SlideShare a Scribd company logo
1 of 19
Download to read offline
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
82
‫للدين‬ ‫الوظيفي‬ ‫الفلسفي‬ ‫التحليل‬

.‫د‬
‫عالي‬‫حسن‬
‫ب‬ ‫أستاذ‬
‫جامعة‬
‫السانية‬
‫وهران‬
:‫ملخص‬
‫اإلشارة‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫الدين‬ ‫توصيف‬ ‫إلى‬ ‫تطمح‬ ‫نظريات‬ ‫ثمة‬ ‫املعاصرة‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫في‬
‫النظريات‬ ‫وتحتل‬ ."‫الديني‬ ‫"اهتمامه‬ ‫طبيعة‬ ‫وتبين‬ ‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫في‬ ‫الوظيفية‬ ‫مكانته‬ ‫إلى‬
‫ملكونات‬ ‫الفلسفية‬ ‫األبحاث‬ ‫بين‬ ‫الوسط‬ ‫املوقع‬ ‫من‬
ً
‫نوعا‬ ‫للدين‬ ‫الوظيفية‬ ‫الفلسفية‬
‫وأوجه‬
‫الدين‬ ‫من‬
‫منظور‬ ‫من‬
ً
‫غالبا‬ ‫س‬َ‫تمار‬ ‫التي‬ ‫للدين‬ ‫الفلسفية‬ ‫األبحاث‬ ‫وتلك‬ ،‫بذاتها‬ ‫مأخوذة‬
‫بين‬‫يتوضع‬‫الكتاب‬‫هذا‬‫في‬‫الوظيفية‬‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫بحث‬‫فإن‬‫السبب‬‫ولهذا‬.‫أنتروبولوجي‬
‫ل‬‫الفصو‬
‫ل‬‫تتناو‬‫التي‬‫ل‬‫والفصو‬،‫للدين‬‫األبستيمولوجي‬‫والبحث‬‫ي‬‫اللغو‬‫الفلسفي‬‫للتحليل‬‫املكرسة‬
‫ذاتية‬‫األشد‬‫الجوانب‬‫أي‬‫الديني؛‬‫واإليمان‬"‫الدينية‬‫"للتجربة‬‫الفلسفي‬‫ي‬ ‫التقص‬‫بالتحليل‬
‫أي‬‫مادام‬،‫ما‬
ً
‫نوعا‬‫شرطي‬‫تمييز‬‫هو‬‫إليه‬‫املشار‬‫التمييز‬‫هذا‬‫إن‬،‫الحال‬‫وبطبيعة‬.‫الدين‬‫في‬
‫بح‬
‫ث‬
.‫واضحة‬ ‫أنتروبولوجية‬ ‫فلسفية‬‫مضامين‬ ‫على‬ ‫ي‬‫ينطو‬ ‫للدين‬ ‫فلسفي‬
‫بحث‬‫عن‬‫امتناعها‬‫هو‬‫الوظيفية‬‫الفلسفية‬‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫في‬‫ي‬ ‫األساس‬‫األمر‬‫ولعل‬
‫ومعالجة‬
‫إلى‬ ‫يتفق‬ ‫االمتناع‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫إلى‬
ً
‫خصوصا‬ ‫اإلشارة‬ ‫وتجدر‬ .‫الدين‬ ‫بحقيقة‬ ‫املتعلقة‬ ‫املسائل‬
‫حد‬
‫الفلسفي‬‫البحث‬‫معايير‬‫مع‬‫كبير‬
-
‫التحليل‬‫على‬‫يتعين‬‫لذا‬.‫للدين‬‫األكاديمي‬‫العلمي‬
‫الوظيفي‬
ً
‫أيا‬ ‫الدين‬ ‫عن‬ ‫الدفاعية‬ ‫أو‬ ‫العملية‬ ‫املهام‬ ‫ملعالجة‬ ‫االتجاه‬ ‫سواء‬ ‫حد‬ ‫على‬ ‫يستثني‬ ‫أن‬
،‫كانت‬
‫هذا‬ ‫شرعية‬ ‫تثبت‬ ‫أن‬ ‫املنهجية‬ ‫األفكار‬ ‫غنى‬ ‫على‬ ‫ل‬‫ويعو‬ .‫دينية‬ ‫ال‬ ‫مواقف‬ ‫أي‬ ‫عن‬ َ
‫واإلعالن‬
‫النو‬‫هذا‬‫خصوصية‬‫وكذلك‬،‫البحثي‬‫التوجه‬
‫في‬‫يتمثل‬‫الذي‬،‫عام‬‫بوجه‬‫الدين‬‫بحث‬‫من‬‫ع‬
‫بمشكالت‬ ‫الكبير‬ ‫فاالهتمام‬ .‫األعمال‬ ‫من‬ ‫ما‬
ً
‫نوعا‬ ‫قليل‬ ‫بعدد‬ ‫املعاصرة‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬
.‫الوظيفية‬‫الفلسفية‬ ‫الدين‬‫لنظريات‬ ‫ة‬‫ز‬‫بار‬ ‫ميزة‬‫يعتبر‬ ‫املنهج‬
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
83
‫الوظيفي‬ ‫التحليل‬‫صعوبة‬ ،
ً
‫أوال‬ ،‫هو‬ ‫األعمال‬‫من‬ ‫القليل‬ ‫العدد‬ ‫هذا‬ ‫يفسر‬ ‫ما‬‫إن‬
‫الذ‬
‫ي‬
‫اإلمكانيات‬،
ً
‫وثانيا‬،‫واحد‬‫بوقت‬‫أديان‬‫عدة‬‫اسة‬‫ر‬‫د‬‫أي‬‫؛‬‫ن‬‫املقار‬‫باملنهج‬‫األخذ‬‫يشترط‬
‫املحدودة‬
.‫الدين‬ ‫عن‬‫الدفاع‬‫لغايات‬ ‫الوظيفي‬ ‫التحليل‬‫استخدام‬‫محاوالت‬ ‫عند‬
ً
‫جدا‬
‫أعني‬‫للدين؛‬‫توصيفها‬‫في‬‫الفلسفية‬‫العمومية‬‫إلى‬‫بسعيها‬‫املذكورة‬‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫وتمتاز‬
‫أنها‬
‫م‬ ‫على‬ ‫ي‬‫تنطو‬
‫الصدد‬ ‫وبهذا‬.‫األديان‬ ‫جميع‬ ‫على‬ ‫للتطبيق‬ ‫قابلة‬‫استنتاجاتها‬ ‫بأن‬ ‫طمح‬
‫ق‬‫يتفو‬
‫إال‬‫تختار‬‫ال‬
ً
‫غالبا‬‫التي‬‫ى‬‫األخر‬‫املناهج‬‫على‬‫الدين‬‫بحث‬‫في‬‫الوظيفي‬‫الفلسفي‬‫املنهج‬
‫املسيحية‬
.‫بحث‬ ‫كموضوع‬‫أوجهها‬ ‫أحد‬ ‫في‬
‫الدي‬‫فلسفة‬‫في‬‫الوظيفي‬‫التحليل‬‫من‬‫أساسيين‬‫نموذجين‬‫نبرز‬‫أن‬‫يمكننا‬
.‫املعاصرة‬‫ن‬
‫وهذان‬."‫ي‬‫"فكر‬‫الثاني‬‫والنموذج‬،"‫"موضوعاتي‬‫تسميته‬‫املشروع‬‫من‬‫ل‬‫األو‬‫النموذج‬
‫النموذجان‬
."‫اإلنسان‬‫عند‬ ‫الديني‬‫"االهتمام‬ ‫طبيعة‬ ‫عن‬ ‫الكشف‬ ‫إلى‬‫السعي‬ ‫في‬‫اآلخر‬ ‫أحدهما‬ ‫يكمل‬
‫الثاني‬‫فإن‬،‫الدين‬‫موضوع‬‫اسة‬‫ر‬‫د‬‫إلى‬‫غالبة‬‫بصورة‬ ‫يهدف‬‫ل‬‫األو‬‫النموذج‬‫كان‬‫وإذا‬
‫يدرس‬
،‫ما‬‫بدرجة‬
ً
‫شرطيا‬‫للدين‬‫الوظيفي‬‫الفلسفي‬‫التحليل‬‫في‬‫التفريق‬‫هذا‬‫ويبقى‬.‫الذاتي‬‫جانبه‬
‫"االهتمام‬ ‫في‬‫املعنية‬ ‫الجوانب‬‫مختلف‬‫نحو‬ ‫االتجاه‬ ‫يعكس‬‫أنه‬‫طاملا‬ ‫مالئم‬ ‫تفريق‬ ‫أنه‬‫غير‬
."‫لإلنسان‬‫الديني‬
:‫املفتاحية‬ ‫الكلمات‬
،‫الدين‬
‫الدين‬ ‫وظيفة‬،‫الدين‬ ‫فلسفة‬
1
-
‫الدين‬ ‫موضوع‬
:
‫دونالد‬ ‫نظرية‬ ‫تمثله‬ ‫الوظيفي‬ ‫الفلسفي‬ ‫التحليل‬ ‫من‬ ،"‫"املوضوعاتي‬ ،‫ل‬‫األو‬ ‫النموذج‬
‫كروسبي‬
(CrosbyD.)
‫يات‬‫ر‬‫"النظ‬‫كتابه‬‫في‬‫مفصلة‬‫عرضها‬‫التي‬،‫الدين‬‫فلسفة‬‫في‬
‫التفسيرية‬
‫يعني‬ ‫وهذا‬ ."‫لإلنسان‬ ‫ي‬ ‫أساس‬ ‫"اهتمام‬ ‫عن‬ ‫تعبير‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫الدين‬ ‫كروسبي‬ ‫ل‬‫يتناو‬ ."‫للدين‬
‫في‬
َ
‫بحث‬‫تصوره‬
‫هي‬‫تأمالته‬‫من‬‫الغاية‬‫أن‬‫يعلن‬‫نجده‬‫لذلك‬.‫الخالصة‬‫الدين‬‫طبيعة‬
‫الجواب‬
‫تفاصيله‬‫في‬‫الدين‬‫عن‬‫ليس‬،‫الخالصة‬‫الدين‬‫طبيعة‬‫عن‬‫ل‬‫القو‬‫يمكن‬‫"ماذا‬:‫السؤال‬‫عن‬
‫اهتمام‬‫من‬‫ي‬ ‫أساس‬‫كنموذج‬‫العام‬‫النوعي‬‫طابعه‬‫عن‬‫إنما‬،‫األشكال‬‫كثيرة‬‫املتعينة‬
"‫اإلنسان؟‬
(
1
)
.
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
84
‫التي‬‫فالنظرية‬
‫لطبيعة‬‫املوافقة‬‫"النظرية‬‫هي‬‫السؤال‬‫هذا‬‫عن‬‫اإلجابة‬‫على‬‫قادرة‬‫تبدو‬
"‫للدين‬‫التفسيرية‬‫"النظرية‬‫إال‬‫ن‬‫تكو‬‫أن‬‫يمكن‬‫ال‬‫النظرية‬‫هذه‬‫أن‬‫كروسبي‬‫ويؤكد‬."‫الدين‬
.‫محدد‬ ‫نموذج‬ ‫من‬
‫ما‬‫تظهر‬‫أن‬‫عليها‬‫ل‬‫يعو‬‫التي‬‫املنهجية‬‫األفكار‬‫تشكله‬‫كروسبي‬‫تصور‬‫من‬‫الهام‬‫الجزء‬
‫الذي‬
‫يجب‬
‫ذلك‬‫املنهجي‬‫التفكير‬‫ويلعب‬.‫للدين‬‫املنشودة‬‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬‫ية‬‫ر‬‫النظ‬‫عليه‬‫ن‬‫تكو‬‫أن‬
‫الدور‬
‫في‬‫جديد‬‫من‬‫تقدمه‬‫وما‬‫الدين‬‫اسة‬‫ر‬‫لد‬‫الفلسفية‬‫بة‬‫ر‬‫املقا‬‫خصوصية‬‫يثبت‬‫ألنه‬‫الكبير‬
‫هذا‬
.‫التصور‬
‫أن‬‫عليها‬ ‫يتعين‬‫ال‬ ‫أنه‬‫بمعنى‬ ،‫ية‬‫ر‬‫معيا‬ ‫ن‬‫تكو‬ ‫أن‬‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫على‬‫يتوجب‬‫ال‬
‫تعالج‬
‫ما‬
ً
‫دينا‬ ‫أن‬ ‫إثبات‬ ‫إلى‬ ‫تسعى‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫ال‬ ‫الخصوص‬ ‫وعلى‬ ،‫كذبه‬ ‫أو‬ ‫الدين‬ ‫صدق‬ ‫مسائل‬
‫يعد‬
.‫للمعيار‬
ً
‫تجسيدا‬
‫ذلك‬‫ويعلل‬،"‫للدين‬‫الوصفية‬‫ية‬‫ر‬‫"النظ‬‫مصطلح‬‫استخدام‬‫كروسبي‬‫يرفض‬
‫باألسباب‬
‫هي‬ ،‫للوصف‬‫خاضعة‬‫دينية‬‫معطيات‬‫اعتباره‬‫يمكن‬‫عما‬‫التصورات‬‫إن‬،
ً
‫أوال‬:‫اآلتية‬
‫بذاتها‬
‫على‬ ‫ببساطة‬ ‫فهمه‬ ‫يجوز‬ ‫ال‬ ‫الدين‬ ‫في‬ ‫ية‬‫ر‬‫نظ‬ ‫إعداد‬ ‫فإن‬ ‫السبب‬ ‫ولهذا‬ .‫ية‬‫ر‬‫نظ‬ ‫تصورات‬
‫أنه‬
‫املخططات‬ ‫جميع‬ ‫في‬)‫(تعسفي‬ ‫ي‬‫اختيار‬ ‫عنصر‬ ‫ثمة‬ ،
ً
‫ثانيا‬ .‫دامغة‬ ‫وقائع‬ ‫إلى‬‫يستند‬ ‫تعميم‬
‫العامة‬ ‫النظرية‬ ‫إلى‬ ‫ل‬‫الوصو‬ ‫املمكن‬ ‫من‬ ‫بأنه‬ ‫اض‬‫ر‬‫االفت‬
ً
‫صحيحا‬ ‫ليس‬ ‫وعليه‬ ،‫التصنيفية‬
‫املنهج‬‫طريق‬‫عن‬‫للدين‬
‫ائي‬‫ر‬‫االستق‬
(

