SlideShare a Scribd company logo
‫كيف‬‫تسللت‬‫الليبرالية‬‫إلى‬‫العالم‬‫السلمي‬‫؟‬
‫الدكتور‬‫بسام‬‫البطوش‬
‫البحث‬‫منقول‬‫بتصرف‬‫يسير‬‫من‬‫كتاب‬
‫الفكر‬ "‫التجتماعي‬‫في‬‫مصر‬"
‫للدكتور‬‫بسام‬‫البطوش‬
1
‫بسم‬‫ا‬‫الرحمن‬‫الرحيم‬
‫هذا‬‫ث‬ٌ  ‫بح‬‫موتجز‬‫ميسر‬ُ‫يبين‬‫للقارئ‬‫بداية‬‫تسلل‬‫الفكر‬‫الليبرالي‬
‫العلماني‬‫إلى‬‫البل د‬‫السلمية‬،‫ويكشف‬‫أبرز‬‫الشخصيات‬‫التي‬
‫اعتنقته‬،‫وساهمت‬‫في‬‫نشره‬،‫وهو‬‫يقتصر‬‫على‬‫البل د‬‫المصرية‬
‫بسبب‬‫أنها‬‫البوابة‬‫التي‬‫تنتقل‬‫منها‬‫الفكار‬‫والتجارب‬‫الغربية‬‫إلى‬‫بقية‬
‫ دول‬‫العالم‬‫السلمي‬‫؛‬‫كما‬‫في‬‫التمثيل‬،‫والمسرح‬،‫والصحافة‬..
‫الخ‬‫وهذا‬ .‫المبحث‬‫منقول‬‫بتصرف‬‫يسير‬‫من‬‫كتاب‬‫الدكتور‬‫بسام‬
‫البطوش‬‫الفكر‬ "‫التجتماعي‬‫في‬‫مصر‬‫ص‬ ) "93-184‫؛‬ (‫أنقله‬
‫هنا‬‫ليعرف‬‫من‬‫خلله‬‫القارئ‬‫كيفية‬‫التسلل‬‫الليبرالي‬،‫وسيكتشف‬
‫عند‬‫قراءته‬‫أن‬‫الساليب‬‫التي‬‫استخدمها‬‫أتباع‬‫الغرب‬‫من‬‫الليبراليين‬
‫المصريين‬‫هي‬‫نفسها‬‫ما‬‫يستخدمه‬‫الن‬‫أشباههم‬‫في‬‫بل د‬‫أخرى‬‫؛‬
‫ومنها‬‫المملكة‬ "‫العربية‬‫السعو دية‬‫حرسها‬ "‫ا‬،‫وأ دام‬‫عليها‬‫نعمة‬
‫اليمان‬‫والمن‬،‫وا‬‫الها دي‬.
2
‫كيف‬‫تسللت‬‫الليبرالية‬‫إلى‬‫العالم‬‫السلمي‬‫؟‬
1-‫مفهوم‬:‫الليبرالية‬
‫مصطلح‬‫الليبرالية‬‫مذهب‬‫ينا دي‬‫بالحرية‬،‫الكاملة‬‫وفي‬‫ميا دين‬‫الحياة‬
،‫المختلفة‬‫لتقيدها‬‫أحكام‬‫الدين‬‫والليبرالية‬ .‫كغيرها‬‫من‬‫المذاهب‬
‫السياسية‬‫والتجتماعية‬‫د‬ّ  ‫تع‬‫نمطا‬‫فكريا‬،‫عاما‬‫ومنظومة‬‫متشابكة‬
‫من‬‫المعتقدات‬،‫والقيم‬‫تشكلت‬‫عبر‬‫قرون‬،‫عدة‬‫منذ‬‫القرن‬‫السابع‬
‫عشر‬
)1(
.
‫وقد‬‫ساهم‬‫عد د‬‫كبير‬‫من‬‫المفكرين‬‫في‬‫صياغة‬‫الفلسفة‬‫الليبرالية‬
‫كان‬‫من‬،‫أبرزهم‬‫تجون‬‫لوك‬)1632-1704،(‫م‬‫وآ دم‬‫سميث‬)
1723-1790‫وتجيرمي‬ (‫م‬‫بنثام‬)1748-1832،(‫م‬‫وتجون‬‫ستيوارت‬
‫مل‬)1806-1873،(‫م‬‫وتجان‬‫فرانسوا‬‫فولتير‬)1694-1778،(‫م‬
‫وتجان‬‫تجاك‬‫روسو‬)1712-1778‫وأليكسيس‬ (‫م‬‫ دي‬‫توكفيل‬)
1805-1859.‫وغيرهم‬ (‫م‬
‫وفكرة‬‫الليبرالية‬‫الساسية‬‫في‬‫القتصا د‬‫هي‬‫الحرية‬،‫القتصا دية‬
‫بمعنى‬‫عدم‬‫تدخل‬‫الدولة‬‫في‬‫النشاط‬،‫القتصا دي‬‫أو‬‫أن‬‫يكون‬
1
)1(‫محمد‬،‫ربيع‬‫الفكر‬‫السياسي‬،‫الغربي‬‫فلسفاته‬‫ومناهجه‬‫من‬‫أفلوطون‬
‫إلى‬،‫ماركس‬‫تجامعة‬،‫الكويت‬1994،‫ص‬399-400.
‫رتجاء‬،‫بهلول‬‫المرأة‬‫وأسس‬‫الديمقراوطية‬‫في‬‫الفكر‬‫النسوي‬،‫الليبرالي‬–
‫المؤسسة‬‫الفلسطينية‬‫لدراسة‬،‫الديمقراوطية‬‫رام‬،‫ا‬‫ط‬1،1998،‫ص‬23-24.
3
‫ل‬ً ‫م‬ ‫تدخ‬‫محدو دا‬‫وعلى‬‫أضيق‬،‫نطاق‬‫فواتجبات‬‫الدولة‬،‫محدو دة‬‫يجب‬
‫أن‬‫ل‬‫تتجاوزها‬
)2(
.
‫والطبيعة‬–‫كما‬‫يقولون‬‫تحترم‬ -،‫الحرية‬‫فمن‬‫الطبيعي‬‫أن‬‫يتمتع‬
‫النسان‬‫بحريته‬‫الكاملة‬‫في‬‫النشاط‬،‫القتصا دي‬‫وفقا‬‫لما‬‫سمي‬ُ
‫"المذهب‬‫الطبيعي"؛‬‫فسعا دة‬‫البشر‬‫وفق‬‫هذا‬‫المذهب‬‫تتحقق‬‫من‬
‫خلل‬‫سعي‬‫كل‬‫فر د‬‫لتحقيق‬‫مصلحته‬‫وتم‬ .‫الذاتية‬‫التعبير‬‫عن‬‫هذا‬
‫المضمون‬‫بشعار‬‫" دعه‬،‫يعمل‬‫ دعه‬‫وقد‬ "‫يمر‬‫نظر‬‫آ دم‬‫سميث‬
‫بوضوح‬‫لهذه‬‫الفكرة‬‫في‬‫كتابه‬‫"ثروة‬‫الصا در‬ "‫المم‬)1776.(‫م‬
‫كما‬‫تصدى‬‫ دافيد‬‫ريكار دو‬‫لشرحها‬‫في‬‫كتابه‬‫"القتصا د‬"‫السياسي‬
‫الصا در‬)1817(‫م‬
)3(
.
2
)(‫هذا‬‫بالنسبة‬‫لموقف‬‫الليبرالية‬‫الكلسيكية‬‫من‬‫ دور‬،‫الدولة‬‫لكن‬‫الليبرالية‬
‫تعرضت‬‫لتغيرات‬‫هامة‬‫منذ‬‫منتصف‬‫القرن‬‫التاسع‬،‫عشر‬‫تحت‬‫ضغط‬‫الواقع‬
‫ومرارة‬،‫التجارب‬‫وبسبب‬‫بروز‬‫الحركة‬،‫الشتراكية‬‫وضغط‬‫الحركات‬،‫العمالية‬
‫والثورات‬‫التي‬‫شهدتها‬‫أوروبا‬1830‫و‬1848،‫فظهرت‬‫الليبرالية‬،‫الجديدة‬‫أو‬
‫ليبرالية‬‫الرفاه‬‫أو‬‫المساواة‬‫التي‬‫سمحت‬‫بتدخل‬‫أكبر‬‫في‬‫الحياة‬،‫القتصا دية‬
‫لضمان‬‫ درتجة‬‫معقولة‬‫من‬‫العدالة‬،‫بهلول‬ .‫التجتماعية‬‫المرأة‬‫وأسس‬
،‫الديمقراوطية‬‫ص‬36‫مجموعة‬ .‫من‬،‫المختصين‬‫قاموس‬‫الفكر‬،‫السياسي‬
‫ترتجمة‬‫أنطون‬ .‫ د‬،‫حمصي‬‫منشورات‬‫وزارة‬‫الثقافة‬‫في‬‫الجمهورية‬‫العربية‬
،‫السورية‬،‫ دمشق‬1994،‫ج‬2،‫ص‬178،‫ربيع‬ .‫الفكر‬،‫السياسي‬‫ص‬402.
3
)(،‫ربيع‬‫الفكر‬،‫السياسي‬‫ص‬401‫حسين‬ .،‫معلوم‬‫الليبرالية‬‫في‬‫الفكر‬
،‫العربي‬‫المجلس‬‫القومي‬‫للثقافة‬،‫العربية‬،‫الرباط‬‫ط‬1،1992،‫ص‬11.‫ د‬ .
‫إكرام‬‫بدر‬،‫الدين‬‫)مفهوم‬‫الديمقراوطية‬‫في؛‬ (‫الليبرالية‬‫التطور‬‫الديمقراوطي‬‫في‬
،‫مصر‬‫قضايا‬،‫ومناقشات‬‫علي‬ .‫ د‬‫الدين‬‫هلل‬،(‫)محررا‬‫مكتبة‬‫نهضة‬،‫الشرق‬
4
‫وتعو د‬‫تجذورالليبرالية‬–‫ضا‬ً ‫م‬ ‫أي‬‫إلى‬ -‫أفكار‬‫تجون‬،‫لوك‬‫الذي‬‫يؤكد‬
‫على‬‫فكرة‬‫"القانون‬،"‫الطبيعي‬‫ووفقا‬‫لهذه‬‫الفكرة‬‫فإن‬‫للفرا د‬
‫بحكم‬‫كونهم‬‫بشرا‬‫حقوقا‬‫وطبيعية‬‫غير‬‫قابلة‬‫للتصرف‬،‫فيها‬‫كحرية‬
‫الفكر‬‫وحرية‬،‫التعبير‬،‫والتجتماع‬‫والملكية‬
)4(
.
‫وقد‬‫شكلت‬‫هذه‬‫الفكرة‬‫إلهاما‬‫للثورات‬‫الكبرى‬‫في‬‫القرنين‬‫السابع‬
‫عشر‬‫والثامن‬،‫عشر‬‫كالثورة‬‫النجليزية‬)1688،(‫م‬‫والمريكية‬)
1773،(‫م‬‫والفرنسية‬)1789،(‫م‬‫وما‬‫نتج‬‫عنها‬‫من‬‫نظم‬‫سياسية‬
‫ليبرالية‬‫تبلورت‬‫معالمها‬‫في‬‫القرن‬‫التاسع‬‫عشر‬‫بوضوح‬‫أكبر‬
)5(
.
‫وتعد‬‫أفكار‬‫المدرسة‬،‫النفعية‬‫وعلى‬‫وتجه‬‫الخصوص‬‫أفكار‬‫تجيرمي‬
‫بنتام‬)1748-1832‫را‬ً ‫م‬ ‫مصد‬ (‫م‬‫سا‬ً ‫م‬ ‫رئي‬‫للفكر‬،‫الليبرالي‬‫وقد‬‫عبر‬‫عنها‬
‫بوضوح‬‫في‬‫كتابه‬‫"نبذة‬‫عن‬‫الصا در‬ "‫الحكم‬)1776،(‫م‬‫والفكرة‬
‫النفعية‬‫ترسي‬‫قواعد‬‫القانون‬‫والدولة‬‫والحرية‬‫على‬‫أساس‬‫نفعي؛‬
‫فالحياة‬‫يسو دها‬‫هما‬ "‫"سيدان‬‫اللم‬‫واللذة؛‬‫فهما‬‫وحدهما‬‫اللذان‬
‫يحد دان‬‫ما‬‫يتعين‬‫فعله‬‫أو‬‫عدم‬،‫فعله‬‫فليترك‬‫الفر د‬‫حرا‬‫في‬‫تقرير‬
‫مصلحته‬‫بداع‬‫من‬،‫أنانيته‬‫وسعيا‬‫وراء‬،‫اللذة‬‫واتجتنابا‬.‫لللم‬
،‫القاهرة‬1986،‫ص‬190.
4
)(‫بدر‬،‫الدين‬‫مفهوم‬‫الديمقراوطية‬،‫الليبرالية‬‫ص‬190-191‫سامي‬ .،‫خشبة‬
‫مصطلحات‬،‫فكرية‬‫المكتبة‬،‫الكا ديمية‬،‫القاهرة‬‫ط‬1،1994،‫ص‬131.
‫مجموعة‬‫من‬،‫المختصين‬‫قاموس‬‫الفكر‬،‫السياسي‬‫ج‬2،‫ص‬176-177.
5
)(‫بدر‬،‫الدين‬‫مفهوم‬‫الديمقراوطية‬،‫الليبرالية‬‫ص‬191.
5
‫والمحصلة‬‫هي‬‫حياة‬‫اتجتماعية‬‫أكثر‬‫سعا دة‬
)6(
،‫وفقا‬‫لمبدأ‬‫"أعظم‬
‫سعا دة‬‫لكبر‬،"‫عد د‬‫كمبدأ‬‫أخلقي‬‫تجديد‬‫للتمييز‬‫بين‬‫الخير‬‫والشر‬
)7(
.
‫وتؤمن‬‫الليبرالية‬‫بجملة‬‫قيم‬،‫أسياسية‬‫تأتي‬‫في‬ "‫"الحرية‬،‫مقدمتها‬
‫حتى‬‫أنها‬‫اكتسبت‬‫اسمها‬‫من‬‫هذه‬،‫القيمة‬‫وحتى‬‫أن‬‫البعض‬‫رأى‬
‫"أن‬‫الموقف‬‫الليبرالي‬‫هو‬‫التعبير‬‫الطبيعي‬‫عن‬‫اليمان‬‫بالحرية‬
)8(
‫؛‬
‫فالهدف‬‫الساس‬‫للمذهب‬‫الليبرالي‬‫هو‬‫ضمان‬‫الحرية‬‫أو‬،‫التحرر‬
‫وغياب‬‫القيو د‬‫والموانع‬‫المعيقة‬‫لحركة‬‫النسان‬،‫ونشاوطه‬‫على‬
‫أساس‬‫أنها‬‫تتعلق‬‫بممارسة‬‫النسان‬‫لحقوقه‬‫الطبيعية‬
)9(
.
‫وآمن‬‫المذهب‬‫الليبرالي‬‫بقيمة‬‫هامة‬‫وأساسية‬‫بالنسبة‬‫لبنائه‬
،‫الفكري‬‫وهي‬،‫الفر دية‬‫فالفر د‬–‫هو‬ -‫هنا‬،‫الساس‬‫وواتجب‬‫الدولة‬
‫والمجتمع‬‫حماية‬،‫استقلله‬‫وتسهيل‬‫سعيه‬‫لتحقيق‬،‫ذاته‬‫وإتاحة‬
‫المجال‬‫أمامه‬‫للختيار‬‫الحر‬
)10(
.
6
)(،‫م.ن‬‫مفهوم‬‫الديمقراوطية‬،‫الليبرالية‬‫ص‬192.
7
)(،‫ربيع‬‫الفكر‬،‫السياسي‬‫ص‬401.
8
)(‫ثيو دور‬‫ما‬،‫يرغرين‬‫الليرالية‬‫واالموقف‬،‫الليبرالي‬‫تعريب‬‫تجورج‬‫زيناتي‬
‫وفوزي‬،‫قبلوي‬‫المؤسسة‬‫الشرقية‬‫للترتجمة‬‫والنشر‬،(‫)القاهرة‬،‫ت‬ .‫ د‬‫ص‬36.
9
)(‫بدر‬،‫الدين‬‫مفهوم‬‫الديمقراوطية‬،‫الليبرالية‬‫ص‬197-198،‫خشبة‬ .
‫مصطلحات‬،‫فكرية‬‫ص‬131.
10
)(‫نخبة‬‫من‬‫الساتذة‬‫المصريين‬‫والعرب‬‫المختصين‬،(‫)إعدا د‬‫معجم‬‫العلوم‬
،‫التجتماعية‬‫تصدير‬‫ومراتجعة‬‫إبراهيم‬ .‫ د‬،‫مدكور‬‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬،‫للكتاب‬
1975،‫ص‬449‫بدر‬ .،‫الدين‬‫مفهوم‬‫الديمقراوطية‬،‫الليبرالية‬‫ص‬192.
6
‫وأعلت‬‫الليبرالية‬‫كثيرا‬‫من‬‫قيمة‬‫الملكية‬‫كأحد‬‫الحقوق‬‫الطبيعية‬
،‫للفر د‬‫يتوتجب‬‫صونها‬‫من‬‫كل‬‫د‬ٍ  ‫تع‬‫أو‬‫تجور‬
)11(
،‫وتحدثت‬‫الليبرالية‬‫عن‬
‫المساواة‬‫بأشكالها‬‫السياسية‬‫والقانونية‬‫والقتصا دية‬،‫والتجتماعية‬
‫وفي‬‫الحراك‬‫التجتماعي‬
)12(
.
‫أما‬‫فيما‬‫يتعلق‬‫بالصلة‬‫بين‬‫الليبرالية‬،‫والديمقراوطية‬‫فإنه‬‫يمكن‬
‫القول‬‫بأن‬‫الليبرالية‬‫تمثل‬‫الفلسفة‬‫التجتماعية‬‫أو‬‫منهج‬‫التفكير‬‫أو‬
‫النسق‬‫الفكري‬.‫العام‬
‫في‬‫حين‬‫أن‬‫الديمقراوطية‬‫أنسب‬‫ما‬‫تكون‬‫لوصف‬‫نظام‬‫الحكم‬‫أو‬
‫وطريقة‬‫ممارسة‬‫السلطة‬‫وقد‬ .‫السياسية‬‫بدأت‬‫الليبرالية‬‫أرستقراوطية‬
‫ثم‬‫أصبحت‬‫ذات‬‫صيغة‬‫شعبية‬‫بفعل‬‫كفاح‬‫الشعوب‬‫تعترف‬‫للجميع‬
‫بالحقوق‬‫نفسها‬
)13(
.
2-‫منافذ‬‫الفكر‬‫الليبرالي‬‫إلى‬:‫مصر‬
-‫الحملة‬ ‫أ‬‫الفرنسية‬‫على‬‫مصر‬1789-1801:‫م‬
‫شكلت‬‫الحملة‬‫الفرنسية‬‫على‬‫مصر‬‫صدمة‬‫ثقافية‬‫وفكرية‬،‫لمصر‬
‫وفتحت‬‫عيون‬‫المصريين‬‫على‬‫عالم‬،‫تجديد‬‫وساهمت‬‫في‬‫تعريفهم‬
‫بالفارق‬‫الحضاري‬‫الذي‬‫يفصلهم‬‫عن‬.‫أوروبا‬
11
)‫بدر‬ (،‫الدين‬‫مفهوم‬‫الديمقراوطية‬،‫الليبرالية‬‫ص‬193-194.
12
)(،‫م.ن‬‫ص‬196.
13
)(،‫بهلول‬‫المرأة‬‫وأسس‬،‫الديمقراوطية‬‫ص‬26‫تجون‬ .‫ستيورات‬،‫مل‬‫أسس‬
‫الليبرالية‬،‫السياسية‬‫ترتجمة‬‫وتقديم‬‫وتعليق‬‫أ. د‬‫إمام‬‫عبد‬‫الفتاح‬،‫إمام‬‫أ. د‬‫ميشيل‬
،‫متياس‬‫مكتبة‬،‫مدبولي‬،‫القاهرة‬1996،‫ص‬8.
7
‫فقد‬‫رافق‬‫نابليون‬‫في‬‫حملته‬‫هذه‬‫تجمع‬‫من‬‫العلماء‬‫في‬‫تخصصات‬
‫كما‬ .‫مختلفة‬‫أ دخل‬‫معه‬‫مطبعتين‬‫إحداهما‬‫عربية‬‫والخرى‬،‫فرنسية‬
‫وأنشأ‬،‫الدواوين‬‫وأنشأ‬‫مرصدا‬‫ومتحفا‬‫ومختبرا‬‫ومسرحا‬‫ومجمعا‬
‫غير‬ .‫علميا‬‫أن‬‫قصر‬‫الفترة‬‫التي‬‫مكثها‬‫الفرنسيون‬‫في‬،‫مصر‬‫إضافة‬
‫إلى‬‫عدم‬‫استقرار‬‫الوضاع‬‫لهم‬‫كما‬،‫يشتهون‬‫إلى‬‫تجانب‬‫عدم‬
‫الندماج‬‫الفاعل‬‫بينهم‬‫وبين‬‫الشعب‬‫كل‬ .‫المصري‬‫ذلك‬‫قلل‬‫من‬
‫حجم‬‫الستفا دة‬‫المصرية‬‫من‬‫ثمرات‬‫التقدم‬‫الوروبي‬‫التي‬‫تجلبتها‬
‫الحملة‬‫معها‬
)14(
.
‫وقد‬‫ دار‬‫تجدل‬‫واسع‬‫بين‬‫الباحثين‬‫حول‬‫تقويم‬‫أثر‬‫الحملة‬‫الفرنسية‬
،‫التنويري‬‫ومحصلة‬‫هذا‬‫الجدل‬‫كانت‬‫حول‬‫حجم‬‫ومدى‬‫التحولت‬
‫الناتجمة‬‫عن‬،‫الحملة‬‫ل‬‫حول‬‫وتجو دها‬‫من‬‫عدمه‬
)15(
.
14
)(‫محافظة‬،‫التجاهات‬‫ص‬23-24.
15
)(‫ومن‬‫أبرز‬‫الباحثين‬‫الذين‬‫أعلوا‬‫من‬‫شأن‬‫التأثير‬‫الثقافي‬،‫للحملة‬‫كل‬،‫من‬
‫رئيف‬،‫خوري‬‫الفكر‬‫العربي‬‫الحديث‬‫وأثر‬‫الثورة‬‫الفرنسية‬‫في‬‫توتجهه‬‫السياسي‬
،‫والتجتماعي‬‫ دار‬،‫المكشوف‬،‫بيروت‬‫ط‬2،1973،‫ص‬85-86‫لويس‬ .،‫عوض‬
‫الفكر‬‫المصري‬،‫الحديث‬‫من‬‫الحملة‬‫الفرنسية‬‫إلى‬‫عصر‬،‫إسماعيل‬‫مكتبة‬
،‫مدبولي‬،‫القاهرة‬‫ط‬4،1987‫)تجزءان‬‫في‬‫مجلد‬‫ج‬ (‫واحد‬1،‫ص‬9-11‫غالي‬ .
،‫شكري‬‫النهضة‬‫والسقوط‬‫في‬‫الفكر‬‫المصري‬،‫الحديث‬‫الدار‬‫العربية‬،‫للكتاب‬
‫وطبعة‬،‫تجديدة‬1983،‫ص‬133-134‫وهناك‬ .‫من‬‫يؤمن‬‫بمحدو دية‬‫تأثير‬‫الحملة‬
‫في‬‫النهضة‬‫المصرين‬،‫الحديثة‬‫إسماعيل‬،‫مظهر‬‫"أسلوب‬‫الفكر‬،‫العلمي‬‫نشؤه‬
‫وتطوره‬‫في‬‫مصر‬‫خلل‬‫نصف‬،"‫قرن‬‫المقتطف‬،(‫)القاهرة‬‫م‬68،‫تجـ‬2،1
‫فبراير‬(‫)شباط‬1926،‫م‬،‫)ص.ص‬137-145‫ص‬ (139‫أحمد‬ .‫ د‬ .‫عبدالرحيم‬
،‫مصطفى‬‫تطور‬‫الفكر‬‫السياسي‬‫في‬‫مصر‬،‫الحديثة‬‫ص‬14‫وهناك‬ .‫من‬‫يدافع‬
8
‫وفي‬‫كل‬‫الحوال‬‫لبد‬‫من‬‫الحذر‬‫من‬‫النسياق‬‫خلف‬‫مقولت‬‫تخدم‬
‫ال دعاءات‬‫حول‬‫ دور‬‫تنويري‬‫للحتلل‬.‫التجنبي‬
-‫الخبراء‬ ‫ب‬‫التجانب‬‫في‬،‫مصر‬‫والبعثات‬‫العلمية‬‫إلى‬
:‫أوروبا‬
‫وتوثقت‬‫صلت‬‫مصر‬‫بأوروبا‬‫في‬‫عهد‬‫محمد‬،‫علي‬‫إذ‬‫اعتمد‬‫في‬
‫تجربته‬‫الرائدة‬‫في‬‫بناء‬‫ دولة‬‫مصرية‬‫حديثة‬‫على‬‫عد د‬‫من‬‫الخبراء‬
‫التجانب‬‫من‬‫اليطاليين‬.‫والفرنسيين‬
‫كما‬‫اعتمد‬‫سياسة‬‫إرسال‬‫البعثات‬‫العلمية‬‫إلى‬،‫أوروبا‬‫فكانت‬‫هذه‬
‫البعثات‬‫من‬‫العوامل‬‫الهامة‬‫في‬‫النفتاح‬‫على‬‫الغرب‬.‫وثقافته‬
‫وقد‬‫بدأت‬‫حركة‬‫البتعاث‬‫عام‬1813،‫م‬‫بإرسال‬‫مجموعة‬‫من‬
‫الطلبة‬‫المصريين‬‫إلى‬‫إيطاليا‬‫لدراسة‬‫الفنون‬‫العسكرية‬‫وبناء‬
،‫السفن‬‫وتعلم‬،‫الهندسة‬‫ومنذ‬‫العام‬1826،‫م‬‫بدأت‬‫حركة‬‫البتعاث‬
‫إلى‬،‫فرنسا‬‫وخلل‬‫الفترة‬1813-1847،‫م‬‫تم‬‫إيفا د‬339‫مبعوثا‬
‫عن‬‫فكرة‬‫الستفاقة‬‫الذاتية‬‫ داخل‬‫الزهر‬،‫الشريف‬‫محمد‬‫تجابر‬،‫النصاري‬‫الفكر‬
‫العربي‬‫وصراع‬،‫الضدا د‬‫المؤسسة‬‫العربية‬‫للدراسات‬،‫والنشر‬‫بيروت‬‫ط‬1،
1996،‫ص‬46-47،‫وسيشار‬‫إليه‬‫فيما‬‫بعد‬،‫النصاري‬‫الفكر‬‫أنور‬ .‫العربي‬
،‫الجندي‬‫الفكر‬‫العربي‬،‫المعاصر‬‫ص‬333-335‫وحول‬ .‫حركة‬‫الحياء‬‫في‬
‫الزهر‬‫قبل‬،‫الحملة‬‫وحول‬‫أبرز‬‫رموزها‬‫الشيخ‬‫حسن‬،‫العطار‬،‫انظر‬‫علي‬‫الدين‬
،‫هلل‬‫التجديد‬‫في‬‫الفكر‬‫السياسي‬‫المصري‬،‫الحديث‬‫)أصول‬‫الفكرة‬‫الشتراكية‬
1882-1922،(‫المنظمة‬‫العربية‬‫للتربية‬‫والثقافة‬،‫والعلوم‬‫معهد‬‫البحوث‬
‫والدراسات‬،‫العربية‬1975‫ص‬ .14-15،‫وسيشار‬‫إليه‬‫فيما‬،‫بعد‬،‫هلل‬.‫التجديد‬
9
‫إلى‬،‫أوروبا‬‫وتواصلت‬‫سياسة‬‫البتعاث‬‫وطوال‬‫القرن‬‫التاسع‬‫عشر‬
‫ومطلع‬‫القرن‬‫العشرين‬
)16(
.
‫وبعد‬‫عو دتهم‬‫عملوا‬‫في‬‫حقول‬‫التعليم‬‫والجيش‬‫والعمال‬‫الهندسية‬
‫والطب‬‫وكان‬ .‫والترتجمة‬‫ دورهم‬‫واضحا‬‫في‬‫تشكيل‬‫البيئة‬‫المناسبة‬
‫لغرس‬‫أفكار‬‫التحديث‬‫الوروبية‬
)17(
.
-‫حركة‬ ‫ج‬:‫الترتجمة‬
‫وشكلت‬‫حركة‬‫الترتجمة‬‫أحد‬‫أهم‬‫منافذ‬‫الفكر‬‫الوروبي‬‫إلى‬،‫مصر‬
‫وقد‬‫بدأت‬‫في‬‫عهد‬‫محمد‬‫علي‬‫الذي‬‫أولها‬‫رعاية‬،‫خاصة‬‫اقتناعا‬
‫منه‬‫بضرورتها‬‫للوطلع‬‫على‬‫منجزات‬‫العلم‬،‫الوروبي‬‫وكان‬‫تركيزه‬
‫منصبا‬‫على‬‫الكتب‬،‫العلمية‬‫واعتمد‬‫في‬‫البداية‬‫على‬‫عد د‬‫من‬
16
)(‫سامي‬‫سليمان‬،‫السهمي‬‫التعليم‬‫والتغيير‬‫التجتماعي‬‫في‬‫مصر‬‫في‬
‫القرن‬‫التاسع‬،‫عشر‬‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬‫للكتاب‬،(‫)القاهرة‬2000،‫ص‬72-
75،‫ص‬290-296.
17
)(‫أنور‬،‫عبدالملك‬‫نهضة‬،‫مصر‬‫ص‬198-199‫البرت‬ .،‫حوراتي‬‫الفكر‬
‫العربي‬‫في‬‫عصر‬‫النهضة‬1798-1939،‫ترتجمة‬‫كريم‬،‫عزقول‬‫ دار‬‫النهار‬،‫للنشر‬
،‫بيروت‬،‫ط‬ .‫ د‬،‫ د.ت‬‫ص‬170‫هاملتون‬ .،‫حب‬‫ دراسات‬‫في‬‫حضارة‬،‫السلم‬
‫تحرير‬‫ستانفور د‬،‫شو‬‫وليم‬،‫يولك‬‫ترتجمة‬‫إحسان‬،‫عباس‬‫محمد‬ .‫ د‬‫يوسف‬،‫نجم‬
‫محمو د‬ .‫ د‬،‫زايد‬‫ دار‬‫العلم‬،‫للميليين‬،‫بيروت‬‫ط‬2،1974‫ص‬ .321‫هنري‬ ..
،‫لورنس‬‫المملكة‬،‫المستحيلة‬‫فرنسا‬‫وتكوين‬‫العالم‬‫العربي‬،‫الحديث‬‫ترتجمة‬
‫بشير‬،‫السباعي‬،‫القاهرة‬،‫بيروت‬1997،‫ط‬1،‫ص‬69-70‫عبدالعزيز‬ .،‫الدوري‬
‫التكوين‬‫التاريخي‬‫للمة‬‫العربية‬‫ دراسة‬‫في‬‫الهوية‬،‫والوعي‬‫ دار‬‫المستقبل‬
،‫العربي‬،‫القاهرة‬‫ط‬2،1985،‫ص‬142.
10
‫المترتجمين‬،‫الوروبيين‬‫ثم‬‫على‬‫الطلبة‬‫المصريين‬‫العائدين‬‫من‬
‫البعثات‬.‫العلمية‬
‫ثم‬‫أنشأ‬‫ دار‬‫اللسن‬‫عام‬1835‫م‬‫لعدا د‬،‫المترتجمين‬‫سعت‬ّ  ‫وتو‬
‫حركة‬‫الترتجمة‬‫لتشمل‬‫ميا دين‬‫ثقافية‬‫وعلمية‬،‫مختلفة‬‫كالعلوم‬
،‫الرياضية‬‫والعلوم‬،‫الطبية‬،‫والطبيعية‬‫والموا د‬،‫التجتماعية‬،‫وال دبية‬
‫والقوانين‬‫الفرنسية‬
)18(
.
‫وبرز‬‫في‬‫ميدان‬‫الترتجمة‬‫إضافة‬‫إلى‬‫رفاعه‬‫الطهطاوي‬)1801-
1873،(‫م‬‫كل‬‫من‬‫أحمد‬‫عثمان‬)1829-1898‫الذي‬ (‫م‬‫دم‬ّ  ‫ق‬‫إلى‬
‫المكتبة‬‫العربية‬‫عدة‬‫ترتجمات‬‫لكتابات‬‫أ دبية‬،‫فرنسية‬‫وأحمد‬‫فتحي‬
‫زغلول‬
)19(
)1863-1914،(‫م‬‫وقد‬‫اهتم‬‫بترتجمة‬‫كتابات‬‫سياسية‬
‫واتجتماعية‬‫أوروبية‬‫ذات‬‫توتجهات‬‫ليبرالية‬،‫واضحة‬‫ل‬‫شك‬‫أنها‬‫قد‬
‫أسهمت‬‫في‬‫تعريف‬‫المصريين‬‫بالفكر‬‫الليبرالي‬.‫الغربي‬
‫وكان‬‫يقدم‬‫لها‬‫بمقدمة‬‫يوضح‬‫فيها‬‫تعاوطفه‬‫مع‬‫المبا دئ‬‫والفكار‬
‫الليبرالية‬‫المبثوثة‬،‫فيها‬‫ويدعو‬‫القراء‬‫للفا دة‬،‫منها‬‫وكان‬‫من‬‫أبرزها‬
‫"أصول‬‫لبنتام‬ "‫الشرائع‬‫ونشرت‬‫الترتجمة‬‫عام‬1892،‫م‬‫وكتاب‬‫"سر‬
18
)(،‫السهمي‬‫التعليم‬‫والتغيير‬،‫التجتماعي‬‫ص‬280-290‫عبداللطيف‬ .
،‫حمزة‬‫أ دب‬‫المقالة‬‫الصحفية‬‫في‬،‫مصر‬‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬،‫للكتاب‬1995،
‫)ثلثة‬‫أتجزاء‬‫في‬‫مجلد‬‫ج‬ (‫واحد‬2،‫ص‬242.
19
)(‫الشقيق‬‫الكبر‬‫للزعيم‬‫المصري‬‫سعد‬،‫زغلول‬‫تعلم‬‫في‬‫مصر‬‫و درس‬
‫الحقوق‬‫في‬،‫فرنسا‬‫وبعد‬‫عو دته‬‫إلى‬‫القاهرة‬‫عمل‬‫في‬‫سلك‬،‫القضاء‬‫وتولى‬
‫منصب‬‫وكيل‬‫نظارة‬‫خير‬ .‫الحقانةي‬‫الدين‬،‫الزركلي‬،‫العلم‬‫ دار‬‫العلم‬،‫للمليين‬
،‫بيروت‬‫ط‬1،1992،‫م‬1،‫ص‬194.
11
‫تقدم‬‫النجليز‬"‫السكسونيين‬
)20(
‫لصاحبه‬‫إ دمون‬‫ ديمولن‬‫ونشرت‬
‫الترتجمة‬‫عام‬1899،‫م‬‫وكتاب‬‫"روح‬‫لجوستاف‬ "‫التجتماع‬‫لوبون‬
‫نشرت‬ُ ‫و‬‫الترتجمة‬‫عام‬1909،‫م‬‫وكتاب‬‫"سر‬‫تطور‬‫لجوستاف‬ "‫المم‬
‫لوبون‬،‫أيضا‬‫نشرت‬ُ ‫و‬‫الترتجمة‬‫عام‬1913‫وكتاب‬ .‫م‬‫روسو‬‫"العقد‬
"‫التجتماعي‬
)21(
.
‫وتواصلت‬‫حركة‬‫الترتجمة‬‫في‬‫مصر‬‫لتشكل‬‫نافذة‬‫تطل‬‫منها‬‫مصر‬
‫ومعها‬‫العالم‬‫العربي‬‫على‬‫الغرب‬‫وثقافته‬‫وتياراته‬‫الفكرية‬‫على‬
‫تنوعها‬
)22(
،‫واتخذت‬‫مكانة‬‫هامة‬‫في‬‫نظر‬‫ دعاة‬‫الليبرالية‬‫كمرحلة‬
‫لبد‬‫منها‬‫لخلق‬‫بيئة‬‫ثقافية‬‫وفكرية‬‫مناسبة‬‫تمهد‬‫لولوج‬‫مرحلة‬
‫التأليف‬.‫تاليا‬
20
)(‫لقد‬‫أثار‬‫هذا‬‫الكتاب‬‫اهتمام‬‫المثقفين‬‫ورتجال‬‫الصلح‬‫وتم‬ .‫العرب‬‫فيه‬
‫تقديم‬‫انجلترا‬‫كنموذج‬‫للتطور‬‫التجتماعي‬–‫الذي‬ .‫القتصا دي‬‫يثير‬‫الدهشة‬
،‫والعجاب‬،‫ليفين‬ .‫ز.أ‬‫الفكر‬‫التجتماعي‬‫والسياسي‬‫الحديث‬‫في‬‫مصر‬،‫والشام‬
‫ترتجمة‬‫بشير‬،‫السباعي‬‫ دار‬‫شرقيات‬‫للنشر‬،‫والتوزيع‬‫ط‬2،1997،،‫القاهرة‬‫ص‬
162-163،‫وسيشار‬‫إليه‬‫فيما‬،‫بعد‬،‫ليفين‬‫الفكر‬‫ونظرا‬ .‫التجتماعي‬‫لشهرة‬‫هذا‬
،‫الكتاب‬‫وأهميته‬‫في‬‫نظر‬‫مسؤولي‬‫وزارة‬‫المعارف‬،‫المصرية‬‫فقد‬‫قررت‬
‫الوزارة‬‫توزيعه‬‫مجانا‬‫على‬‫وطلبة‬‫المرحلة‬‫في‬ .‫الثانوية‬‫العشرينات‬.‫والثلثينات‬
‫إ دمون‬،‫ ديمولس‬‫سر‬‫تقدم‬‫النكليز‬،‫السكسونيين‬،‫تعريب‬‫أحمد‬‫فتحي‬،‫زغلول‬
،‫القاهرة‬1922،‫ص‬1-32،‫عوض‬ .‫أوراق‬،‫العمر‬‫ص‬262،‫تجب‬ .،‫ دراسات‬
‫ص‬332.
21
)(‫أحمد‬ .‫ د‬‫زكريا‬،‫الشلق‬‫رؤية‬‫في‬‫تحديث‬‫الفكر‬،‫المصري‬‫أحمد‬‫فتحي‬
‫زغلول‬‫وقضية‬،‫التغريب‬‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬،‫للكتاب‬1987،‫ص‬31-32.
22
)(،‫محافظة‬،‫التجاهات‬‫ص‬31.
12
‫وقد‬‫ دافع‬‫أحمد‬‫لطفي‬،‫السيد‬‫محمد‬ .‫و د‬‫حسين‬،‫هيكل‬‫وغير‬‫واحد‬
‫من‬‫رموز‬‫التيار‬،‫الليبرالي‬‫عن‬‫أن‬‫هذا‬‫العصر‬‫عصر‬‫ترتجمة‬‫ل‬‫عصر‬
‫تأليف‬‫بالنسبة‬‫لمصر‬
)23(
