SlideShare a Scribd company logo

حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية

•
•
Dr Ghaiath Hussein
Dr Ghaiath Hussein
1 of 82
Download to read offline
‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫ﺣﻴﺜﻴﺎت اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﻄﺒﻴﺔ‬ ‫أوﻻ : أﻃـﻔـﺎل اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ‬‫ً‬ ‫ﻃﻔﻞ اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ وه ﻮ ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ ﺗﻠﻘ ﻴﺢ ﺑﻴﻴﻀ ﺔ اﻟﺰوﺟ ﺔ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء‬ ‫اﻟﺰوج وﺗﻮﺿﻊ اﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ ﻓ ﻲ أﻧﺒ ﻮب ﺧ ﺎرﺟﻲ ﻟﻔﺘ ﺮة ﺛ ﻢ‬ ‫ﺗﺮد إﻟﻰ رﺣﻢ اﻟﻤﺮأة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﺘﻔﺎدي ﺧﻠﻞ ﻳﻤﻨﻊ اﻟﺘﻠﻘﻴﺢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ)1(‬ ‫وذﻟ ﻚ ﺟ ﺎﺋﺰ ﺷ ﺮﻋﺎ ﻟﻌ ﻼج اﻟﻌﻘ ﻢ ﻣ ﺎدام اﻟﻤﻨ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟ ﺰوج‬ ‫ً‬ ‫واﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ ﻣ ـﻦ اﻟﺰوﺟ ﺔ ، وذﻟ ﻚ ﻟﻌ ﺪم ﺗ ﺪﺧﻞ ﻋﻨﺼ ﺮ ﺧ ﺎرﺟﻲ‬ ‫ﻋﻨﻬﻤ ﺎ ﻳﻐﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ﺣـﻜ ـﻢ اﻟ ـﺰواج اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ، ﻓﺎﻟﺮﺟ ﻞ واﻟﻤ ﺮأة‬ ‫ﺣﻼل ﻟﺒﻌﻀ ﻬﻤﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟ ﺰواج ، ﻓﻜ ﺬا اﻟﺘﻘ ﺎء اﻟﻤ ﺎء ﺣﺘ ﻰ وﻟ ﻮ‬ ‫آﺎن ﻓﻲ وﻋﺎء ﺧ ﺎرﺟﻲ ، ﺛ ﻢ ﻳﻌﻴ ﺪﻩ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ إﻟ ﻰ اﻟ ﺮﺣﻢ ، وذﻟ ﻚ‬ ‫ﻟﻮﺟ ﻮد ﺳ ﺒﺐ ﻃﺒ ﻲ ﻳ ﺪﻋﻮ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ ، ﺑﺸ ﺮط اﺳ ﺘﻤﺮار اﻟﺤﻴ ﺎة‬ ‫اﻟﺰوﺟﻴﺔ ، ﻷن ه ﺬا اﻟﺘﺼ ﺮف وﻗ ﻊ ﻓ ﻲ داﺋ ﺮة اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ ﻓ ﻼ إﺛ ﻢ‬ ‫ﻓﻴﻪ وﻻ ﺣﺮج )2( ، واﻹﺳﻼم ﻻ ﻳﻘﻒ أﻣﺎم ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺸ ﺮوﻋﺔ ﻷن‬ ‫اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻣﺎ ﻓﻌﻼ هﺬا إﻻ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ رﻏﺒﺔ اﻟﻮﻟﺪ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ اﷲ ﻣ ﻦ‬ ‫زﻳﻨﺔ اﻟﺤﻴ ﺎة اﻟ ﺪﻧﻴﺎ، ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ : " اﻟﻤ ﺎل واﻟﺒﻨ ﻮن زﻳﻨ ﺔ اﻟﺤﻴ ﺎة‬ ‫اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ")3( ﻓﻴﻘ ﻒ ﻋﻨ ﺪهﻤﺎ اﻹﺣﺴ ﺎس ﺑ ﺎﻟﻌﻘﻢ أو ﻳ ﺰول ، وﺑ ﺬﻟﻚ‬ ‫ﻳﺴ ﺘﻮﻳﺎن آﻐﻴﺮهﻤ ﺎ ﻣ ﻦ اﻷزواج ، وﻳﺸ ﻌﺮان ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﻴ ﺎة‬ ‫ﺑﺰﻳﻨﺔ اﻷﺑﻮة واﻷﻣﻮﻣﺔ ﻟﻸﺑﻨﺎء ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ ه ﺬا اﻹﻧﺠ ﺎز اﻟﻌﻠﻤ ﻲ‬ ‫اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﺮﻩ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ، وه ﺬا ﺳ ﺒﻴﻞ ﻣﺸ ﺮوع ﻟﻠﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻮﻟ ﺪ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﻟﺘﻜﻤ ﻞ ﺳ ﻌﺎدة اﻟ ﺰوﺟﻴﻦ اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ‬ ‫وﻳﻄﻤﺌﻨﺎن ﻋﻠﻰ دوام اﻟﻌﺸﺮة ، وﺑﻘﺎء اﻟﻤﻮدة ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ)4( .‬ ‫............................‬ ‫)2( اﻟﺸﻴﺦ ﺷﻠﺘﻮت اﻟﻔﺘﺎوى ص723‬ ‫)1( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ص 861‬ ‫)4( اﻟﺸﻴﺦ ﺷﻠﺘﻮت اﻟﻔﺘﺎوى 723‬ ‫)3( ﺳﻮرة اﻟﻜﻬﻒ اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 64‬ ‫) 1(‬
‫وهﺬا ﻣﺎ اﻧﺘﻬﺖ إﻟﻴ ﻪ ﺗﻮﺻ ﻴﺔ ﻧ ﺪوة اﻹﻧﺠ ﺎب ﻓ ﻲ ﺿ ﻮء اﻹﺳ ﻼم‬ ‫)ﻓﻘ ﺪ ذهﺒ ﺖ إﻟ ﻰ أن ﻃﻔ ﻞ اﻷﻧﺎﺑﻴ ﺐ ﺟ ﺎﺋﺰ ﺷ ﺮﻋﺎ إذا ﺗ ﻢ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫ً‬ ‫اﻟ ﺰوﺟﻴﻦ أﺛﻨ ﺎء ﻗﻴ ﺎم اﻟﺰوﺟﻴ ﺔ ، وروﻋﻴ ﺖ اﻟﻀ ﻤﺎﻧﺎت اﻟﺪﻗﻴﻘ ﺔ‬ ‫اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﻨﻊ اﺧﺘﻼط اﻷﻧﺴ ﺎب( وإن آ ﺎن هﻨ ﺎك ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻣ ﻦ‬ ‫ﺗﺤﻔﻆ ﻋﻠﻰ ذﻟ ﻚ ﺳ ﺪا ﻟﻠ ﺬراﺋﻊ .)1( ، وه ﺬا ﻣ ﺎ ذهﺒ ﺖ إﻟﻴ ﻪ ﻓﺘ ﻮى‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻤﺠﻤ ﻊ اﻟﻔﻘﻬ ﻲ ﺑﻤﻜ ﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣ ﺔ إذ ﺟ ﺎء ﺗﺤ ﺖ ﺣﻜ ﻢ اﻟﺘﻠﻘ ﻴﺢ‬ ‫اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ :)إن ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺘﺰوﺟﺔ واﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﺤﻤ ﻞ وﺣﺎﺟ ﺔ‬ ‫زوﺟﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻮﻟ ﺪ ﺗﻌﺘﺒ ﺮ ﻏﺮﺿ ﺎ ﻣﺸ ﺮوﻋﺎ ﻳﺒ ﻴﺢ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘ ﻪ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﺒﺎﺣﺔ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮق اﻟﺘﻠﻘ ﻴﺢ اﻟﺼ ﻨﺎﻋﻲ ، وإن اﻷﺳ ﻠﻮب‬ ‫اﻟ ﺬي ﺗﺆﺧ ﺬ ﻓﻴ ﻪ اﻟﺒ ﺬرﺗﺎن اﻟﺬآﺮﻳ ﺔ واﻷﻧﺜﻮﻳ ﺔ ﻣ ﻦ رﺟ ﻞ واﻣ ﺮأة‬ ‫زوﺟ ﻴﻦ أﺣ ﺪهﻤﺎ ﻟﻶﺧ ﺮ ، وﻳ ﺘﻢ ﺗﻠﻘﻴﺤﻬﻤ ﺎ ﺧﺎرﺟﻴ ﺎ ﻓ ﻲ أﻧﺒ ﻮب‬ ‫ً‬ ‫اﺧﺘﺒ ﺎر ﺛ ﻢ ﺗ ﺰرع اﻟﻠﻘﻴﺤ ﺔ ﻓ ﻲ رﺣ ﻢ اﻟﺰوﺟ ﺔ ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ﺻ ﺎﺣﺒﺔ‬ ‫اﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ ه ﻮ أﺳ ﻠﻮب ﻣﻘﺒ ﻮل ﻣﺒ ﺪﺋﻴﺎ ﻓ ﻲ ذاﺗ ﻪ ﺑ ﺎﻟﻨﻈﺮ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ‬ ‫ً‬ ‫ﻟﻜﻨﻪ ﻏﻴﺮ ﺳﻠﻴﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺟﺒ ﺎت اﻟﺸ ﻚ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺴ ﺘﻠﺰﻣﻪ وﻳﺤ ﻴﻂ‬ ‫ً‬ ‫ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣﻼﺑﺴ ﺎت ﻓﻴﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻻ ﻳﻠﺠ ﺄ إﻟﻴ ﻪ إﻻ ﻓ ﻲ ﺣ ﺎﻻت‬ ‫اﻟﻀﺮورة اﻟﻘﺼﻮى(.)2(‬ ‫وه ﺬا ﻣ ﺎ اﻧﺘﻬ ﺖ إﻟﻴ ﻪ هﻴﺌ ﺔ اﻟﻔﺘ ﻮى ﺑ ﻮزارة اﻷوﻗ ﺎف اﻟﻜﻮﻳﺘﻴ ﺔ‬ ‫ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ :) إن هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻨﻬ ﺎ ﺷ ﺮﻋﺎ ﻣ ﺎدام اﻟﺘﻠﻘ ﻴﺢ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫ً‬ ‫اﻟ ﺰوﺟﻴﻦ وﻣ ﺎدام اﻟﺠﻨ ﻴﻦ ﻗ ﺪ ﺗﻜ ﱠن ﻓ ﻲ رﺣ ﻢ ﺻ ﺎﺣﺒﺔ اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺔ‬ ‫ﻮ‬ ‫آﻤ ﺎ رأت أن اﻟﺘﻠﻘ ﻴﺢ ﻓ ﻲ اﻷﻧﺒﻮﺑ ﺔ إذا أﺛ ﺮ ﺗ ﺄﺛﻴﺮا ﺿ ﺎرا ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺠﻨﻴﻦ ﻳﻜﻮن ﺣﺮاﻣﺎ ()3(‬ ‫ً‬ ‫.................................‬ ‫)1( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ص 053‬ ‫)2( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ص084 ، 184‬ ‫)3( ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺘﺎوى اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ج 2 ص113‬ ‫) 2(‬
‫وﻳﺘﻔﺮع ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :‬ ‫أ- ﻗﻴﺎم اﻟﺰوﺟﻴﺔ‬ ‫ً‬ ‫اﺷﺘﺮط اﻟﻔﻘﻬ ﺎء ﻟﺠ ﻮاز اﻟﺘﻠﻘ ﻴﺢ اﻟﺼ ﻨﺎﻋﻲ ) ﻃﻔ ﻞ اﻷﻧﺎﺑﻴ ﺐ ( أن‬ ‫ﻳﺘﻢ ﺑﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ أﺛﻨﺎء ﻗﻴﺎم اﻟﺰوﺟﻴﺔ ، ﻷن اﻟﺘـﻘـﺎء اﻟﻤـﺎﺋـﻴـﻦ ﻓﻲ‬ ‫ه ﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﻳﻜ ﻮن ﺣ ﻼﻻ ، وه ﻮ أﺛ ﺮ ﻣ ﻦ ﺁﺛ ﺎر اﻟﺰوﺟﻴ ﺔ‬ ‫اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻓﺈذا اﻧﻘﻄﻌﺖ راﺑﻄﺔ اﻟﺰوﺟﻴ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻮﻓ ﺎة ﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﻜ ﻦ أﺣ ﺪ اﻟ ﺰوﺟﻴﻦ ﺣ ﻼﻻ ﻟﻶﺧ ﺮ ﻓﻜ ﺬا اﻟﺘﻘ ﺎء اﻟﻤ ﺎﺋﻴﻦ ﻻ ﻳﻜ ﻮن‬ ‫ً‬ ‫ﺣﻼﻻ وإذا دﺧ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴ ﺔ ﻃ ﺮف ﺛﺎﻟ ﺚ رﺟ ﻼ آ ﺎن أو اﻣ ﺮأة‬ ‫ً‬ ‫آﺎن اﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﺣﺮاﻣﺎ ، ﻻﺷﺘﺮاط اﻟﺰوﺟﻴﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ .‬ ‫ً‬ ‫وﻗ ﺪ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﺗﻮﺻ ﻴﺔ ﻧ ﺪوة اﻹﻧﺠ ﺎب : أن اﻟﺘﻠﻘ ﻴﺢ اﻟﺼ ﻨﺎﻋﻲ‬ ‫) ﻃﻔﻞ اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ ( ﻳﻜﻮن ﺣﺮاﻣﺎ إذا آﺎن ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﺮ ﻃ ﺮف ﺛﺎﻟ ﺚ‬ ‫ً‬ ‫ﺳﻮاء أآﺎن ﻣﻨﻴﺎ أم ﺑﻴﻴﻀﺔ أم ﺟﻨﻴﻨﺎ أم رﺣﻤﺎ .)1(‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ب- اﻟﺰوج اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ‬ ‫اﺗﻔ ﻖ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺠ ﻮز أن ﺗَﻘ ﺢ اﻷرﻣﻠ ﺔ ﺑﻤ ﺎء زوﺟﻬ ﺎ‬ ‫ُﻠ‬ ‫اﻟﻤﺘ ﻮﻓﻰ ، وآ ﺎن ﻗ ﺪ اﺧﺘ ﺰن أﺛﻨ ﺎء ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ، أو أن ﺗﺴ ﺘﻘﺒﻞ ﻓ ﻲ‬ ‫رﺣﻤﻬ ﺎ ﺑﻴﻴﻀ ﺔ ﻟﻘﺤ ﺖ ﻣ ﻦ ﻣﺎﺋ ﻪ ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ، ﻷن اﻟﻤ ﻮت ﻳﻘﻄ ﻊ‬ ‫اﻟﺤﻴﺎة ، وﺗﻨﻘﻄﻊ ﺑﻪ اﻟﺰوﺟﻴﺔ ، ﻓﻘﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﻨﻜ ﺎح‬ ‫ﻳﻨﺘﻬ ﻲ وﺗﻨﻔﺼ ﻢ ﻋﻘﺪﺗ ﻪ ، وﺗﻨﺤ ﻞ راﺑﻄ ﺔ اﻟﺰوﺟﻴ ﺔ إذا ﻣ ﺎت أﺣ ﺪ‬ ‫اﻟﺰوﺟﻴﻦ ، ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻧﺠ ﻴﻢ : إن اﻟﻤ ﻮت ﻳﻨ ﺎﻓﻲ أﺣﻜ ﺎم اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ﻷﻧ ﻪ‬ ‫ﻋﺠﺰ آﻠﻪ .)2(‬ ‫..............................‬ ‫)1( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ص 053‬ ‫)2( ﻓﺘﺢ اﻟﻐﻔﺎر ﺷﺮح اﻟﻤﻨﺎر ج 3 ص 89‬ ‫) 3(‬
‫ﺟـ- آﺸﻒ اﻟﻌﻮرة‬ ‫وﻣﻘﺘﻀﻰ ﺟﻮاز ﻣﺎ ﺳﺒﻖ أن ﻳﻜﺸﻒ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻋ ﻮرة اﻟﻤ ﺮأة ﻟﻴﻌﻴ ﺪ‬ ‫إﻟ ﻰ رﺣﻤﻬ ﺎ اﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ ، واﻷﺻ ﻞ أن ﻓ ﺮج اﻟﻤ ﺮأة وﻣ ﺎ‬ ‫ﺣﻮﻟ ﻪ ﻋ ﻮرة ﻣﻐﻠﻈ ﺔ ﻟ ﺪى ﺟﻤﻴ ﻊ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء . ﻻ ﻳﺠ ﻮز اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟﻴ ﻪ‬ ‫وﻻ ﻟﻤﺴﻪ ﻟﻐﻴﺮ اﻟﺰوج ﺳ ﻮاء أآ ﺎن اﻟﻨ ﺎﻇﺮ أو اﻟﻼﻣ ﺲ رﺟ ﻼ أو‬ ‫ً‬ ‫اﻣﺮأة )1( ، وﻟﻜﻦ أﺟﺎز اﻟﻔﻘﻬﺎء آﺸ ﻒ اﻟﻌ ﻮرة ، وﻧﻈ ﺮ اﻷﺟﻨﺒ ﻲ‬ ‫إﻟﻴﻬﺎ ﻟﺪواﻋﻲ اﻟﻜﺸ ﻒ اﻟﻄﺒ ﻲ واﻟﺘﻌـﻠ ـﻴﻢ واﻟﺤﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟـﻌ ـﻼج‬ ‫وه ـﺬا ﻣ ـﻦ اﻟﻀ ﺮورات ، واﻟﻘﺎﻋ ﺪة اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ : ) اﻟﻀ ﺮورات‬ ‫ﺗﺒﻴﺢ اﻟﻤﺤﻈﻮرات ()2( وﻟﻜﻦ ﺗﻘﺪر ﺑﻘﺪرهﺎ ﻓﻴﻘﺘﺼﺮ اﻟﻨﻈﺮ ﺑﻘ ﺪر‬ ‫اﻟﻀﺮورة أو اﻟﺤﺎﺟﺔ . ذآﺮ اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ :) وﻳﻨﻈ ﺮ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻣﻮﺿﻊ ﻣﺮﺿﻬﺎ ﺑﻘﺪر اﻟﻀﺮورة()3(، وذهﺐ اﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ إﻟﻰ ﺟﻮاز‬ ‫ﻧﻈﺮ اﻟﻄﺒﻴﺐ إﻟﻰ ﻣﺤﻞ اﻟﻤﺮض ﻣﻦ اﻟﻤﺮأة اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ إذا آﺎن ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻮﺟﻪ أو اﻟﻴﺪﻳﻦ ، ﻗﻴﻞ وﻟﻮ ﺑﻔﺮﺟﻬﺎ ﻟﻠﺪواء .)4( ، وﻗﺎل اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ‬ ‫:) وﻳﺒﺎح ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻴﻪ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺑ ﺪﻧﻬﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻌﻮرة وﻏﻴﺮهﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻮﺿﻊ ﺣﺎﺟﺔ ()5(‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻟ ﺰم ﻟ ﺪﻓﻌﻬﺎ ﺟ ﺎز ، وﻣ ﺎ زاد ﻋ ﻦ ﻗ ﺪر اﻟﻀ ﺮورة ﺑﻘ ﻲ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫أﺻﻞ اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ، وﻗﺪ ورد أن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬ ‫ﻟﻤﺎ ﺣ ﱠﻢ ﺳﻌﺪا ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈ ﺔ ، واﺣﺘ ﻴﺞ ﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ اﻟﺒ ﺎﻟﻐﻴﻦ ﻣ ﻨﻬﻢ‬ ‫ً‬ ‫ﻜ‬ ‫أﻣﺮ ﺑﺎﻟﻜﺸ ﻒ ﻋ ﻦ ﻣ ﺆﺗﺰرهﻢ ، ﻗ ﺎل ﻋﻄﻴ ﺔ اﻟﻘﺮﻇ ﻲ :) ﻋﺮﺿ ﻨﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻳﻮم ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻓﻜﺎن ﻣﻦ أﻧﺒﺖ ُﺘﻞ‬ ‫ﻗ‬ ‫..................................‬ ‫)1( اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺨﺎﻟﺺ ﻟﻠﺴﺒﻜﻲ ج 2 ص 201‬ ‫)2( اﻷﺷﺒﺎﻩ واﻟﻨﻈﺎﺋﺮ ﻻﺑﻦ ﻧﺠﻴﻢ ص 59 ، ﻟﻠﺴﻴﻮﻃﻲ ص 77‬ ‫)3( ﺣﺎﺷﻴﺔ اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ج 5 ص 732‬ ‫)4( اﻟﻔﻮاآﻪ اﻟﺪواﻧﻲ ج 2 ص 014‬ ‫)5( اﻟﻤﻐﻨﻲ ج 6 ص 855‬ ‫) 4(‬
‫وﻣ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻨﺒ ﺖ ﺧﻠ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻠﻪ، وآﻨ ﺖ ﻣﻤ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻨﺒ ﺖ ، ﻓﺨﻠ ﻰ‬ ‫ﺳﺒﻴﻠﻲ ()1( ، وﻣﺎ ورد ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔﺎن رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨ ﻪ أﻧ ﻪ‬ ‫ُﺗ ﻲ ﺑﻐ ﻼم ﻗ ﺪ ﺳ ﺮق ﻓﻘ ﺎل : اﻧﻈ ﺮوا إﻟ ﻰ ﻣ ﺆﺗﺰرﻩ ﻓﻨﻈ ﺮوا وﻟ ﻢ‬ ‫أ‬ ‫ﻳﺠ ﺪوﻩ أﻧﺒ ﺖ اﻟﺸ ﻌﺮ ﻓﻠ ﻢ ﻳﻘﻄﻌ ﻪ )2( وﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ اﻟﻤﻌ ﺎﻟﺞ أﻻ‬ ‫ﻳﺘﺠﺎوز اﻃﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ اﻟﻀﺮورة .‬ ‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﺔ ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب : )ﺟ ﻮاز ﻧﻈ ﺮ اﻟﺠ ﻨﺲ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻋ ﻮرة اﻟﺠ ﻨﺲ اﻵﺧ ﺮ ، ﻟ ﺪواﻋﻲ اﻟﻜﺸ ﻒ اﻟﻄﺒ ﻲ واﻟﻤﻌﺎﻟﺠ ﺔ‬ ‫واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ، ﻣﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎر ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻣﻦ اﻟﻌﻮرة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻴﻪ‬ ‫اﻟﺤﺎﺟﺔ ()3( وﻗﺪ أﺻﺪر ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﻬ ﻲ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﺑﻤﻜ ﺔ‬ ‫اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﻓﻲ دورﺗﻪ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ :) إن اﻧﻜﺸﺎف اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻏﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﻞ ﺷ ﺮﻋﺎ ﺑﻴﻨﻬ ﺎ وﺑﻴﻨ ﻪ اﻻﺗﺼ ﺎل اﻟﺠﻨﺴ ﻲ ﻻ ﻳﺠ ﻮز‬ ‫ً‬ ‫ﺑﺤ ﺎل ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﻮال إﻻ ﻟﻐ ﺮض ﻣﺸ ﺮوع ﻳﻌﺘﺒ ﺮﻩ اﻟﺸ ﺮع ﻣﺒﻴﺤ ﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﻟﻬ ﺬا اﻻﻧﻜﺸ ﺎف ، وإن اﺣﺘﻴ ﺎج اﻟﻤ ﺮأة إﻟ ﻰ اﻟﻌ ﻼج ﻣ ﻦ ﻣ ﺮض‬ ‫ﻳﺆذﻳﻬ ﺎ ، أو ﻣ ﻦ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﺟﺴ ﻤﻬﺎ ﺗﺴ ﺒﺐ ﻟﻬ ﺎ‬ ‫إزﻋﺎﺟﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ذﻟ ﻚ ﻏﺮﺿ ﺎ ﻣﺸ ﺮوﻋﺎ ﻳﺒ ﻴﺢ ﻟﻬ ﺎ اﻻﻧﻜﺸ ﺎف ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻏﻴﺮ زوﺟﻬ ﺎ ﻟﻬ ﺬا اﻟﻌ ﻼج ، وﻋﻨﺪﺋ ﺬ ﻳﺘﻘﻴ ﺪ ذﻟ ﻚ اﻻﻧﻜﺸ ﺎف ﺑﻘ ﺪر‬ ‫اﻟﻀﺮورة ، آﻤﺎ آﺎن اﻧﻜﺸﺎف اﻟﻤﺮأة ﻋﻠ ﻰ ﻏﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﻞ ﺑﻴﻨﻬ ﺎ‬ ‫وﺑﻴﻨ ﻪ اﻻﺗﺼ ﺎل اﻟﺠﻨﺴ ﻲ ﻣﺒﺎﺣ ﺎ ﻟﻐ ﺮض ﻣﺸ ﺮوع ، ﻳﺠ ﺐ أن‬ ‫ً‬ ‫ﻳﻜ ﻮن اﻟﻤﻌ ﺎﻟﺞ اﻣ ﺮأة ﻣﺴ ﻠﻤﺔ إن أﻣﻜ ﻦ ذﻟ ﻚ وإﻻ ﻓ ﺎﻣﺮأة ﻏﻴ ﺮ‬ ‫ﻣﺴﻠﻤﺔ وإﻻ ﻓﻄﺒﻴﺐ ﻣﺴﻠﻢ ﺛﻘﺔ وإﻻ ﻓﻐﻴﺮ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻬ ﺬا اﻟﺘﺮﺗﻴ ﺐ ، و‬ ‫ﻻ ﺗﺠﻮز اﻟﺨﻠﻮة ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻌﺎﻟﺞ واﻟﻤﺮأة اﻟﺘ ﻲ ﻳﻌﺎﻟﺠﻬ ﺎ إﻻ ﺑﺤﻀ ﻮر‬ ‫زوﺟﻬﺎ أو اﻣﺮأة أﺧﺮى ()4(‬ ‫.................................‬ ‫)1( أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ج 4 ص 541‬ ‫)2( ﻣﻐﻨﻲ اﻟﻤﺤﺘﺎج ج 3 ص 331‬ ‫)3( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ص 153‬ ‫)4( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ص 084‬ ‫) 5(‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ : اﻟﺮﺣﻢ اﻟﻈﺌﺮ‬ ‫ً‬ ‫وهﻮ وﺿﻊ اﻟﺒﻴﻴﻀﺔ اﻟﻤﻠﻘﺤﺔ ﻣﻦ ﻣﺎء اﻟﺰوج اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﻓ ﻲ رﺣ ﻢ‬ ‫اﻣﺮأة ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻣﺘﻄﻮﻋﺔ أو ﻣﺴﺘﺄﺟﺮة . وهﻮ ﻣﺎ ﺳﻤﺎﻩ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء‬ ‫)ﺷﺘﻞ اﻟﺠﻨﻴﻦ( وهﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺷﻔﻂ ﺑﻴﻴﻀﺔ اﻣ ﺮأة ﻣ ﻦ ﻣﺒﻴﻀ ﻬﺎ‬ ‫ﺧ ﻼل ﻣﻨﻈ ﺎر ﻳﺨﺘ ﺮق ﺟ ﺪار اﻟ ﺒﻄﻦ ، ﺛ ﻢ ﺗﻠﻘ ﻴﺢ ه ﺬﻩ اﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ‬ ‫ﺑﻤﻨﻮي ﻣﻦ اﻟﺰوج ﻳﻠﺘﺤﻢ ﺑﻬﺎ ﻟﻴﻜﻮﻧ ﺎ ﺑﻴﻴﻀ ﺔ ﺗﺸ ﺮع ﻓ ﻲ اﻻﻧﻘﺴ ﺎم‬ ‫إﻟ ﻰ ﻋﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻼﻳ ﺎ ، ﺛ ﻢ إﻳ ﺪاع ه ﺬﻩ اﻟﻜﺘﻠ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻼﻳ ﺎ أي‬ ‫اﻟﺠﻨﻴﻦ اﻟﺒﺎآﺮ رﺣﻢ اﻣﺮأة أﺧﺮى ﺑﻌﺪ إﻋ ﺪادﻩ هﺮﻣﻮﻧﻴ ﺎ ﻻﺳ ﺘﻘﺒﺎل‬ ‫ً‬ ‫ﺟﻨﻴﻦ.. ﻓﻴﻜﻤﻞ اﻟﺠﻨﻴﻦ ﻧﻤﺎءﻩ ﻓﻲ رﺣﻢ هﺬﻩ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﻤﻀ ﻴﻔﺔ ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﺗﻠﺪﻩ وﺗﺴﻠﻤﻪ ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺗﻜ ﱠن .)1(‬ ‫ﻮ‬ ‫هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺠﻮز ﺷﺮﻋﺎ ، ﻷن اﻟﻤﺮأة اﻟـﺘﻲ و ِﻌـﺖ ﻓـﻴـﻬﺎ‬ ‫ُﺿ‬ ‫اﻟﺒﻴﻴﻀﺔ اﻟﻤﻠﻘﺤﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ ، وﻟﻬﺬا اﺷﺘﺮط اﻟﻔﻘﻬ ﺎء أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﻤﻨ ﻲ‬ ‫اﻟﺬي ﺗﺪﺧﻠﻪ اﻟﻤ ﺮأة ﻓ ﻲ ﻓﺮﺟﻬ ﺎ ﻣﻨﻴ ﺎ ﻣﺤﺘﺮﻣ ﺎ ، أي ﻣﻨ ﻲ زوﺟﻬ ﺎ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻓ ﻲ ﺣ ﺎل ﻗﻴ ﺎم اﻟﺰوﺟﻴ ﺔ )2( وﻳﺤ ﺮم ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺮأة أن ﺗ ﺪﺧﻞ ﻣﻨ ﻲ‬ ‫اﻷﺟﻨﺒﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﺟﻬﺎ ، ﻷﻧﻪ ﻣﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺘﺮم ، ﻓﻴﺤﺮم ه ﺬا‬ ‫اﻟﻔﻌﻞ ﻟﺬاﺗﻪ ، وﻟﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﺧﺘﻼط اﻷﻧﺴﺎب .‬ ‫وﺿﻴﺎع اﻷﻣﻮﻣﺔ ، واﺧﺘﻼل ﺗﻘ ﺪﻳﺮ اﻟﻤﻴ ﺰان اﻟﺮاﻗ ﻲ ﻟﻠ ﺰواج ﻓ ﻲ‬ ‫اﻹﺳ ﻼم اﻟ ﺬي آ ﺮم اﷲ ﺑ ﻪ ﺑﻨ ﻲ ﺁدم ، ﺑ ﺎن ﺟﻌ ﻞ ﻟﻬ ﻢ ﻋﻼﻗ ﺔ‬ ‫اﻟﺰوﺟﻴ ﺔ ﺳ ﺒﻴﻼ ﻟﻠﻤ ﻮدة واﻟﺮﺣﻤ ﺔ واﻟﺴﻜ ـﻦ واﻟﺘ ـﻨﺎﺳﻞ ، وﻷﻧ ﻪ‬ ‫ً‬ ‫وﺿﻊ ﻣﺎء رﺟﻞ أﺟﻨﺒ ﻲ ﻗﺼ ﺪا ﻓ ﻲ ﺣ ﺮث ﻟ ﻴﺲ ﺑﻴﻨ ﻪ وﺑ ﻴﻦ ذﻟ ﻚ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺮﺟ ﻞ ﻋﻘ ﺪ ارﺗﺒ ﺎط ﺑﺰوﺟﻴ ﺔ ﺷ ﺮﻋﻴﺔ ﻳﻈﻠﻬ ﺎ اﻟﻘ ﺎﻧﻮن اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ‬ ‫واﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ . )3( وﻗﺪ ذآﺮ د/ اﻟﻘﺮﺿﺎوي ﻓﻲ ﻓﺘﺎواﻩ :‬ ‫.....................................‬ ‫)1( ﻓﺘﺎوى ﻣﻌﺎﺻﺮة د/ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﺮﺿﺎوي ص 365 ﻧﻘﻼ ﻋﻦ د/ﺣﺴﺎن ﺣﺘﺤﻮت‬ ‫ً‬ ‫)2( اﻟﻤﻔﺼﻞ ج 9 ص 783‬ ‫)3( اﻟﺸﻴﺦ ﺷﻠﺘﻮت اﻟﻔﺘﺎوى ص 823‬ ‫) 6(‬
‫) إن ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺸﺘﻞ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ أﻣ ﻮر ه ﻲ ﻏﺎﻳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺨﻄ ﻮرة‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ، ﺛﻢ ﻗﺎل : وإذا آﻨ ﺎ ﻧﺒﺤ ﺚ ﻋ ﻦ‬ ‫ﻣﺸ ﺮوﻋﻴﺔ ه ﺬا اﻷﻣ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻮﺟﻬ ﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ ﻓﺎﻟ ﺬي أراﻩ أن اﻟﻔﻘ ﻪ‬ ‫اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻻ ﻳﺮﺣﺐ ﺑﻬﺬا اﻷﻣﺮ اﻟﻤﺒﺘﺪع ، وﻻ ﻳﻄﻤﺌﻦ إﻟﻴ ﻪ ، وﻻ‬ ‫ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ وﺁﺛﺎرﻩ ، ﺑ ﻞ ﻳﻌﻤ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨﻌ ﻪ ، ﺛ ﻢ ذآ ﺮ أن‬ ‫ﻣ ﻦ أﺑ ﺮز ﻧﺘ ﺎﺋﺞ اﻟﺸ ﺘﻞ إﻓﺴ ﺎد ﻣﻌﻨ ﻰ اﻷﻣﻮﻣ ﺔ آﻤ ﺎ ﻓﻄﺮه ﺎ اﷲ‬ ‫وﻋﺮﻓﻬﺎ اﻟﻨﺎس ()1(‬ ‫وﺣﺘﻰ ﻟﻮ آﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮأة زوﺟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻨﻔﺲ اﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﺠ ﻮز ، ﻟﻤ ﺎ‬ ‫ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺸﺎآﻞ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ، ﺣﻴﺚ ﺗﻌـﺘـﺒﺮ‬ ‫اﻷم ه ﻲ ﺻ ﺎﺣﺒﺔ اﻟ ﺮﺣﻢ ، وﻟﻴﺴ ﺖ ﺻ ﺎﺣﺒﺔ اﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ ، ﻟﻘﻮﻟ ﻪ‬ ‫ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " إن أﻣﻬ ﺎﺗﻬﻢ إﻻ اﻟﻼﺋ ﻲ وﻟ ﺪﻧﻬﻢ " )2( ، وﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :"‬ ‫ﺣﻤﻠﺘ ﻪ أﻣ ﻪ ُﺮه ﺎ ووﺿ ﻌﺘﻪ ُﺮه ﺎ " )3( ، ﻓ ﺎﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤ ﻞ وﺗﻀ ﻊ‬ ‫آ ً‬ ‫آ ً‬ ‫هﻲ اﻷم .‬ ‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻮﺻ ﻴﺔ ﻧ ﺪوة اﻹﻧﺠ ﺎب ﺣﺮﻣ ﺔ اﻟ ﺮﺣﻢ اﻟﻈﺌ ﺮ ، ﻓﻘ ﺪ‬ ‫ﻗﺎل اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻮن :)وا ُﻔﻖ ﻋﻠ ﻰ أن ذﻟ ﻚ ﻳﻜ ﻮن ﺣﺮاﻣ ﺎ إذا‬ ‫ً‬ ‫ﺗ‬ ‫آﺎن ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﻃﺮف ﺛﺎﻟﺚ ﺳﻮاء أآ ﺎن ﻣﻨﻴ ﺎ أم ﺑﻮﻳﻀ ﺔ أم ﺟﻨﻴﻨ ﺎ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أم رﺣﻤﺎ( )4( ، وأﺻﺪر ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﻬﻲ ﺑﻤﻜﺔ ﺣﺮﻣﺔ ذﻟﻚ‬ ‫ً‬ ‫ﻷن اﻟﻤﺘﻄﻮﻋ ﺔ ﺑﺎﻟﺤﻤ ﻞ أﺟﻨﺒﻴ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟ ﺰوﺟﻴﻦ ﻣﺼ ﺪر‬ ‫اﻟﺒﺬرﺗﻴﻦ.)5(‬ ‫وهﻨ ﺎك ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻣ ﻦ أﻓﺘ ﻰ ﺑﺤ ﻞ اﻟ ﺮﺣﻢ اﻟﻈﺌ ﺮ إﻻ أن رأﻳ ﻪ‬ ‫ﻣﺮدود ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﻬﻴﺎ وﻃﺒﻴﺎ .)6(‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫..........................................‬ ‫)1( اﻟﻔﺘﺎوى ج 1 ص 865‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 2‬ ‫)3( ﺳﻮرة اﻷﺣﻘﺎف اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 51‬ ‫)4( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ﻓﻲ ﺿﻮء اﻹﺳﻼم ص 053‬ ‫)5( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص 184‬ ‫)6( ﺷﺘﻞ اﻟﺠﻨﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻌﻠﻢ وﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺪﻳﻦ د/ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻔﺮت‬ ‫) 7(‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ : اﻟﺒﻮﻳﻀﺎت اﻟﺰاﺋﺪة‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺘﻠﻘ ﻴﺢ اﻟﺼ ﻨﺎﻋﻲ وه ﻮ اﻹﺧﺼ ﺎب ﺧ ﺎرج اﻟﺠﺴ ﻢ ) ﻃﻔ ﻞ‬ ‫اﻷﻧﺎﺑﻴ ﺐ( ﻳ ﺬآﺮ اﻷﻃﺒ ﺎء أن ﻧﺴ ﺒﺔ ﻧﺠ ﺎح اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺎت اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ‬ ‫اﻟﺴ ﻠﻴﻤﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻠ ﻮق ﻓ ﻲ ﺟ ﺪار اﻟ ﺮﺣﻢ ﺗﺘﻨﺎﺳ ﺐ ﻃﺮدﻳ ﺎ ﻣ ﻊ ﻋ ﺪد‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺒﻮﻳﻀﺎت اﻟﻤﻠﻘﺤﺔ اﻟﻤﻌ ﺎدة ﻓﻴﻘﻮﻟ ﻮن : إذا أﻋ ﺪﻧﺎ ﺑﻮﻳﻀ ﺔ ﻣﻠﻘﺤ ﺔ‬ ‫واﺣ ﺪة ﺗﻜ ﻮن اﻟﻨﺴ ﺒﺔ 51 % وﺗﺰﻳ ﺪ إﻟ ﻰ 32 % إذا أﻋ ﺪﻧﺎ‬ ‫ﺑﻮﻳﻀ ﺘﻴﻦ وﺗﺮﺗﻔ ﻊ إﻟ ﻰ 7.03 % إذا أﻋ ﺪﻧﺎ ﺛ ﻼث ﺑﻮﻳﻀ ﺎت‬ ‫ﻓﺎﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻪ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ أﻓﻀﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻧﻌﻴﺪ ﺛﻼث ﺑﻮﻳﻀ ﺎت‬ ‫ﻣﻠﻘﺤ ﺔ إﻟ ﻰ داﺧ ﻞ ﺗﺠﻮﻳ ﻒ اﻟ ﺮﺣﻢ ، وﻟﻠﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ ﺛ ﻼث‬ ‫ﺑﻮﻳﻀﺎت ﻣﻠﻘﺤﺔ وﺳﻠﻴﻤﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋ ﺪد أآﺒ ﺮ رﺑﻤ ﺎ‬ ‫ﺿ ﻌﻒ ه ﺬا اﻟﻌ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺎت ﻣ ﻦ ﻣﺒ ﻴﺾ اﻷم ، وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ‬ ‫ﻓﺎﻟﻔﺮﺻ ﺔ ﺳ ﺎﻧﺤﺔ ﻟﻠﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ ﺑﻮﻳﻀ ﺎت ﻣﻠﻘﺤ ﺔ زاﺋ ﺪة ﻋ ﻦ‬ ‫اﻟﺤﺎﺟﺔ .)1(‬ ‫و اﻟﺮأي اﻟﻔﻘﻬﻲ أن اﻟﻮﺿ ﻊ اﻷﻣﺜ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺎت اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ أن‬ ‫ﻻ ﻳﻜ ﻮن هﻨ ﺎك ﻓ ﺎﺋﺾ ﻣﻨﻬ ﺎ ، ﻟﻜ ﻦ إن ﺣﺼ ﻞ ﻓ ﺎﺋﺾ ﻓ ﺄآﺜﺮ‬ ‫اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﺮﻣﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ، ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﻐﺮس ﻓ ﻲ‬ ‫ﺟ ﺪار اﻟ ﺮﺣﻢ وﻟ ﺬﻟﻚ أﺟ ﺎزوا إﻋ ﺪاﻣﻬﺎ دون ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ وﺳ ﻴﻠﺔ‬ ‫اﻹﻋﺪام .‬ ‫وﻳ ﺮى ﺑﻌ ﺾ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء أن اﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ ه ﻲ أول أدوار‬ ‫اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟ ﺬي آﺮﻣ ﻪ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﺑﻘﻮﻟ ﻪ :" وﻟﻘ ﺪ آﺮﻣﻨ ﺎ ﺑﻨ ﻲ‬ ‫ﺁدم " )2( ، ﻓﻴﻜ ﻮن ﻟﻬ ﺎ ﺣﺮﻣﺘﻬ ﺎ وﻻ ﺗﻌ ﺪم ، وأن اﻟﻤﺨﺘ ﺎر ﻟ ﺪﻳﻬﻢ‬ ‫هﻮ ﺗﺮآﻬﺎ وﺷﺄﻧﻬﺎ ﻟﻠﻤ ﻮت اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ ، ﻓﻬ ﻮ أﺧ ﻒ ﺣﺮﻣ ﺔ إذ ﻟ ﻴﺲ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻋﺪوان إﻳﺠﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة .)3(‬ ‫...................................‬ ‫)1( ﻧﺪوة اﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ﺑﺤﺚ د/ ﻣﺄﻣﻮن اﻟﺤﺎج ص154‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 07‬ ‫)3( ﻧﺪوة اﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ص 757‬ ‫) 8(‬
‫وهﺬا ﻣﺎ ﻧﺼ ﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺗﻮﺻ ﻴﺎت ﻧ ﺪوة اﻟﺮؤﻳ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﻟ ﺒﻌﺾ‬ ‫اﻟﻤﻤﺎرﺳ ﺎت اﻟﻄﺒﻴ ﺔ ، ﻓﻘ ﺪ ﺟ ﺎء ﻓﻴﻬ ﺎ ) إن اﻟﻮﺿ ﻊ اﻷﻣﺜ ﻞ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮع ) ﻣﺼﻴﺮ اﻟﺒﻮﻳﻀﺎت اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ ( ه ﻮ أن ﻻ ﻳﻜ ﻮن هﻨ ﺎك‬ ‫ﻓ ﺎﺋﺾ ﻣﻨﻬ ﺎ ، وذﻟ ﻚ ﺑ ﺄن ﻳﺴ ﺘﻤﺮ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻓ ﻲ أﺑﺤ ﺎﺛﻬﻢ ﻗﺼ ﺪ‬ ‫اﻻﺣﺘﻔ ﺎظ ﺑﺎﻟﺒﻮﻳﻀ ﺎت ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ ﻣ ﻊ إﻳﺠ ﺎد اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟ ﺬي‬ ‫ﻳﺤﻔﻆ ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻠﻘﻴﺢ اﻟﺴﻮي ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ، وﺗﻮﺻ ﻲ اﻟﻨ ﺪوة‬ ‫أﻻ ﻳﻌﺮض اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻟﻠﺘﻠﻘﻴﺢ إﻻ اﻟﻌﺪد اﻟﺬي ﻻ ﻳﺴﺒﺐ ﻓﺎﺋﻀﺎ ، ﻓ ﺈذا‬ ‫ً‬ ‫روﻋﻲ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺘﺞ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﺼﻴﺮ اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺎت اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ‬ ‫اﻟﺰاﺋ ﺪة ، أﻣ ﺎ إذا ﺣﺼ ﻞ ﻓ ﺎﺋﺾ ﻓﺘ ﺮى اﻷآﺜﺮﻳ ﺔ أن اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺎت‬ ‫اﻟﻤﻠﻘﺤﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﺮﻣ ﺔ ﺷ ﺮﻋﻴﺔ ﻣ ﻦ أي ﻧ ﻮع ، وﻻ اﺣﺘ ﺮام ﻟﻬ ﺎ‬ ‫ﻗﺒ ﻞ أن ﺗﻨﻐ ﺮس ﻓ ﻲ ﺟ ﺪار اﻟ ﺮﺣﻢ وأﻧ ﻪ ﻟ ﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﺘﻨ ﻊ إﻋ ﺪاﻣﻬﺎ‬ ‫ﺑﺄي وﺳﻴﻠﺔ ، وﻳﺮى اﻟ ﺒﻌﺾ أن ه ﺬﻩ اﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ ه ﻲ أول‬ ‫أدوار اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟ ﺬي آﺮﻣ ﻪ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ . وﻓﻴﻤ ﺎ ﺑ ﻴﻦ إﻋ ﺪاﻣﻬﺎ أو‬ ‫اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤ ﻲ أو ﺗﺮآﻬ ﺎ ﻟﺸ ﺄﻧﻬﺎ ﻟﻠﻤ ﻮت اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ‬ ‫ﻳﺒ ﺪو أن اﻻﺧﺘﻴ ﺎر اﻷﺧﻴ ﺮ أﺧﻔﻬ ﺎ ﺣﺮﻣ ﺔ إذ ﻟ ﻴﺲ ﻓﻴ ﻪ ﻋ ﺪوان‬ ‫إﻳﺠﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة ()1(‬ ‫راﺑﻌﺎ : اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ‬‫ً‬ ‫اﻟﻌﻠ ﻢ ﻓ ﻴﺾ إﻟﻬ ﻲ ، وهﺒ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺨ ﺎﻟﻖ ﺟ ﻞ ﺷ ﺄﻧﻪ ﻟﻌﺒ ﺎدﻩ ، وه ﻮ‬ ‫ﻧﻮر ﻳﺴﺘﻀﺎء ﺑﻪ ﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ أﺳ ﺮار اﻟﻜ ﻮن ، وﻓﻬ ﻢ ﻧ ﻮاﻣﻴﺲ اﻟﺤﻴ ﺎة‬ ‫وإدراك ﺣﻜﻤ ﺔ اﷲ ﻓ ﻲ اﻟﺨﻠ ﻖ ، ﻟﻴ ﺰداد اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨ ﻮا إﻳﻤﺎﻧ ﺎ ، و‬ ‫ً‬ ‫ﻟﻴﻬﺘ ﺪي اﻟﻀ ﺎل ، وﻳﺴﺘﺮﺷ ﺪ اﻟﺤ ﺎﺋﺮ ﺑﺂﻳ ﺎت اﷲ اﻟﺒﻴﻨ ﺎت اﻟﺘ ﻲ‬ ‫أدرآﻬﺎ ، وﻣﻌﺠﺰاﺗﻪ اﻟﻈﺎهﺮات اﻟﺘﻲ اآﺘﺸﻔﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﻳﻘﻒ أﻣﺎﻣﻬﺎ‬ ‫اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺧﺎﺿﻌﻴﻦ ﺧﺎﺷﻌﻴﻦ.)2(‬ ‫...................................‬ ‫)1( ﻧﺪوة اﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ص 757‬ ‫)2( ﻧﺪوة اﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﺳﺘﻨﺴﺎخ ج 2 ص 862 د/ ﺣﺴﻦ اﻟﺸﺎذﻟﻲ‬ ‫) 9(‬
