​يطرح كتاب مدخل إلى سوسيولوجيا الثقافة مجموعة من الأسئلة عن معنى الثقافة وكيف تشكّلت تاريخيًا واجتماعيًا، وكيف اختلف على تعريفها الفلاسفة وعلماء الاجتماع. ويصل الكتاب في النهاية إلى خاتمة محبطة ومفتوحة على احتمالات كالقول إن علم الاجتماع كان على مدى السنين الماضية، مصدرًا غنيًا لأساليب نفهم من خلالها المسائل الثقافية عمومًا و سوسيولوجيا الثقافة تمثّل مساهمة بالغة الأهمية لفهم طبيعة الحياة.

1. 233
*
‫نويهض‬ ‫وليد‬
‫الثقافة‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫إلى‬ ‫مدخل‬
**
‫الثقافة‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫إىل‬ ‫مدخل‬ :‫الكتاب‬ : ‫ب‬‫الكتا‬
‫هيوسون‬ ‫وجون‬ ‫إنغيلز‬ ‫ديفيد‬ : ‫ب‬‫الكات‬
‫نصري‬ ‫ملا‬ : ‫ترمجة‬
‫اغ‬ّ‫ي‬ ُ‫الص‬ ‫فايز‬ : ‫مراجعة‬
‫الدوحة/بريوت‬ : ‫النرش‬ ‫مكان‬
2013 ‫آذار/مارس‬ : ‫النرش‬ ‫تاريخ‬
‫ياسات‬ ّ‫الس‬ ‫ودراسة‬ ‫لألبحاث‬ ‫العريب‬ ‫املركز‬ : ‫رش‬‫النا‬
390 :‫الصفحات‬ ‫عدد‬
- 1 -
‫الثقافة‬‫سوسيولوجيا‬‫إىل‬‫مدخل‬‫كتاب‬‫يطرح‬
‫وكيف‬‫الثقافة‬‫معنى‬‫عن‬‫األسئلة‬‫من‬‫جمموعة‬
‫عىل‬ ‫اختلف‬ ‫وكيف‬ ،‫ا‬ً‫واجتامعي‬ ‫ا‬ً‫تارخيي‬ ‫لت‬ ّ‫تشك‬
‫الكتاب‬ ‫ويصل‬ .‫االجتامع‬ ‫وعلامء‬ ‫الفالسفة‬ ‫تعريفها‬
،‫احتامالت‬ ‫عىل‬ ‫ومفتوحة‬ ‫حمبطة‬ ‫خامتة‬ ‫إىل‬ ‫النهاية‬ ‫يف‬
‫السنني‬ ‫مدى‬ ‫عىل‬ ،‫كان‬ ‫االجتامع‬ ‫علم‬ ‫«إن‬ ‫كالقول‬
‫خالهلا‬ ‫من‬ ‫نفهم‬ ‫ألساليب‬ ‫ا‬ً‫غني‬ ‫ا‬ً‫مصدر‬ ،‫املاضية‬
،‫الثقافة‬ ‫«سوسيولوجيا‬ ‫إن‬ ‫أو‬ ،»‫الثقافية‬ ‫املسائل‬
‫احلياة‬ ‫طبيعة‬ ‫لفهم‬ ‫األمهية‬ ‫بالغة‬ ‫مسامهة‬ ‫ّل‬‫ث‬‫مت‬ ،‫ا‬ً‫م‬‫عمو‬
‫ل‬ ّ‫توص‬ ‫كيف‬ ‫هو‬ ‫والسؤال‬ .)330 ‫(ص‬ »‫البرشية‬
‫ال‬ ‫تعريفات‬ ‫عىل‬ ‫املفتوحة‬ ‫النتيجة‬ ‫هذه‬ ‫إىل‬ ‫الكتاب‬
‫وخمتلفة‬ ‫عديدة‬ ‫ا‬ً‫أنواع‬ ‫هناك‬ ‫«إن‬ ‫كالقول‬ ،‫تتناهى‬
،‫واهتامماته‬ ‫تركيزه‬ ‫له‬ ‫منها‬ ّ‫كل‬ ،‫الثقافة‬ ‫لسوسيولوجيا‬
‫بني‬ ‫التداخل‬ ‫من‬ ‫ا‬ً‫كثري‬ ،‫ذلك‬ ‫عن‬ ً‫فضلا‬ ،‫هناك‬ َّ‫وإن‬
‫الفكرية‬ ‫والعنارص‬ ‫السوسيولوجية‬ ‫األشكال‬ ‫بعض‬
.)329 ‫(ص‬ »‫الثقافية‬ ‫«للدراسات‬
‫البحث‬ ‫بطبيعة‬ ،‫شك‬ ‫دون‬ ‫من‬ ،‫حمكومة‬ ‫النتيجة‬ ‫هذه‬
،‫رموزه‬ ّ‫فك‬ ‫الكاتبان‬ ‫حاول‬ ‫الذي‬ ‫الشائك‬ ‫واحلقل‬
.‫السياسات‬ ‫ودراسة‬ ‫لألبحاث‬ ‫العريب‬ ‫املركز‬ ‫يف‬ ‫يعمل‬ ،‫لبناين‬ ‫وصحايف‬ ‫باحث‬ *
.Confronting Culture, Sociological Vistas :‫باإلنكليزية‬ ‫الكتاب‬ ‫عنوان‬ **

2. 2/ 1 ‫العدد‬
2013 ‫صيف‬ 234
‫أحدمها‬ ›‫و›املجتمع‬ ›‫‹الثقافة‬ ‫ربط‬ ‫خالل‬ ‫«من‬ ‫وذلك‬
‫مشكلة‬‫ناحية‬‫من‬›‫‹الثقافة‬‫دراسة‬‫خالل‬‫ومن‬،‫باآلخر‬
.)329 ‫(ص‬ »‫االجتامعي‬ ‫والفعل‬ ‫االجتامعية‬ ‫البنية‬
‫تعد‬ ‫«مل‬ ‫التارخيي‬ ‫املنهجي‬ ‫السياق‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫ويف‬
›‫‹الثقافة‬ ‫لـــ‬ ‫بأن‬ ‫االفرتاض‬ ‫أسرية‬ ‫السوسيولوجيا‬
‫مصادر‬ ‫عن‬ ً‫منفصلا‬ ،‫هبا‬ ‫ا‬ ًّ‫خاص‬ ‫ا‬ً‫مل‬‫عا‬ ‫ذاهتا‬ ‫بحد‬
