1. الحكم الجليلة مما شرعه الإسلام من أحكام بخصوص الرقيق و الإماء والرد على المغرضين
1
د.ربيع أحمد

2. بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد :
فشرع الله مليء بالحكم و المصالح التي تعود على الملتزم به بالفوائد في العاجل و الآجل ، و هذا من نعم الله علينا أن
يشرع لنا ما ينفعنا في الدنيا و الآخرة و ما هو خير لنا في الدنيا و الآخرة لو التزمنا به قال - سبحانه و تعالى - ﴿
. ) وَلَوْ أَنَّـهُمْ فَـعَلُوْا مَا يُـوْعَظُوْنَ بِهِ لَكَانَ خَيْـرًا لََمُْ وَأَشَدَّ تَـثْبِيْتًا ﴾ ) سورة النساء من الآية رقم 66
الله يشرع لنا ما ينفعنا و ما هو خير لنـا و لمـا لا و هـو الـذق خلـق ا لـق و هـو أعلـم بـا لق مـن أنفسـهم و يعلـم مـا
يصلحهم و ما يفسدهم قال - سبحانه و تعالى - : ﴿ أَلَا يَـعْلَمُ مَنْ خَ لَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ ا بِيرُ ﴾ )سـورة الملـ الآيـة
2
) 41
و مما شرع الله لنا من أحكام أحكام تتعلق بالرقيق و الإماء ، و مادام الذق شرع هو الله - رب الجميع - فلا يحـق
لأحد أن يعترض على حكم الله ، و قد قـال الله - سـبحانه و تعـالى - : ﴿ أَلاَ لَـهُ ا لْـقُ و الأَمْـرُ ﴾ ) الأعراا منر م
الآير م 45 ( فا ــالق يتصـر في ملكــه شمـا يشــاء و شيـف يشــاء ،و مـادام المشــرع هـو الله ف بشــر بـا ير و تــي ن النفــع
العاجل و الآجل .

3. و قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ واللََُّّ يَحْكُمُ لا مُعَ بَ لحُِكْمِهِ وهُوَ سَرِيعُ الحِسَابِ ﴾ ) سورة الرعد من الآية
14 ( أق لَيْسَ أَحَدٌ يَـتَـعَ بُ حُكْمَهُ فَـيَـرُدُّهُ شَمَا يَـتَـعَ بُ أَهْلُ الدُّنْـيَا بَـعْضُهُمْ حُكْمَ بَـعْضٍ فَـيَـرُدُّه .
و قال الله - سبحانه و تعالى - : ﴿ لَا يُسْ لُ عَمَّا يَـفْعَلُ وَهُمْ يُسْـ لُونَ ﴾ ) الأنبياء الآياةم 32 ( أق لا يحـق لأحـد أن
يعترض ، و ي ول لماذا يفعل الله شذا أو ي ول لماذا ي مر الله بكذا أو ي ول لمـاذا ينهـى الله عـن شـذا فهـذا سـوء أدب مـع
الله و إن شان سائلا فلي ل ما الحكمة من فعل الله شذا ف فعال الله لا تخلوا من حكمة ، و مـا الحكمـة مـن تشـريع الله
شذا فشرع الله لا يخلو من حكمة .
وما دام الله هو الذق شرع ، و الله ي مر بالعدل و أحكامه شلها عدل فالأحكـام ا اصـة بـالرقيق و الإمـاء لـيس فيهـا
ظلـم لَــم بــل هــي عـدل مــن الله قــال - ســبحانه و تعــالى - : ﴿ إِنَّ ا للََّ يَـ مُرُ بِالْعَــدْلِ وَالإِحْسَــانِ وَإِيتَــاء ذِق الْ ــ ربََ
وَيَـنْـهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَـغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَشَّرُون ﴾ ) النحل الآية 09 ( ، و قال - سـبحانه و تعـالى -
3
.) : ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّ أَحَد اً ﴾ ) الكهف من الآية 10
من هو الرقيق ؟
الرقيق في اللغة هو : المملوك ذش راً ش ان أم أنثى ، و الرق في اصطلاح الف هاء هو : عجز حكمي ي وم بالإنسان
سببه الكفر ، أو هو عجز شرعي مانع للولايات من ال ضاء و الشهادة و غيرها .

4. ومعنى العجز الحكمي أو العجز الشرعي أق ليس بعجز ح ي ي أق أن الرقيق لا ي در على أن يسافر إلا بإذن سيده ،
ولا يبيع ولا يشترق إلا بإذن سيده، ولا يتزوج إلا بإذن سيده، وشذل لا يتمل شيئاً إلا بإذن سيده و لو شان الرقيق
من أقوى الناس في البدن، فهو عاجز حكماً، وإن لم يكون العجز حسي اً.
ليس الإسلام هو المنشئ للرق بل الرق شان نظاما سائدا قبل الإسلام
من الثابت تاريخيا أن الرق شان نظاما سائدا مشروعا في جميع أمم الأرض قبل الإسلام فكان موجودا عند المصريين
ال دماء و عند الرومان و عند الفرس و عند الإغريق و عند البابليين و عند العرب و غير ذل .
وقد نش الرق منذ عشـرات الألـو مـن السـنين و دًيـدًا في فـترة التحـول مـن الصـيد إلى الاعتمـاد علـى الزراعـة المنَُظ مـة
شوسيلة لاشتساب الرزق .
ووجود الرق عند أمم الأرض قبل الإسلام ش ان لدواعٍ اقتصادية واجتماعية فكان سكان الصين وبلاد الرافـدين والَنـد
يستعملون الرقيق في ا دمة المنزلية أو العسكرية أو البنائية الشاقة .
وشان قدماء المصريين يستعملون الرقيق في تشييد ال صور الملكية والصروح الكبرى .
وشان الَنود الحمر يستخدمون ال رقيق على نطاق واسع في الأعمال الشاقة والحروب .
4

5. وفي بلاد الإغريق شان الرق ممارسا علي نطاق واسع لد رجة أن مدينة أثينا رغم ديم راطيتها شان معظم سكانها من
العبيد .
و ش انت المذاهب الفلسفية لدى اليونان تصوغ المبررات الفكرية لنظام الرق فمـذهب أرسـطو في الـرق ي ضـي بـ ن فري ـاً
مـن النـاس ولوقـون للعبوديـة، لأنهـم يعملـون عمـل الآلات الـتي يتصـر فيهـا الأحـرار ذوو الفكـر والمشـيئة، فهـم آلات
حية تلحق في عملها بالآلات الجامدة.
و أفلاطــون أســتاذ أرســطو ي ــرر في جمهوريتــه الفاضــلة أن العبيــد ليســوا مــواطنين، وهــو وــبرهم علــى الطاعــة وا ضــوع
للأحرار.
وقد شرعت الحضارة اليونانية نظام الرق العام - وهو لمصلحة الدولة - ونظام الرق ا ـاص - وهـو لمصـلحة الأفـراد -
5
. والرقيق عندهم مسلوب جميع الحريات الإنسانية 1
معاملة الرقيق قبل الإسلام
رغم ا دمات و الأعمال الشاقة التي شان ي وم بهـا الرقيـق عنـد أمـم الأرض قبـل الإسـلام إلا أنـه شـان يعـي في ذل و
انحطاط و يلاقي أشد العذاب و الَوان ، و لم يكن للأرقاء ح وق عند من يمتلكهم ف د شان مـن حـق مـن يمـتلكهم أن
1 - أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها ص 552

6. يتعامـل معهـم شمـا شـاء وشيفمـا شـاء بـل شـان مـن ح ـه تعـذيبهم وقـتلهم والاعتـداء علـيهم وتسـخيرهم دمتـه دون أد
م ابل إلا قليل من الطعام يحصلون عليه ش ي يمكنوا من ال يام بخدمة أسيادهم .
و في بعض الدول ال ديمة ش الدولة الرومانية شان الرقيـق يَخـدمون في صـمت، ور ـا قُـ دِم بعضـهم طعامًـا للوحـوفي في بعـض
المناسبات .
وشان للرومـان مهرجانـات بببـة إلـيهم، يشـهدون فيهـا « : - و ي ول الشيخ عبد الرحمن الميداني الدمش ي – رحمه الله
المبــارزات الح ي يــة بــين الأرقــاء، وفي هــذه المبــارزات تتوجــه طعنــات الســيو والرمــاح إلى المتبــارزين. حــ ي ــع بعضــهم
. 2» صريع اً أو تنهكه الجراحة، وعند ذل تمتلئ قلوب المشاهدين من الرومان مس رة واغتباطاً بآلام العبيد
مصادر الرق قبل الإسلام
شان للرق مصادر عديدة قبل الإسلام بحق أو بباطل ، بحرب أو بغير حـرب ، و ش ـان إذا اشـتد الف ـر أو ا ـو بـبعض
النـاس تنـازلوا عـن حـريتهم لمـن يكفــيهم ويـهويهم ويحمـيهم ، وشـان المعسـر المـدين إذا عجــز عـن سـداد دينـه يصـب رقي ــا
عند الدائن و ر ا أصب الحر رقي ا عن طريق خطفه و بيعه .
الإسلام جاء والرق موجود، وشان العبيـد يُبـاعون مـع الأرض الـتي يعملـون بهـا، ولا « : - و قال الشعراوق – رحمه الله
سبيل للحرية غير إرادة السيد في عِتْق عبده، في حين شانت منابع الر ق شثيرة متعددة، فكان المـدين الـذق لا ي ـدر علـى
6
2 - أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها ص 552

7. سداد دَيْنه يبيع نفسه أو ولده لسداد هـذا الـدين، وشـان اللصـوص وقُطَّـاع الطـرق يسـرقون الأحـرار، ويبيعـونهم في سـوق
العبيد. . إلخ.
فلمـا جــاء الإســلام حــرَّم شـل هــذه الوســائل ومنعهــا، ولم يُـبْـقِ إلا منبعــاً واحــداً هــو السَّـبْي في حــرب مشــروعة، وحــ في
الحرب لـيس مـن الضـرورق أن ينـته عنهـا رِ قه لأن هنـاك تبـادلَ أسـرق، ومعاملـة بالمثـل، وهـذا التبـادل يـتم علـى أقـدار
النـاس، فال ائـد أو الفيلســو أو العـالم الكبــير لا يُفتـدى بواحــد مـن العامــة، إ ـا بعــدد يناسـب قــدره ومكانتـه، واقــرأ في
.3 » ) ذل قوله تعالى: ﴿ فَإِمَّا مَنًّا بَـعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً ح تَضَعَ الحرب أَوْزَارَهَا ... ﴾ ) سورة بمد من الآية 1
و في بعض الدول شالدولة الرومانية والعبرانية شان يَحكمون بالعُبودية على مُ ترفِي بعض الجرائم .
تضيق الإسلام لمصادر الرق و فتحه لأبواب العتق
إن الناظر في أحكام الشريعة الإسلامية ود أن الإسـلام قـد ضـيق مصـادر الـرق فـ لغي شـل مصـادر الـرق سـوى الجهـاد في
سبيل الله بين المسلمين و الكفار و فـيمن ولـد مـن أمـة مـن غـير سـيدها أق مـن تناسـل الأرقـاء ، وفـيمن ملـ مـن الرقيـق
بالشراء أو الَبة أو نحو ذل ممن يملكه ملكاً صحيح اً .
7
ف س بَابُ تَمَلُّ الرَّقِيقِ عند علماء المسلمين ثلاثة :
42444/ 3 - تفسير الشعراوق 40

