ف إ ن كا ن ل ك م ف ت ح م ن ال ل ه قا لوا أ َ ل م ن ك ن‬ ‫ّ ِ َ ََ َّ ُ َ ِ ُ ْ َِ ْ َ َ َ ُ ْ َْ ٌ ِ َ ّ ِ َ ُ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ِ ْ ََْ ُ ْ‬ ‫م ع ك م و إ ِ ن كا ن ل ل كا ف ري ن ن صي ب قا لوا أ َ ل م ن سْ ت ح و ذ ع ل ي ك م‬ ‫َ َ ُ ْ َ ْ َ َ ِْ َ ِ ِ َ َ ِ ٌ َ ُ‬ ‫َِ َ ِ َ ْ‬ ‫و ن م ن ع ك م م ن ا ل م ؤ م ني ن فال ل ه ي ح ك م ب ي ن ك م ي و م ا لْ ق يا م ة وَ ل ن‬ ‫ََ َْ ْ ُ ْ ِ َ ْ ُ ْ ِِ َ َ ّ ُ َ ْ ُ ُ ََْ ُ ْ َ ْ َ‬ ‫ي ج ع ل ال ل ه ل ل كا ف ري ن ع لى ا ل م ؤ م ني ن سَ بي ل ً( . ) النساء:141(‬ ‫ْ ُ ْ ِِ َ ِ‬ ‫َ ْ َ َ ّ ُ ِْ َ ِ ِ َ ََ‬ ‫)2(‬ ‫وعبد‬ ‫وقول علي رضي ا عنه رواه الثوري في تفسيره‬ ‫الرزاق في تفسيره من طريقه )3( وابن جرير )4( والحاكم في‬ ‫المستدرك )5( : جميعهم من طريق الثوري عن العمش عن ذر‬ ‫عن ي سيع الكندي :) جاء رجل إلى ابن أبي طالب فقال كيف‬ ‫ُ َ‬ ‫تقرأ هذه الية :‬ ‫) ولن يجعل ا للكافرين على المؤمنين سبيل ( وهم يقتلون‬ ‫؟ فقال علي رضي ا عنه : اد نه ثم ) قال ( )) فالله يحكم بينهم‬ ‫ُ ُ‬ ‫يوم القيامة( ( ( اهـ .‬ ‫فهذه الية ل يظهر معناه إل بما قبلها وقد أجمع المفسرون‬ ‫)6(‬ ‫على هذا .‬ ‫1)(‬ ‫القطع صـ 19‬ ‫2)(‬ ‫تفسير الثوري ص 89‬ ‫3)(‬ ‫تفسير عبد الرزاق 1 / صـ 084‬ ‫4)(‬ ‫تفسير ابن جرير 9 / 723‬ ‫5)(‬ ‫مستدرك الحاكم 2 / 903‬ ‫6‬ ‫)( تفسير القرطبي 5 / 914 والبحر لبي حيان 3 / 673‬ ‫وتفسير ابن كثير 2 / 734‬ ‫11‬
  • 12. ‫21‬ ‫وقال الشعبي : ) إذا قرأت : ) ك ل من عليها فان ( ) 1 ( ، فل‬ ‫ّ‬ ‫)2(‬ ‫تسكت حتى تقرأ ) ويبقى وجه ربك ذو الجلــــل والكرام (‬ ‫(.‬ ‫وقد صححه عن الشعبي المام ابن الجزري ) 3 ( .‬ ‫تنبيه : مصنفات المتقدمين في الوقف والبتداء ربما سميت‬ ‫بكتب ) التمام ( ، وبـ ) المقطوع والمفصول ( .‬ ‫وقال أبونهيك السدي ) 4 ( رحمه ا تعالى : ) إنكم تصلون‬ ‫هذه الية وإنها مقطوعة :‬ ‫ِْ ِ َ ُ ُ َ َّ ِ ِ‬ ‫)و ما ي ع ل م ت أ وي ل ه إ ِ ل ال ل ه وال را س خو ن في ا لْ ع ل م ي قو لو ن آ م نا ب ه‬ ‫َ َ َ َْ ُ َْ ِ َ ُ ّ ّ ُ َ ّ ِ ُ َ ِ‬ ‫ك ل م ن ع ن د ر ب نا ( ) 5 ( فانتهى علمهم إلى قولهم الذي قالوا (‬ ‫ُ ّ ِ ْ ِْ ِ ََّ‬ ‫)6(‬ ‫اهـ .‬ ‫ومراده أن الوقف تام على : ) وما يعلم تأويله إل ا ( . ثم‬ ‫يبتدأ ) والراسخون في العلم يقولون آمنا به ( . فهم ل يعلمون‬ ‫تأويل المتشابه ولكنهم يكلون علمه إلى ا تعالى )7( ، وعليه‬ ‫1‬ ‫)(‬ ‫الرحمن – 62‬ ‫2‬ ‫)(‬ ‫الرحمن – 72‬ ‫3‬ ‫)( رواه ابن أبي حاتم كما في : الدر المنثور 6 / 341 وينظر‬ ‫النشر 1 / 522‬ ‫4‬ ‫)( عثمان بن نهيك تابعي مقرئ روى عن ابن عباس رضي‬ ‫ا عنهما و لشهرتة بالكنية يجعله بعض الحفاظ ممن ل يعرف‬ ‫إل بكنيته و ل يعرف اسمه : ثقات ابن حبان 5 / 285‬ ‫والكاشف رقم ) 5473 ( وتهذيب التهذيب 7 / 651 .‬ ‫5‬ ‫َِ َ ِْ ُ َ ٌ‬ ‫)( من قوله تعالى : ه و ا ل ذي أ َ ن ز ل ع ل ي ك ا لْ ك تا ب م ن ه آ يا ت‬ ‫ْ َ َ ََْ َ‬ ‫)ُ َ ّ ِ‬ ‫م ح ك ما ت ه ن أ ُ م ا ل ك تا ب و أ ُ خ ر م ت شا ب ها ت ف أ ما ا ل ذي ن في‬ ‫ُ ْ َ َ ٌ ُ ّ ّ ْ َِ ِ َ َ ُ َُ َ ِ َ ٌ ََ ّ ّ ِ َ ِ‬ ‫ق لو ب ه م ز ي غ ف ي ت ب عو ن ما ت شا ب ه م ن ه ا ب ت غا ء ا لْ ف ت ن ة وا ب ت غا ء ت أ وي لِ هِ‬ ‫َِْ ِ َ ِْ َ َ َْ ِ‬ ‫ُُ ِ ِ ْ َْ ٌ ََِّ ُ َ َ َ َ َ َ ِْ ُ ِْ َ َ‬ ‫و ما ي ع ل م ت أ وي ل ه إ ِ ل ال ل ه وال را س خو ن في ا ل ع ل م ي قو لو نَ آ م نا ب هِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ْ ِْ ِ َ ُ ُ‬ ‫ّ ُ َ ّ ِ ُ َ ِ‬ ‫َ َ َ َْ ُ َْ ِ َ ُ ّ‬ ‫ك ل م ن ع ن د ر ب نا و ما ي ذ ك ر إل أو لو ا ل َل با ب( ) آل عمران:7( .‬ ‫ْ َْ ِ‬ ‫ُ ّ ِ ْ ِْ ِ ََّ َ َ َ ّ ّ ُ ِ ُ ُ‬ ‫6‬ ‫)( تفسير الطبري 3 / 381 والدر المنثور : 2 / 7 . وسيأتي‬ ‫إن شاء ا الكلم عليها مفصل .‬ ‫7)(‬ ‫سأفصل القول هنا في هذا الوقف لهميته و شهرته .‬ ‫21‬
