الملخص: منذ مطالع القرن العشرين، حسم الفيلسوف الألماني مارتن هيدغر (1889 - 1976) أمره مع (الهرمينوطيقا) عندما سعى إلى بناء رؤيته الفلسفية الجديدة بشأنها مُحدِثاً قطيعة معرفية جذرية مع تراثها وهو يستأنف قولها التجديدي على نحو فلسفي رائق جعله ينأى عن جُملة النظريات السابقة عليه بإيقاظ دلالاتها الأصلية لا بوصفها معرفة إنّما كتعرُّف وجودي أنطولوجي على العالَم؛ فالهرمينوطيقا ليست مذهباً ولا مهارة منهجية بعديَّة يمكن الذهاب إليها، بل هي سمة للوجود والموجود، وما الكائن البشري سوى كائن هرمينوطيقي بطبعه الذي له. ولذلك لا يتحدَّث هيدغر في محاضراته لعام 1923 عن الهرمينوطيقا على غرار أسلافه بوصفها نظرية للقراءة والتحليل والفهم، بل كأساس أنطولوجي وجودي يجد الكائن البشري منخرطاً فيه بالعالَم بوصفه مؤوَّلاً، ما يعني أنّ الهرمينوطيقا هي سلوك الكائن الذي يريد أن يكون ويوجد ويحضر، سلوكها كقدر أصلي له.

1. 2016 © ‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬ ‫اﻟﺤﻘﻮق‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ‬All rights reserved © 2016
‫ﻣﺤﻜﻢ‬ ‫ﺑﺤﺚ‬2016 ‫ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ‬ 09 ‫ا�ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬ ‫واﻟﻌﻠﻮم‬ ‫اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ‬ ‫ﻗﺴﻢ‬
‫العيـش‬‫يقظة‬‫بوصفها‬‫الهرمينوطيقا‬
‫َـم‬‫ل‬‫العـا‬‫فـي‬
)1923 ‫محاضرات‬ ‫في‬ ‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ ‫(تجربة‬
‫اهلل‬ ‫فرج‬ ‫رسول‬ ‫محمد‬ ‫رسول‬
‫عراقي‬ ‫باحث‬

2. 2
‫اهلل‬ ‫فرج‬ ‫رسول‬ ‫محمد‬ ‫رسول‬
‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫الفلسفة‬ ‫قسم‬www.mominoun.com
:‫امللخص‬
‫مع‬ ‫أمره‬ )1976 - 1889( ‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ ‫األلماني‬ ‫الفيلسوف‬ ‫حسم‬ ،‫العشرين‬ ‫القرن‬ ‫مطالع‬ ‫منذ‬
‫تراثها‬ ‫مع‬ ‫جذرية‬ ‫معرفية‬ ‫قطيعة‬ ً‫ثا‬ِ‫د‬‫ُح‬‫م‬ ‫بشأنها‬ ‫الجديدة‬ ‫الفلسفية‬ ‫رؤيته‬ ‫بناء‬ ‫إلى‬ ‫سعى‬ ‫عندما‬ )‫(الهرمينوطيقا‬
‫بإيقاظ‬ ‫عليه‬ ‫السابقة‬ ‫النظريات‬ ‫ملة‬ُ‫ج‬ ‫عن‬ ‫ينأى‬ ‫جعله‬ ‫رائق‬ ‫فلسفي‬ ‫نحو‬ ‫على‬ ‫التجديدي‬ ‫قولها‬ ‫يستأنف‬ ‫وهو‬
ً‫مذهبا‬ ‫ليست‬ ‫فالهرمينوطيقا‬ ‫م؛‬َ‫العال‬ ‫على‬ ‫أنطولوجي‬ ‫وجودي‬ ‫ف‬ُّ‫كتعر‬ ‫ما‬ّ‫ن‬‫إ‬ ‫معرفة‬ ‫بوصفها‬ ‫ال‬ ‫األصلية‬ ‫دالالتها‬
‫كائن‬ ‫سوى‬ ‫البشري‬ ‫الكائن‬ ‫وما‬ ،‫والموجود‬ ‫للوجود‬ ‫سمة‬ ‫هي‬ ‫بل‬ ،‫إليها‬ ‫الذهاب‬ ‫يمكن‬ ‫َّة‬‫ي‬‫بعد‬ ‫منهجية‬ ‫مهارة‬ ‫وال‬
‫على‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫عن‬ 1923 ‫لعام‬ ‫محاضراته‬ ‫في‬ ‫هيدغر‬ ‫ث‬َّ‫د‬‫يتح‬ ‫ال‬ ‫ولذلك‬ .‫له‬ ‫الذي‬ ‫بطبعه‬ ‫هرمينوطيقي‬
‫البشري‬ ‫الكائن‬ ‫يجد‬ ‫وجودي‬ ‫أنطولوجي‬ ‫كأساس‬ ‫بل‬ ،‫والفهم‬ ‫والتحليل‬ ‫للقراءة‬ ‫نظرية‬ ‫بوصفها‬ ‫أسالفه‬ ‫غرار‬
‫ويوجد‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ‫الذي‬ ‫الكائن‬ ‫سلوك‬ ‫هي‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ّ‫أن‬ ‫يعني‬ ‫ما‬ ،ً‫ال‬َّ‫و‬‫مؤ‬ ‫بوصفه‬ ‫م‬َ‫بالعال‬ ‫فيه‬ ً‫منخرطا‬
.‫له‬ ‫أصلي‬ ‫كقدر‬ ‫سلوكها‬ ،‫ويحضر‬

3. 3
‫اهلل‬ ‫فرج‬ ‫رسول‬ ‫محمد‬ ‫رسول‬
www.mominoun.com ‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫الفلسفة‬ ‫قسم‬
.»‫كاملة‬ ‫عيشها‬ ‫بعد‬ ‫إال‬ ‫الحياة‬ ‫ر‬ َّ‫فس‬ُ‫ت‬ ‫«ال‬
‫كيكجارد‬ ‫سورين‬
‫لترسيخه‬ ‫ى‬ّ‫د‬‫تص‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫هم‬ ‫العرب‬ ّ‫أن‬ ‫نالحظ‬ ،)Hermeneutics( ‫مصطلح‬ ‫جذور‬ ‫إلى‬ ‫بالعودة‬
‫إلى‬ ‫فبالعودة‬ ‫الترجمة؛‬ ‫أو‬ ‫التعريب‬ ‫عبر‬ ‫سواء‬ ،‫اإلغريقي‬ ‫التراث‬ ‫إلى‬ ً‫استنادا‬ ‫العربية‬ ‫المعرفية‬ ‫الذاكرة‬ ‫في‬
‫وجود‬ ‫الحظ‬ُ‫ن‬ ،‫الذهبي‬ ‫عصرهم‬ ‫في‬ ‫العرب‬ ‫تلقفها‬ ‫والتي‬ ،)1(ً‫تاليا‬ ‫تالمذته‬ ‫جمعها‬ ‫التي‬ ‫أرسطوطاليس‬ ‫محاضرات‬
)‫(األورغانون‬ ‫أو‬ )‫(المنطق‬ ‫من‬ )‫العبارة‬ ‫(كتاب‬ ‫الثاني‬ ‫الكتاب‬ ‫ففي‬ ‫المصطلح؛‬ ‫هذا‬ ‫لمعطيات‬ ‫باكر‬ ‫استخدام‬
‫“باري‬ ‫إلى‬ ‫نين‬ُ‫ح‬ ‫بن‬ ‫إسحق‬ ‫جانب‬ ‫من‬ ‫تعريبه‬ َّ‫م‬‫وت‬ )Perihermenias( ‫ملفوظ‬ ‫أرسطوطاليس‬ ‫استخدم‬
‫بذلك‬ ‫فجمع‬ ،)‫(العبارة‬ ‫إلى‬ ‫ترجمه‬ ً‫أيضا‬ ‫ه‬َّ‫ن‬‫لك‬ ،‫وداللته‬ ‫المصطلح‬ ‫على‬ ‫فيه‬ ‫ليحافظ‬ ‫للكتاب‬ ‫كعنوان‬ ”‫أرمينياس‬
ّ‫لنص‬ ‫ترجمته‬ ‫يختم‬ ‫وهو‬ ‫سيما‬ ‫ال‬ ،)‫الهجري‬ ‫الثالث‬ ‫(القرن‬ ‫المرحلة‬ ‫تلك‬ ‫منذ‬ ‫والترجمة‬ ‫التعريب‬ ‫فضيلتي‬ ‫بين‬
‫ترجم‬ ‫إسحق‬ ّ‫أن‬ ‫بمعنى‬ ،)2(
»)‫(العبارة‬ ‫في‬ ‫أي‬ ،)‫أرمينياس‬ ‫(باري‬ ‫أرسطوطاليس‬ ‫كتاب‬ َّ‫م‬‫“ت‬ :‫يقول‬ ‫راح‬ ‫الكتاب‬
،‫داللته‬ ‫على‬ ‫الضوء‬ ‫من‬ ‫مزيد‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫ولكن‬ ”‫“العبارة‬ ‫إلى‬ ‫اليوناني‬ ‫رسمه‬ ‫في‬ )Perihermenias( ‫مصطلح‬
.‫حينه‬ ‫في‬ ‫المعرفية‬ ‫مسؤوليته‬ ‫عن‬ ‫ِّر‬‫ب‬‫يع‬ ‫كان‬ ‫للمصطلح‬ ‫وترجمته‬ ‫تعريبه‬ ّ‫لكن‬
،‫اإلنجليزية‬ ‫إلى‬ ‫األرسطوطاليسي‬ ‫المنطقي‬ ‫المتن‬ ‫مترجمي‬ ‫أحد‬ ‫عليها‬ ‫توافر‬ ‫إشارة‬ ‫هناك‬ ،‫ذلك‬ ‫جانب‬ ‫إلى‬
،1889‫عام‬‫في‬ً‫وتاليا‬ ،1853 ‫عام‬‫في‬‫بداية‬‫نشرت‬‫التي‬‫الترجمة‬‫صاحب‬ ،)OctaviusFreireOwen(‫وهو‬
،)Perihermeniam( ‫أو‬ )Perihermenias( ‫تعبير‬ ‫المنطق‬ ‫مباحث‬ ‫في‬ ‫استخدم‬ ‫أرسطوطاليس‬ ّ‫بأن‬ ‫تقضي‬
‫ر‬ُّ‫و‬‫التص‬ ّ‫أن‬ ‫يعني‬ ‫وهذا‬ ،)3(
”‫الصوت‬ ‫يصدره‬ ‫ّا‬‫م‬‫م‬ ً‫انطالقا‬ ‫للمعنى‬ ‫“كإنتاج‬ ‫بالتأويل‬ ‫يتعلق‬ ‫استخدام‬ ‫وهو‬
‫الكتاب‬ ‫عنوان‬ ‫هؤالء‬ ‫ُترجم‬‫ي‬‫و‬ ،‫البشري‬ ‫الكالم‬ ‫تفسير‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫يشتغل‬ ‫الفترة‬ ‫تلك‬ ‫منذ‬ ‫بقي‬ ‫األرسطوطاليسي‬
)On Interpretation( ‫بـ‬ ‫اإلنجليزية‬ ‫إلى‬ )‫(العبارة‬ ‫أرسطوطاليس‬ )‫أورغانون‬ ‫أو‬ ‫(منطق‬ ‫من‬ ‫الثاني‬
‫لمصطلح‬ ً‫استخداما‬ ‫فيها‬ ‫نجد‬ ‫ال‬ ‫أرسطوطاليس‬ ‫كتب‬ ّ‫كل‬ ‫متون‬ ‫في‬ ‫ننظر‬ ‫وعندما‬ .‫الالتينية‬ ‫اللغة‬ ‫إلى‬ ً‫استنادا‬
.‫المذكور‬ )‫أرمينياس‬ ‫(باري‬ ‫كتاب‬ ‫عنوان‬ ‫فهو‬ ‫الثالث‬ ‫ّا‬‫م‬‫أ‬ ،‫تين‬ّ‫مر‬ ‫سوى‬ )Perihermenias( ‫الهرمينوطيقا‬
‫حدود‬ ‫بال‬ ‫"مؤمنون‬ ‫موقع‬ ،‫الميتافيزيقية‬ ‫المعرفة‬ ‫بناء‬ ‫وتجربة‬ ‫أرسطوطاليس‬ ...‫الماوراء‬ ‫في‬ ‫التفكير‬ ‫تدوين‬ :‫رسول‬ ‫َّد‬‫م‬‫مح‬ ‫رسول‬ .‫(د‬ :‫بحثنا‬ ‫انظر‬ .1