‫األفراد‬ ‫أفكار‬ ‫فيه‬ ‫ر‬ّ‫ث‬‫تؤ‬ ‫وال‬ ‫االجتامعية‬ ‫ة‬ّ‫القو‬ ‫عالقات‬
.)330 ‫(ص‬ »‫الفعيل‬ ‫وسلوكهم‬
،‫التارخيي‬ ‫االجتامعي‬ ‫املعنى‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ،‫الثقافة‬ ‫تصبح‬
‫باملحيط‬ ‫مرتبطة‬ ‫ذاتية‬ ‫عنارص‬ ‫عىل‬ ‫حتتوي‬ ‫خاصة‬ ‫ة‬ّ‫قو‬
‫والطبقات‬ ‫القومية‬ ‫واهلوية‬ ‫الطبيعية‬ ‫والبيئة‬ ‫اجلغرايف‬
‫وغريها‬ ،‫والنقابات‬ ‫واملؤسسات‬ ‫واهليئات‬ ‫االجتامعية‬
‫والفعل‬ ‫للتأثري‬ ‫قدرات‬ ‫متتلك‬ ‫موضوعية‬ ‫عوامل‬ ‫من‬
‫اجلامعات‬ ‫سلوك‬ ‫تغيري‬ ‫إىل‬ ‫ي‬ّ‫د‬‫يؤ‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،‫والتفاعل‬
.‫زمنية‬ ‫حمطة‬ ‫كل‬ ‫يف‬ ‫األهلية‬
‫وموضوعية‬ ‫ذاتية‬ ‫عنارص‬ ‫من‬ ‫بة‬ّ‫املرك‬ ‫اخلصوصية‬ ‫هذه‬
‫املساحات‬ ‫يف‬ ‫ك‬ّ‫التحر‬ ‫عىل‬ ‫قادرة‬ ‫قوة‬ ‫الثقافة‬ ‫أعطت‬
‫عىل‬ ‫قادرة‬ ‫دينامية‬ ‫أعطتها‬ ‫كام‬ ،‫والزمانية‬ ‫املكانية‬
‫وإعادة‬ ،‫التارخيية‬ ‫املراحل‬ ‫واخرتاق‬ ‫والتكيف‬ ‫ل‬ّ‫التحو‬
‫من‬ ‫به‬ّ‫ل‬‫تتط‬ ‫وما‬ ‫الفرتة‬ ‫وظروف‬ ‫ينسجم‬ ‫بام‬ ‫ل‬ ّ‫التشك‬
.‫ورؤى‬ ‫حاجات‬
‫أصبحت‬ ،‫كذلك‬ ‫وألهنا‬ .‫ثابتة‬ ‫ليست‬ ،‫ا‬ً‫ذ‬‫إ‬ ،»‫«الثقافة‬
‫وضبطها‬‫تعريفها‬‫عىل‬‫لالختالف‬‫اخلصب‬‫املجال‬‫ذاك‬
‫عليه‬ ‫فق‬ّ‫ت‬‫ي‬ ‫أن‬ ‫الصعب‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫هنائي‬ ‫مصطلح‬ ‫ضمن‬
.‫االجتامع‬ ‫وعلامء‬ ‫الفالسفة‬
‫موضوع‬ ‫هو‬ ‫والفالسفة‬ ‫العلامء‬ ‫بني‬ ‫االختالف‬
‫القرن‬ ‫هنايات‬ ‫يف‬ ‫ر‬ ّ‫تفج‬ ‫الذي‬ ‫واالختالف‬ .‫الكتاب‬
‫ومتظهر‬ ،‫عرش‬ ‫الثامن‬ ‫القرن‬ ‫يف‬ ‫ر‬ّ‫وتطو‬ ،‫عرش‬ ‫السابع‬
،‫عرش‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫يف‬ ‫اجتامعية‬ ‫فلسفية‬ ‫مدارس‬ ‫يف‬
‫دخلت‬ ‫حني‬ ‫العرشين‬ ‫القرن‬ ‫يف‬ ‫تداعياته‬ ‫تواصلت‬
‫بني‬ ‫التوفيق‬ ‫حاولت‬ ‫واجتهادات‬ ‫تعديالت‬ ‫عليه‬
‫فريق‬ ‫لكل‬ ‫يعطي‬ ‫د‬ ّ‫موح‬ ‫منهج‬ ‫يف‬ ‫وربطها‬ ‫القراءات‬
.‫املشرتك‬ ‫التارخيي‬ ‫ياق‬ ّ‫الس‬ ‫يف‬ ‫ّه‬‫ق‬‫ح‬
- 2 -
‫أن‬ ‫فيجد‬ ،‫الثقافة‬ ‫معنى‬ ‫بتعريف‬ ‫الكتاب‬ ‫يبدأ‬
‫علامء‬ ‫من‬ ‫اثنان‬ ‫«راجع‬ ‫إذ‬ ‫حتديده؛‬ ‫يف‬ ‫صعوبة‬ ‫هناك‬
‫يف‬ ‫كلوكهون‬ ‫وكاليد‬ ‫كروبر‬ ‫ألفريد‬ ‫مها‬ ،‫االجتامع‬
)
‫ثقافة‬(
‫لكلمة‬ ‫عة‬ّ‫املتنو‬ ‫الدالالت‬ ،‫اخلمسينيات‬ ‫أوائل‬
‫قد‬ ‫ملا‬ ‫ا‬ً‫ف‬‫تعري‬ 164 ‫عىل‬ ‫فعثرا‬ ،)›‫‹حضارة‬ ‫(وقرينتها‬
‫األديب‬ ‫الناقد‬ ‫أشار‬ ‫كذلك‬ .)16 ‫(ص‬ »‫الكلمة‬ ‫تعنيه‬
‫إحدى‬ ‫هي‬ )
‫الثقافة‬(
‫«كلمة‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫وليامز‬ ‫رايموند‬
‫ألهنا‬ ،‫اإلنكليزية‬ ‫اللغة‬ ‫يف‬ ‫ا‬ً‫تعقيد‬ ‫األكثر‬ ‫الكلامت‬
‫مرور‬ ‫مع‬ ‫ا‬ً‫كثري‬ ‫تتغري‬ ‫التي‬ ‫املعاين‬ ‫من‬ ‫الكثري‬ ‫حتمل‬
‫بسبب‬ ،‫الكاتبان‬ ّ‫اضطر‬ ‫ولقد‬ .)16 ‫(ص‬ »‫الزمن‬
‫التعريف‬ ‫توسيع‬ ‫إىل‬ ،‫واملفتوح‬ ‫الشائك‬ ‫احلقل‬ ‫طبيعة‬
:‫أجزاء‬ ‫ة‬ّ‫ت‬‫س‬ ‫إىل‬ ‫وتفريقه‬