  • 13. ‫31‬ ‫فالواو لستئناف خبر عن الراسخين في العلم وليست عاطفة .‬ ‫والراسخون على هذا : ) مبتدأ ( خبره : ) يقولون آمنا به ( .‬ ‫والقول بأن الرسخين في العلم ل يعلمون تأويل المتشابه هو‬ ‫الصحيح ، وهو مروي عن أبي بن كعب رضي ا عنه وعبد ا‬ ‫)1(‬ ‫بن مسعود وعائشة وعبد ا بن عباس في رواية طاوس عنه‬ ‫وهو الصحيح عنه )2( وبه قال أكثر السلف ، منهم عمر بن عبد‬ ‫العزيز والحسن وعروة وقتادة والضحاك )3( قال ابن النحاس :‬ ‫) رويناه عن نيف وعشرين من الصحابة والتابعين والقراء‬ ‫والفقهاء وأهل اللغة ( )4( . وقد اختاره مالك )5( والفراء )6( أبو‬ ‫عبيد وابن النباري )7( والزجاج والطبري والخطابي )8( والداني‬ ‫)9( والسمعاني )01( والبغوي )11( وفخر الدين الرازي )21( وأبو‬ ‫)( ينظر : اليضاح في الوقف والبتداء لبن النباري 2 / 865 و‬ ‫تفسير الطبري : 3 / 571 –‬ ‫381 و القطع والئتناف لبن النحاس 212 – 312 وتفسير‬ ‫البغوي 2 / 01 وزاد المسير 1/ 781 وتفسير القرطبي 2 /‬ ‫782 . وسيأتي في القول الثاني الكلم على رواية مجاهد‬ ‫عن ابن عباس رضي ا عنهما‬ ‫1‬ ‫2)(‬ ‫تفسير السمعاني 1 / 592‬ ‫3‬ ‫)( ينظر : تفسير الطبري : 3 / 571 – 381 وتفسير ابن عطية‬ ‫1 / 304 والبرهان للزركشي 2 / 991 والدر المنثور 2 / 7‬ ‫4)(‬ ‫القطع صـ 312‬ ‫5)(‬ ‫تفسير الطبري 3 / 571‬ ‫6)(‬ ‫معاني القرآن له ) 1 / 191 (‬ ‫7)(‬ ‫اليضاح في الوقف والبتداء 2 / 865‬ ‫8)(‬ ‫معالم السنن 7 / 521‬ ‫9‬ ‫)( المكتفى في الوقف والبتداء صـ 591 – 691‬ ‫01‬ ‫)( تفسير السمعاني 1 / 592‬ ‫11‬ ‫)( تفسير البغوي 2 / 01‬ ‫31‬
  • 14. ‫41‬ ‫حيان )1( والسيوطي )2( والشوكاني )3( و شهاب الدين اللوسي‬ ‫)4( و اختاره أيضا القاضي أبو يعلى رحمه ا تعالى وقال :‬ ‫) إنه أشبه بأصولنا ( اهـ . )5( وقال ابن النجار : ) إنه الصح‬ ‫المختار ( )6( وقال المرداوي :‬ ‫) وهو المختار وهو قول السلف ( )7( وقال الخطابي : ) هو‬ ‫مذهب أكثر العلماء ( )8( وهو الراجح لوجوه :‬ ‫منها : أن في قراءة أبي بن كعب وابن مسعود وابن عباس‬ ‫رضي ا عنهم ما يرجح ذلك ففي قراءة أبي )9( وعبد ا بن‬ ‫عباس : ) ويقول الراسخون في العلم آمنا به ( )01( . وفي‬ ‫قراءة ابن مسعود : ) إن تأويله إل عند ا ( )11( . وهذه‬ ‫القراءات احتج بها العلماء لهذا القول وهو استدلل صحيح -‬ ‫21)(‬ ‫التفسير الكبير 7 / 351‬ ‫1)(‬ ‫البحر 2 / 583‬ ‫2)(‬ ‫التقان 2 / 3‬ ‫3)(‬ ‫فتح القدير 1 / 713‬ ‫4)(‬ ‫روح المعاني 3 / 78‬ ‫5‬ ‫)( العدة في أصول الفقه 2 /096‬ ‫6‬ ‫)( ابن النجار محمد بن أحمد الفتوحي الحنبلي ، ) ت :279 هـ‬ ‫( شرح الكوكب المنير 2 /051‬ ‫7)(‬ ‫التحرير شرح التحبير 3 / 8041‬ ‫8)(‬ ‫معالم السنن ) 7 / 521 ( .‬ ‫9‬ ‫)( نقلها ابن جرير 3 / 281 – 381 والبغوي 2 / 01 وابن‬ ‫الجوزي 1 / 781 وغيرهم .‬ ‫01‬ ‫)( وسندها عن ابن عباس على شرط الشيخين فقد رواها عبد‬ ‫الرزاق في تفسيره 1 / 383 رقم ) 773 ( من طريق معمر‬ ‫عن ابن طاوس عن أبيه ورواها أيضا الحاكم 2 / 982‬ ‫والطبري 3 / 281 و الداني في المكتفى صـ 591 – 691 مع‬ ‫قصة . وينظر الدر 2 / 6‬ ‫41‬
  • 15. ‫51‬ ‫وإن لم تكن متواترة - فإنها على أقل الحوال كالتفسير الثابت‬ ‫عن كبار الصحابة ولذا قال الحافظ ابن حجر والسيوطي في‬ ‫قراءة ابن عباس :‬ ‫) أقل درجاتها أن تكون خبرا بإسناد صحيح إلى ترجمان القرآن‬ ‫فيقدم قوله في ذلك على من دونه ( اهـ )1( .‬ ‫ول شك عندي أنها أقوى من التفسير لنها خبر صحيح عن قراءة‬ ‫صحابة أجلء علماء ، فهم قد تلقوا ذلك ... وفي الية قرائن‬ ‫تدل على أن ا سبحانه منفرد بعلم تأويل المتشابه )2( منها :‬ ‫أنه تعالى ذم متبعي المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء معرفة‬ ‫تأويله . فلو كان ابتغاءهم تأويله ممدوحا ما ذمهم بذلك ثم‬ ‫سكت عن التفصيل في موضع يحتاج الخلق فيه للبيان .‬ ‫وهذه الية الكريمة مفصلة لحكم صنفين من المسلمين ،‬ ‫الراسخون في العلم ، وغيرهم ، فأهل الرسوخ أخبر ا عن‬ ‫مقالته أنهم يقولون : ) آمنا به كل من عند ربنا ( . فالمحكم‬ ‫والمتشابه من عند ربنا ونحن نؤمن بهما . و لن المعنى على‬ ‫)3(‬ ‫الوقف على : ) إل ا ( أظهر إعرابا وأقيس في العربية‬ ‫فـ) الراسخون في العلم ( مبتدأ خبره :‬ ‫) يقولون آمنابه ( كما تقدم . وهذا العراب هو الظاهر وإن‬ ‫جعلت الواو عاطفة فـ‬ ‫‪ ‬يقولون ‪ ‬حال ، وقيل : خبر والمبتدأ محذوف ) 4 ( .‬ ‫قالوا : ولم يقل ا تعالى ) والراسخون في العلم يقولون‬ ‫علمنا به ( . وجرى هذا مجرى قول القائل : ما يعلم ما في‬ ‫11‬ ‫)( أخرجها ابن أبي داود في المصاحف صـ 59 وذكرها ابن‬ ‫جرير على وجه الجزم : 3 / 281‬ ‫1)(‬ ‫فتح الباري 8 / 012 و التقان 2 / 4‬ ‫2)(‬ ‫الروضة لبن قدامة صـ 86‬ ‫3‬ ‫)( ينظر : تفسير البغوي 2 / 01 و البحر 2 / 483 و التحرير‬ ‫شرح التحبير للمرداوي 3 / 4141‬ ‫4‬ ‫)( إعراب القرآن لبن النحاس 1 /653 والبحر 2 /483‬ ‫51‬
