تأويل القرآن العظيم- المجلد الثالث
•
0 likes•1,081 views
تأويل القرآن العظيم، سلسلة أنوار التنزيل وحقائق التأويل، المجلد الثالث. للعلامة الإنساني محمد أمين شيخو قدس سره. جمع وتحقيق الأستاذ المربي عبد القادر يحيى الشهير بالديراني. لقد نهج العلاَّمة بالدين وتأويل القرآن العظيم منهجاً سامياً عليّاً، يسمو بالإنسان لأسمى حياة... لم يكن عليه من سبقه من الكتبة والمفسرين والعلماء السابقين، منهجاً يمكِّن أي إنسان أياً كان مستواه الإدراكي والثقافي أن يدركه بمستواه، ويسعد بمعانيه، ويعلم ساعتها كيف أن القرآن الكريم: {الۤر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} (1) سورة يونس. مجملاً ومفصلاً. لتُعلم حقائق الآيات بدقائقها والمراد منها. ونهضَ بالدعوة إلى الله فبرهن وأبان الحجج تترى. كشفَ حقائق المذاهب والطرق الملتوية ودحضها بالمنطق والحجة، فخاطب الإنسان ونفسه، واستنهض تفكيره، وعرض نظام الأكوان وما فيها من إحكام في التسيير وإتقان في صنع الخلْق: من عظمةٍ للجبال.. هي بحقيقتها عظمة خالقها التي أضفاها عليها، ووسعة وعظمة للبحار والسموات أضفاها عليهما أيضاً الواسع العظيم جلَّ شأنه لتصل النفس الطالبة للإيمان لليقين بشهود عظمة الإلۤه ووسعته اللانهائية كما آمن وأيقن السابقون الأُول. إذ يأبى الله أن يترك هذا الإنسان المعرِض منغمساً في شهواته، متجرداً عن إنسانيته، مُعرضاً عن موئل الفضائل والمكرمات جلَّ كماله، ضائعاً لا يدرك خيراً من شر ولا حسناً من سيءِّ. يرى تعاليم الإلۤه سجناً وقيداً لطاقاته وإمكانياته وحرِّيته، فأرسل له من يوقظ تفكيره، وينبهه إلى مغبة أمره وعظيم خسرانه، ليأخذ بيده إلى دار السلام حيث الرضى والمكرمات والسعادة والإكرام بالأمان.كل ذلك ليتوب الإنسان وينال المكرمات، ولكي لا يقول غداً وهو بالحسرات: {.. يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} (27) سورة الفرقان. باب التوبة والسعادة مفتوح، فالتوبة بالعجل قبل فوات الأمل.
More Related Content
What's hot
Similar to تأويل القرآن العظيم- المجلد الثالث
Similar to تأويل القرآن العظيم- المجلد الثالث (20)
More from Amin-sheikho.com
More from Amin-sheikho.com (20)
تأويل القرآن العظيم- المجلد الثالث
- 3. ﺘﺄوﻴل اﻝﻘ آن اﻝﻌظﻴم ر ء اﻝﺜﺎﻝث اﻝﺠز
- 4. ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺗﺄوﻳﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ )أﻧﻮار اﻟﺘﻨﺰﻳﻞ وﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺄوﻳﻞ( اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ. ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ اﻟﻌﻼّﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ أﻣﻴﻦ ﺷﻴﺨﻮ )ﻗ س ﺳﺮﻩ(. ﺪ ََ َُ ﺟﻤﻌﻪُ وﺣﻘﻘﻪ اﻟﻤﺮﺑﻲ اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﻳﺤﻴﻰ اﻟﺸﻬﻴﺮ ﺑﺎﻟﺪﻳﺮاﻧﻲ. ﺑﺈﺷﺮاف ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻣﺤ ث دﻣﺸﻖ اﻟﻤﺮﺣﻮم اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺪﻳﺮاﻧﻲ. ﺪ ﻣﻮاﻓﻘﺔ وزارة اﻹﻋﻼم ـ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺗﺤﺖ رﻗﻢ/37393/ ﺗﺎرﻳﺦ 72/5/7991 ﺗﻄﻠﺐ ﻛﺘﺐ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ أﻣﻴﻦ ﺷﻴﺨﻮ )ﻗ س ﺪ ﺳﺮﻩ( ﻣﻦ: دار ﻧﻮر اﻟﺒﺸﻴﺮ ـ ﺳﻮرﻳﺎ ـ دﻣﺸﻖ ص ب: 77711 ﻫﺎﺗﻒ: 7179236)1136900(. ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ: www.amin-sheikho.com www.rchss.com
- 5. ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ َ ﳏﻤﺪ أﻣـﲔ ﺷﻴﺨﻮ ﻗﺪس اﷲ ﺳﺮﻩ ّ ﺗﺄوﻳﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ اﳉﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ َ ََ َ ﺟﻤﻌﻪ وﺣﻘﻘﻪ اﻟﻤﺮﺑﻲ اﻷﺳﺘَﺎذ َ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﳛﲕ اﻟﺸﻬﲑ ﺑﺎﻟﺪﻳﺮاﱐ
- 6. الفھرس اﻹﻫﺪاء ......................................................... 7 ﻣﻘﺪﻣﺔ ........................................................... 8 ﺗﺄوﻳﻞ ﺳﻮرة ﻳﻮﻧﺲ وآﻳﺎﺗﻬﺎ )901( ................................02 ﺗﺄوﻳﻞ ﺳﻮرة ﻫﻮد وآﻳﺎﺗﻬﺎ ) 321( ................................06 ﺗﺄوﻳﻞ ﺳﻮرة ﻳﻮﺳﻒ وآﻳﺎﺗﻬﺎ )111( ............................. 101 ﺗﺄوﻳﻞ ﺳﻮرة اﻟﺮﻋﺪ وآﻳﺎﺗﻬﺎ )34( ................................ 831 ﺗﺄوﻳﻞ ﺳﻮرة إﺑﺮاﻫﻴﻢ وآﻳﺎﺗﻬﺎ )25 (.............................. 851 ﺗﺄوﻳﻞ ﺳﻮرة اﻟﺤﺠﺮ وآﻳﺎﺗﻬﺎ ) 99( ............................. 081 ﺗﺄوﻳﻞ ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ وآﻳﺎﺗﻬﺎ)821( .............................. 102 ﺗﺄوﻳﻞ ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء وآﻳﺎﺗﻬﺎ )111( ............................ 142
- 7. اإلھداء ﺗﻨﺰﻳﻞ ﻣﻦ ﺣﻀﺮة اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ إﻟﻰ ﻋﺒﺎدﻩ اﻟﺼﺎدﻗﻴﻦ اﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ وﻟﻠﺤﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻧﺎﺻﺮﻳﻦ، ّ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻐﻮن وﺟﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ واﻟﺤﻖ واﻟﺪﻳﻦ، ّ ْ وﻟﻮ ﻋﺎرﺿﺖ آراء اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﻴﻦ، ﺑﻞ ﻟﻮ أﻃﺒﻖ ﺿﺪﻫﻢ ّ آل اﻟﺜﻘﻠﻴﻦ... ﻣﻦ ﻻ ﻳﺨﺸﻮن ﻓﻲ اﻟﺤﻖ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ... وﻻ ﻳﻨﺰاﺣﻮن ﻋﻦ ﻃﻠﺐ اﻟﻴﻘﻴﻦ ﻣﻦ رب اﻟﻴﻘﻴﻦ... ّ ... اﻟﺬﻳﻦ اﻣﺘﺤﻦ اﷲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻟﻠﺘﻘﻮى... إن ﺗﻠﻘﻪ اﻷُﺳﺪ ﻓﻲ آﺟﺎﻣﻬﺎ ﺗﺠﻢ وﻣﻦ ﺗﻜﻦ ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ﻧﺼﺮﺗﻪ 7
- 8. مقدمة أﻋﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻟﺮﺟﻴﻢ َ َ ْ ِ ُ ْ ُ ُ ْ ِ َ ُ ْ ﺮُ َ }وﻣﺎ ﻳُـﺆﻣﻦ أَﻛﺜَـﺮﻫﻢ ﺑِﺎﻟﻠّﻪ إِﻻ وﻫﻢ ﻣﺸ ﻛﻮن{ )601( ﺳﻮرة ﻳﻮﺳﻒ ِ ۤ أﺑﺖ اﻟﺮﲪﺔ اﻹﳍﻴﺔ أن ﺗﱰك اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺘﺨﺒﻂ ﰲ ﲝﺮ ﳉﻲ ﻻ ﻳﺪري ﺧﺎﺋﻀﻪ ﻓﻴﻢ أﲝﺮ وإﻻم ﺳﲑﺳﻮ!. ََ ٍ ﻻ ﳛﻈﻰ ﺑﺼﻴﺪ وﻻ ﻣﺎء ﻏﺪق ﻳُﻐﲏ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﺣﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ وزﻳﻔﻬﺎ. ﻳﻀﻴﻊ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻟﻜﻼم واﻟﺘﻔﺎﺳﲑ ذات اﻷوﺟﻪ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﳌﺘﻨﺎﻗﻀﺔ.. واﻻﻏﱰار ﺑﺰﺧﺮف اﻷﻗﻮال دون ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ. ﻣﻠﺘﻪ ﺑﺎﳋﻴﺎﻻت واﻷوﻫﺎم... ﲡﺪﻩ ﰲ أﻣﺴﻴﺎت ﻋﻤﺮﻩ ﻳﺮى ﻗﻠﺒﻪ ﻓﺎرﻏﺎً ﻣﻦ أي ٍ ُ ﻣﻌﲎ ﻟﻺﺳﻼم، ﻋﺎﺟﺰاً ﻋﻦ ﻣﺘﻊ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﺷﻬﻮاﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﳍﺮم واﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ... ُ ﻓﻴﻘﻊ ﺻﺮﻳﻊ ﻧﺰوات ﻧﻔﺴﻪ وﺳﻘﻮﻃﻬﺎ اﳌﺮﻳﻊ، ﻓﺎﻟﻘﻨﻮط واﻟﻴﺄس ﻣﻦ اﻟﺪارﻳْﻦ. ﻓﺈﻣﺎ أن ﻳﻔﺴﻖ ﻓﲑﺗﻊ ﺑﲔ اﳉﻔﺎء واﻟﻌﻤﻰ واﻟﻐﻔﻠﺔ واﻟﻌﺘﻮ وﻫﻮ ﻣﺬﻣﻮم ﺿﻌﻴﻒ اﻟﺒﻨﻴﺔ ﻻﻗﺘﻨﺎص اﳌﻠﺬات وﺑﺎﳊﻘﺎﺋﻖ اﳌﻔﻴﺪة ﺟﺎﻫﻞ،ﻋﻨﺪﻫﺎ ﳚﻔﻮ، ﻓﻴﺤﺘﻘﺮ اﳊﻖ وأﻫﻠﻪ، وﳝﻘﺖ ﲰﺎع ﻛﻼم اﷲ اﻟﺸﺎﰲ اﳌﻨﲑ ﻟﻠﻘﻠﻮب، وﻳﻨﺴﻰ اﻟﺬﻛﺮ وﻳﺘﺒﻊ ْ ٍ اﻟﻈﻦ، وﻫﻮ ﰲ ﺣﺮد ﻣﻊ ﺧﺎﻟﻘﻪ ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﻋﻦ ﳒﻮى اﻟﺸﻴﻄﺎن، ﻓﻴﻄﻠﺐ اﳌﻐﻔﺮة دون ﺗﻮﺑﺔ وﻻ اﺳﺘﻘﺎﻣﺔ. ِ وﻟﻜﻦ ﱂَ واﳊﻖ اﻵن ﻇﺎﻫﺮ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ؟!. 8