.)2016 ‫مايو‬ /‫أيار‬ 30 ،‫الرباط‬ ،‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫الفلسفة‬ ‫قسم‬ ،‫مقاالت‬ ‫فئة‬ ،‫اإللكتروني‬ "‫واألبحاث‬ ‫للدراسات‬
1980 ،1 ‫ط‬ ،‫بيروت‬ ،‫القلم‬ ‫دار‬ ،‫الكويت‬ ،‫المطبوعات‬ ‫وكالة‬ ،133 ‫ص‬ ،1 ‫ج‬ ،‫أرسطو‬ ‫منطق‬ :‫بدوي‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ .‫د‬ .2
،5 ‫العدد‬ ،‫الرباط‬ ،‫واألبحاث‬ ‫للدراسات‬ ‫حدود‬ ‫بال‬ ‫مؤمنون‬ ‫مؤسسة‬ ،)‫(ألباب‬ ‫مجلة‬ ،‫مقال‬ ،‫والقراءات‬ ‫المسائل‬ :‫التأويلية‬ ‫تأريخ‬ ‫في‬ :‫إنقزو‬ ‫فتحي‬ .‫د‬ .3
34 ‫ص‬ ،2015 ‫ربيع‬

4. 4
‫اهلل‬ ‫فرج‬ ‫رسول‬ ‫محمد‬ ‫رسول‬
‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫الفلسفة‬ ‫قسم‬www.mominoun.com
‫توماس‬ ‫سانت‬ ‫جون‬ ‫أخذ‬ ،1935 ‫سنة‬ ‫حتى‬ 1631 ‫سنة‬ ‫من‬ ً‫وتحديدا‬ ،)‫عشر‬ ‫السابع‬ ‫(القرن‬ ‫عدة‬ ‫قرون‬ ‫وبعد‬
‫وبضمنه‬ ،‫الالتينية‬ ‫باللغة‬ )Cursus Philosophicus( ‫الضخم‬ ‫كتابه‬ ‫من‬ ‫أجزاء‬ ‫ينشر‬ )4(
)1644 - 1589(
‫د‬َّ‫وأك‬ ،)Perihermenias( ‫مصطلح‬ ‫ذكر‬ ‫على‬ ‫فيه‬ ‫وأتى‬ ،1632 ‫سنة‬ )Ars Logica( )‫المنطق‬ ‫(فن‬ ‫كتابه‬
،”on or concerning interpretation“ ‫بالرسم‬ ‫الالتينية‬ ‫إلى‬ ‫طريقه‬ ‫أخذ‬ ‫اليوناني‬ ‫المصطلح‬ ‫هذا‬ ّ‫أن‬
‫المصطلح‬ ‫ُذكر‬‫ي‬ ‫وأينما‬ ‫هذا‬ ‫كتابه‬ ‫فصول‬ ‫في‬ ،‫راح‬ ّ‫م‬‫ث‬ ‫ومن‬ ،)de interpretation( ‫عبارة‬ ‫قوسين‬ ‫بين‬ ‫ووضع‬
.)5(
‫الالتيني‬ )perihermenias( ‫بمصطلح‬ ‫يقابله‬ ،‫اليوناني‬
)6(
”‫هاور‬ ‫“دون‬ ‫وضعه‬ ‫كتاب‬ ‫عنوان‬ ‫في‬ )Hermeneutica( ‫مصطلح‬ ‫استخدام‬ ‫ظهر‬ ‫سنوات‬ ‫وبعد‬
‫أخذت‬ ّ‫م‬‫ث‬ ‫ومن‬ .)‫سة‬َّ‫د‬‫المق‬ ‫النصوص‬ ‫تفسير‬ ‫منهج‬ ‫أو‬ ‫القدسية‬ ‫(الهرمينوطيقا‬ ‫عنوان‬ ‫تحت‬ 1654 ‫سنة‬
‫منعرج‬ ‫صوب‬ ً‫جذريا‬ ‫دالالته‬ ‫دفة‬ ‫بتغيير‬ ‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ ‫ليضطلع‬ ‫هذا‬ ‫يومنا‬ ‫حتى‬ ‫ع‬َّ‫تتفر‬ ‫المصطلح‬ ‫هذا‬ ‫دالالت‬
‫األلمانية‬ ‫باللغة‬ ‫العام‬ ‫رسمه‬ ‫على‬ ‫ليحافظ‬ ‫الثالث‬ ‫العقد‬ ‫وبداية‬ ‫العشرين‬ ‫القرن‬ ‫في‬ ‫الثاني‬ ‫العقد‬ ‫نهاية‬ ‫منذ‬ ‫جديد‬
‫فنراه‬ ،‫مغادرته‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫للمصطلح‬ ‫استخدامه‬ ‫ر‬َّ‫و‬‫فسيتط‬ )‫والزمان‬ ‫(الكينونة‬ ‫في‬ ‫ّا‬‫م‬‫أ‬ .)Hermeneutik(
‫الالتيني‬ ‫المصطلح‬ ‫إلى‬ ‫يلجأ‬ ‫والتأويل‬ ‫والقراءة‬ ‫والتفسير‬ ‫التبيين‬ ‫في‬ ‫كطريقة‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫عن‬ ‫ث‬َّ‫د‬‫يتح‬ ‫وهو‬
‫األلماني‬ ‫الملفوظ‬ ‫عن‬ ‫نفسه‬ ‫الوقت‬ ‫في‬ ً‫مبتعدا‬ ،‫التأويل‬ ‫إلى‬ ‫ُترجم‬‫ي‬ ‫ما‬ ً‫غالبا‬ ‫والذي‬ ،)Interpretation(
.‫النظير‬ ‫منقطع‬ ‫اإلغريقي‬ ‫للتراث‬ ‫هيدغر‬ ‫عشق‬ ‫من‬ ‫بوازع‬ ‫قراءة‬ ‫بوصفه‬ ‫التأويل‬ ‫على‬ ‫الدال‬ )Deutung(
***
‫المنعطف‬ ‫رون‬َّ‫يتفك‬ ‫وعندما‬ ،‫والغرب‬ ‫بالشرق‬ ،‫المعاصر‬ ‫الفلسفي‬ ‫الشأن‬ ‫في‬ ‫الباحثين‬ ‫بعض‬ ‫على‬ ‫ظ‬َ‫ُالح‬‫ي‬ ‫ما‬
‫(الكينونة‬ ‫كتابه‬ ‫إلى‬ ‫مباشرة‬ ‫ليذهبوا‬ ،1923 ‫عام‬ ‫محاضرات‬ ‫يتجاوزون‬ ‫نراهم‬ ،‫الهرمينوطيقا‬ ‫في‬ ‫الهيدغري‬
‫المضمونية‬ ‫الناحية‬ ‫من‬ ‫الصحيح‬ ‫ه‬ُّ‫التوج‬ ‫قبيل‬ ‫من‬ ‫وذلك‬ ،‫الشأن‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫فلسفته‬ ‫عناصر‬ ‫الستظهار‬ )‫والزمان‬
‫في‬ ‫كبيرة‬ ‫أهمية‬ ‫ذات‬ ‫المحاضرات‬ ‫فتلك‬ ،‫التأريخية‬ ‫الناحية‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫األمر‬ ّ‫ولكن‬ ،‫مواردها‬ ‫بعض‬ ‫في‬
‫بالهرمينوطيقا‬ ‫قة‬ِّ‫المتعل‬ ‫رؤيته‬ ‫بلورة‬ ‫على‬ ‫عمل‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫أ‬ ‫سيما‬ ‫ال‬ ،‫والتأويل‬ ‫بالهرمينوطيقا‬ ‫المتعلق‬ ‫هيدغر‬ ‫خطاب‬
،‫الرؤية‬ ‫تلك‬ ‫نضجت‬ ‫حتى‬ )7(
1920 /1919 ‫الشتوي‬ ‫الدراسي‬ ‫للموسم‬ ‫الجامعية‬ ‫محاضراته‬ ‫منذ‬ ‫الواقعانية‬
.1923 ‫محاضرات‬ ‫في‬ ،‫واضح‬ ‫نحو‬ ‫وعلى‬
25 ‫ص‬ ‫ص‬ ،‫دولوز‬ ‫جيل‬ ‫إلى‬ ‫توماس‬ ‫سانت‬ ‫جون‬ ‫من‬ ...‫العالمة‬ ‫فلسفة‬ :‫رسول‬ ‫َّد‬‫م‬‫مح‬ ‫رسول‬ .‫(د‬ :‫كتابنا‬ ‫راجع‬ ،‫توماس‬ ‫سانت‬ ‫جون‬ ‫حول‬ ‫للمزيد‬ .4
2015 ،‫بغداد‬ ،‫العامة‬ ‫الثقافية‬ ‫الشؤون‬ ‫دار‬ ،38 –
5. Poinsot (J): Ars Logica, 1632, Interpretive Arrangement by; John Deely, University of California Press, 1985.
p 408.
:‫انظر‬ ،)‫(دنهاور‬ ‫أو‬ )‫هاور‬ ‫(دون‬ ‫حول‬ ‫للمزيد‬ .6
Grondin, (J): Introduction to Philosophical hermeneutics, Yale University press, 1994, p. 48.
.)57 ,56 GA( ‫باألجزاء‬ ‫الكاملة‬ ‫األعمال‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫نشرت‬ .7

5. 5
‫اهلل‬ ‫فرج‬ ‫رسول‬ ‫محمد‬ ‫رسول‬
www.mominoun.com ‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫الفلسفة‬ ‫قسم‬
‫نحو‬ ‫على‬ ‫الفلسفية‬ ‫رؤيته‬ ‫ُشيد‬‫ي‬ ‫كان‬ ‫يوم‬ ،)‫فريبورغ‬ ‫(جامعة‬ ‫في‬ ‫تلك‬ ‫محاضراته‬ ‫بإلقاء‬ ‫هيدغر‬ ‫بدأ‬ ‫لقد‬
‫الجمع‬ ‫وهو‬ ،)8(
‫والواقعانية‬ ،‫والهرمينوطيقا‬ ،‫األنطولوجيا‬ :‫هي‬ ،‫مركزية‬ ‫حقول‬ ‫ثالثة‬ ‫بين‬ ‫مع‬َّ‫الج‬ ‫ْر‬‫ب‬‫ع‬ ‫دؤوب‬
‫في‬ )‫(االبن‬ ‫هيدغر‬ ‫هارتمان‬ ‫نشره‬ ‫حتى‬ ً‫عاما‬ ‫وستين‬ ‫لخمسة‬ ً‫حبيسا‬ َّ‫ظل‬ ٍ‫كتاب‬ ‫في‬ ً‫تاليا‬ ‫ى‬ّ‫د‬‫سيتب‬ ‫الذي‬ ‫ن‬َّ‫و‬‫المد‬
)‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ... ‫(األنطولوجيا‬ ‫عنوان‬ ‫تحت‬ ‫بقراءته‬ ‫العرب‬ ‫بدأ‬ ‫الذي‬ ‫الكتاب‬ ‫ذلك‬ ،)9(
1988 ‫سنة‬
‫الفالح‬ ‫لذلك‬ ّ‫م‬‫ت‬ ‫فكيف‬ .)‫(جزائري‬ ‫الناصر‬ ‫عمارة‬ ‫الدكتور‬ ‫لترجمته‬ ‫ى‬ّ‫د‬‫تص‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،2015 ‫سنة‬ ‫من‬ ‫ابتداء‬ )10(
‫وجوداني‬ ‫أنطولوجي‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ّ‫بكل‬ ‫النافر‬ ‫وعيه‬ ‫عن‬ ً‫بعيدا‬ ‫ليس‬ ‫للهرمينوطيقا‬ ‫التأسيس‬ )‫هيدغر‬ ‫(مارتن‬ ‫الجبلي‬
‫الفترة؟‬ ‫تلك‬ ‫في‬
‫(تأويالت‬ ‫بعنوان‬ 1922 ‫عام‬ ‫له‬ ‫مقالة‬ ‫في‬ ‫ة‬َّ‫مر‬ ‫ألول‬ )Hermeneutik( ‫مصطلح‬ ‫استخدم‬ ‫هيدغر‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬
،‫اآلن‬ ‫حتى‬ ‫له‬ ‫الذي‬ ‫أرشيفه‬ ‫بحسب‬ ،)11(
)‫الهرمينوطيقي‬ ‫الوضع‬ ‫عن‬ ‫صورة‬ - ‫ألرسطوطاليس‬ ‫فينومينولوجية‬
‫عام‬ ‫ففي‬ ‫العربية؛‬ ‫إلى‬ ‫به‬ ‫الخاصة‬ ‫مصطلحاته‬ ‫لنقل‬ ‫متنوعة‬ ‫معرفية‬ ‫اجتهادات‬ ‫على‬ ‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ ‫لنصوص‬ ‫المحدثون‬ ‫العرب‬ ‫المترجمون‬ ‫توافر‬ ‫لقد‬ .8