)
‫استطعنا‬‫أننا‬‫لو‬‫حتى‬،‫األهم‬‫هو‬‫وهذا‬،
ً
‫ثالثا‬.‫الصارم‬
‫بواسطة‬‫األديان‬‫جميع‬‫على‬‫تطبيقها‬‫يمكن‬‫الخصائص‬‫من‬‫مجموعة‬‫على‬‫ل‬‫الحصو‬
‫الوصف‬
.‫الدين‬ ‫في‬‫نظرية‬ ‫لدينا‬ ‫ن‬‫يكو‬ ‫لكي‬ ‫كاف‬ ‫غير‬‫فهذا‬،‫الوصفي‬ ‫والتعميم‬
‫تعميمات‬‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫تعتبر‬‫ال‬
‫املخيلة‬‫على‬‫تعتمد‬‫يئة‬‫ر‬‫ج‬‫تركيبات‬‫هي‬‫بل‬،‫للوقائع‬
‫تحفزها‬،
‫منطقي‬ ‫بأسلوب‬ ‫والتعميمات‬ ‫الوقائع‬ ‫من‬ ‫ستخلص‬
ُ
‫ت‬ ‫ال‬ ‫لكنها‬ ،‫الوقائع‬ ‫وتعميمات‬ ‫الوقائع‬
‫إجابات‬‫تقدم‬‫مما‬‫أكثر‬‫نظرية‬‫مشكالت‬‫تطرح‬‫والتعميمات‬.‫الوقائع‬‫إلى‬‫ل‬‫ختز‬
ُ
‫ت‬‫وال‬،‫بسيط‬
‫مجرد‬ ‫ال‬ ،‫التفسير‬ ‫هو‬ ‫النظريات‬ ‫هدف‬ ‫وإن‬ .‫نظرية‬
‫يستعان‬ ‫ي‬‫النظر‬ ‫والتفسير‬ .‫الوصف‬
.‫املعطيات‬ ‫لهذه‬"‫الداللة‬‫"نماذج‬‫اح‬‫ر‬‫واقت‬،‫املعطيات‬‫لتنظيم‬ ‫به‬
‫يات‬‫ر‬‫بالنظ‬‫للدين‬‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫مقابلة‬‫إلى‬‫كروسبي‬‫يعمد‬‫ذلك‬‫بعد‬
‫التوضيحية‬
ً
‫أنموذجا‬ ‫علينا‬ ‫تعرض‬ ‫للدين‬ ‫التوضيحية‬ ‫ية‬‫ر‬‫فالنظ‬ .)‫(الشارحة‬
(Model)
‫فرضية‬ ‫أو‬
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
85
‫واملمارسات‬‫واألنظمة‬‫املؤسسات‬‫لعبت‬ َ‫لم‬‫أو‬،‫مرة‬‫ل‬‫ألو‬‫الدين‬‫ظهر‬ َ‫م‬ِ‫ل‬‫إليضاح‬‫مخصصة‬
‫لحظات‬ ‫في‬ ‫الجديدة‬ ‫األديان‬ ‫تظهر‬ ‫ملاذا‬ ‫أو‬ ،‫البشرية‬ ‫تاريخ‬ ‫في‬ ‫الكبير‬ ‫الدور‬ ‫ذلك‬ ‫الدينية‬
،"‫الدين‬ ‫"أسباب‬ ‫في‬ ‫ينحصر‬ ‫التوضيحية‬ ‫للنظرية‬ ‫ئيس‬‫ر‬‫ال‬ ‫واالهتمام‬ .‫الزمن‬ ‫من‬ ‫معينة‬
‫يجوز‬‫لذلك‬
‫نس‬‫أن‬‫لنا‬
‫السببية‬‫ية‬‫ر‬‫"النظ‬‫ميها‬
(Causality)
ً
‫أيضا‬‫يمكنها‬‫ية‬‫ر‬‫النظ‬‫وهذه‬."‫للدين‬
‫أن‬
‫بعض‬‫تتضمن‬‫وهي‬.‫أسبابه‬‫تحليل‬‫على‬‫معتمدة‬‫الدين‬‫طبيعة‬‫عن‬‫ما‬‫يء‬ ‫ش‬‫ل‬‫قو‬‫ل‬‫تحاو‬
‫حضور‬ ‫إلى‬ ‫يؤدي‬ ‫سوف‬ ‫معينة‬ ‫سببية‬ ‫ظروف‬ ‫غياب‬ ‫أو‬ ‫حضور‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫ما‬ ‫ل‬‫حو‬ ‫التنبؤات‬
‫الفرد‬ ‫حياة‬ ‫في‬‫الدين‬ ‫من‬ ‫محدد‬‫نموذج‬ ‫أو‬ ‫الدين‬
.‫عنها‬ ‫غيابه‬‫أو‬ ،‫املجتمع‬‫أو‬
‫من‬‫هو‬‫األسباب‬‫هذه‬‫ي‬ ‫فتقص‬.‫بأسبابه‬‫تعنى‬‫ال‬‫للدين‬‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬‫ية‬‫ر‬‫النظ‬‫إن‬
‫اختصاص‬
‫التي‬ ‫"املشكلة‬ ‫إن‬‫ذلك‬ ‫في‬‫كروسبي‬ ‫ل‬‫يقو‬ .‫للفلسفة‬
ً
‫اختصاصا‬ ‫كونه‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫العلم‬
‫تطرحها‬
‫حضور‬ ‫سبب‬ ‫بإيضاح‬ ‫تتعلق‬ ‫التي‬ ‫املشكلة‬ ‫ليست‬ ‫للدين‬ ‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬
‫في‬ ‫الدين‬
‫حياة‬
"
ً
‫دينيا‬ ‫يعتبر‬ ‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫جوانب‬ ‫من‬
ً
‫جانبا‬ ‫بأن‬ ‫ل‬‫القو‬ ‫يعني‬ ‫ماذا‬ ‫مشكلة‬ ‫بل‬ ،‫البشر‬
(
2
)
.
‫تسلكه‬ ‫الذي‬ ‫السبيل‬ ‫هو‬ ‫ليس‬ ‫الدين‬ ‫طبيعة‬ ‫في‬ ‫نظرية‬ ‫إلى‬ ‫ل‬‫للوصو‬ ‫األسباب‬ ‫في‬ ‫فالبحث‬
‫ل‬ ‫نوضح‬ ‫أن‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫أنه‬ ‫كروسبي‬ ‫ويحسب‬ .‫التفسيرية‬ ‫النظرية‬
‫ـ‬
‫من‬ ‫أو‬ ،‫الدين‬ ‫يوجد‬ ‫ماذا‬
‫أن‬ ‫أجل‬
‫نوضحه؛‬ ‫أن‬ ‫نريد‬ ‫عما‬
ً
‫نظريا‬
ً
‫تصورا‬ ‫نمتلك‬ ‫أن‬
ً
‫مسبقا‬ ‫علينا‬ ‫يتعين‬ ‫بظهوره‬ ‫نتنبأ‬
.‫ذاته‬ ‫الدين‬‫ماهية‬‫عن‬
ً
‫تصورا‬ ‫نمتلك‬ ‫أن‬‫أي‬
‫أن‬ ‫ي‬‫الضرور‬ ‫من‬ ‫أنه‬ ‫ى‬‫وير‬ .‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫من‬ ‫نماذج‬ ‫عدة‬ ‫كروسبي‬ ‫يبين‬
‫تتضمن‬
ً
‫وتبعا‬ ،‫املثمرة‬ ‫العناصر‬ ‫أفضل‬ ‫للدين‬ ‫املوافقة‬ ‫التفسيرية‬ ‫النظرية‬
‫تعدل‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫لذلك‬
.‫النظريات‬‫هذه‬‫من‬‫نموذج‬ ‫كل‬ ‫نقائص‬‫عن‬
‫الديني‬‫االهتمام‬‫تصور‬‫التي‬"‫الية‬‫ز‬‫"االخت‬‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫بدء‬‫ذي‬‫بادئ‬‫كروسبي‬‫يرفض‬
‫لإلنسان‬
‫يصور‬‫فقد‬.‫االهتمام‬‫لذلك‬‫العميقة‬‫األسس‬‫تعتبر‬‫ى‬‫أخر‬‫مصالح‬‫أو‬‫آخر‬‫اهتمام‬‫من‬
ً
‫فرعا‬
‫أو‬ ‫الفلسفة‬‫أو‬ ‫العلم‬ ‫أو‬‫األخالق‬‫أو‬‫الفن‬‫تجاه‬ ‫تابع‬ ‫يء‬ ‫كش‬‫النموذج‬ ‫هذا‬ ‫نظريات‬‫في‬‫الدين‬
‫بين‬‫املتنوعة‬‫العالقات‬‫تعكس‬‫أن‬‫تستطيع‬‫ال‬‫الية‬‫ز‬‫االخت‬‫يات‬‫ر‬‫والنظ‬.‫مجتمعة‬‫يجها‬‫ز‬‫مل‬
‫الدين‬
‫واأل‬
‫فيتعين‬‫للدين‬‫التفسيرية‬‫النظرية‬‫أما‬.‫اإلنساني‬‫والنشاط‬‫االهتمامات‬‫من‬‫ى‬‫األخر‬‫نواع‬
‫األثناء‬‫وفي‬،‫اإلنسان‬‫عند‬‫ى‬‫األخر‬‫األساسية‬‫االهتمامات‬‫من‬‫الديني‬‫االهتمام‬‫تميز‬‫أن‬‫عليها‬
.‫قدرها‬‫حق‬ ‫املتبادلة‬ ‫تبعيتها‬ ‫واقعة‬ ‫تقدر‬ ‫أن‬ ‫منها‬ ‫مطلوب‬‫ذاتها‬
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
86
"‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫تتطلع‬
‫نة‬‫ر‬‫مقا‬ ‫الدينية‬ ‫بة‬‫ر‬‫التج‬ ‫طبيعة‬ ‫تحديد‬ ‫إلى‬ "‫يبية‬‫ر‬‫التج‬
‫إياها‬
‫تخولنا‬ ‫التي‬ ‫حاالته‬ ‫مزيج‬ ‫أو‬ ‫للوعي‬ ‫املحددة‬ ‫الحالة‬ ‫وتصف‬ ‫وتميز‬ .‫ى‬‫األخر‬ ‫التجارب‬ ‫بأنواع‬
‫نظرتها‬‫هو‬ ‫التجريبية‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫على‬‫يؤخذ‬‫ما‬‫لكن‬.‫متدينين‬‫يختبرونها‬‫الذين‬ ‫الناس‬ ‫اعتبار‬
‫"الدا‬‫للجانب‬‫املفرطة‬‫وحماستها‬‫الضيقة‬
‫موضوعي‬‫بجانب‬‫يتمتع‬‫فالدين‬.‫الدين‬‫من‬"‫خلي‬
‫أن‬‫للدين‬‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬‫ية‬‫ر‬‫النظ‬‫على‬‫ويتوجب‬.‫ي‬ ‫شخص‬‫وآخر‬‫كوني‬‫جانب‬‫أو‬،‫ذاتي‬‫وآخر‬
‫تأخذ‬
‫النظرية‬ ‫معايير‬ ‫أحد‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫إليه‬ ‫النظر‬ ‫يمكن‬ ‫ما‬ ‫هذا‬ ‫ولعل‬ ،‫الجانبين‬ ‫كال‬ ‫االعتبار‬ ‫بعين‬
.‫للدين‬‫التفسيرية‬
‫"األنطو‬‫التفسيرية‬‫النظرية‬‫أما‬
‫بنوع‬‫"االهتمام‬‫لة‬‫ز‬‫بمن‬‫الديني‬‫االهتمام‬‫فتصور‬"‫لوجية‬
‫يتركز‬،‫آخر‬‫بمعنى‬."‫خاصة‬‫أساسية‬‫بصفات‬‫تتمتع‬‫التي‬‫األنطولوجية‬‫الجواهر‬‫من‬‫محدد‬
‫وتنزع‬..."‫العلوية‬‫"الكائنات‬،"‫"األرواح‬،"‫"اآللهة‬،"‫"هللا‬‫مثل‬‫جواهر‬‫على‬‫هنا‬‫االهتمام‬
‫النظرية‬
‫ا‬‫"للكائنات‬‫اتب‬‫ر‬‫م‬‫وضع‬‫إلى‬‫األنطولوجية‬
‫العلوية‬‫الجواهر‬‫على‬‫التركيز‬‫أن‬‫غير‬."‫لعلوية‬
‫ي‬ ‫يفض‬
‫ن‬‫الز‬‫وبوذية‬‫القديمة‬‫البوذية‬‫مثل‬‫دينية‬‫منظومات‬‫إهمال‬‫إلى‬
(**)
‫ية‬‫ر‬‫النظ‬‫لكن‬.‫وغيرها‬
‫التفسيرية‬
‫الدين‬‫اسة‬‫ر‬‫د‬‫عند‬‫مطابقة‬‫كلية‬‫إنتاج‬‫فهدفها‬،"‫التفكير‬‫"محلية‬‫ن‬‫تكو‬‫أن‬‫يمكنها‬‫ال‬‫للدين‬
.‫اته‬‫ر‬‫تمظه‬ ‫جميع‬ ‫في‬
‫بالنسبة‬ ‫الدين‬ ‫ي‬ ‫يمس‬ ‫التي‬ ‫الغايات‬ ،
ً
‫أوال‬ ،"‫"الوظيفية‬ ‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬ ‫الدين‬ ‫نظرية‬ ‫وتبين‬
ً
‫ثانيا‬،‫وتسعى‬،‫أداة‬‫لها‬
‫االهتمام‬‫موضوع‬‫يلعبه‬‫الذي‬‫الدور‬‫ذلك‬‫على‬‫الضوء‬‫إلقاء‬‫إلى‬،
‫الديني‬
.‫اإلنسان‬‫لهذا‬‫يتبدى‬ ‫كما‬ ‫ن‬‫الكو‬ ‫وفي‬ ‫املتدين‬‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫في‬
‫"الوظيفة‬‫نسميه‬‫أن‬‫يمكن‬‫ين‬‫ر‬‫األخي‬‫هذين‬‫من‬‫ل‬‫األو‬‫املدخل‬
-
‫والثاني‬،"‫الغاية‬
‫"الوظيفة‬
-
‫الوظيفة‬ ‫نظريات‬ ‫على‬ ‫يؤخذ‬ ‫ما‬ ‫إن‬ ."‫الدور‬
-
‫الغاي‬
‫أكثر‬ ‫توضيحية‬ ‫نظريات‬ ‫أنها‬ ،
ً
‫أوال‬ ،‫هو‬ ‫ة‬
‫اإلنسان‬‫حياة‬‫في‬‫ورسوخه‬‫الدين‬‫حضور‬‫لتوضيح‬‫عادة‬‫تستخدم‬‫فهي‬‫ية؛‬‫ر‬‫تفسي‬‫منها‬
.‫واملجتمع‬
‫بل‬ ،‫بذاته‬ ‫موجود‬ ‫يء‬ ‫كش‬ ‫لألديان‬ ‫تفسيرها‬ ‫بسط‬ ‫على‬ ‫قادرة‬ ‫غير‬ ‫النظريات‬ ‫هذه‬ ‫إن‬ ،
ً
‫ثانيا‬
.‫أكثر‬‫ال‬
ً
‫أداتيا‬
ً
‫طابعا‬‫يمتلك‬ ‫يء‬ ‫كش‬‫تتصورها‬
‫أما‬
‫الوظيفة‬‫يات‬‫ر‬‫نظ‬
-
‫على‬
ً
‫دورا‬‫أو‬‫وظائف‬‫تسبغ‬‫مقوالت‬‫فتستخدم‬‫للدين‬‫الدور‬
‫موضوع‬
‫معنية‬ ‫املقوالت‬ ‫هذه‬ ‫بين‬ ‫املشتركة‬ ‫النظرية‬ ‫ابطة‬‫ر‬‫وال‬ .‫صفات‬ ‫إليه‬ ‫تنسب‬ ‫ال‬ ‫لكنها‬ ،‫الدين‬
.‫الدينية‬ ‫املوروثات‬‫بين‬ ‫ق‬‫الفار‬ ‫بإقامة‬ ‫تسمح‬ ‫وهي‬ ."‫الديني‬ ‫االهتمام‬‫"طبيعة‬‫بتبيان‬
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
87
‫بالتفص‬‫وقفنا‬‫لقد‬
‫إحدى‬‫تعد‬‫يته‬‫ر‬‫نظ‬‫ألن‬‫وذلك‬‫املنهجية‬‫كروسبي‬‫أفكار‬‫على‬‫يل‬
‫النظريات‬
‫ال‬‫لكن‬.‫املنهجية‬‫للقضايا‬
ً
‫ا‬‫ر‬‫كبي‬
ً
‫اهتماما‬‫تعير‬‫التي‬،‫املعاصرة‬‫الدين‬‫فلسفة‬‫في‬
ً
‫جدا‬‫القليلة‬
‫بد‬
‫للمسألة‬ ‫حل‬ ‫إلى‬ ‫لمع‬ُ‫ي‬ ‫ال‬ ‫رحابته‬ ‫كل‬ ‫مع‬ ‫املنهجي‬ ‫التفكير‬ ‫هذا‬ ‫بأن‬ ‫ذاته‬ ‫اآلن‬ ‫في‬ ‫التنويه‬ ‫من‬
‫الرئيسة‬ ‫املنهجية‬
،
ً
‫واضحا‬
ً
‫تحديدا‬ ‫بالالهوت‬ ‫عالقتها‬ ‫تحديد‬ ‫وهي‬ ‫أال‬ ،‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫في‬
‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬‫يات‬‫ر‬‫"النظ‬‫تتطابق‬ ً‫بم‬‫أو‬‫تختلف‬ َ‫بم‬‫نفهم‬‫أن‬‫الصعب‬‫من‬‫وأنه‬‫السيما‬
"‫األنطولوجية‬
.‫الالهوتي‬ ‫الديني‬‫البحث‬ ‫بها‬‫يقوم‬ ‫التي‬‫الدين‬ ‫ملوضوعات‬ ‫املقارنة‬ ‫اسة‬‫ر‬‫والد‬ ‫للدين‬
‫ا‬ ‫االهتمام‬ ‫طبيعة‬ ‫تتحدد‬
‫ار‬‫ر‬‫إق‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ،‫كروسبي‬ ‫تصور‬ ‫في‬ ،‫اإلنسان‬ ‫عند‬ ‫لديني‬
‫الخصائص‬
(Characters)
‫خصوصية‬ ‫وتتلخص‬ .‫االهتمام‬ ‫هذا‬ ‫ملوضوع‬ ‫الوظيفية‬
‫عن‬ ‫الكشف‬ ‫يعني‬ ‫الديني‬ ‫االهتمام‬ ‫موضوع‬ ‫تحديد‬ ‫بأن‬ ‫كروسبي‬ ‫يتبعها‬ ‫التي‬ ‫الطريقة‬
‫الخصائص‬
‫الكشف‬ ‫ال‬ ،‫والضرورة‬ ‫بالكلية‬ ‫تتمتع‬ ‫التي‬ ‫املوضوع‬ ‫لهذا‬ ‫الوظيفية‬
‫صفات‬ ‫عن‬
(Attributes)
.‫املختلفة‬‫الديانات‬ ‫في‬‫تتبدى‬ ‫كما‬‫لإللوهية‬‫وثابتة‬‫دائمة‬
‫الوظيفة‬‫نموذج‬‫من‬‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬‫ية‬‫ر‬‫النظ‬‫تبينها‬‫الوظيفية‬‫الخصائص‬‫هذه‬
-
‫فهي‬.‫الدور‬
‫تزودنا‬
‫ن‬‫تكو‬‫املجموعة‬‫وهذه‬.‫األديان‬‫جميع‬‫ملوضوعات‬‫الوظيفية‬‫املحموالت‬‫من‬‫بمجموعة‬
‫عامة‬
‫حين‬ ‫في‬ ،‫مشتركة‬
‫ذاته‬ ‫دين‬ ‫"فلكل‬ .‫ذاك‬ ‫أو‬ ‫الدين‬ ‫لهذا‬
ً
‫تبعا‬ ‫يتغير‬ ‫املوضوع‬ ‫أن‬
(Subject)
‫املميزة‬
-
"..."‫"هللا‬،"‫"أرموزد‬،"‫اهما‬‫ر‬‫"ب‬،"‫"نيرفانا‬،"‫"يهوه‬
(
3
)
‫الوظيفية‬‫املحموالت‬‫وتبرز‬.
‫كمقوالت‬
‫الوظيفة‬‫نوع‬‫من‬‫التفسيرية‬‫الدين‬ ‫لنظرية‬
-
.‫الدور‬
‫موضوع‬‫على‬‫للداللة‬"‫"الذات‬‫مفهوم‬‫يستخدم‬‫كروسبي‬‫أن‬‫إلى‬‫االنتباه‬‫لفت‬‫يجب‬‫هنا‬
‫التي‬ ‫اإللهية‬ ‫الحقيقة‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫الديانات‬ ‫في‬ ‫يدرك‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫للداللة‬ ‫أي‬ ‫الدين؛‬
‫يحدد‬
‫يميز‬ ‫عام‬ ‫بوجه‬ "‫"الذات‬ ‫ملفهوم‬ ‫االستخدام‬ ‫وهذا‬ .‫ذاك‬ ‫أو‬ ‫الدين‬ ‫هذا‬ ‫تكوين‬ ‫منها‬ ‫املوقف‬
‫وخ‬،‫الديني‬‫البحث‬
.‫الدين‬‫فينومينولوجيا‬
ً
‫صوصا‬
‫أن‬‫مجتمعة‬‫عليها‬‫يتعين‬‫أساسية‬‫مقوالت‬‫بست‬‫ار‬‫ر‬‫اإلق‬‫على‬‫كروسبي‬‫تصور‬‫تكز‬‫ر‬‫ي‬
‫تفسر‬
‫يؤكده‬‫ما‬ ‫وهذا‬.‫الجماعة‬‫أو‬ ‫للفرد‬‫بالنسبة‬ ‫الديني‬ ‫االهتمام‬‫موضوع‬ ‫يمتلكها‬‫التي‬‫األهمية‬
‫موج‬‫االهتمام‬‫هذا‬‫ن‬‫يكو‬‫عندما‬
ً
‫دينيا‬‫يعد‬‫"االهتمام‬‫بأن‬‫كروسبي‬‫ل‬‫قو‬
‫ما‬‫يء‬ ‫ش‬‫نحو‬
ً
‫ها‬
‫يضطلع‬
‫املوضوع‬‫ن‬‫يكو‬ ‫أن‬‫أجل‬‫ومن‬ .‫ية‬‫ر‬‫النظ‬‫هذه‬‫فيه‬‫تحدده‬ ‫الذي‬ ‫بالشكل‬ ‫الدور‬‫بتأدية‬
ً
‫موضوعا‬
‫جزء‬‫مجرد‬‫ال‬،‫النظرية‬‫إليه‬‫تومئ‬‫الذي‬‫الدور‬‫كامل‬‫يؤدي‬‫أن‬‫عليه‬‫يتعين‬‫الديني‬‫لالهتمام‬
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
88
‫الشخ‬ ‫الجانبين‬ ‫من‬ ‫ظهرها‬ُ‫وي‬ ،‫الست‬ ‫املقوالت‬ ‫من‬
ً
‫كال‬ ‫ظهر‬ُ‫ي‬ ‫أنه‬ ‫يعني‬ ‫وهذا‬ .‫منه‬
‫ي‬ ‫ص‬
"‫السواء‬ ‫على‬ ‫والكوني‬
(
4
)
.
‫في‬ ‫عداه‬ ‫ما‬ ‫جميع‬ ‫بالتضاد‬ ‫يقابل‬ ‫الديني‬ ‫املوضوع‬ ‫إن‬ ."‫"التفرد‬ ‫هي‬ ‫األولى‬ ‫املقولة‬
.‫ى‬‫األخر‬‫والفكر‬‫التجربة‬‫أوجه‬‫جميع‬‫عن‬
ً
‫جذريا‬‫منفصل‬‫كموضوع‬‫ك‬َ‫در‬ُ‫ي‬‫وهو‬،‫الفرد‬‫حياة‬
‫واملوضوع‬.‫كل‬‫هو‬‫حيث‬‫من‬‫ن‬‫الكو‬‫اء‬‫ز‬‫بإ‬‫أو‬‫ن‬‫الكو‬‫في‬
ً
‫تماما‬‫مميز‬‫مكان‬‫املوضوع‬‫لهذا‬‫د‬َ‫فر‬ُ‫وي‬
‫أو‬ ‫الخاص‬ ‫منشئه‬ ‫بحكم‬
ً
‫يدا‬‫ر‬‫ف‬‫ن‬‫يكو‬ ،
ً
‫مثال‬ ،‫مختلفة‬ ٍ
‫بمعان‬
ً
‫يدا‬‫ر‬‫ف‬‫ن‬‫يكو‬ ‫أن‬ ‫يمكنه‬
‫النعدام‬
‫ق‬‫"فو‬،"‫"املطلق‬‫مثل‬‫بصفات‬‫الدين‬‫لغة‬‫في‬‫ادة‬‫ر‬‫الف‬‫هذه‬‫عن‬‫يعبر‬.‫باملطلق‬‫املنشأ‬
،"‫الطبيعي‬
‫"الال‬
."‫اإلطالق‬‫على‬ ‫"اآلخر‬ ،"‫"املتعالي‬ ،"‫"الالمشروط‬ ،"‫نهائي‬
‫فمن‬.‫عداه‬‫ما‬‫سائر‬‫على‬‫ق‬‫ليتفو‬‫الديني‬‫املوضوع‬‫إن‬."‫"األولية‬‫هي‬‫الثانية‬‫املقولة‬
‫الناحية‬
‫كحقيقة‬‫إليه‬‫نظر‬ُ‫ي‬‫الكونية‬‫الناحية‬‫ومن‬ ،‫مشروطة‬ ‫غير‬ ‫بأسبقية‬ ‫يتمتع‬ ‫الشخصية‬
،‫نهائية‬
‫يتوق‬ ‫عليه‬ ‫أصلي‬ ‫مبدأ‬ ‫أو‬ ‫وكقوة‬
‫ر‬َ‫ويعب‬ .‫النسبي‬ ‫وضعه‬ ‫يء‬ ‫ش‬ ‫كل‬ ‫يستمد‬ ‫ومنه‬ ‫يء‬ ‫ش‬ ‫كل‬ ‫ف‬
..."‫القدرة‬‫"كلي‬ ،"‫"الرب‬،"‫"األسمى‬ ،"‫"األعلى‬‫مثل‬‫بصفات‬ ‫املقولة‬‫هذه‬ ‫عن‬
‫والحال‬ ‫اعتباره‬‫يجوز‬‫ال‬،‫األولية‬ ‫من‬‫مجرد‬‫لكنه‬ ،‫يدة‬‫ر‬‫ف‬‫بأهمية‬ ‫يتمتع‬
ً
‫موضوعا‬‫إن‬
‫هذه‬
‫ا‬‫األولية‬‫وإن‬‫هذا‬.
ً
‫أيضا‬‫صحيح‬‫والعكس‬،
ً
‫دينيا‬
ً
‫موضوعا‬
‫تؤدي‬‫ال‬‫صاعد‬‫نسق‬‫في‬‫لبسيطة‬
‫أو‬‫إقصاء‬‫تعني‬‫ال‬‫موضوعه‬‫وأولية‬‫الديني‬‫االهتمام‬‫أولية‬‫أن‬‫بيد‬.‫املطلوب‬‫الوضع‬‫إلى‬
‫إخضاع‬
‫قيد‬‫ن‬‫دو‬‫من‬،‫والفلسفية‬‫واألخالقية‬‫والجمالية‬‫العلمية‬،‫ى‬‫األخر‬‫الثقافية‬‫االهتمامات‬
.‫شرط‬ ‫وال‬
‫الدي‬‫فاملوضوع‬."‫الكلي‬‫"النفاذ‬‫هي‬‫الثالثة‬‫املقولة‬
"‫وحميمة‬‫جوهرية‬‫"بصورة‬‫ن‬‫يقتر‬‫ني‬
.‫للتعقل‬ ‫قابل‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫حياته‬ ‫عناصر‬ ‫جميع‬ ‫يربط‬ ‫إنه‬ ،‫الفرد‬ ‫حياة‬ ‫جوانب‬ ‫من‬ ‫جانب‬ ‫بكل‬
‫األنا‬ ‫في‬ ‫العميقة‬ ‫الطبقات‬ ‫بين‬ ‫تنشأ‬ ‫التي‬ ‫الصلة‬ ‫"إن‬ .
ً
‫كال‬ ‫بوصفه‬ ‫ن‬‫الكو‬ ‫يكمل‬
ً
‫أيضا‬ ‫وهو‬
‫اإلنسا‬ ‫ومكان‬ ‫العالم‬ ‫عن‬
ً
‫موحدا‬
ً
‫تصورا‬ ‫املتدين‬ ‫الشخص‬ ‫تعطي‬ ‫الواقع‬ ‫ونواة‬
"‫فيه‬ ‫ن‬
(
5
)
.
..."‫يء‬ ‫ش‬ ‫بكل‬‫"املحيط‬ ،"‫"املحايث‬ ،"‫الوجود‬ ‫"كلي‬ ‫بصفات‬ ‫املقولة‬ ‫هذه‬ ‫ترجم‬
ُ
‫وت‬
‫ال‬
‫ـ‬
‫ال‬ ‫هذه‬ ‫"تذكرنا‬ ."‫ى‬‫"التقو‬ ‫هي‬ ‫ابعة‬‫ر‬‫ال‬ ‫مقولة‬
‫ـ‬
‫بال‬ ‫االهتمام‬ ‫بأن‬ ‫مقولة‬
‫ـ‬
‫الديني‬ ‫موضوع‬
‫املؤمن‬ ‫حياة‬ ‫ى‬‫التقو‬ ‫توجه‬ .‫والوطيدة‬ ‫السامية‬ ‫الصالح‬ ‫بقوة‬ ‫أو‬ ‫بالصالح‬ ‫اهتمام‬ ‫هو‬
‫وتحدد‬
"‫املصير‬‫هذا‬‫بتحقيق‬‫وتعشمه‬‫مصيره‬
(
6
)
،"‫"الصالح‬‫صفات‬‫املقولة‬‫هذه‬‫عن‬‫وتعبر‬.
،"‫"العادل‬
..."‫"املنعم‬ ،"‫ص‬ِ‫"املخل‬ ،"‫"املحب‬
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
89
‫وهي‬.‫للزمان‬‫الديني‬‫املوضوع‬‫خضوع‬‫عدم‬‫ظهر‬
ُ
‫ت‬‫إنها‬."‫"الديمومة‬‫الخامسة‬‫املقولة‬
‫تمثل‬
‫ا‬ ‫للوجود‬ ‫ي‬ ‫والعرض‬ ‫املتغير‬ ‫الطابع‬ ‫على‬ ‫التغلب‬ ‫إلى‬ ‫النزوع‬
‫الكوني‬ ‫ى‬‫املستو‬ ‫وعلى‬ .‫ي‬‫لبشر‬
‫أنه‬ ‫أو‬ ،‫باملطلق‬ ‫الزمان‬ ‫سيرورة‬ ‫خارج‬ ‫ويوجد‬ ‫الزمان‬ ‫ق‬‫فو‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫الديني‬ ‫املوضوع‬ ‫درك‬ُ‫ي‬
..."‫"األبدي‬،"‫"الدائم‬،"‫"الخالد‬ ‫صفات‬ ‫عنها‬‫وتفصح‬.‫األبد‬ ‫إلى‬ ‫الباقي‬
‫عجز‬‫املقولة‬‫هذه‬‫تمثل‬‫ي‬ ‫الشخص‬‫الجانب‬‫من‬."‫"االحتجاب‬‫السادسة‬‫املقولة‬
‫اإلنسان‬
‫الديني‬‫املوضوع‬‫حضور‬‫بة‬‫ر‬‫تج‬‫وغنى‬‫عمق‬‫عن‬
ً
‫مطابقا‬
ً
‫ا‬‫ر‬‫تعبي‬‫التعبير‬‫عن‬‫املتدين‬
‫وعظمته‬ ،
‫عنها‬‫وتعبر‬.‫ستنفد‬
ُ
‫ت‬‫ال‬‫التي‬‫الديني‬‫املوضوع‬‫ية‬‫ر‬‫س‬‫الكوني‬‫الجانب‬‫من‬‫وتمثل‬.‫وجبروته‬
‫صفات‬
..."‫اسم‬ ‫به‬ ‫يحيط‬‫"ال‬،"‫ك‬َ‫در‬ُ‫ي‬ ‫"ال‬ ،"‫الوصف‬ ‫ق‬‫"يفو‬
‫تصوره‬‫عبر‬‫كروسبي‬‫دونالد‬‫ل‬‫يحاو‬،‫إذن‬
‫االهتمام‬‫ملوضوع‬
ً
‫وصفا‬‫يقدم‬‫أن‬‫هذا‬
‫الديني‬
‫ملوضوعات‬،‫محدد‬‫بمعنى‬،
ً
‫وصفا‬‫يقدم‬‫إنه‬‫أي‬‫بذاته؛‬)‫املوضوع‬‫(أي‬‫مأخوذ‬‫اإلنسان‬‫عند‬
‫ظاهرة‬‫هو‬‫الفلسفية‬‫العمومية‬‫نحو‬‫التوجه‬‫هذا‬‫ومثل‬.‫واملمكنة‬‫القائمة‬‫األديان‬‫جميع‬
‫نادرة‬
.‫املعاصرة‬‫الغربية‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬‫في‬‫ما‬
ً
‫نوعا‬
‫إن‬
‫األديان‬‫جميع‬‫ملوضوع‬‫الوظيفية‬‫الخصائص‬‫بيان‬‫في‬‫كروسبي‬‫به‬‫قام‬‫الذي‬‫العمل‬
‫االتجاه‬‫وصف‬‫بالفعل‬‫يخوله‬‫وهو‬.‫الدين‬‫اسة‬‫ر‬‫د‬‫في‬‫فيه‬‫اء‬‫ر‬‫م‬‫ال‬‫إسهام‬‫لهو‬‫املمكنة‬
‫املوضوعاتي‬
.‫اإلنسان‬‫عند‬ ‫الديني‬ ‫لالهتمام‬
‫عند‬ ‫االهتمام‬ ‫هذا‬ ‫ظهور‬ ‫أسباب‬ ‫تفسير‬ ‫عن‬
ً
‫عامدا‬ ‫يمتنع‬ ‫كروسبي‬ ‫أن‬ ‫غير‬
‫اإلنسان‬
‫التوضيحية‬ ‫بالقيمة‬
ً
‫بالغا‬
ً
‫ضررا‬ ‫يضر‬ ‫الحال‬ ‫بطبيعة‬ ‫وهذا‬ .‫املوضوعاتي‬ ‫توجهه‬ ‫وحقيقة‬
.‫كروسبي‬‫لتحليل‬
‫اهتمام‬ ‫على‬ ‫يحوز‬ ‫الوظيفي‬ ‫الفلسفي‬ ‫التحليل‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫بحثنا‬ ‫الذي‬ ‫النموذج‬ ‫إطار‬ ‫في‬
‫اإلن‬ ‫عند‬ ‫الديني‬ ‫االهتمام‬ ‫ويتلخص‬ .‫الدين‬ ‫ملوضوع‬‫الوظيفية‬ ‫الخصائص‬ ‫بيان‬ ‫بالغ‬
،‫سان‬
‫تتمتع‬‫ما‬‫حقيقة‬‫أو‬‫جوهر‬‫عن‬‫البحث‬‫في‬،‫التحليل‬‫في‬‫يقة‬‫ر‬‫الط‬‫هذه‬‫مع‬‫بالتوافق‬
‫بخصائص‬
‫التي‬ ‫الخصائص‬ ‫هذه‬ ‫عن‬ ‫يكشف‬ ‫أن‬ ‫الوظيفي‬ ‫الفلسفي‬ ‫التحليل‬ ‫على‬ ‫ل‬‫ويعو‬ .‫محددة‬
‫تالزم‬
‫إنه‬ ‫ل‬‫القو‬ ‫يمكن‬ ‫نا‬‫ر‬‫نظ‬ ‫وجهة‬ ‫ومن‬ .‫ظاهر‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫بحسب‬ ،‫للدين‬ ‫موضوع‬ ‫كل‬ ‫بالضرورة‬
‫بظل‬
‫ا‬ ‫التحليل‬ ‫من‬ ‫النوع‬ ‫هذا‬
‫األديان‬ ‫جميع‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫منطقية‬ ‫ذات‬ ‫عن‬ ‫البحث‬ ‫ي‬‫يجر‬ ‫لفلسفي‬
‫الذي‬ ،‫األديان‬ ‫أو‬ ‫الدين‬ ‫موضوع‬ ‫املنطقية‬ ‫الذات‬ ‫حد‬ ‫تحت‬ ‫فهم‬ُ‫وي‬ .‫واملمكنة‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬
‫نظر‬ُ‫ي‬
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
90
‫إنتاجها‬ ‫يعاد‬ ‫املنطقية‬ ‫الذات‬ ‫هذه‬ ‫خصائص‬ .‫ن‬‫باملضمو‬ ‫الغني‬ ‫تعينه‬ ‫عن‬
ً
‫بعيدا‬ ‫هنا‬ ‫إليه‬
‫ال‬ ‫أو‬ ‫الجواهر‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫أي‬ ‫الديانات؛‬ ‫جميع‬ ‫في‬
‫هذه‬ ‫صلب‬ ‫في‬ ‫بها‬ ‫العالقة‬ ‫تكمن‬ ‫التي‬ ‫حقائق‬
.‫الديانات‬
‫الذات‬‫تحوزها‬‫التي‬‫الخصائص‬‫هذه‬‫بأن‬‫التأكيد‬‫الحال‬‫هذه‬‫في‬
ً
‫جدا‬‫الهام‬‫ومن‬
‫املنطقية‬
.‫اإللهية‬‫والحقائق‬‫للجواهر‬‫الغنية‬‫الصفات‬"‫"تغطي‬‫وال‬،‫تستنفد‬‫ال‬‫األديان‬‫لكل‬
‫كانت‬‫فلو‬
‫تلك‬‫أن‬‫يعني‬‫فهذا‬‫وتغطيها‬‫تستنفدها‬
‫سوف‬‫إلهية‬‫كحقائق‬‫األديان‬‫في‬‫املستقرة‬‫الحقائق‬
‫ن‬‫تكو‬
‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫إن‬،‫ذلك‬‫على‬‫عالوة‬.‫لذاته‬‫الدين‬‫فهم‬‫يناقض‬‫هذا‬‫أن‬‫بيد‬.‫بالفعل‬‫متطابقة‬
‫الفلسفية‬
.
ً
‫أصال‬ ‫توجد‬ ‫الحقائق‬‫هذه‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬‫ما‬‫بحث‬ ‫عن‬‫املبدأ‬‫حيث‬ ‫من‬ ‫تمتنع‬ ‫الوظيفية‬
‫الدين‬‫تحليل‬‫من‬‫النوع‬‫لهذا‬‫مبدئي‬‫اختالف‬‫ثمة‬‫ي‬‫الظاهر‬‫التشابه‬‫عن‬‫النظر‬‫بصرف‬
‫يبدو‬ ‫واحدة‬ ‫إلهية‬ ‫حقيقة‬ ‫وجود‬ ‫كمعطى‬‫فيها‬‫يقدم‬ ‫التي‬‫املقارنة‬ ‫الالهوتية‬‫اسات‬‫ر‬‫الد‬ ‫عن‬
‫بالبحث‬ ‫لذلك‬
ً
‫تبعا‬ ‫اسات‬‫ر‬‫الد‬ ‫هذه‬ ‫وتقوم‬ ،‫املتنوعة‬ ‫األديان‬ ‫في‬ ‫مختلفة‬ ‫بصور‬ ‫ل‬
ُ
‫مث‬
َ
‫ت‬ ‫أنها‬
‫ف‬‫املشتركة‬‫العوامل‬‫عن‬
‫وجود‬‫إلى‬‫تشير‬‫أنها‬‫ظن‬ُ‫ي‬‫والتي‬‫املختلفة‬‫الديانات‬‫تصورات‬‫ي‬
‫حقيقة‬
.‫واحدة‬
‫الشروط‬ ‫تحديد‬ ‫إلى‬ ‫يتجه‬ ‫الدين‬ ‫ملوضوع‬ ‫الوظيفي‬ ‫التحليل‬ ‫إن‬ ،‫األمر‬ ‫حقيقة‬ ‫وفي‬
‫التي‬
‫التي‬‫بالخصائص‬‫حقيقة‬‫أي‬‫تمتعت‬‫فإذا‬.‫للدين‬
ً
‫موضوعا‬‫يصبح‬‫أن‬‫جوهر‬‫ألي‬‫فيها‬‫يمكن‬
‫الوظيفي‬ ‫النظرية‬‫إليها‬‫تشير‬
.‫الدين‬ ‫موضوع‬‫بدور‬ ‫تقوم‬ ‫أن‬‫حينئذ‬ ‫يمكنها‬ ،‫ة‬
‫عند‬‫الديني‬‫لالهتمام‬
ً
‫أيضا‬
ً
‫تحديدا‬‫الغالب‬‫في‬‫يعني‬‫الخصائص‬‫هذه‬‫تحديد‬‫إن‬
.‫اإلنسان‬
‫العبادة‬‫يستدعي‬‫أن‬،‫املحددة‬‫الخصائص‬‫من‬‫بمجموعة‬‫يتمتع‬،‫ما‬‫لجوهر‬‫أمكن‬‫فإذا‬
،‫الدينية‬
‫الخصائص‬‫هذه‬‫عن‬‫يبحث‬‫اإلنسان‬‫أن‬‫ذلك‬‫معنى‬
‫عند‬‫ع‬َ‫شب‬ُ‫ي‬‫الذي‬‫واالهتمام‬.‫بالذات‬
‫توافر‬
‫هو‬،‫الخصائص‬‫هذه‬‫بمثل‬‫حقيقة‬‫عن‬‫البحث‬‫في‬‫يظهر‬‫الذي‬‫االهتمام‬،‫الخصائص‬‫هذه‬
‫بالذات‬
‫يكم‬ ‫الذي‬‫االهتمام‬
.‫الدينية‬‫اإلنسان‬‫حياة‬‫أساس‬ ‫في‬‫ن‬
2
-
‫الديني‬‫الفكر‬
:
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
91
‫ال‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬‫في‬‫الوظيفي‬ ‫التحليل‬ ‫من‬،"‫ي‬‫"الفكر‬ ،‫الثاني‬ ‫النموذج‬
‫ـ‬
‫تمثله‬‫معاصرة‬
‫بيرك‬‫باتريك‬.‫ت‬ ‫نظرية‬
(BurkeT.P.)
‫يتطابق‬ ‫هنا‬."‫العفوية‬ ‫"الرؤية‬‫كتابه‬ ‫في‬‫عرضها‬‫التي‬
."‫حياته‬ ‫في‬‫الجاللة‬ ‫عظيم‬‫هو‬ ‫بما‬‫"االهتمام‬ ‫مع‬ ‫اإلنسان‬‫عند‬‫الديني‬‫االهتمام‬
‫فيما‬‫ل‬‫الفضو‬،‫ل‬‫األو‬:‫اإلنسان‬‫حياة‬‫توجه‬‫االهتمام‬‫من‬‫عامة‬‫أشكال‬‫ثالثة‬‫بيرك‬‫يبين‬
‫يت‬
‫الجاللة؛‬‫عظيم‬‫هو‬‫بما‬‫العناية‬،‫الثاني‬‫لألشياء؛‬‫املوضوعية‬،‫الحقيقية‬‫بالحال‬‫علق‬
،‫الثالث‬
.‫والفن‬‫والدين‬‫العلم‬‫في‬‫األمثل‬‫تجسيدها‬‫تلقى‬‫الثالثة‬‫األشكال‬‫وهذه‬.‫بالجمال‬‫االستمتاع‬
.‫األسطورة‬ ‫ضمن‬‫اها‬‫ر‬‫ع‬ ‫تنفصم‬ ‫ال‬ ‫وحدة‬ ‫في‬‫الغابرة‬‫األزمان‬ ‫في‬‫عاشت‬ ‫ولقد‬
‫االهتمام‬‫يتجسد‬
‫الجاللة‬‫عظيم‬‫هو‬‫بما‬
-
‫الديني‬‫االهتمام‬‫أي‬
-
،‫الديني‬‫الفكر‬‫في‬
‫"بالرؤية‬
‫"فالدين‬.‫األديان‬‫تعرضها‬‫التي‬ "‫للحياة‬‫الكلية‬
-
‫بيرك‬‫يؤكد‬
-
"‫للحياة‬ ‫رؤية‬ ‫لنا‬ ‫يقدم‬
(
7
)
.
‫بنية‬‫"تحليل‬ ‫وفي‬ ،‫للحياة‬‫الرؤية‬‫هذه‬‫وظائف‬‫اك‬‫ر‬‫إد‬‫في‬‫الدين‬‫فلسفة‬‫مهمة‬‫وتنحصر‬
‫في‬ ‫تتبدى‬ ‫كما‬ ‫الدين‬ ‫ظاهرة‬
"‫توظيفه‬ ‫أسلوب‬
)
8
(
‫الفلسفية‬ ‫املعرفة‬ ‫ن‬‫تكو‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫عندئذ‬ .
.‫ى‬‫األخر‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫عليها‬ ‫نحصل‬ ‫التي‬ ‫املعرفة‬‫من‬
ً
‫وتجريدا‬ ‫عمومية‬‫أكثر‬‫الدين‬ ‫عن‬
‫وأعطتنا‬
ً
‫معا‬ ‫ائتلفت‬ ،‫التاريخي‬ ‫الفعل‬ ‫من‬ ‫محددة‬ ‫أنواع‬ ‫مجموعة‬ ‫هي‬ ‫الدين‬ ‫وظاهرة‬
‫في‬‫الوظيفة‬‫ووحدة‬."‫"الدين‬‫العامة‬‫التسمية‬‫هذه‬
‫النشاط‬‫أو‬‫الفعل‬‫من‬‫األنواع‬‫هذه‬
،‫يمكن‬
."‫الدين‬ ‫"جوهر‬ ‫نعتبرها‬‫أن‬،‫بيرك‬‫بحسب‬
‫الوظائف‬ ‫هذه‬ ‫وتتلخص‬ .‫أساسية‬ ‫وظائف‬ ‫عدة‬ ‫بأداء‬ ‫للحياة‬ ‫الكلية‬ ‫الدينية‬ ‫الرؤية‬ ‫تقوم‬
.‫اإلنسان‬‫حياة‬ ‫من‬ ‫الغاية‬ ‫أو‬‫ى‬‫املغز‬‫وتبيان‬ ‫الوجود‬‫تفسير‬ ‫في‬
‫ب‬‫يتصل‬‫فيما‬‫بيرك‬‫عند‬‫الرئيسة‬‫الفكرة‬‫تنحصر‬
‫الدين‬‫بأن‬‫للدين‬‫التفسيرية‬‫الوظيفة‬
.‫جاهز‬ ‫كتفسير‬
ً
‫دائما‬ ‫ل‬
ُ
‫مث‬َ‫ي‬ ‫فهو‬ ،‫للوجود‬ ‫الحاضرة‬ ‫الحالة‬ ‫في‬ ‫بحث‬ ‫أو‬ ‫كنظرية‬ ‫يتقدم‬ ‫ال‬
.‫الواقعي‬‫أساسه‬‫من‬‫الدين‬ ‫موقف‬ ‫في‬‫خاص‬ ‫نحو‬ ‫على‬
ً
‫واضحا‬ ‫ذلك‬ ‫ويبدو‬
‫الوجود‬‫وقائع‬‫وتعقل‬‫لبحث‬‫نتيجة‬‫ليست‬‫الدين‬‫يعرضها‬‫التي‬‫الحياة‬‫رؤية‬‫إن‬
‫املوض‬
‫وعي‬
‫من‬‫يبدأ‬‫"الدين‬‫أن‬‫بيرك‬‫يؤكد‬‫إذ‬.
ً
‫تماما‬‫ذلك‬‫من‬‫العكس‬‫على‬‫يبدو‬‫فاألمر‬."‫"القاسية‬
،‫الرؤية‬
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
92