.
-‫الطباعة‬ ‫ د‬:‫والصحافة‬
‫ول‬‫شك‬‫أن‬‫تطور‬‫الطباعة‬
)24(
‫في‬‫مصر‬‫كان‬‫حجر‬‫الزاوية‬‫في‬
‫النشاط‬‫الثقافي‬‫وخاصة‬‫في‬‫ميدان‬‫الترتجمة‬،‫والنشر‬‫وفي‬‫ميدان‬
‫هام‬‫آخر‬‫هو‬‫ميدان‬.‫الصحافة‬
‫أما‬‫فيما‬‫يتعلق‬،‫بالصحافة‬‫فقد‬‫عرفت‬‫مصر‬‫نشاوطا‬‫صحفيا‬‫مميزا‬
‫منذ‬‫صدور‬‫"الوقائع‬"‫المصرية‬1828،‫م‬‫فقد‬‫صدر‬‫عد د‬‫كبير‬‫من‬
23
)(‫أحمد‬‫مصطفى‬،‫السيد‬‫"هل‬‫نؤلف‬‫أم‬‫نترتجم؟‬‫ما‬‫هي‬‫حاتجة‬‫القطار‬
‫العربية‬،"‫اليوم؟‬،‫الهلل‬‫م‬33‫ج‬ .4،‫أول‬‫ ديسمبر‬‫)كانون‬(‫أول‬1924،‫ص‬
234‫محمد‬ .‫حسين‬،‫هيكل‬‫"عصر‬‫ترتجمة‬‫أم‬‫عصر‬،"‫تأليف‬‫السياسة‬،‫السبوعية‬
‫ع‬11،14‫نيسان‬،(‫)إبريل‬1928،‫ص‬10-11‫وكان‬ .‫لسلمة‬،‫موسى‬‫وهو‬‫أبرز‬
‫مفكر‬‫اشتراكي‬‫خلل‬‫مرحلة‬‫الدراسة‬‫موقف‬‫مماثل‬‫من‬.‫الترتجمة‬
24
)(‫عرفت‬‫مصر‬‫الطباعة‬‫لول‬‫مرة‬‫مع‬‫قدوم‬‫الحملة‬،‫الفرنسية‬‫ثم‬‫قدر‬
‫لمحمد‬‫علي‬‫أن‬‫ينشئ‬‫مطبعة‬‫في‬‫بولق‬‫عام‬1821،‫أسماها‬‫"المطبعة‬
‫وبعدها‬ "‫الهلية‬‫أنشأت‬‫البطريركية‬‫الرثوذكسية‬‫للقباط‬‫"المطبعة‬‫الهلية‬
‫عام‬ "‫القبطية‬1860،‫وأنشأ‬‫عبدا‬‫أبو‬‫السعو د‬‫"مطبعة‬‫وا دي‬‫في‬ "‫النيل‬‫عام‬
1866،‫ثم‬‫تواصلت‬‫عملية‬‫التقدم‬‫في‬‫ميدان‬،‫الطباعة‬‫مما‬‫حقق‬‫انتشارا‬‫أوسع‬
‫للصحافة‬‫على‬ .‫وللكتاب‬،‫محافظة‬،‫التجاهات‬‫ص‬28.
13
‫الصحف‬‫والمجلت‬‫وطوال‬‫القرن‬‫التاسع‬،‫عشر‬‫ومطلع‬‫القرن‬
‫العشرين‬‫ل‬ً ‫م‬ ‫وصو‬‫إلى‬‫فترة‬‫الدراسة‬
)25(
.
25
)(‫ومن‬‫أهم‬‫ما‬‫صدر‬‫في‬‫مصر‬‫من‬‫صحف‬،‫ومجلت‬‫"وا دي‬"‫النيل‬1866،
‫"نزهة‬"‫الفكار‬1869،‫القبطية‬ "‫"الووطن‬1877،،"‫"مصر‬‫القبطية‬1895،
‫وصحف‬‫أبو‬‫نظاره‬‫المختلفة‬‫لصاحبها‬‫اليهو دي‬‫يعقوب‬،‫صنوع‬‫وصحافة‬‫عبدا‬
‫النديم‬‫مثل‬‫"التنكيت‬،‫والستاذ‬ "‫والتبكيت‬‫كما‬‫صدرت‬"‫"الهرام‬1876‫والمقطم‬
)1889،‫محافظة‬ .(،‫التجاهات‬‫ص‬28-29‫عواوطف‬ .،‫عبدالرحمن‬‫الموسوعة‬
،‫الصحفية‬‫ص‬118‫تيسير‬ .‫أبو‬،‫عرتجة‬‫المقطم‬‫تجريدة‬‫الحتلل‬‫البريطاني‬‫في‬
‫مصر‬)1889-1852،(‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬،‫للكتاب‬‫القاهرة‬1997‫وسيشار‬ .
،‫إليه‬‫أبو‬،‫عرتجة‬،‫المقطم‬‫تجريدة‬.‫الحتلل‬
14
‫ول‬‫شك‬‫أن‬‫بعض‬‫الصحف‬‫والمجلت‬‫أ دت‬‫ دورا‬‫بارزا‬‫في‬‫التعريف‬
‫بالفكر‬،‫الوروبي‬‫كان‬‫في‬‫مقدمتها‬‫مجلة‬"‫"المقتطف‬
)26(
،‫ومجلة‬
"‫"الهلل‬
)27(
،‫ومجلة‬‫"الجامعة‬"‫العثمانية‬
)28(
.
26
)(‫أصدرها‬‫يعقوب‬‫صروف‬)1852-1927،(‫وفارس‬‫نمر‬)1854-1951،(
‫في‬‫بيروت‬1776،‫ثم‬‫في‬‫القاهرة‬1885‫واهتمت‬‫بنشر‬‫الثقافة‬‫الوروبية‬
‫وخاصة‬‫في‬‫الميدان‬‫وكان‬ .‫العلمي‬‫أبرز‬‫تجهو دها‬‫في‬‫نظر‬‫سلمة‬‫موسى‬‫هو‬
‫الترويج‬‫لنظرية‬‫التطور‬‫"كان‬‫المقتطف‬‫يلقي‬‫في‬‫أذهان‬‫القراء‬‫نظرية‬‫التطور‬
‫ويبدي‬‫ويعيد‬‫فيها‬‫شهرا‬‫بعد‬‫شهر‬‫حتى‬‫أشربت‬‫عقول‬‫وطائفة‬‫كبيرة‬‫منهم‬‫بهذه‬
‫النظرية‬‫فتجرأ‬‫الناس‬‫بذلك‬‫على‬‫نقد‬‫يقصد‬ "‫الساوطير‬‫سلمة‬ .‫الدين‬،‫موسى‬
‫حرية‬‫الفكر‬‫وأبطالها‬‫في‬‫التاريخ‬‫ دار‬‫العلم‬،‫للمليين‬،‫بيروت‬‫ط‬3،1961،‫ص‬
218‫وحول‬ .‫حياة‬‫صروف‬‫وفكرة‬‫يمكن‬‫حياة‬ :‫مراتجعة‬‫يعقوب‬‫روف‬ّ  ‫ص‬
‫)الكوكب‬‫القل‬‫والشهاب‬‫الفيلسوف‬ (‫القافل‬‫الشرقي‬،‫الوحيد‬‫مجلة‬‫السيدات‬
،‫والرتجال‬‫ع‬8،31‫يوليو‬1927،‫ص‬540-546.
‫فارس‬،‫نمر‬‫"بعد‬‫ستين‬،‫سنة‬‫ذكريات‬‫في‬‫عهد‬،‫الصبا‬‫لحد‬‫منشئي‬،"‫المقتطف‬
‫المقتطف‬،(‫)القاهرة‬‫م‬88،‫تجـ‬5،1‫مايو‬(‫)أيار‬1936،‫القعدة‬193610‫صفر‬
135،‫هـ‬‫ص‬561-570.
‫محمد‬ .‫ د‬‫حسين‬،‫هيكل‬‫"المقتطف‬‫والحرية‬‫الفكرية‬‫والتجتماعية‬‫في‬"‫الشرق‬
،‫المقتطف‬‫م‬68،‫تجـ‬6،1‫يونيو‬(‫)حزيران‬1926/20‫ذي‬‫القعدة‬1344‫هـ‬‫ص‬
611-614.
27
)(‫أصدرها‬‫تجورتجي‬‫زيدان‬)1861-1914‫في‬ (‫القاهرة‬1892،‫م‬‫وكانت‬
‫اهتماماتها‬‫ليبرالية‬،‫واحضة‬‫أولت‬‫الكتابات‬‫التجتماعية‬‫والفلسفية‬‫وال دبية‬‫ذات‬
‫النـزعة‬‫الليبرالية‬‫اهتماما‬.‫مميزا‬
15
‫ساهمت‬‫هذه‬‫المجلت‬‫في‬‫التعريف‬‫بالمذاهب‬‫الفكرية‬‫والفلسفية‬
‫وال دبية‬،‫والعلمية‬‫وسائر‬‫ضروب‬‫الثقافة‬‫الغربية‬
)29(
،‫دها‬ّ  ‫وع‬
‫إسماعيل‬‫مظهر‬‫صاحبة‬‫الفضل‬‫الكبر‬‫في‬‫تطور‬‫الفكر‬‫العلمي‬‫في‬
،‫مصر‬‫بل‬‫دها‬ّ  ‫وع‬‫نقطة‬‫التحول‬‫الساسية‬‫في‬‫الفكر‬‫المصري‬
‫الحديث‬
)30(
.
‫وتبرز‬‫تجريدة‬‫الصا درة‬ "‫"الجريدة‬‫عام‬1907،‫م‬‫بوصفها‬‫حاملة‬‫لراية‬
‫الدعوة‬‫للفكر‬‫وهي‬ .‫الليبرالي‬‫لسان‬‫حال‬‫حزب‬‫المة‬‫ذي‬‫التوتجهات‬
‫الليبرالية‬،‫المعروفة‬‫وترأس‬‫تحريرها‬‫أحمد‬‫لطفي‬‫السيد‬"‫"فيلسوف‬
28
)(‫أصدرها‬‫فرج‬‫أنطون‬)1874-1922‫في‬ (‫بيروت‬1896،‫ونشرها‬‫في‬
‫مصر‬1899-1905،‫ورحل‬‫بها‬‫إلى‬‫نيويورك‬1906-1908،‫ثم‬‫عا د‬‫بها‬‫إلى‬
‫وقد‬ .‫القاهرة‬‫ركزت‬‫على‬‫نشر‬‫الفكر‬‫الفرنسي‬‫وبالذات‬‫الفكار‬‫العقلنية‬
‫والثورة‬‫الفرنسية‬‫واليديولوتجيات‬‫العلمانية‬،‫حوراني‬ .‫الليبرالية‬‫الفكر‬،‫العربي‬
‫ص‬306،‫هلل‬ .،‫التجديد‬‫ص‬46.
29
)،‫حوراني‬ (‫الفكر‬،‫العربي‬‫ص‬293-295‫أبو‬ .،‫عرتجة‬،‫المقطم‬‫تجريدة‬
،‫الحتلل‬‫ص‬154-155.
30
)(‫يقول‬‫إسماعيل‬‫"المجلت‬ :‫مظهر‬‫وحدها‬‫هي‬‫التي‬‫أخذت‬‫بيدنا‬
‫وأفسحت‬‫أمامنا‬‫سبيل‬‫الخوض‬‫في‬‫عباب‬ُ‫السلوب‬‫اليقيني‬،‫الحديث‬‫وهي‬‫التي‬
‫قا دت‬‫ دقة‬‫الفكر‬‫في‬،‫مصر‬‫وهو‬‫يجتاز‬‫بحر‬‫السلوب‬‫الغيـبي‬‫العميق‬‫لتتكيف‬
‫على‬ "‫"النهضة‬‫صورة‬‫د دت‬ّ  ‫ب‬‫سحب‬‫الحياة‬‫القديمة‬‫بما‬‫فيها‬‫من‬‫ظلمات‬‫الفكرة‬
،‫المجر دة‬‫لتكشف‬‫لنا‬‫عن‬‫شمس‬‫السلوب‬‫اليقيـني‬‫الذي‬‫لم‬‫يصل‬‫إلينا‬‫من‬
‫أشعتها‬‫إل‬‫قدر‬‫إسماعيل‬ ."‫ضئيل‬‫مظهر‬‫"أسلوب‬‫الفكر‬‫العلمي‬‫نشؤه‬‫وتطوره‬
‫في‬‫مصر‬‫خلل‬‫نصف‬،"‫قرن‬‫المقتطف‬،(‫)القاهرة‬‫م‬68،‫تجـ‬2،1‫فبراير‬
(‫)شباط‬1926،‫ص‬145.
16
‫التيار‬‫الليبرالي‬‫المصري‬‫وعلى‬ .‫ظره‬ّ  ‫ومن‬‫صفحاتها‬‫برزت‬‫أسماء‬‫عد د‬
‫من‬‫أكبر‬‫رموز‬‫التيار‬‫الليبرالي‬‫كطه‬،‫حسين‬‫ومحمد‬‫حسين‬،‫هيكل‬
‫وعباس‬‫محمو د‬،‫العقا د‬‫ومحمو د‬،‫عزمي‬‫ومحمد‬‫عبدالقا در‬
،‫المازني‬‫والشيخ‬‫مصطفى‬‫عبدالرازق‬
)31(
.
‫ثم‬‫حملت‬‫الراية‬‫تجريدة‬‫الصا درة‬ "‫"السفور‬‫عام‬1915،‫م‬‫وقد‬
‫كلت‬ّ  ‫ش‬‫حلقة‬‫وصل‬‫بين‬،‫"الجريدة‬‫الصا درة‬ "‫و"السياسة‬‫عام‬
1922‫م‬‫لسان‬‫حال‬‫لحزب‬‫الحرار‬،‫الدستوريين‬‫ورصيفتها‬‫"السياسة‬
‫الصا درة‬ "‫السبوعية‬‫عام‬1926،‫م‬‫وتولى‬‫رئاسة‬‫تحريرها‬‫محمد‬ .‫ د‬
‫حسنين‬.‫هيكل‬
3-‫أبرز‬‫مفكري‬‫التيار‬‫الليبرالي‬‫في‬:‫مصر‬
‫ساهمت‬‫تجهو د‬‫مشتركة‬‫وعبر‬‫القرن‬‫التاسع‬‫عشر‬‫ومطلع‬‫القرن‬
،‫العشرين‬‫في‬‫تهيئة‬‫البيئة‬‫المناسبة‬‫لتشكيل‬‫تيار‬‫فكري‬‫يتبنى‬‫الدعوة‬
‫للفكر‬،‫الليبرالي‬‫وتووطينه‬‫في‬‫البيئة‬‫الفكرية‬.‫المصرية‬
31
)(،‫تجب‬،‫ دراسات‬‫ص‬350-351‫عبدالعزيز‬ .،‫شرف‬‫وطه‬‫حسين‬‫وزوال‬
‫المجتمع‬،‫التقليدي‬‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬،‫للكتاب‬1977،‫ص‬95-96‫مصطفى‬ .
،‫عبدالرازق‬‫"عيد‬‫السياسة‬‫السبوعية‬‫يدخولها‬‫عامها‬‫الثاني‬‫نشرت‬ "‫الجديد‬‫في‬
‫السياسة‬‫بتاريخ‬20‫مارس‬1927،،‫عبدالرازق‬،‫آثار‬‫ص‬500-502‫محمو د‬ .
،‫عزمي‬‫خبايا‬،‫سياسية‬‫ص‬40.
17
‫وتبرز‬ -‫تجهو د‬‫الشيخ‬‫رفاعة‬‫رافع‬‫الطهطاوي‬
)32(
)1801-1873،(‫م‬
‫ذات‬‫أهمية‬‫في‬‫المساهمة‬‫في‬‫تعريف‬‫القارئ‬‫المصري‬‫على‬
‫اتجاهات‬‫الفكر‬‫التجتماعي‬‫والسياسي‬‫في‬،‫فرنسا‬‫فقد‬‫نشر‬‫عد دا‬
‫من‬،‫الكتب‬‫كان‬‫من‬‫أبرزها‬‫"تخليص‬‫البريز‬‫في‬‫تلخيص‬،‫باريز‬‫أو‬
‫الديوان‬‫النفيس‬‫بإيوان‬‫عام‬ "‫باريز‬1834،‫م‬‫دم‬ّ  ‫ق‬‫فيه‬‫فكرة‬‫عن‬
‫الحياة‬‫في‬،‫باريس‬‫وعن‬‫الثقافة‬‫والعا دات‬‫والتقاليد‬‫والقيم‬
،‫الفرنسية‬‫واعتبره‬‫البعض‬‫بمثابة‬‫حجر‬‫الساس‬‫في‬‫الفكر‬
‫التجتماعي‬‫والسياسي‬،‫المصري‬‫خلل‬‫القرن‬‫التاسع‬‫عشر‬
)33(
،‫كما‬
‫أصدر‬‫في‬‫أواخر‬‫حياته‬‫كتابا‬‫هاما‬‫يمثل‬‫النضوج‬‫الفكري‬،‫للطهطاوي‬
‫وهو‬‫"مناهج‬‫اللباب‬‫المصرية‬‫في‬‫مباهج‬‫ال داب‬‫عام‬ "‫العصرية‬
1869،‫كما‬‫ترتجم‬‫الدستور‬‫الفرنسي‬‫الذي‬‫سماه‬‫الشروطة‬‫الصا در‬
‫عام‬1814،‫م‬‫ووثيقة‬‫حقوق‬،‫النسان‬‫وكتاب‬‫"روح‬"‫القوانين‬
32
)(‫ولد‬‫في‬،‫وطهطا‬‫تلقى‬‫تعليمه‬‫في‬،‫الزهر‬‫وتتلمذ‬‫على‬‫يد‬‫الشيخ‬‫حسن‬
،‫العطار‬‫وقد‬‫انتدب‬‫لمرافقة‬‫أول‬‫بعثة‬‫علمية‬‫مصرية‬‫إلى‬،‫فرنسا‬‫كإمام‬،‫لها‬
‫وهناك‬‫انكب‬‫على‬‫تعلم‬‫اللغة‬،‫الفرنسية‬‫والوطلع‬‫على‬‫الثقافة‬،‫الوروبية‬‫وبعد‬
‫عو دته‬‫إلى‬‫مصر‬‫أصدر‬‫عد دا‬‫من‬‫الكتب‬،‫الهامة‬‫وساهم‬‫في‬‫حركة‬،‫الترتجمة‬
‫وتولى‬‫إ دارة‬‫مدرسة‬‫اللسن‬1835‫وأشرف‬ .‫على‬‫تحرير‬‫"الوقائع‬"‫المصرية‬
1842،‫وظل‬‫يعمل‬‫في‬‫حقول‬‫التعليم‬،‫والترتجمة‬‫والتأليف‬‫لحين‬‫وفاته‬1873.
،‫الزركلي‬‫م‬ .‫العلم‬3،‫ص‬29‫ولمزيد‬ .‫من‬‫المعلومات‬‫يمكن‬،‫مراتجعة‬
،‫الطهطاوي‬‫العمال‬،‫الكاملة‬‫بقلم‬ (‫)المقدمة‬‫محمد‬.‫عمارة‬
33
)(،‫عوض‬‫الفكر‬‫المصري‬،‫الحديث‬‫ج‬2،‫ص‬250-288.
18
،‫لمونتسكيو‬‫و"العقد‬،‫لروسو‬ "‫التجتماعي‬‫وغيرها‬‫من‬،‫الكتب‬‫التي‬
‫تبشر‬‫بالقيم‬‫والمبا دئ‬‫الليبرالية‬
)34(
.
‫كما‬‫قدم‬‫لقرائه‬‫فكرة‬‫عن‬‫الدولة‬،‫العلمانية‬‫ومفهوم‬‫الدستور‬
،‫والقانون‬‫وأنماط‬‫الحياة‬،‫التجتماعية‬‫ومكانة‬‫المرأة‬‫في‬‫المجتمع‬
،‫الفرنسي‬‫وأبدى‬‫إعجابا‬‫بالمبا دئ‬،‫الدستورية‬‫ومبا دئ‬‫حقوق‬
،‫النسان‬‫وفقا‬‫للمنظور‬،‫الغربي‬‫والرابطة‬‫الووطنية‬‫والتسامح‬
،‫الديني‬‫فقد‬‫اتجتهد‬‫في‬‫تقريب‬‫صورة‬‫الغرب‬‫الوروبي‬‫للعقل‬
،‫المصري‬‫ومما‬‫ل‬‫شك‬‫فيه‬‫أنه‬‫قد‬‫شق‬‫الطريق‬‫أمام‬‫بروز‬‫التيار‬
‫الليبرالي‬‫في‬‫الفكر‬‫المصري‬‫الحديث‬
)35(
،‫فقد‬‫عده‬‫بعضهم‬‫مؤسس‬
‫الليبرالية‬‫المصرية‬
)36(
.
34
)(،‫شكري‬‫النهضة‬،‫والسقوط‬‫ص‬152.
35
)(،‫مصطفى‬‫تطور‬‫الفكر‬،‫السياسي‬‫ص‬23-27‫حليم‬ .،‫بركات‬‫المجتمع‬
‫العربي‬،‫المعاصر‬‫بحث‬‫استطلعي‬،‫اتجتماعي‬‫مركز‬‫ دراسات‬‫الوحدة‬،‫العربية‬
‫بيروت‬1984،‫ص‬401‫حسن‬ .،‫حنفي‬‫هموم‬‫الفكر‬،‫والووطن‬‫ دار‬‫قباء‬‫للطباعة‬
‫والنشر‬،‫والتوزيع‬،‫القاهرة‬1998،‫ج‬2،‫ص‬51.
36
)(‫رفاعة‬،‫الطهطاوي‬‫العمال‬‫الكاملة‬‫لرفاعة‬،‫الطهطاوي‬‫محمد‬‫عمارة‬
‫) دراسة‬،(‫وتحقيق‬‫المؤسسة‬‫العربية‬‫للدراسات‬،‫والنشر‬،‫بيروت‬‫ط‬1،1973،
‫ج‬ (‫)تجزءان‬1،‫ص‬152.
19
‫وقد‬ -‫واصل‬‫علي‬‫مبارك‬
)37(
)1823-1893‫متابعة‬ (‫م‬‫تجهو د‬
‫الطهطاوي‬‫في‬‫حقول‬‫الترتجمة‬.‫والتعليم‬
‫وقد‬‫ساهم‬‫في‬‫بروز‬‫ما‬‫عرف‬ُ‫بالتعليم‬‫العلماني‬‫أو‬‫المدني‬‫الحديث‬
‫الموازي‬‫للتعليم‬‫الديني‬‫الزهري‬
)38(
،‫وقد‬‫أسهم‬‫في‬‫تعريف‬
‫المصريين‬‫على‬‫تجوانب‬‫تجديدة‬‫من‬‫الحياة‬‫في‬‫الغرب‬‫في‬‫روايته‬
‫"علم‬"‫الدين‬
)39(
،‫التي‬‫كتبها‬‫حوالي‬‫سنة‬1858.‫م‬
37
)(‫ولد‬‫في‬‫قرية‬‫برنبال‬‫في‬،‫الدقلهية‬‫سافر‬‫في‬‫بعثة‬‫علمية‬‫إلى‬‫باريس‬‫في‬
‫الفنون‬،‫العسكرية‬‫وعا د‬‫ليعمل‬‫في‬‫الوظائف‬،‫العسكرية‬‫وتولى‬‫نظارة‬‫الوقاف‬
،‫المصرية‬‫ثم‬،‫المعارف‬‫وساهم‬‫في‬‫توسيع‬،‫التعليم‬‫وأنشأ‬‫ دار‬‫الكتب‬،‫المصرية‬
‫ثم‬‫تولى‬‫نظارة‬‫الشغال‬،‫العامة‬‫ثم‬‫عا د‬‫ليتول‬‫نظارة‬،‫المعارف‬‫وقد‬‫ترك‬‫عد دا‬
‫من‬‫المؤلفات‬‫من‬‫أبرزها‬‫"الخطط‬‫في‬ "‫التوفيقية‬‫عشرين‬،‫تجزءا‬‫ورواية‬‫"علم‬
‫توفي‬ .‫وغيرها‬ "‫الدين‬‫في‬‫القاهرة‬1893،‫الزركلي‬ .،‫العلم‬‫ج‬4،‫ص‬322.
‫ولمزيد‬‫من‬‫المعلومات‬‫يمكن‬،‫مراتجعة‬‫علي‬،‫مبارك‬‫العمال‬‫الكاملة‬‫لعلي‬
،‫مبارك‬،(‫)المقدمة‬‫بقلم‬‫محمد‬.‫عمارة‬
38
)(‫علي‬،‫مبارك‬‫العمال‬‫الكاملة‬‫لعلي‬،‫مبارك‬‫محمد‬ .‫ د‬‫عمارة‬‫) دراسة‬
،(‫وتحقيق‬‫المؤسسة‬‫العربية‬‫للدراسات‬،‫والنشر‬،‫بيروت‬‫ط‬1،1979‫م‬ .1،‫ص‬
105،‫ص‬186.
39
)(‫وهي‬‫رواية‬‫تعليمية‬‫موسوعية‬‫عرضت‬‫الفكار‬‫والمعلومات‬‫بأسلوب‬
‫ومن‬ .‫روائي‬‫خلل‬‫السياحة‬‫في‬‫الزمان‬‫والمكان‬‫وهي‬ .‫والحضارات‬‫تتحدث‬‫عن‬
‫بطل‬‫الرواية‬‫الشيخ‬‫الزهري‬‫"علم‬‫الذي‬ "‫الدين‬‫سافر‬‫إلى‬‫فرنسا‬‫بصحبة‬
‫المستشرق‬،‫النجليزي‬‫وصحبهما‬‫ابنه‬‫"برهان‬."‫الدين‬
20
‫وبعيدا‬ -‫عن‬‫التصنيفات‬‫القطعية‬‫في‬‫تحديد‬‫الهوية‬‫الفكرية‬‫لهذا‬
‫المفكر‬‫أو‬،‫ذاك‬‫فإن‬‫تجمال‬‫الدين‬‫الفغاني‬
)40(
)1839-1897‫قام‬ (‫م‬
‫بدور‬‫ليبرالي‬‫هام‬‫خلل‬‫فترة‬‫مكوثه‬‫في‬‫القاهرة‬)1871-1879.(
‫ول‬‫شك‬‫أنه‬‫ساهم‬‫في‬‫تهيئة‬‫المناخ‬‫الفكري‬‫الملئم‬‫للفكار‬
،‫التحررية‬‫فقد‬‫تبنى‬‫الدعوة‬‫إلى‬،‫الحرية‬‫والفكار‬،‫الدستورية‬
‫والفا دة‬‫من‬‫منجزات‬‫الغرب‬‫والتواصل‬،‫معه‬‫ومكافحة‬‫الستعمار‬
‫والستبدا د‬‫والظلم‬
)41(
.
40
)‫ولد‬ (‫في‬‫قرية‬‫أسد‬‫أبا د‬‫في‬‫أفغانستان‬‫عام‬1839،‫وتلقى‬‫تعليمه‬‫في‬‫كابل‬
‫حيث‬‫تعلم‬‫اللغة‬‫العربية‬‫والعلوم‬‫الدينية‬،‫والعقلية‬‫وفي‬‫الهند‬‫تعلم‬‫اللغة‬
،‫النجليزية‬‫ورحل‬‫حاتجا‬‫إلى‬‫مكة‬‫المكرمة‬1857،‫م‬‫وتولى‬‫رئاسة‬‫وزارة‬
‫أفغانستان‬‫في‬‫عهد‬‫المير‬‫محمد‬،‫أعظم‬‫وبعد‬‫عزله‬‫انتقل‬‫إلى‬‫الهند‬‫ثم‬‫مصر‬
‫ومكث‬‫فيها‬‫خلل‬‫الفترة‬1871-1879،‫ونفاه‬‫الخديوي‬‫توفيق‬‫عن‬،‫مصر‬‫فعا د‬
‫إلى‬‫الهند‬‫ليقيم‬‫فيها‬‫ثلث‬،‫سنوات‬‫ثم‬‫رحل‬‫إلى‬‫باريس‬‫وفيها‬‫أصدر‬‫مجلة‬
‫"العروة‬‫مع‬ "‫الوثقى‬‫تلميذه‬‫محمد‬،‫عبده‬‫وعا د‬‫إلى‬‫إيران‬‫عام‬1889‫بناء‬‫على‬
‫ دعوة‬‫من‬‫الشاه‬‫ناصر‬‫الدين‬‫وتولى‬‫وزارة‬‫الحربية‬،‫اليرانية‬‫ثم‬‫غا درها‬‫بعد‬‫أن‬
‫اختلف‬‫مع‬،‫الشاه‬‫فتنقل‬‫في‬،‫روسيا‬‫ثم‬‫عا د‬‫إلى‬،‫فرنسا‬‫ثم‬‫رتجع‬‫إلى‬،‫إيران‬
‫لكن‬‫الشاه‬‫نفاه‬‫إلى‬،‫العراق‬‫ومنها‬‫انتقل‬‫إلى‬‫انجلترا‬‫وفيها‬‫أصدر‬‫مجلة‬‫"ضياء‬
‫باللغتين‬ "‫الخافقين‬‫العربية‬،‫والنجليزية‬‫وانتهى‬‫به‬‫المطاف‬‫في‬‫الستانة‬‫ليعيش‬
‫في‬‫كنف‬‫السلطان‬‫عبد‬‫الحميد‬‫الثاني‬‫في‬‫السنوات‬‫الربع‬‫الخيرة‬‫من‬،‫حياته‬
‫توفي‬‫فيها‬‫عام‬1896،‫م‬‫أحمد‬،‫أمين‬‫زعماء‬‫الصلح‬‫في‬‫العصر‬،‫الحديث‬‫مكتبة‬
‫النهضة‬،‫المصرية‬،‫القاهرة‬1948،‫ص‬59-120‫ويمكن‬ .،‫مراتجعة‬،‫الفغاني‬
‫العمال‬‫الكاملة‬‫لجمال‬‫الدين‬،‫الفغاني‬‫المقدمة‬‫بقلم‬‫محمد‬.‫عمارة‬
41
)(‫هناك‬‫من‬‫يقلل‬‫من‬‫شأن‬‫تجهو د‬‫الفغاني‬‫في‬‫تحقيق‬‫ما‬‫سبق‬‫الشارة‬
،‫إليه‬‫إذ‬‫يرى‬‫إسماعيل‬‫مظهر‬‫أن‬‫الفغاني‬‫لم‬‫يحقق‬‫شيئا‬‫سوى‬‫تدعيم‬‫"السلوب‬
21
‫وتشكل‬‫من‬‫حوله‬‫تجيل‬‫من‬‫التلمذة‬‫والمعجبين‬
)42(
،‫قا دوا‬‫الحركة‬
‫الفكرية‬‫في‬،‫مصر‬‫وتزعموا‬‫مايسمونه‬‫حركة‬‫الصلح‬‫هم‬
‫وتلمذتهم‬‫من‬.‫بعدهم‬
‫في‬ "‫الغيبـي‬‫مواتجهة‬‫"السلوب‬‫في‬ "‫اليقيـني‬،!‫التفكير‬‫إسماعيل‬‫مظهر‬
‫"أسلوب‬‫الفكر‬‫العلمي‬‫نشؤه‬‫وتطوره‬‫في‬‫مصر‬‫خلل‬‫نصف‬،"‫قرن‬‫المقتطف‬
،(‫)القاهرة‬‫م‬68،‫تجـ‬2،1‫فبراير‬(‫)شباط‬1926،‫ص‬142.
42
)(‫كان‬‫من‬‫أبرز‬،‫تلمذته‬‫الشيخ‬‫محمد‬،‫عبده‬‫عبدا‬،‫النديم‬‫أ ديب‬،‫اسحق‬
‫يعقوب‬،‫صنوع‬‫سعد‬،‫زغلول‬‫وغيرهم‬‫محمد‬ .‫كثير‬،‫عمارة‬‫موقع‬‫الفكر‬
‫السلمي‬‫الحديث‬‫من‬‫التجاه‬،‫الليبرالي‬،‫الطليعة‬‫السنة‬،‫الثامنة‬88،‫أغسطس‬
(‫)آب‬1972،‫ص‬25-35.
22
‫والشيخ‬ -‫محمد‬‫عبده‬
)43(
)1849-1905‫يأتي‬ (‫م‬‫في‬‫مقدمة‬‫تلمذة‬
‫الفغاني‬‫وتأتي‬‫أهميته‬‫في‬‫سياق‬‫الحديث‬‫عن‬‫الفكر‬‫الليبرالي‬‫في‬
،‫مصر‬‫من‬‫كونه‬‫يمثل‬‫مدرسة‬‫عصرانية‬‫تدعو‬–‫كما‬‫تزعم‬‫إلى‬ -
‫التوفيق‬‫بين‬‫السلم‬‫وبين‬‫حركة‬‫المدنية‬‫الحديثة‬
)44(
،‫فكان‬‫ دوره‬
‫حاسما‬‫في‬‫حركة‬‫الثقافة‬‫المنفتحة‬‫على‬‫الغرب‬،‫وعلومه‬،‫وهو‬‫رائد‬
‫المنهج‬‫العصراني‬
)45(
.
43
)(‫ولد‬‫محمد‬‫عبده‬‫عام‬1266/‫هـ‬1849‫في‬‫قرية‬‫"مجلة‬‫تلقى‬ ."‫نصر‬
‫تعليمه‬‫في‬‫تاب‬ّ  ‫ك‬،‫القرية‬‫ثم‬‫في‬‫المسجد‬،‫الحمدي‬‫ثم‬‫في‬‫الزهر‬‫عام‬
1294/1877،‫م‬‫وعمل‬‫مدرسا‬‫في‬‫ دار‬،‫العلوم‬‫كتب‬‫في‬،"‫"الهرام‬‫وتولى‬
‫تحرير‬‫"الوقائع‬‫وقد‬ "‫المصرية‬‫ساعده‬‫سعد‬‫زغلول‬‫في‬‫عمله‬،‫هذا‬‫اشترك‬‫في‬
‫ثورة‬‫عرابي‬1882،‫فسجن‬‫ثلثة‬،‫أشهر‬‫ونفي‬‫ثلث‬‫سنوات‬‫قضى‬‫منها‬‫عاما‬
‫في‬‫التحق‬ .‫بيروت‬‫بالفغاني‬‫في‬،‫بايس‬‫وساهم‬‫معه‬‫في‬‫إصدار‬‫مجلة‬‫"العروة‬
،"‫الوثقى‬‫وعا د‬‫إلى‬‫بيروت‬،‫ثانية‬‫وفي‬‫عام‬1888‫عا د‬‫إلى‬،‫القاهرة‬‫فراح‬‫يعمل‬
‫في‬‫ميا دين‬‫الصلح‬‫الديني‬‫والتجتماعي‬،‫والتربوي‬‫وإصلح‬‫الزهر‬‫والقضاء‬
،‫الشرعي‬‫ثم‬‫عين‬‫عضوا‬‫في‬‫مجلس‬‫إ دارة‬،‫الزهر‬‫وتولى‬‫الفتاء‬‫في‬‫مصر‬‫عام‬
1899،‫ثم‬‫أختير‬‫عضوا‬‫في‬‫مجلس‬‫شورى‬،‫القوانين‬‫ومجلس‬‫الوقاف‬
‫والجمعية‬‫الخيرة‬،‫السلمية‬‫وتوفي‬‫عام‬1905‫أحمد‬ .‫م‬،‫أمين‬‫زعماء‬،‫الصلح‬
‫ص‬280-237‫ولمزيد‬ .‫من‬‫المعلومات‬‫يمكن‬‫مراتجعة‬‫محمد‬‫رشيد‬،‫رضا‬‫تاريخ‬
‫الستاذ‬،‫المام‬‫الجزء‬،‫الول‬،‫وانظر‬‫المام‬‫محمد‬،‫عبده‬‫العمال‬،‫الكاملة‬
،‫المقدمة‬‫بقلم‬‫محمد‬.‫عمارة‬
44
)(،‫حوارني‬‫الفكر‬،‫العربي‬‫ص‬198.
45
)(‫حول‬‫مصطلح‬،"‫"التوفيقية‬،‫النصاري‬‫الفكر‬‫العربي‬‫وصراع‬‫الضدا د‬‫ص‬
97-106.
23
‫لكنه‬‫ل‬‫يحبذ‬–‫تا‬ً ‫م‬ ‫مؤق‬‫ترك‬ -‫المجال‬‫للتجاهات‬‫العلمانية‬‫الصرفة‬
‫لتسو د‬‫كل‬‫شيء‬
)46(
.
‫لكن‬‫غالب‬‫تلمذته‬‫اتجهوا‬‫نحو‬‫ليبرالية‬‫علمانية‬‫وفق‬‫تطور‬‫تدريجي‬
‫في‬‫أعقاب‬‫وفاة‬‫شيخهم‬
)47(
،‫وشرعت‬‫هذه‬‫الفئة‬‫في‬‫نشر‬‫مبا دئ‬
‫مجتمع‬‫علماني‬‫يدعي‬‫احترام‬،‫السلم‬‫لكن‬‫ دون‬‫أن‬‫يجعله‬‫أساسا‬
‫للحياة‬‫التجتماعية‬
)48(
!!
‫وقبل‬ -‫مواصلة‬‫الحديث‬‫عن‬‫تلمذة‬‫محمد‬‫عبده‬‫الذين‬‫ساروا‬‫في‬
‫الخط‬،‫الليبرالي‬‫لبد‬‫من‬‫الشارة‬‫إلى‬‫الدور‬‫الهام‬‫الذي‬‫قام‬‫به‬
‫عبدالرحمن‬‫الكواكبي‬
)49(
)1848-1902‫في‬ (‫م‬‫صياغة‬‫الفكر‬
46
)(،‫مصطفى‬‫تطور‬‫الفكر‬،‫السياسي‬‫ص‬36-37.
47
)(‫هشام‬ .‫ د‬،‫شرابي‬‫المثقفون‬‫العرب‬،‫والغرب‬‫ دار‬‫النهار‬،‫للنشر‬،‫بيروت‬‫ط‬
2،1978،‫ص‬95-96.
48
)(‫مجيد‬،‫خدوري‬‫التجاهات‬،‫السياسية‬‫ص‬78.
49
)(‫ولد‬‫عبد‬‫الرحمن‬‫الكواكبي‬‫في‬،‫حلب‬‫في‬‫بيت‬‫عريق‬‫وأسرة‬‫تتولى‬‫نثابة‬
‫ولها‬ .‫الشراف‬‫مدرسة‬‫تسمى‬‫المدرسة‬،‫الكواكبية‬‫وأبوه‬‫أحد‬‫المدرسين‬‫في‬
‫الجامع‬‫الموي‬‫بحلب‬‫والمدرسة‬‫الكواكبية‬‫تلقى‬ .‫فيها‬‫تعليمه‬‫في‬‫"المدرسة‬
‫على‬ "‫"الكواكبية‬‫الطريقة‬،‫الزهرية‬‫وتعلم‬‫فيما‬‫بعد‬‫الفارسية‬،‫والتركية‬‫واعتمد‬
‫على‬‫المطالعة‬‫الذاتية‬‫في‬‫تثقيف‬،‫ذاته‬‫عمل‬‫في‬،‫الصحافة‬‫فأنشأ‬‫تجريدة‬
‫في‬ "‫"الشهباء‬،‫حلب‬‫وعمل‬‫في‬‫القضاء‬،‫الشرعي‬‫و دواوين‬،‫الحكومة‬‫تصدى‬
‫لمظالم‬‫ال دارة‬،‫الحكومية‬‫وتعرض‬‫للمحاكمة‬‫بسبب‬،‫مواقفه‬‫واضطر‬‫إلى‬
‫الهجرة‬‫إلى‬،‫مصر‬‫وفيها‬‫نشر‬‫كتابيه‬‫"وطبائع‬‫الستبدا د‬‫ومصارع‬‫ثم‬ "‫الستعبا د‬‫"أم‬
