SlideShare a Scribd company logo
‫التقوي‬
‫معنى التقوى‬

            ‫• المعنى اللغوى : قال فى المصباح : وقاه ال السوء وقاية . وقاه : حفظه‬
 ‫المعنى الشرعى : اختلفت تعبيرات العلماء فى تعريف التقوى مع أن الجميع يدور‬                                    ‫•‬
   ‫حول مفهوم واحد وهو أن يأخذ العبد وقايته من سخط ال عز وجل وعذابه ،‬
                                                  ‫وذلك بامتثال المأمور واجتناب المحظور‬
                                                               ‫قال الحافظ ابن رجب رحمه ال :‬                  ‫•‬
                 ‫وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه‬                          ‫•‬
‫فتقوى العبد لربه أن: يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه‬                                            ‫•‬
‫وعقابه وقاية تقيه من ذلك وهو: فعل طاعته واجتناب معاصيه وتاره . تضاف‬
                                                                    ‫التقوى إلى اسم ال عز وجل‬
                 ‫كقوله تعالى :[ َاّ ُواْ ا ّ اّ ِ َ َِيْ ِ ُحْ َ ُو َ [.... ) المائدة : 69 (‬
                                              ‫و تق ل لذي إل ه ت شر ن‬                                         ‫•‬
   ‫[ َا َّ َا اّ ِي َ آ َ ُوا اّ ُوا ا َ َلْ َن ُرْ َفْ ٌ ّا َ ّ َتْ ِ َ ٍ َاّ ُوا ا َ ِ ّ ا َ َ ِي ٌ ِ َا‬
    ‫ّ إن ّ خب ر بم‬
               ‫ل‬       ‫ّ و ت ظ ن س م قدم لغد و تق ل‬                  ‫ي أيه لذ ن من تق ل‬                      ‫•‬
                                                                     ‫َعْ َ ُو َ[..... )الحشر : 81(‬
                                                                                                 ‫ت مل ن‬
‫تابع / معني التقوي‬
  ‫فإذا اضيفت التقوى إليه سبحانه وتعالى فالمعنى اتقوا سخطه وغضبه وهو‬
                     ‫أعظم ما يتقى وعن ذلك ينشأ عقابة الدنيوى والخروى ،‬
                                     ‫قال تعالى : ] َ ُ َ ّ ُ ُ ُ ا ّ َ ْ َ ُ ]) آل عمران : 82 (‬
                                                        ‫ويحذركم ل نفسه‬
 ‫• وقال تعالى [ ُ َ َهْ ُ ال ّقْ َى ََهْ ُ الْ َغْ ِ َ ِ ] ) المدثر : 65 ( فهو سبحانه أهل‬
                                         ‫هو أ ل ت و وأ ل م فرة‬
   ‫ان يخشى ويهاب ويجل ويعظم فى صدور عباده ، حتى يعبدوه ويطيعوه ،‬
‫لما يستحقه من الجلل والكرام ، وصفات الكبرياء والعظمة وقوة البطش .‬
                                                             ‫• وقال ابن القيم رحمه ال :‬
                                                                                   ‫وأما التقوى‬
  ‫فحقيقتها العمل بطاعة ال إيمان ً واحتسابا ، أمرً ونهي ً ، فيفعل ما أمر ال به‬
                          ‫ا‬      ‫ا‬                    ‫ا‬
‫إيمان ً بالمر وتصديق ً بوعده ، ويترك ما نهى ال عنه إيمان ً بالنهى وخوفا من‬
                    ‫ا‬                                            ‫ا‬                     ‫ا‬
                                                                                      ‫وعيده‬
 ‫• كما قال طلق بن حبيب : ” إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى . قالوا : وما التقوى ؟‬
‫قال : أن تعمل بطاعة ال على نور من ال ترجو ثواب ال ، وأن تترك معصية ال على‬
                                                         ‫نور من ال تخاف عقاب ال ” .‬
  ‫فقوله : ) على نور من ال ( إشارة إلى الصل الول وهو مصدر العمل والسبب الباعث‬
‫عليه . وقوله ) ترجو ثواب ال ( إشارة إلى الصل الثانى وهو الحتساب ، وهو الغاية‬
                                                      ‫التى لجلها توقع العمل ويقصد به‬
‫تابع / معني التقوي‬
                                  ‫وقال العلمة نعمان بن محمود اللوسى رحمه ال :‬
           ‫وفى تحفة الخوان : التقوى إمتثال الوامر واجتناب النواهى ولها ثلث مراتب :‬
            ‫• الولى : التوقِى من العذاب المخلد بالتبرى من الشرك وعليه قوله تعالى‬
                                            ‫] ََلْ َ َ ُمْ َ ِ َ َ ال ّقْ َى ]: ) الفتح : 62 (‬
                                                                 ‫وأ زمه كلمة ت و‬

             ‫• والثانية : التجنب عن كل ما يؤثم من فعل أو ترك حتى الصغائر عند قوم ،‬
  ‫• وهو المتعارف بالتقوى فى الشرع وهو المعنى بقوله تعالى : [ ََوْ َ ّ َه َ الْ ُ َى‬
    ‫ول أن أ ْل قر‬
  ‫آ َ ُواْ َاّ َواْ ] )العراف : 69 ( . وعلى هذاقول عمر بن عبد العزيز رضى ال تعالى عنه‬
                                                                         ‫من و تق‬
‫• التقوى ترك ما حرم ال وأداء ما افترض ال ، فما رزق ال بعد ذلك فهو خير إلى خير‬

‫والثالثة : أن يتنزه عما يشتغل سره عن ال تعالى ، وهذه هى التقوى •‬
  ‫الحقيقية المطلوبة بقوله تعالي ] َا َّ َا اّ ِي َ آ َ ُواْ اّ ُواْ ا ّ َ ّ ُ َاِ ِ [ آل‬
       ‫ي أيه لذ ن من تق ل حق تق ته‬
                                                                              ‫عمران 201‬
                              ‫وقال ابن عمر : ال ترى نفسك خيرً من أحد . )1( •‬
                                                         ‫ا‬
            ‫فل تحقرن شيئً من الخير أن تفعله ول شيئً من الشر أن تتقي‬
                                 ‫ا‬                              ‫ا‬
         ‫-----------------------------------------------------------------------‬
                                                              ‫)1( غالية المواعظ ومصباح المتعظ وقبس الواعظ ) 2 / 84 ( دار المعرفه .‬
 ‫وقول ابن عمر رضى ال عنهما يشير إلي نوع من التقوى وليست التقوى الكامله ، وأصح من ذلك أن يقال هو نوع من الزهد ، وهو الزهد فى‬
                                                                                   ‫النفس ، والزهد فى النفس أقصى غاية الزهد .‬
‫تابع / معني التقوي‬
       ‫• وقال ميمون بن مهران : المتقى أشد محاسبة لنفسه من الشريك‬
                                            ‫الشحيح لشريكه‬

‫) أل عمران : 201 (‬   ‫• وقال بن مسعود فى قوله تعالى : [ اّ ُواْ ا ّ َ ّ ُ َاِ ِ ] .....‬
                             ‫تق ل حق تق ته‬
      ‫. )1(‬   ‫• قال : أن يطاع فل يعصى ، ويذكر فل ينسى ، ويشكر فل يكفر‬
                                                                                              ‫• قال ابن رجب رحمه ال :‬
  ‫• وشكره يدخل فيه جميع فعل الطاعات ومعنى ذكره فل ينسى : ذكر‬
         ‫العبد بقلبه لوامر ال فى حركاته وسكناته وكلماته فيتمثلها ،‬
     ‫ولنواهيه فى ذلك كله فيجتنبها ، وقد يغلب استعمال التقوى على‬
                                                       ‫اجتناب المحرمات ،‬
                               ‫كما قال أبو هريره وسئل عن التقوى فقال :‬       ‫•‬
‫• هل أخذت طريقً ذا شوك ؟ قال : نعم ، قال : فكيف صنعت ؟ قال : إذا‬
                                                          ‫ا‬
    ‫رايت الشوك عزلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه : قال ذاك التقوى .‬
              ‫--------------------------------------------------------------‬
                    ‫رواه الحاكم ) 2 / 492 ( التفسير ، دون قوله : " وأن يشكر فل يكفر " وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبى .‬   ‫)1(‬   ‫•‬
‫تابع / معني التقوي‬
    ‫• وقيل : هى الخوف من الجليل ، والرضا بالتنزيل ،‬
                           ‫والستعداد ليوم الرحيل .‬
‫• وقيل : هى أن ل يراك ال حيث نهاك ، ول يفقدك حيث‬
                                              ‫أمرك.‬

                                           ‫هى علم القلب بقرب الرب‬                                           ‫• وقيل :‬


  ‫• نسأل ال أن يهدينا سواء السبيل ، وأن يغفر لنا ما‬
      ‫بدا من تقصير ، وأن يدخلنا برحمته فى شفاعة‬
 ‫البشير النذير فقد بان بما ذكرنا عن التقوى فقرنا من‬
    ‫أقسامها ومعانيها وإفلسنا من أعلمها ومبانيها.‬
       ‫___________________________________‬
   ‫)1( رواه الحاكم ) 2 / 492 ( التفسير ، دون قوله : " وأن يشكر فل يكفر " وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبى .‬   ‫•‬
‫شرف التقوى وأهميته‬
                           ‫1-التقوى وصية ال عز وجل للولين والخرين‬                                                       ‫•‬
‫كت ب م ق لك وإي ك أن‬
‫قال ال تعالى :[ ََ َدْ َ ّيْ َا اّ ِي َ ُو ُواْ الْ ِ َا َ ِن َبْ ِ ُمْ َِّا ُمْ َ ِ‬
                                        ‫و لق وص ن لذ ن أ ت‬                                                              ‫•‬
                                                ‫اّ ُو ْ ا ّ ] ...... ) النساء: 131(‬
                                                                           ‫تق ا ل‬
‫فلما أوصى بهذه الخصله الواحده ، وجمع الولين والخرين من عباده فى ذلك‬                                                     ‫•‬
‫واقتصر عليها ، علمت أنها الغاية التى ل متجاوز عنها ، ول مقصود دونها ، وأنه‬
   ‫عز وجل قد جمع كل نصح ودللة وإرشاد وتنبيه وتأديب وتعليم وتهذيب فى‬
     ‫هذه الخصلة التى هى التقوى هى الجامعة لخيرى الدنيا والخرة الكافية‬
                                    ‫لجميع المهمات المبلغة إلى أعلى الدرجات .‬

                    ‫2-التقوى وصية النبى صلى ال علية وسلم لمته‬                                                           ‫•‬
   ‫عن العرباض بن سارية قال : ) صلى بنا رسوله ال صلى ال علية وسلم‬                                                        ‫•‬
‫الصبح فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل‬
 ‫: يا رسول ال كأنها موعظة مودع فاوصنا فقال : اوصيكم بتقوى ال والسمع‬
 ‫والطاعة وإن كان عبدا حبشيً ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلفا كثيرً ،‬
   ‫ا‬                                         ‫ا‬
  ‫فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ،‬
                         ‫وإياكم ومحدثات المور ، فإن كل بدعة ضلله ( .)1(‬

                 ‫-----------------------------------------------------------------------‬                                ‫•‬
                     ‫1( )رواه أحمد )4 / 621 - 721( ، وأبو داود )3854( السنه، والترمذى )6762( العلم ، وابن ماجه )43( ،‬
 ‫والدرامى )1 / 44 - 45( المقدمه ، والبغوى )1 / 502 ( شرح السنه وقال الترمذى : هذا حسن صحيح ، وصححه اللبانى .‬            ‫•‬
‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬
                        ‫قوله صلى ال عليه وسلم: " أوصيكم بتقوى ال والسمع والطاعة ".‬                                                      ‫•‬
                                                           ‫قال ابن رجب رحمه ال :‬                                                        ‫•‬
                                      ‫فهاتان الكلمتان تجمعان سعادة الدنيا والخرة ،‬                                                      ‫•‬
       ‫أما التقوى فهى كافلة سعادة الدنيا والخرة لمن تمسك بها ، وهى وصية ال للولين‬                                                       ‫•‬
                                                                          ‫والخرين ،‬

‫وأما السمع والطاعة لولة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا ، وبها تنظم مصالح العباد فى‬                                                    ‫•‬
                           ‫معاشهم ، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم ".)2(‬

‫وعن أبى ذر جندب بن جنادة وابى عبد الرحمن معاذ بن جبل رضى ال عنهما عن رسول ال‬                                                            ‫•‬
‫صلى ال علية وسلم :) اتق ال حيث ما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق‬
                                                          ‫الناس بخلق حسن ( )3(‬
‫وقوله صلى ال عليه وسلم :"حيثما كنت" أى : فى السر والعلنية ، حيث يراه الناس وحيث‬                                                         ‫•‬
                                                                             ‫ل يرونه.‬
‫.وكان دعاء النبى صلى ال عليه وسلم :) اللهم أت نفسى تقواها ، وزكها أنت خير من‬                                                            ‫•‬
                                                   ‫زكاها ، أنت وليها ومولها ( .2()‬
     ‫-------------------------------------------------------------------------------‬                                                    ‫•‬
                             ‫)2( رواه مسلم ) 71 / 14 ( بزياده فى أوله وأخره ، وأحمد ) 4 / 173 ( ، ) 6 / 902 ( بلفظ رب أعط نفسى تقواها‬   ‫•‬
                                                                                                                                        ‫•‬
                                                                                             ‫)2( جامع العلوم والحكم ) 742( باختصار .‬
                       ‫)3( رواه الترمذى )8 / 551( البر، وقال : هذا حسن صحيح ، وأحمد )5 / 851( وحسنه اللبانى )8161( صحيح الترمذى .‬       ‫•‬
                           ‫)2( رواه مسلم ) 71 / 14 ( بزياده فى أوله وأخره ، وأحمد ) 4 / 173 ( ، ) 6 / 902 ( بلفظ رب أعط نفسى تقواها .‬   ‫•‬

                                                                                                                                        ‫•‬
‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬
  ‫3-التقوى هى وصية جميع الرسل الكرام عليهم الصلة‬                                             ‫•‬
                                         ‫والسلم‬
‫قال تعالى :[ َ َّتْ َوْ ُ ُو ٍ الْ ُرْ َ ِي َ )501( ِذْ َا َ َ ُمْ َ ُو ُمْ ُو ٌ َ َ‬
‫إ ق ل له أخ ه ن ح أ ل‬                    ‫كذب ق م ن ح م سل ن‬                                      ‫•‬
                                      ‫َ ّ ُون َ ]… ) الشعراء : 501 – 601 (‬            ‫ت تق‬
   ‫ِ ق ل له أخ ه ه د أ ل‬                    ‫قال تعالى :[ كذب ع د م سل ن‬
   ‫َ َّتْ َا ٌ الْ ُرْ َ ِي َ )321( إذْ َا َ َ ُمْ َ ُو ُمْ ُو ٌ َ َ‬                             ‫•‬
                                     ‫َ ّ ُو َ ] …… ) الشعراء : 321 - 421(‬           ‫تتق ن‬
‫وقال تعالى :[ َ َّتْ َ ُو ُ الْ ُرْ َ ِي َ )141( ِذْ َا َ َ ُمْ َ ُو ُمْ َاِ ٌ َ َ‬
‫إ ق ل له أخ ه ص ل ح أ ل‬                    ‫كذب ثم د م سل ن‬                                       ‫•‬
                                     ‫َ ّ ُو َ ] …… ) الشعراء : 141 - 241 (‬          ‫ت تق ن‬
‫وقال تعالى : [ َ َّتْ َوْ ُ ُو ٍ الْ ُرْ َ ِي َ )061( ِذْ َا َ َ ُمْ َ ُو ُم ُو ٌ‬
‫إ ق ل له أخ ه ْ ل ط‬                   ‫كذب ق م ل ط م سل ن‬                                         ‫•‬
                            ‫َ َ َ ّ ُو َ ] ....… ) الشعراء : 061 - 161 (‬        ‫أل ت تق ن‬
  ‫وقال تعالى : [ َِذْ َا َى َّ َ ُو َى َ ِ ائْت الْ َوْ َ ال ّاِ ِي َ )01( َوْ َ‬
  ‫ق م‬          ‫وإ ن د ربك م س أن ِ ق م ظ لم ن‬                                                    ‫•‬
                        ‫ِرْ َوْ َ َ َ َ ّ ُو َ ] …….. ) الشعراء : 01 - 11 (‬
                                                                         ‫ف ع ن أ ل ي تق ن‬
   ‫ول شك ان الرسل هم أزكى البشر وانصح الناس لهم ،‬                                                ‫•‬
‫فلو علموا أن هناك خصلة للناس انفع لهم من التقوى لما‬
             ‫عدلوا عنها ، فلما اجمعوا عليها بان خطرها وعظم‬
                                                                    ‫موقعها وشرفها‬
     ‫نسأل ال أن يجعلنا من أهلها العاملين بها والمتعاونين‬                                         ‫•‬
                                                                                 ‫عليها.‬
‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬
  ‫4-التقوى وصية السلف الصلح رضى ال عنهم‬                                         ‫•‬
        ‫قال الحافظ ابن رجب رحمه ال : ولم يزل السلف الصالحون يتواصون بها‬             ‫2.‬

‫ولما حضرابو بكر الوفاة وعهد إلى عمر دعاه فوصاه بوصيته ، وأول ما قاله له : اتق‬       ‫4.‬
                                                                ‫ال يا عمر .‬

   ‫وكتب عمر إلى ابنه عبد ال : أما بعد ، فإنى اوصيك بتقوى ال عز وجل ، فإنه‬           ‫6.‬
    ‫من اتقاه وقاه ، ومن أقرضه جزاه ، ومن شكره زاده ، واجعل التقوى نصب‬
                                                     ‫عينيك ، وجلء قلبك .‬

  ‫وكتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل : أوصيك بتقوى ال عز وجل ، والتى ل يقبل‬             ‫8.‬
      ‫غيرها ، ول يرحم إل أهلها ، ول يثاب إل عليها ، فإن الواعظين بها كثير ،‬
                          ‫والعاملين بها قليل ، جعلنا ال وإياك من المتقين .‬

   ‫ولما ولى خطب فحمد ال وأثنى عليه وقال : أوصيكم بتقوى ال عز وجل ،‬              ‫01.‬
      ‫فإن تقوى ال عز وجل خلف من كل شئ ، وليس من تقوى ال خلف.‬

                                               ‫وقال رجل ليونس بن عبيد :‬          ‫21.‬
‫أوصنى ، فقال : أوصيك بتقوى ال والحسان ، فإن ال مع الذين اتقوا والذين‬            ‫31.‬
                                                         ‫هم محسنون.‬
                                                                                    ‫•‬
‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬
              ‫4- تابع :التقوى وصية السلف الصلح رضى ال عنهم‬

‫• وكتب رجل من السلف إلى أخ له : أوصيك بتقوى ال فإنها من أكرم ما‬
‫أسررت ، وأزين ما أظهرت ، وأفضل ما ادخرت أعاننا ال وإياك عليها‬
                                          ‫وأوجب لنا ولك ثوابها.‬

  ‫• وقال شعبه : كنت إذا أردت الخروج قلت للحكم : ألـك حاجة فقال :‬
   ‫أوصيك بما أوصى به النبى صلى ال عليه وسلم معاذ بن جبل :‬
‫• ) اتق ال حيث ما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق‬
                                                         ‫حسن ()1(‬


 ‫• وقال ابن القيم رحمه ال : ودع ابن عون رج ً فقال : عليك بتقوى ال‬
                      ‫ل‬
                              ‫فإن المتقى ليست عليه وحشه .‬

 ‫• وقال زيد بن أسد : كان يقال : من اتقى ال أحبه الناس وإن كرهوا .‬

   ‫• وقال الثورى لبن أبى ذئب : إن اتقيت ال كفاك الناس ، وإن اتقيت‬
                                   ‫الناس لن يغنوا عنك من ال شيئ ً . )2(‬
                                           ‫ا‬
               ‫• ---------------------------------------------------------------‬
                 ‫--1( )، )2( باختصار من جامع العلوم والحكم ) 051 – 151 ( والحديث تقدم تخريجه صفحة .‬
‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬



