ولقد اشتدت حاجة القضاة في هذا العصر إلى أعوان ، ليتحقق كمال العدل ، وحفظ الحقوق على أكمل وجه ، إلا بوجودهم مع كفاءتهم - ومالا يتحقق الواجب إلا به فهو واجب سواء كانوا من الجهاز القضائي الرسمي للدولة ، أم من ذوي المهن الحرة وأهل الخبرة ؛ نظراً للتغير الكبير في أنظمـة الحيـاة ، وأوضـاع النـاس وأعرافهم ، وتعقد وتداخل مصالحهم ، والتسارع المتلاحـق للظـواهر الاجتماعيـة والاقتصادية ، تلح على الأمة المسلمة بأن تواجهها بعقـل واعٍ ، مـدرك لأصـول الشريعة ، ومستوعب لمتغيرات الحياة .