  • 16. ‫61‬ ‫البيت إل زيد وعمرو يقول: آمنا به . ومعناه أنه مصدق له ، ول‬ ‫يقتضي مشاركته في العلم بما في البيت ) 1 ( .‬ ‫القول الثاني :‬ ‫أن يصل القارئ ثم يقف على قوله تعالى : } والراسخون في‬ ‫العلم { وعليه فالراسخون في العلم يعلمون تأويل المتشابه‬ ‫ويقولون آمنا به ، وهم بذلك داخلون في الستثناء . وهذا قول‬ ‫)2(‬ ‫مجاهد ورواه عن ابن عباس قال : )) أنا ممن يعلم تأويله ((‬ ‫وبه قال : محمد بن جعفر بن الزبير والربيع بن أنس و ابن قتيبة‬ ‫وعلي بن سليمان الخفش وأبو سليمان الدمشقي واختاره‬ ‫أيضا : الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقه وابن‬ ‫الحاجب والنووي ) 3 ( .‬ ‫وقد نسب القول به إلى طائفة يسيرة من أهل السنة) 4 ( . و‬ ‫تكلم في صحة هذا القول عن مجاهد ، قال ابن الجوزي : قال‬ ‫ابن النباري : ) الذي روى هذا القول عن مجاهد ابن أبي نجيح‬ ‫1‬ ‫)( العدة لبي يعلى 2 / 096 وشرح الكوكب المنير لبن‬ ‫النجار 2 /051‬ ‫2 )(‬ ‫تفسير الطبري 2 / 302‬ ‫3‬ ‫)( ينظر :) القطع ص 312 و الفقيه والمتفقه 1 / 36 و زاد‬ ‫المسير 1 / 453 و شرح صحيح مسلم 61 /434 والتقان 2 /‬ ‫2-3 وتنبيه الغافلين 521 – 621 ( .‬ ‫4‬ ‫)( المصادر السابقة .‬ ‫61‬
  • 17. ‫71‬ ‫) 1 ( ول تصح رواية التفسير عن مجاهد ( اهـ . ) 2 ( وعزي هذا‬ ‫)4(‬ ‫القول إلى أكثر المتكلمين ) 3 ( . ونصره أبو البقاء العكبري .‬ ‫كما عزي إلى ابن عطية ) 5 ( ، وقد فصل في تفسيره في‬ ‫المسألة ، واختار أنه ل يعلمه على الكمال إل ا تعالى ، وقال‬ ‫: ) هذه المسألة إذا تأملت قرب الخلف فيها من التفاق ، وذلك‬ ‫أن ا تعالى قسم آي الكتاب قسمين : - محكما و متشابها –‬ ‫فالمحكم هو المتضح المعنى لكل من يفهم كلم العرب ل‬ ‫يحتاج فيه إلى نظر ، و ل يتعلق به شيء يلبس ، ويستوي في‬ ‫علمه الراسخ وغيره ، والمتشابه يتنوع ، فمنه ما ل يعلم البتة ،‬ ‫)( عبد ا بن أبي ن جيح واسمه : يسار الثقفي المكي مولى‬ ‫َ ِ‬ ‫الخنس بن شريق الثقفي المكي سمع مجاهدا وطاووسا ،‬ ‫روى له الجماعة ، وهو من الثقات ، وثقه ابن معين ، وأحمد ،‬ ‫و أبو حاتم ، والنسائي . و قد رمي بالقدر ، و‬ ‫و أبوزرعة ،‬ ‫وصف بالتدليس .‬ ‫و روايته للتفسير عن مجاهد اختلف فيها : فسفيان ابن عيينة‬ ‫يقول : ) تفسير مجاهد لم يسمعه من إنسان إل من القاسم‬ ‫ابن أبي بزة ( . تاريخ يحيى بن معين : ) ترجمة :624 ( . و‬ ‫يحيى القطان يقول : ) لم يسمع التفسير كله من مجاهد‬ ‫،سمع بعضه من القاسم ابن أبي بزة ( . ) ت : 231 هـ (‬ ‫وقيل : ) ت : 131 هـ ( ، ) طبقات ابن سعد 5 / 384 ،‬ ‫وتاريخ الدوري عن ابن معين 2 / 433 ، و الجرح والتعديل 5‬ ‫/ ترجمة 794 والثقات لبن حبان 7 / 5 ، و تهذيب الكمال :‬ ‫61 / 512 – 812 ، وميزان العتدال 2 / 555 وسير أعلم‬ ‫النبلء 6 / 521 ومراسيل العلئي : ترجمة 604 وتهذيب‬ ‫التهذيب 6 / 45 ( .‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫)(‬ ‫زاد المسير الموضع السابق .‬ ‫3‬ ‫)( التفسير الكبير للرازي 7 / 351 والبحر المحيط 2 /483‬ ‫قد قيل : هو قول عامة المتكلمين : شرح الكوكب المنير 1 /‬ ‫551‬ ‫4‬ ‫)( أملء ما من به الرحمن 1 /421 وشرح الكوكب المنير 2 /‬ ‫351‬ ‫5‬ ‫)(‬ ‫البحر المحيط 2 /483 -583‬ ‫71‬
  • 18. ‫81‬ ‫كأمر الروح ، و آماد المغيبات التي قد أخبر ا بوقوعها إلى‬ ‫سائر ذلك ، ومنه ما يحمل على وجوه في اللغة ، و مناح في‬ ‫كلم العرب ، فيتأول تأويله المستقيم ( اهـ ) 1 ( . قلت : هذا‬ ‫حسن في الظاهر لكن دخل من بعضه أبوابه أهل الكلم‬ ‫والمبتدعة ،بتأويلت اخترعوها لم يقلها السلف ، وهي درجات‬ ‫في الخطأ والبدعة . ...‬ ‫واحتجوا بأدلة :‬ ‫1 - أن الخطاب بما ل يعلم معناه بعيد . وأجاب الولون عن‬ ‫الدليل الول :‬ ‫بأن ا تعالى يجوز أن يكلفهم اليمان بما ل يطلعون على‬ ‫تأويله ، ليختبر طاعتهم ، قالوا كما اختبرهم بالحروف المقطعة‬ ‫مع أنه ل يعلم معناها ) 2 ( على الصحيح .‬ ‫2- أنه لو لم يكن الراسخون يعلمون تأويله لم يكن لهم‬ ‫فضيلة على غيرهم ، لن الجميع يقولون آمنا به . و أجابوا عن‬ ‫الثاني : بأن المزية ثابتة لهم بمعرفة غيره من الحكام فهم‬ ‫راسخون في العلم لمعرفتهم معاني المحكم ، وعملهم بما‬ ‫علموا ، و تورعهم عن القول فيما ل يعلمون .‬ ‫3 - أن ذلك يفضي إلى أن يتعبد بالشيء المجهول . و أجابوا‬ ‫عن هذا : بأن التعبد بالشيء المجهول غير ممتنع كما تعبدنا‬ ‫باليمان بالملئكة وبالرسل وإن لم نعرف جميعهم وتعبدنا‬ ‫باليمان بالكتب وإن لم نعرف ما فيها .‬ ‫4 - ولن ا لم ينزل في كتابه شيئا إل وقد جعل للعلماء‬ ‫)3(‬ ‫طريقا إلى معرفته .‬ ‫1‬ ‫)(‬ ‫المحرر الوجيز 1 /404‬ ‫2‬ ‫)(‬ ‫شرح الكوكب 1 /551-651‬ ‫3‬ ‫)( العدة لبي يعلى الموضع السابق والفقيه والمتفقه‬ ‫الموضع السابق وتفسير القرطبي 2 /782 و ابن كثير 1 /‬ ‫553‬ ‫81‬