              ‫5-التقوى أجمل لباس يتزين به العبد‬                                    ‫•‬
    ‫قال ال تعالى : [ َا َ ِي آ َ َ َدْ َن َلْ َا َ َيْ ُمْ ِ َا ًا ُ َا ِي َوْ َاِ ُم َ ِي ًا‬
     ‫دم ق أ ز ن عل ك لب س يو ر س ء تك ْ ور ش‬                          ‫ي بن‬                      ‫•‬
                                     ‫َِ َا ُ ال ّقْ َ َ َِ َ َيْ ٌ ] ....... ) العراف : 62 (‬
                                                                        ‫ولب س ت وى ذلك خ ر‬
‫فبعد ان تمنن ال عز وجل على عبادة بما جعل لهم من اللباس والريش .‬                                 ‫•‬
‫واللباس ما يستر به العورات ، والريش والرياش ما يتجمل به – فالول من‬                              ‫•‬
‫الضروريات والثانى من الزيادات التكميليات – دلهم على أفضل لباس وهو‬
       ‫ما يوارى عورات الظاهر والباطن ويتجمل به ، وهو لباس التقوى .‬

                            ‫وقال ابن عباس : ) لباس لتقوى ( هم العمل الصالح.‬                     ‫•‬

                                           ‫وعنه أيضا : السمت الحسن فى الوجه .‬                   ‫•‬
                                            ‫وقيل : ما علمه ال عز وجل وهدى به .‬                  ‫•‬
‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬


            ‫6-التقوى هى أفضل زاد يتزود به العبد‬                                          ‫•‬
    ‫قال ال عز وجل : [ ََ َ ّ ُواْ َِ ّ َيْ َ ال ّا ِ ال ّقْ َى َاّ ُو ِ َا ُوِْي ا َل َا ِ.‬
     ‫ل ْب ب‬     ‫وتزود فإن خ ر ز د ت و و تق ن ي أ ل‬                                                    ‫•‬
                                                                              ‫) البقرة : 791(‬

                                                         ‫قال ابن كثير رحمة ال :‬                       ‫•‬
  ‫وقوله : " َِ ّ َيْ َ ال ّا ِ ال ّقْ َى " لما أمرهم بالزاد للسفر فى الدنيا ،‬
                                                    ‫فإن خ ر ز د ت و‬                                   ‫•‬
             ‫أرشدهم إلى زاد الخرة ، وهو استصحاب التقوى إليها ،‬
                       ‫كما قال تعال : " َ ِي ًا َِ َا ُ ال ّقْ َ َ َِ َ خيْ ٌ "‬
                         ‫ور ش ولب س ت وى ذلك َ ر‬                                                      ‫•‬
  ‫لما ذكر اللباس الحسى ، نبه مرشدً إلى اللباس المعنوى ، وهو‬
                                   ‫ا‬                                                                  ‫•‬
           ‫الخشوع والطاعة والتقوى ، وذكر أنه خير من هذا وأنفع ،‬

‫قال عطاء الخرسانى فى قوله :" َِ ّ َيْ َ ال ّا ِ ال ّقْ َى " يعنى زاد الخرة.‬
                   ‫فإن خ ر ز د ت و‬                                                                    ‫•‬
                                                                       ‫)1(‬
                           ‫------------------------------------------------------------------------‬   ‫•‬
                                         ‫)1( تفسير القرآن الكريم ) 1 / 932 ( دار المعرفه .‬
‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬

   ‫7-أهل التقوى هم أولياء ال عز وجل وهم اكرم الناس‬                                                            ‫•‬
 ‫قال تعالى :[ َل ِ ّ َوِْ َاء ا ّ َ َوْ ٌ َ َيْ ِمْ َ َ همْ َحْ َ ُو َ )26( اّ ِي َ آ َ ُواْ‬
    ‫لذ ن من‬             ‫أ إ ن أ ل ي ل ل خ ف ع ل ه و ل ُ ي زن ن‬                                                    ‫•‬
                                                   ‫َ َا ُواْ َ ّ ُو َ ] ....... ) يونس : 26 – 36 (‬
                                                                                      ‫وك ن يتق ن‬
‫وقال تعالى : [ َ َا ُ ًى َاّ ِي َ َ َ ُوا ِآَا ِ َّ ِمْ َ ُمْ َ َا ٌ ّن ّج ٍ َِي ٌ ] …..‬
          ‫هذ هد و لذ ن كفر ب ي ت ربه له عذ ب م ر ْز أل م‬                                                          ‫•‬
                                                                                 ‫) الجاثية : 91 (‬
         ‫وقال عز وجل مبينا أنه ل يستحق الولية إل أهل هذه المنزلة العالية والرتبة‬                                  ‫•‬
                                                                                         ‫السامية‬
    ‫فقال عز وجل :[ ِن َوِْ َآ ُ ُ ِ ّ الْ ُ ّ ُو َ ََـ ِ ّ َكْ َ َ ُمْ َ َعْ َ ُو َ ]…) النفال :‬
                      ‫إ ْ أ لي ؤه إل متق ن ول كن أ ثره ل ي لم ن‬                                                   ‫•‬
                                                                                             ‫43(‬
         ‫وجعل ال عز وجل التقوى هى الميزان الحق الذى يوزن به الناس ، ل ميزان‬                                       ‫•‬
                                                        ‫الحسب والنسب والمال والشهرة ،‬
               ‫فقال عز وجل :[ ِ ّ َكْ َ َ ُمْ ِن َ ا ِ َتْ َا ُمْ ] …. ) الحجرات : 31(‬
                                            ‫إ ن أ رم ك ع د ّ أ ق ك‬
                                                     ‫ل‬                                                            ‫•‬
                                                                                                                  ‫•‬
                 ‫وهذا الميزان كذلك هو ميزان النبى صلى ال علية وسلم .‬                                              ‫•‬
   ‫عن أبى هريره رضى ال عنه قال : سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم من‬                                                  ‫•‬
                              ‫أكرم الناس؟ قال ) اتقاهم ل ....(1() ،‬

      ‫قال الشنقيطى رحمه ال : إن الفضل والكرم إنما هو بتقوى ال ل بغيره من‬                                          ‫•‬
                                                               ‫النتساب إلى القبائل‬
             ‫-------------------------------------------------------------------------‬                            ‫•‬
                                                                                                                  ‫•‬
                                                                  ‫1( )رواه البخارى ) 6 / 714 ( أحاديث النبياء .‬
‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬



  ‫8- ولشرف التقوى أمر ال عز وجل المسلمين بالتعاون عليها‬                                                 ‫•‬
              ‫ونهاهم عن التعاون على ما يخالفها‬
‫قال تعالى :[ ََ َا َ ُواْ َ َى الْب ّ َال ّقْ َى َ َ َ َا َ ُواْ َ َى ا ِثْ ِ َال ُد َا ِ ] ……‬
     ‫ل م و ْع ْ و ن‬       ‫ر و ت و و ل ت ع ون ع ل‬                 ‫وت ع و ن ع ل‬                               ‫•‬
                                                                                ‫) المائدة : 2 (‬

‫قال الماوردى : ندب ال سبحانه إلى التعاون بالبر وقرنه بالتقوى ل ، لن فى‬                                      ‫•‬
 ‫التقوى رضا ال تعالى ، وفى البر رضا الناس ، ومن جمع بين رضا ال تعالى‬
                              ‫ورضا الناس فقد تمت سعادته وعمت نعمته.‬

                                                         ‫وقال ابن القيم رحمة ال:‬                            ‫•‬
 ‫وقد اشتملت هذه الية على جميع مصالح العباد فى معاشهم ومعادهم فيما‬                                           ‫•‬
   ‫بينهم بعضهم بعضا وفيما بينهم وبين ربهم ، فإن كل عبد ل ينفك عن هاتين‬
  ‫الحالتين ، وهذين الواجبين : واجب بينه وبين ال ، وواجب بينه وبين الخلق ،‬
  ‫فأما ما بينه وبين الخلق من المعاشرة والمعاونة والصحبة فالواجب عليه فيها‬                                   ‫•‬
    ‫أن يكون اجتماعه بهم وصحبته لهم متعاونً على مرضاة ال وطاعته ، التى‬
                                       ‫ا‬
                                                          ‫هى غاية العبد وفلحه ،‬
      ‫ول سعادة له إل بها ، وهى البر والتقوى ، الذين هما جماع الدين كله. )1(‬                                 ‫•‬
                ‫---------------------------------------------------------------------‬                       ‫•‬
                                                                       ‫1( ) الرساله التبوكيه ) 21 ( .‬
‫كيف تتقى ال عز وجل؟‬

   ‫هذا باب ل يدخل فيه إل النفوس الفاضلة الشريفة البية ، التى ل‬    ‫•‬
          ‫تقنع بالدون ، ول تبيع العلى بالدنى بيع العاجز المغبون .‬
  ‫فإن قلت : كيف لى أن أصون العضاء الخمسة عن معصية ال عز‬           ‫•‬
                                  ‫وجل ؟ وكيف أقيدها بطاعة ال ؟‬
‫فان هذا لب السؤال وغاية المال والسبب الموصل إلى رحمة الكبير‬       ‫•‬
                 ‫المتعال وسوف نلخص ذلك فى خمسة أمور :‬
‫1 - محبة ال عز وجل تغلب على قلب العبد يدع لها كل محبوب ويضحى‬
                                         ‫فى سبيلها بكل مرغوب‬
    ‫2- أن تستشعر فى قلبك مراقبة ال عز وجل وتستحى منه حق‬           ‫•‬
                                                         ‫الحياء .‬
      ‫3- أن تعلم ما فى سبيل المعاصى والثام من الشرور واللم .‬      ‫•‬
                        ‫4- أن تعلم كيف تغالب هواك وتطيع مولك .‬    ‫•‬
     ‫5- أن تدرس مكائد الشيطان ومصائده ، وان تحذر من وساوسه‬        ‫•‬
                                                       ‫ودسائسه‬
                   ‫وسوف نستعرض كل نقطة بالتفصيل كما يلى :-‬        ‫•‬
‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬
                                               ‫1- محبة ال عز وجل :‬
‫قال ابن القيم رحمه ال : فالمحبة شجرة فى القلب ، عروقها الذل للمحبوب وساقها‬                                                             ‫•‬
       ‫معرفته ، وأغصانها خشيته ، وورقها الحياء منه ، وثمرتها طاعته ، ومادتها التى‬
                                                                                                  ‫تسقيها.‬
                                         ‫فمتى خل الحب عن شئ من ذلك كان ناقصً .)1(‬
                                               ‫ا‬                                                                                       ‫•‬
              ‫وفى صحيح البخاري عن أبى هريرة عن النبى صلى ال عليه وسلم :‬                                                                ‫•‬
  ‫قال : ) يقول ال عز وجل : من عادى لى ولي ً فقد أذنته بالحرب ، وما تقرب‬
                                          ‫ا‬                                                                                            ‫•‬
    ‫إلى عبدى بشئ أحب إليه مما افترضت عليه، ول يزال عبدى يتقرب إلى‬
   ‫بالنوفل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به ، وبصره الذى‬
      ‫يبصر به ، ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ، ولئن سألنى‬
   ‫لعطينه ، ولئن استعاذنى لعيذنه ، وما ترددت عن شئ أنا فاعله ترددى‬
             ‫فى قبض نفس عبدى المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته (.‬
                                                                           ‫قال ابن القيم رحمه ال :‬                                     ‫•‬
      ‫ولو لم يكن فى المحبة إل أنها تنجى محبه من عذابه ، لكان ينبغى للعبد أن ل‬                                                          ‫•‬
  ‫يتعوض عنها بشئ أبدً . وسئل بعض العلماء أين تجد فى القران إن الحبيب ل يعذب‬  ‫ا‬
                                                                           ‫حبيبه : فى قوله تعالى :‬
         ‫[ َ َاَ ِ الْ َ ُو ُ َال ّ َا َى َحْ ُ َبْ َاء ا ّ ََ ِ ّا ُ ُ ُلْ َ ِ َ ُ َ ّ ُ ُم ِ ُ ُوِ ُم )2(]‬
                ‫وق لت يه د و نص ر ن ن أ ن ل وأحب ؤه ق فلم يعذبك بذن بك‬                                                                 ‫•‬
                                                                                   ‫) المائده : 81 (‬                                    ‫•‬

‫)1( – استنشاق نسيم النس من نفحات رياض القدس ) 11 - 51 ( باختصار ، والحديث رواه البخارى ) 1 / 143 ( الرقاق ، وأبو نعيم فى الحليه‬        ‫•‬
                                                                               ‫) 1 / 4 ( ، وانظر طرق الحديث فى الصحيحة رقم ) 0461( .‬
                                                                                                        ‫)2( روضة المحبين ) 614 ( .‬     ‫•‬
‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬
                                                 ‫تابع / محبة ال عزوجل‬
                                                ‫• السباب الجالبة للمحبة :‬
                                                                                     ‫1- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه .‬                            ‫•‬
                                          ‫2- التقرب إلى ال عز وجل بالنوافل بعد الفرائض .‬                                                                  ‫•‬
                                                            ‫3- دوام ذكره بالقلب واللسان .‬                                                                 ‫•‬
                                             ‫4- إيثاره محابه على محابك عند غلبات الهوى‬                                                                    ‫•‬
                     ‫5 – مطالعة أسمائه وصفاته ، ومشاهدتها ، والتقلب فى رياض معانيها.‬                                                                      ‫•‬
       ‫6- تذكر نعمه وإحسانه وبره على العبد ، فإن القلوب جلبت على محبة من أحسن إليها‬                                                                       ‫•‬
                                                                    ‫وبغض من اساء إليها .‬                                                                  ‫•‬
                           ‫7- الخلوة به وقت النزول اللهى والذن العام ، عند قوله عز وجل :‬                                                                  ‫•‬
                                     ‫هل من سائل .. هل من تائب .. هل من مستغفر .)1(‬                                                                        ‫•‬
                              ‫8- مجالسة المحبين الصادقين ، والتقاط أطايب ثمرات كلمهم.‬                                                                     ‫•‬
                   ‫9- مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين ال من الشهوات والشبهات .‬                                                                          ‫•‬

                                                                                                                                                          ‫•‬
‫)1( حديث النزول رواه البخارى ) 31 / 464 ( التوحيد ، ومسلم ) 6 / 83 ، 93 ( والترمذى ) 31 / 03 ( الدعوات ، وأبو داود ) 1031 ( الصله . )1( استنشاق نسيم‬
 ‫النس من نفحات رياض القدس ) 11 - 51 ( باختصار ، والحديث رواه البخارى ) 1 / 143 ( الرقاق ، وأبو نعيم فى الحليه ) 1 / 4 ( ، وانظر طرق الحديث فى الصحيحة‬
                                                                                                                                            ‫رقم ) 0461( .‬
                                                                                                                             ‫)2( روضة المحبين ) 614 ( .‬    ‫•‬
                  ‫•‬     ‫. حديث النزول رواه البخارى ) 31 / 464 ( التوحيد ، ومسلم ) 6 / 83 ، 93 ( والترمذى ) 31 / 03 ( الدعوات ، وأبو داود ) 1031 ( الصله )1(‬
‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬
                                                         ‫تابع / محبة ال عزوجل‬
                                                       ‫تابع/السباب الجالبة للمحبة :‬

  ‫01- التفكر فى مصنوعاته الدالة على كماله ، فإن القلوب مفطورة على محبة الكمال ، وكان‬                                                                                          ‫•‬
                                                   ‫السلف يفضلون التفكر على عبادة البدن .‬
    ‫11- تذكر ما ورد فى الكتاب والسنة من رؤية أهل الجنة لربهم وزيارتهم له واجتماعهم يوم‬                                                                                        ‫•‬
                                                                                    ‫المزيد .‬
   ‫ول شك فى أن الشتغال بهذه السباب الجالبة للمحبة مما يشغل القلب بطاعة ال ويبعده‬                                                                                              ‫•‬
                             ‫عن المعاصى، ثم إذا كملت المحبة فإن المحب ل يعصى محبوبه‬
  ‫وإذا فتح للعبد هذا الباب الشريف ، ودخل هذا القصر المنيف ، فإنه تحبب إليه الطاعات ويجد‬                                                                                       ‫•‬
                                                                ‫فيها منتهى راحته وسعادته ،‬
‫قال النبى صلى ال عليه وسلم : ) وجعلت قرة عينى فى الصلة ( )1(، وكان يصلى حتى ترم‬                                                                                               ‫•‬
        ‫ا‬
        ‫ساقاه وتشقق قدماه فيقال له فى ذلك فيقول صلى ال عليه وسلم: ) أفل أكون عبدً‬
                                                                               ‫شكورً ( )2(‬
                                                                                     ‫ا‬
                        ‫• فمحبة ال عز وجل من أعظم أسباب التقوى ،‬
                   ‫فإن المحب يسر بخدمة محبوبه وطاعته ، ول تطاوعه نفسه على معصيته‬                                                                                              ‫•‬
      ‫كما قال بعض الصالحين : إنى ل أحسن أن أعصى ال . أى أن جوارحه ل تأتى معه فى‬                                                                                               ‫•‬
                                                                                ‫المعصية ،‬
                                                       ‫لمحبتها للطاعات ، وبغضها للمعاصى .‬                                                                                     ‫•‬
                                    ‫كما نصحت إحدى الصالحات من السلف بنيها فقالت لهم :‬                                                                                         ‫•‬
 ‫" تعودوا حب ال وطاعته فإن المتقين ألفت جوارحهم الطاعة فاستوحشت من غيرها ، فإذا‬                                                                                               ‫•‬
                    ‫أمرهم الملعون بمعصية ، مرت المعصية بهم محتشمه فهم لها منكرون ".‬
  ‫• فنسال ال الغنى الكريم أن يمن علينا بمحبته وأن يوفقـنا لسباب فضله ورحمته.‬
                                                                       ‫-----------------------------------------------------------------------‬                                ‫•‬
‫) ) 1(رواه أحمد ) 821 / 3 ( والنسائى ) 7 / 16 ( عشرة النساء ، والحاكم ) 2 / 061 ( النكاح وصححه على شرط مسلم ، ووافقه الذهبى وصححه اللبانى فى الصحيحة رقم ) 9081 ( .‬
                                                                       ‫•‬     ‫)2(‬    ‫رواه البخارى ) 3 / 41 ( التهجد موصو ً عن المغيره وبمعناه معلقً عن عائشه ، وابن ماجه ) 9141 (‬
                                                                                                                  ‫ا‬                        ‫ل‬
‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬
 ‫2- ومما يعين على تقوى ال عز وجل أن يدرب العبد نفسه على المراقبة وان يستشعر اطلع‬                                             ‫•‬
                                                                     ‫ال عز وجل عليه فيستحى :‬
          ‫قال ال تعالى :[ َ ُ َ َ َ ُمْ َيْ َ َا ُن ُمْ َا ُ ِ َا َعْ َ ُو َ َ ِي ٌ ] … ) الحديد : 4 (‬
                             ‫وهو معك أ ن م ك ت و ّ بم ت مل ن بص ر‬
                                                    ‫ل‬                                                                        ‫•‬