‫وﻟﻘﺪ ﺣﺚ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻨ ﺬ ﻓﺠ ﺮ ﺑﺰوﻏ ﻪ ، واﻵﻳ ﺎت‬ ‫واﻷﺣﺎدﻳ ﺚ اﻟﺪاﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ آﺜﻴ ﺮة ﻣﺴﺘﻔﻴﻀ ﺔ ، ﻓﻤ ﻦ اﻵﻳ ﺎت‬ ‫اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :" اﻗﺮأ ﺑﺎﺳﻢ رﺑﻚ اﻟﺬي ﺧﻠ ﻖ ﺧﻠ ﻖ اﻹﻧﺴ ﺎن‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻠﻖ اﻗﺮأ ورﺑﻚ اﻷآﺮم اﻟﺬي ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ ﻋﻠ ﻢ اﻹﻧﺴ ﺎن ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﻌﻠ ﻢ " )1( وﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻣﻌﻠﻤ ﺎ ﻧﺒﻴ ﻪ :" وﻗ ﻞ رب زدﻧ ﻲ‬ ‫ً‬ ‫ﻋﻠﻤ ﺎ " )2( وﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻨﺔ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ :) اﻟﻠﻬ ﻢ‬ ‫ً‬ ‫اﻧﻔﻌﻨﻲ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ وﻋﻠﻤﻨﻲ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻨﻲ وزدﻧﻲ ﻋﻠﻤﺎ ( )3( .‬ ‫ً‬ ‫وﻗﺪ ﻧﺸﻂ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻷول واﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ وﺿ ﻊ اﻟﻌﻠ ﻮم‬ ‫ﻗﺎل اﻟﺮﺑﻴﻊ : ﺳﻤﻌﺖ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻳﻘﻮل:) اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻤﺎن : ﻋﻠﻢ اﻷدﻳﺎن‬ ‫وﻋﻠ ﻢ اﻷﺑ ﺪان ( )4( وﻗ ﺪ ﻧﻀ ﺠﺖ اﻟﺘﺮﺟﻤ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮن اﻟﺜﺎﻟ ﺚ‬ ‫واﻟﺮاﺑ ﻊ ، وذآ ﺮ اﺑ ﻦ ﺧﻠ ﺪون ﺗﺼ ﻨﻴﻔﺎ ﻟﻠﻌﻠ ﻮم اﻟﻤﺘﺪاوﻟ ﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫ً‬ ‫ﻋﺼﺮﻩ ﻓﺄرﺟﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﺻﻨﻔﻴﻦ ﻋﻠﻮم ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻳﻬﺘﺪي إﻟﻴﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن‬ ‫ﺑﻔﻜﺮﻩ آ ﺎﻟﻌﻠﻮم اﻟﺤﻜﻤﻴ ﺔ واﻟﻔﻠﺴ ﻔﻴﺔ وﻣﻨﻬ ﺎ اﻟﻄ ﺐ ، وﻋﻠ ﻮم ﻧﻘﻠﻴ ﺔ‬ ‫آ ﺎﻟﻌﻠﻮم اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ، وآ ﺎن اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻓ ﻲ ﻣﻄ ﺎﻟﻊ‬ ‫اﻟﺤﻀ ﺎرة اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﺁﺧ ﺬا ﻓ ﻲ ﺷ ﺘﻰ ﻓ ﺮوع اﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ ﺑﻨﺼ ﻴﺐ‬ ‫ً‬ ‫واﻓ ﺮ ، ﻓﻜ ﺎن ﻣ ﻨﻬﻢ اﻟﻔ ﺮد ﻳﻨﺒ ﻎ ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﺐ واﻟﻜﻴﻤﻴ ﺎء واﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ‬ ‫ﻧﺒﻮﻏﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ وﻋﻠﻮم اﻟﻘﺮﺁن واﻟﻠﻐﺔ ، اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻨﺪاء هﺬا اﻟ ﺪﻳﻦ‬ ‫اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻈﻢ ﺷﺌﻮن اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺮوﺣﻴﺔ واﻟﻤﺎدﻳﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ .)5(‬ ‫ً‬ ‫واﻟﺒﺤ ﺚ اﻟﻌﻠﻤ ﻲ ﻣﻄﻠ ﻮب ﺷ ﺮﻋﺎ ، وﻗ ﺪ دﻋ ﺎ إﻟﻴ ﻪ اﻹﺳ ﻼم إذ‬ ‫ً‬ ‫ﻳﺤﺾ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨﻔﺲ واﻟﻜ ﻮن ﻻﺳ ﺘﺠﻼء ﺳ ﻨﻦ اﷲ ﻓ ﻲ‬ ‫آﻮﻧﻪ ، ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮف ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮاﻣﻴﺲ أو اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ)6(‬ ‫ً‬ ‫...................................‬ ‫)1( اﻵﻳﺎت أول ﺳﻮرة اﻟﻌﻠﻖ‬ ‫)2( ﺳﻮرة ﻃﻪ اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 411‬ ‫)3( رواﻩ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ واﻟﺘﺮﻣﺬي‬ ‫)4( روﺿﺔ اﻟﻄﺎﻟﺒﻴﻦ ج 2 ص 69 ، اﻹﻗﻨﺎع ج 1 ص 391‬ ‫)5( ﻓﺘﺎوى ﻣﻌﺎﺻﺮة د/ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﺮﺿﺎوي ﻧﻘﻼ ﻋﻦ د/ ﺣﺴﺎن ﺣﺘﺤﻮت ج 1 ص 165‬ ‫ً‬ ‫)6( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‬ ‫)01(‬
‫واﻵﻳ ﺎت اﻟﺪاﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ وﻓﻴ ﺮة ﻣﻨﻬ ﺎ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ : "ﻓﻠﻴﻨﻈ ﺮ‬ ‫اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻤﺎ ُﻠ ﻖ ُﻠ ﻖ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء داﻓ ﻖ ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺼ ﻠﺐ‬ ‫ﺧ ﺧ‬ ‫واﻟﺘﺮاﺋ ﺐ ")1( وﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :" أﻓ ﻼ ﻳﻨﻈ ﺮون إﻟ ﻰ اﻹﺑ ﻞ آﻴ ﻒ‬ ‫ﺧﻠﻘ ﺖ وإﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻤﺎء آﻴ ﻒ رﻓﻌ ﺖ وإﻟ ﻰ اﻟﺠﺒ ﺎل آﻴ ﻒ ﻧﺼ ﺒﺖ‬ ‫وإﻟﻰ اﻷرض آﻴﻒ ﺳﻄﺤﺖ " )2( ﻓﻘﺪ أﻣﺮﻧﺎ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ‬ ‫اﻵﻳ ﺎت وﻓ ﻲ ﺁﻳ ﺎت ﻏﻴﺮه ﺎ آﺜﻴ ﺮة ﺑ ﺎﻟﻨﻈﺮ واﻟﺒﺤ ﺚ واﻟﺘﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ‬ ‫أﺳﺮار اﻟﻜﻮن ، وأن ﻳﻌﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻜﺮﻩ وﻻ ﻳﻌﻄﻠ ﻪ ، ﻓ ﺈن ذﻟ ﻚ‬ ‫ﻳﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﺪرة اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ، وإﻋﺠﺎزﻩ ودﻻﺋ ﻞ‬ ‫ﻋﻈﻤﺘﻪ وﺗﺪﺑﻴﺮﻩ ﻟﻸﻣﺮ آﻠ ﻪ ، آﻤ ﺎ ﻳﻮﺻ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳﻨﻔ ﻊ اﻹﻧﺴ ﺎن‬ ‫ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻜ ﻮن اﻟ ﺬي ﺳ ﺨﺮﻩ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻟ ﻪ . ﺷ ﺮﻳﻄﺔ أن ﻳﻜ ﻮن‬ ‫اﻟﺒﺤ ﺚ ﻣﻔﻴ ﺪا ﻣﺤﻘﻘ ﺎ ﻟﻤﻘﺎﺻ ﺪ اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ ﻣ ﻦ ﺣﻔ ﻆ ﻟﻠ ﺪﻳﻦ واﻟ ﻨﻔﺲ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واﻟﻌﻘﻞ واﻟﻨﺴﻞ واﻟﻤﺎل ، وأن ﻻ ﻳﻜﻮن ﺿﺎرا ﺑﺄﺣﺪ ﻣ ﻦ ﺧﻠ ﻖ اﷲ‬ ‫ً‬ ‫ﻓﻘ ﺪ ﺑ ﱠﻦ اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ أن ﻣ ﻦ ﻳ ﺘﻌﻠﻢ اﻟﻌﻠ ﻢ ﺑﻐﻴ ﺔ اﻹﺿ ﺮار ﻓ ﻼ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺧﻼق ﻟﻪ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ، ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :" وﻳﺘﻌﻠﻤ ﻮن ﻣ ﺎ ﻳﻀ ﺮهﻢ وﻻ‬ ‫ﻳ ﻨﻔﻌﻬﻢ وﻟﻘ ﺪ ﻋﻠﻤ ﻮا ﻟﻤ ﻦ اﺷ ﺘﺮاﻩ ﻣﺎﻟ ﻪ ﻓ ﻲ اﻵﺧ ﺮة ﻣ ﻦ ﺧ ﻼق‬ ‫وﻟﺒﺌﺲ ﻣﺎ ﺷﺮوا ﺑﻪ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻮ آ ﺎﻧﻮا ﻳﻌﻠﻤ ﻮن ")3( ، وﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻌﺎذ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ دﻋﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﻋﻠ ﻢ ﻻ ﻳﻨﻔ ﻊ ﻓﻔ ﻲ‬ ‫اﻟﺤ ﺪﻳﺚ :) اﻟﻠﻬ ﻢ إﻧ ﻲ أﻋ ﻮذ ﺑ ﻚ ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻢ ﻻ ﻳﻨﻔ ﻊ وﻣ ﻦ ﻗﻠ ﺐ ﻻ‬ ‫ﻳﺨﺸﻊ وﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻻ ﺗﺸﺒﻊ وﻣ ﻦ دﻋ ﻮة ﻻ ﻳﺴ ﺘﺠﺎب ﻟﻬ ﺎ ()4( وأن‬ ‫ﻳﻠﺘ ﺰم اﻟﺒﺎﺣ ﺚ ﺑ ﺄﻃﺮ اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ ﻓ ﻲ أي ﺑﺤ ﺚ ﻳﻘ ﻮم ﺑ ﻪ ، ﻓﻴﻜ ﻮن‬ ‫ﻣﻨﻬﺠ ﻪ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﻘ ﻮم ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ أﺑﺤ ﺎث ﻋﻠﻤﻴ ﺔ ﻓ ﻲ إﻃ ﺎر ﺗﻌ ﺎﻟﻴﻢ دﻳﻨﻨ ﺎ‬ ‫اﻟﺤﻨﻴﻒ ، وﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻟﺴﻤﺤﺎء .‬ ‫..................................‬ ‫)1( ﺳﻮرة اﻟﻄﺎرق اﻵﻳﺎت رﻗﻢ 5 ، 6 ، 7‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻟﻐﺎﺷﻴﺔ اﻵﻳﺎت رﻗﻢ 71 ، 81 ، 91، 02‬ ‫)3( ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 201‬ ‫)4( رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ رﻗﻢ 1781‬ ‫)11(‬
‫ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻀﻞ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺴﻮي اﻟﺬي هﺪاﻧﺎ اﷲ إﻟﻴ ﻪ ، ورﺳ ﻤﻪ ﻟﻨ ﺎ‬ ‫رﺳ ﻮﻟﻨﺎ اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ﺻ ﻠﻮات اﷲ وﺳ ﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ ، وأن ﻳﺮاﻋ ﻲ‬ ‫اﻟﻘﻮاﻋ ﺪ واﻵداب وأﺧﻼﻗﻴ ﺎت اﻟﻤﻬﻨ ﺔ ، وأن ﻻ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺒﺤ ﺚ‬ ‫ﻣﻮﺻﻼ إﻟﻰ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﺤﺮام ، أو إﺿﺎﻋﺔ اﻟﺠﻬﺪ واﻟﻤ ﺎل ﻓﻴﻤ ﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ، وﻣﻦ ﺑﺎب أوﻟﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻀﺮ.‬ ‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﺎت ﻧﺪوة اﻟﻌﻠﻮم ﻓﻲ اﻹﺳﻼم :‬ ‫ﺗﺆآ ﺪ اﻟﻨ ﺪوة ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟ ﺬي أﺷ ﺎدت ﻣﺼ ﺎدر اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ ﺑ ﻪ‬ ‫وﺑﺄهﻠﻪ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻣﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻜﺘ ﺎب واﻟﺴ ﻨﺔ ﻟ ﻴﺲ ﻣﻘﺼ ﻮرا ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﺑ ﻞ ه ﻮ ﺷ ﺎﻣﻞ ﻟﻜ ﻞ اﻟﻌﻠ ﻮم ﻣ ﻦ ﺷ ﺮﻋﻴﺔ وآﻮﻧﻴ ﺔ‬ ‫وﻃﺒﻴﻌﻴﺔ .... وﺗﺆآﺪ اﻟﻨﺪوة ﻋﻠﻰ وﺟﻮب اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣ ﻦ ﻣﻌﻄﻴ ﺎت‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ واﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﻓﻴﻤ ﺎ‬ ‫ﻳﺴﺘﺠﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ .)1(‬ ‫ﺧﺎﻣﺴﺎ : اﺧﺘﻴﺎر ﺟﻨﺲ اﻟﺠﻨﻴﻦ‬ ‫ً‬ ‫وﻣﻌﻨﺎﻩ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ ﻷن ﻳﻜ ﻮن اﻟﻤﻮﻟ ﻮد ذآ ﺮا أو أﻧﺜ ﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘ ﺎ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﺰوﺟﻴﻦ . وذﻟﻚ ﺗﺒﻌ ﺎ ﻻآﺘﺸ ﺎف اﻻﺧ ﺘﻼف ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﻨ ﻮي‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻤﻔﻀ ﻲ ﻟﻠ ﺬآﻮرة واﻟﻤﻨ ﻮي اﻟﻤﻔﻀ ﻲ ﻟﻸﻧﻮﺛ ﺔ ﻓ ﻲ ﻃﺎﺋﻔ ﺔ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺼ ﻔﺎت آﺎﻟﻜﺘﻠ ﺔ ، واﻟﺴ ﺮﻋﺔ ، واﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﺧﺘ ﺮاق اﻟﻤﺨ ﺎط‬ ‫اﻟﻠﺰج ﻓﻲ ﻋﻨﻖ اﻟ ﺮﺣﻢ ، واﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋ ﻞ اﻟﻜﻴﻤﻴ ﺎﺋﻲ ﻟﻤﺨ ﺎط‬ ‫ﻋﻨ ﻖ اﻟ ﺮﺣﻢ وﻏﻴ ﺮ ذﻟ ﻚ )2( ، وﻳﻮﺿ ﺢ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ د/ ﺣﺴ ﺎن‬ ‫ﺣﺘﺤﻮت ﺑﻘﻮﻟﻪ :) هﻨﺎك ﻧﻮﻋ ﺎن ﻣ ﻦ آﺮوﻣﻮزوﻣ ﺎت اﻟﺠ ﻨﺲ أﻣ ﺎ‬ ‫اﻟﺬي ﻓﻲ ﺑﻮﻳﻀﺔ اﻟﻤﺮأة ﻓﻬﻮ داﺋﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﻤﺴﻤﻰ ‪. X‬‬ ‫ً‬ ‫...................................‬ ‫)1( ﻧﺪوة اﻟﻌﻠﻮم ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ص 817‬ ‫)2( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺟﻨﺲ اﻟﺠﻨﻴﻦ د/ ﺣﺴﺎن ﺣﺘﺤﻮت ص 73‬ ‫)21(‬
‫وأﻣ ﺎ ﻣﻨﻮﻳ ﺎت اﻟﺮﺟ ﻞ ﻓﺒﻌﻀ ﻬﺎ ﻳﺤﻤ ﻞ ‪ X‬واﻵﺧ ﺮ ﻳﺤﻤ ﻞ ‪Y‬‬ ‫وآﻼهﻤ ﺎ ﻣﻮﺟ ﻮد ﺑﺄﻋ ﺪاد وﻓﻴ ﺮة ﻣﺨﺘﻠﻄ ﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺬﻳﻔ ﺔ اﻟﻤﻨﻮﻳ ﺔ‬ ‫اﻟﻮاﺣ ﺪة ﻓ ﺈن ﻗ ﺪر أن ﻳﻠﻘ ﺢ اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺔ ﻣﻨ ﻮي ﻳﺤﻤ ﻞ ‪ X‬آ ﺎن‬ ‫آﺮوﻣﻮزوﻣﺎ اﻟﺠﻨﺲ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻴﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ ‪ XX‬وهﺬا اﻟﺠﻨﻴﻦ أﻧﺜﻰ ،‬ ‫وإﻻ ﻓﻬﻤﺎ ‪ XY‬وهﺬا اﻟﺠﻨﻴﻦ ذآﺮ.)1(‬ ‫وﻗﺪ اﻧﻘﺴﻢ اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻤﻌﺎﺻﺮون ﻓﻲ ﺣﻜﻢ اﺧﺘﻴﺎر ﺟ ﻨﺲ اﻟﺠﻨ ﻴﻦ‬ ‫إﻟﻰ رأﻳﻴﻦ ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺮم اﺧﺘﻴ ﺎر ﺟ ﻨﺲ اﻟﺠﻨ ﻴﻦ ، وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ‬ ‫أﺟﺎز .‬ ‫ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ ﺣﺮﻣﻮا هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻗﺎﻟﻮا :‬ ‫إن هﺬﻩ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪة ، ﻓﻬﺒ ﺔ اﷲ ﻣ ﻦ اﻹﻧ ﺎث واﻟ ﺬآﻮر‬ ‫ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻪ ، وﻷﻧﻬﺎ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻟﺨﻠﻖ اﷲ ﺑﻤﻌﻨ ﻰ أﻧﻨ ﺎ‬ ‫ﻧﺘﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺨﻠ ﻖ اﻹﻟﻬ ﻲ ﻓﻨﺼ ﺮﻓﻪ ﻋ ﻦ وﺟﻬﺘ ﻪ اﻟﺼ ﺤﻴﺤﺔ وإذا‬ ‫آﺎن اﻹﺳﻼم ﻗﺪ ﻣﻨﻊ اﻟﻤﺮأة ﻣ ﻦ أن ﺗﻐﻴ ﺮ ﺧﻠ ﻖ اﷲ ، ﻓﻤﻨﻌﻬ ﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺣﻒ اﻟﺤﻮاﺟﺐ ، ﻓﻤﻨﻊ اﺧﺘﻴﺎر ﺟﻨﺲ اﻟﺠﻨﻴﻦ أوﻟ ﻰ ، آﻤ ﺎ ﻳﺘﺮﺗ ﺐ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻔﻀ ﻴﻞ ﺟ ﻨﺲ ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﻨﺲ . واﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻳﻘ ﻮل :‬ ‫" ﷲ ﻣﻠ ﻚ اﻟﺴ ﻤﻮات واﻷرض ﻳﺨﻠ ﻖ ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﺎء ﻳﻬ ﺐ ﻟﻤ ﻦ ﻳﺸ ﺎء‬ ‫إﻧﺎﺛﺎ وﻳﻬﺐ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎء اﻟﺬآﻮر أو ﻳﺰوﺟﻬﻢ ذآﺮاﻧ ﺎ وإﻧﺎﺛ ﺎ وﻳﺠﻌ ﻞ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻣ ﻦ ﻳﺸ ﺎء ﻋﻘﻴﻤ ﺎ " )2( وﻻﺷ ﻚ أن ه ﺬا ﻟﺤﻜﻤ ﺔ ﻋﻈﻴﻤ ﺔ ﺟﻠﻴﻠ ﺔ‬ ‫ً‬ ‫ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺘﻮازن واﻟﺘﻌﺎدل اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ اﷲ ﻓ ﻲ آ ﻞ ﺷ ﻲء ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺠﻤﺎد ، واﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ أوﺟﺪ هﺬا اﻟﺘﻮازن وهﻮ ﻣﺮاد ﻟﻪ‬ ‫ﻷن ﻓﻴ ﻪ اﻟﺤﻜﻤ ﺔ اﻹﻟﻬﻴ ﺔ ، واﺧﺘﻴ ﺎر ﺟ ﻨﺲ اﻟﺠﻨ ﻴﻦ ﺳ ﻮف ﻳﻐﻴ ﺮ‬ ‫اﻟﺘﺮآﻴﺒ ﺔ اﻟﺒﺸ ﺮﻳﺔ ، وﻳﺨ ﻞ ﺑﻬ ﺬا اﻟﺘ ﻮازن ، وﺳ ﻮف ﻳﻜ ﻮن ﺳ ﺒﺒﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺤﻮ اﻟﻤﺮأة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ وآﻴﺎﻧﻴﺎ ﻓﻴﻜﻮن ﻣﻨﺎﻗﻀﺎ ﻟﺮوح اﻹﺳﻼم.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫...................................‬ ‫)1( ﻓﺘﺎوى ﻣﻌﺎﺻﺮة د/ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﺮﺿﺎوي ص 365‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻟﺸﻮرى اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 94‬ ‫)31(‬
‫وآﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﷲ ﺗﺒﺎرك و ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺒﻘﻰ إﻧﺴﺎن ﻋﻘ ﻴﻢ وﺁﺧ ﺮ‬ ‫ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻨﺎت ، وﺁﺧﺮ ﻋﻨﺪﻩ ذآﻮر ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :" إن ﻓﻲ ذﻟ ﻚ ﻵﻳ ﺎت‬ ‫ﻟﻜ ﻞ ﺻ ﺒﺎر ﺷ ﻜﻮر " )1( ﻓﺈﻧﺴ ﺎن ﻳﻐ ﺪق اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑ ﺎﻟﻨﻌﻢ ﻓﻴﺸ ﻜﺮ‬ ‫وإﻧﺴﺎن ﻳﺤﺮم ﻣﻦ واﺣﺪة ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻨﻌﻢ ﻓﻴﺼﺒﺮ .)2(‬ ‫واﻟﺬﻳﻦ أﺟﺎزوا ﻗﺎﻟﻮا :‬ ‫أن ﻣﺴ ﺄﻟﺔ اﺧﺘﻴ ﺎر ﺟ ﻨﺲ اﻟﺠﻨ ﻴﻦ ﻻ ﺗﺼ ﺎدم اﻟﺤ ﺲ اﻟ ﺪﻳﻨﻲ ، وﻻ‬ ‫ﺗﻤﺲ اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳ ﺔ ﻷﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗﻌ ﺪو أن ﺗﻜ ﻮن أﺧ ﺬا ﺑﺎﻷﺳ ﺒﺎب‬ ‫ً‬ ‫وﻧﺤﻦ ﻣﺄﻣﻮرون ﺑﺎﻷﺧﺬ ﺑﺎﻷﺳ ﺒﺎب ، ﻓ ﻨﺤﻦ ﻧﺄﺧ ﺬ ﺑﺎﻟﺴ ﺒﺐ وﻧ ﺪع‬ ‫ﻣﺎ وراءﻩ ﻟﻤﺴﺒﺐ اﻷﺳﺒﺎب ، ﻓﺎﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻴ ﺎ ﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌ ﺎﻟﻰ‬ ‫آﻤ ﺎ أﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﺑ ﺎب ﺗﻐﻴﻴ ﺮ ﺧﻠ ﻖ اﷲ ، ﻷن اﻟﺤﻴ ﻮان‬ ‫اﻟﻤﻨﻮي ه ﻮ اﻟﺤﻴ ﻮان اﻟﻤﻨ ﻮي ، واﻟﺒﻮﻳﻀ ﺔ ه ﻲ اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺔ ، وأن‬ ‫اﻟﺘ ﺪﺧﻞ ﻻ ﻳﻜ ﻮن إﻻ ﻓ ﻲ ﺗﻠﻘ ﻴﺢ اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺔ ﺑﻨ ﻮع ﻣ ﻦ اﻟﺤﻴ ﻮان‬ ‫اﻟﻤﻨﻮي وهﻤﺎ ﺧﻠﻖ اﷲ .)3(‬ ‫وﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﺔ ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ﻓﻲ ﺿ ﻮء اﻹﺳ ﻼم ذآ ﺮ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻣ ﺎ‬ ‫ﻳﻠﻲ : اﺗﻔﻘﺖ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﺟ ﻮاز اﻟ ﺘﺤﻜﻢ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺟ ﻨﺲ اﻟﺠﻨ ﻴﻦ إذا آ ﺎن ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺴ ﺘﻮى اﻷﻣ ﺔ ، أﻣ ﺎ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﺴ ﺘﻮى اﻟﻔ ﺮدي ﻓ ﺈن ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ رﻏﺒ ﺔ اﻟ ﺰوﺟﻴﻦ‬ ‫اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ ﻓﻲ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺠﻨﻴﻦ ذآ ﺮا أو أﻧﺜ ﻰ ﺑﺎﻟﻮﺳ ﺎﺋﻞ اﻟﻄﺒﻴ ﺔ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻨ ﻪ ﺷ ﺮﻋﺎ ﻋﻨ ﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء اﻟﻤﺸ ﺎرآﻴﻦ ﻓ ﻲ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻨﺪوة ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ رأى ﻏﻴﺮهﻢ ﻋﺪم ﺟﻮازﻩ ﺧﺸﻴﺔ أن ﻳ ﺆدي ذﻟ ﻚ‬ ‫إﻟﻰ ﻃﻐﻴﺎن ﺟﻨﺲ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺲ .)4( ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ أن اﻟﺬﻳﻦ أﺟ ﺎزوا‬ ‫اﺷﺘﺮﻃﻮا أن ﻳﺄﺧﺬ اﻷﻃﺒﺎء ﺑﺄﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻴﺎط .‬ ‫..................................‬ ‫)1( ﺳﻮرة إﺑﺮاهﻴﻢ اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 5‬ ‫)2( اﻹﻧﺠﺎب ص 001 وﻣﺎ ﺑﻌﺪهﺎ‬ ‫)3( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ﻓﻲ ﺿﻮء اﻹﺳﻼم ص 39 وﻣﺎ ﺑﻌﺪهﺎ‬ ‫)4( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص 943‬ ‫)41(‬
‫ﺳﺎدﺳﺎ : اﻟﺒﺼﻤﺔ اﻟﺠﻴﻨﻴﺔ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺗﻤ ﺎﻧﻊ ﻓ ﻲ إﻳﺠ ﺎد وﺳ ﻴﻠﺔ أو دﻟﻴ ﻞ ﻳﻮﺻ ﻞ‬ ‫إﻟ ﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻣ ﺎدام ﻓ ﻲ إﻃ ﺎر ﻣ ﺎ ﺷ ﺮﻋﻪ اﷲ ، وﺑﻴﻨ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ‬ ‫ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ، وﻟ ﺬﻟﻚ أﺑ ﺖ اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﺎهﺪ أن‬ ‫ﻳﻜ ﺘﻢ ﺷ ﻬﺎدﺗﻪ ، ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :" وﻻ ﺗﻜﺘﻤ ﻮا اﻟﺸ ﻬﺎدة وﻣ ﻦ ﻳﻜﺘﻤﻬ ﺎ‬ ‫ﻓﺈﻧ ﻪ ﺁﺛ ﻢ ﻗﻠﺒ ﻪ واﷲ ﺑﻤ ﺎ ﺗﻌﻤﻠ ﻮن ﻋﻠ ﻴﻢ " )1( وإذا آﺎﻧ ﺖ اﻟﺒﺼ ﻤﺔ‬ ‫اﻟﺠﻴﻨﻴﺔ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻤﻲ دﻗﻴﻖ ﻳﻔﻴﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻮﺻ ﻮل إﻟ ﻰ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣﻘﺎﺻ ﺪ‬ ‫اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ ﻣ ﻦ ﺣﻔ ﻆ اﻟ ﺪﻳﻦ واﻟ ﻨﻔﺲ واﻟﻌﻘ ﻞ واﻟﻌ ﺮض واﻟﻤ ﺎل‬ ‫وﻳﺴﺎﻋﺪ اﻟﻘﻀﺎة ﻓ ﻲ اﻟﻮﺻ ﻮل إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﻖ واﻟﻌ ﺪل ﻓ ﻼ ﻣ ﺎﻧﻊ ﻣﻨ ﻪ‬ ‫ﻷن ذﻟﻚ ﺳﻴﺮﺗﺐ ﺣﻜﻤﺎ ﻋﺎدﻻ وهﻮ ﻣﻄﻠﺐ ﺷ ﺮﻋﻲ ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫" وإذا ﺣﻜﻤﺘﻢ ﺑﻴﻦ اﻟﻨ ﺎس أن ﺗﺤﻜﻤ ﻮا ﺑﺎﻟﻌ ﺪل " )2( ﺑﺸ ﺮط أن ﻻ‬ ‫ﺗﺆدي اﻟﺒﺼﻤﺔ اﻟﺠﻴﻨﻴﺔ آﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻤ ﻲ إﻟ ﻰ ﻣﺤ ﺮم ، أو إﻟ ﻰ وﻗ ﻮع‬ ‫ﺿ ﺮر ، أو ﺿ ﻴﺎع ﻣﺼ ﻠﺤﺔ ، واﻷﻣ ﺮ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻳﺘ ﺮك ﻟﺘﻘ ﺪﻳﺮ‬ ‫اﻟﺴ ﻠﻄﺔ اﻟﻘﻀ ﺎﺋﻴﺔ ، ﻓ ﺈن آﺎﻧ ﺖ اﻟﺒﺼ ﻤﺔ اﻟﺠﻴﻨﻴ ﺔ ﺗﺴ ﺎﻋﺪهﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺗﻜﻮﻳﻦ رأﻳﻬﺎ وإﺻﺪار ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺗﺄﻣﺮ ﺑﻬﺎ و إﻻ ﻓﻼ .‬ ‫ﺳﺎﺑﻌﺎ : ﻣﻮت اﻹﻧﺴﺎن‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻤﻮت ﺿﺪ اﻟﺤﻴﺎة ، وهﻮ ﻓ ﻲ اﺻ ﻄﻼح اﻟﻔﻘﻬ ﺎء ﻣﻔﺎرﻗ ﺔ اﻟ ﺮوح‬ ‫ﻟﻠﺠﺴﺪ .)3( وﻧﻈﺮا ﻟﺘﻌﺬر إدراك آﻨﻪ اﻟﻤﻮت ، ﻓﻘ ﺪ ﻋﻠ ﻖ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء‬ ‫ً‬ ‫اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﻈﻬ ﻮر أﻣﺎراﺗ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺒ ﺪن ﻓﻘ ﺪ‬ ‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﻗﺪاﻣ ﺔ :) إذا اﺷ ﺘﺒﻪ أﻣ ﺮ اﻟﻤﻴ ﺖ اﻋﺘﺒ ﺮ ﺑﻈﻬ ﻮر أﻣ ﺎرات‬ ‫اﻟﻤﻮت ، ﻣﻦ اﺳﺘﺮﺧﺎء رﺟـﻠﻴﻪ ، واﻧﻔﺼﺎل آـﻔـﻴﻪ، وﻣﻴﻞ أﻧـﻔـﻪ‬ ‫................................‬ ‫)1( ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 382‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 85‬ ‫)3( ﻣﻐﻨﻲ اﻟﻤﺤﺘﺎج ج 1 ص 23‬ ‫)51(‬
‫واﻣﺘ ﺪاد ﺟﻠ ﺪة وﺟﻬ ﻪ ، واﻧﺨﺴ ﺎف ﺻ ﺪﻏﻴﻪ ( )1( ه ﺬا ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ‬ ‫اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳ ﻒ اﻟﻤ ﻮت وﻋﻼﻣﺎﺗ ﻪ ﺣﺴ ﺐ اﺟﺘﻬ ﺎدهﻢ ﻷﻧ ﻪ ﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﺮد ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤﻮت ﻻ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب وﻻ ﺑﺎﻟﺴ ﻨﺔ وإﻧﻤ ﺎ وردت ﺑﻌ ﺾ‬ ‫أﻣ ﺎرات اﻟﻤ ﻮت ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن آﻘﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ : "آ ﻼ إذا ﺑﻠﻐ ﺖ‬ ‫اﻟﺘﺮاﻗﻲ وﻗﻴﻞ ﻣﻦ راق وﻇﻦ أﻧ ﻪ اﻟﻔ ﺮاق واﻟﺘﻔ ﺖ اﻟﺴ ﺎق ﺑﺎﻟﺴ ﺎق‬ ‫إﻟﻰ رﺑﻚ ﻳﻮﻣﺌﺬ اﻟﻤﺴﺎق " )2( . وﻓﻲ اﻟﺴ ﻨﺔ ﻓﻘ ﺪ ﻧﺒ ﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ﺻ ﻠﻰ‬ ‫اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ إﻟﻰ أن ﺷﺨﻮص ﺑﺼﺮ اﻟﻤﺤﺘﻀﺮ ﻋﻼﻣﺔ ﻇ ﺎهﺮة‬ ‫ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺒﺾ اﻟ ﺮوح وﻣﻔﺎرﻗﺘﻬ ﺎ ﻟﻠﺠﺴ ﺪ ﻓﻘ ﺪ ورد ﻋﻨ ﻪ ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ أﻧﻪ ﻗﺎل :) إن اﻟﺮوح إذا ﻗﺒﺾ ﺗﺒﻌﻪ اﻟﺒﺼﺮ ( )3(‬ ‫وﻟﻤﺎ آ ﺎن ﻻ ﻳﻮﺟ ﺪ ﻧ ﺺ ﻳﺤ ﺪد ﺗﻌﺮﻳ ﻒ اﻟﻤ ﻮت ، آ ﺎن ﻻﺑ ﺪ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺗﺤﺪﻳﺪﻩ ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎد ، واﻻﺟﺘﻬﺎد ﻳﺒﻨﻰ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺸﺮﻳﺔ وﻓﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ، واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺗﻨﻤ ﻮ وﺗﺘﻄ ﻮر‬ ‫ﻣ ﻊ ﻧﻤ ﻮ اﻟﻌﻠ ﻮم وﺗﻄﻮره ﺎ ، وﻣ ﻦ هﻨ ﺎ ﻓﻘ ﺪ اﺗﻔ ﻖ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء‬ ‫اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮون واﻷﻃﺒ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠ ﻮم اﻟﻄﺒﻴ ﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ أن اﻟﺸﺨﺺ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻴﺘﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ:‬ ‫ً‬ ‫1- اﻟﺘﻮﻗﻒ اﻟﻜﺎﻣﻞ اﻟﺬي ﻻ رﺟﻌﺔ ﻓﻴﻪ ﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﺠﻬ ﺎز اﻟﺘﻨﻔﺴ ﻲ‬ ‫واﻟﺠﻬﺎز اﻟﻘﻠﺒﻲ اﻟﻮﻋﺎﺋﻲ .) ‪(Cardio Vasular‬‬ ‫2- اﻟﺘﻮﻗ ﻒ اﻟﻜﺎﻣ ﻞ اﻟ ﺬي ﻻ رﺟﻌ ﺔ ﻓﻴ ﻪ ﻟﻜ ﻞ وﻇ ﺎﺋﻒ اﻟ ﺪﻣﺎغ‬ ‫)‪ (Brain‬ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺟﺬع اﻟﺪﻣﺎغ ) ‪.(Brain Stem‬‬ ‫ﻓﻘ ﺪ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﺎن اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠ ﻮم اﻟﻄﺒﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻨ ﺪ‬ ‫راﺑﻌﺎ : أن اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪهﻢ ﻓﻲ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﻮت اﻹﻧﺴﺎن ه ﻮ‬ ‫ً‬ ‫ﺧﻤ ﻮد ﻣﻨﻄﻘ ﺔ اﻟﻤ ﺦ اﻟﻤﻨﻮﻃ ﺔ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻮﻇ ﺎﺋﻒ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴ ﺔ اﻷﺳﺎﺳ ﻴﺔ‬ ‫وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻤﻮت ﺟﺬع اﻟﻤﺦ .‬ ‫.....................................‬ ‫)1( اﻟﻤﻐﻨﻲ ج 3 ص 763‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ اﻵﻳﺎت ﻣﻦ 62- 03‬ ‫)3( أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ج 2 ص 436‬ ‫)61(‬
‫آﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺒﻨ ﺪ ﺧﺎﻣﺴ ﺎ :اﺗﺠ ﻪ رأي اﻟﻔﻘﻬ ﺎء ﺗﺄﺳﻴﺴ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻌ ﺮض ﻣ ﻦ اﻷﻃﺒ ﺎء إﻟ ﻰ أن اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟ ﺬي ﻳﺼ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ‬ ‫ﻣﺴﺘﻴﻘﻨﺔ هﻲ ﻣﻮت ﺟﺬع اﻟﻤﺦ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﺪﺑﺮ اﻟﺤﻴ ﺎة، وأﺻ ﺒﺢ‬ ‫ﺻ ﺎﻟﺤﺎ ﻷن ﺗﺠ ﺮي ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﻌ ﺾ أﺣﻜ ﺎم اﻟﻤ ﻮت ﻗﻴﺎﺳ ﺎ - ﻣ ﻊ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻔﺎرق- ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ورد ﻓ ﻲ اﻟﻔﻘ ﻪ ﺧﺎﺻ ﺎ ﺑﺎﻟﻤﺼ ﺎب اﻟ ﺬي وﺻ ﻞ‬ ‫ً‬ ‫إﻟ ﻰ ﺣﺮآ ﺔ اﻟﻤ ﺬﺑﻮح . أﻣ ﺎ ﺗﻄﺒﻴ ﻖ ﺑﻘﻴ ﺔ أﺣﻜ ﺎم اﻟﻤ ﻮت ﻋﻠﻴ ﻪ ﻓﻘ ﺪ‬ ‫اﺗﺠ ﻪ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء اﻟﺤﺎﺿ ﺮون إﻟ ﻰ ﺗﺄﺟﻴﻠ ﻪ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺘﻮﻗ ﻒ اﻷﺟﻬ ﺰة‬ ‫اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ .)1( وﻗﺪ واﻓﻖ ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺠ ﺪة ه ﺬا اﻟ ﺮأي‬ ‫وﻗ ﺪ اﺗﺴ ﻢ اﻟﺒﺮوﺗﻮآ ﻮل اﻟﺴ ﻌﻮدي ﻟﺘﺸ ﺨﻴﺺ ﻣ ﻮت اﻟ ﺪﻣﺎغ‬ ‫ﺑﻤﺠﺎراﺗ ﻪ ﻷﻏﻠ ﺐ اﻟﺒﺮوﺗﻮآ ﻮﻻت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴ ﺔ ، واﻋﺘﻤ ﺎدﻩ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻔﺘ ﻮى اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻤﺠ ﺎل ، وﻧ ﺬآﺮ ﻣﻨ ﻪ ﻗ ﺮار ﻣﺠﻠ ﺲ‬ ‫ﻣﺠﻤ ﻊ اﻟﻔﻘ ﻪ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ اﻟﻤﻨﻌﻘ ﺪ ﻓ ﻲ ﻋﻤ ﺎن اﻷردن ﻓ ﻲ أآﺘ ﻮﺑﺮ‬ ‫6891 واﻟ ﺬي ﻳﺤﻤ ﻞ اﻟ ﺮﻗﻢ )5( د 3/70/6 ﻓﻘ ﺪ ﻗ ﺮر : ﻳﻌﺘﺒ ﺮ‬ ‫ﺷ ﺮﻋﺎ أن اﻟﺸ ﺨﺺ ﻗ ﺪ ﻣ ﺎت وﺗﺘﺮﺗ ﺐ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻷﺣﻜ ﺎم اﻟﻤﻘ ﺮرة‬ ‫ً‬ ‫ﺷﺮﻋﺎ ﻟﻠﻮﻓﺎة ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ إذا ﺗﺒﻴﻨﺖ ﻓﻴﻪ إﺣﺪى اﻟﻌﻼﻣﺘﻴﻦ اﻟﺘﺎﻟﻴﺘﻴﻦ :‬ ‫ً‬ ‫1- إذا ﺗﻮﻗ ﻒ ﻗﻠﺒ ﻪ وﺗﻨﻔﺴ ﻪ ﺗﻮﻗﻔ ﺎ ﺗﺎﻣ ﺎ وﺣﻜ ﻢ اﻷﻃﺒ ﺎء ﺑ ﺄن ه ﺬا‬ ‫ً ً‬ ‫اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻻ رﺟﻌﺔ ﻓﻴﻪ .‬ ‫2- إذا ﺗﻌﻄﻠ ﺖ ﺟﻤﻴ ﻊ وﻇ ﺎﺋﻒ دﻣﺎﻏ ﻪ ﺗﻌﻄ ﻼ ﻧﻬﺎﺋﻴ ﺎ ، وﺣﻜ ﻢ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اﻷﻃﺒﺎء اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻴﻮن اﻟﺨﺒﺮاء ﺑﺄن هﺬا اﻟﺘﻮﻗ ﻒ ﻻ رﺟﻌ ﺔ ﻓﻴ ﻪ‬ ‫و أﺧ ﺬ دﻣﺎﻏ ﻪ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴ ﻞ .)2( وﻳﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ ﺗﺤ ﺮي اﻟﺪﻗ ﺔ‬ ‫اﻟﻤﺘﻨﺎهﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺸﺨﻴﺺ اﻟﻤﻮت وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻮت اﻟ ﺪﻣﺎغ ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻻ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻗﺮارﻩ إﻟﻰ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻹﻋﺪام وﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ .)3(‬ ‫.................................‬ ‫)1( اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻄﺒﻲ ﻟﻠﻤﻮت ﺑﻴﺎن اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ص 219‬ ‫)2( ﻧﺤﻮ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤ ﻮت ﻓ ﻲ اﻟﻤﻔﻬ ﻮم اﻟﻄﺒ ﻲ واﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﺑﺤ ﺚ د/ﺣﺴ ﻴﻦ ﻣﻠﻴﺒ ﺎري ﻧ ﺪوة‬ ‫اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻄﺒﻲ ﻟﻠﻤﻮت ص 576‬ ‫)3( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص 676‬ ‫)71(‬
‫وهﺬا ﻣﺎ اﻧﺘﻬﺖ إﻟﻴﻪ هﻴﺌﺔ اﻟﻔﺘ ﻮى ﺑ ﻮزارة اﻷوﻗ ﺎف اﻟﻜﻮﻳﺘﻴ ﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫إﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﻤﻘﺪم ﻣﻦ وآﻴﻞ وزارة اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴ ﺔ‬ ‫ﺣ ﻮل ﻣ ﻮت اﻟ ﺪﻣﺎغ واﻟﻘﻠ ﺐ . ﻓﻘ ﺪ رأت اﻟﻠﺠﻨ ﺔ ﺑﻌ ﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸ ﺔ‬ ‫اﻟﻤﻮﺿﻮع أﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮت إﻻ ﺑﺎﻧﺘﻔﺎء ﺟﻤﻴﻊ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺤﻴﺎة‬ ‫ﺣﺘﻰ اﻟﺤﺮآﺔ واﻟﻨﻔﺲ واﻟﻨﺒﺾ ﻓﻼ ﻳﺤﻜﻢ ﺑ ﺎﻟﻤﻮت ﺑﻤﺠ ﺮد ﺗﻮﻗ ﻒ‬ ‫اﻟ ﻨﻔﺲ أو اﻟﻨ ﺒﺾ أو ﻣ ﻮت ﺟ ﺬع اﻟﻤ ﺦ ﻣ ﻊ ﺑﻘ ﺎء أي ﻋﻼﻣ ﺔ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻈﺎهﺮة أو اﻟﺒﺎﻃﻨﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺴ ﺘﺪل ﺑﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻘ ﺎء ﺷ ﻲء‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟﺤﻴ ﺎة ، آﻤ ﺎ رأت اﻟﻠﺠﻨ ﺔ اﻷﺧ ﺬ ﺑﺘﻮﺻ ﻴﺎت ﻣﺠﻤ ﻊ اﻟﻔﻘ ﻪ‬ ‫اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓ ﻲ دورﺗ ﻪ اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ اﻟﻤﻨﻌﻘ ﺪ ﻓ ﻲ ﻋﻤ ﺎن ﺑ ﺎﻷردن ﻓ ﻲ 8‬ ‫ﻣﻦ ﺻﻔﺮ 7041 هـ اﻟﻤﻮاﻓ ﻖ 11 ﻣ ﻦ أآﺘ ﻮﺑﺮ 6891 م ﺑ ﺎﻟﻘﺮار‬ ‫رﻗﻢ 5 د 3/7 اﻟﺴﺎﺑﻖ ذآﺮﻩ . )1(‬ ‫وﻗﻒ أﺟﻬﺰة اﻹﻧﻌﺎش :‬ ‫ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤﻮت ﻟﺪى اﻟﻔﻘﻬ ﺎء اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮﻳﻦ واﻷﻃﺒ ﺎء‬ ‫اﻟﺴﺎﺑﻖ ذآﺮﻩ ، وﺗﺤﻘﻖ ﻣﻮت ﺟﺬع اﻟﻤﺦ ، أن ﻻ ﺣﺮج ﻓﻲ وﻗ ﻒ‬ ‫أﺟﻬﺰة اﻹﻧﻌ ﺎش ، ﻷن ﻋﻤﻠﻬ ﺎ ﺣﻴﻨﺌ ﺬ ﻻ ﻳﻘ ﺪم ﻧﻔﻌ ﺎ ﻟﻠﻤ ﺮﻳﺾ وﻻ‬ ‫ً‬ ‫ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺿﺮرا ، ورﺑﻤ ﺎ آ ﺎن ﻏﻴ ﺮﻩ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺮﺿ ﻰ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ‬ ‫ً‬ ‫إﻟﻴﻬ ﺎ وﺗﺄﺧﻴﺮه ﺎ ﻋﻨ ﻪ ﻳﻮﻗ ﻊ ﺑ ﻪ ﺿ ﺮرا ، وآ ﺬا ﺣﺠ ﺐ اﻟ ﺪواء أو‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻌﻼج .‬ ‫وهﺬا ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺑﻴﺎن اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺪ ﺳﺎدﺳﺎ :‬ ‫ً‬ ‫) ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم اﺗﻔﻖ اﻟ ﺮأي ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﻪ إذا ﺗﺤﻘ ﻖ ﻣ ﻮت ﺟ ﺬع‬ ‫اﻟﻤ ﺦ ﺑﺘﻘﺮﻳ ﺮ ﻟﺠﻨ ﺔ ﻃﺒﻴ ﺔ ﻣﺨﺘﺼ ﺔ ﺟ ﺎز ﺣﻴﻨﺌ ﺬ إﻳﻘ ﺎف أﺟﻬ ﺰة‬ ‫اﻹﻧﻌﺎش اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ( .)2(‬ ‫......................................‬ ‫)1( ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺘﺎوى اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ص 054 ، 154‬ ‫)2( اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻄﺒﻲ ﻟﻠﻤﻮت ص 319‬ ‫)81(‬
‫وهﺬا ﻣﺎ ﻗﺮرﻩ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ اﻟﻤﻨﻌﻘ ﺪ ﻓ ﻲ ﻋﻤ ﺎن‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﺴﺎﺑﻖ ذآﺮﻩ ، إذ ﻋﻘﺐ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﺎن اﻟﻤ ﻮت ﺑﺘﻌﻄ ﻞ ﺟﻤﻴ ﻊ وﻇ ﺎﺋﻒ‬ ‫اﻟﺪﻣﺎغ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ) وﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﻳﺴ ﻮغ رﻓ ﻊ أﺟﻬ ﺰة اﻹﻧﻌ ﺎش‬ ‫اﻟﻤﺮآﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺺ ، وإن آﺎن ﺑﻌﺾ اﻷﻋﻀﺎء آﺎﻟﻘﻠﺐ ﻣﺜﻼ‬ ‫ً‬ ‫ﻣﺎزال ﻳﻌﻤﻞ ﺁﻟﻴﺎ ﺑﻔﻌﻞ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﻤﺮآﺒﺔ ( .)1(‬ ‫ً‬ ‫وهﺬا اﻟﻘﺮار ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي أﺧﺬت ﺑﻪ هﻴﺌﺔ اﻟﻔﺘﻮى ﺑ ﻮزارة اﻷوﻗ ﺎف‬ ‫اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ .)2(‬ ‫ﺛﺎﻣﻨﺎ : زرع اﻷﻋﻀﺎء‬ ‫ً‬ ‫وهﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ أﺧﺬ ﻋﻀﻮ ﻳﺘﺒﺮع ﺑﻪ إﻧﺴﺎن ﺣﻲ ، أو ﻳﺆﺧ ﺬ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻣﻴﺖ أوﺻﻰ ﺑﻪ ، أو واﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﻟﻲ ، وﻳﺰرع ﻟﻤ ﺮﻳﺾ إﻧﻘ ﺎذا‬ ‫ً‬ ‫ﻟﺤﻴﺎﺗﻪ .‬ ‫وه ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ أآﺜ ﺮ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮﻳﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺟﻮازه ﺎ ، ﻓﻘ ﺪ‬ ‫ﻗ ﺎﻟﻮا ﺑﺠ ﻮاز ﻧﻘ ﻞ اﻷﻋﻀ ﺎء ﻣ ﻦ ﺷ ﺨﺺ ﺣﻴ ﺎ آ ﺎن أو ﻣﻴﺘ ﺎ إﻟ ﻰ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﺁﺧﺮ إﻧﻘﺎذا ﻟﺤﻴﺎﺗﻪ . ودﻟﻴﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :‬ ‫ً‬ ‫1- ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ :" وﺗﻌﺎوﻧﻮا ﻋﻠ ﻰ اﻟﺒ ﺮ واﻟﺘﻘ ﻮى " )3( وﻟ ﻴﺲ‬ ‫هﻨﺎك ﺑ ﺮ أﺟ ﻞ ﻣ ﻦ إﻧﻘ ﺎذ ﻧﻔ ﺲ ﻣﺆﻣﻨ ﺔ آ ﺎدت أن ﺗﻬﻠ ﻚ ﻟ ﻮﻻ ه ﺬا‬ ‫اﻟﺘﺒﺮع .‬ ‫2- ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :" وﻣ ﻦ أﺣﻴﺎه ﺎ ﻓﻜﺄﻧﻤ ﺎ أﺣﻴ ﺎ اﻟﻨ ﺎس ﺟﻤﻴﻌ ﺎ")4(‬ ‫ً‬ ‫ﻓﻤﺜﻼ ﻧﻘﻞ آﻠﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﺮﻳﺾ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ اﻹﺣﻴﺎء .‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫3- ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ :) ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻋﻦ ﻣﺴﻠﻢ آﺮﺑﺔ ﻣﻦ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( ﺑﺤﺚ د/ ﺣﺴﻴﻦ ﻣﻠﻴﺒﺎري اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻄﺒﻲ ﻟﻠﻤﻮت ص 676‬ ‫)2( ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺘﺎوى اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ص 154‬ ‫)3( ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 2‬ ‫)4( ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 23‬ ‫)91(‬