‫(هيدغر‬ ‫داستور‬ ‫فرانسواز‬ ‫لكتاب‬ ‫ترجمته‬ ‫معرض‬ ‫في‬ )‫(الوقائعية‬ ‫إلى‬ )Factizität( ‫مصطلح‬ ‫ترجم‬ ‫قد‬ )‫(لبناني‬ ‫أدهم‬ ‫سامي‬ ‫الدكتور‬ ‫كان‬ ،1993
‫الدكتور‬ ‫أقبل‬ ،2004 ‫عام‬ ‫وفي‬ .)10 ‫(ص‬ ‫ذاته‬ ‫العام‬ ‫بيروت‬ ‫في‬ ‫والتوزيع‬ ‫والنشر‬ ‫للدراسات‬ ‫الجامعية‬ ‫المؤسسة‬ ‫عن‬ ‫الصادر‬ ،)‫الزمان‬ ‫عن‬ ‫والسؤال‬
.)107 ‫(ص‬ ‫بيروت‬ ‫في‬ ‫المشرق‬ ‫دار‬ ‫عن‬ ‫الصادر‬ ،)‫الفلسفية‬ ‫(الفسارة‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ )‫(الوقوعية‬ ‫إلى‬ ‫نفسه‬ ‫المصطلح‬ ‫ترجمة‬ ‫على‬ )‫(لبناني‬ ‫عون‬ ‫باسيل‬ ‫مشير‬
‫التأويلي‬ ‫العقل‬ ‫(نقد‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫وذلك‬ ‫المعرفي‬ ‫صوتها‬ ‫إلى‬ ‫ّه‬‫و‬‫ون‬ ،1923 ‫لعام‬ ‫هيدغر‬ ‫محاضرة‬ ‫عن‬ )‫(تونسي‬ ‫المسكيني‬ ‫فتحي‬ ‫الدكتور‬ ‫َّث‬‫د‬‫تح‬ ،‫جانبه‬ ‫ومن‬
‫الذي‬ ،)Factizität( ‫ملفوظ‬ ‫ترجمة‬ ‫يومها‬ ‫ل‬ َّ‫فض‬ ‫إذ‬ ،‫حتى‬ ‫ذلك‬ ‫قبل‬ ‫بل‬ ،2005 ‫عام‬ ‫بيروت‬ ‫في‬ ‫القومي‬ ‫اإلنماء‬ ‫مركز‬ ‫عن‬ ‫الصادر‬ ،)‫األخير‬ ‫اإلله‬ ‫فلسفة‬ ‫أو‬
،‫الحديثة‬ ‫األنطولوجيا‬ ‫تنخر‬ ‫التي‬ ‫بالصعوبة‬ ‫النهوض‬ ‫أجل‬ ‫"من‬ :ً‫ال‬‫قائ‬ ،)‫(العياني‬ ‫إلى‬ ُ‫ه‬‫ترجم‬ ،‫األلمانية‬ ‫باللغة‬ ‫هيدغر‬ ‫محاضرات‬ ‫عنوان‬ ‫في‬ ‫هكذا‬ ‫ظهر‬
‫في‬ ‫للمصطلح‬ ‫ذاتها‬ ‫الترجمة‬ ‫واعتمد‬ ‫عاد‬ ّ‫م‬‫ث‬ ‫ومن‬ .)69 ‫(ص‬ "‫األنطولوجيا‬ ‫لهذه‬ ‫األحق‬ ‫العنوان‬ ‫بوصفها‬ ‫وذلك‬ ،‫العيانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫مسألة‬ ‫هيدغر‬ ‫صاغ‬
‫(ص‬ "‫والواقعاني‬ ‫"الدازين‬ ‫مصطلح‬ ‫نقرأ‬ ً‫ال‬‫مث‬ ‫وفيه‬ ،2012 ‫عام‬ ‫بيروت‬ ‫في‬ ‫المتحدة‬ ‫الجديد‬ ‫الكتاب‬ ‫دار‬ ‫عن‬ ‫بالعربية‬ ‫صدر‬ ‫الذي‬ ،)‫والزمان‬ ‫(الكينونة‬
‫كتاب‬ ‫إشكالية‬ ‫جوهر‬ ‫عند‬ ‫يضعنا‬ ‫المسكيني‬ ّ‫فإن‬ ،‫وبذلك‬ - )‫بذاته‬ ‫الوجود‬ ‫(ممكن‬ ‫إلى‬ ‫األلماني‬ )Dasein( ‫مصطلح‬ ‫بترجمة‬ ‫نجتهد‬ ‫هنا‬ ‫وترانا‬ - )645
‫عمارة‬ ‫الدكتور‬ ‫بترجمة‬ ،2015 ‫عام‬ ‫وبيروت‬ ‫بغداد‬ ‫في‬ ‫الجمل‬ ‫دار‬ ‫عن‬ ،‫ة‬ّ‫مر‬ ‫وألول‬ ،‫بالعربية‬ ‫صدر‬ ‫الذي‬ ،)‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ..‫(األنطولوجيا‬
‫المصطلح‬ ‫يترجم‬ )‫(جزائري‬ ‫مهيبل‬ ‫عمر‬ ‫الدكتور‬ ‫كان‬ ‫بينما‬ ،)‫(الواقعانية‬ ‫إلى‬ )Factizität( ‫مصطلح‬ ‫ترجمة‬ ‫فيه‬ ‫ل‬ َّ‫فض‬ ‫والذي‬ ،)‫(جزائري‬ ‫الناصر‬
‫عام‬ ‫بيروت‬ ‫في‬ ‫والصادر‬ ،)‫للفينومينولوجيا‬ ‫الهرمينوطيقي‬ ‫(المنعرج‬ ‫غراندان‬ ‫جان‬ ‫الفيلسوف‬ ‫كتاب‬ ‫العربية‬ ‫إلى‬ ‫نقله‬ ‫معرض‬ ‫في‬ )‫(الحدوث‬ ‫إلى‬ ‫ذاته‬
‫بالمعالجة‬ ‫للتأويل‬ ‫التأسيسية‬ ‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ ‫مسائل‬ ‫يتناول‬ ‫العربي‬ ‫للقارئ‬ ‫ظهر‬ ‫ُترجم‬‫م‬ ‫كتاب‬ ‫أول‬ ‫وهو‬ ،2003 ‫عام‬ ‫الفرنسية‬ ‫باللغة‬ ‫صدوره‬ ‫بعد‬ 2007
‫استخدم‬ ‫ومنه‬ ،"‫"الحدثان‬ ‫إلى‬ )das Geschhehen( ‫مصطلح‬ ‫ترجم‬ ‫قد‬ ‫المسكيني‬ ‫فتحي‬ ‫التونسي‬ ‫الفيلسوف‬ ‫كان‬ ،‫ذلك‬ ‫جانب‬ ‫وإلى‬ ،‫فيها‬ ‫ظهر‬ ‫التي‬
‫ناظم‬ ‫حسن‬ ‫الدكتور‬ ‫وزميله‬ ‫حاكم‬ ‫علي‬ ‫الدكتور‬ ‫وكان‬ .)645 ‫ص‬ :‫والزمان‬ ‫(الكينونة‬ ‫لكتاب‬ ‫التاريخية‬ ‫ترجمته‬ ‫أثناء‬ ‫في‬ "‫الدازين‬ ‫"حدثان‬ ‫مصطلح‬
‫الكتاب‬ ‫دار‬ ‫عن‬ 2013 ‫عام‬ ‫والصادر‬ ،)‫الفلسفية‬ ‫(التلمذة‬ ‫غادامير‬ ‫كتاب‬ ‫لترجمة‬ ً‫ا‬‫مع‬ ‫ّا‬‫م‬‫ه‬ ‫عندما‬ ،)‫(الوقائعية‬ ‫إلى‬ )Factizität( ‫مصطلح‬ ‫ترجما‬ ‫قد‬
:‫التأويلية‬ ‫تأريخ‬ ‫في‬ :‫إنقزو‬ ‫فتحي‬ .‫(د‬ :‫انظر‬ .)‫َّة‬‫ي‬‫(الحدث‬ ‫إلى‬ )Faktizität( ‫هيدغر‬ ‫مصطلح‬ ‫فيترجم‬ ‫إنقزو‬ ‫فتحي‬ ‫الدكتور‬ ‫ّا‬‫م‬‫أ‬ .‫بيروت‬ ‫في‬ ‫المتحدة‬ ‫الجديد‬
‫(األنطولوجيا...هرمينوطيقا‬ ‫لكتاب‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫صدور‬ ‫بمناسبة‬ ‫لنا‬ ‫مقالة‬ ‫في‬ ‫الترجمات‬ ‫هذه‬ ‫تابعنا‬ ‫لقد‬ .)42 ‫ص‬ ،‫سابق‬ ‫مرجع‬ ،‫والقراءات‬ ‫المسائل‬
118 ‫ص‬ .2015 ،8 ‫العدد‬ ،‫الرباط‬ ،‫ذوات‬ ‫مجلة‬ ،‫العربية‬ ‫إلى‬ )‫الواقعانية‬ ‫(هرمينوطيقا‬ ‫كتاب‬ ‫ترجمة‬ ‫حول‬ :‫رسول‬ ‫َّد‬‫م‬‫مح‬ ‫رسول‬ .‫(د‬ :‫انظر‬ .)‫الواقعانية‬
،)‫و(الواقعانية‬ ،)‫و(الوقائعية‬ ،)‫و(الحدوث‬ ،)‫(العيانية‬ :‫مثل‬ ،)Factizität( ‫لمصطلح‬ ‫ومتتالية‬ ‫عديدة‬ ‫عربية‬ ‫ترجمات‬ ‫بصدد‬ ‫ّنا‬‫ن‬‫أ‬ ‫يعني‬ ‫ذلك‬ ّ‫وكل‬ .)121 –
.‫اآلخر‬ ‫نصوص‬ ‫مع‬ ‫التعامل‬ ‫في‬ ‫الترجمية‬ ‫اللعبة‬ ‫ثراء‬ ‫إلى‬ ‫يشير‬ ‫وتعدد‬ ‫ُّع‬‫و‬‫تن‬ ‫وهو‬ ،)‫و(الحدثية‬
‫تكوينها‬ ‫كيفية‬ ‫إلى‬ ‫يذهب‬ ‫بل‬ ،‫تحليلها‬ ‫أو‬ ‫تأملها‬ ‫يمكن‬ ‫حتى‬ )‫(ظاهرة‬ ‫ليست‬ ‫فهي‬ ،‫ّة‬‫م‬‫تا‬ ‫أو‬ ‫منجزة‬ ‫بوصفها‬ ‫الكينونة‬ ‫إلى‬ ‫ينظر‬ ‫ال‬ ‫هيدغر‬ ّ‫بأن‬ ‫ننوه‬ ‫أن‬ ‫نود‬ ‫وهنا‬
،)das Geschehen( ‫الحدثان‬ ‫أو‬ ‫الحدوث‬ ‫مفهوم‬ ‫على‬ ‫التأكيد‬ ‫عبر‬ 1923 ‫عام‬ ‫محاضرات‬ ‫في‬ ‫بدأه‬ ‫أمر‬ ‫وهو‬ ،‫ذلك‬ ‫في‬ ‫وحركيتها‬ ‫وحدوثها‬ ‫وانبثاقها‬
:‫والزمان‬ ‫(الكينونة‬ "‫الزمان‬ ‫امتداد‬ ‫من‬ ً‫ا‬‫انطالق‬ ‫َّن‬‫ي‬‫تتع‬ ‫هي‬ ‫بل‬ ،‫قائم‬ ‫شيء‬ ‫حركة‬ ‫الوجود‬ ‫"حركية‬ ‫هيدغر‬ ‫يعتبر‬ ‫ال‬ ‫ولذلك‬ ،‫حدثانها‬ ‫أو‬ ‫الكينونة‬ ‫حدوث‬
‫يعتبر‬ ‫ولذلك‬ ،‫جواني‬ ‫فعل‬ ‫فهي‬ ،‫الوجود‬ ‫تريد‬ ‫للتو‬ ‫لكينونة‬ ‫داخلي‬ ‫فعل‬ ‫هي‬ ‫ّما‬‫ن‬‫إ‬ )Bewegtheit( ‫الحركية‬ ّ‫أن‬ ‫بمعنى‬ ،)645 ‫ص‬ ،‫المسكيني‬ ‫فتحي‬ ‫ترجمة‬
.)645 ‫ص‬ :‫والزمان‬ ‫(الكينونة‬ "‫للتاريخانية‬ ‫األنطولوجي‬ ‫بالفهم‬ ‫الظفر‬ ‫غير‬ ‫آخر‬ ً‫ا‬‫شيئ‬ ‫الوجودانية‬ - ‫الزمانية‬ ‫إمكانها‬ ‫وشروط‬ ،‫الحدثان‬ ‫بنية‬ ‫"تسريح‬
9. Heidegger (M): Ontologie. (Hermeneutik der Faktizität). (SS 1923). [1988].
»‫«ال‬ ‫الكتاب‬ ‫عنوان‬ ‫يتضمن‬ ‫لم‬ .2015 ،‫بيروت‬ ،‫الجمل‬ ‫دار‬ ،‫الناصر‬ ‫عمارة‬ .‫د‬ :‫ترجمة‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .10
.)‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫(أنطولوجيا‬ :‫هكذا‬ ‫التعريف‬ )‫(ال‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫العنوان‬ ‫سنستخدم‬ ‫ولذلك‬ ،‫معرفة‬ ‫األنطولوجيا‬ ‫المترجم‬ ‫يستخدم‬ ‫حتى‬ ‫التعريف‬
11. Heidegger (M): Phänomenologische Interpretationen zu Aristoteles: Einführung in die phänomenolog -
sche
Forschung. (WS 1921- 1922). [1985].