8. أَوَّلاً: اسْتِرْقَاقُ الأسْرَى وَالسَّبْيِ مِنَ الأْعْدَاءِ الْكُفَّارِ ، وَ قَدْ اسْتَـرَقَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللََُّّ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نِسَاءَ بَنِِ قُـرَيْظَةَ
وَذَرَارِيَّـهُمْ .
وَلاَ وَُوزُ ابْتِدَاءُ اسْتِرْقَاقِ الْمُسْلِمِه لأِنَّ الإسلام يُـنَافِي ابْتِدَاءَ الاِسْتِرْقَاقِه لأِنَّهُ يَـ عُ جَزَاءً لاِسْتِنْكَا الْكَافِرِ عَنْ عُبُودِيَّةِ اللََِّّ
تَـعَالَى ، فَجَازَاهُ بِ نْ صَيَّـرَهُ عَبْدَ عَبِيدِه .
ثَانِيًا: وَلَدُ الأمَةِ مِنْ غَيْرِ سَي دِهَا يَـتْبَعُ أُمَّهُ فِي ال رِ ق، سَوَاءٌ، أَشَانَ أَبُوهُ حُرًّا أَمْ عَبْدًا، وَهُوَ رَقِيقٌ لِمَالِ أُ مِهِ، لأِنَّ وَلَدَهَا مِنْ
ائِهَا، وَ اؤُهَا لِمَالِكِهَا، وَ لِلإْجمَْاعِ، وَيُسْتَثْـنَى مِنْ ذَلِ وَلَدُ الْمَغْرُورِ وَهُوَ مَنْ تَـزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى أَنَّـهَا حُرَّةٌ فَإِذَا هِيَ أَمَة .
وَشَذَا لَوِ اشْتَـرَطَ مُتَـزَ وِجُ الأمة أَنْ يَكُونَ أَوْلاَدُهُ مِنْـهَا أَحْرَارًا عَلَى مَا صَرَّحَ بِهِ بَـعْضُ الْفُ هَاءِ .
ثَالِثًا : ال شرَاءُ مِمَّنْ يَمْلِكُهُ مِلْكًا صَحِيحًا مُعْتَـرَفًا بِهِ شَرْعًا ، وَ شَ ذَا الَِْبَةُ وَالْوَصِيَّةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْمِيراَثُ وَغَيْـرُهَا مِنْ صُوَرِ
انْتِ ال الأم وال مِنْ مَالِ إِلَى آخَرَ .
وَلَـوْ شَـانَ مَـنْ بَــاعَ الرَّقِيـقَ، أَوْ وَهَبَـهُ شَـافِرًا ذِ مِيًّــا أَوْ حَرْبِيًّـا فَـيَصِـ ذَلِــ أَيْضًـا، وَقَـدْ أَهْـدَى الْمُ ــوْقِسُ لِلنَّـ بي صَـلَّى اللََُّّ عَلَيْــهِ
. وَسَلَّمَ جَارِيَـتَـيْنِ، فَـتَسَرَّى بِإِحْدَاهَُُا، وَوَهَبَ الأخرَى لحَِسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ - رَضِيَ اللََّّ عَ نْه - 4
8
42 باختصار يسير جدا / 4 - الموسوعة الف هية الكويتية 22

9. أق أن الإسلام غاير أسباب إواد الرق التي شانت سائدة في العالم فلا رق في الإسلام ه إلا ما شان مصدر أخذ
الأسير الكافر في أرض معرشة بين المسلمين والكفار، وما عدا ذل فليس هناك رق، فإذا ثبت عليه الرق انسحب
عليه وعلى ذريته .
و قد حَرَّمَ تِ الشَّرِيعَةُ الإسلامية اسْتِرْقَاقَ الحُْ رِ بِغَيْرِ حَ ق، وَقَدْ قَال النَّبِيُّ - صَـلَّى اللََُّّ عَلَيْـهِ وَسَـلَّمَ - : " قَـال اللََُّّ تَـعَـالَى :
ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَـوْمَ الْ يَامَة : رَجُلٌ أَعْطَى بِِ ثَُُّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَ شَل ثَََنَـهُ، وَرَجُـلٌ اسْـتَ جَرَ أَجِـيراً فَاسْـتَـوْنَ مِنْـهُ وَلمَْ
يُـعْطِهِ أَجْرَهُ " . رَوَاهُ الْبُخَارِقُّ وَهَذَا لَفْظُه .
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللََِّّ بْـنِ عَمْـرٍو: ثَلاَثَـةٌ لاَ يَـ بَـل اللََُّّ مِـنْـهُمْ صَـلاَةً. . . وَذشََـرَ مِـنْـهُمْ وَرَجُـلٌ اعْتَبَـدَ بَُـرَّرًا قَـال
ا طَّابُِِّ : اعْتِبَادُ الحُْ رِ يَـ عُ بِ مْرَيْنِ: أَنْ يَـعْتِ هُ ثَُُّ يَكْتُمَ ذَلِ ، أَوْ وَْحَدَهُ، وَالثَّانِي : أَنْ يَسْتَخْدِمَهُ شُرْهًا بَـعْدَ الْعِتْقِ . ا. هـ
وَشَذَلِ الاِ سْتِرْقَاقُ بِخَطْفِ الحُْ رِ، أَوْ سَرِقَتِهِ، أَوْ إِشْرَاهِهِ، أَوِ التَّـوَصُّل إِلَى جَعْلِهِ فِي حَبَائِل ال رِ ق، بِ ق وَسِيلَةٍ، شُل ذَلِـ بَُـرَّمٌ،
وَلاَ يَصِ مِنْهُ شَيْءٌ، بَل يَـبْـ ى الْمَخْطُو أَوِ الْمَسْرُوقُ حُرًّا إِنْ شَانَ مَعْ صُومًا بِإِسْلاَمٍ أَوْ عَهْدٍ .
وَمَنِ اشْتَـرَى مِنْ هَهُلاَءِ وَاِتَّخَذَ مَا اشْتَـرَاهُ رَقِي ا أَوْ بَاعَهُ، حَرُمَ عَلَيْهِ مَا فَـعَل، وَدَخَل فِي الَّذِ ينَ قَال رَسُـول اللََِّّ تَـعَـالَى فِـيهِمْ :
ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَـوْمَ الْ يَامَةِ شَمَ ا فِي الحَْدِيثِ الْمُتَـ دِمِ آنِفًا، فَإِنْ وَطِئَ شَيْئًا مِنْ الجْـوََارِق الَّـتِي ) اسْـتُمْلِكَتْ ( بِهـذَِهِ الطُّـرُقِ
الْمُحَرَّمَةِ فَـهُوَ زِنًا، حُكْمُهُ حُكْمُ ال زِنَا، مِنْ إِقَامَةِ حَـ دِ ال زِنَـا عَلَـى الْـوَاطِئِ، وَعَلَـى الْمَوْطُـوءَة إِنْ زَال ا لإشْـرَاهُ وَرَضِـيَتْ بِالْبَـ ـاءِ
. عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ، وَالْوَلَدُ الَّذِق يُولَدُ لََمَُا وَلَدُ زِنًا، لاَ يَـلْتَحِقُ نَسَبُهُ بِالْوَاطِئِ 5
9
41-42 / 5 - الموسوعة الف هية الكويتية 22

10. ورغـم تضـييق الإسـلام لمصـادر الـرق اتخـذ عـدة وسـائل لتحريــر الأرقـاء، ويلاحـث البـاحثون فيهـا أنهـا شانـت وسـائل عمليــة
لإلغاء نظام مل اليمين بشكل فعلي تدروي .
الوسيلة الأولى : المكاتبة ، و تعنِ المكاتبة إعطـاء بجـوز الحريـة بالأسـر فرصـة زمنيـة يعمـل خلالَـا بشـكل حـر، إذ ترفـع
عنه فيها جميع ال يود الاقتصادية التي شانت مفروضة عليه، ليشترق حرية نفسه ـال يتفـق هـو وسـيده عليـه، ويسـعى في
اشتســابه خــلال هــذه المــدة، ونلاحــث أن الله تبــارك وتعــالى أمــر المســلمين عامــة ســاعدة المكــاتبين، عــن طريــق الزشــاة
والصدقات الأخرى، ليتمكنوا من تسديد ما التزموا به .
وقد نص شثير من الف هاء على أنه وب على السيد مكاتبة عبده، إذا طلب ذل منه، وراى فيه خيراً من صـدق ووفـاء
وأمانة وأداء للحق، وإيمان صحي ، ودليلهم في ذل من ال رآن الكريم قول الله تعالى في سورة النور :
﴿ وَ الَّذِينَ يَـبْتَـغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مَـالِ اللََِّّ الَّـذِق آتَـاشُمْ ....
10
) ﴾ ) سورة النور من الآية 22
ففي هذه الآية أمـر لأوليـائهم كـاتبتهم، وأمـر لأوليـائهم ولسـائر المسـلمين بإيتـائهم مـن مـال الله الـذق آتـاهم، مسـاعدة
لَم على تسديد أقساطهم التي يتوقف عليها رًيرهم .
الوســيلة الثانيــة : جعــل عتــق الرقبــة شفــارة لطائفــة مــن الجــرائم والجنايــات والأخطــاء والأيمــان، إذ نلاحــث في الشــريعة
الإسلامية أن عتق الرقبة شفارة لمن قتل مهمناً خط ، قال الله تعالى في سورة النساء :
﴿ وَمَــا شَــانَ لِمُــهْمِنٍ أَنْ يَـ تُــلَ مُهْمِنــاً إِلَّا خَطَــ وَمَــنْ قَـتَــلَ مُهْمِنــاً خَطَــ فَـتَحْرِيــرُ رَقَـبَــةٍ مُهْمِنَــةٍ وَدِيَــةٌ مُسَــلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِــهِ إِلَّا أَنْ
يَصَّـدَّقُوا فَـإِنْ شَـانَ مِـنْ قَـــوْمٍ عَـدُ وٍ لَكُـمْ وَهُـوَ مُـهْمِنٌ فَـتَحْرِيــرُ رَقَـبَـةٍ مُهْمِنَـةٍ وَإِنْ شَـانَ مِـنْ قَـــوْمٍ بَـيْــنَكُمْ وَبَـيْــنَـهُمْ مِيثَـاقٌ فَدِيَــةٌ
مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِه وَ رًَِْيرُ رَقَـبَةٍ مُهْمِنَةٍ فَمَنْ لمَْ وَِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَـابِعَيْنِ تَـوْبَـةً مِـنَ اللََِّّ وَشَـانَ اللََّّ عَلِيمـاً حَكِيمـ اً ﴾ ) سـورة
) النساء الآية 02

11. ونلاحـث أيضـاً أن عتــق الرقبـة شفــارة مـن ظــاهر مـن زوجتــه، أق: حرمهـا علــى نفسـه شحرمــة أمـه أو أختــه أو غيرهُـا مــن
بارمه ، ب ن حلف يمين الظهـار منهـا، ثُ أراد أن يعـود لمـا قـال بـالن ض، فيرجـع زوجتـه إلى حكمهـا الـذق شـرعه الله مـن
الحل، وفي ذل ي ول الله تعالى في سورة المجادلة :
﴿ وَالَّــذِينَ يُظَــاهِرُونَ مِــنْ نِسَــائِهِمْ ثَُُّ يَـعُــودُونَ لِمَــا قَــالُوا فَـتَحْ رِيــرُ رَقَـبَــةٍ مِــنْ قَـبْــلِ أَنْ يَـتَمَاسَّــا ذَلِكُــمْ تُوعَظُــونَ بِــهِ وَاللََُّّ ــَا
تَـعْمَلُـونَ خَبِــيرٌ فَمَــنْ لمَْ وَِــدْ فَصِـيَامُ شَــهْرَيْنِ مُتَتَــابِعَيْنِ مِــنْ قَـبْـلِ أَنْ يَـتَمَاسَّــا فَمَــنْ لمَْ يَسْــتَطِ عْ فَإِطْعَـامُ سِــت ينَ مِسْــكِيناً ذَلِــ ) 1- لِت ـهْمِنُوا بِاللََِّّ وَرَسُولِهِ وَتِلْ حُدُودُ اللََِّّ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ ) سورة المجادلة الآيات 2
ونلاحث أيضاً أن عتق الرقبة إحدى شفارات اليمين، وفي ذل ي ول الله تعالى في سورة المائدة :
﴿ لا يُـهَاخِـذُشُمُ اللََُّّ بِـاللَّغْوِ فِي أَيْمـاَنِكُمْ وَلَكِــنْ يُـهَاخِـذُشُمْ ـاَ عَ ـدْأُُ الْأَيْمــَانَ فَكَفَّارَتُـهُ إِطْعَـامُ عَشَـرَةِ مَسَــاشِينَ مِـنْ أَوْسَـ مَــا
تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ شِسْوَتُـهُمْ أَوْ رًَِْيرُ رَقَـبَةٍ فَمَنْ لمَْ وَِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِ شَفَّ ارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ
) شَذَلِ يُـبَـ ينُ اللََُّّ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ ) سورة المائدة الآية 90
الوسيلة الثالثة : الحض على عتق الرقاب ابتغاء مرضاة الله، قال الله تعالى في سورة البلد :
﴿ فَلا اق ـتَحَمَ الْعَ بَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَ بَةُ فَ رَقَـبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَـوْمٍ ذِق مَسْغَبَةٍ يَتِيمـاً ذَا مَ رَبَـةٍ أَوْ مِسْـكِيناً ذَا مَتْـرَبَـةٍ
) 41 – ثَُُّ شَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَـوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَـوَاصَوْا بِالْمَرْحمََة ﴾ ) سورة البلد الآيات 44
وروى البخـارق عــن أبِ هريـرة قــال : قـال رســول الله : "أيمـا رجــل أعتـق امــرأً مسـلماً اســتن ذ الله تعـالى بكــل عضـوٍ منــه
عضواً منه من النار " .
الوسيلة الرابعة : تخصيص الإسلام قسماً من الزشاة لتحرير الرقاب، قال الله تعالى في سورة التوبة :
11