- 9. أو ﻗﺪ ﳚﲏ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄن ﻳﻌﻴﺶ ﻛﺎﻷﻧﻌﺎم ﺑﻞ أﺿﻞ ﺳﺒﻴﻼً، ﻛﺎً ﻣﺎ ﺧﻮﻟﻪ ﺗﺎر ْ اﷲ وراء ﻇﻬﺮﻩ. ﳛﺴﺐ ﻏﻴﻪ رﺷﺪاً، ﺗﻐﺮﻩ اﻷﻣﺎﱐ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺎت وﻏﲑﻫﺎ... وﻟﻜﻦ ﻫﻴﻬﺎت ﻓﻼ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺑـِﻼ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﱀ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﻓﻴﻬﺎ اﳊﺴﺮة واﻟﻨﺪاﻣﺔ، وﺗﻨﺘﻬﻲ ﻗﻀﻴﺘﻪ ﺑﺎﻧﻜﺸﺎف اﻟﻐﻄﺎء ﻋﻨﻪ ﺑﺎﳌﻮت، ﻓﻴﺒﺪو ﻟﻪ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﳛﺘﺴﺐ، ﻳﺼﻴﺒﻪ ﺻﻐﺎر ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻜﺒﺎر، وﳚﺪ أﻣﻨﻴﺎﺗﻪ اﻟﱵ ﻃﺎﳌﺎ ﻧﺴﺞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﺮاﺑﺎً. أو أن َ ٌ ﻳﺴﺠﺪ ﻟﺸﻤﺲ اﳊﻀﺎرة، ﻓﻴﻨﻬﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﻴﻨﻬﺎ اﻵﺳﻦ اﳌﻤﻘﺖ ﻟﻠﻨﻔﻮس ﻣﻊ ﻋﺠﺰﻩ وﻋﺎرﻩ، ﻓﺘﻘﺒﺢ ﻋﻨﺪﻩ اﳊﺴﻨﺎت، وﲢﺴﻦ اﻟﺴﻴﺌﺎت، ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻋﺮﰊ واﲰﻪ ﻣﺴﻠﻢ وﻗﻠﺒﻪ أﻋﺠﻤﻲ.. ﺗﺮاﻩ ﰲ ﺷﻘﺎق ﻳﺴﻠﻚ اﻟﻮﻋﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ، ﺗﻌﱰض ﻋﻠﻴﻪ أﻣﻮرﻩ ﻓﻼ ﳚﺪ ﳐﺮﺟﺎً وﻟﻮ ﻛﺎن ﺿﻴﻘﺎً.. ﻛﺄﳕﺎ ﻮي ﺑﻪ اﻟﺮﻳﺢ ﰲ ﻣﻜﺎن ﺳﺤﻴﻖ، ﺗﻀﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ دﻧﻴﺎﻩ ج وﻳﺰﻓﺮ زﻓﺮات ﻣﻠﺆﻫﺎ اﻟﻀﻴﻖ واﻟﻀﻨﻚ، ﻓﻤﺎ اﻟﺬيرﻏﻢ وﺳﻌﺘﻬﺎ، ﺗﺮاﻩ ﻳﺘﺤﺸﺮ دﻫﺎﻩ؟!. ِ وﻫﻮ اﳌﺴﻠﻢ اﻟﺘﺎﱄ ﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، اﳌﺼﻠﻲ واﻟﺼﺎﺋﻢ، ﱂَ ﱂْ ﻳُﺴﻖ ﻣﺎءً َ وﻣﻦ ﺗﺎﺑَﻌﻬﻢ ﻏﺪﻗﺎً؟. ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻘﺎﻩ اﻟﺴﺎﺑﻘﻮن اﻷوﻟﻮن ﺻﺤﺐ رﺳﻮل اﷲ ﺑﺈﺣﺴﺎن!. ۤ أم أن ﻫﻨﺎك ﳏﺎﺑﺎة إﳍﻴﺔ!... وﺣﺎﺷﺎﻩ ﺗﻌﺎﱃ. 9
- 10. ٍ وﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺘﻌﻤﻖ ﻣﻐﺎل ﻻ ﻳﻨﻴﺐ ﻟﻠﺤﻖ، وﻻ ﻳﺰداد إﻻ ﻏﺮﻗﺎً ﰲ ﻏﻤﺮات وﻃﻴﺎت ُ ُ اﳌﺨﻄﻮﻃﺎت، ﻳﻨﺸﺪ اﻟﻀﻴﺎء ﰲ اﻟﻠﻴﻞ، وأﱏ ﻟﻪ اﻟﻨﻮر، ﻓﻤﺎ أﻗﺪم إﱃ ﺟﺎﻧﺐ رﺑﻪ: ِ ٍ َ َ ِ َ َْ }.. وﻣﻦ ﱂْ ﳚﻌﻞ اﻟﻠﻪُ ﻟَﻪُ ﻧُﻮرا ﻓَﻤﺎ ﻟَﻪُ ﻣﻦ ﻧﻮر{ )04( ﺳﻮرة اﻟﻨــﻮر، ﻳﱰك ﻛﻼم ً َ اﳋﺎﻟﻖ اﻟﻌﻈﻴﻢ وﻳﻠﺘﻤﺲ ﺑﻐﲑﻩ اﻟﻨﻮر، ﻛﺴﺎع إﱃ اﳍﻴﺠﺎ ﺑﻐﲑ ﺳﻼح. ﻳﺘﺨﺒﻂ ﰲ ٍ دواﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎوس واﻷوﻫﺎم واﳌﻐﺎﻻة ﺑﺎﻟﺪﺳﻮس اﻵﺳﻨﺔ.. ع ﰲ اﻟﺮأي ﻳﻨﺎز ٍ ﻣﻊ ﻃﻮل ﳉﺎﺟﻪ، ﻳ ﻋﻲ اﻟﻔﻬﻢ ﻣﻊ ﻋﻈﻴﻢ ﺟﻬﻠﻪ ﺑﺎﺑﺘﻌﺎدﻩ ﻋﻦ ﻛﺘﺎب اﷲ..ﺪ ِ َْ ﳚﺎدل ﻣﻦ ﻏﲑ ﻫﺪى وﻻ ﻋﻠﻢ وﻻ ﻛﺘﺎب ﻣﻨﲑ... }وﻣﻦ أَﻇْﻠَﻢ ِﳑﻦ اﻓْـﺘَـﺮى ﻋَﻠَﻰ اﻟﻠّﻪِ ﻛﺬﺑًﺎ أَو ﻗَﺎل أُوﺣﻲ إِﱄ وﱂْ ﻳُﻮح إِﻟَﻴْﻪ ِ ْ َ ْ َ َ ََ َ ِ َِ ََ ْ ُ ِ َ َ ْ َ َ َ َ ُِ ِ َ َ َ ﺷﻲءٌ وﻣﻦ ﻗَﺎل ﺳﺄُﻧﺰل ﻣﺜْﻞ ﻣﺎ أَﻧَﺰل اﻟﻠّﻪُ..{ )39( ﺳﻮرة اﻷﻧﻌﺎم: ﻳﻌﺠﺒﻪ رأﻳﻪ،ﻳﻬﻮﻟﻪ ﻣﺎ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎدةٍ أﻟﻔﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ آﺑﺎءﻩ، ﻓﻴﻨﻜﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﻴﻪ، ِ ْ ﳑﱰ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ، ﻣﱰدد ﰲ اﻟﺮﻳَﺐ، ﻳﺼﺪ اﻟﻨﺎس ﻋﻦ ﻛﺘﺎب اﷲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﺪري ّ ٍ أو ﻻ ﻳﺪري ﺑﺘﺤﻮﻳﻠﻬﻢ إﱃ زﺧﺮف اﻟﻘﻮل اﳌﺪﺳﻮس ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ﻏﺮوراً، ﺗﻄﺆﻩ ﺳﻨﺎﺑﻚ اﻟﺸﻴﺎﻃﲔ، ﻣﺴﺘﺴﻠﻤﺎً ﳍﻠﻜﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة، وﻳﻌﻠﻢ ﳌﻦ اﺷﱰى ﻋﻤﻠﻪ ﻣﺎ ﻟﻪ ﰲ اﻵﺧﺮة ﻣﻦ ﺧﻼق... ﻣﺴﺘﺒﺪﻻً اﻟﺬي ﻫﻮ أدﱏ ﺑﺎﻟﺬي ﻫﻮ ﺧﲑ ﻣﻦ اﳌﻀﻠﲔ اﻟﻀﺎﻟﲔ ﻋﻦ ﻋﻤﺪ ﺑﻼ ِ ْ ُ ﺣﺠﺔ وﻻ ﺑﺮﻫﺎن وﻻ دﻟﻴﻞ.. ﻣﻦ ﻛﺜﺮت ﻏﻮاﺋﻠﻬﻢ، ﱂ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻮاﺋﻘﻬﻢ، ﳛﻠﻠﻮن ﻣﺎ و َ ﺣﺮم اﷲ، وﳛﺮﻣﻮن ﻣﺎ أﺣﻞ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻫﻮاﻫﻢ ورأﻳﻬﻢ اﳋﺎﻃﺊ. 01
- 11. وﻟﻜﻦ: }.. وﻳَﺄْﰉ اﻟﻠّﻪُ إِﻻ أَن ﻳُﺘِﻢ ﻧُﻮرﻩُ وﻟَﻮ ﻛﺮﻩ اﻟْﻜﺎﻓِﺮون{ )23( ﺳﻮرة َ ُ َ َِ َ ْ َ َ َ َ اﻟﺘﻮﺑﺔ. ِ وﻫﺎ ﻗﺪ أﺷﺮﻗﺖ اﻷﻧﻮار ﻓﻔﺎﺿﺖ ﻛﺎت، واﺳﺘﻀﺎءت ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻛﻼم ﺑﺎﻟﱪ ٌَ اﻹۤﻪ، ﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﺒﻘﻬﺎ، ﺗﺪﺣﺾ ﺑﺎﳊﺠﺔ ﻛﻞ ﳎﺎدل ﻣﻨﺎﺟﺰ ﻹﺧﻼﺻﻬﺎ ﻟ واﺳﺘﻈﻬﺎرﻫﺎ ﻟﺴﻠﻄﺎن اﳊﻖ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ: }.. وﻳُﺮﻳﺪ اﻟﻠّﻪُ أَن ﳛﻖ اﳊَﻖ ﺑِﻜﻠِﻤﺎﺗِﻪ وﻳَـﻘﻄَﻊ داﺑِﺮ اﻟْﻜﺎﻓِﺮﻳﻦ،ﻟِﻴُﺤﻖ اﳊَﻖ ُِ ْ ِ َ ِ َ َ َ َ ْ َ ِ َ َ َ ُِ َ ِ َ ِ َ َ ْ َ ِ ُ ْ ُِ َ وﻳـُْﺒﻄﻞ اﻟْﺒَﺎﻃﻞ وﻟَﻮ ﻛﺮﻩَ اﻟْﻤﺠﺮﻣﻮن{ )7-8( ﺳﻮرة اﻷﻧﻔﺎل. ﻫﺬا ﻛﻼم ﺧﺎﻟﻖ اﻟﻜﻮن وإرادﺗﻪ، ﻓﻬﻞ ﻣﻦ ﳛﻮل دون إرادﺗﻪ ﺗﻌﺎﱃ؟. ِ ))إﻧﺴﺎﻧﺎً ﻛﺎن أو ﺟﻨّﺎً، أﻓﺮاداً وﲨﺎﻋﺎت، ﺟﻴﻮﺷﺎً وأﳑﺎً، وﻟﻮ ﻛﺎن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻇﻬﲑاً((!. ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺬرة إﱃ اﺮة، أو ﻳﻄﻔﺊ ﻧﻮراً ﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ َْ ﻣﺘﻤﻪ؟!!. ُ ِ واﻵن: ﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻔﺮ اﳌﺒﺎرك ﳒﺪ: ۤ ﺷﺮوﺣﺎت أﺗﺖ ﻋﻠﻰ آﻳﺎت ﺑﺎﻫﺮة ﻣﻦ اﳌﺮاد اﻹﳍﻲ، واﳌﺂل اﳌﺮام ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ. ﺑﺄﺳﻠﻮﺎ اﻟﺴﺎﺣﺮ ﻟﻸﻟﺒﺎب، ﺑﺒﻼﻏﺘﻬﺎ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ اﻟﱵ ﻻ ﻳﻄﺎر ﳍﺎ ﲜﻨﺎح ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﰲ اﻟﺘﻌﺒﲑ، ﻓﻬﻲ ﲝﻖ ﻣﻦ أﺳﻠﻮب اﻟﺴﻬﻞ اﳌﻤﺘﻨﻊ، ﺟﺎءت: 11
- 12. ٍ ﻟﱰﻗﻰ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ إﱃ أﻓﻖ ﺳﺎم، وﻟﺘﻨﺰﻳﻬﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺸﻬﻮات اﻟﺒﻬﻴﻤﻴﺔ، ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف ﻧﺎﻫﻴﺔ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ، ﺣﺎﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ واﻟﻜﻤﺎل، ﺗﻘﺒﺢ اﻟﺮذاﺋﻞ واﻷوﻫﺎم، ﺗﺪﻋﻮ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﺑﲏ آدم ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أﻳّﺎً ﻛﺎن أﺑﻴﺾ أم أﺳﻮد أم أﺻﻔﺮ ﻟﻸﺧﻮة واﳌﻮدة ﺑﺎﻟﻘﺮﰉ ﻹﺧﻮاﻢ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﺑﻞ اﻹﺣﺴﺎن ﻟﻠﺨﻠﻖ ﻛﺎﻓﺔ، ﻓﻴﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن أﺧﺎً ﳏﺒّﺎً ﻟﻺﻧﺴﺎن. وﺗﺮﺳﻢ ﺧﻄﺔ اﻟﻨﺠﺎح اﳊﻘﻴﻘﻲ واﻟﻔﻼح اﻟﺪاﺋﻢ واﻟﺴﻼم، وﻃﺮﻳﻖ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻘﻮﱘ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎدوا ﺑﻪ اﻟﺬي ﺳﻠﻜﻪ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺮﺳﻞ واﻷﻧﺒﻴﺎء)1(،وﺻﺤﺐ اﻟﻨﱯ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺷﻌﻮب اﻷرض، اﻟﻘﺎرات اﻟﺜﻼث آﻧﺬاك، وﻧﻘﻠﻮا ﺑﻪ روﺣﺎﻧﻴﺔ اﻟﺮﺳﻮل أﻫﻞ اﻟﺼﲔ وﺑﻼد ﻣﺎ واﻟﱵ ﺗﻨﻘﻠﻬﻢ ﻟﻠﺠﻨﺎت ﻟﻌﻘﻮد ﺧﻠﺖ، ﺣﱴ ﺗﻐﲎ ﺑﻪ وراء اﻟﻨﻬﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻘﻮل: أﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺖ ﻧ ـ ـ ـﻮر ﻓ ـ ـ ـﻮق ﻧﻮر أﻧﺖ ﴰ ـ ـ ـ ـﺲ أﻧﺖ ﻗﻤﺮ أﻧﺖ ﻳﺎ وﺟﻪ اﻟﺴـ ـ ـﺮور)2( ٍ أﻧ ـ ـ ـ ـﺖ إﻛﺴ ـ ـ ـﲑ وﻏ ـ ـ ـ ـ ـﺎل ﺬا اﻟﺴﻠﻮك ﺣﻴﺚ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻺﳝﺎن اﳊﻖ ﺑﻼ إۤﻪ إﻻ اﷲ ﻳﺰول ﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻟ ﻛﻞ أﺛﺮ ﻷﻧﺎﻧﻴﺔ، وﳛﻴﺎ ﻟﻨﻔﻊ إﺧﻮاﻧﻪ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، وﻳﻨﻘﻠﺐ اﻟﻘﺴﺎة اﳉﻔﺎة ﻗﺪوة ﺑﺮﲪﺘﻬﻢ ﻟﻠﺮﲪﺎء، ذوو ﻧﻔﻮس ﻛﺮﳝﺔ، ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻠﻮن ﻣﺴﻴﺌﺎً ﺑﺈﺳﺎءﺗﻪ، وﻻ ﳛﻘﺪون ﻋﻠﻰ إﻧﺴﺎن، ﺑﻞ إذا ﻣﻠﻜﻮا ﻋﻔﻮا، وإذا ﻧﺎﻟﻮا أﻧﺎﻟﻮا.. )1( ﻟﻄﻔﺎً اﻧﻈﺮ ﻛﺘﺎب ﺗﺄوﻳﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ اﳉﺰء اﻟﺜﺎﱐ )ﺳﻮرة اﻷﻧﻌﺎم( اﻵﻳﺎت:)97ـ09( ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﻜﺒﲑ ﳏﻤﺪ أﻣﲔ ﺷﻴﺨﻮ ﻗ س ﺳﺮﻩ. ﺪ 21
