يعتبر الدعاء من أعظم العبادات التي تقوّي الصلة بين العبد وربه، فبالدعاء يشعر الإنسان بالأمن والطمأنينة عند تيسير أمره، ويعتبر الدعاء هو اللجوء إلى الله تعالى فى السراء والضراء طلبًا ورجاءً في تحقيق أمورٍ كثيرة، وحتى ينال العبد رضا الله والكثير من الأجر، فقد قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
وهو: « مخُّ العبادة « بهذا البيان الوجيز يجمع الرسول الأعظم صلىاللهعليه وآله وسلم قيمة الدعاء وأثره في الحياة.. فإذا كان الله تعالىٰ قد قال :( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فإنّ الدعاء مخُّ العبادة وجوهرها ، الذي جعله القرآن الكريم في نصّ آخر مرادفاً للعبادة :( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) ، فجعل الدعاء هنا ممثلاً للعبادة ومترجماً لها.
وهذا هو الذي يفسّر لنا النصوص التي تفيد بأنّ أفضل العبادة هو الدعاء.. ذلك أن غاية العبادة هي التقرب إلىٰ الله تعالىٰ بمعرفة حقه وسلطانه الذي لا يشركه فيه أحد ، والتذلل إليه المعبر عن يقين المرء بحاجته إلىٰ من بيده ملكوت السماوات والأرض ، الذي لا معطي لما منع، ولا مانع لما أعطىٰ ، ولا دافع لما قدّر إلّا هو.