12. ﴿ إِ ــَا الصَّـــدَقَاتُ لِلْفُ ــرَاءِ وَالْمَسَـــاشِينِ وَالْعَــامِلِينَ عَلَيْـهَـــا وَالْمُهَلَّفَـــةِ قُـلُــوبُـهُمْ وَفِي ال رِقَـــابِ وَالْغَــارِمِينَ وَفِي سَـــبِيلِ اللََِّّ وَابْـــنِ
) السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللََِّّ وَاللََُّّ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ ) سورة التوبة الآية 69
الوسيلة ا امسة: حثُّ المسلمين على توجيه قسم من صدقاتهم العامة غـير المفروضـة لتحريـر الرقـاب، قـال الله تعـالى في
سورة الب رة :
﴿ لَـيْسَ الْــبِرَّ أَنْ تُـوَلُّــوا وُجُــوهَكُمْ قِبَــلَ الْمَشْــرِقِ وَالْمَغْــرِبِ وَلَكِــنَّ الْــبِرَّ مَــنْ آمَــنَ بِــاللََّّ وَالْيَـــوْمِ الْآخِــرِ وَالْمَلائِكَــةِ وَالْكِتَــابِ
وَالنَّبِي ينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُب هِ ذَوِق الْ رْبََ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاشِينَ وَابْـنَ السَّـبِيلِ وَالسَّـائِلِينَ وَفِي ال رِقَـابِ وَأَقَـامَ الصَّـلاةَ وَآتَـى
الزَّشَــاةَ وَالْمُوفُــونَ بِعَهْــدِ هِمْ إِذَا عَاهَــدُوا وَالصَّــابِرِينَ فِي الْبَ سَــاءِ وَالضَّــرَّاءِ وَحِــينَ الْبَــ سِ أُولَئِــ الَّــذِينَ صَــدَقُوا وَأُولَئِــ هُــمُ
12
) الْمُتَّـ ونَ ﴾ )سورة الب رة الآية 411
الوسيلة السادسة : إنجاب الأمة من سيدها، إذ يكون ولدها سبباً في رًيرها بعد موت سيدها .
الوسيلة السابعة: سريان العتق إلى الكل م عتق بعض الرقيق إذا شان معت ه موسراً، شـ ن يكـون اثنـان شـريكين في عبـد،
فيعتق أحدهُا حصته، وعندئذ يحكم الإسلام ب نه قد عتق شله، وت وم قيمة سائره علـى مـن أعت ـه ، حرصـاً علـى أن لا
تتجزأ الحرية .
الوسيلة الثامنة : جعل عتق الرقيق شفارة ضربه م دار حدٍ شرعي، أو شفارة إهانته بـاللطم. روى الإمـام مسـلم عـن عبـد
. الله بن عمر قال: سمعت رسول الله ي ول : "من ضرب غلاماً له حداً لم ي ته أو لطمه فإن شفارته أن يعت ه". 6
6م-م أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها ص 559 م-م 416

13. و من هنا يمكن أن ن ول أن الإسلام لم ي مر بالرق لكن حض على العتق و تصفية الرق .
موقف النصرانية و اليهودية من الرق
13
لم يحرم النصارى و اليهود الرق و إ ا ارتضوه .
و ين سم البشر عند اليهود إلى قسمين : بنو إسرائيل قسم ، وسائر البشر قسم آخر .
ف مَّا بنو إسرائيل، فيجوز استرقاق بعضهم حسب تعاليم معيَّنة نصَّ عليها العهد ال ديم .
وأمَّا غيرهم، فهو أجناس منحطَّة يمكن استعبادها عن طريق التسل وال هره لأنهَّم سلالات شُتبت عليها الذلَة باسم
. 42 - السماء مِن قديم جاء في الإصحاح الحادق والعشرين من سفر ا روج 2
وما نصه : " إذا اشتريت عبدا عبرانيا فست سنين يخدم ، وفي السابعة يخرج حرا مجانا ، إن دخل وحده ، فوحده يخرج
، إن شان بعل امرأة تخرج امرأته معه ، إن أعطاه سيده امرأة وولدت له بنين وبنات ، فالمرأة وأولادها يكونون للسيد ،
وهو يخرج وحده ، ولكن إذا قال العبد : أحب سيدق وامرأتي وأولادق لا أخرج حرا ، ي دمه سيده إلى الله ، وي ربه
إلى الباب أو إلى ال ائمة ، ويث ب سيده أذنه بالمث ب يخدمه إلى الأبد ، وإذا باع رجل ابنته أمة لا تخرج شما يخرج
العبيد ، إن قبحت في عين سيدها الذق خطبها لنفسه يدعها تف ، وليس له سلطان أن يبيعها ل وم أجانب لغدره بها

14. ، وإن خطبها لابنه فبحسب حق البنات يفعل لَا ، إن اتخذ لنفسه أخرى لا ين ص طعامها وشسوتها ومعاشرتها ، وإن لم
يفعل لَا هذه الثلاث تخرج مجانا بلا ثَن " .
أما استرقاق غير العبراني فهو بطريق الأسر والتسل ه لأنهم يعت دون أن جنسهم أعلى من جنس غيرهم ، ويلتمسون
لَذا الاسترقاق سندا من توراتهم في ولون : إن حام بن نوح - وهو أبو شنعان - ش ان قد أغضب أباه ه لأن نوحا سكر
يوما ، ثُ تعرى وهو نائم في خبائه ، ف بصره حام شذل ، فلما علم نوح بهذا بعد استي اظه غضب ، ولعن نسله الذين
26 : " ملعون شنعان عبد العبيد يكون ، 25 : هم شنعان ، وقال - ش ما في التوراة في سفر التكوين إصحاح 0
لإخوته ، وقال : مبارك الرب إله سام ، وليكن شنعان عبدا لَم " وفي الإصحاح نفسه 21 : ليفت الله ليافث فيسكن
14
. في مساشن سام ، وليكن شنعان عبدا لَم " 7
41 - و في سفر التثنية الإصحاح 29 الأعداد 49
) حِينَ تَـ رُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَـهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّل فَإِنْ أَجَابَـتْ إِلى الصُّل وَفَـتَحَتْ ل فَكُلُّ الشَّعْبِ الموَْجُودِ فِيهَا
يَكُونُ ل لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَـعْبَدُ ل وَإِنْ لمْ تُسَالِمْ بَل عَمِلتْ مَعَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا وَإِذَا دَفَـعَهَا الرَّبُّ إِلَ إِلى يَدِكَ
فَاضْرِبْ جمَِيعَ ذشُُورِهَا بِحَ دِ السَّيْفِ وَأَمَّا الن سَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَـهَائِمُ وَشُلُّ مَا فِي المدَِينَةِ شُلُّ غَنِيمَتِهَا فَـتَـغْتَنِمُهَا لِنَـفْسِ وَتَ شُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلَ (
41 - و في سفر التثنية الإصحاح 24 عدد 49
) إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِ وَدَفَـعَهُمُ الـرَّبُّ إِلَـُ إِلى يَـدِكَ وَسَـبَـيْتَ مِـنْـهُمْ سَـبْي اً وَرَأَيْـتَ فِي السَّـبْيِ امْـرَأَةً جمَِيلـةَ الصُّـورَةِ
وَالتَصَ تَ بِهَا وَاتَّخَذْتَـهَا ل زَوْجَة فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَـيْتِ لًَِْقُ رَأْسَهَا وَتُـ ل مُ أَظْفَارَهَا وَتَـنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْـهَـا وَتَـ عُـدُ فِي
) 44 – 42 ( الصواب )سفر ا روج 2 – 69 مع العلم أن ) سفر ا روج 2 – 7 - تلبيس مردود في قضايا حية ص 59

15. بَـيْتِـ وَتَـبْكِــي أَبَاهَـا وَأُمَّهَــا شَـهْراً مِــنَ الزَّمَـانِ ثَُُّ بَـعْــدَ ذَلِــ تَـدْخُلُ عَليْـهَــا وَتَـتَــزَوَّجُ بِهــَا فَـ تَكُـونُ لــ زَوْجَـة وَإِنْ لمْ تُسَــرَّ بِهــَا
فَ طْلِ هَا لِنَـفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَـيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّـهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّ قَدْ أَذْللتَـهَا (.
و قد جاء الدين المسيحي ف قر الرق الذق أقره اليهود من قبل ، فليس في الإنجيل نص يحرمه أو يستنكره .
و الغريب أن المهرخ " وليم موير " يعيب نبينا بمدا - صلى الله عليه وسلم - ب نه لم يبطل الرق حالا ، مع تغاضيه
عن موقف الإنجيل من الرق ، حيث لم ين ل عن المسي ، ولا عن الحواريين ولا عن الكنائس شيئا في هذه الناحية .
بل شان بولس يوصى في رسائله بإخلاص العبيد في خدمة سادتهم ، شما قال في رسالته إلى أهل أفسس .
وأضا ال ديس الفيلسو " توما الأشوينِ " رأق الفلسفة إلى رأق الرؤساء الدينيين ، فلم يعترض على الرق بل زشاه
، لأنه على رأق أستاذه أرسطو حالة من الحالات التي خلق عليها بعض الناس بالفطرة الطبيعية .
15
و أقر ال ديسون أن الطبيعة جعلت بعض الناس أرقاء .
وفي المعجم الكبير لل رن التاسع عشر " لاروس " : " لا يعجب الإنسان من ب اء الرق واستمراره بين المسيحيين إلى
اليوم ، فإن نواب الدين الرسميين ي رون صحته ويسلمون شروعيته " وفيه : " ا لاصة أن الدين المسيحي ارتضى
الاسترقاق تماما ، إلى يومنا هذا ، ويتعذر على الإنسان أن يثبت أنه سعى في إبطاله " .