 ‫قال ابن كثير رحمه ال : أى رقيب عليكم شهيد على أعمالكم حيث كنتم وأين كنتم ، من بر أو‬                                         ‫•‬
      ‫بحر ، فى ليل او نهار ، فى البيوت او القفار ، الجميع فى علمه على السواء ، وتحت بصره‬
                                  ‫وسمعه فيسمع كلمكم ، ويرى مكانكم ، ويعلم سركم ونجواكم .)1(‬
      ‫وقال تعالى : [ َل ِ ّ ُمْ َثْ ُو َ ُ ُو َ ُمْ ِ َسْ َخْ ُواْ ِنْ ُ َل ِي َ َسْ َغْ ُو َ ِ َا َ ُمْ َعْ َ ُ َا‬
       ‫أ إنه ي ن ن صد ره لي ت ف م ه أ ح ن ي ت ش ن ثي به ي لم م‬                                                               ‫•‬
                                                ‫ُ ِ ّو َ َ َا ُعْ ِ ُو َ ِ ّ ُ َ ِي ٌ ِ َا ِ ال ّ ُو ِ ]) هود : 5 (‬
                                                                  ‫يسر ن وم ي لن ن إنه عل م بذ ت صد ر‬
 ‫عن ابن مسعود رضى ال عنه قال : قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :) استحيوا من ال‬                                                 ‫•‬
       ‫حق الحياء ، من استحيا من ال حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى ، وليحفظ البطن وما‬
‫حوى ، وليذكر الموت والبل ، ومن أراد الخرة ترك زينة الحياة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيا‬
                                                                                        ‫من ال حق الحياء ( . )1(‬

   ‫قال المناوى فى الفيض : " استحيوا من ال حق الحياء " بترك الشهوات والنهمات ، وتحمل‬                                          ‫•‬
   ‫المكاره على النفس حتى تصير مدبوغة ، فعندها تطهر الخلق ، وتشرق أنوار السماء فى‬
                                   ‫صدر العبد ، ويقرر علمه بال فيعيش غني ً بال ماعاش .‬
                                               ‫ا‬

 ‫قال البيضاوى : ليس حق الحياء من ال ما تحسبونه ، بل أن يحفظ نفسه بجميع جوارحه عما‬                                            ‫•‬
                                                                  ‫ل يرضاه من فعل وقول .‬
                                                           ‫وعن ثوبان رضى ال عنه قال :‬                                        ‫•‬
   ‫قال رسول ال صلى اله عليه وسلم ) لعملن أقوام ً من أمتى ياتون يوم القيامة بحسنات‬
                                      ‫ا‬                                                                                      ‫•‬
 ‫أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها ال هباء منشورا ، أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ، ويأخذون‬
                     ‫من الليل كما تأخذون ، ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم ال انتهكوها (. )1(‬


                                                                                 ‫)1( تفسير القرآن العظيم ) 4 / 403 ( .‬   ‫•‬
‫• تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬
            ‫• وسئل النبى صلى ال علية وسلم عن الحسان فى الحديث المسمى بأم السنه‬
                     ‫فقال صلى ال علية وسلم : ) أن تعبد ال كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك(. )4(‬                                                                                     ‫•‬
‫قال النووى رحمه ال : " هذا من جوامع الكلم التى أوتيها صلى ال عليه وسلم ، لنا لو قدرنا أن احدً‬
‫ا‬                                                                                                                                                                                       ‫•‬
‫قام فى عبادة وهو يعاين ربه سبحانه وتعالى ، لم يترك شيئ ً ما يقدر عليه من الخضوع والخشوع وحسن‬
                                            ‫ا‬
                 ‫السمت واجتماعه بظاهره وباطنه على العتناء بتتميمها على أحسن وجوهها إل أتى به‬

                    ‫فقال صلى ال عليه وسلم : ) اعبد ال فى جميع أحوالك كعبادتك فى حال العيان (‬                                                                                            ‫•‬
‫فإن التتميم المذكور فى حال العيان إنما كان لعلم العبد باطلع ال سبحانه وتعالى عليه ، فل يقدم العبد‬                                                                                       ‫•‬
‫على تقصير فى هذا الحال للطلع عليه ، وهذا المعنى موجود مع رؤية العبد ، فينبغى أن يعمل بمقتضاه‬
                                                                                                ‫،‬
     ‫فمقصود الكلم الحث على الخلص فى العبادة ومراقبة العبد ربه تبارك وتعالى فى إتمام الخشوع‬                                                                                              ‫•‬
     ‫والخضوع وغير ذلك ، وقد ندب أهل الحقائق إلى مجالسة الصالحين ليكون ذلك مانع ً من تلبسه من‬
                   ‫ا‬
        ‫النقائض إحترام ً لهم وإستحيا ً منهم ، فكيف بمن ل يزال ال مطلعا عليه فى سره وعلنيته )1(.‬
                                                                     ‫ء‬           ‫ا‬

                                       ‫وقوله صلى ال عليه وسلم : ) فإن لم تكن تراه فإنه يراك (‬                                                                                           ‫•‬
 ‫قيل : إنه تعليل للول ، فإن العبد إذا أمر بمراقبة ال تعالى فى العبادة واستحضار قربة من عبده حتى‬                                                                                         ‫•‬
     ‫كأن العبد يراه فإنه قد يشق ذلك عليه ، فيستعين على ذلك بإيمانه بأن ال يراه ويطلع على سره‬
 ‫وعلنيته وباطنة وظاهره ، ول يخفى عليه شئ من أمره فإذا تحقق هذا المقام سهل عليه النتقال إلى‬
                                                                                  ‫المقام الثانى‬

            ‫• وصفوة الكلم أن يقال : مما يعين على التقوى التدرب على مراقبة ال عز وجل‬
    ‫وإحساس القلب بقربة وإطلعه ، فيستحى العبد عند ذلك من المعصية ويبذل جهده فى أداء الطاعة‬                                                                                               ‫•‬
                                        ‫على أحسن وجوهها ، وهذه بعض الثار فى تقرير هذا المعنى :‬
   ‫ذكر عن أعرابى قال : خرجت فى بعض ليالى الظلم فإذا أنا بجارية كأنها علم )1( ، فأردتها عن نفسها‬                                                                                         ‫•‬
‫فقالت : ويلك أما كان لك زاجر من عقل إذا لم يكن لك نا ٍ من دين ؟ فقلت : إنه وال ما يرانا إل الكواكب ،‬
                                               ‫ه‬
                                                                              ‫فقالت : فأين مكوكبها.‬

                                                    ‫__________________________________________________‬                                                                                  ‫•‬
                                               ‫) )1( رواه الترمذي ) 09 / 182 ( القيامه ، والحاكم ) 4 / 323 ( الرقاق وقال : صحيح السناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبى ، وحسنه اللبانى .‬
                                                                 ‫)4( رواه البخارى ) 1 / 411 ( اليمان ، ومسلم ) 1 / 751 ، 851 ( اليمان ، والترمذى ) 01 – 78 / 88 ( اليمان ، وأبو داود‬    ‫•‬
                                                                                                                                         ‫) 0764( السنه ، والنسائى ) 8 / 79 ( اليمان .‬   ‫•‬
                                                                                                                             ‫)1( شرح النووى على صحيح مسلم ) 1 / 751 – 851 ( .‬           ‫•‬
                                                                                                                                                        ‫)1( علم : أي جبل‬                ‫•‬
‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬
                ‫3- ومما يعين على التقوى معرفة ما فى سبيل الحرام من المفاسد واللم‬               ‫•‬
                            ‫فليس فى الدنيا والخرة شر و داء إل وسببه الذنوب والمعاصى ،‬          ‫•‬
       ‫قال ابن القيم رحمه ال : فما الذي أخرج البوين من الجنة ـ دار اللذة والنعيم والبهجة‬       ‫•‬
                                               ‫والسرورـ إلى دار اللم والحزان والمصائب ؟‬
             ‫وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء ،وطرده ،ولعنه،ومسخ ظاهره وباطنه؟‬              ‫•‬
                        ‫وما الذي أغرق أهل الرض كلهم حتى عل الماء فوق رأس الجبال ؟‬              ‫•‬
‫وما الذي سلط الريح العقيم على قوم عاد حتى القتهم موتى على وجه الرض كأنهم أعجاز‬                 ‫•‬
     ‫نخل خاوية ودمرت ما مر عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم حتى صاروا عبرة‬
                                                                     ‫للمم إلى يوم القيامة ؟‬
       ‫وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم ،وماتوا عن‬                 ‫•‬
                                                                                     ‫آخرهم ؟‬
      ‫وما الذي رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملئكة نبيح كلبهم ،ثم قلبها عليهم، فجعل‬               ‫•‬
  ‫عاليها سافلها، فأهلكهم جميعا، ثم أتبعهم حجارة من السماء أمطرها عليهم، فجمع عليهم‬
‫من العقوبة ما لم يجمعه على أمة غيرهم ،ولخوانهم أمثالها ،وما هي من الظالمين ببعيد ؟‬
    ‫وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل ،فلما صار فوق رؤسهم ؛ أمطر‬                   ‫•‬
                                                                          ‫عليهم نارً تلظى ؟‬
                                                                                   ‫ا‬
    ‫وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر ،ثم ُ ِ َت أروا ُهم إلى جهنم ؛فالجساد للغرق‬
                                     ‫ح‬       ‫نقل‬                                               ‫•‬
                                                                            ‫والرواح للحرق ؟‬
                                                 ‫وما الذي خسف بقارون وداره وماله وأهله ؟‬       ‫•‬
       ‫وما الذي بعث على بنى إسرائيل قوم ً أولى بأس شديد ، فجاسوا خلل الديار، وقتلوا‬
                                                      ‫ا‬                                        ‫•‬
 ‫الرجال ،وسبوا الذراري والنساء ،وأحرقوا الديار ،ونهبوا الموال ،ثم بعثهم عليهم مرة ثانية ،‬
                                           ‫فاهلكوا ما قدروا عليه ،وتبروا )46(ما علو تتبيرا ؟‬

   ‫وفي مسند أحمد ؛من حديث أم سلمة؛ قالت : سمعت رسول ال ) يقول : " إذا ظهرت‬                     ‫•‬
  ‫المعاصي في أمتي عمهم ال بعذاب من عنده فقلت :يا رسول ال أما فيهم يومئذ أناس‬
 ‫صالحون ؟ قال : بلى ، قلت :كيف يصنع باؤلئك ؟ قال : يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون‬
                                                         ‫إلى مغفرة من ال ورضوان‬
‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬
             ‫4- ومما يعين على التقوى أن تتعلم كيف تغالب هواك وتطيع مولك‬

    ‫قال الشيخ مصطفى السباعى رحمه ال : " إذا همت نفسك بالمعصية فذكرها بال ، فإذا لم ترجع‬
    ‫فذكرها بأخلق الرجال ، فإذا لم ترجع فذكرها بالفضيحه إذا علم الناس ، فإذا لم ترجع‬
                                           ‫فاعلم أنك تلك الساعة انقلبت إلى حيوان " .‬
                                                                                     ‫)1(‬
   ‫• وقال ابن القيم رحمه ال : " وملك المر كله الرغبة فى ال وأرادة وجهه والتقرب إليه‬
‫بأنواع الوسائل والشوق إلى الوصول إليه ، وإلى لقائه ، فإن لم يكن للعبد همة على ذلك‬
   ‫فالرغبة فى الجنة ونعيمها وما أعد ال فيها لوليائه ، فإن لم تكن له همة عالية تطالبه‬
 ‫بذلك ، فخشية النار وما أعد ال فيها لمن عصاه ، فإن لم تطاوعه نفسه لشئ من ذلك ،‬
   ‫فليعلم أنه خلق للجحيم ل للنعيم ، ول يقدر على ذلك بعد قدر ال وتوفيقه إل بمخالفة‬
                                                                               ‫هواه.‬

          ‫فلم يجعل ال طريقا إلى الجنة غير متابعته ، ولم يجعل للنار طريق ً غير مخالفته ،‬
                              ‫ا‬                                                                                   ‫•‬
                                                                                           ‫قال ال تعالى :‬         ‫•‬
    ‫[ َ َ ّا َن َ َى )73( َآ َ َ الْ َ َا َ ال ّنْ َا )83( َ ِ ّ الْ َ ِي َ ِ َ الْ َأْ َى )93( ََ ّا َنْ‬
      ‫وأم م‬                 ‫فإن جح م هي م و‬                     ‫و ث ر حي ة د ي‬               ‫فأم م طغ‬             ‫•‬
 ‫َا َ َ َا َ َ ّ ِ َ َ َى ال ّفْ َ َ ِ الْ َ َى )04( َ ِ ّ الْ َ ّ َ ِ َ الْ َأْ َى ] ..... ) النازعات :‬
                              ‫فإن جنة هي م و‬                      ‫ن س عن هو‬            ‫خ ف مق م ربه ونه‬
                                                                                                   ‫73 - 14 (‬
                              ‫وقال تعالى : [ َ ِ َنْ َا َ َ َا َ َ ّ ِ َ ّ َا ِ ] ..... ) الرحمن : 64 (‬
                                                            ‫ولم خ ف مق م ربه جنت ن‬                                ‫•‬
       ‫قيل : هو العبد يهوى المعصية فيذكر مقام ربه عليه فى الدنيا ومقامه بين يديه فى‬                               ‫•‬
                                                                                      ‫الخرة فيتركها ل .‬
                      ‫وقد أخبر ال عز وجل أن اتباع الهوى يضل عن سبيله فقال ال تعالى :‬                              ‫•‬
 ‫لْ ض ف ك ب ن ن س ب حق ول تتبع هو فيضلك‬
 ‫[ َا َا ُو ُ ِ ّا َ َلْ َا َ َ ِي َ ً ِي ا َرْ ِ َاحْ ُم َيْ َ ال ّا ِ ِالْ َ ّ َ َ َ ّ ِ ِ الْ َ َى َ ُ ِ ّ َ‬
                                                                        ‫ي د و د إن جع ن ك خل فة ف‬                 ‫•‬
                                ‫َن َ ِي ِ ا ِ ِ ّ ا ّ ِي َ َ ِ ّو َ َن َ ِي ِ ا ِ ] )1( ..) ص : 62 (‬
                                                       ‫ّ إن لذ ن يضل ن ع سب ل ل‬
                                                       ‫ّ‬                                     ‫ع سب ل ل‬
             ‫----------------------------------------------------------------------------------‬                   ‫•‬
 ‫1() علمتنى الحياه ) 23 ( نق ً عن هامش رسالة المسترشدين للمحاسبى ) 061 ( بتحقيق وتعليق عبد الفتاح أبو‬
                                                                                  ‫ل‬
                                                                                                      ‫غدة .‬
                                                                  ‫)1( روضة المحبين ) 104 – 204 ( باختصار .‬        ‫•‬
‫وقد حكم ال تعالى لتابع هواه بغير هدى من ال أنه أظلم الظالمين فقال ال عز وجل :‬                                  ‫•‬
‫فإ ل ي تج ب لك ف ل أنم يتبع ن أ و ه وم أض ّ ممن تبع هو ه بغ ر هد من‬
‫[ َِن ّمْ َسْ َ ِي ُوا َ َ َاعْ َمْ َّ َا َ ّ ِ ُو َ َهْ َاء ُمْ َ َنْ َ َل ِ ّ ِ اّ َ َ َ َا ُ ِ َيْ ِ ُ ًى ّ َ‬   ‫•‬
                                  ‫ا ِ ِ ّ ا َ َ َهْ ِي الْ َوْ َ ال ّاِ ِي َ ] ..... ) القصص : 05 (‬
                                                                      ‫ق م ظ لم ن‬             ‫ّ إن ّ ل ي د‬
                                                                                                      ‫ل‬       ‫ل‬
  ‫وجعل سبحانه وتعالى المتبع قسمين ل ثالث لهما : إما ما جاء به الرسول صلى ال عليه‬                                   ‫•‬
                                                                                                           ‫وسلم‬
                                         ‫وإما الهوى : فمن اتبع أحداهما لم يمكنه إتباع الخر .)2(‬                    ‫•‬

‫وقال ابن الجوزى رحمه ال : " الحذر الحذر من المعاصى فإنها سيئة العواقب ، والحذر من‬                                  ‫•‬
 ‫الذنوب خصوصَ ذنوب الخلوات ، فإن المبارزة ل تعالى تسقط العبد من عينه سبحانه ، ول‬ ‫ا‬
 ‫ينال لذة المعاصى إل دائم الغفلة ، فأما المؤمن اليقظان فإنه ل يلتذ بها ، لنه عند إلتذاذه‬
  ‫يقف بإيذائه علمه بتحريمها ، وحذره من عقوبتها ، فإن قويت معرفته رأى بعين علمه قرب‬
‫الناهى – وهو ال – فيتنغص عيشه فى حال إلتذاذه ،فإن غلبه سكر القلب متنغصً بهذه‬
       ‫ا‬
   ‫المراقبات ، وإن كان الطبع فى شهوته فما هى إل لحظة ثم خزى دائم وندم ملزم وبكاء‬
 ‫متواصل وأسف على ما كان مع طول الزمان ، حتى لو تيقن العفو وقف بإزائه حذر العتاب .‬
        ‫فأ ً للذنوب ! ما أقبح أثارها ؟ وأسوأ أخبارها ؟ ول كانت شهوه ل تنال إل بمقدار قوة‬     ‫ف‬                     ‫•‬
                                                                                     ‫الغفله .)1(‬
‫وقال ابن القيم رحمه ال : " واعلم أن الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه‬                                     ‫•‬
  ‫الشهوة ، فإن الشهوة إما أن توجب ألمً وعقوبة ، وغما أن تقطع لذة أكمل منها ، وإما أن‬
                                                      ‫ا‬
  ‫تضيع وقتً إضاعته حسرة وندامة ، وإما أن تثلم عرضً توفيره أنفع للعبد من ثلمه ، وإما أن‬
                                        ‫ا‬                                              ‫ا‬
     ‫تذهب ما ً بقاؤه خير من ذهابة ، وإما أن تضع قدرً قيامه خير من وضعه ، وإما أن تسل‬
                                           ‫ا‬                                          ‫ل‬
                                                      ‫نعمة بقاؤها ألذ من قضاء الشهوة ". )2(‬
                ‫---------------------------------------------------------------------------------‬                  ‫•‬
                                                                                           ‫)2( السابق ) 404 (‬
                                                                             ‫)1( صيد الخاطر ) 921 ( بتصرف .‬        ‫•‬
                                                                        ‫)2( الفوائد ) 281 – 381 ( دار الدعوة .‬     ‫•‬
‫:-دوافع الناس فى ترك المعاصى‬

                 ‫وخلصة هذا الفصل أن الناس فى ترك المعاصى والتورع عنها دوافع متعددة :‬                                  ‫•‬
         ‫1-منهم من يدفعه عن معصية محبة ال عز وجل وإجلله أن يخالف أمره ويرتكب نهيه‬                                     ‫•‬
   ‫كما قال بعضهم : وددت أن جلدى قرض بالمقارض ، وأن هؤلء الخلق أطاعوا ال عز وجل ،‬                                      ‫•‬
                                             ‫وهذه أعلى مراتب الخشية واغلى دوافع التقوى.‬
   ‫2-ومن الناس من يدفعه عن المعصيه الرغبة فى دار القرار وما فيها من نعيم مقيم للبرار ،‬                                ‫•‬
     ‫قال النبى صلى اله عليه وسلم : )من شرب الخمر فى الدنيا لم يشربها فى الخرة إل أن‬                                   ‫•‬
                                                                               ‫يتوب( .)3(‬
  ‫فالتمتع بالحرام فى دار الفناء سبب للحرمان من النعيم المقيم فى دار البقاء ، فلن يجعل ال‬                              ‫•‬
   ‫من أذهب طيباته فى حياته الدنيا واستمتع بها كمن صام عنها ليوم فطره من الدنيا إذا لقى‬
                                                                            ‫ال عز وجل .‬