‫وتوفي‬ "‫القرى‬‫فيها‬1902‫أحمد‬ .،‫أمين‬‫زعماء‬،‫الصلح‬‫ص‬249-279‫ولمزيد‬ .
‫من‬‫المعلومات‬‫يمكن‬،‫مراتجعة‬‫المقدمة‬‫التي‬‫كتبها‬‫محمد‬‫تجمال‬‫الطحان‬‫في‬
24
‫العربي‬،‫الحديث‬‫وإسهامه‬‫بالذات‬‫في‬‫محاربة‬،‫الستبدا د‬‫وكشف‬
‫مخاوطره‬،‫وعواقبه‬‫واعتباره‬‫السبب‬‫الرئيس‬‫المسؤول‬‫عن‬‫واقع‬
‫التخلف‬‫الذي‬‫تعانيه‬.‫المة‬
‫وقد‬‫ دافع‬‫عن‬،‫الحرية‬‫والعدالة‬،‫والمساواة‬‫من‬‫منظورمنفتح‬‫على‬
‫التجربة‬،‫النسانية‬‫ول‬‫شك‬‫أن‬‫هذه‬‫الفكار‬‫تشكل‬‫تجذرا‬‫أساسيا‬‫في‬
‫ دعم‬‫الفكر‬‫التحرري‬.‫الليبرالي‬
‫يعد‬ُ ‫و‬ -‫قاسم‬‫أمين‬
)50(
‫أحد‬‫أبرز‬‫تلمذة‬‫محمد‬‫عبده‬‫الذين‬‫تجنحوا‬
‫تدريجيا‬‫في‬‫مجاراة‬‫تيار‬،‫التغريب‬‫وإن‬‫كان‬‫اسمه‬‫قد‬‫اقترن‬‫بالدعوة‬
‫إلى‬‫"تحرير‬،"‫المرأة‬‫فإن‬‫تجهده‬‫الفكري‬‫قد‬‫اعتبر‬‫أحد‬‫الروافد‬‫الهامة‬
‫التي‬‫صبت‬‫في‬‫التيار‬‫الليبرالي‬.‫العام‬
‫مقدمة‬‫العمال‬‫الكاملة‬،‫للكواكبي‬‫مركز‬‫ دراسات‬‫الوحدة‬،‫العربية‬،‫بيروت‬‫ط‬
1،1995،‫ص‬37-94.
50
)(‫ولد‬‫ببلدة‬،‫بمصر‬ "‫"قرة‬‫في‬‫عائلة‬‫من‬‫أصل‬،‫كر دي‬‫نشأ‬‫وتعلم‬‫في‬
‫السكندرية‬‫ثم‬‫في‬،‫القاهرة‬‫و درس‬‫الحقوق‬‫في‬‫مونبليه‬،‫بفرنسا‬‫وعمل‬‫في‬
‫سلك‬،‫القضاء‬‫نال‬‫شهرة‬‫واسعة‬‫بكتابيه‬‫"تحرير‬"‫المرأة‬1899،‫و"المرأة‬
"‫الجديدة‬1900،‫وقد‬‫ساهم‬‫في‬‫تأسيس‬‫الجامعة‬‫عام‬1908،‫وتوفي‬‫في‬
‫القاهرة‬1908،‫الزركلي‬ .،‫العلم‬‫م‬5،‫ص‬184.
25
‫ويأتي‬ -‫أحمد‬‫لطفي‬‫السيد‬
)51(
)1872-1963‫لينطلق‬ (‫م‬‫بعيدا‬
‫بالفكر‬‫الليبرالي‬‫في‬‫مصر‬‫عن‬‫النهج‬‫التوفيقي‬‫لمحمد‬.‫عبده‬
‫فقد‬‫استبعد‬‫السلم‬‫كتشريع‬‫وكمرتجعية‬‫من‬‫مشروعه‬،‫الفكري‬
‫وأخذ‬‫به‬‫كجانب‬‫خلقي‬ُ‫وكمرحلة‬‫تاريخية‬‫من‬‫مراحل‬‫تكوين‬
‫الشخصية‬‫المصرية‬
)52(
،‫وأبدى‬‫إعجابا‬‫شديدا‬‫بالفلسفة‬،‫اليونانية‬
‫فعمد‬‫إلى‬‫ترتجمة‬‫بعض‬‫مؤلفات‬‫أرسطو‬‫الذي‬‫كان‬‫من‬‫فرط‬
‫إعجابه‬‫به‬‫يدعوه‬‫"سيدنا‬‫أرسطو‬‫رضي‬‫ا‬"‫عنه‬
)53(
!!
‫واعتبره‬‫تجيل‬‫من‬‫الشباب‬،‫المثقف‬‫أستاذا‬،‫لهم‬‫فأسموه‬‫"أستاذ‬
،"‫الجيل‬‫ذاك‬‫الجيل‬‫الذي‬‫تتلمذ‬‫على‬‫يديه‬‫في‬‫وفي‬ "‫"الجريدة‬
51
)(‫ولد‬‫في‬‫قرية‬‫التابعة‬ "‫"برقين‬‫لمركز‬،‫بمصر‬ "‫"السنلوين‬‫وتخرج‬‫من‬
‫مدرسة‬‫الحقوق‬‫في‬‫القاهرة‬1889،‫وعمل‬‫في‬‫سلك‬‫المحاماة‬‫وشارك‬‫في‬
‫تأليف‬‫حزب‬"‫"المة‬1908،‫فكان‬،‫سكرتيره‬‫وحرر‬‫صحيفته‬‫حتى‬ "‫"الجريدة‬
1922،‫وكان‬‫أحد‬‫أعضاء‬‫"الوفد‬‫وساهم‬ "‫المصري‬‫في‬‫تأسيس‬‫حزب‬‫"الحرار‬
"‫الدستوريون‬1922،‫وعمل‬‫مديرا‬‫لدار‬‫الكتب‬‫المصرية‬‫فمديرا‬‫للجامعة‬
‫المصرية‬‫عدة‬،‫مرات‬‫ثم‬‫وزيرا‬،‫للمعارف‬‫والداخلية‬،‫والخارتجية‬‫ثم‬‫عضوا‬‫في‬
‫مجلس‬،‫الشيوخ‬‫ثم‬‫رئيسا‬‫لمجمع‬‫اللغة‬‫العربية‬‫منذ‬1945‫حتى‬‫وفاته‬‫بالقاهرة‬
1963،‫الزركلي‬ .،‫العلم‬‫م‬1،‫ص‬200.
52
)(‫حسن‬ .‫ د‬،‫حنفي‬‫هموم‬‫الفكر‬،‫والووطن‬‫ص‬148،‫شكري‬ .‫النهضة‬
،‫والسقوط‬‫ص‬237-238.
53
)(‫حسين‬ .‫ د‬‫فوزي‬،‫النجار‬‫أحمد‬‫لطفي‬‫السيد‬‫أستاذ‬،‫الجيل‬‫الهيئة‬‫المصرية‬
‫العامة‬،‫للكتاب‬‫ط‬2،1975،‫ص‬208.
26
‫"الجامعة‬"‫المصرية‬
)54(
،‫وتلقفوا‬‫أفكاره‬‫الليبرالية‬‫بكثير‬‫من‬‫العجاب‬
‫والمتابعة‬
)55(
.
‫ويكفي‬‫أن‬‫نعرف‬‫أن‬‫لطفي‬‫السيد‬‫هو‬‫الذي‬‫اشتق‬‫التسمية‬
‫المناسبة‬‫برأيه‬‫للدللة‬‫على‬،"‫"الليبرالية‬‫فأوطلق‬‫عليها‬‫اسم‬‫"مذهب‬
‫وفضلها‬ "‫الحريين‬‫على‬‫تسميتها‬‫بمذهب‬‫أو‬ "‫"الحرية‬‫مذهب‬
،"‫"الحرار‬‫وكان‬‫يسميه‬‫مذهب‬‫أي‬ "‫"اللبراليزم‬‫مذهب‬‫أهل‬.‫السماح‬
‫ونا دى‬‫بجعل‬‫هذا‬‫المذهب‬‫أساسا‬‫للنظام‬‫السياسي‬،‫والتجتماعي‬
‫ولكل‬‫علقة‬‫بين‬‫الفر د‬،‫والمجتمع‬‫أو‬‫بين‬‫الفر د‬‫والحكومة‬
)56(
.
54
)(‫حسين‬ .‫ د‬‫فوزي‬،‫النجار‬‫لطفي‬‫السيد‬‫والشخصية‬‫المصرية‬،‫الحديثة‬
‫مكتبة‬‫القاهرة‬،‫الحديثة‬1963،‫ص‬198‫عفاف‬ .‫لطفي‬،‫السيد‬‫التجربة‬
،‫الليبرالية‬‫ص‬336.
55
)(‫وحول‬‫أبرز‬‫ما‬‫قدمه‬‫من‬‫أفكار‬،‫ليبرالية‬،‫انظر‬‫لطفي‬،‫السيد‬‫صفحات‬
،‫مطوية‬‫ص‬43-44،‫ص‬53-56،‫النجار‬ .‫أستاذ‬،‫الجيل‬‫ص‬204‫وحول‬ .‫موقفه‬
‫من‬‫المبا دئ‬‫الدستورية‬،‫والديمقراوطية‬‫"خطاب‬‫الستاذ‬‫لطفي‬‫السيد‬‫بدار‬‫الحزب‬
،"‫الديمقراوطي‬،‫السفور‬‫ع‬238،3‫يونيو‬(‫)حزيران‬1921،‫ص‬4-6.
56
)(‫أحمد‬‫لطفي‬،‫السيد‬‫"تطور‬‫حياتنا‬،"‫العقلية‬‫المقتطف‬،‫)القاهرة‬‫م‬88،
‫تجـ‬5،1‫مايو‬(‫)أيار‬1936،‫م‬10‫صفر‬1355،‫هـ‬‫ص‬588-589،‫النجار‬ .‫أستاذ‬
،‫الجيل‬‫ص‬204-205،،‫النجار‬‫لطفي‬،‫السيد‬‫ص‬138-139،‫أحمد‬ .‫لطفي‬
،‫السيد‬‫الحرية‬‫ومذاهب‬‫الحكم‬،‫الجديدة‬،‫الجريدة‬‫ع‬2058،20‫ ديسمبر‬‫)كانون‬
(‫أول‬1913،‫ص‬1‫عبداللطيف‬ .،‫حمزة‬‫أ دب‬‫المقالة‬‫الصحفية‬‫في‬،‫مصر‬‫)أحمد‬
‫لطفي‬‫السيد‬‫في‬،(‫الجريدة‬‫ دار‬‫الفكر‬،‫العربي‬‫ط‬2،1961،‫ج‬6،‫ص‬24-31.
27
‫كما‬‫اقترح‬‫تسمية‬‫حزب‬‫الحرار‬‫الدستوريين‬‫عند‬‫تأسيسه‬‫باسم‬
‫حزب‬‫"الحريين‬"‫الدستوريين‬
)57(
.
‫وإذا‬‫كان‬‫المام‬‫محمد‬‫عبده‬‫يدعم‬‫نهجه‬‫الصلحي‬‫التوفيقي‬
‫و‬ "‫بـ"الفكرة‬،"‫"الموقف‬‫من‬‫خلل‬‫العمل‬‫في‬،‫المؤسسات‬‫فإن‬
‫لطفي‬‫السيد‬‫ومعه‬‫تجيل‬‫تجديد‬‫من‬‫الليبراليين‬‫مارسوا‬‫تعزيز‬‫النهج‬
‫التحديثي‬،‫الليبرالي‬‫عبر‬‫بالجهد‬ "‫"الفكرة‬‫الفكري‬،‫والثقافي‬‫وعبر‬
‫بالمشاركة‬ "‫"الموقف‬‫في‬‫أتجهزة‬،‫الدولة‬‫كتولي‬،‫الوزارة‬‫ورئاسة‬
‫الجامعة‬‫وغيرها‬‫من‬‫مؤسسات‬.‫التوتجيه‬
‫ويظهر‬ -‫منصور‬ .‫ د‬‫فهمي‬)1886-1958(‫م‬
)58(
‫؛‬‫كأحد‬‫أبرز‬‫رموز‬
‫التيار‬‫تلقى‬ .‫الليبرالي‬‫تعليمه‬‫العالي‬‫في‬،‫باريس‬‫وناقش‬‫في‬‫عام‬
1913‫م‬‫أوطروحة‬‫الدكتوراه‬‫بعنوان‬‫"حالة‬‫المرأة‬‫في‬‫التقاليد‬
‫السلمية‬،"‫وتطوراتها‬‫وهي‬‫أول‬‫رسالة‬‫قدمها‬‫مصري‬‫في‬‫علم‬
.‫التجتماع‬
57
)(،‫شرف‬‫وطه‬‫حسين‬‫وزوال‬‫المجتمع‬،‫التقليدي‬‫ص‬203.
58
)(‫ولد‬‫في‬‫قرية‬‫)شر‬‫مديرية‬ (‫نقاش‬‫الدقهلية‬‫عام‬1886،‫حصل‬‫على‬‫بعثة‬
‫لدراسة‬‫الفلسفة‬‫في‬‫تجامعة‬‫باريس‬‫عام‬1908،‫وبعد‬‫حصوله‬‫على‬‫ درتجة‬
‫الدكتوراه‬‫عام‬1913،‫عا د‬‫ليعمل‬‫لمدة‬‫ستة‬‫أشهر‬‫أستاذا‬‫في‬،‫الجامعة‬‫وبعدها‬
‫فصل‬‫من‬‫الجامعة‬‫لمدة‬‫ست‬،‫سنوات‬‫ليعو د‬‫إليها‬‫عام‬1920،‫تولى‬‫عما دة‬‫كلية‬
‫ال داب‬‫في‬‫الجامعة‬،‫المصرية‬‫واختير‬‫مديرا‬‫لدار‬،‫الكتب‬‫ثم‬‫مديرا‬‫لجامعة‬
،‫السكندرية‬‫وأحيل‬‫على‬‫التقاعد‬‫عام‬1946،‫وتوفي‬‫في‬‫القاهرة‬‫عام‬1958،
‫منصور‬ .‫ د‬،‫فهمي‬‫أبحاث‬،‫وخطرات‬‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬‫للكتاب‬،(‫)القاهرة‬
1973،‫ص‬20-21.
28
‫وقد‬‫أشرف‬‫عليها‬‫المستشرق‬‫اليهو دي‬‫ليفي‬‫بريل‬
)59(
)1857-
1939،(‫م‬‫وتضمنت‬‫نقدا‬‫لذعا‬‫لحوال‬‫المرأة‬‫في‬‫المجتمع‬
،‫السلمي‬‫بل‬‫ولموقف‬‫السلم‬‫من‬،‫المرأة‬‫ونهج‬‫فيها‬‫منهج‬‫النقد‬
،‫التاريخي‬‫المتحرر‬‫من‬‫اللتزام‬‫بقدسية‬،‫الوحي‬‫ومفسرا‬‫نصوص‬
‫القرآن‬،‫الكريم‬‫والحديث‬،‫الشريف‬‫وسلوك‬‫الرسول‬‫عليه‬‫السلم‬
‫وفقا‬‫لمناهج‬.‫المستشرقين‬
‫وعندما‬‫عا د‬‫إلى‬،‫مصر‬‫عمل‬‫مدرسا‬‫في‬‫الجامعة‬،‫المصرية‬‫لكنه‬
‫أخرج‬ُ‫منها‬‫عندما‬‫نشرت‬‫الصحف‬‫مقتطفات‬‫من‬‫أوطروحته‬‫التي‬‫كتبها‬
،‫بالفرنسية‬‫ولم‬‫يحاول‬‫إوطلقا‬‫إعا دة‬‫نشرها‬،‫بالعربية‬‫وكان‬‫عضوا‬
‫في‬‫"تجماعة‬،"‫السفور‬‫وفي‬‫الحزب‬‫الديمقراوطي‬،‫المصري‬‫وأحد‬
‫أبرز‬‫تاب‬ّ  ‫ك‬."‫"السياسة‬
‫لكن‬‫منصور‬‫فهمي‬‫أعا د‬‫النظر‬‫في‬‫كثير‬‫من‬‫قناعاته‬،‫الفكرية‬‫فعا د‬
‫ليبدي‬‫تفهما‬‫لحقائق‬‫السلم‬‫بعيدا‬‫عن‬‫المفاهيم‬‫الستشراقية‬‫التي‬
‫خيمت‬‫على‬‫فكره‬‫في‬‫بواكير‬،‫الشباب‬‫وراح‬‫يعبر‬‫عن‬‫هذا‬‫الموقف‬
‫منذ‬‫نهاية‬‫عقد‬،‫العشرينيات‬‫عبر‬‫مقالته‬،‫الصحفية‬‫ونشاوطه‬‫الفكري‬
‫العام‬
)60(
.
59
)(‫حول‬‫حياته‬‫ونتاتجه‬،‫الفكري‬‫يمكن‬‫مراتجعة؛‬‫كميل‬ .‫ د‬،‫الحاج‬‫الموسوعة‬
‫سرة‬ّ  ‫المي‬‫في‬‫الفكر‬‫الفلسفي‬‫والتجتماعي‬،(‫)عربي-إنجليزي‬‫مكتبة‬،‫لبنان‬
،‫بيروت‬‫ط‬1،2000،‫م‬‫ص‬507-508.
60
)(‫منصور‬ .‫ د‬،‫فهمي‬‫أبحاث‬،‫وخطرات‬‫ص‬ (‫)المقدمات‬7-33‫محمد‬ .‫تجابر‬
،‫النصاري‬‫تحولت‬‫الفكر‬‫والسياسة‬‫في‬‫الشرق‬‫العربي‬1930-1970،‫عالم‬
29
‫ول‬ -‫يمكن‬‫استكمال‬‫صورة‬‫الفكر‬‫الليبرالي‬‫في‬‫مصر‬‫ دون‬‫التوقف‬
‫ل‬ً ‫م‬ ‫مطو‬‫مع‬‫تجربة‬‫محمد‬ .‫ د‬‫حسين‬‫هيكل‬
)61(
)1888-1956،(‫م‬‫فقد‬
‫تتلمذ‬‫في‬‫السياسة‬‫والفكر‬‫على‬‫لطفي‬،‫السيد‬‫وفي‬‫باريس‬‫انفتح‬
‫على‬‫الثقافة‬‫الوروبية‬‫بكل‬،‫تجلياتها‬‫وأبدى‬‫إعجابا‬‫بها‬‫وحماسا‬‫كبيرا‬
‫نحوها‬
)62(
،‫وساهم‬‫في‬‫صياغة‬‫الفكر‬‫الليبرالي‬‫في‬‫مصر‬‫عبر‬
‫المعرفة‬)35،(،‫الكويت‬‫نوفمبر‬‫)تشرين‬(‫ثاني‬1980،‫ص‬21،‫النصاري‬ .
‫الفكر‬‫العربي‬‫وصراع‬،‫الضدا د‬‫ص‬58‫أحمد‬ .‫ د‬ .‫عبدالحليم‬‫عطية‬‫"الخلق‬
‫التجتماعية‬‫في‬‫الفكر‬‫العربي‬،"‫المعاصر‬‫شؤون‬‫عربية‬،(‫)القاهرة‬‫ع‬69،
،‫آذار/مارس‬1992،‫ص‬182،‫عوض‬ .‫أوراق‬،‫العمر‬‫ص‬613.
61
)(‫ولد‬‫في‬‫عام‬1888‫في‬‫قرية‬‫"كفر‬‫بالدقهلية‬ "‫غانم‬‫في‬‫أسرة‬‫ذات‬،‫ثراء‬
‫أتم‬‫ دراسته‬‫البتدائية‬‫عام‬1901،‫وحصل‬‫على‬‫البكالوريوس‬‫عام‬1905،‫ درس‬
‫الحقوق‬‫في‬‫مدرسة‬‫الحقوق‬،‫بالقاهرة‬‫ثم‬‫سافر‬‫إلى‬،‫باريس‬‫وحصل‬‫من‬
‫السوربون‬‫على‬‫ درتجة‬‫الدكتوراه‬‫في‬‫القانون‬‫عام‬1912،‫وبعد‬‫عو دته‬‫إلى‬
،‫مصر‬‫ درس‬‫في‬‫الجامعة‬‫لفترة‬،‫قصيرة‬‫ثم‬‫مارس‬،‫المحاماة‬‫ونشط‬‫في‬
‫ميا دين‬‫الصحافة‬،‫والسياسة‬‫فقد‬‫كتب‬‫في‬‫منذ‬ "‫"الجريدة‬‫بواكير‬،‫الشباب‬‫كما‬
‫كتب‬‫في‬‫وترأس‬ "‫"السفور‬‫تحرير‬‫وطيلة‬ "‫"السياسة‬‫فترة‬،‫صدورها‬‫كان‬‫عضوا‬
‫في‬‫"تجماعة‬،"‫السفور‬‫ثم‬‫في‬‫"الحزب‬‫الديمقراوطي‬‫الذي‬ "‫المصري‬‫انبثق‬،‫عنها‬
‫ثم‬‫عضوا‬‫مؤسسا‬‫في‬‫حزب‬‫الحررا‬،‫الدستوريين‬‫وتولى‬‫رئاسته‬‫عام‬1942،
‫وقد‬‫لد‬ّ  ‫تق‬‫عد دا‬‫من‬‫المناصب‬‫الوزارية‬،‫كالمعارف‬‫والشؤون‬،‫التجتماعية‬‫وتولى‬
‫رئاسة‬‫مجلس‬‫الشيوخ‬1945-1950‫وتوفي‬‫في‬‫القاهرة‬1956‫حسين‬ .‫ د‬ .
‫فوزي‬،‫النجار‬‫هيكل‬ .‫ د‬‫وتاريخ‬‫تجيل‬1888-1956،‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬
،‫للكتاب‬1988‫ص‬ .9-43،‫ص‬319،‫ص‬353.
62
)(،‫ن‬ .‫م‬‫ص‬31-33،‫ص‬77-78.
30
‫ترتجماته‬‫المتعد دة‬‫في‬‫ال دب‬‫الفرنسي‬‫خاصة‬‫لناتول‬‫فرانس‬
)63(
،
‫وعبر‬،‫مؤلفاته‬‫وكان‬‫من‬‫أهمها‬‫"تجان‬‫تجاك‬‫حياته‬ :‫روسو‬) "‫وأ دبه‬
1921-1923‫وإن‬ .(‫م‬‫كان‬‫تجهده‬‫الفكري‬‫والثقافي‬‫البرز‬‫في‬
‫رئاسة‬‫تحرير‬،"‫"السياسة‬‫أبرز‬‫منابر‬‫الفكر‬‫الليبرالي‬‫في‬‫مصر‬‫خلل‬
‫هذه‬‫المرحلة‬
)64(
.
‫وإذا‬‫كان‬‫هيكل‬ .‫ د‬‫من‬‫أتجرأ‬‫من‬‫بر‬ّ  ‫ع‬‫عن‬‫أفكاره‬‫التحديثية‬،‫الليبرالية‬
‫فإنه‬‫أيضا‬‫تمتع‬‫بقدر‬‫ل‬ٍ  ‫عا‬‫من‬‫الجرأة‬‫في‬‫التعبير‬‫عن‬‫مراتجعات‬
‫فكرية‬‫عميقة‬‫وتجذرية‬‫إلى‬‫حد‬،‫ما‬‫في‬‫مرحلة‬‫العو دة‬‫إلى‬‫السلم‬
63
)(‫حول‬‫شخصية‬‫الكاتب‬‫الفرنسي‬‫أناتول‬‫فرانس‬1844-1924،‫وأ دبه‬
‫يمكن‬،‫مراتجعة‬‫علي‬،‫كامل‬‫أناتول‬‫فرانس‬‫بعد‬‫عشرة‬‫أعوام‬‫من‬.‫وفاته‬
،‫المقتطف‬‫م‬85،‫تجـ‬4،‫أول‬‫ ديسمبر‬‫)كانون‬(‫أول‬1934،‫ص‬422-432.
‫عباس‬‫محمو د‬،‫العقا د‬‫مطالعات‬‫في‬‫الكتب‬،‫والحياة‬‫ دار‬‫الكتاب‬،‫العربي‬،‫بيروت‬
،‫ د.ت‬‫ص‬243-253.
64
)(،‫الشلق‬‫العلمانية‬‫والفكر‬،‫المصري‬‫المجلة‬‫التاريخية‬‫المصرية‬
،(‫)القاهرة‬‫م‬30-31/1983-1984،‫ص‬450،‫تجب‬ .،‫ دراسات‬‫ص‬355.
31
‫أو‬‫إلى‬"‫"التوفيقية‬
)65(
‫في‬‫عقد‬،‫الثلثينيات‬‫لقد‬‫استفزته‬‫الهجمة‬
‫التبشرية‬‫على‬‫مصر‬
)66(
،‫فتصدى‬‫لها‬
)67(
.
‫وبدأت‬‫المقالت‬‫السلمية‬‫تجد‬‫سبيلها‬‫للنشر‬‫على‬‫صفحات‬
"‫"السياسة‬
)68(
،‫وانطلق‬‫يؤلف‬‫في‬‫الدراسات‬،‫السلمية‬‫فأصدر‬
‫"حياة‬) "‫محمد‬1932-1935،(‫م‬‫و"في‬‫منـزل‬"‫الوحي‬1936،‫م‬‫كما‬
‫عبر‬‫بصراحة‬‫عن‬‫خيبة‬‫أمل‬‫عميقة‬‫بالحضارة‬،‫الغربية‬‫وبسياسات‬
65
)(‫حول‬‫مصطلح‬‫ومظاهر‬ "‫"التوفيقية‬‫العو دة‬‫إلى‬،"‫"التوفيقية‬،‫النصاري‬
‫الفكر‬‫العربي‬‫وصراع‬،‫الضدا د‬‫ص‬97-106.
66
)(‫وتصدى‬‫مجلس‬‫النواب‬‫لمناقشة‬‫خطر‬‫التبشير‬‫في‬‫مرات‬،‫عديدة‬‫الدولة‬
،‫المصرية‬‫مجلس‬،‫النواب‬‫مجموعة‬‫محاضر‬‫النعقا د‬،‫الثالث‬‫م‬3،‫محاضر‬
‫الجلسات‬56-74،)7‫مايو‬(‫)أيار‬1933-27‫يونيو‬(‫)حزيران‬1933‫تجلسة‬ (‫يوم‬
14‫يونيو‬1933،‫المطبعة‬،‫الميرية‬1933،‫ص‬1736-1737.
67
)(،‫هيكل‬،‫مذكرات‬‫ج‬1،‫ص‬272-273،‫هيكل‬ .‫ د‬ .‫"العتداء‬‫المنظم‬‫على‬
،‫السلم‬‫وواتجب‬‫الحكومة‬‫في‬‫المبا درة‬‫إلى‬،"‫قمعه‬،‫السياسة‬‫ع‬2316،14
‫إبريل‬(‫)نيسان‬1930،‫ص‬3،‫هيكل‬ .‫ د‬ .‫"أيها‬،‫المبشرون‬‫أرض‬‫ا‬،‫واسعة‬
‫فإليكم‬‫عن‬‫بل د‬،‫المسلمين‬،"‫"السياسة‬،‫القاهرة‬‫ع‬4162،31‫ ديسمبر‬1936.
‫ص‬1-2.
68
)(‫محب‬‫الدين‬،‫الخطيب‬‫"هل‬‫كان‬‫المعز‬‫لدين‬‫ا‬‫فاتحا‬،‫أتجنبيا‬
،"‫"السياسة‬،(‫)القاهرة‬‫ع‬4125،6‫أكتوبر‬‫)تشرين‬،(‫أول‬1936،‫ص‬1‫الشيخ‬ .
‫محمو د‬‫شلتوت‬‫"السراء‬‫تثبيت‬،"‫وتكريم‬،‫السياسة‬،‫القاهرة‬‫ع‬4126،7‫أكتوبر‬
‫)تشرين‬(‫أول‬1936،‫ص‬1‫عبدالمنعم‬ .‫حسين‬‫علي‬‫"الصلح‬‫الديني‬‫وحاتجة‬
‫المة‬،"‫إليه‬‫السياسة‬،‫القاهرة‬‫ع‬4133،16‫أكتوبر‬‫)تشرين‬(‫أول‬1936،‫ص‬
1-2.
32
،‫الغرب‬‫وبفرص‬‫نجاح‬‫الثقافة‬‫الغربية‬‫في‬‫البيئة‬‫المصرية‬
‫والعربية‬
)69(
.
‫ويعد‬ -‫وطه‬ .‫ د‬‫حسين‬)1889-1973(‫م‬
)70(
،‫من‬‫أبرز‬‫ دعاة‬‫الليبرالية‬
‫والتحديث‬‫في‬‫هذه‬،‫المرحلة‬‫فبعد‬‫أن‬‫ درس‬‫في‬‫الزهر‬)1902-
1908،(‫م‬‫غا دره‬‫إلى‬‫الجامعة‬،‫المصرية‬‫فغا در‬‫بذلك‬‫ثقافة‬‫الزهر‬
‫ليتجه‬‫في‬‫وطريق‬‫الثقافة‬‫الغربية‬‫المسيطرة‬‫في‬‫الجامعة‬،‫المصرية‬
‫ولما‬‫انتقل‬‫للدراسة‬‫في‬‫باريس‬‫مق‬ّ  ‫تع‬‫التوتجه‬‫نحو‬‫الغرب‬‫الثقافي‬
‫في‬‫وتجدان‬‫وطه‬‫حسين‬.‫وعقله‬
69
)(‫محمد‬‫حسين‬،‫هيكل‬‫حياة‬،‫محمد‬‫مكتبة‬‫النهضة‬‫المصرية‬،(‫)القاهرة‬‫ط‬
8،1963،،(‫)المقدمة‬‫ص‬2-3.
70
)(‫ولد‬‫في‬‫العام‬1889‫في‬‫قرية‬‫مغاغة‬‫بمحافظة‬،‫المنيا‬‫كف‬ُ‫بصره‬‫في‬
‫السا دسة‬‫من‬،‫عمره‬‫ درس‬‫في‬،‫الزهر‬‫ثم‬‫التحق‬‫عام‬1908‫بالجامعة‬
،‫المصرية‬‫وحصل‬‫على‬‫ درتجة‬‫الدكتوراه‬‫فيها‬‫عام‬1914،‫ثم‬‫أوفدته‬‫الجامعة‬
‫في‬‫بعثة‬‫إلى‬،‫فرنسا‬‫وحصل‬‫على‬‫ درتجة‬‫الدكتوراه‬‫في‬‫السوربون‬‫عام‬1918،
‫وعا د‬‫ليعمل‬‫أستاذا‬‫للتاريخ‬‫القديم‬‫بالجامعة‬‫وفي‬ .‫المصرية‬‫عام‬1928‫عين‬
‫عميدا‬‫لكلية‬،‫ال داب‬‫ولما‬‫أبعد‬‫عن‬‫الجامعة‬‫عام‬1932‫أوطلقت‬‫عليه‬‫الصحافة‬
‫"عميد‬‫ال دب‬،"‫العربي‬‫ثم‬‫عا د‬‫إلى‬‫الجامعة‬‫بعد‬،‫عامين‬‫وتولى‬‫عما دة‬‫كلية‬
‫ال داب‬1936-1939‫ثم‬ .‫نقل‬‫إلى‬‫وزارة‬‫المعارف‬‫عام‬1939،‫وفي‬‫العام‬
1942‫أنتدب‬‫مديرا‬‫لجامعة‬‫السكندرية‬‫عند‬،‫تأسيسها‬‫وفي‬‫العام‬1950‫عين‬
‫وزيرا‬،‫للمعارف‬‫وفي‬28‫أكتوبر‬‫)تشرين‬(‫أول‬1973‫توفي‬‫في‬‫وطه‬ .‫القاهرة‬
‫حسين‬‫ببلوغرافيا‬1889-1973،،"‫"القاهرة‬،‫القاهرة‬‫ع‬132‫نوفمبر‬‫)تشرين‬
(‫ثاني‬1993،‫ص‬120-122.
33
‫أبدى‬‫اهتماما‬‫بالفكر‬‫التجتماعي‬‫منذ‬‫أن‬‫أعد‬‫أطروحته‬‫لنيل‬‫درتجة‬
‫الدكتوراه‬‫في‬‫تجامعة‬‫السوربون‬‫عام‬1918،‫م‬‫بعنوان‬‫"فلسفة‬‫ابن‬
‫خلدون‬‫بإشراف‬ "‫التجتماعية‬‫عالم‬‫التجتماع‬‫اليهودي‬‫إميل‬‫دور‬
‫كهايم‬
)71(
)1858-1917،(‫م‬‫كما‬‫أبدى‬‫اهتماما‬‫بالفلسفة‬،‫اليونانية‬
‫والفلسفة‬‫والفكر‬‫الوروبيين‬‫وارتبط‬ .‫الحديثين‬‫بصداقة‬‫فكرية‬
‫وسياسية‬‫حميمة‬‫مع‬‫أحمد‬‫لطفي‬،‫السيد‬‫كما‬‫ارتبط‬‫بحزب‬‫الحرار‬
،‫الدستوريين‬‫ثم‬‫تحول‬‫في‬‫مطلع‬‫الثلثينيات‬‫نحو‬‫الوفد‬
)72(
.
‫خر‬ّ‫ر‬ ‫س‬‫طه‬‫حسين‬‫كل‬‫تجهوده‬‫الفكرية‬‫والدبية‬‫والكاديمية‬
،‫والسياسية‬‫لخدمة‬‫الفكر‬‫الليبرالي‬‫الغربي‬‫الذي‬‫آمن‬،‫به‬‫ووقف‬
‫حياته‬‫للدعوة‬‫للمفاهيم‬‫والقيم‬،‫الليبرالية‬‫وانخرط‬‫ل‬ً ‫ف‬ ‫طوي‬‫في‬
‫معركة‬‫"القديم‬"‫والجديد‬
)73(
.
‫وكثيرا‬‫ما‬‫لجأ‬‫إلى‬‫الستفزاز‬،‫والثارة‬‫عندما‬‫كان‬‫يعمد‬‫إلى‬‫مصادمة‬
‫الناس‬‫في‬‫معتقداتهم‬،‫الدينية‬‫كما‬‫فعل‬‫في‬‫كتابه‬‫"في‬‫الشعر‬
،"‫الجاهلي‬‫وظلت‬‫تطارده‬‫تهمة‬‫تقديم‬‫"دراسات‬‫لطلبته‬ "‫إلحادية‬
71
)(‫حول‬‫شخصيته‬‫وحياته‬‫ونتاتجه‬،‫الفكري‬‫يمكن‬‫مراتجعة؛‬،‫الحاج‬
‫الموسوعة‬‫الميسرة‬‫في‬‫الفكر‬‫الفلسفي‬،‫والتجتماعي‬‫ص‬226-229.
72
)(،‫م.ن‬120-122.
73
)(‫طه‬،‫حسين‬‫حديث‬،‫الربعاء‬‫دار‬،‫المعارف‬،‫القاهرة‬‫ط‬10،،‫د.ت‬‫)ثلثة‬
‫ج‬ (‫أتجزاء‬3،‫ص‬375‫عبر‬ .‫طه‬‫حسين‬‫عن‬‫موقفه‬‫من‬‫هذه‬‫المسألة‬‫في‬‫عدة‬
‫مقالت‬‫تجمعت‬‫في‬‫"حديث‬،"‫الربعاء‬‫أما‬‫خصمه‬‫في‬‫هذه‬‫المعركة‬‫فقد‬‫كان‬
‫مصطفى‬‫صادق‬،‫الرافعي‬‫انظر‬‫مصطفى‬‫صادق‬،‫الرافعي‬‫تحت‬‫راية‬،‫القرآن‬
‫المعركة‬‫بين‬‫القديم‬،‫والجديد‬‫دار‬‫الكتاب‬،‫العربي‬،‫بيروت‬‫ط‬8،1983.
34
‫في‬،‫الجامعة‬‫وتسببت‬‫في‬‫إخراتجه‬‫من‬‫الجامعة‬‫عام‬1931‫م‬
)74(
،
‫لكنه‬‫ساهم‬‫في‬‫الحملة‬‫على‬‫النشاط‬‫التبشيري‬‫في‬‫مصر‬
)75(
.
‫وأصدر‬‫في‬‫ديسمبر‬1033‫م‬‫كتابه‬‫على‬‫"هامش‬،"‫السيرة‬‫وقد‬‫أتى‬
‫متزامنا‬‫مع‬‫دراسات‬‫هيكل‬‫في‬.‫السيرة‬
‫لكن‬‫طه‬‫حسين‬‫لم‬‫يظهر‬‫شيئا‬‫من‬‫المراتجعة‬‫الفكرية‬،‫كهيكل‬
‫ويصرح‬‫بأن‬‫هذه‬‫الدراسة‬‫تأتي‬‫في‬‫إطار‬‫تقديم‬‫الدراسات‬‫الدبية‬
،‫الترفيهية‬‫التي‬‫رب‬ّ‫ر‬ ‫تق‬‫صورة‬‫الدب‬‫العربي‬‫القديم‬،‫للشباب‬‫وتقدم‬
‫ترفيها‬‫للنفوس‬‫المتعبة؛‬:‫فيقول‬
‫"وأحب‬‫أن‬‫يعلم‬‫هؤلء‬‫أن‬‫العقل‬‫ليس‬‫كل‬،‫شيء‬‫وأن‬‫للناس‬
‫ملكات‬‫أخرى‬‫ليست‬‫أقل‬‫حاتجة‬‫إلى‬‫الغذاء‬‫والرضا‬‫من‬،‫العقل‬‫وأن‬
‫هذه‬‫الخبار‬‫والحاديث‬‫إذا‬‫لم‬‫يطمئن‬‫إليها‬،‫العقل‬‫ولم‬‫يرضها‬
74
)(‫عبدالعزيز‬،‫شرف‬‫طه‬‫حسين‬‫وزوال‬‫المجتمع‬،‫التقليدي‬‫ص‬169-170.
‫أنور‬،‫الجندي‬‫الصحافة‬‫في‬ .‫والسياسة‬‫مصر‬‫منذ‬‫نشأتها‬‫إلى‬‫الحرب‬‫العالمية‬
،‫الثانية‬‫مطبعة‬،‫الرسالة‬،‫القاهرة‬،‫د.ت‬‫ص‬402-403.
75
)(‫يمكن‬‫تكوين‬‫فكرة‬‫أوضح‬‫حول‬‫موقفه‬‫من‬‫التبشير‬‫بمراتجعة‬‫أهم‬
‫مقالته‬‫في‬‫هذه‬،‫المسألة‬‫نشر‬ُ‫ش‬ "‫"عوتجاء‬ :‫وهي‬‫بتاريخ‬8/8/1933،‫انظره‬،‫في‬
‫د.طه‬،‫حسين‬،‫تجديد‬‫تحقيق‬‫وتقديم‬‫محمد‬‫سيد‬،‫كيلني‬‫دار‬،‫الفرحاني‬
‫القاهرة‬1984،‫ص‬26-31‫نشر‬ "‫"نجدة‬ .‫بتاريخ‬29/8/1933،‫انظره‬،‫في‬‫طه‬
،‫حسين‬،‫تجديد‬‫ص‬132-137‫نشر‬ "‫"نداء‬ .‫بتاريخ‬21/9/1933،‫انظره‬،‫في‬
‫طه‬،‫حسين‬،‫تجديد‬‫ص‬253-258‫وهي‬ .‫من‬‫ألفها‬‫إلى‬‫يائها‬‫تندرج‬‫في‬‫سياق‬
‫الحملة‬‫على‬‫وزارة‬‫إسماعيل‬،‫صدقي‬‫وتقصد‬،‫إحراتجها‬‫وإظهارها‬‫في‬‫ثوب‬
‫الحامي‬‫للتبشير‬‫أو‬‫العاتجز‬‫عن‬.‫مقاومته‬
35
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟
كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟

More Related Content

Viewers also liked

Djeca opkoljenog sarajeva nekad i sad
Djeca opkoljenog sarajeva nekad i sadDjeca opkoljenog sarajeva nekad i sad
Djeca opkoljenog sarajeva nekad i sadseanaseana
 
Live fornowppt2 2
Live fornowppt2 2Live fornowppt2 2
Live fornowppt2 2ncabrera91
 
Meti makalah
Meti makalahMeti makalah
Meti makalahAcoed
 
Understanding Public Sentiment: Conducting a Related-Tags Content Network E...
Understanding Public Sentiment: Conducting a Related-Tags Content Network E...Understanding Public Sentiment: Conducting a Related-Tags Content Network E...
Understanding Public Sentiment: Conducting a Related-Tags Content Network E...
learjk
 
Panopto – Field Portable Content Capture
Panopto – Field Portable Content CapturePanopto – Field Portable Content Capture
Panopto – Field Portable Content Capture
learjk
 
Schrijfvaardigheid recensie gouden ei
Schrijfvaardigheid recensie gouden eiSchrijfvaardigheid recensie gouden ei
Schrijfvaardigheid recensie gouden eidirklenart
 
Football from birth to today
Football from birth to todayFootball from birth to today
Football from birth to todayHu Go
 
ломоносов филологическое наследие нуриев 5 кп
ломоносов филологическое наследие нуриев 5 кпломоносов филологическое наследие нуриев 5 кп
ломоносов филологическое наследие нуриев 5 кпJopo4ka
 
新手主辩常犯错误
新手主辩常犯错误新手主辩常犯错误
新手主辩常犯错误
Malcolm Kee
 
How i built up my magazine front cover
How i built up my magazine front coverHow i built up my magazine front cover
How i built up my magazine front coverNancy Halladay
 
Question 1
Question 1Question 1
Question 1
Chloe Hardwick
 
Pigs will Save Us from the Zombies: Achieving Data Literacy using Pop Culture
Pigs will Save Us from the Zombies: Achieving Data Literacy using Pop CulturePigs will Save Us from the Zombies: Achieving Data Literacy using Pop Culture
Pigs will Save Us from the Zombies: Achieving Data Literacy using Pop Culture
learjk
 
Harjutus06
Harjutus06Harjutus06
Harjutus06
Maks Eelrand
 
Sample lesson plan
Sample lesson planSample lesson plan
Sample lesson plangleillah
 
E education second pitch
E education second pitchE education second pitch
E education second pitche-Education
 

Viewers also liked (20)

Djeca opkoljenog sarajeva nekad i sad
Djeca opkoljenog sarajeva nekad i sadDjeca opkoljenog sarajeva nekad i sad
Djeca opkoljenog sarajeva nekad i sad
 
Live fornowppt2 2
Live fornowppt2 2Live fornowppt2 2
Live fornowppt2 2
 
Meti makalah
Meti makalahMeti makalah
Meti makalah
 
Understanding Public Sentiment: Conducting a Related-Tags Content Network E...
Understanding Public Sentiment: Conducting a Related-Tags Content Network E...Understanding Public Sentiment: Conducting a Related-Tags Content Network E...
Understanding Public Sentiment: Conducting a Related-Tags Content Network E...
 