16. وجــاء في قــاموس الكتــاب الم ــدس للــدشتور " جــورج يوســف " : " إن المســيحية لم تعــترض علــى العبوديــة مــن وجههــا
السياسي ولا من وجههـا الاقتصـادق ، ولم ـًرض المـهمنين علـى منابـذة جـيلهم في آدابهـم مـن جهـة العبوديـة ، حـ ولا
على المباحثة فيها ، ولم ت ل شيئا ضد ح وق أصحاب العبيد ، ولا حرشت العبيد إلى طلب الاست لال ، ولا بحثت عن
مضار العبودية ، ولا عن قسـاوتها ، ولم تـ مر بـإطلاق العبيـد حـالا ، وبالإجمـال لم تغـير النسـبة الشـرعية بـين المـولى والعبـد
. بشيء ، بل بعكس ذل ف د أثبتت ح وق شل من الفري ين وواجباته " 8
9 - و في الرسالة إلى مهمنِ أفسس الإصحاح 6 الأعداد 5
) أَيُّـهَا الْعَبِيدُ ، أَطِيعُوا سَادَتَكُمْ حَسَبَ الجَْسَدِ بِخَوْ وَرِعْدَةٍ، فِي بَسَاطَةِ قُـلُوبِكُمْ شَمَا لِلْمَسِي لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ شَمَنْ
يُـرْضِي النَّاسَ، بَلْ شَعَبِيدِ الْمَسِي ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْ لْبِ، خَادِمِينَ بِنِيَّةٍ صَالحَِةٍ شَمَا لِلرَّ ب، لَيْسَ لِلنَّاسِ .عَالِمِينَ
أَنْ مَهْمَا عَمِلَ شُلُّ وَاحِدٍ مِنَ ا يْرِ فَذلِ يَـنَالُهُ مِنَ الرَّ ب ، عَبْدًا شَانَ أَمْ حُرًّا (
25 - و في الرسالة إلى مهمنِ شولوسي الإصحاح 2 الأعداد 22
"أَيُّـهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا فِي شُلِ شَيْءٍ سَادَتَكُمْ حَسَبَ الجَْسَدِ، لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ شَمَنْ يُـرْضِي النَّاسَ ، بَلْ بِبَسَاطَةِ الْ لْبِ،
خَائِفِينَ الرَّبَّ .وَشُلُّ مَا فَـعَلْتُمْ، فَاعْمَلُوا مِنَ الْ لْبِ، شَمَا لِلرَّ ب لَيْسَ لِلنَّاسِ ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ الرَّ ب سَتَ خُذُونَ جَزَاءَ
الْمِيراَثِ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِي .وَأَمَّا الظَّالِمُ فَسَينَالُ مَا ظَلَمَ بِه ، وَلَيْسَ بَُابَاة ".
16
62 – 8 - تلبيس مردود في قضايا حية ص 69

17. معاملة الرقيق في الإسلام
من ي رأ عن معاملـة الرقيـق في الإسـلام وـد أن الإسـلام قـد أمـر بالإحسـان إلى الرقيـق، ونصوصـه في ذلـ شثـيرة منهـا
قولــه تعــالى : ﴿ وَاعْبُــدُوا اللَََّّ وَلَا تُشْــرِشُوا بِــهِ شَــيْئًا وَبِالْوَالِــدَيْنِ إِحْسَــا نًا وَبِــذِق الْ ــرْبََ وَالْيَتَــامَى وَالْمَسَــاشِينِ وَالجْــَارِ ذِق
الْ رْبََ وَالجَْارِ الجُْنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَْنْـبِ وَابْـنِ السَّـبِيلِ وَمَـا مَلَكَـتْ أَيْمـاَنُكُمْ إِنَّ اللَََّّ لَا يُحِـبُّ مَـنْ شَـانَ وُْتَـالًا فَخُـورًا ﴾ )
17
) سورة النساء الآية 26
و اعتبر الشرع الرقيق أخ لمالكه و ح رم إهانته واحت اره وضربه و أوجـب إطعامـه ممـا يطعـم المالـ و إلباسـه ممـا يلـبس
المال و عدم تكليفه الأعمال الشاقة .
و عَنِ المعَْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ : لَ يتُ أَبَا ذَ رٍ بِالرَّبَذَة ، وَ عَلَيْهِ حُلَّةٌ، وَعَلَى غُلاَمِه 9 حُلَّةٌ، فَسَ لْتُهُ عَنْ ذَلِ ، فَـ الَ : إِِ ني
يَـا أَبَـا ذَ رٍ أَعَيَّـرْتَـهُ بِ مِـهِ؟ إِنَّـ امْـرُؤٌ فِيـ « : - سَابَـبْتُ رَجُلًا 10 فَـعَيَّـرْتُهُ بِ مِـه ، فَـ ـالَ يِ النَّـبِيُّ - صَـلَّى اللهُ عَلَيْـهِ وَسَـلَّمَ
جَاهِلِيَّةٌ، إِخْ وانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللََُّّ تًََْ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ شَانَ أَخُوهُ تًََْ يَدِهِ، فَـلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَ شُل ، وَلْيُـلْبِسْهُ مِمَّا يَـلْبَسُ،
. 11» وَلاَ تُكَل فُوهُمْ مَا يَـغْلِبُـهُمْ، فَإِنْ شَلَّفْتُمُوهُمْ فَ عِينُوهُمْ
و في هـذا الحـديث الشـريف جــاء التعبـير عـن المملـوشين بــ نهم إخـوان مـن مَلَكُـوهم، وهــي إخـوة في الإنسـانية تَ تضِــي
الرحمـة والحفـاع علــى ش ـرامتهم ،و في الحــديث إلغـاء التمييـز العنصــرق بـين المالــ و مملوشـه ه فجعـل الرقيــق يلـبس ممــا
يلبس سيده وي شل مما ي شل ه وفي العمل يعينه ووعل يده بيده .
9 - غلامه أق عبده
10 - الرجل هو بلال بن رباح رضي الله عنه وشان عبدا
45 حديث رقم 29 / 11 - رواه البخا رق في صحيحه 4

18. ش لمة إخوانكم و قد جاءت في أول الجملة لتكون أول ما ي رع الأسماع فتفعل « : - و قال بمد البشير – رحمه الله
فعلها في النفوس، وخصوصًا في ذل الزمان.
فالعبد حين يسمع تل الكلمـة يحـ س شـ ن نفسـه الذليلـة انت لـت في رحلـة روحيـة مـن عـالم إلى عـالم، وش نـه اسـتلم صـ
التحرير فج ة بيده وأنه أصب أخًا لسي ده لا عبدًا له.
وهـذا مـا لم تسـمعه أذن في أطـوار الحضـارات الـتي مـن شـ نها أن ترقـي الع ـول، ولا في أطـوار النبـ وات الـتي مـن شـ نها أن
ترقــي الأرواح، والســيد المالــ حــين يســمعها تتطــامن نفســه الشــرهة وأخلاقــه الشرســة وغرائــزه المتشــبعة بحــب التمل ــ
والتسل ويتن زل من عالم الاستعلاء إلى عالم الاستواء، فيرى ببصيرته أن هذا المخلـوق أخ ، و لـيس مـن الرجولـة ولا مـن
.12» ؟ الإنسانية أن يمتهن الأخ أخاه و أق معنى يب ى للرق بعد هذا
و قد راعى الشرع مشاعر الرقيق و نهى عن التطاول عليه ، والتح ير لش نه و نهى عن نداء الرقيق بلفث عبدق و أمر
لَا يَـ ولَنَّ أَحَدُشُمْ « : ب ن ينادى بلفث فتاق أو غلامي و عَنْ أَبِِ هُرَيْـرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ
13» عَبْدِق وَأَمَتِي شُلُّكُمْ عَبِيدُ اللهِ، وَشُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللهِ، وَلَكِنْ لِيَـ لْ غُلَامِي وَجَارِيَتِي وَفَـتَاقَ وَفَـتَاتِي
و نهى الشرع عن تعذيب الرقيق فعَنْ إِبْـرَاهِيمَ التَّـيْمِ يِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ : قَالَ أَبُو مَسْـعُودٍ الْبَـدْرِقُّ: شُنْـتُ أَضْـرِبُ غُلَامًـا يِ
فَـلَمْ أَفْـهَمِ الصَّوْتَ مِنَ الْغَضَـبِ، قَـالَ : فَـلَمَّـا دَنَـا مِـ نِ إِذَا ، » اعْلَمْ، أَبَا مَسْعُودٍ « ، بِالسَّوْطِ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي
قَـالَ: ف لْ يْـتُ ، » اعْلَمْ، أَبَا مَسْعُودٍ، اعْلَـمْ، أَبَـا مَسْـعُودٍ « : هُوَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَإِذَا هُوَ يَـ ولُ
قَـالَ: فَـ لْـتُ: لَا أَضْـرِبُ ،» اعْلَـمْ، أَبَـا مَسْـعُودٍ ، أَنَّ اللهَ أَقْـدَرُ عَلَيْـ مِنْـ عَلَـى هَـذَا الْغُـلَامِ « : السَّوْطَ مِنْ يَدِق، فَـ الَ
18
. مَمْلُوشًا بَـعْدَهُ أَبَدًا 14
266/ 12 - آثَارُ الإِمَام بَُمَّد البَشِير الإِبـرَْاهِيمِي 1
4161 حديث رقم 2210 / 13 - متفق عليه و اللفث لمسلم 1
4299 حديث رقم 4650 / 14 - رواه مسلم في صحيحه 2

19. مشروعية الرق في أسرى الحرب إ ا جاءتْ لتح نَ دم الم سور، وتعطي الفرصة « : - قال الشعراوق – رحمه الله
للانتفاع به، فإذا لم يتم الفداء ولا تبادل أسرى وظَلَّ أسيرك بيدك، فاعلم أن له أحكاماً لا يص تجاوزها، فهو شريك
في الإنسانية المخلوقة لله تعالى، وما أباح الله ل أنْ ت سره، وأن تملكه إلا لكي نَ دمه، لا أن تُذِ لَّه .
واقرأ قول النبي - صَلَّى اللََُّّ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " إخوانكم خَولَكُم، جعلهم الله تً أيديكم، فمَنْ شان أخوه عنده
فليُطْعمه مما يطعم، وليُلبِسْه مما يلبس، ولا يُكل فه ما لا يطيق، فإن شَلَّفه فَـلْيُعِنه " .
ف قُّ إشرام للأسير بعد هذا، بعد أنْ ح ن دمه أولاً، ثُ شرَّمه ب نْ جعله أخاً ل ، واحترم آدميته بالمعاملة الطيبة، ثُ فت
له عدة منافذ تهدق إلى عِتْ ه وحريته، فإنْ شان للر ق في الإسلام باب واحد، فللحرية عدة أبواب، منها العتق في
19
. 15 » الكفارات وهي في تكفير الذنوب التي بين العبد وربه
من هنا يمكن أن ن ول لا توجد أمةٌ من الأمم في التاريخ عرفت للرقيقِ ح هم واعتنت بآدميتهم و حسن معاملتهم ش مة
الإسلام .
اتخاذ أسرى الحرب المشروعة رقي ا فيه معاملة للعدو بالمثل
حكــم الاســترقاق و المــن و الفــداء داخــل في أحكــام السياســة الشــرعية ، و منــوط بــرأق الحــاشم المســلم ، يراعــي فيــه
المصلحة العامة للمسلمين .
42442 / 15 - تفسير الشعراوق 40

20. والحكمة في أن يتخذ الاسترقاق بله بين هذه ا صال التي يخير بينهـا هـي أنـه سـلاح موجـود في أيـدق الأعـداء بالنسـبة
لأسرانا عندهم .
فكـان مـن أسـس العدالـة أن يملـ المسـلمون هـذا الســلاح نفسـه، ثُ يعطـي الحـاشم صـلاحية اسـتعماله، جـرد أن يــرق
ضرورة لذل ، ش ن ود أعـداءنا قـد اسـترقوا أسـرانا، وأنـت تعلـم أن ال ـانون الـدوي ي ـر مبـدأ التعامـل بالمثـل فيمـا يتعلـق
بالأسرق .
وشان مـن الإجحـا أن ينسـخ هـذا السـلاح )الاسـترقاق النـاته عـن الحـرب( نسـخاً شـاملاً، مـع اسـتعمال الأعـداء لـه،
. وشعورهم بالسعادة لك ونهم وحدهم الذين يملكون هذا السلاح 16
فليس من المع ول أن ي خذ عدو ي أولادق يسخرهم عنده لما يريد، وأنـا أطلـق « : - و قال الشعراوق – رحمه الله
.17» أولاده الأسرى عندق، ولكن المعاملة بالمثل فإن من وا ن، وإن فدوا نفد
جاء الإسلام ف لغى بحزم معظم وسائل الاسترقاق السـائدة بـين « : - و قال عبد الرحمن الميداني الدمش ي – رحمه الله
الناس على اختلافها، ولكن لم يكن بوسعه أن يلغي نظام أسرى الحروب غـير الداخليـة، ومـا يسـتتبع ذلـ مـن اسـترقاق
غير م صود لذاته، لأن إلغاء نظام الأسرى مرتب بإلغاء الحروب نفسها، وبإلغاء دواعيها.
20
422/ 16 - الف ه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى 9
1999/ 17 - تفسير الشعراوق 9