     ‫قال الخطابى : معناه لم يدخل الجنة ، لن الخمر شراب أهل الجنة ) جامع الصول 99/5(‬                                   ‫•‬
  ‫وقال النووى : معناه أنه يحرم شربها فى الجنة وإن دخلها من فاخر شراب الجنة فيمنعها هذا‬                                ‫•‬
   ‫العاصى بشربها فى الدنيا ، وقيل إنه ينسى شهوتها لن الجنة فيها كل ما يشتهى ، وقيل ل‬
             ‫يشتهيها وإن ذكرها ويكون هذا نقص نعيم فى حقه تمييزً بينه وبين تارك شربها –‬
                                        ‫ا‬
                                            ‫3-ومنهم من يتركها خوف ً من النار وإتقاء غضب الجبار .‬
                                                                                  ‫ا‬                                   ‫•‬
                              ‫4-ومنهم من يتركها خوف العار والشنار()1 واستبقاء الحياء والوقار‬                          ‫•‬
                                ‫5- ومنهم من يترك المعصية لما يعقبها من شرور ومصائب وألم .‬                             ‫•‬
     ‫6-ما ومنهم من يحمله على ترك المعاصى لذة العفة والستعلء عن أتباع الهوى فإن لذلك‬                                   ‫•‬
                                                             ‫حلوة فى القلوب ل يعرفها إل من ذاقها .‬
                                                  ‫7-ومنهم من يتركها لنها تنافى المروءة والشهامة‬                       ‫•‬
                       ‫قول ال عز وجل : [ ُل ّلْ ُؤْ ِ ِي َ َ ُ ّوا ِنْ َبْ َا ِ ِمْ ] ....) النور : 03(‬
                                              ‫ق ل م من ن يغض م أ ص ره‬                                                 ‫•‬
          ‫8-ومنهم من يتركها إستحياء من الناس ول يخشى ال عز وجل وهذة أدنى المراتب :‬                                    ‫•‬
‫---------------------------------------------------------------------------------------------------‬
                                                                                       ‫--------------------‬
        ‫)3( رواه البخارى ) 01 / 03 ( ، و مسلم ) 31 / 371 ( الشربه بهذا اللفظ ، ومالك فى الموطأ ) 2 / 648 ( الشربه ،‬   ‫•‬
                               ‫وأبو داود ) 2663( الشربه ، والترمذى ) 8 / 84 ( الشربه والنسائى ) 8 / 813 ( الشربه .‬    ‫•‬
                                                                                      ‫)1( الشنار : هو أقبح العيب .‬    ‫•‬
‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬
                ‫5-ومما يعين على تقوى ال عز وجل معرفة مكائد الشيطان ومصائده ، والحذر من‬
                                          ‫وساوسه ودسائسه‬

‫قال العلمة ابن مفلح المقدسى رحمه ال : اعلم أن الشيطان يقف للمؤمنين فى سبع عقبات‬                                                                                                          ‫•‬
 ‫، عقبة الكفر ، فإن سلم منه ففى عقبة البدعة ، ثم فى عقبة فعل الكبائر ، ثم فى عقبة فعل‬
‫الصغائر ، فإن سلم منه ففى عقبة فعل المبيحات فيشغله بها عن الطاعات ، فإن غلبه شغله‬
 ‫بالعمال المفضولة عن العمال الفاضلة ، فإن سلم من ذلك وقف له فى العقبة السابعة ، ول‬
     ‫يسلم منها المؤمن إذ لو سلم منها أحد لسلم منه رسول ال صلى ال علية وسلم وهى‬
                                                  ‫تسليط العداء الفجرة بأنواع الذى . )1(‬

 ‫فل شك فى أن معرفة العقبات التى يقف عندها الشيطان ، ومعرفة مداخله إلى قلب ابن أدم‬                                                                                                        ‫•‬
‫مما يعين على الحذر منه ، وأولى من ذلك بالذكر أن تعرف أن الشيطان عدو لبنى أدم فل يمكن‬
                                                                                     ‫أن يأمره بخير أو ينهاه عن شر .‬
        ‫إن ش ط ن لك عدو ف تخذ ه عدو إنم ي ع ح به ليك ن م أ ح ب‬
        ‫قال ال تعالى : [ ِ ّ ال ّيْ َا َ َ ُمْ َ ُ ّ َا ّ ِ ُو ُ َ ُ ّا ِ ّ َا َدْ ُو ِزْ َ ُ ِ َ ُو ُوا ِنْ َصْ َا ِ‬                                                                    ‫•‬
                                                                                         ‫ال ّ ِي ِ ] .........( فاطر : 6 (‬
                                                                                                                 ‫سع ر‬
 ‫ي أيه لذ ن من ل تتبع خطو ت ش ط ن وم يتب ُ ُو ت ش ط ن فإنه‬
 ‫وقال تعالى : [ َا َ ّ َا ا ّ ِي َ آ َ ُوا َ َ ّ ِ ُوا ُ ُ َا ِ ال ّيْ َا ِ َ َن َ ّ ِعْ خط َا ِ ال ّيْ َا ِ َ ِ ّ ُ‬                                                                     ‫•‬
                                                                   ‫َأْ ُ ُ ِالْ َحْ َاء َالْ ُن َ ِ ] ......... ) النور : 12 (‬
                                                                                                ‫ي مر ب ف ش و م كر‬

  ‫قال أبو افرج بن الجوزى : " إنما يدخل إبليس على الناس بقدر ما يمكنه ، ويزيد تمكنه منهم‬                                                                                                  ‫•‬
‫ويقل على مقدار يقظتهم ، وغفلتهم وجهلهم ، وعلمهم ، واعلم أن القلب كالحصن ، وعلى ذلك‬
 ‫الحصن سور ، وللسور أبواب ، وفيه ثلم )2( ، وساكنه العقل ، والملئكة تتردد على الحصن ،‬
‫وإلى جانبه ربض )3( فيه الهوى ، والشياطين تختلف إلى ذلك الربض من غير مانع ، والحارس‬
    ‫وأهل الربض ، والشياطين ل تزال تدور حول الحصن تطلب غفلة‬          ‫قائم بين أهل الحصن‬
 ‫الحارس والعبور من بعض الثلم ، فينبغى للحارس أن يعرف جميع أبواب الحصن الذى قد وكل‬
                     ‫بحفظه وجميع الثلم ، وأن ل يفتر عن الحراسة لحظة فإن العدو ما يفتر "‬
                                                                                                                                                                                         ‫•‬
                                                                                                 ‫----------------------------------------------------------------------‬
            ‫مصائب النسان من مكائد الشيطان )96( باختصار ، وذكر ابن القيم رحمه ال هذه العقبات السبع فى تفسير المعوذتين بأطول من ذلك ، فليراجعه من أراد زيادة التفصيل ) 37 – 67 ( .‬   ‫)1(‬
                                                                                                                                        ‫وهى موضع الكسر من القدح .‬     ‫جمع ثلمه :‬   ‫)2(‬   ‫•‬
                                                                                                                                                      ‫.‬   ‫المكان الذى يؤوى إليـه‬   ‫)3(‬   ‫•‬
‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬
        ‫تابع /معرفة مكائد الشيطان ومصائده ، والحذر من وساوسه ودسائسه‬

    ‫قال رجل للحسن البصرى : أينام إبليس ؟ قال : لو نام لوجدنا راحة ، وهذا الحصن‬                                                  ‫•‬
    ‫بالذكر مشرق باليمان ، وفيه مرآة صقيلة يتراءى بها صور كل ما يمر به ،‬     ‫مستنير‬
   ‫فأول ما يفعل الشيطان فى الربض إكثار الدخان فتسود حيطان الحصن وتصدأ المرآة ،‬
    ‫وكمال الفكر يرد الدخان ، وصقل الذكر يجلو المرآة ، وللعدو حملت فتارة يحمل فيدخل‬
                                                                        ‫الحصن فيكر‬
‫عليه الحارس فيخرج ، وربما دخل فعاث )1( ، وربما أقام لغفلة الحارس ، وربما ركدت الريح‬                                             ‫•‬
   ‫الطاردة للدخان فتسود حيطان الحصن وتصدأ المرآة فيمر الشيطان ول يدرى به ، وربما‬
                                               ‫جرح الحارس لغفلته وأسر واستخدم .)2(‬
           ‫واعلم أن أول ما يغوى به الشيطان ابن أدم الوساوس التى يوسوس بها إليه ،‬                                                ‫•‬

                                  ‫كما قال تعالى أمرً بالستعادة بال عز وجل من وساوسه:‬
                                                                                 ‫ا‬                                              ‫•‬
 ‫[ ُلْ َ ُو ُ ِ َ ّ ال ّا ِ )1( َ ِ ِ ال ّا ِ )2( ِ َ ِ ال ّا ِ )3( ِن َ ّ الْ َسْ َا ِ الْ َ ّا ِ )4(‬
     ‫م ش ر و و س خن س‬                   ‫إله ن س‬             ‫م لك ن س‬          ‫ق أع ذ برب ن س‬                                    ‫•‬
                   ‫ا ّ ِي ُ َسْ ِ ُ ِي ُ ُو ِ ال ّا ِ )5( ِ َ الْ ِ ّ ِ َ ال ّا ِ ] ...... ) الناس (‬
                                      ‫من جنة و ن س‬                ‫لذ يو وس ف صد ر ن س‬
                                                                               ‫قال ابن القيم رحمه ال :‬                          ‫•‬
‫" الوسوسة هى مبادئ الرادة فإن القلب يكون فارغ ً من الشر والمعصية فيوسوس إليه‬
                                     ‫ا‬                                                                                          ‫•‬
   ‫ويخطر الذنب بباله فيصوره لنفسه ويمنيه ويشهيه فيصير شهوه ، ويزينها له ويحسنها‬
        ‫ويخيلها له فى خيال تميل نفسه إليه فتصير إرادة ، ثم ل يزال يمثل ويخيل ويمنى‬
 ‫ويشهى وينسى علمه بضررها ويطوى عنه سوء عاقبتها فيحول بينه وبين مطالعته ، فل‬
                                                                                           ‫يرى إل صورة‬
     ‫المعصية وألتذاذه بها فقط ، وينسى ما وراء ذلك فتصير الراده عزيمه جازمه ، فيشتد‬                                              ‫•‬
     ‫الحرص عليها من القلب ، فيبعث الجنود فى الطلب فيبعث الشيطان معهم مدد ً لهم‬
         ‫ا‬
                              ‫وعون ً ، فإن فتروا حركهم ، وإن ونوا أزعجهم كما قال تعالى :‬                ‫ا‬
                ‫[ َ َمْ َ َ َ ّا َرْ َلْ َا ال ّ َا ِي َ َ َى الْ َا ِ ِي َ َ ُ ّ ُمْ َ ّا ] ......) مريم : 38(‬
                                      ‫ك فر ن تؤزه أز‬               ‫أل تر أن أ س ن شي ط ن عل‬                                     ‫•‬
                                                                                                                                ‫•‬
                                                                ‫-------------------------------------------------------------‬
                                                                                                ‫)1( عاث : أى أفسد‬
                                                           ‫)2( تلبيس أبليس ) 73 – 83 ( باختصار - مكتبة المتنبى .‬                ‫•‬
‫ما يستعان به من طاعة الرحمن الرحيم حتى يحفظ العبد نفسه من وساوس الشياطين‬


                                                                                                  ‫: 1- الستعاذة بال‬                                                            ‫•‬
‫قال ال تعالى : [ َ ِ ّا َن َ َ ّ َ ِ َ ال ّيْ َا ِ َزْ ٌ َاسْ َ ِذْ ِا ّ ِ ّ ُ َ ِي ٌ َ ِي ٌ ] ..... ) العراف : 102 (‬
                         ‫وإم ي زغنك من ش ط ن ن غ ف تع ب ل إنه سم ع عل م‬                                                                                                        ‫•‬
    ‫وعن سليمان بن صرد قال : كنت جالس ً مع النبى صلى ال عليه وسلم ورجلن يستبان فاحدهما‬
                                                                        ‫ا‬                                                                                                      ‫•‬
   ‫احمر وجهه وانتفخت أوداجه ، فقال النبى صلى ال علية وسلم : ) إنى لعلم كلمة لو قالها لذهب‬
               ‫عنه ما يجد لو قال : أعوذ بال من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد ( . الحديث )1( .‬
                  ‫2- قراءة المعوذات فقد قال صلى ال علية وسلم : " لم يتعوذ الناس بمثلهن " .)2(‬                                                                                  ‫•‬
  ‫3- قراءة أية الكرسى عند النوم كما فى حديث أبى هريره فمن قرأها عند نومه ل يزال عليه من ال‬                                                                                     ‫•‬
                                                                                            ‫حافظ ل يقربه شيطان .‬
                                                     ‫4- قراءة سورة البقرة قال النبى صلى ال عليه وسلم‬                                                                           ‫•‬
                                                ‫) إن البيت الذى فيه سورة البقرة ل يدخله الشيطان ( .)3(‬                                                                         ‫•‬
  ‫5- خاتمة سورة البقرة عن أبى مسعود النصارى قال : قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :) من‬                                                                                           ‫•‬
                                                      ‫قرأ اليتين من أخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه ( . )4(‬
‫6- " ل أله إل ال وحده ل شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير " مائة مرة من قرأها‬                                                                                      ‫•‬
                                              ‫فى يوم كانت له حرزً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسى .‬
                                                                                               ‫ا‬
                 ‫7- كثرة ذكر ال عز وجل فما أحرز العبد نفسه من الشيطان بمثل ذكر ال عز وجل .‬                                                                                     ‫•‬
                     ‫8- الوضوء والصلة قال ابن القيم : وهذا أمر تجربته تغنى عن إقامة الدليل عليه .‬                                                                              ‫•‬
   ‫9- إمساك فضول النظر والكلم والطعام ومخالطة الناس ، فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن أدم‬                                                                                       ‫•‬
                                                                           ‫وينال منه غرضه من هذه الربعة .)1(‬
                                                                                                                                                                               ‫•‬
   ‫)1( رواه البخارى 0 01 / 815 – 915 ( الدب ، ومسلم ) 61 / 361 ( البر والصله ، وابو داود ) 9574 ( الدب ، قال ابن كثير رحمه ال : من لطائف الستعاذه أنها طهارة الفم مما‬
‫كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب اللهو وهو بتلوة القرآن وهى استعانه بال عز وجل واعتراف له بالقدره وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطن الذى ل يقدر‬
                                         ‫على منعه ودفعه إل ال الذى خلقه ول يقبل ممناعه ول يدارى باحسان بخلف العدو من نوع النسان كما دلت على ذلك ايات من القرآن‬
                                                                                                                                                        ‫) 1 / 05 ( التفسير .‬   ‫•‬
                                                                                        ‫)2( رواه النسائى ) 8 / 152 ( الستعاذه : وأحمد بمعناه ) 3 / 714 ( وصححه اللبانى .‬       ‫•‬
                                                           ‫)3( رواه مسلم ) 6 / 86 ( صلة المسافرين بلفظ : أن الشيطان يفر من البيت الذى تقرأ فيه سورة البقره ، والترمذى‬          ‫•‬
                                                                                                                                             ‫) 11 / 01 ( ثواب القرآن بلفظه .‬   ‫•‬
                         ‫)4( رواه البخارى ) 9 / 05 ( فضائل القرآن ، ومسلم ) 6 / 19 – 29 ( صلة المسافرين ن والترمذى ) 01 / 21 ( ثواب القرآن ، وابو داود ) 4831 ( الصله .‬        ‫•‬
                                                                                                     ‫)1( تفسير المعوذتين باختصار) 28 – 68 ( وانظر البحر الرائق للمصنف .‬        ‫•‬
التقوى
التقوى
التقوى
التقوى
التقوى
التقوى
التقوى
التقوى
التقوى
التقوى
التقوى
التقوى
التقوى
التقوى
التقوى
التقوى
التقوى
التقوى

More Related Content

What's hot

المفيد في علم التجويد
المفيد في علم التجويدالمفيد في علم التجويد
المفيد في علم التجويدسمير بسيوني
 
001 محاضرة المدخل إلى طلب العلم
001 محاضرة المدخل إلى طلب العلم001 محاضرة المدخل إلى طلب العلم
001 محاضرة المدخل إلى طلب العلم
شيخ العمود
 
العلاقات الاجتماعية
العلاقات الاجتماعيةالعلاقات الاجتماعية
العلاقات الاجتماعية
MarwaBadr11
 
الجزء8 جامع القراءات
الجزء8 جامع القراءاتالجزء8 جامع القراءات
الجزء8 جامع القراءات
سمير بسيوني
 
تحريرات ورش من طريق الشاطبية
تحريرات ورش من طريق الشاطبيةتحريرات ورش من طريق الشاطبية
تحريرات ورش من طريق الشاطبيةسمير بسيوني
 
الجزء1 جامع القراءات
الجزء1 جامع القراءاتالجزء1 جامع القراءات
الجزء1 جامع القراءات
سمير بسيوني
 
جدول لمختلف رواية حفص
جدول لمختلف رواية حفصجدول لمختلف رواية حفص
جدول لمختلف رواية حفص
سمير بسيوني
 
اختبارات شاملة فى اللغة العربية للصف الثالث الإعدادى لنصف العام 2018 ابن عاصم
اختبارات شاملة فى اللغة العربية للصف الثالث الإعدادى لنصف العام 2018 ابن عاصم اختبارات شاملة فى اللغة العربية للصف الثالث الإعدادى لنصف العام 2018 ابن عاصم
اختبارات شاملة فى اللغة العربية للصف الثالث الإعدادى لنصف العام 2018 ابن عاصم
أمنية وجدى
 
الجزء2 جامع القراءات
الجزء2 جامع القراءاتالجزء2 جامع القراءات
الجزء2 جامع القراءات
سمير بسيوني
 
الجزء6 جامع القراءات
الجزء6 جامع القراءاتالجزء6 جامع القراءات
الجزء6 جامع القراءات
سمير بسيوني
 
الجبال الرواسي في تثبيت واتقان كلام رب الناس (رائع)
الجبال الرواسي في تثبيت واتقان كلام رب الناس  (رائع)الجبال الرواسي في تثبيت واتقان كلام رب الناس  (رائع)
الجبال الرواسي في تثبيت واتقان كلام رب الناس (رائع)Sawsen ʚïɞ
 
مفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيب
مفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيبمفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيب
مفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيب
Ibrahim Barakat
 
تقنيات التنشيط
تقنيات التنشيطتقنيات التنشيط
تقنيات التنشيطTawfiq Leader
 
مخارج وصفات
مخارج وصفاتمخارج وصفات
مخارج وصفات
Safa Alyousif
 
الجزء3 جامع القراءات
الجزء3 جامع القراءاتالجزء3 جامع القراءات
الجزء3 جامع القراءاتسمير بسيوني
 
تقويم المنهج
تقويم المنهجتقويم المنهج
تقويم المنهج
صروح العلم
 
تدبر أسرار سورة الكهف1
تدبر أسرار سورة الكهف1تدبر أسرار سورة الكهف1
تدبر أسرار سورة الكهف1kahaf
 
الجامع في تحريرات قراءة نافع من طريق الشاطبية
الجامع في تحريرات قراءة نافع من طريق الشاطبيةالجامع في تحريرات قراءة نافع من طريق الشاطبية
الجامع في تحريرات قراءة نافع من طريق الشاطبية
أحمد محمود
 

What's hot (20)

المفيد في علم التجويد
المفيد في علم التجويدالمفيد في علم التجويد
المفيد في علم التجويد
 
001 محاضرة المدخل إلى طلب العلم
001 محاضرة المدخل إلى طلب العلم001 محاضرة المدخل إلى طلب العلم
001 محاضرة المدخل إلى طلب العلم
 
العلاقات الاجتماعية
العلاقات الاجتماعيةالعلاقات الاجتماعية
العلاقات الاجتماعية
 
الجزء8 جامع القراءات
الجزء8 جامع القراءاتالجزء8 جامع القراءات
الجزء8 جامع القراءات
 
عرض بوربوينت مسابقة ثقافية
عرض بوربوينت مسابقة ثقافيةعرض بوربوينت مسابقة ثقافية
عرض بوربوينت مسابقة ثقافية
 
تحريرات ورش من طريق الشاطبية
تحريرات ورش من طريق الشاطبيةتحريرات ورش من طريق الشاطبية
تحريرات ورش من طريق الشاطبية
 
مجاهدة النفس
مجاهدة النفسمجاهدة النفس
مجاهدة النفس
 
الجزء1 جامع القراءات
الجزء1 جامع القراءاتالجزء1 جامع القراءات
الجزء1 جامع القراءات
 