Panopto – Field Portable Content Capture
Panopto – Field Portable Content CapturePanopto – Field Portable Content Capture
Panopto – Field Portable Content Capture
 
Schrijfvaardigheid recensie gouden ei
Schrijfvaardigheid recensie gouden eiSchrijfvaardigheid recensie gouden ei
Schrijfvaardigheid recensie gouden ei
 
Uranus
UranusUranus
Uranus
 
Football from birth to today
Football from birth to todayFootball from birth to today
Football from birth to today
 
ломоносов филологическое наследие нуриев 5 кп
ломоносов филологическое наследие нуриев 5 кпломоносов филологическое наследие нуриев 5 кп
ломоносов филологическое наследие нуриев 5 кп
 
新手主辩常犯错误
新手主辩常犯错误新手主辩常犯错误
新手主辩常犯错误
 
How i built up my magazine front cover
How i built up my magazine front coverHow i built up my magazine front cover
How i built up my magazine front cover
 
Question 1
Question 1Question 1
Question 1
 
Pigs will Save Us from the Zombies: Achieving Data Literacy using Pop Culture
Pigs will Save Us from the Zombies: Achieving Data Literacy using Pop CulturePigs will Save Us from the Zombies: Achieving Data Literacy using Pop Culture
Pigs will Save Us from the Zombies: Achieving Data Literacy using Pop Culture
 
Harjutus06
Harjutus06Harjutus06
Harjutus06
 
Facilities management
Facilities managementFacilities management
Facilities management
 
Presentation2
Presentation2Presentation2
Presentation2
 
Nama murid
Nama muridNama murid
Nama murid
 
Sample lesson plan
Sample lesson planSample lesson plan
Sample lesson plan
 
E education second pitch
E education second pitchE education second pitch
E education second pitch
 
ssssss
ssssssssssss
ssssss
 

Similar to كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟

السيرة النبوية و هجمة الطابور الخامس
السيرة النبوية و هجمة الطابور الخامسالسيرة النبوية و هجمة الطابور الخامس
السيرة النبوية و هجمة الطابور الخامسHamid Benkhibech
 
خالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسر
خالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسرخالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسر
خالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسر
Baker AbuBaker
 
Gender Studies Presentation
Gender Studies PresentationGender Studies Presentation
Gender Studies Presentation
Saleh Masharqa
 
-بكر أبوبكر في ندوة أريحا 2014 وعاء الوسطية والتيارات الماضوية
  -بكر أبوبكر في ندوة أريحا  2014 وعاء الوسطية والتيارات الماضوية   -بكر أبوبكر في ندوة أريحا  2014 وعاء الوسطية والتيارات الماضوية
-بكر أبوبكر في ندوة أريحا 2014 وعاء الوسطية والتيارات الماضوية
Baker AbuBaker
 
مفهوم الدولة المدنية Benamor.begacem
مفهوم الدولة المدنية Benamor.begacemمفهوم الدولة المدنية Benamor.begacem
مفهوم الدولة المدنية Benamor.begacem
benamor belgacem
 
تربية وطنية اول ثانوى ترم ثانى
تربية وطنية اول ثانوى ترم ثانىتربية وطنية اول ثانوى ترم ثانى
تربية وطنية اول ثانوى ترم ثانى
Mohyie Din
 
Random 140411082938-phpapp02
Random 140411082938-phpapp02Random 140411082938-phpapp02
Random 140411082938-phpapp02Drzainab Mohammed
 
العلماء المسلمون
العلماء المسلمونالعلماء المسلمون
العلماء المسلمون
Nun_Suliman
 
Tabayun05 2013 walid nwihadh
Tabayun05 2013 walid nwihadhTabayun05 2013 walid nwihadh
Tabayun05 2013 walid nwihadh
حسن قروق
 
عرض الرسالة
عرض الرسالةعرض الرسالة
عرض الرسالةSH Fay
 

Similar to كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟ (10)

السيرة النبوية و هجمة الطابور الخامس
السيرة النبوية و هجمة الطابور الخامسالسيرة النبوية و هجمة الطابور الخامس
السيرة النبوية و هجمة الطابور الخامس
 
خالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسر
خالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسرخالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسر
خالد الحسن1-2017-فتح-ملف-حركي-نعبر-الجسر
 
Gender Studies Presentation
Gender Studies PresentationGender Studies Presentation
Gender Studies Presentation
 
-بكر أبوبكر في ندوة أريحا 2014 وعاء الوسطية والتيارات الماضوية
  -بكر أبوبكر في ندوة أريحا  2014 وعاء الوسطية والتيارات الماضوية   -بكر أبوبكر في ندوة أريحا  2014 وعاء الوسطية والتيارات الماضوية
-بكر أبوبكر في ندوة أريحا 2014 وعاء الوسطية والتيارات الماضوية
 
مفهوم الدولة المدنية Benamor.begacem
مفهوم الدولة المدنية Benamor.begacemمفهوم الدولة المدنية Benamor.begacem
مفهوم الدولة المدنية Benamor.begacem
 
تربية وطنية اول ثانوى ترم ثانى
تربية وطنية اول ثانوى ترم ثانىتربية وطنية اول ثانوى ترم ثانى
تربية وطنية اول ثانوى ترم ثانى
 
Random 140411082938-phpapp02
Random 140411082938-phpapp02Random 140411082938-phpapp02
Random 140411082938-phpapp02
 
العلماء المسلمون
العلماء المسلمونالعلماء المسلمون
العلماء المسلمون
 
Tabayun05 2013 walid nwihadh
Tabayun05 2013 walid nwihadhTabayun05 2013 walid nwihadh
Tabayun05 2013 walid nwihadh
 
عرض الرسالة
عرض الرسالةعرض الرسالة
عرض الرسالة
 

More from ابراهيم ممدوح محمد م القماش

الهيكل العظمى
الهيكل العظمىالهيكل العظمى
كيف نجحث نستلة فى تسويق شيكولاتة الكيت كات فى اليابان ؟
كيف نجحث نستلة فى تسويق  شيكولاتة الكيت كات فى اليابان ؟كيف نجحث نستلة فى تسويق  شيكولاتة الكيت كات فى اليابان ؟
كيف نجحث نستلة فى تسويق شيكولاتة الكيت كات فى اليابان ؟
ابراهيم ممدوح محمد م القماش
 
How to deal with hard times
How to deal with hard timesHow to deal with hard times
مواقع الكسب (1)
مواقع الكسب (1)مواقع الكسب (1)
مهارات العرض والتقديم
مهارات العرض والتقديممهارات العرض والتقديم
مهارات العرض والتقديم
ابراهيم ممدوح محمد م القماش
 
مهارات القيادة
مهارات القيادةمهارات القيادة
Israel arabic
Israel arabicIsrael arabic
25قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة 2
25قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة 225قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة 2
25قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة 2
ابراهيم ممدوح محمد م القماش
 
التسويق الإلكترونى
التسويق الإلكترونىالتسويق الإلكترونى
التسويق الإلكترونى
ابراهيم ممدوح محمد م القماش
 
مهارات القيادة
مهارات القيادةمهارات القيادة
تاريخ علم البرمجة اللغوية العصبية
تاريخ علم البرمجة اللغوية العصبيةتاريخ علم البرمجة اللغوية العصبية
تاريخ علم البرمجة اللغوية العصبية
ابراهيم ممدوح محمد م القماش
 
التسويق السياسي
التسويق السياسيالتسويق السياسي
بحــث فـي إدارة الأعمال
بحــث فـي إدارة الأعمالبحــث فـي إدارة الأعمال
بحــث فـي إدارة الأعمال
ابراهيم ممدوح محمد م القماش
 

More from ابراهيم ممدوح محمد م القماش (20)

الهيكل العظمى
الهيكل العظمىالهيكل العظمى
الهيكل العظمى
 
كيف نجحث نستلة فى تسويق شيكولاتة الكيت كات فى اليابان ؟
كيف نجحث نستلة فى تسويق  شيكولاتة الكيت كات فى اليابان ؟كيف نجحث نستلة فى تسويق  شيكولاتة الكيت كات فى اليابان ؟
كيف نجحث نستلة فى تسويق شيكولاتة الكيت كات فى اليابان ؟
 
How to deal with hard times
How to deal with hard timesHow to deal with hard times
How to deal with hard times
 
5 rules for game of life
5 rules for game of life5 rules for game of life
5 rules for game of life
 
مواقع الكسب (1)
مواقع الكسب (1)مواقع الكسب (1)
مواقع الكسب (1)
 
مهارات العرض والتقديم
مهارات العرض والتقديممهارات العرض والتقديم
مهارات العرض والتقديم
 
Business plan
Business planBusiness plan
Business plan
 
علماء 1
علماء 1علماء 1
علماء 1
 
مهارات القيادة
مهارات القيادةمهارات القيادة
مهارات القيادة
 
Israel arabic
Israel arabicIsrael arabic
Israel arabic
 
25قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة 2
25قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة 225قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة 2
25قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة 2
 
التسويق الإلكترونى
التسويق الإلكترونىالتسويق الإلكترونى
التسويق الإلكترونى
 
التسويق المعمر
التسويق المعمرالتسويق المعمر
التسويق المعمر
 
مهارات الإقناع
مهارات الإقناعمهارات الإقناع
مهارات الإقناع
 
مهارات القيادة
مهارات القيادةمهارات القيادة
مهارات القيادة
 
تاريخ علم البرمجة اللغوية العصبية
تاريخ علم البرمجة اللغوية العصبيةتاريخ علم البرمجة اللغوية العصبية
تاريخ علم البرمجة اللغوية العصبية
 
التسويق السياسي
التسويق السياسيالتسويق السياسي
التسويق السياسي
 
بحث فى التسويق الزراعى
بحث فى التسويق الزراعىبحث فى التسويق الزراعى
بحث فى التسويق الزراعى
 
بحث عن تسويق الجمعيات الخيرية
بحث عن تسويق الجمعيات الخيريةبحث عن تسويق الجمعيات الخيرية
بحث عن تسويق الجمعيات الخيرية
 
بحــث فـي إدارة الأعمال
بحــث فـي إدارة الأعمالبحــث فـي إدارة الأعمال
بحــث فـي إدارة الأعمال
 

Recently uploaded

ورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptx
ورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptxورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptx
ورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptx
akrimo1978
 
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptxمفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
movies4u7
 
تدريب ف دوره على برنامج 3 1 d max
تدريب  ف  دوره  على   برنامج  3 1 d  maxتدريب  ف  دوره  على   برنامج  3 1 d  max
تدريب ف دوره على برنامج 3 1 d max
maymohamed29
 
تعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdf
تعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdfتعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdf
تعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdf
elmadrasah8
 
تدريب ف دوره على برنامج 3 2 d max
تدريب  ف  دوره  على  برنامج  3  2  d  maxتدريب  ف  دوره  على  برنامج  3  2  d  max
تدريب ف دوره على برنامج 3 2 d max
maymohamed29
 
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجةمقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
elmadrasah
 
687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx
687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx
687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx
ninapro343
 
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
Gamal Mansour
 
DOC-20240602-W ggdcvgccccbbA0000..pdf
DOC-20240602-W     ggdcvgccccbbA0000..pdfDOC-20240602-W     ggdcvgccccbbA0000..pdf
DOC-20240602-W ggdcvgccccbbA0000..pdf
Gamal Mansour
 

Recently uploaded (9)

ورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptx
ورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptxورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptx
ورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptx
 
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptxمفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
 
تدريب ف دوره على برنامج 3 1 d max
تدريب  ف  دوره  على   برنامج  3 1 d  maxتدريب  ف  دوره  على   برنامج  3 1 d  max
تدريب ف دوره على برنامج 3 1 d max
 
تعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdf
تعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdfتعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdf
تعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdf
 
تدريب ف دوره على برنامج 3 2 d max
تدريب  ف  دوره  على  برنامج  3  2  d  maxتدريب  ف  دوره  على  برنامج  3  2  d  max
تدريب ف دوره على برنامج 3 2 d max
 
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجةمقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
 
687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx
687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx
687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx
 
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
 
DOC-20240602-W ggdcvgccccbbA0000..pdf
DOC-20240602-W     ggdcvgccccbbA0000..pdfDOC-20240602-W     ggdcvgccccbbA0000..pdf
DOC-20240602-W ggdcvgccccbbA0000..pdf
 