- 13. وﻳﻌﺠﺰ اﻟﺒﻴﺎن وﻳﻘﺼﺮ اﻟﻠﺴﺎن ﻋﻦ ﺗﺒﻴﺎن ﻣﺎ ﺗﺘﻀﻤﻨﻪ ﻛﻞ آﻳﺔ، ﻻ ﺑﻞ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎت اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ﻣﻦ ﻣﻌﺎن، ﻷﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻟﻘﻪ ٍ أﻛﺜﺮ وأﻛﺜﺮ ﺗﻔﺘﺤﺖ ﻟﻪ ﻣﻌﺎن ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﻛﻼم اﷲ ﺗﻌﺎﱃ، ﻛﺎن اﻟﺸﻬﻮد ﻟﺪﻳﻪ و ٍ أوﺳﻊ وأﻇﻬﺮ، وﻻ ﺷﻚ أن ﻫﺬا رﻗﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺣﺪ وﻻ اﻧﺘﻬﺎء. ﻓﻔﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ٌ أواﺋﻞ اﻟﺴﻮر ﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻔﺮ اﻟﻜﺮﱘ ﳒﺪ اﻟﺮﻣﻮز:)اﳌﺮ، اﻟﺮ(، وﻣﻦ ﰒ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﳋﻄﺎب ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﱃ: }اﻟَﺮ ﻛِﺘَﺎب أَﻧﺰﻟْﻨَﺎﻩُ إِﻟَْﻴﻚ..{ )1( ﺳﻮرة إﺑﺮاﻫﻴﻢ، وﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ اﻵﻳﺎت، أﻓﻼ َ ٌ َ ﳚﺐ أن ﻳﻜﻮن اﳋﻄﺎب ﺑـ)اﳌﺮ(ﻣﻮﺟﻬﺎً ﻟﺸﺨﺺ؟! أو ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎف اﳋﻄﺎب َ ﺑﻜﻠﻤﺔ إﻟﻴﻚ ﳌﺨﺎﻃَﺐ؟!..َ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ أﻧﺰل؟!.. أﻣﺎ وﺿﻊ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻣﻮز ﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﻟﻴﺴﺘﺤﺚ ﺗﻔﻜﲑ اﻹﻧﺴﺎن؟. ﻓﺈن ﱂ ﻳﻔﻜﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻌﻈﻢ اﻟﻘﺮآن؟!. ﻻﺑُﺪ ﻗﺒﻞ اﳋﺘﺎم ﻣﻦ اﻹﳌﺎح إﱃ أﻧﻨﺎ آﻟﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺴﻔﺮ اﳌﺒﺎرك ﻫﻮ ﻣﺎ أُﺧﺬ ﻋﻦ ﻟﺴﺎن اﻟﻌﻼّﻣﺔ اﳉﻠﻴﻞ ﳏﻤﺪ أﻣﲔ ﺷﻴﺨﻮ ﺑﺎﳊﺮف اﻟﻮاﺣﺪ، ﻣﺘﻮﺧﲔ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻟﻔﻈﻪ، وﺳﻬﻮﻟﺔ أﺳﻠﻮب ﳏﺎﻛﺎﺗﻪ، ﻣﻌﺮﺿﲔ ﰲ ذﻟﻚ ﻋﻦ ﺗﻨﻤﻴﻖ اﻟﻌﺒﺎرات وﺗﻮﺷﻴﺔ اﻟﻜﻼم، أﻣﺎﻧﺔ ﰲ اﻟﻨﻘﻞ دون ﻋﺪول ﻋﻦ اﻷﺻﻞ. ﻓﻘﺪ ﺟﺎء اﻟﻌﻼﻣﺔ "ﻗ س ﺳﺮﻩ" ﰲ ﳎﺎﻟﺴﻪ اﻟﻘﺪﺳﻴّﺔ ﺑﺮوﻋﺔ اﻟﺒﻴﺎن وﺗﻔﺮدﻩ، ّ ﺪ ﻛﻤﺎل اﳌﻌﲎ ووﺿﻮﺣﻪ،وﺣﻀﻮر اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻛﻤﺎﳍﺎ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺗﻘﻊ ﰲ ﻧﻘﻄﺔ و و 31
- 14. اﳍﺪف وﺗﻜﻮن ﰲ ﻗﻠﻮب اﻟﺴﺎﻣﻌﲔ ﺑﺮداً وﺳﻼﻣﺎً وﻧﻮراً ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺄﻟﺒﺎﻢ ﻓﺘﻄﲑ ﺑﻨﻔﻮﺳﻬﻢ إﱃ ﻋﻠﻴﲔ. ﺑ د اﻟﻈﻠﻤﺔ وﻣﺰق اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت وﻗﻀﻰ ﻗﻀﺎءً ﻣﱪﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺪارس اﻟﺪﺳﻮس ﺪ واﳉﺪل اﻟﻌﻘﻴﻢ اﻟﺬي أﻗﺎم ﰲ ﻋﻘﻮل اﻟﻨﺎس ﻓﺠﻮة ﻛﱪى ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑﲔ رﻢ، ﻓﻌﺮف اﻟﻨﺎس ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻹۤﻪ ﻛﻤﺎل ﺻﻔﺎﺗﻪ.. رﺑّﺎً رﺣﻴﻤﺎً ﺣﻜﻴﻤﺎً ﻋﺎدﻻً ﻣْﻨﻌِﻤﺎً ﻟ و ﻣﺘﻔﻀﻼً ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﻌﺒﺎدة ﻟﺬاﺗﻪ ﻛﻮﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ اﳉﻤﺎل واﻟﻜﻤﺎل، ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﻻ و ﳛﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺮوﻩ ﺳﻮاﻩ ﻟِﻤﺎ ﻳﻌﻮد ﻋﻠﻰ اﳌﺮء ﺑﺎﻟﺸﻔﺎء واﻟﻌﻄﺎء، وﻫﻮ اﻟﻐﲏ ﻋﻦ ُ اﻟﻌﺒﺎد وﻋﻦ وﻻﺋﻨﺎ ﻟﻪ وﻃﺎﻋﺘﻨﺎ إﻳّﺎﻩ، ﻓﻨﺤﻦ ﳓﺘﺎج إﱃ اﻟﺪﺧﻮل ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺣﺼﻦ اﻹﳝﺎن اﻟﻨﻮراﱐ ﻓﻨﺘﻘﻲ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣﻜﺮوﻩ وﺳﻮء. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺳﻔﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺗﺮﲨﺔً ﻋﺎﻟﻴﺔ ودﺳﺘﻮراً واﺿﺤﺎً ﳌﺎ أﺗﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﺎن ﻣﺬﻫﻞ ﺗﻨﻄﻮي ﻓﻴﻪ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﺪﻫﺸﺔ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﺗﺪﻳﺮ اﻟﺮؤوس وﲢﲏ اﳉﺒﺎﻩ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ُ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻧﻮراً واﻟﺼﻮرة ﺑﺮﻫﺎﻧﺎً ﻛﺎن اﳌﺜﻞ واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻤﻠﻲ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻨﻮاﻧﺎً.. و ﺑﻴﺎن ﻗﺪ ﻋﺠﺰت ﻋﻦ ﻣﺜﻴﻠﻪ وإﱃ اﻵن ﺣﻀﺎرات اﻟﻌﺎﱂ وﻗﻮاﻧﲔ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ.. ِ ِ ﱂَ ﺧﻠِﻘﻨﺎ؟. وﱂَ ﻫﺬا اﻟﻜﻮن اﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻣﺎ ﻓﺎﺋﺪة ﻃﻘﻮس اﻟﺪﻳﻦ؟. ُ ِ ﱂَ اﳉﻮع ﻓﺎﻷﻛﻞ ﺑﺮﻣﻀﺎن؟. ﻣﺎ ﻣﺮدود وﻓﺎﺋﺪة اﻟﺼﻼة؟. ٍ ِ ﱂَ اﳊﺞ ﰲ ﺻﺤﺎر، ﻻ ﻣﺎء ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﺷﺠﺮ؟. ِ ِ ﱂَ وﺟﺪﻧﺎ؟. وأﻳﻦ ﻛﻨّﺎ؟. ﱂَ اﳌﻮت وﻣﺎذا ﺣﻘﺎً ﺑﻌﺪﻩ؟. ّ 41
- 15. ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻨﻔﺲ؟. ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺮوح؟. وﻣﺎ اﻟﻌﻘﻞ؟. ﻣﺎﻫﻴﺔ اﳉﻨﺔ؟. ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺟﻬﻨﻢ؟. اﻟﻘﻀﺎء واﻟﻘﺪر؟. ﻋﺎﱂ اﻷزل؟. َ ﺣﻘﺎﺋﻖ وأﺳﺌﻠﺔ ﻏﺎﺑﺖ ﻋﻦ أذﻫﺎن اﻟﻨﺎس، إذ اﻧﺸﻐﻠﻮا ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ وزﺧﺮﻓﻬﺎ وﻧﺴﻮا أن ﻳﺒﺤﺜﻮا ﰲ ﻣﻠﻔﺎت اﻟﻮﺟﻮد وﻳﺘﻌﺮﻓﻮا ﻋﻠﻰ أﺳﺮارﻩ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ دﻋﻮﺗﻪ إﱃ اﷲ اﻧﻄﻼﻗﺎً ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﻻ ﻳﻌﺮف اﳋﻄﺄ أﺑﺪاً: }ﻗُﻞ ﻫﺬﻩِ ﺳﺒِﻴﻠِﻲ أَدﻋُﻮ إِﱃ اﻟﻠّﻪ ﻋﻠَﻰ ﺑَﺼﲑةٍ أَﻧَﺎْ وﻣﻦ اﺗـﺒَـﻌﲏ وﺳْﺒﺤﺎن اﻟﻠّﻪ وﻣﺎ ِ َ َ َ ِ َِ َ ُ َ َ َ َ ِ َ ْ َ ِ ِ ْ َ َ أَﻧَﺎْ ﻣﻦ اﻟْﻤﺸﻛِﲔ{ )801( ﺳﻮرة ﻳﻮﺳﻒ. ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﳝﺔ ﻗﺎم ِ َ ُ ْﺮ َ ِ ﻳﺪﻋﻮ إﱃ اﷲ ﻣﺎ ﻳﻨﻮف ﻋﻦ ﺛﻼﺛﲔ ﻋﺎﻣﺎً ﺑﺼﻮرةٍ ﻳﺪور ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻮل اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻨﺎس ﺑﻜﻤﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ وﺑﻴﺎن رﲪﺘﻪ ﺑﻌﺒﺎدﻩ وﻋﺪﻟﻪ ﰲ ﺧ ْﻠﻘﻪ، ورد ﻛﻞ ّ ﻣﺎ ﻋﻠﻖ ﺑﺎﻷذﻫﺎن وﻣﺎ دار ﻋﻠﻰ اﻷﻟﺴﻨﺔ ﳑﺎ ﻳﺘﻨﺎﰱ ﻣﻊ اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﺮأﻓﺔ واﻟﺮﲪﺔ ۤ وﺳﺎﺋﺮ اﻟﻜﻤﺎﻻت اﻹﳍﻴﺔ وﻧﱪاﺳﻪ ﰲ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: }وﻟِﻠّﻪ اﻷَﲰَﺎء اﳊُﺴﲎ ﻓَﺎدﻋُﻮﻩُ َﺎ وذَرواْ اﻟﺬﻳﻦ ﻳـُْﻠﺤﺪون ﰲ أَﲰَﺂﺋِﻪ ﺳﻴُﺠﺰون ﻣﺎ ِ َ ُ َ ِ ْ َ ْ َْ َ َ ِ ِ َ ُ ِ َ ِ ْ ْ َْ ْ ﻛﺎﻧُﻮاْ ﻳَـﻌﻤﻠُﻮن{ )081( ﺳﻮرة اﻷﻋﺮاف. َ َْ َ ﺑﻴﺎن ﻛﻤﺎل اﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم اﻟﺬﻳﻦ ﺷﻬﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻜﺮﱘ ﺑﻄﻬﺎرة ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ وﻋﺼﻤﺘﻬﻢ وﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﺜُﻼً ﻋﻠﻴﺎ ﻟﻠﻌﺎﳌﲔ ﻳﻘﺘﺪون ﻢ، ُ 51