6. 6
‫اهلل‬ ‫فرج‬ ‫رسول‬ ‫محمد‬ ‫رسول‬
‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫الفلسفة‬ ‫قسم‬www.mominoun.com
‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫ّا‬‫م‬‫أ‬ .)‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ - ‫(أنطولوجيا‬ ‫كتابه‬ ‫عنوان‬ ‫في‬ ‫فقط‬ ‫استخدمه‬ ،‫الكتب‬ ‫صعيد‬ ‫وعلى‬ ،‫ه‬ّ‫ن‬‫فإ‬
.‫ومقاالته‬ ‫وبحوثه‬ ‫فاته‬َّ‫مؤل‬ ‫عناوين‬ ‫من‬ ٍّ‫أي‬ ‫في‬ ُ‫ه‬‫يستخدم‬ ‫فلم‬
،‫أنطولوجي‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ،)‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ - ‫(أنطولوجيا‬ ‫كتاب‬ ‫وفي‬ ،‫المصطلح‬ ‫هذا‬ ‫داللة‬ ‫تنصرف‬
‫ونراه‬ .‫أساسية‬ ‫أنطولوجيا‬ ‫عن‬ ‫لبحثه‬ ‫األكبر‬ ‫السياق‬ ‫في‬ Hermeneutik ‫لفظة‬ ‫يستخدم‬ ‫هيدغر‬ ‫كان‬ ‫باألحرى‬
.)12(
“‫األنطولوجي‬ ‫ف‬ُّ‫„التكش‬ ‫على‬ ‫تحيل‬ ‫الهيدغرية‬ ‫فالهرمينوطيقا‬ ،‫تأسيسي‬ ‫نحو‬ ‫على‬ ‫بذلك‬ ‫يشرع‬ ‫هذا‬ ‫كتابه‬ ‫في‬
»‫«الهرمينوطيقا‬ ‫عنوان‬ ‫تحت‬ ‫األهمية‬ ‫كثير‬ ‫لمبحث‬ ‫هذا‬ ‫كتابه‬ ‫من‬ ‫األول‬ ‫القسم‬ ‫من‬ ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫ص‬ َّ‫خص‬ ‫ولذلك‬
،‫„هرمينوطيقا‬ ‫ملفوظ‬ ّ‫بأن‬ ‫هيدغر‬ ‫يوضح‬ ‫فبداية‬ ،)Hermeneutik( ‫داللة‬ ‫بناء‬ ‫في‬ ‫الفلسفية‬ ‫طريقته‬ ‫فيه‬ ‫دشن‬
‫نفهمه‬ ‫كما‬ ‫خاصة‬ ،‫التأويل‬ ‫مذهب‬ ‫بمعنى‬ ‫وليس‬ ،‫المعاصر‬ ‫بمعناه‬ ‫يؤخذ‬ ‫ال‬ ‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫عنوان‬ ‫في‬ ‫يظهر‬ ‫الذي‬
،‫والتبليغ‬ ‫التواصل‬ ‫الستكمال‬ ‫دة‬َّ‫د‬‫مح‬ ‫وحدة‬ ،‫األصلية‬ ‫بداللته‬ ‫ربطه‬ ‫خالل‬ ‫ومن‬ ،‫يعني‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫إ‬ ،‫واسع‬ ‫بشكل‬ ‫اليوم‬
‫المركزي‬ ‫التوضيح‬ ‫هذا‬ ‫ورغم‬ .)13(
»‫نفسها‬ ‫الواقعانية‬ ‫ر‬َّ‫وتتصو‬ ،‫ترى‬ ،‫تقابل‬ ‫التي‬ ‫الواقعانية‬ ‫تبيين‬ :‫يعني‬
‫لدى‬ ‫بالهرمينوطيقا‬ ‫الخاصة‬ ‫األرضية‬ ‫ليستطلع‬ ‫الجذور‬ ‫إلى‬ ‫يعود‬ ‫هيدغر‬ ّ‫فإن‬ ،‫وله‬ ‫به‬ ‫يأنس‬ ‫القارئ‬ ‫يجعل‬ ‫الذي‬
‫ويوهان‬ ،)‫س‬َّ‫د‬‫المق‬ ‫(الكتاب‬ ‫تأويل‬ ‫ومجموعات‬ ،‫وأوغسطين‬ ،‫وأرسطوطاليس‬ ،‫وأفالطون‬ ،‫هرمس‬ :‫من‬ ٍّ‫كل‬
‫بالهرمينوطيقا‬ ‫الخاصة‬ ‫توضيحاته‬ ‫ليدعم‬ ‫وذلك‬ ،‫وغيرهم‬ ،‫ودلتاي‬ ،‫وبوك‬ ،‫وشاليرماخر‬ ،‫رومباخ‬ ‫جاكوب‬
‫وتشخيص‬ ‫التأصيل‬ ‫سياق‬ ‫وفي‬ .‫أسالفه‬ ‫به‬ ‫سار‬ ‫ما‬ ‫بمقتضى‬ ‫السير‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫فيها‬ ‫رؤيته‬ ‫يبسط‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ‫كما‬
‫في‬ ‫حاسمين‬ ‫عنصرين‬ ‫الغربي‬ ‫التراث‬ ‫«من‬ ‫استخلص‬ ‫قد‬ ‫هيدغر‬ ‫كان‬ :‫إنقزو‬ ‫فتحي‬ ‫الدكتور‬ ‫يقول‬ ‫المرجعية؛‬
‫المعاني‬ ‫من‬ ‫فيشتقه‬ ‫األول‬ ‫أما‬ ‫الحديث؛‬ ‫الالهوتي‬ ‫والعنصر‬ ‫اإلغريقي‬ ‫الفلسفي‬ ‫العنصر‬ ‫التأويلية؛‬ ‫لهذه‬ ‫اإلعداد‬
‫شاكلة‬ ‫على‬ ‫الوجود‬ ‫عن‬ ‫الناطقة‬ ‫العبارة‬ ‫أي‬ ،‫وأرسطوطاليس‬ ‫أفالطون‬ ‫عند‬ herménéia ‫لإلرمينيا‬ ‫األصلية‬
،‫أوغسطس‬ ‫إلى‬ ‫ة‬ّ‫مر‬ ‫يرجع‬ ‫الالهوتي‬ ‫العنصر‬ ّ‫أن‬ ‫حين‬ ‫في‬ ،ً‫ُبينا‬‫م‬ ً‫قوال‬ ‫بوصفه‬ ‫للوغوس‬ ‫فينومينولوجية‬ ‫تأويلية‬
‫العلمي‬ ‫قبل‬ ‫وما‬ ،‫للتأويل‬ ‫الصناعي‬ ‫قبل‬ ‫ما‬ ‫المدلول‬ ‫إلى‬ ‫األحوال‬ ّ‫كل‬ ‫في‬ ‫أي‬ ،‫ولوثر‬ ‫البطركي‬ ‫التقليد‬ ‫إلى‬ ‫ة‬ّ‫ومر‬
‫َّة‬‫م‬‫عا‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫بمناحي‬ ‫يهتم‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫هيدغر‬ ّ‫أن‬ ‫يعني‬ ‫وهذا‬ .)14(
»‫األشياء‬ ‫معاينة‬ ‫إلى‬ ‫أقرب‬ ‫مباشرة‬ ‫كتجربة‬
‫ما‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫وربما‬ ،‫األمر‬ ‫بداية‬ ‫في‬ ‫والوجوداني‬ ‫األنطولوجي‬ ‫الباعث‬ ‫من‬ ‫خالية‬ ‫للفهم‬ ‫نظرية‬ ‫د‬َّ‫مجر‬ ‫بوصفها‬
‫خطاب‬ ّ‫كل‬ ‫ها‬ّ‫ن‬‫ولك‬ ،‫بالمجاز‬ ‫د‬َّ‫د‬‫تتح‬ ‫ال‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫نجد‬ ‫أرسطوطاليس‬ ‫«عند‬ :‫القول‬ ‫إلى‬ ‫ريكور‬ ‫بول‬ ‫دعا‬
‫عن‬ ً‫شيئا‬ ‫يقول‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫أ‬ ‫بما‬ ‫وذلك‬ ،‫الواقع‬ ‫ل‬ِّ‫و‬‫يؤ‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬ ،‫تأويل‬ ‫الخطاب‬ ّ‫إن‬ :‫ذلك‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫القول‬ ‫ويمكن‬ ،‫دال‬
‫أو‬ )‫(ثياتيتوس‬ ‫محاورة‬ ‫في‬ ‫ورد‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫يميل‬ ‫هيدغر‬ ‫نرى‬ ،‫ذلك‬ ّ‫كل‬ ‫تأريخ‬ ‫يستعرض‬ ‫وهو‬ ،‫لذا‬ .)15(
»‫شيء‬
234 ‫ص‬ ،‫جدامر‬ ‫إلى‬ ‫أفالطون‬ ‫من‬ ‫التأويل‬ ‫نظرية‬ ..‫الهرمينوطيقا‬ ‫إلى‬ ‫مدخل‬ ..‫الفهم‬ ‫فهم‬ :‫مصطفى‬ ‫عادل‬ .‫د‬ .12
،‫قوله‬ ‫هيدغر‬ ‫يريد‬ ‫ما‬ ‫مغزى‬ ‫عن‬ ‫معبرة‬ »‫التأويل‬ ‫مذهب‬ ‫بمعنى‬ ‫«وليس‬ ‫عبارة‬ ‫تبدو‬ .48 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .13
.“‫„التبيين‬ ‫إلى‬ ‫يترجمها‬ ‫الناصر‬ ‫عمارة‬ ‫والدكتور‬ ،“Auslegung geberaucht« ‫عبارة‬ ‫يستخدم‬ ‫أنه‬ ‫رغم‬
42 ‫ص‬ ،)‫سابق‬ ‫(مرجع‬ ،‫والقراءات‬ ‫المسائل‬ :‫التأويلية‬ ‫تأريخ‬ ‫في‬ :‫إنقزو‬ ‫فتحي‬ .‫د‬ .14
‫الجديد‬ ‫الكتاب‬ ‫دار‬ ،34 ‫ص‬ ،‫زيناتي‬ ‫جورج‬ .‫د‬ :‫مراجعة‬ ،‫عياشي‬ ‫منذر‬ .‫د‬ :‫ترجمة‬ ،‫هيرمينوطيقية‬ ‫دراسات‬ ..‫التأويالت‬ ‫صراع‬ :‫ريكور‬ ‫بول‬ .15
2014 ،‫بيروت‬ ،‫المتحدة‬

7. 7
‫اهلل‬ ‫فرج‬ ‫رسول‬ ‫محمد‬ ‫رسول‬
www.mominoun.com ‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫الفلسفة‬ ‫قسم‬
‫كانت‬ ‫بل‬ ،‫الهرمينوطيقا‬ ‫شأن‬ ‫في‬ ً‫أفالطونيا‬ ‫سيكون‬ ‫هيدغر‬ ّ‫أن‬ ‫يعني‬ ‫ال‬ ‫وهذا‬ ،‫ألفالطون‬ )16(
)‫العلم‬ ‫(حول‬
‫تفكيره‬ ‫مجرى‬ ‫يخدم‬ ‫وبما‬ ،)Hermeneutik( ‫مصطلح‬ ‫لداللة‬ ‫األصلي‬ ‫المعنى‬ ‫إلى‬ ‫يعود‬ ‫ألن‬ ‫تحدوه‬ ‫الرغبة‬
‫دة‬ِّ‫د‬‫متج‬ ‫فينومينولوجيا‬ ‫وجودانية‬ ‫أنطولوجية‬ ‫رؤية‬ ‫وفق‬ ً‫معا‬ ‫واإلنسان‬ ‫والطبيعة‬ ‫والعالم‬ ‫الوجود‬ ‫َّل‬‫م‬‫يتأ‬ ‫وهو‬
‫مع‬ ‫باالرتباط‬ ‫اآلخر‬ ‫يميز‬ ‫ما‬ ‫تبيين‬ ‫هو‬ ‫اإلبالغ‬ ‫ثياتيتوس؛‬ ‫محاورة‬ ‫„في‬ :‫هيدغر‬ ‫يقول‬ ‫بها؛‬ ‫االحتفاء‬ ‫ليروم‬
‫يعني‬ ‫ما‬ ،Existenz ‫بالوجود‬ ،‫بالكينونة‬ ،‫ي‬ّ‫ن‬‫بالتم‬ ،‫باإلرادة‬ ‫ولكن‬ ،‫نظري‬ ‫بمفهوم‬ ‫األمر‬ ‫ق‬َّ‫يتعل‬ ‫وال‬ ،‫الجمهور‬
‫بذاته‬ ‫الوجود‬ ‫لممكن‬ ‫أصلي‬ ‫متاح‬ ‫وذلك‬ ،)17(
”‫كينونته‬ ‫في‬ ‫الكائن‬ ‫كينونة‬ ‫وبيان‬ ‫تبليغ‬ ‫هي‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ّ‫أن‬
.‫الوجود‬ ‫أو‬ ‫الكينونة‬ ‫أو‬ )18(
)Dasein(
‫تصوير‬ ‫بحسب‬ ‫والنقاش‬ ‫التفكير‬ ‫مدار‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫الكينونة‬ ‫لفكرة‬ ‫استعادة‬ ‫هي‬ ‫الرؤية‬ ‫هذه‬ ‫استعادة‬ ّ‫إن‬
،‫نظري‬ ‫فعل‬ ‫د‬َّ‫مجر‬ ‫هما‬ ‫اإلبالغ‬ ‫وال‬ ‫التبيين‬ ‫فليس‬ ،‫الالنظري‬ ‫بالموقف‬ ‫تحتفي‬ ‫استعادة‬ ‫وهي‬ ،‫لها‬ ‫أفالطون‬
‫تتبع‬ ‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫«تريد‬ :‫هيدغر‬ ‫يقول‬ ‫ولذلك‬ ،‫أصلي‬ ‫أنطولوجي‬ ‫وإنبات‬ ‫وجودي‬ ‫تكريس‬ ‫هما‬ ‫بل‬
‫في‬ ً‫واضعا‬ ُ‫ِّن‬‫ي‬‫يب‬ ‫تبيين‬ ّ‫كل‬ ،‫لها‬ ‫ُتاح‬‫ي‬ ‫لما‬ ً‫مباشرا‬ ً‫وصفا‬ ‫تريد‬ ‫ال‬ ‫ها‬ّ‫ن‬‫أ‬ :‫يعني‬ ،ً‫تبيينا‬ ‫نفسها‬ ‫ّي‬‫م‬‫س‬ُ‫ت‬ ‫ها‬ّ‫ن‬‫إ‬ ،‫النهج‬ ‫هذا‬
،‫نفسه‬ ‫الموضوعي‬ ‫سياقه‬ ‫إلى‬ ‫بالنظر‬ ‫به‬ ‫اإلمساك‬ ّ‫م‬‫يت‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫للتبيين‬ ‫القبلي‬ ‫المكتسب‬ ّ‫إن‬ .‫ما‬ ً‫شيئا‬ ‫اعتباره‬
‫لهيدغر‬ ‫يروق‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ .)19(