‫ومعتقدات‬ ‫وقيم‬ ‫فكرية‬ ‫أنامط‬ ‫من‬ ‫ف‬ّ‫ل‬‫تتأ‬ ‫الثقافة‬ ، ً‫أوال‬
.‫األفراد‬ ‫من‬ ‫جمموعة‬ ‫بني‬ ‫شائعة‬
‫املجموعات‬ ‫من‬ ‫زها‬ّ‫متي‬ ‫ما‬ ‫جمموعة‬ ‫الثقافة‬ ،‫ا‬ً‫ثاني‬
‫مثل‬ ،‫هبا‬ ‫اخلاصة‬ »‫«ثقافتها‬ ‫جمموعة‬ ‫فلكل‬ ‫األخرى؛‬
.‫نة‬ّ‫معي‬ ‫ة‬ّ‫أم‬ ‫ثقافة‬
‫بواسطته‬ ‫الفرد‬ ‫يستطيع‬ ‫معنى‬ ‫عىل‬ ‫حتتوي‬ ‫الثقافة‬ ،‫ًا‬‫ث‬‫ثال‬
.‫له‬ ‫ويستجيب‬ ‫حوله‬ ‫يدور‬ ‫ما‬ ‫يستوعب‬ ‫أن‬
‫ومعتقدات‬ ‫وقيم‬ ‫أفكار‬ ‫يف‬ ‫الثقافة‬ ‫د‬ ّ‫تتجس‬ ،‫ا‬ً‫رابع‬
‫(التصوير‬ ‫اإلنسان‬ ‫صنع‬ ‫من‬ ‫نتاج‬ ‫ويف‬ ،‫ورموز‬
.)‫واللغة‬
‫م‬ّ‫ل‬َ‫ُع‬‫ت‬‫و‬ ،‫األجيال‬ ‫عرب‬ ‫وتنتقل‬ ‫ث‬َ‫ُور‬‫ت‬ ‫الثقافة‬ ،‫ا‬ ً‫خامس‬
‫من‬ ‫أكثر‬ ‫منها‬ ‫ا‬ً‫ومفروغ‬ ‫طبيعية‬ ‫معتقدات‬ ‫بوصفها‬
.‫وتعليمية‬ ‫مصنوعة‬ ‫مادة‬ ‫كوهنا‬
‫نتاج‬ ‫من‬ ‫لكوهنا‬ )‫(عشوائية‬ ‫اعتباطية‬ ‫الثقافة‬ ،‫ا‬ ً‫سادس‬
،‫الطبيعة‬ ‫أفعال‬ ‫من‬ ً‫فعلا‬ ‫وليست‬ ‫اإلنساين‬ ‫النشاط‬
‫حياة‬ ‫أوضاع‬ ‫ت‬ّ‫ير‬‫تغ‬ ‫حال‬ ‫يف‬ ‫للتغيري‬ ‫ضة‬ّ‫معر‬ ‫وهي‬
.‫املجموعة‬
‫معقولة‬‫كلها‬‫والتوصيفات‬‫التعريفات‬‫أن‬‫الكاتبان‬‫يرى‬
‫البند‬ ‫باستثناء‬ ،‫ا‬ً‫نسبي‬ ‫للجدل‬ ‫مثرية‬ ‫وغري‬ ‫ومقبولة‬

3. 235 ‫ومراجعات‬ ‫مناقشات‬
‫الثقافة‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫إلى‬ ‫مدخل‬
‫السوسيولوجيني‬ ‫معظم‬ ‫ويعتقد‬ .)‫(اعتباطية‬ ‫السادس‬
‫والبيئة‬ ‫الطبيعة‬ ‫ى‬ّ‫تتعد‬ ،‫بأخرى‬ ‫أو‬ ‫بطريقة‬ ،‫الثقافة‬ ‫أن‬
.)18 ‫(ص‬ ‫اإلنسان‬ ‫فيها‬ ‫يعيش‬ ‫التي‬ ‫الطبيعية‬
‫احلقل‬ ‫يف‬ ‫الكتاب‬ ‫يدخل‬ ،‫التعريفي‬ ‫اإلطار‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬
‫بني‬ ‫العالقة‬ :‫وهي‬ ‫معايري‬ ‫ثالثة‬ ‫من‬ ‫ا‬ً‫ق‬‫انطال‬ ‫الشائك‬
‫االجتامعية‬ ‫البنية‬ ‫بني‬ ‫العالقة‬ ‫والبيانات؛‬ ‫النظرية‬
،‫واملجتمع‬ ‫الثقافة‬ ‫بني‬ ‫العالقة‬ ‫االجتامعي؛‬ ‫والفعل‬
‫الفلسفية‬ ‫القراءات‬ ‫عىل‬ ‫الرتكيز‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫وذلك‬
‫مدارس‬ ‫أربع‬ ‫من‬ ‫صدرت‬ ‫التي‬ ‫والسوسيولوجية‬
.‫وأمريكية‬ ‫وبريطانية‬ ‫وفرنسية‬ ‫أملانية‬ :‫قومية‬
- 3 -
‫الفرضيات‬ ،‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫يف‬ ،‫الكتاب‬ ‫يبحث‬
‫يف‬ ‫احلديثة‬ ‫السوسيولوجيا‬ ‫مناهج‬ ‫متها‬ّ‫قد‬ ‫التي‬
‫أعامل‬ ‫تقويم‬ ‫طريق‬ ‫من‬ ‫وذلك‬ ،‫الثقافية‬ ‫املسائل‬
‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫الكالسيكيني‬ ‫السوسيولوجيني‬
‫بني‬ ‫الفكري‬ ‫واالنقسام‬ ،‫العرشين‬ ‫القرن‬ ‫ومطلع‬ ‫عرش‬
‫وظهور‬‫العلم‬‫ب‬ّ‫تشع‬‫يف‬‫وأثره‬‫والرومانطيقية‬‫التنويرية‬
،‫فيرب‬ ‫ألفريد‬ ،‫ماركس‬ ‫(كارل‬ ‫للثقافة‬ ‫دة‬ّ‫متعد‬ ‫مفاهيم‬
‫كارل‬ ،‫دوركهايم‬ ‫إميل‬ ،‫زيميل‬ ‫جورج‬ ،‫فيرب‬ ‫ماكس‬
.)‫بارسونز‬ ‫تالكوت‬ ،‫ماهنايم‬
‫التي‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬ ‫أعامل‬ ‫الثاين‬ ‫الفصل‬ ‫يبحث‬
‫املحاوالت‬ ‫وىل‬ُ‫أ‬ ‫من‬ ‫ُعترب‬‫ت‬‫و‬ ،1923 ‫سنة‬ ‫ست‬ ّ‫تأس‬