كيف تسللت الليبرالية إلى العالم الإسلامي ؟

  • 2. ‫بسم‬‫ا‬‫الرحمن‬‫الرحيم‬ ‫هذا‬‫ث‬ٌ ‫بح‬‫موتجز‬‫ميسر‬ُ‫يبين‬‫للقارئ‬‫بداية‬‫تسلل‬‫الفكر‬‫الليبرالي‬ ‫العلماني‬‫إلى‬‫البل د‬‫السلمية‬،‫ويكشف‬‫أبرز‬‫الشخصيات‬‫التي‬ ‫اعتنقته‬،‫وساهمت‬‫في‬‫نشره‬،‫وهو‬‫يقتصر‬‫على‬‫البل د‬‫المصرية‬ ‫بسبب‬‫أنها‬‫البوابة‬‫التي‬‫تنتقل‬‫منها‬‫الفكار‬‫والتجارب‬‫الغربية‬‫إلى‬‫بقية‬ ‫ دول‬‫العالم‬‫السلمي‬‫؛‬‫كما‬‫في‬‫التمثيل‬،‫والمسرح‬،‫والصحافة‬.. ‫الخ‬‫وهذا‬ .‫المبحث‬‫منقول‬‫بتصرف‬‫يسير‬‫من‬‫كتاب‬‫الدكتور‬‫بسام‬ ‫البطوش‬‫الفكر‬ "‫التجتماعي‬‫في‬‫مصر‬‫ص‬ ) "93-184‫؛‬ (‫أنقله‬ ‫هنا‬‫ليعرف‬‫من‬‫خلله‬‫القارئ‬‫كيفية‬‫التسلل‬‫الليبرالي‬،‫وسيكتشف‬ ‫عند‬‫قراءته‬‫أن‬‫الساليب‬‫التي‬‫استخدمها‬‫أتباع‬‫الغرب‬‫من‬‫الليبراليين‬ ‫المصريين‬‫هي‬‫نفسها‬‫ما‬‫يستخدمه‬‫الن‬‫أشباههم‬‫في‬‫بل د‬‫أخرى‬‫؛‬ ‫ومنها‬‫المملكة‬ "‫العربية‬‫السعو دية‬‫حرسها‬ "‫ا‬،‫وأ دام‬‫عليها‬‫نعمة‬ ‫اليمان‬‫والمن‬،‫وا‬‫الها دي‬. 2
  • 3. ‫كيف‬‫تسللت‬‫الليبرالية‬‫إلى‬‫العالم‬‫السلمي‬‫؟‬ 1-‫مفهوم‬:‫الليبرالية‬ ‫مصطلح‬‫الليبرالية‬‫مذهب‬‫ينا دي‬‫بالحرية‬،‫الكاملة‬‫وفي‬‫ميا دين‬‫الحياة‬ ،‫المختلفة‬‫لتقيدها‬‫أحكام‬‫الدين‬‫والليبرالية‬ .‫كغيرها‬‫من‬‫المذاهب‬ ‫السياسية‬‫والتجتماعية‬‫د‬ّ ‫تع‬‫نمطا‬‫فكريا‬،‫عاما‬‫ومنظومة‬‫متشابكة‬ ‫من‬‫المعتقدات‬،‫والقيم‬‫تشكلت‬‫عبر‬‫قرون‬،‫عدة‬‫منذ‬‫القرن‬‫السابع‬ ‫عشر‬ )1( . ‫وقد‬‫ساهم‬‫عد د‬‫كبير‬‫من‬‫المفكرين‬‫في‬‫صياغة‬‫الفلسفة‬‫الليبرالية‬ ‫كان‬‫من‬،‫أبرزهم‬‫تجون‬‫لوك‬)1632-1704،(‫م‬‫وآ دم‬‫سميث‬) 1723-1790‫وتجيرمي‬ (‫م‬‫بنثام‬)1748-1832،(‫م‬‫وتجون‬‫ستيوارت‬ ‫مل‬)1806-1873،(‫م‬‫وتجان‬‫فرانسوا‬‫فولتير‬)1694-1778،(‫م‬ ‫وتجان‬‫تجاك‬‫روسو‬)1712-1778‫وأليكسيس‬ (‫م‬‫ دي‬‫توكفيل‬) 1805-1859.‫وغيرهم‬ (‫م‬ ‫وفكرة‬‫الليبرالية‬‫الساسية‬‫في‬‫القتصا د‬‫هي‬‫الحرية‬،‫القتصا دية‬ ‫بمعنى‬‫عدم‬‫تدخل‬‫الدولة‬‫في‬‫النشاط‬،‫القتصا دي‬‫أو‬‫أن‬‫يكون‬ 1 )1(‫محمد‬،‫ربيع‬‫الفكر‬‫السياسي‬،‫الغربي‬‫فلسفاته‬‫ومناهجه‬‫من‬‫أفلوطون‬ ‫إلى‬،‫ماركس‬‫تجامعة‬،‫الكويت‬1994،‫ص‬399-400. ‫رتجاء‬،‫بهلول‬‫المرأة‬‫وأسس‬‫الديمقراوطية‬‫في‬‫الفكر‬‫النسوي‬،‫الليبرالي‬– ‫المؤسسة‬‫الفلسطينية‬‫لدراسة‬،‫الديمقراوطية‬‫رام‬،‫ا‬‫ط‬1،1998،‫ص‬23-24. 3
  • 4. ‫ل‬ً ‫م‬ ‫تدخ‬‫محدو دا‬‫وعلى‬‫أضيق‬،‫نطاق‬‫فواتجبات‬‫الدولة‬،‫محدو دة‬‫يجب‬ ‫أن‬‫ل‬‫تتجاوزها‬ )2( . ‫والطبيعة‬–‫كما‬‫يقولون‬‫تحترم‬ -،‫الحرية‬‫فمن‬‫الطبيعي‬‫أن‬‫يتمتع‬ ‫النسان‬‫بحريته‬‫الكاملة‬‫في‬‫النشاط‬،‫القتصا دي‬‫وفقا‬‫لما‬‫سمي‬ُ ‫"المذهب‬‫الطبيعي"؛‬‫فسعا دة‬‫البشر‬‫وفق‬‫هذا‬‫المذهب‬‫تتحقق‬‫من‬ ‫خلل‬‫سعي‬‫كل‬‫فر د‬‫لتحقيق‬‫مصلحته‬‫وتم‬ .‫الذاتية‬‫التعبير‬‫عن‬‫هذا‬ ‫المضمون‬‫بشعار‬‫" دعه‬،‫يعمل‬‫ دعه‬‫وقد‬ "‫يمر‬‫نظر‬‫آ دم‬‫سميث‬ ‫بوضوح‬‫لهذه‬‫الفكرة‬‫في‬‫كتابه‬‫"ثروة‬‫الصا در‬ "‫المم‬)1776.(‫م‬ ‫كما‬‫تصدى‬‫ دافيد‬‫ريكار دو‬‫لشرحها‬‫في‬‫كتابه‬‫"القتصا د‬"‫السياسي‬ ‫الصا در‬)1817(‫م‬ )3( . 2 )(‫هذا‬‫بالنسبة‬‫لموقف‬‫الليبرالية‬‫الكلسيكية‬‫من‬‫ دور‬،‫الدولة‬‫لكن‬‫الليبرالية‬ ‫تعرضت‬‫لتغيرات‬‫هامة‬‫منذ‬‫منتصف‬‫القرن‬‫التاسع‬،‫عشر‬‫تحت‬‫ضغط‬‫الواقع‬ ‫ومرارة‬،‫التجارب‬‫وبسبب‬‫بروز‬‫الحركة‬،‫الشتراكية‬‫وضغط‬‫الحركات‬،‫العمالية‬ ‫والثورات‬‫التي‬‫شهدتها‬‫أوروبا‬1830‫و‬1848،‫فظهرت‬‫الليبرالية‬،‫الجديدة‬‫أو‬ ‫ليبرالية‬‫الرفاه‬‫أو‬‫المساواة‬‫التي‬‫سمحت‬‫بتدخل‬‫أكبر‬‫في‬‫الحياة‬،‫القتصا دية‬ ‫لضمان‬‫ درتجة‬‫معقولة‬‫من‬‫العدالة‬،‫بهلول‬ .‫التجتماعية‬‫المرأة‬‫وأسس‬ ،‫الديمقراوطية‬‫ص‬36‫مجموعة‬ .‫من‬،‫المختصين‬‫قاموس‬‫الفكر‬،‫السياسي‬ ‫ترتجمة‬‫أنطون‬ .‫ د‬،‫حمصي‬‫منشورات‬‫وزارة‬‫الثقافة‬‫في‬‫الجمهورية‬‫العربية‬ ،‫السورية‬،‫ دمشق‬1994،‫ج‬2،‫ص‬178،‫ربيع‬ .‫الفكر‬،‫السياسي‬‫ص‬402. 3 )(،‫ربيع‬‫الفكر‬،‫السياسي‬‫ص‬401‫حسين‬ .،‫معلوم‬‫الليبرالية‬‫في‬‫الفكر‬ ،‫العربي‬‫المجلس‬‫القومي‬‫للثقافة‬،‫العربية‬،‫الرباط‬‫ط‬1،1992،‫ص‬11.‫ د‬ . ‫إكرام‬‫بدر‬،‫الدين‬‫)مفهوم‬‫الديمقراوطية‬‫في؛‬ (‫الليبرالية‬‫التطور‬‫الديمقراوطي‬‫في‬ ،‫مصر‬‫قضايا‬،‫ومناقشات‬‫علي‬ .‫ د‬‫الدين‬‫هلل‬،(‫)محررا‬‫مكتبة‬‫نهضة‬،‫الشرق‬ 4
  • 5. ‫وتعو د‬‫تجذورالليبرالية‬–‫ضا‬ً ‫م‬ ‫أي‬‫إلى‬ -‫أفكار‬‫تجون‬،‫لوك‬‫الذي‬‫يؤكد‬ ‫على‬‫فكرة‬‫"القانون‬،"‫الطبيعي‬‫ووفقا‬‫لهذه‬‫الفكرة‬‫فإن‬‫للفرا د‬ ‫بحكم‬‫كونهم‬‫بشرا‬‫حقوقا‬‫وطبيعية‬‫غير‬‫قابلة‬‫للتصرف‬،‫فيها‬‫كحرية‬ ‫الفكر‬‫وحرية‬،‫التعبير‬،‫والتجتماع‬‫والملكية‬ )4( . ‫وقد‬‫شكلت‬‫هذه‬‫الفكرة‬‫إلهاما‬‫للثورات‬‫الكبرى‬‫في‬‫القرنين‬‫السابع‬ ‫عشر‬‫والثامن‬،‫عشر‬‫كالثورة‬‫النجليزية‬)1688،(‫م‬‫والمريكية‬) 1773،(‫م‬‫والفرنسية‬)1789،(‫م‬‫وما‬‫نتج‬‫عنها‬‫من‬‫نظم‬‫سياسية‬ ‫ليبرالية‬‫تبلورت‬‫معالمها‬‫في‬‫القرن‬‫التاسع‬‫عشر‬‫بوضوح‬‫أكبر‬ )5( . ‫وتعد‬‫أفكار‬‫المدرسة‬،‫النفعية‬‫وعلى‬‫وتجه‬‫الخصوص‬‫أفكار‬‫تجيرمي‬ ‫بنتام‬)1748-1832‫را‬ً ‫م‬ ‫مصد‬ (‫م‬‫سا‬ً ‫م‬ ‫رئي‬‫للفكر‬،‫الليبرالي‬‫وقد‬‫عبر‬‫عنها‬ ‫بوضوح‬‫في‬‫كتابه‬‫"نبذة‬‫عن‬‫الصا در‬ "‫الحكم‬)1776،(‫م‬‫والفكرة‬ ‫النفعية‬‫ترسي‬‫قواعد‬‫القانون‬‫والدولة‬‫والحرية‬‫على‬‫أساس‬‫نفعي؛‬ ‫فالحياة‬‫يسو دها‬‫هما‬ "‫"سيدان‬‫اللم‬‫واللذة؛‬‫فهما‬‫وحدهما‬‫اللذان‬ ‫يحد دان‬‫ما‬‫يتعين‬‫فعله‬‫أو‬‫عدم‬،‫فعله‬‫فليترك‬‫الفر د‬‫حرا‬‫في‬‫تقرير‬ ‫مصلحته‬‫بداع‬‫من‬،‫أنانيته‬‫وسعيا‬‫وراء‬،‫اللذة‬‫واتجتنابا‬.‫لللم‬ ،‫القاهرة‬1986،‫ص‬190. 4 )(‫بدر‬،‫الدين‬‫مفهوم‬‫الديمقراوطية‬،‫الليبرالية‬‫ص‬190-191‫سامي‬ .،‫خشبة‬ ‫مصطلحات‬،‫فكرية‬‫المكتبة‬،‫الكا ديمية‬،‫القاهرة‬‫ط‬1،1994،‫ص‬131. ‫مجموعة‬‫من‬،‫المختصين‬‫قاموس‬‫الفكر‬،‫السياسي‬‫ج‬2،‫ص‬176-177. 5 )(‫بدر‬،‫الدين‬‫مفهوم‬‫الديمقراوطية‬،‫الليبرالية‬‫ص‬191. 5
  • 6. ‫والمحصلة‬‫هي‬‫حياة‬‫اتجتماعية‬‫أكثر‬‫سعا دة‬ )6( ،‫وفقا‬‫لمبدأ‬‫"أعظم‬ ‫سعا دة‬‫لكبر‬،"‫عد د‬‫كمبدأ‬‫أخلقي‬‫تجديد‬‫للتمييز‬‫بين‬‫الخير‬‫والشر‬ )7( . ‫وتؤمن‬‫الليبرالية‬‫بجملة‬‫قيم‬،‫أسياسية‬‫تأتي‬‫في‬ "‫"الحرية‬،‫مقدمتها‬ ‫حتى‬‫أنها‬‫اكتسبت‬‫اسمها‬‫من‬‫هذه‬،‫القيمة‬‫وحتى‬‫أن‬‫البعض‬‫رأى‬ ‫"أن‬‫الموقف‬‫الليبرالي‬‫هو‬‫التعبير‬‫الطبيعي‬‫عن‬‫اليمان‬‫بالحرية‬ )8( ‫؛‬ ‫فالهدف‬‫الساس‬‫للمذهب‬‫الليبرالي‬‫هو‬‫ضمان‬‫الحرية‬‫أو‬،‫التحرر‬ ‫وغياب‬‫القيو د‬‫والموانع‬‫المعيقة‬‫لحركة‬‫النسان‬،‫ونشاوطه‬‫على‬ ‫أساس‬‫أنها‬‫تتعلق‬‫بممارسة‬‫النسان‬‫لحقوقه‬‫الطبيعية‬ )9( . ‫وآمن‬‫المذهب‬‫الليبرالي‬‫بقيمة‬‫هامة‬‫وأساسية‬‫بالنسبة‬‫لبنائه‬ ،‫الفكري‬‫وهي‬،‫الفر دية‬‫فالفر د‬–‫هو‬ -‫هنا‬،‫الساس‬‫وواتجب‬‫الدولة‬ ‫والمجتمع‬‫حماية‬،‫استقلله‬‫وتسهيل‬‫سعيه‬‫لتحقيق‬،‫ذاته‬‫وإتاحة‬ ‫المجال‬‫أمامه‬‫للختيار‬‫الحر‬ )10( . 6 )(،‫م.ن‬‫مفهوم‬‫الديمقراوطية‬،‫الليبرالية‬‫ص‬192. 7 )(،‫ربيع‬‫الفكر‬،‫السياسي‬‫ص‬401. 8 )(‫ثيو دور‬‫ما‬،‫يرغرين‬‫الليرالية‬‫واالموقف‬،‫الليبرالي‬‫تعريب‬‫تجورج‬‫زيناتي‬ ‫وفوزي‬،‫قبلوي‬‫المؤسسة‬‫الشرقية‬‫للترتجمة‬‫والنشر‬،(‫)القاهرة‬،‫ت‬ .‫ د‬‫ص‬36. 9 )(‫بدر‬،‫الدين‬‫مفهوم‬‫الديمقراوطية‬،‫الليبرالية‬‫ص‬197-198،‫خشبة‬ . ‫مصطلحات‬،‫فكرية‬‫ص‬131. 10 )(‫نخبة‬‫من‬‫الساتذة‬‫المصريين‬‫والعرب‬‫المختصين‬،(‫)إعدا د‬‫معجم‬‫العلوم‬ ،‫التجتماعية‬‫تصدير‬‫ومراتجعة‬‫إبراهيم‬ .‫ د‬،‫مدكور‬‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬،‫للكتاب‬ 1975،‫ص‬449‫بدر‬ .،‫الدين‬‫مفهوم‬‫الديمقراوطية‬،‫الليبرالية‬‫ص‬192. 6
  • 7. ‫وأعلت‬‫الليبرالية‬‫كثيرا‬‫من‬‫قيمة‬‫الملكية‬‫كأحد‬‫الحقوق‬‫الطبيعية‬ ،‫للفر د‬‫يتوتجب‬‫صونها‬‫من‬‫كل‬‫د‬ٍ ‫تع‬‫أو‬‫تجور‬ )11( ،‫وتحدثت‬‫الليبرالية‬‫عن‬ ‫المساواة‬‫بأشكالها‬‫السياسية‬‫والقانونية‬‫والقتصا دية‬،‫والتجتماعية‬ ‫وفي‬‫الحراك‬‫التجتماعي‬ )12( . ‫أما‬‫فيما‬‫يتعلق‬‫بالصلة‬‫بين‬‫الليبرالية‬،‫والديمقراوطية‬‫فإنه‬‫يمكن‬ ‫القول‬‫بأن‬‫الليبرالية‬‫تمثل‬‫الفلسفة‬‫التجتماعية‬‫أو‬‫منهج‬‫التفكير‬‫أو‬ ‫النسق‬‫الفكري‬.‫العام‬ ‫في‬‫حين‬‫أن‬‫الديمقراوطية‬‫أنسب‬‫ما‬‫تكون‬‫لوصف‬‫نظام‬‫الحكم‬‫أو‬ ‫وطريقة‬‫ممارسة‬‫السلطة‬‫وقد‬ .‫السياسية‬‫بدأت‬‫الليبرالية‬‫أرستقراوطية‬ ‫ثم‬‫أصبحت‬‫ذات‬‫صيغة‬‫شعبية‬‫بفعل‬‫كفاح‬‫الشعوب‬‫تعترف‬‫للجميع‬ ‫بالحقوق‬‫نفسها‬ )13( . 2-‫منافذ‬‫الفكر‬‫الليبرالي‬‫إلى‬:‫مصر‬ -‫الحملة‬ ‫أ‬‫الفرنسية‬‫على‬‫مصر‬1789-1801:‫م‬ ‫شكلت‬‫الحملة‬‫الفرنسية‬‫على‬‫مصر‬‫صدمة‬‫ثقافية‬‫وفكرية‬،‫لمصر‬ ‫وفتحت‬‫عيون‬‫المصريين‬‫على‬‫عالم‬،‫تجديد‬‫وساهمت‬‫في‬‫تعريفهم‬ ‫بالفارق‬‫الحضاري‬‫الذي‬‫يفصلهم‬‫عن‬.‫أوروبا‬ 11 )‫بدر‬ (،‫الدين‬‫مفهوم‬‫الديمقراوطية‬،‫الليبرالية‬‫ص‬193-194. 12 )(،‫م.ن‬‫ص‬196. 13 )(،‫بهلول‬‫المرأة‬‫وأسس‬،‫الديمقراوطية‬‫ص‬26‫تجون‬ .‫ستيورات‬،‫مل‬‫أسس‬ ‫الليبرالية‬،‫السياسية‬‫ترتجمة‬‫وتقديم‬‫وتعليق‬‫أ. د‬‫إمام‬‫عبد‬‫الفتاح‬،‫إمام‬‫أ. د‬‫ميشيل‬ ،‫متياس‬‫مكتبة‬،‫مدبولي‬،‫القاهرة‬1996،‫ص‬8. 7
  • 8. ‫فقد‬‫رافق‬‫نابليون‬‫في‬‫حملته‬‫هذه‬‫تجمع‬‫من‬‫العلماء‬‫في‬‫تخصصات‬ ‫كما‬ .‫مختلفة‬‫أ دخل‬‫معه‬‫مطبعتين‬‫إحداهما‬‫عربية‬‫والخرى‬،‫فرنسية‬ ‫وأنشأ‬،‫الدواوين‬‫وأنشأ‬‫مرصدا‬‫ومتحفا‬‫ومختبرا‬‫ومسرحا‬‫ومجمعا‬ ‫غير‬ .‫علميا‬‫أن‬‫قصر‬‫الفترة‬‫التي‬‫مكثها‬‫الفرنسيون‬‫في‬،‫مصر‬‫إضافة‬ ‫إلى‬‫عدم‬‫استقرار‬‫الوضاع‬‫لهم‬‫كما‬،‫يشتهون‬‫إلى‬‫تجانب‬‫عدم‬ ‫الندماج‬‫الفاعل‬‫بينهم‬‫وبين‬‫الشعب‬‫كل‬ .‫المصري‬‫ذلك‬‫قلل‬‫من‬ ‫حجم‬‫الستفا دة‬‫المصرية‬‫من‬‫ثمرات‬‫التقدم‬‫الوروبي‬‫التي‬‫تجلبتها‬ ‫الحملة‬‫معها‬ )14( . ‫وقد‬‫ دار‬‫تجدل‬‫واسع‬‫بين‬‫الباحثين‬‫حول‬‫تقويم‬‫أثر‬‫الحملة‬‫الفرنسية‬ ،‫التنويري‬‫ومحصلة‬‫هذا‬‫الجدل‬‫كانت‬‫حول‬‫حجم‬‫ومدى‬‫التحولت‬ ‫الناتجمة‬‫عن‬،‫الحملة‬‫ل‬‫حول‬‫وتجو دها‬‫من‬‫عدمه‬ )15( . 14 )(‫محافظة‬،‫التجاهات‬‫ص‬23-24. 15 )(‫ومن‬‫أبرز‬‫الباحثين‬‫الذين‬‫أعلوا‬‫من‬‫شأن‬‫التأثير‬‫الثقافي‬،‫للحملة‬‫كل‬،‫من‬ ‫رئيف‬،‫خوري‬‫الفكر‬‫العربي‬‫الحديث‬‫وأثر‬‫الثورة‬‫الفرنسية‬‫في‬‫توتجهه‬‫السياسي‬ ،‫والتجتماعي‬‫ دار‬،‫المكشوف‬،‫بيروت‬‫ط‬2،1973،‫ص‬85-86‫لويس‬ .،‫عوض‬ ‫الفكر‬‫المصري‬،‫الحديث‬‫من‬‫الحملة‬‫الفرنسية‬‫إلى‬‫عصر‬،‫إسماعيل‬‫مكتبة‬ ،‫مدبولي‬،‫القاهرة‬‫ط‬4،1987‫)تجزءان‬‫في‬‫مجلد‬‫ج‬ (‫واحد‬1،‫ص‬9-11‫غالي‬ . ،‫شكري‬‫النهضة‬‫والسقوط‬‫في‬‫الفكر‬‫المصري‬،‫الحديث‬‫الدار‬‫العربية‬،‫للكتاب‬ ‫وطبعة‬،‫تجديدة‬1983،‫ص‬133-134‫وهناك‬ .‫من‬‫يؤمن‬‫بمحدو دية‬‫تأثير‬‫الحملة‬ ‫في‬‫النهضة‬‫المصرين‬،‫الحديثة‬‫إسماعيل‬،‫مظهر‬‫"أسلوب‬‫الفكر‬،‫العلمي‬‫نشؤه‬ ‫وتطوره‬‫في‬‫مصر‬‫خلل‬‫نصف‬،"‫قرن‬‫المقتطف‬،(‫)القاهرة‬‫م‬68،‫تجـ‬2،1 ‫فبراير‬(‫)شباط‬1926،‫م‬،‫)ص.ص‬137-145‫ص‬ (139‫أحمد‬ .‫ د‬ .‫عبدالرحيم‬ ،‫مصطفى‬‫تطور‬‫الفكر‬‫السياسي‬‫في‬‫مصر‬،‫الحديثة‬‫ص‬14‫وهناك‬ .‫من‬‫يدافع‬ 8
  • 9. ‫وفي‬‫كل‬‫الحوال‬‫لبد‬‫من‬‫الحذر‬‫من‬‫النسياق‬‫خلف‬‫مقولت‬‫تخدم‬ ‫ال دعاءات‬‫حول‬‫ دور‬‫تنويري‬‫للحتلل‬.‫التجنبي‬ -‫الخبراء‬ ‫ب‬‫التجانب‬‫في‬،‫مصر‬‫والبعثات‬‫العلمية‬‫إلى‬ :‫أوروبا‬ ‫وتوثقت‬‫صلت‬‫مصر‬‫بأوروبا‬‫في‬‫عهد‬‫محمد‬،‫علي‬‫إذ‬‫اعتمد‬‫في‬ ‫تجربته‬‫الرائدة‬‫في‬‫بناء‬‫ دولة‬‫مصرية‬‫حديثة‬‫على‬‫عد د‬‫من‬‫الخبراء‬ ‫التجانب‬‫من‬‫اليطاليين‬.‫والفرنسيين‬ ‫كما‬‫اعتمد‬‫سياسة‬‫إرسال‬‫البعثات‬‫العلمية‬‫إلى‬،‫أوروبا‬‫فكانت‬‫هذه‬ ‫البعثات‬‫من‬‫العوامل‬‫الهامة‬‫في‬‫النفتاح‬‫على‬‫الغرب‬.‫وثقافته‬ ‫وقد‬‫بدأت‬‫حركة‬‫البتعاث‬‫عام‬1813،‫م‬‫بإرسال‬‫مجموعة‬‫من‬ ‫الطلبة‬‫المصريين‬‫إلى‬‫إيطاليا‬‫لدراسة‬‫الفنون‬‫العسكرية‬‫وبناء‬ ،‫السفن‬‫وتعلم‬،‫الهندسة‬‫ومنذ‬‫العام‬1826،‫م‬‫بدأت‬‫حركة‬‫البتعاث‬ ‫إلى‬،‫فرنسا‬‫وخلل‬‫الفترة‬1813-1847،‫م‬‫تم‬‫إيفا د‬339‫مبعوثا‬ ‫عن‬‫فكرة‬‫الستفاقة‬‫الذاتية‬‫ داخل‬‫الزهر‬،‫الشريف‬‫محمد‬‫تجابر‬،‫النصاري‬‫الفكر‬ ‫العربي‬‫وصراع‬،‫الضدا د‬‫المؤسسة‬‫العربية‬‫للدراسات‬،‫والنشر‬‫بيروت‬‫ط‬1، 1996،‫ص‬46-47،‫وسيشار‬‫إليه‬‫فيما‬‫بعد‬،‫النصاري‬‫الفكر‬‫أنور‬ .‫العربي‬ ،‫الجندي‬‫الفكر‬‫العربي‬،‫المعاصر‬‫ص‬333-335‫وحول‬ .‫حركة‬‫الحياء‬‫في‬ ‫الزهر‬‫قبل‬،‫الحملة‬‫وحول‬‫أبرز‬‫رموزها‬‫الشيخ‬‫حسن‬،‫العطار‬،‫انظر‬‫علي‬‫الدين‬ ،‫هلل‬‫التجديد‬‫في‬‫الفكر‬‫السياسي‬‫المصري‬،‫الحديث‬‫)أصول‬‫الفكرة‬‫الشتراكية‬ 1882-1922،(‫المنظمة‬‫العربية‬‫للتربية‬‫والثقافة‬،‫والعلوم‬‫معهد‬‫البحوث‬ ‫والدراسات‬،‫العربية‬1975‫ص‬ .14-15،‫وسيشار‬‫إليه‬‫فيما‬،‫بعد‬،‫هلل‬.‫التجديد‬ 9
  • 10. ‫إلى‬،‫أوروبا‬‫وتواصلت‬‫سياسة‬‫البتعاث‬‫وطوال‬‫القرن‬‫التاسع‬‫عشر‬ ‫ومطلع‬‫القرن‬‫العشرين‬ )16( . ‫وبعد‬‫عو دتهم‬‫عملوا‬‫في‬‫حقول‬‫التعليم‬‫والجيش‬‫والعمال‬‫الهندسية‬ ‫والطب‬‫وكان‬ .‫والترتجمة‬‫ دورهم‬‫واضحا‬‫في‬‫تشكيل‬‫البيئة‬‫المناسبة‬ ‫لغرس‬‫أفكار‬‫التحديث‬‫الوروبية‬ )17( . -‫حركة‬ ‫ج‬:‫الترتجمة‬ ‫وشكلت‬‫حركة‬‫الترتجمة‬‫أحد‬‫أهم‬‫منافذ‬‫الفكر‬‫الوروبي‬‫إلى‬،‫مصر‬ ‫وقد‬‫بدأت‬‫في‬‫عهد‬‫محمد‬‫علي‬‫الذي‬‫أولها‬‫رعاية‬،‫خاصة‬‫اقتناعا‬ ‫منه‬‫بضرورتها‬‫للوطلع‬‫على‬‫منجزات‬‫العلم‬،‫الوروبي‬‫وكان‬‫تركيزه‬ ‫منصبا‬‫على‬‫الكتب‬،‫العلمية‬‫واعتمد‬‫في‬‫البداية‬‫على‬‫عد د‬‫من‬ 16 )(‫سامي‬‫سليمان‬،‫السهمي‬‫التعليم‬‫والتغيير‬‫التجتماعي‬‫في‬‫مصر‬‫في‬ ‫القرن‬‫التاسع‬،‫عشر‬‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬‫للكتاب‬،(‫)القاهرة‬2000،‫ص‬72- 75،‫ص‬290-296. 17 )(‫أنور‬،‫عبدالملك‬‫نهضة‬،‫مصر‬‫ص‬198-199‫البرت‬ .،‫حوراتي‬‫الفكر‬ ‫العربي‬‫في‬‫عصر‬‫النهضة‬1798-1939،‫ترتجمة‬‫كريم‬،‫عزقول‬‫ دار‬‫النهار‬،‫للنشر‬ ،‫بيروت‬،‫ط‬ .‫ د‬،‫ د.ت‬‫ص‬170‫هاملتون‬ .،‫حب‬‫ دراسات‬‫في‬‫حضارة‬،‫السلم‬ ‫تحرير‬‫ستانفور د‬،‫شو‬‫وليم‬،‫يولك‬‫ترتجمة‬‫إحسان‬،‫عباس‬‫محمد‬ .‫ د‬‫يوسف‬،‫نجم‬ ‫محمو د‬ .‫ د‬،‫زايد‬‫ دار‬‫العلم‬،‫للميليين‬،‫بيروت‬‫ط‬2،1974‫ص‬ .321‫هنري‬ .. ،‫لورنس‬‫المملكة‬،‫المستحيلة‬‫فرنسا‬‫وتكوين‬‫العالم‬‫العربي‬،‫الحديث‬‫ترتجمة‬ ‫بشير‬،‫السباعي‬،‫القاهرة‬،‫بيروت‬1997،‫ط‬1،‫ص‬69-70‫عبدالعزيز‬ .،‫الدوري‬ ‫التكوين‬‫التاريخي‬‫للمة‬‫العربية‬‫ دراسة‬‫في‬‫الهوية‬،‫والوعي‬‫ دار‬‫المستقبل‬ ،‫العربي‬،‫القاهرة‬‫ط‬2،1985،‫ص‬142. 10
  • 11. ‫المترتجمين‬،‫الوروبيين‬‫ثم‬‫على‬‫الطلبة‬‫المصريين‬‫العائدين‬‫من‬ ‫البعثات‬.‫العلمية‬ ‫ثم‬‫أنشأ‬‫ دار‬‫اللسن‬‫عام‬1835‫م‬‫لعدا د‬،‫المترتجمين‬‫سعت‬ّ ‫وتو‬ ‫حركة‬‫الترتجمة‬‫لتشمل‬‫ميا دين‬‫ثقافية‬‫وعلمية‬،‫مختلفة‬‫كالعلوم‬ ،‫الرياضية‬‫والعلوم‬،‫الطبية‬،‫والطبيعية‬‫والموا د‬،‫التجتماعية‬،‫وال دبية‬ ‫والقوانين‬‫الفرنسية‬ )18( . ‫وبرز‬‫في‬‫ميدان‬‫الترتجمة‬‫إضافة‬‫إلى‬‫رفاعه‬‫الطهطاوي‬)1801- 1873،(‫م‬‫كل‬‫من‬‫أحمد‬‫عثمان‬)1829-1898‫الذي‬ (‫م‬‫دم‬ّ ‫ق‬‫إلى‬ ‫المكتبة‬‫العربية‬‫عدة‬‫ترتجمات‬‫لكتابات‬‫أ دبية‬،‫فرنسية‬‫وأحمد‬‫فتحي‬ ‫زغلول‬ )19( )1863-1914،(‫م‬‫وقد‬‫اهتم‬‫بترتجمة‬‫كتابات‬‫سياسية‬ ‫واتجتماعية‬‫أوروبية‬‫ذات‬‫توتجهات‬‫ليبرالية‬،‫واضحة‬‫ل‬‫شك‬‫أنها‬‫قد‬ ‫أسهمت‬‫في‬‫تعريف‬‫المصريين‬‫بالفكر‬‫الليبرالي‬.‫الغربي‬ ‫وكان‬‫يقدم‬‫لها‬‫بمقدمة‬‫يوضح‬‫فيها‬‫تعاوطفه‬‫مع‬‫المبا دئ‬‫والفكار‬ ‫الليبرالية‬‫المبثوثة‬،‫فيها‬‫ويدعو‬‫القراء‬‫للفا دة‬،‫منها‬‫وكان‬‫من‬‫أبرزها‬ ‫"أصول‬‫لبنتام‬ "‫الشرائع‬‫ونشرت‬‫الترتجمة‬‫عام‬1892،‫م‬‫وكتاب‬‫"سر‬ 18 )(،‫السهمي‬‫التعليم‬‫والتغيير‬،‫التجتماعي‬‫ص‬280-290‫عبداللطيف‬ . ،‫حمزة‬‫أ دب‬‫المقالة‬‫الصحفية‬‫في‬،‫مصر‬‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬،‫للكتاب‬1995، ‫)ثلثة‬‫أتجزاء‬‫في‬‫مجلد‬‫ج‬ (‫واحد‬2،‫ص‬242. 19 )(‫الشقيق‬‫الكبر‬‫للزعيم‬‫المصري‬‫سعد‬،‫زغلول‬‫تعلم‬‫في‬‫مصر‬‫و درس‬ ‫الحقوق‬‫في‬،‫فرنسا‬‫وبعد‬‫عو دته‬‫إلى‬‫القاهرة‬‫عمل‬‫في‬‫سلك‬،‫القضاء‬‫وتولى‬ ‫منصب‬‫وكيل‬‫نظارة‬‫خير‬ .‫الحقانةي‬‫الدين‬،‫الزركلي‬،‫العلم‬‫ دار‬‫العلم‬،‫للمليين‬ ،‫بيروت‬‫ط‬1،1992،‫م‬1،‫ص‬194. 11