  • 19. ‫91‬ ‫و أجابوا عن هذا : بأن ا تعالى أنزل أشياء وليس إلى‬ ‫معرفتها سبيل كمعرفة كنه صفاته سبحانه وكيفيات أفعاله وغير‬ ‫)1(‬ ‫ذلك وهذا الخير بمعنى الدليل الول .‬ ‫ومن الدلة التي ذكرت لهذا القول قوله تعالى :} تبيانا لكل‬ ‫شئ { ) 2 ( قالوا على قولكم ليس في القرآن بيان المشكل .‬ ‫وهذه الية يجاب عنها بالجواب المشهور وأنها ل تقتضي جميع‬ ‫الشياء كما قال تعالى:} وأوتيت من كل شئ { ) 3 ( . ولم تؤت‬ ‫مثل ذكر الذكر ولحيته ول ما أوتي سليمان في ملكه ، وهذا‬ ‫)4(‬ ‫معروف في لغة العرب فل يطول بتفصيله .‬ ‫ومن الدلة التي ذكرت لهذا القول قول الزركشي :‬ ‫) إن الكل قائلون به لننا لم نر المفسرين إلى هذه الغاية‬ ‫توقفوا عن شئ من القرآن فقالوا متشابه بل أمروه على‬ ‫)5(‬ ‫التفسير حتى فسروا الحروف المقطعة ( اهـ .‬ ‫وقد يجاب عن هذا اليراد : بأن العلماء وإن كانوا لم يتركوا آية‬ ‫من القرآن إل وتكلموا عليها إل أنه ل يعلم أي الوجوه المحتملة‬ ‫هو الحق إل ا فتعيين المراد من هذه الوجوه ل يعلمه إل ا‬ ‫قال الوزير الصالح المام عون الدين يحيى بن هبيرة : ) ما من‬ ‫آية من القرآن إل وقد فسرها العلماء ، لكن ل يعلم المراد‬ ‫1‬ ‫)(‬ ‫ينظر المصادر السابقة وروضة الناظر 1 /781‬ ‫2‬ ‫)(‬ ‫النحل - 98‬ ‫3‬ ‫)(‬ ‫النمل -32‬ ‫4‬ ‫)( ينظر العدة 2 / 296 و أصول الفقه لبي الوفاؤ ابن عقيل‬ ‫4 / 81‬ ‫5‬ ‫)(‬ ‫البرهان 2 /202‬ ‫91‬
  • 20. ‫02‬ ‫من تلك الوجوه المحتملة إل ا ( اهـ .‬ ‫الختصار .‬ ‫وأعظم أسباب اختلف العلماء في هذه المسألة مبني على‬ ‫اختلفهم في المحكم والمتشابه وأي شئ أريد بهما ) 1 ( . وذلك‬ ‫للشتراك اللفظي في لفظ التأويل ) 2 ( .‬ ‫ومن العلماء من فصل في هذا المقام ، وقال التأويل يطلق‬ ‫في القرآن ويراد به معنيان‬ ‫أحدهما :‬ ‫التأويل بمعنى حقيقة الشيء التي يؤول إليها أي يرجع إليها ،‬ ‫ومنه قوله تعالى: ‪ ‬هذا تأويل رؤياي من قبل ‪ ‬و قوله تعالى: ‪‬‬ ‫هل ينظرون إل تأويله ‪ ‬أي حقيقة ما أخبروا به من أمر المعاد ،‬ ‫فعلى هذا الوقف على } إل ا { لن حقائق المور ل يعلمها‬ ‫على الجلية إل ا.‬ ‫ويرد التأويل بمعنى التفسير والبيان ، كما قال تعالى : } نبئنا‬ ‫بتأويله( يعني تفسيره ، فالوقف على هذا على : ) الراسخون‬ ‫في العلم ( لنهم يعلمون ما خوطبوا به على هذا العتبار ) 3 ( .‬ ‫وعلى هذا إن حمل المتشابه على ما استأثر ا بعلمه كوقت‬ ‫قيام الساعة ونحو ذلك فالوقف على : ) إل ا ( ، وإن حمل‬ ‫على ما ل يتضح معناه إل بمزيد فحص فالوقف على قوله :‬ ‫)6(‬ ‫بشيء من‬ ‫6‬ ‫)( ذيل طبقات الحنابلة لبن رجب 1 /272 . وابن هبيرة‬ ‫عون الدين يحيى بن هبيرة وزير صالح مشهور بالفقه والزهد‬ ‫كان ينفق على أهل العلم ويجالسهم ويراجعهم سائل الفقه‬ ‫وكان أول أمره فقيرا وله كتاب مشهور شرح به الصحيحين‬ ‫وهو الفصاح عن معاني الصحاح مطبوع ،. أثنى عليه العلماء‬ ‫. ومنهم ابن الجوزي الثناء الكثير ترجمته في : ) ذيل الطبقات‬ ‫1 / 152 – 982 (.‬ ‫1‬ ‫)(‬ ‫فتح القدير 1 /713‬ ‫2‬ ‫)( مجموع الرسائل الكبرى لشيخ السلم 2 /71‬ ‫)( تفسير ابن كثير 1 /553 وينظر ما قاله في هذا شيخ‬ ‫السلم في الفتاوى 61 /822 الطبعة الجديدة لمكتبة‬ ‫العبيكان 8141 هـ‬ ‫ومجموع الرسائل الكبرى 6/1 وما بعدها‬ ‫3‬ ‫02‬
  • 21. ‫12‬ ‫} والراسخون في العلم { ) 1 ( . لكن هذا التنويع هنا نظري ل‬ ‫عملي بمعنى أن الوقف ل بد فيه من ترجيح أحد الوجهين‬ ‫وكذلك المعنى . وهل يعقل أن يقول عالم من علماء‬ ‫المسلمين إن الراسخين في العلم يعلمون ما استأثر ا بعلمه‬ ‫؟ ، أو يعلمون وقت قيام الساعة ونحو ذلك ؟ هذا معلوم ،‬ ‫ولكن يقال : من فهم من معنى التأويل التفسير ، جعل الوقف‬ ‫على : ) إل ا ( ومن فهم من معنى : التأويل : الحقيقة التي‬ ‫يؤول الكلم إليها ، فهو يقف عند قوله : ) والراسخون في العلم‬ ‫(.‬ ‫ولكن نسبة ذلك إلى السلف فيه تحكم فإن من قال بذلك من‬ ‫السلف لم يقولوا قلنا بالوقف على : ) إل ا ( ، لننا نرى أن‬ ‫معنى التأويل : ينصرف إلى الحقيقة التي استأثر ا بعلمها ل‬ ‫بمعنى التفسير ، لنه قد اشتهر في كلمهم إطلق التأويل على‬ ‫المعنى والتفسير فيمكن أن يكونوا فهموا من التأويل :‬ ‫التفسير والبيان أو الحقيقة التي يؤول إليها الشيء‬ ‫و قد ثبت عندنا اختيارهم الوقف على : ) إل ا ( ، وأنه ل يعلم‬ ‫تأويل المتشابه إل ا‬ ‫وقيل إن الخلف في ذلك لفظي ، فإن من قال :‬ ‫الراسخون في العلم يعلمون تأويله أراد به أنه يعلم ظاهره ل‬ ‫حقيقته ومن قال ل يعلم أراد به ل يعلم حقيقته وإنما ذلك‬ ‫:‬ ‫إلى ا تعالى ) 2 ( .‬ ‫ويقول شيخ السلم ابن تيمية رحمه ا تعالى :‬ ‫) لم يقل في المتشابه ل يعلم تفسيره ومعناه إل ا ، وإنما‬ ‫:‬ ‫قال : } وما يعلم تأويله إل ا { وهذا هو فصل الخطاب بين‬ ‫المتنازعين في هذا الموضع ، فإن ا أخبر أنه ل يعلم تأويله إل‬ ‫هو ، والوقف هنا كما دل عليه أدلت كثيرة ...... ولكن لم ينف‬ ‫علمهم بتفسيره .... وا ورسوله إنما ذم متبعي المتشابه ابتغاء‬ ‫الفتنة وابتغاء تأويله ، فأما من تدبر المحكم والمتشابه كما‬ ‫1‬ ‫)(‬ ‫تنبيه الغافلين 521 -621‬ ‫2‬ ‫)( المفردات في غريب القرآن للراغب ص 552 وشرح‬ ‫الكوكب المنير 2/ 351‬ ‫12‬