‫لت‬ّ‫ل‬‫ح‬ ‫وقد‬ .‫العرشين‬ ‫القرن‬ ‫منتصف‬ ‫يف‬ ‫مة‬ ّ‫املنظ‬
‫ا‬ً‫د‬‫اعتام‬ ‫سوسيولوجي‬ ‫منظور‬ ‫من‬ ‫الثقافية‬ ‫املسائل‬
‫(ماركس‬ ‫الكالسيكيني‬ ‫السوسيولوجيني‬ ‫أفكار‬ ‫عىل‬
‫اخلالف‬ ‫أثارت‬ ‫مفاهيم‬ ‫من‬ ‫أضافوه‬ ‫وما‬ )‫وفيرب‬
‫اجلامهريية‬ ‫الثقافة‬ ‫طبيعة‬ ‫شأن‬ ‫يف‬ ‫ا‬ً‫وحتديد‬ ،‫واجلدل‬
،‫هوركهايمر‬ ‫ماكس‬ ،‫لوينثال‬ ‫ليو‬ ،‫أدورنو‬ ‫(ثيودور‬
،‫فروم‬ ‫إريك‬ ،‫بنيامني‬ ‫فالرت‬ ،‫ماركوزه‬ ‫هربرت‬
،‫كريشهايمر‬ ‫أوتو‬ ،‫نيومان‬ ‫فرانز‬ ،‫بوالك‬ ‫فردريك‬
‫متخالفة‬ ‫منطلقات‬ ‫من‬ ‫وذلك‬ ،)‫هابرماس‬ ‫يورغن‬
‫علم‬ ،‫سياسة‬ ،‫اقتصاد‬ ،‫(تاريخ‬ ‫وعلومها‬ ‫حقوهلا‬ ‫يف‬
.)‫اختصاصات‬ ‫من‬ ‫وغريها‬ ‫النفس‬
‫األعامل‬ ‫تلك‬ ‫ويناقش‬ ‫الثالث‬ ‫الفصل‬ ‫يستعرض‬
‫يف‬ ‫عاشوا‬ ‫أمريكيني‬ ‫رين‬ ّ‫مفك‬ ‫عن‬ ‫صدرت‬ ‫التي‬
‫من‬ ‫ا‬ً‫كثري‬ ‫وكتبوا‬ ،‫نفسها‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬ ‫حقبة‬
‫اجلامهريية‬ ‫الطبيعة‬ ‫أو‬ ‫اجلامهريية‬ ‫الثقافة‬ ‫عن‬ ‫األبحاث‬
‫التي‬ )‫واالنفتاح‬ ‫واملرونة‬ ‫ع‬ّ‫(التنو‬ ‫األمريكية‬ ‫للثقافة‬
‫دي‬ ‫أليكسيس‬ ‫الفرنيس‬ ‫ر‬ ّ‫املفك‬ ‫ا‬ً‫باكر‬ ‫إشارهتا‬ ‫التقط‬
‫األول‬ ‫النصف‬ ‫يف‬ ‫أمريكا‬ ‫بزيارة‬ ‫قام‬ ‫حني‬ ‫توكفيل‬
‫حتليالت‬ ‫من‬ ‫بعده‬ ‫صدر‬ ‫وما‬ ،‫عرش‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫من‬
‫بجملة‬ ‫ا‬ً‫وصاعد‬ 1930 ‫سنة‬ ‫منذ‬ ‫جت‬ّ‫ُو‬‫ت‬ ‫نقدية‬ ‫أدبية‬
‫ظاهرة‬ ‫باعتبارها‬ ‫األمريكية‬ ‫الثقافة‬ ‫أدانت‬ ‫أوصاف‬
.‫وتبسيطية‬ ‫شعبوية‬
‫عىل‬ ‫طرأت‬ ‫التي‬ ‫رات‬ّ‫التطو‬ ‫تلك‬ ‫الرابع‬ ‫الفصل‬ ‫يشمل‬
‫األساتذة‬ ‫ابتعد‬ ‫حني‬ ،‫اإلنكليزي‬ ‫ياق‬ ّ‫الس‬ ‫يف‬ ‫املوضوع‬
‫العليا‬ ‫الثقافة‬ ‫مفاهيم‬ ‫ز‬ّ‫مي‬ ‫الذي‬ ‫الثقايف‬ ‫التحليل‬ ‫عن‬
‫كأسلوب‬ ‫الثقافة‬ ‫مفهوم‬ ‫عن‬ ‫الدفاع‬ ‫صوب‬ ‫هوا‬ ّ‫وتوج‬
‫اجلامعات‬ َّ‫وألن‬ .‫األفراد‬ ‫من‬ ‫نة‬ّ‫معي‬ ‫ملجموعة‬ ‫حياة‬
‫منهجها‬ ‫يف‬ ‫السوسيولوجيا‬ ‫ج‬ِ‫ر‬‫ُد‬‫ت‬ ‫مل‬ ‫اإلنكليزية‬
ّ‫فإن‬ ،‫املايض‬ ‫القرن‬ ‫ستينيات‬ ‫هناية‬ ‫يف‬ ّ‫إلا‬ ‫الدرايس‬
‫رون‬ ّ‫مفك‬ ‫مصدرها‬ ‫يكن‬ ‫مل‬ ‫اإلنكليزية‬ ‫الثقافية‬ ‫األفكار‬
‫ا‬ً‫دور‬ ‫وا‬ّ‫د‬‫أ‬ ‫الذين‬ ‫األدب‬ ‫ّاد‬‫ق‬‫ن‬ ‫بل‬ ‫سوسيولوجيون‬
‫رف‬ ُ‫وع‬ .‫الثقافة‬ ‫لدراسة‬ ‫مميزة‬ ‫أساليب‬ ‫تطوير‬ ‫يف‬ ًّ‫مهما‬
‫لكونه‬ »‫«الثقافوية‬ ‫باسم‬ ‫ا‬ً‫أكاديمي‬ ‫الذهني‬ ‫نشاطهم‬
‫االجتامعي‬ ‫للنظام‬ ‫األخالقي‬ ‫اجلانب‬ ‫عىل‬ ‫ز‬ّ‫يرك‬
‫(ريتشارد‬ ‫العاديني‬ ‫لألفراد‬ ‫اإلبداعي‬ ‫واجلانب‬
.‫إس‬ .‫ت‬ ،‫ويليامز‬ ‫رايموند‬ ،‫ويليز‬ ‫بول‬ ،‫هوغارت‬
.)‫ليفيز‬ .‫ر‬ .‫ف‬ ،‫إليوت‬
‫أفكار‬ ‫ويناقش‬ ‫فرنسا‬ ‫إىل‬ ‫اخلامس‬ ‫الفصل‬ ‫ينتقل‬
،‫للثقافة‬ ‫السيميائية‬ ‫والدراسة‬ ‫بالبنيوية‬ ‫صني‬ ّ‫املتخص‬
‫التحليل‬ ‫أساليب‬ ‫من‬ ‫متكاملة‬ ‫سلسلة‬ ‫ظهرت‬ ‫حني‬
‫ث‬ّ‫تتحد‬ )‫وروسيا‬ ‫وأمريكا‬ ‫إيطاليا‬ ‫يف‬ ‫(انترشت‬ ‫الثقايف‬