21. وليس في استطاعة أ ق نظام أو أ ق مجتمع أن يلغي ذل إلغاء تاماً، ما دام في العالم أنظمة ومجتمعات أخـرى تضـطره إلى
أن يدخل معها في حروب، فت خذ أسراه فتسـترقهم ولا مندوحـة لـه في م ابـل ذلـ إلا أن يعامـل أسـراهم بالمثـل، ولكـ ن
الإسلام مع اضطراره إلى إجراء المعاملة بالمثل مـن جهـة الصـورة الظـاهرة، قـد ارت ـى فهـوم أسـير الحـرب مرت ـى لم تبلغـه
.18» أحدث الأنظمة التي تواضعت عليها شعوب العالم المتحضر في ال رن العشرين
و الحكمة من الإب اء على مشروعية الـرق في النصـوص الشـرعية هـو مراعـاة الأوضـاع « : و قال الدشتور وهبة الزحيلي
ال ائمة في المجتمعـات ال ديمـة، لأن الـرق شـان عمـاد الحيـاة الاجتماعيـة والاقتصـادية، ولا يع ـل أن يحرمـه الإسـلام ويب ـى
مباحاً عند الأمم الأخرى التي تسترق أسرى المسلمين، ولا يعاملهم المسلمون بالمثل.
والمعاملـة بالمثـل شــان مـنهه الشـريعة وا لفــاء في العلاقـات ا ارجيـة، عمــلا ب حكـام السياسـة الشــرعية المهقتـة، و ي ــاً
للمصــلحة الإســلامية العامــة، ولكــن الإســلام أي ــث الضــمير العــالمي بتنبيــه النــاس إلى عــلاج مشــكلة الأرقــاء وضــرورة
الإحسان إليهم في المعاملة والتخلص التدروي من هذه الظاهرة بالعتق وفت منافـذ دينيـة لـه، حـ إن العتـق مـن أفضـل
21
.19» ال ربات إلى الله تعالى
إلى مـن يشـنع علـى إباحـة الإسـلام لـبعض صـور الــرق شيـف لا نسـترق أسـرى الكفـار و هـم يسـترقون أسـرانا و شــان
استرقاق الأسرى نظاما سائدا عالميا إلى أن ألغي الرق في العصور المت خرة ؟!!
18 - أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها ص 554
5046/ 19 - الف ه الإسلامي و أدلته 9

22. ولو أن الإسلام ألغى استرقاق الأسرى لكان هذا إجراء م صورا على أسرى الكفار الـذين ي عـون في أيـدق المسـلمين،
بينمــا أســرى المســلمين الــذين ي عــون في أيــدق الكفــار يلاقــون مصــيرهم الســ يء في عــالم الــرق هنــاك وفي هــذا إطمــاع
لأعداء الإسلام في أهل الإسلام.
اتخاذ أسرى الحرب المشروعة رقي ا فيه ح نا لدمائهم و رحمة بهم
إلى من يشنع على إباحة الإسلام لاسترقاق الكافر المحارب إن الكافر المحارب شان حريصا على قتلنا و رغـم ذلـ لم
ن تله بل اتخذناه رقي ا ح نا لدمه و هذا أخف الضررين و أهون من ال تل و معاملة بالمثل .
وعلى المجتمع الظالم الذق ينت د الإسلام في هذه الجزئية أن يعلم أن الذق أَسرْتَه « : - قال الشعراوق – رحمه الله
في المعرشة قد قدرْتَ عليه، وتمكَّنْتَ منه، وإنْ شئت قتلتَهُ، فحين يتدخَّل الشرع هنا ووعل الأسير مِلْكاً ل ، فإ ا
ي صد من ذل حَ ن دمه أولاً، ثُ الانتفاع به ثانية، إما بالمال حين يدفع أهله فديته، وإما ب نْ يخدم بنفسه.
إذن: الم ارنة هنا ليستْ بين رِ ق وحرية شما يظن البعض، إ ا هي بين رِ ق وقتل .
22

23. . 20» إذن: مشروعية الرق في أسرى الحرب إ ا جاءتْ لتح نَ دم الم سور، وتعطي الفرصة للانتفاع به
اتخاذ الأسير الكافر رقي ا فيه معاملة له بسوء قصده و هذا من العدل
لم يبي الإسلام استرقاق شل شافر لكن أباح استرقاق الكافر المحارب معاملة له بسوء قصده و جرم فعله ف ـد وقـف في
وجه دعوة الإسلام و حارب الله و رسوله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، لصد الناس عـن دعـوة الحـق ليب ـوا أرقـاء عبيـداً
لغير الله تعالى فحكم الله عليه ا يستح ه و أباح أن يكون مملوشا لعبد من عباده المهمنين .
أ ما إذا لم يحارب المسلمين فإنه يُـ رُّ على ملته – إن شان من أهل الكتاب أو المجوس - ويُـعْطِي الجزية .
الاسترقاق أهوَنَ من تعذيب الأسير في سجون من يدعون ح وق الإنسان بل فيه رحمة بالأسير
إلى من يشنعون على إباحة الإسلام استرقاق الأسير ، ويدعون أن منظمة ح وق الإنسان هي التي أعطـت للأسـير ح ـه
ألم ي رأ أن في الحرب العالمية الثانية لم تُعرَ مصائر الألو المهُلَّفة من أسـرَى الـروس لـدَى الألمـان أو أسـرى الألمـان لـدَى
الفرنســــــــيين فـــــــــإن شــــــــان ذلـــــــــ وقـــــــــع أيــــــــام التحضُّـــــــــر والارت ـــــــــاء فمــــــــا ظنُّـــــــــ ـــــــــا شــــــــان ي ـــــــــع قـــــــــديمًا ؟
23
42442 / 20 - تفسير الشعراوق 40

24. و حدث و لا حرج عن تعذيب المصريين في سجون الإنجليز أيام الاحتلال فإن شـان ذلـ وقـع أيـام التحضُّـر والارت ـاء
فما ظنُّ ا شان ي ع قديمًا ؟ .
و حدث و لا حرج عـن تعـذيب الفلسـطينيين في سـجون إسـرائيل إلى الآن فـإن شـان ذلـ وقـع أيـام التحضُّـر والارت ـاء
فما ظنُّ ا شان ي ع قديمًا ؟.
و حدث و لا حرج عن تعذيب العراقيين في سجن أبـو غريـب و غـيره علـى أيـدق الأمـريكيين فـإن شـان ذلـ وقـع أيـام
التحضُّر والارت اء فما ظنُّ ا شان ي ع قديمًا ؟.
و حدث و لا حرج عن تعذيب الجزائريين في سجون الف رنسيين أيـام احـتلال الجزائـر فـإن شـان ذلـ وقـع أيـام التحضُّـر
والارت اء فما ظنُّ ا شان ي ع قديمًا ؟.
و قد من الإسلام الرقيق العديد من الح وق ف وجب حسن معاملتهم وأن لا يضربوهم، ولا يهينوهم، ولا يعذبوهم،
ولا يشتموهم، ولا يكلفوهم من الأعمال ما يغلبهم، وتوجب على المسلمين أن يطعموهم مما ي شلون ويلبسوهم مما
يلبسون .
وبهذه التربية الإسلامية العظيمة صار شثير من المواي الأسرى من شبار علماء المسلمين وف هائهم، ومـن شبـار صـلحائهم،
واتسع الأمر بعد ذل فكان الممالي هـم قـادة الحكـم في بعـض عصـور التـاريخ الإسـلامي، وشـان مـن خلفـاء المسـلمين
من أمهاتهم شن أسيرات .
24

25. وهــل تفســ دولــة مــن دول الأرض في العــالم المتحضــر الحــديث مجــالاً مثــل هــذا المجــال لأســراها؟ أم تضــعهم في ســجون
. الإهانة والتعذيب والت تير في حاجات العي والحرمان من ضرورات أخرى، مع تكليفهم ما يشق من الأعمال ؟ 21
إن اتخاذ أسرى الحرب رقي ا فيه رحمة من الله بههلاء الرقيق ه لأن البديل عن رق الأسرى رق الم دور عليهم هـو قـتلهم
و إنهاء حياتهم و حريتهم أو سجنهم و تعذيبهم و ت ييد حريتهم و تكليفهم من الأعمال ما لا يطي ون أما اتخاذ الأسير
رقي ــا فــالرقيق ســيعي في بيــت المســلم ، وقــد أوجــب الشــرع لــه الح ــوق الكثــيرة و أوجــب الإحســان إليــه و حســن
معاملته وعدم تكليفه من الأعمال مالا يطيق و أن يطعمه ممـا يطعـم ويلبسـه ممـا يلـبس، ولـه إمكانيـة الـزواج وهـو رقيـق،
ولـه أمــل في التحـرر إمــا بـلا م ابــل أو عـن طريــق المكاتبـة أو التــدبير ، وهـذا بــلا شـ أســهل عليـه مــن أن يعـي م يــدا
م سورا في السجن بين أربعة جدر لا أمل له في نجاة .
اتخاذ الأسير الكافر رقي ا عند المسلمين فيه مصلحة ترغيبه في دخول الإسلام
اتخاذ الأسير الكافر رقي ا عند المسلمين فيه مصلحة ترغيبه في دخول الإسلام فإن الأسير الكافر إذا استرق و عافي بين
المسلمين و خال المسلمين ورأى سماحة الإسلام في معاملته - لاسيما إذا شان من يملكه من أهل الإسلام على قدر من
ا لق وحسـن المعاملـة - ر ـا شـرح صـدره للـدخول في الإسـلام ، ويحبـب الله إليـه الإيمـان، و يكـره إليـه الكفـر والفسـوق
والعصيان .
و والطــة الأرقــاء للمســلمين و معيشــتهم بيــنهم في الماضــي أدت إلى إســلام معظمهــم ، ومــن تتبــع ســير علمــاء المســلمين
وقادتهم وجد الكثير منهم شان من الأرقاء .
25
559 بتصر و اختصار – 21 - أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها ص 551

26. و من ال ادة طارق بن زياد شان مولى من البربـر، و موسـى بـن نصـير شـان والـده مـن سـبي عـين التمـر ، ومـن العلمـاء نـافع
مولى ابن عمر ، و ربيعة الرأق وهو من شيوخ الإمام مال ، ومن المواي العلماء أيضا مجاهد بن جبر مـولى قـيس المخزومـي
، وعكرمة مولى ابن عباس ، ومن المواي العلماء أيضا الحسن البصرق شان أبوه مولى زيد بن ثابت .
بينما لو أطلق سراح الأسرى الكفار وعادوا إلى بلادهم فيندر أن يسلموا فضلا عن أن يصيروا قادة و علماء .
وَمِــنَ الْمَعْلُـومِ أَنَّ شَثِــيراً مِـنْ أَجِــلَّاءِ عُلَمَـاءِ الْمُسْــلِمِينَ وَبَُـ دِثِيهِمُ الْكِبَــارِ شَـانُوا أَرِقَّــاءَ « : - قـال الشــن يطي – رحمـه الله
مَمْلُوشِينَ، أَوْ أَبْـنَاءَ أَرِقَّاءَ مَمْلُوشِينَ فَـهَذَا بَُمَّدُ بْنُ سِيرِينَ شَانَ أَبُوهُ سِـيرِينُ عَبْـدًا لِأَنَـسِ بْـنِ مَالِـ وَ هَـذَا مَكْحُـولٌ شَـانَ عَبْـدًا
.22 » لِامْرَأَةٍ مِنْ هُذَيْلٍ، فَ عْتَـ تْه وَ مِثْلُ هَذَا أَشْثَـرُ مِنْ أَنْ يُحْصَى، شَمَا هُوَ مَعْلُوم
لله شمال العلم والحكمة واللطف والرحمة « : و في سهال وجه للجنة الدائمة لماذا لا يحرم الإسلام الرقيق ؟ فكان جوابها
فهو عليم بشهون خل ه رحيم بعباده، حكيم في خل ه وتشريعه. فشرع للناس ما فيه صلاحهم في الدنيا و الآخرة ، و ما
يكفل لَم السعادة الح ة والحرية والمساواة .
لكن في نطاق عادل وهدق شامل وفي حدود لا تضيع معها ح وق الله ولا ح وق العباد. وأرسل بهذا التشريع رسله
مبشرين ومنذرين فمن اتبع سبيله واهتدى بهدى رسله شان أهلاً للكرامة ونال الفوز والسعادة.
26
259/ 22 - أضواء البيان 1