  • 22. ‫22‬ ‫أمره ا وطلب فهمه ومعرفة معناه فلم يذمه ا تعالى ... (‬ ‫اهـ . باختصار ) 1 ( .‬ ‫وفي المسألة مذهبان آخران غير مشهورين وهما ضعيفان‬ ‫الول منهما :‬ ‫أن الوقف على } إل ا { ويعلمه الراسخون ، وإنما امتنع‬ ‫العطف لمخالفة علم ا لعلم‬ ‫الراسخين ) 2 ( .‬ ‫والقول الثاني : القول بالوقف فل يجزم بأحد هذه القوال‬ ‫لتعارض الدلة ) 3 ( . ومعلوم أن هذا القول ل يمكن العمل به‬ ‫في الوقف ، لنه إن وصل فقد عطف الراسخين في العلم و‬ ‫أشركهم مع ا تعالى في معرفة تأويل المتشابه . فإن وصل‬ ‫القارئ ووقف على قوله تعالى : } آمنا به { فالوقف عليها‬ ‫صالح كمــا قاله صاحب المرشد فأنه قال :‬ ‫)4(‬ ‫) الوقف على ‪ ‬آمنا به ‪ ‬صالح على المذهبين ( اهـ .‬ ‫والراجح أن الخلف في الصل ليس بلفظي لن المتشابه‬ ‫مختلف في المراد به وعلى هذا الخلف ينبني الخلف في‬ ‫الوقف كما تقدم .‬ ‫و قول أكثر العلماء- وهو أن الوقف على لفظ الجللة .. -‬ ‫أصح ، وهذا القول يؤيده ظاهر النظم القرآني ، و الدلة التي‬ ‫تقدمت عند ذكره قوية ، ولو لم يكن فيها إل القراءات الثابتة‬ ‫عن الصحابة لكان فيها دللة قوية على ترجيحه ، فكيف وقد‬ ‫انضاف إلى ذلك غيرها مما تقدم ، هذا مع أنه لم يثبت عن‬ ‫الصحابة غيره .‬ ‫1‬ ‫)(‬ ‫مجموع الرسائل الكبرى 2 /9‬ ‫2‬ ‫)( عزي هذا إلى أبي إسحاق الشيرازي الشافعي والسهيلي‬ ‫عبدالرحمن بن عبد ا الضرير ، ) ت :185 هـ( شرح الكوكب‬ ‫الموضع السابق‬ ‫3‬ ‫)( عزي إلى القفال الشاشي ينظر : البحر المحيط للزركشي‬ ‫: 3 / 6401 و التحرير للمرداوي 3 / 2141 وشرح الكوكب‬ ‫المنير 2/ 351‬ ‫4‬ ‫)(‬ ‫المقصد ص 22‬ ‫22‬
  • 23. ‫32‬ ‫ورواية مجاهد عن ابن عباس معارضة برواية طاووس وهي‬ ‫أصح كما قاله السيوطي ) 1 ( بل حكى المام أبو المظفر‬ ‫السمعاني) 2 ( أن الصحيح رواية طاووس وتقدم قول ابن‬ ‫النباري في ذلك وتضعيفه لرواية ذلك عن مجاهد نفسه .‬ ‫وبينت أنه مسبوق إلى الطعن في رواية ابن أبي نجيح التفسير‬ ‫عن مجاهد ، ولكن الراجح أنها صحيحة لن ابن أبي نجيح ثقة‬ ‫و إن كان سمعه من القاسم بن أبي بزة ، فالقاسم ثقة أيضا‬ ‫)3( ، فقد علمنا الواسطة بينه وبين مجاهد في التفسير ، فيكون‬ ‫قد دلسه عن القاسم بن أبي بزة ، فإن ابن أبي نجيح معدود‬ ‫في المدلسين كما تقدم ، لكننا في هذا الموضع نرجح رواية‬ ‫طاووس إذ لم يكتنفها ما اكتنف رواية مجاهد من طريق ابن‬ ‫أبي نجيح . وقال المام السمعاني أيضا في كتابه قواطع الدلة‬ ‫: ) ونقل بعضهم ذلك عن مجاهد ول أعلم تحققه ( اهـ . بل زاد‬ ‫على ذلك بأن جعل قول بعض العلماء في اختيار هذا الوقف‬ ‫كبوة من كبوات الجواد ) 4 ( ؟. كذا قال رحمه ا تعالى ، ول‬ ‫يبلغ المر ذلك ، ويزاد على هذه الدلة ، ما ورد عن النبي صلى‬ ‫ا عليه وسلم ففي الصحيحين عن النبي صلى ا عليه وسلم‬ ‫من رواية عائشة رضي ا عنها قالت :‬ ‫1‬ ‫)(‬ ‫التقان 2 /3‬ ‫2‬ ‫)( أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني‬ ‫المام تقدم صـ 18‬ ‫3‬ ‫)( القاسم بن أبي بزة واسمه نافع ويقال يسار ويقال نافغ بن‬ ‫يسار المكي أبو عبد ا ويقال أبو عاصم القارئ مولى عبد‬ ‫ا بن السائب المخزومي قيل إن أصله من همذان روى عن‬ ‫أبي الطفيل وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وعنه ابن جريج‬ ‫وشعبة وجمع . وثقه ابن معين والعجلي والنسائي . وروى له‬ ‫الجماعة : ت : 411 هـ وقيل 511 هـ وقيل : 521 هـ . قال‬ ‫المزي : ) والول أصح ( ا هـ . ) الجرح والتعديل 7 / الترجمة‬ ‫796 و تهذيب الكمال : 32 / 833 والكاشف : 3054 وفي‬ ‫التقريب : ثقة : ) 2 / 611 (‬ ‫4‬ ‫)(‬ ‫قواطع الدلة في الصول للسمعاني 1 /562‬ ‫32‬