‫آﺮب اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﻔﺲ اﷲ ﻋﻨﻪ آﺮﺑﺔ ﻣﻦ آﺮب ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣ ﺔ ()1( وه ﻞ‬ ‫ﺛﻢ آﺮﺑﺔ أﺷﺪ ﻣﻦ آﺮﺑﺔ اﻟﻤﻮت ﻟﻮﻻ ﻧﻘﻞ هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﻣﺜﻼ .‬ ‫ً‬ ‫4- ﻗﻮﻟ ﻪ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ :) ﻋﻠ ﻰ آ ﻞ ﻣﺴ ﻠﻢ ﺻ ﺪﻗﺔ ﻗ ﺎﻟﻮا‬ ‫ﻓﺈن ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻗﺎل ﻓﻴﻌﻤ ﻞ ﺑﻴ ﺪﻩ ﻓﻴﻨﻔ ﻊ ﻧﻔﺴ ﻪ وﻳﺘﺼ ﺪق ﻗ ﺎﻟﻮا ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﺴﺘﻄﻊ أوﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻗﺎل ﻳﻌﻴﻦ ذا اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻤﻠﻬﻮف ( )2(‬ ‫وأﺻ ﺤﺎب ه ﺬا اﻟ ﺮأي ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﺑ ﺄن اﻟﺠ ﻮاز ﻻ ﻳﺘﻌ ﺎرض ﻣ ﻊ‬ ‫ﺣﺮﻣﺔ إﺿﺮار اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺠﺴﺪﻩ ، إذ اﻟﺠﻬﺎد ﻓﺮض وﻗﺪ ﻳﺤﺪث ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺤﺪث ﻣﻦ إﺿﺮار ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ أو ﺑﺎﻟﺠﺴ ﺪ ، واﻟﻀ ﺮر ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ اﷲ‬ ‫ﻧﻔﻊ ، ﻷن اﻷﺟﺮ أﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ ﻋﻨﺪ اﷲ ، وﺿﺮر اﻟﻤﺘﺒﺮع ﻗﺪ ﻳﻜﻮن‬ ‫ﺟﺰﺋﻴﺎ أو ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ، وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن هﺬا اﻟﻀﺮر أهﻮن أﻣ ﺎم ﺿ ﺮر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺴﻘﻴﻢ اﻟﺬي ﻳﻔﺎرق اﻟﺤﻴﺎة أو ﻳﻔﺎرق اﻟﺒﺼﺮ ﺟﻤﻠﺔ وﺗﻔﺼﻴﻼ ﻟ ﻮﻻ‬ ‫ً‬ ‫ﻧﻘ ﻞ ﻋﻀ ﻮ اﻟﻤﺘﺒ ﺮع إﻟﻴ ﻪ . )3( ﻗ ﺎل ﻓﻀ ﻴﻠﺔ اﻹﻣ ﺎم اﻷآﺒ ﺮ ﺟ ﺎد‬ ‫اﻟﺤ ﻖ ﺷ ﻴﺦ اﻷزه ﺮ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ)4( :) ﻓ ﺈذا ﺟ ﺰم ﻃﺒﻴ ﺐ ﻣﺴ ﻠﻢ ذو‬ ‫ﺧﺒﺮة أو ﻏﻴﺮ ﻣﺴ ﻠﻢ - آﻤ ﺎ ه ﻮ ﻣ ﺬهﺐ اﻹﻣ ﺎم ﻣﺎﻟ ﻚ – ﺑ ﺄن ﺷ ﻖ‬ ‫أي ﺟ ﺰء ﻣ ﻦ ﺟﺴ ﻢ اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟﺤ ﻲ ﺑﺈذﻧ ﻪ وأﺧ ﺬ ﻋﻀ ﻮ ﻣﻨ ﻪ أو‬ ‫ﺑﻌﻀﻪ ﻟﻨﻘﻠﻪ إﻟﻰ ﺟﺴﻢ إﻧﺴﺎن ﺣﻲ ﺁﺧ ﺮ ﻟﻌﻼﺟ ﻪ إذا ﺟ ﺰم أن ه ﺬا‬ ‫ﻻ ﻳﻀﺮ ﺑﺎﻟﻤﺄﺧﻮذ ﻣﻨﻪ أﺻﻼ – إذ اﻟﻀ ﺮر ﻻ ﻳ ﺰال ﺑﺎﻟﻀ ﺮر –‬ ‫ً‬ ‫وﻳﻔﻴﺪ اﻟﻤﻨﻘﻮل إﻟﻴﻪ ، ﺟﺎز هﺬا ﺷﺮﻋﺎ ﺑﺸ ﺮط أن ﻻ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺠ ﺰء‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻤﻨﻘ ﻮل ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻟﺒﻴ ﻊ أو ﺑﻤﻘﺎﺑ ﻞ ﻷن ﺑﻴ ﻊ اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟﺤ ﺮ أو‬ ‫ﺑﻌﻀﻪ ﺑﺎﻃﻞ ﺷﺮﻋﺎ ، ﺛﻢ ﻗﺎل ﻓﻀﻴﻠﺘﻪ :) إﻧﻤﺎ أﺟﺰﻧﺎ اﻟﺘﺒ ﺮع ﺑﻬ ﺬﻩ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺸﺮوط ﻷن ﻟﻠﻤﺘﺒﺮع ﻧﻮع وﻻﻳﺔ ﻋﻠﻰ ذاﺗﻪ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻵﻳﺘﻴﻦ‬ ‫.....................................‬ ‫)1( أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﺑﺎب اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ و ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﺒﺮ‬ ‫)2( أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﺑﺎب اﻟﺰآﺎة واﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ج 4 ص 593‬ ‫)3( أﺣﻜﺎم ﻧﻘﻞ اﻟﺨﺼﻴﺘﻴﻦ واﻟﻤﺒﻴﻀﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ د/ ﺧﺎﻟ ﺪ رﺷ ﻴﺪ اﻟﺠﻤﻴﻠ ﻲ‬ ‫ﻧﺪوة رؤﻳﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺰراﻋﺔ ﺑﻌﺾ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ص665‬ ‫)4( ﺣﻜ ﻢ ﺑﻴ ﻊ اﻹﻧﺴ ﺎن ﻟﻌﻀ ﻮ ﻣ ﻦ أﻋﻀ ﺎﺋﻪ د/ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺳ ﻴﺪ ﻃﻨﻄ ﺎوي ﻧ ﺪوة اﻟﺮؤﻳ ﺔ‬ ‫اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ص 213‬ ‫)02(‬
‫اﻟﻜ ﺮﻳﻤﺘﻴﻦ:" وﻻ ﺗﻘﺘﻠ ﻮا أﻧﻔﺴ ﻜﻢ " و" وﻻ ﺗﻠﻘ ﻮا ﺑﺄﻳ ﺪﻳﻜﻢ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﺘﻬﻠﻜﺔ " )1(‬ ‫وهﻨﺎك ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣﻦ ﻳﺮى ﻋﺪم ﺟﻮاز ﻧﻘ ﻞ ﻋﻀ ﻮ ﻣ ﻦ ﺷ ﺨﺺ‬ ‫ﻵﺧﺮ ﺣﺘﻰ و ﻟﻮ آﺎن ﻣﺘﺒﺮﻋﺎ ﻷن اﻟﺘﺒﺮع إﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻤﻠﻜ ﻪ‬ ‫ً‬ ‫اﻹﻧﺴﺎن ، واﻟﻤﺎﻟﻚ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﻲ ﻟﺠﺴ ﺪ اﻹﻧﺴ ﺎن ه ﻮ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ، أﻣ ﺎ‬ ‫اﻹﻧﺴ ﺎن ﻓﻬ ﻮ أﻣ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺴ ﺪﻩ ﻓﻘ ﻂ ، وﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء اﻟ ﺬﻳﻦ‬ ‫ﺻﺮﺣﻮا ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺘﻮﻟﻲ اﻟﺸﻌﺮاوي ، ﻓﻘ ﺪ ﻗ ﺎل‬ ‫ﻓﻀﻴﻠﺘﻪ : إن اﻟﺘﺒﺮع ﺑﺎﻟﺸﻲء ﻓﺮع ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟ ﻪ ، ﻓﺄﻧ ﺖ ﺗﺘﺒ ﺮع ﺑﻤ ﺎ‬ ‫ﺗﻤﻠﻚ أو ﺑﺠﺰء ﻣﻤﺎ ﺗﻤﻠ ﻚ ، وﻟﻜﻨ ﻚ ﻻ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺘﺒ ﺮع ﺑﺸ ﻲء‬ ‫ﻻ ﺗﻤﻠﻜ ﻪ ﺣﻴﻨﺌ ﺬ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺘﺒ ﺮع ﺑ ﺎﻃﻼ ، واﻹﻧﺴ ﺎن ﻻ ﻳﻤﻠ ﻚ ذاﺗ ﻪ‬ ‫ً‬ ‫آﻠﻬ ﺎ ، وﻻ ﻳﻤﻠ ﻚ أﺑﻌ ﺎض أو أﺟ ﺰاء ه ﺬﻩ اﻟ ﺬات ، وإﻧﻤ ﺎ ه ﺬا‬ ‫اﻟﺠﺴ ﺪ ﻣﻠ ﻚ ﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ه ﻮ اﻟ ﺬي ﺧﻠﻘ ﻪ ، وﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أﺣ ﺪ ان‬ ‫ﻳﺪﻋﻲ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ . )2(‬ ‫وﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻪ ﻓﻀ ﻴﻠﺔ اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟﺸ ﻌﺮاوي ﻣ ﻦ ﺣﺮﻣ ﺔ ﻧﻘ ﻞ اﻷﻋﻀ ﺎء‬ ‫ﺑﻴﻦ اﻷﺣﻴﺎء ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪﻩ أوﻟ ﻰ ﺑﺎﻟﺤﺮﻣ ﺔ إن آ ﺎن اﻟﻨﻘ ﻞ ﻣ ﻦ ﻣﻴ ﺖ‬ ‫ﻷن اﻹﻧﺴﺎن إذا آﺎن ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺟﺴﺪﻩ وهﻮ ﺣﻲ ﻓﻤﻦ ﺑﺎب أوﻟ ﻰ ﻻ‬ ‫ﻳﻤﻠﻜ ﻪ ورﺛﺘ ﻪ وه ﻮ ﻣﻴ ﺖ .)3( آﻤ ﺎ اﻋﺘﺒ ﺮﻩ اﻟ ﺒﻌﺾ اﻋﺘ ﺪاء ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ً‬ ‫آﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن واﻣﺘﻬﺎﻧﺎ ﻵدﻣﻴﺘﻪ .‬ ‫ً‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( اﻟﻔﺘﺎوى اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ دار اﻹﻓﺘﺎء اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ج 01 ص 2073‬ ‫)2( ﺣﻜﻢ ﺑﻴﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻌﻀﻮ ﻣ ﻦ أﻋﻀ ﺎﺋﻪ د/ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺳ ﻴﺪ ﻃﻨﻄ ﺎوي اﻟﻨ ﺪوة اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ ص‬ ‫113‬ ‫)3( ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻠﻮاء اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻌﺪد 662‬ ‫)12(‬
‫وﻣ ﻦ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء ﻣ ﻦ رد ﻋﻠ ﻰ ﻋ ﺪم اﻟﺠ ﻮاز ﺑﻘﻮﻟ ﻪ :) أﻣ ﺎ اﻗﺘﻄ ﺎع‬ ‫أﺟﺰاء ﻟﻌﻼج اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻪ إﺗ ﻼف ﻷﺟ ﺰاء اﻹﻧﺴ ﺎن ، وﻻ‬ ‫إه ﺪار ﻟﻜﺮاﻣﺘ ﻪ ، ﻟﻴﻜ ﻮن ﻣﻤﻨﻮﻋ ﺎ ، ﺑ ﻞ ه ﻮ إﻧﻘ ﺎذ ﻟﺤﻴ ﺎﺗﻬﻢ‬ ‫ً‬ ‫واﺳ ﺘﺒﻘﺎء ﻟ ﺬﻟﻚ اﻟﺠ ﺰء اﻟﻤﻘﺘﻄ ﻊ ﺑﺒﻘ ﺎء ذﻟ ﻚ اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟﻤﻌ ﺎﻟﺞ ﺑ ﻪ‬ ‫وﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ ه ﺬا إهﺎﻧ ﺔ ، ﺑ ﻞ ه ﻮ إﻏﺎﺛ ﺔ ، وإﺣﻴ ﺎء وإﻋﺎﻧ ﺔ‬ ‫وﻋﻤﻮﻣ ﺎت اﻟﺸ ﺮع وإﻃﻼﻗﺎﺗ ﻪ ﻻ ﺗ ﺄﺑﻰ ذﻟ ﻚ ، ﺑ ﻞ ﺗﺤ ﺚ ﻋﻠﻴ ﻪ‬ ‫وﺗﻨﺪب إﻟﻴﻪ .)1(‬ ‫ــ وﻗﺪ أﺧﺬت اﻟﻤﺠﺎﻣﻊ اﻟﻔﻘﻬﻴ ﺔ ، وآ ﺬا اﻟﻔﺘ ﺎوى اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ﺑﺠ ﻮاز‬ ‫ﻧﻘﻞ اﻷﻋﻀ ﺎء ﻣ ﻦ اﻷﺣﻴ ﺎء واﻷﻣ ﻮات ووﺿ ﻌﺖ ﻟ ﺬﻟﻚ ﺷ ﺮوﻃﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﻳﺠﺐ ﻣﺮاﻋﺎﺗﻬﺎ وﺑﻴﺎن ذﻟﻚ آﺎﻟﺘﺎﻟﻲ :‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺻﺪرت اﻟﻔﺘﺎوى اﻟﻌﺪﻳﺪة ﻣﻦ دار اﻹﻓﺘﺎء اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻴﺢ‬ ‫زرع اﻟﺠﻠ ﺪ و زرع اﻟﻘﺮﻧﻴ ﺔ وزرع اﻷﻋﻀ ﺎء . وﻓ ﻲ 5 ﺻ ﻔﺮ‬ ‫0041 ه ـ أﺻ ﺪرت ﻟﺠﻨ ﺔ اﻟﻔﺘ ﻮى ﺑ ﻮزارة اﻷوﻗ ﺎف اﻟﻜﻮﻳﺘﻴ ﺔ‬ ‫ﻗﺮارهﺎ رﻗﻢ 23/97 ﺑﺈﺑﺎﺣﺔ زرع اﻷﻋﻀﺎء ﻣ ﻦ اﻟﻤﺘﺒ ﺮع اﻟﺤ ﻲ‬ ‫أو اﻟﻤﻴ ﺖ . وﻓ ﻲ 6/11/2041 ه ـ ﺻ ﺪر ﻗ ﺮار هﻴﺌ ﺔ آﺒ ﺎر‬ ‫اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜ ﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ اﻟﺴ ﻌﻮدﻳﺔ ﺑﺈﺑﺎﺣ ﺔ زرع اﻷﻋﻀ ﺎء‬ ‫وأﺻ ﺪر اﻟﻤﺠﻤ ﻊ اﻟﻔﻘﻬ ﻲ ﻟﺮاﺑﻄ ﺔ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﻓ ﻲ دورﺗ ﻪ‬ ‫اﻟﺴ ﺎﺑﻌﺔ 7041 ه ـ ﻗ ﺮارﻩ ﺑﺈﺑﺎﺣ ﺔ زرع اﻷﻋﻀ ﺎء ، آﻤ ﺎ ﻗ ﺎم‬ ‫ﻣﺠﻤ ﻊ اﻟﻔﻘ ﻪ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﻓ ﻲ دورﺗ ﻪ اﻟﺮاﺑﻌ ﺔ 8041 ه ـ ﺑﺒﺤ ﺚ‬ ‫ﻣﻮﺿ ﻮع زرع اﻷﻋﻀ ﺎء وأﺻ ﺪر ﻗ ﺮارﻩ رﻗ ﻢ)1( د4/80/88‬ ‫ﺑﺈﺑﺎﺣ ﺔ زرع اﻷﻋﻀ ﺎء وذﻟ ﻚ ﺑﺈﺑﺎﺣ ﺔ اﻟ ﺰرع اﻟ ﺬاﺗﻲ آﻤ ﺎ أﺑ ﺎح‬ ‫اﻟﺰرع ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺁﺧ ﺮ ﺣ ﻲ ﺑﺸ ﺮط ﺗﺒﺮﻋ ﻪ ﺑ ﺬﻟﻚ ، وأﻻ ﻳﻠﺤﻘ ﻪ‬ ‫ﺿﺮر وأن ﻳﻜـﻮن اﻟﻤﺘﺒﺮع آﺎﻣـﻞ اﻷهﻠﻴﺔ ، آﻤﺎ أﺑﺎح اﻟﻤﺠـﻤﻊ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ أﻋﻀﺎء اﻹﻧﺴ ﺎن د/ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻓ ﻮزي ﻓ ﻴﺾ اﷲ ﻧ ﺪوة اﻟﺮؤﻳ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ص 733‬ ‫)22(‬
‫اﻟ ﺰرع ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﻮﺗﻰ ﺑﺸ ﺮط أن ﻳﻜ ﻮن ﻗ ﺪ أذﻧ ﻮا ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ أﺛﻨ ﺎء‬ ‫ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ أو أذن ورﺛﺘﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ أو أذن وﻟﻲ أﻣﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ إن آ ﺎن‬ ‫اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻣﺠﻬ ﻮل اﻟﻬﻮﻳ ﺔ أو ﻻ ورﺛ ﺔ ﻟ ﻪ وذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ ﺑﺸ ﺮط ﻋ ﺪم‬ ‫ﺑﻴﻊ اﻷﻋﻀﺎء .)1(‬ ‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧﺪوة اﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﻟ ﺒﻌﺾ اﻟﻤﻤﺎرﺳ ﺎت اﻟﻄﺒﻴ ﺔ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :‬ ‫ﻓﻲ ﺿﻮء ﻣﺎ اﺳﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟ ﺮأي اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺠ ﺎﻣﻊ اﻟﻔﻘﻬﻴ ﺔ‬ ‫وهﻴﺌﺎت اﻹﻓﺘ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﻣ ﻦ ﺟ ﻮاز ﻧﻘ ﻞ اﻷﻋﻀ ﺎء‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻤﺮﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﻈﺮوف واﻟﺸﺮوط اﻟﻤﻘﺮرة ﺷ ﺮﻋﺎ ، ﻧﺎﻗﺸ ﺖ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻨﺪوة ﻣﻮﺿﻮع ) ﺑﻴﻊ اﻷﻋﻀﺎء ( واﻧﺘﻬﺖ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :‬ ‫1- ﺧﻴ ﺮ ﻣ ﺎ ﻳ ﺘﻢ ﺑ ﻪ اﻟﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ اﻷﻋﻀ ﺎء أن ﻳﻜ ﻮن ﺛﻤ ﺮة‬ ‫اﻟﺘ ﺮاﺣﻢ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻨ ﺎس ﺑ ﺎﻟﺘﺒﺮع ﻣ ﻦ ﺟﺜ ﺚ اﻟﻤ ﻮﺗﻰ ﺑﺎﻟﻮﺻ ﻴﺔ أو‬ ‫ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻟﻮرﺛﺔ ، وآﺬﻟﻚ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻣﺠﻬﻮل اﻷهﻞ .‬ ‫2- ورأي اﻷآﺜﺮﻳ ﺔ أﻧ ﻪ ﻳﺠ ﻮز اﻟﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ اﻷﻋﻀ ﺎء أﻳﻀ ﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﺑﺘﺒ ﺮع اﻟﺤ ﻲ ﻟﻠﺤ ﻲ ﺑﺎﻟﺸ ﺮوط واﻟﻀ ﻮاﺑﻂ اﻟﻤﻌﺘﺒ ﺮة وﻣﻨﻬ ﺎ ﻋ ﺪم‬ ‫اﻹﺿﺮار ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﺘﺒﺮع أو ﻗﺴﺮﻩ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻀﺎء .‬ ‫3- ﻻ ﻳﺠ ﻮز ﺑﻴ ﻊ اﻷﻋﻀ ﺎء وإذا ﻟ ﻢ ﻳﻤﻜ ﻦ اﻟﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻷﻋﻀ ﺎء ﺑ ﺎﻟﺘﺒﺮع ، وﻟ ﻢ ﻳﻤﻜ ﻦ اﻟﺤﺼ ﻮل ﻋﻠﻴﻬ ﺎ إﻻ ﺑﺒ ﺬل ﻣ ﺎل‬ ‫ﻓﻬ ﺬا ﺟ ﺎﺋﺰ ﻓﻴﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ إﻟﻴ ﻪ أآﺜﺮﻳ ﺔ اﻟﻤﺸ ﺎرآﻴﻦ وه ﻮ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺤﻈ ﻮر اﻟ ﺬي ﻳﺒ ﺎح ﻟﺤ ﺎل اﻟﻀ ﺮورة ، وﻳ ﺮى اﻟ ﺒﻌﺾ ﻋ ﺪم‬ ‫ﺟﻮاز ذﻟﻚ .)2(‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( زرع اﻟﻐ ﺪد اﻟﺘﻨﺎﺳ ﻠﻴﺔ د/ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺒ ﺎر ﻧ ﺪوة رؤﻳ ﺔ إﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﻟﺰراﻋ ﺔ ﺑﻌ ﺾ‬ ‫اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ص 264 ، 364‬ ‫)2( ﻧﺪوة اﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ص 657‬ ‫)32(‬
‫اﺳﺘﻤﺮار أﺟﻬﺰة اﻹﻧﻌﺎش :‬ ‫ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﻮل أآﺜﺮ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺠﻮاز ﻧﻘﻞ اﻷﻋﻀﺎء أﻧﻪ إذا آ ﺎن‬ ‫اﻟﻤﻨﻘﻮل ﻣﻨﻪ ﺷﺨﺼﺎ ﻗﺪ ﺣﻜﻢ اﻷﻃﺒﺎء اﻟﺜﻘﺎت ﺑﻤﻮت ﺟﺬع اﻟ ﺪﻣﺎغ‬ ‫ً‬ ‫ﻟﺪﻳﻪ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠ ﻮز ﻟﻸﻃﺒ ﺎء ﺣﻴﻨﺌ ﺬ ﺗﺄﺟﻴ ﻞ وﻗ ﻒ أﺟﻬ ﺰة اﻹﻧﻌ ﺎش‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻳﺘ ﺎح ﻟ ﻮﻟﻲ اﻟﻤﺘ ﻮﻓﻰ دﻣﺎﻏﻴ ﺎ أن ﻳﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ روﻳ ﺔ ، وﻳﻘ ﺮر‬ ‫ً‬ ‫ﺑﺄﻧﺎة ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ - إذا ﺷﺎء - ﻋﻠﻰ أﺧﺬ أﻋﻀ ﺎء ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺘ ﻮﻓﻰ ، وﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ اﻟﻤﺨ ﺘﺺ ﻣﺮاﻋ ﺎة اﻟﻤﺤﺎﻓﻈ ﺔ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺻ ﻼﺣﻴﺔ اﻷﻋﻀ ﺎء اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﺘﺰرع ﺧ ﻼل ﻓﺘ ﺮة اﻟﺘﺄﺟﻴ ﻞ ، وآ ﻞ‬ ‫ذﻟ ﻚ ﺣﺘ ﻰ ﺗ ﺘﻢ اﻻﺳ ﺘﻔﺎدة اﻟﻜﺎﻣﻠ ﺔ ﻣ ﻦ زرع اﻷﻋﻀ ﺎء ﻟﺘﺘﺤﻘ ﻖ‬ ‫اﻟﻤﺼ ﻠﺤﺔ اﻟﻤﻨﺸ ﻮدة اﻟﺘ ﻲ ﻣ ﻦ أﺟﻠﻬ ﺎ أﺟ ﺎز اﻟﻔﻘﻬ ﺎء ﻧﻘ ﻞ‬ ‫واﷲ أﻋﻠﻢ‬ ‫اﻷﻋﻀﺎء .‬ ‫)42(‬
‫ﺗﺎﺳﻌﺎ : ﻗﺘﻞ اﻟﺮﺣﻤﺔ‬ ‫ً‬ ‫وهﻮ ﺗﻌﻤﺪ إﻧﻬﺎء ﺣﻴﺎة إﻧﺴﺎن ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺷﻲء )آﺪواء ﻗﺎﺗﻞ( أو ﻣﻨﻊ‬ ‫ﺷ ﻲء )آﻐ ﺬاء أو ﺷ ﺮاب ﻻزم( وذﻟ ﻚ ﺑ ﺪاﻓﻊ اﻟﺸ ﻔﻘﺔ ﻟﻮﺿ ﻊ ﺣ ﺪ‬ ‫ﻟﻤﺎ ﻳﻌﺎﻧﻴﻪ أو ﺑﺪﻋﻮى اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ آﺮاﻣﺘﻪ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ‬ ‫اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة .‬ ‫وه ﻮ ﻳﺸ ﻤﻞ ﻗﺘ ﻞ اﻟﻐﻴ ﺮ أو ﻗﺘ ﻞ اﻟ ﻨﻔﺲ )اﻻﻧﺘﺤ ﺎر( أو اﻟﻤﺴ ﺎﻋﺪة‬ ‫ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﺮأي أو دواء . وهﻮ واﻓﺪ ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻄﺐ‬ ‫و اﻷﻃﺒ ﺎء ﺑﺼ ﻮرﻩ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ أو أﺳ ﻤﺎﺋﻪ اﻟﻤﺘﻌ ﺪدة أو وﺳ ﺎﺋﻠﻪ‬ ‫اﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ )1( وﻗﺪ ﺑﺪأ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﻳﺘﺴﺮب إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة‬ ‫ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﻋﻘﻮد وﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :‬ ‫1- زﻳﺎدة ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﻤﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻊ ﺗﻘﺪم اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼ ﺤﻴﺔ ﻣﻤ ﺎ‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ زﻳﺎدة ﻋﺪد اﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﺳ ﻮاء اﻷﺻ ﺤﺎء ﻣ ﻨﻬﻢ‬ ‫أو اﻟﻤﺮﺿﻰ ﺑﺪرﺟﺎت ﻣﺘﻔﺎوﺗ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻌﺠ ﺰ ﺗ ﺆدي إﻟ ﻰ ﺿ ﺮورة‬ ‫اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻴﺮ.‬ ‫2- اﺳﺘﻤﺮار ﺗﻘﻠﺺ دور اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻌﺎﺋﻠ ﺔ اﻟﻨ ﻮاة‬ ‫اﻟﻤﺤ ﺪودة ﺑ ﺎﻷﺑﻮﻳﻦ واﻷﺑﻨ ﺎء ﻓﻘ ﻂ ﺣﻴ ﺚ آﺎﻧ ﺖ ﺗﺘ ﻮزع أﻋﺒ ﺎء‬ ‫رﻋﺎﻳﺔ اﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﺑﺠﻬﺪ أﻳﺴﺮ وﺗﻜﺎﻟﻴﻒ أﻗﻞ .‬ ‫3- ﺗﺰاﻳ ﺪ ﺗﻜ ﺎﻟﻴﻒ رﻋﺎﻳ ﺔ اﻟﻤﺴ ﻨﻴﻦ ﻋ ﻦ ذي ﻗﺒ ﻞ ﺳ ﻮاء ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻷﺳﺮة أو اﻟﺪوﻟﺔ.‬ ‫واﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮن إﻟﻰ ﻗﺘﻞ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻳﺤﺘﺠﻮن ﺑ ﺪﻋﺎوى ﻇﺎهﺮه ﺎ ﻓﻴ ﻪ‬ ‫اﻟﺮﺣﻤ ﺔ آﺤ ﻖ اﻟﺤ ﺮ أن ﻳﻔﻌ ﻞ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﺎء ، وﺣ ﻖ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻳﺘﻌﺮض ﻵﻻم ﻃﻮﻳﻠﺔ أن ﻳﻀﻊ ﺣﺪا ﻟﻬﺎ أو ﻳﻀﻊ ﺣﺪا ﻟﺤﻴﺎﺗﻪ ﺑﻴﺪﻩ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أو ﺑﻴﺪ ﺁﺧﺮ ﻃﺒﻴﺒﺎ آﺎن أو ﻏﻴﺮﻩ ، وأﻧﻪ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺤﻴﺎة أو ﻋﺠﺰ‬ ‫ً‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1(ﻗﺘﻞ اﻟﺮﺣﻤﺔ د/ ﻋﺼﺎم اﻟﺸﺮﺑﻴﻨﻲ ﻧﺪوة اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت واﻟﻘﻴﻢ ص171‬ ‫)52(‬
‫ﻻ ﻳﺮﺟ ﻰ ﺑ ﺮؤﻩ ، آﻤ ﺎ أن ﻣ ﻦ ﺣ ﻖ اﻹﻧﺴ ﺎن أن ﻳﺤﻔ ﻆ آﺮاﻣﺘ ﻪ‬ ‫اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ ﺑﺈﻧﻬ ﺎء ﺣﻴﺎﺗ ﻪ إذا ﺣ ﻂ اﻟﻤ ﺮض أو اﻟﻌﺠ ﺰ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ‬ ‫اﻟﻜﺮاﻣ ﺔ . وأن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ أن ﻳﺨ ﺪم اﻹﻧﺴ ﺎن ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﺘﻪ‬ ‫وﻣﺮﺿ ﻪ ﺑﻮﻗ ﻒ اﻟﻤ ﺮض أو إﻧﻬ ﺎء ﺣﻴ ﺎة اﻟﻤ ﺮﻳﺾ . وآ ﻞ ه ﺬﻩ‬ ‫دﻋ ﺎوى ﻻ ﺗﺘﻔ ﻖ وﺷ ﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳ ﻼم اﻟﺘ ﻲ ﺟﻌﻠ ﺖ ﻣ ﻦ ﻣﻘﺎﺻ ﺪهﺎ‬ ‫اﻟﺨﻤﺴ ﺔ اﻷﺻ ﻠﻴﺔ اﻟﺤﻔ ﺎظ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻨﻔﺲ ﻓ ﻲ آﺎﻓ ﺔ أﻃﻮاره ﺎ و‬ ‫أﺣﻮاﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻬﺎ وﻣﺮﺿﻬﺎ ، وﻓﻲ ﺿﻌﻔﻬﺎ وﻗﻮﺗﻬﺎ .‬ ‫ﺣﻜﻢ ﻗﺘﻞ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم :‬ ‫ﻳﺤﻔﻆ اﻹﺳﻼم ﻟﻠﺤﻴ ﺎة اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ ﺣﺮﻣﺘﻬ ﺎ ، ﻷن اﻟﺤﻴ ﺎة ﻧﻌﻤ ﺔ ﻣ ﻦ‬ ‫اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠ ﻚ اﻹﻧﻌ ﺎم ﺑﻬ ﺎ ﻏﻴ ﺮﻩ ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ:" وه ﻮ اﻟ ﺬي‬ ‫أﺣﻴ ﺎآﻢ ﺛ ﻢ ﻳﻤﻴ ﺘﻜﻢ ﺛ ﻢ ﻳﺤﻴ ﻴﻜﻢ إن اﻹﻧﺴ ﺎن ﻟﻜﻔ ﻮر " )1( وﻗ ﺎل‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﻰ:" إﻧ ﺎ ﻧﺤ ﻦ ﻧﺤﻴ ﻲ وﻧﻤﻴ ﺖ وإﻟﻴﻨ ﺎ اﻟﻤﺼ ﻴﺮ " )2( . وﻣ ﺎ دام‬ ‫ﻗ ﺪ ﺗﻘ ﺮر أن اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ه ﻮ واه ﺐ اﻟﺤﻴ ﺎة ﻓﻴﻜ ﻮن ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ه ﻮ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺤﻖ ﻓ ﻲ ﺳ ﻠﺒﻬﺎ ، وﻻ ﻳﻤﻠ ﻚ أﺣ ﺪ إزه ﺎق ﻧﻔ ﺲ إﻻ ﺑﺤ ﺪ‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺪود اﻟﺘ ﻲ ﺷ ﺮﻋﻬﺎ اﷲ ، وﻟ ﺬﻟﻚ ﺟ ﺎء اﻟﻮﻋﻴ ﺪ اﻟﺸ ﺪﻳﺪ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻗﺘ ﻞ اﻟ ﻨﻔﺲ ﺑﻐﻴ ﺮ ﺣ ﻖ ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :" وﻣ ﻦ ﻳﻘﺘ ﻞ ﻣﺆﻣﻨ ﺎ ﻣﺘﻌﻤ ﺪا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻓﺠﺰاؤﻩ ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪا ﻓﻴﻬﺎ وﻏﻀﺐ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﻟﻌﻨﻪ وأﻋﺪ ﻟﻪ ﻋﺬاﺑﺎ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻋﻈﻴﻤ ﺎ ")3( . وآ ﺎن ﻗﺘ ﻞ اﻟ ﻨﻔﺲ ﺑﻐﻴ ﺮ ﺣ ﻖ ﺑﻤﺜﺎﺑ ﺔ ﻗﺘ ﻞ اﻟﻨ ﺎس‬ ‫ً‬ ‫ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :" ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ آﺘﺒﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻨ ﻲ إﺳ ﺮاﺋﻴﻞ أﻧ ﻪ‬ ‫ً‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺣ ﻖ أو ﻓﺴ ﺎد ﻓ ﻲ اﻷرض ﻓﻜﺄﻧﻤ ﺎ ﻗﺘ ﻞ اﻟﻨ ﺎس‬ ‫ً‬ ‫ﺟﻤﻴﻌﺎ وﻣﻦ أﺣﻴﺎه ﺎ ﻓﻜﺄﻧﻤ ﺎ أﺣﻴ ﺎ اﻟﻨ ﺎس ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ")4( وﻓ ﺮض اﷲ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻘﺼﺎص ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻞ ، ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :" ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا آﺘﺐ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( ﺳﻮرة اﻟﺤﺞ اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 66‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 87‬ ‫)3( ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 39‬ ‫)4( ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 23‬ ‫)62(‬
‫ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﻘﺼﺎص ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻠﻰ " )1( وﻟﻘﺪ أآﺪت اﻟﺴ ﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳ ﺔ : أن‬ ‫ﻗﺘ ﻞ اﻟ ﻨﻔﺲ ﻣ ﻦ أآﺒ ﺮ اﻟﻜﺒ ﺎﺋﺮ ﻓﻘ ﺪ روى اﻟﺒﺨ ﺎري ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﻴﺤﻪ‬ ‫ﻋﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل :) أآﺒ ﺮ اﻟﻜﺒ ﺎﺋﺮ اﻹﺷ ﺮاك‬ ‫ﺑ ﺎﷲ وﻗﺘ ﻞ اﻟ ﻨﻔﺲ وﻋﻘ ﻮق اﻟﻮاﻟ ﺪﻳﻦ وﻗ ﻮل اﻟ ﺰور ﻗ ﺎل وﺷ ﻬﺎدة‬ ‫اﻟﺰور( وروى اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺳﻨﻨﻪ أن رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ‬ ‫وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل :) ﻟﻘﺘ ﻞ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ أﻋﻈ ﻢ ﻋﻨ ﺪ اﷲ ﻣ ﻦ زوال اﻟ ﺪﻧﻴﺎ (‬ ‫وروى اﻟﺘﺮﻣﺬي ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻗ ﺎل :) ﻟ ﻮ‬ ‫أن أه ﻞ اﻟﺴ ﻤﺎء وأه ﻞ اﻷرض اﺷ ﺘﺮآﻮا ﻓ ﻲ دم ﻣ ﺆﻣﻦ ﻷآ ﺒﻬﻢ‬ ‫اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻓ ﻲ اﻟﻨ ﺎر( . ﺑﻬ ﺬﻩ اﻷدﻟ ﺔ وﻏﻴﺮه ﺎ ﻳﺘﺒ ﻴﻦ ﻟﻨ ﺎ ﺣﺮﻣ ﺔ‬ ‫اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺗﺤﺮﻳﻢ ﻗﺘﻞ اﻟ ﻨﻔﺲ إﻻ ﺑﻮﺟ ﻪ ﺣ ﻖ ، آﻤ ﺎ ﻳﺤ ﺮم‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻗﺎل‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ :) آ ﺎن ﻓ ﻴﻤﻦ آ ﺎن ﻗ ﺒﻠﻜﻢ رﺟ ﻞ‬ ‫ﺑ ﻪ ﺟ ﺮح ﻓﺠ ﺰع ﻓﺄﺧ ﺬ ﺳ ﻜﻴﻨﺎ ﻓﺤ ﺰ ﺑﻬ ﺎ ﻳ ﺪﻩ ﻓﻤ ﺎ رﻗ ﺄ اﻟ ﺪم ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ً ‪‬‬ ‫ََ َِ‬ ‫ﻣ ﺎت( ﻗ ﺎل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :) ﺑ ﺎدرﻧﻲ ﻋﺒ ﺪي ﺑﻨﻔﺴ ﻪ ﺣﺮﻣ ﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ‬ ‫اﻟﺠﻨ ﺔ( وﻗ ﺎل ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ :) ﻣ ﻦ ﻗﺘ ﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑﺤﺪﻳ ﺪة‬ ‫ﻓﺤﺪﻳﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻳﺘﻮﺟﺄ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻨ ﻪ ﻓ ﻲ ﻧ ﺎر ﺟﻬ ﻨﻢ ﺧﺎﻟ ﺪا ﻣﺨﻠ ﺪا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻓﻴﻬ ﺎ أﺑ ﺪا ً ، وﻣ ﻦ ﺷ ﺮب ﺳ ﻤﺎ ﻓﻘﺘ ﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻓﻬ ﻮ ﻳﺘﺤﺴ ﺎﻩ ﻓ ﻲ ﻧ ﺎر‬ ‫ً‬ ‫ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪا ﻣﺨﻠﺪا ﻓﻴﻬ ﺎ أﺑ ﺪا ، وﻣ ﻦ ﺗ ﺮدى ﻣ ﻦ ﺟﺒ ﻞ ﻓﻘﺘ ﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺮدى ﻓﻲ ﻧﺎر ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟ ﺪا ﻣﺨﻠ ﺪا ﻓﻴﻬ ﺎ أﺑ ﺪا ( )2( . ﻣ ﻦ هﻨ ﺎ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻳﻌﻠ ﻢ إن إﻧﻬ ﺎء اﻟﺤﻴ ﺎة ﺑﻐﻴ ﺮ ﺣ ﻖ وﻟ ﻮ آﺎﻧ ﺖ ﺑ ﺄدﻧﻰ ﻣﺴ ﺘﻮى أو‬ ‫آﺎﻧ ﺖ ﺑﻤﻘ ﺪار ﻧﻔ ﺲ واﺣ ﺪ ﺟﻨﺎﻳ ﺔ ﺗﻘﺘﻀ ﻲ اﻟﻘﺼ ﺎص وﺗﻮﺟ ﺐ‬ ‫ََ‬ ‫ﻏﻀﺐ اﷲ ، ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﻟﻨﻮوي :) وﻟﻮ ﻗﺘ ﻞ ﻣﺮﻳﻀ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻨ ﺰع‬ ‫ً‬ ‫وﻋﻴﺸﻪ ﻋﻴﺶ ﻣﺬﺑﻮح وﺟﺐ اﻟﻘﺼﺎص ()3(‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( ﺳﻮرة ﺁل ﻋﻤﺮان اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 651‬ ‫)2( رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ 6201‬ ‫)3( اﻟﻤﻨﻬﺎج ﻟﻠﻨﻮوي‬ ‫)72(‬
‫وﻟﻘﺪ رأى اﻹﻣﺎم اﻟﻘﺮاﻓﻲ ﻣﻨﻊ ﻗﺘ ﻞ اﻟﺤﻴ ﻮان ﺑ ﺪﻋﻮى اﻟﺮﺣﻤ ﺔ ﺛ ﻢ‬ ‫ﻧﻘﻞ ﻋﻦ اﻟﻔﻘﻬﺎء إﺟﻤﺎﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟﺒﺘ ﺔ وﻟ ﻮ‬ ‫اﺷﺘﺪ أﻟﻤﻪ ﻓﻘﺎل :) اﻟﺤﻴﻮان اﻟﺬي ﻻ ﻳﺆآﻞ إذا وﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻤ ﺮض‬ ‫ﻟﺤ ﺪ ﻻ ﻳﺮﺟ ﻰ ، ه ﻞ ﻳ ﺬﺑﺢ ﺗﺴ ﻬﻴﻼ ﻋﻠﻴ ﻪ وإراﺣ ﺔ ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ أﻟ ﻢ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻮﺟ ﻊ؟ اﻟ ﺬي رأﻳﺘ ﻪ اﻟﻤﻨ ﻊ إﻻ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣﻤ ﺎ ﻳ ﺬآﻰ ﻷﺧ ﺬ ﺟﻠ ﺪﻩ‬ ‫آﺎﻟﺴ ﺒﺎع ، وأﺟﻤ ﻊ اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ ﺣ ﻖ اﻵدﻣ ﻲ وإن‬ ‫اﺷﺘﺪ أﻟﻤﻪ ( )1(‬ ‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﺎت ﻧﺪوة ﺣﻘﻮق اﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺣﺮﻣ ﺔ اﻟﻘﺘ ﻞ‬ ‫اﻟﺮﺣﻴﻢ ﻓﻘ ﺪ ﻧﺼ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳﻠ ﻲ :) وﺗﺆآ ﺪ اﻟﻨ ﺪوة ﻣ ﻦ ﺟﺪﻳ ﺪ أن‬ ‫ﻣﻮﺿ ﻮع ﻗﺘ ﻞ اﻟﺮﺣﻤ ﺔ ﻣﻨ ﺎف ﻟﻺﺳ ﻼم ﻣﻬﻤ ﺎ ﺗﻐﻴ ﺮت أﺳ ﻤﺎؤﻩ‬ ‫)اﻟﻤﻮت ﺑﻜﺮاﻣ ﺔ ﻣ ﺜﻼ( أو ﺗﺸ ﻜﻠﺖ ﻣ ﻦ ﺗ ﺪﺧﻞ ﻃﺒ ﻲ ﻣﺒﺎﺷ ﺮ ، أو‬ ‫ً‬ ‫ﺗﻬﻴﺌﺔ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﻴﻘﺘﻞ اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻧﻔﺴ ﻪ وﻳﺴ ﺘﻮي ﻓ ﻲ‬ ‫ذﻟ ﻚ اﻟﺘ ﺪﺧﻞ اﻹﻳﺠ ﺎﺑﻲ أو اﻟﺘ ﺪﺧﻞ اﻟﺴ ﻠﺒﻲ ﺑﺤﺠ ﺐ اﻟﻌ ﻼج ﻋ ﻦ‬ ‫اﻟﻤ ﺮﻳﺾ إن آ ﺎن ذﻟ ﻚ ﺑﻨﻴ ﺔ ﻗﺘﻠ ﻪ ﺣﺘ ﻰ وﻟ ﻮ ﻃﻠ ﺐ اﻟﻤ ﺮﻳﺾ أو‬ ‫أهﻠﻪ ذﻟﻚ . ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻼج اﻟﻤﻘﻄﻮع ﺑﻌ ﺪم ﺟ ﺪواﻩ ﻟ ﻴﺲ واﺟﺒ ﺎ ،‬ ‫ً‬ ‫ﻓ ﻴﻤﻜﻦ ﺳ ﺤﺐ اﻹﺟ ﺮاءات اﻟﻌﻼﺟﻴ ﺔ أو وﻗﻔﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ أن ﺗﺒﻘ ﻰ‬ ‫ﻟﻠﻤ ﺮﻳﺾ ﺣﻘﻮﻗ ﻪ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺮي واﻟﺘﻐﺬﻳ ﺔ‬ ‫واﻟﺘﻤﺮﻳﺾ واﻟﺮاﺣﺔ ﻣﻦ اﻷﻟﻢ .)2(‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( ﺷ ﺮح ﺗﻨﻘ ﻴﺢ اﻟﻔﺼ ﻮل ص854، ﺣﺮﻣ ﺔ اﻟﺤﻴ ﺎة اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺸ ﻴﺦ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﺪر اﻟ ﺪﻳﻦ‬ ‫ﻧﺪوة اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ص702‬ ‫)2( ﻧﺪوة ﺣﻘﻮق اﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ص 7821‬ ‫)82(‬
‫ﻋﺎﺷﺮا : ﺑﻨﻮك اﻟﺤﻠﻴﺐ‬ ‫ً‬ ‫ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ ﻗﻴ ﺎم ﻣﺆﺳﺴ ﺎت ﺑﺘﺠﻤﻴ ﻊ ﻟ ﺒﻦ اﻷﻣﻬ ﺎت وﺗﻌﻘﻴﻤﻬ ﺎ‬ ‫وﺣﻔﻈﻬﺎ ﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﺬﻳﺔ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺨﺪج .‬ ‫واﻟﺬي ﻳﺤﺪث أﻧ ﻪ ﻳﺴ ﺘﻌﻤﻞ ﺧﻠ ﻴﻂ ﻣ ﻦ ﺣﻠﻴ ﺐ ﻋﺸ ﺮات اﻷﻣﻬ ﺎت‬ ‫ﺑﻞ ﻣﺌﺎت ، وﻋﻠﻴﻪ ﻳﺘﻐﺬى ﻏﻴﺮ ﻣﻮاﻟﻴﺪهﻦ ﻋﺸﺮات ﺑﻞ ﻣﺌ ﺎت ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﻮاﻟﻴ ﺪ اﻟﺨ ﺪج ذآﺮاﻧ ﺎ وإﻧﺎﺛ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻏﻴ ﺮ ﻣﻌﺮﻓ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺎل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واﻻﺳﺘﻘﺒﺎل .)1(‬ ‫واﻟﺮﺿ ﺎع ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺮع ه ﻮ اﺳ ﻢ ﻟﻮﺻ ﻮل ﻟ ﺒﻦ اﻣ ﺮأة ﻓ ﻲ ﺟ ﻮف‬ ‫ﻃﻔ ﻞ ، أو آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳﺼ ﻞ إﻟ ﻰ ﺟ ﻮف اﻟﺼ ﺒﻲ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ ﺣﻠﻘ ﻪ‬ ‫واﻷﺻ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﺮوﻋﻴﺘﻪ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :" واﻟﻮاﻟ ﺪات ﻳﺮﺿ ﻌﻦ‬ ‫أوﻻده ﻦ ﺣ ﻮﻟﻴﻦ آ ﺎﻣﻠﻴﻦ" )2( . وﻻ ﺧ ﻼف ﺑ ﻴﻦ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء ﻓ ﻲ‬ ‫وﺟ ﻮب إرﺿ ﺎع اﻟﻄﻔ ﻞ ﻣ ﺎدام ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ إﻟﻴ ﻪ وﻓ ﻲ ﺳ ﻦ‬ ‫اﻟﺮﺿﺎع)3( .‬ ‫ﻣﻮﻗﻒ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﻮك اﻟﺤﻠﻴﺐ :‬ ‫ﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء )4(ﺟ ﻮاز ﺑﻨ ﻮك اﻟﺤﻠﻴ ﺐ ودﻟ ﻴﻠﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ‬ ‫أن اﻟﺸﺎرع ﺟﻌﻞ أﺳﺎس اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ هﻮ اﻷﻣﻮﻣﺔ اﻟﻤﺮﺿﻌﺔ آﻤﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت ﻣ ﻦ اﻟﻨﺴ ﺎء :" وأﻣﻬ ﺎﺗﻜﻢ اﻟﻼﺗ ﻲ‬ ‫أرﺿ ﻌﻨﻜﻢ وأﺧ ﻮاﺗﻜﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺿ ﺎﻋﺔ" )5( وه ﺬﻩ اﻷﻣﻮﻣ ﺔ اﻟﺘ ﻲ‬ ‫ﺻ ﺮح ﺑﻬ ﺎ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻻ ﺗﺘﻜ ﻮن ﻣ ﻦ ﻣﺠ ﺮد أﺧ ﺬ اﻟﻠ ﺒﻦ ﺑ ﻞ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻻﻣﺘﺼﺎص واﻻﻟﺘﺼﺎق اﻟﺬي ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻴﻪ ﺣﻨ ﺎن اﻷﻣﻮﻣ ﺔ وﺗﻌﻠ ﻖ‬ ‫اﻟـﺒـﻨـﻮة ، آﻤﺎ أن اﻟﺸـﻚ ﻓﻲ أﻣـﻮر اﻟـﺮﺿﺎع ﻻ ﻳـﺘـﺮﺗﺐ ﻋـﻠﻴﻪ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( ﺑﻨﻮك اﻟﺤﻠﻴﺐ د/ ﻣﺎهﺮ ﺣﺘﺤﻮت ﻧﺪوة اﻟﻐﻨﺠﺎب ص 53‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 332‬ ‫)3( اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ج2 ص576، اﻟﻤﻐﻨﻲ ج7 ص726‬ ‫)4( د/ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﺮﺿﺎوي وﻣﻦ واﻓﻘﻪ أﺧﺬا ﻣﻦ ﻣﺬهﺐ اﺑﻦ ﺣﺰم واﻟﻠﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ وإﺣﺪى‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺮواﻳﺘﻴﻦ ﻋﻦ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ‬ ‫)5( ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 32‬ ‫)92(‬
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية
حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية

Recommended

الوثيقة الإسلامية لأخلاقيات الطب والصحة
الوثيقة الإسلامية لأخلاقيات الطب والصحةالوثيقة الإسلامية لأخلاقيات الطب والصحة
الوثيقة الإسلامية لأخلاقيات الطب والصحةDr Ghaiath Hussein
 
علم نفس الشخصية اسيوط
علم نفس الشخصية اسيوطعلم نفس الشخصية اسيوط
علم نفس الشخصية اسيوطDavid Tallat Ibrahim Wasef
 
تقانة طحن الحبوب خواص جودة القمح ج2
تقانة طحن الحبوب خواص جودة القمح ج2تقانة طحن الحبوب خواص جودة القمح ج2
تقانة طحن الحبوب خواص جودة القمح ج2
Farhan Alfin
 
6 تصبيع و تفتيت العلف
6 تصبيع و تفتيت العلف6 تصبيع و تفتيت العلف
6 تصبيع و تفتيت العلف
AbdelRahman Yousef
 
لغة الجسد - المحاضر/ علاء الدين والي
لغة الجسد - المحاضر/ علاء الدين واليلغة الجسد - المحاضر/ علاء الدين والي
لغة الجسد - المحاضر/ علاء الدين والي
Reem Sharabia
 
المهارات الكتابية
المهارات الكتابيةالمهارات الكتابية
المهارات الكتابيةIbraheem Mohammad
 
11 تصنيع البريمكس
11 تصنيع البريمكس11 تصنيع البريمكس
11 تصنيع البريمكس
AbdelRahman Yousef
 
مجلة صحة الأجيال
مجلة صحة الأجيال مجلة صحة الأجيال
مجلة صحة الأجيال
Al Mahalliyya
 

Recommended

الوثيقة الإسلامية لأخلاقيات الطب والصحة
الوثيقة الإسلامية لأخلاقيات الطب والصحةالوثيقة الإسلامية لأخلاقيات الطب والصحة
الوثيقة الإسلامية لأخلاقيات الطب والصحةDr Ghaiath Hussein
 
علم نفس الشخصية اسيوط
علم نفس الشخصية اسيوطعلم نفس الشخصية اسيوط
علم نفس الشخصية اسيوطDavid Tallat Ibrahim Wasef
 
تقانة طحن الحبوب خواص جودة القمح ج2
تقانة طحن الحبوب خواص جودة القمح ج2تقانة طحن الحبوب خواص جودة القمح ج2
تقانة طحن الحبوب خواص جودة القمح ج2
Farhan Alfin
 
6 تصبيع و تفتيت العلف
6 تصبيع و تفتيت العلف6 تصبيع و تفتيت العلف
6 تصبيع و تفتيت العلف
AbdelRahman Yousef
 
لغة الجسد - المحاضر/ علاء الدين والي
لغة الجسد - المحاضر/ علاء الدين واليلغة الجسد - المحاضر/ علاء الدين والي
لغة الجسد - المحاضر/ علاء الدين والي
Reem Sharabia
 
المهارات الكتابية
المهارات الكتابيةالمهارات الكتابية
المهارات الكتابيةIbraheem Mohammad
 
11 تصنيع البريمكس
11 تصنيع البريمكس11 تصنيع البريمكس
11 تصنيع البريمكس
AbdelRahman Yousef
 
مجلة صحة الأجيال
مجلة صحة الأجيال مجلة صحة الأجيال
مجلة صحة الأجيال
Al Mahalliyya
 
تنمية مهارات الاتصال في الحوار
تنمية مهارات الاتصال في الحوارتنمية مهارات الاتصال في الحوار
تنمية مهارات الاتصال في الحوار
Shereen AbdulRahman
 
تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة
تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجةتحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة
تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة
Ahmed Adel
 
إسهامات الفقهاء والأطباء في تطبيق القواعد الفقهية
إسهامات الفقهاء والأطباء في تطبيق القواعد الفقهيةإسهامات الفقهاء والأطباء في تطبيق القواعد الفقهية
إسهامات الفقهاء والأطباء في تطبيق القواعد الفقهية
Dr Ghaiath Hussein
 
الهيكل التنظيمى
الهيكل التنظيمىالهيكل التنظيمى
الهيكل التنظيمى
ismailabdelrazeq
 
ما لا تعرفه عن الحسد
ما لا تعرفه عن الحسدما لا تعرفه عن الحسد
ما لا تعرفه عن الحسد
Sayed Darwish
 
التقوى
التقوىالتقوى
التقوىalheweny
 
الرحلة الى الدار الآخرة
الرحلة الى الدار الآخرةالرحلة الى الدار الآخرة
الرحلة الى الدار الآخرة
مبارك الدوسري
 
4 معدات مصنع العلف
4 معدات مصنع العلف4 معدات مصنع العلف
4 معدات مصنع العلف
AbdelRahman Yousef
 
دروس في التحرير الإداري
دروس في التحرير الإداري دروس في التحرير الإداري
دروس في التحرير الإداري
Kheireddine Chelghoum
 
أضرار القات
أضرار القاتأضرار القات
أضرار القات
ayatalkhameesi
 
الأخوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة عصرية
الأخوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة عصريةالأخوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة عصرية
الأخوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة عصرية
Abdalla Elhayes
 
عن المخدرات عرض تقديمي1
عن المخدرات عرض تقديمي1عن المخدرات عرض تقديمي1
عن المخدرات عرض تقديمي1dangermind
 
7 عينة ماده العلف
7 عينة ماده العلف7 عينة ماده العلف
7 عينة ماده العلف
AbdelRahman Yousef
 
الصحة النفسية لكبار السن و المتقاعدين
الصحة النفسية لكبار السن و المتقاعدينالصحة النفسية لكبار السن و المتقاعدين
الصحة النفسية لكبار السن و المتقاعدين
احمد البحيري
 
قدرتك علي الاقناع والتأثير علي الاخرين
قدرتك علي الاقناع والتأثير علي الاخرينقدرتك علي الاقناع والتأثير علي الاخرين
قدرتك علي الاقناع والتأثير علي الاخرين
Mandour Abdel-salam (E-mail)
 
حقوق المريض ـ الحوار الوطني
حقوق المريض ـ الحوار الوطنيحقوق المريض ـ الحوار الوطني
حقوق المريض ـ الحوار الوطني
Dr Ghaiath Hussein
 
5 عمليات التصنيع في مصنع علف كامل
5 عمليات التصنيع في مصنع علف كامل5 عمليات التصنيع في مصنع علف كامل
5 عمليات التصنيع في مصنع علف كامل
AbdelRahman Yousef
 
رعاية الأم الحامل
رعاية الأم الحاملرعاية الأم الحامل
رعاية الأم الحاملRabeeha Ibrahim
 
ثقافة الاختلافFinal
ثقافة الاختلافFinal ثقافة الاختلافFinal
ثقافة الاختلافFinal
ahmed hassan
 
بوربوينت كرازة بولس الرسول – اعمال الرسل
بوربوينت كرازة بولس الرسول – اعمال الرسلبوربوينت كرازة بولس الرسول – اعمال الرسل
بوربوينت كرازة بولس الرسول – اعمال الرسل
magdy-f
 
قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وتطبيقاتها في المجال الطبي
قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وتطبيقاتها في المجال الطبيقاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وتطبيقاتها في المجال الطبي
قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وتطبيقاتها في المجال الطبيDr Ghaiath Hussein
 
مصادر النظرية الإسلامية
مصادر النظرية الإسلاميةمصادر النظرية الإسلامية
مصادر النظرية الإسلاميةAmani_Aljarallah
 

More Related Content

What's hot

تنمية مهارات الاتصال في الحوار
تنمية مهارات الاتصال في الحوارتنمية مهارات الاتصال في الحوار
تنمية مهارات الاتصال في الحوار
Shereen AbdulRahman
 
تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة
تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجةتحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة
تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة
Ahmed Adel
 
إسهامات الفقهاء والأطباء في تطبيق القواعد الفقهية
إسهامات الفقهاء والأطباء في تطبيق القواعد الفقهيةإسهامات الفقهاء والأطباء في تطبيق القواعد الفقهية
إسهامات الفقهاء والأطباء في تطبيق القواعد الفقهية
Dr Ghaiath Hussein
 
الهيكل التنظيمى
الهيكل التنظيمىالهيكل التنظيمى
الهيكل التنظيمى
ismailabdelrazeq
 
ما لا تعرفه عن الحسد
ما لا تعرفه عن الحسدما لا تعرفه عن الحسد
ما لا تعرفه عن الحسد
Sayed Darwish
 
التقوى
التقوىالتقوى
التقوىalheweny
 
الرحلة الى الدار الآخرة
الرحلة الى الدار الآخرةالرحلة الى الدار الآخرة
الرحلة الى الدار الآخرة
مبارك الدوسري
 
4 معدات مصنع العلف
4 معدات مصنع العلف4 معدات مصنع العلف
4 معدات مصنع العلف
AbdelRahman Yousef
 
دروس في التحرير الإداري
دروس في التحرير الإداري دروس في التحرير الإداري
دروس في التحرير الإداري
Kheireddine Chelghoum
 
أضرار القات
أضرار القاتأضرار القات
أضرار القات
ayatalkhameesi
 
الأخوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة عصرية
الأخوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة عصريةالأخوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة عصرية
الأخوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة عصرية
Abdalla Elhayes
 
عن المخدرات عرض تقديمي1
عن المخدرات عرض تقديمي1عن المخدرات عرض تقديمي1
عن المخدرات عرض تقديمي1dangermind
 
7 عينة ماده العلف
7 عينة ماده العلف7 عينة ماده العلف
7 عينة ماده العلف
AbdelRahman Yousef
 
الصحة النفسية لكبار السن و المتقاعدين
الصحة النفسية لكبار السن و المتقاعدينالصحة النفسية لكبار السن و المتقاعدين
الصحة النفسية لكبار السن و المتقاعدين
احمد البحيري
 
قدرتك علي الاقناع والتأثير علي الاخرين
قدرتك علي الاقناع والتأثير علي الاخرينقدرتك علي الاقناع والتأثير علي الاخرين
قدرتك علي الاقناع والتأثير علي الاخرين
Mandour Abdel-salam (E-mail)
 
حقوق المريض ـ الحوار الوطني
حقوق المريض ـ الحوار الوطنيحقوق المريض ـ الحوار الوطني
حقوق المريض ـ الحوار الوطني
Dr Ghaiath Hussein
 
5 عمليات التصنيع في مصنع علف كامل
5 عمليات التصنيع في مصنع علف كامل5 عمليات التصنيع في مصنع علف كامل
5 عمليات التصنيع في مصنع علف كامل
AbdelRahman Yousef
 
رعاية الأم الحامل
رعاية الأم الحاملرعاية الأم الحامل
رعاية الأم الحاملRabeeha Ibrahim
 
ثقافة الاختلافFinal
ثقافة الاختلافFinal ثقافة الاختلافFinal
ثقافة الاختلافFinal
ahmed hassan
 
بوربوينت كرازة بولس الرسول – اعمال الرسل
بوربوينت كرازة بولس الرسول – اعمال الرسلبوربوينت كرازة بولس الرسول – اعمال الرسل
بوربوينت كرازة بولس الرسول – اعمال الرسل
magdy-f
 

What's hot (20)

تنمية مهارات الاتصال في الحوار
تنمية مهارات الاتصال في الحوارتنمية مهارات الاتصال في الحوار
تنمية مهارات الاتصال في الحوار
 
تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة
تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجةتحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة
تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة
 
إسهامات الفقهاء والأطباء في تطبيق القواعد الفقهية
إسهامات الفقهاء والأطباء في تطبيق القواعد الفقهيةإسهامات الفقهاء والأطباء في تطبيق القواعد الفقهية
إسهامات الفقهاء والأطباء في تطبيق القواعد الفقهية
 
الهيكل التنظيمى
الهيكل التنظيمىالهيكل التنظيمى
الهيكل التنظيمى
 
ما لا تعرفه عن الحسد
ما لا تعرفه عن الحسدما لا تعرفه عن الحسد
ما لا تعرفه عن الحسد
 
التقوى
التقوىالتقوى
التقوى
 
الرحلة الى الدار الآخرة
الرحلة الى الدار الآخرةالرحلة الى الدار الآخرة
الرحلة الى الدار الآخرة
 
4 معدات مصنع العلف
4 معدات مصنع العلف4 معدات مصنع العلف
4 معدات مصنع العلف
 
دروس في التحرير الإداري
دروس في التحرير الإداري دروس في التحرير الإداري
دروس في التحرير الإداري
 
أضرار القات
أضرار القاتأضرار القات
أضرار القات
 
الأخوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة عصرية
الأخوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة عصريةالأخوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة عصرية
الأخوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة عصرية
 
عن المخدرات عرض تقديمي1
عن المخدرات عرض تقديمي1عن المخدرات عرض تقديمي1
عن المخدرات عرض تقديمي1
 
7 عينة ماده العلف
7 عينة ماده العلف7 عينة ماده العلف
7 عينة ماده العلف
 
الصحة النفسية لكبار السن و المتقاعدين
الصحة النفسية لكبار السن و المتقاعدينالصحة النفسية لكبار السن و المتقاعدين
الصحة النفسية لكبار السن و المتقاعدين
 
قدرتك علي الاقناع والتأثير علي الاخرين
قدرتك علي الاقناع والتأثير علي الاخرينقدرتك علي الاقناع والتأثير علي الاخرين
قدرتك علي الاقناع والتأثير علي الاخرين
 
حقوق المريض ـ الحوار الوطني
حقوق المريض ـ الحوار الوطنيحقوق المريض ـ الحوار الوطني
حقوق المريض ـ الحوار الوطني
 
5 عمليات التصنيع في مصنع علف كامل
5 عمليات التصنيع في مصنع علف كامل5 عمليات التصنيع في مصنع علف كامل
5 عمليات التصنيع في مصنع علف كامل
 
رعاية الأم الحامل
رعاية الأم الحاملرعاية الأم الحامل
رعاية الأم الحامل
 
ثقافة الاختلافFinal
ثقافة الاختلافFinal ثقافة الاختلافFinal
ثقافة الاختلافFinal
 
بوربوينت كرازة بولس الرسول – اعمال الرسل
بوربوينت كرازة بولس الرسول – اعمال الرسلبوربوينت كرازة بولس الرسول – اعمال الرسل
بوربوينت كرازة بولس الرسول – اعمال الرسل
 

Viewers also liked

قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وتطبيقاتها في المجال الطبي
قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وتطبيقاتها في المجال الطبيقاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وتطبيقاتها في المجال الطبي
قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وتطبيقاتها في المجال الطبيDr Ghaiath Hussein
 
مصادر النظرية الإسلامية
مصادر النظرية الإسلاميةمصادر النظرية الإسلامية
مصادر النظرية الإسلاميةAmani_Aljarallah
 
القواعد الفقهية
القواعد الفقهيةالقواعد الفقهية
القواعد الفقهية
Sof Wan
 
Lecture 20 احكام متعلقة بالموت و الاحتضار
Lecture 20 احكام متعلقة بالموت و الاحتضارLecture 20 احكام متعلقة بالموت و الاحتضار
Lecture 20 احكام متعلقة بالموت و الاحتضار
Dr Ghaiath Hussein
 
Policy - private health sector
Policy - private health sectorPolicy - private health sector
Policy - private health sectorDr Ghaiath Hussein
 