27. ومن أبَ أن يسل طريق الاست امة نزل به ما يكره من قتل أو استرقاق، إقامة للعـدل و ي ـاً للأمـن والسـلام و بافظـة
على النفوس والأعراض والأموال من أجل ذل شـرع الجهـاد أخـذاً علـى يـد العتـاة وقضـاء علـى عناصـر الفسـاد، وتطهـير
الأرض من الظالمين .
ومن وقع منهم أسيرا في يد المسلمين شان الإمام ويرا فيه بين ال تل إن فح شره ولم يرج صـلاحه، وبـين العفـو عنـه أو
قبــول الفديــة منــه إن شــان المعــرو يملكــه، ويســهل بــه إلى خــير، وبــين أن يســترقه إن رأى أن ب ــاءه بــين أظهــر المســلمين
يصـل نفســه، وي ــوم اعوجاجــه، ويكســبه معرفـة بطــرق الَــدق والرشــاد، وإيمانــا بهــا، واستسـلاما لَــاه لمــا يــراه مــن عــدل
المســلمين معــه، وحســن عشــرتهم، وجميــل معــاملتهم لــه، ولمــا يســمعه مــن نصــوص التشــريع في أحكــام الإســلام وآدابــه،
فينشرح صدره للإسلام، ويحبب الله إليه الإيمان، ويكره إليه الكفر والفسوق والعصيان .
وعند ذل يبدأ حياة جديدة مع المسلمين يكون بها أهلا لكسـب الحريـة بطريـق الكتابـة شمـا قـال - تعـالى - : ﴿ وَالَّـذِينَ
يَـبْتَـغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُ مْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْـرًا وَآتُوهُم مِن مَّالِ اللََِّّ الَّذِق آتَاشُمْ ﴾ ) سورة النور من
الآية 22 ( أو بطريـق العتـق في شفـارة يمـين أو ظهـار أو نـذر ونحـو ذلـ أو بطريـق العتـق ابتغـاء وجـه الله ورجـاء المثوبـة يـوم
ال يامة إلى غير ذل من أنواع التحرير .
وبهذا يعلم أن أصل الاسترقاق إ ا هو عن طريق الأسر أو السبي في جهاد الكافرين لإصلاح من اسـترقوا بعـزلَم عـن بيئـة
الشــر وعيشــتهم في مجتمــع إســلامي يهــديهم ســبيل ا ــير وين ــذهم مــن بــراثن الشــر ويطهــرهم مــن أدران الكفــر والضــلال
ووعلهم أهلاً لحياة حرة يتمتع فيها بالأمن والسلام، فالاسترقاق في حكم الإسلام ش نه مطهرة أو سوق حمام يدخلـه مـن
. 23» استرقوا من باب ليغسلوا ما بها من أوساخ ثُ يخرجوا من باب آخر في ن اء وطهارة وسلامة من الآفات
اتخاذ الأسير الكافر رقي ا فيه أخذ الحذر من الأسير
27
514/ 23 - فتاوى اللجنة الدائمة 46

28. ل د ظهر الإسلام وجميع الشـعوب المتحضـرة وغـير المتحضـرة ت ـر « : - قال عبد الرحمن الميداني الدمش ي – رحمه الله
نظام الرق ختلف عناصره، وت ر وتلف الوسائل التي تفضي إلى الاسـترقاق ، فنظـر إلى مفهـوم الـرق السـائد بـين الأمـم
ف لغاه، ولم يبق منه إلا ما تدعو إليه ضرورة أسرى الحرب، حذر تآمرهم وخيانتهم من الداخل .
ونظر إلى وسائل الاسترقاق المختلفة ف لغاها شلها بحزم، إلا ما تدعو إليـه ضـرورة أسـرى الحـرب، الـتي ت ـوم بـين المسـلمين
وغيرهم لأسباب لا يملكون دفعها .
وبهذه الطري ـة الإسـلامية تغـير مفهـوم الـرق تغـيراً شليـاً عمـا شـان عليـه، وأصـب نوعـاً مـن حجـز حريـة الأسـرى، حـذر أن
. 24» يك ونوا مصدر شغب وفتنة وخيانة وتآمر على المسلمين من داخل صفوفهم
وفي علاج مشكلة أسرى الحرب لا مندوحة مـن اللجـوء « : و قال عبد الرحمن الميداني الدمش ي – رحمه الله – أيضا
إلى أحد الحلول التالية :
الحل الأول : قتلهم والتخلص من مشكلتهم نهائياً، وقد يكون هذا هو الحل الأسلم لأمة ناشئة ليس لَـا ثبـات ورسـوخ
في الأرض .
الحل الثاني: المن عليهم بإطلاق سراحهم، وقد وضع الإسلام هذا الحل في يد ال يـادة الإسـلامية، وقدمـه ال ـرآن ت ـديماً
يشـعر بترجيحـه، وتلجــ ال يـادة الإسـلامية إلى هــذا الحـل إذا لم تـر منــه ضـرراً علـى المســلمين، ولا سـيما إذا رأتـه نافعــاً في
شسب صداقة الأسرى وذويهم، وجـذب قلـوبهم إلى الإسـلام، فلـيس للإسـلام غـرض أسـاس في م اتلـة النـاس وإذلالَـم
بين أيدق المسلمين، وإ ا غرضه هداية الناس جميعاً إلى الحق وا ير، وتفادق خطر المعادين قدر الإمكان.
28
551 - 24 - أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها ص 552

29. الحـل الثالــث: فــداؤهم ب ســرى مـن المســلمين في يــد عــدوهم، أو فــداؤهم ـال أو ســلاح أو علــم، أو إخضــاع لشــروط
صل معينة، أو أق أمر ي دم للمسـلمين فائـدة مـا، وذلـ إذا لم تجـد ال يـادة الإسـلامية في إطـلاق الأسـرى خطـراً علـى
المسلمين، وقد وضع الإسلام هذا الحل في يد ال يادة الإسلامية .
الحل الرابع: اسـتب اؤهم أسـرى ـًت أيـدق المسـلمين، وذلـ حينمـا يكـون المـ ن علـيهم أو فـداؤهم يتضـمن خطـراً علـى
المسـلمين بشـكل عـام، وقـد وضـع الإسـلام هـذا الحـل في يـد ال يـادة الإسـلامية أيضـاً، وأذن لَـا أن تختـاره ضـمن حــدود
المصلحة العامة الدينية أو السياسية أو العسكرية أو الاجتماعية.
ومضمون هذا الحل هو ما اضـطر الإسـلام إلى عـدم إلغائـه مـن الأنظمـة الـتي تجعـل الأسـير الـذق هـو قيـد الأسـر بجـوز
بعض الحريات المدنية ف .
ولا تخلــو حــال أســرى الحــرب - حينمــا لا تكــون المصــلحة بــالمن علــيهم أو افتــدائهم - مــن أن يكونــوا ـًـت الرقابـــة
الدقي ة، لئلا يكونوا مصدر فتنة وشغب وخيانة وتآمر على المسلمين من داخل صفوفهم.
وهذا يستدعي أن لا يمنحوا جميع حرياتهم المدنية، وليس أمام الجهة التي أسرتهم إلا طري ان :
الطريق الأولى : أن يحتجزوا داخل سجون جماعية ي دم لَم فيها طعام خاص بهم، مع الاحتفاط بكرامتهم الإنسانية مـن
أن يكونوا عرضة للإهانة والتعذيب، وقد يضا إلى ذل تكلـيفهم ال يـام بـبعض الأعمـال النافعـة، الـتي تشـغل أوقـاتهم،
وتستغل طاقاتهم، وتكون رياضة لأجسامهم.
وهذا حل من الحلول التي يضعها الإسلام بين يدق ال يادة الإسلامية، لَا أن تختاره إذا وجدت فيـه مصـلحة للمسـلمين
وللأسرى ولأهدا الدعوة الإسلامية.
29

30. أمـا تعريضــهم للإهانـة والتعــذيب، وت تـير النف ــة، وتكلــيفهم الأعمـال الشــاقة - وهـو مــا تمارسـه دول شثــيرة متحضــرة -
فهذا أمر لا يسم به الإسلام .
الطري ـة الثانيـة: أن لا يحتجـزوا داخـل سـجون جماعيـة، بـل يوزوعـون علـى الأسـر الإسـلامية، ويكونـون جـزءاً مـن شيانهــا،
يـ شلون ممــا ت شــل، ويشـربون ممــا تشــرب، ويلبسـون ممــا تلــبس، ويــزوج رجـالَم مــن نســائهم، وقـد تكــرم الأســيرة فتكــون
شإحدى زوجات مولاها، رعاية لحاجتها الطبيعية إلى زوج، وسبيلاً إلى رًيرهـا إذا حملـت منـه، وتكلـف شـل أسـرة النف ـة
على من لديها من الأسرى، ومراقبته حذر خيانته وتآمره، ولَـا في م ابـل ذلـ أن تكلفـه مـن الأعمـال مـا يحسـن ويطيـق
من غير إعنات ولا إث ال.
وبهذه الطري ة يتسـنى لَـهلاء الأسـرى مـن غـير المسـلمين أن يطلعـوا علـى نظـام الإسـلام، والأخـلاق الإسـلامية، وع يـدة
المسلمين وعبادتهم وحسن معاملتهم.
وتمــن للأســرى حريــة الــدين والعبــادة والــتعلم، وقــد تمــن لَــم حريــة العمــل والتملــ إذا أذن لَــم أوليــاؤهم بــذل ، أو
شاتبوهم لتحرير أنفسهم ا يكسبون من مال.
وقـد وضــع الإســلام هــذا الحــل بــين يــدق ال يــادة الإســلامية، فلهــا أن تختــاره إذا وجــدت فيــه مصــلحة وخــيراً للإســلام
30
.25» والمسلمين، ومصلحة للأسرى نفسهم
اتخاذ الأسير الكافر رقي ا فيه تخفيف العبء عن ش اهل الدولة الإسلامية
25 - أجنحة المكر الثلاثة و خوافيها ص 551 م-م 441

31. إن في اتخاذ الأسير الكافر رقي ا فيه تخفيف العبء عن ش اهل الدولة الإسـلامية فوضـع الأسـرى في سـجون سـيحتاج إلى
بناء سجون و مستشفيات للأسرى السجناء و مطاعم لإطعام الأسرى السجناء و مصانع ملابس للأسـرى السـجناء و
حراس للأسرى السجناء و غير ذل من النف ات .
أما اتخاذ الأسير الكافر رقي ا فالأرقاء يتكفل سادتهم بجميع نف اتهم بدون أق أعباء على شاهل الدولة .
و اتخاذ الأسير الكافر رقي ا أضمن من ترشه في مُدُنِ المسلمين يعي حياته شما يريد و يدبر للدولة الإسـلامية شمـا يريـد و
حريته في بلاد المسلمين إن شانت مثل حرية أبناء الدولة ألا تجعله يتحول إلى ورب في الدولة الإسلامية
ومَـــــــن المســـــــئول عنـــــــه ؟ومَـــــــنِ الـــــــذق يُراقبـــــــه ؟ و إن قمنـــــــا بإرجاعـــــــه لـــــــبلاده الكـــــــافرة فمـــــــا فائـــــــدة أســـــــره ؟!!
الحكمة من عدم رًيم الإسلام الرق بشكل نهائي
قـد يسـ ل سـائل لمـاذا لم يحـرم الإسـلام الـرق بشـكل نهـائي ؟ و الجـواب أن الح كـم مـن إباحـة اسـترقاق الكـافر المحـارب
تنادق ب على صوت بضيق أفـق و قصـور ع ـل مـن يريـد منـع الـرق نهائيـا لأن الـرق شـان نظامـا عالميـا سـائدا فمادامـت
الدولة المحاربة للإسلام تجيزه فدولة الإسلام تجيزه معاملة بالمثل أق إذا لم يتوقـف الكفـار المحـاربون عـن اسـترقاق أسـرى
المسـلمين فــلا مجــال لأن يتوقــف المســلمون عـن اســترقاق أســراهم و مُعاملــة الأســرى ليسـت تشــريعًا بََل يًّــا يصــدر مِــن
جانبٍ واحد أو طر واحد أق مُعاملة الأسرى ليست تشريعًا يصدر مِن جانبٍ المسلمين ف .
31