‫يلتمس‬‫سامية‬‫علوية‬‫حقائق‬‫عن‬‫بالبحث‬‫يشرع‬‫ثم‬‫ومن‬،‫األشياء‬‫إلى‬‫النظر‬‫يقة‬‫ر‬‫ط‬‫من‬
‫منها‬
"‫الرؤية‬ ‫هذه‬ ‫تأييد‬
(
9
)
.
‫أ‬‫بانتقاء‬ ،‫بيرك‬ ‫تصور‬ ‫في‬،‫الديني‬‫الفكر‬ ‫يقوم‬ ‫النحو‬ ‫هذا‬ ‫على‬
.‫بنفسه‬ ‫الواقعي‬ ‫ساسه‬
‫هذا‬‫ى‬‫فحو‬‫توافق‬‫التي‬‫وغيرها‬‫يخية‬‫ر‬‫والتا‬‫يقية‬‫ز‬‫امليتافي‬)‫(الحقائق‬‫الوقائع‬‫صطفى‬ُ‫فت‬
‫الدين‬
‫وتنتقي‬.
ً
‫متاحا‬‫الوقائع‬‫هذه‬‫من‬‫كامل‬‫طيف‬‫ن‬‫يكو‬‫ما‬‫وعادة‬.‫للحياة‬‫رؤيته‬‫وتوافق‬،‫ذاك‬‫أو‬
.‫للحياة‬ ‫الرؤية‬ ‫هذه‬ ‫شرعية‬ ‫تؤيد‬ ‫أن‬ ‫يمكنها‬ ‫بعينها‬ "‫لة‬ِ‫ث‬‫مم‬ ‫"وقائع‬ ‫األديان‬
‫انتقائها‬ ‫في‬ ‫للحياة‬ ‫رؤيتها‬ ‫من‬ ‫تنطلق‬ ‫ألنها‬ ‫األديان‬ ‫ندين‬ ‫أن‬ ‫لنا‬ ‫ينبغي‬ ‫ال‬ ‫أنه‬ ‫بيرك‬ ‫يعتقد‬
‫نمتلك‬ ‫ال‬ ‫أننا‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫ير‬‫ر‬‫تب‬ ‫ى‬‫وير‬ .‫وتثبتها‬ ‫الرؤية‬ ‫هذه‬ ‫عن‬ ‫تعبر‬ ‫أن‬ ‫منها‬ ‫يطلب‬ ‫التي‬ ‫للوقائع‬
"‫الحياة‬ ‫"تجربة‬ ‫إلى‬
ً
‫منفذا‬ ‫نمتلك‬ ‫فنحن‬ ."‫الحاسمة‬ ‫"الوقائع‬ ‫إلى‬
ً
‫ا‬‫ر‬‫ومباش‬
ً
‫صريحا‬
ً
‫منفذا‬
‫ومنظم‬‫متكامل‬‫تفسير‬‫يعوزه‬‫الذي‬‫الفرد‬‫إن‬.‫ومشتركة‬‫عامة‬‫ما‬‫نظر‬‫وجهة‬‫إلى‬،‫فقط‬
‫للحياة‬
‫ال‬ ‫من‬
‫بنفسه‬ ‫التفسير‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫يضع‬ ‫أن‬ ،
ً
‫أصال‬ ‫املمكن‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫هذا‬ ،‫عليه‬ ‫صعب‬
.
‫"ووظيفة‬ ،‫املتصارعة‬ ‫النظر‬‫وجهات‬ ‫من‬‫وضع‬ ‫في‬،‫ومتعاقبة‬ ‫متقلبة‬‫أوضاع‬‫في‬‫يعيش‬ ‫فهو‬
‫إضافة‬ ،‫يبدو‬ ‫عام‬ ‫بتفسير‬ ‫ويتقدم‬ ،‫ى‬ ‫الفوض‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫والتجانس‬ ‫النظام‬ ‫دخل‬ُ‫ي‬ ‫أن‬ ‫الدين‬
"
ً
‫ومقنعا‬
ً
‫ابطا‬‫ر‬‫مت‬ ،‫ذلك‬ ‫إلى‬
(
10
)
.
‫العام‬‫التفسير‬‫من‬،‫الحياة‬‫رؤية‬‫من‬‫االنتقال‬‫بأن‬‫استنتاجه‬‫إلى‬‫بيرك‬‫يصل‬‫وهكذا‬
‫للتجربة‬
."
ً
‫إنسانيا‬‫ي‬‫و"ضرور‬ "
ً
‫منطقيا‬‫"مبرر‬‫انتقال‬ ‫هو‬ ‫الوقائع‬ ‫إلى‬
‫أجل‬ ‫من‬ ‫الالزمة‬ ‫الوقائع‬ ‫اكتشاف‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫باإلحالة‬ ‫نظره‬ ‫وجهة‬ ‫بيرك‬ ‫يعزز‬
‫ذاته‬‫النحو‬ ‫وعلى‬ .‫بأسرها‬ ‫البشرية‬‫تالزم‬ ‫األشياء‬ ‫إلى‬‫النظر‬ ‫في‬‫محددة‬ ‫طريقة‬‫وإثبات‬ ‫تأييد‬
‫على‬‫العزم‬‫أما‬.‫اهين‬‫ر‬‫الب‬‫من‬‫يبدآن‬‫ال‬‫إنهما‬‫الفلسفي؛‬‫والتفكير‬‫العلمي‬‫التفكير‬‫يبدأ‬
‫استخدام‬
‫البرهان‬
،‫العلمي‬ ‫املنهج‬ ‫فإن‬ ‫املعنى‬ ‫وبهذا‬ .‫األشياء‬ ‫رؤية‬ ‫في‬ ‫مبيتة‬ ‫خاصة‬ ‫طريقة‬ ‫عن‬ ‫فيعبر‬
‫عن‬ ‫تكشف‬ ‫التي‬ ‫النقدية‬ ‫الفلسفة‬ ‫شأن‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫شانه‬ ‫أيديولوجيا‬ ‫هو‬ ،‫بيرك‬ ‫ى‬‫ير‬ ‫كما‬
‫وضع‬
.‫إليها‬ ‫أشرنا‬ ‫التي‬‫بالطريقة‬ ‫األشياء‬
‫ب‬ ‫م‬
َ
‫سل‬ُ‫ي‬ ‫ما‬ ‫فإن‬ ‫املباشرة‬ ‫التجربة‬ ‫حدود‬ ‫وراء‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫الخروج‬ ‫عند‬
‫كحقيقة‬ ‫ه‬
(Fact)
‫يمكن‬ ‫ما‬ ‫حدود‬ ‫عن‬ ‫تخرج‬ ‫التي‬ ‫الحاالت‬ ‫مع‬ ‫تتعامل‬ ‫والديانات‬ .‫الذات‬ ‫نظر‬ ‫وجهة‬ ‫تحدده‬
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
93
‫تتمتع‬ ‫هنا‬ ‫النظر‬ ‫وجهة‬ ‫أن‬
ً
‫غريبا‬ ‫فليس‬ .
ً
‫مستطاعا‬ ‫ذلك‬ ‫ن‬‫يكو‬ ‫ما‬ ‫بقدر‬ ،‫مباشرة‬ ‫مالحظته‬
.
ً
‫الحقا‬ ‫فتأتي‬‫املطلوبة‬ ‫والتاريخية‬ ‫امليتافيزيقية‬ ‫الوقائع‬ ‫أما‬ ،‫مطلقة‬ ‫بأولوية‬
‫يب‬
‫ما‬‫مع‬ ‫الدين‬ ‫للغة‬‫الوظيفية‬‫الخصائص‬‫املنطق‬ ‫من‬‫تخلو‬ ‫ال‬‫بصورة‬ ‫بيرك‬ ‫ين‬
‫يميزها‬
‫في‬‫الجاللة‬‫عظيم‬‫هو‬‫بما‬
ً
‫اهتماما‬‫لته‬‫ز‬‫بمن‬‫الديني‬‫االهتمام‬‫لطبيعة‬‫عام‬‫فهم‬‫من‬
.‫الحياة‬
‫ويقيم‬
‫ل‬‫نقو‬‫فقد‬.‫وظيفتها‬‫وبين‬‫القضية‬‫أو‬،‫الظاهرة‬‫أو‬،‫الشكل‬‫بين‬"
ً
‫مبدئيا‬
ً
‫"فارقا‬
‫ما‬
ً
‫شيئا‬
‫اإلشارة‬‫بهدف‬
‫الواقع‬ ‫أن‬‫عنا‬ ‫فهم‬ُ‫ي‬‫أن‬‫ن‬‫دو‬ ‫من‬،‫لألشياء‬ ‫املوضوعية‬‫الحال‬ ‫إلى‬
‫يمتلك‬‫إليه‬ ‫املشار‬
‫بيرك‬‫يسميها‬)‫(األقوال‬‫القضايا‬‫هذه‬‫مثل‬.
ً
‫شخصيا‬‫لنا‬‫بالنسبة‬‫ما‬‫أهمية‬
‫قضايا‬
."‫"واقعية‬
‫ليس‬ ‫لألشياء‬
ً
‫معينا‬
ً
‫وضعا‬‫أن‬‫إلى‬‫اإلشارة‬‫بهدف‬‫بقضية‬ ‫ندلي‬ ‫أن‬‫يمكننا‬ ‫وبالتضاد‬
‫عديم‬
‫ب‬‫الشأن‬
‫أن‬‫بيرك‬‫ويؤكد‬."‫"الجليلة‬‫بالقضايا‬‫تسميتها‬‫يمكن‬‫القضايا‬‫وهذه‬.‫لنا‬‫النسبة‬
‫"القضية‬
‫القضية‬‫وظيفة‬‫ذلك‬‫مع‬‫تؤدي‬‫أنها‬‫حين‬‫في‬،‫الواقعية‬‫القضية‬‫شكل‬‫تتخذ‬‫قد‬
"‫الجليلة‬
(
11
)
.
‫من‬‫الدينية‬‫القضايا‬‫بدت‬‫وإن‬‫حتى‬.‫الثانية‬‫املجموعة‬‫إلى‬‫تنتمي‬‫الدينية‬‫والقضايا‬
‫حيث‬
‫الشكل‬
‫القضايا‬‫تصبح‬‫ال‬،‫ذلك‬‫على‬‫عالوة‬."‫"جليلة‬‫قضايا‬‫تعتبر‬
ً
‫عمليا‬‫فهي‬،"‫"واقعية‬
‫دينية‬
‫أن‬‫يمكنها‬‫ال‬ ،"‫أعلى‬‫كائن‬‫"يوجد‬‫مثل‬‫فقضية‬."‫"جليلة‬‫كقضايا‬‫وظيفتها‬‫أدت‬‫إذا‬‫إال‬
‫تصبح‬
‫قضية‬ ‫على‬ ‫الحديث‬ ‫ي‬‫يجر‬ ‫الحالة‬ ‫هذه‬ ‫وفي‬ ."‫"الجليلة‬ ‫القضية‬ ‫وظيفة‬ ‫أدت‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫دينية‬
‫ميتافيزيقية‬ ‫دينية‬
.‫ي‬ ‫الشخص‬ ‫وضعي‬‫في‬‫األهمية‬ ‫بالغة‬ ‫لحظة‬‫عن‬ ‫تعبر‬
‫اجتماع‬ ‫علم‬ ‫على‬ ‫باإلحالة‬ ‫التفسيرية‬ ‫الدين‬ ‫لوظيفة‬ ‫تحليله‬ ‫تأييد‬ ‫على‬ ‫بيرك‬ ‫يحرص‬
‫يؤكد‬ ‫الذي‬ ،‫املعاصر‬ ‫املعرفة‬
-
‫أيه‬‫ر‬‫ب‬
-
‫بما‬ ،‫ل‬‫األو‬ ‫املقام‬ ‫في‬ ،‫يتصف‬ ‫للبشر‬ ‫مجتمع‬ ‫كل‬ ‫أن‬
‫بلو‬ ‫إلى‬ ‫يسعى‬ ‫التي‬ ‫وبالغاية‬ ‫كمعرفة‬ ‫املجتمع‬ ‫هذا‬ ‫يقره‬
‫يستشهد‬ ‫نظره‬ ‫وجهة‬ ‫وإلثبات‬ .‫غها‬
‫"بمجتمع‬‫بل‬،‫وحسب‬‫املعرفة‬‫بموضوع‬‫ال‬‫وبارتباطها‬،‫للمعرفة‬"‫االجتماعي‬‫"بالطابع‬‫بيرك‬
‫لي‬ْ‫قب‬‫اجتماعي‬‫"بوضع‬‫تتمتع‬‫فاملعرفة‬.
ً
‫أيضا‬"‫املعرفة‬
(APriori)
‫ممكنة‬‫املعرفة‬‫يجعل‬"
‫بوجه‬
.‫حجمها‬‫ذاته‬ ‫الوقت‬ ‫في‬‫ويقيد‬،‫عام‬
‫الوظيفة‬‫تقوم‬‫ذلك‬‫ى‬ ‫وبمقتض‬
‫أي‬‫يقرر‬‫بأن‬،‫بيرك‬‫ى‬‫ير‬‫كما‬،‫الديني‬‫للمجتمع‬‫ئيسة‬‫ر‬‫ال‬
‫معرفة‬
‫نطاق‬ ‫في‬ ‫إال‬ ‫ه‬َ‫يقين‬ ‫للحياة‬ ‫ما‬ ٌ‫تفسير‬ ‫يكتسب‬ ‫وال‬ .‫للحياة‬ ‫األسمى‬ ‫الغاية‬ ‫ويبين‬ ،‫جليلة‬ ‫تعد‬
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
94
‫الفرد‬ ‫حياة‬‫في‬‫التفسير‬ ‫لهذا‬‫ناجع‬‫توظيف‬ ‫أجل‬‫من‬ ‫الالزم‬‫اليقين‬،‫محدد‬‫ديني‬ ‫مجتمع‬
‫الذي‬
.‫املجتمع‬‫ذاك‬‫إلى‬ ‫ينتمي‬
،‫يقينية‬ ‫معرفة‬ ‫القناعة‬‫هذه‬‫تصبح‬ ‫بحيث‬ ،‫الفرد‬‫قناعة‬‫املجتمع‬‫يعزز‬ ‫ومثلما‬
‫كذلك‬
‫من‬
ً
‫وضعا‬‫تكتسب‬‫بل‬،‫وحسب‬‫فردية‬‫غاية‬‫تصبح‬‫ال‬‫املجتمع‬‫يضعها‬‫التي‬‫الغاية‬‫فإن‬
.‫الهيبة‬
‫بين‬‫االختيار‬‫من‬
ً
‫نوعا‬‫نمارس‬‫أن‬‫بوسعنا‬‫كان‬‫إذا‬‫عما‬‫السؤال‬‫يظهر‬‫أن‬‫الطبيعي‬‫ومن‬
‫األديان‬
‫ل‬‫"رؤى‬‫هي‬‫حيث‬‫من‬
‫أن‬‫بيرك‬‫ى‬‫وير‬.‫متوافقة‬‫غير‬‫الحاالت‬‫من‬‫كثير‬‫وفي‬،‫متباينة‬"‫لحياة‬
‫البديل‬
‫الكاملة‬‫النسبية‬‫إلى‬ ‫اللجوء‬ ‫هو‬ ‫االختيار‬‫هذا‬ ‫إمكانية‬ ‫عن‬ ‫الوحيد‬
(Relativism)
.
‫إنما‬،‫الواقعية‬‫العالم‬‫حال‬‫عن‬‫يعبر‬‫كأمر‬‫عملها‬‫تؤدي‬‫ال‬‫الدينية‬‫العقائد‬‫مادامت‬
‫تبلغنا‬
‫للعالم‬
ً
‫محددا‬
ً
‫ا‬‫ر‬‫تفسي‬
‫الدينية‬‫العقائد‬‫ضد‬‫أو‬‫لصالح‬‫تشهد‬‫أن‬‫يمكنها‬‫ال‬‫الوقائع‬‫فإن‬،
‫ل‬‫ويقو‬ .
،‫للحياة‬‫التفسير‬‫صالحية‬‫ظهره‬
ُ
‫ت‬‫الديني‬‫الزعم‬‫كذب‬‫أو‬‫"صدق‬‫إن‬‫الشأن‬‫هذا‬‫في‬‫بيرك‬
‫التي‬
"‫البشرية‬‫لتجربتنا‬‫التفسير‬‫هذا‬‫مطابقة‬‫أو‬،‫صالحية‬‫بذلك‬‫أعني‬،‫الزعم‬‫هذا‬‫عنها‬‫يعبر‬
(
12
)
.
‫محدد‬ ‫لتفسير‬ ‫تفضيلنا‬‫من‬ ‫ونتثبت‬ ‫بها‬ ‫نتحقق‬ ‫التي‬ ‫الوحيدة‬ ‫الوسيلة‬ ‫فإن‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬
‫ال‬‫أنه‬‫بيد‬.‫بة‬‫ر‬‫بالتج‬‫التفسير‬‫نة‬‫ر‬‫مقا‬‫هي‬،‫ذاك‬‫أو‬‫الدين‬‫هذا‬‫علينا‬‫يقترحه‬‫الذي‬،‫للحياة‬
‫توجد‬
،‫ما‬ ‫مجتمع‬ ‫ضمن‬ ‫دوما‬ ‫يعيش‬ ‫فاإلنسان‬ .‫آخر‬ ‫تفسير‬ ‫أي‬ ‫أو‬ ‫املعني‬ ‫التفسير‬ ‫خارج‬ ‫تجربة‬
ْ‫قب‬‫بصورة‬‫يشترط‬‫وهذا‬
‫ال‬‫والتفسير‬‫بة‬‫ر‬‫التج‬‫أن‬‫وبما‬.‫التفسير‬‫خارج‬‫بة‬‫ر‬‫تج‬‫ال‬‫أن‬‫لية‬
،‫ينفصالن‬
‫أو‬ ‫التفسير‬ ‫هذا‬ ‫ضد‬ ‫أو‬ ‫لصالح‬ ‫أدلة‬ ‫ل‬‫حو‬ ‫السؤال‬ ‫عن‬ ‫يح‬‫ر‬‫ص‬ ‫جواب‬ ‫من‬ ‫هنالك‬ ‫فليس‬
‫ذاك‬
.‫بعينه‬‫دين‬‫علينا‬‫يقترحه‬ ‫الذي‬
‫ات‬‫ر‬‫تفسي‬ ‫بين‬ ‫للتصادم‬ ‫أو‬ ‫للمقابلة‬ ‫نتيجة‬ ‫يظهر‬ ‫قد‬ ‫الحقيقة‬ ‫من‬ ‫اب‬‫ر‬‫االقت‬ ‫أن‬ ‫يبقى‬
‫مخت‬
‫بينها‬‫والنقاش‬،
ً
‫ا‬‫ر‬‫كبي‬‫ات‬‫ر‬‫التفسي‬‫في‬‫التنوع‬‫كان‬‫"كلما‬‫بأنه‬‫ل‬‫القو‬‫إلى‬‫بيرك‬‫ويخلص‬.‫لفة‬
‫عن‬ ‫الواقع‬ ‫فيه‬ ‫يكشف‬ ‫الذي‬ ‫باملقدار‬ ‫جالء‬ ‫أشد‬ ‫بالواقع‬ ‫التحكم‬ ‫ي‬ ‫يمس‬ ،‫ويحتد‬ ‫يتعمق‬
"‫برمتها‬‫البشر‬ ‫تجربة‬‫في‬‫نفسه‬
(
13
)
.
‫وجهة‬‫من‬،‫للحياة‬‫الكلية‬‫الدينية‬‫الرؤية‬،‫الديني‬‫الفكر‬‫إن‬
‫بي‬‫ر‬‫الغ‬‫الباحث‬‫نظر‬
‫مطلوب‬ ،
.‫وظائفها‬‫أهم‬‫إحدى‬‫وهذه‬.‫منها‬ ‫الغاية‬ ‫أو‬‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫معنى‬ ‫تبين‬‫أن‬‫منها‬
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
95
‫إلى‬،
ً
‫وثانيا‬‫اإلنسان؛‬‫لحياة‬‫ئيسة‬‫ر‬‫ال‬‫"املشكلة‬‫إلى‬،
ً
‫أوال‬،‫إشارة‬‫ديني‬‫فكر‬‫كل‬‫ويتضمن‬
‫"الوضع‬
،
ً
‫ا‬‫ر‬‫وأخي‬
ً
‫وثالثا‬ ‫املشكلة؛‬ ‫لهذه‬ ‫حل‬ ‫إلى‬ ‫يقود‬ ‫أن‬ ‫بوسعه‬ ‫الذي‬ "‫األمثل‬
‫الطريقة‬ ‫إلى‬ ‫اإلشارة‬
.‫الوضع‬‫هذا‬‫بلوغ‬‫من‬‫تمكن‬ ‫التي‬
‫في‬‫فاألديان‬.‫مختلفة‬‫بأشكال‬"‫اإلنسان‬‫لحياة‬‫ئيسة‬‫ر‬‫ال‬‫"املشكلة‬‫األديان‬‫تتصور‬
‫املجتمعات‬
.‫بالطبيعة‬‫اإلنسان‬‫عالقة‬‫في‬‫املشكلة‬‫هذه‬‫ى‬‫تر‬‫الصينية‬‫الديانات‬‫وكذلك‬،‫البدائية‬
‫والديانات‬
‫و‬ ‫والهندوسية‬ ‫البوذية‬ ،‫الهندية‬
‫املعاناة‬ ‫في‬ ‫للحياة‬ ‫ئيسة‬‫ر‬‫ال‬ ‫املشكلة‬ ‫ى‬‫تر‬ ،‫الجاينية‬
،‫الخالصة‬
،‫واإلسالم‬ ‫واملسيحية‬ ‫اليهودية‬ ،"‫السامي‬ ‫املنشأ‬ ‫"ذات‬ ‫والديانات‬ .‫اإلنسان‬ ‫معاناة‬ ‫في‬
‫وكذلك‬
‫هو‬‫العالم‬‫في‬‫السائد‬‫الظلم‬‫تحسب‬،‫بيرك‬‫بتعبير‬"‫"األخالقية‬‫الديانات‬‫أي‬‫الزرادشتية؛‬
‫املشكلة‬
.‫الرئيسة‬
‫الحياة‬ ‫مشكلة‬ ‫فيه‬ ‫تحل‬ ‫الذي‬ "‫اإلمبيريقي‬ ‫"الوضع‬ ،"‫األمثل‬ ‫"الوضع‬ ‫إلى‬ ‫اإلشارة‬ ‫أما‬
‫لبلوغ‬ ‫الدين‬‫يقترحها‬‫التي‬ ‫ائق‬‫ر‬‫الط‬‫أو‬‫الوسائل‬‫أن‬‫بيد‬.‫الحياة‬‫غاية‬‫فتحدد‬،‫ئيسة‬‫ر‬‫ال‬
‫الوضع‬
‫األهمية‬ ‫لها‬ ‫تعود‬ ،‫الوضع‬ ‫هذا‬ ‫بلوغ‬ ‫وسهولة‬ ‫إمكانية‬ ‫عن‬ ‫تصوراته‬ ،‫أدق‬ ‫وبتعبير‬ ،‫األمثل‬
‫مسأل‬ ‫في‬ ‫ى‬‫الكبر‬
‫ثمة‬ .‫الحياة‬ ‫معنى‬ ‫تحديد‬ ‫في‬ ‫وظيفته‬ ‫ذاك‬ ‫أو‬ ‫الدين‬ ‫هذا‬ ‫يؤدي‬ ‫كيف‬ ‫ة‬
‫ثالثة‬
‫يتعلق‬ ‫فيما‬‫محتملة‬‫استنتاجات‬
:‫اإلنساني‬‫الوجود‬ ‫بمعنى‬
1
)
‫وجود‬‫فهم‬ُ‫ي‬‫الحالة‬‫هذه‬‫في‬.‫مستحيل‬‫كأمر‬‫األمثل‬‫الوضع‬‫بلوغ‬‫إلى‬‫النظر‬‫يمكن‬
‫اإلنسان‬
‫عل‬
.‫بالكامل‬ ‫له‬ ‫معنى‬ ‫وال‬‫عبث‬ ‫أنه‬ ‫ى‬
2
)
‫الوضع‬‫هذا‬‫بلوغ‬
‫هنا‬.‫الشأن‬‫هذا‬‫في‬‫مطلقة‬‫ضمانات‬‫توجد‬‫ال‬‫أنه‬‫غير‬،‫ممكن‬
‫يعترف‬
‫على‬‫بنفسه‬‫قادر‬‫اإلنسان‬‫أن‬‫يؤكد‬‫لكنه‬،‫داخلها‬‫من‬‫للحياة‬‫املميز‬‫املعنى‬‫بغياب‬‫الدين‬
.‫خارجها‬ ‫من‬‫املعنى‬ ‫هذا‬ ‫يعطيها‬ ‫كأنه‬ ،‫معنى‬ ‫الحياة‬‫إكساب‬
3
)
‫ل‬‫معقو‬‫اإلنساني‬‫الوجود‬‫أن‬‫الدين‬‫يعلن‬‫الثالثة‬‫الحالة‬‫في‬،
ً
‫ا‬‫ر‬‫خي‬
‫بصرف‬‫بذاته‬
‫النظر‬
‫االحتماالت‬ ‫هي‬ ‫هذه‬ .
ً
‫مضمونا‬ ‫األمثل‬ ‫الوضع‬ ‫بلوغ‬ ‫مادام‬ ‫وفعله‬ ‫الفرد‬ ‫معرفة‬ ‫عن‬
‫الثالثة‬
‫بين‬‫العالقة‬ ‫بشأن‬ ‫السؤال‬‫عن‬ ‫تقدمها‬ ‫أن‬ ‫األديان‬ ‫بوسع‬‫التي‬ ،‫بيرك‬‫بحسب‬ ،‫للجواب‬
.‫الحياة‬‫غاية‬‫أو‬‫ومعنى‬‫الحياة‬
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
96
‫ف‬ ‫إال‬ ‫وظائفه‬ ‫يؤدي‬ ‫أن‬ ‫يمكنه‬ ‫ال‬ ‫الدين‬ ‫أن‬ ‫البدهي‬ ‫من‬
‫على‬ ‫عالوة‬ .‫ما‬ ‫اجتماعي‬ ‫حيز‬ ‫ي‬
‫بالجوهر‬‫هما‬‫اإلنساني‬‫الوجود‬‫معقولية‬‫طابع‬‫إلى‬‫واإلشارة‬‫الحياة‬‫تفسير‬‫إن‬،‫ذلك‬
‫وظيفتان‬
.‫صريحتان‬ ‫اجتماعيتان‬
‫من‬‫تنبع‬‫إنما‬،‫عرضية‬‫ليست‬‫للدين‬‫املحافظة‬‫االجتماعية‬‫النزعة‬‫أن‬‫بيرك‬‫ويؤكد‬
‫طبيعته‬
‫ال‬‫أنه‬‫إال‬.‫األساسية‬‫وظائفه‬‫ومن‬،‫ذاتها‬
‫الدين‬‫جوهر‬‫بين‬‫ابطة‬‫ر‬‫لل‬
ً
‫مفصال‬
ً
‫فهما‬‫يقدم‬
‫ونزعته‬
‫نتيجة‬ ‫تعد‬ ‫للدين‬ ‫املحافظة‬ ‫النزعة‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫باإلشارة‬ ‫يكتفي‬ ‫فنجده‬ .‫املحافظة‬ ‫االجتماعية‬
‫"اإليجابي‬‫لحكمه‬
(Positive)
."‫لألشياء‬‫القائم‬ ‫النظام‬‫يخص‬ ‫فيما‬
‫كقاعدة‬،‫يبدأ‬‫الدين‬‫أن‬‫بيد‬.‫الدين‬‫جوهر‬‫اإليجابي‬‫الحكم‬‫يشكل‬
‫"الحكم‬‫من‬،‫عامة‬
‫من‬‫يبدأ‬ ،‫املنطقي‬ ‫بناءه‬‫ل‬‫يتناو‬‫األمر‬‫كان‬ ‫لو‬‫فيما‬،‫دين‬ ‫"أي‬‫أن‬‫بيرك‬‫يالحظ‬ ."‫السلبي‬
‫الحكم‬
‫لم‬ ‫للحياة‬ ‫السائدة‬ ‫والرؤية‬ ‫اليوم‬ ‫حتى‬ ‫القائم‬ ‫األشياء‬ ‫وضع‬ ‫بأن‬ ‫الحسم‬ ‫من‬ ،‫السلبي‬
‫يعودا‬
"‫تغيير‬‫إلى‬‫ويحتاجا‬‫مقبولين‬
(
14
)
‫مباشرة‬‫صلة‬‫ذو‬‫هنا‬‫الدين‬‫يقرره‬‫الذي‬‫فهذا‬.
‫حكمه‬‫بقوة‬
.‫األصلي‬‫السلبي‬
‫الحياة‬‫تفسير‬‫ألن‬‫وذلك‬.‫فقط‬‫البداية‬‫في‬‫القوة‬‫هذه‬‫يمتلك‬‫السلبي‬‫الحكم‬‫أن‬‫غير‬
‫الذي‬
‫في‬ ‫الوحدة‬ ‫تأكيد‬ ‫إلى‬ ‫ينزع‬ ‫الدين‬ ‫أن‬ ‫يعني‬ ‫وهذا‬ ،
ً
‫شموليا‬
ً
‫طابعا‬ ‫يحمل‬ ‫الدين‬ ‫يقترحه‬
‫العالم‬
‫اإليج‬‫أي‬‫ر‬‫ال‬‫سيادة‬ ‫إلى‬ ‫يقود‬ ‫الوحدة‬‫إلى‬ ‫الدين‬ ‫ونزوع‬ ،‫واملجتمع‬
.‫السلبي‬ ‫على‬ ‫ابي‬
‫يؤلف‬ ‫أن‬ ‫الدين‬ ‫على‬ ‫ويتوجب‬ .‫اآلخر‬ ‫إلى‬ ‫منهما‬ ‫كل‬ ‫والسلبي‬ ‫اإليجابي‬ ‫أيان‬‫ر‬‫ال‬ ‫يحتاج‬
،"‫تحقيقه‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫"مطلب‬ ‫لعله‬ ‫الذي‬ ،‫املطلب‬ ‫هذا‬ ‫بأن‬ ‫يعترف‬ ‫بيرك‬ ‫لكن‬ .‫ن‬‫بتواز‬ ‫بينهما‬
.‫املوجودة‬ ‫ى‬‫الكبر‬ ‫األديان‬‫من‬‫أي‬‫معه‬ ‫يتفق‬ ‫ال‬
.‫يذكر‬‫اهتمام‬‫ن‬‫دو‬‫من‬‫الديني‬‫الفكر‬‫مشكلة‬‫تبقى‬‫ما‬‫عادة‬‫املعاصرة‬‫الدين‬‫فلسفة‬‫في‬
‫مادام‬،‫الدين‬‫فلسفة‬‫في‬‫أولوية‬‫ذا‬
ً
‫موضوعا‬‫ن‬‫يكو‬‫أن‬‫يجب‬‫الديني‬‫الفكر‬‫أن‬‫الواضح‬‫ومن‬
‫نهاية‬‫ففي‬.‫الواقع‬‫من‬‫الديني‬‫املوقف‬‫عن‬‫واألشمل‬‫األكمل‬‫التعبير‬‫نحسبه‬‫أن‬‫لنا‬‫يحق‬
‫األمر‬
‫اللغة‬‫تعمل‬‫ال‬
‫ى‬‫مستو‬‫على‬‫ذلك‬‫كان‬‫وإن‬‫حتى‬،‫الديني‬‫الفكر‬‫تشكيل‬‫على‬‫إال‬‫الدينية‬
‫املبادئ‬
‫الفلسفية‬‫والصياغات‬‫اكيب‬‫ر‬‫الت‬‫أما‬،‫األساسية‬
-
‫كونها‬‫يعدو‬‫فال‬‫يقية‬‫ز‬‫امليتافي‬‫الالهوتية‬
‫بلورة‬
‫ال‬‫فضيلة‬‫هو‬‫املالمح‬‫محدد‬‫كفكر‬‫الدين‬‫لتحليل‬‫التوجه‬‫فإن‬‫لذا‬.‫الديني‬‫للفكر‬‫فلسفية‬
‫اء‬‫ر‬‫م‬
‫بي‬‫لنظرية‬‫فيها‬
.‫ى‬‫أخر‬‫غربية‬ ‫نظريات‬ ‫مع‬ ‫باملقارنة‬ ‫رك‬
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
97
‫ما‬‫يء‬ ‫بش‬
ً
‫اهتماما‬‫لته‬‫ز‬‫بمن‬‫لإلنسان‬‫الديني‬‫االهتمام‬‫ه‬ ُ‫توصيف‬‫بيرك‬‫ية‬‫ر‬‫نظ‬
َ
‫نواة‬‫يشكل‬
‫جليل‬
‫من‬ ‫الرغم‬ ‫وعلى‬ .‫بمهارة‬ ‫االهتمام‬ ‫لهذا‬ ‫الوظيفية‬ ‫ات‬‫ر‬‫التمظه‬ ‫بيرك‬ ‫صور‬ ‫ولقد‬ .‫الحياة‬ ‫في‬
‫هذ‬ ‫يشكل‬ ‫الذي‬ ‫ما‬
ً
‫تماما‬ ‫املفهوم‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫يبقى‬ ‫ذلك‬ ‫كل‬
‫تسعى‬ ‫وإالم‬ ،"‫الحياة‬ ‫في‬‫"الجليل‬ ‫ا‬
‫نحسب‬‫أن‬‫علينا‬‫يتوجب‬ َ‫م‬ِ‫ل‬‫كذلك‬
ً
‫غامضا‬‫يبقى‬‫البيان‬‫هذا‬‫ن‬‫دو‬‫فمن‬.‫األديان‬‫جميع‬
‫سعي‬
‫التحليل‬ ‫يظهر‬ ‫الصدد‬ ‫وبهذا‬ .
ً
‫دينيا‬
ً
‫واهتماما‬
ً
‫دينيا‬
ً
‫سعيا‬ ‫وجليل‬ ‫سام‬ ‫ما‬ ‫يء‬ ‫ش‬ ‫إلى‬ ‫اإلنسان‬
‫م‬ ‫باملقارنة‬ ‫الخاسر‬ ‫وضع‬ ‫في‬ ‫بيرك‬ ‫لنا‬ ‫يقدمه‬ ‫الذي‬ ‫للدين‬ ‫الفلسفي‬
‫لنا‬ ‫تبين‬ ‫التي‬ ‫األديان‬ ‫ع‬
.‫لإلنسان‬ ‫الديني‬ ‫االهتمام‬‫يتلخص‬ َ‫بم‬
‫أو‬‫الدين‬‫بصدق‬‫املتعلقة‬‫املشكلة‬‫حل‬‫عن‬‫االمتناع‬‫أن‬‫على‬‫بجالء‬‫يشهد‬‫ذلك‬‫وكل‬
‫كذبه‬
.
ً
‫ا‬‫ر‬‫كبي‬
ً
‫انتقاصا‬ ‫الفلسفي‬‫للتحليل‬ ‫التفسيرية‬‫القيمة‬ ‫من‬ ‫النهاية‬ ‫في‬‫ينتقص‬
3
-
‫العامة‬ ‫املالحظات‬‫بعض‬
:
‫أن‬‫بعد‬
‫املعاصر‬‫الوظيفي‬‫الفلسفي‬‫التحليل‬‫التمثيل‬‫أتم‬‫تمثالن‬‫نظريتين‬‫ببحث‬‫قمنا‬
.‫الفصل‬‫هذا‬ ‫بداية‬ ‫في‬‫املتضمنة‬ ،‫التحليل‬‫لهذا‬‫العامة‬‫الخصائص‬‫وصف‬‫سنتابع‬ ،‫للدين‬
‫وال‬ .‫الدين‬‫اسة‬‫ر‬‫د‬ ‫في‬‫التقليدية‬‫ائق‬‫ر‬‫الط‬ ‫إحدى‬‫الوظيفي‬ ‫التحليل‬ ‫يعد‬
‫ـ‬
‫مبدأ‬
‫ال‬
‫ـ‬
‫مؤسس‬
‫تف‬‫هو‬‫التحليل‬‫من‬‫النوع‬‫لهذا‬
‫اإلنسان‬‫بمصالح‬‫بطها‬‫ر‬‫خالل‬‫من‬‫الدينية‬‫الحياة‬‫سير‬
.‫الصريحة‬
‫الوظيفي‬‫والتحليل‬‫الدين‬‫لوظائف‬‫املعاصر‬‫الفلسفي‬‫التحليل‬‫بين‬‫هامة‬‫تباينات‬‫ثمة‬
‫هذا‬‫كان‬.‫عشر‬‫التاسع‬‫ن‬‫القر‬‫في‬
ً
‫وخصوصا‬،‫السابق‬‫في‬‫الديني‬‫البحث‬‫مارسه‬‫الذي‬
‫التحليل‬
‫ا‬ ‫تفسير‬ ‫األساس‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫يعني‬ ‫السابق‬ ‫في‬
‫من‬ ‫عوامل‬ ‫جملة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫الدينية‬ ‫لحياة‬
‫خارج‬
‫عن‬ ‫محكم‬ ‫جواب‬ ‫تقديم‬ ‫ذلك‬ ‫ى‬ ‫اقتض‬ ‫ولقد‬ .‫سيكولوجية‬ ،‫تاريخية‬ ،‫اجتماعية‬ :‫الدين‬
‫التحليل‬ ‫هذا‬ ‫عمل‬ ‫جذرية‬ ‫األكثر‬ ‫صيغته‬ ‫وفي‬ .‫الدينية‬ ‫الحقيقة‬ ‫بطبيعة‬ ‫املتعلق‬ ‫السؤال‬
.‫الديني‬ ‫الوهم‬ ‫تولد‬‫التي‬‫امللموسة‬‫اآلليات‬‫تبين‬ ‫على‬
‫وقد‬ ‫هذا‬
‫تعمية‬ ‫إلنهاء‬ ‫األساسية‬ ‫النقدية‬ ‫الوسيلة‬ ‫غيره‬ ‫ن‬‫دو‬ ‫الوظيفي‬ ‫التحليل‬ ‫مثل‬
.‫اإلنسان‬ ‫لتدين‬ ‫الفعلية‬ ‫األسباب‬ ‫عن‬ ‫الكشف‬ ‫باتجاه‬ ‫نحى‬ ‫أنه‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ،‫وتفنيده‬ ‫الدين‬
.‫الدين‬ ‫صدق‬ ‫ملشكلة‬
ً
‫تماما‬ ‫وصريح‬‫واضح‬ ‫حل‬‫عن‬ ‫تكشف‬ ‫ذلك‬ ‫كل‬
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
98
‫الفلسفي‬‫التحليل‬‫أما‬
-
‫فيختلف‬‫املعاصر‬‫الوظيفي‬‫الديني‬
‫في‬‫التقليدي‬‫التحليل‬‫عن‬
‫املقام‬
‫ي‬ ‫فالتقص‬.‫وصدقه‬‫الدين‬‫طبيعة‬‫بشأن‬‫الفاصلة‬‫االستنتاجات‬‫يتجنب‬‫بأنه‬‫ل‬‫األو‬
‫الفلسفي‬
.‫الدين‬‫صدق‬‫مشكلة‬ ‫عالج‬ ‫بشدة‬‫يرفض‬ ‫الدين‬ ‫لوظائف‬
‫ى‬‫الدعاو‬‫تطابق‬‫أعني‬‫؛‬
ً
‫جانبا‬‫الدين‬‫صدق‬‫مسألة‬‫ترك‬
ُ
‫ت‬‫وكروسبي‬‫بيرك‬‫يتي‬‫ر‬‫نظ‬‫في‬
‫الدينية‬
‫ع‬ ‫إذ‬ ،‫الواقع‬ ‫مع‬
‫حل‬ ‫بأن‬ ‫ذلك‬ ‫ويعلل‬ .‫الدين‬ ‫صدق‬
ً
‫أساسا‬‫فهم‬ُ‫ي‬ ‫بالذات‬ ‫النحو‬ ‫هذا‬ ‫لى‬
‫هذه‬
‫الوظيفية‬‫بة‬‫ر‬‫املقا‬‫صالحيات‬‫في‬‫يدخل‬‫ال‬‫املسألة‬
-
‫حتى‬،‫لذلك‬
ً
‫وطبقا‬.‫للدين‬‫التحليلية‬
‫املكونات‬
.‫العالم‬ ‫عن‬‫معرفية‬‫تأمالت‬ ‫بوصفها‬‫تفهم‬ ‫أن‬‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫للدين‬‫املعتقدية‬
‫جانب‬‫إلى‬،‫بة‬‫ر‬‫املقا‬‫هذه‬‫وتفترض‬
‫تمارس‬‫ألن‬‫بالفلسفة‬‫حاجة‬‫ال‬‫أن‬،‫ى‬‫أخر‬‫أشياء‬
‫التحليل‬
‫عن‬
ً
‫بعيدا‬ ‫الدينية‬ ‫للعقائد‬ ‫أبستيمولوجي‬ ‫بحث‬ ‫فأي‬ .‫الدينية‬ ‫للعقائد‬ ‫األبستيمولوجي‬
‫سياق‬
.‫معنى‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫ليس‬‫اإلنسان‬ ‫احتياجات‬ ‫تلبية‬
‫خاتمة‬
:
‫التي‬ ‫األسباب‬ ‫تحديد‬ ‫عينيها‬ ‫نصب‬ ‫تضع‬ ‫ال‬ ‫املعاصرة‬ ‫الوظيفية‬ ‫النظريات‬ ‫إن‬
‫تجعل‬
‫كانت‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫التطوري‬ ‫التفسير‬ ‫من‬ ‫النوع‬ ‫فهذا‬ .‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫في‬
ً
‫ا‬‫ر‬‫حاض‬ ‫الديني‬ ‫االهتمام‬
‫املعاصرة‬ ‫الوظيفية‬ ‫الفلسفية‬ ‫الدين‬ ‫نظريات‬ ‫أما‬ .‫الكالسيكية‬ ‫الدين‬ ‫نظريات‬ ‫تلتمسه‬
‫وراء‬ ‫وتسعى‬ .‫معطى‬ ‫يء‬ ‫كش‬ ‫نفسها‬ َ
‫األديان‬ ‫وكذلك‬ ‫اإلنسان‬ ‫عند‬ ‫الديني‬ َ‫االهتمام‬ ‫فتقبل‬
‫ملضم‬ ‫ي‬‫نظر‬ ‫توضيح‬
‫في‬ ‫ى‬‫األخر‬ ‫األساسية‬ ‫االهتمامات‬ ‫عن‬ ‫واختالفه‬ ،‫االهتمام‬ ‫هذا‬ ‫ن‬‫و‬
.‫اإلنسان‬‫حياة‬
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
99
‫جوانب‬‫من‬‫جانب‬‫اعتبار‬‫لنا‬‫تجيز‬‫التي‬‫الخصائص‬‫تحديد‬‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫هذه‬‫ل‬‫وتحاو‬
‫حياة‬
‫أنها‬‫على‬‫التاريخية‬‫أو‬‫الكونية‬‫الحياة‬‫في‬‫حادثة‬‫أي‬‫نعت‬‫ذلك‬‫مع‬‫وبالتوافق‬،
ً
‫دينيا‬‫اإلنسان‬
‫ال‬‫في‬‫ى‬‫وتر‬.‫دينية‬‫ظاهرة‬‫أو‬‫حادثة‬
‫ـ‬
"‫ثقافية‬‫ات‬‫ر‬‫"تعبي‬‫املتنوعة‬‫الدينية‬‫والتقاليد‬‫منظومات‬
.‫اإلنسان‬‫لدى‬‫الديني‬ ‫االهتمام‬‫عن‬
‫ي‬ ‫الدين‬ ‫صدق‬ ‫مشكلة‬ ‫معالجة‬ ‫عن‬ ‫االمتناع‬ ‫إن‬
ً
‫متسقا‬
ً
‫اما‬‫ز‬‫الت‬ ،‫أولى‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ،‫عني‬
‫بمبادئ‬
‫في‬‫املبادئ‬‫هذه‬‫فيه‬‫فهم‬
ُ
‫ت‬‫الذي‬‫بالشكل‬،‫للدين‬"‫"املحايد‬‫األكاديمي‬‫البحث‬
‫الغربية‬ ‫الفلسفة‬
.‫املعاصرة‬
‫دفاعية‬ ‫إمكانيات‬ ‫ى‬‫سو‬‫النهاية‬ ‫في‬‫يملك‬ ‫ال‬‫الوظيفي‬ ‫الفلسفي‬ ‫التحليل‬‫من‬‫النوع‬‫هذا‬
‫يشترط‬‫مادام‬ ،‫للغاية‬‫محدودة‬‫الدين‬ ‫عن‬
‫أما‬ .‫حقيقة‬ ‫بوصفه‬ ‫الدين‬ ‫تصوير‬ ‫عن‬ ‫ل‬‫العدو‬
.‫الحقيقة‬ ‫في‬‫وجود‬،‫ذاك‬‫أو‬ ‫الشكل‬‫بهذا‬ ،‫هي‬ ‫فحياته‬ ‫املتدين‬‫لإلنسان‬‫بالنسبة‬
‫صدق‬‫مشكلة‬‫يعالج‬‫ال‬‫للدين‬‫فلسفي‬‫تحليل‬‫أي‬‫يبقى‬‫سوف‬،‫عينه‬‫وبالوقت‬،‫لكن‬
‫الدين‬
‫الذي‬‫للدين‬ ‫الفلسفي‬ ‫التحليل‬ ‫من‬ ‫النمط‬‫وهذا‬ .
ً
‫حكما‬
ً
‫ناقصا‬
ً
‫تحليال‬
‫في‬‫يخرج‬ ‫لم‬‫تناولناه‬
‫الدين‬ ‫وظائف‬‫وصف‬‫حدود‬ ‫عن‬ ‫األمر‬‫حقيقة‬
.
‫للوصف‬
ً
‫موضوعا‬ ،‫املختلفة‬ ‫بأوجهه‬ ،‫اإلنسان‬ ‫عند‬ ‫الديني‬ ‫االهتمام‬ ‫ن‬‫يكو‬ ‫أن‬ ‫يكفي‬
‫للدين‬ ‫الفلسفي‬ ‫للتحليل‬ ‫يمكن‬ ‫فقط‬ ‫الحالة‬ ‫هذه‬ ‫وفي‬ .
ً
‫أيضا‬ ‫ر‬ َ
‫فس‬ُ‫ي‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫بل‬ ،‫وحسب‬
‫التفسير‬ ‫مقابل‬ ‫في‬‫بذاته‬ ‫قائم‬ ‫يء‬ ‫كش‬ ‫يقف‬‫أن‬
‫االهتمام‬ ‫هذا‬ ‫في‬‫ى‬‫ير‬ ‫الذي‬ ‫الالهوتي‬ ‫الديني‬
.‫اإللهية‬‫الحقيقة‬ ‫وجود‬‫عن‬ ‫اإلنسان‬ ‫جواب‬
:‫الهوامش‬
(1)- Crosby D. Interpretive Theories of Religion. The Hague, 1981.
(*)
-
‫الجديدة‬ ‫املالحظات‬ ‫وجمع‬ ،‫السابقة‬ ‫واملعطيات‬ ‫املعلومات‬ ‫تنسيق‬ ‫على‬ ‫ائي‬‫ر‬‫االستق‬ ‫املنهج‬ ‫يقوم‬
،‫وتسجيلها‬
‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫الفروض‬ ‫واختبار‬ ‫اسة‬‫ر‬‫الد‬ ‫عملية‬ ‫يسهل‬ ‫بما‬ ‫وتصنيفها‬ ‫البحث‬ ‫موضوع‬ ‫العلمية‬ ‫الواقعات‬ ‫وفرز‬
‫وتصنيفها‬‫الواقعات‬‫اختيار‬‫في‬‫الباحث‬‫ذات‬ ‫تتدخل‬ ‫قد‬ ‫وهنا‬،‫التصنيفي‬‫املخطط‬
-
.‫املترجم‬
(2)- Ibid. P. 17.
‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬
‫الفلسفية‬
0499
ISSN:2353 -
‫املجلد‬
2
‫العدد‬ ،
3
،
(
‫جوان‬
2014
)
EISSN :2602 -5264
100
(**)
-
‫غير‬ ‫ديانة‬ ‫بأنها‬ ‫البوذية‬ ‫عن‬ ‫التصور‬ ‫هنا‬ ‫يقصد‬
‫واملسيحية‬ ‫اليهودية‬ ‫في‬ ‫عليه‬ ‫املتعارف‬ ‫باملعنى‬ "‫"سماوية‬
‫خالل‬‫من‬‫خالصه‬‫طريق‬‫اإلنسان‬‫على‬‫تملي‬‫علوية‬‫لجواهر‬‫فيها‬‫وجود‬‫ال‬‫املعنى‬‫وبهذا‬،"‫"أرضية‬‫ديانة‬‫بل‬،‫واإلسالم‬
‫ذاتي‬ ‫وجهد‬‫أخالقية‬‫تعاليم‬‫هي‬ ‫إنما‬،‫مكتملة‬ ‫دينية‬ ‫عقيدة‬
-
‫املترجم‬
(3)- Ibid. P. 22.
(4)- Ibid. P. 234.
(5)- Ibid. P. 244.
(6)- Ibid. P. 251.
(7)- Burke T. P. The Reluctant Vision: An Essay in thePhilosophy of Religion. Philadelphia, 1974. P. 19.
(8)- Ibid. P. 3.
(9)- Ibid. P. 39.
(10)- Ibid. P. 41.
(11)- Ibid. P. 13.
(12)- Ibid. P. 50.
(13)- Ibid. P. 130.
(14)- Ibid. P. 112.