Student seminar-تحديد نوع الجنين
Student seminar-تحديد نوع الجنينStudent seminar-تحديد نوع الجنين
Student seminar-تحديد نوع الجنين
Dr Ghaiath Hussein
 

Viewers also liked (6)

قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وتطبيقاتها في المجال الطبي
قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وتطبيقاتها في المجال الطبيقاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وتطبيقاتها في المجال الطبي
قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وتطبيقاتها في المجال الطبي
 
مصادر النظرية الإسلامية
مصادر النظرية الإسلاميةمصادر النظرية الإسلامية
مصادر النظرية الإسلامية
 
القواعد الفقهية
القواعد الفقهيةالقواعد الفقهية
القواعد الفقهية
 
Lecture 20 احكام متعلقة بالموت و الاحتضار
Lecture 20 احكام متعلقة بالموت و الاحتضارLecture 20 احكام متعلقة بالموت و الاحتضار
Lecture 20 احكام متعلقة بالموت و الاحتضار
 
Policy - private health sector
Policy - private health sectorPolicy - private health sector
Policy - private health sector
 
Student seminar-تحديد نوع الجنين
Student seminar-تحديد نوع الجنينStudent seminar-تحديد نوع الجنين
Student seminar-تحديد نوع الجنين
 

Similar to حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية

خبث الأورام للهروب من الموت
خبث الأورام للهروب من الموتخبث الأورام للهروب من الموت
خبث الأورام للهروب من الموت
Prof. Mohamed Labib Salem
 
القرآن والعلم الحديث
القرآن والعلم الحديثالقرآن والعلم الحديث
القرآن والعلم الحديثغايتي الجنة
 
صرخة من القطيف
صرخة من القطيفصرخة من القطيف
صرخة من القطيف
Mohammed Algarni
 
هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟
هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟
هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟khayr_albarya
 

Similar to حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية (20)

خبث الأورام للهروب من الموت
خبث الأورام للهروب من الموتخبث الأورام للهروب من الموت
خبث الأورام للهروب من الموت
 
594
594594
594
 
4150
41504150
4150
 
594
594594
594
 
القرآن والعلم الحديث
القرآن والعلم الحديثالقرآن والعلم الحديث
القرآن والعلم الحديث
 
925
925925
925
 
4733
47334733
4733
 
5122
51225122
5122
 
730
730730
730
 
6663
66636663
6663
 
5092
50925092
5092
 
3657
36573657
3657
 
صرخة من القطيف
صرخة من القطيفصرخة من القطيف
صرخة من القطيف
 
هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟
هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟
هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟
 
3867
38673867
3867
 
6326
63266326
6326
 
393
393393
393
 
4249
42494249
4249
 
3718
37183718
3718
 
41
4141
41
 

More from Dr Ghaiath Hussein

نظرية التطور عند المسلمين (بروفيسور محمد علي البار
نظرية التطور عند المسلمين (بروفيسور محمد علي البارنظرية التطور عند المسلمين (بروفيسور محمد علي البار
نظرية التطور عند المسلمين (بروفيسور محمد علي البار
Dr Ghaiath Hussein
 
10 Tips to make your search in Google Scholar more effective.pdf
10 Tips to make your search in Google Scholar more effective.pdf10 Tips to make your search in Google Scholar more effective.pdf
10 Tips to make your search in Google Scholar more effective.pdf
Dr Ghaiath Hussein
 
Ethical considerations in research during armed conflicts.pptx
Ethical considerations in research during armed conflicts.pptxEthical considerations in research during armed conflicts.pptx
Ethical considerations in research during armed conflicts.pptx
Dr Ghaiath Hussein
 
Medically Assisted Dying in (MAiD) Ireland - Mapping the Ethical Terrain (May...
Medically Assisted Dying in (MAiD) Ireland - Mapping the Ethical Terrain (May...Medically Assisted Dying in (MAiD) Ireland - Mapping the Ethical Terrain (May...
Medically Assisted Dying in (MAiD) Ireland - Mapping the Ethical Terrain (May...
Dr Ghaiath Hussein
 
Research or not research (JCB 17.11.21).pptx
Research or not research (JCB 17.11.21).pptxResearch or not research (JCB 17.11.21).pptx
Research or not research (JCB 17.11.21).pptx
Dr Ghaiath Hussein
 
Medically assisted dying in (MAiD) Ireland - mapping the ethical terrain
Medically assisted dying in (MAiD) Ireland - mapping the ethical terrainMedically assisted dying in (MAiD) Ireland - mapping the ethical terrain
Medically assisted dying in (MAiD) Ireland - mapping the ethical terrain
Dr Ghaiath Hussein
 
الجوانب الأخلاقية في العلاج الجيني
الجوانب الأخلاقية في العلاج الجينيالجوانب الأخلاقية في العلاج الجيني
الجوانب الأخلاقية في العلاج الجيني
Dr Ghaiath Hussein
 
الضرر في العمل الطبي-البروفيسور جمال جار الله
الضرر في العمل الطبي-البروفيسور جمال جار اللهالضرر في العمل الطبي-البروفيسور جمال جار الله
الضرر في العمل الطبي-البروفيسور جمال جار الله
Dr Ghaiath Hussein
 
العلاج الجيني والاخلاق
العلاج الجيني والاخلاقالعلاج الجيني والاخلاق
العلاج الجيني والاخلاق
Dr Ghaiath Hussein
 
القتل الرحيم و النظرة الإسلامية له
القتل الرحيم و النظرة الإسلامية لهالقتل الرحيم و النظرة الإسلامية له
القتل الرحيم و النظرة الإسلامية له
Dr Ghaiath Hussein
 
القواعد الفقهية لتخصص التخدير (2)
القواعد الفقهية لتخصص التخدير (2)القواعد الفقهية لتخصص التخدير (2)
القواعد الفقهية لتخصص التخدير (2)
Dr Ghaiath Hussein
 
المقارنة بين الفلسفات الغربية والمقاربة الإسلام
المقارنة بين الفلسفات الغربية والمقاربة الإسلامالمقارنة بين الفلسفات الغربية والمقاربة الإسلام
المقارنة بين الفلسفات الغربية والمقاربة الإسلام
Dr Ghaiath Hussein
 
تحديد الوفاة بالقرائن الدماغية الدكتور محمد زهير
تحديد الوفاة بالقرائن الدماغية الدكتور محمد زهيرتحديد الوفاة بالقرائن الدماغية الدكتور محمد زهير
تحديد الوفاة بالقرائن الدماغية الدكتور محمد زهير
Dr Ghaiath Hussein
 
الاحتضار والموت والمنظور الشرعي له التعامل مع المحتضر والميت طلب عدم الإنعاش...
الاحتضار والموت والمنظور الشرعي له التعامل مع المحتضر والميت طلب عدم الإنعاش...الاحتضار والموت والمنظور الشرعي له التعامل مع المحتضر والميت طلب عدم الإنعاش...
الاحتضار والموت والمنظور الشرعي له التعامل مع المحتضر والميت طلب عدم الإنعاش...
Dr Ghaiath Hussein
 
جراحات التجميل ـ محاضرة كلية الطب
جراحات التجميل ـ محاضرة كلية الطبجراحات التجميل ـ محاضرة كلية الطب
جراحات التجميل ـ محاضرة كلية الطب
Dr Ghaiath Hussein
 
حقوق المريض في الاسلام
حقوق المريض في الاسلامحقوق المريض في الاسلام
حقوق المريض في الاسلام
Dr Ghaiath Hussein
 
دراسة حالة وتقديمها
دراسة حالة وتقديمهادراسة حالة وتقديمها
دراسة حالة وتقديمها
Dr Ghaiath Hussein
 
سوء الممارسة الطبية 1
سوء الممارسة الطبية 1سوء الممارسة الطبية 1
سوء الممارسة الطبية 1
Dr Ghaiath Hussein
 
عرض الأستاذ الدكتور فيصل شاهين
عرض الأستاذ الدكتور فيصل شاهينعرض الأستاذ الدكتور فيصل شاهين
عرض الأستاذ الدكتور فيصل شاهين
Dr Ghaiath Hussein
 
الدستور الإسلامي للأخلاقيات الطبية
الدستور الإسلامي للأخلاقيات الطبيةالدستور الإسلامي للأخلاقيات الطبية
الدستور الإسلامي للأخلاقيات الطبية
Dr Ghaiath Hussein
 

More from Dr Ghaiath Hussein (20)

نظرية التطور عند المسلمين (بروفيسور محمد علي البار
نظرية التطور عند المسلمين (بروفيسور محمد علي البارنظرية التطور عند المسلمين (بروفيسور محمد علي البار
نظرية التطور عند المسلمين (بروفيسور محمد علي البار
 
10 Tips to make your search in Google Scholar more effective.pdf
10 Tips to make your search in Google Scholar more effective.pdf10 Tips to make your search in Google Scholar more effective.pdf
10 Tips to make your search in Google Scholar more effective.pdf
 
Ethical considerations in research during armed conflicts.pptx
Ethical considerations in research during armed conflicts.pptxEthical considerations in research during armed conflicts.pptx
Ethical considerations in research during armed conflicts.pptx
 
Medically Assisted Dying in (MAiD) Ireland - Mapping the Ethical Terrain (May...
Medically Assisted Dying in (MAiD) Ireland - Mapping the Ethical Terrain (May...Medically Assisted Dying in (MAiD) Ireland - Mapping the Ethical Terrain (May...
Medically Assisted Dying in (MAiD) Ireland - Mapping the Ethical Terrain (May...
 
Research or not research (JCB 17.11.21).pptx
Research or not research (JCB 17.11.21).pptxResearch or not research (JCB 17.11.21).pptx
Research or not research (JCB 17.11.21).pptx
 
Medically assisted dying in (MAiD) Ireland - mapping the ethical terrain
Medically assisted dying in (MAiD) Ireland - mapping the ethical terrainMedically assisted dying in (MAiD) Ireland - mapping the ethical terrain
Medically assisted dying in (MAiD) Ireland - mapping the ethical terrain
 
الجوانب الأخلاقية في العلاج الجيني
الجوانب الأخلاقية في العلاج الجينيالجوانب الأخلاقية في العلاج الجيني
الجوانب الأخلاقية في العلاج الجيني
 
الضرر في العمل الطبي-البروفيسور جمال جار الله
الضرر في العمل الطبي-البروفيسور جمال جار اللهالضرر في العمل الطبي-البروفيسور جمال جار الله
الضرر في العمل الطبي-البروفيسور جمال جار الله
 
العلاج الجيني والاخلاق
العلاج الجيني والاخلاقالعلاج الجيني والاخلاق
العلاج الجيني والاخلاق
 
القتل الرحيم و النظرة الإسلامية له
القتل الرحيم و النظرة الإسلامية لهالقتل الرحيم و النظرة الإسلامية له
القتل الرحيم و النظرة الإسلامية له
 
القواعد الفقهية لتخصص التخدير (2)
القواعد الفقهية لتخصص التخدير (2)القواعد الفقهية لتخصص التخدير (2)
القواعد الفقهية لتخصص التخدير (2)
 
المقارنة بين الفلسفات الغربية والمقاربة الإسلام
المقارنة بين الفلسفات الغربية والمقاربة الإسلامالمقارنة بين الفلسفات الغربية والمقاربة الإسلام
المقارنة بين الفلسفات الغربية والمقاربة الإسلام
 
تحديد الوفاة بالقرائن الدماغية الدكتور محمد زهير
تحديد الوفاة بالقرائن الدماغية الدكتور محمد زهيرتحديد الوفاة بالقرائن الدماغية الدكتور محمد زهير
تحديد الوفاة بالقرائن الدماغية الدكتور محمد زهير
 
الاحتضار والموت والمنظور الشرعي له التعامل مع المحتضر والميت طلب عدم الإنعاش...
الاحتضار والموت والمنظور الشرعي له التعامل مع المحتضر والميت طلب عدم الإنعاش...الاحتضار والموت والمنظور الشرعي له التعامل مع المحتضر والميت طلب عدم الإنعاش...
الاحتضار والموت والمنظور الشرعي له التعامل مع المحتضر والميت طلب عدم الإنعاش...
 
جراحات التجميل ـ محاضرة كلية الطب
جراحات التجميل ـ محاضرة كلية الطبجراحات التجميل ـ محاضرة كلية الطب
جراحات التجميل ـ محاضرة كلية الطب
 
حقوق المريض في الاسلام
حقوق المريض في الاسلامحقوق المريض في الاسلام
حقوق المريض في الاسلام
 
دراسة حالة وتقديمها
دراسة حالة وتقديمهادراسة حالة وتقديمها
دراسة حالة وتقديمها
 
سوء الممارسة الطبية 1
سوء الممارسة الطبية 1سوء الممارسة الطبية 1
سوء الممارسة الطبية 1
 
عرض الأستاذ الدكتور فيصل شاهين
عرض الأستاذ الدكتور فيصل شاهينعرض الأستاذ الدكتور فيصل شاهين
عرض الأستاذ الدكتور فيصل شاهين
 
الدستور الإسلامي للأخلاقيات الطبية
الدستور الإسلامي للأخلاقيات الطبيةالدستور الإسلامي للأخلاقيات الطبية
الدستور الإسلامي للأخلاقيات الطبية
 