جدول لمختلف رواية حفص
جدول لمختلف رواية حفصجدول لمختلف رواية حفص
جدول لمختلف رواية حفص
 
اختبارات شاملة فى اللغة العربية للصف الثالث الإعدادى لنصف العام 2018 ابن عاصم
اختبارات شاملة فى اللغة العربية للصف الثالث الإعدادى لنصف العام 2018 ابن عاصم اختبارات شاملة فى اللغة العربية للصف الثالث الإعدادى لنصف العام 2018 ابن عاصم
اختبارات شاملة فى اللغة العربية للصف الثالث الإعدادى لنصف العام 2018 ابن عاصم
 
الجزء2 جامع القراءات
الجزء2 جامع القراءاتالجزء2 جامع القراءات
الجزء2 جامع القراءات
 
الجزء6 جامع القراءات
الجزء6 جامع القراءاتالجزء6 جامع القراءات
الجزء6 جامع القراءات
 
الجبال الرواسي في تثبيت واتقان كلام رب الناس (رائع)
الجبال الرواسي في تثبيت واتقان كلام رب الناس  (رائع)الجبال الرواسي في تثبيت واتقان كلام رب الناس  (رائع)
الجبال الرواسي في تثبيت واتقان كلام رب الناس (رائع)
 
مفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيب
مفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيبمفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيب
مفاتيح السعادة بين يديك د إبراهيم حبيب
 
تقنيات التنشيط
تقنيات التنشيطتقنيات التنشيط
تقنيات التنشيط
 
مخارج وصفات
مخارج وصفاتمخارج وصفات
مخارج وصفات
 
الجزء3 جامع القراءات
الجزء3 جامع القراءاتالجزء3 جامع القراءات
الجزء3 جامع القراءات
 
تقويم المنهج
تقويم المنهجتقويم المنهج
تقويم المنهج
 
تدبر أسرار سورة الكهف1
تدبر أسرار سورة الكهف1تدبر أسرار سورة الكهف1
تدبر أسرار سورة الكهف1
 
الجامع في تحريرات قراءة نافع من طريق الشاطبية
الجامع في تحريرات قراءة نافع من طريق الشاطبيةالجامع في تحريرات قراءة نافع من طريق الشاطبية
الجامع في تحريرات قراءة نافع من طريق الشاطبية
 

Similar to التقوى

Quranic and Prophetic Text
Quranic and Prophetic TextQuranic and Prophetic Text
Quranic and Prophetic Text
Syahirah Razali
 
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْفَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْF El Mohdar
 
33 سبباً للخشوع في الصلاة
33 سبباً للخشوع في الصلاة33 سبباً للخشوع في الصلاة
33 سبباً للخشوع في الصلاة
F El Mohdar
 
حقوق الأخوة
حقوق الأخوةحقوق الأخوة
حقوق الأخوةalheweny
 
الفن الإسلاميضوابط وأحكام فقهية
الفن الإسلاميضوابط وأحكام فقهيةالفن الإسلاميضوابط وأحكام فقهية
الفن الإسلاميضوابط وأحكام فقهيةMohammad Ali
 
الفوائد المستفاده من كتاب التوحيد
الفوائد المستفاده من كتاب التوحيدالفوائد المستفاده من كتاب التوحيد
الفوائد المستفاده من كتاب التوحيد
alakeeda
 
الشخصية المتزنة
الشخصية المتزنةالشخصية المتزنة
الشخصية المتزنةdangermind
 
الحياء1
الحياء1الحياء1
الحياء1Mero Cool
 
مشروع 100 يوم إلى رمضان ـ الجزء 1
مشروع 100 يوم إلى رمضان ـ الجزء 1مشروع 100 يوم إلى رمضان ـ الجزء 1
مشروع 100 يوم إلى رمضان ـ الجزء 1
غايتي الجنة
 
موقف الإسلام من الشذوذ و الخنوثة
موقف الإسلام من الشذوذ و الخنوثةموقف الإسلام من الشذوذ و الخنوثة
موقف الإسلام من الشذوذ و الخنوثة
Mohammad Ihmeidan
 
التوحيد و العبادة
التوحيد و العبادةالتوحيد و العبادة
التوحيد و العبادة
alakeeda
 
Repentence
RepentenceRepentence
الأصول الثلاثة وأدلتها
الأصول الثلاثة وأدلتهاالأصول الثلاثة وأدلتها
الأصول الثلاثة وأدلتها
Yassin Abda
 
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
 ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
F El Mohdar
 
ادع إلى سبيل_ربك
ادع إلى سبيل_ربكادع إلى سبيل_ربك
ادع إلى سبيل_ربكBadr MSDK
 
Aqidatul awam عقيدة العوام- نظم الشيخ أحمد المرزوقي المالكي- rmi project sy...
Aqidatul awam   عقيدة العوام- نظم الشيخ أحمد المرزوقي المالكي- rmi project sy...Aqidatul awam   عقيدة العوام- نظم الشيخ أحمد المرزوقي المالكي- rmi project sy...
Aqidatul awam عقيدة العوام- نظم الشيخ أحمد المرزوقي المالكي- rmi project sy...
Rabithah Ma'ahid Islamiyah Nahdlatul Ulama
 

Similar to التقوى (20)

Quranic and Prophetic Text
Quranic and Prophetic TextQuranic and Prophetic Text
Quranic and Prophetic Text
 
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْفَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ
 
التقوى
التقوىالتقوى
التقوى
 
33 سبباً للخشوع في الصلاة
33 سبباً للخشوع في الصلاة33 سبباً للخشوع في الصلاة
33 سبباً للخشوع في الصلاة
 
حقوق الأخوة
حقوق الأخوةحقوق الأخوة
حقوق الأخوة
 
Sukses ala ulama
Sukses ala ulamaSukses ala ulama
Sukses ala ulama
 
Hesn
HesnHesn
Hesn
 
الفن الإسلاميضوابط وأحكام فقهية
الفن الإسلاميضوابط وأحكام فقهيةالفن الإسلاميضوابط وأحكام فقهية
الفن الإسلاميضوابط وأحكام فقهية
 
الفوائد المستفاده من كتاب التوحيد
الفوائد المستفاده من كتاب التوحيدالفوائد المستفاده من كتاب التوحيد
الفوائد المستفاده من كتاب التوحيد
 
الشخصية المتزنة
الشخصية المتزنةالشخصية المتزنة
الشخصية المتزنة
 
الحياء1
الحياء1الحياء1
الحياء1
 
مشروع 100 يوم إلى رمضان ـ الجزء 1
مشروع 100 يوم إلى رمضان ـ الجزء 1مشروع 100 يوم إلى رمضان ـ الجزء 1
مشروع 100 يوم إلى رمضان ـ الجزء 1
 
موقف الإسلام من الشذوذ و الخنوثة
موقف الإسلام من الشذوذ و الخنوثةموقف الإسلام من الشذوذ و الخنوثة
موقف الإسلام من الشذوذ و الخنوثة
 
التوحيد و العبادة
التوحيد و العبادةالتوحيد و العبادة
التوحيد و العبادة
 
Repentence
RepentenceRepentence
Repentence
 
الأصول الثلاثة وأدلتها
الأصول الثلاثة وأدلتهاالأصول الثلاثة وأدلتها
الأصول الثلاثة وأدلتها
 
Adiya
AdiyaAdiya
Adiya
 
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
 ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
 
ادع إلى سبيل_ربك
ادع إلى سبيل_ربكادع إلى سبيل_ربك
ادع إلى سبيل_ربك
 
Aqidatul awam عقيدة العوام- نظم الشيخ أحمد المرزوقي المالكي- rmi project sy...
Aqidatul awam   عقيدة العوام- نظم الشيخ أحمد المرزوقي المالكي- rmi project sy...Aqidatul awam   عقيدة العوام- نظم الشيخ أحمد المرزوقي المالكي- rmi project sy...
Aqidatul awam عقيدة العوام- نظم الشيخ أحمد المرزوقي المالكي- rmi project sy...
 

Recently uploaded

مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptxمفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
movies4u7
 
Emergency fire Action-Dr.M.AbdulKawy-Lecture-2024.pdf
Emergency fire Action-Dr.M.AbdulKawy-Lecture-2024.pdfEmergency fire Action-Dr.M.AbdulKawy-Lecture-2024.pdf
Emergency fire Action-Dr.M.AbdulKawy-Lecture-2024.pdf
Dr/Mohamed Abdelkawi
 
بالمغرب التربية الدامجة في خارطة الطريق.pptx
بالمغرب التربية الدامجة في خارطة الطريق.pptxبالمغرب التربية الدامجة في خارطة الطريق.pptx
بالمغرب التربية الدامجة في خارطة الطريق.pptx
wafaaoumariam
 
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
Gamal Mansour
 
Infrastructure 2 شبكات البنيه التحتيه
Infrastructure  2 شبكات  البنيه  التحتيهInfrastructure  2 شبكات  البنيه  التحتيه
Infrastructure 2 شبكات البنيه التحتيه
maymohamed29
 
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجةمقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
elmadrasah
 

Recently uploaded (6)

مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptxمفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
 
Emergency fire Action-Dr.M.AbdulKawy-Lecture-2024.pdf
Emergency fire Action-Dr.M.AbdulKawy-Lecture-2024.pdfEmergency fire Action-Dr.M.AbdulKawy-Lecture-2024.pdf
Emergency fire Action-Dr.M.AbdulKawy-Lecture-2024.pdf
 
بالمغرب التربية الدامجة في خارطة الطريق.pptx
بالمغرب التربية الدامجة في خارطة الطريق.pptxبالمغرب التربية الدامجة في خارطة الطريق.pptx
بالمغرب التربية الدامجة في خارطة الطريق.pptx
 
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
 
Infrastructure 2 شبكات البنيه التحتيه
Infrastructure  2 شبكات  البنيه  التحتيهInfrastructure  2 شبكات  البنيه  التحتيه
Infrastructure 2 شبكات البنيه التحتيه
 
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجةمقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
 