- 16. ﻛﻤﺎ ورد ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻜﺮﱘ "ﻋﺼﻤﺔ اﻷﻧﺒﻴﺎء" وذﻟﻚ ﻣﺎ ﱂ ﺗﺴﺘﻄﻌﻪ اﻷواﺋﻞ. ودﺣﺾ ﻛﻞ اﻓﱰاء أو ﺗﻔﺴﲑ ﻳﺘﻨﺎﰱ ﻣﻊ ﲰﻮﻫﻢ ورﻓﻴﻊ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ ﻣﺘﻤﺴﻜﺎً ﰲ ذﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ِ ْ َ ِ َ ََ }أُوﻟَﺌِﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﺪى اﻟﻠّﻪُ ﻓَﺒِﻬﺪاﻫﻢ اﻗْـﺘَﺪﻩ..{ )09( ﺳﻮرة اﻷﻧﻌﺎم. َُ ُ ُ ْ اﻟﺪﻋﻮة إﱃ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺄﻫﺪاب ع اﻟﺸﺮﻳﻒ، وﺗﻘﻮى اﷲ ﺣﻖ ﺗﻘﺎﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﺸﺮ ﲢﺬﻳﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ أن ﻳُﺘﺒﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻮاﻫﺎ وﻳﺘﻤﲎ ﻋﻠﻰ اﷲ اﻷﻣﺎﱐ راﺟﻌﺎً إﱃ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: َ َ ِ ُ ْ َ َ ِ ْ ِ ِ ِ َ ْ َ ْ ُ ُْ َ ِ َ َِ ْ }ﻟْﻴﺲ ﺑِﺄَﻣﺎﻧﻴﻜﻢ وﻻ أَﻣﺎﱐ أَﻫﻞ اﻟْﻜﺘَﺎب ﻣﻦ ﻳَـﻌﻤﻞ ﺳﻮءًا ﳚﺰ ﺑِﻪ وﻻَ ﳚﺪ ﻟَﻪُ ﻣﻦ دون اﻟﻠّﻪ وﻟِﻴﺎ وﻻَ ﻧَﺼﲑا{ )321( ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء. ً ِ َ َ ِ ِ ِ ُ : وﻗﻮل رﺳﻮل اﷲ » اﻟﻜﻴﺲ ﻣﻦ دان ﻧﻔﺴﻪُ وﻋﻤﻞ ﳌﺎ ﺑﻌﺪ اﳌﻮت، واﻟﻌﺎﺟﺰ ﻣﻦ أﺗﺒﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻮاﻫﺎ َ ُ َ ْ ُ َ َ َ )1( وﲤﲎ ﻋﻠﻰ اﷲ اﻷﻣﺎﱐ«. إرﺷﺎد اﻟﻨﺎس إﱃ ﺧﻄﻮات اﻹﳝﺎن اﻟﺼﺤﻴﺢ وﻓﻖ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻪ رﺳﻮل اﷲ ٍ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﻜﺮام أﺧﺬاً ﻋﻦ ﻛﺘﺎب اﷲ، إذ ﻣﺎ ﻣﻦ اﻣﺮئ ﺧﺎﻟﻄﺖ ﺑﺸﺎﺷﺔ اﻹﳝﺎن ﻗﻠﺒﻪ إﻻ اﺳﺘﻘﺎم ﻋﻠﻰ أﻣﺮ اﷲ ﻛﺎن ﻟﻪ ر ٌ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ، وﻗﺪ أﺷﺎر ﺗﻌﺎﱃ ادع و إﱃ ذﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ اﻟﻜﺮﱘ: )1( أﺧﺮﺟﻪ اﻟﱰﻣﺬي. 61
- 17. ِ ِ ِْ }.. وﻣﻦ ﻳـُﺆﻣﻦ ﺑِﺎﻟﻠﻪ ﻳَـﻬﺪ ﻗَـ ْﻠﺒَﻪُ..{ )11( ﺳﻮرة اﻟﺘﻐﺎﺑﻦ. ْ ََ ﺗﻮﻗﲑ رﺳﻮل اﷲ وﺗﻌﻈﻴﻤﻪ وﺑﻴﺎن ﺷﺄﻧﻪ اﻟﻌﺎﱄ ﻋﻨﺪ اﷲ،ﰒ اﻹرﺷﺎد إﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﳏﺒﺘﻪ ، وﺑﻴﺎن ﻣﺎ ﺗﺜﻤﺮﻩ ﳏﺒﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻔﺲ ﻛﻴﺔ اﻟﻄﺎﻫﺮة ﻣﻦ إﻗﺒﺎل ﺑﺼﺤﺒﺘﻬﺎ اﻟﺰ ٍ ﻋﻠﻰ اﷲ واﺻﻄﺒﺎغ اﻟﻨﻔﺲ اﳌﺆﻣﻨﺔ اﳌﺴﺘﺸﻔﻌﺔ ﺎ ﺑﻜﻤﺎل ﻣﻦ اﷲ ﺗﺄﺳﻴﺎً ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: َ ُ َ ِ ْ َ َ َِ َ ِ ﻢ ِِ َ َ ِ }.. ﻓَﺎﻟﺬﻳﻦ آﻣﻨُﻮاْ ﺑﻪ وﻋﺰروﻩُ وﻧَﺼﺮوﻩُ واﺗـﺒَـﻌُﻮاْ اﻟﻨﻮر اﻟﺬي أُﻧﺰل ﻣﻌﻪُ أُوﻟَﺌﻚ ﻫ ُ َ ََ ُ َ َ ُ اﻟْﻤﻔﻠِﺤﻮن{ )751( ﺳﻮرة اﻷﻋﺮاف. ُْ ُ َ ﻛﺎن ﻋﻤﺮاً ﻏﺎﻟﻴﺎً ﲦﻴﻨﺎً ﻗﻀﺎﻩ ﻫﺬا اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﺎﳉﻬﺎد واﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻟﺘﻘﺮب ﻣﻦ اﷲ.. وﺬا اﻟﻘﺮب ﻧﺎل ﻣﺎ ﻧﺎل ﻣﻦ درﺟﺎت ﻛﻤﺎل.. وﺣ ﻖ ﻣﺎ ﺣ ﻖ ﻣﻦ ﻘ ﻘ و أﳎﺎد وأﻋﻤﺎل ﻣﺸﺤﻮﻧﺔ ﺑﺎﳉﻬﺎد اﻹﻧﺴﺎﱐ اﳌﻘ س.. وﺑﺎﻟﺘﻀﺤﻴﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺪ ٍ اﻟﻜﱪى.. ﺣﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﺜﻼً أﻋﻠﻰ ﻟﺴﻠﻮك أﲰﻰ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻧﺼﺮة اﳊﻖ.. ﺑﺒﻄﻮﻻت ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﳍﺎ ﻫﺰﻣﺖ اﻟﺒﺎﻃﻞ وﺟﻌﻠﺘﻪ زﻫﻮﻗﺎً. ﻟﻘﺪ رﻫﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﺑﺄﲨﻌﻬﺎ ﳋﺪﻣﺔ أﺧﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن.. ﻳُﺴﺎﺑﻖ ﻋﺠﻠﺔ اﻷﻳﺎم ﰲ ﺟﺮﻳﻬﺎ وﻳُﻀﺎﻫﻲ اﻟﺸﻤﺲ ﺑﻨﻮرﻫﺎ.. وﻗﺪ ﲢﻮل ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻟﻴﻞ اﻟﺸﺎم إﱃ ﺎر ﳌﺎ ﻳﺴﻄﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﻧﻮار أﻋﻤﺎﻟﻪ ﻛﺎت ﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻪ، ﺣﱴ ﻛﺎن ﻳﻮاﺻﻞ اﻟﻠﻴﻞ وﺑﺮ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎر ﻣﺘﺠﺎوزاً ﻋﻦ راﺣﺘﻪ وﻟﻮ ﱂ ﻳﻄﺮق اﻟﻨﻮم ﻟﻪ ﺟﻔﻨﺎً ﻋﺪة ﻟﻴﺎل ﻣﺘﻮاﻟﻴﺎت ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻏﻔﻮات، وﻫﻮ ﳛﺎول وﳚﺎﻫﺪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ إﻧﻘﺎذ أﺧﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ُ ٍ ﻣﺴﺘﻨﻘﻌﺎت اﳊﺰن واﻵﻻم، ﻏﲑ ﻣﺒﺎل ﲟﺎ ﻳﻌﱰﺿﻪ ﻣﻦ أﺧﻄﺎر اﳌﻮت أو اﻹﻋﺪام، 71
- 18. وﻻ ﲟﺎ ﻳﺘﻜﺒﺪﻩ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ﻣﻦ ﻣﺎل أو ﺗﻨﺎزﻻت.. ﻛﺜﲑاً ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺒﻘﻰ ﺧﺎوي و اﻟﻮﻓﺎض ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻖ ﻏﻨﺎﻩ اﳌﺎدي.. وﻫﻨﺎ ﻓﻼ ﻏﺮاﺑﺔ وﻻ ﻏﺮور أن ﻳﻔﺘﺢ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻠﻴﻠﺔ ﻛﺔ ذﻟﻚ اﻟﻔﺘﺢ اﳌﺒﲔ ﺣﱴ ﻳُﺸﺎﻫﺪ ﻣﻠﻜﻮت اﻹۤﻪ، ج ﻟ وﻳﻌﺮ ﻣﺒﺎر ﺑﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻮاﱂ اﻟﻘﺪﺳﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴّﺔ اﶈﻤﺪﻳﺔ اﻟﱵ ﻫﻴﺄﻫﺎ اﷲ ﻟﻪ، واﻟﱵ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺼﺪﻗﻪ وﳎﻬﻮدﻩ وﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻪ.. ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺟﺎﻫﺪ ﻷﺟﻠﻬﺎ وﺻﺪق ﰲ ﺣﺒﻪ وﻃﻠﺒﻪ ﷲ وﻟﻠﺮﺳﻮل ﻓﺎﻟﺒﺎب ﻣﻔﺘﻮح ﻟﻪ وﻟﻜﻞ ﺳﺎﻟﻚ ﻣﺮﻳﺪ ﺻﺎدق. ﻟﻘﺪ ﺞ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ وﺗﺄوﻳﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﻨﻬﺠﺎً ﺳﺎﻣﻴﺎً ﻋﻠﻴّﺎً، ﻳﺴﻤﻮ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن ﻷﲰﻰ ﺣﻴﺎة... ﱂ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﺒﻘﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺒﺔ واﳌﻔﺴﺮﻳﻦ واﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ، ﻣﻨﻬﺠﺎً ﳝﻜﻦ أي إﻧﺴﺎن أﻳﺎً ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻮاﻩ اﻹدراﻛﻲ واﻟﺜﻘﺎﰲ أن ﻛﻪ ﲟﺴﺘﻮاﻩ، وﻳﺴﻌﺪ ﲟﻌﺎﻧﻴﻪ، وﻳﻌﻠﻢ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻛﻴﻒ أن اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ: ﻳﺪر }اۤﺮ ﺗِْﻠﻚ آﻳَﺎت اﻟْﻜﺘَﺎب اﳊَﻜﻴﻢ{ )1( ﺳﻮرة ﻳﻮﻧﺲ. ﳎﻤﻼً وﻣﻔﺼﻼً. ﻟ َ ُ ِ ِ ِِْ ﻟﺘُﻌﻠﻢ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻵﻳﺎت ﺑﺪﻗﺎﺋﻘﻬﺎ واﳌﺮاد ﻣﻨﻬﺎ. وﺾ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة إﱃ اﷲ ﻓﱪﻫﻦ وأﺑﺎن اﳊﺠﺞ ﺗﱰى. َ ﻛﺸﻒ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﳌﺬاﻫﺐ واﻟﻄﺮق اﳌﻠﺘﻮﻳﺔ)1( ودﺣﻀﻬﺎ ﺑﺎﳌﻨﻄﻖ واﳊﺠﺔ، َ ﻓﺨﺎﻃﺐ اﻹﻧﺴﺎن وﻧﻔﺴﻪ، واﺳﺘﻨﻬﺾ ﺗﻔﻜﲑﻩ، وﻋﺮض ﻧﻈﺎم اﻷﻛﻮان وﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ٍ ﻣﻦ إﺣﻜﺎم ﰲ اﻟﺘﺴﻴﲑ وإﺗﻘﺎن ﰲ ﺻﻨﻊ اﳋ ْﻠﻖ: ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﻟﻠﺠﺒﺎل.. ﻫﻲ )1( ﻟﻄﻔﺎً اﻧﻈﺮ ﻛﺘﺎب )ﻛﺸﻒ ﺧﻔﺎﻳﺎ ﻋﻠﻮم اﻟﺴﺤﺮة( ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ اﻟﻜﺒﲑ ﳏﻤﺪ أﻣﲔ ﺷﻴﺨﻮ "ﻗ س ﺳﺮﻩ". ﺪ 81
- 19. ﲝﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻋﻈﻤﺔ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ اﻟﱵ أﺿﻔﺎﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ووﺳﻌﺔ وﻋﻈﻤﺔ ﻟﻠﺒﺤﺎر واﻟﺴﻤﻮات أﺿﻔﺎﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ أﻳﻀﺎً اﻟﻮاﺳﻊ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺟﻞ ﺷﺄﻧﻪ ﻟﺘﺼﻞ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﻟﻺﳝﺎن ﻟﻠﻴﻘﲔ ﺑﺸﻬﻮد ﻋﻈﻤﺔ اﻹۤﻪ ووﺳﻌﺘﻪ اﻟﻼﺎﺋﻴﺔ ﻛﻤﺎ آﻣﻦ وأﻳﻘﻦ ﻟ ِ اﻟﺴﺎﺑﻘﻮن اﻷُول. إذ ﻳﺄﰉ اﷲ أن ﻳﱰك ﻫﺬا اﻹﻧﺴﺎن اﳌﻌﺮض ﻣﻨﻐﻤﺴﺎً ﰲ ﺷﻬﻮاﺗﻪ، ﻣﺘﺠﺮداً ﻋﻦ إﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ، ﻣﻌﺮﺿﺎً ﻋﻦ ﻣﻮﺋﻞ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ واﳌﻜﺮﻣﺎت ﺟﻞ ُ ﻛﻤﺎﻟﻪ، ﺿﺎﺋﻌﺎً ﻻ ﻳﺪرك ﺧﲑاً ﻣﻦ ﺷﺮ وﻻ ﺣﺴﻨﺎً ﻣﻦ ﺳﻲء. ﻳﺮى ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹۤﻪ ﺳﺠﻨﺎً وﻗﻴﺪاً ﻟﻄﺎﻗﺎﺗﻪ وإﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻪ وﺣﺮﻳﺘﻪ، ﻓﺄرﺳﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻳﻮﻗﻆ ﻟ ﺗﻔﻜﲑﻩ، وﻳﻨﺒﻬﻪ إﱃ ﻣﻐﺒﺔ أﻣﺮﻩ وﻋﻈﻴﻢ ﺧﺴﺮاﻧﻪ، ﻟﻴﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ إﱃ دار اﻟﺴﻼم ﺣﻴﺚ اﻟﺮﺿﻰ واﳌﻜﺮﻣﺎت واﻟﺴﻌﺎدة واﻹﻛﺮام ﺑﺎﻷﻣﺎن.ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻟﻴﺘﻮب اﻹﻧﺴﺎن وﻳﻨﺎل اﳌﻜﺮﻣﺎت، وﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻘﻮل ﻏﺪاً وﻫﻮ ﺑﺎﳊﺴﺮات: ِ ً َ ِ ُ ََ ُ ْ }.. ﻳَﺎ ﻟَْﻴﺘَﲏ اﲣَﺬت ﻣﻊ اﻟﺮﺳﻮل ﺳﺒِﻴﻼ{ )72( ﺳﻮرة اﻟﻔﺮﻗﺎن. ﺑﺎب اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻟﺴﻌﺎدة ﻣﻔﺘﻮح، ﻓﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﺠﻞ ﻗﺒﻞ ﻓﻮات اﻷﻣﻞ. ﺗﻘﺪﱘ اﳌﺮﰊ اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﳛﲕ اﻟﺸﻬﲑ ﺑﺎﻟﺪﻳﺮاﱐ 91