More Related Content

Similar to التحليل الفلسفي الوظيفي للدين.pdf

المخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفة
المخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفةالمخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفة
المخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفةHassan Kourani
 
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحث
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحثالمخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحث
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحثHassan Kourani
 
محاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعه
محاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعهمحاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعه
محاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعهMohamad Gomaa
 
تاريخ مناهج البحث
تاريخ مناهج البحثتاريخ مناهج البحث
تاريخ مناهج البحثnashwa mohammed
 
شروق صليح النافعي بوربينت
شروق صليح النافعي بوربينتشروق صليح النافعي بوربينت
شروق صليح النافعي بوربينتfawazd1000
 
Conceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعه
Conceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعهConceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعه
Conceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعهMohamad Gomaa
 
Benamor.belgacemمقاصد المقاصد الغايات العلمية والعملية لمقاصد الشريعة - د....
 Benamor.belgacemمقاصد المقاصد   الغايات العلمية والعملية لمقاصد الشريعة - د.... Benamor.belgacemمقاصد المقاصد   الغايات العلمية والعملية لمقاصد الشريعة - د....
Benamor.belgacemمقاصد المقاصد الغايات العلمية والعملية لمقاصد الشريعة - د....benamor belgacem
 
مراجعة بحثية لأفكار شاه ولي الله الصوفية
مراجعة بحثية لأفكار شاه ولي الله الصوفيةمراجعة بحثية لأفكار شاه ولي الله الصوفية
مراجعة بحثية لأفكار شاه ولي الله الصوفيةDr Seraj Ahmad Misbahi
 
Mzg 3محاضرة f. عملية البحثprocess
Mzg 3محاضرة f. عملية البحثprocessMzg 3محاضرة f. عملية البحثprocess
Mzg 3محاضرة f. عملية البحثprocessMohamad Gomaa
 
الفروق الفردية
الفروق الفرديةالفروق الفردية
الفروق الفرديةJoolyaAli
 
ثمان نظريات للتعلم والأداء
ثمان نظريات للتعلم    والأداءثمان نظريات للتعلم    والأداء
ثمان نظريات للتعلم والأداءasma .t
 
وأصولهاNlp حقائق عن الـ
وأصولهاNlp حقائق عن الـ وأصولهاNlp حقائق عن الـ
وأصولهاNlp حقائق عن الـ Ghassan Azmouz
 
أسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفي
أسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفيأسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفي
أسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفيKhadijah Alsenani
 
Slide penyelidikan
Slide penyelidikanSlide penyelidikan
Slide penyelidikanizzati ramli
 
مراجعة ليلة الامتحان علم نفس للصف الأول الثانوي
مراجعة ليلة الامتحان علم نفس للصف الأول الثانويمراجعة ليلة الامتحان علم نفس للصف الأول الثانوي
مراجعة ليلة الامتحان علم نفس للصف الأول الثانويملزمتي
 
بناء علم اللاهوت الكتابي الدرس الاول ما هو علم اللاهوت الكتابى RICHARD PRATT
بناء علم اللاهوت الكتابي   الدرس الاول ما هو علم اللاهوت الكتابى RICHARD PRATTبناء علم اللاهوت الكتابي   الدرس الاول ما هو علم اللاهوت الكتابى RICHARD PRATT
بناء علم اللاهوت الكتابي الدرس الاول ما هو علم اللاهوت الكتابى RICHARD PRATTIbrahimia Church Ftriends
 
اساليب-التفسير-1.pptx
اساليب-التفسير-1.pptxاساليب-التفسير-1.pptx
اساليب-التفسير-1.pptxpamasaardhana1
 
الإشكال 2 العقلانية العلمية
الإشكال 2 العقلانية العلميةالإشكال 2 العقلانية العلمية
الإشكال 2 العقلانية العلميةnadagh13
 
تحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابر
تحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابرتحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابر
تحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابرسامر جابر
 

Similar to التحليل الفلسفي الوظيفي للدين.pdf (20)

المخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفة
المخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفةالمخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفة
المخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفة
 
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحث
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحثالمخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحث
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحث
 
محاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعه
محاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعهمحاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعه
محاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعه
 
تاريخ مناهج البحث
تاريخ مناهج البحثتاريخ مناهج البحث
تاريخ مناهج البحث
 
شروق صليح النافعي بوربينت
شروق صليح النافعي بوربينتشروق صليح النافعي بوربينت
شروق صليح النافعي بوربينت
 
Conceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعه
Conceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعهConceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعه
Conceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعه
 
Benamor.belgacemمقاصد المقاصد الغايات العلمية والعملية لمقاصد الشريعة - د....
 Benamor.belgacemمقاصد المقاصد   الغايات العلمية والعملية لمقاصد الشريعة - د.... Benamor.belgacemمقاصد المقاصد   الغايات العلمية والعملية لمقاصد الشريعة - د....
Benamor.belgacemمقاصد المقاصد الغايات العلمية والعملية لمقاصد الشريعة - د....
 