»‫سه‬ِّ‫يؤس‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫ونذهب‬ ،‫األولى‬ ‫للوهلة‬ ‫يظهر‬ ‫ما‬ ّ‫كل‬ ‫من‬ ‫مسافة‬ ‫نتخذ‬ ‫أن‬ ‫يجب‬
‫أو‬ ‫قول‬ ‫أو‬ ‫كالم‬ ‫تحليل‬ ‫وليست‬ ‫وجود‬ ‫صيرورة‬ ‫هي‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ّ‫أن‬ ‫يعني‬ ‫ما‬ ،ً‫كثيرا‬ ‫الفلسفي‬ ‫مشروعه‬ ‫في‬
)‫والزمان‬ ‫(الكينونة‬ ‫الالحق‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫سيتناوله‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،ً‫منا‬ْ‫عل‬ُ‫م‬ ً‫دنيويا‬ ‫أم‬ ً‫سا‬َّ‫د‬‫مق‬ ً‫الهوتيا‬ ‫كان‬ ‫سواء‬ ‫خطاب‬
‫ن‬ِّ‫يتمك‬ ‫لن‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫أ‬ ‫إال‬ ،‫به‬ ‫شرع‬ ‫الذي‬ ‫األنطولوجي‬ - ‫الهرمينوطيقي‬ ‫التأسيس‬ ‫عن‬ ‫تخرج‬ ‫ال‬ ‫بطريقة‬ 1927 ‫سنة‬ ‫في‬
‫الوعي‬ ‫على‬ ‫س‬َّ‫المؤس‬ )Interpretation( ‫التأويل‬ ‫يمارسه‬ ‫الذي‬ ‫والمنهجي‬ ‫القرائي‬ ‫ُعد‬‫ب‬‫ال‬ ‫عن‬ ‫الهروب‬ ‫من‬
‫في‬ ‫وتجسيمه‬ ‫كينونته‬ ‫لحظة‬ ‫ل‬َّ‫و‬‫وتأ‬ ‫ر‬َّ‫فس‬ ‫وقد‬ ‫كمقروء‬ ‫م‬َ‫العال‬ ‫هذا‬ ،‫م‬َ‫العال‬ ‫لفهم‬ ‫نظرية‬ ‫بوصفه‬ ‫الهرمينوطيقي‬
.‫الوجود‬
‫لفهم‬ )Method( ‫طريقة‬ ‫وال‬ ،)ism( ً‫مذهبا‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫هيدغر‬ ‫يرفض‬ ،‫مبدئي‬ ‫نحو‬ ‫على‬
‫نفسية‬ ‫حالة‬ ‫ندرس‬ ‫أو‬ ‫المطر‬ ‫ظاهرة‬ ‫مثل‬ ‫طبيعية‬ ‫ظاهرة‬ ‫ندرس‬ ‫كأن‬ ‫أغواره‬ ‫سبر‬ ‫نريد‬ ‫أمامنا‬ ‫ماثل‬ ‫موضوع‬
‫البناء‬ ‫وإعادة‬ ‫والتفسير‬ ‫والتركيب‬ ‫التحليل‬ ‫ل‬َّ‫يتوس‬ ‫الذي‬ )‫البشري‬ ‫(الفهم‬ ‫شأن‬ ‫فذلك‬ ،‫خصية‬َّ‫الش‬ ‫انفصام‬ ‫كظاهرة‬
‫أجل‬ ‫من‬ ‫واختالفه‬ ‫تحريكه‬ ّ‫م‬‫يت‬ ‫الذي‬ ‫االصطناعي‬ ‫للتحليل‬ ‫طريقة‬ ‫ليست‬ ‫«الهرمينوطيقا‬ ّ‫فإن‬ ‫وبهذا‬ ،ً‫نظريا‬
.)2000 ،‫القاهرة‬ ،‫غريب‬ ‫دار‬ ،‫مطر‬ ‫حلمي‬ ‫أميرة‬ .‫د‬ :‫ترجمة‬ ،‫العلم‬ ‫أو‬ ‫ثياتيتوس‬ :‫(أفالطون‬ :‫العربي‬ ‫ّص‬‫ن‬‫ال‬ ‫انظر‬ .16
42 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .17
،‫الهيدغري‬ Dasein ‫مصطلح‬ ‫ترجمة‬ ‫في‬ ‫رؤية‬ ..‫بذاته‬ ‫الوجود‬ ‫ممكن‬ :‫رسول‬ ‫َّد‬‫م‬‫مح‬ ‫رسول‬ .‫(د‬ :‫دراستنا‬ ‫المصطلح‬ ‫لهذا‬ ‫ترجمتنا‬ ‫حول‬ ‫وانظر‬ .18
.)15 – 5 ‫ص‬ ‫ص‬ ،2016 ‫فبراير‬ /‫شباط‬ ،‫بغداد‬ ،51 ‫السنة‬ ،‫األول‬ ‫العدد‬ ،)‫(األقالم‬ ‫مجلة‬
:‫فهي‬ ‫الوقائعية‬ ‫أما‬ ،‫الدزاين‬ ‫أو‬ ‫بذاته‬ ‫الوجود‬ ‫بممكن‬ ‫خاص‬ ‫كينونة‬ ‫طابع‬ :‫الواقعانية‬ .132 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .19
.‫الخام‬ ‫الواقعة‬

8. 8
‫اهلل‬ ‫فرج‬ ‫رسول‬ ‫محمد‬ ‫رسول‬
‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫الفلسفة‬ ‫قسم‬www.mominoun.com
‫وجوداني‬ ‫أصل‬ ً‫فالهرمينوطيقا‬ ،‫ما‬ ‫كينونة‬ ‫ظاهرة‬ ‫أو‬ ‫ما‬ ‫شيء‬ ‫على‬ ‫تطبيقه‬ ‫؛‬)20(
»‫الدزاين‬ ‫على‬ ‫بقوة‬ ‫تطبيقه‬
‫على‬ ً‫تأويال‬ ‫أو‬ ً‫تحليال‬ ‫لتطبيقها‬ ‫يتصدوا‬ ‫لكي‬ ‫البشر‬ ‫يختلقها‬ ‫فنية‬ ‫نظرية‬ ‫وليست‬ ‫م‬َ‫والعال‬ ‫الحياة‬ ‫في‬ ‫أنطولوجي‬
‫بوصفها‬ ‫للهرمينوطيقا‬ ‫فهمنا‬ ‫ضمن‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫ولك‬ ،‫البشري‬ ‫الدزاين‬ ّ‫حق‬ ‫فذلك‬ ،‫تشكيلي‬ ‫عمل‬ ‫أو‬ ‫رواية‬ ‫أو‬ ‫صوفي‬ ‫نشيد‬
.‫الوجود‬ ‫في‬ ‫الجوهري‬ ‫ما‬ّ‫ن‬‫إ‬ ‫الفني‬ ‫غير‬ ‫األصل‬ ‫ذلك‬
‫بها‬ ‫االستعانة‬ ‫ُمكن‬‫ي‬ ‫طريقة‬ ‫له‬ ‫الذي‬ ‫العلم‬ ‫ذلك‬ ‫بل‬ ،‫نظرية‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫من‬ ‫هيدغر‬ ‫أسالف‬ ‫جعل‬ ‫لقد‬
‫والفنية‬ ‫عرية‬ِّ‫والش‬ ‫والفلسفية‬ ‫واألدبية‬ ‫الفكرية‬ ‫صوص‬ُّ‫ن‬‫وال‬ ‫سة‬َّ‫د‬‫المق‬ ‫ينية‬ِّ‫د‬‫ال‬ ‫الكتب‬ ‫وتأويل‬ ‫وتفسير‬ ‫تحليل‬ ‫في‬
‫فـ‬ ،‫لهيدغر‬ ‫يروق‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ،‫فلسفة‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫من‬ ‫وجعلوا‬ ،)Textinterpretation( ‫والجمالية‬
‫له‬ ‫ت‬َّ‫مؤق‬ ‫شيء‬ ‫ها‬ّ‫ن‬‫ولك‬ ،‫شيء‬ ‫في‬ ‫الفلسفة‬ ‫من‬ ‫„ليست‬ ‫ها‬ّ‫ن‬‫إ‬ ‫حتى‬ ‫بل‬ ،)21(
“‫فلسفة‬ ‫نفسها‬ ‫ليست‬ ‫„الهرمينوطيقا‬
‫وأن‬ ،‫فيه‬ ‫نقيم‬ ْ‫أن‬ ،‫ذلك‬ ‫من‬ ‫العكس‬ ‫على‬ ‫بل‬ ،‫بسرعة‬ ‫منه‬ ‫باالنتهاء‬ ‫األمر‬ ‫ق‬َّ‫يتعل‬ ‫ال‬ ،‫ة‬ َّ‫الخاص‬ ‫ومخارجه‬ ‫مداخله‬
‫للتطبيق‬ ً‫جاهزا‬ ‫معرفة‬ ‫نظام‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫يرفض‬ ‫ما‬ّ‫ن‬‫إ‬ ‫بذلك‬ ‫وهو‬ .)22(
“‫ممكن‬ ‫وقت‬ ‫أطول‬ ‫َّله‬‫م‬‫نتح‬
‫أداة‬ ‫د‬َّ‫مجر‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫إلى‬ ‫أي‬ ،‫ذلك‬ ‫قبل‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫يعود‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ‫فهيدغر‬ ،‫هناك‬ ‫أو‬ ‫هنا‬ ‫يوجد‬
.‫والمعاينة‬ ‫والقراءة‬ ‫للتحليل‬
ّ‫إن‬ ‫حتى‬ ،‫ووجوده‬ ‫بكينونته‬ ‫اإلنسان‬ ‫ظ‬َّ‫تيق‬ ‫كلما‬ ‫طبيعي‬ ‫أمر‬ ‫هو‬ ‫ظهورها‬ ‫أو‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫حضور‬ ّ‫إن‬
‫ومن‬ ‫بل‬ ،)23(
“‫هنا‬ ‫موجودة‬ ‫غير‬ das wachsein ‫اليقظة‬ ‫دامت‬ ‫ما‬ ‫معنى‬ ‫للهرمينوطيقا‬ ‫„ليس‬ :‫قال‬ ‫هيدغر‬
‫لنقاشات‬ ‫أو‬ ‫عام‬ ‫لتفكير‬ ً‫موضوعا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫الهرمينوطيقي‬ ‫لالشتغال‬ ‫يمكن‬ ‫„ال‬ ‫المتأهبة‬ ‫اليقظة‬ ‫تلك‬ ‫دون‬
‫ذلك‬ ‫قبل‬ ‫ّا‬‫م‬‫أ‬ ،‫هرمينوطيقي‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ّ‫لكل‬ ً‫حضورا‬ ‫سنلقى‬ ‫ذوة‬ُ‫كج‬ ‫المتأهبة‬ ‫الوجدانية‬ ‫اليقظة‬ ‫فمع‬ .)24(
“‫عمومية‬
‫بل‬ ،‫المعرفة‬ ‫إلى‬ ‫تهدف‬ ‫أال‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫على‬ ‫„يجب‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫أ‬ ‫هيدغر‬ ‫د‬ِّ‫يؤك‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ .‫موجودة‬ ‫غير‬ ‫فالهرمينوطيقا‬
‫يضيف‬ .)25(
“‫وألجلها‬ ‫التبيين‬ ‫حالة‬ ‫من‬ ً‫انطالقا‬ ‫م‬َّ‫تتكل‬ ‫ها‬ّ‫ن‬‫إ‬ ،‫الكينونة‬ ‫تستهدف‬ ‫أن‬ ‫يعني‬ ،ً‫وجوديا‬ ‫ف‬ُّ‫ر‬‫التع‬ ‫إلى‬
‫المستخدمة‬ ‫الكينونة‬ ‫َّة‬‫ي‬‫خاص‬ ‫هو‬ Der hermeneutische Einsatz ‫الهرمينوطيقي‬ ‫„االشتغال‬ ّ‫إن‬ :‫هيدغر‬
‫يقظة‬ ‫نتيجة‬ ‫ها‬ّ‫ن‬‫أ‬ ‫يعني‬ ،‫أساسية‬ ‫تجربة‬ ‫نتيجة‬ ‫ها‬ّ‫ن‬‫ولك‬ ً‫نهائيا‬ ً‫مكتسبا‬ ‫ليست‬ ،‫مبتكرة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫التي‬
‫أصلي‬ ‫تبيين‬ ‫في‬ ‫بذاتها‬ ‫متأصلة‬ ‫ها‬ّ‫ن‬‫أ‬ ‫يعني‬ ‫وهذا‬ ،‫فلسفية‬ ‫يقظة‬ ‫هي‬ ‫اليقظة‬ َّ‫إن‬ ‫نفسه؟‬ ‫الدزاين‬ ‫يالقي‬ ‫أين‬ .‫فلسفية‬
.)26(
“‫نفسه‬ ‫الدزاين‬ ‫يالقي‬ ‫فيها‬ ‫قطعية‬ ‫وطريقة‬ ‫إلمكانية‬ ‫سة‬ِّ‫المؤس‬ ‫الفلسفة‬ ،‫بنفسها‬ ‫نفسها‬ ‫الفلسفة‬ ‫منه‬ ‫ى‬ّ‫تتغذ‬
49 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .20
56 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .21
55 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .22
55 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .23
54 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .24
53 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .25
53 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .26

9. 9
‫اهلل‬ ‫فرج‬ ‫رسول‬ ‫محمد‬ ‫رسول‬
www.mominoun.com ‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫الفلسفة‬ ‫قسم‬
‫التبيين‬ ‫من‬ ‫تجعل‬ ‫التي‬ ‫وهي‬ ،‫ومآلها‬ ‫وأصلها‬ ‫الكينونة‬ ‫قدر‬ ‫هي‬ ،‫للكينونة‬ ‫سلوك‬ ‫هي‬ ‫فالهرمينوطيقا‬ ،‫وبذلك‬