التقوى

  • 2. ‫معنى التقوى‬ ‫• المعنى اللغوى : قال فى المصباح : وقاه ال السوء وقاية . وقاه : حفظه‬ ‫المعنى الشرعى : اختلفت تعبيرات العلماء فى تعريف التقوى مع أن الجميع يدور‬ ‫•‬ ‫حول مفهوم واحد وهو أن يأخذ العبد وقايته من سخط ال عز وجل وعذابه ،‬ ‫وذلك بامتثال المأمور واجتناب المحظور‬ ‫قال الحافظ ابن رجب رحمه ال :‬ ‫•‬ ‫وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه‬ ‫•‬ ‫فتقوى العبد لربه أن: يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه‬ ‫•‬ ‫وعقابه وقاية تقيه من ذلك وهو: فعل طاعته واجتناب معاصيه وتاره . تضاف‬ ‫التقوى إلى اسم ال عز وجل‬ ‫كقوله تعالى :[ َاّ ُواْ ا ّ اّ ِ َ َِيْ ِ ُحْ َ ُو َ [.... ) المائدة : 69 (‬ ‫و تق ل لذي إل ه ت شر ن‬ ‫•‬ ‫[ َا َّ َا اّ ِي َ آ َ ُوا اّ ُوا ا َ َلْ َن ُرْ َفْ ٌ ّا َ ّ َتْ ِ َ ٍ َاّ ُوا ا َ ِ ّ ا َ َ ِي ٌ ِ َا‬ ‫ّ إن ّ خب ر بم‬ ‫ل‬ ‫ّ و ت ظ ن س م قدم لغد و تق ل‬ ‫ي أيه لذ ن من تق ل‬ ‫•‬ ‫َعْ َ ُو َ[..... )الحشر : 81(‬ ‫ت مل ن‬
  • 3. ‫تابع / معني التقوي‬ ‫فإذا اضيفت التقوى إليه سبحانه وتعالى فالمعنى اتقوا سخطه وغضبه وهو‬ ‫أعظم ما يتقى وعن ذلك ينشأ عقابة الدنيوى والخروى ،‬ ‫قال تعالى : ] َ ُ َ ّ ُ ُ ُ ا ّ َ ْ َ ُ ]) آل عمران : 82 (‬ ‫ويحذركم ل نفسه‬ ‫• وقال تعالى [ ُ َ َهْ ُ ال ّقْ َى ََهْ ُ الْ َغْ ِ َ ِ ] ) المدثر : 65 ( فهو سبحانه أهل‬ ‫هو أ ل ت و وأ ل م فرة‬ ‫ان يخشى ويهاب ويجل ويعظم فى صدور عباده ، حتى يعبدوه ويطيعوه ،‬ ‫لما يستحقه من الجلل والكرام ، وصفات الكبرياء والعظمة وقوة البطش .‬ ‫• وقال ابن القيم رحمه ال :‬ ‫وأما التقوى‬ ‫فحقيقتها العمل بطاعة ال إيمان ً واحتسابا ، أمرً ونهي ً ، فيفعل ما أمر ال به‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫إيمان ً بالمر وتصديق ً بوعده ، ويترك ما نهى ال عنه إيمان ً بالنهى وخوفا من‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫وعيده‬ ‫• كما قال طلق بن حبيب : ” إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى . قالوا : وما التقوى ؟‬ ‫قال : أن تعمل بطاعة ال على نور من ال ترجو ثواب ال ، وأن تترك معصية ال على‬ ‫نور من ال تخاف عقاب ال ” .‬ ‫فقوله : ) على نور من ال ( إشارة إلى الصل الول وهو مصدر العمل والسبب الباعث‬ ‫عليه . وقوله ) ترجو ثواب ال ( إشارة إلى الصل الثانى وهو الحتساب ، وهو الغاية‬ ‫التى لجلها توقع العمل ويقصد به‬
  • 4. ‫تابع / معني التقوي‬ ‫وقال العلمة نعمان بن محمود اللوسى رحمه ال :‬ ‫وفى تحفة الخوان : التقوى إمتثال الوامر واجتناب النواهى ولها ثلث مراتب :‬ ‫• الولى : التوقِى من العذاب المخلد بالتبرى من الشرك وعليه قوله تعالى‬ ‫] ََلْ َ َ ُمْ َ ِ َ َ ال ّقْ َى ]: ) الفتح : 62 (‬ ‫وأ زمه كلمة ت و‬ ‫• والثانية : التجنب عن كل ما يؤثم من فعل أو ترك حتى الصغائر عند قوم ،‬ ‫• وهو المتعارف بالتقوى فى الشرع وهو المعنى بقوله تعالى : [ ََوْ َ ّ َه َ الْ ُ َى‬ ‫ول أن أ ْل قر‬ ‫آ َ ُواْ َاّ َواْ ] )العراف : 69 ( . وعلى هذاقول عمر بن عبد العزيز رضى ال تعالى عنه‬ ‫من و تق‬ ‫• التقوى ترك ما حرم ال وأداء ما افترض ال ، فما رزق ال بعد ذلك فهو خير إلى خير‬ ‫والثالثة : أن يتنزه عما يشتغل سره عن ال تعالى ، وهذه هى التقوى •‬ ‫الحقيقية المطلوبة بقوله تعالي ] َا َّ َا اّ ِي َ آ َ ُواْ اّ ُواْ ا ّ َ ّ ُ َاِ ِ [ آل‬ ‫ي أيه لذ ن من تق ل حق تق ته‬ ‫عمران 201‬ ‫وقال ابن عمر : ال ترى نفسك خيرً من أحد . )1( •‬ ‫ا‬ ‫فل تحقرن شيئً من الخير أن تفعله ول شيئً من الشر أن تتقي‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫-----------------------------------------------------------------------‬ ‫)1( غالية المواعظ ومصباح المتعظ وقبس الواعظ ) 2 / 84 ( دار المعرفه .‬ ‫وقول ابن عمر رضى ال عنهما يشير إلي نوع من التقوى وليست التقوى الكامله ، وأصح من ذلك أن يقال هو نوع من الزهد ، وهو الزهد فى‬ ‫النفس ، والزهد فى النفس أقصى غاية الزهد .‬
  • 5. ‫تابع / معني التقوي‬ ‫• وقال ميمون بن مهران : المتقى أشد محاسبة لنفسه من الشريك‬ ‫الشحيح لشريكه‬ ‫) أل عمران : 201 (‬ ‫• وقال بن مسعود فى قوله تعالى : [ اّ ُواْ ا ّ َ ّ ُ َاِ ِ ] .....‬ ‫تق ل حق تق ته‬ ‫. )1(‬ ‫• قال : أن يطاع فل يعصى ، ويذكر فل ينسى ، ويشكر فل يكفر‬ ‫• قال ابن رجب رحمه ال :‬ ‫• وشكره يدخل فيه جميع فعل الطاعات ومعنى ذكره فل ينسى : ذكر‬ ‫العبد بقلبه لوامر ال فى حركاته وسكناته وكلماته فيتمثلها ،‬ ‫ولنواهيه فى ذلك كله فيجتنبها ، وقد يغلب استعمال التقوى على‬ ‫اجتناب المحرمات ،‬ ‫كما قال أبو هريره وسئل عن التقوى فقال :‬ ‫•‬ ‫• هل أخذت طريقً ذا شوك ؟ قال : نعم ، قال : فكيف صنعت ؟ قال : إذا‬ ‫ا‬ ‫رايت الشوك عزلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه : قال ذاك التقوى .‬ ‫--------------------------------------------------------------‬ ‫رواه الحاكم ) 2 / 492 ( التفسير ، دون قوله : " وأن يشكر فل يكفر " وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبى .‬ ‫)1(‬ ‫•‬
  • 6. ‫تابع / معني التقوي‬ ‫• وقيل : هى الخوف من الجليل ، والرضا بالتنزيل ،‬ ‫والستعداد ليوم الرحيل .‬ ‫• وقيل : هى أن ل يراك ال حيث نهاك ، ول يفقدك حيث‬ ‫أمرك.‬ ‫هى علم القلب بقرب الرب‬ ‫• وقيل :‬ ‫• نسأل ال أن يهدينا سواء السبيل ، وأن يغفر لنا ما‬ ‫بدا من تقصير ، وأن يدخلنا برحمته فى شفاعة‬ ‫البشير النذير فقد بان بما ذكرنا عن التقوى فقرنا من‬ ‫أقسامها ومعانيها وإفلسنا من أعلمها ومبانيها.‬ ‫___________________________________‬ ‫)1( رواه الحاكم ) 2 / 492 ( التفسير ، دون قوله : " وأن يشكر فل يكفر " وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبى .‬ ‫•‬
  • 7. ‫شرف التقوى وأهميته‬ ‫1-التقوى وصية ال عز وجل للولين والخرين‬ ‫•‬ ‫كت ب م ق لك وإي ك أن‬ ‫قال ال تعالى :[ ََ َدْ َ ّيْ َا اّ ِي َ ُو ُواْ الْ ِ َا َ ِن َبْ ِ ُمْ َِّا ُمْ َ ِ‬ ‫و لق وص ن لذ ن أ ت‬ ‫•‬ ‫اّ ُو ْ ا ّ ] ...... ) النساء: 131(‬ ‫تق ا ل‬ ‫فلما أوصى بهذه الخصله الواحده ، وجمع الولين والخرين من عباده فى ذلك‬ ‫•‬ ‫واقتصر عليها ، علمت أنها الغاية التى ل متجاوز عنها ، ول مقصود دونها ، وأنه‬ ‫عز وجل قد جمع كل نصح ودللة وإرشاد وتنبيه وتأديب وتعليم وتهذيب فى‬ ‫هذه الخصلة التى هى التقوى هى الجامعة لخيرى الدنيا والخرة الكافية‬ ‫لجميع المهمات المبلغة إلى أعلى الدرجات .‬ ‫2-التقوى وصية النبى صلى ال علية وسلم لمته‬ ‫•‬ ‫عن العرباض بن سارية قال : ) صلى بنا رسوله ال صلى ال علية وسلم‬ ‫•‬ ‫الصبح فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل‬ ‫: يا رسول ال كأنها موعظة مودع فاوصنا فقال : اوصيكم بتقوى ال والسمع‬ ‫والطاعة وإن كان عبدا حبشيً ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلفا كثيرً ،‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ،‬ ‫وإياكم ومحدثات المور ، فإن كل بدعة ضلله ( .)1(‬ ‫-----------------------------------------------------------------------‬ ‫•‬ ‫1( )رواه أحمد )4 / 621 - 721( ، وأبو داود )3854( السنه، والترمذى )6762( العلم ، وابن ماجه )43( ،‬ ‫والدرامى )1 / 44 - 45( المقدمه ، والبغوى )1 / 502 ( شرح السنه وقال الترمذى : هذا حسن صحيح ، وصححه اللبانى .‬ ‫•‬
  • 8. ‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬ ‫قوله صلى ال عليه وسلم: " أوصيكم بتقوى ال والسمع والطاعة ".‬ ‫•‬ ‫قال ابن رجب رحمه ال :‬ ‫•‬ ‫فهاتان الكلمتان تجمعان سعادة الدنيا والخرة ،‬ ‫•‬ ‫أما التقوى فهى كافلة سعادة الدنيا والخرة لمن تمسك بها ، وهى وصية ال للولين‬ ‫•‬ ‫والخرين ،‬ ‫وأما السمع والطاعة لولة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا ، وبها تنظم مصالح العباد فى‬ ‫•‬ ‫معاشهم ، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم ".)2(‬ ‫وعن أبى ذر جندب بن جنادة وابى عبد الرحمن معاذ بن جبل رضى ال عنهما عن رسول ال‬ ‫•‬ ‫صلى ال علية وسلم :) اتق ال حيث ما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق‬ ‫الناس بخلق حسن ( )3(‬ ‫وقوله صلى ال عليه وسلم :"حيثما كنت" أى : فى السر والعلنية ، حيث يراه الناس وحيث‬ ‫•‬ ‫ل يرونه.‬ ‫.وكان دعاء النبى صلى ال عليه وسلم :) اللهم أت نفسى تقواها ، وزكها أنت خير من‬ ‫•‬ ‫زكاها ، أنت وليها ومولها ( .2()‬ ‫-------------------------------------------------------------------------------‬ ‫•‬ ‫)2( رواه مسلم ) 71 / 14 ( بزياده فى أوله وأخره ، وأحمد ) 4 / 173 ( ، ) 6 / 902 ( بلفظ رب أعط نفسى تقواها‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫)2( جامع العلوم والحكم ) 742( باختصار .‬ ‫)3( رواه الترمذى )8 / 551( البر، وقال : هذا حسن صحيح ، وأحمد )5 / 851( وحسنه اللبانى )8161( صحيح الترمذى .‬ ‫•‬ ‫)2( رواه مسلم ) 71 / 14 ( بزياده فى أوله وأخره ، وأحمد ) 4 / 173 ( ، ) 6 / 902 ( بلفظ رب أعط نفسى تقواها .‬ ‫•‬ ‫•‬
  • 9. ‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬ ‫3-التقوى هى وصية جميع الرسل الكرام عليهم الصلة‬ ‫•‬ ‫والسلم‬ ‫قال تعالى :[ َ َّتْ َوْ ُ ُو ٍ الْ ُرْ َ ِي َ )501( ِذْ َا َ َ ُمْ َ ُو ُمْ ُو ٌ َ َ‬ ‫إ ق ل له أخ ه ن ح أ ل‬ ‫كذب ق م ن ح م سل ن‬ ‫•‬ ‫َ ّ ُون َ ]… ) الشعراء : 501 – 601 (‬ ‫ت تق‬ ‫ِ ق ل له أخ ه ه د أ ل‬ ‫قال تعالى :[ كذب ع د م سل ن‬ ‫َ َّتْ َا ٌ الْ ُرْ َ ِي َ )321( إذْ َا َ َ ُمْ َ ُو ُمْ ُو ٌ َ َ‬ ‫•‬ ‫َ ّ ُو َ ] …… ) الشعراء : 321 - 421(‬ ‫تتق ن‬ ‫وقال تعالى :[ َ َّتْ َ ُو ُ الْ ُرْ َ ِي َ )141( ِذْ َا َ َ ُمْ َ ُو ُمْ َاِ ٌ َ َ‬ ‫إ ق ل له أخ ه ص ل ح أ ل‬ ‫كذب ثم د م سل ن‬ ‫•‬ ‫َ ّ ُو َ ] …… ) الشعراء : 141 - 241 (‬ ‫ت تق ن‬ ‫وقال تعالى : [ َ َّتْ َوْ ُ ُو ٍ الْ ُرْ َ ِي َ )061( ِذْ َا َ َ ُمْ َ ُو ُم ُو ٌ‬ ‫إ ق ل له أخ ه ْ ل ط‬ ‫كذب ق م ل ط م سل ن‬ ‫•‬ ‫َ َ َ ّ ُو َ ] ....… ) الشعراء : 061 - 161 (‬ ‫أل ت تق ن‬ ‫وقال تعالى : [ َِذْ َا َى َّ َ ُو َى َ ِ ائْت الْ َوْ َ ال ّاِ ِي َ )01( َوْ َ‬ ‫ق م‬ ‫وإ ن د ربك م س أن ِ ق م ظ لم ن‬ ‫•‬ ‫ِرْ َوْ َ َ َ َ ّ ُو َ ] …….. ) الشعراء : 01 - 11 (‬ ‫ف ع ن أ ل ي تق ن‬ ‫ول شك ان الرسل هم أزكى البشر وانصح الناس لهم ،‬ ‫•‬ ‫فلو علموا أن هناك خصلة للناس انفع لهم من التقوى لما‬ ‫عدلوا عنها ، فلما اجمعوا عليها بان خطرها وعظم‬ ‫موقعها وشرفها‬ ‫نسأل ال أن يجعلنا من أهلها العاملين بها والمتعاونين‬ ‫•‬ ‫عليها.‬
  • 10. ‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬ ‫4-التقوى وصية السلف الصلح رضى ال عنهم‬ ‫•‬ ‫قال الحافظ ابن رجب رحمه ال : ولم يزل السلف الصالحون يتواصون بها‬ ‫2.‬ ‫ولما حضرابو بكر الوفاة وعهد إلى عمر دعاه فوصاه بوصيته ، وأول ما قاله له : اتق‬ ‫4.‬ ‫ال يا عمر .‬ ‫وكتب عمر إلى ابنه عبد ال : أما بعد ، فإنى اوصيك بتقوى ال عز وجل ، فإنه‬ ‫6.‬ ‫من اتقاه وقاه ، ومن أقرضه جزاه ، ومن شكره زاده ، واجعل التقوى نصب‬ ‫عينيك ، وجلء قلبك .‬ ‫وكتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل : أوصيك بتقوى ال عز وجل ، والتى ل يقبل‬ ‫8.‬ ‫غيرها ، ول يرحم إل أهلها ، ول يثاب إل عليها ، فإن الواعظين بها كثير ،‬ ‫والعاملين بها قليل ، جعلنا ال وإياك من المتقين .‬ ‫ولما ولى خطب فحمد ال وأثنى عليه وقال : أوصيكم بتقوى ال عز وجل ،‬ ‫01.‬ ‫فإن تقوى ال عز وجل خلف من كل شئ ، وليس من تقوى ال خلف.‬ ‫وقال رجل ليونس بن عبيد :‬ ‫21.‬ ‫أوصنى ، فقال : أوصيك بتقوى ال والحسان ، فإن ال مع الذين اتقوا والذين‬ ‫31.‬ ‫هم محسنون.‬ ‫•‬
  • 11. ‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬ ‫4- تابع :التقوى وصية السلف الصلح رضى ال عنهم‬ ‫• وكتب رجل من السلف إلى أخ له : أوصيك بتقوى ال فإنها من أكرم ما‬ ‫أسررت ، وأزين ما أظهرت ، وأفضل ما ادخرت أعاننا ال وإياك عليها‬ ‫وأوجب لنا ولك ثوابها.‬ ‫• وقال شعبه : كنت إذا أردت الخروج قلت للحكم : ألـك حاجة فقال :‬ ‫أوصيك بما أوصى به النبى صلى ال عليه وسلم معاذ بن جبل :‬ ‫• ) اتق ال حيث ما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق‬ ‫حسن ()1(‬ ‫• وقال ابن القيم رحمه ال : ودع ابن عون رج ً فقال : عليك بتقوى ال‬ ‫ل‬ ‫فإن المتقى ليست عليه وحشه .‬ ‫• وقال زيد بن أسد : كان يقال : من اتقى ال أحبه الناس وإن كرهوا .‬ ‫• وقال الثورى لبن أبى ذئب : إن اتقيت ال كفاك الناس ، وإن اتقيت‬ ‫الناس لن يغنوا عنك من ال شيئ ً . )2(‬ ‫ا‬ ‫• ---------------------------------------------------------------‬ ‫--1( )، )2( باختصار من جامع العلوم والحكم ) 051 – 151 ( والحديث تقدم تخريجه صفحة .‬
  • 12. ‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬ ‫5-التقوى أجمل لباس يتزين به العبد‬ ‫•‬ ‫قال ال تعالى : [ َا َ ِي آ َ َ َدْ َن َلْ َا َ َيْ ُمْ ِ َا ًا ُ َا ِي َوْ َاِ ُم َ ِي ًا‬ ‫دم ق أ ز ن عل ك لب س يو ر س ء تك ْ ور ش‬ ‫ي بن‬ ‫•‬ ‫َِ َا ُ ال ّقْ َ َ َِ َ َيْ ٌ ] ....... ) العراف : 62 (‬ ‫ولب س ت وى ذلك خ ر‬ ‫فبعد ان تمنن ال عز وجل على عبادة بما جعل لهم من اللباس والريش .‬ ‫•‬ ‫واللباس ما يستر به العورات ، والريش والرياش ما يتجمل به – فالول من‬ ‫•‬ ‫الضروريات والثانى من الزيادات التكميليات – دلهم على أفضل لباس وهو‬ ‫ما يوارى عورات الظاهر والباطن ويتجمل به ، وهو لباس التقوى .‬ ‫وقال ابن عباس : ) لباس لتقوى ( هم العمل الصالح.‬ ‫•‬ ‫وعنه أيضا : السمت الحسن فى الوجه .‬ ‫•‬ ‫وقيل : ما علمه ال عز وجل وهدى به .‬ ‫•‬
  • 13. ‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬ ‫6-التقوى هى أفضل زاد يتزود به العبد‬ ‫•‬ ‫قال ال عز وجل : [ ََ َ ّ ُواْ َِ ّ َيْ َ ال ّا ِ ال ّقْ َى َاّ ُو ِ َا ُوِْي ا َل َا ِ.‬ ‫ل ْب ب‬ ‫وتزود فإن خ ر ز د ت و و تق ن ي أ ل‬ ‫•‬ ‫) البقرة : 791(‬ ‫قال ابن كثير رحمة ال :‬ ‫•‬ ‫وقوله : " َِ ّ َيْ َ ال ّا ِ ال ّقْ َى " لما أمرهم بالزاد للسفر فى الدنيا ،‬ ‫فإن خ ر ز د ت و‬ ‫•‬ ‫أرشدهم إلى زاد الخرة ، وهو استصحاب التقوى إليها ،‬ ‫كما قال تعال : " َ ِي ًا َِ َا ُ ال ّقْ َ َ َِ َ خيْ ٌ "‬ ‫ور ش ولب س ت وى ذلك َ ر‬ ‫•‬ ‫لما ذكر اللباس الحسى ، نبه مرشدً إلى اللباس المعنوى ، وهو‬ ‫ا‬ ‫•‬ ‫الخشوع والطاعة والتقوى ، وذكر أنه خير من هذا وأنفع ،‬ ‫قال عطاء الخرسانى فى قوله :" َِ ّ َيْ َ ال ّا ِ ال ّقْ َى " يعنى زاد الخرة.‬ ‫فإن خ ر ز د ت و‬ ‫•‬ ‫)1(‬ ‫------------------------------------------------------------------------‬ ‫•‬ ‫)1( تفسير القرآن الكريم ) 1 / 932 ( دار المعرفه .‬