- 20. تأويل سورة يونس وآياتھا )901( ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ 1ـ}اﻟۤﺮ{: وﺿﻊ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻣﻮز ﻟﻴﺴﺘﺤﺚ ﺗﻔﻜﲑ اﻹﻧﺴﺎن،ﻓﺈن ﱂ ﻳﻔﻜﺮ ﻫﺬا اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻠﻦ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ أﺑﺪاً. اﳌﺪار أن ﻳﺸﻐﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻜﺮﻩ. ﻫﺬا وﻗﺪ ﺧﺎﻃﺐ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ رﺳﻮﻟﻪ ﺑـ: }ا{: أي: ﻳﺎ أﲪﺪ اﳋﻠﻖ.}ل{: ﻳﺎﻟﻄﻴﻔﺎً، ﺑﻠﺤﻈﺔ ج ﻳﻌﺮ ﲟﻦ ﻣﻌﻪ إﱃ اﷲ. }ر{: ﻳﺎرﺣـﻴﻤﺎً ﲞﻠﻘﻲ. }ﺗِْﻠﻚ آﻳَﺎت اﻟْﻜﺘَﺎب اﳊَﻜﻴﻢ{: ﳌﺎ َ ُ ِ ِ ِِْ ﺳﻌﻴﺖ أﻧﺖ واﺟﺘﻬﺪت ﻓﺼﺮت ﺬﻩ اﳌﻨﺰﻟﺔ أﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺎت. ﻟﻜﻦ ﻣﻊ اﻷﺳﻒ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ اﻵن ﻣﻦ ﻳﻔﻜﺮ ﰲ اﻵﻳﺎت وﺣﻜﻤﺘﻬﺎ، ﻓﺈن ﱂ ﻳﻔﻜﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﺎ ﻓﺄﱏ ﻟﻪ أن ﻳﺴﺘﻌﻈﻢ اﻟﻘﺮآن؟!. 2ـ}أَﻛﺎن ﻟِﻠﻨﺎس ﻋﺠﺒﺎً أَن أَوﺣْﻴـﻨَﺎ إِﱃ رﺟﻞ ﻣْﻨـﻬﻢ أَن أَﻧﺬر اﻟﻨﺎس..{: ﻫﺬا َ َ َ ِ َ َ ْ ْ َ َ ٍُ ِِ ْ ُ ْ َ ﻋﺠﻴﺐ!. ﺷﺨﺼﺎن أﺣﺪﳘﺎ درس واﺟﺘﻬﺪ ﻓﺎرﺗﻘﻰ وﺻﺎر ﲟﺮﺗﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ، واﻵﺧﺮ َ ﺿﻴﻊ ﻓﺼﺎر ﰲ اﳊﻀﻴﺾ،ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﻌﺮﻓﺔ اﷲ. ﻓﻠﻮﻻ أن رﺳﻮل اﷲ اﺟﺘﻬﺪ وﺳﻌﻰ ﳌﺎ ﻧﺎل. ﻟﻮ ﺳﻠﻜﻮا اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﱵ ﺳﻠﻜﺘﻬﺎ ﻟﻨﺎﻟﻮا اﳋﲑات، ﻓﻬﻞ ﻳﻌﺠﺒﻮن ﻣﻨﻚ؟!. أﻧﺖ اﺟﺘﻬﺪت وﻫﻢ ﺿﻴﻌﻮا، أﻧﺖ ﻓﻜﺮت، ﻫﻢ اﻟﺘﻬﻮا ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ. إذن: اﻷﻣﻮر ﺑﺎﻟﺴﻌﻲ واﳉﺪ ، }وأَن ﻟْﻴﺲ ﻟِﻺﻧﺴﺎن إِﻻ ﻣﺎ ﺳﻌﻰ{ )93( ﺳﻮرة اﻟﻨﺠﻢ. ِ َ ِْ َ َ َ َ َ 02
- 21. }أَﻛﺎن ﻟِﻠﻨﺎس ﻋﺠﺒﺎً{: ﻻ ﻳﻌﺠﺐ إﻧﺴﺎن ﻓﻜﺮ وﻗﺮأﻩ وﻓﻬﻢ اﳊﻜﻤﺔ ﻣﻨﻪ، أﻣﺎ َ َ ِ ََ إن ﱂ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻪ ﻓﻬﺬا ﻳﻌﺠﺐ،اﳌﻼﺋﻜﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮﻓﻮا ﻋﻠﻢ ﺳﻴﺪﻧﺎ آدم ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم اﺳﺘﻌﻈﻤﻮﻩ، ﻓﺴﺠﺪوا وﻫﺎﻣﻮا ﺧﺎﺿﻌﲔ ﻟﻌﻠﻤﻪ، أﻣﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻼ ﻳﻘ ر. ﺪ ﻫﺬا اﻟﻘﺮآن ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻔﻬﻤﻪ إﻻ اﻟﻄﺎﻫﺮ، واﻟﻄﻬﺎرة ﺑﺎﻟﺼﻼة اﻟﱵ ﺗﺘﻢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ واﻟﺜﻘﺔ، واﻟﺜﻘﺔ واﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺗﺘﻤﺎن ﺑﻌﺪ اﻹﳝﺎن ﺑﻼ إۤﻪ إﻻ اﷲ، ﻟ واﻟﺘﻔﻜﺮ ﺑﺎﻵﻳﺎت اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ، واﻟﺘﻔﻜﲑ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻨﺠﺐ و ﻳُﻨﺘﺞ إﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﺮك اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ، وﻻ ﳛﺼﻞ ﻫﺬا إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﺎﳌﻮت، واﻟﺘﻴﻘﻦ ﻣﻦ ﻓﺮاق اﻟﺪﻧﻴﺎ. ﻓﻬﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻵن ﻻ أﺣﺪ ﻳﻌﺮف اﳊﻜﻤﺔ ﻣﻨﻪ، وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺗﻔﻜﲑﻫﻢ. ِ }وﺑَﺸﺮ اﻟﺬﻳﻦ آﻣﻨُﻮاْ{: وﻫﻢ: ﻛﻞ ﻣﻦ اﺟﺘﻬﺪ ﻓﻔﻜﺮ ودﻗﻖ ﻓﻌﻘﻞ. َ َ َ ِ }أَن ﳍُﻢ ﻗَﺪم ﺻﺪق ﻋﻨﺪ رِﻢ{: ﺑﺘﻔﻜﲑﻩ ﺑﺎﳌﻮت ﺻﺪق ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﳌﺮﰊ. َ َْ ِ ٍِْ َ َ ْ َ ﺑﺼﺪﻗﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﺮب وﻋﻼ أﺧﺬ ﻳﺘﻘﺪم درﺟﺔً ﺑﻌﺪ درﺟﺔ. ﻓﻠﻦ ﳝﺸﻲ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺟﻞ اﳊﻖ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻌﻘﻞ ﻫﺬا اﻹﻧﺴﺎن و ﻳﺆﻣﻦ. اﻹﻧﺴﺎن اﳌﺆﻣﻦ ﺣﻘﺎً ﻳﺮى اﷲ ﻣﻌﻪ، ّ ﻳﺪﻩ ﻻﺗﺘﺤﺮك إﻻ ﺑﺎﳊﻖ، و ﻋﻴﻨﻪ ﻻ ﺗﻄﺮف إﻻ ﺑﺎﳊﻖ، و رﺟﻠﻪ ﻻ ﺗﺴﲑ إﻻ ﺑﺎﳊﻖ. }ﻗَﺎل اﻟْﻜﺎﻓِﺮون{: اﻟﻨﺎﻛﺮون ﻋﻈﻤﺔ اﷲ، اﳌﻠﺘﻬﻮن ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ و اﻟﺰﺧﺎرف. َ َ ُ َ ِ }إِن ﻫـﺬا ﻟَﺴﺎﺣﺮ ﻣﺒِﲔ{: ﻗﺎﻟﻮا ﺳﺤﺮ،ﺣﻴﺚ أﻢ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻮا اﳊﻖ. ٌ ٌ َ ََ 12
- 22. اﳌﺆﻣﻦ اﻟﺬي ﻋﺮف اﳊﻖ ﻳﻘﺪر أﻫﻞ اﳊﻖ، و ﻳﻠﺤﻖ ﻢ. أﻣﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮ، ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻣﺎ ﻋﺮف ﻓﻬﻮ ﻻﻳﻘﺪر. ﻛﺬﻟﻚ اﻵن اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﷲ ﻻ ﻳﺮى ﺷﻴﺌﺎً ﰲ اﻟﻘﺮآن. ﻓﻬﺬا رﺳﻮل اﷲ اﻟﻜﺎﻣﻞ اﻟﻠﻄﻴﻒ، واﻟﺬي ﻻ ﺷﺎﺋﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ،ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺎﻟﻜﺎﻓﺮون اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﻬﻮوا اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺎﻟﻮا: ﻫﺬا ﺳﺎﺣﺮ. ﻛﺬﻟﻚ اﻵن، ﻓﻤﻦ ﻻ ﻳﻔﻜﺮ ﻣﺜﻠﻪ و ﻛﻤﺜﻠﻬﻢ، ﺗﺮاﻩ ﻳﻘﻮل: اﻟﻘﺮآن ﻻ ﻳﺘﻮاﻓﻖ اﻟﻴﻮم ﻣﻊ اﳌﺪﻧﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ. ِ 3ـ }إِن رﺑﻜﻢ اﻟﻠّﻪُ{: واﺣﺪ،ﻫﻮ اﳌﺮﰊ ﻟﻚ، ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﻪ، ﻗﻴﺎﻣﻚ ﺑﻪ. }اﻟﺬي ُُ َ َ ِ ِِ ٍ ِ ﺧﻠَﻖ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷَرض ﰲ ﺳﺘﺔ أَﻳﺎم{: ﻷﺟﻠﻚ، ﻟﱰﺑﻴﺘﻚ، ﰲ ﺳﺘﺔ أﻳﺎم: َ َ ْ َ َ َ أرﺑﻌﺔ ﻓﺼﻮل ﺻﻴﻒ، ﺧﺮﻳﻒ، ﺷﺘﺎء، رﺑﻴﻊ، وﻟﻴﻞ و ﺎر، ﻣﻦ اﻟﺬي رﺗﺐ ﻫﺬا اﻟﱰﺗﻴﺐ؟!. ﻣﺎﻫﺬﻩ اﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ؟!. ﻣﺎ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻳﺪورﻫﺎ؟!. ﻟﻦ ﻳﺼﻞ ﻟﺸﻲء ﻣﻦ ﻻ ﻳﻔﻜﺮ، أُﻧﺰل اﻟﻘﺮآن ﻟﺘﻔﻬﻢ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ، وﺗﺴﲑ ﺑﻪ. } ُ اﺳﺘَـﻮى ﻋﻠَﻰ ﰒ َْ َ اﻟْﻌﺮش{: ﺑﻌﺪ أن رﺗﺐ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ اﻷرض واﻟﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﲡﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ َْ ِ ﻓﺴﺎر، وأﻧﺖ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻜﻮن،ﻓﻬﻞ ﻳﺎ ﺗﺮى اﻟﺬي ﺧﻠﻖ اﻟﻜﻮن، وﻳﺪﻳﺮ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﱵ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻛﻚ ﻟﻨﻔﺴﻚ؟!. ﺗﺎر َ ِ َِ ٍ }ﻳُﺪﺑﺮ اﻷَﻣﺮ{: ﻛﻠﻪ. }ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻔﻴﻊ{: ﻻ أﺻﺒﻊ ﻳﻘﺎرن أﺻﺒﻌﺎً، وﻻﺷﻲء َ ـُ ْ َ ﻟﺸﻲء. ﺣﺮ ِ ِْ }إِﻻ ﻣﻦ ﺑَـﻌﺪ إِذﻧِﻪ{: ﻓﻼ ﻛﺔ إﻻ ﺑﻪ ﺗﻌﺎﱃ، ﻳﺪك ﻻ ﺗﺘﺤﺮك، ﻋﻴﻨﻚ ﻻ ِ ْ ﺗﻄﺮف وﻻ ﺗﻨﻈﺮ إﻻ ﺑﻪ، ﻗﻠﺒﻚ ﻻ ﻳﻨﺒﺾ إﻻ ﺑﻪ، ﻛﻞ اﻟﻜﻮن ﺳﺎﺋﺮ ﺑﻪ. 22