‫اللغوية‬‫ودالالهتا‬‫اإلشارات‬‫ومنظومة‬‫احلداثة‬‫بعد‬ّ‫عما‬
‫يف‬ ‫دها‬ ّ‫جتس‬ ‫وطرق‬ ‫املعاين‬ ‫إنتاج‬ ‫عملية‬ ‫يف‬ ‫والفكرية‬

4. 2/ 1 ‫العدد‬
2013 ‫صيف‬ 236
‫دي‬ ‫(فرديناند‬ ‫احلياة‬ ‫وأسلوب‬ ‫ور‬ ّ‫والص‬ ‫األساطري‬
‫امبريتو‬ ،‫سرتاوس‬ ‫ليفي‬ ‫كلود‬ ،‫بارت‬ ‫روالن‬ ،‫سوسري‬
‫ميشيل‬ ،‫هيبديج‬ ‫ديك‬ ،‫بريس‬ ‫ساندرز‬ ‫تشارلز‬ ،‫إيكو‬
.)‫فولوشينوف‬ .‫ن‬ .‫ف‬ ،‫دوسريتيه‬
‫متابعة‬ ،‫السادس‬ ‫الفصل‬ ‫يف‬ ،‫الكتاب‬ ‫يواصل‬
‫ل‬ّ‫ل‬‫وحي‬ ّ‫سر‬‫يف‬ ‫إذ‬ ‫ا؛‬ ً‫أيض‬ ‫فرنسا‬ ‫يف‬ ‫جرت‬ ‫التي‬ ‫املناقشات‬
‫ما‬ ‫بفلسفة‬ ‫رفت‬ ُ‫ع‬ ‫التي‬ ‫والفنية‬ ‫الفكرية‬ ‫احلركة‬ ‫أفكار‬
‫املجتمع‬ ‫بدينامية‬ ‫ت‬ّ‫اهتم‬ ‫مدرسة‬ ‫وهي‬ ،‫احلداثة‬ ‫بعد‬
‫وأنامط‬ ‫سلوكيات‬ ‫من‬ ‫أفرزه‬ ‫وما‬ ‫وثقافته‬ ‫املعارص‬
‫املتغريات‬ ‫بتلك‬ ‫ّصلت‬‫ت‬‫ا‬ ‫جديدة‬ ‫ثقافية‬ ‫ومنتجات‬
،‫الغربية‬ ‫املجتمعات‬ ‫يف‬ ‫األفراد‬ ‫حياة‬ ‫عىل‬ ‫طرأت‬ ‫التي‬
،‫املايض‬‫عن‬‫انفصال‬‫من‬‫تعنيه‬‫وما‬‫عليها‬‫الفعل‬‫ات‬ّ‫د‬‫ور‬
‫قبل‬‫من‬ً‫مثيلا‬‫له‬‫نشهد‬‫مل‬‫جمهول‬‫مستقبل‬‫نحو‬‫ه‬ ّ‫والتوج‬
‫جان‬،‫دريدا‬‫جاك‬،‫فوكو‬‫ميشيل‬،‫ليوتار‬‫فرنسوا‬‫(جان‬
‫أنتوين‬ ،‫هاريف‬ ‫ديفيد‬ ،‫كالينيكوس‬ ‫أليكس‬ ،‫بودريار‬
.)‫ي‬ّ‫أور‬ ‫جون‬ ،‫غيدنز‬
‫بيار‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫رشح‬ ‫عىل‬ ‫السابع‬ ‫الفصل‬ ‫يقترص‬
‫وتفكيكها؛‬ ‫وتوضيحها‬ )2002-1930( ‫بورديو‬
‫السوسيولوجيني‬ ‫أهم‬ ‫من‬ ‫بورديو‬ ‫يعترب‬ ‫الكتاب‬ ‫إن‬ ‫إذ‬
‫عىل‬ ‫أفكاره‬ ‫زت‬ّ‫ترك‬ ‫وقد‬ .‫العرشين‬ ‫القرن‬ ‫أواخر‬ ‫يف‬
‫من‬ ‫ا‬ً‫ق‬‫انطال‬ ‫السوسيولوجيا‬ ‫وطبيعة‬ ‫والثقافة‬ ‫املجتمع‬
‫السلوكيات‬ ‫لدراسة‬ ‫اعتمدها‬ ‫التي‬ »‫«العادات‬ ‫مقولة‬
،‫واجلزائر‬ ‫فرنسا‬ ‫يف‬ ‫األهلية‬ ‫واجلامعات‬ ‫املعارصة‬
‫األفكار‬ ‫مجعت‬ ‫منهجيات‬ ‫خليط‬ ‫من‬ ‫ا‬ً‫مستفيد‬
،‫والسيميائية‬ ‫والدوركهايمية‬ ‫والفيربية‬ ‫املاركسية‬
.‫متميز‬ ‫سوسيولوجي‬ ‫منهج‬ ‫صوغ‬ ‫هبدف‬
‫ليدرس‬ )‫اخلامتة‬ ‫(قبل‬ ‫الثامن‬ ‫الفصل‬ ‫يف‬ ‫الكتاب‬ ‫ينتهي‬
‫العلامء‬ ‫بعض‬ ‫ز‬ّ‫رك‬ ‫موضوع‬ ‫وهو‬ .‫الثقافة‬ ‫إنتاج‬ ‫مسألة‬
‫تعنى‬ ‫أسئلة‬ ‫طرح‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫تطويره‬ ‫عىل‬ ‫األمريكيني‬
‫فيه‬‫يعيشون‬‫الذي‬‫العامل‬‫األفراد‬‫هبا‬‫يصنع‬‫التي‬‫بالطريقة‬
‫واأليقونات‬ ‫والصور‬ ‫بالرسومات‬ ‫أكان‬ ،‫لونه‬ ّ‫ويشك‬
‫والشعر‬ ‫واألدب‬ ‫بالكتب‬ ‫أم‬ ،‫احليل‬ ‫وقطع‬ ‫والعامرة‬
‫تعكس‬ ‫منتوجات‬ ‫من‬ ‫وغريها‬ ،‫والغناء‬ ‫واملوسيقى‬
‫يف‬ ‫واالجتامعي‬ ‫الطبيعي‬ ‫وحميطها‬ ‫الثقافية‬ ‫احلياة‬
.‫ات‬ّ‫ير‬‫واملتغ‬‫الت‬ّ‫التحو‬‫مع‬‫وبالتزامن‬،‫زمانية‬‫حلظات‬
‫إطار‬ ‫يف‬ ‫الثقافة‬ ‫يفهم‬ ‫أن‬ ‫الثقافة‬ ‫إنتاج‬ ‫منهج‬ ‫حاول‬
‫الفالسفة‬ ‫عاجلها‬ ‫التي‬ ‫االفرتاضية‬ ‫الصور‬ ‫خيالف‬
‫ا؛‬ً‫جديد‬ ‫ليس‬ ‫املنهج‬ ‫وهذا‬ .‫السوسيولوجيا‬ ‫وعلامء‬
‫أعامل‬ ‫يف‬ ‫الستينيات‬ ‫يف‬ ‫ظهوره‬ ‫إىل‬ ‫إشارات‬ ‫هناك‬ ‫إذ‬