،‫شك‬ ‫وال‬ ،‫فهو‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫به‬ ‫تشتغل‬ ‫الذي‬ ‫الحقيقي‬ ‫السؤال‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬ .ً‫وحضورا‬ ً‫وجودا‬ ‫به‬ ‫م‬َّ‫تتكل‬ ‫لسانها‬
‫في‬ ،‫يعني‬ ‫ما‬ ،‫ما‬ ‫ونسيان‬ ‫ما‬ ‫غفلة‬ ّ‫د‬‫ض‬ ً‫جذريا‬ ‫يتيقظ‬ ‫بأن‬ ‫هرمينوطيقي‬ ‫نحو‬ ‫وعلى‬ ،‫الدازين‬ ‫إلى‬ ‫ه‬َّ‫الموج‬ ‫تسآلها‬
‫هرمينوطيقا‬ ‫تحاول‬ ‫التي‬ ‫الخلخلة‬ ‫أو‬ ‫الزعزعة‬ ‫من‬ ‫المقصود‬ ‫هي‬ ‫ا‬ّ‫ن‬‫م‬ ّ‫„كل‬ ‫حدوث‬ ‫أو‬ ‫واقعانية‬ ّ‫أن‬ ،‫األمر‬ ‫نهاية‬
‫بذاته‬ ‫الوجود‬ ‫ممكن‬ ‫حرمان‬ ‫تروم‬ ‫التي‬ ‫الخلخلة‬ ‫أو‬ ‫ة‬ّ‫الرج‬ ‫تلك‬ ‫ليست‬ ‫ها‬ّ‫ن‬‫لك‬ ،)27(
“‫بثها‬ ‫الواقعانية‬ ‫أو‬ ‫الحدوث‬
‫أمام‬ ‫الكائن‬ ‫انبجاس‬ ‫في‬ ‫يساهم‬ ‫تبيين‬ ‫فعل‬ ‫فكالهما‬ ،‫العدم‬ ‫متاهات‬ ‫في‬ ً‫مرميا‬ ‫تدعه‬ ‫وال‬ ،‫وجوده‬ ‫من‬ ‫الدزاين‬ ‫أو‬
.‫ويوجد‬ ‫ليكون‬ ‫ذاته‬
‫أو‬ ‫خلسة‬ ‫تظهر‬ ‫وال‬ ،‫خاطر‬ ‫بطيب‬ ‫جب‬ُ‫ح‬ ‫وراء‬ ‫من‬ ‫تظهر‬ ‫ال‬ )‫الـ(هرمينوطيقا‬ ّ‫أن‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫يتضح‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬
‫هو‬ ‫ما‬ ّ‫لكل‬ ‫تلقائي‬ ‫أصل‬ ‫هو‬ ‫فالهرمينوطيقي‬ ‫قسرية؛‬ ‫بطريق‬ ‫أو‬ ‫متعالية‬ ‫أو‬ ‫مفارقة‬ ‫بقدرة‬ ‫أو‬ ‫الخطأ‬ ‫طريق‬ ‫عن‬
‫متضرعين‬ ‫نستجديه‬ ‫أو‬ ‫لنستدرجه‬ ‫إليه‬ ‫نذهب‬ ‫حتى‬ ‫هناك‬ ‫أو‬ ‫هنا‬ ‫يوجد‬ ‫ال‬ ‫فهو‬ ،‫تلقائي‬ ‫أنطولوجي‬ - ‫وجوداني‬
‫العالم‬ ‫كيفيات‬ ‫من‬ ‫كيفية‬ ‫بوصفه‬ ‫يتبدى‬ ‫كأصل‬ ً‫تلقائيا‬ ‫واألشياء‬ ‫الوجود‬ ‫في‬ ‫قائم‬ ‫هو‬ ‫ما‬ّ‫ن‬‫إ‬ ،‫النذور‬ ‫له‬ ‫باسطين‬ ‫له‬
‫يستيقظ‬ ‫أن‬ ‫د‬َّ‫وبمجر‬ ،ً‫هرمينوطيقيا‬ ‫يحضر‬ ‫م‬َ‫العال‬ ‫هذا‬ ‫نرى‬ ‫ما‬ ‫يقظة‬ ‫وفق‬ ‫م‬َ‫العال‬ ‫حضور‬ ‫د‬َّ‫فبمجر‬ ،‫فيه‬ ‫نوجد‬ ‫الذي‬
‫إلى‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫داللة‬ ‫هيدغر‬ ‫يصرف‬ ‫لذلك‬ ،‫هرمينوطيقي‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫بعطر‬ ‫تضوع‬ ‫يقظته‬ ‫نرى‬ ‫فيه‬ ‫ونحن‬ ‫م‬َ‫العال‬
‫وإلى‬ ‫بل‬ ،)29(
“‫والتبليغ‬ ‫التواصل‬ ‫الستكمال‬ ‫دة‬َّ‫د‬‫مح‬ ‫„وحدة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫؛‬)28(
“‫يقظة‬ - ‫في‬ - ‫„كينونة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬
‫العالم‬ ‫لوقائعية‬ )Auslegungs( ‫تبيين‬ ‫فعل‬ ‫هو‬ ‫وذلك‬ ،)30(
“‫الخاص‬ ‫موضوعها‬ ‫في‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫د‬ِ‫„توج‬ ْ‫أن‬
‫أنطولوجي‬ ‫كقدر‬ ‫ومعه‬ ‫فيه‬ ‫توجد‬ ‫الهرمينوطيقي‬ ‫ذوة‬ُ‫وج‬ ‫إال‬ ‫يظهر‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫م‬َ‫العال‬ ‫هذا‬ ‫فيه؛‬ ‫نعيش‬ ‫الذي‬ ‫حدثانه‬ ‫أو‬
.‫الكينونة‬ ‫وجوداني‬ ً‫نمطا‬ ‫بوصفه‬ ‫عنه‬ ‫فكاك‬ ‫ال‬ ‫وكمصير‬ ،‫به‬ ‫خاص‬ ‫وجودي‬ -
‫الوجود‬ ‫ممكن‬ ‫من‬ ‫وجعل‬ ،‫واألنطولوجيا‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫بين‬ ‫هيدغر‬ ‫ربط‬ ،‫الشأن‬ ‫بهذا‬ ‫الفلسفية‬ ‫رؤيته‬ ‫في‬
‫فحيثما‬ ‫أصيل؛‬ ‫كينوني‬ ‫نحو‬ ‫على‬ ‫دفتيها‬ ‫بين‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫تحمل‬ ‫وجودية‬ ‫حالة‬ )31(
)Dasein( ‫الـ‬ ‫أو‬ ‫بذاته‬
،‫ألمرها‬ ‫متيقظة‬ ‫الكينونة‬ ‫فيها‬ ‫تكون‬ ‫لحظة‬ ‫في‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫توجد‬ ،‫بذاته‬ ‫الوجود‬ ‫ممكن‬ ‫أو‬ ‫الدزاين‬ ‫يكون‬
‫في‬ ً‫متاحا‬ ‫ة‬َّ‫ر‬‫م‬ ّ‫كل‬ ‫في‬ )32(
‫الدزاين‬ ‫جعل‬ ‫هي‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫همة‬َ‫م‬„ ّ‫أن‬ ‫هيدغر‬ ‫اعتبر‬ ‫ولهذا‬ .‫لنفسها‬ ‫فهومة‬
‫في‬ .‫الدزاين‬ ‫منه‬ ‫يعاني‬ ‫الذي‬ ‫الذاتي‬ ‫االغتراب‬ ‫ومالحقة‬ ،‫وتبليغه‬ ،‫لنفسه‬ ً‫متاحا‬ ‫وجعله‬ ،‫كينونته‬ ‫َّة‬‫ي‬‫خاص‬
‫ومنشورات‬ ‫ناشرون‬ – ‫للعلوم‬ ‫العربية‬ ‫الدار‬ ،111 ‫ص‬ ،‫مهيبل‬ ‫عمر‬ .‫د‬ :‫ترجمة‬ ،‫للفينومينولوجيا‬ ‫الهرمينوطيقي‬ ‫المنعرج‬ :‫غراندان‬ ‫جان‬ .27
2007 ،‫الجزائز‬ ‫بيروت‬ ،‫االختالف‬
48 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .28
48 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .29
49 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .30
.‫بذاته‬ ‫الوجود‬ ‫ممكن‬ :‫إلى‬ )Dasein( ‫مصطلح‬ ‫نترجم‬ ‫نحن‬ .31
‫رسمه‬ ‫بإيراد‬ ‫وااللتزام‬ ‫التنويه‬ ‫فاقتضى‬ ،)‫ّازين‬‫د‬‫(ال‬ ‫إلى‬ ‫غيره‬ ‫به‬ِّ‫يعر‬ ‫بينما‬ ،)‫(الدزاين‬ ‫إلى‬ )Dasein( ‫مصطلح‬ ‫الناصر‬ ‫عمارة‬ ‫الدكتور‬ ‫ب‬ِّ‫يعر‬ .32
.‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫للمصطلح‬ ‫المعرب‬

10. 10
‫اهلل‬ ‫فرج‬ ‫رسول‬ ‫محمد‬ ‫رسول‬
‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫الفلسفة‬ ‫قسم‬www.mominoun.com
‫البحث‬ ‫„موضوع‬ ّ‫فإن‬ ،‫وبذلك‬ ،)33(
“‫لنفسه‬ ً‫فهوما‬ ‫يصبح‬ ‫وأن‬ ،‫الكينونة‬ ‫إمكانية‬ ‫للدازين‬ ‫تتجلى‬ ‫الهرمينوطيقا‬
‫من‬ ‫كينونته‬ ‫َّة‬‫ي‬‫خاص‬ ‫في‬ ً‫هرمينوطيقيا‬ ‫استنطاقه‬ ّ‫م‬‫يت‬ ‫الذي‬ ‫ة‬َّ‫ر‬‫م‬ ّ‫كل‬ ‫في‬ ‫الخاص‬ ‫الدزاين‬ ‫هو‬ ‫الهرمينوطيقي‬
.‫ما‬ ‫يقظة‬ ‫وفق‬ ‫المعاش‬ ‫م‬َ‫العال‬ ‫في‬ )34(
“‫ر‬ُّ‫التجذ‬ ‫على‬ ‫قادرة‬ ‫بذاتها‬ ‫يقظة‬ ‫حالة‬ ‫إظهار‬ ‫أجل‬
‫تبيين‬ ‫حالة‬ ‫في‬ ‫نجدها‬ ‫نحن‬ ،...‫هناك‬ ‫ماثلة‬ ‫كانت‬ ‫لو‬ ‫كما‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫إلى‬ ‫ننظر‬ ‫الذين‬ ‫نحن‬ ‫لسنا‬ ‫اآلن‬ ‫حتى‬
‫تكون‬ ‫أن‬ ‫تريد‬ ‫التي‬ ‫فالكينونة‬ ،‫تأويل‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫بأ‬ )‫(التبيين‬ ‫مفهوم‬ ‫إلى‬ ‫ننظر‬ ‫أال‬ ‫هنا‬ ‫ويجب‬ ،)Auslegungs( ‫لألشياء‬
‫هو‬ ‫ما‬ّ‫ن‬‫إ‬ ‫القرائي‬ ‫فالتأويل‬ ،‫التأويل‬ ‫على‬ ‫قدرتنا‬ ‫نمنحها‬ ‫الذين‬ ‫نحن‬ ‫ولسنا‬ ،‫بنفسها‬ ‫نفسها‬ ‫ِّن‬‫ي‬‫تب‬ ‫التي‬ ‫هي‬ ‫د‬َ‫وتوج‬
.)‫والزمان‬ ‫(الكينونة‬ ‫في‬ ‫هيدغر‬ ‫عنه‬ ‫سيكشف‬ ،ٍ‫تال‬ ‫اشتغال‬
‫الذين‬ ‫نحن‬ ‫بمعنى‬ ،‫واإلبداع‬ ‫الخلق‬ ‫عملية‬ ‫صميم‬ ‫في‬ ‫أنفسنا‬ ‫نجد‬ ‫تشكيلية‬ ‫لوحة‬ ‫نرسم‬ ‫عندما‬ ‫فنحن‬ ،‫نعم‬
‫ستكون‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫ككينونة‬ ‫جمالية‬ ‫تبيين‬ ‫لحظة‬ ‫نخلق‬ ‫نا‬َّ‫ن‬‫أل‬ ،‫نعلم‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫هرمينوطيقية‬ ‫كائنات‬ ‫إلى‬ ‫ل‬َّ‫و‬‫نتح‬
‫لما‬ ‫َّة‬‫ي‬‫بعد‬ ‫قراءة‬ ‫تالية؛‬ ‫قراءة‬ ‫فعل‬ ‫وكالهما‬ ،‫بعد‬ ‫فيما‬ )Interpretation) = (Deutung( ‫ما‬ ‫لتأويل‬ ‫قابلة‬
‫لدالالته‬ ‫بتلقينا‬ ‫سيرتبط‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،‫َّنة‬‫ي‬‫مع‬ ‫جمالية‬ ‫منحوتة‬ ‫أو‬ ‫تشكيلية‬ ‫لوحة‬ ‫في‬ ‫أبدعناه‬ ‫أو‬ ‫لناه‬ّ‫شك‬ ‫أو‬ ‫خلقناه‬
‫طبيعة‬ ‫على‬ ً‫مؤسسا‬ ‫كونه‬ ‫بشري‬ ‫فهم‬ ‫نمط‬ ً‫معا‬ ‫يمثالن‬ ‫والتأويل‬ ‫فالتفسير‬ ،‫ولغيرنا‬ ‫لنا‬ ‫قوله‬ ‫يريد‬ ‫وما‬ ،‫ومعناه‬
.‫أصلية‬ ‫هرمينوطيقية‬
‫الهرمنيوطيقي‬‫فالتبيين‬‫ووجود؛‬‫كينونة‬‫نمط‬‫ُعتبر‬‫ي‬‫ما‬‫إلى‬‫بالهرمينوطيقا‬‫ة‬ َّ‫الخاص‬‫الهيدغرية‬‫الداللة‬‫تنصرف‬
‫الحياة‬ ‫هي‬ ‫الكينونة‬ ‫حيث‬ ‫كائن‬ ‫هو‬ ‫التبيين‬ ّ‫إن‬ .‫واقعانية‬ ‫كينونة‬ ‫َّة‬‫ي‬‫لخاص‬ ‫وبارزة‬ ‫ممكنة‬ ‫„كيفية‬ ‫نفسه‬ ‫هو‬ ‫ما‬ّ‫ن‬‫إ‬
‫فصل‬ ‫يوجد‬ ‫ال‬ ،‫هرمينوطيقي‬ ‫هو‬ ‫وما‬ ‫واقعاني‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫بين‬ ‫فصل‬ ‫يوجد‬ ‫ال‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫أ‬ ‫يعني‬ ‫وذلك‬ .)35(
“‫نفسها‬ ‫الواقعانية‬
‫ال‬ ‫والواقعانية‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫بين‬ ‫„العالقة‬ ،‫هيدغر‬ ‫فبحسب‬ ،ً‫معا‬ ‫بينهما‬ ‫أنطولوجي‬ ‫وال‬ ‫فينومينولوجي‬ ‫معرفي‬