- 23. }ذَﻟِﻜﻢ اﻟﻠّﻪُ رﺑﻜﻢ{: ﻫﺬا ﻫﻮ. }ﻓَﺎﻋﺒُﺪوﻩُ{: اﲰﻊ دﻻﻟﺘﻪ اﻟﱵ ﻳﺘﻠﻮﻫﺎ ﻋﻠﻴﻚ ُْ ُُ َ ُْ َ َ ُ ﺑﻮاﺳﻄﺔ رﺳﻮل اﷲ . }أَﻓَﻼَ ﺗَﺬﻛﺮون{: ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﻮن ﺷﻴﺌﺎً!. ﻣﻦ ﻫﻮ اﳋﺎﻟﻖ، اﳌﺮﰊ، اﳌﺴﲑ؟. ﻓﺈن ﱂ ﳛﺼﻞ اﻹﻣﺪاد ﻛﻴﻒ ﻳﺴﲑ ﻫﺬا اﻟﻜﻮن؟!. ٍ ِ ِ ُ َِ 4- }إِﻟَْﻴﻪ ﻣﺮﺟﻌُﻜﻢ ﲨﻴﻌﺎً{: ﻫﻞ أﻧﺖ ﺑﺎق ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ؟!. ﺳﺘﺬﻫﺐ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻜﺮ َْ ْ ﻻﺑﺪ ﻟﻚ ﻣﻦ اﳌﻮت ﻣﻬﻤﺎ ﻋﻠﻮت، ﻣﻬﻤﺎ ﲨﻌﺖ ﻻﺑﺪ ﻟﻚ ﻣﻦ اﳌﻮت. ﺗﺮ َ َْ ِ َّ }وﻋﺪ اﻟﻠّﻪ ﺣﻘﺎً{: ﻻ ﻣﺮد ﻟﻪ، اﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻘﻚ، ﻓﺎﻟﺬي ﺧﻠﻖ اﻟﻜﻮن ﻫﻞ ﻛﻪ ﺳﺪى؟!. إن ﻓﻜﺮت ﻋﺮﻓﺖ أن ﻫﻨﺎك ﺳﺆاﻻً وﺟﻮاﺑﺎً وﺟﺰاء. ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻗﺪم: ﺳﻴﺴﺄﻟﻜﻢ. }إِﻧﻪُ ﻳَـْﺒﺪأُ اﳋَْﻠﻖ{: ﻳﺒﺪأ ﰲ اﳋﻠﻖ. } ُ ﻳُﻌِﻴﺪﻩُ{: ﻏﺪاً. }ﻟِﻴَﺠﺰي اﻟﺬﻳﻦ آﻣﻨُﻮاْ ِ ِْ َ َ َ ﰒ ُ َ ْ َ ِ ِ ِ ِ وﻋﻤﻠُﻮاْ اﻟﺼﺎﳊَﺎت ﺑِﺎﻟْﻘﺴﻂ{: ﻛﻞ إﻧﺴﺎن وﻋﻤﻠﻪ. ِ ْ ََ }واﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮواْ{: وﻫﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻌﺒﺄ ﺑﺎﻟﱰﺑﻴﺔ وﺑﺎﻟﻔﻀﻞ اﻹﳍﻲ، ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻌﻈﻢ ۤ ِ َ َ َ َُ َ ْ َ ٌ ٍ َِ ْ رﺑﻪ وﻗﺪرﺗﻪ. }ﳍُﻢ ﺷﺮاب ﻣﻦ ﲪﻴﻢ{:ﻷﻧﻪ ﻣﺮﻳﺾ. إذ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﺷﺬوا، َ ﻓﺎﺳﺘﺤﻘﻮا ﻫﺬا اﻟﺪواء اﳌﺮ. }وﻋﺬاب أَﻟِﻴﻢ{: ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬا اﻟﺸﺮاب. ّ َ ََ ٌ ٌ }ِﲟَﺎ ﻛﺎﻧُﻮاْ ﻳَﻜﻔﺮون{: ﱂ ﻳﺮوا أن اﳌﺴﲑ اﻟﻔﻌﺎل ﻫﻮ اﷲ. اﺧﱰ اﳊﺴﻦ ﺣﱴ ْ ُُ َ َ ﺗُﻌﻄﺎﻩ. ِ ِ 5- }ﻫﻮ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﻟ ﻤﺲ ﺿﻴَﺎء{: ﻟﻜﻢ. ﻣﻦ ﻫﻮ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻟﻚ؟. ََ َ ﺸْ َ َُ }واﻟْﻘﻤﺮ ﻧُﻮراً{: دﻗﻘﻮا ﻓﻴﻪ. ﻳﺴﺘﻀﻲء ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ. َ َ ََ 32
- 24. َ ﺪ َ َ َِ }وﻗَ رﻩُ ﻣﻨَﺎزل{: ﻣﻦ )1-03( ﻳﺰداد، ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ، ﰒ ﻳﻌﻮد. ﻛﻞ ﻳﻮم وﻟﻪ ﻣﺸﺮق. ﻓﻤﻦ اﻟﺬي ﻳﻨﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺮق ﻵﺧﺮ، وﳚﻌﻠﻪ ﻳﻜﱪ ﻣﺘﺪرﺟﺎً ﰒ ﻳﺼﻐﺮ؟. }ﻟِﺘَـﻌﻠَﻤﻮاْ ﻋﺪد اﻟﺴﻨِﲔ واﳊِﺴﺎب{: ﻟﻮﻻ ذﻟﻚ ﳌﺎ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﺴﻨﲔ ﺑﺎﻷﺷﻬﺮ، ْ ُ ََ َ َ َ ْ َ َ واﻟﺸﻬﺮ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻗﺺ، ﻓﻤﻦ اﻟﺬي ﻳﻨﻘﻠﻪ وﻳﻐﲑﻩ ﺣﱴ ﺟﻌﻞ اﻟﺴﻨﲔ؟!. أﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺗﺴﲑ وﺗﺪﻳﺮ؟!. }ﻣﺎ ﺧﻠَﻖ اﻟﻠّﻪُ ذَﻟِﻚ إِﻻ ﺑِﺎﳊَﻖ{: ﻟﺘﻌﺮف رﺑﻚ. ﺿﻤﻦ ْ َ َ َ َ أﻧﻈﻤﺔ وﻗﻮاﻧﲔ ﺧﻠﻘﻬﺎ، ﻓﻼ ﲣﺘﻠﻒ ﺛﺎﻧﻴﺔ واﺣﺪة أﺑﺪاً. }ﻳـُﻔﺼﻞُ اﻵﻳَﺎت ﻟِﻘﻮٍم ﻳَـﻌﻠَﻤﻮن{: ﻻ إۤﻪ إﻻ اﷲ. وﻟﻄﺎﻟﱯ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﷲ، ﻓﺈن ﻟ ِ َْ ْ ُ َ َ ِ آﻣﻨﺖ رأﻳﺖ اﻟﺘﻔﺼﻴﻼت. إن آﻣﻨﺖ ﻋﺮﻓﺖ ﱂَ ﺧﻠﻖ اﻟﻜﻮن، اﻟﺸﻤﺲ، اﻟﻘﻤﺮ، ِ اﻟﻨﺠﻮم، اﻟﻠﻴﻞ واﻟﻨﻬﺎر؟.. ﻛﻠﻬﺎ ﱂَ ﺧﻠِﻘﺖ؟. ُ وﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺤﻖ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻣﻬﻤﺎ ﻓﺼﻠﺖ ﻟﻪ ﻟﻦ ﻳﻔﻬﻢ، ﻻ ﺧﲑ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ َْ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ. ِ ِ ْ ِ ـَ ِ 6- }إِن ﰲ اﺧﺘِﻼَف اﻟﻠْﻴﻞ واﻟﻨﻬﺎر{: ﻟﻮﻻ ﻃﻮل اﻟﻠﻴﻞ وﻗﺼﺮﻩ ﳌﺎ أﻛﻠﺖ َ ﻃﻌﺎﻣﻚ. وﻫﺬا اﻟﱰﺗﻴﺐ ﻣﻦ ﺗﺰاﻳﺪﳘﺎ وﻧﻘﺼﻬﻤﺎ ﻻﳜﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﻟﺴﻨﺔ. اﻟﻨﻈﺎم ﻣﺴﺘﻤﺮ، واﻟﺸﺮوق ﺑﻮﻗﺖ واﺣﺪ ﻣﻨﺘﻈﻢ. ﻣﺜﻼً: ﰲ أول ﻳﻮم ﻣﻦ آذار ﻣﻦ ﻛﻞ ِ ﺳﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻘﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﻛﺬا ﺳﺎﺋﺮ اﻷﻳﺎم. }وﻣﺎ ﺧﻠَﻖ اﻟﻠّﻪُ ِﰲ اﻟﺴﻤﺎوات و ََ ََ َ َ واﻷَرض ﻵﻳَﺎت ﻟﻘﻮٍم ﻳَـﺘـﻘﻮن{: ﻟﻄﺎﻟﺐ اﻹﳝﺎن، إن ﱂ ﺗﻄﻠﺐ ﻓﻠﻦ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ، إن ٍ َْ ُ َ َ ْ ِ ﱂ ﺗﺴﻊ ﻓﻠﻦ ﻳﺄﺗﻚ اﳋﲑ. أﻋﻄﺎك اﷲ اﳋﻴﺎر،أﻣﺮك ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ، ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ " َ اﻟﺘﻘﻮى " اﻃﻠﺐ ﺗﻨﻞ، إن ﱂ ﺗﻄﻠﺐ ﻇﻠﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ،إن ﻧﻠﺖ اﻟﺘﻘﻮى 42
- 25. رأﻳﺖ ﻫﺬا وﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ آﻳﺎت، ﻫﻮ ﻣﻠﺘﻔﺖ دوﻣﺎً ﻋﻠﻴﻚ، ﻓﻮل وﺟﻬﻚ ﳓﻮﻩ ﺗﻌﺎﱃ، ﺧﻠﻖ اﻟﻜﻮن ﻛﻠﻪ ﻟﻚ ﻛﻲ ﺗﺴﻌﺪ. 7- }إَن اﻟﺬﻳﻦ ﻻَ ﻳَـﺮﺟﻮن ﻟِﻘﺎءﻧَﺎ ورﺿﻮاْ ﺑِﺎﳊَﻴﺎةِ اﻟﺪﻧْـﻴَﺎ{: أﻛﱪ ﳘﻬﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ. ْ ُ ََ َ َ ُ ْ َ ِ ِ واﻃْﻤﺄَﻧﻮاْ َﺎ{: ﻇﻨﻮا أﺎ ﻛﻞ ﺷﻲء. ﳌﺎذا ﺟﺎءﻫﻢ ﻫﺬا اﻟﺒﻼء؟. َ َ }واﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻋﻦ آﻳَﺎﺗِﻨَﺎ ﻏﺎﻓِﻠُﻮن{: ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﱂ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻵﻳﺎت وﻗﻊ َ َ َ َ ُْ َْ ِ ﺑﺎﻟﺒﻼء،ﲝﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ، إذ ﺑﻐﻔﻠﺘﻪ ﻋﻦ آﻳﺎت اﷲ اﳓﻂ ﳍﺬا اﻟﺸﻲء، أﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﻔﻜﺮ وﻳﻄﻠﺐ ﻳﻌﻄﻴﻪ اﷲ. 8- }أُوﻟَـﺌِﻚ ﻣﺄْواﻫﻢ اﻟﻨﺎر{: ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﻟﻠﻨﺎر. }ِﲟَﺎ ﻛﺎﻧُﻮاْ ﻳَﻜﺴﺒُﻮن{: ﻣﻦ ﺑُﻌﺪﻩ ِْ َ َ ْ َ َ َُُ ُ ﻋﻦ اﷲ ﻻﻳﻜﺴﺐ إﻻ اﻟﺴﻔﺎﻟﺔ واﻻﳓﻄﺎط، ﻓﻼ ﻳﻨﺎﺳﺒﻬﻢ ﺳﻮى اﻟﻨﺎر، ﳌﺎ ﻳﺮى أﺣﺪﻫﻢ ﺳﻔﺎﻟﺘﻪ، دﻧﺎءﺗﻪ وﺣﻘﺎرﺗﻪ، ﳜﺠﻞ وﻳﺴﺘﺤﻲ ﻓﲑﲤﻲ ﰲ اﻟﻨﺎر. ُ ِ 9- }إِن اﻟﺬﻳﻦ آﻣﻨُﻮاْ{: ﻣﻦ آﻣﻦ ﺑﻼ إۤﻪ إﻻ اﷲ وﻋﺮف رﺑﻪ. اﻹﳝﺎن ﺑﺎﳌﺮﰊ، ﻟ َ َ ِ ﺗﺮى أن رﺑﻚ ﻣﻌﻚ دوﻣﺎً ﻻ ﻳﻔﺎرﻗﻚ،ﳝ ك ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ واﻟﻨﻬﺎر. }وﻋﻤﻠُﻮاْ ﺪ ََ اﻟﺼﺎﳊَﺎت ﻳَـﻬﺪﻳﻬﻢ رﺑـﻬﻢ ﺑِﺈِﳝَ ِِﻢ{: إﱃ اﻟﺘﻘﻮى، إﱃ ﻃﺮﻳﻖ اﳊﻖ إﱃ اﳉﻨﺎن، ْ ْ َ ُ ْ ﺎْ ِِ ِ ِ ِ َ ِ َْ ُ َ ُ َْ ِ ِ ﻳﺮى اﳊﻖ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﻃﻞ. }ﲡﺮي ﻣﻦ ﲢﺘِﻬﻢ اﻷَﻧْـﻬﺎر{: اﳋﲑات. }ِﰲ ﺟﻨﺎت اﻟﻨﻌِﻴﻢ{: ﻣﻦ ﺟﻨﺔ ﳉﻨﺔ، وﻣﻦ ﺣﺎل ﳊﺎل أﻋﻠﻰ وﻫﻠﻢ ﺟﺮاً. اﳌﺆﻣﻦ اﻟﺼﺤﻴﺢ ِ ﻃﻠﺒﻪ رﺿﺎء اﷲ، ﻣﱴ آﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﺣﻘﺎً وﺻﻞ ﻟﻠﺘﻘﻮى. ّ 01-}دﻋﻮاﻫﻢ ﻓِﻴﻬﺎ ﺳْﺒﺤﺎﻧَﻚ{: ﻣﺎ أﻋﻈﻢ ﻓﻀﻠﻚ، رﲪﺘﻚ. َ َْ ُ ْ َ ُ َ َ }اﻟﻠﻬﻢ{: ﻣﺎ أﻋﻈﻤﻚ. "اﷲ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ". ُ 52
- 26. ﺳﻛﻢ وﺟ ﻛﻢ..{ )3( ﺳﻮرة ِ ﺮُ ْ َ َ ﻬﺮُ ْ َ ِ }وﻫﻮ اﻟﻠّﻪُ ِﰲ اﻟﺴﻤﺎوات وِﰲ اﻷَرض ﻳَـﻌﻠَﻢ ْ ِ ُْ َ َ َ َ َُ ﺳﻼَم{: أﻣﺎن ﻣﻦ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ َ ٌ اﻷﻧﻌﺎم. ﻓﺎﺻﺪق ﻛﻦ ﻣﻌﻪ. }وﲢﻴﺘُـﻬﻢ ﻓِﻴﻬﺎ ََ ُ ْ َ ِ و داﺋﻤﻲ، إﱃ ﻣﺎ ﻻﺎﻳﺔ ﻟﻪ. }وآﺧﺮ دﻋﻮاﻫﻢ{:ﺳﻮاء ﰲ اﳉﻨﺔ أو ﰲ اﻟﻨﺎر. }أَن اﳊَﻤﺪ ﻟِﻠّﻪ رب اﻟْﻌﺎﻟَﻤﲔ{ ِ ُْْ َ َ َ ِ ِ ِ َ ُ َ َْ ُ ْ ﻳﺮون أن اﷲ ﻋﺎﻣﻞ اﳋﻠﻖ ﻛﻠﻬﻢ ﺑﺎﳋﲑ، وﺑﻜﻞ ﻋﻄﻒ وإﺣﺴﺎن وﺣﻨﺎن. 11- }وﻟَﻮ ﻳـُﻌﺠﻞُ اﻟﻠّﻪُ ﻟِﻠﻨﺎس اﻟﺸﺮ{ اﳍﻼك. }اﺳﺘِﻌﺠﺎﳍُﻢ ﺑِﺎﳋَﲑ{: ﻛﻤﺎ ْ ْ َ َ ْ ِْ ِ َْ َ ِ ِ ﻳﻄﻠﺒﻮن اﳋﲑ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ. }ﻟَﻘﻀﻲ إِﻟَْﻴﻬﻢ أَﺟﻠُﻬﻢ{: ﳍﻠﻜﻮا. ﻳﻄﻠﺐ اﳋﲑ ﻳﻔﺘﺢ ُ َ ْ َ ُْ ﻟﻪ، ﻳﻄﻠﺐ اﻟﺸﺮ ﻳﻌﺮﻗﻞ ذﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ، وﻻ ﻳﻔﺘﺤﻪ ﻟﻪ ﲟﺠﺮد ﻃﻠﺒﻪ، إﻻ إذا أﺻﺮ وﺻﻤﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻪ. اﳌﺆﻣﻦ ﻻ ﻳﺼﺮ ﰲ أﻣﺮ ﺑﻞ ﻳﺘﺨﺬ اﻷﺳﺒﺎب، إن ﻓﺘﺢ ﻟﻪ ﺳﺎر وإﻻ ﺗﺮاﺟﻊ. واﷲ ّ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻌﺎﻛﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﱰاﺟﻊ. }ﻓَـﻨﺬر اﻟِ َ َ ُ ﺬﻳﻦ ﻻَ َ ﻳَـﺮﺟﻮن ﻟِﻘﺎءﻧَﺎ ِﰲ ﻃُﻐﻴَ ِِﻢ ﻳَـﻌﻤﻬﻮن{: ﻳﺪﻋﻪ ﺣﱴ ﻳﺘﻢ أﺟﻠﻪ ج ﻣﺎ ﻓﻴﻪ. ﻟﻴﺨﺮ ْ ﺎَ ُ َ ْ ْ ُْ َ َ ِ ِ 21- }وإِذَا ﻣﺲ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻀﺮ دﻋﺎﻧَﺎ ﳉَﻨﺒِﻪ{: ﻟﻨﺼﺮﺗﻪ. ﻫﺬا ﺣﺎل اﻟﺒﻌﻴﺪ، َ َ َ َ َ َ ِ ﰲ اﻟﻀﺮ ﻳﻠﺘﺠﺊ. }أَو ﻗَﺎﻋﺪاً أَو ﻗَﺂﺋِﻤﺎً{: ﰲ اﳊﺎﻟﺘﲔ ﺣﺴﺐ ﻣﺮﺿﻪ. }ﻓَـﻠَﻤﺎ ْ ِ ْ ّ ﻛﺸﻔﻨَﺎ ﻋْﻨﻪُ ﺿﺮﻩُ ﻣﺮ ﻛﺄَن ﱂْ ﻳَﺪﻋُﻨَﺎ إِﱃ ﺿﺮ ﻣﺴﻪُ{: أﻫﻜﺬا ﻳﻔﻌﻞ ﺻﺎﺣﺐ َ َ ْ َ ُ ُ َ ْ َ َ ِ اﻟﻮﺟﺪان؟!. ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﱂ ﻳَﺴﺮ ﻋﻠﻰ أُﺳﺲ ﻳﻨﺴﻰ، ﻣﻦ اﻟﻼزم أن ﻳُﺒﲎ إﳝﺎﻧﻚ ُ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس، ﻓﻤﻦ ﻻ ﻳﺴﲑ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺘﺠﲑ وﻗﺖ اﻟﻀﺮ، وﻟﻜﻨﻪ ﻋﻨﺪ اﳋﻼص ﻳﻨﺴﻰ. 62