‫ريتشارد‬ ‫تناوله‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ،‫غانز‬ ‫وهربرت‬ ‫شيلز‬ ‫إدوارد‬
،‫السبعينيات‬ ‫يف‬ ‫باستفاضة‬ ‫هريتش‬ ‫وبول‬ ‫بيرتسون‬
‫مفهوم‬ ‫عىل‬ ‫ز‬ّ‫يرك‬ ‫السوسيولوجي‬ ‫التيار‬ ‫أخذ‬ ‫حني‬
‫لتلبية‬ ‫لع‬ ّ‫الس‬ ‫ابتكار‬ ‫يف‬ ‫آلياته‬ ‫وتأثري‬ ‫ياقات‬ ّ‫الس‬
،‫توشامن‬ ‫غاي‬ ،‫ديامجيو‬ ‫بول‬ ،‫بيكر‬ ‫(هوارد‬ ‫احلاجات‬
.)‫جيمسون‬ ‫فردريك‬ ،‫دومينيك‬ .‫آر‬ .‫ج‬ ،‫باول‬ ‫وولرت‬
‫القضايا‬ ‫بعض‬ ‫لتطرح‬ ‫الكتاب‬ ‫خامتة‬ ‫تأيت‬ ‫ا‬ً‫أخري‬
‫السوسيولوجيا‬ ‫مناهج‬ ‫تواجه‬ ‫التي‬ ‫واإلشكاليات‬
‫خالل‬ ‫من‬ ‫اجلاري‬ ‫القرن‬ ‫مطلع‬ ‫يف‬ ‫الثقافة‬ ‫دراسة‬ ‫عند‬
‫عامل‬ ‫قضايا‬ ‫نفهم‬ ‫كيف‬ :‫موضوعات‬ ‫ثالثة‬ ‫عىل‬ ‫الرتكيز‬
‫لية‬ّ‫التأم‬ ‫االنعكاسية‬ ‫معنى‬ ‫ما‬ ‫العوملة؟‬ ‫ا‬ً‫وحتديد‬ ،‫اليوم‬
‫برأي‬ ‫م‬ّ‫يتقد‬ ‫الذي‬ ‫املرء‬ ‫عىل‬ ‫أن‬ ‫فكرة‬ ‫عىل‬ ‫تقوم‬ ‫التي‬
‫هلذا‬ ‫تقديمه‬ ‫بأسباب‬ ‫ر‬ ّ‫يفك‬ ‫أن‬ ‫ما‬ ‫موضوع‬ ‫يف‬ ّ‫ين‬‫مع‬
‫دور‬‫أي‬‫املستقبل‬‫يف‬‫هناك‬‫وهل‬‫جاء؟‬‫أين‬‫ومن‬،‫الرأي‬
‫يف‬ ‫شكله‬ ‫سيكون‬ ‫وكيف‬ ،‫الثقافة‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫ملنهج‬
‫ل؟‬ّ‫والتحو‬ ‫م‬ّ‫التقد‬ ‫عن‬ ‫ّف‬‫ق‬‫يتو‬ ‫ال‬ ‫عرص‬ ‫مع‬ ‫التعامل‬
‫تطرح‬ ‫احتامالت‬ ‫عىل‬ ‫مفتوحة‬ ‫ها‬ّ‫ن‬‫لك‬ ،‫حمبطة‬ ‫أسئلة‬
‫واملتوارثة‬ ‫املرتاكمة‬ ‫املفاهيم‬ ‫من‬ ‫بكثري‬ ‫صل‬ّ‫ت‬‫ت‬ ‫يات‬ّ‫حتد‬
‫إعادة‬ ‫ب‬ّ‫ل‬‫وتتط‬ ‫ّة‬‫ق‬‫شا‬ ‫ة‬ّ‫املهم‬ .‫سابقة‬ ‫مدارس‬ ‫عن‬
‫عىل‬ ‫قادرة‬ ‫حتليل‬ ‫أدوات‬ ‫تشكيل‬ ‫إىل‬ ‫ل‬ ّ‫للتوص‬ ‫قراءة‬
‫نظرية‬ ‫مفاتيح‬ ‫تأسيس‬ ‫بغية‬ ‫العرص‬ ‫قضايا‬ ‫يف‬ ‫احلفر‬
‫يف‬ ‫املغلقة‬ ‫األبواب‬ ‫لفتح‬ ‫واآلليات‬ ‫اإلمكانات‬ ‫متتلك‬
.‫الثقافية‬ ‫هويته‬ ‫يف‬ ‫جمهول‬ ‫عامل‬ ‫إىل‬ ‫والدخول‬ ‫املستقبل‬
- 4 -
‫إىل‬ ‫حيتاج‬ ‫وإشكالياته‬ ‫غموضه‬ ‫يف‬ ‫املقبل‬ ‫العامل‬ ‫هذا‬
‫املعجم‬ ‫ذلك‬ ‫إىل‬ ‫تستند‬ ‫املصطلحات‬ ‫من‬ ‫قاموس‬
‫جهود‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫تراكمت‬ ‫التي‬ ‫املفردات‬ ‫من‬ ‫التارخيي‬

5. 237
‫حقوله‬ ‫يف‬ ‫الواسع‬ ‫العلم‬ ‫فهذا‬ ‫االجتامع؛‬ ‫علم‬ ‫فالسفة‬
‫إنتاج‬ ‫يف‬ ،‫تواصلية‬ ‫عملية‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ،‫نجح‬ ‫املعرفية‬
‫أفضل‬‫فهم‬‫يف‬‫تساعد‬‫التي‬‫النظرية‬‫املفاتيح‬‫من‬‫سلسلة‬
‫السوسيولوجي‬ ‫والرتاث‬ .‫املعيش‬ ‫اإلنساين‬ ‫للواقع‬
‫املصطلحات‬‫من‬‫الكثري‬‫عىل‬‫ويشتمل‬،‫باملفردات‬‫غني‬
،‫بالطبيعة‬‫الناس‬‫وصلة‬،‫البرشية‬‫العالقات‬‫من‬‫املشتقة‬
‫هوية‬ ‫ر‬ّ‫وتطو‬ ‫األهلية‬ ‫باجلامعات‬ ‫األفراد‬ ‫وعالقة‬
‫فهناك‬ .‫أخرى‬ ‫إىل‬ ‫ة‬ ّ‫حمط‬ ‫من‬ ‫انتقاله‬ ‫بسبب‬ ‫املجتمع‬
‫التحتية‬ ‫والبنى‬ ‫الفوقية‬ ‫والبنى‬ ‫والطبقة‬ ‫واجلامعة‬ ‫اهلوية‬
‫التقاليد‬ ‫وأنامط‬ ‫لوك‬ ّ‫والس‬ ‫والعادات‬ ‫واأليديولوجيا‬
‫صلة‬ ‫هلا‬ ‫مظاهر‬ ‫من‬ ‫منها‬ ‫ع‬ّ‫يتفر‬ ‫وما‬ ،‫الثقافة‬ ‫ومنظومة‬