.)36(
“‫الهرمينوطيقا‬ ‫خالله‬ ‫من‬ ‫د‬َّ‫د‬‫تتح‬ ‫الذي‬ ‫الموضوع‬ ‫المفهوم؛‬ ‫والموضوع‬ ‫ما‬ ‫موضوع‬ ‫فهم‬ ‫بين‬ ‫العالقة‬ ‫تشبه‬
‫بذاتها‬ ً‫هرمينوطيقيا‬ ‫ذواتها‬ ‫ق‬ ِ‫تنط‬ ْ‫تس‬ ‫فاألشياء‬ ‫للهرمينوطيقا؛‬ ‫أخرى‬ ‫مزية‬ ‫هيدغر‬ ‫يمنح‬ ،‫السياق‬ ‫هذا‬ ‫وفي‬
‫استنطاق‬ ‫مصطلح‬ ‫على‬ ‫السوداء‬ ‫الغابة‬ ‫فيلسوف‬ ‫م‬ِ‫د‬ْ‫يق‬ ‫ولذلك‬ ،‫الطرفين‬ ‫بين‬ ‫فصل‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫األنطولوجية‬
ّ‫م‬‫يت‬ ‫الذي‬ ‫ة‬َّ‫مر‬ ّ‫كل‬ ‫في‬ ‫الخاص‬ ‫الدزاين‬ ‫هو‬ ‫الهرمينوطيقي‬ ‫البحث‬ ‫موضوع‬ ّ‫„إن‬ :‫قوله‬ ‫في‬ ‫هرمينوطيقي‬
‫ولغرض‬ .)37(
“‫ر‬ُّ‫التجذ‬ ‫على‬ ‫قادرة‬ ‫يقظة‬ ‫حالة‬ ‫إظهار‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫كينونته‬ ‫َّة‬‫ي‬‫خاص‬ ‫في‬ ً‫هرمينوطيقيا‬ ‫استنطاقه‬
‫ممكن‬ ‫أو‬ ‫نفسه‬ ‫الدزاين‬ ‫تقديم‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫نفسها‬ ‫تنذر‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ّ‫فإن‬ ،‫حدثانها‬ ‫أو‬ ‫األشياء‬ ‫واقعانية‬ ‫تحقيق‬
48 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .33
52 – 51 ‫ص‬ ‫ص‬ :ً‫ا‬‫أيض‬ ‫انظر‬ .49 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .34
.)‫(التفسير‬ ‫إلى‬ )Auslegungs( ‫التبيين‬ ‫المسكيني‬ ‫فتحي‬ ‫الدكتور‬ ُ‫ه‬‫يترجم‬ .49 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .35
.)‫الواقعانية‬ ‫لداللة‬ ‫هيدغر‬ ‫تحديد‬ ‫حيث‬ ‫والزمان‬ ‫الكينونة‬ ‫من‬ 268 ‫صفحة‬ :‫(وانظر‬ .49 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .36
.)hermeneutisch befrag( ‫هرمينوطيقي‬ ‫استنطاق‬ .49 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .37

11. 11
‫اهلل‬ ‫فرج‬ ‫رسول‬ ‫محمد‬ ‫رسول‬
www.mominoun.com ‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫الفلسفة‬ ‫قسم‬
‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫في‬ ‫هو‬ ‫وبما‬ ،auslegunsfähig ‫التبيين‬ ‫ممارسة‬ ‫على‬ ‫قادر‬ ‫هو‬ ‫„بما‬ ،‫العالم‬ ‫في‬ ‫بذاته‬ ‫الوجود‬
‫داخل‬ ‫أو‬ ‫معين‬ ‫تأويل‬ ‫بداخل‬ ‫إال‬ ‫التواجد‬ ‫أو‬ ‫العيش‬ ‫يمكنه‬ ‫ال‬ ‫هو‬ ‫بما‬ ‫وكذلك‬ ،auslegunsbedüftig ‫التبيين‬
.)38(
“‫معينة‬ Interprétativité ‫تأويالنية‬
،‫يكون‬ ‫بأن‬ ‫يشرع‬ ‫وحالما‬ ،‫الفعل‬ ‫وهذا‬ ،ً‫هرمينوطيقيا‬ ً‫فعال‬ ‫معه‬ ‫يحمل‬ ‫ة‬ّ‫مر‬ ّ‫كل‬ ‫في‬ ‫األشياء‬ ‫وجود‬ ‫فعل‬ ّ‫إن‬
،‫متصل‬ ‫ما‬ّ‫ن‬‫إ‬ ‫منفصل‬ ‫كفعل‬ ‫ليس‬ ً‫أنطولوجيا‬ ‫جانبه‬ ‫من‬ ‫ُستنطقة‬‫م‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫األشياء‬ ‫أقبال‬ ‫من‬ ‫يجعل‬ ‫نراه‬
‫تكون‬ ‫بأن‬ ‫يقظتها‬ ‫عبر‬ ‫موجودة‬ ‫تكون‬ ‫حتى‬ ،‫الوجود‬ ‫مقام‬ ‫تكتسب‬ ‫حتى‬ ً‫هرمينوطيقيا‬ ‫ُستنطقة‬‫م‬ ‫هي‬ ‫األشياء‬ ‫فكل‬
‫بعد‬ ‫إال‬ ‫هناك‬ ‫أو‬ ‫هنا‬ ‫نجده‬ ‫ال‬ ‫هرمينوطيقي‬ ‫لفعل‬ ‫نتاج‬ ‫سوى‬ ‫يبدو‬ ‫ال‬ ‫م‬َ‫فالعال‬ ‫حيواتها؛‬ ‫لتمارس‬ ‫م‬َ‫العال‬ ‫في‬ ‫رة‬ِّ‫متجذ‬
‫في‬ ‫مشاحة‬ ‫وال‬ ،‫األشياء‬ ‫ممكنات‬ ‫يتصوب‬ ‫هرمينوطيقي‬ ‫استنطاق‬ ‫لفعل‬ ‫كنتيجة‬ ‫وجودها‬ ‫األشياء‬ ‫تكتسب‬ ‫أن‬
.‫األشياء‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫فعل‬ ‫الخلق؛‬ ‫فعل‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫الهرمينوطيقي‬ ‫االستنطاق‬ ‫فعل‬ ّ‫إن‬ ‫القول‬
‫يستيقظ‬ ‫الدزاين‬ ‫أو‬ ‫بذاته‬ ‫الوجود‬ ‫فممكن‬ ،‫والوجود‬ ‫الحضور‬ ‫بدء‬ ‫هي‬ )das wachsein( ‫اليقظة‬ ‫حالة‬ ّ‫إن‬
‫نفسه‬ ‫الدزاين‬ ‫أو‬ ‫بذاته‬ ‫الوجود‬ ‫ممكن‬ ‫يالقي‬ ‫أن‬ ‫هي‬ ‫اليقظة‬ ّ‫إن‬ ،...‫هناك‬ ‫أو‬ ‫هنا‬ ‫ويوجد‬ ‫يكون‬ ‫لكي‬ ‫بذاته‬ ‫ذاته‬ ‫على‬
‫جديدة‬ ‫تجربة‬ ‫ستبدأ‬ ‫وعندها‬ .‫لهما‬ ً‫فهوما‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ،‫ويفهمهما‬ ‫يعيهما‬ ‫أن‬ ،‫وذاته‬ ‫نفسه‬ ‫على‬ ‫يستيقظ‬ ‫أن‬ ،‫وذاته‬
‫كموجود‬ ‫ويحظر‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫بصدد‬ ‫وهو‬ ‫لذاته‬ ‫بذاته‬ ‫الوجود‬ ‫ممكن‬ ‫استنطاق‬ ‫يستيقظ‬ ،‫الهرمينوطيقا‬ ‫معها‬ ‫تستيقظ‬
)39(
“im Heute ‫اليوم‬ ‫في‬ ‫زخمه‬ ‫يأخذ‬ ‫„فالتبيين‬ ،‫اليومي‬ ‫أو‬ ‫الراهن‬ ‫عبر‬ ‫يكونه‬ ‫ما‬ ‫يستطيع‬ ‫وأن‬ ،‫هناك‬ ‫أو‬ ‫هنا‬
‫في‬ ‫هناك‬ ‫أصبح‬ ‫وقد‬ ‫أما‬ ،‫وتأويله‬ ‫تفسيره‬ ‫ُمكن‬‫ي‬‫ل‬ ‫هناك‬ ‫أو‬ ‫هنا‬ ‫سيصبح‬ ‫وعندها‬ ،‫الراهن‬ ‫في‬ ‫أو‬ ‫اليومي‬ ‫في‬ ‫أو‬
‫„الهرمينوطيقا‬ ‫يعتبر‬ ‫هيدغر‬ َّ‫ألن‬ ،‫ذلك‬ ‫د‬ِّ‫د‬‫يح‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫الهرمينوطيقي‬ ‫واالستنطاق‬ ‫التبيين‬ ّ‫فإن‬ ،‫ة‬َّ‫د‬‫ع‬ ‫أوضاع‬
‫إلى‬ ‫خرجت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫نجز‬ُ‫م‬‫ك‬ ‫فهم‬ُ‫ت‬ ‫فالهرمينوطيقا‬ ،)40(
“‫فهم‬ُ‫ت‬ ‫أن‬ ‫يمكنها‬ ‫هنا‬ ‫من‬ ً‫وانطالقا‬ ‫الوضع‬ ‫د‬ِّ‫د‬‫يح‬ ْ‫من‬ ‫هي‬
‫الذي‬ ‫الوضع‬ ‫ى‬ّ‫يتجل‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫فقط‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫„في‬ ‫أصبح‬ ‫وبهذا‬ ،‫معينة‬ ‫موجودات‬ ‫في‬ ‫الشمس‬ ‫ضحى‬
.)41(
“‫الجذرية‬ ‫بالمساءلة‬ ‫يسمح‬
‫الناحية‬ ‫ومن‬ ،‫األلمانية‬ ‫اللغة‬ ‫في‬ ُّ‫د‬‫ُع‬‫ي‬ ‫الذي‬ )Deutung( ‫ملفوظ‬ ‫استخدام‬ ‫إلى‬ ‫هيدغر‬ ‫يلجأ‬ ‫لم‬ ،‫هنا‬ ‫ومن‬
‫اللغة‬ ‫من‬ ‫المستل‬ ‫األلماني‬ ‫للمصطلح‬ ً‫رديفا‬ ُّ‫د‬‫ُع‬‫ي‬ ‫والذي‬ ،‫ومعرفة‬ ‫وقراءة‬ ‫كفهم‬ )‫(التأويل‬ ‫على‬ ً‫داال‬ ،‫التقنية‬
‫الذي‬ ‫التأويل‬ ‫على‬ ‫الدال‬ ،‫مقتضب‬ ‫بشكل‬ ‫المحاضرات‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫عنه‬ ‫تحدث‬ ‫الذي‬ )Interpretation( ‫الالتينية‬
ُ‫ه‬‫سيستخدم‬ ‫الذي‬ ‫المصطلح‬ ‫وهو‬ ،‫عليها‬ ‫الكينونة‬ ‫وانفتاح‬ ‫فتحها‬ ‫بعد‬ ‫به‬ ‫ويعتني‬ ‫الغير‬ ‫نصوص‬ ‫نحو‬ ‫سيتوجه‬
‫مهيبل‬ ‫الدكتور‬ ّ‫بأن‬ ‫ننوه‬ ‫أن‬ ‫نود‬ ‫وهنا‬ .110 – 109 ‫ص‬ ‫ص‬ ،‫مهيبل‬ ‫عمر‬ .‫د‬ :‫ترجمة‬ ،‫للفينومينولوجيا‬ ‫الهرمينوطيقي‬ ‫المنعرج‬ :‫غراندان‬ ‫جان‬ .38
‫هذا‬ ‫في‬ ‫أوغدان‬ ‫ذكرها‬ ‫التي‬ ‫الثالثة‬ ‫المصطلحات‬ ّ‫أن‬ ‫كما‬ .)‫(التبيين‬ ‫هنا‬ ‫المستعملة‬ ‫الترجمة‬ ‫آثرنا‬ ‫لكننا‬ ،”‫“التأويل‬ ‫إلى‬ )Auslegungs( ‫مصطلح‬ ‫يترجم‬
.‫العلمية‬ ‫األمانة‬ ‫باب‬ ‫من‬ ‫ذكرها‬ ‫إلى‬ ‫أتينا‬ ‫لكننا‬ ،‫استعمالها‬ ‫إلى‬ ‫هيدغر‬ ‫يأت‬ ‫لم‬ ‫المقتبس‬
52 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .39
52 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .40
52 – 51 ‫ص‬ ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .41

12. 12
‫اهلل‬ ‫فرج‬ ‫رسول‬ ‫محمد‬ ‫رسول‬
‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫الفلسفة‬ ‫قسم‬www.mominoun.com
‫ال‬ ‫هيدغر‬ َّ‫ألن‬ ‫وذلك‬ ،‫الفالسفة‬ ‫من‬ ‫وغيره‬ ‫كانط‬ ‫إمانويل‬ ‫ومنهم‬ ‫آخرين‬ ‫فالسفة‬ ‫عن‬ ‫كتاباته‬ ‫في‬ ً‫الحقا‬ ‫هيدغر‬
‫عندما‬ ‫فهو‬ ‫3291؛‬ ‫محاضرات‬ ‫في‬ ‫والتفسير‬ ‫والقراءة‬ ‫للفهم‬ ‫كنظرية‬ ‫أسالفه‬ ‫غرار‬ ‫على‬ ‫بالهرمينوطيقا‬ ّ‫د‬‫يعت‬
‫من‬ ‫تمضي‬ ‫وهي‬ ‫للموجودات‬ ‫وجود‬ ‫كنمط‬ )‫(التبيين‬ ‫به‬ ‫يعني‬ ‫ما‬ّ‫ن‬‫فإ‬ ،)Auslegungs( ‫مصطلح‬ ‫يستخدم‬
‫الداللة‬ ‫له‬ “‫„التبيين‬ ّ‫أن‬ ‫يعني‬ ‫وذلك‬ ،‫الوجودي‬ ‫ف‬ُّ‫التعر‬ ‫ْر‬‫ب‬‫ع‬ ‫م‬َ‫العال‬ ‫في‬ ‫حضورها‬ ‫صوب‬ ‫لها‬ ‫الذي‬ ‫إمكانها‬
.‫وحسب‬ ‫التقليدية‬ ‫الفينومينولوجية‬ ‫أو‬ ‫المعرفية‬ ‫وليس‬ ‫األنطولوجية‬