- 27. }ﻛﺬﻟِﻚ زﻳﻦ ﻟِْﻠﻤﺴﺮﻓِﲔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧُﻮاْ ﻳَـﻌﻤﻠُﻮن{: وﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ أﺿﺎﻋﻮا اﳊﻴﺎة اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ََ َ ُ َ ُ ِْ َ َ َ َْ َ اﻟﱵ ﻫﻲ أوان اﳉﺪ واﻟﻌﻤﻞ، واﻟﺸﻴﻄﺎن ﻳﺰﻳﻦ ﻟﻠﺒﻌﻴﺪ اﳍﻼك. 31-}ﻗَﺪ أَﻫﻠَﻜﻨَﺎ اﻟْﻘﺮون ﻣﻦ ﻗَـْﺒﻠِﻜﻢ ﻟَﻤﺎ ﻇَﻠَﻤﻮاْ{: أﻻ ﺗﻔﻜﺮون ﲟﻦ ﺳﺒﻖ؟!. ُْ ُ ْ ْ ُ َِ ُ ْ ﻧﺎﻟﻮا اﳌﺮاﺗﺐ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ،أﻳﻦ ﻫﻢ اﻵن؟!.ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻓﺴﻘﻮا، ﻣﺎ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﻢ؟!. ِ }وﺟﺎءﺗْـﻬﻢ رﺳﻠُﻬﻢ ﺑِﺎﻟْﺒَـﻴـﻨَﺎت{: ﻛﻤﺎ ﺟﺎءﻛﻢ ﳏﻤﺪ ، ﻛﻤﺎ ﻧﺒﲔ ﻟﻜﻢ اﻵن. ََ ُْ ُُ ُ }وﻣﺎ ﻛﺎﻧُﻮاْ ﻟِﻴُـﺆﻣﻨُﻮاْ{: رﻏﻢ ﻛﻞ اﻵﻳﺎت اﻟﱵ ﺟﺎءﻢ. }ﻛﺬﻟِﻚ ﳒﺰي اﻟْﻘﻮم َ َ َ َْ ِ َ ْ َ ِْ ََ َ ِ اﻟْﻤﺠﺮﻣﲔ{: ﻣﺜﻠﻬﻢ. ُ ِْ َ 41-} ُ ﺟﻌ ْﻠﻨَﺎﻛﻢ ﺧﻼَﺋِﻒ ِﰲ اﻷَرض ﻣﻦ ﺑَـﻌﺪﻫﻢ ﻟِﻨَﻨﻈُﺮ ﻛْﻴﻒ ﺗَـﻌﻤﻠُﻮن{: َ َ َ َْ َ ِِ ْ ِ ِ ْ ﰒ ََ ُ ْ َ َ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺗﺒﲔ ﺣﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻟﻺﻧﺴﺎن. ﻓﻠﻮ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن: ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺸﻘﺎوة واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺮديء، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘﻮل ﺗﻌﺎﱃ: ﻟﻨﻨﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻤﻠﻮن؟!. إن ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺗﻨﻔﻲ زﻋﻤﻬﻢ ﻧﻔﻴﺎً ﻇﺎﻫﺮاً، ﻟﻮ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻳ ﻋﻮن ﳌﺎ ﻛﺎن ﷲ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ، إذ ﻳﻘﻮﻟﻮن: أﻧﺖ ﻗﻴﺪﺗﻨﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﺗُﻌﺬﺑﻨﺎ ﺪ وﺗﺴﺄﻟﻨﺎ ﻋﻦ أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ؟!. ٍ 51-}وإِذا ﺗُـْﺘـﻠَﻰ ﻋﻠَْﻴﻬﻢ آﻳَﺎﺗُـﻨَﺎ ﺑـَﻴـﻨَﺎت{: ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺴﺎﻣﻲ اﻟﺮﻓﻴﻊ، ِ ََ َ ْ واﳊﻖ اﳌﺰﻫﻖ ﻟﻜﻞ ﺑﺎﻃﻞ ﺑﺪﻻﻟﺔ رﺳﻮل اﷲ : }ﻗَﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻻَ ﻳَـﺮﺟﻮن ﻟِﻘﺎءﻧَﺎ َ ِ َ ُْ َ َ ِ ُ ْ ٍ َ ِْ َ َ اﺋْﺖ ﺑِﻘﺮآن ﻏﲑ ﻫـﺬا{: ﻫﺬا ﻻ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻋﺼﺮﻧﺎ. }أَو ﺑَﺪﻟْﻪُ{: ﻫﺬا ﻓﻴﻪ ﺷﺪة،ﺧﻔﻒ ﻋﻨﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء، ﺻﻼة واﺣﺪة، ﻣﻦ دون ْ ﺣﺠﺎب. }ﻗُﻞ ﻣﺎ ﻳَﻜﻮن ِﱄ أَن أُﺑَﺪﻟَﻪُ ﻣﻦ ﺗِْﻠﻘﺎء ﻧَـﻔﺴﻲ{: ﻫﺬا ﻳﻨﻔﻲ ْ ِْ َ ِ ْ َ ُ ُ 72
- 28. اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻨﺎﺳﺨﺔ ﻟﻠﻘﺮآن ﻛﻠﻬﺎ ، ﻛﻴﻒ ﻳﻘﺎل: إن اﻟﺴﻨﺔ ﺗﻨﺴﺦ اﻟﻘﺮآن؟!. }إِن أَﺗﺒِﻊ إِﻻ ﻣﺎ ﻳُﻮﺣﻰ إِﱄ إِﱐ أَﺧﺎف إِن ﻋﺼْﻴﺖ رﰊ ﻋﺬاب ﻳَـﻮٍم ﻋﻈﻴﻢ{: ْ ُ َ َ ٍَ ِ َ ْ َ َ َ َ ُ َ َ ْ ُ َ رﻏﻢ ﻣﻘﺎﻣﻪ اﻟﻌﺎﱄ، ﻫﻨﺎك ﻋﺪاﻟﺔ، ﻓﻠﻮ ﺗﻜﻠﻢ ﲝﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻏﲑ ﻛﻼم اﷲ وﺣﺎﺷﺎﻩ ﳊﺒﻂ ﻋﻨﻪ ﻋﻤﻠﻪ، وﻷﺻﺎﺑﻪ اﻟﻌﺬاب. ﻓﻜﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻠﻘﺮآن ﻓﻬﻮ ﻣﻨﺴﻮب ﻛﺬﺑﺎً ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ، وﻻ أﺻﻞ ﻟﻪ. 61-}ﻗُﻞ ﻟﻮ ﺷﺎء اﻟﻠّﻪُ ﻣﺎ ﺗَـﻠَﻮﺗُﻪُ ﻋﻠَْﻴﻜﻢ{: أﻧﺎ ﺳﺎﺋﺮ ﺑﺄﻣﺮﻩ وﺑﻴﺪﻩ. ﺗﻌﺮﻓﻮن أﻧﲏ َ ْ َ ُْ ْ َ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﻋﺮف ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻨﻪ. }وﻻَ أَدراﻛﻢ ﺑِﻪ ﻓَـﻘﺪ ﻟَﺒِﺜْﺖ ﻓِﻴﻜﻢ ﻋُﻤﺮاً ﻣﻦ ﻗَـْﺒﻠِﻪ{: ِ َْ ُ ُْ ُ ْ ُ ِ َ َ ﻗﺒﻞ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﱂ أﺗﻜﻠﻢ ﺑﺸﻲء، ﻓﻤﻦ أﻳﻦ ﺟﺌﺖ ﺑﻪ؟. ﻣﻦ ﻋﻠﻤﲏ ﻫﺬا؟!. ﻣﺎ ِْ َ ﻗﻠﺖ ﻟﻜﻢ ﺷﻴﺌﺎً ﺧﻼل )04( ﺳﻨﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ، ﰒ ﺟﺌﺖ ﺑﻪ. }أَﻓَﻼَ ﺗَـﻌﻘﻠُﻮن{: أﻧﺎ اﺟﺘﻬﺪت ﻗﺒﻞ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺣﱴ ﺻﺮت أﻫﻼً ﻟﻠﺮﺳﺎﻟﺔ، ﻓﺄوﺣﻲ إﱄ، وﻻ أﺑﻠﻐﻜﻢ ﺳﻮى ﻛﻼﻣﻪ. 71-}ﻓَﻤﻦ أَﻇْﻠَﻢ{: ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻨﻪ }ِﳑﻦ اﻓْـﺘَـﺮى ﻋﻠَﻰ اﻟﻠّﻪ ﻛﺬﺑﺎً أَو ﻛﺬب ﺑِﺂﻳَﺎﺗِﻪ ِ َ ْ ََ ِ ِ ِ َ َ َْ ُ إِﻧﻪُ ﻻَ ﻳـُﻔﻠِﺢ اﻟْﻤﺠﺮﻣﻮن{: إﻧﻪ ﺮم ذاك اﻟﺬي ﻳﺒﺪل ﻛﻼم اﷲ، وﻻ ﺧﲑ ﻓﻴﻪ أﺑﺪاً، ْ ُ ُ ْ ُِ َ إﻧﻪ ﻣﻨﺴﻠﺦ ﻋﻦ اﻟﻜﻤﺎل، إذ ﱂ ﻳﺸﺘﻖ ﻛﻤﺎﻻً ﻣﻦ اﷲ وﻣﺎ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﱃ، ﻫﺬا ﻫﻮ اﺮم، وﻫﻮ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ اﳌﻌﺮوف واﳋﲑ. ِ ِ ِ 81-}وﻳَـﻌﺒُﺪون ﻣﻦ دون اﻟﻠّﻪ ﻣﺎ ﻻَ ﻳَﻀﺮﻫﻢ وﻻَ ﻳَﻨﻔﻌُﻬﻢ{: ﻗﺮﻳﺶ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺒﺪ ُْ ُ َ َ ْ ُ َ َُْ َ ُ اﻷﺻﻨﺎم؛ وﻫﻲ ﺻﻮر ﻟﺼﻠﺤﺎء، ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻔﻮس ﻛﲔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺻﻨﺎم. وﳓﻦ اﳌﺸﺮ و اﻵن ﻧﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﻼن وﻓﻼن وﻧﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﻮاﺋﺠﻨﺎ، واﻟﻔﻌﺎل ﻫﻮ اﷲ. ﺣﻘﺎً ﻛﺎﻧﻮا ّ َ ُ َ َ ُ َُ َ ُ ِ َ ﻳﻌﺒﺪون اﻷﺻﻨﺎم، وﳓﻦ اﻵن ﻧﻌﺒﺪ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﻀﺎً. }وﻳَـﻘﻮﻟُﻮن ﻫـﺆﻻء ﺷﻔﻌﺎؤﻧَﺎ ﻋﻨﺪ 82
- 29. ْ ِ ِ َ ِ َ َ ِ اﻟﻠّﻪ{: ﻫﺬا ادﻋﺎؤﻫﻢ. }ﻗُﻞ أَﺗُـﻨَﺒﺌُﻮن اﻟﻠّﻪَ ِﲟَﺎ ﻻَ ﻳَـﻌﻠَﻢ ﰲ اﻟﺴﻤﺎوات وﻻَ ﰲ َ ُ ْ اﻷَرض{: ﻫﺬا ﲨﺎد ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌﺎً، ﻛﻴﻒ ﳜﱪ اﷲ ﲝﺎﺟﺘﻜﻢ؟!. أﺗﻜﻠﻤﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ْ ِ ﺣﺠﺮ ﻻ ﻳﻔﻘﻪ ﺷﻴﺌﺎً؟!،واﻵن ﻳﻈﻦ اﻟﻨﺎس أن ﻓﻼﻧﺎً ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ، ﻣﻊ أﻧﻪ ﺑﺸﺮ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻻ ِ ﺣﻮل ﻟﻪ. }ﺳْﺒﺤﺎﻧَﻪُ وﺗَـﻌﺎﱃ ﻋﻤﺎ ﻳُﺸﻛﻮن{: ﻣﺎ أﻋﻈﻤﻪ!. ُ َ َ َ َ َ ْ ﺮُ َ ََ َ َ ُ َ ِ َ 91- }وﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻨﺎس إِﻻ أُﻣﺔً واﺣﺪةً{: ﻻ ﻓﺮق ﺑﲔ واﺣﺪ وواﺣﺪ، ﺑﻞ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻌﺒﺪون اﷲ. }ﻓَﺎﺧﺘَـﻠَﻔﻮاْ{: ﻫﺬا ﻣﺎل ﻟﻠﺸﻬﻮة ، ﻫﺬا ﻣﺎل ﻟﻠﺤﻖ، ﻫﺬا ﻓﻜﺮ ْ ُ وﻋﻘﻞ، ﻫﺬا ﳊﻖ ﺷﻬﻮﺗﻪ دون ﺗﻌ ﻞ. }وﻟَﻮﻻَ ﻛﻠِﻤ ٌ ﺳﺒَـﻘﺖ ﻣﻦ رﺑﻚ{: ﺑﺄن َ ْ َ َﺔ َ َ ْ ِ َ ﻘ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ أﺟﻼً ﻣﻌﻴﻨﺎً. }ﻟَﻘﻀﻲ ﺑَـْﻴـﻨَـﻬﻢ ﻓِﻴﻤﺎ ﻓِﻴﻪ ﳜْﺘَﻠِﻔﻮن{: ﺑﺎﳍﻼك ﻟﻠﻈُﻼم. ُ ِ َ ُْ َ ِ َ ُ َ ّ َِ ِ ﺔ ِ 02-}وﻳَـﻘﻮﻟُﻮن ﻟَﻮﻻَ أُﻧﺰل ﻋﻠَْﻴﻪ آﻳٌَ ﻣﻦ رﺑﻪ{: ﻼﻛﻨﺎ. ﻟﻴﻬﻠﻜﻨﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن َ َُ َ ْ رﺳﻮﻻً، ﻓﻠﻴﺄت ﲟﻌﺠﺰة. }ﻓَـﻘﻞ إِﳕَﺎ اﻟْﻐَﻴْﺐ ﻟِﻠّﻪ{: اﻟﻼزم ﻟﻜﻢ ﻋﻠﻤﻪ ﻋﻨﺪ اﷲ. ِ ُ ُ ْ ِ }ﻓَﺎﻧْـﺘَﻈﺮواْ{: ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺒﻼء. ُ }إِﱐ ﻣﻌﻜﻢ ﻣﻦ اﻟْﻤﻨﺘَﻈﺮﻳﻦ{: ﻗﺎﻟﻮا: اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﱵ ﲢ ﺛﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻟِﺘﺄﺗﻨﺎ اﻵن، ُﺪ ِ َ ِ ُ َ ُ ََ ﻓﺄﺟﺎب: ﻫﺬا ﻋﻠﻤﻪ ﻋﻨﺪ اﷲ، اﷲ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ، ﻛﺬا اﳌﻌﺠﺰة إن ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮاﻓﻖ و ﻳﺮﺳﻠﻬﺎ ﻟﻜﻢ، ﻫﻮ أﻋﻠﻢ ﺑﺎﳌﻨﺎﺳﺐ. ِ 12-}وإِذا أَذَﻗْـﻨَﺎ اﻟﻨﺎس رﲪَﺔً ﻣﻦ ﺑـَﻌﺪ ﺿﺮاء ﻣﺴْﺘـﻬﻢ{: ﻓﻘﺮ ، ﻣﺮض. }إِذا َ َ َ ْ ْ ُ َ َ ْ ََ ﳍُﻢ ﻣﻜﺮ ﰲ آﻳَﺎﺗِﻨَﺎ{: ﺷﻔﺎﻩ ﺑﻌﺪ اﳌﺮض ، أﻏﻨﺎﻩ ﺑﻌﺪ ﻓﻘﺮ، ﻳﻨﺴﺐ اﻟﺸﻔﺎء َ ِ ْ ٌ ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ، اﳋﻼص ﻟﻌﻤﻠﻪ، ﻛﻤﺎ ﳛﺐ أن ﻳﻐﲑ دﻻﻟﺔ اﷲ، أو ﻟﻴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ اﳌﻌﺮوف. }ﻗُﻞ اﻟﻠّﻪُ أَﺳَعُ ﻣﻜﺮاً{: وﻟﻜﻦ ﻛﻢ. }إِن رﺳﻠَﻨَﺎ ﻳَﻜﺘُﺒُﻮن ﻣﺎ َ َ ْ ُُ ﳋﲑ ْﺮ َ ْ ِ 92