مراجعة بحثية لأفكار شاه ولي الله الصوفية
مراجعة بحثية لأفكار شاه ولي الله الصوفيةمراجعة بحثية لأفكار شاه ولي الله الصوفية
مراجعة بحثية لأفكار شاه ولي الله الصوفية
 
Mzg 3محاضرة f. عملية البحثprocess
Mzg 3محاضرة f. عملية البحثprocessMzg 3محاضرة f. عملية البحثprocess
Mzg 3محاضرة f. عملية البحثprocess
 
الفروق الفردية
الفروق الفرديةالفروق الفردية
الفروق الفردية
 
ثمان نظريات للتعلم والأداء
ثمان نظريات للتعلم    والأداءثمان نظريات للتعلم    والأداء
ثمان نظريات للتعلم والأداء
 
وأصولهاNlp حقائق عن الـ
وأصولهاNlp حقائق عن الـ وأصولهاNlp حقائق عن الـ
وأصولهاNlp حقائق عن الـ
 
أسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفي
أسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفيأسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفي
أسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفي
 
Slide penyelidikan
Slide penyelidikanSlide penyelidikan
Slide penyelidikan
 
مراجعة ليلة الامتحان علم نفس للصف الأول الثانوي
مراجعة ليلة الامتحان علم نفس للصف الأول الثانويمراجعة ليلة الامتحان علم نفس للصف الأول الثانوي
مراجعة ليلة الامتحان علم نفس للصف الأول الثانوي
 
بناء علم اللاهوت الكتابي الدرس الاول ما هو علم اللاهوت الكتابى RICHARD PRATT
بناء علم اللاهوت الكتابي   الدرس الاول ما هو علم اللاهوت الكتابى RICHARD PRATTبناء علم اللاهوت الكتابي   الدرس الاول ما هو علم اللاهوت الكتابى RICHARD PRATT
بناء علم اللاهوت الكتابي الدرس الاول ما هو علم اللاهوت الكتابى RICHARD PRATT
 
اساليب-التفسير-1.pptx
اساليب-التفسير-1.pptxاساليب-التفسير-1.pptx
اساليب-التفسير-1.pptx
 
فلسفة ثانية 2015
فلسفة ثانية 2015فلسفة ثانية 2015
فلسفة ثانية 2015
 
الإشكال 2 العقلانية العلمية
الإشكال 2 العقلانية العلميةالإشكال 2 العقلانية العلمية
الإشكال 2 العقلانية العلمية
 
تحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابر
تحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابرتحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابر
تحريك الأفكار في أحقية عقائد الإسلام_ تأليف سامر رياض جابر
 

Recently uploaded

IntegratedMulti TrophicAquaculture Systems Aquaculture experts Forum.pdf
IntegratedMulti TrophicAquaculture Systems Aquaculture experts Forum.pdfIntegratedMulti TrophicAquaculture Systems Aquaculture experts Forum.pdf
IntegratedMulti TrophicAquaculture Systems Aquaculture experts Forum.pdfAbd El-Rahman Khattaby
 
عرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسم
عرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسمعرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسم
عرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسمouhdidaa
 
ظواهر كونية الدرس الأول الوحدة الأولى pptx
ظواهر كونية الدرس الأول الوحدة الأولى pptxظواهر كونية الدرس الأول الوحدة الأولى pptx
ظواهر كونية الدرس الأول الوحدة الأولى pptxhnanalnjarabrahym
 
نظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdf
نظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdfنظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdf
نظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdfHatem Hadia
 
GHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptxGHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptxAbderrahim GHASSOUB
 
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...MaymonSalim
 
GHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptxGHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptxAbderrahim GHASSOUB
 
سياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتها
سياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتهاسياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتها
سياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتهاdoaaapotahon05
 
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء مستجاب.pdf
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء  مستجاب.pdf﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء  مستجاب.pdf
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء مستجاب.pdfEmysplanet
 

Recently uploaded (9)

IntegratedMulti TrophicAquaculture Systems Aquaculture experts Forum.pdf
IntegratedMulti TrophicAquaculture Systems Aquaculture experts Forum.pdfIntegratedMulti TrophicAquaculture Systems Aquaculture experts Forum.pdf
IntegratedMulti TrophicAquaculture Systems Aquaculture experts Forum.pdf
 
عرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسم
عرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسمعرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسم
عرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسم
 
ظواهر كونية الدرس الأول الوحدة الأولى pptx
ظواهر كونية الدرس الأول الوحدة الأولى pptxظواهر كونية الدرس الأول الوحدة الأولى pptx
ظواهر كونية الدرس الأول الوحدة الأولى pptx
 
نظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdf
نظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdfنظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdf
نظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdf
 
GHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptxGHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptx
 
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...
 
GHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptxGHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptx
 
سياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتها
سياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتهاسياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتها
سياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتها
 
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء مستجاب.pdf
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء  مستجاب.pdf﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء  مستجاب.pdf
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء مستجاب.pdf
 