‫من‬ ‫عشرة‬ ‫الثالثة‬ ‫الفقرة‬ ‫في‬ ‫وذلك‬ ،‫للهرمينوطيقا‬ ‫أخرى‬ ‫همة‬َ‫م‬ ‫استجالء‬ ‫إلى‬ ‫هيدغر‬ ‫سيعود‬ ،‫بعد‬ ‫فيما‬
‫الدكتور‬ ‫ويترجمه‬ ،“‫التبييني‬ ‫„الضبط‬ ‫مصطلح‬ ‫يستخدم‬ ‫نراه‬ ‫إذ‬ ،)‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫(أنطولوجيا‬ ‫كتابه‬
‫الالحق‬ ‫„الدرس‬ ‫تعبير‬ ‫يستخدم‬ ً‫وأيضا‬ ،“Auslegungsrichtungen ‫التأويلي‬ ‫„الضبط‬ ‫إلى‬ ‫الناصر‬ ‫عمارة‬
‫الكائن‬ ‫أو‬ ‫بذاته‬ ‫الوجود‬ ‫ممكن‬ ‫بفهم‬ ‫ق‬َّ‫تتعل‬ ‫َّة‬‫ي‬‫بعد‬ ‫ما‬ ‫بصدد‬ ‫أنفسنا‬ ‫نجد‬ ‫كليهما‬ ‫وفي‬ .“‫الهرمينوطيقي‬ ‫للتحليل‬
‫وقد‬ ‫بذاته‬ ‫الوجود‬ ‫ممكن‬ ‫أو‬ ‫فالدزاين‬ ‫؛‬ً‫وجودا‬ ‫وأصبح‬ ،‫بها‬ ‫اإلمعان‬ ‫يمكن‬ ‫كظاهرة‬ ‫قبالتنا‬ ‫ق‬َّ‫تحق‬ ‫وقد‬ ‫الدازيني‬
‫الفضول‬ ‫عبر‬ ‫وذلك‬ ،)42(
“‫هنا‬ /‫الـ‬ ‫في‬ ‫بنفسه‬ ‫نفسه‬ ‫يضع‬ ‫وبات‬ ،ً‫موضوعيا‬ ‫بذاته‬ ‫هنا‬ ‫نفسه‬ ‫„امتالك‬ ‫إلى‬ ‫نزع‬
‫وهي‬ ،‫ما‬ ً‫إنسانا‬ ‫أو‬ ‫تشكيلية‬ ‫لوحة‬ ‫أو‬ ‫شجرة‬ ‫يكون‬ ْ‫كأن‬ ‫له‬ ‫المفرد‬ ‫ووجوده‬ ‫كينونته‬ ‫خلق‬ ‫في‬ ‫بحرية‬ ‫ه‬ُّ‫والتوج‬
‫ينجزه‬ ‫لم‬ ‫الالحق‬ ‫الهرمينوطيقي‬ ‫الدرس‬ ‫ذلك‬ ّ‫أن‬ ‫إال‬ ،‫الخارج‬ ‫من‬ ‫أو‬ ‫البراني‬ ‫والفهم‬ ‫للقراءة‬ ‫قابلة‬ ‫مستلقة‬ ‫كائنات‬
‫المبحث‬ ‫في‬ ‫إليه‬ ‫أشار‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫أ‬ ‫رغم‬ - ‫تفصيلي‬ ‫نحو‬ ‫على‬ )‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫(أنطولوجيا‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫هيدغر‬
‫نا‬َّ‫ن‬‫لك‬ ،‫ذلك‬ ‫يقول‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫من‬ ،)‫والزمان‬ ‫(الكينونة‬ ‫الالحق‬ ‫كتابه‬ ‫إلى‬ ‫أحاله‬ ‫ما‬ّ‫ن‬‫إ‬ - )‫بعدها‬ ‫وما‬ 48 ‫(ص‬ ‫الثالث‬
.‫َّة‬‫ي‬‫البعد‬ ‫والقراءة‬ ‫والتأويل‬ ‫بالتفسير‬ ‫وعالقتها‬ )‫(الفهم‬ ‫مقولة‬ ‫عبر‬ ‫فيه‬ ً‫مفصال‬ ‫سنجده‬
***
‫فطاحل‬ ‫يتبع‬ ‫لم‬ ‫فهو‬ ،‫تقليدي‬ ‫تأويل‬ ‫فيلسوف‬ ‫د‬َّ‫مجر‬ ‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ ‫نجد‬ ‫ال‬ ،‫اآلن‬ ‫حتى‬ ‫عرضناه‬ ‫ما‬ ّ‫كل‬ ‫في‬
‫األلمانيين‬ ‫هذين‬ ّ‫أن‬ ‫يعتقد‬ ‫ريكور‬ ‫بول‬ ّ‫أن‬ ‫رغم‬ ،‫غيرهم‬ ‫وال‬ ‫األلمان‬ ‫ال‬ ،)‫ديلتاي‬ ،‫(شاليرماخر‬ ‫التأويلي‬ ‫الدرس‬
‫جذرية‬ ‫معرفية‬ ‫قطيعة‬ ‫أحدث‬ ‫هيدغر‬ ّ‫أن‬ ‫يفوتنا‬ ‫أال‬ ‫يجب‬ ‫ولكن‬ .)43(
»‫فلسفية‬ ‫«قضية‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫من‬ ‫جعال‬
‫هرمينوطيقي‬ ‫كفعل‬ ‫الوجود‬ ‫نحو‬ ً‫منقادا‬ ‫حاالته‬ ّ‫كل‬ ‫في‬ ‫العالم‬ ‫جعله‬ ‫ْر‬‫ب‬‫ع‬ ‫والتأويل‬ ‫الهرمينوطيقا‬ ‫تأريخ‬ ‫مع‬ ‫فعلية‬
‫جاهرة؛‬ ‫ميتافيزيقية‬ ‫معرفية‬ ‫أنظمة‬ ‫َّة‬‫ي‬‫أ‬ ‫أو‬ ‫قة‬ِ‫مفار‬ ‫أو‬ ‫عليا‬ ‫ذات‬ ‫من‬ ‫ووجوده‬ ‫وكينونته‬ ‫أصله‬ ‫يستمد‬ ‫ال‬ ‫فعل‬ ،‫له‬
‫تيقظه‬ ‫لحظة‬ ‫في‬ ‫له‬ ‫أصل‬ ‫هو‬ ‫وذاك‬ ،‫وطبعه‬ ‫بذاته‬ ‫هرمينوطيقاني‬ ‫كائن‬ ‫هو‬ ‫ما‬َّ‫إن‬ ،‫األمر‬ ‫نهاية‬ ‫في‬ ،‫فاإلنسان‬
‫أفق‬ ‫وهو‬ ‫يقظة‬ ‫في‬ ‫ككينونة‬ ‫َّن‬‫ي‬‫ُب‬‫م‬ ‫ني‬ّ‫ن‬‫أ‬ ‫شأني‬ ‫هرمينوطيقي‬ ‫كائن‬ ‫سوى‬ ُ‫لست‬ ،‫ة‬َّ‫مر‬ ّ‫كل‬ ‫وفي‬ ،‫فأنا‬ ‫لذاته؛‬ ‫بذاته‬
114 ‫ص‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ .42
..‫التأويل‬ ‫فن‬ :‫غادامير‬ ‫غيورغ‬ ‫(هانس‬ :‫انظر‬ ،ً‫ا‬‫أيض‬ ‫غادامير‬ ‫يؤكده‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ .35 ‫ص‬ ،‫هيرمينوطيقية‬ ‫دراسات‬ ..‫التأويالت‬ ‫صراع‬ :‫ريكور‬ ‫بول‬ .43
،2 ‫ط‬ ،‫بيروت‬ ،‫العربي‬ ‫الثقافي‬ ‫والمركز‬ ‫االختالف‬ ‫منشورات‬ ‫للعلوم‬ ‫العربية‬ ‫الدار‬ ،70 ‫ص‬ ،‫الزين‬ ‫شوقي‬ ‫محمد‬ :‫ترجمة‬ ،‫األهداف‬ ،‫المبادئ‬ ،‫األصول‬
.)2006

13. 13
‫اهلل‬ ‫فرج‬ ‫رسول‬ ‫محمد‬ ‫رسول‬
www.mominoun.com ‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫الفلسفة‬ ‫قسم‬
‫وهذا‬ ،‫م‬َ‫العال‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫األصيل‬ ‫ووجودي‬ ‫لكينونتي‬ ‫خيانة‬ ‫ذلك‬ ‫ونكران‬ ،‫بتبيينه‬ ‫الشروع‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫أحيا‬ ‫ال‬ ‫تبيين‬
‫ذاته‬ ‫الوجود‬ ‫نص‬ ‫إلى‬ ،‫ذاته‬ ‫الوجود‬ ‫إلى‬ ‫عنه‬ ‫فكرة‬ ‫بلورة‬ ‫بغية‬ ‫وقراءته‬ ‫النص‬ ‫مسائل‬ ‫غادر‬ ‫هيدغر‬ ّ‫أن‬ ‫يعني‬
‫يعني‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫من‬ ،ً‫أصال‬ ‫هرمينوطيقية‬ ‫نص‬ ‫كينونة‬ ‫أو‬ ‫له‬ ‫األصل‬ ‫بطبعه‬ ‫هرمينوطيقي‬ ‫نص‬ ‫وهو‬ ،‫ذاته‬ ‫وفي‬
‫في‬ ً‫تاليا‬ ‫سنجده‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ،‫تأويله‬ ‫نحو‬ ‫والتوجه‬ ‫المقروء‬ ‫أو‬ ‫المكتوب‬ ‫النص‬ ‫قراءة‬ ‫عن‬ ‫المطلق‬ ‫العزوف‬ ّ‫أن‬ ‫ذلك‬
.1927 ‫عام‬ )‫والزمان‬ ‫(الكينونة‬
‫عام‬ ‫(منذ‬ ‫بشأنها‬ ً‫جديدا‬ ً‫تأويال‬ ‫هيدغر‬ ‫لنا‬ ‫م‬ِّ‫د‬‫يق‬ ،‫للهرمينوطيقا‬ ‫المعرفي‬ - ‫الفلسفي‬ ‫المنجز‬ ‫منظور‬ ‫في‬
‫تأويلي‬ ‫منجز‬ ‫وهو‬ ،‫للوجود‬ ‫أصلية‬ ‫مكنة‬ ‫بوصفه‬ ‫لنا‬ ‫مه‬ِّ‫د‬‫يق‬ ،‫فيه‬ ‫نعيش‬ ‫الذي‬ ‫م‬َ‫للعال‬ )1923 ‫منذ‬ ً‫وتاليا‬ ،1919
ّ‫أن‬ ‫يعني‬ ‫ما‬ ،‫الالتيني‬ )Interpretation( ‫مصطلح‬ ‫داللته‬ ‫تعادل‬ ‫التي‬ ‫األلماني‬ )Deutung( ‫ملفوظ‬ ‫عليه‬ ُّ‫يدل‬
،‫وتأويلها‬ ‫وتفسيرها‬ ‫فهمها‬ ‫ولغيرنا‬ ‫لنا‬ ‫يمكن‬ ‫عوالم‬ ‫ة‬ّ‫د‬‫ع‬ ‫ُزهر‬‫ي‬ ‫وهو‬ ‫للوجود‬ ‫تأويلية‬ ‫قراءة‬ ‫تجربة‬ ‫م‬َّ‫د‬‫ق‬ ‫هيدغر‬
‫ما‬ ‫وهو‬ ،‫ل‬َّ‫و‬‫للمؤ‬ ‫وكتأويل‬ ،‫َّن‬‫ي‬‫ُب‬‫م‬‫لل‬ ‫كتبيين‬ ‫وكينونته‬ ‫لذاته‬ ‫الفهوم‬ ‫م‬َ‫العال‬ ‫لفهم‬ ً‫جديدا‬ ً‫منعطفا‬ ‫س‬ّ‫يكر‬ ‫ما‬ّ‫ن‬‫إ‬ ‫وبذلك‬
.1927 ‫عام‬ )‫والزمان‬ ‫(الكينونة‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫عليه‬ ‫سيعتمد‬

14. 14
‫اهلل‬ ‫فرج‬ ‫رسول‬ ‫محمد‬ ‫رسول‬
‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫الفلسفة‬ ‫قسم‬www.mominoun.com
‫واملصادر‬ ‫اجع‬‫ر‬‫امل‬
:‫العربية‬ ‫باللغة‬
‫ناشرون‬ ‫ـ‬ ‫للعلوم‬ ‫العربية‬ ‫الدار‬ ،111 ‫ص‬ ،‫مهيبل‬ ‫عمر‬ .‫د‬ :‫ترجمة‬ ،‫للفينومينولوجيا‬ ‫الهرمينوطيقي‬ ‫المنعرج‬ :‫غراندان‬ ‫جان‬ -
2007 ،‫الجزائر‬ ،‫بيروت‬ ،‫االختالف‬ ‫ومنشورات‬
2015 ،‫بغداد‬ ،‫العامة‬ ‫الثقافيية‬ ‫الشؤون‬ ‫دار‬ ،‫دولوز‬ ‫جيل‬ ‫إلى‬ ‫توماس‬ ‫سانت‬ ‫جون‬ ‫من‬ ...‫العالمة‬ ‫فلسفة‬ :‫رسول‬ ‫َّد‬‫م‬‫مح‬ ‫رسول‬ -
،‫واألبحاث‬ ‫للدراسات‬ ‫حدود‬ ‫بال‬ ‫مؤمنون‬ ‫مؤسسة‬ ،)‫(الباب‬ ‫مجلة‬ ،‫مقال‬ ،‫والقراءات‬ ‫المسائل‬ :‫التأويلية‬ ‫تأريخ‬ ‫في‬ :‫إنقزو‬ ‫فتحي‬ -
2015 ‫ربيع‬ ،5 ‫العدد‬ ،‫الرباط‬
1980 ،1 ‫ط‬ ،‫بيروت‬ ،‫القلم‬ ‫دار‬ ،‫الكويت‬ ،‫المطبوعات‬ ‫وكالة‬ ،133 ‫ص‬ ،1 ‫ج‬ ،‫أرسطو‬ ‫منطق‬ :‫بدوي‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ -
2015 ،‫بيروت‬ ،‫الجمل‬ ‫دار‬ ،‫الناصر‬ ‫عمارة‬ .‫د‬ :‫ترجمة‬ ،‫الواقعانية‬ ‫هرمينوطيقا‬ ‫أنطولوجيا‬ :‫هيدغر‬ ‫مارتن‬ ‫ـ‬
‫منشورات‬ ‫للعلوم‬ ‫العربية‬ ‫الدار‬ ،‫الزين‬ ‫شوقي‬ ‫محمد‬ :‫ترجمة‬ ،‫األهداف‬ ،‫المبادئ‬ ،‫األصول‬ ..‫التأويل‬ ‫فن‬ :‫غادامير‬ ‫غيورغ‬ ‫هانس‬ ‫ـ‬
)2006 ،2 ‫ط‬ ،‫بيروت‬ ،‫العربي‬ ‫الثقافي‬ ‫والمركز‬ ‫االختالف‬
:‫األجنبية‬ ‫باللغة‬
- Grondin, (J): Introduction to Philosophical hermeneutics, Yale University press, 1994
- Heidegger (M): Phänomenologische Interpretationen zu Aristoteles: Einführung in die
phänomenologische,Forschung. (WS 1921- 1922). 1985
- Heidegger (M): Ontologie. (Hermeneutik der Faktizität). (SS 1923). 1988.
- Poinsot (J): Ars Logica, 1632, Interpretive Arrangement by; John Deely, University of California
Press, 1985