  • 12. ‫تقدم‬‫النجليز‬"‫السكسونيين‬ )20( ‫لصاحبه‬‫إ دمون‬‫ ديمولن‬‫ونشرت‬ ‫الترتجمة‬‫عام‬1899،‫م‬‫وكتاب‬‫"روح‬‫لجوستاف‬ "‫التجتماع‬‫لوبون‬ ‫نشرت‬ُ ‫و‬‫الترتجمة‬‫عام‬1909،‫م‬‫وكتاب‬‫"سر‬‫تطور‬‫لجوستاف‬ "‫المم‬ ‫لوبون‬،‫أيضا‬‫نشرت‬ُ ‫و‬‫الترتجمة‬‫عام‬1913‫وكتاب‬ .‫م‬‫روسو‬‫"العقد‬ "‫التجتماعي‬ )21( . ‫وتواصلت‬‫حركة‬‫الترتجمة‬‫في‬‫مصر‬‫لتشكل‬‫نافذة‬‫تطل‬‫منها‬‫مصر‬ ‫ومعها‬‫العالم‬‫العربي‬‫على‬‫الغرب‬‫وثقافته‬‫وتياراته‬‫الفكرية‬‫على‬ ‫تنوعها‬ )22( ،‫واتخذت‬‫مكانة‬‫هامة‬‫في‬‫نظر‬‫ دعاة‬‫الليبرالية‬‫كمرحلة‬ ‫لبد‬‫منها‬‫لخلق‬‫بيئة‬‫ثقافية‬‫وفكرية‬‫مناسبة‬‫تمهد‬‫لولوج‬‫مرحلة‬ ‫التأليف‬.‫تاليا‬ 20 )(‫لقد‬‫أثار‬‫هذا‬‫الكتاب‬‫اهتمام‬‫المثقفين‬‫ورتجال‬‫الصلح‬‫وتم‬ .‫العرب‬‫فيه‬ ‫تقديم‬‫انجلترا‬‫كنموذج‬‫للتطور‬‫التجتماعي‬–‫الذي‬ .‫القتصا دي‬‫يثير‬‫الدهشة‬ ،‫والعجاب‬،‫ليفين‬ .‫ز.أ‬‫الفكر‬‫التجتماعي‬‫والسياسي‬‫الحديث‬‫في‬‫مصر‬،‫والشام‬ ‫ترتجمة‬‫بشير‬،‫السباعي‬‫ دار‬‫شرقيات‬‫للنشر‬،‫والتوزيع‬‫ط‬2،1997،،‫القاهرة‬‫ص‬ 162-163،‫وسيشار‬‫إليه‬‫فيما‬،‫بعد‬،‫ليفين‬‫الفكر‬‫ونظرا‬ .‫التجتماعي‬‫لشهرة‬‫هذا‬ ،‫الكتاب‬‫وأهميته‬‫في‬‫نظر‬‫مسؤولي‬‫وزارة‬‫المعارف‬،‫المصرية‬‫فقد‬‫قررت‬ ‫الوزارة‬‫توزيعه‬‫مجانا‬‫على‬‫وطلبة‬‫المرحلة‬‫في‬ .‫الثانوية‬‫العشرينات‬.‫والثلثينات‬ ‫إ دمون‬،‫ ديمولس‬‫سر‬‫تقدم‬‫النكليز‬،‫السكسونيين‬،‫تعريب‬‫أحمد‬‫فتحي‬،‫زغلول‬ ،‫القاهرة‬1922،‫ص‬1-32،‫عوض‬ .‫أوراق‬،‫العمر‬‫ص‬262،‫تجب‬ .،‫ دراسات‬ ‫ص‬332. 21 )(‫أحمد‬ .‫ د‬‫زكريا‬،‫الشلق‬‫رؤية‬‫في‬‫تحديث‬‫الفكر‬،‫المصري‬‫أحمد‬‫فتحي‬ ‫زغلول‬‫وقضية‬،‫التغريب‬‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬،‫للكتاب‬1987،‫ص‬31-32. 22 )(،‫محافظة‬،‫التجاهات‬‫ص‬31. 12
  • 13. ‫وقد‬‫ دافع‬‫أحمد‬‫لطفي‬،‫السيد‬‫محمد‬ .‫و د‬‫حسين‬،‫هيكل‬‫وغير‬‫واحد‬ ‫من‬‫رموز‬‫التيار‬،‫الليبرالي‬‫عن‬‫أن‬‫هذا‬‫العصر‬‫عصر‬‫ترتجمة‬‫ل‬‫عصر‬ ‫تأليف‬‫بالنسبة‬‫لمصر‬ )23( . -‫الطباعة‬ ‫ د‬:‫والصحافة‬ ‫ول‬‫شك‬‫أن‬‫تطور‬‫الطباعة‬ )24( ‫في‬‫مصر‬‫كان‬‫حجر‬‫الزاوية‬‫في‬ ‫النشاط‬‫الثقافي‬‫وخاصة‬‫في‬‫ميدان‬‫الترتجمة‬،‫والنشر‬‫وفي‬‫ميدان‬ ‫هام‬‫آخر‬‫هو‬‫ميدان‬.‫الصحافة‬ ‫أما‬‫فيما‬‫يتعلق‬،‫بالصحافة‬‫فقد‬‫عرفت‬‫مصر‬‫نشاوطا‬‫صحفيا‬‫مميزا‬ ‫منذ‬‫صدور‬‫"الوقائع‬"‫المصرية‬1828،‫م‬‫فقد‬‫صدر‬‫عد د‬‫كبير‬‫من‬ 23 )(‫أحمد‬‫مصطفى‬،‫السيد‬‫"هل‬‫نؤلف‬‫أم‬‫نترتجم؟‬‫ما‬‫هي‬‫حاتجة‬‫القطار‬ ‫العربية‬،"‫اليوم؟‬،‫الهلل‬‫م‬33‫ج‬ .4،‫أول‬‫ ديسمبر‬‫)كانون‬(‫أول‬1924،‫ص‬ 234‫محمد‬ .‫حسين‬،‫هيكل‬‫"عصر‬‫ترتجمة‬‫أم‬‫عصر‬،"‫تأليف‬‫السياسة‬،‫السبوعية‬ ‫ع‬11،14‫نيسان‬،(‫)إبريل‬1928،‫ص‬10-11‫وكان‬ .‫لسلمة‬،‫موسى‬‫وهو‬‫أبرز‬ ‫مفكر‬‫اشتراكي‬‫خلل‬‫مرحلة‬‫الدراسة‬‫موقف‬‫مماثل‬‫من‬.‫الترتجمة‬ 24 )(‫عرفت‬‫مصر‬‫الطباعة‬‫لول‬‫مرة‬‫مع‬‫قدوم‬‫الحملة‬،‫الفرنسية‬‫ثم‬‫قدر‬ ‫لمحمد‬‫علي‬‫أن‬‫ينشئ‬‫مطبعة‬‫في‬‫بولق‬‫عام‬1821،‫أسماها‬‫"المطبعة‬ ‫وبعدها‬ "‫الهلية‬‫أنشأت‬‫البطريركية‬‫الرثوذكسية‬‫للقباط‬‫"المطبعة‬‫الهلية‬ ‫عام‬ "‫القبطية‬1860،‫وأنشأ‬‫عبدا‬‫أبو‬‫السعو د‬‫"مطبعة‬‫وا دي‬‫في‬ "‫النيل‬‫عام‬ 1866،‫ثم‬‫تواصلت‬‫عملية‬‫التقدم‬‫في‬‫ميدان‬،‫الطباعة‬‫مما‬‫حقق‬‫انتشارا‬‫أوسع‬ ‫للصحافة‬‫على‬ .‫وللكتاب‬،‫محافظة‬،‫التجاهات‬‫ص‬28. 13
  • 14. ‫الصحف‬‫والمجلت‬‫وطوال‬‫القرن‬‫التاسع‬،‫عشر‬‫ومطلع‬‫القرن‬ ‫العشرين‬‫ل‬ً ‫م‬ ‫وصو‬‫إلى‬‫فترة‬‫الدراسة‬ )25( . 25 )(‫ومن‬‫أهم‬‫ما‬‫صدر‬‫في‬‫مصر‬‫من‬‫صحف‬،‫ومجلت‬‫"وا دي‬"‫النيل‬1866، ‫"نزهة‬"‫الفكار‬1869،‫القبطية‬ "‫"الووطن‬1877،،"‫"مصر‬‫القبطية‬1895، ‫وصحف‬‫أبو‬‫نظاره‬‫المختلفة‬‫لصاحبها‬‫اليهو دي‬‫يعقوب‬،‫صنوع‬‫وصحافة‬‫عبدا‬ ‫النديم‬‫مثل‬‫"التنكيت‬،‫والستاذ‬ "‫والتبكيت‬‫كما‬‫صدرت‬"‫"الهرام‬1876‫والمقطم‬ )1889،‫محافظة‬ .(،‫التجاهات‬‫ص‬28-29‫عواوطف‬ .،‫عبدالرحمن‬‫الموسوعة‬ ،‫الصحفية‬‫ص‬118‫تيسير‬ .‫أبو‬،‫عرتجة‬‫المقطم‬‫تجريدة‬‫الحتلل‬‫البريطاني‬‫في‬ ‫مصر‬)1889-1852،(‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬،‫للكتاب‬‫القاهرة‬1997‫وسيشار‬ . ،‫إليه‬‫أبو‬،‫عرتجة‬،‫المقطم‬‫تجريدة‬.‫الحتلل‬ 14
  • 15. ‫ول‬‫شك‬‫أن‬‫بعض‬‫الصحف‬‫والمجلت‬‫أ دت‬‫ دورا‬‫بارزا‬‫في‬‫التعريف‬ ‫بالفكر‬،‫الوروبي‬‫كان‬‫في‬‫مقدمتها‬‫مجلة‬"‫"المقتطف‬ )26( ،‫ومجلة‬ "‫"الهلل‬ )27( ،‫ومجلة‬‫"الجامعة‬"‫العثمانية‬ )28( . 26 )(‫أصدرها‬‫يعقوب‬‫صروف‬)1852-1927،(‫وفارس‬‫نمر‬)1854-1951،( ‫في‬‫بيروت‬1776،‫ثم‬‫في‬‫القاهرة‬1885‫واهتمت‬‫بنشر‬‫الثقافة‬‫الوروبية‬ ‫وخاصة‬‫في‬‫الميدان‬‫وكان‬ .‫العلمي‬‫أبرز‬‫تجهو دها‬‫في‬‫نظر‬‫سلمة‬‫موسى‬‫هو‬ ‫الترويج‬‫لنظرية‬‫التطور‬‫"كان‬‫المقتطف‬‫يلقي‬‫في‬‫أذهان‬‫القراء‬‫نظرية‬‫التطور‬ ‫ويبدي‬‫ويعيد‬‫فيها‬‫شهرا‬‫بعد‬‫شهر‬‫حتى‬‫أشربت‬‫عقول‬‫وطائفة‬‫كبيرة‬‫منهم‬‫بهذه‬ ‫النظرية‬‫فتجرأ‬‫الناس‬‫بذلك‬‫على‬‫نقد‬‫يقصد‬ "‫الساوطير‬‫سلمة‬ .‫الدين‬،‫موسى‬ ‫حرية‬‫الفكر‬‫وأبطالها‬‫في‬‫التاريخ‬‫ دار‬‫العلم‬،‫للمليين‬،‫بيروت‬‫ط‬3،1961،‫ص‬ 218‫وحول‬ .‫حياة‬‫صروف‬‫وفكرة‬‫يمكن‬‫حياة‬ :‫مراتجعة‬‫يعقوب‬‫روف‬ّ ‫ص‬ ‫)الكوكب‬‫القل‬‫والشهاب‬‫الفيلسوف‬ (‫القافل‬‫الشرقي‬،‫الوحيد‬‫مجلة‬‫السيدات‬ ،‫والرتجال‬‫ع‬8،31‫يوليو‬1927،‫ص‬540-546. ‫فارس‬،‫نمر‬‫"بعد‬‫ستين‬،‫سنة‬‫ذكريات‬‫في‬‫عهد‬،‫الصبا‬‫لحد‬‫منشئي‬،"‫المقتطف‬ ‫المقتطف‬،(‫)القاهرة‬‫م‬88،‫تجـ‬5،1‫مايو‬(‫)أيار‬1936،‫القعدة‬193610‫صفر‬ 135،‫هـ‬‫ص‬561-570. ‫محمد‬ .‫ د‬‫حسين‬،‫هيكل‬‫"المقتطف‬‫والحرية‬‫الفكرية‬‫والتجتماعية‬‫في‬"‫الشرق‬ ،‫المقتطف‬‫م‬68،‫تجـ‬6،1‫يونيو‬(‫)حزيران‬1926/20‫ذي‬‫القعدة‬1344‫هـ‬‫ص‬ 611-614. 27 )(‫أصدرها‬‫تجورتجي‬‫زيدان‬)1861-1914‫في‬ (‫القاهرة‬1892،‫م‬‫وكانت‬ ‫اهتماماتها‬‫ليبرالية‬،‫واحضة‬‫أولت‬‫الكتابات‬‫التجتماعية‬‫والفلسفية‬‫وال دبية‬‫ذات‬ ‫النـزعة‬‫الليبرالية‬‫اهتماما‬.‫مميزا‬ 15
  • 16. ‫ساهمت‬‫هذه‬‫المجلت‬‫في‬‫التعريف‬‫بالمذاهب‬‫الفكرية‬‫والفلسفية‬ ‫وال دبية‬،‫والعلمية‬‫وسائر‬‫ضروب‬‫الثقافة‬‫الغربية‬ )29( ،‫دها‬ّ ‫وع‬ ‫إسماعيل‬‫مظهر‬‫صاحبة‬‫الفضل‬‫الكبر‬‫في‬‫تطور‬‫الفكر‬‫العلمي‬‫في‬ ،‫مصر‬‫بل‬‫دها‬ّ ‫وع‬‫نقطة‬‫التحول‬‫الساسية‬‫في‬‫الفكر‬‫المصري‬ ‫الحديث‬ )30( . ‫وتبرز‬‫تجريدة‬‫الصا درة‬ "‫"الجريدة‬‫عام‬1907،‫م‬‫بوصفها‬‫حاملة‬‫لراية‬ ‫الدعوة‬‫للفكر‬‫وهي‬ .‫الليبرالي‬‫لسان‬‫حال‬‫حزب‬‫المة‬‫ذي‬‫التوتجهات‬ ‫الليبرالية‬،‫المعروفة‬‫وترأس‬‫تحريرها‬‫أحمد‬‫لطفي‬‫السيد‬"‫"فيلسوف‬ 28 )(‫أصدرها‬‫فرج‬‫أنطون‬)1874-1922‫في‬ (‫بيروت‬1896،‫ونشرها‬‫في‬ ‫مصر‬1899-1905،‫ورحل‬‫بها‬‫إلى‬‫نيويورك‬1906-1908،‫ثم‬‫عا د‬‫بها‬‫إلى‬ ‫وقد‬ .‫القاهرة‬‫ركزت‬‫على‬‫نشر‬‫الفكر‬‫الفرنسي‬‫وبالذات‬‫الفكار‬‫العقلنية‬ ‫والثورة‬‫الفرنسية‬‫واليديولوتجيات‬‫العلمانية‬،‫حوراني‬ .‫الليبرالية‬‫الفكر‬،‫العربي‬ ‫ص‬306،‫هلل‬ .،‫التجديد‬‫ص‬46. 29 )،‫حوراني‬ (‫الفكر‬،‫العربي‬‫ص‬293-295‫أبو‬ .،‫عرتجة‬،‫المقطم‬‫تجريدة‬ ،‫الحتلل‬‫ص‬154-155. 30 )(‫يقول‬‫إسماعيل‬‫"المجلت‬ :‫مظهر‬‫وحدها‬‫هي‬‫التي‬‫أخذت‬‫بيدنا‬ ‫وأفسحت‬‫أمامنا‬‫سبيل‬‫الخوض‬‫في‬‫عباب‬ُ‫السلوب‬‫اليقيني‬،‫الحديث‬‫وهي‬‫التي‬ ‫قا دت‬‫ دقة‬‫الفكر‬‫في‬،‫مصر‬‫وهو‬‫يجتاز‬‫بحر‬‫السلوب‬‫الغيـبي‬‫العميق‬‫لتتكيف‬ ‫على‬ "‫"النهضة‬‫صورة‬‫د دت‬ّ ‫ب‬‫سحب‬‫الحياة‬‫القديمة‬‫بما‬‫فيها‬‫من‬‫ظلمات‬‫الفكرة‬ ،‫المجر دة‬‫لتكشف‬‫لنا‬‫عن‬‫شمس‬‫السلوب‬‫اليقيـني‬‫الذي‬‫لم‬‫يصل‬‫إلينا‬‫من‬ ‫أشعتها‬‫إل‬‫قدر‬‫إسماعيل‬ ."‫ضئيل‬‫مظهر‬‫"أسلوب‬‫الفكر‬‫العلمي‬‫نشؤه‬‫وتطوره‬ ‫في‬‫مصر‬‫خلل‬‫نصف‬،"‫قرن‬‫المقتطف‬،(‫)القاهرة‬‫م‬68،‫تجـ‬2،1‫فبراير‬ (‫)شباط‬1926،‫ص‬145. 16
  • 17. ‫التيار‬‫الليبرالي‬‫المصري‬‫وعلى‬ .‫ظره‬ّ ‫ومن‬‫صفحاتها‬‫برزت‬‫أسماء‬‫عد د‬ ‫من‬‫أكبر‬‫رموز‬‫التيار‬‫الليبرالي‬‫كطه‬،‫حسين‬‫ومحمد‬‫حسين‬،‫هيكل‬ ‫وعباس‬‫محمو د‬،‫العقا د‬‫ومحمو د‬،‫عزمي‬‫ومحمد‬‫عبدالقا در‬ ،‫المازني‬‫والشيخ‬‫مصطفى‬‫عبدالرازق‬ )31( . ‫ثم‬‫حملت‬‫الراية‬‫تجريدة‬‫الصا درة‬ "‫"السفور‬‫عام‬1915،‫م‬‫وقد‬ ‫كلت‬ّ ‫ش‬‫حلقة‬‫وصل‬‫بين‬،‫"الجريدة‬‫الصا درة‬ "‫و"السياسة‬‫عام‬ 1922‫م‬‫لسان‬‫حال‬‫لحزب‬‫الحرار‬،‫الدستوريين‬‫ورصيفتها‬‫"السياسة‬ ‫الصا درة‬ "‫السبوعية‬‫عام‬1926،‫م‬‫وتولى‬‫رئاسة‬‫تحريرها‬‫محمد‬ .‫ د‬ ‫حسنين‬.‫هيكل‬ 3-‫أبرز‬‫مفكري‬‫التيار‬‫الليبرالي‬‫في‬:‫مصر‬ ‫ساهمت‬‫تجهو د‬‫مشتركة‬‫وعبر‬‫القرن‬‫التاسع‬‫عشر‬‫ومطلع‬‫القرن‬ ،‫العشرين‬‫في‬‫تهيئة‬‫البيئة‬‫المناسبة‬‫لتشكيل‬‫تيار‬‫فكري‬‫يتبنى‬‫الدعوة‬ ‫للفكر‬،‫الليبرالي‬‫وتووطينه‬‫في‬‫البيئة‬‫الفكرية‬.‫المصرية‬ 31 )(،‫تجب‬،‫ دراسات‬‫ص‬350-351‫عبدالعزيز‬ .،‫شرف‬‫وطه‬‫حسين‬‫وزوال‬ ‫المجتمع‬،‫التقليدي‬‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬،‫للكتاب‬1977،‫ص‬95-96‫مصطفى‬ . ،‫عبدالرازق‬‫"عيد‬‫السياسة‬‫السبوعية‬‫يدخولها‬‫عامها‬‫الثاني‬‫نشرت‬ "‫الجديد‬‫في‬ ‫السياسة‬‫بتاريخ‬20‫مارس‬1927،،‫عبدالرازق‬،‫آثار‬‫ص‬500-502‫محمو د‬ . ،‫عزمي‬‫خبايا‬،‫سياسية‬‫ص‬40. 17
  • 18. ‫وتبرز‬ -‫تجهو د‬‫الشيخ‬‫رفاعة‬‫رافع‬‫الطهطاوي‬ )32( )1801-1873،(‫م‬ ‫ذات‬‫أهمية‬‫في‬‫المساهمة‬‫في‬‫تعريف‬‫القارئ‬‫المصري‬‫على‬ ‫اتجاهات‬‫الفكر‬‫التجتماعي‬‫والسياسي‬‫في‬،‫فرنسا‬‫فقد‬‫نشر‬‫عد دا‬ ‫من‬،‫الكتب‬‫كان‬‫من‬‫أبرزها‬‫"تخليص‬‫البريز‬‫في‬‫تلخيص‬،‫باريز‬‫أو‬ ‫الديوان‬‫النفيس‬‫بإيوان‬‫عام‬ "‫باريز‬1834،‫م‬‫دم‬ّ ‫ق‬‫فيه‬‫فكرة‬‫عن‬ ‫الحياة‬‫في‬،‫باريس‬‫وعن‬‫الثقافة‬‫والعا دات‬‫والتقاليد‬‫والقيم‬ ،‫الفرنسية‬‫واعتبره‬‫البعض‬‫بمثابة‬‫حجر‬‫الساس‬‫في‬‫الفكر‬ ‫التجتماعي‬‫والسياسي‬،‫المصري‬‫خلل‬‫القرن‬‫التاسع‬‫عشر‬ )33( ،‫كما‬ ‫أصدر‬‫في‬‫أواخر‬‫حياته‬‫كتابا‬‫هاما‬‫يمثل‬‫النضوج‬‫الفكري‬،‫للطهطاوي‬ ‫وهو‬‫"مناهج‬‫اللباب‬‫المصرية‬‫في‬‫مباهج‬‫ال داب‬‫عام‬ "‫العصرية‬ 1869،‫كما‬‫ترتجم‬‫الدستور‬‫الفرنسي‬‫الذي‬‫سماه‬‫الشروطة‬‫الصا در‬ ‫عام‬1814،‫م‬‫ووثيقة‬‫حقوق‬،‫النسان‬‫وكتاب‬‫"روح‬"‫القوانين‬ 32 )(‫ولد‬‫في‬،‫وطهطا‬‫تلقى‬‫تعليمه‬‫في‬،‫الزهر‬‫وتتلمذ‬‫على‬‫يد‬‫الشيخ‬‫حسن‬ ،‫العطار‬‫وقد‬‫انتدب‬‫لمرافقة‬‫أول‬‫بعثة‬‫علمية‬‫مصرية‬‫إلى‬،‫فرنسا‬‫كإمام‬،‫لها‬ ‫وهناك‬‫انكب‬‫على‬‫تعلم‬‫اللغة‬،‫الفرنسية‬‫والوطلع‬‫على‬‫الثقافة‬،‫الوروبية‬‫وبعد‬ ‫عو دته‬‫إلى‬‫مصر‬‫أصدر‬‫عد دا‬‫من‬‫الكتب‬،‫الهامة‬‫وساهم‬‫في‬‫حركة‬،‫الترتجمة‬ ‫وتولى‬‫إ دارة‬‫مدرسة‬‫اللسن‬1835‫وأشرف‬ .‫على‬‫تحرير‬‫"الوقائع‬"‫المصرية‬ 1842،‫وظل‬‫يعمل‬‫في‬‫حقول‬‫التعليم‬،‫والترتجمة‬‫والتأليف‬‫لحين‬‫وفاته‬1873. ،‫الزركلي‬‫م‬ .‫العلم‬3،‫ص‬29‫ولمزيد‬ .‫من‬‫المعلومات‬‫يمكن‬،‫مراتجعة‬ ،‫الطهطاوي‬‫العمال‬،‫الكاملة‬‫بقلم‬ (‫)المقدمة‬‫محمد‬.‫عمارة‬ 33 )(،‫عوض‬‫الفكر‬‫المصري‬،‫الحديث‬‫ج‬2،‫ص‬250-288. 18
  • 19. ،‫لمونتسكيو‬‫و"العقد‬،‫لروسو‬ "‫التجتماعي‬‫وغيرها‬‫من‬،‫الكتب‬‫التي‬ ‫تبشر‬‫بالقيم‬‫والمبا دئ‬‫الليبرالية‬ )34( . ‫كما‬‫قدم‬‫لقرائه‬‫فكرة‬‫عن‬‫الدولة‬،‫العلمانية‬‫ومفهوم‬‫الدستور‬ ،‫والقانون‬‫وأنماط‬‫الحياة‬،‫التجتماعية‬‫ومكانة‬‫المرأة‬‫في‬‫المجتمع‬ ،‫الفرنسي‬‫وأبدى‬‫إعجابا‬‫بالمبا دئ‬،‫الدستورية‬‫ومبا دئ‬‫حقوق‬ ،‫النسان‬‫وفقا‬‫للمنظور‬،‫الغربي‬‫والرابطة‬‫الووطنية‬‫والتسامح‬ ،‫الديني‬‫فقد‬‫اتجتهد‬‫في‬‫تقريب‬‫صورة‬‫الغرب‬‫الوروبي‬‫للعقل‬ ،‫المصري‬‫ومما‬‫ل‬‫شك‬‫فيه‬‫أنه‬‫قد‬‫شق‬‫الطريق‬‫أمام‬‫بروز‬‫التيار‬ ‫الليبرالي‬‫في‬‫الفكر‬‫المصري‬‫الحديث‬ )35( ،‫فقد‬‫عده‬‫بعضهم‬‫مؤسس‬ ‫الليبرالية‬‫المصرية‬ )36( . 34 )(،‫شكري‬‫النهضة‬،‫والسقوط‬‫ص‬152. 35 )(،‫مصطفى‬‫تطور‬‫الفكر‬،‫السياسي‬‫ص‬23-27‫حليم‬ .،‫بركات‬‫المجتمع‬ ‫العربي‬،‫المعاصر‬‫بحث‬‫استطلعي‬،‫اتجتماعي‬‫مركز‬‫ دراسات‬‫الوحدة‬،‫العربية‬ ‫بيروت‬1984،‫ص‬401‫حسن‬ .،‫حنفي‬‫هموم‬‫الفكر‬،‫والووطن‬‫ دار‬‫قباء‬‫للطباعة‬ ‫والنشر‬،‫والتوزيع‬،‫القاهرة‬1998،‫ج‬2،‫ص‬51. 36 )(‫رفاعة‬،‫الطهطاوي‬‫العمال‬‫الكاملة‬‫لرفاعة‬،‫الطهطاوي‬‫محمد‬‫عمارة‬ ‫) دراسة‬،(‫وتحقيق‬‫المؤسسة‬‫العربية‬‫للدراسات‬،‫والنشر‬،‫بيروت‬‫ط‬1،1973، ‫ج‬ (‫)تجزءان‬1،‫ص‬152. 19
  • 20. ‫وقد‬ -‫واصل‬‫علي‬‫مبارك‬ )37( )1823-1893‫متابعة‬ (‫م‬‫تجهو د‬ ‫الطهطاوي‬‫في‬‫حقول‬‫الترتجمة‬.‫والتعليم‬ ‫وقد‬‫ساهم‬‫في‬‫بروز‬‫ما‬‫عرف‬ُ‫بالتعليم‬‫العلماني‬‫أو‬‫المدني‬‫الحديث‬ ‫الموازي‬‫للتعليم‬‫الديني‬‫الزهري‬ )38( ،‫وقد‬‫أسهم‬‫في‬‫تعريف‬ ‫المصريين‬‫على‬‫تجوانب‬‫تجديدة‬‫من‬‫الحياة‬‫في‬‫الغرب‬‫في‬‫روايته‬ ‫"علم‬"‫الدين‬ )39( ،‫التي‬‫كتبها‬‫حوالي‬‫سنة‬1858.‫م‬ 37 )(‫ولد‬‫في‬‫قرية‬‫برنبال‬‫في‬،‫الدقلهية‬‫سافر‬‫في‬‫بعثة‬‫علمية‬‫إلى‬‫باريس‬‫في‬ ‫الفنون‬،‫العسكرية‬‫وعا د‬‫ليعمل‬‫في‬‫الوظائف‬،‫العسكرية‬‫وتولى‬‫نظارة‬‫الوقاف‬ ،‫المصرية‬‫ثم‬،‫المعارف‬‫وساهم‬‫في‬‫توسيع‬،‫التعليم‬‫وأنشأ‬‫ دار‬‫الكتب‬،‫المصرية‬ ‫ثم‬‫تولى‬‫نظارة‬‫الشغال‬،‫العامة‬‫ثم‬‫عا د‬‫ليتول‬‫نظارة‬،‫المعارف‬‫وقد‬‫ترك‬‫عد دا‬ ‫من‬‫المؤلفات‬‫من‬‫أبرزها‬‫"الخطط‬‫في‬ "‫التوفيقية‬‫عشرين‬،‫تجزءا‬‫ورواية‬‫"علم‬ ‫توفي‬ .‫وغيرها‬ "‫الدين‬‫في‬‫القاهرة‬1893،‫الزركلي‬ .،‫العلم‬‫ج‬4،‫ص‬322. ‫ولمزيد‬‫من‬‫المعلومات‬‫يمكن‬،‫مراتجعة‬‫علي‬،‫مبارك‬‫العمال‬‫الكاملة‬‫لعلي‬ ،‫مبارك‬،(‫)المقدمة‬‫بقلم‬‫محمد‬.‫عمارة‬ 38 )(‫علي‬،‫مبارك‬‫العمال‬‫الكاملة‬‫لعلي‬،‫مبارك‬‫محمد‬ .‫ د‬‫عمارة‬‫) دراسة‬ ،(‫وتحقيق‬‫المؤسسة‬‫العربية‬‫للدراسات‬،‫والنشر‬،‫بيروت‬‫ط‬1،1979‫م‬ .1،‫ص‬ 105،‫ص‬186. 39 )(‫وهي‬‫رواية‬‫تعليمية‬‫موسوعية‬‫عرضت‬‫الفكار‬‫والمعلومات‬‫بأسلوب‬ ‫ومن‬ .‫روائي‬‫خلل‬‫السياحة‬‫في‬‫الزمان‬‫والمكان‬‫وهي‬ .‫والحضارات‬‫تتحدث‬‫عن‬ ‫بطل‬‫الرواية‬‫الشيخ‬‫الزهري‬‫"علم‬‫الذي‬ "‫الدين‬‫سافر‬‫إلى‬‫فرنسا‬‫بصحبة‬ ‫المستشرق‬،‫النجليزي‬‫وصحبهما‬‫ابنه‬‫"برهان‬."‫الدين‬ 20
  • 21. ‫وبعيدا‬ -‫عن‬‫التصنيفات‬‫القطعية‬‫في‬‫تحديد‬‫الهوية‬‫الفكرية‬‫لهذا‬ ‫المفكر‬‫أو‬،‫ذاك‬‫فإن‬‫تجمال‬‫الدين‬‫الفغاني‬ )40( )1839-1897‫قام‬ (‫م‬ ‫بدور‬‫ليبرالي‬‫هام‬‫خلل‬‫فترة‬‫مكوثه‬‫في‬‫القاهرة‬)1871-1879.( ‫ول‬‫شك‬‫أنه‬‫ساهم‬‫في‬‫تهيئة‬‫المناخ‬‫الفكري‬‫الملئم‬‫للفكار‬ ،‫التحررية‬‫فقد‬‫تبنى‬‫الدعوة‬‫إلى‬،‫الحرية‬‫والفكار‬،‫الدستورية‬ ‫والفا دة‬‫من‬‫منجزات‬‫الغرب‬‫والتواصل‬،‫معه‬‫ومكافحة‬‫الستعمار‬ ‫والستبدا د‬‫والظلم‬ )41( . 40 )‫ولد‬ (‫في‬‫قرية‬‫أسد‬‫أبا د‬‫في‬‫أفغانستان‬‫عام‬1839،‫وتلقى‬‫تعليمه‬‫في‬‫كابل‬ ‫حيث‬‫تعلم‬‫اللغة‬‫العربية‬‫والعلوم‬‫الدينية‬،‫والعقلية‬‫وفي‬‫الهند‬‫تعلم‬‫اللغة‬ ،‫النجليزية‬‫ورحل‬‫حاتجا‬‫إلى‬‫مكة‬‫المكرمة‬1857،‫م‬‫وتولى‬‫رئاسة‬‫وزارة‬ ‫أفغانستان‬‫في‬‫عهد‬‫المير‬‫محمد‬،‫أعظم‬‫وبعد‬‫عزله‬‫انتقل‬‫إلى‬‫الهند‬‫ثم‬‫مصر‬ ‫ومكث‬‫فيها‬‫خلل‬‫الفترة‬1871-1879،‫ونفاه‬‫الخديوي‬‫توفيق‬‫عن‬،‫مصر‬‫فعا د‬ ‫إلى‬‫الهند‬‫ليقيم‬‫فيها‬‫ثلث‬،‫سنوات‬‫ثم‬‫رحل‬‫إلى‬‫باريس‬‫وفيها‬‫أصدر‬‫مجلة‬ ‫"العروة‬‫مع‬ "‫الوثقى‬‫تلميذه‬‫محمد‬،‫عبده‬‫وعا د‬‫إلى‬‫إيران‬‫عام‬1889‫بناء‬‫على‬ ‫ دعوة‬‫من‬‫الشاه‬‫ناصر‬‫الدين‬‫وتولى‬‫وزارة‬‫الحربية‬،‫اليرانية‬‫ثم‬‫غا درها‬‫بعد‬‫أن‬ ‫اختلف‬‫مع‬،‫الشاه‬‫فتنقل‬‫في‬،‫روسيا‬‫ثم‬‫عا د‬‫إلى‬،‫فرنسا‬‫ثم‬‫رتجع‬‫إلى‬،‫إيران‬ ‫لكن‬‫الشاه‬‫نفاه‬‫إلى‬،‫العراق‬‫ومنها‬‫انتقل‬‫إلى‬‫انجلترا‬‫وفيها‬‫أصدر‬‫مجلة‬‫"ضياء‬ ‫باللغتين‬ "‫الخافقين‬‫العربية‬،‫والنجليزية‬‫وانتهى‬‫به‬‫المطاف‬‫في‬‫الستانة‬‫ليعيش‬ ‫في‬‫كنف‬‫السلطان‬‫عبد‬‫الحميد‬‫الثاني‬‫في‬‫السنوات‬‫الربع‬‫الخيرة‬‫من‬،‫حياته‬ ‫توفي‬‫فيها‬‫عام‬1896،‫م‬‫أحمد‬،‫أمين‬‫زعماء‬‫الصلح‬‫في‬‫العصر‬،‫الحديث‬‫مكتبة‬ ‫النهضة‬،‫المصرية‬،‫القاهرة‬1948،‫ص‬59-120‫ويمكن‬ .،‫مراتجعة‬،‫الفغاني‬ ‫العمال‬‫الكاملة‬‫لجمال‬‫الدين‬،‫الفغاني‬‫المقدمة‬‫بقلم‬‫محمد‬.‫عمارة‬ 41 )(‫هناك‬‫من‬‫يقلل‬‫من‬‫شأن‬‫تجهو د‬‫الفغاني‬‫في‬‫تحقيق‬‫ما‬‫سبق‬‫الشارة‬ ،‫إليه‬‫إذ‬‫يرى‬‫إسماعيل‬‫مظهر‬‫أن‬‫الفغاني‬‫لم‬‫يحقق‬‫شيئا‬‫سوى‬‫تدعيم‬‫"السلوب‬ 21
  • 22. ‫وتشكل‬‫من‬‫حوله‬‫تجيل‬‫من‬‫التلمذة‬‫والمعجبين‬ )42( ،‫قا دوا‬‫الحركة‬ ‫الفكرية‬‫في‬،‫مصر‬‫وتزعموا‬‫مايسمونه‬‫حركة‬‫الصلح‬‫هم‬ ‫وتلمذتهم‬‫من‬.‫بعدهم‬ ‫في‬ "‫الغيبـي‬‫مواتجهة‬‫"السلوب‬‫في‬ "‫اليقيـني‬،!‫التفكير‬‫إسماعيل‬‫مظهر‬ ‫"أسلوب‬‫الفكر‬‫العلمي‬‫نشؤه‬‫وتطوره‬‫في‬‫مصر‬‫خلل‬‫نصف‬،"‫قرن‬‫المقتطف‬ ،(‫)القاهرة‬‫م‬68،‫تجـ‬2،1‫فبراير‬(‫)شباط‬1926،‫ص‬142. 42 )(‫كان‬‫من‬‫أبرز‬،‫تلمذته‬‫الشيخ‬‫محمد‬،‫عبده‬‫عبدا‬،‫النديم‬‫أ ديب‬،‫اسحق‬ ‫يعقوب‬،‫صنوع‬‫سعد‬،‫زغلول‬‫وغيرهم‬‫محمد‬ .‫كثير‬،‫عمارة‬‫موقع‬‫الفكر‬ ‫السلمي‬‫الحديث‬‫من‬‫التجاه‬،‫الليبرالي‬،‫الطليعة‬‫السنة‬،‫الثامنة‬88،‫أغسطس‬ (‫)آب‬1972،‫ص‬25-35. 22
  • 23. ‫والشيخ‬ -‫محمد‬‫عبده‬ )43( )1849-1905‫يأتي‬ (‫م‬‫في‬‫مقدمة‬‫تلمذة‬ ‫الفغاني‬‫وتأتي‬‫أهميته‬‫في‬‫سياق‬‫الحديث‬‫عن‬‫الفكر‬‫الليبرالي‬‫في‬ ،‫مصر‬‫من‬‫كونه‬‫يمثل‬‫مدرسة‬‫عصرانية‬‫تدعو‬–‫كما‬‫تزعم‬‫إلى‬ - ‫التوفيق‬‫بين‬‫السلم‬‫وبين‬‫حركة‬‫المدنية‬‫الحديثة‬ )44( ،‫فكان‬‫ دوره‬ ‫حاسما‬‫في‬‫حركة‬‫الثقافة‬‫المنفتحة‬‫على‬‫الغرب‬،‫وعلومه‬،‫وهو‬‫رائد‬ ‫المنهج‬‫العصراني‬ )45( . 43 )(‫ولد‬‫محمد‬‫عبده‬‫عام‬1266/‫هـ‬1849‫في‬‫قرية‬‫"مجلة‬‫تلقى‬ ."‫نصر‬ ‫تعليمه‬‫في‬‫تاب‬ّ ‫ك‬،‫القرية‬‫ثم‬‫في‬‫المسجد‬،‫الحمدي‬‫ثم‬‫في‬‫الزهر‬‫عام‬ 1294/1877،‫م‬‫وعمل‬‫مدرسا‬‫في‬‫ دار‬،‫العلوم‬‫كتب‬‫في‬،"‫"الهرام‬‫وتولى‬ ‫تحرير‬‫"الوقائع‬‫وقد‬ "‫المصرية‬‫ساعده‬‫سعد‬‫زغلول‬‫في‬‫عمله‬،‫هذا‬‫اشترك‬‫في‬ ‫ثورة‬‫عرابي‬1882،‫فسجن‬‫ثلثة‬،‫أشهر‬‫ونفي‬‫ثلث‬‫سنوات‬‫قضى‬‫منها‬‫عاما‬ ‫في‬‫التحق‬ .‫بيروت‬‫بالفغاني‬‫في‬،‫بايس‬‫وساهم‬‫معه‬‫في‬‫إصدار‬‫مجلة‬‫"العروة‬ ،"‫الوثقى‬‫وعا د‬‫إلى‬‫بيروت‬،‫ثانية‬‫وفي‬‫عام‬1888‫عا د‬‫إلى‬،‫القاهرة‬‫فراح‬‫يعمل‬ ‫في‬‫ميا دين‬‫الصلح‬‫الديني‬‫والتجتماعي‬،‫والتربوي‬‫وإصلح‬‫الزهر‬‫والقضاء‬ ،‫الشرعي‬‫ثم‬‫عين‬‫عضوا‬‫في‬‫مجلس‬‫إ دارة‬،‫الزهر‬‫وتولى‬‫الفتاء‬‫في‬‫مصر‬‫عام‬ 1899،‫ثم‬‫أختير‬‫عضوا‬‫في‬‫مجلس‬‫شورى‬،‫القوانين‬‫ومجلس‬‫الوقاف‬ ‫والجمعية‬‫الخيرة‬،‫السلمية‬‫وتوفي‬‫عام‬1905‫أحمد‬ .‫م‬،‫أمين‬‫زعماء‬،‫الصلح‬ ‫ص‬280-237‫ولمزيد‬ .‫من‬‫المعلومات‬‫يمكن‬‫مراتجعة‬‫محمد‬‫رشيد‬،‫رضا‬‫تاريخ‬ ‫الستاذ‬،‫المام‬‫الجزء‬،‫الول‬،‫وانظر‬‫المام‬‫محمد‬،‫عبده‬‫العمال‬،‫الكاملة‬ ،‫المقدمة‬‫بقلم‬‫محمد‬.‫عمارة‬ 44 )(،‫حوارني‬‫الفكر‬،‫العربي‬‫ص‬198. 45 )(‫حول‬‫مصطلح‬،"‫"التوفيقية‬،‫النصاري‬‫الفكر‬‫العربي‬‫وصراع‬‫الضدا د‬‫ص‬ 97-106. 23