  • 14. ‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬ ‫7-أهل التقوى هم أولياء ال عز وجل وهم اكرم الناس‬ ‫•‬ ‫قال تعالى :[ َل ِ ّ َوِْ َاء ا ّ َ َوْ ٌ َ َيْ ِمْ َ َ همْ َحْ َ ُو َ )26( اّ ِي َ آ َ ُواْ‬ ‫لذ ن من‬ ‫أ إ ن أ ل ي ل ل خ ف ع ل ه و ل ُ ي زن ن‬ ‫•‬ ‫َ َا ُواْ َ ّ ُو َ ] ....... ) يونس : 26 – 36 (‬ ‫وك ن يتق ن‬ ‫وقال تعالى : [ َ َا ُ ًى َاّ ِي َ َ َ ُوا ِآَا ِ َّ ِمْ َ ُمْ َ َا ٌ ّن ّج ٍ َِي ٌ ] …..‬ ‫هذ هد و لذ ن كفر ب ي ت ربه له عذ ب م ر ْز أل م‬ ‫•‬ ‫) الجاثية : 91 (‬ ‫وقال عز وجل مبينا أنه ل يستحق الولية إل أهل هذه المنزلة العالية والرتبة‬ ‫•‬ ‫السامية‬ ‫فقال عز وجل :[ ِن َوِْ َآ ُ ُ ِ ّ الْ ُ ّ ُو َ ََـ ِ ّ َكْ َ َ ُمْ َ َعْ َ ُو َ ]…) النفال :‬ ‫إ ْ أ لي ؤه إل متق ن ول كن أ ثره ل ي لم ن‬ ‫•‬ ‫43(‬ ‫وجعل ال عز وجل التقوى هى الميزان الحق الذى يوزن به الناس ، ل ميزان‬ ‫•‬ ‫الحسب والنسب والمال والشهرة ،‬ ‫فقال عز وجل :[ ِ ّ َكْ َ َ ُمْ ِن َ ا ِ َتْ َا ُمْ ] …. ) الحجرات : 31(‬ ‫إ ن أ رم ك ع د ّ أ ق ك‬ ‫ل‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫وهذا الميزان كذلك هو ميزان النبى صلى ال علية وسلم .‬ ‫•‬ ‫عن أبى هريره رضى ال عنه قال : سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم من‬ ‫•‬ ‫أكرم الناس؟ قال ) اتقاهم ل ....(1() ،‬ ‫قال الشنقيطى رحمه ال : إن الفضل والكرم إنما هو بتقوى ال ل بغيره من‬ ‫•‬ ‫النتساب إلى القبائل‬ ‫-------------------------------------------------------------------------‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫1( )رواه البخارى ) 6 / 714 ( أحاديث النبياء .‬
  • 15. ‫تابع/ شرف التقوى وأهميته‬ ‫8- ولشرف التقوى أمر ال عز وجل المسلمين بالتعاون عليها‬ ‫•‬ ‫ونهاهم عن التعاون على ما يخالفها‬ ‫قال تعالى :[ ََ َا َ ُواْ َ َى الْب ّ َال ّقْ َى َ َ َ َا َ ُواْ َ َى ا ِثْ ِ َال ُد َا ِ ] ……‬ ‫ل م و ْع ْ و ن‬ ‫ر و ت و و ل ت ع ون ع ل‬ ‫وت ع و ن ع ل‬ ‫•‬ ‫) المائدة : 2 (‬ ‫قال الماوردى : ندب ال سبحانه إلى التعاون بالبر وقرنه بالتقوى ل ، لن فى‬ ‫•‬ ‫التقوى رضا ال تعالى ، وفى البر رضا الناس ، ومن جمع بين رضا ال تعالى‬ ‫ورضا الناس فقد تمت سعادته وعمت نعمته.‬ ‫وقال ابن القيم رحمة ال:‬ ‫•‬ ‫وقد اشتملت هذه الية على جميع مصالح العباد فى معاشهم ومعادهم فيما‬ ‫•‬ ‫بينهم بعضهم بعضا وفيما بينهم وبين ربهم ، فإن كل عبد ل ينفك عن هاتين‬ ‫الحالتين ، وهذين الواجبين : واجب بينه وبين ال ، وواجب بينه وبين الخلق ،‬ ‫فأما ما بينه وبين الخلق من المعاشرة والمعاونة والصحبة فالواجب عليه فيها‬ ‫•‬ ‫أن يكون اجتماعه بهم وصحبته لهم متعاونً على مرضاة ال وطاعته ، التى‬ ‫ا‬ ‫هى غاية العبد وفلحه ،‬ ‫ول سعادة له إل بها ، وهى البر والتقوى ، الذين هما جماع الدين كله. )1(‬ ‫•‬ ‫---------------------------------------------------------------------‬ ‫•‬ ‫1( ) الرساله التبوكيه ) 21 ( .‬
  • 16. ‫كيف تتقى ال عز وجل؟‬ ‫هذا باب ل يدخل فيه إل النفوس الفاضلة الشريفة البية ، التى ل‬ ‫•‬ ‫تقنع بالدون ، ول تبيع العلى بالدنى بيع العاجز المغبون .‬ ‫فإن قلت : كيف لى أن أصون العضاء الخمسة عن معصية ال عز‬ ‫•‬ ‫وجل ؟ وكيف أقيدها بطاعة ال ؟‬ ‫فان هذا لب السؤال وغاية المال والسبب الموصل إلى رحمة الكبير‬ ‫•‬ ‫المتعال وسوف نلخص ذلك فى خمسة أمور :‬ ‫1 - محبة ال عز وجل تغلب على قلب العبد يدع لها كل محبوب ويضحى‬ ‫فى سبيلها بكل مرغوب‬ ‫2- أن تستشعر فى قلبك مراقبة ال عز وجل وتستحى منه حق‬ ‫•‬ ‫الحياء .‬ ‫3- أن تعلم ما فى سبيل المعاصى والثام من الشرور واللم .‬ ‫•‬ ‫4- أن تعلم كيف تغالب هواك وتطيع مولك .‬ ‫•‬ ‫5- أن تدرس مكائد الشيطان ومصائده ، وان تحذر من وساوسه‬ ‫•‬ ‫ودسائسه‬ ‫وسوف نستعرض كل نقطة بالتفصيل كما يلى :-‬ ‫•‬
  • 17. ‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬ ‫1- محبة ال عز وجل :‬ ‫قال ابن القيم رحمه ال : فالمحبة شجرة فى القلب ، عروقها الذل للمحبوب وساقها‬ ‫•‬ ‫معرفته ، وأغصانها خشيته ، وورقها الحياء منه ، وثمرتها طاعته ، ومادتها التى‬ ‫تسقيها.‬ ‫فمتى خل الحب عن شئ من ذلك كان ناقصً .)1(‬ ‫ا‬ ‫•‬ ‫وفى صحيح البخاري عن أبى هريرة عن النبى صلى ال عليه وسلم :‬ ‫•‬ ‫قال : ) يقول ال عز وجل : من عادى لى ولي ً فقد أذنته بالحرب ، وما تقرب‬ ‫ا‬ ‫•‬ ‫إلى عبدى بشئ أحب إليه مما افترضت عليه، ول يزال عبدى يتقرب إلى‬ ‫بالنوفل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به ، وبصره الذى‬ ‫يبصر به ، ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ، ولئن سألنى‬ ‫لعطينه ، ولئن استعاذنى لعيذنه ، وما ترددت عن شئ أنا فاعله ترددى‬ ‫فى قبض نفس عبدى المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته (.‬ ‫قال ابن القيم رحمه ال :‬ ‫•‬ ‫ولو لم يكن فى المحبة إل أنها تنجى محبه من عذابه ، لكان ينبغى للعبد أن ل‬ ‫•‬ ‫يتعوض عنها بشئ أبدً . وسئل بعض العلماء أين تجد فى القران إن الحبيب ل يعذب‬ ‫ا‬ ‫حبيبه : فى قوله تعالى :‬ ‫[ َ َاَ ِ الْ َ ُو ُ َال ّ َا َى َحْ ُ َبْ َاء ا ّ ََ ِ ّا ُ ُ ُلْ َ ِ َ ُ َ ّ ُ ُم ِ ُ ُوِ ُم )2(]‬ ‫وق لت يه د و نص ر ن ن أ ن ل وأحب ؤه ق فلم يعذبك بذن بك‬ ‫•‬ ‫) المائده : 81 (‬ ‫•‬ ‫)1( – استنشاق نسيم النس من نفحات رياض القدس ) 11 - 51 ( باختصار ، والحديث رواه البخارى ) 1 / 143 ( الرقاق ، وأبو نعيم فى الحليه‬ ‫•‬ ‫) 1 / 4 ( ، وانظر طرق الحديث فى الصحيحة رقم ) 0461( .‬ ‫)2( روضة المحبين ) 614 ( .‬ ‫•‬
  • 18. ‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬ ‫تابع / محبة ال عزوجل‬ ‫• السباب الجالبة للمحبة :‬ ‫1- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه .‬ ‫•‬ ‫2- التقرب إلى ال عز وجل بالنوافل بعد الفرائض .‬ ‫•‬ ‫3- دوام ذكره بالقلب واللسان .‬ ‫•‬ ‫4- إيثاره محابه على محابك عند غلبات الهوى‬ ‫•‬ ‫5 – مطالعة أسمائه وصفاته ، ومشاهدتها ، والتقلب فى رياض معانيها.‬ ‫•‬ ‫6- تذكر نعمه وإحسانه وبره على العبد ، فإن القلوب جلبت على محبة من أحسن إليها‬ ‫•‬ ‫وبغض من اساء إليها .‬ ‫•‬ ‫7- الخلوة به وقت النزول اللهى والذن العام ، عند قوله عز وجل :‬ ‫•‬ ‫هل من سائل .. هل من تائب .. هل من مستغفر .)1(‬ ‫•‬ ‫8- مجالسة المحبين الصادقين ، والتقاط أطايب ثمرات كلمهم.‬ ‫•‬ ‫9- مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين ال من الشهوات والشبهات .‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫)1( حديث النزول رواه البخارى ) 31 / 464 ( التوحيد ، ومسلم ) 6 / 83 ، 93 ( والترمذى ) 31 / 03 ( الدعوات ، وأبو داود ) 1031 ( الصله . )1( استنشاق نسيم‬ ‫النس من نفحات رياض القدس ) 11 - 51 ( باختصار ، والحديث رواه البخارى ) 1 / 143 ( الرقاق ، وأبو نعيم فى الحليه ) 1 / 4 ( ، وانظر طرق الحديث فى الصحيحة‬ ‫رقم ) 0461( .‬ ‫)2( روضة المحبين ) 614 ( .‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫. حديث النزول رواه البخارى ) 31 / 464 ( التوحيد ، ومسلم ) 6 / 83 ، 93 ( والترمذى ) 31 / 03 ( الدعوات ، وأبو داود ) 1031 ( الصله )1(‬
  • 19. ‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬ ‫تابع / محبة ال عزوجل‬ ‫تابع/السباب الجالبة للمحبة :‬ ‫01- التفكر فى مصنوعاته الدالة على كماله ، فإن القلوب مفطورة على محبة الكمال ، وكان‬ ‫•‬ ‫السلف يفضلون التفكر على عبادة البدن .‬ ‫11- تذكر ما ورد فى الكتاب والسنة من رؤية أهل الجنة لربهم وزيارتهم له واجتماعهم يوم‬ ‫•‬ ‫المزيد .‬ ‫ول شك فى أن الشتغال بهذه السباب الجالبة للمحبة مما يشغل القلب بطاعة ال ويبعده‬ ‫•‬ ‫عن المعاصى، ثم إذا كملت المحبة فإن المحب ل يعصى محبوبه‬ ‫وإذا فتح للعبد هذا الباب الشريف ، ودخل هذا القصر المنيف ، فإنه تحبب إليه الطاعات ويجد‬ ‫•‬ ‫فيها منتهى راحته وسعادته ،‬ ‫قال النبى صلى ال عليه وسلم : ) وجعلت قرة عينى فى الصلة ( )1(، وكان يصلى حتى ترم‬ ‫•‬ ‫ا‬ ‫ساقاه وتشقق قدماه فيقال له فى ذلك فيقول صلى ال عليه وسلم: ) أفل أكون عبدً‬ ‫شكورً ( )2(‬ ‫ا‬ ‫• فمحبة ال عز وجل من أعظم أسباب التقوى ،‬ ‫فإن المحب يسر بخدمة محبوبه وطاعته ، ول تطاوعه نفسه على معصيته‬ ‫•‬ ‫كما قال بعض الصالحين : إنى ل أحسن أن أعصى ال . أى أن جوارحه ل تأتى معه فى‬ ‫•‬ ‫المعصية ،‬ ‫لمحبتها للطاعات ، وبغضها للمعاصى .‬ ‫•‬ ‫كما نصحت إحدى الصالحات من السلف بنيها فقالت لهم :‬ ‫•‬ ‫" تعودوا حب ال وطاعته فإن المتقين ألفت جوارحهم الطاعة فاستوحشت من غيرها ، فإذا‬ ‫•‬ ‫أمرهم الملعون بمعصية ، مرت المعصية بهم محتشمه فهم لها منكرون ".‬ ‫• فنسال ال الغنى الكريم أن يمن علينا بمحبته وأن يوفقـنا لسباب فضله ورحمته.‬ ‫-----------------------------------------------------------------------‬ ‫•‬ ‫) ) 1(رواه أحمد ) 821 / 3 ( والنسائى ) 7 / 16 ( عشرة النساء ، والحاكم ) 2 / 061 ( النكاح وصححه على شرط مسلم ، ووافقه الذهبى وصححه اللبانى فى الصحيحة رقم ) 9081 ( .‬ ‫•‬ ‫)2(‬ ‫رواه البخارى ) 3 / 41 ( التهجد موصو ً عن المغيره وبمعناه معلقً عن عائشه ، وابن ماجه ) 9141 (‬ ‫ا‬ ‫ل‬
  • 20. ‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬ ‫2- ومما يعين على تقوى ال عز وجل أن يدرب العبد نفسه على المراقبة وان يستشعر اطلع‬ ‫•‬ ‫ال عز وجل عليه فيستحى :‬ ‫قال ال تعالى :[ َ ُ َ َ َ ُمْ َيْ َ َا ُن ُمْ َا ُ ِ َا َعْ َ ُو َ َ ِي ٌ ] … ) الحديد : 4 (‬ ‫وهو معك أ ن م ك ت و ّ بم ت مل ن بص ر‬ ‫ل‬ ‫•‬ ‫قال ابن كثير رحمه ال : أى رقيب عليكم شهيد على أعمالكم حيث كنتم وأين كنتم ، من بر أو‬ ‫•‬ ‫بحر ، فى ليل او نهار ، فى البيوت او القفار ، الجميع فى علمه على السواء ، وتحت بصره‬ ‫وسمعه فيسمع كلمكم ، ويرى مكانكم ، ويعلم سركم ونجواكم .)1(‬ ‫وقال تعالى : [ َل ِ ّ ُمْ َثْ ُو َ ُ ُو َ ُمْ ِ َسْ َخْ ُواْ ِنْ ُ َل ِي َ َسْ َغْ ُو َ ِ َا َ ُمْ َعْ َ ُ َا‬ ‫أ إنه ي ن ن صد ره لي ت ف م ه أ ح ن ي ت ش ن ثي به ي لم م‬ ‫•‬ ‫ُ ِ ّو َ َ َا ُعْ ِ ُو َ ِ ّ ُ َ ِي ٌ ِ َا ِ ال ّ ُو ِ ]) هود : 5 (‬ ‫يسر ن وم ي لن ن إنه عل م بذ ت صد ر‬ ‫عن ابن مسعود رضى ال عنه قال : قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :) استحيوا من ال‬ ‫•‬ ‫حق الحياء ، من استحيا من ال حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى ، وليحفظ البطن وما‬ ‫حوى ، وليذكر الموت والبل ، ومن أراد الخرة ترك زينة الحياة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيا‬ ‫من ال حق الحياء ( . )1(‬ ‫قال المناوى فى الفيض : " استحيوا من ال حق الحياء " بترك الشهوات والنهمات ، وتحمل‬ ‫•‬ ‫المكاره على النفس حتى تصير مدبوغة ، فعندها تطهر الخلق ، وتشرق أنوار السماء فى‬ ‫صدر العبد ، ويقرر علمه بال فيعيش غني ً بال ماعاش .‬ ‫ا‬ ‫قال البيضاوى : ليس حق الحياء من ال ما تحسبونه ، بل أن يحفظ نفسه بجميع جوارحه عما‬ ‫•‬ ‫ل يرضاه من فعل وقول .‬ ‫وعن ثوبان رضى ال عنه قال :‬ ‫•‬ ‫قال رسول ال صلى اله عليه وسلم ) لعملن أقوام ً من أمتى ياتون يوم القيامة بحسنات‬ ‫ا‬ ‫•‬ ‫أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها ال هباء منشورا ، أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ، ويأخذون‬ ‫من الليل كما تأخذون ، ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم ال انتهكوها (. )1(‬ ‫)1( تفسير القرآن العظيم ) 4 / 403 ( .‬ ‫•‬
  • 21. ‫• تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬ ‫• وسئل النبى صلى ال علية وسلم عن الحسان فى الحديث المسمى بأم السنه‬ ‫فقال صلى ال علية وسلم : ) أن تعبد ال كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك(. )4(‬ ‫•‬ ‫قال النووى رحمه ال : " هذا من جوامع الكلم التى أوتيها صلى ال عليه وسلم ، لنا لو قدرنا أن احدً‬ ‫ا‬ ‫•‬ ‫قام فى عبادة وهو يعاين ربه سبحانه وتعالى ، لم يترك شيئ ً ما يقدر عليه من الخضوع والخشوع وحسن‬ ‫ا‬ ‫السمت واجتماعه بظاهره وباطنه على العتناء بتتميمها على أحسن وجوهها إل أتى به‬ ‫فقال صلى ال عليه وسلم : ) اعبد ال فى جميع أحوالك كعبادتك فى حال العيان (‬ ‫•‬ ‫فإن التتميم المذكور فى حال العيان إنما كان لعلم العبد باطلع ال سبحانه وتعالى عليه ، فل يقدم العبد‬ ‫•‬ ‫على تقصير فى هذا الحال للطلع عليه ، وهذا المعنى موجود مع رؤية العبد ، فينبغى أن يعمل بمقتضاه‬ ‫،‬ ‫فمقصود الكلم الحث على الخلص فى العبادة ومراقبة العبد ربه تبارك وتعالى فى إتمام الخشوع‬ ‫•‬ ‫والخضوع وغير ذلك ، وقد ندب أهل الحقائق إلى مجالسة الصالحين ليكون ذلك مانع ً من تلبسه من‬ ‫ا‬ ‫النقائض إحترام ً لهم وإستحيا ً منهم ، فكيف بمن ل يزال ال مطلعا عليه فى سره وعلنيته )1(.‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫وقوله صلى ال عليه وسلم : ) فإن لم تكن تراه فإنه يراك (‬ ‫•‬ ‫قيل : إنه تعليل للول ، فإن العبد إذا أمر بمراقبة ال تعالى فى العبادة واستحضار قربة من عبده حتى‬ ‫•‬ ‫كأن العبد يراه فإنه قد يشق ذلك عليه ، فيستعين على ذلك بإيمانه بأن ال يراه ويطلع على سره‬ ‫وعلنيته وباطنة وظاهره ، ول يخفى عليه شئ من أمره فإذا تحقق هذا المقام سهل عليه النتقال إلى‬ ‫المقام الثانى‬ ‫• وصفوة الكلم أن يقال : مما يعين على التقوى التدرب على مراقبة ال عز وجل‬ ‫وإحساس القلب بقربة وإطلعه ، فيستحى العبد عند ذلك من المعصية ويبذل جهده فى أداء الطاعة‬ ‫•‬ ‫على أحسن وجوهها ، وهذه بعض الثار فى تقرير هذا المعنى :‬ ‫ذكر عن أعرابى قال : خرجت فى بعض ليالى الظلم فإذا أنا بجارية كأنها علم )1( ، فأردتها عن نفسها‬ ‫•‬ ‫فقالت : ويلك أما كان لك زاجر من عقل إذا لم يكن لك نا ٍ من دين ؟ فقلت : إنه وال ما يرانا إل الكواكب ،‬ ‫ه‬ ‫فقالت : فأين مكوكبها.‬ ‫__________________________________________________‬ ‫•‬ ‫) )1( رواه الترمذي ) 09 / 182 ( القيامه ، والحاكم ) 4 / 323 ( الرقاق وقال : صحيح السناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبى ، وحسنه اللبانى .‬ ‫)4( رواه البخارى ) 1 / 411 ( اليمان ، ومسلم ) 1 / 751 ، 851 ( اليمان ، والترمذى ) 01 – 78 / 88 ( اليمان ، وأبو داود‬ ‫•‬ ‫) 0764( السنه ، والنسائى ) 8 / 79 ( اليمان .‬ ‫•‬ ‫)1( شرح النووى على صحيح مسلم ) 1 / 751 – 851 ( .‬ ‫•‬ ‫)1( علم : أي جبل‬ ‫•‬
  • 22. ‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬ ‫3- ومما يعين على التقوى معرفة ما فى سبيل الحرام من المفاسد واللم‬ ‫•‬ ‫فليس فى الدنيا والخرة شر و داء إل وسببه الذنوب والمعاصى ،‬ ‫•‬ ‫قال ابن القيم رحمه ال : فما الذي أخرج البوين من الجنة ـ دار اللذة والنعيم والبهجة‬ ‫•‬ ‫والسرورـ إلى دار اللم والحزان والمصائب ؟‬ ‫وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء ،وطرده ،ولعنه،ومسخ ظاهره وباطنه؟‬ ‫•‬ ‫وما الذي أغرق أهل الرض كلهم حتى عل الماء فوق رأس الجبال ؟‬ ‫•‬ ‫وما الذي سلط الريح العقيم على قوم عاد حتى القتهم موتى على وجه الرض كأنهم أعجاز‬ ‫•‬ ‫نخل خاوية ودمرت ما مر عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم حتى صاروا عبرة‬ ‫للمم إلى يوم القيامة ؟‬ ‫وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم ،وماتوا عن‬ ‫•‬ ‫آخرهم ؟‬ ‫وما الذي رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملئكة نبيح كلبهم ،ثم قلبها عليهم، فجعل‬ ‫•‬ ‫عاليها سافلها، فأهلكهم جميعا، ثم أتبعهم حجارة من السماء أمطرها عليهم، فجمع عليهم‬ ‫من العقوبة ما لم يجمعه على أمة غيرهم ،ولخوانهم أمثالها ،وما هي من الظالمين ببعيد ؟‬ ‫وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل ،فلما صار فوق رؤسهم ؛ أمطر‬ ‫•‬ ‫عليهم نارً تلظى ؟‬ ‫ا‬ ‫وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر ،ثم ُ ِ َت أروا ُهم إلى جهنم ؛فالجساد للغرق‬ ‫ح‬ ‫نقل‬ ‫•‬ ‫والرواح للحرق ؟‬ ‫وما الذي خسف بقارون وداره وماله وأهله ؟‬ ‫•‬ ‫وما الذي بعث على بنى إسرائيل قوم ً أولى بأس شديد ، فجاسوا خلل الديار، وقتلوا‬ ‫ا‬ ‫•‬ ‫الرجال ،وسبوا الذراري والنساء ،وأحرقوا الديار ،ونهبوا الموال ،ثم بعثهم عليهم مرة ثانية ،‬ ‫فاهلكوا ما قدروا عليه ،وتبروا )46(ما علو تتبيرا ؟‬ ‫وفي مسند أحمد ؛من حديث أم سلمة؛ قالت : سمعت رسول ال ) يقول : " إذا ظهرت‬ ‫•‬ ‫المعاصي في أمتي عمهم ال بعذاب من عنده فقلت :يا رسول ال أما فيهم يومئذ أناس‬ ‫صالحون ؟ قال : بلى ، قلت :كيف يصنع باؤلئك ؟ قال : يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون‬ ‫إلى مغفرة من ال ورضوان‬