التحليل الفلسفي الوظيفي للدين.pdf

  • 1. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 82 ‫للدين‬ ‫الوظيفي‬ ‫الفلسفي‬ ‫التحليل‬  .‫د‬ ‫عالي‬‫حسن‬ ‫ب‬ ‫أستاذ‬ ‫جامعة‬ ‫السانية‬ ‫وهران‬ :‫ملخص‬ ‫اإلشارة‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫الدين‬ ‫توصيف‬ ‫إلى‬ ‫تطمح‬ ‫نظريات‬ ‫ثمة‬ ‫املعاصرة‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫في‬ ‫النظريات‬ ‫وتحتل‬ ."‫الديني‬ ‫"اهتمامه‬ ‫طبيعة‬ ‫وتبين‬ ‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫في‬ ‫الوظيفية‬ ‫مكانته‬ ‫إلى‬ ‫ملكونات‬ ‫الفلسفية‬ ‫األبحاث‬ ‫بين‬ ‫الوسط‬ ‫املوقع‬ ‫من‬ ً ‫نوعا‬ ‫للدين‬ ‫الوظيفية‬ ‫الفلسفية‬ ‫وأوجه‬ ‫الدين‬ ‫من‬ ‫منظور‬ ‫من‬ ً ‫غالبا‬ ‫س‬َ‫تمار‬ ‫التي‬ ‫للدين‬ ‫الفلسفية‬ ‫األبحاث‬ ‫وتلك‬ ،‫بذاتها‬ ‫مأخوذة‬ ‫بين‬‫يتوضع‬‫الكتاب‬‫هذا‬‫في‬‫الوظيفية‬‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫بحث‬‫فإن‬‫السبب‬‫ولهذا‬.‫أنتروبولوجي‬ ‫ل‬‫الفصو‬ ‫ل‬‫تتناو‬‫التي‬‫ل‬‫والفصو‬،‫للدين‬‫األبستيمولوجي‬‫والبحث‬‫ي‬‫اللغو‬‫الفلسفي‬‫للتحليل‬‫املكرسة‬ ‫ذاتية‬‫األشد‬‫الجوانب‬‫أي‬‫الديني؛‬‫واإليمان‬"‫الدينية‬‫"للتجربة‬‫الفلسفي‬‫ي‬ ‫التقص‬‫بالتحليل‬ ‫أي‬‫مادام‬،‫ما‬ ً ‫نوعا‬‫شرطي‬‫تمييز‬‫هو‬‫إليه‬‫املشار‬‫التمييز‬‫هذا‬‫إن‬،‫الحال‬‫وبطبيعة‬.‫الدين‬‫في‬ ‫بح‬ ‫ث‬ .‫واضحة‬ ‫أنتروبولوجية‬ ‫فلسفية‬‫مضامين‬ ‫على‬ ‫ي‬‫ينطو‬ ‫للدين‬ ‫فلسفي‬ ‫بحث‬‫عن‬‫امتناعها‬‫هو‬‫الوظيفية‬‫الفلسفية‬‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫في‬‫ي‬ ‫األساس‬‫األمر‬‫ولعل‬ ‫ومعالجة‬ ‫إلى‬ ‫يتفق‬ ‫االمتناع‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ً ‫خصوصا‬ ‫اإلشارة‬ ‫وتجدر‬ .‫الدين‬ ‫بحقيقة‬ ‫املتعلقة‬ ‫املسائل‬ ‫حد‬ ‫الفلسفي‬‫البحث‬‫معايير‬‫مع‬‫كبير‬ - ‫التحليل‬‫على‬‫يتعين‬‫لذا‬.‫للدين‬‫األكاديمي‬‫العلمي‬ ‫الوظيفي‬ ً ‫أيا‬ ‫الدين‬ ‫عن‬ ‫الدفاعية‬ ‫أو‬ ‫العملية‬ ‫املهام‬ ‫ملعالجة‬ ‫االتجاه‬ ‫سواء‬ ‫حد‬ ‫على‬ ‫يستثني‬ ‫أن‬ ،‫كانت‬ ‫هذا‬ ‫شرعية‬ ‫تثبت‬ ‫أن‬ ‫املنهجية‬ ‫األفكار‬ ‫غنى‬ ‫على‬ ‫ل‬‫ويعو‬ .‫دينية‬ ‫ال‬ ‫مواقف‬ ‫أي‬ ‫عن‬ َ ‫واإلعالن‬ ‫النو‬‫هذا‬‫خصوصية‬‫وكذلك‬،‫البحثي‬‫التوجه‬ ‫في‬‫يتمثل‬‫الذي‬،‫عام‬‫بوجه‬‫الدين‬‫بحث‬‫من‬‫ع‬ ‫بمشكالت‬ ‫الكبير‬ ‫فاالهتمام‬ .‫األعمال‬ ‫من‬ ‫ما‬ ً ‫نوعا‬ ‫قليل‬ ‫بعدد‬ ‫املعاصرة‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬ .‫الوظيفية‬‫الفلسفية‬ ‫الدين‬‫لنظريات‬ ‫ة‬‫ز‬‫بار‬ ‫ميزة‬‫يعتبر‬ ‫املنهج‬
  • 2. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 83 ‫الوظيفي‬ ‫التحليل‬‫صعوبة‬ ، ً ‫أوال‬ ،‫هو‬ ‫األعمال‬‫من‬ ‫القليل‬ ‫العدد‬ ‫هذا‬ ‫يفسر‬ ‫ما‬‫إن‬ ‫الذ‬ ‫ي‬ ‫اإلمكانيات‬، ً ‫وثانيا‬،‫واحد‬‫بوقت‬‫أديان‬‫عدة‬‫اسة‬‫ر‬‫د‬‫أي‬‫؛‬‫ن‬‫املقار‬‫باملنهج‬‫األخذ‬‫يشترط‬ ‫املحدودة‬ .‫الدين‬ ‫عن‬‫الدفاع‬‫لغايات‬ ‫الوظيفي‬ ‫التحليل‬‫استخدام‬‫محاوالت‬ ‫عند‬ ً ‫جدا‬ ‫أعني‬‫للدين؛‬‫توصيفها‬‫في‬‫الفلسفية‬‫العمومية‬‫إلى‬‫بسعيها‬‫املذكورة‬‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫وتمتاز‬ ‫أنها‬ ‫م‬ ‫على‬ ‫ي‬‫تنطو‬ ‫الصدد‬ ‫وبهذا‬.‫األديان‬ ‫جميع‬ ‫على‬ ‫للتطبيق‬ ‫قابلة‬‫استنتاجاتها‬ ‫بأن‬ ‫طمح‬ ‫ق‬‫يتفو‬ ‫إال‬‫تختار‬‫ال‬ ً ‫غالبا‬‫التي‬‫ى‬‫األخر‬‫املناهج‬‫على‬‫الدين‬‫بحث‬‫في‬‫الوظيفي‬‫الفلسفي‬‫املنهج‬ ‫املسيحية‬ .‫بحث‬ ‫كموضوع‬‫أوجهها‬ ‫أحد‬ ‫في‬ ‫الدي‬‫فلسفة‬‫في‬‫الوظيفي‬‫التحليل‬‫من‬‫أساسيين‬‫نموذجين‬‫نبرز‬‫أن‬‫يمكننا‬ .‫املعاصرة‬‫ن‬ ‫وهذان‬."‫ي‬‫"فكر‬‫الثاني‬‫والنموذج‬،"‫"موضوعاتي‬‫تسميته‬‫املشروع‬‫من‬‫ل‬‫األو‬‫النموذج‬ ‫النموذجان‬ ."‫اإلنسان‬‫عند‬ ‫الديني‬‫"االهتمام‬ ‫طبيعة‬ ‫عن‬ ‫الكشف‬ ‫إلى‬‫السعي‬ ‫في‬‫اآلخر‬ ‫أحدهما‬ ‫يكمل‬ ‫الثاني‬‫فإن‬،‫الدين‬‫موضوع‬‫اسة‬‫ر‬‫د‬‫إلى‬‫غالبة‬‫بصورة‬ ‫يهدف‬‫ل‬‫األو‬‫النموذج‬‫كان‬‫وإذا‬ ‫يدرس‬ ،‫ما‬‫بدرجة‬ ً ‫شرطيا‬‫للدين‬‫الوظيفي‬‫الفلسفي‬‫التحليل‬‫في‬‫التفريق‬‫هذا‬‫ويبقى‬.‫الذاتي‬‫جانبه‬ ‫"االهتمام‬ ‫في‬‫املعنية‬ ‫الجوانب‬‫مختلف‬‫نحو‬ ‫االتجاه‬ ‫يعكس‬‫أنه‬‫طاملا‬ ‫مالئم‬ ‫تفريق‬ ‫أنه‬‫غير‬ ."‫لإلنسان‬‫الديني‬ :‫املفتاحية‬ ‫الكلمات‬ ،‫الدين‬ ‫الدين‬ ‫وظيفة‬،‫الدين‬ ‫فلسفة‬ 1 - ‫الدين‬ ‫موضوع‬ : ‫دونالد‬ ‫نظرية‬ ‫تمثله‬ ‫الوظيفي‬ ‫الفلسفي‬ ‫التحليل‬ ‫من‬ ،"‫"املوضوعاتي‬ ،‫ل‬‫األو‬ ‫النموذج‬ ‫كروسبي‬ (CrosbyD.) ‫يات‬‫ر‬‫"النظ‬‫كتابه‬‫في‬‫مفصلة‬‫عرضها‬‫التي‬،‫الدين‬‫فلسفة‬‫في‬ ‫التفسيرية‬ ‫يعني‬ ‫وهذا‬ ."‫لإلنسان‬ ‫ي‬ ‫أساس‬ ‫"اهتمام‬ ‫عن‬ ‫تعبير‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫الدين‬ ‫كروسبي‬ ‫ل‬‫يتناو‬ ."‫للدين‬ ‫في‬ َ ‫بحث‬‫تصوره‬ ‫هي‬‫تأمالته‬‫من‬‫الغاية‬‫أن‬‫يعلن‬‫نجده‬‫لذلك‬.‫الخالصة‬‫الدين‬‫طبيعة‬ ‫الجواب‬ ‫تفاصيله‬‫في‬‫الدين‬‫عن‬‫ليس‬،‫الخالصة‬‫الدين‬‫طبيعة‬‫عن‬‫ل‬‫القو‬‫يمكن‬‫"ماذا‬:‫السؤال‬‫عن‬ ‫اهتمام‬‫من‬‫ي‬ ‫أساس‬‫كنموذج‬‫العام‬‫النوعي‬‫طابعه‬‫عن‬‫إنما‬،‫األشكال‬‫كثيرة‬‫املتعينة‬ "‫اإلنسان؟‬ ( 1 ) .
  • 3. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 84 ‫التي‬‫فالنظرية‬ ‫لطبيعة‬‫املوافقة‬‫"النظرية‬‫هي‬‫السؤال‬‫هذا‬‫عن‬‫اإلجابة‬‫على‬‫قادرة‬‫تبدو‬ "‫للدين‬‫التفسيرية‬‫"النظرية‬‫إال‬‫ن‬‫تكو‬‫أن‬‫يمكن‬‫ال‬‫النظرية‬‫هذه‬‫أن‬‫كروسبي‬‫ويؤكد‬."‫الدين‬ .‫محدد‬ ‫نموذج‬ ‫من‬ ‫ما‬‫تظهر‬‫أن‬‫عليها‬‫ل‬‫يعو‬‫التي‬‫املنهجية‬‫األفكار‬‫تشكله‬‫كروسبي‬‫تصور‬‫من‬‫الهام‬‫الجزء‬ ‫الذي‬ ‫يجب‬ ‫ذلك‬‫املنهجي‬‫التفكير‬‫ويلعب‬.‫للدين‬‫املنشودة‬‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬‫ية‬‫ر‬‫النظ‬‫عليه‬‫ن‬‫تكو‬‫أن‬ ‫الدور‬ ‫في‬‫جديد‬‫من‬‫تقدمه‬‫وما‬‫الدين‬‫اسة‬‫ر‬‫لد‬‫الفلسفية‬‫بة‬‫ر‬‫املقا‬‫خصوصية‬‫يثبت‬‫ألنه‬‫الكبير‬ ‫هذا‬ .‫التصور‬ ‫أن‬‫عليها‬ ‫يتعين‬‫ال‬ ‫أنه‬‫بمعنى‬ ،‫ية‬‫ر‬‫معيا‬ ‫ن‬‫تكو‬ ‫أن‬‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫على‬‫يتوجب‬‫ال‬ ‫تعالج‬ ‫ما‬ ً ‫دينا‬ ‫أن‬ ‫إثبات‬ ‫إلى‬ ‫تسعى‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫ال‬ ‫الخصوص‬ ‫وعلى‬ ،‫كذبه‬ ‫أو‬ ‫الدين‬ ‫صدق‬ ‫مسائل‬ ‫يعد‬ .‫للمعيار‬ ً ‫تجسيدا‬ ‫ذلك‬‫ويعلل‬،"‫للدين‬‫الوصفية‬‫ية‬‫ر‬‫"النظ‬‫مصطلح‬‫استخدام‬‫كروسبي‬‫يرفض‬ ‫باألسباب‬ ‫هي‬ ،‫للوصف‬‫خاضعة‬‫دينية‬‫معطيات‬‫اعتباره‬‫يمكن‬‫عما‬‫التصورات‬‫إن‬، ً ‫أوال‬:‫اآلتية‬ ‫بذاتها‬ ‫على‬ ‫ببساطة‬ ‫فهمه‬ ‫يجوز‬ ‫ال‬ ‫الدين‬ ‫في‬ ‫ية‬‫ر‬‫نظ‬ ‫إعداد‬ ‫فإن‬ ‫السبب‬ ‫ولهذا‬ .‫ية‬‫ر‬‫نظ‬ ‫تصورات‬ ‫أنه‬ ‫املخططات‬ ‫جميع‬ ‫في‬)‫(تعسفي‬ ‫ي‬‫اختيار‬ ‫عنصر‬ ‫ثمة‬ ، ً ‫ثانيا‬ .‫دامغة‬ ‫وقائع‬ ‫إلى‬‫يستند‬ ‫تعميم‬ ‫العامة‬ ‫النظرية‬ ‫إلى‬ ‫ل‬‫الوصو‬ ‫املمكن‬ ‫من‬ ‫بأنه‬ ‫اض‬‫ر‬‫االفت‬ ً ‫صحيحا‬ ‫ليس‬ ‫وعليه‬ ،‫التصنيفية‬ ‫املنهج‬‫طريق‬‫عن‬‫للدين‬ ‫ائي‬‫ر‬‫االستق‬ (  ) ‫استطعنا‬‫أننا‬‫لو‬‫حتى‬،‫األهم‬‫هو‬‫وهذا‬، ً ‫ثالثا‬.‫الصارم‬ ‫بواسطة‬‫األديان‬‫جميع‬‫على‬‫تطبيقها‬‫يمكن‬‫الخصائص‬‫من‬‫مجموعة‬‫على‬‫ل‬‫الحصو‬ ‫الوصف‬ .‫الدين‬ ‫في‬‫نظرية‬ ‫لدينا‬ ‫ن‬‫يكو‬ ‫لكي‬ ‫كاف‬ ‫غير‬‫فهذا‬،‫الوصفي‬ ‫والتعميم‬ ‫تعميمات‬‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫تعتبر‬‫ال‬ ‫املخيلة‬‫على‬‫تعتمد‬‫يئة‬‫ر‬‫ج‬‫تركيبات‬‫هي‬‫بل‬،‫للوقائع‬ ‫تحفزها‬، ‫منطقي‬ ‫بأسلوب‬ ‫والتعميمات‬ ‫الوقائع‬ ‫من‬ ‫ستخلص‬ ُ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫لكنها‬ ،‫الوقائع‬ ‫وتعميمات‬ ‫الوقائع‬ ‫إجابات‬‫تقدم‬‫مما‬‫أكثر‬‫نظرية‬‫مشكالت‬‫تطرح‬‫والتعميمات‬.‫الوقائع‬‫إلى‬‫ل‬‫ختز‬ ُ ‫ت‬‫وال‬،‫بسيط‬ ‫مجرد‬ ‫ال‬ ،‫التفسير‬ ‫هو‬ ‫النظريات‬ ‫هدف‬ ‫وإن‬ .‫نظرية‬ ‫يستعان‬ ‫ي‬‫النظر‬ ‫والتفسير‬ .‫الوصف‬ .‫املعطيات‬ ‫لهذه‬"‫الداللة‬‫"نماذج‬‫اح‬‫ر‬‫واقت‬،‫املعطيات‬‫لتنظيم‬ ‫به‬ ‫يات‬‫ر‬‫بالنظ‬‫للدين‬‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫مقابلة‬‫إلى‬‫كروسبي‬‫يعمد‬‫ذلك‬‫بعد‬ ‫التوضيحية‬ ً ‫أنموذجا‬ ‫علينا‬ ‫تعرض‬ ‫للدين‬ ‫التوضيحية‬ ‫ية‬‫ر‬‫فالنظ‬ .)‫(الشارحة‬ (Model) ‫فرضية‬ ‫أو‬
  • 4. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 85 ‫واملمارسات‬‫واألنظمة‬‫املؤسسات‬‫لعبت‬ َ‫لم‬‫أو‬،‫مرة‬‫ل‬‫ألو‬‫الدين‬‫ظهر‬ َ‫م‬ِ‫ل‬‫إليضاح‬‫مخصصة‬ ‫لحظات‬ ‫في‬ ‫الجديدة‬ ‫األديان‬ ‫تظهر‬ ‫ملاذا‬ ‫أو‬ ،‫البشرية‬ ‫تاريخ‬ ‫في‬ ‫الكبير‬ ‫الدور‬ ‫ذلك‬ ‫الدينية‬ ،"‫الدين‬ ‫"أسباب‬ ‫في‬ ‫ينحصر‬ ‫التوضيحية‬ ‫للنظرية‬ ‫ئيس‬‫ر‬‫ال‬ ‫واالهتمام‬ .‫الزمن‬ ‫من‬ ‫معينة‬ ‫يجوز‬‫لذلك‬ ‫نس‬‫أن‬‫لنا‬ ‫السببية‬‫ية‬‫ر‬‫"النظ‬‫ميها‬ (Causality) ً ‫أيضا‬‫يمكنها‬‫ية‬‫ر‬‫النظ‬‫وهذه‬."‫للدين‬ ‫أن‬ ‫بعض‬‫تتضمن‬‫وهي‬.‫أسبابه‬‫تحليل‬‫على‬‫معتمدة‬‫الدين‬‫طبيعة‬‫عن‬‫ما‬‫يء‬ ‫ش‬‫ل‬‫قو‬‫ل‬‫تحاو‬ ‫حضور‬ ‫إلى‬ ‫يؤدي‬ ‫سوف‬ ‫معينة‬ ‫سببية‬ ‫ظروف‬ ‫غياب‬ ‫أو‬ ‫حضور‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫ما‬ ‫ل‬‫حو‬ ‫التنبؤات‬ ‫الفرد‬ ‫حياة‬ ‫في‬‫الدين‬ ‫من‬ ‫محدد‬‫نموذج‬ ‫أو‬ ‫الدين‬ .‫عنها‬ ‫غيابه‬‫أو‬ ،‫املجتمع‬‫أو‬ ‫من‬‫هو‬‫األسباب‬‫هذه‬‫ي‬ ‫فتقص‬.‫بأسبابه‬‫تعنى‬‫ال‬‫للدين‬‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬‫ية‬‫ر‬‫النظ‬‫إن‬ ‫اختصاص‬ ‫التي‬ ‫"املشكلة‬ ‫إن‬‫ذلك‬ ‫في‬‫كروسبي‬ ‫ل‬‫يقو‬ .‫للفلسفة‬ ً ‫اختصاصا‬ ‫كونه‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫العلم‬ ‫تطرحها‬ ‫حضور‬ ‫سبب‬ ‫بإيضاح‬ ‫تتعلق‬ ‫التي‬ ‫املشكلة‬ ‫ليست‬ ‫للدين‬ ‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫في‬ ‫الدين‬ ‫حياة‬ " ً ‫دينيا‬ ‫يعتبر‬ ‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫جوانب‬ ‫من‬ ً ‫جانبا‬ ‫بأن‬ ‫ل‬‫القو‬ ‫يعني‬ ‫ماذا‬ ‫مشكلة‬ ‫بل‬ ،‫البشر‬ ( 2 ) . ‫تسلكه‬ ‫الذي‬ ‫السبيل‬ ‫هو‬ ‫ليس‬ ‫الدين‬ ‫طبيعة‬ ‫في‬ ‫نظرية‬ ‫إلى‬ ‫ل‬‫للوصو‬ ‫األسباب‬ ‫في‬ ‫فالبحث‬ ‫ل‬ ‫نوضح‬ ‫أن‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫أنه‬ ‫كروسبي‬ ‫ويحسب‬ .‫التفسيرية‬ ‫النظرية‬ ‫ـ‬ ‫من‬ ‫أو‬ ،‫الدين‬ ‫يوجد‬ ‫ماذا‬ ‫أن‬ ‫أجل‬ ‫نوضحه؛‬ ‫أن‬ ‫نريد‬ ‫عما‬ ً ‫نظريا‬ ً ‫تصورا‬ ‫نمتلك‬ ‫أن‬ ً ‫مسبقا‬ ‫علينا‬ ‫يتعين‬ ‫بظهوره‬ ‫نتنبأ‬ .‫ذاته‬ ‫الدين‬‫ماهية‬‫عن‬ ً ‫تصورا‬ ‫نمتلك‬ ‫أن‬‫أي‬ ‫أن‬ ‫ي‬‫الضرور‬ ‫من‬ ‫أنه‬ ‫ى‬‫وير‬ .‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫من‬ ‫نماذج‬ ‫عدة‬ ‫كروسبي‬ ‫يبين‬ ‫تتضمن‬ ً ‫وتبعا‬ ،‫املثمرة‬ ‫العناصر‬ ‫أفضل‬ ‫للدين‬ ‫املوافقة‬ ‫التفسيرية‬ ‫النظرية‬ ‫تعدل‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫لذلك‬ .‫النظريات‬‫هذه‬‫من‬‫نموذج‬ ‫كل‬ ‫نقائص‬‫عن‬ ‫الديني‬‫االهتمام‬‫تصور‬‫التي‬"‫الية‬‫ز‬‫"االخت‬‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫بدء‬‫ذي‬‫بادئ‬‫كروسبي‬‫يرفض‬ ‫لإلنسان‬ ‫يصور‬‫فقد‬.‫االهتمام‬‫لذلك‬‫العميقة‬‫األسس‬‫تعتبر‬‫ى‬‫أخر‬‫مصالح‬‫أو‬‫آخر‬‫اهتمام‬‫من‬ ً ‫فرعا‬ ‫أو‬ ‫الفلسفة‬‫أو‬ ‫العلم‬ ‫أو‬‫األخالق‬‫أو‬‫الفن‬‫تجاه‬ ‫تابع‬ ‫يء‬ ‫كش‬‫النموذج‬ ‫هذا‬ ‫نظريات‬‫في‬‫الدين‬ ‫بين‬‫املتنوعة‬‫العالقات‬‫تعكس‬‫أن‬‫تستطيع‬‫ال‬‫الية‬‫ز‬‫االخت‬‫يات‬‫ر‬‫والنظ‬.‫مجتمعة‬‫يجها‬‫ز‬‫مل‬ ‫الدين‬ ‫واأل‬ ‫فيتعين‬‫للدين‬‫التفسيرية‬‫النظرية‬‫أما‬.‫اإلنساني‬‫والنشاط‬‫االهتمامات‬‫من‬‫ى‬‫األخر‬‫نواع‬ ‫األثناء‬‫وفي‬،‫اإلنسان‬‫عند‬‫ى‬‫األخر‬‫األساسية‬‫االهتمامات‬‫من‬‫الديني‬‫االهتمام‬‫تميز‬‫أن‬‫عليها‬ .‫قدرها‬‫حق‬ ‫املتبادلة‬ ‫تبعيتها‬ ‫واقعة‬ ‫تقدر‬ ‫أن‬ ‫منها‬ ‫مطلوب‬‫ذاتها‬
  • 5. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 86 "‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫تتطلع‬ ‫نة‬‫ر‬‫مقا‬ ‫الدينية‬ ‫بة‬‫ر‬‫التج‬ ‫طبيعة‬ ‫تحديد‬ ‫إلى‬ "‫يبية‬‫ر‬‫التج‬ ‫إياها‬ ‫تخولنا‬ ‫التي‬ ‫حاالته‬ ‫مزيج‬ ‫أو‬ ‫للوعي‬ ‫املحددة‬ ‫الحالة‬ ‫وتصف‬ ‫وتميز‬ .‫ى‬‫األخر‬ ‫التجارب‬ ‫بأنواع‬ ‫نظرتها‬‫هو‬ ‫التجريبية‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫على‬‫يؤخذ‬‫ما‬‫لكن‬.‫متدينين‬‫يختبرونها‬‫الذين‬ ‫الناس‬ ‫اعتبار‬ ‫"الدا‬‫للجانب‬‫املفرطة‬‫وحماستها‬‫الضيقة‬ ‫موضوعي‬‫بجانب‬‫يتمتع‬‫فالدين‬.‫الدين‬‫من‬"‫خلي‬ ‫أن‬‫للدين‬‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬‫ية‬‫ر‬‫النظ‬‫على‬‫ويتوجب‬.‫ي‬ ‫شخص‬‫وآخر‬‫كوني‬‫جانب‬‫أو‬،‫ذاتي‬‫وآخر‬ ‫تأخذ‬ ‫النظرية‬ ‫معايير‬ ‫أحد‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫إليه‬ ‫النظر‬ ‫يمكن‬ ‫ما‬ ‫هذا‬ ‫ولعل‬ ،‫الجانبين‬ ‫كال‬ ‫االعتبار‬ ‫بعين‬ .‫للدين‬‫التفسيرية‬ ‫"األنطو‬‫التفسيرية‬‫النظرية‬‫أما‬ ‫بنوع‬‫"االهتمام‬‫لة‬‫ز‬‫بمن‬‫الديني‬‫االهتمام‬‫فتصور‬"‫لوجية‬ ‫يتركز‬،‫آخر‬‫بمعنى‬."‫خاصة‬‫أساسية‬‫بصفات‬‫تتمتع‬‫التي‬‫األنطولوجية‬‫الجواهر‬‫من‬‫محدد‬ ‫وتنزع‬..."‫العلوية‬‫"الكائنات‬،"‫"األرواح‬،"‫"اآللهة‬،"‫"هللا‬‫مثل‬‫جواهر‬‫على‬‫هنا‬‫االهتمام‬ ‫النظرية‬ ‫ا‬‫"للكائنات‬‫اتب‬‫ر‬‫م‬‫وضع‬‫إلى‬‫األنطولوجية‬ ‫العلوية‬‫الجواهر‬‫على‬‫التركيز‬‫أن‬‫غير‬."‫لعلوية‬ ‫ي‬ ‫يفض‬ ‫ن‬‫الز‬‫وبوذية‬‫القديمة‬‫البوذية‬‫مثل‬‫دينية‬‫منظومات‬‫إهمال‬‫إلى‬ (**) ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬‫لكن‬.‫وغيرها‬ ‫التفسيرية‬ ‫الدين‬‫اسة‬‫ر‬‫د‬‫عند‬‫مطابقة‬‫كلية‬‫إنتاج‬‫فهدفها‬،"‫التفكير‬‫"محلية‬‫ن‬‫تكو‬‫أن‬‫يمكنها‬‫ال‬‫للدين‬ .‫اته‬‫ر‬‫تمظه‬ ‫جميع‬ ‫في‬ ‫بالنسبة‬ ‫الدين‬ ‫ي‬ ‫يمس‬ ‫التي‬ ‫الغايات‬ ، ً ‫أوال‬ ،"‫"الوظيفية‬ ‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬ ‫الدين‬ ‫نظرية‬ ‫وتبين‬ ً ‫ثانيا‬،‫وتسعى‬،‫أداة‬‫لها‬ ‫االهتمام‬‫موضوع‬‫يلعبه‬‫الذي‬‫الدور‬‫ذلك‬‫على‬‫الضوء‬‫إلقاء‬‫إلى‬، ‫الديني‬ .‫اإلنسان‬‫لهذا‬‫يتبدى‬ ‫كما‬ ‫ن‬‫الكو‬ ‫وفي‬ ‫املتدين‬‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫في‬ ‫"الوظيفة‬‫نسميه‬‫أن‬‫يمكن‬‫ين‬‫ر‬‫األخي‬‫هذين‬‫من‬‫ل‬‫األو‬‫املدخل‬ - ‫والثاني‬،"‫الغاية‬ ‫"الوظيفة‬ - ‫الوظيفة‬ ‫نظريات‬ ‫على‬ ‫يؤخذ‬ ‫ما‬ ‫إن‬ ."‫الدور‬ - ‫الغاي‬ ‫أكثر‬ ‫توضيحية‬ ‫نظريات‬ ‫أنها‬ ، ً ‫أوال‬ ،‫هو‬ ‫ة‬ ‫اإلنسان‬‫حياة‬‫في‬‫ورسوخه‬‫الدين‬‫حضور‬‫لتوضيح‬‫عادة‬‫تستخدم‬‫فهي‬‫ية؛‬‫ر‬‫تفسي‬‫منها‬ .‫واملجتمع‬ ‫بل‬ ،‫بذاته‬ ‫موجود‬ ‫يء‬ ‫كش‬ ‫لألديان‬ ‫تفسيرها‬ ‫بسط‬ ‫على‬ ‫قادرة‬ ‫غير‬ ‫النظريات‬ ‫هذه‬ ‫إن‬ ، ً ‫ثانيا‬ .‫أكثر‬‫ال‬ ً ‫أداتيا‬ ً ‫طابعا‬‫يمتلك‬ ‫يء‬ ‫كش‬‫تتصورها‬ ‫أما‬ ‫الوظيفة‬‫يات‬‫ر‬‫نظ‬ - ‫على‬ ً ‫دورا‬‫أو‬‫وظائف‬‫تسبغ‬‫مقوالت‬‫فتستخدم‬‫للدين‬‫الدور‬ ‫موضوع‬ ‫معنية‬ ‫املقوالت‬ ‫هذه‬ ‫بين‬ ‫املشتركة‬ ‫النظرية‬ ‫ابطة‬‫ر‬‫وال‬ .‫صفات‬ ‫إليه‬ ‫تنسب‬ ‫ال‬ ‫لكنها‬ ،‫الدين‬ .‫الدينية‬ ‫املوروثات‬‫بين‬ ‫ق‬‫الفار‬ ‫بإقامة‬ ‫تسمح‬ ‫وهي‬ ."‫الديني‬ ‫االهتمام‬‫"طبيعة‬‫بتبيان‬
  • 6. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 87 ‫بالتفص‬‫وقفنا‬‫لقد‬ ‫إحدى‬‫تعد‬‫يته‬‫ر‬‫نظ‬‫ألن‬‫وذلك‬‫املنهجية‬‫كروسبي‬‫أفكار‬‫على‬‫يل‬ ‫النظريات‬ ‫ال‬‫لكن‬.‫املنهجية‬‫للقضايا‬ ً ‫ا‬‫ر‬‫كبي‬ ً ‫اهتماما‬‫تعير‬‫التي‬،‫املعاصرة‬‫الدين‬‫فلسفة‬‫في‬ ً ‫جدا‬‫القليلة‬ ‫بد‬ ‫للمسألة‬ ‫حل‬ ‫إلى‬ ‫لمع‬ُ‫ي‬ ‫ال‬ ‫رحابته‬ ‫كل‬ ‫مع‬ ‫املنهجي‬ ‫التفكير‬ ‫هذا‬ ‫بأن‬ ‫ذاته‬ ‫اآلن‬ ‫في‬ ‫التنويه‬ ‫من‬ ‫الرئيسة‬ ‫املنهجية‬ ، ً ‫واضحا‬ ً ‫تحديدا‬ ‫بالالهوت‬ ‫عالقتها‬ ‫تحديد‬ ‫وهي‬ ‫أال‬ ،‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫في‬ ‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬‫يات‬‫ر‬‫"النظ‬‫تتطابق‬ ً‫بم‬‫أو‬‫تختلف‬ َ‫بم‬‫نفهم‬‫أن‬‫الصعب‬‫من‬‫وأنه‬‫السيما‬ "‫األنطولوجية‬ .‫الالهوتي‬ ‫الديني‬‫البحث‬ ‫بها‬‫يقوم‬ ‫التي‬‫الدين‬ ‫ملوضوعات‬ ‫املقارنة‬ ‫اسة‬‫ر‬‫والد‬ ‫للدين‬ ‫ا‬ ‫االهتمام‬ ‫طبيعة‬ ‫تتحدد‬ ‫ار‬‫ر‬‫إق‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ،‫كروسبي‬ ‫تصور‬ ‫في‬ ،‫اإلنسان‬ ‫عند‬ ‫لديني‬ ‫الخصائص‬ (Characters) ‫خصوصية‬ ‫وتتلخص‬ .‫االهتمام‬ ‫هذا‬ ‫ملوضوع‬ ‫الوظيفية‬ ‫عن‬ ‫الكشف‬ ‫يعني‬ ‫الديني‬ ‫االهتمام‬ ‫موضوع‬ ‫تحديد‬ ‫بأن‬ ‫كروسبي‬ ‫يتبعها‬ ‫التي‬ ‫الطريقة‬ ‫الخصائص‬ ‫الكشف‬ ‫ال‬ ،‫والضرورة‬ ‫بالكلية‬ ‫تتمتع‬ ‫التي‬ ‫املوضوع‬ ‫لهذا‬ ‫الوظيفية‬ ‫صفات‬ ‫عن‬ (Attributes) .‫املختلفة‬‫الديانات‬ ‫في‬‫تتبدى‬ ‫كما‬‫لإللوهية‬‫وثابتة‬‫دائمة‬ ‫الوظيفة‬‫نموذج‬‫من‬‫ية‬‫ر‬‫التفسي‬‫ية‬‫ر‬‫النظ‬‫تبينها‬‫الوظيفية‬‫الخصائص‬‫هذه‬ - ‫فهي‬.‫الدور‬ ‫تزودنا‬ ‫ن‬‫تكو‬‫املجموعة‬‫وهذه‬.‫األديان‬‫جميع‬‫ملوضوعات‬‫الوظيفية‬‫املحموالت‬‫من‬‫بمجموعة‬ ‫عامة‬ ‫حين‬ ‫في‬ ،‫مشتركة‬ ‫ذاته‬ ‫دين‬ ‫"فلكل‬ .‫ذاك‬ ‫أو‬ ‫الدين‬ ‫لهذا‬ ً ‫تبعا‬ ‫يتغير‬ ‫املوضوع‬ ‫أن‬ (Subject) ‫املميزة‬ - "..."‫"هللا‬،"‫"أرموزد‬،"‫اهما‬‫ر‬‫"ب‬،"‫"نيرفانا‬،"‫"يهوه‬ ( 3 ) ‫الوظيفية‬‫املحموالت‬‫وتبرز‬. ‫كمقوالت‬ ‫الوظيفة‬‫نوع‬‫من‬‫التفسيرية‬‫الدين‬ ‫لنظرية‬ - .‫الدور‬ ‫موضوع‬‫على‬‫للداللة‬"‫"الذات‬‫مفهوم‬‫يستخدم‬‫كروسبي‬‫أن‬‫إلى‬‫االنتباه‬‫لفت‬‫يجب‬‫هنا‬ ‫التي‬ ‫اإللهية‬ ‫الحقيقة‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫الديانات‬ ‫في‬ ‫يدرك‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫للداللة‬ ‫أي‬ ‫الدين؛‬ ‫يحدد‬ ‫يميز‬ ‫عام‬ ‫بوجه‬ "‫"الذات‬ ‫ملفهوم‬ ‫االستخدام‬ ‫وهذا‬ .‫ذاك‬ ‫أو‬ ‫الدين‬ ‫هذا‬ ‫تكوين‬ ‫منها‬ ‫املوقف‬ ‫وخ‬،‫الديني‬‫البحث‬ .‫الدين‬‫فينومينولوجيا‬ ً ‫صوصا‬ ‫أن‬‫مجتمعة‬‫عليها‬‫يتعين‬‫أساسية‬‫مقوالت‬‫بست‬‫ار‬‫ر‬‫اإلق‬‫على‬‫كروسبي‬‫تصور‬‫تكز‬‫ر‬‫ي‬ ‫تفسر‬ ‫يؤكده‬‫ما‬ ‫وهذا‬.‫الجماعة‬‫أو‬ ‫للفرد‬‫بالنسبة‬ ‫الديني‬ ‫االهتمام‬‫موضوع‬ ‫يمتلكها‬‫التي‬‫األهمية‬ ‫موج‬‫االهتمام‬‫هذا‬‫ن‬‫يكو‬‫عندما‬ ً ‫دينيا‬‫يعد‬‫"االهتمام‬‫بأن‬‫كروسبي‬‫ل‬‫قو‬ ‫ما‬‫يء‬ ‫ش‬‫نحو‬ ً ‫ها‬ ‫يضطلع‬ ‫املوضوع‬‫ن‬‫يكو‬ ‫أن‬‫أجل‬‫ومن‬ .‫ية‬‫ر‬‫النظ‬‫هذه‬‫فيه‬‫تحدده‬ ‫الذي‬ ‫بالشكل‬ ‫الدور‬‫بتأدية‬ ً ‫موضوعا‬ ‫جزء‬‫مجرد‬‫ال‬،‫النظرية‬‫إليه‬‫تومئ‬‫الذي‬‫الدور‬‫كامل‬‫يؤدي‬‫أن‬‫عليه‬‫يتعين‬‫الديني‬‫لالهتمام‬