  • 24. ‫42‬ ‫ْ َ َ‬ ‫) تل رسول ا صلى ا عليه وسلم هذه الية : ‪ ‬ه و ا لّ ذي أ َ ن ز ل‬ ‫ُ َ ِ‬ ‫َ َ ُ َُ َ ِ َ ٌ‬ ‫ع ل ي ك ا ل ك تا ب م ن ه آ يا ت م ح ك ما ت ه ن أ ُ م ا لْ ك تا بِ و أ ُ خ ر م ت شا ب ها ت‬ ‫َِ‬ ‫ََْ َ ْ َِ َ ِْ ُ َ ٌ ُ ْ َ َ ٌ ُ ّ ّ‬ ‫ُُ ِ ِ ْ َْ ٌ ََِّ ُ َ َ َ َ َ َ ِْ ُ ِْ َ َ ْ َِْ ِ‬ ‫ف أ ما ا ل ذي ن في ق لو ب ه م ز ي غ ف ي ت ب عو ن ما ت شا ب ه م ن ه ا ب ت غا ء ا ل ف ت ن ة‬ ‫ََ ّ ّ ِ َ ِ‬ ‫ْ ِْ ِ‬ ‫وا ب ت غا ء ت أ وي ل ه و ما ي ع ل م ت أ وي ل ه إل ال ل هُ وال را س خو ن في ا ل ع ل م‬ ‫ّ َ ّ ِ ُ َ ِ‬ ‫َ ِْ َ َ َْ ِ ِ ِ َ َ َ َْ ُ َْ ِ َ ُ ِ‬ ‫ي قو لو ن آ م نا ب ه ك ل م ن ع ن دِ ر ب نا و ما ي ذ ك ر إل أو لو ا ل َل با ب( ) آل‬ ‫ْ َْ ِ‬ ‫َ ُ ُ َ َّ ِ ِ ُ ّ ِ ْ ِْ ََّ َ َ َ ّ ّ ُ ِ ُ ُ‬ ‫عمران:7(‬ ‫‪ ‬قالت قال رسول ا صلى ا عليه وسلم :‬ ‫) فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى ا‬ ‫)1(‬ ‫فاحذرهم ( اهـ‬ ‫)2(‬ ‫.‬ ‫فهذا الحديث دال على ذم متبعي المتشابه كالية‬ ‫وذلك يدل على مدح من فوضوا علم المتشابه إلى ا تعالى ،‬ ‫وقد توسع السيوطي رحمه ا تعالى ، بعض التوسع في ذكر‬ ‫أحاديث ، وآثار بهذا المعنى تراجع في كتابه ، وهي دالة كهذا‬ ‫)3(‬ ‫الحديث على ترجيح قول الجماهير .‬ ‫ومعلوم أن القائلين من أهل السنة والجماعة بالقول الخر ،‬ ‫ل يقصدون بعلم الراسخين للمتشابه أنهم يعلمون ما استأثر ا‬ ‫بعلمه كوقت قيام الساعة ونحو ذلك . ولكن يبقى أمور من‬ ‫المتشابه عند بعض العلماء كالحروف المقطعة ، وبعض اليات‬ ‫المتعارضة في الظاهر التي يختلفون في الجمع بينها ول يوجد‬ ‫مرجح ينقطع به النزاع ، ونحو ذلك .‬ ‫و هذه الية من اليات التي ينبغي على كل طالب علم أن يمعن‬ ‫النظر في أقوال السلف ثم الئمة المحققين في بيان معناها ،‬ ‫فإن المبتدعة قد أكثروا من الستدلل بها .‬ ‫والكلم عليها ل بد فيه من بيان معنى المحكم والمتشابه ،‬ ‫ومعنى التأويل فل يصلح أن نهمل ذكره هنا لمسيس الحاجة‬ ‫1‬ ‫)( صحيح البخاري مع فتح الباري كتاب التفسير : سورة آل‬ ‫عمران ، باب منه آيات محكمات رقم 7453 ج 8 /902‬ ‫وصحيح مسلم مع شرح النووي كتاب العلم : باب النهي عن‬ ‫اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه رقم 7176 ج 61 /‬ ‫334 –434 والمسند 6 / 84 و 652‬ ‫2‬ ‫)(‬ ‫فتح الباري الموضع السابق والتقان 2 /3‬ ‫3‬ ‫)(‬ ‫التقان 2 /3 –4 .‬ ‫42‬
  • 25. ‫52‬ ‫إليه . وقد انجر الكلم على معنى الية من باب إيضاح المثال‬ ‫المذكور قبل في الوقف .‬ ‫قال المام الطبري :‬ ‫) وأما المحكمات فإنهن اللواتي قد أحكمن بالبيان والتفصيل ،‬ ‫وأثبتت حججهن ، وأدلتهن على ما جعلن أدلة عليه من حلل ،‬ ‫وحرام ، ووعد ، ووعيد وثواب ، وعقاب ، وأمر وزجر ، وخبر ،‬ ‫ومثل ، وعظة ، وعبر ، وما أشبه ذلك ، ثم وصف جل ثناؤه‬ ‫هؤلء اليات المحكمات بأنهن هن أم الكتاب ، يعني بذلك أنهن‬ ‫أصل الكتاب الذي فيه عماد الدين ، والفرائض ، والحدود ،‬ ‫وسائر ما بالخلق إليه الحاجة من أمر دينهم ، وما كلفوا من‬ ‫الفرائض في عاجلهم ، وآجلهم ، وإنما سماهن أم الكتاب ،‬ ‫لنهن معظم الكتاب وموضع مفزع أهله عند الحاجة إليه ،‬ ‫وكذلك تفعل العرب تسمي الجامع معظم الشيء أما له ،‬ ‫فتسمي راية القوم التي تجمعهم في العساكر أمهم ، والمدبر‬ ‫)1(‬ ‫معظم أمر القرية والبلدة أمها ( اهـ .‬ ‫وقال أيضا : ) وأما قوله : ) متشابهات ( . فإن معناه متشابهات‬ ‫و ُ ِ ِ‬ ‫في التلوة مختلفات في المعنى كما قال جل ثناؤه : ) أ ُ توا ب ه‬ ‫َ‬ ‫م ت شا بها () البقرة: من الية 52(( . يعني في المنظر مختلفا في‬ ‫َُ َ ِ‬ ‫المطعم وكما قال مخبرا عمن أخبر عنه من بني إسرائيل أنه‬ ‫قال : ) إ ِ ن ا ل ب ق ر ت شا ب ه ع ل ي نا( ) البقرة:07( ( يعنون بذلك‬ ‫ّ َْ َ َ َ َ َ َ َََْ‬ ‫تشابه علينا في الصفة ، وإن اختلفت أنواعه ، تأويل الكلم إذا ،‬ ‫إن الذي ل يخفى عليه شيء في الرض ، ول في السماء ، هو‬ ‫الذي أنزل عليك يا محمد القرآن ، منه آيات محكمات ، بالبيان‬ ‫هن أصل الكتاب الذي عليه عمادك وعماد أمتك في الدين ،‬ ‫وإليه مفزعك ، ومفزعهم ، فيما افترضت عليك وعليهم من‬ ‫شرائع السلم ، وآيات أخر هن متشابهات في التلوة مختلفات‬ ‫)2(‬ ‫في المعاني ( .‬ ‫و التأويل لغة : ) تفسير الكلم الذي تختلف معانيه ، ول يصح إل‬ ‫ببيان غير لفظه ( . ذكره الزهري وبدأ به )3( . وقيل : أصل‬ ‫التأويل من آل الشيء يؤول إلى كذا أي رجع وقال ثعلب:‬ ‫1)(‬ ‫تفسير الطبري 3 / 071‬ ‫2)(‬ ‫تفسير الطبري 3 / 271‬ ‫52‬