  • 23. ‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬ ‫4- ومما يعين على التقوى أن تتعلم كيف تغالب هواك وتطيع مولك‬ ‫قال الشيخ مصطفى السباعى رحمه ال : " إذا همت نفسك بالمعصية فذكرها بال ، فإذا لم ترجع‬ ‫فذكرها بأخلق الرجال ، فإذا لم ترجع فذكرها بالفضيحه إذا علم الناس ، فإذا لم ترجع‬ ‫فاعلم أنك تلك الساعة انقلبت إلى حيوان " .‬ ‫)1(‬ ‫• وقال ابن القيم رحمه ال : " وملك المر كله الرغبة فى ال وأرادة وجهه والتقرب إليه‬ ‫بأنواع الوسائل والشوق إلى الوصول إليه ، وإلى لقائه ، فإن لم يكن للعبد همة على ذلك‬ ‫فالرغبة فى الجنة ونعيمها وما أعد ال فيها لوليائه ، فإن لم تكن له همة عالية تطالبه‬ ‫بذلك ، فخشية النار وما أعد ال فيها لمن عصاه ، فإن لم تطاوعه نفسه لشئ من ذلك ،‬ ‫فليعلم أنه خلق للجحيم ل للنعيم ، ول يقدر على ذلك بعد قدر ال وتوفيقه إل بمخالفة‬ ‫هواه.‬ ‫فلم يجعل ال طريقا إلى الجنة غير متابعته ، ولم يجعل للنار طريق ً غير مخالفته ،‬ ‫ا‬ ‫•‬ ‫قال ال تعالى :‬ ‫•‬ ‫[ َ َ ّا َن َ َى )73( َآ َ َ الْ َ َا َ ال ّنْ َا )83( َ ِ ّ الْ َ ِي َ ِ َ الْ َأْ َى )93( ََ ّا َنْ‬ ‫وأم م‬ ‫فإن جح م هي م و‬ ‫و ث ر حي ة د ي‬ ‫فأم م طغ‬ ‫•‬ ‫َا َ َ َا َ َ ّ ِ َ َ َى ال ّفْ َ َ ِ الْ َ َى )04( َ ِ ّ الْ َ ّ َ ِ َ الْ َأْ َى ] ..... ) النازعات :‬ ‫فإن جنة هي م و‬ ‫ن س عن هو‬ ‫خ ف مق م ربه ونه‬ ‫73 - 14 (‬ ‫وقال تعالى : [ َ ِ َنْ َا َ َ َا َ َ ّ ِ َ ّ َا ِ ] ..... ) الرحمن : 64 (‬ ‫ولم خ ف مق م ربه جنت ن‬ ‫•‬ ‫قيل : هو العبد يهوى المعصية فيذكر مقام ربه عليه فى الدنيا ومقامه بين يديه فى‬ ‫•‬ ‫الخرة فيتركها ل .‬ ‫وقد أخبر ال عز وجل أن اتباع الهوى يضل عن سبيله فقال ال تعالى :‬ ‫•‬ ‫لْ ض ف ك ب ن ن س ب حق ول تتبع هو فيضلك‬ ‫[ َا َا ُو ُ ِ ّا َ َلْ َا َ َ ِي َ ً ِي ا َرْ ِ َاحْ ُم َيْ َ ال ّا ِ ِالْ َ ّ َ َ َ ّ ِ ِ الْ َ َى َ ُ ِ ّ َ‬ ‫ي د و د إن جع ن ك خل فة ف‬ ‫•‬ ‫َن َ ِي ِ ا ِ ِ ّ ا ّ ِي َ َ ِ ّو َ َن َ ِي ِ ا ِ ] )1( ..) ص : 62 (‬ ‫ّ إن لذ ن يضل ن ع سب ل ل‬ ‫ّ‬ ‫ع سب ل ل‬ ‫----------------------------------------------------------------------------------‬ ‫•‬ ‫1() علمتنى الحياه ) 23 ( نق ً عن هامش رسالة المسترشدين للمحاسبى ) 061 ( بتحقيق وتعليق عبد الفتاح أبو‬ ‫ل‬ ‫غدة .‬ ‫)1( روضة المحبين ) 104 – 204 ( باختصار .‬ ‫•‬
  • 24. ‫وقد حكم ال تعالى لتابع هواه بغير هدى من ال أنه أظلم الظالمين فقال ال عز وجل :‬ ‫•‬ ‫فإ ل ي تج ب لك ف ل أنم يتبع ن أ و ه وم أض ّ ممن تبع هو ه بغ ر هد من‬ ‫[ َِن ّمْ َسْ َ ِي ُوا َ َ َاعْ َمْ َّ َا َ ّ ِ ُو َ َهْ َاء ُمْ َ َنْ َ َل ِ ّ ِ اّ َ َ َ َا ُ ِ َيْ ِ ُ ًى ّ َ‬ ‫•‬ ‫ا ِ ِ ّ ا َ َ َهْ ِي الْ َوْ َ ال ّاِ ِي َ ] ..... ) القصص : 05 (‬ ‫ق م ظ لم ن‬ ‫ّ إن ّ ل ي د‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫وجعل سبحانه وتعالى المتبع قسمين ل ثالث لهما : إما ما جاء به الرسول صلى ال عليه‬ ‫•‬ ‫وسلم‬ ‫وإما الهوى : فمن اتبع أحداهما لم يمكنه إتباع الخر .)2(‬ ‫•‬ ‫وقال ابن الجوزى رحمه ال : " الحذر الحذر من المعاصى فإنها سيئة العواقب ، والحذر من‬ ‫•‬ ‫الذنوب خصوصَ ذنوب الخلوات ، فإن المبارزة ل تعالى تسقط العبد من عينه سبحانه ، ول‬ ‫ا‬ ‫ينال لذة المعاصى إل دائم الغفلة ، فأما المؤمن اليقظان فإنه ل يلتذ بها ، لنه عند إلتذاذه‬ ‫يقف بإيذائه علمه بتحريمها ، وحذره من عقوبتها ، فإن قويت معرفته رأى بعين علمه قرب‬ ‫الناهى – وهو ال – فيتنغص عيشه فى حال إلتذاذه ،فإن غلبه سكر القلب متنغصً بهذه‬ ‫ا‬ ‫المراقبات ، وإن كان الطبع فى شهوته فما هى إل لحظة ثم خزى دائم وندم ملزم وبكاء‬ ‫متواصل وأسف على ما كان مع طول الزمان ، حتى لو تيقن العفو وقف بإزائه حذر العتاب .‬ ‫فأ ً للذنوب ! ما أقبح أثارها ؟ وأسوأ أخبارها ؟ ول كانت شهوه ل تنال إل بمقدار قوة‬ ‫ف‬ ‫•‬ ‫الغفله .)1(‬ ‫وقال ابن القيم رحمه ال : " واعلم أن الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه‬ ‫•‬ ‫الشهوة ، فإن الشهوة إما أن توجب ألمً وعقوبة ، وغما أن تقطع لذة أكمل منها ، وإما أن‬ ‫ا‬ ‫تضيع وقتً إضاعته حسرة وندامة ، وإما أن تثلم عرضً توفيره أنفع للعبد من ثلمه ، وإما أن‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫تذهب ما ً بقاؤه خير من ذهابة ، وإما أن تضع قدرً قيامه خير من وضعه ، وإما أن تسل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫نعمة بقاؤها ألذ من قضاء الشهوة ". )2(‬ ‫---------------------------------------------------------------------------------‬ ‫•‬ ‫)2( السابق ) 404 (‬ ‫)1( صيد الخاطر ) 921 ( بتصرف .‬ ‫•‬ ‫)2( الفوائد ) 281 – 381 ( دار الدعوة .‬ ‫•‬
  • 25. ‫:-دوافع الناس فى ترك المعاصى‬ ‫وخلصة هذا الفصل أن الناس فى ترك المعاصى والتورع عنها دوافع متعددة :‬ ‫•‬ ‫1-منهم من يدفعه عن معصية محبة ال عز وجل وإجلله أن يخالف أمره ويرتكب نهيه‬ ‫•‬ ‫كما قال بعضهم : وددت أن جلدى قرض بالمقارض ، وأن هؤلء الخلق أطاعوا ال عز وجل ،‬ ‫•‬ ‫وهذه أعلى مراتب الخشية واغلى دوافع التقوى.‬ ‫2-ومن الناس من يدفعه عن المعصيه الرغبة فى دار القرار وما فيها من نعيم مقيم للبرار ،‬ ‫•‬ ‫قال النبى صلى اله عليه وسلم : )من شرب الخمر فى الدنيا لم يشربها فى الخرة إل أن‬ ‫•‬ ‫يتوب( .)3(‬ ‫فالتمتع بالحرام فى دار الفناء سبب للحرمان من النعيم المقيم فى دار البقاء ، فلن يجعل ال‬ ‫•‬ ‫من أذهب طيباته فى حياته الدنيا واستمتع بها كمن صام عنها ليوم فطره من الدنيا إذا لقى‬ ‫ال عز وجل .‬ ‫قال الخطابى : معناه لم يدخل الجنة ، لن الخمر شراب أهل الجنة ) جامع الصول 99/5(‬ ‫•‬ ‫وقال النووى : معناه أنه يحرم شربها فى الجنة وإن دخلها من فاخر شراب الجنة فيمنعها هذا‬ ‫•‬ ‫العاصى بشربها فى الدنيا ، وقيل إنه ينسى شهوتها لن الجنة فيها كل ما يشتهى ، وقيل ل‬ ‫يشتهيها وإن ذكرها ويكون هذا نقص نعيم فى حقه تمييزً بينه وبين تارك شربها –‬ ‫ا‬ ‫3-ومنهم من يتركها خوف ً من النار وإتقاء غضب الجبار .‬ ‫ا‬ ‫•‬ ‫4-ومنهم من يتركها خوف العار والشنار()1 واستبقاء الحياء والوقار‬ ‫•‬ ‫5- ومنهم من يترك المعصية لما يعقبها من شرور ومصائب وألم .‬ ‫•‬ ‫6-ما ومنهم من يحمله على ترك المعاصى لذة العفة والستعلء عن أتباع الهوى فإن لذلك‬ ‫•‬ ‫حلوة فى القلوب ل يعرفها إل من ذاقها .‬ ‫7-ومنهم من يتركها لنها تنافى المروءة والشهامة‬ ‫•‬ ‫قول ال عز وجل : [ ُل ّلْ ُؤْ ِ ِي َ َ ُ ّوا ِنْ َبْ َا ِ ِمْ ] ....) النور : 03(‬ ‫ق ل م من ن يغض م أ ص ره‬ ‫•‬ ‫8-ومنهم من يتركها إستحياء من الناس ول يخشى ال عز وجل وهذة أدنى المراتب :‬ ‫•‬ ‫---------------------------------------------------------------------------------------------------‬ ‫--------------------‬ ‫)3( رواه البخارى ) 01 / 03 ( ، و مسلم ) 31 / 371 ( الشربه بهذا اللفظ ، ومالك فى الموطأ ) 2 / 648 ( الشربه ،‬ ‫•‬ ‫وأبو داود ) 2663( الشربه ، والترمذى ) 8 / 84 ( الشربه والنسائى ) 8 / 813 ( الشربه .‬ ‫•‬ ‫)1( الشنار : هو أقبح العيب .‬ ‫•‬
  • 26. ‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬ ‫5-ومما يعين على تقوى ال عز وجل معرفة مكائد الشيطان ومصائده ، والحذر من‬ ‫وساوسه ودسائسه‬ ‫قال العلمة ابن مفلح المقدسى رحمه ال : اعلم أن الشيطان يقف للمؤمنين فى سبع عقبات‬ ‫•‬ ‫، عقبة الكفر ، فإن سلم منه ففى عقبة البدعة ، ثم فى عقبة فعل الكبائر ، ثم فى عقبة فعل‬ ‫الصغائر ، فإن سلم منه ففى عقبة فعل المبيحات فيشغله بها عن الطاعات ، فإن غلبه شغله‬ ‫بالعمال المفضولة عن العمال الفاضلة ، فإن سلم من ذلك وقف له فى العقبة السابعة ، ول‬ ‫يسلم منها المؤمن إذ لو سلم منها أحد لسلم منه رسول ال صلى ال علية وسلم وهى‬ ‫تسليط العداء الفجرة بأنواع الذى . )1(‬ ‫فل شك فى أن معرفة العقبات التى يقف عندها الشيطان ، ومعرفة مداخله إلى قلب ابن أدم‬ ‫•‬ ‫مما يعين على الحذر منه ، وأولى من ذلك بالذكر أن تعرف أن الشيطان عدو لبنى أدم فل يمكن‬ ‫أن يأمره بخير أو ينهاه عن شر .‬ ‫إن ش ط ن لك عدو ف تخذ ه عدو إنم ي ع ح به ليك ن م أ ح ب‬ ‫قال ال تعالى : [ ِ ّ ال ّيْ َا َ َ ُمْ َ ُ ّ َا ّ ِ ُو ُ َ ُ ّا ِ ّ َا َدْ ُو ِزْ َ ُ ِ َ ُو ُوا ِنْ َصْ َا ِ‬ ‫•‬ ‫ال ّ ِي ِ ] .........( فاطر : 6 (‬ ‫سع ر‬ ‫ي أيه لذ ن من ل تتبع خطو ت ش ط ن وم يتب ُ ُو ت ش ط ن فإنه‬ ‫وقال تعالى : [ َا َ ّ َا ا ّ ِي َ آ َ ُوا َ َ ّ ِ ُوا ُ ُ َا ِ ال ّيْ َا ِ َ َن َ ّ ِعْ خط َا ِ ال ّيْ َا ِ َ ِ ّ ُ‬ ‫•‬ ‫َأْ ُ ُ ِالْ َحْ َاء َالْ ُن َ ِ ] ......... ) النور : 12 (‬ ‫ي مر ب ف ش و م كر‬ ‫قال أبو افرج بن الجوزى : " إنما يدخل إبليس على الناس بقدر ما يمكنه ، ويزيد تمكنه منهم‬ ‫•‬ ‫ويقل على مقدار يقظتهم ، وغفلتهم وجهلهم ، وعلمهم ، واعلم أن القلب كالحصن ، وعلى ذلك‬ ‫الحصن سور ، وللسور أبواب ، وفيه ثلم )2( ، وساكنه العقل ، والملئكة تتردد على الحصن ،‬ ‫وإلى جانبه ربض )3( فيه الهوى ، والشياطين تختلف إلى ذلك الربض من غير مانع ، والحارس‬ ‫وأهل الربض ، والشياطين ل تزال تدور حول الحصن تطلب غفلة‬ ‫قائم بين أهل الحصن‬ ‫الحارس والعبور من بعض الثلم ، فينبغى للحارس أن يعرف جميع أبواب الحصن الذى قد وكل‬ ‫بحفظه وجميع الثلم ، وأن ل يفتر عن الحراسة لحظة فإن العدو ما يفتر "‬ ‫•‬ ‫----------------------------------------------------------------------‬ ‫مصائب النسان من مكائد الشيطان )96( باختصار ، وذكر ابن القيم رحمه ال هذه العقبات السبع فى تفسير المعوذتين بأطول من ذلك ، فليراجعه من أراد زيادة التفصيل ) 37 – 67 ( .‬ ‫)1(‬ ‫وهى موضع الكسر من القدح .‬ ‫جمع ثلمه :‬ ‫)2(‬ ‫•‬ ‫.‬ ‫المكان الذى يؤوى إليـه‬ ‫)3(‬ ‫•‬
  • 27. ‫تابع :كيف تتقى ال عز وجل؟‬ ‫تابع /معرفة مكائد الشيطان ومصائده ، والحذر من وساوسه ودسائسه‬ ‫قال رجل للحسن البصرى : أينام إبليس ؟ قال : لو نام لوجدنا راحة ، وهذا الحصن‬ ‫•‬ ‫بالذكر مشرق باليمان ، وفيه مرآة صقيلة يتراءى بها صور كل ما يمر به ،‬ ‫مستنير‬ ‫فأول ما يفعل الشيطان فى الربض إكثار الدخان فتسود حيطان الحصن وتصدأ المرآة ،‬ ‫وكمال الفكر يرد الدخان ، وصقل الذكر يجلو المرآة ، وللعدو حملت فتارة يحمل فيدخل‬ ‫الحصن فيكر‬ ‫عليه الحارس فيخرج ، وربما دخل فعاث )1( ، وربما أقام لغفلة الحارس ، وربما ركدت الريح‬ ‫•‬ ‫الطاردة للدخان فتسود حيطان الحصن وتصدأ المرآة فيمر الشيطان ول يدرى به ، وربما‬ ‫جرح الحارس لغفلته وأسر واستخدم .)2(‬ ‫واعلم أن أول ما يغوى به الشيطان ابن أدم الوساوس التى يوسوس بها إليه ،‬ ‫•‬ ‫كما قال تعالى أمرً بالستعادة بال عز وجل من وساوسه:‬ ‫ا‬ ‫•‬ ‫[ ُلْ َ ُو ُ ِ َ ّ ال ّا ِ )1( َ ِ ِ ال ّا ِ )2( ِ َ ِ ال ّا ِ )3( ِن َ ّ الْ َسْ َا ِ الْ َ ّا ِ )4(‬ ‫م ش ر و و س خن س‬ ‫إله ن س‬ ‫م لك ن س‬ ‫ق أع ذ برب ن س‬ ‫•‬ ‫ا ّ ِي ُ َسْ ِ ُ ِي ُ ُو ِ ال ّا ِ )5( ِ َ الْ ِ ّ ِ َ ال ّا ِ ] ...... ) الناس (‬ ‫من جنة و ن س‬ ‫لذ يو وس ف صد ر ن س‬ ‫قال ابن القيم رحمه ال :‬ ‫•‬ ‫" الوسوسة هى مبادئ الرادة فإن القلب يكون فارغ ً من الشر والمعصية فيوسوس إليه‬ ‫ا‬ ‫•‬ ‫ويخطر الذنب بباله فيصوره لنفسه ويمنيه ويشهيه فيصير شهوه ، ويزينها له ويحسنها‬ ‫ويخيلها له فى خيال تميل نفسه إليه فتصير إرادة ، ثم ل يزال يمثل ويخيل ويمنى‬ ‫ويشهى وينسى علمه بضررها ويطوى عنه سوء عاقبتها فيحول بينه وبين مطالعته ، فل‬ ‫يرى إل صورة‬ ‫المعصية وألتذاذه بها فقط ، وينسى ما وراء ذلك فتصير الراده عزيمه جازمه ، فيشتد‬ ‫•‬ ‫الحرص عليها من القلب ، فيبعث الجنود فى الطلب فيبعث الشيطان معهم مدد ً لهم‬ ‫ا‬ ‫وعون ً ، فإن فتروا حركهم ، وإن ونوا أزعجهم كما قال تعالى :‬ ‫ا‬ ‫[ َ َمْ َ َ َ ّا َرْ َلْ َا ال ّ َا ِي َ َ َى الْ َا ِ ِي َ َ ُ ّ ُمْ َ ّا ] ......) مريم : 38(‬ ‫ك فر ن تؤزه أز‬ ‫أل تر أن أ س ن شي ط ن عل‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫-------------------------------------------------------------‬ ‫)1( عاث : أى أفسد‬ ‫)2( تلبيس أبليس ) 73 – 83 ( باختصار - مكتبة المتنبى .‬ ‫•‬
  • 28. ‫ما يستعان به من طاعة الرحمن الرحيم حتى يحفظ العبد نفسه من وساوس الشياطين‬ ‫: 1- الستعاذة بال‬ ‫•‬ ‫قال ال تعالى : [ َ ِ ّا َن َ َ ّ َ ِ َ ال ّيْ َا ِ َزْ ٌ َاسْ َ ِذْ ِا ّ ِ ّ ُ َ ِي ٌ َ ِي ٌ ] ..... ) العراف : 102 (‬ ‫وإم ي زغنك من ش ط ن ن غ ف تع ب ل إنه سم ع عل م‬ ‫•‬ ‫وعن سليمان بن صرد قال : كنت جالس ً مع النبى صلى ال عليه وسلم ورجلن يستبان فاحدهما‬ ‫ا‬ ‫•‬ ‫احمر وجهه وانتفخت أوداجه ، فقال النبى صلى ال علية وسلم : ) إنى لعلم كلمة لو قالها لذهب‬ ‫عنه ما يجد لو قال : أعوذ بال من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد ( . الحديث )1( .‬ ‫2- قراءة المعوذات فقد قال صلى ال علية وسلم : " لم يتعوذ الناس بمثلهن " .)2(‬ ‫•‬ ‫3- قراءة أية الكرسى عند النوم كما فى حديث أبى هريره فمن قرأها عند نومه ل يزال عليه من ال‬ ‫•‬ ‫حافظ ل يقربه شيطان .‬ ‫4- قراءة سورة البقرة قال النبى صلى ال عليه وسلم‬ ‫•‬ ‫) إن البيت الذى فيه سورة البقرة ل يدخله الشيطان ( .)3(‬ ‫•‬ ‫5- خاتمة سورة البقرة عن أبى مسعود النصارى قال : قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :) من‬ ‫•‬ ‫قرأ اليتين من أخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه ( . )4(‬ ‫6- " ل أله إل ال وحده ل شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير " مائة مرة من قرأها‬ ‫•‬ ‫فى يوم كانت له حرزً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسى .‬ ‫ا‬ ‫7- كثرة ذكر ال عز وجل فما أحرز العبد نفسه من الشيطان بمثل ذكر ال عز وجل .‬ ‫•‬ ‫8- الوضوء والصلة قال ابن القيم : وهذا أمر تجربته تغنى عن إقامة الدليل عليه .‬ ‫•‬ ‫9- إمساك فضول النظر والكلم والطعام ومخالطة الناس ، فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن أدم‬ ‫•‬ ‫وينال منه غرضه من هذه الربعة .)1(‬ ‫•‬ ‫)1( رواه البخارى 0 01 / 815 – 915 ( الدب ، ومسلم ) 61 / 361 ( البر والصله ، وابو داود ) 9574 ( الدب ، قال ابن كثير رحمه ال : من لطائف الستعاذه أنها طهارة الفم مما‬ ‫كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب اللهو وهو بتلوة القرآن وهى استعانه بال عز وجل واعتراف له بالقدره وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطن الذى ل يقدر‬ ‫على منعه ودفعه إل ال الذى خلقه ول يقبل ممناعه ول يدارى باحسان بخلف العدو من نوع النسان كما دلت على ذلك ايات من القرآن‬ ‫) 1 / 05 ( التفسير .‬ ‫•‬ ‫)2( رواه النسائى ) 8 / 152 ( الستعاذه : وأحمد بمعناه ) 3 / 714 ( وصححه اللبانى .‬ ‫•‬ ‫)3( رواه مسلم ) 6 / 86 ( صلة المسافرين بلفظ : أن الشيطان يفر من البيت الذى تقرأ فيه سورة البقره ، والترمذى‬ ‫•‬ ‫) 11 / 01 ( ثواب القرآن بلفظه .‬ ‫•‬ ‫)4( رواه البخارى ) 9 / 05 ( فضائل القرآن ، ومسلم ) 6 / 19 – 29 ( صلة المسافرين ن والترمذى ) 01 / 21 ( ثواب القرآن ، وابو داود ) 4831 ( الصله .‬ ‫•‬ ‫)1( تفسير المعوذتين باختصار) 28 – 68 ( وانظر البحر الرائق للمصنف .‬ ‫•‬