حيثيات الأحكام الشرعية لبعض المسائل الطبية

  • 1. ‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫ﺣﻴﺜﻴﺎت اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﻄﺒﻴﺔ‬ ‫أوﻻ : أﻃـﻔـﺎل اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ‬‫ً‬ ‫ﻃﻔﻞ اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ وه ﻮ ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ ﺗﻠﻘ ﻴﺢ ﺑﻴﻴﻀ ﺔ اﻟﺰوﺟ ﺔ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء‬ ‫اﻟﺰوج وﺗﻮﺿﻊ اﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ ﻓ ﻲ أﻧﺒ ﻮب ﺧ ﺎرﺟﻲ ﻟﻔﺘ ﺮة ﺛ ﻢ‬ ‫ﺗﺮد إﻟﻰ رﺣﻢ اﻟﻤﺮأة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﺘﻔﺎدي ﺧﻠﻞ ﻳﻤﻨﻊ اﻟﺘﻠﻘﻴﺢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ)1(‬ ‫وذﻟ ﻚ ﺟ ﺎﺋﺰ ﺷ ﺮﻋﺎ ﻟﻌ ﻼج اﻟﻌﻘ ﻢ ﻣ ﺎدام اﻟﻤﻨ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟ ﺰوج‬ ‫ً‬ ‫واﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ ﻣ ـﻦ اﻟﺰوﺟ ﺔ ، وذﻟ ﻚ ﻟﻌ ﺪم ﺗ ﺪﺧﻞ ﻋﻨﺼ ﺮ ﺧ ﺎرﺟﻲ‬ ‫ﻋﻨﻬﻤ ﺎ ﻳﻐﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ﺣـﻜ ـﻢ اﻟ ـﺰواج اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ، ﻓﺎﻟﺮﺟ ﻞ واﻟﻤ ﺮأة‬ ‫ﺣﻼل ﻟﺒﻌﻀ ﻬﻤﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟ ﺰواج ، ﻓﻜ ﺬا اﻟﺘﻘ ﺎء اﻟﻤ ﺎء ﺣﺘ ﻰ وﻟ ﻮ‬ ‫آﺎن ﻓﻲ وﻋﺎء ﺧ ﺎرﺟﻲ ، ﺛ ﻢ ﻳﻌﻴ ﺪﻩ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ إﻟ ﻰ اﻟ ﺮﺣﻢ ، وذﻟ ﻚ‬ ‫ﻟﻮﺟ ﻮد ﺳ ﺒﺐ ﻃﺒ ﻲ ﻳ ﺪﻋﻮ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ ، ﺑﺸ ﺮط اﺳ ﺘﻤﺮار اﻟﺤﻴ ﺎة‬ ‫اﻟﺰوﺟﻴﺔ ، ﻷن ه ﺬا اﻟﺘﺼ ﺮف وﻗ ﻊ ﻓ ﻲ داﺋ ﺮة اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ ﻓ ﻼ إﺛ ﻢ‬ ‫ﻓﻴﻪ وﻻ ﺣﺮج )2( ، واﻹﺳﻼم ﻻ ﻳﻘﻒ أﻣﺎم ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺸ ﺮوﻋﺔ ﻷن‬ ‫اﻟﺰوﺟﻴﻦ ﻣﺎ ﻓﻌﻼ هﺬا إﻻ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ رﻏﺒﺔ اﻟﻮﻟﺪ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ اﷲ ﻣ ﻦ‬ ‫زﻳﻨﺔ اﻟﺤﻴ ﺎة اﻟ ﺪﻧﻴﺎ، ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ : " اﻟﻤ ﺎل واﻟﺒﻨ ﻮن زﻳﻨ ﺔ اﻟﺤﻴ ﺎة‬ ‫اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ")3( ﻓﻴﻘ ﻒ ﻋﻨ ﺪهﻤﺎ اﻹﺣﺴ ﺎس ﺑ ﺎﻟﻌﻘﻢ أو ﻳ ﺰول ، وﺑ ﺬﻟﻚ‬ ‫ﻳﺴ ﺘﻮﻳﺎن آﻐﻴﺮهﻤ ﺎ ﻣ ﻦ اﻷزواج ، وﻳﺸ ﻌﺮان ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﻴ ﺎة‬ ‫ﺑﺰﻳﻨﺔ اﻷﺑﻮة واﻷﻣﻮﻣﺔ ﻟﻸﺑﻨﺎء ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ ه ﺬا اﻹﻧﺠ ﺎز اﻟﻌﻠﻤ ﻲ‬ ‫اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﺮﻩ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ، وه ﺬا ﺳ ﺒﻴﻞ ﻣﺸ ﺮوع ﻟﻠﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻮﻟ ﺪ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﻟﺘﻜﻤ ﻞ ﺳ ﻌﺎدة اﻟ ﺰوﺟﻴﻦ اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ‬ ‫وﻳﻄﻤﺌﻨﺎن ﻋﻠﻰ دوام اﻟﻌﺸﺮة ، وﺑﻘﺎء اﻟﻤﻮدة ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ)4( .‬ ‫............................‬ ‫)2( اﻟﺸﻴﺦ ﺷﻠﺘﻮت اﻟﻔﺘﺎوى ص723‬ ‫)1( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ص 861‬ ‫)4( اﻟﺸﻴﺦ ﺷﻠﺘﻮت اﻟﻔﺘﺎوى 723‬ ‫)3( ﺳﻮرة اﻟﻜﻬﻒ اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 64‬ ‫) 1(‬
  • 2. ‫وهﺬا ﻣﺎ اﻧﺘﻬﺖ إﻟﻴ ﻪ ﺗﻮﺻ ﻴﺔ ﻧ ﺪوة اﻹﻧﺠ ﺎب ﻓ ﻲ ﺿ ﻮء اﻹﺳ ﻼم‬ ‫)ﻓﻘ ﺪ ذهﺒ ﺖ إﻟ ﻰ أن ﻃﻔ ﻞ اﻷﻧﺎﺑﻴ ﺐ ﺟ ﺎﺋﺰ ﺷ ﺮﻋﺎ إذا ﺗ ﻢ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫ً‬ ‫اﻟ ﺰوﺟﻴﻦ أﺛﻨ ﺎء ﻗﻴ ﺎم اﻟﺰوﺟﻴ ﺔ ، وروﻋﻴ ﺖ اﻟﻀ ﻤﺎﻧﺎت اﻟﺪﻗﻴﻘ ﺔ‬ ‫اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﻨﻊ اﺧﺘﻼط اﻷﻧﺴ ﺎب( وإن آ ﺎن هﻨ ﺎك ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻣ ﻦ‬ ‫ﺗﺤﻔﻆ ﻋﻠﻰ ذﻟ ﻚ ﺳ ﺪا ﻟﻠ ﺬراﺋﻊ .)1( ، وه ﺬا ﻣ ﺎ ذهﺒ ﺖ إﻟﻴ ﻪ ﻓﺘ ﻮى‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻤﺠﻤ ﻊ اﻟﻔﻘﻬ ﻲ ﺑﻤﻜ ﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣ ﺔ إذ ﺟ ﺎء ﺗﺤ ﺖ ﺣﻜ ﻢ اﻟﺘﻠﻘ ﻴﺢ‬ ‫اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ :)إن ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺘﺰوﺟﺔ واﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﺤﻤ ﻞ وﺣﺎﺟ ﺔ‬ ‫زوﺟﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻮﻟ ﺪ ﺗﻌﺘﺒ ﺮ ﻏﺮﺿ ﺎ ﻣﺸ ﺮوﻋﺎ ﻳﺒ ﻴﺢ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘ ﻪ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﺒﺎﺣﺔ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮق اﻟﺘﻠﻘ ﻴﺢ اﻟﺼ ﻨﺎﻋﻲ ، وإن اﻷﺳ ﻠﻮب‬ ‫اﻟ ﺬي ﺗﺆﺧ ﺬ ﻓﻴ ﻪ اﻟﺒ ﺬرﺗﺎن اﻟﺬآﺮﻳ ﺔ واﻷﻧﺜﻮﻳ ﺔ ﻣ ﻦ رﺟ ﻞ واﻣ ﺮأة‬ ‫زوﺟ ﻴﻦ أﺣ ﺪهﻤﺎ ﻟﻶﺧ ﺮ ، وﻳ ﺘﻢ ﺗﻠﻘﻴﺤﻬﻤ ﺎ ﺧﺎرﺟﻴ ﺎ ﻓ ﻲ أﻧﺒ ﻮب‬ ‫ً‬ ‫اﺧﺘﺒ ﺎر ﺛ ﻢ ﺗ ﺰرع اﻟﻠﻘﻴﺤ ﺔ ﻓ ﻲ رﺣ ﻢ اﻟﺰوﺟ ﺔ ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ﺻ ﺎﺣﺒﺔ‬ ‫اﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ ه ﻮ أﺳ ﻠﻮب ﻣﻘﺒ ﻮل ﻣﺒ ﺪﺋﻴﺎ ﻓ ﻲ ذاﺗ ﻪ ﺑ ﺎﻟﻨﻈﺮ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ‬ ‫ً‬ ‫ﻟﻜﻨﻪ ﻏﻴﺮ ﺳﻠﻴﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺟﺒ ﺎت اﻟﺸ ﻚ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺴ ﺘﻠﺰﻣﻪ وﻳﺤ ﻴﻂ‬ ‫ً‬ ‫ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣﻼﺑﺴ ﺎت ﻓﻴﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻻ ﻳﻠﺠ ﺄ إﻟﻴ ﻪ إﻻ ﻓ ﻲ ﺣ ﺎﻻت‬ ‫اﻟﻀﺮورة اﻟﻘﺼﻮى(.)2(‬ ‫وه ﺬا ﻣ ﺎ اﻧﺘﻬ ﺖ إﻟﻴ ﻪ هﻴﺌ ﺔ اﻟﻔﺘ ﻮى ﺑ ﻮزارة اﻷوﻗ ﺎف اﻟﻜﻮﻳﺘﻴ ﺔ‬ ‫ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ :) إن هﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻨﻬ ﺎ ﺷ ﺮﻋﺎ ﻣ ﺎدام اﻟﺘﻠﻘ ﻴﺢ ﺑ ﻴﻦ‬ ‫ً‬ ‫اﻟ ﺰوﺟﻴﻦ وﻣ ﺎدام اﻟﺠﻨ ﻴﻦ ﻗ ﺪ ﺗﻜ ﱠن ﻓ ﻲ رﺣ ﻢ ﺻ ﺎﺣﺒﺔ اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺔ‬ ‫ﻮ‬ ‫آﻤ ﺎ رأت أن اﻟﺘﻠﻘ ﻴﺢ ﻓ ﻲ اﻷﻧﺒﻮﺑ ﺔ إذا أﺛ ﺮ ﺗ ﺄﺛﻴﺮا ﺿ ﺎرا ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺠﻨﻴﻦ ﻳﻜﻮن ﺣﺮاﻣﺎ ()3(‬ ‫ً‬ ‫.................................‬ ‫)1( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ص 053‬ ‫)2( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ص084 ، 184‬ ‫)3( ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺘﺎوى اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ج 2 ص113‬ ‫) 2(‬
  • 3. ‫وﻳﺘﻔﺮع ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :‬ ‫أ- ﻗﻴﺎم اﻟﺰوﺟﻴﺔ‬ ‫ً‬ ‫اﺷﺘﺮط اﻟﻔﻘﻬ ﺎء ﻟﺠ ﻮاز اﻟﺘﻠﻘ ﻴﺢ اﻟﺼ ﻨﺎﻋﻲ ) ﻃﻔ ﻞ اﻷﻧﺎﺑﻴ ﺐ ( أن‬ ‫ﻳﺘﻢ ﺑﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ أﺛﻨﺎء ﻗﻴﺎم اﻟﺰوﺟﻴﺔ ، ﻷن اﻟﺘـﻘـﺎء اﻟﻤـﺎﺋـﻴـﻦ ﻓﻲ‬ ‫ه ﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﻳﻜ ﻮن ﺣ ﻼﻻ ، وه ﻮ أﺛ ﺮ ﻣ ﻦ ﺁﺛ ﺎر اﻟﺰوﺟﻴ ﺔ‬ ‫اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻓﺈذا اﻧﻘﻄﻌﺖ راﺑﻄﺔ اﻟﺰوﺟﻴ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻮﻓ ﺎة ﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﻜ ﻦ أﺣ ﺪ اﻟ ﺰوﺟﻴﻦ ﺣ ﻼﻻ ﻟﻶﺧ ﺮ ﻓﻜ ﺬا اﻟﺘﻘ ﺎء اﻟﻤ ﺎﺋﻴﻦ ﻻ ﻳﻜ ﻮن‬ ‫ً‬ ‫ﺣﻼﻻ وإذا دﺧ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴ ﺔ ﻃ ﺮف ﺛﺎﻟ ﺚ رﺟ ﻼ آ ﺎن أو اﻣ ﺮأة‬ ‫ً‬ ‫آﺎن اﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﺣﺮاﻣﺎ ، ﻻﺷﺘﺮاط اﻟﺰوﺟﻴﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ .‬ ‫ً‬ ‫وﻗ ﺪ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﺗﻮﺻ ﻴﺔ ﻧ ﺪوة اﻹﻧﺠ ﺎب : أن اﻟﺘﻠﻘ ﻴﺢ اﻟﺼ ﻨﺎﻋﻲ‬ ‫) ﻃﻔﻞ اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ ( ﻳﻜﻮن ﺣﺮاﻣﺎ إذا آﺎن ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﺮ ﻃ ﺮف ﺛﺎﻟ ﺚ‬ ‫ً‬ ‫ﺳﻮاء أآﺎن ﻣﻨﻴﺎ أم ﺑﻴﻴﻀﺔ أم ﺟﻨﻴﻨﺎ أم رﺣﻤﺎ .)1(‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ب- اﻟﺰوج اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ‬ ‫اﺗﻔ ﻖ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺠ ﻮز أن ﺗَﻘ ﺢ اﻷرﻣﻠ ﺔ ﺑﻤ ﺎء زوﺟﻬ ﺎ‬ ‫ُﻠ‬ ‫اﻟﻤﺘ ﻮﻓﻰ ، وآ ﺎن ﻗ ﺪ اﺧﺘ ﺰن أﺛﻨ ﺎء ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ، أو أن ﺗﺴ ﺘﻘﺒﻞ ﻓ ﻲ‬ ‫رﺣﻤﻬ ﺎ ﺑﻴﻴﻀ ﺔ ﻟﻘﺤ ﺖ ﻣ ﻦ ﻣﺎﺋ ﻪ ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ، ﻷن اﻟﻤ ﻮت ﻳﻘﻄ ﻊ‬ ‫اﻟﺤﻴﺎة ، وﺗﻨﻘﻄﻊ ﺑﻪ اﻟﺰوﺟﻴﺔ ، ﻓﻘﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻟﻨﻜ ﺎح‬ ‫ﻳﻨﺘﻬ ﻲ وﺗﻨﻔﺼ ﻢ ﻋﻘﺪﺗ ﻪ ، وﺗﻨﺤ ﻞ راﺑﻄ ﺔ اﻟﺰوﺟﻴ ﺔ إذا ﻣ ﺎت أﺣ ﺪ‬ ‫اﻟﺰوﺟﻴﻦ ، ﻗ ﺎل اﺑ ﻦ ﻧﺠ ﻴﻢ : إن اﻟﻤ ﻮت ﻳﻨ ﺎﻓﻲ أﺣﻜ ﺎم اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ﻷﻧ ﻪ‬ ‫ﻋﺠﺰ آﻠﻪ .)2(‬ ‫..............................‬ ‫)1( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ص 053‬ ‫)2( ﻓﺘﺢ اﻟﻐﻔﺎر ﺷﺮح اﻟﻤﻨﺎر ج 3 ص 89‬ ‫) 3(‬
  • 4. ‫ﺟـ- آﺸﻒ اﻟﻌﻮرة‬ ‫وﻣﻘﺘﻀﻰ ﺟﻮاز ﻣﺎ ﺳﺒﻖ أن ﻳﻜﺸﻒ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻋ ﻮرة اﻟﻤ ﺮأة ﻟﻴﻌﻴ ﺪ‬ ‫إﻟ ﻰ رﺣﻤﻬ ﺎ اﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ ، واﻷﺻ ﻞ أن ﻓ ﺮج اﻟﻤ ﺮأة وﻣ ﺎ‬ ‫ﺣﻮﻟ ﻪ ﻋ ﻮرة ﻣﻐﻠﻈ ﺔ ﻟ ﺪى ﺟﻤﻴ ﻊ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء . ﻻ ﻳﺠ ﻮز اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟﻴ ﻪ‬ ‫وﻻ ﻟﻤﺴﻪ ﻟﻐﻴﺮ اﻟﺰوج ﺳ ﻮاء أآ ﺎن اﻟﻨ ﺎﻇﺮ أو اﻟﻼﻣ ﺲ رﺟ ﻼ أو‬ ‫ً‬ ‫اﻣﺮأة )1( ، وﻟﻜﻦ أﺟﺎز اﻟﻔﻘﻬﺎء آﺸ ﻒ اﻟﻌ ﻮرة ، وﻧﻈ ﺮ اﻷﺟﻨﺒ ﻲ‬ ‫إﻟﻴﻬﺎ ﻟﺪواﻋﻲ اﻟﻜﺸ ﻒ اﻟﻄﺒ ﻲ واﻟﺘﻌـﻠ ـﻴﻢ واﻟﺤﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟـﻌ ـﻼج‬ ‫وه ـﺬا ﻣ ـﻦ اﻟﻀ ﺮورات ، واﻟﻘﺎﻋ ﺪة اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ : ) اﻟﻀ ﺮورات‬ ‫ﺗﺒﻴﺢ اﻟﻤﺤﻈﻮرات ()2( وﻟﻜﻦ ﺗﻘﺪر ﺑﻘﺪرهﺎ ﻓﻴﻘﺘﺼﺮ اﻟﻨﻈﺮ ﺑﻘ ﺪر‬ ‫اﻟﻀﺮورة أو اﻟﺤﺎﺟﺔ . ذآﺮ اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ :) وﻳﻨﻈ ﺮ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻣﻮﺿﻊ ﻣﺮﺿﻬﺎ ﺑﻘﺪر اﻟﻀﺮورة()3(، وذهﺐ اﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ إﻟﻰ ﺟﻮاز‬ ‫ﻧﻈﺮ اﻟﻄﺒﻴﺐ إﻟﻰ ﻣﺤﻞ اﻟﻤﺮض ﻣﻦ اﻟﻤﺮأة اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ إذا آﺎن ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﻮﺟﻪ أو اﻟﻴﺪﻳﻦ ، ﻗﻴﻞ وﻟﻮ ﺑﻔﺮﺟﻬﺎ ﻟﻠﺪواء .)4( ، وﻗﺎل اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ‬ ‫:) وﻳﺒﺎح ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻴﻪ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺑ ﺪﻧﻬﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻌﻮرة وﻏﻴﺮهﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻮﺿﻊ ﺣﺎﺟﺔ ()5(‬ ‫ﻓﻤﺎ ﻟ ﺰم ﻟ ﺪﻓﻌﻬﺎ ﺟ ﺎز ، وﻣ ﺎ زاد ﻋ ﻦ ﻗ ﺪر اﻟﻀ ﺮورة ﺑﻘ ﻲ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫أﺻﻞ اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ، وﻗﺪ ورد أن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬ ‫ﻟﻤﺎ ﺣ ﱠﻢ ﺳﻌﺪا ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈ ﺔ ، واﺣﺘ ﻴﺞ ﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ اﻟﺒ ﺎﻟﻐﻴﻦ ﻣ ﻨﻬﻢ‬ ‫ً‬ ‫ﻜ‬ ‫أﻣﺮ ﺑﺎﻟﻜﺸ ﻒ ﻋ ﻦ ﻣ ﺆﺗﺰرهﻢ ، ﻗ ﺎل ﻋﻄﻴ ﺔ اﻟﻘﺮﻇ ﻲ :) ﻋﺮﺿ ﻨﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻳﻮم ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻓﻜﺎن ﻣﻦ أﻧﺒﺖ ُﺘﻞ‬ ‫ﻗ‬ ‫..................................‬ ‫)1( اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺨﺎﻟﺺ ﻟﻠﺴﺒﻜﻲ ج 2 ص 201‬ ‫)2( اﻷﺷﺒﺎﻩ واﻟﻨﻈﺎﺋﺮ ﻻﺑﻦ ﻧﺠﻴﻢ ص 59 ، ﻟﻠﺴﻴﻮﻃﻲ ص 77‬ ‫)3( ﺣﺎﺷﻴﺔ اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ج 5 ص 732‬ ‫)4( اﻟﻔﻮاآﻪ اﻟﺪواﻧﻲ ج 2 ص 014‬ ‫)5( اﻟﻤﻐﻨﻲ ج 6 ص 855‬ ‫) 4(‬
  • 5. ‫وﻣ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻨﺒ ﺖ ﺧﻠ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻠﻪ، وآﻨ ﺖ ﻣﻤ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻨﺒ ﺖ ، ﻓﺨﻠ ﻰ‬ ‫ﺳﺒﻴﻠﻲ ()1( ، وﻣﺎ ورد ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔﺎن رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨ ﻪ أﻧ ﻪ‬ ‫ُﺗ ﻲ ﺑﻐ ﻼم ﻗ ﺪ ﺳ ﺮق ﻓﻘ ﺎل : اﻧﻈ ﺮوا إﻟ ﻰ ﻣ ﺆﺗﺰرﻩ ﻓﻨﻈ ﺮوا وﻟ ﻢ‬ ‫أ‬ ‫ﻳﺠ ﺪوﻩ أﻧﺒ ﺖ اﻟﺸ ﻌﺮ ﻓﻠ ﻢ ﻳﻘﻄﻌ ﻪ )2( وﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ اﻟﻤﻌ ﺎﻟﺞ أﻻ‬ ‫ﻳﺘﺠﺎوز اﻃﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ اﻟﻀﺮورة .‬ ‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﺔ ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب : )ﺟ ﻮاز ﻧﻈ ﺮ اﻟﺠ ﻨﺲ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻋ ﻮرة اﻟﺠ ﻨﺲ اﻵﺧ ﺮ ، ﻟ ﺪواﻋﻲ اﻟﻜﺸ ﻒ اﻟﻄﺒ ﻲ واﻟﻤﻌﺎﻟﺠ ﺔ‬ ‫واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ، ﻣﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎر ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻣﻦ اﻟﻌﻮرة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻴﻪ‬ ‫اﻟﺤﺎﺟﺔ ()3( وﻗﺪ أﺻﺪر ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﻬ ﻲ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﺑﻤﻜ ﺔ‬ ‫اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﻓﻲ دورﺗﻪ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ :) إن اﻧﻜﺸﺎف اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻏﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﻞ ﺷ ﺮﻋﺎ ﺑﻴﻨﻬ ﺎ وﺑﻴﻨ ﻪ اﻻﺗﺼ ﺎل اﻟﺠﻨﺴ ﻲ ﻻ ﻳﺠ ﻮز‬ ‫ً‬ ‫ﺑﺤ ﺎل ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﻮال إﻻ ﻟﻐ ﺮض ﻣﺸ ﺮوع ﻳﻌﺘﺒ ﺮﻩ اﻟﺸ ﺮع ﻣﺒﻴﺤ ﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﻟﻬ ﺬا اﻻﻧﻜﺸ ﺎف ، وإن اﺣﺘﻴ ﺎج اﻟﻤ ﺮأة إﻟ ﻰ اﻟﻌ ﻼج ﻣ ﻦ ﻣ ﺮض‬ ‫ﻳﺆذﻳﻬ ﺎ ، أو ﻣ ﻦ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﺟﺴ ﻤﻬﺎ ﺗﺴ ﺒﺐ ﻟﻬ ﺎ‬ ‫إزﻋﺎﺟﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ذﻟ ﻚ ﻏﺮﺿ ﺎ ﻣﺸ ﺮوﻋﺎ ﻳﺒ ﻴﺢ ﻟﻬ ﺎ اﻻﻧﻜﺸ ﺎف ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻏﻴﺮ زوﺟﻬ ﺎ ﻟﻬ ﺬا اﻟﻌ ﻼج ، وﻋﻨﺪﺋ ﺬ ﻳﺘﻘﻴ ﺪ ذﻟ ﻚ اﻻﻧﻜﺸ ﺎف ﺑﻘ ﺪر‬ ‫اﻟﻀﺮورة ، آﻤﺎ آﺎن اﻧﻜﺸﺎف اﻟﻤﺮأة ﻋﻠ ﻰ ﻏﻴ ﺮ ﻣ ﻦ ﻳﺤ ﻞ ﺑﻴﻨﻬ ﺎ‬ ‫وﺑﻴﻨ ﻪ اﻻﺗﺼ ﺎل اﻟﺠﻨﺴ ﻲ ﻣﺒﺎﺣ ﺎ ﻟﻐ ﺮض ﻣﺸ ﺮوع ، ﻳﺠ ﺐ أن‬ ‫ً‬ ‫ﻳﻜ ﻮن اﻟﻤﻌ ﺎﻟﺞ اﻣ ﺮأة ﻣﺴ ﻠﻤﺔ إن أﻣﻜ ﻦ ذﻟ ﻚ وإﻻ ﻓ ﺎﻣﺮأة ﻏﻴ ﺮ‬ ‫ﻣﺴﻠﻤﺔ وإﻻ ﻓﻄﺒﻴﺐ ﻣﺴﻠﻢ ﺛﻘﺔ وإﻻ ﻓﻐﻴﺮ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻬ ﺬا اﻟﺘﺮﺗﻴ ﺐ ، و‬ ‫ﻻ ﺗﺠﻮز اﻟﺨﻠﻮة ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻌﺎﻟﺞ واﻟﻤﺮأة اﻟﺘ ﻲ ﻳﻌﺎﻟﺠﻬ ﺎ إﻻ ﺑﺤﻀ ﻮر‬ ‫زوﺟﻬﺎ أو اﻣﺮأة أﺧﺮى ()4(‬ ‫.................................‬ ‫)1( أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺘﺮﻣﺬي وﻗﺎل ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ج 4 ص 541‬ ‫)2( ﻣﻐﻨﻲ اﻟﻤﺤﺘﺎج ج 3 ص 331‬ ‫)3( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ص 153‬ ‫)4( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ص 084‬ ‫) 5(‬
  • 6. ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ : اﻟﺮﺣﻢ اﻟﻈﺌﺮ‬ ‫ً‬ ‫وهﻮ وﺿﻊ اﻟﺒﻴﻴﻀﺔ اﻟﻤﻠﻘﺤﺔ ﻣﻦ ﻣﺎء اﻟﺰوج اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﻓ ﻲ رﺣ ﻢ‬ ‫اﻣﺮأة ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻣﺘﻄﻮﻋﺔ أو ﻣﺴﺘﺄﺟﺮة . وهﻮ ﻣﺎ ﺳﻤﺎﻩ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء‬ ‫)ﺷﺘﻞ اﻟﺠﻨﻴﻦ( وهﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺷﻔﻂ ﺑﻴﻴﻀﺔ اﻣ ﺮأة ﻣ ﻦ ﻣﺒﻴﻀ ﻬﺎ‬ ‫ﺧ ﻼل ﻣﻨﻈ ﺎر ﻳﺨﺘ ﺮق ﺟ ﺪار اﻟ ﺒﻄﻦ ، ﺛ ﻢ ﺗﻠﻘ ﻴﺢ ه ﺬﻩ اﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ‬ ‫ﺑﻤﻨﻮي ﻣﻦ اﻟﺰوج ﻳﻠﺘﺤﻢ ﺑﻬﺎ ﻟﻴﻜﻮﻧ ﺎ ﺑﻴﻴﻀ ﺔ ﺗﺸ ﺮع ﻓ ﻲ اﻻﻧﻘﺴ ﺎم‬ ‫إﻟ ﻰ ﻋﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻼﻳ ﺎ ، ﺛ ﻢ إﻳ ﺪاع ه ﺬﻩ اﻟﻜﺘﻠ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻼﻳ ﺎ أي‬ ‫اﻟﺠﻨﻴﻦ اﻟﺒﺎآﺮ رﺣﻢ اﻣﺮأة أﺧﺮى ﺑﻌﺪ إﻋ ﺪادﻩ هﺮﻣﻮﻧﻴ ﺎ ﻻﺳ ﺘﻘﺒﺎل‬ ‫ً‬ ‫ﺟﻨﻴﻦ.. ﻓﻴﻜﻤﻞ اﻟﺠﻨﻴﻦ ﻧﻤﺎءﻩ ﻓﻲ رﺣﻢ هﺬﻩ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﻤﻀ ﻴﻔﺔ ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﺗﻠﺪﻩ وﺗﺴﻠﻤﻪ ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺗﻜ ﱠن .)1(‬ ‫ﻮ‬ ‫هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺠﻮز ﺷﺮﻋﺎ ، ﻷن اﻟﻤﺮأة اﻟـﺘﻲ و ِﻌـﺖ ﻓـﻴـﻬﺎ‬ ‫ُﺿ‬ ‫اﻟﺒﻴﻴﻀﺔ اﻟﻤﻠﻘﺤﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ ، وﻟﻬﺬا اﺷﺘﺮط اﻟﻔﻘﻬ ﺎء أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﻤﻨ ﻲ‬ ‫اﻟﺬي ﺗﺪﺧﻠﻪ اﻟﻤ ﺮأة ﻓ ﻲ ﻓﺮﺟﻬ ﺎ ﻣﻨﻴ ﺎ ﻣﺤﺘﺮﻣ ﺎ ، أي ﻣﻨ ﻲ زوﺟﻬ ﺎ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻓ ﻲ ﺣ ﺎل ﻗﻴ ﺎم اﻟﺰوﺟﻴ ﺔ )2( وﻳﺤ ﺮم ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺮأة أن ﺗ ﺪﺧﻞ ﻣﻨ ﻲ‬ ‫اﻷﺟﻨﺒﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﺟﻬﺎ ، ﻷﻧﻪ ﻣﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺘﺮم ، ﻓﻴﺤﺮم ه ﺬا‬ ‫اﻟﻔﻌﻞ ﻟﺬاﺗﻪ ، وﻟﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﺧﺘﻼط اﻷﻧﺴﺎب .‬ ‫وﺿﻴﺎع اﻷﻣﻮﻣﺔ ، واﺧﺘﻼل ﺗﻘ ﺪﻳﺮ اﻟﻤﻴ ﺰان اﻟﺮاﻗ ﻲ ﻟﻠ ﺰواج ﻓ ﻲ‬ ‫اﻹﺳ ﻼم اﻟ ﺬي آ ﺮم اﷲ ﺑ ﻪ ﺑﻨ ﻲ ﺁدم ، ﺑ ﺎن ﺟﻌ ﻞ ﻟﻬ ﻢ ﻋﻼﻗ ﺔ‬ ‫اﻟﺰوﺟﻴ ﺔ ﺳ ﺒﻴﻼ ﻟﻠﻤ ﻮدة واﻟﺮﺣﻤ ﺔ واﻟﺴﻜ ـﻦ واﻟﺘ ـﻨﺎﺳﻞ ، وﻷﻧ ﻪ‬ ‫ً‬ ‫وﺿﻊ ﻣﺎء رﺟﻞ أﺟﻨﺒ ﻲ ﻗﺼ ﺪا ﻓ ﻲ ﺣ ﺮث ﻟ ﻴﺲ ﺑﻴﻨ ﻪ وﺑ ﻴﻦ ذﻟ ﻚ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺮﺟ ﻞ ﻋﻘ ﺪ ارﺗﺒ ﺎط ﺑﺰوﺟﻴ ﺔ ﺷ ﺮﻋﻴﺔ ﻳﻈﻠﻬ ﺎ اﻟﻘ ﺎﻧﻮن اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ‬ ‫واﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ . )3( وﻗﺪ ذآﺮ د/ اﻟﻘﺮﺿﺎوي ﻓﻲ ﻓﺘﺎواﻩ :‬ ‫.....................................‬ ‫)1( ﻓﺘﺎوى ﻣﻌﺎﺻﺮة د/ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﺮﺿﺎوي ص 365 ﻧﻘﻼ ﻋﻦ د/ﺣﺴﺎن ﺣﺘﺤﻮت‬ ‫ً‬ ‫)2( اﻟﻤﻔﺼﻞ ج 9 ص 783‬ ‫)3( اﻟﺸﻴﺦ ﺷﻠﺘﻮت اﻟﻔﺘﺎوى ص 823‬ ‫) 6(‬
  • 7. ‫) إن ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺸﺘﻞ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ أﻣ ﻮر ه ﻲ ﻏﺎﻳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺨﻄ ﻮرة‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ، ﺛﻢ ﻗﺎل : وإذا آﻨ ﺎ ﻧﺒﺤ ﺚ ﻋ ﻦ‬ ‫ﻣﺸ ﺮوﻋﻴﺔ ه ﺬا اﻷﻣ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻮﺟﻬ ﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ ﻓﺎﻟ ﺬي أراﻩ أن اﻟﻔﻘ ﻪ‬ ‫اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻻ ﻳﺮﺣﺐ ﺑﻬﺬا اﻷﻣﺮ اﻟﻤﺒﺘﺪع ، وﻻ ﻳﻄﻤﺌﻦ إﻟﻴ ﻪ ، وﻻ‬ ‫ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ وﺁﺛﺎرﻩ ، ﺑ ﻞ ﻳﻌﻤ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨﻌ ﻪ ، ﺛ ﻢ ذآ ﺮ أن‬ ‫ﻣ ﻦ أﺑ ﺮز ﻧﺘ ﺎﺋﺞ اﻟﺸ ﺘﻞ إﻓﺴ ﺎد ﻣﻌﻨ ﻰ اﻷﻣﻮﻣ ﺔ آﻤ ﺎ ﻓﻄﺮه ﺎ اﷲ‬ ‫وﻋﺮﻓﻬﺎ اﻟﻨﺎس ()1(‬ ‫وﺣﺘﻰ ﻟﻮ آﺎﻧﺖ اﻟﻤﺮأة زوﺟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻨﻔﺲ اﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﺠ ﻮز ، ﻟﻤ ﺎ‬ ‫ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺸﺎآﻞ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ، ﺣﻴﺚ ﺗﻌـﺘـﺒﺮ‬ ‫اﻷم ه ﻲ ﺻ ﺎﺣﺒﺔ اﻟ ﺮﺣﻢ ، وﻟﻴﺴ ﺖ ﺻ ﺎﺣﺒﺔ اﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ ، ﻟﻘﻮﻟ ﻪ‬ ‫ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " إن أﻣﻬ ﺎﺗﻬﻢ إﻻ اﻟﻼﺋ ﻲ وﻟ ﺪﻧﻬﻢ " )2( ، وﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :"‬ ‫ﺣﻤﻠﺘ ﻪ أﻣ ﻪ ُﺮه ﺎ ووﺿ ﻌﺘﻪ ُﺮه ﺎ " )3( ، ﻓ ﺎﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤ ﻞ وﺗﻀ ﻊ‬ ‫آ ً‬ ‫آ ً‬ ‫هﻲ اﻷم .‬ ‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻮﺻ ﻴﺔ ﻧ ﺪوة اﻹﻧﺠ ﺎب ﺣﺮﻣ ﺔ اﻟ ﺮﺣﻢ اﻟﻈﺌ ﺮ ، ﻓﻘ ﺪ‬ ‫ﻗﺎل اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻮن :)وا ُﻔﻖ ﻋﻠ ﻰ أن ذﻟ ﻚ ﻳﻜ ﻮن ﺣﺮاﻣ ﺎ إذا‬ ‫ً‬ ‫ﺗ‬ ‫آﺎن ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﻃﺮف ﺛﺎﻟﺚ ﺳﻮاء أآ ﺎن ﻣﻨﻴ ﺎ أم ﺑﻮﻳﻀ ﺔ أم ﺟﻨﻴﻨ ﺎ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أم رﺣﻤﺎ( )4( ، وأﺻﺪر ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﻬﻲ ﺑﻤﻜﺔ ﺣﺮﻣﺔ ذﻟﻚ‬ ‫ً‬ ‫ﻷن اﻟﻤﺘﻄﻮﻋ ﺔ ﺑﺎﻟﺤﻤ ﻞ أﺟﻨﺒﻴ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟ ﺰوﺟﻴﻦ ﻣﺼ ﺪر‬ ‫اﻟﺒﺬرﺗﻴﻦ.)5(‬ ‫وهﻨ ﺎك ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻣ ﻦ أﻓﺘ ﻰ ﺑﺤ ﻞ اﻟ ﺮﺣﻢ اﻟﻈﺌ ﺮ إﻻ أن رأﻳ ﻪ‬ ‫ﻣﺮدود ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﻬﻴﺎ وﻃﺒﻴﺎ .)6(‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫..........................................‬ ‫)1( اﻟﻔﺘﺎوى ج 1 ص 865‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 2‬ ‫)3( ﺳﻮرة اﻷﺣﻘﺎف اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 51‬ ‫)4( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ﻓﻲ ﺿﻮء اﻹﺳﻼم ص 053‬ ‫)5( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص 184‬ ‫)6( ﺷﺘﻞ اﻟﺠﻨﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻌﻠﻢ وﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺪﻳﻦ د/ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻔﺮت‬ ‫) 7(‬
  • 8. ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ : اﻟﺒﻮﻳﻀﺎت اﻟﺰاﺋﺪة‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺘﻠﻘ ﻴﺢ اﻟﺼ ﻨﺎﻋﻲ وه ﻮ اﻹﺧﺼ ﺎب ﺧ ﺎرج اﻟﺠﺴ ﻢ ) ﻃﻔ ﻞ‬ ‫اﻷﻧﺎﺑﻴ ﺐ( ﻳ ﺬآﺮ اﻷﻃﺒ ﺎء أن ﻧﺴ ﺒﺔ ﻧﺠ ﺎح اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺎت اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ‬ ‫اﻟﺴ ﻠﻴﻤﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻠ ﻮق ﻓ ﻲ ﺟ ﺪار اﻟ ﺮﺣﻢ ﺗﺘﻨﺎﺳ ﺐ ﻃﺮدﻳ ﺎ ﻣ ﻊ ﻋ ﺪد‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺒﻮﻳﻀﺎت اﻟﻤﻠﻘﺤﺔ اﻟﻤﻌ ﺎدة ﻓﻴﻘﻮﻟ ﻮن : إذا أﻋ ﺪﻧﺎ ﺑﻮﻳﻀ ﺔ ﻣﻠﻘﺤ ﺔ‬ ‫واﺣ ﺪة ﺗﻜ ﻮن اﻟﻨﺴ ﺒﺔ 51 % وﺗﺰﻳ ﺪ إﻟ ﻰ 32 % إذا أﻋ ﺪﻧﺎ‬ ‫ﺑﻮﻳﻀ ﺘﻴﻦ وﺗﺮﺗﻔ ﻊ إﻟ ﻰ 7.03 % إذا أﻋ ﺪﻧﺎ ﺛ ﻼث ﺑﻮﻳﻀ ﺎت‬ ‫ﻓﺎﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻪ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ أﻓﻀﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻧﻌﻴﺪ ﺛﻼث ﺑﻮﻳﻀ ﺎت‬ ‫ﻣﻠﻘﺤ ﺔ إﻟ ﻰ داﺧ ﻞ ﺗﺠﻮﻳ ﻒ اﻟ ﺮﺣﻢ ، وﻟﻠﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ ﺛ ﻼث‬ ‫ﺑﻮﻳﻀﺎت ﻣﻠﻘﺤﺔ وﺳﻠﻴﻤﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋ ﺪد أآﺒ ﺮ رﺑﻤ ﺎ‬ ‫ﺿ ﻌﻒ ه ﺬا اﻟﻌ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺎت ﻣ ﻦ ﻣﺒ ﻴﺾ اﻷم ، وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ‬ ‫ﻓﺎﻟﻔﺮﺻ ﺔ ﺳ ﺎﻧﺤﺔ ﻟﻠﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ ﺑﻮﻳﻀ ﺎت ﻣﻠﻘﺤ ﺔ زاﺋ ﺪة ﻋ ﻦ‬ ‫اﻟﺤﺎﺟﺔ .)1(‬ ‫و اﻟﺮأي اﻟﻔﻘﻬﻲ أن اﻟﻮﺿ ﻊ اﻷﻣﺜ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺎت اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ أن‬ ‫ﻻ ﻳﻜ ﻮن هﻨ ﺎك ﻓ ﺎﺋﺾ ﻣﻨﻬ ﺎ ، ﻟﻜ ﻦ إن ﺣﺼ ﻞ ﻓ ﺎﺋﺾ ﻓ ﺄآﺜﺮ‬ ‫اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﺮﻣﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ، ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﻐﺮس ﻓ ﻲ‬ ‫ﺟ ﺪار اﻟ ﺮﺣﻢ وﻟ ﺬﻟﻚ أﺟ ﺎزوا إﻋ ﺪاﻣﻬﺎ دون ﻧﻈ ﺮ إﻟ ﻰ وﺳ ﻴﻠﺔ‬ ‫اﻹﻋﺪام .‬ ‫وﻳ ﺮى ﺑﻌ ﺾ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء أن اﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ ه ﻲ أول أدوار‬ ‫اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟ ﺬي آﺮﻣ ﻪ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﺑﻘﻮﻟ ﻪ :" وﻟﻘ ﺪ آﺮﻣﻨ ﺎ ﺑﻨ ﻲ‬ ‫ﺁدم " )2( ، ﻓﻴﻜ ﻮن ﻟﻬ ﺎ ﺣﺮﻣﺘﻬ ﺎ وﻻ ﺗﻌ ﺪم ، وأن اﻟﻤﺨﺘ ﺎر ﻟ ﺪﻳﻬﻢ‬ ‫هﻮ ﺗﺮآﻬﺎ وﺷﺄﻧﻬﺎ ﻟﻠﻤ ﻮت اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ ، ﻓﻬ ﻮ أﺧ ﻒ ﺣﺮﻣ ﺔ إذ ﻟ ﻴﺲ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻋﺪوان إﻳﺠﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة .)3(‬ ‫...................................‬ ‫)1( ﻧﺪوة اﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ﺑﺤﺚ د/ ﻣﺄﻣﻮن اﻟﺤﺎج ص154‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 07‬ ‫)3( ﻧﺪوة اﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ص 757‬ ‫) 8(‬
  • 9. ‫وهﺬا ﻣﺎ ﻧﺼ ﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺗﻮﺻ ﻴﺎت ﻧ ﺪوة اﻟﺮؤﻳ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﻟ ﺒﻌﺾ‬ ‫اﻟﻤﻤﺎرﺳ ﺎت اﻟﻄﺒﻴ ﺔ ، ﻓﻘ ﺪ ﺟ ﺎء ﻓﻴﻬ ﺎ ) إن اﻟﻮﺿ ﻊ اﻷﻣﺜ ﻞ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻣﻮﺿﻮع ) ﻣﺼﻴﺮ اﻟﺒﻮﻳﻀﺎت اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ ( ه ﻮ أن ﻻ ﻳﻜ ﻮن هﻨ ﺎك‬ ‫ﻓ ﺎﺋﺾ ﻣﻨﻬ ﺎ ، وذﻟ ﻚ ﺑ ﺄن ﻳﺴ ﺘﻤﺮ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻓ ﻲ أﺑﺤ ﺎﺛﻬﻢ ﻗﺼ ﺪ‬ ‫اﻻﺣﺘﻔ ﺎظ ﺑﺎﻟﺒﻮﻳﻀ ﺎت ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ ﻣ ﻊ إﻳﺠ ﺎد اﻷﺳ ﻠﻮب اﻟ ﺬي‬ ‫ﻳﺤﻔﻆ ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻠﻘﻴﺢ اﻟﺴﻮي ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ، وﺗﻮﺻ ﻲ اﻟﻨ ﺪوة‬ ‫أﻻ ﻳﻌﺮض اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻟﻠﺘﻠﻘﻴﺢ إﻻ اﻟﻌﺪد اﻟﺬي ﻻ ﻳﺴﺒﺐ ﻓﺎﺋﻀﺎ ، ﻓ ﺈذا‬ ‫ً‬ ‫روﻋﻲ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺘﺞ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﺼﻴﺮ اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺎت اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ‬ ‫اﻟﺰاﺋ ﺪة ، أﻣ ﺎ إذا ﺣﺼ ﻞ ﻓ ﺎﺋﺾ ﻓﺘ ﺮى اﻷآﺜﺮﻳ ﺔ أن اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺎت‬ ‫اﻟﻤﻠﻘﺤﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﺮﻣ ﺔ ﺷ ﺮﻋﻴﺔ ﻣ ﻦ أي ﻧ ﻮع ، وﻻ اﺣﺘ ﺮام ﻟﻬ ﺎ‬ ‫ﻗﺒ ﻞ أن ﺗﻨﻐ ﺮس ﻓ ﻲ ﺟ ﺪار اﻟ ﺮﺣﻢ وأﻧ ﻪ ﻟ ﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﺘﻨ ﻊ إﻋ ﺪاﻣﻬﺎ‬ ‫ﺑﺄي وﺳﻴﻠﺔ ، وﻳﺮى اﻟ ﺒﻌﺾ أن ه ﺬﻩ اﻟﺒﻴﻴﻀ ﺔ اﻟﻤﻠﻘﺤ ﺔ ه ﻲ أول‬ ‫أدوار اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟ ﺬي آﺮﻣ ﻪ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ . وﻓﻴﻤ ﺎ ﺑ ﻴﻦ إﻋ ﺪاﻣﻬﺎ أو‬ ‫اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤ ﻲ أو ﺗﺮآﻬ ﺎ ﻟﺸ ﺄﻧﻬﺎ ﻟﻠﻤ ﻮت اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ‬ ‫ﻳﺒ ﺪو أن اﻻﺧﺘﻴ ﺎر اﻷﺧﻴ ﺮ أﺧﻔﻬ ﺎ ﺣﺮﻣ ﺔ إذ ﻟ ﻴﺲ ﻓﻴ ﻪ ﻋ ﺪوان‬ ‫إﻳﺠﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎة ()1(‬ ‫راﺑﻌﺎ : اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ‬‫ً‬ ‫اﻟﻌﻠ ﻢ ﻓ ﻴﺾ إﻟﻬ ﻲ ، وهﺒ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺨ ﺎﻟﻖ ﺟ ﻞ ﺷ ﺄﻧﻪ ﻟﻌﺒ ﺎدﻩ ، وه ﻮ‬ ‫ﻧﻮر ﻳﺴﺘﻀﺎء ﺑﻪ ﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ أﺳ ﺮار اﻟﻜ ﻮن ، وﻓﻬ ﻢ ﻧ ﻮاﻣﻴﺲ اﻟﺤﻴ ﺎة‬ ‫وإدراك ﺣﻜﻤ ﺔ اﷲ ﻓ ﻲ اﻟﺨﻠ ﻖ ، ﻟﻴ ﺰداد اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨ ﻮا إﻳﻤﺎﻧ ﺎ ، و‬ ‫ً‬ ‫ﻟﻴﻬﺘ ﺪي اﻟﻀ ﺎل ، وﻳﺴﺘﺮﺷ ﺪ اﻟﺤ ﺎﺋﺮ ﺑﺂﻳ ﺎت اﷲ اﻟﺒﻴﻨ ﺎت اﻟﺘ ﻲ‬ ‫أدرآﻬﺎ ، وﻣﻌﺠﺰاﺗﻪ اﻟﻈﺎهﺮات اﻟﺘﻲ اآﺘﺸﻔﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﻳﻘﻒ أﻣﺎﻣﻬﺎ‬ ‫اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺧﺎﺿﻌﻴﻦ ﺧﺎﺷﻌﻴﻦ.)2(‬ ‫...................................‬ ‫)1( ﻧﺪوة اﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ص 757‬ ‫)2( ﻧﺪوة اﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻻﺳﺘﻨﺴﺎخ ج 2 ص 862 د/ ﺣﺴﻦ اﻟﺸﺎذﻟﻲ‬ ‫) 9(‬