32. و اتخاذ الأسير الكافر رقي ا فيـه تخويـف مـن يريـد باربـة المسـلمين و إعاقـة دعـوة الحـق فاحـذر أيهـا الكـافر أن ـًارب
الإسلام و تصد الناس أن يعبدوا الله فستعامل بسوء قصدك و شناعة فعل وستعرض نفس لل تل أو الاسترقاق .
و في عدم إلغاء الرق نهائيا دليل على واقعية الشـريعة و مراعاتهـا حـق المالـ و حـق الرقيـق فتحـريم الـرق دفعـة واحـدة
سيضر المال و يضر المملوك و يـهدق لتفويـت مصـالح معتـبرة تخـص المالـ والمملـوك بخـلا ـًريم ا مـر أو الربـا فـلا
مصالح معتبرة تفوت بتحريم ا مر أو الربا .
و شـان عـدد الرقيــق شبـير و قـد يكــون للرجـل عشــرات الأرقـاء فتحريـرهم دفعــة واحـدة معنـاه إهــدار مـال مــالكهم
واضطراب مصالحه التي شانت تعتمد على الأرقاء الذين يملكهم .
و رًير الأرقاء دفعة واحدة معناه إخراج عدد شبير ممن لا حرفة له و لا ويد إلا الرق لكي يعي و لا مسكن لَهلاء
الأرقاء و لا مال عند ههلاء الأرقـاء و هـذا عـبء علـى المجتمـع و قـد يـهدق لظهـور السـرقة و نهـب الأمـوال و ت اتـل
أبناء المجتمع الواحد في سبيل الحصول على المال و الطعام والمسكن.
و لا ننسى الحرب الأهلية التي نشبت بـين الشـمال الأمريكـي الـذق شـان يـدعوا إلى ـًريم الـرق و الجنـوب الـذق شـان
يرفض رًير العبيد .
و ليس في مصلحة شل العبيد التحرير الفجائي فهناك من العبيد من لا يستطيع ال يام على نفسـه ، و عنـدما ألغـي الـرق
بعض من الأرقاء رجعوا إلى من شانوا يملكونهم ل اليمين و ظلوا يخدمون عندهم إلى أن ماتوا .
32

33. الإسلام جاء بجلب المصالح ودرء المفاسد، فإذا وجـدت قضـية عامـة يتجاذبهـا « : - و قال بمد البشير – رحمه الله
الصلاح والفساد- وهُا ض دان- فهنا ت تي حكمة الإسلام وبعد نظره ودقته في الترجي .
والإسلام لم يخترع الاسترقاق ولم ينشئه، وإ ا وجده فاشيًا في العالم، درجت عليه الأمم شلها من أح اب قديمة متطاولـة،
ودخل في حياتهم وتم كن، ونزل منها منزلة الضرورات الحيوية.
وتعوده الفري ان السادة والعبيد، و بنى شل واحد منهما أمره على ما قسم له من الأعمال، ورأى أن ا ير فيه، وأن
خروجه منه مضيعة له وقضاء على حياته، واطم ن إلى هذا شله من يوم أدرك وع ل.
وقد فصلت الحياة وقوانينها والمواضعات العرفية وظائف الفري ين في عشرات ال رون، ف صب ا روج عنها شا روج
من الحياة .
ولكل من السيادة والعبودية آثار متطرفة في نفوس أصحابها لا ومعها وسـ ، فالسـادة تعـ ودوا الاعتمـاد علـى العبيـد في
تصريف مصالحهم الحيوية المتن وعة شريفها وخسيسها من منزلية وفلاحية، فإذا فارقهم العبيد ضاعت تل المصـالح شلهـا
إذ لا يستطيع ال يام بها بنفسه ، فضاعت المصالح فاختل التوازن الاجتماعي، والعبيد تع ودوا الاعتمـاد علـى السـادة في
معاشـهم و ش ســوتهم و تــدبير ضــرورياتهم شلهــا فــإذا فـارقوهم و ـًـ رروا دفعــة واحــدة لم يســتطيعوا الاســت لال بالحيــاة ،
33
.26» واختل التوازن الاجتماعي أيضًا
الحكم من إباحة وطء الأمة ل اليمين
265 - 261/ 26 - آثَارُ الإِمَام بَُمَّد البَشِير الإِبـرَْاهِيمِي 1

34. أباحت الشريعة الإسلامية لمن مل جاريـة لـيس بينـه وبينهـا برميـة مـن نسـب أو رضـاعٍ أن يطئهـا لـ اليمـين مـن غـير
حاجة إلى ع د أو إشهاد، وتسمى سرية له لا زوجة مع العلم أن المسبية من عبدة الأوثان وغـيرهم مـن الكفـار الـذين لا
شتاب لَم لا يحل وطهها ل اليمين ح تسلم .
و لا ووز لمن مل أمة ملكاً شرعياً أن يستمتع بها إلا بعد اسـتبرائها بحيضـة إذا شانـت حـائلاً أو بوضـع حملهـا إن شانـت
حاملا .
و من تُسبى من النساء لا تكون متعـةً مشـاعةً لكـل أحـد مـن المسـلمين، بـل هـي لمـن ت ـع في سـهمه مـن المسـلمين ف ـ ،
فهي رقي ة مملوشة لسي د واحد منهم، لا ووز له أن وُبرها على معاشرة غيره من المسلمين .
و إذا سُبي الرجـل مـع زوجـه، ووقعـا ـًت ملـ رجـل واحـد مـن المسـلمين، فيب ـى زواجهمـا علـى مـا هـو عليـه، لا وـوز
لمالكها معاشرتها، إلا أن يفرق بينهما ببيع أحدهُا لمال آخر، فيكون هـذا شـالطلاق، فيحـق لمالـ المسـبية أن يعاشـرها
بعد الاستبراء ه للت شد من عدم حصول حملٍ من زوجها قبل معاشرة مالكها لَا .
و الحرة لا ووز لَا أن تستمتع بعبدها إجماعاً، ولكن لَا أن تعت ه وتتزوجه إذا شاءت ذل .
والاستمتاع بوطء الأمة ل اليمـين أمـر مشـروع و شـان معـرو قبـل الإسـلام وبعـده ، و عجبـا لمـن يبـي زواج المثليـين
و يبي الزنا و يشنع على ما أحل الله !!.
34

35. و إذا شان العر السـائد في الحـروب إلى وقـت لـيس ببعيـد سـبي النسـاء و اتخـاذهن رقي ـا و معاشـرتهن بـلا ضـاب و بـلا
آداب فلما يشنع على الإسلام معاملته للعدو بالمثل و إباحته للتسرق بالأمـة الكتابيـة لكـن بشـروط وضـواب و آداب
35
!!؟
ورغـم إلغـاء الغـرب للـرق إلا أن الإعـلام قـد فضـ مـا يفعلونـه ب سـيرات المسـلمين مـن اغتصـاب و تعـذيب و امتهــان ثُ
يشنعون على المسلمين إباحتهم للتسرق بالأمة ل اليمين بشروط وضواب و آداب . م
و في وطء الأمة ل اليمين التعفف للمال وللمملوك، شما أنه يهدق إلى إزالـة الحـواجز بـين السـيد ومملوشتـه، وشـعورها
هي ب نها ليست أقل من غيرها ل ربها من سيدها .
و وطء المملوشة ل اليمين قد يهدق إلى حملها من سيدها فتصـب أم ولـد لا وـوز بيعهـا، وتعتـبر حـرة بوفـاة سـيدها ،
ولا يخفى ما في هـذا مـن إشرامهـا وحفـث ح وقهـا وح ـوق ولـدها، حيـث تنـال حريتهـا ويثبـت نسـب ابنهـا إلى أبيـه وهـذا
أفضل من أن تتزوج عبد فتلد عبيدا .
للأَمَة – و هي في بيت سيدها - وضعها خاص اً ، فهي ت رى سيدتها تتمتع « : - و قال الشعراوق – رحمه الله
بزوجها، وترى البنت تتزوج، في خذها زوجها إلى بيت الزوجية، إلى آخر مثل هذه الأمور، وهي ت ف موقف المتفرج،
ور ا أخذتها الغيرة من مثل هذه المسائل، فيكرمها الله حين يُحل ها لسيدها، فيكون لَا ما لسيدتها الحرة، فإذا ما أنجبتْ
. 27 » لسيدها ولداً صارت حُ رَّة به، وهذا منفذ آخر من منافذ ال ضاء على الرق
42442 / 27 - تفسير الشعراوق 40

36. والحكمــة الواضــحة في التســرق تتــ لف مــن عــدة عناصــر ، فهــو تــ ليف بــين « : - و قــال بمــد البشــير – رحمــه الله
العنصرين المتفاوتين و هم السادة و العبيد بعلاقة نفسية جسـمية، وت ريـب بينهمـا، وتن ـيص مـن النفـور الطبيعـي لابسـة
طبيعية، ولا يخفى ما في هذا من طي المسافة بين السيادة والعبودية .
ومن الحكم الظاهرة فيه أنه خطوة واسعة إلى التحرير ووسيلة قوية من وسائله، فـإن الأمـة إذا ولـدت مـن سـي دها ترتفـع
درجــة عــن العبوديــة حــ في الاســم فتســ مى أم ولــد ، وترتفــع إذًا بطريــق شــرعية إلى التحريــر، فهــي مــن الــذرائع المح ــة
لحكمة الإسلام في العتق ولم صده في التش و للتحرير.
وشل هذا زيادة على ما صًل عليه أم الولد من سي دها من الاستيلاء علـى قلبـه والحظـوة عنـده، ول ـد وصـل شثـير مـن
أمهات الأولاد من طريق هذه الحظوة إلى درجات رفيعة لم تبلغها الحرائر .
وأمـا المبالغـة في الإشثـار مـنهن إلى درجـة مســتهجنة بنـاء علـى عـدم دًيـد الشـرع لعــدد خـاص- فهـذا مـن سـوء تصــ ر
36
. 28» المسلمين- لا من حسن تصريف الإسلام
و ي ول ال دشتور صلاح عبد الفتاح ا الدق في رده على عبد الله الفادق النصراني المشتعل :
فإِذا انهزَمَ الكفارُ في الحربِ ف د يَـ عُ بعضُ رجالَِم ونسائِهم الم اتلين ب يْدق المسلمين ، فيكونون عَبيداً وأَرِق اء ، سواء «
شانوا رجالاً أَو نساء!.
269/ 28 - آثَارُ الإِمَام بَُمَّد البَشِير الإِبـرَْاهِيمِي 1

37. 37
شيفَ يكونُ وَضْعُ ههلاءِ العبيدِ بينَ المسلمين ؟
هل يُـتْـرَشونَ على رُؤوسهم ، لينْشُروا المفاسِدَ بين المسلمين ؟
الحلُّ هو أنْ " يُـوَزَّعوا " على المسلمين ، ليكونوا عَبيداً لَم ، تُـهَمَّنُ لَم حاجاتهُم! وبذل تَكونُ السبايا الم اتِلاتُ
الكافراتُ في بيوتِ المسلمين ، وتُصب الواحدةُ منهنَّ أَمَةً جارِيَةً في بيتِ سَي دِها ، يتكفَّلُ سَي دُها بكلِ حاجاتها.
ومن ذل حاجتُها الجنسية ، حيثُ يَـتَسَرَّى بِها ويُعاشرها وتكونُ " مِلْ يَمينِه " ، فإِنْ أَنجبَتْ منه وَجَبَ عليه أَنْ يُعتِ ها
ويُحَ رِرَها ، لأَنهَّا أُمُّ وَلَدِه! هل هذا إِذلال لَا وإِفسادٌ للمجتمع ؟
شما ي ول الفادق المفترق!.
ما هو الحلَُّ عند الفادق وأَمثالِه ، الذينَ يُحاربونَ التَّسَرق والاستمتاعَ بالجاريةِ مِلْ اليَمين ؟
نساءٌ شافراتٌ مُ اتِلات انهزمْنَ في المعرشةِ وأُل يَ ال بضُ عليه ن ؟
وبعدَ شُل معرشة تُـهْخَذُ عَشَراتٌ من النساءِ بهذهِ الطري ة ، بحيثُ يَصِلُ عَدَدُهن إِلى أُلو ! ماذا يُـفْعَلُ بِهِن ؟
هل يُـتْـرَشْنَ في مُدُنِ المسلمين ، يَـتَجَوَّلْنَ ويَعِشْنَ حياتَـهُن شما يُرِدْن ؟
ومَن المسهولُ عنه ن ؟