  • 7. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 88 ‫الشخ‬ ‫الجانبين‬ ‫من‬ ‫ظهرها‬ُ‫وي‬ ،‫الست‬ ‫املقوالت‬ ‫من‬ ً ‫كال‬ ‫ظهر‬ُ‫ي‬ ‫أنه‬ ‫يعني‬ ‫وهذا‬ .‫منه‬ ‫ي‬ ‫ص‬ "‫السواء‬ ‫على‬ ‫والكوني‬ ( 4 ) . ‫في‬ ‫عداه‬ ‫ما‬ ‫جميع‬ ‫بالتضاد‬ ‫يقابل‬ ‫الديني‬ ‫املوضوع‬ ‫إن‬ ."‫"التفرد‬ ‫هي‬ ‫األولى‬ ‫املقولة‬ .‫ى‬‫األخر‬‫والفكر‬‫التجربة‬‫أوجه‬‫جميع‬‫عن‬ ً ‫جذريا‬‫منفصل‬‫كموضوع‬‫ك‬َ‫در‬ُ‫ي‬‫وهو‬،‫الفرد‬‫حياة‬ ‫واملوضوع‬.‫كل‬‫هو‬‫حيث‬‫من‬‫ن‬‫الكو‬‫اء‬‫ز‬‫بإ‬‫أو‬‫ن‬‫الكو‬‫في‬ ً ‫تماما‬‫مميز‬‫مكان‬‫املوضوع‬‫لهذا‬‫د‬َ‫فر‬ُ‫وي‬ ‫أو‬ ‫الخاص‬ ‫منشئه‬ ‫بحكم‬ ً ‫يدا‬‫ر‬‫ف‬‫ن‬‫يكو‬ ، ً ‫مثال‬ ،‫مختلفة‬ ٍ ‫بمعان‬ ً ‫يدا‬‫ر‬‫ف‬‫ن‬‫يكو‬ ‫أن‬ ‫يمكنه‬ ‫النعدام‬ ‫ق‬‫"فو‬،"‫"املطلق‬‫مثل‬‫بصفات‬‫الدين‬‫لغة‬‫في‬‫ادة‬‫ر‬‫الف‬‫هذه‬‫عن‬‫يعبر‬.‫باملطلق‬‫املنشأ‬ ،"‫الطبيعي‬ ‫"الال‬ ."‫اإلطالق‬‫على‬ ‫"اآلخر‬ ،"‫"املتعالي‬ ،"‫"الالمشروط‬ ،"‫نهائي‬ ‫فمن‬.‫عداه‬‫ما‬‫سائر‬‫على‬‫ق‬‫ليتفو‬‫الديني‬‫املوضوع‬‫إن‬."‫"األولية‬‫هي‬‫الثانية‬‫املقولة‬ ‫الناحية‬ ‫كحقيقة‬‫إليه‬‫نظر‬ُ‫ي‬‫الكونية‬‫الناحية‬‫ومن‬ ،‫مشروطة‬ ‫غير‬ ‫بأسبقية‬ ‫يتمتع‬ ‫الشخصية‬ ،‫نهائية‬ ‫يتوق‬ ‫عليه‬ ‫أصلي‬ ‫مبدأ‬ ‫أو‬ ‫وكقوة‬ ‫ر‬َ‫ويعب‬ .‫النسبي‬ ‫وضعه‬ ‫يء‬ ‫ش‬ ‫كل‬ ‫يستمد‬ ‫ومنه‬ ‫يء‬ ‫ش‬ ‫كل‬ ‫ف‬ ..."‫القدرة‬‫"كلي‬ ،"‫"الرب‬،"‫"األسمى‬ ،"‫"األعلى‬‫مثل‬‫بصفات‬ ‫املقولة‬‫هذه‬ ‫عن‬ ‫والحال‬ ‫اعتباره‬‫يجوز‬‫ال‬،‫األولية‬ ‫من‬‫مجرد‬‫لكنه‬ ،‫يدة‬‫ر‬‫ف‬‫بأهمية‬ ‫يتمتع‬ ً ‫موضوعا‬‫إن‬ ‫هذه‬ ‫ا‬‫األولية‬‫وإن‬‫هذا‬. ً ‫أيضا‬‫صحيح‬‫والعكس‬، ً ‫دينيا‬ ً ‫موضوعا‬ ‫تؤدي‬‫ال‬‫صاعد‬‫نسق‬‫في‬‫لبسيطة‬ ‫أو‬‫إقصاء‬‫تعني‬‫ال‬‫موضوعه‬‫وأولية‬‫الديني‬‫االهتمام‬‫أولية‬‫أن‬‫بيد‬.‫املطلوب‬‫الوضع‬‫إلى‬ ‫إخضاع‬ ‫قيد‬‫ن‬‫دو‬‫من‬،‫والفلسفية‬‫واألخالقية‬‫والجمالية‬‫العلمية‬،‫ى‬‫األخر‬‫الثقافية‬‫االهتمامات‬ .‫شرط‬ ‫وال‬ ‫الدي‬‫فاملوضوع‬."‫الكلي‬‫"النفاذ‬‫هي‬‫الثالثة‬‫املقولة‬ "‫وحميمة‬‫جوهرية‬‫"بصورة‬‫ن‬‫يقتر‬‫ني‬ .‫للتعقل‬ ‫قابل‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫حياته‬ ‫عناصر‬ ‫جميع‬ ‫يربط‬ ‫إنه‬ ،‫الفرد‬ ‫حياة‬ ‫جوانب‬ ‫من‬ ‫جانب‬ ‫بكل‬ ‫األنا‬ ‫في‬ ‫العميقة‬ ‫الطبقات‬ ‫بين‬ ‫تنشأ‬ ‫التي‬ ‫الصلة‬ ‫"إن‬ . ً ‫كال‬ ‫بوصفه‬ ‫ن‬‫الكو‬ ‫يكمل‬ ً ‫أيضا‬ ‫وهو‬ ‫اإلنسا‬ ‫ومكان‬ ‫العالم‬ ‫عن‬ ً ‫موحدا‬ ً ‫تصورا‬ ‫املتدين‬ ‫الشخص‬ ‫تعطي‬ ‫الواقع‬ ‫ونواة‬ "‫فيه‬ ‫ن‬ ( 5 ) . ..."‫يء‬ ‫ش‬ ‫بكل‬‫"املحيط‬ ،"‫"املحايث‬ ،"‫الوجود‬ ‫"كلي‬ ‫بصفات‬ ‫املقولة‬ ‫هذه‬ ‫ترجم‬ ُ ‫وت‬ ‫ال‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫هذه‬ ‫"تذكرنا‬ ."‫ى‬‫"التقو‬ ‫هي‬ ‫ابعة‬‫ر‬‫ال‬ ‫مقولة‬ ‫ـ‬ ‫بال‬ ‫االهتمام‬ ‫بأن‬ ‫مقولة‬ ‫ـ‬ ‫الديني‬ ‫موضوع‬ ‫املؤمن‬ ‫حياة‬ ‫ى‬‫التقو‬ ‫توجه‬ .‫والوطيدة‬ ‫السامية‬ ‫الصالح‬ ‫بقوة‬ ‫أو‬ ‫بالصالح‬ ‫اهتمام‬ ‫هو‬ ‫وتحدد‬ "‫املصير‬‫هذا‬‫بتحقيق‬‫وتعشمه‬‫مصيره‬ ( 6 ) ،"‫"الصالح‬‫صفات‬‫املقولة‬‫هذه‬‫عن‬‫وتعبر‬. ،"‫"العادل‬ ..."‫"املنعم‬ ،"‫ص‬ِ‫"املخل‬ ،"‫"املحب‬
  • 8. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 89 ‫وهي‬.‫للزمان‬‫الديني‬‫املوضوع‬‫خضوع‬‫عدم‬‫ظهر‬ ُ ‫ت‬‫إنها‬."‫"الديمومة‬‫الخامسة‬‫املقولة‬ ‫تمثل‬ ‫ا‬ ‫للوجود‬ ‫ي‬ ‫والعرض‬ ‫املتغير‬ ‫الطابع‬ ‫على‬ ‫التغلب‬ ‫إلى‬ ‫النزوع‬ ‫الكوني‬ ‫ى‬‫املستو‬ ‫وعلى‬ .‫ي‬‫لبشر‬ ‫أنه‬ ‫أو‬ ،‫باملطلق‬ ‫الزمان‬ ‫سيرورة‬ ‫خارج‬ ‫ويوجد‬ ‫الزمان‬ ‫ق‬‫فو‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫الديني‬ ‫املوضوع‬ ‫درك‬ُ‫ي‬ ..."‫"األبدي‬،"‫"الدائم‬،"‫"الخالد‬ ‫صفات‬ ‫عنها‬‫وتفصح‬.‫األبد‬ ‫إلى‬ ‫الباقي‬ ‫عجز‬‫املقولة‬‫هذه‬‫تمثل‬‫ي‬ ‫الشخص‬‫الجانب‬‫من‬."‫"االحتجاب‬‫السادسة‬‫املقولة‬ ‫اإلنسان‬ ‫الديني‬‫املوضوع‬‫حضور‬‫بة‬‫ر‬‫تج‬‫وغنى‬‫عمق‬‫عن‬ ً ‫مطابقا‬ ً ‫ا‬‫ر‬‫تعبي‬‫التعبير‬‫عن‬‫املتدين‬ ‫وعظمته‬ ، ‫عنها‬‫وتعبر‬.‫ستنفد‬ ُ ‫ت‬‫ال‬‫التي‬‫الديني‬‫املوضوع‬‫ية‬‫ر‬‫س‬‫الكوني‬‫الجانب‬‫من‬‫وتمثل‬.‫وجبروته‬ ‫صفات‬ ..."‫اسم‬ ‫به‬ ‫يحيط‬‫"ال‬،"‫ك‬َ‫در‬ُ‫ي‬ ‫"ال‬ ،"‫الوصف‬ ‫ق‬‫"يفو‬ ‫تصوره‬‫عبر‬‫كروسبي‬‫دونالد‬‫ل‬‫يحاو‬،‫إذن‬ ‫االهتمام‬‫ملوضوع‬ ً ‫وصفا‬‫يقدم‬‫أن‬‫هذا‬ ‫الديني‬ ‫ملوضوعات‬،‫محدد‬‫بمعنى‬، ً ‫وصفا‬‫يقدم‬‫إنه‬‫أي‬‫بذاته؛‬)‫املوضوع‬‫(أي‬‫مأخوذ‬‫اإلنسان‬‫عند‬ ‫ظاهرة‬‫هو‬‫الفلسفية‬‫العمومية‬‫نحو‬‫التوجه‬‫هذا‬‫ومثل‬.‫واملمكنة‬‫القائمة‬‫األديان‬‫جميع‬ ‫نادرة‬ .‫املعاصرة‬‫الغربية‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬‫في‬‫ما‬ ً ‫نوعا‬ ‫إن‬ ‫األديان‬‫جميع‬‫ملوضوع‬‫الوظيفية‬‫الخصائص‬‫بيان‬‫في‬‫كروسبي‬‫به‬‫قام‬‫الذي‬‫العمل‬ ‫االتجاه‬‫وصف‬‫بالفعل‬‫يخوله‬‫وهو‬.‫الدين‬‫اسة‬‫ر‬‫د‬‫في‬‫فيه‬‫اء‬‫ر‬‫م‬‫ال‬‫إسهام‬‫لهو‬‫املمكنة‬ ‫املوضوعاتي‬ .‫اإلنسان‬‫عند‬ ‫الديني‬ ‫لالهتمام‬ ‫عند‬ ‫االهتمام‬ ‫هذا‬ ‫ظهور‬ ‫أسباب‬ ‫تفسير‬ ‫عن‬ ً ‫عامدا‬ ‫يمتنع‬ ‫كروسبي‬ ‫أن‬ ‫غير‬ ‫اإلنسان‬ ‫التوضيحية‬ ‫بالقيمة‬ ً ‫بالغا‬ ً ‫ضررا‬ ‫يضر‬ ‫الحال‬ ‫بطبيعة‬ ‫وهذا‬ .‫املوضوعاتي‬ ‫توجهه‬ ‫وحقيقة‬ .‫كروسبي‬‫لتحليل‬ ‫اهتمام‬ ‫على‬ ‫يحوز‬ ‫الوظيفي‬ ‫الفلسفي‬ ‫التحليل‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫بحثنا‬ ‫الذي‬ ‫النموذج‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫اإلن‬ ‫عند‬ ‫الديني‬ ‫االهتمام‬ ‫ويتلخص‬ .‫الدين‬ ‫ملوضوع‬‫الوظيفية‬ ‫الخصائص‬ ‫بيان‬ ‫بالغ‬ ،‫سان‬ ‫تتمتع‬‫ما‬‫حقيقة‬‫أو‬‫جوهر‬‫عن‬‫البحث‬‫في‬،‫التحليل‬‫في‬‫يقة‬‫ر‬‫الط‬‫هذه‬‫مع‬‫بالتوافق‬ ‫بخصائص‬ ‫التي‬ ‫الخصائص‬ ‫هذه‬ ‫عن‬ ‫يكشف‬ ‫أن‬ ‫الوظيفي‬ ‫الفلسفي‬ ‫التحليل‬ ‫على‬ ‫ل‬‫ويعو‬ .‫محددة‬ ‫تالزم‬ ‫إنه‬ ‫ل‬‫القو‬ ‫يمكن‬ ‫نا‬‫ر‬‫نظ‬ ‫وجهة‬ ‫ومن‬ .‫ظاهر‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫بحسب‬ ،‫للدين‬ ‫موضوع‬ ‫كل‬ ‫بالضرورة‬ ‫بظل‬ ‫ا‬ ‫التحليل‬ ‫من‬ ‫النوع‬ ‫هذا‬ ‫األديان‬ ‫جميع‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫منطقية‬ ‫ذات‬ ‫عن‬ ‫البحث‬ ‫ي‬‫يجر‬ ‫لفلسفي‬ ‫الذي‬ ،‫األديان‬ ‫أو‬ ‫الدين‬ ‫موضوع‬ ‫املنطقية‬ ‫الذات‬ ‫حد‬ ‫تحت‬ ‫فهم‬ُ‫وي‬ .‫واملمكنة‬ ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫نظر‬ُ‫ي‬
  • 9. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 90 ‫إنتاجها‬ ‫يعاد‬ ‫املنطقية‬ ‫الذات‬ ‫هذه‬ ‫خصائص‬ .‫ن‬‫باملضمو‬ ‫الغني‬ ‫تعينه‬ ‫عن‬ ً ‫بعيدا‬ ‫هنا‬ ‫إليه‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫الجواهر‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫أي‬ ‫الديانات؛‬ ‫جميع‬ ‫في‬ ‫هذه‬ ‫صلب‬ ‫في‬ ‫بها‬ ‫العالقة‬ ‫تكمن‬ ‫التي‬ ‫حقائق‬ .‫الديانات‬ ‫الذات‬‫تحوزها‬‫التي‬‫الخصائص‬‫هذه‬‫بأن‬‫التأكيد‬‫الحال‬‫هذه‬‫في‬ ً ‫جدا‬‫الهام‬‫ومن‬ ‫املنطقية‬ .‫اإللهية‬‫والحقائق‬‫للجواهر‬‫الغنية‬‫الصفات‬"‫"تغطي‬‫وال‬،‫تستنفد‬‫ال‬‫األديان‬‫لكل‬ ‫كانت‬‫فلو‬ ‫تلك‬‫أن‬‫يعني‬‫فهذا‬‫وتغطيها‬‫تستنفدها‬ ‫سوف‬‫إلهية‬‫كحقائق‬‫األديان‬‫في‬‫املستقرة‬‫الحقائق‬ ‫ن‬‫تكو‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫إن‬،‫ذلك‬‫على‬‫عالوة‬.‫لذاته‬‫الدين‬‫فهم‬‫يناقض‬‫هذا‬‫أن‬‫بيد‬.‫بالفعل‬‫متطابقة‬ ‫الفلسفية‬ . ً ‫أصال‬ ‫توجد‬ ‫الحقائق‬‫هذه‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬‫ما‬‫بحث‬ ‫عن‬‫املبدأ‬‫حيث‬ ‫من‬ ‫تمتنع‬ ‫الوظيفية‬ ‫الدين‬‫تحليل‬‫من‬‫النوع‬‫لهذا‬‫مبدئي‬‫اختالف‬‫ثمة‬‫ي‬‫الظاهر‬‫التشابه‬‫عن‬‫النظر‬‫بصرف‬ ‫يبدو‬ ‫واحدة‬ ‫إلهية‬ ‫حقيقة‬ ‫وجود‬ ‫كمعطى‬‫فيها‬‫يقدم‬ ‫التي‬‫املقارنة‬ ‫الالهوتية‬‫اسات‬‫ر‬‫الد‬ ‫عن‬ ‫بالبحث‬ ‫لذلك‬ ً ‫تبعا‬ ‫اسات‬‫ر‬‫الد‬ ‫هذه‬ ‫وتقوم‬ ،‫املتنوعة‬ ‫األديان‬ ‫في‬ ‫مختلفة‬ ‫بصور‬ ‫ل‬ ُ ‫مث‬ َ ‫ت‬ ‫أنها‬ ‫ف‬‫املشتركة‬‫العوامل‬‫عن‬ ‫وجود‬‫إلى‬‫تشير‬‫أنها‬‫ظن‬ُ‫ي‬‫والتي‬‫املختلفة‬‫الديانات‬‫تصورات‬‫ي‬ ‫حقيقة‬ .‫واحدة‬ ‫الشروط‬ ‫تحديد‬ ‫إلى‬ ‫يتجه‬ ‫الدين‬ ‫ملوضوع‬ ‫الوظيفي‬ ‫التحليل‬ ‫إن‬ ،‫األمر‬ ‫حقيقة‬ ‫وفي‬ ‫التي‬ ‫التي‬‫بالخصائص‬‫حقيقة‬‫أي‬‫تمتعت‬‫فإذا‬.‫للدين‬ ً ‫موضوعا‬‫يصبح‬‫أن‬‫جوهر‬‫ألي‬‫فيها‬‫يمكن‬ ‫الوظيفي‬ ‫النظرية‬‫إليها‬‫تشير‬ .‫الدين‬ ‫موضوع‬‫بدور‬ ‫تقوم‬ ‫أن‬‫حينئذ‬ ‫يمكنها‬ ،‫ة‬ ‫عند‬‫الديني‬‫لالهتمام‬ ً ‫أيضا‬ ً ‫تحديدا‬‫الغالب‬‫في‬‫يعني‬‫الخصائص‬‫هذه‬‫تحديد‬‫إن‬ .‫اإلنسان‬ ‫العبادة‬‫يستدعي‬‫أن‬،‫املحددة‬‫الخصائص‬‫من‬‫بمجموعة‬‫يتمتع‬،‫ما‬‫لجوهر‬‫أمكن‬‫فإذا‬ ،‫الدينية‬ ‫الخصائص‬‫هذه‬‫عن‬‫يبحث‬‫اإلنسان‬‫أن‬‫ذلك‬‫معنى‬ ‫عند‬‫ع‬َ‫شب‬ُ‫ي‬‫الذي‬‫واالهتمام‬.‫بالذات‬ ‫توافر‬ ‫هو‬،‫الخصائص‬‫هذه‬‫بمثل‬‫حقيقة‬‫عن‬‫البحث‬‫في‬‫يظهر‬‫الذي‬‫االهتمام‬،‫الخصائص‬‫هذه‬ ‫بالذات‬ ‫يكم‬ ‫الذي‬‫االهتمام‬ .‫الدينية‬‫اإلنسان‬‫حياة‬‫أساس‬ ‫في‬‫ن‬ 2 - ‫الديني‬‫الفكر‬ :
  • 10. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 91 ‫ال‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬‫في‬‫الوظيفي‬ ‫التحليل‬ ‫من‬،"‫ي‬‫"الفكر‬ ،‫الثاني‬ ‫النموذج‬ ‫ـ‬ ‫تمثله‬‫معاصرة‬ ‫بيرك‬‫باتريك‬.‫ت‬ ‫نظرية‬ (BurkeT.P.) ‫يتطابق‬ ‫هنا‬."‫العفوية‬ ‫"الرؤية‬‫كتابه‬ ‫في‬‫عرضها‬‫التي‬ ."‫حياته‬ ‫في‬‫الجاللة‬ ‫عظيم‬‫هو‬ ‫بما‬‫"االهتمام‬ ‫مع‬ ‫اإلنسان‬‫عند‬‫الديني‬‫االهتمام‬ ‫فيما‬‫ل‬‫الفضو‬،‫ل‬‫األو‬:‫اإلنسان‬‫حياة‬‫توجه‬‫االهتمام‬‫من‬‫عامة‬‫أشكال‬‫ثالثة‬‫بيرك‬‫يبين‬ ‫يت‬ ‫الجاللة؛‬‫عظيم‬‫هو‬‫بما‬‫العناية‬،‫الثاني‬‫لألشياء؛‬‫املوضوعية‬،‫الحقيقية‬‫بالحال‬‫علق‬ ،‫الثالث‬ .‫والفن‬‫والدين‬‫العلم‬‫في‬‫األمثل‬‫تجسيدها‬‫تلقى‬‫الثالثة‬‫األشكال‬‫وهذه‬.‫بالجمال‬‫االستمتاع‬ .‫األسطورة‬ ‫ضمن‬‫اها‬‫ر‬‫ع‬ ‫تنفصم‬ ‫ال‬ ‫وحدة‬ ‫في‬‫الغابرة‬‫األزمان‬ ‫في‬‫عاشت‬ ‫ولقد‬ ‫االهتمام‬‫يتجسد‬ ‫الجاللة‬‫عظيم‬‫هو‬‫بما‬ - ‫الديني‬‫االهتمام‬‫أي‬ - ،‫الديني‬‫الفكر‬‫في‬ ‫"بالرؤية‬ ‫"فالدين‬.‫األديان‬‫تعرضها‬‫التي‬ "‫للحياة‬‫الكلية‬ - ‫بيرك‬‫يؤكد‬ - "‫للحياة‬ ‫رؤية‬ ‫لنا‬ ‫يقدم‬ ( 7 ) . ‫بنية‬‫"تحليل‬ ‫وفي‬ ،‫للحياة‬‫الرؤية‬‫هذه‬‫وظائف‬‫اك‬‫ر‬‫إد‬‫في‬‫الدين‬‫فلسفة‬‫مهمة‬‫وتنحصر‬ ‫في‬ ‫تتبدى‬ ‫كما‬ ‫الدين‬ ‫ظاهرة‬ "‫توظيفه‬ ‫أسلوب‬ ) 8 ( ‫الفلسفية‬ ‫املعرفة‬ ‫ن‬‫تكو‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫عندئذ‬ . .‫ى‬‫األخر‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫عليها‬ ‫نحصل‬ ‫التي‬ ‫املعرفة‬‫من‬ ً ‫وتجريدا‬ ‫عمومية‬‫أكثر‬‫الدين‬ ‫عن‬ ‫وأعطتنا‬ ً ‫معا‬ ‫ائتلفت‬ ،‫التاريخي‬ ‫الفعل‬ ‫من‬ ‫محددة‬ ‫أنواع‬ ‫مجموعة‬ ‫هي‬ ‫الدين‬ ‫وظاهرة‬ ‫في‬‫الوظيفة‬‫ووحدة‬."‫"الدين‬‫العامة‬‫التسمية‬‫هذه‬ ‫النشاط‬‫أو‬‫الفعل‬‫من‬‫األنواع‬‫هذه‬ ،‫يمكن‬ ."‫الدين‬ ‫"جوهر‬ ‫نعتبرها‬‫أن‬،‫بيرك‬‫بحسب‬ ‫الوظائف‬ ‫هذه‬ ‫وتتلخص‬ .‫أساسية‬ ‫وظائف‬ ‫عدة‬ ‫بأداء‬ ‫للحياة‬ ‫الكلية‬ ‫الدينية‬ ‫الرؤية‬ ‫تقوم‬ .‫اإلنسان‬‫حياة‬ ‫من‬ ‫الغاية‬ ‫أو‬‫ى‬‫املغز‬‫وتبيان‬ ‫الوجود‬‫تفسير‬ ‫في‬ ‫ب‬‫يتصل‬‫فيما‬‫بيرك‬‫عند‬‫الرئيسة‬‫الفكرة‬‫تنحصر‬ ‫الدين‬‫بأن‬‫للدين‬‫التفسيرية‬‫الوظيفة‬ .‫جاهز‬ ‫كتفسير‬ ً ‫دائما‬ ‫ل‬ ُ ‫مث‬َ‫ي‬ ‫فهو‬ ،‫للوجود‬ ‫الحاضرة‬ ‫الحالة‬ ‫في‬ ‫بحث‬ ‫أو‬ ‫كنظرية‬ ‫يتقدم‬ ‫ال‬ .‫الواقعي‬‫أساسه‬‫من‬‫الدين‬ ‫موقف‬ ‫في‬‫خاص‬ ‫نحو‬ ‫على‬ ً ‫واضحا‬ ‫ذلك‬ ‫ويبدو‬ ‫الوجود‬‫وقائع‬‫وتعقل‬‫لبحث‬‫نتيجة‬‫ليست‬‫الدين‬‫يعرضها‬‫التي‬‫الحياة‬‫رؤية‬‫إن‬ ‫املوض‬ ‫وعي‬ ‫من‬‫يبدأ‬‫"الدين‬‫أن‬‫بيرك‬‫يؤكد‬‫إذ‬. ً ‫تماما‬‫ذلك‬‫من‬‫العكس‬‫على‬‫يبدو‬‫فاألمر‬."‫"القاسية‬ ،‫الرؤية‬
  • 11. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 92 ‫يلتمس‬‫سامية‬‫علوية‬‫حقائق‬‫عن‬‫بالبحث‬‫يشرع‬‫ثم‬‫ومن‬،‫األشياء‬‫إلى‬‫النظر‬‫يقة‬‫ر‬‫ط‬‫من‬ ‫منها‬ "‫الرؤية‬ ‫هذه‬ ‫تأييد‬ ( 9 ) . ‫أ‬‫بانتقاء‬ ،‫بيرك‬ ‫تصور‬ ‫في‬،‫الديني‬‫الفكر‬ ‫يقوم‬ ‫النحو‬ ‫هذا‬ ‫على‬ .‫بنفسه‬ ‫الواقعي‬ ‫ساسه‬ ‫هذا‬‫ى‬‫فحو‬‫توافق‬‫التي‬‫وغيرها‬‫يخية‬‫ر‬‫والتا‬‫يقية‬‫ز‬‫امليتافي‬)‫(الحقائق‬‫الوقائع‬‫صطفى‬ُ‫فت‬ ‫الدين‬ ‫وتنتقي‬. ً ‫متاحا‬‫الوقائع‬‫هذه‬‫من‬‫كامل‬‫طيف‬‫ن‬‫يكو‬‫ما‬‫وعادة‬.‫للحياة‬‫رؤيته‬‫وتوافق‬،‫ذاك‬‫أو‬ .‫للحياة‬ ‫الرؤية‬ ‫هذه‬ ‫شرعية‬ ‫تؤيد‬ ‫أن‬ ‫يمكنها‬ ‫بعينها‬ "‫لة‬ِ‫ث‬‫مم‬ ‫"وقائع‬ ‫األديان‬ ‫انتقائها‬ ‫في‬ ‫للحياة‬ ‫رؤيتها‬ ‫من‬ ‫تنطلق‬ ‫ألنها‬ ‫األديان‬ ‫ندين‬ ‫أن‬ ‫لنا‬ ‫ينبغي‬ ‫ال‬ ‫أنه‬ ‫بيرك‬ ‫يعتقد‬ ‫نمتلك‬ ‫ال‬ ‫أننا‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫ير‬‫ر‬‫تب‬ ‫ى‬‫وير‬ .‫وتثبتها‬ ‫الرؤية‬ ‫هذه‬ ‫عن‬ ‫تعبر‬ ‫أن‬ ‫منها‬ ‫يطلب‬ ‫التي‬ ‫للوقائع‬ "‫الحياة‬ ‫"تجربة‬ ‫إلى‬ ً ‫منفذا‬ ‫نمتلك‬ ‫فنحن‬ ."‫الحاسمة‬ ‫"الوقائع‬ ‫إلى‬ ً ‫ا‬‫ر‬‫ومباش‬ ً ‫صريحا‬ ً ‫منفذا‬ ‫ومنظم‬‫متكامل‬‫تفسير‬‫يعوزه‬‫الذي‬‫الفرد‬‫إن‬.‫ومشتركة‬‫عامة‬‫ما‬‫نظر‬‫وجهة‬‫إلى‬،‫فقط‬ ‫للحياة‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫بنفسه‬ ‫التفسير‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫يضع‬ ‫أن‬ ، ً ‫أصال‬ ‫املمكن‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫هذا‬ ،‫عليه‬ ‫صعب‬ . ‫"ووظيفة‬ ،‫املتصارعة‬ ‫النظر‬‫وجهات‬ ‫من‬‫وضع‬ ‫في‬،‫ومتعاقبة‬ ‫متقلبة‬‫أوضاع‬‫في‬‫يعيش‬ ‫فهو‬ ‫إضافة‬ ،‫يبدو‬ ‫عام‬ ‫بتفسير‬ ‫ويتقدم‬ ،‫ى‬ ‫الفوض‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫والتجانس‬ ‫النظام‬ ‫دخل‬ُ‫ي‬ ‫أن‬ ‫الدين‬ " ً ‫ومقنعا‬ ً ‫ابطا‬‫ر‬‫مت‬ ،‫ذلك‬ ‫إلى‬ ( 10 ) . ‫العام‬‫التفسير‬‫من‬،‫الحياة‬‫رؤية‬‫من‬‫االنتقال‬‫بأن‬‫استنتاجه‬‫إلى‬‫بيرك‬‫يصل‬‫وهكذا‬ ‫للتجربة‬ ." ً ‫إنسانيا‬‫ي‬‫و"ضرور‬ " ً ‫منطقيا‬‫"مبرر‬‫انتقال‬ ‫هو‬ ‫الوقائع‬ ‫إلى‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫الالزمة‬ ‫الوقائع‬ ‫اكتشاف‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫باإلحالة‬ ‫نظره‬ ‫وجهة‬ ‫بيرك‬ ‫يعزز‬ ‫ذاته‬‫النحو‬ ‫وعلى‬ .‫بأسرها‬ ‫البشرية‬‫تالزم‬ ‫األشياء‬ ‫إلى‬‫النظر‬ ‫في‬‫محددة‬ ‫طريقة‬‫وإثبات‬ ‫تأييد‬ ‫على‬‫العزم‬‫أما‬.‫اهين‬‫ر‬‫الب‬‫من‬‫يبدآن‬‫ال‬‫إنهما‬‫الفلسفي؛‬‫والتفكير‬‫العلمي‬‫التفكير‬‫يبدأ‬ ‫استخدام‬ ‫البرهان‬ ،‫العلمي‬ ‫املنهج‬ ‫فإن‬ ‫املعنى‬ ‫وبهذا‬ .‫األشياء‬ ‫رؤية‬ ‫في‬ ‫مبيتة‬ ‫خاصة‬ ‫طريقة‬ ‫عن‬ ‫فيعبر‬ ‫عن‬ ‫تكشف‬ ‫التي‬ ‫النقدية‬ ‫الفلسفة‬ ‫شأن‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫شانه‬ ‫أيديولوجيا‬ ‫هو‬ ،‫بيرك‬ ‫ى‬‫ير‬ ‫كما‬ ‫وضع‬ .‫إليها‬ ‫أشرنا‬ ‫التي‬‫بالطريقة‬ ‫األشياء‬ ‫ب‬ ‫م‬ َ ‫سل‬ُ‫ي‬ ‫ما‬ ‫فإن‬ ‫املباشرة‬ ‫التجربة‬ ‫حدود‬ ‫وراء‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫الخروج‬ ‫عند‬ ‫كحقيقة‬ ‫ه‬ (Fact) ‫يمكن‬ ‫ما‬ ‫حدود‬ ‫عن‬ ‫تخرج‬ ‫التي‬ ‫الحاالت‬ ‫مع‬ ‫تتعامل‬ ‫والديانات‬ .‫الذات‬ ‫نظر‬ ‫وجهة‬ ‫تحدده‬
  • 12. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 93 ‫تتمتع‬ ‫هنا‬ ‫النظر‬ ‫وجهة‬ ‫أن‬ ً ‫غريبا‬ ‫فليس‬ . ً ‫مستطاعا‬ ‫ذلك‬ ‫ن‬‫يكو‬ ‫ما‬ ‫بقدر‬ ،‫مباشرة‬ ‫مالحظته‬ . ً ‫الحقا‬ ‫فتأتي‬‫املطلوبة‬ ‫والتاريخية‬ ‫امليتافيزيقية‬ ‫الوقائع‬ ‫أما‬ ،‫مطلقة‬ ‫بأولوية‬ ‫يب‬ ‫ما‬‫مع‬ ‫الدين‬ ‫للغة‬‫الوظيفية‬‫الخصائص‬‫املنطق‬ ‫من‬‫تخلو‬ ‫ال‬‫بصورة‬ ‫بيرك‬ ‫ين‬ ‫يميزها‬ ‫في‬‫الجاللة‬‫عظيم‬‫هو‬‫بما‬ ً ‫اهتماما‬‫لته‬‫ز‬‫بمن‬‫الديني‬‫االهتمام‬‫لطبيعة‬‫عام‬‫فهم‬‫من‬ .‫الحياة‬ ‫ويقيم‬ ‫ل‬‫نقو‬‫فقد‬.‫وظيفتها‬‫وبين‬‫القضية‬‫أو‬،‫الظاهرة‬‫أو‬،‫الشكل‬‫بين‬" ً ‫مبدئيا‬ ً ‫"فارقا‬ ‫ما‬ ً ‫شيئا‬ ‫اإلشارة‬‫بهدف‬ ‫الواقع‬ ‫أن‬‫عنا‬ ‫فهم‬ُ‫ي‬‫أن‬‫ن‬‫دو‬ ‫من‬،‫لألشياء‬ ‫املوضوعية‬‫الحال‬ ‫إلى‬ ‫يمتلك‬‫إليه‬ ‫املشار‬ ‫بيرك‬‫يسميها‬)‫(األقوال‬‫القضايا‬‫هذه‬‫مثل‬. ً ‫شخصيا‬‫لنا‬‫بالنسبة‬‫ما‬‫أهمية‬ ‫قضايا‬ ."‫"واقعية‬ ‫ليس‬ ‫لألشياء‬ ً ‫معينا‬ ً ‫وضعا‬‫أن‬‫إلى‬‫اإلشارة‬‫بهدف‬‫بقضية‬ ‫ندلي‬ ‫أن‬‫يمكننا‬ ‫وبالتضاد‬ ‫عديم‬ ‫ب‬‫الشأن‬ ‫أن‬‫بيرك‬‫ويؤكد‬."‫"الجليلة‬‫بالقضايا‬‫تسميتها‬‫يمكن‬‫القضايا‬‫وهذه‬.‫لنا‬‫النسبة‬ ‫"القضية‬ ‫القضية‬‫وظيفة‬‫ذلك‬‫مع‬‫تؤدي‬‫أنها‬‫حين‬‫في‬،‫الواقعية‬‫القضية‬‫شكل‬‫تتخذ‬‫قد‬ "‫الجليلة‬ ( 11 ) . ‫من‬‫الدينية‬‫القضايا‬‫بدت‬‫وإن‬‫حتى‬.‫الثانية‬‫املجموعة‬‫إلى‬‫تنتمي‬‫الدينية‬‫والقضايا‬ ‫حيث‬ ‫الشكل‬ ‫القضايا‬‫تصبح‬‫ال‬،‫ذلك‬‫على‬‫عالوة‬."‫"جليلة‬‫قضايا‬‫تعتبر‬ ً ‫عمليا‬‫فهي‬،"‫"واقعية‬ ‫دينية‬ ‫أن‬‫يمكنها‬‫ال‬ ،"‫أعلى‬‫كائن‬‫"يوجد‬‫مثل‬‫فقضية‬."‫"جليلة‬‫كقضايا‬‫وظيفتها‬‫أدت‬‫إذا‬‫إال‬ ‫تصبح‬ ‫قضية‬ ‫على‬ ‫الحديث‬ ‫ي‬‫يجر‬ ‫الحالة‬ ‫هذه‬ ‫وفي‬ ."‫"الجليلة‬ ‫القضية‬ ‫وظيفة‬ ‫أدت‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫دينية‬ ‫ميتافيزيقية‬ ‫دينية‬ .‫ي‬ ‫الشخص‬ ‫وضعي‬‫في‬‫األهمية‬ ‫بالغة‬ ‫لحظة‬‫عن‬ ‫تعبر‬ ‫اجتماع‬ ‫علم‬ ‫على‬ ‫باإلحالة‬ ‫التفسيرية‬ ‫الدين‬ ‫لوظيفة‬ ‫تحليله‬ ‫تأييد‬ ‫على‬ ‫بيرك‬ ‫يحرص‬ ‫يؤكد‬ ‫الذي‬ ،‫املعاصر‬ ‫املعرفة‬ - ‫أيه‬‫ر‬‫ب‬ - ‫بما‬ ،‫ل‬‫األو‬ ‫املقام‬ ‫في‬ ،‫يتصف‬ ‫للبشر‬ ‫مجتمع‬ ‫كل‬ ‫أن‬ ‫بلو‬ ‫إلى‬ ‫يسعى‬ ‫التي‬ ‫وبالغاية‬ ‫كمعرفة‬ ‫املجتمع‬ ‫هذا‬ ‫يقره‬ ‫يستشهد‬ ‫نظره‬ ‫وجهة‬ ‫وإلثبات‬ .‫غها‬ ‫"بمجتمع‬‫بل‬،‫وحسب‬‫املعرفة‬‫بموضوع‬‫ال‬‫وبارتباطها‬،‫للمعرفة‬"‫االجتماعي‬‫"بالطابع‬‫بيرك‬ ‫لي‬ْ‫قب‬‫اجتماعي‬‫"بوضع‬‫تتمتع‬‫فاملعرفة‬. ً ‫أيضا‬"‫املعرفة‬ (APriori) ‫ممكنة‬‫املعرفة‬‫يجعل‬" ‫بوجه‬ .‫حجمها‬‫ذاته‬ ‫الوقت‬ ‫في‬‫ويقيد‬،‫عام‬ ‫الوظيفة‬‫تقوم‬‫ذلك‬‫ى‬ ‫وبمقتض‬ ‫أي‬‫يقرر‬‫بأن‬،‫بيرك‬‫ى‬‫ير‬‫كما‬،‫الديني‬‫للمجتمع‬‫ئيسة‬‫ر‬‫ال‬ ‫معرفة‬ ‫نطاق‬ ‫في‬ ‫إال‬ ‫ه‬َ‫يقين‬ ‫للحياة‬ ‫ما‬ ٌ‫تفسير‬ ‫يكتسب‬ ‫وال‬ .‫للحياة‬ ‫األسمى‬ ‫الغاية‬ ‫ويبين‬ ،‫جليلة‬ ‫تعد‬