‫واالحتفاالت‬ ‫والطعام‬ ‫املعاش‬ ‫وطرق‬ ‫باملالبس‬
‫وغريها‬ ،‫والغناء‬ ‫والرقص‬ ‫واألعياد‬ ‫الزواج‬ ‫وطقوس‬
‫كن‬ ّ‫والس‬ ‫العامرة‬ ‫يف‬ ‫اجلاميل‬ ‫مكاهنا‬ ‫تأخذ‬ ‫تعبريات‬ ‫من‬
‫واملوضة‬ ‫واألساطري‬ ‫واحلكايات‬ ‫والرسوم‬ ‫والصور‬
.‫والسينام‬ ‫واملرسح‬
‫إنتاج‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫بد‬ ‫ال‬ ‫كان‬ ‫حقوله‬ ‫يف‬ ‫الواسع‬ ‫العامل‬ ‫هذا‬
‫ا‬ً‫يومي‬ ‫يقذفه‬ ‫وما‬ ،‫البرش‬ ‫عامل‬ ‫عن‬ ‫موسوعية‬ ‫معرفة‬
‫من‬ ‫يعكسه‬ ‫وما‬ ،‫العام‬ ‫ر‬ّ‫بالتطو‬ ‫صل‬ّ‫ت‬‫ت‬ ‫يات‬ّ‫حتد‬ ‫من‬
‫وتنتج‬ .‫خصوصياهتا‬ ‫يف‬ ‫متداخلة‬ ‫خاصة‬ ‫عوامل‬
‫املفاهيم‬ ‫عن‬ ‫للتعبري‬ ‫مفرداهتا‬ ‫عادة‬ ‫اخلصوصيات‬
)1803-1744( ‫هريدر‬ ‫غوتفريد‬ .‫االجتامعية‬
‫أوغست‬ ‫ة؛‬ّ‫لألم‬ ‫العضوية‬ ‫الوحدة‬ ‫عن‬ ‫ث‬ّ‫حتد‬ ،ً‫مثلا‬
‫هربرت‬ ‫الوضعية؛‬ ‫عن‬ )1857-1798( ‫كونت‬
‫االجتامعي‬ ‫ر‬ّ‫التطو‬ ‫عن‬ )1903-1820( ‫سبنرس‬
‫كارل‬ ‫الطبيعية؛‬ ‫العوامل‬ ‫ات‬ّ‫ير‬‫تغ‬ ‫يعكس‬ ‫الذي‬
‫والتاميز‬ ‫العمل‬ ‫تقسيم‬ ‫عن‬ )1883-1818( ‫ماركس‬
)1917-1858( ‫دوركهايم‬ ‫إميل‬ ‫وربط‬ ،‫البنيوي‬
‫طقوس‬ ‫ا‬ً‫معترب‬ ،‫الثقافية‬ ‫بالظواهر‬ ‫الطبيعية‬ ‫العلوم‬
.‫الديانة‬ ‫مثل‬ ‫الثقافة‬
‫عرش‬ ‫الثامن‬ ‫القرنني‬ ‫يف‬ ‫الكالسيكية‬ ‫التوصيفات‬ ‫هذه‬
‫ملالحقة‬ ‫تفكري‬ ‫قواعد‬ ‫مجيعها‬ ‫ست‬ ّ‫أس‬ ‫عرش‬ ‫والتاسع‬
‫لتها‬ ِ‫وص‬ ‫االجتامع‬ ‫عالقات‬ ‫عىل‬ ‫طرأ‬ ‫الذي‬ ‫ر‬ّ‫التطو‬
.‫العرشين‬ ‫القرن‬ ‫يف‬ ‫الطبيعة‬ ‫عن‬ ‫وابتعادها‬ ‫بالواقع‬
‫إىل‬ ‫بالعامل‬ ‫دفعت‬ ‫جذرية‬ ‫متغريات‬ ‫شهد‬ ‫القرن‬ ‫فهذا‬
‫تقول‬ ‫مفردات‬ ‫وطرحت‬ ،‫احلداثة‬ ‫بعد‬ ‫وما‬ ‫احلداثة‬
‫وتوزيعها‬ ‫الثقافة‬ ‫وتسليع‬ ،‫البنيوية‬ ‫بعد‬ ‫وما‬ ‫بالبنيوية‬
،‫ولسانية‬ )‫ودنيا‬ ،‫وسطى‬ ،‫(عليا‬ ‫معرفية‬ ‫طبقات‬ ‫عىل‬
‫تكوين‬ ‫يف‬ ‫ها‬ّ‫ل‬‫ك‬ ‫سامهت‬ ،‫دية‬ّ‫وتعد‬ ‫انتقائية‬ ‫ونزعات‬
‫و»اإلخضاع‬ »‫الثقايف‬ ‫و«التميز‬ »‫الثقايف‬ ‫املال‬ ‫«رأس‬
‫أنتجت‬ ‫عالقات‬ ‫منظومة‬ ‫دورة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ »‫الثقايف‬
‫القيم‬ ‫من‬ ‫أشكال‬ ‫يف‬ ‫ّلت‬‫ث‬‫ومت‬ ،‫ومظاهر‬ ‫حاالت‬
‫واملتاحف‬ ‫سات‬ ّ‫املؤس‬ ‫يف‬ ‫د‬ ّ‫تتجس‬ ‫أخذت‬ ‫واملفاهيم‬
.)‫هوليوود‬ ‫(أفالم‬ ‫والسينام‬ ‫واملعارض‬
‫الثقافة‬ ‫لسوسيولوجيا‬ ‫املوسوعي‬ ‫بالقاموس‬ ‫ا‬ ً‫قياس‬
‫والشواهد‬ ‫التجارب‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ا‬ً‫تارخيي‬ ‫تراكم‬ ‫الذي‬
‫خامتته‬ ‫يف‬ ‫الكتاب‬ ‫يقرتح‬ ،‫النظرية‬ ‫رات‬ّ‫والتصو‬ ‫العينية‬
‫إضافتها‬ ‫يمكن‬ )‫(ثنائيات‬ ‫مصطلحات‬ ‫جمموعة‬
‫ا‬ً‫ب‬ ّ‫حتس‬ ،‫االجتامعي‬ ‫العلم‬ ‫هلذا‬ ‫اللغوي‬ ‫املعجم‬ ‫إىل‬
‫يمكن‬‫يقرتحها‬ ‫التي‬ ‫فاملفردات‬ ‫املستقبل؛‬ ‫يف‬‫للطوارئ‬
‫عوامل‬‫يف‬‫تتمظهر‬‫بدأت‬‫قد‬‫حيثيات‬‫ملعاجلة‬‫ُستخدم‬‫ت‬‫أن‬
.‫املستقبل‬ ‫يف‬ ‫ّفة‬‫ث‬‫مك‬ ‫يات‬ّ‫حتد‬ ‫من‬ ‫تطرحه‬ ‫وما‬ ‫الثقافة‬