38. 38
ومَن المتك فلُ به ن ؟
ومَنِ الذق يُراقبهُن ؟
أَلا يتحَوَّلْنَ إِلى وَُ رِباتٍ فاسِداتٍ مُفْسِدات ؟
أَلا يُـتَاجِرْنَ ب عراضِهنَّ لإِغواءِ أَبناءِ المسلمين ؟
ألا يَـنْشُرْنَ الفاحشةَ والرذيلةَ بين المسلمين ؟
ومَنْ هو المسلمُ العاقلُ الذق يرضى بهذا ؟.
ل د ضَبَ الإِسلامُ حياتَـهُن ، ب نْ أَعطى شُل واحدةٍ لرجلٍ مسلم ، فصارَ مَسهولاً عنها ، ومتكَ فِلاً بحاجاتِها ، ومنها الحاجة
الجنسية ، ودَعاهُ إِلى عِتْقِ ما في مُلْ يَمينهِ من ههلاء النساء ختلفِ الأَسبابِ والصور ! هذا هو الحلَ الصَّوابُ
.29» والتصر السليم ، و هو الذق شَرَعَهُ ا للَُّ العليمُ الحكيم
الحكمة من ترهيب الشرع إباق المملوك
201- 29 - ال رآن و ن ض مطاعن الرهبان ص 202

39. ترهيب الشرع من إباق العبد وتشديده في ذل هـو للمحافظـة علـى ح ـوق النـاس وممتلكـاتهم لمـا يـهدق إليـه تضـييعها
من المشاحة وعدم است رار المجتمع شما هو الحال في الترهيب من نشوز المرأة و خروجها عن طاعة زوجها .
شيف يص استرقاق المسلم لأخيه المسلم ؟!
المســلم يصــ اســترقاقه، لكــن بشــرط أن يكــون إســلامه طارئــا بعــد اســترقاقه، أو يكــون ورث الــرق عــن أمــه ،ولم وعــل
الإسلام مج رد دخول المواي في الدين سبباً للعتق ه حسماً للكذب و اد عاء اعتناق الإسلام ، و لو شـان العبـد إذا أسـلم
أعتق لتلاعب الحربيـون الـذين يسـترقهم المسـلمون بهـذا، فكلمـا اسـترق أحـدهم ادعـى الإسـلام نفاقـا فيعت ـه المسـلمون
لأنهم لا يستروحون لاسترقاق مسلم! ، ثُ لا يلبث أن يعود باربا . م
و ش ـون بعـض الأرقـاء يب ـون في العبوديــة مـع إسـلامهم فهـذا بــلاء مـن الله تعـالى حـل بهــم سـببه شفـرهم السـابق أو ش فــر
آبائهم من قبـل فـالكفر هـو الـذق أوقعهـم في اسـترقاق المسـلمين لَـم، وعلـيهم الصـبر علـى الـبلاء، فكمـا يبتلـى المسـلم
بالسجن والف ر والمرض يبتلى بالرق.
و لم يفــرض الإســلام رًيــر شــل مــن تظــاهر بالإســلام مــن « : - و قــال عبــد الــرحمن الميــداني الدمشــ ي – رحمــه الله
الأسـرى، خشــية أن يتخــذ الأسـرى ذلــ ذريعــة لكســب حـريتهم، وانطلاقهــم داخــل المجتمـع الإســلامي أحــراراً يــدبرون
39
. 30» المهامرات على المسلمين، وهم في م من من الرقابة
30 - أجنحة المكر الثلاثة و خوافيها ص م 447

40. فَإِنْ قِيل : إِذَا شَانَ الرَّقِيقُ مُسْلِمًا فَمَا وَجْهُ مِلْكِهِ بِال رِ ق ؟ مَعَ أَنَّ سَبَبَ ال رِ ق الَّذِق « : - و قال الشن يطي – رحمه الله
هُوَ الْكُفْرُ وَبَُارَبَةُ اللََِّّ وَرُسُلِهِ قَدْ زَالَ ؟
فَـالجَْوَابُ : أَنَّ الْ اعِـدَةَ الْمَعْرُوفَـةَ عِنْـدَ الْعُلَمَــاءِ وَشَافَّـةِ الْعُ ـلَاءِ : أَنَّ الحْـقََّ السَّــابِقَ لَا يَـرْفَـعُـهُ الحْـقَُّ اللَّاحِـقُ ، وَالْأَحَ يَّــةُ
بِالْأَسْبَ يَّةِ ظَاهِرَةٌ لَا خَفَاءَ بِهَا ، فَالْمُسْلِمُونَ عِنْدَ مَا غَنِمُوا الْكُفَّارَ بِالسَّبْيِ ثَـبَتَ لََمُْ حَقُّ الْمِلْكِيَّةِ بِتَشْرِيعِ خَالِقِ الجَْمِيـعِ ، وَ
هُوَ الحَْكِيمُ ا بِير .
فَــإِذَا اسْــتَـ رَّ هَــذَا الحْــَقُّ وَثَـبَــتَ ، ثَُُّ أَسْــلَمَ الرَّقِيــقُ بَـعْــدَ ذَلِــ شَــانَ حَ ــهُ فِي ا ــُرُوجِ مِــنَ الــ رِ ق بِالْإِسْــلَامِ مَسْــبُوقًا بِحَــ ق
الْمُجَاهِدِ الَّذِق سَبَـ تْ لَهُ الْمِلْكِيَّةُ قَـبْلَ الْإِسْلَامِ ، وَلَيْسَ مِنَ الْعَدْلِ وَالْإِنْصَـا رَفْـعُ الحْـ ق السَّـابِقِ بِـالحَْ ق الْمُتَـ خرِ عَنْـهُ،
شَمَا هُوَ مَعْلُومٌ عِنْدَ الْع لَاءِ ، نَـعَمْ ، يَحْسُنُ بِالْمَالِ وَوَْمُلُ بِـهِ أَنْ يُـعْتِ ـهُ إِذَا أَسْـلَمَ ، وَقَـدْ أَمَـرَ الشَّـارِعُ بِـذَلِ وَرَغَّـبَ
40
. 31» فِيهِ، وَفَـتَ لَهُ الْأَبْـوَابَ الْكَثِيرَة
تناقض دول الغرب في رًيم الاسترقاق الفردق مع أنهم يبيحون لأنفسهم الاسترقاق الجماعي للأفراد
إن الواحد منا ليتعجب شيف لدول الغرب اًرب الإسلام و أهله و تستعبد دول و تسترق شعوب ب شملها ثُ تدعي بعد
ذل أنها اًرب استرقاق الأفراد، ولو شان بآداب الإسلام هذه الآداب التي ما عرفها الغرب و لا سمعت بها حضارته !!
24/ 31 - أضواء البيان 2

41. و قد أصب رقيق الزمن الماضي أسعد حالًا وأوفر شرامة من أحرار هذا الزمن ، و أصب الأحرار في هذه الأيام يسامون
سوء العذاب من قبل بعض الدول المتحضرةم. م
و الحضارة ال ائمة الآن لا تسبي النساء والأطفال في حروبها ، لكنها ترتكب ما هو شر من السبي، وهو ال تل الذريع
الشنيع للضعيفين المرأة والطفل، وت سر الم اتل، والأسر استرقاق في أبشع صوره، ولا تزال الألو المهلفة من أسارى
. الحرب الأخيرة تً أيدق الغالبين يس خرونهم في أش ق الأعمال 32
مــا لَــهلاء ال ــوم المشــنعين علــى الإســلام لا يمنعــون تجــارة ) الرقيــق الأبــيض ( « : - و قــال بمــد البشــير – رحمــه الله
المتفشية بينهم، والمس جلة عليهم وعلى حضارتهم عارًا لا يمحى؟ وما بـالَم يـرون ال ـذاة في أعـين غـيرهم، ولا يـرون ا شـبة
المرشوزة في أعينهم؟
ومــا بــال إنســانيتهم انحصــرت في الإشــفاق علــى عشــرات أو مئــات أو آلا مــن العبيــد يملكهــم المســلمون بإحســان، ولم
تتسع رحمتهم وإشفاقهم لمئات الملايين من الشعوب التي استعبدوها في أفري يا وآسيا، فـ ذلوا رقـابهم، ومسـخوا معنويـاتهم،
41
. 33» ؟ وج ردوها من شل أسباب الحياة
ثُ إن لنـا موقفًـا نصــ في فيـه الحســاب مـع هـهلاء الكت ــاب النـاع ين، ومــن « : و قـال بمـد البشــير – رحمـه الله - أيضــا
و راءهـم مـن الحكومـات المتف ـة علـى إبطـال الاسـترقاق، ونــرد علـيهم دعـواهم وزعمهـم أن ذلـ ال ـانون هـو أشـر عمــل
262/ 32 - آثَارُ الإِمَام بَُمَّد البَشِير الإِبـرَْاهِيمِي 1
260/ 33 - آثَارُ الإِمَام بَُمَّد البَشِير الإِبـرَْاهِيمِي 1

42. إنساني أ على أيديهم وسب وا إليـه شـل مـن مضـى ومـن حضـر مـن الـدول والأديـان، وأنـه هـو الغـرة اللائحـة في جبـين هـذه
الحضارة، والصفحة المشرقة في تاريخها، إلى آخر ما يفيضونه من النعوت على هذه )العملية(.
ن ول لَم أولًا: أمن الإنسانية ما تفعله أمريكا مع الزنوج إلى اليوم، وما تفعله جنوب أفري يا مع الزنوج فيها؟
ون ول لَم ثانيًا: أمن الإنسانية والتحرير، استعمارشم لأفري يا وآسـيا؟ ومـا فعلتمـوه مـن الفضـائ في فتحهمـا، ومـا تفعلونـه
من الموب ات إلى اليوم في استعباد أهلها؟
قد يكون شلامكم في إلغاء الاسترقاق صحيحًا ومع ولًا عند الناس لو لم ت رنوه بجريمة الاستعمار في آن واحد، فلم تزيدوا
علـى أن سـفهتم أنفســكم، ون ضـتم قـولكم بفعلكــم، وصـ يرأ تلـ الغــرة المزعومـة، عـ رة معلومــة، مـن الـذق يصــدقكم في
رًيـر الآلا مــن العبيــد، بعــد أن اســتعبدأ مكــانهم مئــات الملايـين؟ فكــ نكم مــا وضــعتم ذلــ ال ــانون إلا تلهيــة للعــالم،
وتغطية عن الجريمة التي ارتكبتموها، وش نكم ما رضيتم للشـعوب الضـعيفة أن تسـترق أفـرادًا، فـ لغيتم ذلـ النـوع الفـردق،
وأبدلتموه بالاسترقاق الجماعي )وبالجملة( على لغة الت جار .
فكان ح ا عليكم- لـولا النفـاق- أن تزيـدوا شلمـة في عنـوان ذلـ ال ـانون فيصـير )إلغـاء الاسـترقاق الفـردق( ولـو فعلـتم
لكنتم صادقين في الواقع، وإن شذبتم على الح ي ة والتاريخ، والكذب في الشر يص يره ش رين .
إن ههلاء ال وم لم يزيدوا على أن ح رروا العبد زعمًا، واستعبدوا الأحرار فعلًا، ثُ لجوا في الـزعم سـتراً للشـناعة وتغطيـة عـن
الشر، وإلَاء للأغرار، وهيهات أن تغطى الشمس بالغرابيل.
42