  • 13. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 94 ‫الفرد‬ ‫حياة‬‫في‬‫التفسير‬ ‫لهذا‬‫ناجع‬‫توظيف‬ ‫أجل‬‫من‬ ‫الالزم‬‫اليقين‬،‫محدد‬‫ديني‬ ‫مجتمع‬ ‫الذي‬ .‫املجتمع‬‫ذاك‬‫إلى‬ ‫ينتمي‬ ،‫يقينية‬ ‫معرفة‬ ‫القناعة‬‫هذه‬‫تصبح‬ ‫بحيث‬ ،‫الفرد‬‫قناعة‬‫املجتمع‬‫يعزز‬ ‫ومثلما‬ ‫كذلك‬ ‫من‬ ً ‫وضعا‬‫تكتسب‬‫بل‬،‫وحسب‬‫فردية‬‫غاية‬‫تصبح‬‫ال‬‫املجتمع‬‫يضعها‬‫التي‬‫الغاية‬‫فإن‬ .‫الهيبة‬ ‫بين‬‫االختيار‬‫من‬ ً ‫نوعا‬‫نمارس‬‫أن‬‫بوسعنا‬‫كان‬‫إذا‬‫عما‬‫السؤال‬‫يظهر‬‫أن‬‫الطبيعي‬‫ومن‬ ‫األديان‬ ‫ل‬‫"رؤى‬‫هي‬‫حيث‬‫من‬ ‫أن‬‫بيرك‬‫ى‬‫وير‬.‫متوافقة‬‫غير‬‫الحاالت‬‫من‬‫كثير‬‫وفي‬،‫متباينة‬"‫لحياة‬ ‫البديل‬ ‫الكاملة‬‫النسبية‬‫إلى‬ ‫اللجوء‬ ‫هو‬ ‫االختيار‬‫هذا‬ ‫إمكانية‬ ‫عن‬ ‫الوحيد‬ (Relativism) . ‫إنما‬،‫الواقعية‬‫العالم‬‫حال‬‫عن‬‫يعبر‬‫كأمر‬‫عملها‬‫تؤدي‬‫ال‬‫الدينية‬‫العقائد‬‫مادامت‬ ‫تبلغنا‬ ‫للعالم‬ ً ‫محددا‬ ً ‫ا‬‫ر‬‫تفسي‬ ‫الدينية‬‫العقائد‬‫ضد‬‫أو‬‫لصالح‬‫تشهد‬‫أن‬‫يمكنها‬‫ال‬‫الوقائع‬‫فإن‬، ‫ل‬‫ويقو‬ . ،‫للحياة‬‫التفسير‬‫صالحية‬‫ظهره‬ ُ ‫ت‬‫الديني‬‫الزعم‬‫كذب‬‫أو‬‫"صدق‬‫إن‬‫الشأن‬‫هذا‬‫في‬‫بيرك‬ ‫التي‬ "‫البشرية‬‫لتجربتنا‬‫التفسير‬‫هذا‬‫مطابقة‬‫أو‬،‫صالحية‬‫بذلك‬‫أعني‬،‫الزعم‬‫هذا‬‫عنها‬‫يعبر‬ ( 12 ) . ‫محدد‬ ‫لتفسير‬ ‫تفضيلنا‬‫من‬ ‫ونتثبت‬ ‫بها‬ ‫نتحقق‬ ‫التي‬ ‫الوحيدة‬ ‫الوسيلة‬ ‫فإن‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬ ‫ال‬‫أنه‬‫بيد‬.‫بة‬‫ر‬‫بالتج‬‫التفسير‬‫نة‬‫ر‬‫مقا‬‫هي‬،‫ذاك‬‫أو‬‫الدين‬‫هذا‬‫علينا‬‫يقترحه‬‫الذي‬،‫للحياة‬ ‫توجد‬ ،‫ما‬ ‫مجتمع‬ ‫ضمن‬ ‫دوما‬ ‫يعيش‬ ‫فاإلنسان‬ .‫آخر‬ ‫تفسير‬ ‫أي‬ ‫أو‬ ‫املعني‬ ‫التفسير‬ ‫خارج‬ ‫تجربة‬ ْ‫قب‬‫بصورة‬‫يشترط‬‫وهذا‬ ‫ال‬‫والتفسير‬‫بة‬‫ر‬‫التج‬‫أن‬‫وبما‬.‫التفسير‬‫خارج‬‫بة‬‫ر‬‫تج‬‫ال‬‫أن‬‫لية‬ ،‫ينفصالن‬ ‫أو‬ ‫التفسير‬ ‫هذا‬ ‫ضد‬ ‫أو‬ ‫لصالح‬ ‫أدلة‬ ‫ل‬‫حو‬ ‫السؤال‬ ‫عن‬ ‫يح‬‫ر‬‫ص‬ ‫جواب‬ ‫من‬ ‫هنالك‬ ‫فليس‬ ‫ذاك‬ .‫بعينه‬‫دين‬‫علينا‬‫يقترحه‬ ‫الذي‬ ‫ات‬‫ر‬‫تفسي‬ ‫بين‬ ‫للتصادم‬ ‫أو‬ ‫للمقابلة‬ ‫نتيجة‬ ‫يظهر‬ ‫قد‬ ‫الحقيقة‬ ‫من‬ ‫اب‬‫ر‬‫االقت‬ ‫أن‬ ‫يبقى‬ ‫مخت‬ ‫بينها‬‫والنقاش‬، ً ‫ا‬‫ر‬‫كبي‬‫ات‬‫ر‬‫التفسي‬‫في‬‫التنوع‬‫كان‬‫"كلما‬‫بأنه‬‫ل‬‫القو‬‫إلى‬‫بيرك‬‫ويخلص‬.‫لفة‬ ‫عن‬ ‫الواقع‬ ‫فيه‬ ‫يكشف‬ ‫الذي‬ ‫باملقدار‬ ‫جالء‬ ‫أشد‬ ‫بالواقع‬ ‫التحكم‬ ‫ي‬ ‫يمس‬ ،‫ويحتد‬ ‫يتعمق‬ "‫برمتها‬‫البشر‬ ‫تجربة‬‫في‬‫نفسه‬ ( 13 ) . ‫وجهة‬‫من‬،‫للحياة‬‫الكلية‬‫الدينية‬‫الرؤية‬،‫الديني‬‫الفكر‬‫إن‬ ‫بي‬‫ر‬‫الغ‬‫الباحث‬‫نظر‬ ‫مطلوب‬ ، .‫وظائفها‬‫أهم‬‫إحدى‬‫وهذه‬.‫منها‬ ‫الغاية‬ ‫أو‬‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫معنى‬ ‫تبين‬‫أن‬‫منها‬
  • 14. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 95 ‫إلى‬، ً ‫وثانيا‬‫اإلنسان؛‬‫لحياة‬‫ئيسة‬‫ر‬‫ال‬‫"املشكلة‬‫إلى‬، ً ‫أوال‬،‫إشارة‬‫ديني‬‫فكر‬‫كل‬‫ويتضمن‬ ‫"الوضع‬ ، ً ‫ا‬‫ر‬‫وأخي‬ ً ‫وثالثا‬ ‫املشكلة؛‬ ‫لهذه‬ ‫حل‬ ‫إلى‬ ‫يقود‬ ‫أن‬ ‫بوسعه‬ ‫الذي‬ "‫األمثل‬ ‫الطريقة‬ ‫إلى‬ ‫اإلشارة‬ .‫الوضع‬‫هذا‬‫بلوغ‬‫من‬‫تمكن‬ ‫التي‬ ‫في‬‫فاألديان‬.‫مختلفة‬‫بأشكال‬"‫اإلنسان‬‫لحياة‬‫ئيسة‬‫ر‬‫ال‬‫"املشكلة‬‫األديان‬‫تتصور‬ ‫املجتمعات‬ .‫بالطبيعة‬‫اإلنسان‬‫عالقة‬‫في‬‫املشكلة‬‫هذه‬‫ى‬‫تر‬‫الصينية‬‫الديانات‬‫وكذلك‬،‫البدائية‬ ‫والديانات‬ ‫و‬ ‫والهندوسية‬ ‫البوذية‬ ،‫الهندية‬ ‫املعاناة‬ ‫في‬ ‫للحياة‬ ‫ئيسة‬‫ر‬‫ال‬ ‫املشكلة‬ ‫ى‬‫تر‬ ،‫الجاينية‬ ،‫الخالصة‬ ،‫واإلسالم‬ ‫واملسيحية‬ ‫اليهودية‬ ،"‫السامي‬ ‫املنشأ‬ ‫"ذات‬ ‫والديانات‬ .‫اإلنسان‬ ‫معاناة‬ ‫في‬ ‫وكذلك‬ ‫هو‬‫العالم‬‫في‬‫السائد‬‫الظلم‬‫تحسب‬،‫بيرك‬‫بتعبير‬"‫"األخالقية‬‫الديانات‬‫أي‬‫الزرادشتية؛‬ ‫املشكلة‬ .‫الرئيسة‬ ‫الحياة‬ ‫مشكلة‬ ‫فيه‬ ‫تحل‬ ‫الذي‬ "‫اإلمبيريقي‬ ‫"الوضع‬ ،"‫األمثل‬ ‫"الوضع‬ ‫إلى‬ ‫اإلشارة‬ ‫أما‬ ‫لبلوغ‬ ‫الدين‬‫يقترحها‬‫التي‬ ‫ائق‬‫ر‬‫الط‬‫أو‬‫الوسائل‬‫أن‬‫بيد‬.‫الحياة‬‫غاية‬‫فتحدد‬،‫ئيسة‬‫ر‬‫ال‬ ‫الوضع‬ ‫األهمية‬ ‫لها‬ ‫تعود‬ ،‫الوضع‬ ‫هذا‬ ‫بلوغ‬ ‫وسهولة‬ ‫إمكانية‬ ‫عن‬ ‫تصوراته‬ ،‫أدق‬ ‫وبتعبير‬ ،‫األمثل‬ ‫مسأل‬ ‫في‬ ‫ى‬‫الكبر‬ ‫ثمة‬ .‫الحياة‬ ‫معنى‬ ‫تحديد‬ ‫في‬ ‫وظيفته‬ ‫ذاك‬ ‫أو‬ ‫الدين‬ ‫هذا‬ ‫يؤدي‬ ‫كيف‬ ‫ة‬ ‫ثالثة‬ ‫يتعلق‬ ‫فيما‬‫محتملة‬‫استنتاجات‬ :‫اإلنساني‬‫الوجود‬ ‫بمعنى‬ 1 ) ‫وجود‬‫فهم‬ُ‫ي‬‫الحالة‬‫هذه‬‫في‬.‫مستحيل‬‫كأمر‬‫األمثل‬‫الوضع‬‫بلوغ‬‫إلى‬‫النظر‬‫يمكن‬ ‫اإلنسان‬ ‫عل‬ .‫بالكامل‬ ‫له‬ ‫معنى‬ ‫وال‬‫عبث‬ ‫أنه‬ ‫ى‬ 2 ) ‫الوضع‬‫هذا‬‫بلوغ‬ ‫هنا‬.‫الشأن‬‫هذا‬‫في‬‫مطلقة‬‫ضمانات‬‫توجد‬‫ال‬‫أنه‬‫غير‬،‫ممكن‬ ‫يعترف‬ ‫على‬‫بنفسه‬‫قادر‬‫اإلنسان‬‫أن‬‫يؤكد‬‫لكنه‬،‫داخلها‬‫من‬‫للحياة‬‫املميز‬‫املعنى‬‫بغياب‬‫الدين‬ .‫خارجها‬ ‫من‬‫املعنى‬ ‫هذا‬ ‫يعطيها‬ ‫كأنه‬ ،‫معنى‬ ‫الحياة‬‫إكساب‬ 3 ) ‫ل‬‫معقو‬‫اإلنساني‬‫الوجود‬‫أن‬‫الدين‬‫يعلن‬‫الثالثة‬‫الحالة‬‫في‬، ً ‫ا‬‫ر‬‫خي‬ ‫بصرف‬‫بذاته‬ ‫النظر‬ ‫االحتماالت‬ ‫هي‬ ‫هذه‬ . ً ‫مضمونا‬ ‫األمثل‬ ‫الوضع‬ ‫بلوغ‬ ‫مادام‬ ‫وفعله‬ ‫الفرد‬ ‫معرفة‬ ‫عن‬ ‫الثالثة‬ ‫بين‬‫العالقة‬ ‫بشأن‬ ‫السؤال‬‫عن‬ ‫تقدمها‬ ‫أن‬ ‫األديان‬ ‫بوسع‬‫التي‬ ،‫بيرك‬‫بحسب‬ ،‫للجواب‬ .‫الحياة‬‫غاية‬‫أو‬‫ومعنى‬‫الحياة‬
  • 15. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 96 ‫ف‬ ‫إال‬ ‫وظائفه‬ ‫يؤدي‬ ‫أن‬ ‫يمكنه‬ ‫ال‬ ‫الدين‬ ‫أن‬ ‫البدهي‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫عالوة‬ .‫ما‬ ‫اجتماعي‬ ‫حيز‬ ‫ي‬ ‫بالجوهر‬‫هما‬‫اإلنساني‬‫الوجود‬‫معقولية‬‫طابع‬‫إلى‬‫واإلشارة‬‫الحياة‬‫تفسير‬‫إن‬،‫ذلك‬ ‫وظيفتان‬ .‫صريحتان‬ ‫اجتماعيتان‬ ‫من‬‫تنبع‬‫إنما‬،‫عرضية‬‫ليست‬‫للدين‬‫املحافظة‬‫االجتماعية‬‫النزعة‬‫أن‬‫بيرك‬‫ويؤكد‬ ‫طبيعته‬ ‫ال‬‫أنه‬‫إال‬.‫األساسية‬‫وظائفه‬‫ومن‬،‫ذاتها‬ ‫الدين‬‫جوهر‬‫بين‬‫ابطة‬‫ر‬‫لل‬ ً ‫مفصال‬ ً ‫فهما‬‫يقدم‬ ‫ونزعته‬ ‫نتيجة‬ ‫تعد‬ ‫للدين‬ ‫املحافظة‬ ‫النزعة‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫باإلشارة‬ ‫يكتفي‬ ‫فنجده‬ .‫املحافظة‬ ‫االجتماعية‬ ‫"اإليجابي‬‫لحكمه‬ (Positive) ."‫لألشياء‬‫القائم‬ ‫النظام‬‫يخص‬ ‫فيما‬ ‫كقاعدة‬،‫يبدأ‬‫الدين‬‫أن‬‫بيد‬.‫الدين‬‫جوهر‬‫اإليجابي‬‫الحكم‬‫يشكل‬ ‫"الحكم‬‫من‬،‫عامة‬ ‫من‬‫يبدأ‬ ،‫املنطقي‬ ‫بناءه‬‫ل‬‫يتناو‬‫األمر‬‫كان‬ ‫لو‬‫فيما‬،‫دين‬ ‫"أي‬‫أن‬‫بيرك‬‫يالحظ‬ ."‫السلبي‬ ‫الحكم‬ ‫لم‬ ‫للحياة‬ ‫السائدة‬ ‫والرؤية‬ ‫اليوم‬ ‫حتى‬ ‫القائم‬ ‫األشياء‬ ‫وضع‬ ‫بأن‬ ‫الحسم‬ ‫من‬ ،‫السلبي‬ ‫يعودا‬ "‫تغيير‬‫إلى‬‫ويحتاجا‬‫مقبولين‬ ( 14 ) ‫مباشرة‬‫صلة‬‫ذو‬‫هنا‬‫الدين‬‫يقرره‬‫الذي‬‫فهذا‬. ‫حكمه‬‫بقوة‬ .‫األصلي‬‫السلبي‬ ‫الحياة‬‫تفسير‬‫ألن‬‫وذلك‬.‫فقط‬‫البداية‬‫في‬‫القوة‬‫هذه‬‫يمتلك‬‫السلبي‬‫الحكم‬‫أن‬‫غير‬ ‫الذي‬ ‫في‬ ‫الوحدة‬ ‫تأكيد‬ ‫إلى‬ ‫ينزع‬ ‫الدين‬ ‫أن‬ ‫يعني‬ ‫وهذا‬ ، ً ‫شموليا‬ ً ‫طابعا‬ ‫يحمل‬ ‫الدين‬ ‫يقترحه‬ ‫العالم‬ ‫اإليج‬‫أي‬‫ر‬‫ال‬‫سيادة‬ ‫إلى‬ ‫يقود‬ ‫الوحدة‬‫إلى‬ ‫الدين‬ ‫ونزوع‬ ،‫واملجتمع‬ .‫السلبي‬ ‫على‬ ‫ابي‬ ‫يؤلف‬ ‫أن‬ ‫الدين‬ ‫على‬ ‫ويتوجب‬ .‫اآلخر‬ ‫إلى‬ ‫منهما‬ ‫كل‬ ‫والسلبي‬ ‫اإليجابي‬ ‫أيان‬‫ر‬‫ال‬ ‫يحتاج‬ ،"‫تحقيقه‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫"مطلب‬ ‫لعله‬ ‫الذي‬ ،‫املطلب‬ ‫هذا‬ ‫بأن‬ ‫يعترف‬ ‫بيرك‬ ‫لكن‬ .‫ن‬‫بتواز‬ ‫بينهما‬ .‫املوجودة‬ ‫ى‬‫الكبر‬ ‫األديان‬‫من‬‫أي‬‫معه‬ ‫يتفق‬ ‫ال‬ .‫يذكر‬‫اهتمام‬‫ن‬‫دو‬‫من‬‫الديني‬‫الفكر‬‫مشكلة‬‫تبقى‬‫ما‬‫عادة‬‫املعاصرة‬‫الدين‬‫فلسفة‬‫في‬ ‫مادام‬،‫الدين‬‫فلسفة‬‫في‬‫أولوية‬‫ذا‬ ً ‫موضوعا‬‫ن‬‫يكو‬‫أن‬‫يجب‬‫الديني‬‫الفكر‬‫أن‬‫الواضح‬‫ومن‬ ‫نهاية‬‫ففي‬.‫الواقع‬‫من‬‫الديني‬‫املوقف‬‫عن‬‫واألشمل‬‫األكمل‬‫التعبير‬‫نحسبه‬‫أن‬‫لنا‬‫يحق‬ ‫األمر‬ ‫اللغة‬‫تعمل‬‫ال‬ ‫ى‬‫مستو‬‫على‬‫ذلك‬‫كان‬‫وإن‬‫حتى‬،‫الديني‬‫الفكر‬‫تشكيل‬‫على‬‫إال‬‫الدينية‬ ‫املبادئ‬ ‫الفلسفية‬‫والصياغات‬‫اكيب‬‫ر‬‫الت‬‫أما‬،‫األساسية‬ - ‫كونها‬‫يعدو‬‫فال‬‫يقية‬‫ز‬‫امليتافي‬‫الالهوتية‬ ‫بلورة‬ ‫ال‬‫فضيلة‬‫هو‬‫املالمح‬‫محدد‬‫كفكر‬‫الدين‬‫لتحليل‬‫التوجه‬‫فإن‬‫لذا‬.‫الديني‬‫للفكر‬‫فلسفية‬ ‫اء‬‫ر‬‫م‬ ‫بي‬‫لنظرية‬‫فيها‬ .‫ى‬‫أخر‬‫غربية‬ ‫نظريات‬ ‫مع‬ ‫باملقارنة‬ ‫رك‬
  • 16. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 97 ‫ما‬‫يء‬ ‫بش‬ ً ‫اهتماما‬‫لته‬‫ز‬‫بمن‬‫لإلنسان‬‫الديني‬‫االهتمام‬‫ه‬ ُ‫توصيف‬‫بيرك‬‫ية‬‫ر‬‫نظ‬ َ ‫نواة‬‫يشكل‬ ‫جليل‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫وعلى‬ .‫بمهارة‬ ‫االهتمام‬ ‫لهذا‬ ‫الوظيفية‬ ‫ات‬‫ر‬‫التمظه‬ ‫بيرك‬ ‫صور‬ ‫ولقد‬ .‫الحياة‬ ‫في‬ ‫هذ‬ ‫يشكل‬ ‫الذي‬ ‫ما‬ ً ‫تماما‬ ‫املفهوم‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫يبقى‬ ‫ذلك‬ ‫كل‬ ‫تسعى‬ ‫وإالم‬ ،"‫الحياة‬ ‫في‬‫"الجليل‬ ‫ا‬ ‫نحسب‬‫أن‬‫علينا‬‫يتوجب‬ َ‫م‬ِ‫ل‬‫كذلك‬ ً ‫غامضا‬‫يبقى‬‫البيان‬‫هذا‬‫ن‬‫دو‬‫فمن‬.‫األديان‬‫جميع‬ ‫سعي‬ ‫التحليل‬ ‫يظهر‬ ‫الصدد‬ ‫وبهذا‬ . ً ‫دينيا‬ ً ‫واهتماما‬ ً ‫دينيا‬ ً ‫سعيا‬ ‫وجليل‬ ‫سام‬ ‫ما‬ ‫يء‬ ‫ش‬ ‫إلى‬ ‫اإلنسان‬ ‫م‬ ‫باملقارنة‬ ‫الخاسر‬ ‫وضع‬ ‫في‬ ‫بيرك‬ ‫لنا‬ ‫يقدمه‬ ‫الذي‬ ‫للدين‬ ‫الفلسفي‬ ‫لنا‬ ‫تبين‬ ‫التي‬ ‫األديان‬ ‫ع‬ .‫لإلنسان‬ ‫الديني‬ ‫االهتمام‬‫يتلخص‬ َ‫بم‬ ‫أو‬‫الدين‬‫بصدق‬‫املتعلقة‬‫املشكلة‬‫حل‬‫عن‬‫االمتناع‬‫أن‬‫على‬‫بجالء‬‫يشهد‬‫ذلك‬‫وكل‬ ‫كذبه‬ . ً ‫ا‬‫ر‬‫كبي‬ ً ‫انتقاصا‬ ‫الفلسفي‬‫للتحليل‬ ‫التفسيرية‬‫القيمة‬ ‫من‬ ‫النهاية‬ ‫في‬‫ينتقص‬ 3 - ‫العامة‬ ‫املالحظات‬‫بعض‬ : ‫أن‬‫بعد‬ ‫املعاصر‬‫الوظيفي‬‫الفلسفي‬‫التحليل‬‫التمثيل‬‫أتم‬‫تمثالن‬‫نظريتين‬‫ببحث‬‫قمنا‬ .‫الفصل‬‫هذا‬ ‫بداية‬ ‫في‬‫املتضمنة‬ ،‫التحليل‬‫لهذا‬‫العامة‬‫الخصائص‬‫وصف‬‫سنتابع‬ ،‫للدين‬ ‫وال‬ .‫الدين‬‫اسة‬‫ر‬‫د‬ ‫في‬‫التقليدية‬‫ائق‬‫ر‬‫الط‬ ‫إحدى‬‫الوظيفي‬ ‫التحليل‬ ‫يعد‬ ‫ـ‬ ‫مبدأ‬ ‫ال‬ ‫ـ‬ ‫مؤسس‬ ‫تف‬‫هو‬‫التحليل‬‫من‬‫النوع‬‫لهذا‬ ‫اإلنسان‬‫بمصالح‬‫بطها‬‫ر‬‫خالل‬‫من‬‫الدينية‬‫الحياة‬‫سير‬ .‫الصريحة‬ ‫الوظيفي‬‫والتحليل‬‫الدين‬‫لوظائف‬‫املعاصر‬‫الفلسفي‬‫التحليل‬‫بين‬‫هامة‬‫تباينات‬‫ثمة‬ ‫هذا‬‫كان‬.‫عشر‬‫التاسع‬‫ن‬‫القر‬‫في‬ ً ‫وخصوصا‬،‫السابق‬‫في‬‫الديني‬‫البحث‬‫مارسه‬‫الذي‬ ‫التحليل‬ ‫ا‬ ‫تفسير‬ ‫األساس‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫يعني‬ ‫السابق‬ ‫في‬ ‫من‬ ‫عوامل‬ ‫جملة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫الدينية‬ ‫لحياة‬ ‫خارج‬ ‫عن‬ ‫محكم‬ ‫جواب‬ ‫تقديم‬ ‫ذلك‬ ‫ى‬ ‫اقتض‬ ‫ولقد‬ .‫سيكولوجية‬ ،‫تاريخية‬ ،‫اجتماعية‬ :‫الدين‬ ‫التحليل‬ ‫هذا‬ ‫عمل‬ ‫جذرية‬ ‫األكثر‬ ‫صيغته‬ ‫وفي‬ .‫الدينية‬ ‫الحقيقة‬ ‫بطبيعة‬ ‫املتعلق‬ ‫السؤال‬ .‫الديني‬ ‫الوهم‬ ‫تولد‬‫التي‬‫امللموسة‬‫اآلليات‬‫تبين‬ ‫على‬ ‫وقد‬ ‫هذا‬ ‫تعمية‬ ‫إلنهاء‬ ‫األساسية‬ ‫النقدية‬ ‫الوسيلة‬ ‫غيره‬ ‫ن‬‫دو‬ ‫الوظيفي‬ ‫التحليل‬ ‫مثل‬ .‫اإلنسان‬ ‫لتدين‬ ‫الفعلية‬ ‫األسباب‬ ‫عن‬ ‫الكشف‬ ‫باتجاه‬ ‫نحى‬ ‫أنه‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ،‫وتفنيده‬ ‫الدين‬ .‫الدين‬ ‫صدق‬ ‫ملشكلة‬ ً ‫تماما‬ ‫وصريح‬‫واضح‬ ‫حل‬‫عن‬ ‫تكشف‬ ‫ذلك‬ ‫كل‬
  • 17. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 98 ‫الفلسفي‬‫التحليل‬‫أما‬ - ‫فيختلف‬‫املعاصر‬‫الوظيفي‬‫الديني‬ ‫في‬‫التقليدي‬‫التحليل‬‫عن‬ ‫املقام‬ ‫ي‬ ‫فالتقص‬.‫وصدقه‬‫الدين‬‫طبيعة‬‫بشأن‬‫الفاصلة‬‫االستنتاجات‬‫يتجنب‬‫بأنه‬‫ل‬‫األو‬ ‫الفلسفي‬ .‫الدين‬‫صدق‬‫مشكلة‬ ‫عالج‬ ‫بشدة‬‫يرفض‬ ‫الدين‬ ‫لوظائف‬ ‫ى‬‫الدعاو‬‫تطابق‬‫أعني‬‫؛‬ ً ‫جانبا‬‫الدين‬‫صدق‬‫مسألة‬‫ترك‬ ُ ‫ت‬‫وكروسبي‬‫بيرك‬‫يتي‬‫ر‬‫نظ‬‫في‬ ‫الدينية‬ ‫ع‬ ‫إذ‬ ،‫الواقع‬ ‫مع‬ ‫حل‬ ‫بأن‬ ‫ذلك‬ ‫ويعلل‬ .‫الدين‬ ‫صدق‬ ً ‫أساسا‬‫فهم‬ُ‫ي‬ ‫بالذات‬ ‫النحو‬ ‫هذا‬ ‫لى‬ ‫هذه‬ ‫الوظيفية‬‫بة‬‫ر‬‫املقا‬‫صالحيات‬‫في‬‫يدخل‬‫ال‬‫املسألة‬ - ‫حتى‬،‫لذلك‬ ً ‫وطبقا‬.‫للدين‬‫التحليلية‬ ‫املكونات‬ .‫العالم‬ ‫عن‬‫معرفية‬‫تأمالت‬ ‫بوصفها‬‫تفهم‬ ‫أن‬‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫للدين‬‫املعتقدية‬ ‫جانب‬‫إلى‬،‫بة‬‫ر‬‫املقا‬‫هذه‬‫وتفترض‬ ‫تمارس‬‫ألن‬‫بالفلسفة‬‫حاجة‬‫ال‬‫أن‬،‫ى‬‫أخر‬‫أشياء‬ ‫التحليل‬ ‫عن‬ ً ‫بعيدا‬ ‫الدينية‬ ‫للعقائد‬ ‫أبستيمولوجي‬ ‫بحث‬ ‫فأي‬ .‫الدينية‬ ‫للعقائد‬ ‫األبستيمولوجي‬ ‫سياق‬ .‫معنى‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫ليس‬‫اإلنسان‬ ‫احتياجات‬ ‫تلبية‬ ‫خاتمة‬ : ‫التي‬ ‫األسباب‬ ‫تحديد‬ ‫عينيها‬ ‫نصب‬ ‫تضع‬ ‫ال‬ ‫املعاصرة‬ ‫الوظيفية‬ ‫النظريات‬ ‫إن‬ ‫تجعل‬ ‫كانت‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫التطوري‬ ‫التفسير‬ ‫من‬ ‫النوع‬ ‫فهذا‬ .‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫في‬ ً ‫ا‬‫ر‬‫حاض‬ ‫الديني‬ ‫االهتمام‬ ‫املعاصرة‬ ‫الوظيفية‬ ‫الفلسفية‬ ‫الدين‬ ‫نظريات‬ ‫أما‬ .‫الكالسيكية‬ ‫الدين‬ ‫نظريات‬ ‫تلتمسه‬ ‫وراء‬ ‫وتسعى‬ .‫معطى‬ ‫يء‬ ‫كش‬ ‫نفسها‬ َ ‫األديان‬ ‫وكذلك‬ ‫اإلنسان‬ ‫عند‬ ‫الديني‬ َ‫االهتمام‬ ‫فتقبل‬ ‫ملضم‬ ‫ي‬‫نظر‬ ‫توضيح‬ ‫في‬ ‫ى‬‫األخر‬ ‫األساسية‬ ‫االهتمامات‬ ‫عن‬ ‫واختالفه‬ ،‫االهتمام‬ ‫هذا‬ ‫ن‬‫و‬ .‫اإلنسان‬‫حياة‬
  • 18. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 99 ‫جوانب‬‫من‬‫جانب‬‫اعتبار‬‫لنا‬‫تجيز‬‫التي‬‫الخصائص‬‫تحديد‬‫يات‬‫ر‬‫النظ‬‫هذه‬‫ل‬‫وتحاو‬ ‫حياة‬ ‫أنها‬‫على‬‫التاريخية‬‫أو‬‫الكونية‬‫الحياة‬‫في‬‫حادثة‬‫أي‬‫نعت‬‫ذلك‬‫مع‬‫وبالتوافق‬، ً ‫دينيا‬‫اإلنسان‬ ‫ال‬‫في‬‫ى‬‫وتر‬.‫دينية‬‫ظاهرة‬‫أو‬‫حادثة‬ ‫ـ‬ "‫ثقافية‬‫ات‬‫ر‬‫"تعبي‬‫املتنوعة‬‫الدينية‬‫والتقاليد‬‫منظومات‬ .‫اإلنسان‬‫لدى‬‫الديني‬ ‫االهتمام‬‫عن‬ ‫ي‬ ‫الدين‬ ‫صدق‬ ‫مشكلة‬ ‫معالجة‬ ‫عن‬ ‫االمتناع‬ ‫إن‬ ً ‫متسقا‬ ً ‫اما‬‫ز‬‫الت‬ ،‫أولى‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ،‫عني‬ ‫بمبادئ‬ ‫في‬‫املبادئ‬‫هذه‬‫فيه‬‫فهم‬ ُ ‫ت‬‫الذي‬‫بالشكل‬،‫للدين‬"‫"املحايد‬‫األكاديمي‬‫البحث‬ ‫الغربية‬ ‫الفلسفة‬ .‫املعاصرة‬ ‫دفاعية‬ ‫إمكانيات‬ ‫ى‬‫سو‬‫النهاية‬ ‫في‬‫يملك‬ ‫ال‬‫الوظيفي‬ ‫الفلسفي‬ ‫التحليل‬‫من‬‫النوع‬‫هذا‬ ‫يشترط‬‫مادام‬ ،‫للغاية‬‫محدودة‬‫الدين‬ ‫عن‬ ‫أما‬ .‫حقيقة‬ ‫بوصفه‬ ‫الدين‬ ‫تصوير‬ ‫عن‬ ‫ل‬‫العدو‬ .‫الحقيقة‬ ‫في‬‫وجود‬،‫ذاك‬‫أو‬ ‫الشكل‬‫بهذا‬ ،‫هي‬ ‫فحياته‬ ‫املتدين‬‫لإلنسان‬‫بالنسبة‬ ‫صدق‬‫مشكلة‬‫يعالج‬‫ال‬‫للدين‬‫فلسفي‬‫تحليل‬‫أي‬‫يبقى‬‫سوف‬،‫عينه‬‫وبالوقت‬،‫لكن‬ ‫الدين‬ ‫الذي‬‫للدين‬ ‫الفلسفي‬ ‫التحليل‬ ‫من‬ ‫النمط‬‫وهذا‬ . ً ‫حكما‬ ً ‫ناقصا‬ ً ‫تحليال‬ ‫في‬‫يخرج‬ ‫لم‬‫تناولناه‬ ‫الدين‬ ‫وظائف‬‫وصف‬‫حدود‬ ‫عن‬ ‫األمر‬‫حقيقة‬ . ‫للوصف‬ ً ‫موضوعا‬ ،‫املختلفة‬ ‫بأوجهه‬ ،‫اإلنسان‬ ‫عند‬ ‫الديني‬ ‫االهتمام‬ ‫ن‬‫يكو‬ ‫أن‬ ‫يكفي‬ ‫للدين‬ ‫الفلسفي‬ ‫للتحليل‬ ‫يمكن‬ ‫فقط‬ ‫الحالة‬ ‫هذه‬ ‫وفي‬ . ً ‫أيضا‬ ‫ر‬ َ ‫فس‬ُ‫ي‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫بل‬ ،‫وحسب‬ ‫التفسير‬ ‫مقابل‬ ‫في‬‫بذاته‬ ‫قائم‬ ‫يء‬ ‫كش‬ ‫يقف‬‫أن‬ ‫االهتمام‬ ‫هذا‬ ‫في‬‫ى‬‫ير‬ ‫الذي‬ ‫الالهوتي‬ ‫الديني‬ .‫اإللهية‬‫الحقيقة‬ ‫وجود‬‫عن‬ ‫اإلنسان‬ ‫جواب‬ :‫الهوامش‬ (1)- Crosby D. Interpretive Theories of Religion. The Hague, 1981. (*) - ‫الجديدة‬ ‫املالحظات‬ ‫وجمع‬ ،‫السابقة‬ ‫واملعطيات‬ ‫املعلومات‬ ‫تنسيق‬ ‫على‬ ‫ائي‬‫ر‬‫االستق‬ ‫املنهج‬ ‫يقوم‬ ،‫وتسجيلها‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫الفروض‬ ‫واختبار‬ ‫اسة‬‫ر‬‫الد‬ ‫عملية‬ ‫يسهل‬ ‫بما‬ ‫وتصنيفها‬ ‫البحث‬ ‫موضوع‬ ‫العلمية‬ ‫الواقعات‬ ‫وفرز‬ ‫وتصنيفها‬‫الواقعات‬‫اختيار‬‫في‬‫الباحث‬‫ذات‬ ‫تتدخل‬ ‫قد‬ ‫وهنا‬،‫التصنيفي‬‫املخطط‬ - .‫املترجم‬ (2)- Ibid. P. 17.
  • 19. ‫اسات‬‫ر‬‫للد‬ ‫الحكمة‬‫مجلة‬ ‫الفلسفية‬ 0499 ISSN:2353 - ‫املجلد‬ 2 ‫العدد‬ ، 3 ، ( ‫جوان‬ 2014 ) EISSN :2602 -5264 100 (**) - ‫غير‬ ‫ديانة‬ ‫بأنها‬ ‫البوذية‬ ‫عن‬ ‫التصور‬ ‫هنا‬ ‫يقصد‬ ‫واملسيحية‬ ‫اليهودية‬ ‫في‬ ‫عليه‬ ‫املتعارف‬ ‫باملعنى‬ "‫"سماوية‬ ‫خالل‬‫من‬‫خالصه‬‫طريق‬‫اإلنسان‬‫على‬‫تملي‬‫علوية‬‫لجواهر‬‫فيها‬‫وجود‬‫ال‬‫املعنى‬‫وبهذا‬،"‫"أرضية‬‫ديانة‬‫بل‬،‫واإلسالم‬ ‫ذاتي‬ ‫وجهد‬‫أخالقية‬‫تعاليم‬‫هي‬ ‫إنما‬،‫مكتملة‬ ‫دينية‬ ‫عقيدة‬ - ‫املترجم‬ (3)- Ibid. P. 22. (4)- Ibid. P. 234. (5)- Ibid. P. 244. (6)- Ibid. P. 251. (7)- Burke T. P. The Reluctant Vision: An Essay in thePhilosophy of Religion. Philadelphia, 1974. P. 19. (8)- Ibid. P. 3. (9)- Ibid. P. 39. (10)- Ibid. P. 41. (11)- Ibid. P. 13. (12)- Ibid. P. 50. (13)- Ibid. P. 130. (14)- Ibid. P. 112.