  • 26. ‫62‬ ‫التأويل والتفسير بمعنى واحد ، ويقال لعبارة الرؤيا : تأويل.‬ ‫)1( والتأويل المراد في الية إما التفسير وإما الحقيقة التي يؤول‬ ‫المر إليها .‬ ‫قال شيخ السلم ابن تيمية : ) قد ذكرنا في غير موضع ، أن‬ ‫لفظ التأويل في القرآن يراد به ما يؤول المر إليه ، وإن كان‬ ‫موافقا لمدلول اللفظ ومفهومه في الظاهر ، ويراد به تفسير‬ ‫الكلم وبيان معناه ، وإن كان موافقا له وهو اصطلح‬ ‫المفسرين المتقدمين كمجاهد وغيره ، ويراد به صرف اللفظ‬ ‫عن الحتمال الراجح إلى الحتمال المرجوح لدليل يقترن بذلك‬ ‫. وتخصيص لفظ التأويل بهذا المعنى إنما يوجد في كلم بعض‬ ‫المتأخرين فأما الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر أئمة‬ ‫المسلمين كالئمة الربعة وغيرهم فل يخصون لفظ التأويل‬ ‫بهذا المعنى بل يريدون بالتأويل المعنى الول أو الثاني ولهذا‬ ‫لما ظن طائفة من المتأخرين أن لفظ التأويل في القرآن‬ ‫والحديث في مثل قوله تعالى : ) وما يعلم تأويله إل ا‬ ‫والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ( . أريد‬ ‫به هذا المعنى الصطلحي الخاص واعتقدوا أن الوقف في‬ ‫الية عند قوله ) وما يعلم تأويله إل ا (. لزم من أن‬ ‫يعتقدوا أن لهذه اليات والحاديث معاني تخالف مدلولها‬ ‫المفهوم منها وأن ذلك المعنى المراد بها ل يعلمه إل ا ، ل‬ ‫يعلمه الملك الذي نزل بالقرآن وهو جبريل ول يعلمه محمد‬ ‫)2(‬ ‫صلى ا عليه وسلم ول غيره من النبياء ( اهـ‬ ‫وقال : ) لفظ التأويل مجمل يراد به ما يؤول إليه الكلم فتأويل‬ ‫الخبر نفس المخبر عنه وتأويل أسماء ا وصفاته المقدسة‬ ‫3‬ ‫)( تهذيب اللغة : 51 / 954 و لسان العرب 1 / 462 مادة :‬ ‫أول .‬ ‫1‬ ‫)( لسان العرب 1 / 462 مادة : أول . وينظر مجمل اللغة :‬ ‫1 / 701 و تاج العروس 7 / 512 وقيل من اليالة وهي‬ ‫السياسة : كأن المؤول للكلم ساس الكلم ووضع المعنى فيه‬ ‫موضعه : التقان 2 / 9811‬ ‫2)(‬ ‫درء تعارض العقل والنقل 1 / 41‬ ‫62‬
  • 27. ‫72‬ ‫بمالها من صفات الكمال ويراد بالتفسير التأويل وهو بيان‬ ‫المعنى المراد وإن لم نعلم كيفيته وكنهه كما أنا نعلم أن في‬ ‫الجنة خمرا ولبنا وماء وعسل وذهبا وحريرا وغير ذلك وإن كنا ل‬ ‫نعرف كيفية ذلك ويعلم أن كيفيته مخالفة لكيفية الموجود في‬ ‫الدنيا ويراد بلفظ التأويل صرف اللفظ عن الحتمال الراجح‬ ‫إلى الحتمال المرجوح وهذا ل يوجد الخطاب به إل في اصطلح‬ ‫المتأخرين وأما خطاب الصحابة والتابعين فإنما يوجد فيه‬ ‫)1(‬ ‫الولن ( . اهـ‬ ‫واستعمال التأويل بمعنى تفسير الكلم وبيان معناه والمراد‬ ‫منه ، كثير في لغة السلف ومعروف لغة ، وقد سمى الطبري‬ ‫كتابه : ) جامع البيان عن تأويل القرآن ( ، وأكثر فيه من‬ ‫استعمال كلمة تأويل ، مريدا بها معنى الكلم وتفسيره .‬ ‫وممن يستعمل التأويل بمعنى التفسير من مشهوري العلماء‬ ‫المتقدمين أبو عمر بن عبد البر )2( .‬ ‫ومن استعمال الصحابة للتأويل بمعنى تفسير القرآن ومعناه‬ ‫قول جابر رضي ا عنه في وصف حجة النبي صلى ا عليه‬ ‫وسلم :‬ ‫) فصلى رسول ا صلى ا عليه سلم في المسجد ثم ركب‬ ‫القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مدى‬ ‫بصري من بين يديه من راكب وماش وعن يمينه مثل ذلك وعن‬ ‫يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك ورسول ا صلى ا عليه‬ ‫وسلم بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله ، وما‬ ‫عمل به من شيء عملنا به ( اهـ )3( . فتأمل قوله في وصف‬ ‫أفعال النبي صلى ا عليه وسلم : ) وعليه ينزل القرآن وهو‬ ‫يعرف تأويله ( .‬ ‫وفي مصنف عبد الزاق عن قتادة قال : ) تسرت امرأة غلما‬ ‫لها ف ذ كرت لعمر ،فسألها ما حملك على هذا فقالت كنت أرى أنه‬ ‫ُ ِ‬ ‫1)(‬ ‫الصفدية 1 / 982 وينظر : 1 / 192‬ ‫2)(‬ ‫ينظر على سبيل المثال : التمهيد 1 / 741 و 2 / 313‬ ‫3‬ ‫)( شرح النووي على صحيح مسلم 8 / 071 والمسند 3 / 023‬ ‫ومسند الطيالسي 1 / 232 و عون المعبود 5 / 452‬ ‫72‬
  • 28. ‫82‬ ‫يحل لي ما يحل للرجال من ملك اليمين فاستشار عمر فيها‬ ‫أصحاب النبي صلى ا عليه وسلم فقالوا تأ ولت كتاب ا تعالى‬ ‫ّ‬ ‫تأويله . فقال عمر ل جرم وا ل أحلك لحر بعده أبدا ، كأنه‬ ‫)1(‬ ‫عاقبها بذلك ودرأ الحد عنها ، وأمر العبد أن ل يقربها ( .‬ ‫وقد اختلف العلماء في المحكمات والمتشابهات على أقوال :‬ ‫1- أن المحكم هو المعمول به وهو الناسخ ، والمتشابه هو‬ ‫المنسوخ المتروك العمل به . وهذا قول ابن عباس وابن‬ ‫مسعود وروي أيضا عن قتادة والربيع والضحاك وقد رواه‬ ‫الطبري عنهم . ولفظ ذلك عن ابن عباس من طريق علي بن‬ ‫أبي طلحة عنه : ) المحكمات ناسخه وحلله وحرامه وحدوده‬ ‫وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به . قال : ) وأخر متشابهات (‬ ‫والمتشابهات منسوخه ومقدمه ومؤخره وأمثاله وأقسامه وما‬ ‫يؤمن به ول يعمل به ( )2( .‬ ‫2- أن المحكم ما أحكم ا فيه من أي القرآن وقصص المم‬ ‫ورسلهم الذين أرسلوا إليهم والمتشابه ما اشتبهت ألفاظه من‬ ‫قصصهم عند التكرير في السور ، ومثل لذلك بقصة موسى‬ ‫وتكررها مع اختلف اللفاظ ، قاله بد الرحمن بن زيد )3( .‬ ‫قلت : و هذا في حقيقته - إن قبل - إنما هو تمثيل لنوع من‬ ‫المتشابه ، ول مانع من أن يكون ذلك أحد أوجه المتشابه ، لن‬ ‫ا لم يخص متشابها دون متشابه ، ولهذا ضل بهذا التشابه في‬ ‫عصرنا بعض من درس قصص القرآن الكريم ، ولم يوفق للفهم‬ ‫، فزعم أن ما في القرآن من قصص ليس حقيقة في نفسه ،‬ ‫ولهذا اختلفت عباراته من سورة إلى سورة ، و زعم أن ذلك‬ ‫قصص فني . والعياذ بالله . كما فعل صاحب رسالة : ) الفن‬ ‫)4(‬ ‫القصصي في القرآن ( .‬ ‫1‬ ‫)( مصنف عبد الرزاق ) 81821 ( ومعلوم أن قتادة لم يدرك‬ ‫عمر لكن القصة مروي معناها عن عمر من وجوه .‬ ‫2)(‬ ‫تفسير الطبري 3 / 271‬ ‫3)(‬ ‫المصدر السابق‬ ‫4‬ ‫)( هو الدكتور : محمد أحمد خلف ا . وقد نقدها : أحد‬ ‫أعضاء اللجنة الذين اشتركوا في مناقشة الرسالة وهو الستاذ‬ ‫: أحمد أمين ونشر نقده في مجلة ) ) الرسالة (( . ينظر كتاب‬ ‫82‬