- 30. َْﻜﺮون{: ﺗﺪﺑﲑاﺗﻚ ﺗﻜﺘﺒﻬﺎ اﳌﻼﺋﻜﺔ ﻋﻠﻴﻚ، ﺗﺪاﺑﲑك، ﺣﻴَﻠﻚ اﻟﱵ ﺗﻘﻮل أﺎ ﲤ ُُ َ ﺷﺮﻋﻴﺔ، ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺳﻴﻌﻮد ﻋﻠﻴﻚ. ِ 22- }ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳُﺴﻴـﻛﻢ ِﰲ اﻟْﺒَـﺮ واﻟْﺒَﺤﺮ{: ﻛﺬﻟﻚ اﻷرض ﻛﻠﻬﺎ ﰲ اﻟﻔﻀﺎء، ِْ َ َ ﺮُ ْ ُ َُ ُْ ِ ﻛﺄﻧﻚ ﰲ ﻓﻠﻚ. }ﺣﱴ إِذا ﻛﻨﺘُﻢ ِﰲ اﻟْﻔﻠﻚ{: أﻧﺖ ﰲ ﻳﺪﻩ، ﻫﻮ اﳌﺴﲑ }.. َْ ُ َ َ ََ َ ِْ ِ َْ ُ ِ َ ﻣﻦ ذَا اﻟﺬي ﻳَﺸﻔﻊ ﻋْﻨﺪﻩُ إِﻻ ﺑِِﺈذﻧِﻪ..{ )552( ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة. }وﺟﺮﻳْﻦ ِِﻢ َ ٍِ ٍ ِ ِ ﺑِﺮﻳﺢ ﻃَﻴﺒَﺔ وﻓَﺮﺣﻮاْ َﺎ{: وﺟﺎءﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﺐ رﻏﺎﺋﺒﻬﻢ وﻫﻮاﻫﻢ. }ﺟﺎءﺗْـﻬﺎ َ َ َ ُ َ َ ُ ُ َ ْ ُ ِ ُﻞ رﻳﺢ ﻋﺎﺻﻒ{: ﺳﺎﻋﺔ ﺑﻼء ﻗﺪ ﺗﺬﻫﺐ ﺑﺪﻧﻴﺎﻩ ﻛﻠﻬﺎ. }وﺟﺎءﻫﻢ اﻟْﻤﻮج ﻣﻦ ﻛ ٌِ َ ِ ٌ ِِ ِ ِِ ٍ ﻣﻜﺎن وﻇَﻨﻮاْ أَﻧـﻬﻢ أُﺣﻴﻂ ﻢ{: ﺑﺎﻟﺒﻼء واﳍﻼك. }دﻋﻮاْ اﻟﻠّﻪَ ُْﻠﺼﲔ ﻟَﻪُ ﳐ َ َ َُ َ ْ ُْ ََ َ اﻟ ﻳﻦ{: ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻳﻌﱰﻓﻮن، ﻫﺬا ﺣﺎﳍﻢ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﻔﻜﺮوا.ﺪَ ِ ِ }ﻟَﺌِﻦ أَﳒَْﻴﺘَـﻨَﺎ ﻣﻦ ﻫـﺬﻩِ{: ﺗﻘﻮﻟﻮن ذﻟﻚ. }ﻟَﻨَﻜﻮﻧَﻦ ﻣﻦ اﻟ ﺎﻛِﺮﻳﻦ{: ﻫﺬا ﺣﺎل ِ ُ َ ﺸ َِ ْ َ ْ اﻹﻧﺴﺎن ﰲ اﻟﺸﺪاﺋﺪ. 32- }ﻓَـﻠَﻤﺎ أَﳒَﺎﻫﻢ إِذا ﻫﻢ ﻳَـْﺒـﻐُﻮن ِﰲ اﻷَرض{: ﺑﺎﻟﻔﺴﺎد: }ﺑِﻐَﲑ اﳊَﻖ{: ِْ ْ ْ ِ َ ُْ َ ُْ ُ ُ ُِ َ ُْ ْ ﻫﻜﺬا ﻳﻔﻌﻞ إن ﱂ ﻳﻔﻜﺮ. }ﻳَﺎ أَﻳـﻬﺎ اﻟﻨﺎس إِﳕَﺎ ﺑَـﻐﻴُﻜﻢ ﻋﻠَﻰ أَﻧﻔﺴﻜﻢ{: ﻋﻤﻠﻚ َ ﻋﺎﺋﺪ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﺴﻨﺎً ﻛﺎن أم ﺳﻴﺌﺎً. ﺗﻌﺘﺪي؛ ﻳُﺴﺎق ﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺪي ﻋﻠﻴﻚ، إن ﺗﺴﺮق؛ ﻳُﺴﺎق ﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﺴﺮق ﻣﺎﻟﻚ، ﻋﻤﻠﻚ ﻻﺑﺪ أن ﻳﻌﻮد ﻋﻠﻴﻚ، اﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ، ﻓﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﺣﺒﻪ ﺑﻚ ﻳﻨﺒﻬﻚ و ﳛﺬرك، رؤوف ﺑﻚ رﺣﻴﻢ؛ ﺧﻠﻘﻚ ﻟﻠﺴﻌﺎدة. }ﻣﺘَﺎع اﳊَﻴَﺎةِ اﻟﺪﻧْـﻴَﺎ{: ﻣﺆﻗﺖ. ﻛﻠﻪ ﻣﺪة ﻣﺆﻗﺘﺔ، ﻟﻜﻦ إن ﺷﺬذت ْ َ ﻋﺬﺑﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ، اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ اﻟﺰوال. 03
- 31. ِ } ُ إِﻟَﻴﻨَﺎ ﻣﺮﺟﻌُﻜﻢ ﻓَـﻨُـﻨَﺒﺌُﻜﻢ ِﲟَﺎ ﻛﻨﺘُﻢ ﺗَـﻌﻤﻠُﻮن{: ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻻﺑﺲ ﺛﻮﺑﻪ. ُ ْ َْ َ ُ ﰒ َْ ُ ْ َ ِ ِ ِ 42-}إِﳕَﺎ ﻣﺜَﻞُ اﳊَﻴَﺎةِ اﻟﺪﻧْـﻴَﺎ ﻛﻤﺎء أَﻧﺰﻟْﻨَﺎﻩُ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻓَﺎﺧﺘَـﻠَﻂ ﺑِﻪ ﻧـَﺒَﺎت ْ َ ُ ْ َ َ َ ََ اﻷَرض{: واﻵن ﻫﻜﺬا ﺣﺎل اﻟﺪﻧﻴﺎ، وﻫﺬا ﻣﺜﺎل ﻋﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﱵ ﺳﺘﻘﻊ ﻏﺪاً. ْ ِ }ِﳑﺎ ﻳَﺄْﻛﻞُ اﻟﻨﺎس واﻷَﻧْـﻌﺎم ﺣﱴ إِذا أَﺧﺬت اﻷَرض زﺧﺮﻓَـﻬﺎ{: ﻃﻴﺎرات، ْ ُ ُ ُْ َ َِ َ َ ُ َ َُ ََ ُ ﺳﻴﺎرات، أﺑﻨﻴﺔ، ﻗﺼﻮر، ﻫﻮاﺗﻒ..،ﻛﻞ ﺷﻲء ﻋﻠﻰ أﲤﻪ: اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ. ِ }وازﻳـﻨَﺖ{:ﺑﺄﻧﻮار اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء...}وﻇَﻦ أَﻫﻠُﻬﺎ أَﻧـﻬﻢ ﻗَﺎدرون ﻋﻠَْﻴـﻬﺎ{: ﻇﻨﻮا أﻢ َ َ َ َ ُ ُْ َ ْ َْ ﺑﻌﻤﻠﻬﻢ ﺳﻴﻄﺮوا ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻓﺄﺷﺎﺣﻮا ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ اﳌﻠﻚ. }أَﺗَﺎﻫﺎ أَﻣﺮﻧَﺎ{: ﺑﺎﳍﻼك. }ﻟَْﻴﻼً أَو ﻧَـﻬﺎراً{: ﻟﻴﻼً ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮق وﺎراً ﻋﻠﻰ ْ َ َ ُْ اﻟﻐﺮب. َ ِ }ﻓَﺠﻌ ْﻠﻨَﺎﻫﺎ ﺣﺼﻴﺪاً{: ﻛﻤﺎ ﳛﺼﺪ ع، ﻫﺬﻩ اﻟﺒﻨﺎﻳﺎت ﺳﺘﺤﺼﺪ. }ﻛﺄَن ﱂْ اﻟﺰر ََ َ َ َ َ ُ ﺗَـﻐﻦ ﺑِﺎﻷَﻣﺲ{: ﻛﺄﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ. }ﻛﺬﻟِﻚ ﻧـُﻔﺼﻞ اﻵﻳﺎت ﻟِﻘﻮٍ َ َ َ َ ْ َ ِ َ ُ م ﻳَـﺘَـﻔﻜﺮون{: َْ ْ ِ وﻻ ﻳﻔﻴﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻫﺬا ﻣﻦ ﻻ ﻳﻔﻜﺮ، إن ﱂ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻼ ﺧﲑ ﻓﻴﻪ. ِ 52-}واﻟﻠّﻪُ ﻳَﺪﻋُﻮ إِﱃ دار اﻟﺴﻼَِم{:ﻳﺪﻋﻮك ﻟﺪار اﻷﻣﺎن واﻟﺮاﺣﺔ. }وﻳـَﻬﺪي َ ْ َ َِ َْ َ ِ ٍ ٍِ ﻣﻦ ﻳَﺸﺎءُ{: ﻛﻞ ﻣﻦ ﺷﺎء ﻳﻬﺪﻳﻪ إﻟﻴﻪ. }إِﱃ ﺻﺮاط ﻣﺴﺘَﻘﻴﻢ{: ﻓﺈن ﻛﺎن ﻛﻤﺎ َ َ ْ َ ﻳﻘﻮﻟﻮن: اﳍﺪاﻳﺔ ﳌﻦ ﻳﺸﺎؤﻩ اﷲ، وﻣﺎ داﻣﺖ اﳍﺪاﻳﺔ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﺪﻋﻮ؟!. ﻟﻮ أن َ إﻧﺴﺎﻧﺎً دﻋﺎ ﺿﻴﻮﻓﺎً، ﳌﺎ ﺟﺎؤوﻩ ﺻﺎر ﻳﻘﺒﻞ أﻧﺎﺳﺎً وﻳﺮد آﺧﺮﻳﻦ، ﻫﻞ ﻫﺬا ﻣﻘﺒﻮل ّ ﻣﻨﻪ؟!. 13
- 32. ْ ْ َ َ ِ َة ِ 62-}ﻟﻠﺬﻳﻦ أَﺣﺴﻨُﻮاْ{: اﻟﺴﲑ. }اﳊُﺴﲎ وزﻳَﺎد ٌ{: اﳊﻴﺎة اﳊﺴﻨﺔ دﻧﻴﺎ وزﻳﺎدة َ َْ َ ِﺔ ﻏﺪاً. }وﻻَ ﻳَـﺮﻫﻖ وﺟﻮﻫﻬﻢ ﻗَـﺘَـﺮ{: ﻋﺒﻮس ، ﻛﺂﺑﺔ. }وﻻَ ذﻟ :{ٌﻻ ﺗﻠﺤﻖ َ َْ ُ ُ ُ َ ُ ْ ٌ وﺟﻮﻫﻬﻢ ﻛﺂﺑﺔ وﻻ ﺣﺰن وﻻذﻟﺔ. }أُوﻟَـﺌِﻚ أَﺻﺤﺎب اﳉَﻨﺔ ﻫﻢ ﻓِﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟِﺪون{: ْ َ ْ َ ُ ْ ِ ُْ َ َ ُ َ ﻟِﻤﺎ ﺧﻠﻘﻮا ﻟﻪ. ُ ِ 72-}واﻟﺬﻳﻦ ﻛﺴﺒُﻮاْ اﻟﺴﻴﺌَﺎت{: اﻟﻔﺎﻋﻞ اﻹﻧﺴﺎن، ﻫﻮ ﻛﺴﺐ. ﻫﻢ ِ َ َ ََ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎرﻫﻢ ﻛﺴﺒﻮﻫﺎ. }ﺟﺰاء ﺳﻴﺌَﺔ ِِﺜْﻠِﻬﺎ وﺗَـﺮﻫﻘﻬﻢ{: ﺗﻠﺤﻘﻬﻢ، ﺰﻫﻢ ََ َ ﲟ َ َ َْ ُ ُ ْ ٍ ِِ َ ِ ِﺔ وﺗﺰﻋﺠﻬﻢ. }ذﻟ :{ٌﻳﺮى ﻧﻔﺴﻪ ﺳﺎﻓﻼً، واﻃﻴﺎً، وﲬﺎً. }ﻣﺎ ﳍُﻢ ﻣﻦ اﻟﻠّﻪ ﻣﻦ ْ َ َ ٍِ ﻋﺎﺻﻢ{: ﺛﻮﻢ ﻟﺒﺴﻮﻩ، ﻣﻦ ﳜﻠﺼﻬﻢ ﻣﻨﻪ؟. }ﻛﺄَﳕَﺎ أُﻏﺸﻴَﺖ وﺟﻮﻫﻬﻢ ﻗِﻄَﻌﺎً ﻣﻦ اﻟﻠْﻴﻞ ﻣﻈْﻠِﻤﺎً{: وﺟﻬﻪ أﺳﻮد ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ، ُ ِ َ ِ َ ْ ْ ُ ُ ُُ ْ دﻋﺎﻩ ﻟﻠﻤﺎﺋﺪة ﻓﺄﰉ، ﻓﺘﻤﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﺟﺎت وﻣﻮﺟﺎت. }أُوﻟَـﺌِﻚ أَﺻﺤﺎب اﻟﻨﺎر ْ َ َْ ُ ِ ﻫﻢ{: ﻫﻢ ﺑﺬاﻢ ﳜﻠﺪون إﻟﻴﻬﺎ. }ﻓِﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟِﺪون{: ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻟﻠﺴﻌﺎدة ﲨﻴﻌﺎً. َ َ ُ َ ُْ 82-}وﻳَـﻮم ﳓﺸﺮﻫﻢ ﲨﻴﻌﺎً ُ ﻧَـﻘﻮل ﻟِﻠﺬﻳﻦ أَﺷﻛﻮاْ ﻣﻜﺎﻧَﻜﻢ{: ﻗﻔﻮا ﻻﺗﺘﺤﺮ ﻛﻮا. ِ ِ َ ْ َ َْ ُ ُ ُ ْ َ ﰒ ُ ُ َ ْ ﺮُ َ َ ُ ْ َ }أَﻧﺘُﻢ وﺷﻛﺂ ُﻛﻢ ﻓَـﺰﻳـْﻠﻨَﺎ ﺑَـْﻴـﻨَـﻬﻢ{: ﺑﲔ ﻛﺎء واﻷﺗﺒﺎع، ﻓﺮﻗﻨﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ. }وﻗَﺎل َ َ اﻟﺸﺮ ُْ ْ َ ُ ﺮَ ؤُ ْ َ َ ﺷﻛﺂؤﻫﻢ ﻣﺎ ﻛﻨﺘُﻢ إِﻳﺎﻧَﺎ ﺗَـﻌﺒُﺪون{: أﻧﺘﻢ ﳊﻘﺘﻢ ﻫﻮاﻛﻢ، ﺗﺎﺑﻌﺘﻤﻮﻧﺎ ﳍﻮى ﰲ ُْ َ ُ ﺮَ ُ ُ ْ ُ َ أﻧﻔﺴﻜﻢ. ﳒﺎﺳﺘﻪ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻠﺤﻖ اﳋﺒﻴﺜﲔ، اﳋﺒﻴﺚ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﺎﳋﺒﻴﺚ. ِ َِ 92- ﻓﲑدون ﻋﻠﻰ زﻋﻤﺎﺋﻬﻢ: }ﻓَﻜﻔﻰ ﺑِﺎﻟﻠّﻪ ﺷﻬﻴﺪاً{: ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﰲ أﻧﻔﺴﻜﻢ. ََ }ﺑَـْﻴـﻨَـﻨَﺎ وﺑَـْﻴـﻨَﻜﻢ إِن ﻛﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﺒَﺎدﺗِﻜﻢ ﻟَﻐَﺎﻓِﻠِﲔ{: أﻧﺘﻢ دﻟﻠﺘﻤﻮﻧﺎ، وﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺮف َ ِ َ ُْ ُ َْ َ ُْ ﻣﺎ ﰲ دﻻﻟﺘﻜﻢ. 23