  • 10. ‫وﻟﻘﺪ ﺣﺚ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻨ ﺬ ﻓﺠ ﺮ ﺑﺰوﻏ ﻪ ، واﻵﻳ ﺎت‬ ‫واﻷﺣﺎدﻳ ﺚ اﻟﺪاﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ آﺜﻴ ﺮة ﻣﺴﺘﻔﻴﻀ ﺔ ، ﻓﻤ ﻦ اﻵﻳ ﺎت‬ ‫اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :" اﻗﺮأ ﺑﺎﺳﻢ رﺑﻚ اﻟﺬي ﺧﻠ ﻖ ﺧﻠ ﻖ اﻹﻧﺴ ﺎن‬ ‫ﻣﻦ ﻋﻠﻖ اﻗﺮأ ورﺑﻚ اﻷآﺮم اﻟﺬي ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ ﻋﻠ ﻢ اﻹﻧﺴ ﺎن ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﻌﻠ ﻢ " )1( وﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻣﻌﻠﻤ ﺎ ﻧﺒﻴ ﻪ :" وﻗ ﻞ رب زدﻧ ﻲ‬ ‫ً‬ ‫ﻋﻠﻤ ﺎ " )2( وﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻨﺔ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ :) اﻟﻠﻬ ﻢ‬ ‫ً‬ ‫اﻧﻔﻌﻨﻲ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ وﻋﻠﻤﻨﻲ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻨﻲ وزدﻧﻲ ﻋﻠﻤﺎ ( )3( .‬ ‫ً‬ ‫وﻗﺪ ﻧﺸﻂ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻷول واﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ وﺿ ﻊ اﻟﻌﻠ ﻮم‬ ‫ﻗﺎل اﻟﺮﺑﻴﻊ : ﺳﻤﻌﺖ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻳﻘﻮل:) اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻤﺎن : ﻋﻠﻢ اﻷدﻳﺎن‬ ‫وﻋﻠ ﻢ اﻷﺑ ﺪان ( )4( وﻗ ﺪ ﻧﻀ ﺠﺖ اﻟﺘﺮﺟﻤ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮن اﻟﺜﺎﻟ ﺚ‬ ‫واﻟﺮاﺑ ﻊ ، وذآ ﺮ اﺑ ﻦ ﺧﻠ ﺪون ﺗﺼ ﻨﻴﻔﺎ ﻟﻠﻌﻠ ﻮم اﻟﻤﺘﺪاوﻟ ﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫ً‬ ‫ﻋﺼﺮﻩ ﻓﺄرﺟﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﺻﻨﻔﻴﻦ ﻋﻠﻮم ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻳﻬﺘﺪي إﻟﻴﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن‬ ‫ﺑﻔﻜﺮﻩ آ ﺎﻟﻌﻠﻮم اﻟﺤﻜﻤﻴ ﺔ واﻟﻔﻠﺴ ﻔﻴﺔ وﻣﻨﻬ ﺎ اﻟﻄ ﺐ ، وﻋﻠ ﻮم ﻧﻘﻠﻴ ﺔ‬ ‫آ ﺎﻟﻌﻠﻮم اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ، وآ ﺎن اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻓ ﻲ ﻣﻄ ﺎﻟﻊ‬ ‫اﻟﺤﻀ ﺎرة اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﺁﺧ ﺬا ﻓ ﻲ ﺷ ﺘﻰ ﻓ ﺮوع اﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ ﺑﻨﺼ ﻴﺐ‬ ‫ً‬ ‫واﻓ ﺮ ، ﻓﻜ ﺎن ﻣ ﻨﻬﻢ اﻟﻔ ﺮد ﻳﻨﺒ ﻎ ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﺐ واﻟﻜﻴﻤﻴ ﺎء واﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ‬ ‫ﻧﺒﻮﻏﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ وﻋﻠﻮم اﻟﻘﺮﺁن واﻟﻠﻐﺔ ، اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻨﺪاء هﺬا اﻟ ﺪﻳﻦ‬ ‫اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻈﻢ ﺷﺌﻮن اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺮوﺣﻴﺔ واﻟﻤﺎدﻳﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ .)5(‬ ‫ً‬ ‫واﻟﺒﺤ ﺚ اﻟﻌﻠﻤ ﻲ ﻣﻄﻠ ﻮب ﺷ ﺮﻋﺎ ، وﻗ ﺪ دﻋ ﺎ إﻟﻴ ﻪ اﻹﺳ ﻼم إذ‬ ‫ً‬ ‫ﻳﺤﺾ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨﻔﺲ واﻟﻜ ﻮن ﻻﺳ ﺘﺠﻼء ﺳ ﻨﻦ اﷲ ﻓ ﻲ‬ ‫آﻮﻧﻪ ، ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮف ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮاﻣﻴﺲ أو اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ)6(‬ ‫ً‬ ‫...................................‬ ‫)1( اﻵﻳﺎت أول ﺳﻮرة اﻟﻌﻠﻖ‬ ‫)2( ﺳﻮرة ﻃﻪ اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 411‬ ‫)3( رواﻩ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ واﻟﺘﺮﻣﺬي‬ ‫)4( روﺿﺔ اﻟﻄﺎﻟﺒﻴﻦ ج 2 ص 69 ، اﻹﻗﻨﺎع ج 1 ص 391‬ ‫)5( ﻓﺘﺎوى ﻣﻌﺎﺻﺮة د/ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﺮﺿﺎوي ﻧﻘﻼ ﻋﻦ د/ ﺣﺴﺎن ﺣﺘﺤﻮت ج 1 ص 165‬ ‫ً‬ ‫)6( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‬ ‫)01(‬
  • 11. ‫واﻵﻳ ﺎت اﻟﺪاﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ وﻓﻴ ﺮة ﻣﻨﻬ ﺎ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ : "ﻓﻠﻴﻨﻈ ﺮ‬ ‫اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻤﺎ ُﻠ ﻖ ُﻠ ﻖ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء داﻓ ﻖ ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺼ ﻠﺐ‬ ‫ﺧ ﺧ‬ ‫واﻟﺘﺮاﺋ ﺐ ")1( وﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :" أﻓ ﻼ ﻳﻨﻈ ﺮون إﻟ ﻰ اﻹﺑ ﻞ آﻴ ﻒ‬ ‫ﺧﻠﻘ ﺖ وإﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻤﺎء آﻴ ﻒ رﻓﻌ ﺖ وإﻟ ﻰ اﻟﺠﺒ ﺎل آﻴ ﻒ ﻧﺼ ﺒﺖ‬ ‫وإﻟﻰ اﻷرض آﻴﻒ ﺳﻄﺤﺖ " )2( ﻓﻘﺪ أﻣﺮﻧﺎ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ‬ ‫اﻵﻳ ﺎت وﻓ ﻲ ﺁﻳ ﺎت ﻏﻴﺮه ﺎ آﺜﻴ ﺮة ﺑ ﺎﻟﻨﻈﺮ واﻟﺒﺤ ﺚ واﻟﺘﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ‬ ‫أﺳﺮار اﻟﻜﻮن ، وأن ﻳﻌﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻜﺮﻩ وﻻ ﻳﻌﻄﻠ ﻪ ، ﻓ ﺈن ذﻟ ﻚ‬ ‫ﻳﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﺪرة اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ، وإﻋﺠﺎزﻩ ودﻻﺋ ﻞ‬ ‫ﻋﻈﻤﺘﻪ وﺗﺪﺑﻴﺮﻩ ﻟﻸﻣﺮ آﻠ ﻪ ، آﻤ ﺎ ﻳﻮﺻ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳﻨﻔ ﻊ اﻹﻧﺴ ﺎن‬ ‫ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻜ ﻮن اﻟ ﺬي ﺳ ﺨﺮﻩ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻟ ﻪ . ﺷ ﺮﻳﻄﺔ أن ﻳﻜ ﻮن‬ ‫اﻟﺒﺤ ﺚ ﻣﻔﻴ ﺪا ﻣﺤﻘﻘ ﺎ ﻟﻤﻘﺎﺻ ﺪ اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ ﻣ ﻦ ﺣﻔ ﻆ ﻟﻠ ﺪﻳﻦ واﻟ ﻨﻔﺲ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واﻟﻌﻘﻞ واﻟﻨﺴﻞ واﻟﻤﺎل ، وأن ﻻ ﻳﻜﻮن ﺿﺎرا ﺑﺄﺣﺪ ﻣ ﻦ ﺧﻠ ﻖ اﷲ‬ ‫ً‬ ‫ﻓﻘ ﺪ ﺑ ﱠﻦ اﷲ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ أن ﻣ ﻦ ﻳ ﺘﻌﻠﻢ اﻟﻌﻠ ﻢ ﺑﻐﻴ ﺔ اﻹﺿ ﺮار ﻓ ﻼ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺧﻼق ﻟﻪ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ، ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :" وﻳﺘﻌﻠﻤ ﻮن ﻣ ﺎ ﻳﻀ ﺮهﻢ وﻻ‬ ‫ﻳ ﻨﻔﻌﻬﻢ وﻟﻘ ﺪ ﻋﻠﻤ ﻮا ﻟﻤ ﻦ اﺷ ﺘﺮاﻩ ﻣﺎﻟ ﻪ ﻓ ﻲ اﻵﺧ ﺮة ﻣ ﻦ ﺧ ﻼق‬ ‫وﻟﺒﺌﺲ ﻣﺎ ﺷﺮوا ﺑﻪ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻮ آ ﺎﻧﻮا ﻳﻌﻠﻤ ﻮن ")3( ، وﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻌﺎذ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻓﻲ دﻋﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﻋﻠ ﻢ ﻻ ﻳﻨﻔ ﻊ ﻓﻔ ﻲ‬ ‫اﻟﺤ ﺪﻳﺚ :) اﻟﻠﻬ ﻢ إﻧ ﻲ أﻋ ﻮذ ﺑ ﻚ ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻢ ﻻ ﻳﻨﻔ ﻊ وﻣ ﻦ ﻗﻠ ﺐ ﻻ‬ ‫ﻳﺨﺸﻊ وﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻻ ﺗﺸﺒﻊ وﻣ ﻦ دﻋ ﻮة ﻻ ﻳﺴ ﺘﺠﺎب ﻟﻬ ﺎ ()4( وأن‬ ‫ﻳﻠﺘ ﺰم اﻟﺒﺎﺣ ﺚ ﺑ ﺄﻃﺮ اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ ﻓ ﻲ أي ﺑﺤ ﺚ ﻳﻘ ﻮم ﺑ ﻪ ، ﻓﻴﻜ ﻮن‬ ‫ﻣﻨﻬﺠ ﻪ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﻘ ﻮم ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ أﺑﺤ ﺎث ﻋﻠﻤﻴ ﺔ ﻓ ﻲ إﻃ ﺎر ﺗﻌ ﺎﻟﻴﻢ دﻳﻨﻨ ﺎ‬ ‫اﻟﺤﻨﻴﻒ ، وﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻟﺴﻤﺤﺎء .‬ ‫..................................‬ ‫)1( ﺳﻮرة اﻟﻄﺎرق اﻵﻳﺎت رﻗﻢ 5 ، 6 ، 7‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻟﻐﺎﺷﻴﺔ اﻵﻳﺎت رﻗﻢ 71 ، 81 ، 91، 02‬ ‫)3( ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 201‬ ‫)4( رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ رﻗﻢ 1781‬ ‫)11(‬
  • 12. ‫ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻀﻞ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺴﻮي اﻟﺬي هﺪاﻧﺎ اﷲ إﻟﻴ ﻪ ، ورﺳ ﻤﻪ ﻟﻨ ﺎ‬ ‫رﺳ ﻮﻟﻨﺎ اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ﺻ ﻠﻮات اﷲ وﺳ ﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ ، وأن ﻳﺮاﻋ ﻲ‬ ‫اﻟﻘﻮاﻋ ﺪ واﻵداب وأﺧﻼﻗﻴ ﺎت اﻟﻤﻬﻨ ﺔ ، وأن ﻻ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺒﺤ ﺚ‬ ‫ﻣﻮﺻﻼ إﻟﻰ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﺤﺮام ، أو إﺿﺎﻋﺔ اﻟﺠﻬﺪ واﻟﻤ ﺎل ﻓﻴﻤ ﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ، وﻣﻦ ﺑﺎب أوﻟﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻀﺮ.‬ ‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﺎت ﻧﺪوة اﻟﻌﻠﻮم ﻓﻲ اﻹﺳﻼم :‬ ‫ﺗﺆآ ﺪ اﻟﻨ ﺪوة ﻋﻠ ﻰ أن اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟ ﺬي أﺷ ﺎدت ﻣﺼ ﺎدر اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ ﺑ ﻪ‬ ‫وﺑﺄهﻠﻪ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻣﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻜﺘ ﺎب واﻟﺴ ﻨﺔ ﻟ ﻴﺲ ﻣﻘﺼ ﻮرا ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﺑ ﻞ ه ﻮ ﺷ ﺎﻣﻞ ﻟﻜ ﻞ اﻟﻌﻠ ﻮم ﻣ ﻦ ﺷ ﺮﻋﻴﺔ وآﻮﻧﻴ ﺔ‬ ‫وﻃﺒﻴﻌﻴﺔ .... وﺗﺆآﺪ اﻟﻨﺪوة ﻋﻠﻰ وﺟﻮب اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣ ﻦ ﻣﻌﻄﻴ ﺎت‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ واﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﻓﻴﻤ ﺎ‬ ‫ﻳﺴﺘﺠﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ .)1(‬ ‫ﺧﺎﻣﺴﺎ : اﺧﺘﻴﺎر ﺟﻨﺲ اﻟﺠﻨﻴﻦ‬ ‫ً‬ ‫وﻣﻌﻨﺎﻩ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ ﻷن ﻳﻜ ﻮن اﻟﻤﻮﻟ ﻮد ذآ ﺮا أو أﻧﺜ ﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘ ﺎ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﺰوﺟﻴﻦ . وذﻟﻚ ﺗﺒﻌ ﺎ ﻻآﺘﺸ ﺎف اﻻﺧ ﺘﻼف ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﻨ ﻮي‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻤﻔﻀ ﻲ ﻟﻠ ﺬآﻮرة واﻟﻤﻨ ﻮي اﻟﻤﻔﻀ ﻲ ﻟﻸﻧﻮﺛ ﺔ ﻓ ﻲ ﻃﺎﺋﻔ ﺔ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﺼ ﻔﺎت آﺎﻟﻜﺘﻠ ﺔ ، واﻟﺴ ﺮﻋﺔ ، واﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﺧﺘ ﺮاق اﻟﻤﺨ ﺎط‬ ‫اﻟﻠﺰج ﻓﻲ ﻋﻨﻖ اﻟ ﺮﺣﻢ ، واﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻋ ﻞ اﻟﻜﻴﻤﻴ ﺎﺋﻲ ﻟﻤﺨ ﺎط‬ ‫ﻋﻨ ﻖ اﻟ ﺮﺣﻢ وﻏﻴ ﺮ ذﻟ ﻚ )2( ، وﻳﻮﺿ ﺢ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ د/ ﺣﺴ ﺎن‬ ‫ﺣﺘﺤﻮت ﺑﻘﻮﻟﻪ :) هﻨﺎك ﻧﻮﻋ ﺎن ﻣ ﻦ آﺮوﻣﻮزوﻣ ﺎت اﻟﺠ ﻨﺲ أﻣ ﺎ‬ ‫اﻟﺬي ﻓﻲ ﺑﻮﻳﻀﺔ اﻟﻤﺮأة ﻓﻬﻮ داﺋﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﻤﺴﻤﻰ ‪. X‬‬ ‫ً‬ ‫...................................‬ ‫)1( ﻧﺪوة اﻟﻌﻠﻮم ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ص 817‬ ‫)2( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺟﻨﺲ اﻟﺠﻨﻴﻦ د/ ﺣﺴﺎن ﺣﺘﺤﻮت ص 73‬ ‫)21(‬
  • 13. ‫وأﻣ ﺎ ﻣﻨﻮﻳ ﺎت اﻟﺮﺟ ﻞ ﻓﺒﻌﻀ ﻬﺎ ﻳﺤﻤ ﻞ ‪ X‬واﻵﺧ ﺮ ﻳﺤﻤ ﻞ ‪Y‬‬ ‫وآﻼهﻤ ﺎ ﻣﻮﺟ ﻮد ﺑﺄﻋ ﺪاد وﻓﻴ ﺮة ﻣﺨﺘﻠﻄ ﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺬﻳﻔ ﺔ اﻟﻤﻨﻮﻳ ﺔ‬ ‫اﻟﻮاﺣ ﺪة ﻓ ﺈن ﻗ ﺪر أن ﻳﻠﻘ ﺢ اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺔ ﻣﻨ ﻮي ﻳﺤﻤ ﻞ ‪ X‬آ ﺎن‬ ‫آﺮوﻣﻮزوﻣﺎ اﻟﺠﻨﺲ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻴﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ ‪ XX‬وهﺬا اﻟﺠﻨﻴﻦ أﻧﺜﻰ ،‬ ‫وإﻻ ﻓﻬﻤﺎ ‪ XY‬وهﺬا اﻟﺠﻨﻴﻦ ذآﺮ.)1(‬ ‫وﻗﺪ اﻧﻘﺴﻢ اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻤﻌﺎﺻﺮون ﻓﻲ ﺣﻜﻢ اﺧﺘﻴﺎر ﺟ ﻨﺲ اﻟﺠﻨ ﻴﻦ‬ ‫إﻟﻰ رأﻳﻴﻦ ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺮم اﺧﺘﻴ ﺎر ﺟ ﻨﺲ اﻟﺠﻨ ﻴﻦ ، وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ‬ ‫أﺟﺎز .‬ ‫ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ ﺣﺮﻣﻮا هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻗﺎﻟﻮا :‬ ‫إن هﺬﻩ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪة ، ﻓﻬﺒ ﺔ اﷲ ﻣ ﻦ اﻹﻧ ﺎث واﻟ ﺬآﻮر‬ ‫ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻪ ، وﻷﻧﻬﺎ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻟﺨﻠﻖ اﷲ ﺑﻤﻌﻨ ﻰ أﻧﻨ ﺎ‬ ‫ﻧﺘﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺨﻠ ﻖ اﻹﻟﻬ ﻲ ﻓﻨﺼ ﺮﻓﻪ ﻋ ﻦ وﺟﻬﺘ ﻪ اﻟﺼ ﺤﻴﺤﺔ وإذا‬ ‫آﺎن اﻹﺳﻼم ﻗﺪ ﻣﻨﻊ اﻟﻤﺮأة ﻣ ﻦ أن ﺗﻐﻴ ﺮ ﺧﻠ ﻖ اﷲ ، ﻓﻤﻨﻌﻬ ﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺣﻒ اﻟﺤﻮاﺟﺐ ، ﻓﻤﻨﻊ اﺧﺘﻴﺎر ﺟﻨﺲ اﻟﺠﻨﻴﻦ أوﻟ ﻰ ، آﻤ ﺎ ﻳﺘﺮﺗ ﺐ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻔﻀ ﻴﻞ ﺟ ﻨﺲ ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﻨﺲ . واﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻳﻘ ﻮل :‬ ‫" ﷲ ﻣﻠ ﻚ اﻟﺴ ﻤﻮات واﻷرض ﻳﺨﻠ ﻖ ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﺎء ﻳﻬ ﺐ ﻟﻤ ﻦ ﻳﺸ ﺎء‬ ‫إﻧﺎﺛﺎ وﻳﻬﺐ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎء اﻟﺬآﻮر أو ﻳﺰوﺟﻬﻢ ذآﺮاﻧ ﺎ وإﻧﺎﺛ ﺎ وﻳﺠﻌ ﻞ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻣ ﻦ ﻳﺸ ﺎء ﻋﻘﻴﻤ ﺎ " )2( وﻻﺷ ﻚ أن ه ﺬا ﻟﺤﻜﻤ ﺔ ﻋﻈﻴﻤ ﺔ ﺟﻠﻴﻠ ﺔ‬ ‫ً‬ ‫ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺘﻮازن واﻟﺘﻌﺎدل اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ اﷲ ﻓ ﻲ آ ﻞ ﺷ ﻲء ﺣﺘ ﻰ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻟﺠﻤﺎد ، واﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ أوﺟﺪ هﺬا اﻟﺘﻮازن وهﻮ ﻣﺮاد ﻟﻪ‬ ‫ﻷن ﻓﻴ ﻪ اﻟﺤﻜﻤ ﺔ اﻹﻟﻬﻴ ﺔ ، واﺧﺘﻴ ﺎر ﺟ ﻨﺲ اﻟﺠﻨ ﻴﻦ ﺳ ﻮف ﻳﻐﻴ ﺮ‬ ‫اﻟﺘﺮآﻴﺒ ﺔ اﻟﺒﺸ ﺮﻳﺔ ، وﻳﺨ ﻞ ﺑﻬ ﺬا اﻟﺘ ﻮازن ، وﺳ ﻮف ﻳﻜ ﻮن ﺳ ﺒﺒﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺤﻮ اﻟﻤﺮأة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ وآﻴﺎﻧﻴﺎ ﻓﻴﻜﻮن ﻣﻨﺎﻗﻀﺎ ﻟﺮوح اﻹﺳﻼم.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫...................................‬ ‫)1( ﻓﺘﺎوى ﻣﻌﺎﺻﺮة د/ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﺮﺿﺎوي ص 365‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻟﺸﻮرى اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 94‬ ‫)31(‬
  • 14. ‫وآﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﷲ ﺗﺒﺎرك و ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺒﻘﻰ إﻧﺴﺎن ﻋﻘ ﻴﻢ وﺁﺧ ﺮ‬ ‫ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻨﺎت ، وﺁﺧﺮ ﻋﻨﺪﻩ ذآﻮر ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :" إن ﻓﻲ ذﻟ ﻚ ﻵﻳ ﺎت‬ ‫ﻟﻜ ﻞ ﺻ ﺒﺎر ﺷ ﻜﻮر " )1( ﻓﺈﻧﺴ ﺎن ﻳﻐ ﺪق اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑ ﺎﻟﻨﻌﻢ ﻓﻴﺸ ﻜﺮ‬ ‫وإﻧﺴﺎن ﻳﺤﺮم ﻣﻦ واﺣﺪة ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻨﻌﻢ ﻓﻴﺼﺒﺮ .)2(‬ ‫واﻟﺬﻳﻦ أﺟﺎزوا ﻗﺎﻟﻮا :‬ ‫أن ﻣﺴ ﺄﻟﺔ اﺧﺘﻴ ﺎر ﺟ ﻨﺲ اﻟﺠﻨ ﻴﻦ ﻻ ﺗﺼ ﺎدم اﻟﺤ ﺲ اﻟ ﺪﻳﻨﻲ ، وﻻ‬ ‫ﺗﻤﺲ اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳ ﺔ ﻷﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗﻌ ﺪو أن ﺗﻜ ﻮن أﺧ ﺬا ﺑﺎﻷﺳ ﺒﺎب‬ ‫ً‬ ‫وﻧﺤﻦ ﻣﺄﻣﻮرون ﺑﺎﻷﺧﺬ ﺑﺎﻷﺳ ﺒﺎب ، ﻓ ﻨﺤﻦ ﻧﺄﺧ ﺬ ﺑﺎﻟﺴ ﺒﺐ وﻧ ﺪع‬ ‫ﻣﺎ وراءﻩ ﻟﻤﺴﺒﺐ اﻷﺳﺒﺎب ، ﻓﺎﻟﻤﺸﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻴ ﺎ ﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌ ﺎﻟﻰ‬ ‫آﻤ ﺎ أﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﺑ ﺎب ﺗﻐﻴﻴ ﺮ ﺧﻠ ﻖ اﷲ ، ﻷن اﻟﺤﻴ ﻮان‬ ‫اﻟﻤﻨﻮي ه ﻮ اﻟﺤﻴ ﻮان اﻟﻤﻨ ﻮي ، واﻟﺒﻮﻳﻀ ﺔ ه ﻲ اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺔ ، وأن‬ ‫اﻟﺘ ﺪﺧﻞ ﻻ ﻳﻜ ﻮن إﻻ ﻓ ﻲ ﺗﻠﻘ ﻴﺢ اﻟﺒﻮﻳﻀ ﺔ ﺑﻨ ﻮع ﻣ ﻦ اﻟﺤﻴ ﻮان‬ ‫اﻟﻤﻨﻮي وهﻤﺎ ﺧﻠﻖ اﷲ .)3(‬ ‫وﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﺔ ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ﻓﻲ ﺿ ﻮء اﻹﺳ ﻼم ذآ ﺮ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻣ ﺎ‬ ‫ﻳﻠﻲ : اﺗﻔﻘﺖ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﺟ ﻮاز اﻟ ﺘﺤﻜﻢ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺟ ﻨﺲ اﻟﺠﻨ ﻴﻦ إذا آ ﺎن ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺴ ﺘﻮى اﻷﻣ ﺔ ، أﻣ ﺎ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﺴ ﺘﻮى اﻟﻔ ﺮدي ﻓ ﺈن ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ رﻏﺒ ﺔ اﻟ ﺰوﺟﻴﻦ‬ ‫اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ ﻓﻲ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺠﻨﻴﻦ ذآ ﺮا أو أﻧﺜ ﻰ ﺑﺎﻟﻮﺳ ﺎﺋﻞ اﻟﻄﺒﻴ ﺔ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻨ ﻪ ﺷ ﺮﻋﺎ ﻋﻨ ﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء اﻟﻤﺸ ﺎرآﻴﻦ ﻓ ﻲ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻨﺪوة ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ رأى ﻏﻴﺮهﻢ ﻋﺪم ﺟﻮازﻩ ﺧﺸﻴﺔ أن ﻳ ﺆدي ذﻟ ﻚ‬ ‫إﻟﻰ ﻃﻐﻴﺎن ﺟﻨﺲ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺲ .)4( ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ أن اﻟﺬﻳﻦ أﺟ ﺎزوا‬ ‫اﺷﺘﺮﻃﻮا أن ﻳﺄﺧﺬ اﻷﻃﺒﺎء ﺑﺄﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻴﺎط .‬ ‫..................................‬ ‫)1( ﺳﻮرة إﺑﺮاهﻴﻢ اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 5‬ ‫)2( اﻹﻧﺠﺎب ص 001 وﻣﺎ ﺑﻌﺪهﺎ‬ ‫)3( ﻧﺪوة اﻹﻧﺠﺎب ﻓﻲ ﺿﻮء اﻹﺳﻼم ص 39 وﻣﺎ ﺑﻌﺪهﺎ‬ ‫)4( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص 943‬ ‫)41(‬
  • 15. ‫ﺳﺎدﺳﺎ : اﻟﺒﺼﻤﺔ اﻟﺠﻴﻨﻴﺔ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺗﻤ ﺎﻧﻊ ﻓ ﻲ إﻳﺠ ﺎد وﺳ ﻴﻠﺔ أو دﻟﻴ ﻞ ﻳﻮﺻ ﻞ‬ ‫إﻟ ﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻣ ﺎدام ﻓ ﻲ إﻃ ﺎر ﻣ ﺎ ﺷ ﺮﻋﻪ اﷲ ، وﺑﻴﻨ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ‬ ‫ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ، وﻟ ﺬﻟﻚ أﺑ ﺖ اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﺎهﺪ أن‬ ‫ﻳﻜ ﺘﻢ ﺷ ﻬﺎدﺗﻪ ، ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :" وﻻ ﺗﻜﺘﻤ ﻮا اﻟﺸ ﻬﺎدة وﻣ ﻦ ﻳﻜﺘﻤﻬ ﺎ‬ ‫ﻓﺈﻧ ﻪ ﺁﺛ ﻢ ﻗﻠﺒ ﻪ واﷲ ﺑﻤ ﺎ ﺗﻌﻤﻠ ﻮن ﻋﻠ ﻴﻢ " )1( وإذا آﺎﻧ ﺖ اﻟﺒﺼ ﻤﺔ‬ ‫اﻟﺠﻴﻨﻴﺔ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻤﻲ دﻗﻴﻖ ﻳﻔﻴﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻮﺻ ﻮل إﻟ ﻰ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣﻘﺎﺻ ﺪ‬ ‫اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ ﻣ ﻦ ﺣﻔ ﻆ اﻟ ﺪﻳﻦ واﻟ ﻨﻔﺲ واﻟﻌﻘ ﻞ واﻟﻌ ﺮض واﻟﻤ ﺎل‬ ‫وﻳﺴﺎﻋﺪ اﻟﻘﻀﺎة ﻓ ﻲ اﻟﻮﺻ ﻮل إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﻖ واﻟﻌ ﺪل ﻓ ﻼ ﻣ ﺎﻧﻊ ﻣﻨ ﻪ‬ ‫ﻷن ذﻟﻚ ﺳﻴﺮﺗﺐ ﺣﻜﻤﺎ ﻋﺎدﻻ وهﻮ ﻣﻄﻠﺐ ﺷ ﺮﻋﻲ ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫" وإذا ﺣﻜﻤﺘﻢ ﺑﻴﻦ اﻟﻨ ﺎس أن ﺗﺤﻜﻤ ﻮا ﺑﺎﻟﻌ ﺪل " )2( ﺑﺸ ﺮط أن ﻻ‬ ‫ﺗﺆدي اﻟﺒﺼﻤﺔ اﻟﺠﻴﻨﻴﺔ آﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻤ ﻲ إﻟ ﻰ ﻣﺤ ﺮم ، أو إﻟ ﻰ وﻗ ﻮع‬ ‫ﺿ ﺮر ، أو ﺿ ﻴﺎع ﻣﺼ ﻠﺤﺔ ، واﻷﻣ ﺮ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻳﺘ ﺮك ﻟﺘﻘ ﺪﻳﺮ‬ ‫اﻟﺴ ﻠﻄﺔ اﻟﻘﻀ ﺎﺋﻴﺔ ، ﻓ ﺈن آﺎﻧ ﺖ اﻟﺒﺼ ﻤﺔ اﻟﺠﻴﻨﻴ ﺔ ﺗﺴ ﺎﻋﺪهﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ﺗﻜﻮﻳﻦ رأﻳﻬﺎ وإﺻﺪار ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺗﺄﻣﺮ ﺑﻬﺎ و إﻻ ﻓﻼ .‬ ‫ﺳﺎﺑﻌﺎ : ﻣﻮت اﻹﻧﺴﺎن‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻤﻮت ﺿﺪ اﻟﺤﻴﺎة ، وهﻮ ﻓ ﻲ اﺻ ﻄﻼح اﻟﻔﻘﻬ ﺎء ﻣﻔﺎرﻗ ﺔ اﻟ ﺮوح‬ ‫ﻟﻠﺠﺴﺪ .)3( وﻧﻈﺮا ﻟﺘﻌﺬر إدراك آﻨﻪ اﻟﻤﻮت ، ﻓﻘ ﺪ ﻋﻠ ﻖ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء‬ ‫ً‬ ‫اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﻈﻬ ﻮر أﻣﺎراﺗ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺒ ﺪن ﻓﻘ ﺪ‬ ‫ﻗﺎل اﺑﻦ ﻗﺪاﻣ ﺔ :) إذا اﺷ ﺘﺒﻪ أﻣ ﺮ اﻟﻤﻴ ﺖ اﻋﺘﺒ ﺮ ﺑﻈﻬ ﻮر أﻣ ﺎرات‬ ‫اﻟﻤﻮت ، ﻣﻦ اﺳﺘﺮﺧﺎء رﺟـﻠﻴﻪ ، واﻧﻔﺼﺎل آـﻔـﻴﻪ، وﻣﻴﻞ أﻧـﻔـﻪ‬ ‫................................‬ ‫)1( ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 382‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 85‬ ‫)3( ﻣﻐﻨﻲ اﻟﻤﺤﺘﺎج ج 1 ص 23‬ ‫)51(‬
  • 16. ‫واﻣﺘ ﺪاد ﺟﻠ ﺪة وﺟﻬ ﻪ ، واﻧﺨﺴ ﺎف ﺻ ﺪﻏﻴﻪ ( )1( ه ﺬا ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ‬ ‫اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳ ﻒ اﻟﻤ ﻮت وﻋﻼﻣﺎﺗ ﻪ ﺣﺴ ﺐ اﺟﺘﻬ ﺎدهﻢ ﻷﻧ ﻪ ﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﺮد ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤﻮت ﻻ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب وﻻ ﺑﺎﻟﺴ ﻨﺔ وإﻧﻤ ﺎ وردت ﺑﻌ ﺾ‬ ‫أﻣ ﺎرات اﻟﻤ ﻮت ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن آﻘﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ : "آ ﻼ إذا ﺑﻠﻐ ﺖ‬ ‫اﻟﺘﺮاﻗﻲ وﻗﻴﻞ ﻣﻦ راق وﻇﻦ أﻧ ﻪ اﻟﻔ ﺮاق واﻟﺘﻔ ﺖ اﻟﺴ ﺎق ﺑﺎﻟﺴ ﺎق‬ ‫إﻟﻰ رﺑﻚ ﻳﻮﻣﺌﺬ اﻟﻤﺴﺎق " )2( . وﻓﻲ اﻟﺴ ﻨﺔ ﻓﻘ ﺪ ﻧﺒ ﻪ اﻟﻨﺒ ﻲ ﺻ ﻠﻰ‬ ‫اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ إﻟﻰ أن ﺷﺨﻮص ﺑﺼﺮ اﻟﻤﺤﺘﻀﺮ ﻋﻼﻣﺔ ﻇ ﺎهﺮة‬ ‫ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺒﺾ اﻟ ﺮوح وﻣﻔﺎرﻗﺘﻬ ﺎ ﻟﻠﺠﺴ ﺪ ﻓﻘ ﺪ ورد ﻋﻨ ﻪ ﺻ ﻠﻰ اﷲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ أﻧﻪ ﻗﺎل :) إن اﻟﺮوح إذا ﻗﺒﺾ ﺗﺒﻌﻪ اﻟﺒﺼﺮ ( )3(‬ ‫وﻟﻤﺎ آ ﺎن ﻻ ﻳﻮﺟ ﺪ ﻧ ﺺ ﻳﺤ ﺪد ﺗﻌﺮﻳ ﻒ اﻟﻤ ﻮت ، آ ﺎن ﻻﺑ ﺪ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺗﺤﺪﻳﺪﻩ ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎد ، واﻻﺟﺘﻬﺎد ﻳﺒﻨﻰ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺸﺮﻳﺔ وﻓﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ، واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺗﻨﻤ ﻮ وﺗﺘﻄ ﻮر‬ ‫ﻣ ﻊ ﻧﻤ ﻮ اﻟﻌﻠ ﻮم وﺗﻄﻮره ﺎ ، وﻣ ﻦ هﻨ ﺎ ﻓﻘ ﺪ اﺗﻔ ﻖ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء‬ ‫اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮون واﻷﻃﺒ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠ ﻮم اﻟﻄﺒﻴ ﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ أن اﻟﺸﺨﺺ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻴﺘﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ:‬ ‫ً‬ ‫1- اﻟﺘﻮﻗﻒ اﻟﻜﺎﻣﻞ اﻟﺬي ﻻ رﺟﻌﺔ ﻓﻴﻪ ﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﺠﻬ ﺎز اﻟﺘﻨﻔﺴ ﻲ‬ ‫واﻟﺠﻬﺎز اﻟﻘﻠﺒﻲ اﻟﻮﻋﺎﺋﻲ .) ‪(Cardio Vasular‬‬ ‫2- اﻟﺘﻮﻗ ﻒ اﻟﻜﺎﻣ ﻞ اﻟ ﺬي ﻻ رﺟﻌ ﺔ ﻓﻴ ﻪ ﻟﻜ ﻞ وﻇ ﺎﺋﻒ اﻟ ﺪﻣﺎغ‬ ‫)‪ (Brain‬ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺟﺬع اﻟﺪﻣﺎغ ) ‪.(Brain Stem‬‬ ‫ﻓﻘ ﺪ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﺎن اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠ ﻮم اﻟﻄﺒﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻨ ﺪ‬ ‫راﺑﻌﺎ : أن اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪهﻢ ﻓﻲ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﻮت اﻹﻧﺴﺎن ه ﻮ‬ ‫ً‬ ‫ﺧﻤ ﻮد ﻣﻨﻄﻘ ﺔ اﻟﻤ ﺦ اﻟﻤﻨﻮﻃ ﺔ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻮﻇ ﺎﺋﻒ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴ ﺔ اﻷﺳﺎﺳ ﻴﺔ‬ ‫وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻤﻮت ﺟﺬع اﻟﻤﺦ .‬ ‫.....................................‬ ‫)1( اﻟﻤﻐﻨﻲ ج 3 ص 763‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ اﻵﻳﺎت ﻣﻦ 62- 03‬ ‫)3( أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ج 2 ص 436‬ ‫)61(‬
  • 17. ‫آﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺒﻨ ﺪ ﺧﺎﻣﺴ ﺎ :اﺗﺠ ﻪ رأي اﻟﻔﻘﻬ ﺎء ﺗﺄﺳﻴﺴ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻌ ﺮض ﻣ ﻦ اﻷﻃﺒ ﺎء إﻟ ﻰ أن اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟ ﺬي ﻳﺼ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ‬ ‫ﻣﺴﺘﻴﻘﻨﺔ هﻲ ﻣﻮت ﺟﺬع اﻟﻤﺦ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﺪﺑﺮ اﻟﺤﻴ ﺎة، وأﺻ ﺒﺢ‬ ‫ﺻ ﺎﻟﺤﺎ ﻷن ﺗﺠ ﺮي ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﻌ ﺾ أﺣﻜ ﺎم اﻟﻤ ﻮت ﻗﻴﺎﺳ ﺎ - ﻣ ﻊ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻔﺎرق- ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ورد ﻓ ﻲ اﻟﻔﻘ ﻪ ﺧﺎﺻ ﺎ ﺑﺎﻟﻤﺼ ﺎب اﻟ ﺬي وﺻ ﻞ‬ ‫ً‬ ‫إﻟ ﻰ ﺣﺮآ ﺔ اﻟﻤ ﺬﺑﻮح . أﻣ ﺎ ﺗﻄﺒﻴ ﻖ ﺑﻘﻴ ﺔ أﺣﻜ ﺎم اﻟﻤ ﻮت ﻋﻠﻴ ﻪ ﻓﻘ ﺪ‬ ‫اﺗﺠ ﻪ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء اﻟﺤﺎﺿ ﺮون إﻟ ﻰ ﺗﺄﺟﻴﻠ ﻪ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺘﻮﻗ ﻒ اﻷﺟﻬ ﺰة‬ ‫اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ .)1( وﻗﺪ واﻓﻖ ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺠ ﺪة ه ﺬا اﻟ ﺮأي‬ ‫وﻗ ﺪ اﺗﺴ ﻢ اﻟﺒﺮوﺗﻮآ ﻮل اﻟﺴ ﻌﻮدي ﻟﺘﺸ ﺨﻴﺺ ﻣ ﻮت اﻟ ﺪﻣﺎغ‬ ‫ﺑﻤﺠﺎراﺗ ﻪ ﻷﻏﻠ ﺐ اﻟﺒﺮوﺗﻮآ ﻮﻻت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴ ﺔ ، واﻋﺘﻤ ﺎدﻩ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻟﻔﺘ ﻮى اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻤﺠ ﺎل ، وﻧ ﺬآﺮ ﻣﻨ ﻪ ﻗ ﺮار ﻣﺠﻠ ﺲ‬ ‫ﻣﺠﻤ ﻊ اﻟﻔﻘ ﻪ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ اﻟﻤﻨﻌﻘ ﺪ ﻓ ﻲ ﻋﻤ ﺎن اﻷردن ﻓ ﻲ أآﺘ ﻮﺑﺮ‬ ‫6891 واﻟ ﺬي ﻳﺤﻤ ﻞ اﻟ ﺮﻗﻢ )5( د 3/70/6 ﻓﻘ ﺪ ﻗ ﺮر : ﻳﻌﺘﺒ ﺮ‬ ‫ﺷ ﺮﻋﺎ أن اﻟﺸ ﺨﺺ ﻗ ﺪ ﻣ ﺎت وﺗﺘﺮﺗ ﺐ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻷﺣﻜ ﺎم اﻟﻤﻘ ﺮرة‬ ‫ً‬ ‫ﺷﺮﻋﺎ ﻟﻠﻮﻓﺎة ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ إذا ﺗﺒﻴﻨﺖ ﻓﻴﻪ إﺣﺪى اﻟﻌﻼﻣﺘﻴﻦ اﻟﺘﺎﻟﻴﺘﻴﻦ :‬ ‫ً‬ ‫1- إذا ﺗﻮﻗ ﻒ ﻗﻠﺒ ﻪ وﺗﻨﻔﺴ ﻪ ﺗﻮﻗﻔ ﺎ ﺗﺎﻣ ﺎ وﺣﻜ ﻢ اﻷﻃﺒ ﺎء ﺑ ﺄن ه ﺬا‬ ‫ً ً‬ ‫اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻻ رﺟﻌﺔ ﻓﻴﻪ .‬ ‫2- إذا ﺗﻌﻄﻠ ﺖ ﺟﻤﻴ ﻊ وﻇ ﺎﺋﻒ دﻣﺎﻏ ﻪ ﺗﻌﻄ ﻼ ﻧﻬﺎﺋﻴ ﺎ ، وﺣﻜ ﻢ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اﻷﻃﺒﺎء اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻴﻮن اﻟﺨﺒﺮاء ﺑﺄن هﺬا اﻟﺘﻮﻗ ﻒ ﻻ رﺟﻌ ﺔ ﻓﻴ ﻪ‬ ‫و أﺧ ﺬ دﻣﺎﻏ ﻪ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴ ﻞ .)2( وﻳﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ ﺗﺤ ﺮي اﻟﺪﻗ ﺔ‬ ‫اﻟﻤﺘﻨﺎهﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺸﺨﻴﺺ اﻟﻤﻮت وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻮت اﻟ ﺪﻣﺎغ ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ﻻ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻗﺮارﻩ إﻟﻰ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻹﻋﺪام وﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ .)3(‬ ‫.................................‬ ‫)1( اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻄﺒﻲ ﻟﻠﻤﻮت ﺑﻴﺎن اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ص 219‬ ‫)2( ﻧﺤﻮ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤ ﻮت ﻓ ﻲ اﻟﻤﻔﻬ ﻮم اﻟﻄﺒ ﻲ واﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﺑﺤ ﺚ د/ﺣﺴ ﻴﻦ ﻣﻠﻴﺒ ﺎري ﻧ ﺪوة‬ ‫اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻄﺒﻲ ﻟﻠﻤﻮت ص 576‬ ‫)3( اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص 676‬ ‫)71(‬
  • 18. ‫وهﺬا ﻣﺎ اﻧﺘﻬﺖ إﻟﻴﻪ هﻴﺌﺔ اﻟﻔﺘ ﻮى ﺑ ﻮزارة اﻷوﻗ ﺎف اﻟﻜﻮﻳﺘﻴ ﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫إﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﻤﻘﺪم ﻣﻦ وآﻴﻞ وزارة اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴ ﺔ‬ ‫ﺣ ﻮل ﻣ ﻮت اﻟ ﺪﻣﺎغ واﻟﻘﻠ ﺐ . ﻓﻘ ﺪ رأت اﻟﻠﺠﻨ ﺔ ﺑﻌ ﺪ ﻣﻨﺎﻗﺸ ﺔ‬ ‫اﻟﻤﻮﺿﻮع أﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮت إﻻ ﺑﺎﻧﺘﻔﺎء ﺟﻤﻴﻊ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺤﻴﺎة‬ ‫ﺣﺘﻰ اﻟﺤﺮآﺔ واﻟﻨﻔﺲ واﻟﻨﺒﺾ ﻓﻼ ﻳﺤﻜﻢ ﺑ ﺎﻟﻤﻮت ﺑﻤﺠ ﺮد ﺗﻮﻗ ﻒ‬ ‫اﻟ ﻨﻔﺲ أو اﻟﻨ ﺒﺾ أو ﻣ ﻮت ﺟ ﺬع اﻟﻤ ﺦ ﻣ ﻊ ﺑﻘ ﺎء أي ﻋﻼﻣ ﺔ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻈﺎهﺮة أو اﻟﺒﺎﻃﻨﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺴ ﺘﺪل ﺑﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻘ ﺎء ﺷ ﻲء‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟﺤﻴ ﺎة ، آﻤ ﺎ رأت اﻟﻠﺠﻨ ﺔ اﻷﺧ ﺬ ﺑﺘﻮﺻ ﻴﺎت ﻣﺠﻤ ﻊ اﻟﻔﻘ ﻪ‬ ‫اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓ ﻲ دورﺗ ﻪ اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ اﻟﻤﻨﻌﻘ ﺪ ﻓ ﻲ ﻋﻤ ﺎن ﺑ ﺎﻷردن ﻓ ﻲ 8‬ ‫ﻣﻦ ﺻﻔﺮ 7041 هـ اﻟﻤﻮاﻓ ﻖ 11 ﻣ ﻦ أآﺘ ﻮﺑﺮ 6891 م ﺑ ﺎﻟﻘﺮار‬ ‫رﻗﻢ 5 د 3/7 اﻟﺴﺎﺑﻖ ذآﺮﻩ . )1(‬ ‫وﻗﻒ أﺟﻬﺰة اﻹﻧﻌﺎش :‬ ‫ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤﻮت ﻟﺪى اﻟﻔﻘﻬ ﺎء اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮﻳﻦ واﻷﻃﺒ ﺎء‬ ‫اﻟﺴﺎﺑﻖ ذآﺮﻩ ، وﺗﺤﻘﻖ ﻣﻮت ﺟﺬع اﻟﻤﺦ ، أن ﻻ ﺣﺮج ﻓﻲ وﻗ ﻒ‬ ‫أﺟﻬﺰة اﻹﻧﻌ ﺎش ، ﻷن ﻋﻤﻠﻬ ﺎ ﺣﻴﻨﺌ ﺬ ﻻ ﻳﻘ ﺪم ﻧﻔﻌ ﺎ ﻟﻠﻤ ﺮﻳﺾ وﻻ‬ ‫ً‬ ‫ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺿﺮرا ، ورﺑﻤ ﺎ آ ﺎن ﻏﻴ ﺮﻩ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺮﺿ ﻰ ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ‬ ‫ً‬ ‫إﻟﻴﻬ ﺎ وﺗﺄﺧﻴﺮه ﺎ ﻋﻨ ﻪ ﻳﻮﻗ ﻊ ﺑ ﻪ ﺿ ﺮرا ، وآ ﺬا ﺣﺠ ﺐ اﻟ ﺪواء أو‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻌﻼج .‬ ‫وهﺬا ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺑﻴﺎن اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺪ ﺳﺎدﺳﺎ :‬ ‫ً‬ ‫) ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم اﺗﻔﻖ اﻟ ﺮأي ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﻪ إذا ﺗﺤﻘ ﻖ ﻣ ﻮت ﺟ ﺬع‬ ‫اﻟﻤ ﺦ ﺑﺘﻘﺮﻳ ﺮ ﻟﺠﻨ ﺔ ﻃﺒﻴ ﺔ ﻣﺨﺘﺼ ﺔ ﺟ ﺎز ﺣﻴﻨﺌ ﺬ إﻳﻘ ﺎف أﺟﻬ ﺰة‬ ‫اﻹﻧﻌﺎش اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ( .)2(‬ ‫......................................‬ ‫)1( ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺘﺎوى اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ص 054 ، 154‬ ‫)2( اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻄﺒﻲ ﻟﻠﻤﻮت ص 319‬ ‫)81(‬
  • 19. ‫وهﺬا ﻣﺎ ﻗﺮرﻩ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﺠﻤﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ اﻟﻤﻨﻌﻘ ﺪ ﻓ ﻲ ﻋﻤ ﺎن‬ ‫ﱠ‬ ‫اﻟﺴﺎﺑﻖ ذآﺮﻩ ، إذ ﻋﻘﺐ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﺎن اﻟﻤ ﻮت ﺑﺘﻌﻄ ﻞ ﺟﻤﻴ ﻊ وﻇ ﺎﺋﻒ‬ ‫اﻟﺪﻣﺎغ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ) وﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﻳﺴ ﻮغ رﻓ ﻊ أﺟﻬ ﺰة اﻹﻧﻌ ﺎش‬ ‫اﻟﻤﺮآﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺺ ، وإن آﺎن ﺑﻌﺾ اﻷﻋﻀﺎء آﺎﻟﻘﻠﺐ ﻣﺜﻼ‬ ‫ً‬ ‫ﻣﺎزال ﻳﻌﻤﻞ ﺁﻟﻴﺎ ﺑﻔﻌﻞ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﻤﺮآﺒﺔ ( .)1(‬ ‫ً‬ ‫وهﺬا اﻟﻘﺮار ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي أﺧﺬت ﺑﻪ هﻴﺌﺔ اﻟﻔﺘﻮى ﺑ ﻮزارة اﻷوﻗ ﺎف‬ ‫اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ .)2(‬ ‫ﺛﺎﻣﻨﺎ : زرع اﻷﻋﻀﺎء‬ ‫ً‬ ‫وهﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ أﺧﺬ ﻋﻀﻮ ﻳﺘﺒﺮع ﺑﻪ إﻧﺴﺎن ﺣﻲ ، أو ﻳﺆﺧ ﺬ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻣﻴﺖ أوﺻﻰ ﺑﻪ ، أو واﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﻟﻲ ، وﻳﺰرع ﻟﻤ ﺮﻳﺾ إﻧﻘ ﺎذا‬ ‫ً‬ ‫ﻟﺤﻴﺎﺗﻪ .‬ ‫وه ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ أآﺜ ﺮ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮﻳﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺟﻮازه ﺎ ، ﻓﻘ ﺪ‬ ‫ﻗ ﺎﻟﻮا ﺑﺠ ﻮاز ﻧﻘ ﻞ اﻷﻋﻀ ﺎء ﻣ ﻦ ﺷ ﺨﺺ ﺣﻴ ﺎ آ ﺎن أو ﻣﻴﺘ ﺎ إﻟ ﻰ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﺁﺧﺮ إﻧﻘﺎذا ﻟﺤﻴﺎﺗﻪ . ودﻟﻴﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاز ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :‬ ‫ً‬ ‫1- ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ :" وﺗﻌﺎوﻧﻮا ﻋﻠ ﻰ اﻟﺒ ﺮ واﻟﺘﻘ ﻮى " )3( وﻟ ﻴﺲ‬ ‫هﻨﺎك ﺑ ﺮ أﺟ ﻞ ﻣ ﻦ إﻧﻘ ﺎذ ﻧﻔ ﺲ ﻣﺆﻣﻨ ﺔ آ ﺎدت أن ﺗﻬﻠ ﻚ ﻟ ﻮﻻ ه ﺬا‬ ‫اﻟﺘﺒﺮع .‬ ‫2- ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :" وﻣ ﻦ أﺣﻴﺎه ﺎ ﻓﻜﺄﻧﻤ ﺎ أﺣﻴ ﺎ اﻟﻨ ﺎس ﺟﻤﻴﻌ ﺎ")4(‬ ‫ً‬ ‫ﻓﻤﺜﻼ ﻧﻘﻞ آﻠﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﺮﻳﺾ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ اﻹﺣﻴﺎء .‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫3- ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ :) ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻋﻦ ﻣﺴﻠﻢ آﺮﺑﺔ ﻣﻦ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( ﺑﺤﺚ د/ ﺣﺴﻴﻦ ﻣﻠﻴﺒﺎري اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻄﺒﻲ ﻟﻠﻤﻮت ص 676‬ ‫)2( ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺘﺎوى اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ص 154‬ ‫)3( ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 2‬ ‫)4( ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 23‬ ‫)91(‬