  • 29. ‫92‬ ‫3- أن المحكم ما علم العلماء تأويله ، وفهموا معناه ،‬ ‫والمتشابه ما لم يكن إلى علمه سبيل مما استأثر ا بعلمه‬ ‫دون خلقه . وهذا رواه الطبري عن جابر بن عبد ا رضي ا‬ ‫عنه ورجحه وبه قال الشعبي و سفيان الثوري وغيرهم . و من‬ ‫أمثلة هذا ، وقت قيام الساعة ، و ووقت خروج يأجوج ومأجوج‬ ‫والدجال وعيسى ، والحروف المقطعة في أوائل السور، ونحو‬ ‫ذلك .‬ ‫وقد روي : أن اليهود طمعوا أن يعرفوا من قبل الحروف‬ ‫المقطعة التي في أوائل بعض السور مدة السلم وأهله‬ ‫ويعلموا نهاية أجل محمد و أمته. ورجحه القرطبي وقال : ) هذا‬ ‫أحسن ما قيل في المتشابه ( .‬ ‫4- أن المحكم ما أحكم ا بيان حلله وحرامه فلم تشتبه‬ ‫معانيه ، والمتشابه ما تشتبه معانيه وهذا قول مجاهد .‬ ‫5- أن المحكم ما لم يحتمل من التأويل إل وجها واحدا ،‬ ‫والمتشابه ما احتمل من التأويل أوجها ، قاله محمد بن جعفر‬ ‫بن الزبير وعبارته في تفسير الطبري : ) منه آيات محكمات‬ ‫فيهن حجة الرب وعصمة العباد ودفع الخصوم والباطل ، ليس‬ ‫لها تصريف ول تحريف عما وضعت عليه ، وأخر متشابهة في‬ ‫الصدق لهن تصريف وتحريف وتأويل ابتلى ا فيهن العباد كما‬ ‫ابتلهم في الحلل والحرام ل يصرفن إلى الباطل ول يحرفن‬ ‫عن الحق ( )1( .‬ ‫بلغة القرآن للستاذ محمد خضر حسين صـ 49 و مباحث في‬ ‫علوم القرآن للشيخ لمناع القطان صـ 803 .‬ ‫1)(‬ ‫تفسير الطبري 3 / 571‬ ‫92‬
  • 30. ‫03‬ ‫و هو قول ابن النباري )1( و أبي الحسن الكرخي من الحنفية‬ ‫و أبي بكر الجصاص الحنفي )3( و الواحدي ، )4( وابن عطية )5( ،‬ ‫وقال : ) إنه أحسن القوال ( اهـ .‬ ‫6- أن المحكم ما قام بنفسه ولم يحتج إلى استدلل ،‬ ‫والمتشابه ما لم يقم بنفسه واحتاج إلى نظر واستدلل ،وهذا‬ ‫القول اختاره ابن النحاس و قال :‬ ‫) أحسن ما قيل في المحكمات والمتشابهات أن المحكمات ما‬ ‫كان قائما بنفسه ، ل يحتاج أن يرجع فيه إلى غيره ، و‬ ‫المتشابهات نحو قوله تعالى ‪ ‬إن ا يغفر الذنوب جميعا ‪ ‬يرجع‬ ‫فيه إلى قوله : } وإني لغفار لمن تاب { وقوله :} إن ا ل يغفر‬ ‫أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء { النساء -84 و‬ ‫611 . وهذا يرجع عندي إلى القول بأن المحكم ما لم يحتمل‬ ‫من التأويل إل وجها – القول الذي قبله - .‬ ‫8- هو الواضح المعنى الظاهر الدللة ، إما باعتبار نفسه أو‬ ‫باعتبار غيره ، والمتشابه ما لم يتضح معناه ل باعتبار نفسه ول‬ ‫باعتبار غيره . اختاره المام الشوكاني في تفسيره وهو قريب‬ ‫من القول الذي قبله . فهذه القوال الثلثة الخيرة هكذا عدها‬ ‫حماعة من العلماء ومن تأملها علم أنها ترجع إلى قول واحد‬ ‫لكن القولين الخيرين فيهما زيادة إيضاح .‬ ‫9- أن المحكم ما كانت معاني أحكامه معقولة والمتشابه ما‬ ‫كانت معاني أحكامه غير معقولة كأعداد الصلوات واختصاص‬ ‫)6(‬ ‫الصيام بشهر رمضان دون شعبان .‬ ‫)2(‬ ‫1)(‬ ‫الوسيط للواحدي 1 / 314‬ ‫2‬ ‫)( حكاه عنه أبو بكر الجصاص ينظر : أصول الفقه للجصاص‬ ‫1 / 502‬ ‫3)(‬ ‫المصدر السابق‬ ‫4)(‬ ‫الوسيط 1 / 314‬ ‫5)(‬ ‫تفسير ابن عطية 1 / 304‬ ‫6‬ ‫)( ينظر : تفسير الطبري 171/3 -571 و إعراب القرآن لبن‬ ‫النحاس 1 /553 و الحاوي في فقه المام الشافعي للماوردي‬ ‫61 /17 -27 و البرهان 2 /991 –102 و فتح الباري 8 /012‬ ‫03‬
  • 31. ‫13‬ ‫وأرجحها في نظري القول بأن المحكم ما ل يحتمل من التأويل‬ ‫إل وجها والمتشابه ما احتمل من التأويل أوجها . لن معنى‬ ‫الحكام والتشابه لغة يدل على ذلك ولنه تعالى قال في‬ ‫وصف المحكمات : } هن أم الكتاب { . و ذلك دال على أن‬ ‫المحكمات أصل يرد إليهن غيرهن ولو يكن المحكم كذلك لما‬ ‫أمكن رد المتشابه إليه .‬ ‫وقد فصلت القول هنا في هذه الية لظهور دللتها على أهمية‬ ‫وفضل علم الوقف والبتداء ، ولشدة الحاجة لمعرفة أقوال‬ ‫العلماء فيها . و تركت التوسع أكثر في تفسيرها مراعاة لمقصد‬ ‫هذه الرسالة .‬ ‫112 و التقان 2 /2-3 وفتح القدير للشوكاني 1 /713...‬‫13‬