‫ا‬ً‫طر‬ُ‫أ‬ ‫هيوسون‬ ‫وجون‬ ‫إنغليز‬ ‫ديفيد‬ ‫الكاتبان‬ ‫وضع‬
‫الطارئ‬ ‫ل‬ّ‫التحو‬ ‫إلدراك‬ ،‫متعارضة‬ ‫وثنائيات‬ ‫رسيعة‬
،‫طالبا‬ ‫لذلك‬ ،‫اجلاري‬ ‫القرن‬ ‫مطلع‬ ‫يف‬ ‫الثقافة‬ ‫عىل‬
‫ا‬ً‫مكاني‬ ‫ه‬ ّ‫يتوج‬ ‫العامل‬ ‫أن‬ ‫باعتبار‬ ،‫ا‬ً‫عوملي‬ ‫بالتفكري‬ ، ً‫أوال‬
ّ‫ير‬‫تغ‬ ‫يف‬ ‫تأثريه‬ ‫له‬ ‫سيكون‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،‫الرتابط‬ ‫نحو‬
،‫والتضامن‬ ‫االغرتاب‬ ،‫ا‬ً‫ثاني‬ ،‫ة‬ّ‫ثم‬ .‫الثقافة‬ ‫طبيعة‬
‫وبالثانية‬ ‫االنعزال‬ ‫نحو‬ ‫باألوىل‬ ‫تذهب‬ ‫ثنائية‬ ‫ومها‬
،‫واالختالف‬ ‫التجانس‬ ،‫ًا‬‫ث‬‫ثال‬ ،‫هناك‬ .‫االندماج‬ ‫نحو‬
‫ظل‬ ‫يف‬ ‫عاملية‬ ‫ثقافة‬ ‫قيام‬ ‫احتامل‬ ‫عىل‬ ‫ترد‬ ‫ثنائية‬ ‫ومها‬
‫واحتامل‬ ‫احلدود‬ ‫طبيعة‬ ‫اختالف‬ ‫ا‬ً‫رابع‬ .‫خصوصيات‬
‫يف‬ ‫دها‬ّ‫تقي‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫الكينونات‬ ‫تلك‬ ‫الثقافة‬ ‫جتاوز‬
‫واحلدود‬ ‫الطبيعية‬ ‫واألقاليم‬ ‫اجلغرافية‬ ‫املناطق‬ ‫املايض‬
.‫السياسية للدول‬
‫وضع‬ ‫الكتاب‬ ‫يقرتح‬ ،‫االحتامالت‬ ‫هذه‬ ‫عىل‬ ‫بناء‬
‫اعتبار‬ ‫عىل‬ ‫الثقافية‬ ‫املسائل‬ ‫لفهم‬ ‫معارصة‬ ‫رات‬ّ‫تصو‬
‫املسؤولية‬ ‫بعض‬ ‫ل‬ّ‫يتحم‬ ‫السوسيولوجي‬ ‫الباحث‬ ‫أن‬
‫ومراجعات‬ ‫مناقشات‬
‫الثقافة‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫إلى‬ ‫مدخل‬

6. 2/ 1 ‫العدد‬
2013 ‫صيف‬ 238
،‫لذلك‬ .‫ا‬ً‫تارخيي‬ ‫ل‬ ّ‫يتشك‬ ‫أخذ‬ ‫غامض‬ ‫عامل‬ ‫توضيح‬ ‫يف‬
‫أن‬ ‫حتاول‬ ‫التي‬ ‫«هي‬ ‫الفاعلة‬ ‫السوسيولوجيا‬ ‫فإن‬
‫املوضوع‬ ‫فهم‬ ‫حتاول‬ ‫كام‬ ،‫املرء‬ ‫زات‬ّ‫حتي‬ ‫عىل‬ ‫تسيطر‬
‫واقرتح‬ .)322 ‫(ص‬ »‫كافة‬ ‫جوانبه‬ ‫من‬ ‫املدروس‬
‫األمريكي‬ ‫السوسيولوجي‬ ‫نصيحة‬ ‫إىل‬ ‫العودة‬ ‫الكتاب‬
،‫ومعتقداهتا‬ ‫الديانات‬ ‫يعالج‬ ‫كان‬ ‫حني‬ ‫كورس‬ ‫لويس‬
‫أفكاره‬ ‫ا‬ً‫جانب‬ ‫ي‬ ّ‫ينح‬ ‫«أن‬ ‫السوسيولوجي‬ ‫عىل‬ ‫إذ‬
‫قدر‬ ‫يدرسها‬ ‫التي‬ ‫الدينية‬ ‫املعتقدات‬ ‫حول‬ ‫الشخصية‬
،‫راسة‬ّ‫الد‬ ‫بتلك‬ ‫ق‬ّ‫ل‬‫تتع‬ ‫ألهداف‬ ،‫يطبق‬ ‫وإن‬ ،‫املستطاع‬
‫نتائج‬ ‫يف‬ ‫ر‬ّ‫ث‬‫يؤ‬ ‫فال‬ ،›‫الالأدرية‬ ‫‹السوسيولوجيا‬ ‫مبدأ‬
‫فاهلدف‬ .‫عدمه‬ ‫أو‬ ‫املدروسة‬ ‫بالديانة‬ ‫إيامنك‬ ‫دراستك‬
‫أو‬ ‫أخالقية‬ ‫بأحكام‬ ‫اخلروج‬ ‫ال‬ ،‫دراستها‬ ‫هو‬ ‫الرئيس‬
.)323 ‫(ص‬ »‫حوهلا‬ ‫وعظية‬
‫موضوع‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫لك‬ ،‫وحاملة‬ ‫وصعبة‬ ‫ّدة‬‫ق‬‫مع‬ ‫مسألة‬ ‫احلياد‬
‫ل‬ ّ‫التوص‬ ‫ب‬ّ‫ل‬‫يتط‬ ‫منهجي‬ ‫موقف‬ ‫تشكيل‬ ‫إىل‬ ‫يطمح‬
‫اخلالصات‬ ‫تكون‬ ‫حتى‬ ،‫الوعي‬ ‫من‬ ‫ا‬ً‫كثري‬ ‫إليه‬
‫وعالقات‬ ‫االجتامعي‬ ‫للواقع‬ ‫مقاربة‬ ‫واالستنتاجات‬
،‫احلياد‬‫من‬‫ا‬ً‫ق‬‫وانطال‬.‫واخلفية‬‫الظاهرة‬‫اإلنسانية‬‫البرش‬
‫وما‬ ‫الثقافة‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫مستقبل‬ ‫نضمن‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬
.‫ّيات‬‫د‬‫التح‬ ‫تعاظم‬ ‫من‬ ‫تالقيه‬