  • 20. ‫آﺮب اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﻔﺲ اﷲ ﻋﻨﻪ آﺮﺑﺔ ﻣﻦ آﺮب ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣ ﺔ ()1( وه ﻞ‬ ‫ﺛﻢ آﺮﺑﺔ أﺷﺪ ﻣﻦ آﺮﺑﺔ اﻟﻤﻮت ﻟﻮﻻ ﻧﻘﻞ هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﻣﺜﻼ .‬ ‫ً‬ ‫4- ﻗﻮﻟ ﻪ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ :) ﻋﻠ ﻰ آ ﻞ ﻣﺴ ﻠﻢ ﺻ ﺪﻗﺔ ﻗ ﺎﻟﻮا‬ ‫ﻓﺈن ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻗﺎل ﻓﻴﻌﻤ ﻞ ﺑﻴ ﺪﻩ ﻓﻴﻨﻔ ﻊ ﻧﻔﺴ ﻪ وﻳﺘﺼ ﺪق ﻗ ﺎﻟﻮا ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ‬ ‫ﻳﺴﺘﻄﻊ أوﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻗﺎل ﻳﻌﻴﻦ ذا اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻤﻠﻬﻮف ( )2(‬ ‫وأﺻ ﺤﺎب ه ﺬا اﻟ ﺮأي ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﺑ ﺄن اﻟﺠ ﻮاز ﻻ ﻳﺘﻌ ﺎرض ﻣ ﻊ‬ ‫ﺣﺮﻣﺔ إﺿﺮار اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺠﺴﺪﻩ ، إذ اﻟﺠﻬﺎد ﻓﺮض وﻗﺪ ﻳﺤﺪث ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺤﺪث ﻣﻦ إﺿﺮار ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ أو ﺑﺎﻟﺠﺴ ﺪ ، واﻟﻀ ﺮر ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ اﷲ‬ ‫ﻧﻔﻊ ، ﻷن اﻷﺟﺮ أﻋﻈﻢ ﻣﻨﻪ ﻋﻨﺪ اﷲ ، وﺿﺮر اﻟﻤﺘﺒﺮع ﻗﺪ ﻳﻜﻮن‬ ‫ﺟﺰﺋﻴﺎ أو ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ، وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن هﺬا اﻟﻀﺮر أهﻮن أﻣ ﺎم ﺿ ﺮر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺴﻘﻴﻢ اﻟﺬي ﻳﻔﺎرق اﻟﺤﻴﺎة أو ﻳﻔﺎرق اﻟﺒﺼﺮ ﺟﻤﻠﺔ وﺗﻔﺼﻴﻼ ﻟ ﻮﻻ‬ ‫ً‬ ‫ﻧﻘ ﻞ ﻋﻀ ﻮ اﻟﻤﺘﺒ ﺮع إﻟﻴ ﻪ . )3( ﻗ ﺎل ﻓﻀ ﻴﻠﺔ اﻹﻣ ﺎم اﻷآﺒ ﺮ ﺟ ﺎد‬ ‫اﻟﺤ ﻖ ﺷ ﻴﺦ اﻷزه ﺮ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ)4( :) ﻓ ﺈذا ﺟ ﺰم ﻃﺒﻴ ﺐ ﻣﺴ ﻠﻢ ذو‬ ‫ﺧﺒﺮة أو ﻏﻴﺮ ﻣﺴ ﻠﻢ - آﻤ ﺎ ه ﻮ ﻣ ﺬهﺐ اﻹﻣ ﺎم ﻣﺎﻟ ﻚ – ﺑ ﺄن ﺷ ﻖ‬ ‫أي ﺟ ﺰء ﻣ ﻦ ﺟﺴ ﻢ اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟﺤ ﻲ ﺑﺈذﻧ ﻪ وأﺧ ﺬ ﻋﻀ ﻮ ﻣﻨ ﻪ أو‬ ‫ﺑﻌﻀﻪ ﻟﻨﻘﻠﻪ إﻟﻰ ﺟﺴﻢ إﻧﺴﺎن ﺣﻲ ﺁﺧ ﺮ ﻟﻌﻼﺟ ﻪ إذا ﺟ ﺰم أن ه ﺬا‬ ‫ﻻ ﻳﻀﺮ ﺑﺎﻟﻤﺄﺧﻮذ ﻣﻨﻪ أﺻﻼ – إذ اﻟﻀ ﺮر ﻻ ﻳ ﺰال ﺑﺎﻟﻀ ﺮر –‬ ‫ً‬ ‫وﻳﻔﻴﺪ اﻟﻤﻨﻘﻮل إﻟﻴﻪ ، ﺟﺎز هﺬا ﺷﺮﻋﺎ ﺑﺸ ﺮط أن ﻻ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺠ ﺰء‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻤﻨﻘ ﻮل ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻟﺒﻴ ﻊ أو ﺑﻤﻘﺎﺑ ﻞ ﻷن ﺑﻴ ﻊ اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟﺤ ﺮ أو‬ ‫ﺑﻌﻀﻪ ﺑﺎﻃﻞ ﺷﺮﻋﺎ ، ﺛﻢ ﻗﺎل ﻓﻀﻴﻠﺘﻪ :) إﻧﻤﺎ أﺟﺰﻧﺎ اﻟﺘﺒ ﺮع ﺑﻬ ﺬﻩ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺸﺮوط ﻷن ﻟﻠﻤﺘﺒﺮع ﻧﻮع وﻻﻳﺔ ﻋﻠﻰ ذاﺗﻪ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻵﻳﺘﻴﻦ‬ ‫.....................................‬ ‫)1( أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﺑﺎب اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ و ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﺒﺮ‬ ‫)2( أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﺑﺎب اﻟﺰآﺎة واﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ج 4 ص 593‬ ‫)3( أﺣﻜﺎم ﻧﻘﻞ اﻟﺨﺼﻴﺘﻴﻦ واﻟﻤﺒﻴﻀﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ د/ ﺧﺎﻟ ﺪ رﺷ ﻴﺪ اﻟﺠﻤﻴﻠ ﻲ‬ ‫ﻧﺪوة رؤﻳﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺰراﻋﺔ ﺑﻌﺾ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ص665‬ ‫)4( ﺣﻜ ﻢ ﺑﻴ ﻊ اﻹﻧﺴ ﺎن ﻟﻌﻀ ﻮ ﻣ ﻦ أﻋﻀ ﺎﺋﻪ د/ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺳ ﻴﺪ ﻃﻨﻄ ﺎوي ﻧ ﺪوة اﻟﺮؤﻳ ﺔ‬ ‫اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ص 213‬ ‫)02(‬
  • 21. ‫اﻟﻜ ﺮﻳﻤﺘﻴﻦ:" وﻻ ﺗﻘﺘﻠ ﻮا أﻧﻔﺴ ﻜﻢ " و" وﻻ ﺗﻠﻘ ﻮا ﺑﺄﻳ ﺪﻳﻜﻢ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﺘﻬﻠﻜﺔ " )1(‬ ‫وهﻨﺎك ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣﻦ ﻳﺮى ﻋﺪم ﺟﻮاز ﻧﻘ ﻞ ﻋﻀ ﻮ ﻣ ﻦ ﺷ ﺨﺺ‬ ‫ﻵﺧﺮ ﺣﺘﻰ و ﻟﻮ آﺎن ﻣﺘﺒﺮﻋﺎ ﻷن اﻟﺘﺒﺮع إﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻤﻠﻜ ﻪ‬ ‫ً‬ ‫اﻹﻧﺴﺎن ، واﻟﻤﺎﻟﻚ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﻲ ﻟﺠﺴ ﺪ اﻹﻧﺴ ﺎن ه ﻮ اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ، أﻣ ﺎ‬ ‫اﻹﻧﺴ ﺎن ﻓﻬ ﻮ أﻣ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺴ ﺪﻩ ﻓﻘ ﻂ ، وﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء اﻟ ﺬﻳﻦ‬ ‫ﺻﺮﺣﻮا ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺘﻮﻟﻲ اﻟﺸﻌﺮاوي ، ﻓﻘ ﺪ ﻗ ﺎل‬ ‫ﻓﻀﻴﻠﺘﻪ : إن اﻟﺘﺒﺮع ﺑﺎﻟﺸﻲء ﻓﺮع ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﺔ ﻟ ﻪ ، ﻓﺄﻧ ﺖ ﺗﺘﺒ ﺮع ﺑﻤ ﺎ‬ ‫ﺗﻤﻠﻚ أو ﺑﺠﺰء ﻣﻤﺎ ﺗﻤﻠ ﻚ ، وﻟﻜﻨ ﻚ ﻻ ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺘﺒ ﺮع ﺑﺸ ﻲء‬ ‫ﻻ ﺗﻤﻠﻜ ﻪ ﺣﻴﻨﺌ ﺬ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺘﺒ ﺮع ﺑ ﺎﻃﻼ ، واﻹﻧﺴ ﺎن ﻻ ﻳﻤﻠ ﻚ ذاﺗ ﻪ‬ ‫ً‬ ‫آﻠﻬ ﺎ ، وﻻ ﻳﻤﻠ ﻚ أﺑﻌ ﺎض أو أﺟ ﺰاء ه ﺬﻩ اﻟ ﺬات ، وإﻧﻤ ﺎ ه ﺬا‬ ‫اﻟﺠﺴ ﺪ ﻣﻠ ﻚ ﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ه ﻮ اﻟ ﺬي ﺧﻠﻘ ﻪ ، وﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أﺣ ﺪ ان‬ ‫ﻳﺪﻋﻲ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ . )2(‬ ‫وﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻪ ﻓﻀ ﻴﻠﺔ اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟﺸ ﻌﺮاوي ﻣ ﻦ ﺣﺮﻣ ﺔ ﻧﻘ ﻞ اﻷﻋﻀ ﺎء‬ ‫ﺑﻴﻦ اﻷﺣﻴﺎء ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪﻩ أوﻟ ﻰ ﺑﺎﻟﺤﺮﻣ ﺔ إن آ ﺎن اﻟﻨﻘ ﻞ ﻣ ﻦ ﻣﻴ ﺖ‬ ‫ﻷن اﻹﻧﺴﺎن إذا آﺎن ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺟﺴﺪﻩ وهﻮ ﺣﻲ ﻓﻤﻦ ﺑﺎب أوﻟ ﻰ ﻻ‬ ‫ﻳﻤﻠﻜ ﻪ ورﺛﺘ ﻪ وه ﻮ ﻣﻴ ﺖ .)3( آﻤ ﺎ اﻋﺘﺒ ﺮﻩ اﻟ ﺒﻌﺾ اﻋﺘ ﺪاء ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ً‬ ‫آﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن واﻣﺘﻬﺎﻧﺎ ﻵدﻣﻴﺘﻪ .‬ ‫ً‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( اﻟﻔﺘﺎوى اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ دار اﻹﻓﺘﺎء اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ج 01 ص 2073‬ ‫)2( ﺣﻜﻢ ﺑﻴﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻌﻀﻮ ﻣ ﻦ أﻋﻀ ﺎﺋﻪ د/ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺳ ﻴﺪ ﻃﻨﻄ ﺎوي اﻟﻨ ﺪوة اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ ص‬ ‫113‬ ‫)3( ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻠﻮاء اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻌﺪد 662‬ ‫)12(‬
  • 22. ‫وﻣ ﻦ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء ﻣ ﻦ رد ﻋﻠ ﻰ ﻋ ﺪم اﻟﺠ ﻮاز ﺑﻘﻮﻟ ﻪ :) أﻣ ﺎ اﻗﺘﻄ ﺎع‬ ‫أﺟﺰاء ﻟﻌﻼج اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻪ إﺗ ﻼف ﻷﺟ ﺰاء اﻹﻧﺴ ﺎن ، وﻻ‬ ‫إه ﺪار ﻟﻜﺮاﻣﺘ ﻪ ، ﻟﻴﻜ ﻮن ﻣﻤﻨﻮﻋ ﺎ ، ﺑ ﻞ ه ﻮ إﻧﻘ ﺎذ ﻟﺤﻴ ﺎﺗﻬﻢ‬ ‫ً‬ ‫واﺳ ﺘﺒﻘﺎء ﻟ ﺬﻟﻚ اﻟﺠ ﺰء اﻟﻤﻘﺘﻄ ﻊ ﺑﺒﻘ ﺎء ذﻟ ﻚ اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟﻤﻌ ﺎﻟﺞ ﺑ ﻪ‬ ‫وﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ ه ﺬا إهﺎﻧ ﺔ ، ﺑ ﻞ ه ﻮ إﻏﺎﺛ ﺔ ، وإﺣﻴ ﺎء وإﻋﺎﻧ ﺔ‬ ‫وﻋﻤﻮﻣ ﺎت اﻟﺸ ﺮع وإﻃﻼﻗﺎﺗ ﻪ ﻻ ﺗ ﺄﺑﻰ ذﻟ ﻚ ، ﺑ ﻞ ﺗﺤ ﺚ ﻋﻠﻴ ﻪ‬ ‫وﺗﻨﺪب إﻟﻴﻪ .)1(‬ ‫ــ وﻗﺪ أﺧﺬت اﻟﻤﺠﺎﻣﻊ اﻟﻔﻘﻬﻴ ﺔ ، وآ ﺬا اﻟﻔﺘ ﺎوى اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ ﺑﺠ ﻮاز‬ ‫ﻧﻘﻞ اﻷﻋﻀ ﺎء ﻣ ﻦ اﻷﺣﻴ ﺎء واﻷﻣ ﻮات ووﺿ ﻌﺖ ﻟ ﺬﻟﻚ ﺷ ﺮوﻃﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﻳﺠﺐ ﻣﺮاﻋﺎﺗﻬﺎ وﺑﻴﺎن ذﻟﻚ آﺎﻟﺘﺎﻟﻲ :‬ ‫ﻓﻘﺪ ﺻﺪرت اﻟﻔﺘﺎوى اﻟﻌﺪﻳﺪة ﻣﻦ دار اﻹﻓﺘﺎء اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻴﺢ‬ ‫زرع اﻟﺠﻠ ﺪ و زرع اﻟﻘﺮﻧﻴ ﺔ وزرع اﻷﻋﻀ ﺎء . وﻓ ﻲ 5 ﺻ ﻔﺮ‬ ‫0041 ه ـ أﺻ ﺪرت ﻟﺠﻨ ﺔ اﻟﻔﺘ ﻮى ﺑ ﻮزارة اﻷوﻗ ﺎف اﻟﻜﻮﻳﺘﻴ ﺔ‬ ‫ﻗﺮارهﺎ رﻗﻢ 23/97 ﺑﺈﺑﺎﺣﺔ زرع اﻷﻋﻀﺎء ﻣ ﻦ اﻟﻤﺘﺒ ﺮع اﻟﺤ ﻲ‬ ‫أو اﻟﻤﻴ ﺖ . وﻓ ﻲ 6/11/2041 ه ـ ﺻ ﺪر ﻗ ﺮار هﻴﺌ ﺔ آﺒ ﺎر‬ ‫اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜ ﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ اﻟﺴ ﻌﻮدﻳﺔ ﺑﺈﺑﺎﺣ ﺔ زرع اﻷﻋﻀ ﺎء‬ ‫وأﺻ ﺪر اﻟﻤﺠﻤ ﻊ اﻟﻔﻘﻬ ﻲ ﻟﺮاﺑﻄ ﺔ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﻓ ﻲ دورﺗ ﻪ‬ ‫اﻟﺴ ﺎﺑﻌﺔ 7041 ه ـ ﻗ ﺮارﻩ ﺑﺈﺑﺎﺣ ﺔ زرع اﻷﻋﻀ ﺎء ، آﻤ ﺎ ﻗ ﺎم‬ ‫ﻣﺠﻤ ﻊ اﻟﻔﻘ ﻪ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﻓ ﻲ دورﺗ ﻪ اﻟﺮاﺑﻌ ﺔ 8041 ه ـ ﺑﺒﺤ ﺚ‬ ‫ﻣﻮﺿ ﻮع زرع اﻷﻋﻀ ﺎء وأﺻ ﺪر ﻗ ﺮارﻩ رﻗ ﻢ)1( د4/80/88‬ ‫ﺑﺈﺑﺎﺣ ﺔ زرع اﻷﻋﻀ ﺎء وذﻟ ﻚ ﺑﺈﺑﺎﺣ ﺔ اﻟ ﺰرع اﻟ ﺬاﺗﻲ آﻤ ﺎ أﺑ ﺎح‬ ‫اﻟﺰرع ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺁﺧ ﺮ ﺣ ﻲ ﺑﺸ ﺮط ﺗﺒﺮﻋ ﻪ ﺑ ﺬﻟﻚ ، وأﻻ ﻳﻠﺤﻘ ﻪ‬ ‫ﺿﺮر وأن ﻳﻜـﻮن اﻟﻤﺘﺒﺮع آﺎﻣـﻞ اﻷهﻠﻴﺔ ، آﻤﺎ أﺑﺎح اﻟﻤﺠـﻤﻊ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ أﻋﻀﺎء اﻹﻧﺴ ﺎن د/ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻓ ﻮزي ﻓ ﻴﺾ اﷲ ﻧ ﺪوة اﻟﺮؤﻳ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ص 733‬ ‫)22(‬
  • 23. ‫اﻟ ﺰرع ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﻮﺗﻰ ﺑﺸ ﺮط أن ﻳﻜ ﻮن ﻗ ﺪ أذﻧ ﻮا ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ أﺛﻨ ﺎء‬ ‫ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ أو أذن ورﺛﺘﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ أو أذن وﻟﻲ أﻣﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ إن آ ﺎن‬ ‫اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻣﺠﻬ ﻮل اﻟﻬﻮﻳ ﺔ أو ﻻ ورﺛ ﺔ ﻟ ﻪ وذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ ﺑﺸ ﺮط ﻋ ﺪم‬ ‫ﺑﻴﻊ اﻷﻋﻀﺎء .)1(‬ ‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧﺪوة اﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﻟ ﺒﻌﺾ اﻟﻤﻤﺎرﺳ ﺎت اﻟﻄﺒﻴ ﺔ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :‬ ‫ﻓﻲ ﺿﻮء ﻣﺎ اﺳﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟ ﺮأي اﻟﺸ ﺮﻋﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺠ ﺎﻣﻊ اﻟﻔﻘﻬﻴ ﺔ‬ ‫وهﻴﺌﺎت اﻹﻓﺘ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﻣ ﻦ ﺟ ﻮاز ﻧﻘ ﻞ اﻷﻋﻀ ﺎء‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻤﺮﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﻈﺮوف واﻟﺸﺮوط اﻟﻤﻘﺮرة ﺷ ﺮﻋﺎ ، ﻧﺎﻗﺸ ﺖ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻨﺪوة ﻣﻮﺿﻮع ) ﺑﻴﻊ اﻷﻋﻀﺎء ( واﻧﺘﻬﺖ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :‬ ‫1- ﺧﻴ ﺮ ﻣ ﺎ ﻳ ﺘﻢ ﺑ ﻪ اﻟﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ اﻷﻋﻀ ﺎء أن ﻳﻜ ﻮن ﺛﻤ ﺮة‬ ‫اﻟﺘ ﺮاﺣﻢ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻨ ﺎس ﺑ ﺎﻟﺘﺒﺮع ﻣ ﻦ ﺟﺜ ﺚ اﻟﻤ ﻮﺗﻰ ﺑﺎﻟﻮﺻ ﻴﺔ أو‬ ‫ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻟﻮرﺛﺔ ، وآﺬﻟﻚ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻣﺠﻬﻮل اﻷهﻞ .‬ ‫2- ورأي اﻷآﺜﺮﻳ ﺔ أﻧ ﻪ ﻳﺠ ﻮز اﻟﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ اﻷﻋﻀ ﺎء أﻳﻀ ﺎ‬ ‫ً‬ ‫ﺑﺘﺒ ﺮع اﻟﺤ ﻲ ﻟﻠﺤ ﻲ ﺑﺎﻟﺸ ﺮوط واﻟﻀ ﻮاﺑﻂ اﻟﻤﻌﺘﺒ ﺮة وﻣﻨﻬ ﺎ ﻋ ﺪم‬ ‫اﻹﺿﺮار ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﺘﺒﺮع أو ﻗﺴﺮﻩ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻀﺎء .‬ ‫3- ﻻ ﻳﺠ ﻮز ﺑﻴ ﻊ اﻷﻋﻀ ﺎء وإذا ﻟ ﻢ ﻳﻤﻜ ﻦ اﻟﺤﺼ ﻮل ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻷﻋﻀ ﺎء ﺑ ﺎﻟﺘﺒﺮع ، وﻟ ﻢ ﻳﻤﻜ ﻦ اﻟﺤﺼ ﻮل ﻋﻠﻴﻬ ﺎ إﻻ ﺑﺒ ﺬل ﻣ ﺎل‬ ‫ﻓﻬ ﺬا ﺟ ﺎﺋﺰ ﻓﻴﻤ ﺎ اﻧﺘﻬ ﻰ إﻟﻴ ﻪ أآﺜﺮﻳ ﺔ اﻟﻤﺸ ﺎرآﻴﻦ وه ﻮ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺤﻈ ﻮر اﻟ ﺬي ﻳﺒ ﺎح ﻟﺤ ﺎل اﻟﻀ ﺮورة ، وﻳ ﺮى اﻟ ﺒﻌﺾ ﻋ ﺪم‬ ‫ﺟﻮاز ذﻟﻚ .)2(‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( زرع اﻟﻐ ﺪد اﻟﺘﻨﺎﺳ ﻠﻴﺔ د/ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺒ ﺎر ﻧ ﺪوة رؤﻳ ﺔ إﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﻟﺰراﻋ ﺔ ﺑﻌ ﺾ‬ ‫اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ص 264 ، 364‬ ‫)2( ﻧﺪوة اﻟﺮؤﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ص 657‬ ‫)32(‬
  • 24. ‫اﺳﺘﻤﺮار أﺟﻬﺰة اﻹﻧﻌﺎش :‬ ‫ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﻮل أآﺜﺮ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺠﻮاز ﻧﻘﻞ اﻷﻋﻀﺎء أﻧﻪ إذا آ ﺎن‬ ‫اﻟﻤﻨﻘﻮل ﻣﻨﻪ ﺷﺨﺼﺎ ﻗﺪ ﺣﻜﻢ اﻷﻃﺒﺎء اﻟﺜﻘﺎت ﺑﻤﻮت ﺟﺬع اﻟ ﺪﻣﺎغ‬ ‫ً‬ ‫ﻟﺪﻳﻪ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠ ﻮز ﻟﻸﻃﺒ ﺎء ﺣﻴﻨﺌ ﺬ ﺗﺄﺟﻴ ﻞ وﻗ ﻒ أﺟﻬ ﺰة اﻹﻧﻌ ﺎش‬ ‫ﺣﺘ ﻰ ﻳﺘ ﺎح ﻟ ﻮﻟﻲ اﻟﻤﺘ ﻮﻓﻰ دﻣﺎﻏﻴ ﺎ أن ﻳﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ روﻳ ﺔ ، وﻳﻘ ﺮر‬ ‫ً‬ ‫ﺑﺄﻧﺎة ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ - إذا ﺷﺎء - ﻋﻠﻰ أﺧﺬ أﻋﻀ ﺎء ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﺘ ﻮﻓﻰ ، وﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ اﻟﻤﺨ ﺘﺺ ﻣﺮاﻋ ﺎة اﻟﻤﺤﺎﻓﻈ ﺔ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺻ ﻼﺣﻴﺔ اﻷﻋﻀ ﺎء اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﺘﺰرع ﺧ ﻼل ﻓﺘ ﺮة اﻟﺘﺄﺟﻴ ﻞ ، وآ ﻞ‬ ‫ذﻟ ﻚ ﺣﺘ ﻰ ﺗ ﺘﻢ اﻻﺳ ﺘﻔﺎدة اﻟﻜﺎﻣﻠ ﺔ ﻣ ﻦ زرع اﻷﻋﻀ ﺎء ﻟﺘﺘﺤﻘ ﻖ‬ ‫اﻟﻤﺼ ﻠﺤﺔ اﻟﻤﻨﺸ ﻮدة اﻟﺘ ﻲ ﻣ ﻦ أﺟﻠﻬ ﺎ أﺟ ﺎز اﻟﻔﻘﻬ ﺎء ﻧﻘ ﻞ‬ ‫واﷲ أﻋﻠﻢ‬ ‫اﻷﻋﻀﺎء .‬ ‫)42(‬
  • 25. ‫ﺗﺎﺳﻌﺎ : ﻗﺘﻞ اﻟﺮﺣﻤﺔ‬ ‫ً‬ ‫وهﻮ ﺗﻌﻤﺪ إﻧﻬﺎء ﺣﻴﺎة إﻧﺴﺎن ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺷﻲء )آﺪواء ﻗﺎﺗﻞ( أو ﻣﻨﻊ‬ ‫ﺷ ﻲء )آﻐ ﺬاء أو ﺷ ﺮاب ﻻزم( وذﻟ ﻚ ﺑ ﺪاﻓﻊ اﻟﺸ ﻔﻘﺔ ﻟﻮﺿ ﻊ ﺣ ﺪ‬ ‫ﻟﻤﺎ ﻳﻌﺎﻧﻴﻪ أو ﺑﺪﻋﻮى اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ آﺮاﻣﺘﻪ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ‬ ‫اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة .‬ ‫وه ﻮ ﻳﺸ ﻤﻞ ﻗﺘ ﻞ اﻟﻐﻴ ﺮ أو ﻗﺘ ﻞ اﻟ ﻨﻔﺲ )اﻻﻧﺘﺤ ﺎر( أو اﻟﻤﺴ ﺎﻋﺪة‬ ‫ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﺮأي أو دواء . وهﻮ واﻓﺪ ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻄﺐ‬ ‫و اﻷﻃﺒ ﺎء ﺑﺼ ﻮرﻩ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ أو أﺳ ﻤﺎﺋﻪ اﻟﻤﺘﻌ ﺪدة أو وﺳ ﺎﺋﻠﻪ‬ ‫اﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ )1( وﻗﺪ ﺑﺪأ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﻳﺘﺴﺮب إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة‬ ‫ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﻋﻘﻮد وﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :‬ ‫1- زﻳﺎدة ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﻤﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻊ ﺗﻘﺪم اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺼ ﺤﻴﺔ ﻣﻤ ﺎ‬ ‫ﻳﻌﻨﻲ زﻳﺎدة ﻋﺪد اﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﺳ ﻮاء اﻷﺻ ﺤﺎء ﻣ ﻨﻬﻢ‬ ‫أو اﻟﻤﺮﺿﻰ ﺑﺪرﺟﺎت ﻣﺘﻔﺎوﺗ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻌﺠ ﺰ ﺗ ﺆدي إﻟ ﻰ ﺿ ﺮورة‬ ‫اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻴﺮ.‬ ‫2- اﺳﺘﻤﺮار ﺗﻘﻠﺺ دور اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻌﺎﺋﻠ ﺔ اﻟﻨ ﻮاة‬ ‫اﻟﻤﺤ ﺪودة ﺑ ﺎﻷﺑﻮﻳﻦ واﻷﺑﻨ ﺎء ﻓﻘ ﻂ ﺣﻴ ﺚ آﺎﻧ ﺖ ﺗﺘ ﻮزع أﻋﺒ ﺎء‬ ‫رﻋﺎﻳﺔ اﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﺑﺠﻬﺪ أﻳﺴﺮ وﺗﻜﺎﻟﻴﻒ أﻗﻞ .‬ ‫3- ﺗﺰاﻳ ﺪ ﺗﻜ ﺎﻟﻴﻒ رﻋﺎﻳ ﺔ اﻟﻤﺴ ﻨﻴﻦ ﻋ ﻦ ذي ﻗﺒ ﻞ ﺳ ﻮاء ﻋﻠ ﻰ‬ ‫اﻷﺳﺮة أو اﻟﺪوﻟﺔ.‬ ‫واﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮن إﻟﻰ ﻗﺘﻞ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻳﺤﺘﺠﻮن ﺑ ﺪﻋﺎوى ﻇﺎهﺮه ﺎ ﻓﻴ ﻪ‬ ‫اﻟﺮﺣﻤ ﺔ آﺤ ﻖ اﻟﺤ ﺮ أن ﻳﻔﻌ ﻞ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﺎء ، وﺣ ﻖ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻳﺘﻌﺮض ﻵﻻم ﻃﻮﻳﻠﺔ أن ﻳﻀﻊ ﺣﺪا ﻟﻬﺎ أو ﻳﻀﻊ ﺣﺪا ﻟﺤﻴﺎﺗﻪ ﺑﻴﺪﻩ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أو ﺑﻴﺪ ﺁﺧﺮ ﻃﺒﻴﺒﺎ آﺎن أو ﻏﻴﺮﻩ ، وأﻧﻪ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺤﻴﺎة أو ﻋﺠﺰ‬ ‫ً‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1(ﻗﺘﻞ اﻟﺮﺣﻤﺔ د/ ﻋﺼﺎم اﻟﺸﺮﺑﻴﻨﻲ ﻧﺪوة اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت واﻟﻘﻴﻢ ص171‬ ‫)52(‬
  • 26. ‫ﻻ ﻳﺮﺟ ﻰ ﺑ ﺮؤﻩ ، آﻤ ﺎ أن ﻣ ﻦ ﺣ ﻖ اﻹﻧﺴ ﺎن أن ﻳﺤﻔ ﻆ آﺮاﻣﺘ ﻪ‬ ‫اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ ﺑﺈﻧﻬ ﺎء ﺣﻴﺎﺗ ﻪ إذا ﺣ ﻂ اﻟﻤ ﺮض أو اﻟﻌﺠ ﺰ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ‬ ‫اﻟﻜﺮاﻣ ﺔ . وأن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ أن ﻳﺨ ﺪم اﻹﻧﺴ ﺎن ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﺘﻪ‬ ‫وﻣﺮﺿ ﻪ ﺑﻮﻗ ﻒ اﻟﻤ ﺮض أو إﻧﻬ ﺎء ﺣﻴ ﺎة اﻟﻤ ﺮﻳﺾ . وآ ﻞ ه ﺬﻩ‬ ‫دﻋ ﺎوى ﻻ ﺗﺘﻔ ﻖ وﺷ ﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳ ﻼم اﻟﺘ ﻲ ﺟﻌﻠ ﺖ ﻣ ﻦ ﻣﻘﺎﺻ ﺪهﺎ‬ ‫اﻟﺨﻤﺴ ﺔ اﻷﺻ ﻠﻴﺔ اﻟﺤﻔ ﺎظ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻨﻔﺲ ﻓ ﻲ آﺎﻓ ﺔ أﻃﻮاره ﺎ و‬ ‫أﺣﻮاﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻬﺎ وﻣﺮﺿﻬﺎ ، وﻓﻲ ﺿﻌﻔﻬﺎ وﻗﻮﺗﻬﺎ .‬ ‫ﺣﻜﻢ ﻗﺘﻞ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم :‬ ‫ﻳﺤﻔﻆ اﻹﺳﻼم ﻟﻠﺤﻴ ﺎة اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ ﺣﺮﻣﺘﻬ ﺎ ، ﻷن اﻟﺤﻴ ﺎة ﻧﻌﻤ ﺔ ﻣ ﻦ‬ ‫اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠ ﻚ اﻹﻧﻌ ﺎم ﺑﻬ ﺎ ﻏﻴ ﺮﻩ ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ:" وه ﻮ اﻟ ﺬي‬ ‫أﺣﻴ ﺎآﻢ ﺛ ﻢ ﻳﻤﻴ ﺘﻜﻢ ﺛ ﻢ ﻳﺤﻴ ﻴﻜﻢ إن اﻹﻧﺴ ﺎن ﻟﻜﻔ ﻮر " )1( وﻗ ﺎل‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﻰ:" إﻧ ﺎ ﻧﺤ ﻦ ﻧﺤﻴ ﻲ وﻧﻤﻴ ﺖ وإﻟﻴﻨ ﺎ اﻟﻤﺼ ﻴﺮ " )2( . وﻣ ﺎ دام‬ ‫ﻗ ﺪ ﺗﻘ ﺮر أن اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ه ﻮ واه ﺐ اﻟﺤﻴ ﺎة ﻓﻴﻜ ﻮن ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ه ﻮ‬ ‫ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺤﻖ ﻓ ﻲ ﺳ ﻠﺒﻬﺎ ، وﻻ ﻳﻤﻠ ﻚ أﺣ ﺪ إزه ﺎق ﻧﻔ ﺲ إﻻ ﺑﺤ ﺪ‬ ‫ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺪود اﻟﺘ ﻲ ﺷ ﺮﻋﻬﺎ اﷲ ، وﻟ ﺬﻟﻚ ﺟ ﺎء اﻟﻮﻋﻴ ﺪ اﻟﺸ ﺪﻳﺪ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻗﺘ ﻞ اﻟ ﻨﻔﺲ ﺑﻐﻴ ﺮ ﺣ ﻖ ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :" وﻣ ﻦ ﻳﻘﺘ ﻞ ﻣﺆﻣﻨ ﺎ ﻣﺘﻌﻤ ﺪا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻓﺠﺰاؤﻩ ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪا ﻓﻴﻬﺎ وﻏﻀﺐ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﻟﻌﻨﻪ وأﻋﺪ ﻟﻪ ﻋﺬاﺑﺎ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻋﻈﻴﻤ ﺎ ")3( . وآ ﺎن ﻗﺘ ﻞ اﻟ ﻨﻔﺲ ﺑﻐﻴ ﺮ ﺣ ﻖ ﺑﻤﺜﺎﺑ ﺔ ﻗﺘ ﻞ اﻟﻨ ﺎس‬ ‫ً‬ ‫ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :" ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ آﺘﺒﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻨ ﻲ إﺳ ﺮاﺋﻴﻞ أﻧ ﻪ‬ ‫ً‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺣ ﻖ أو ﻓﺴ ﺎد ﻓ ﻲ اﻷرض ﻓﻜﺄﻧﻤ ﺎ ﻗﺘ ﻞ اﻟﻨ ﺎس‬ ‫ً‬ ‫ﺟﻤﻴﻌﺎ وﻣﻦ أﺣﻴﺎه ﺎ ﻓﻜﺄﻧﻤ ﺎ أﺣﻴ ﺎ اﻟﻨ ﺎس ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ")4( وﻓ ﺮض اﷲ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻘﺼﺎص ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻞ ، ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :" ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا آﺘﺐ‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( ﺳﻮرة اﻟﺤﺞ اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 66‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 87‬ ‫)3( ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 39‬ ‫)4( ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 23‬ ‫)62(‬
  • 27. ‫ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﻘﺼﺎص ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻠﻰ " )1( وﻟﻘﺪ أآﺪت اﻟﺴ ﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳ ﺔ : أن‬ ‫ﻗﺘ ﻞ اﻟ ﻨﻔﺲ ﻣ ﻦ أآﺒ ﺮ اﻟﻜﺒ ﺎﺋﺮ ﻓﻘ ﺪ روى اﻟﺒﺨ ﺎري ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﻴﺤﻪ‬ ‫ﻋﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل :) أآﺒ ﺮ اﻟﻜﺒ ﺎﺋﺮ اﻹﺷ ﺮاك‬ ‫ﺑ ﺎﷲ وﻗﺘ ﻞ اﻟ ﻨﻔﺲ وﻋﻘ ﻮق اﻟﻮاﻟ ﺪﻳﻦ وﻗ ﻮل اﻟ ﺰور ﻗ ﺎل وﺷ ﻬﺎدة‬ ‫اﻟﺰور( وروى اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺳﻨﻨﻪ أن رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ‬ ‫وﺳ ﻠﻢ ﻗ ﺎل :) ﻟﻘﺘ ﻞ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ أﻋﻈ ﻢ ﻋﻨ ﺪ اﷲ ﻣ ﻦ زوال اﻟ ﺪﻧﻴﺎ (‬ ‫وروى اﻟﺘﺮﻣﺬي ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻗ ﺎل :) ﻟ ﻮ‬ ‫أن أه ﻞ اﻟﺴ ﻤﺎء وأه ﻞ اﻷرض اﺷ ﺘﺮآﻮا ﻓ ﻲ دم ﻣ ﺆﻣﻦ ﻷآ ﺒﻬﻢ‬ ‫اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻓ ﻲ اﻟﻨ ﺎر( . ﺑﻬ ﺬﻩ اﻷدﻟ ﺔ وﻏﻴﺮه ﺎ ﻳﺘﺒ ﻴﻦ ﻟﻨ ﺎ ﺣﺮﻣ ﺔ‬ ‫اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺗﺤﺮﻳﻢ ﻗﺘﻞ اﻟ ﻨﻔﺲ إﻻ ﺑﻮﺟ ﻪ ﺣ ﻖ ، آﻤ ﺎ ﻳﺤ ﺮم‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﻘﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﺪ روى اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻗﺎل‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ :) آ ﺎن ﻓ ﻴﻤﻦ آ ﺎن ﻗ ﺒﻠﻜﻢ رﺟ ﻞ‬ ‫ﺑ ﻪ ﺟ ﺮح ﻓﺠ ﺰع ﻓﺄﺧ ﺬ ﺳ ﻜﻴﻨﺎ ﻓﺤ ﺰ ﺑﻬ ﺎ ﻳ ﺪﻩ ﻓﻤ ﺎ رﻗ ﺄ اﻟ ﺪم ﺣﺘ ﻰ‬ ‫ً ‪‬‬ ‫ََ َِ‬ ‫ﻣ ﺎت( ﻗ ﺎل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :) ﺑ ﺎدرﻧﻲ ﻋﺒ ﺪي ﺑﻨﻔﺴ ﻪ ﺣﺮﻣ ﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ‬ ‫اﻟﺠﻨ ﺔ( وﻗ ﺎل ﺻ ﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ :) ﻣ ﻦ ﻗﺘ ﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑﺤﺪﻳ ﺪة‬ ‫ﻓﺤﺪﻳﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻳﺘﻮﺟﺄ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻨ ﻪ ﻓ ﻲ ﻧ ﺎر ﺟﻬ ﻨﻢ ﺧﺎﻟ ﺪا ﻣﺨﻠ ﺪا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻓﻴﻬ ﺎ أﺑ ﺪا ً ، وﻣ ﻦ ﺷ ﺮب ﺳ ﻤﺎ ﻓﻘﺘ ﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻓﻬ ﻮ ﻳﺘﺤﺴ ﺎﻩ ﻓ ﻲ ﻧ ﺎر‬ ‫ً‬ ‫ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪا ﻣﺨﻠﺪا ﻓﻴﻬ ﺎ أﺑ ﺪا ، وﻣ ﻦ ﺗ ﺮدى ﻣ ﻦ ﺟﺒ ﻞ ﻓﻘﺘ ﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺮدى ﻓﻲ ﻧﺎر ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟ ﺪا ﻣﺨﻠ ﺪا ﻓﻴﻬ ﺎ أﺑ ﺪا ( )2( . ﻣ ﻦ هﻨ ﺎ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ﻳﻌﻠ ﻢ إن إﻧﻬ ﺎء اﻟﺤﻴ ﺎة ﺑﻐﻴ ﺮ ﺣ ﻖ وﻟ ﻮ آﺎﻧ ﺖ ﺑ ﺄدﻧﻰ ﻣﺴ ﺘﻮى أو‬ ‫آﺎﻧ ﺖ ﺑﻤﻘ ﺪار ﻧﻔ ﺲ واﺣ ﺪ ﺟﻨﺎﻳ ﺔ ﺗﻘﺘﻀ ﻲ اﻟﻘﺼ ﺎص وﺗﻮﺟ ﺐ‬ ‫ََ‬ ‫ﻏﻀﺐ اﷲ ، ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﻟﻨﻮوي :) وﻟﻮ ﻗﺘ ﻞ ﻣﺮﻳﻀ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻨ ﺰع‬ ‫ً‬ ‫وﻋﻴﺸﻪ ﻋﻴﺶ ﻣﺬﺑﻮح وﺟﺐ اﻟﻘﺼﺎص ()3(‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( ﺳﻮرة ﺁل ﻋﻤﺮان اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 651‬ ‫)2( رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ 6201‬ ‫)3( اﻟﻤﻨﻬﺎج ﻟﻠﻨﻮوي‬ ‫)72(‬
  • 28. ‫وﻟﻘﺪ رأى اﻹﻣﺎم اﻟﻘﺮاﻓﻲ ﻣﻨﻊ ﻗﺘ ﻞ اﻟﺤﻴ ﻮان ﺑ ﺪﻋﻮى اﻟﺮﺣﻤ ﺔ ﺛ ﻢ‬ ‫ﻧﻘﻞ ﻋﻦ اﻟﻔﻘﻬﺎء إﺟﻤﺎﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟﺒﺘ ﺔ وﻟ ﻮ‬ ‫اﺷﺘﺪ أﻟﻤﻪ ﻓﻘﺎل :) اﻟﺤﻴﻮان اﻟﺬي ﻻ ﻳﺆآﻞ إذا وﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻤ ﺮض‬ ‫ﻟﺤ ﺪ ﻻ ﻳﺮﺟ ﻰ ، ه ﻞ ﻳ ﺬﺑﺢ ﺗﺴ ﻬﻴﻼ ﻋﻠﻴ ﻪ وإراﺣ ﺔ ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ أﻟ ﻢ‬ ‫ً‬ ‫اﻟﻮﺟ ﻊ؟ اﻟ ﺬي رأﻳﺘ ﻪ اﻟﻤﻨ ﻊ إﻻ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣﻤ ﺎ ﻳ ﺬآﻰ ﻷﺧ ﺬ ﺟﻠ ﺪﻩ‬ ‫آﺎﻟﺴ ﺒﺎع ، وأﺟﻤ ﻊ اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ ﺣ ﻖ اﻵدﻣ ﻲ وإن‬ ‫اﺷﺘﺪ أﻟﻤﻪ ( )1(‬ ‫وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﺎت ﻧﺪوة ﺣﻘﻮق اﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺣﺮﻣ ﺔ اﻟﻘﺘ ﻞ‬ ‫اﻟﺮﺣﻴﻢ ﻓﻘ ﺪ ﻧﺼ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳﻠ ﻲ :) وﺗﺆآ ﺪ اﻟﻨ ﺪوة ﻣ ﻦ ﺟﺪﻳ ﺪ أن‬ ‫ﻣﻮﺿ ﻮع ﻗﺘ ﻞ اﻟﺮﺣﻤ ﺔ ﻣﻨ ﺎف ﻟﻺﺳ ﻼم ﻣﻬﻤ ﺎ ﺗﻐﻴ ﺮت أﺳ ﻤﺎؤﻩ‬ ‫)اﻟﻤﻮت ﺑﻜﺮاﻣ ﺔ ﻣ ﺜﻼ( أو ﺗﺸ ﻜﻠﺖ ﻣ ﻦ ﺗ ﺪﺧﻞ ﻃﺒ ﻲ ﻣﺒﺎﺷ ﺮ ، أو‬ ‫ً‬ ‫ﺗﻬﻴﺌﺔ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﻴﻘﺘﻞ اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻧﻔﺴ ﻪ وﻳﺴ ﺘﻮي ﻓ ﻲ‬ ‫ذﻟ ﻚ اﻟﺘ ﺪﺧﻞ اﻹﻳﺠ ﺎﺑﻲ أو اﻟﺘ ﺪﺧﻞ اﻟﺴ ﻠﺒﻲ ﺑﺤﺠ ﺐ اﻟﻌ ﻼج ﻋ ﻦ‬ ‫اﻟﻤ ﺮﻳﺾ إن آ ﺎن ذﻟ ﻚ ﺑﻨﻴ ﺔ ﻗﺘﻠ ﻪ ﺣﺘ ﻰ وﻟ ﻮ ﻃﻠ ﺐ اﻟﻤ ﺮﻳﺾ أو‬ ‫أهﻠﻪ ذﻟﻚ . ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻼج اﻟﻤﻘﻄﻮع ﺑﻌ ﺪم ﺟ ﺪواﻩ ﻟ ﻴﺲ واﺟﺒ ﺎ ،‬ ‫ً‬ ‫ﻓ ﻴﻤﻜﻦ ﺳ ﺤﺐ اﻹﺟ ﺮاءات اﻟﻌﻼﺟﻴ ﺔ أو وﻗﻔﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ أن ﺗﺒﻘ ﻰ‬ ‫ﻟﻠﻤ ﺮﻳﺾ ﺣﻘﻮﻗ ﻪ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺮي واﻟﺘﻐﺬﻳ ﺔ‬ ‫واﻟﺘﻤﺮﻳﺾ واﻟﺮاﺣﺔ ﻣﻦ اﻷﻟﻢ .)2(‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( ﺷ ﺮح ﺗﻨﻘ ﻴﺢ اﻟﻔﺼ ﻮل ص854، ﺣﺮﻣ ﺔ اﻟﺤﻴ ﺎة اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺸ ﻴﺦ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﺪر اﻟ ﺪﻳﻦ‬ ‫ﻧﺪوة اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ص702‬ ‫)2( ﻧﺪوة ﺣﻘﻮق اﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ص 7821‬ ‫)82(‬
  • 29. ‫ﻋﺎﺷﺮا : ﺑﻨﻮك اﻟﺤﻠﻴﺐ‬ ‫ً‬ ‫ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ ﻗﻴ ﺎم ﻣﺆﺳﺴ ﺎت ﺑﺘﺠﻤﻴ ﻊ ﻟ ﺒﻦ اﻷﻣﻬ ﺎت وﺗﻌﻘﻴﻤﻬ ﺎ‬ ‫وﺣﻔﻈﻬﺎ ﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﺬﻳﺔ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺨﺪج .‬ ‫واﻟﺬي ﻳﺤﺪث أﻧ ﻪ ﻳﺴ ﺘﻌﻤﻞ ﺧﻠ ﻴﻂ ﻣ ﻦ ﺣﻠﻴ ﺐ ﻋﺸ ﺮات اﻷﻣﻬ ﺎت‬ ‫ﺑﻞ ﻣﺌﺎت ، وﻋﻠﻴﻪ ﻳﺘﻐﺬى ﻏﻴﺮ ﻣﻮاﻟﻴﺪهﻦ ﻋﺸﺮات ﺑﻞ ﻣﺌ ﺎت ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﻮاﻟﻴ ﺪ اﻟﺨ ﺪج ذآﺮاﻧ ﺎ وإﻧﺎﺛ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻏﻴ ﺮ ﻣﻌﺮﻓ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺎل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واﻻﺳﺘﻘﺒﺎل .)1(‬ ‫واﻟﺮﺿ ﺎع ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺮع ه ﻮ اﺳ ﻢ ﻟﻮﺻ ﻮل ﻟ ﺒﻦ اﻣ ﺮأة ﻓ ﻲ ﺟ ﻮف‬ ‫ﻃﻔ ﻞ ، أو آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳﺼ ﻞ إﻟ ﻰ ﺟ ﻮف اﻟﺼ ﺒﻲ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ ﺣﻠﻘ ﻪ‬ ‫واﻷﺻ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﺸ ﺮوﻋﻴﺘﻪ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ :" واﻟﻮاﻟ ﺪات ﻳﺮﺿ ﻌﻦ‬ ‫أوﻻده ﻦ ﺣ ﻮﻟﻴﻦ آ ﺎﻣﻠﻴﻦ" )2( . وﻻ ﺧ ﻼف ﺑ ﻴﻦ اﻟﻔﻘﻬ ﺎء ﻓ ﻲ‬ ‫وﺟ ﻮب إرﺿ ﺎع اﻟﻄﻔ ﻞ ﻣ ﺎدام ﻓ ﻲ ﺣﺎﺟ ﺔ إﻟﻴ ﻪ وﻓ ﻲ ﺳ ﻦ‬ ‫اﻟﺮﺿﺎع)3( .‬ ‫ﻣﻮﻗﻒ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﻮك اﻟﺤﻠﻴﺐ :‬ ‫ﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء )4(ﺟ ﻮاز ﺑﻨ ﻮك اﻟﺤﻠﻴ ﺐ ودﻟ ﻴﻠﻬﻢ ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ‬ ‫أن اﻟﺸﺎرع ﺟﻌﻞ أﺳﺎس اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ هﻮ اﻷﻣﻮﻣﺔ اﻟﻤﺮﺿﻌﺔ آﻤﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت ﻣ ﻦ اﻟﻨﺴ ﺎء :" وأﻣﻬ ﺎﺗﻜﻢ اﻟﻼﺗ ﻲ‬ ‫أرﺿ ﻌﻨﻜﻢ وأﺧ ﻮاﺗﻜﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺿ ﺎﻋﺔ" )5( وه ﺬﻩ اﻷﻣﻮﻣ ﺔ اﻟﺘ ﻲ‬ ‫ﺻ ﺮح ﺑﻬ ﺎ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻻ ﺗﺘﻜ ﻮن ﻣ ﻦ ﻣﺠ ﺮد أﺧ ﺬ اﻟﻠ ﺒﻦ ﺑ ﻞ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻻﻣﺘﺼﺎص واﻻﻟﺘﺼﺎق اﻟﺬي ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻴﻪ ﺣﻨ ﺎن اﻷﻣﻮﻣ ﺔ وﺗﻌﻠ ﻖ‬ ‫اﻟـﺒـﻨـﻮة ، آﻤﺎ أن اﻟﺸـﻚ ﻓﻲ أﻣـﻮر اﻟـﺮﺿﺎع ﻻ ﻳـﺘـﺮﺗﺐ ﻋـﻠﻴﻪ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)1( ﺑﻨﻮك اﻟﺤﻠﻴﺐ د/ ﻣﺎهﺮ ﺣﺘﺤﻮت ﻧﺪوة اﻟﻐﻨﺠﺎب ص 53‬ ‫)2( ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 332‬ ‫)3( اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ج2 ص576، اﻟﻤﻐﻨﻲ ج7 ص726‬ ‫)4( د/ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﺮﺿﺎوي وﻣﻦ واﻓﻘﻪ أﺧﺬا ﻣﻦ ﻣﺬهﺐ اﺑﻦ ﺣﺰم واﻟﻠﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ وإﺣﺪى‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺮواﻳﺘﻴﻦ ﻋﻦ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ‬ ‫)5( ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء اﻵﻳﺔ رﻗﻢ 32‬ ‫)92(‬