  • 24. ‫لكنه‬‫ل‬‫يحبذ‬–‫تا‬ً ‫م‬ ‫مؤق‬‫ترك‬ -‫المجال‬‫للتجاهات‬‫العلمانية‬‫الصرفة‬ ‫لتسو د‬‫كل‬‫شيء‬ )46( . ‫لكن‬‫غالب‬‫تلمذته‬‫اتجهوا‬‫نحو‬‫ليبرالية‬‫علمانية‬‫وفق‬‫تطور‬‫تدريجي‬ ‫في‬‫أعقاب‬‫وفاة‬‫شيخهم‬ )47( ،‫وشرعت‬‫هذه‬‫الفئة‬‫في‬‫نشر‬‫مبا دئ‬ ‫مجتمع‬‫علماني‬‫يدعي‬‫احترام‬،‫السلم‬‫لكن‬‫ دون‬‫أن‬‫يجعله‬‫أساسا‬ ‫للحياة‬‫التجتماعية‬ )48( !! ‫وقبل‬ -‫مواصلة‬‫الحديث‬‫عن‬‫تلمذة‬‫محمد‬‫عبده‬‫الذين‬‫ساروا‬‫في‬ ‫الخط‬،‫الليبرالي‬‫لبد‬‫من‬‫الشارة‬‫إلى‬‫الدور‬‫الهام‬‫الذي‬‫قام‬‫به‬ ‫عبدالرحمن‬‫الكواكبي‬ )49( )1848-1902‫في‬ (‫م‬‫صياغة‬‫الفكر‬ 46 )(،‫مصطفى‬‫تطور‬‫الفكر‬،‫السياسي‬‫ص‬36-37. 47 )(‫هشام‬ .‫ د‬،‫شرابي‬‫المثقفون‬‫العرب‬،‫والغرب‬‫ دار‬‫النهار‬،‫للنشر‬،‫بيروت‬‫ط‬ 2،1978،‫ص‬95-96. 48 )(‫مجيد‬،‫خدوري‬‫التجاهات‬،‫السياسية‬‫ص‬78. 49 )(‫ولد‬‫عبد‬‫الرحمن‬‫الكواكبي‬‫في‬،‫حلب‬‫في‬‫بيت‬‫عريق‬‫وأسرة‬‫تتولى‬‫نثابة‬ ‫ولها‬ .‫الشراف‬‫مدرسة‬‫تسمى‬‫المدرسة‬،‫الكواكبية‬‫وأبوه‬‫أحد‬‫المدرسين‬‫في‬ ‫الجامع‬‫الموي‬‫بحلب‬‫والمدرسة‬‫الكواكبية‬‫تلقى‬ .‫فيها‬‫تعليمه‬‫في‬‫"المدرسة‬ ‫على‬ "‫"الكواكبية‬‫الطريقة‬،‫الزهرية‬‫وتعلم‬‫فيما‬‫بعد‬‫الفارسية‬،‫والتركية‬‫واعتمد‬ ‫على‬‫المطالعة‬‫الذاتية‬‫في‬‫تثقيف‬،‫ذاته‬‫عمل‬‫في‬،‫الصحافة‬‫فأنشأ‬‫تجريدة‬ ‫في‬ "‫"الشهباء‬،‫حلب‬‫وعمل‬‫في‬‫القضاء‬،‫الشرعي‬‫و دواوين‬،‫الحكومة‬‫تصدى‬ ‫لمظالم‬‫ال دارة‬،‫الحكومية‬‫وتعرض‬‫للمحاكمة‬‫بسبب‬،‫مواقفه‬‫واضطر‬‫إلى‬ ‫الهجرة‬‫إلى‬،‫مصر‬‫وفيها‬‫نشر‬‫كتابيه‬‫"وطبائع‬‫الستبدا د‬‫ومصارع‬‫ثم‬ "‫الستعبا د‬‫"أم‬ ‫وتوفي‬ "‫القرى‬‫فيها‬1902‫أحمد‬ .،‫أمين‬‫زعماء‬،‫الصلح‬‫ص‬249-279‫ولمزيد‬ . ‫من‬‫المعلومات‬‫يمكن‬،‫مراتجعة‬‫المقدمة‬‫التي‬‫كتبها‬‫محمد‬‫تجمال‬‫الطحان‬‫في‬ 24
  • 25. ‫العربي‬،‫الحديث‬‫وإسهامه‬‫بالذات‬‫في‬‫محاربة‬،‫الستبدا د‬‫وكشف‬ ‫مخاوطره‬،‫وعواقبه‬‫واعتباره‬‫السبب‬‫الرئيس‬‫المسؤول‬‫عن‬‫واقع‬ ‫التخلف‬‫الذي‬‫تعانيه‬.‫المة‬ ‫وقد‬‫ دافع‬‫عن‬،‫الحرية‬‫والعدالة‬،‫والمساواة‬‫من‬‫منظورمنفتح‬‫على‬ ‫التجربة‬،‫النسانية‬‫ول‬‫شك‬‫أن‬‫هذه‬‫الفكار‬‫تشكل‬‫تجذرا‬‫أساسيا‬‫في‬ ‫ دعم‬‫الفكر‬‫التحرري‬.‫الليبرالي‬ ‫يعد‬ُ ‫و‬ -‫قاسم‬‫أمين‬ )50( ‫أحد‬‫أبرز‬‫تلمذة‬‫محمد‬‫عبده‬‫الذين‬‫تجنحوا‬ ‫تدريجيا‬‫في‬‫مجاراة‬‫تيار‬،‫التغريب‬‫وإن‬‫كان‬‫اسمه‬‫قد‬‫اقترن‬‫بالدعوة‬ ‫إلى‬‫"تحرير‬،"‫المرأة‬‫فإن‬‫تجهده‬‫الفكري‬‫قد‬‫اعتبر‬‫أحد‬‫الروافد‬‫الهامة‬ ‫التي‬‫صبت‬‫في‬‫التيار‬‫الليبرالي‬.‫العام‬ ‫مقدمة‬‫العمال‬‫الكاملة‬،‫للكواكبي‬‫مركز‬‫ دراسات‬‫الوحدة‬،‫العربية‬،‫بيروت‬‫ط‬ 1،1995،‫ص‬37-94. 50 )(‫ولد‬‫ببلدة‬،‫بمصر‬ "‫"قرة‬‫في‬‫عائلة‬‫من‬‫أصل‬،‫كر دي‬‫نشأ‬‫وتعلم‬‫في‬ ‫السكندرية‬‫ثم‬‫في‬،‫القاهرة‬‫و درس‬‫الحقوق‬‫في‬‫مونبليه‬،‫بفرنسا‬‫وعمل‬‫في‬ ‫سلك‬،‫القضاء‬‫نال‬‫شهرة‬‫واسعة‬‫بكتابيه‬‫"تحرير‬"‫المرأة‬1899،‫و"المرأة‬ "‫الجديدة‬1900،‫وقد‬‫ساهم‬‫في‬‫تأسيس‬‫الجامعة‬‫عام‬1908،‫وتوفي‬‫في‬ ‫القاهرة‬1908،‫الزركلي‬ .،‫العلم‬‫م‬5،‫ص‬184. 25
  • 26. ‫ويأتي‬ -‫أحمد‬‫لطفي‬‫السيد‬ )51( )1872-1963‫لينطلق‬ (‫م‬‫بعيدا‬ ‫بالفكر‬‫الليبرالي‬‫في‬‫مصر‬‫عن‬‫النهج‬‫التوفيقي‬‫لمحمد‬.‫عبده‬ ‫فقد‬‫استبعد‬‫السلم‬‫كتشريع‬‫وكمرتجعية‬‫من‬‫مشروعه‬،‫الفكري‬ ‫وأخذ‬‫به‬‫كجانب‬‫خلقي‬ُ‫وكمرحلة‬‫تاريخية‬‫من‬‫مراحل‬‫تكوين‬ ‫الشخصية‬‫المصرية‬ )52( ،‫وأبدى‬‫إعجابا‬‫شديدا‬‫بالفلسفة‬،‫اليونانية‬ ‫فعمد‬‫إلى‬‫ترتجمة‬‫بعض‬‫مؤلفات‬‫أرسطو‬‫الذي‬‫كان‬‫من‬‫فرط‬ ‫إعجابه‬‫به‬‫يدعوه‬‫"سيدنا‬‫أرسطو‬‫رضي‬‫ا‬"‫عنه‬ )53( !! ‫واعتبره‬‫تجيل‬‫من‬‫الشباب‬،‫المثقف‬‫أستاذا‬،‫لهم‬‫فأسموه‬‫"أستاذ‬ ،"‫الجيل‬‫ذاك‬‫الجيل‬‫الذي‬‫تتلمذ‬‫على‬‫يديه‬‫في‬‫وفي‬ "‫"الجريدة‬ 51 )(‫ولد‬‫في‬‫قرية‬‫التابعة‬ "‫"برقين‬‫لمركز‬،‫بمصر‬ "‫"السنلوين‬‫وتخرج‬‫من‬ ‫مدرسة‬‫الحقوق‬‫في‬‫القاهرة‬1889،‫وعمل‬‫في‬‫سلك‬‫المحاماة‬‫وشارك‬‫في‬ ‫تأليف‬‫حزب‬"‫"المة‬1908،‫فكان‬،‫سكرتيره‬‫وحرر‬‫صحيفته‬‫حتى‬ "‫"الجريدة‬ 1922،‫وكان‬‫أحد‬‫أعضاء‬‫"الوفد‬‫وساهم‬ "‫المصري‬‫في‬‫تأسيس‬‫حزب‬‫"الحرار‬ "‫الدستوريون‬1922،‫وعمل‬‫مديرا‬‫لدار‬‫الكتب‬‫المصرية‬‫فمديرا‬‫للجامعة‬ ‫المصرية‬‫عدة‬،‫مرات‬‫ثم‬‫وزيرا‬،‫للمعارف‬‫والداخلية‬،‫والخارتجية‬‫ثم‬‫عضوا‬‫في‬ ‫مجلس‬،‫الشيوخ‬‫ثم‬‫رئيسا‬‫لمجمع‬‫اللغة‬‫العربية‬‫منذ‬1945‫حتى‬‫وفاته‬‫بالقاهرة‬ 1963،‫الزركلي‬ .،‫العلم‬‫م‬1،‫ص‬200. 52 )(‫حسن‬ .‫ د‬،‫حنفي‬‫هموم‬‫الفكر‬،‫والووطن‬‫ص‬148،‫شكري‬ .‫النهضة‬ ،‫والسقوط‬‫ص‬237-238. 53 )(‫حسين‬ .‫ د‬‫فوزي‬،‫النجار‬‫أحمد‬‫لطفي‬‫السيد‬‫أستاذ‬،‫الجيل‬‫الهيئة‬‫المصرية‬ ‫العامة‬،‫للكتاب‬‫ط‬2،1975،‫ص‬208. 26
  • 27. ‫"الجامعة‬"‫المصرية‬ )54( ،‫وتلقفوا‬‫أفكاره‬‫الليبرالية‬‫بكثير‬‫من‬‫العجاب‬ ‫والمتابعة‬ )55( . ‫ويكفي‬‫أن‬‫نعرف‬‫أن‬‫لطفي‬‫السيد‬‫هو‬‫الذي‬‫اشتق‬‫التسمية‬ ‫المناسبة‬‫برأيه‬‫للدللة‬‫على‬،"‫"الليبرالية‬‫فأوطلق‬‫عليها‬‫اسم‬‫"مذهب‬ ‫وفضلها‬ "‫الحريين‬‫على‬‫تسميتها‬‫بمذهب‬‫أو‬ "‫"الحرية‬‫مذهب‬ ،"‫"الحرار‬‫وكان‬‫يسميه‬‫مذهب‬‫أي‬ "‫"اللبراليزم‬‫مذهب‬‫أهل‬.‫السماح‬ ‫ونا دى‬‫بجعل‬‫هذا‬‫المذهب‬‫أساسا‬‫للنظام‬‫السياسي‬،‫والتجتماعي‬ ‫ولكل‬‫علقة‬‫بين‬‫الفر د‬،‫والمجتمع‬‫أو‬‫بين‬‫الفر د‬‫والحكومة‬ )56( . 54 )(‫حسين‬ .‫ د‬‫فوزي‬،‫النجار‬‫لطفي‬‫السيد‬‫والشخصية‬‫المصرية‬،‫الحديثة‬ ‫مكتبة‬‫القاهرة‬،‫الحديثة‬1963،‫ص‬198‫عفاف‬ .‫لطفي‬،‫السيد‬‫التجربة‬ ،‫الليبرالية‬‫ص‬336. 55 )(‫وحول‬‫أبرز‬‫ما‬‫قدمه‬‫من‬‫أفكار‬،‫ليبرالية‬،‫انظر‬‫لطفي‬،‫السيد‬‫صفحات‬ ،‫مطوية‬‫ص‬43-44،‫ص‬53-56،‫النجار‬ .‫أستاذ‬،‫الجيل‬‫ص‬204‫وحول‬ .‫موقفه‬ ‫من‬‫المبا دئ‬‫الدستورية‬،‫والديمقراوطية‬‫"خطاب‬‫الستاذ‬‫لطفي‬‫السيد‬‫بدار‬‫الحزب‬ ،"‫الديمقراوطي‬،‫السفور‬‫ع‬238،3‫يونيو‬(‫)حزيران‬1921،‫ص‬4-6. 56 )(‫أحمد‬‫لطفي‬،‫السيد‬‫"تطور‬‫حياتنا‬،"‫العقلية‬‫المقتطف‬،‫)القاهرة‬‫م‬88، ‫تجـ‬5،1‫مايو‬(‫)أيار‬1936،‫م‬10‫صفر‬1355،‫هـ‬‫ص‬588-589،‫النجار‬ .‫أستاذ‬ ،‫الجيل‬‫ص‬204-205،،‫النجار‬‫لطفي‬،‫السيد‬‫ص‬138-139،‫أحمد‬ .‫لطفي‬ ،‫السيد‬‫الحرية‬‫ومذاهب‬‫الحكم‬،‫الجديدة‬،‫الجريدة‬‫ع‬2058،20‫ ديسمبر‬‫)كانون‬ (‫أول‬1913،‫ص‬1‫عبداللطيف‬ .،‫حمزة‬‫أ دب‬‫المقالة‬‫الصحفية‬‫في‬،‫مصر‬‫)أحمد‬ ‫لطفي‬‫السيد‬‫في‬،(‫الجريدة‬‫ دار‬‫الفكر‬،‫العربي‬‫ط‬2،1961،‫ج‬6،‫ص‬24-31. 27
  • 28. ‫كما‬‫اقترح‬‫تسمية‬‫حزب‬‫الحرار‬‫الدستوريين‬‫عند‬‫تأسيسه‬‫باسم‬ ‫حزب‬‫"الحريين‬"‫الدستوريين‬ )57( . ‫وإذا‬‫كان‬‫المام‬‫محمد‬‫عبده‬‫يدعم‬‫نهجه‬‫الصلحي‬‫التوفيقي‬ ‫و‬ "‫بـ"الفكرة‬،"‫"الموقف‬‫من‬‫خلل‬‫العمل‬‫في‬،‫المؤسسات‬‫فإن‬ ‫لطفي‬‫السيد‬‫ومعه‬‫تجيل‬‫تجديد‬‫من‬‫الليبراليين‬‫مارسوا‬‫تعزيز‬‫النهج‬ ‫التحديثي‬،‫الليبرالي‬‫عبر‬‫بالجهد‬ "‫"الفكرة‬‫الفكري‬،‫والثقافي‬‫وعبر‬ ‫بالمشاركة‬ "‫"الموقف‬‫في‬‫أتجهزة‬،‫الدولة‬‫كتولي‬،‫الوزارة‬‫ورئاسة‬ ‫الجامعة‬‫وغيرها‬‫من‬‫مؤسسات‬.‫التوتجيه‬ ‫ويظهر‬ -‫منصور‬ .‫ د‬‫فهمي‬)1886-1958(‫م‬ )58( ‫؛‬‫كأحد‬‫أبرز‬‫رموز‬ ‫التيار‬‫تلقى‬ .‫الليبرالي‬‫تعليمه‬‫العالي‬‫في‬،‫باريس‬‫وناقش‬‫في‬‫عام‬ 1913‫م‬‫أوطروحة‬‫الدكتوراه‬‫بعنوان‬‫"حالة‬‫المرأة‬‫في‬‫التقاليد‬ ‫السلمية‬،"‫وتطوراتها‬‫وهي‬‫أول‬‫رسالة‬‫قدمها‬‫مصري‬‫في‬‫علم‬ .‫التجتماع‬ 57 )(،‫شرف‬‫وطه‬‫حسين‬‫وزوال‬‫المجتمع‬،‫التقليدي‬‫ص‬203. 58 )(‫ولد‬‫في‬‫قرية‬‫)شر‬‫مديرية‬ (‫نقاش‬‫الدقهلية‬‫عام‬1886،‫حصل‬‫على‬‫بعثة‬ ‫لدراسة‬‫الفلسفة‬‫في‬‫تجامعة‬‫باريس‬‫عام‬1908،‫وبعد‬‫حصوله‬‫على‬‫ درتجة‬ ‫الدكتوراه‬‫عام‬1913،‫عا د‬‫ليعمل‬‫لمدة‬‫ستة‬‫أشهر‬‫أستاذا‬‫في‬،‫الجامعة‬‫وبعدها‬ ‫فصل‬‫من‬‫الجامعة‬‫لمدة‬‫ست‬،‫سنوات‬‫ليعو د‬‫إليها‬‫عام‬1920،‫تولى‬‫عما دة‬‫كلية‬ ‫ال داب‬‫في‬‫الجامعة‬،‫المصرية‬‫واختير‬‫مديرا‬‫لدار‬،‫الكتب‬‫ثم‬‫مديرا‬‫لجامعة‬ ،‫السكندرية‬‫وأحيل‬‫على‬‫التقاعد‬‫عام‬1946،‫وتوفي‬‫في‬‫القاهرة‬‫عام‬1958، ‫منصور‬ .‫ د‬،‫فهمي‬‫أبحاث‬،‫وخطرات‬‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬‫للكتاب‬،(‫)القاهرة‬ 1973،‫ص‬20-21. 28
  • 29. ‫وقد‬‫أشرف‬‫عليها‬‫المستشرق‬‫اليهو دي‬‫ليفي‬‫بريل‬ )59( )1857- 1939،(‫م‬‫وتضمنت‬‫نقدا‬‫لذعا‬‫لحوال‬‫المرأة‬‫في‬‫المجتمع‬ ،‫السلمي‬‫بل‬‫ولموقف‬‫السلم‬‫من‬،‫المرأة‬‫ونهج‬‫فيها‬‫منهج‬‫النقد‬ ،‫التاريخي‬‫المتحرر‬‫من‬‫اللتزام‬‫بقدسية‬،‫الوحي‬‫ومفسرا‬‫نصوص‬ ‫القرآن‬،‫الكريم‬‫والحديث‬،‫الشريف‬‫وسلوك‬‫الرسول‬‫عليه‬‫السلم‬ ‫وفقا‬‫لمناهج‬.‫المستشرقين‬ ‫وعندما‬‫عا د‬‫إلى‬،‫مصر‬‫عمل‬‫مدرسا‬‫في‬‫الجامعة‬،‫المصرية‬‫لكنه‬ ‫أخرج‬ُ‫منها‬‫عندما‬‫نشرت‬‫الصحف‬‫مقتطفات‬‫من‬‫أوطروحته‬‫التي‬‫كتبها‬ ،‫بالفرنسية‬‫ولم‬‫يحاول‬‫إوطلقا‬‫إعا دة‬‫نشرها‬،‫بالعربية‬‫وكان‬‫عضوا‬ ‫في‬‫"تجماعة‬،"‫السفور‬‫وفي‬‫الحزب‬‫الديمقراوطي‬،‫المصري‬‫وأحد‬ ‫أبرز‬‫تاب‬ّ ‫ك‬."‫"السياسة‬ ‫لكن‬‫منصور‬‫فهمي‬‫أعا د‬‫النظر‬‫في‬‫كثير‬‫من‬‫قناعاته‬،‫الفكرية‬‫فعا د‬ ‫ليبدي‬‫تفهما‬‫لحقائق‬‫السلم‬‫بعيدا‬‫عن‬‫المفاهيم‬‫الستشراقية‬‫التي‬ ‫خيمت‬‫على‬‫فكره‬‫في‬‫بواكير‬،‫الشباب‬‫وراح‬‫يعبر‬‫عن‬‫هذا‬‫الموقف‬ ‫منذ‬‫نهاية‬‫عقد‬،‫العشرينيات‬‫عبر‬‫مقالته‬،‫الصحفية‬‫ونشاوطه‬‫الفكري‬ ‫العام‬ )60( . 59 )(‫حول‬‫حياته‬‫ونتاتجه‬،‫الفكري‬‫يمكن‬‫مراتجعة؛‬‫كميل‬ .‫ د‬،‫الحاج‬‫الموسوعة‬ ‫سرة‬ّ ‫المي‬‫في‬‫الفكر‬‫الفلسفي‬‫والتجتماعي‬،(‫)عربي-إنجليزي‬‫مكتبة‬،‫لبنان‬ ،‫بيروت‬‫ط‬1،2000،‫م‬‫ص‬507-508. 60 )(‫منصور‬ .‫ د‬،‫فهمي‬‫أبحاث‬،‫وخطرات‬‫ص‬ (‫)المقدمات‬7-33‫محمد‬ .‫تجابر‬ ،‫النصاري‬‫تحولت‬‫الفكر‬‫والسياسة‬‫في‬‫الشرق‬‫العربي‬1930-1970،‫عالم‬ 29
  • 30. ‫ول‬ -‫يمكن‬‫استكمال‬‫صورة‬‫الفكر‬‫الليبرالي‬‫في‬‫مصر‬‫ دون‬‫التوقف‬ ‫ل‬ً ‫م‬ ‫مطو‬‫مع‬‫تجربة‬‫محمد‬ .‫ د‬‫حسين‬‫هيكل‬ )61( )1888-1956،(‫م‬‫فقد‬ ‫تتلمذ‬‫في‬‫السياسة‬‫والفكر‬‫على‬‫لطفي‬،‫السيد‬‫وفي‬‫باريس‬‫انفتح‬ ‫على‬‫الثقافة‬‫الوروبية‬‫بكل‬،‫تجلياتها‬‫وأبدى‬‫إعجابا‬‫بها‬‫وحماسا‬‫كبيرا‬ ‫نحوها‬ )62( ،‫وساهم‬‫في‬‫صياغة‬‫الفكر‬‫الليبرالي‬‫في‬‫مصر‬‫عبر‬ ‫المعرفة‬)35،(،‫الكويت‬‫نوفمبر‬‫)تشرين‬(‫ثاني‬1980،‫ص‬21،‫النصاري‬ . ‫الفكر‬‫العربي‬‫وصراع‬،‫الضدا د‬‫ص‬58‫أحمد‬ .‫ د‬ .‫عبدالحليم‬‫عطية‬‫"الخلق‬ ‫التجتماعية‬‫في‬‫الفكر‬‫العربي‬،"‫المعاصر‬‫شؤون‬‫عربية‬،(‫)القاهرة‬‫ع‬69، ،‫آذار/مارس‬1992،‫ص‬182،‫عوض‬ .‫أوراق‬،‫العمر‬‫ص‬613. 61 )(‫ولد‬‫في‬‫عام‬1888‫في‬‫قرية‬‫"كفر‬‫بالدقهلية‬ "‫غانم‬‫في‬‫أسرة‬‫ذات‬،‫ثراء‬ ‫أتم‬‫ دراسته‬‫البتدائية‬‫عام‬1901،‫وحصل‬‫على‬‫البكالوريوس‬‫عام‬1905،‫ درس‬ ‫الحقوق‬‫في‬‫مدرسة‬‫الحقوق‬،‫بالقاهرة‬‫ثم‬‫سافر‬‫إلى‬،‫باريس‬‫وحصل‬‫من‬ ‫السوربون‬‫على‬‫ درتجة‬‫الدكتوراه‬‫في‬‫القانون‬‫عام‬1912،‫وبعد‬‫عو دته‬‫إلى‬ ،‫مصر‬‫ درس‬‫في‬‫الجامعة‬‫لفترة‬،‫قصيرة‬‫ثم‬‫مارس‬،‫المحاماة‬‫ونشط‬‫في‬ ‫ميا دين‬‫الصحافة‬،‫والسياسة‬‫فقد‬‫كتب‬‫في‬‫منذ‬ "‫"الجريدة‬‫بواكير‬،‫الشباب‬‫كما‬ ‫كتب‬‫في‬‫وترأس‬ "‫"السفور‬‫تحرير‬‫وطيلة‬ "‫"السياسة‬‫فترة‬،‫صدورها‬‫كان‬‫عضوا‬ ‫في‬‫"تجماعة‬،"‫السفور‬‫ثم‬‫في‬‫"الحزب‬‫الديمقراوطي‬‫الذي‬ "‫المصري‬‫انبثق‬،‫عنها‬ ‫ثم‬‫عضوا‬‫مؤسسا‬‫في‬‫حزب‬‫الحررا‬،‫الدستوريين‬‫وتولى‬‫رئاسته‬‫عام‬1942، ‫وقد‬‫لد‬ّ ‫تق‬‫عد دا‬‫من‬‫المناصب‬‫الوزارية‬،‫كالمعارف‬‫والشؤون‬،‫التجتماعية‬‫وتولى‬ ‫رئاسة‬‫مجلس‬‫الشيوخ‬1945-1950‫وتوفي‬‫في‬‫القاهرة‬1956‫حسين‬ .‫ د‬ . ‫فوزي‬،‫النجار‬‫هيكل‬ .‫ د‬‫وتاريخ‬‫تجيل‬1888-1956،‫الهيئة‬‫المصرية‬‫العامة‬ ،‫للكتاب‬1988‫ص‬ .9-43،‫ص‬319،‫ص‬353. 62 )(،‫ن‬ .‫م‬‫ص‬31-33،‫ص‬77-78. 30
  • 31. ‫ترتجماته‬‫المتعد دة‬‫في‬‫ال دب‬‫الفرنسي‬‫خاصة‬‫لناتول‬‫فرانس‬ )63( ، ‫وعبر‬،‫مؤلفاته‬‫وكان‬‫من‬‫أهمها‬‫"تجان‬‫تجاك‬‫حياته‬ :‫روسو‬) "‫وأ دبه‬ 1921-1923‫وإن‬ .(‫م‬‫كان‬‫تجهده‬‫الفكري‬‫والثقافي‬‫البرز‬‫في‬ ‫رئاسة‬‫تحرير‬،"‫"السياسة‬‫أبرز‬‫منابر‬‫الفكر‬‫الليبرالي‬‫في‬‫مصر‬‫خلل‬ ‫هذه‬‫المرحلة‬ )64( . ‫وإذا‬‫كان‬‫هيكل‬ .‫ د‬‫من‬‫أتجرأ‬‫من‬‫بر‬ّ ‫ع‬‫عن‬‫أفكاره‬‫التحديثية‬،‫الليبرالية‬ ‫فإنه‬‫أيضا‬‫تمتع‬‫بقدر‬‫ل‬ٍ ‫عا‬‫من‬‫الجرأة‬‫في‬‫التعبير‬‫عن‬‫مراتجعات‬ ‫فكرية‬‫عميقة‬‫وتجذرية‬‫إلى‬‫حد‬،‫ما‬‫في‬‫مرحلة‬‫العو دة‬‫إلى‬‫السلم‬ 63 )(‫حول‬‫شخصية‬‫الكاتب‬‫الفرنسي‬‫أناتول‬‫فرانس‬1844-1924،‫وأ دبه‬ ‫يمكن‬،‫مراتجعة‬‫علي‬،‫كامل‬‫أناتول‬‫فرانس‬‫بعد‬‫عشرة‬‫أعوام‬‫من‬.‫وفاته‬ ،‫المقتطف‬‫م‬85،‫تجـ‬4،‫أول‬‫ ديسمبر‬‫)كانون‬(‫أول‬1934،‫ص‬422-432. ‫عباس‬‫محمو د‬،‫العقا د‬‫مطالعات‬‫في‬‫الكتب‬،‫والحياة‬‫ دار‬‫الكتاب‬،‫العربي‬،‫بيروت‬ ،‫ د.ت‬‫ص‬243-253. 64 )(،‫الشلق‬‫العلمانية‬‫والفكر‬،‫المصري‬‫المجلة‬‫التاريخية‬‫المصرية‬ ،(‫)القاهرة‬‫م‬30-31/1983-1984،‫ص‬450،‫تجب‬ .،‫ دراسات‬‫ص‬355. 31
  • 32. ‫أو‬‫إلى‬"‫"التوفيقية‬ )65( ‫في‬‫عقد‬،‫الثلثينيات‬‫لقد‬‫استفزته‬‫الهجمة‬ ‫التبشرية‬‫على‬‫مصر‬ )66( ،‫فتصدى‬‫لها‬ )67( . ‫وبدأت‬‫المقالت‬‫السلمية‬‫تجد‬‫سبيلها‬‫للنشر‬‫على‬‫صفحات‬ "‫"السياسة‬ )68( ،‫وانطلق‬‫يؤلف‬‫في‬‫الدراسات‬،‫السلمية‬‫فأصدر‬ ‫"حياة‬) "‫محمد‬1932-1935،(‫م‬‫و"في‬‫منـزل‬"‫الوحي‬1936،‫م‬‫كما‬ ‫عبر‬‫بصراحة‬‫عن‬‫خيبة‬‫أمل‬‫عميقة‬‫بالحضارة‬،‫الغربية‬‫وبسياسات‬ 65 )(‫حول‬‫مصطلح‬‫ومظاهر‬ "‫"التوفيقية‬‫العو دة‬‫إلى‬،"‫"التوفيقية‬،‫النصاري‬ ‫الفكر‬‫العربي‬‫وصراع‬،‫الضدا د‬‫ص‬97-106. 66 )(‫وتصدى‬‫مجلس‬‫النواب‬‫لمناقشة‬‫خطر‬‫التبشير‬‫في‬‫مرات‬،‫عديدة‬‫الدولة‬ ،‫المصرية‬‫مجلس‬،‫النواب‬‫مجموعة‬‫محاضر‬‫النعقا د‬،‫الثالث‬‫م‬3،‫محاضر‬ ‫الجلسات‬56-74،)7‫مايو‬(‫)أيار‬1933-27‫يونيو‬(‫)حزيران‬1933‫تجلسة‬ (‫يوم‬ 14‫يونيو‬1933،‫المطبعة‬،‫الميرية‬1933،‫ص‬1736-1737. 67 )(،‫هيكل‬،‫مذكرات‬‫ج‬1،‫ص‬272-273،‫هيكل‬ .‫ د‬ .‫"العتداء‬‫المنظم‬‫على‬ ،‫السلم‬‫وواتجب‬‫الحكومة‬‫في‬‫المبا درة‬‫إلى‬،"‫قمعه‬،‫السياسة‬‫ع‬2316،14 ‫إبريل‬(‫)نيسان‬1930،‫ص‬3،‫هيكل‬ .‫ د‬ .‫"أيها‬،‫المبشرون‬‫أرض‬‫ا‬،‫واسعة‬ ‫فإليكم‬‫عن‬‫بل د‬،‫المسلمين‬،"‫"السياسة‬،‫القاهرة‬‫ع‬4162،31‫ ديسمبر‬1936. ‫ص‬1-2. 68 )(‫محب‬‫الدين‬،‫الخطيب‬‫"هل‬‫كان‬‫المعز‬‫لدين‬‫ا‬‫فاتحا‬،‫أتجنبيا‬ ،"‫"السياسة‬،(‫)القاهرة‬‫ع‬4125،6‫أكتوبر‬‫)تشرين‬،(‫أول‬1936،‫ص‬1‫الشيخ‬ . ‫محمو د‬‫شلتوت‬‫"السراء‬‫تثبيت‬،"‫وتكريم‬،‫السياسة‬،‫القاهرة‬‫ع‬4126،7‫أكتوبر‬ ‫)تشرين‬(‫أول‬1936،‫ص‬1‫عبدالمنعم‬ .‫حسين‬‫علي‬‫"الصلح‬‫الديني‬‫وحاتجة‬ ‫المة‬،"‫إليه‬‫السياسة‬،‫القاهرة‬‫ع‬4133،16‫أكتوبر‬‫)تشرين‬(‫أول‬1936،‫ص‬ 1-2. 32
  • 33. ،‫الغرب‬‫وبفرص‬‫نجاح‬‫الثقافة‬‫الغربية‬‫في‬‫البيئة‬‫المصرية‬ ‫والعربية‬ )69( . ‫ويعد‬ -‫وطه‬ .‫ د‬‫حسين‬)1889-1973(‫م‬ )70( ،‫من‬‫أبرز‬‫ دعاة‬‫الليبرالية‬ ‫والتحديث‬‫في‬‫هذه‬،‫المرحلة‬‫فبعد‬‫أن‬‫ درس‬‫في‬‫الزهر‬)1902- 1908،(‫م‬‫غا دره‬‫إلى‬‫الجامعة‬،‫المصرية‬‫فغا در‬‫بذلك‬‫ثقافة‬‫الزهر‬ ‫ليتجه‬‫في‬‫وطريق‬‫الثقافة‬‫الغربية‬‫المسيطرة‬‫في‬‫الجامعة‬،‫المصرية‬ ‫ولما‬‫انتقل‬‫للدراسة‬‫في‬‫باريس‬‫مق‬ّ ‫تع‬‫التوتجه‬‫نحو‬‫الغرب‬‫الثقافي‬ ‫في‬‫وتجدان‬‫وطه‬‫حسين‬.‫وعقله‬ 69 )(‫محمد‬‫حسين‬،‫هيكل‬‫حياة‬،‫محمد‬‫مكتبة‬‫النهضة‬‫المصرية‬،(‫)القاهرة‬‫ط‬ 8،1963،،(‫)المقدمة‬‫ص‬2-3. 70 )(‫ولد‬‫في‬‫العام‬1889‫في‬‫قرية‬‫مغاغة‬‫بمحافظة‬،‫المنيا‬‫كف‬ُ‫بصره‬‫في‬ ‫السا دسة‬‫من‬،‫عمره‬‫ درس‬‫في‬،‫الزهر‬‫ثم‬‫التحق‬‫عام‬1908‫بالجامعة‬ ،‫المصرية‬‫وحصل‬‫على‬‫ درتجة‬‫الدكتوراه‬‫فيها‬‫عام‬1914،‫ثم‬‫أوفدته‬‫الجامعة‬ ‫في‬‫بعثة‬‫إلى‬،‫فرنسا‬‫وحصل‬‫على‬‫ درتجة‬‫الدكتوراه‬‫في‬‫السوربون‬‫عام‬1918، ‫وعا د‬‫ليعمل‬‫أستاذا‬‫للتاريخ‬‫القديم‬‫بالجامعة‬‫وفي‬ .‫المصرية‬‫عام‬1928‫عين‬ ‫عميدا‬‫لكلية‬،‫ال داب‬‫ولما‬‫أبعد‬‫عن‬‫الجامعة‬‫عام‬1932‫أوطلقت‬‫عليه‬‫الصحافة‬ ‫"عميد‬‫ال دب‬،"‫العربي‬‫ثم‬‫عا د‬‫إلى‬‫الجامعة‬‫بعد‬،‫عامين‬‫وتولى‬‫عما دة‬‫كلية‬ ‫ال داب‬1936-1939‫ثم‬ .‫نقل‬‫إلى‬‫وزارة‬‫المعارف‬‫عام‬1939،‫وفي‬‫العام‬ 1942‫أنتدب‬‫مديرا‬‫لجامعة‬‫السكندرية‬‫عند‬،‫تأسيسها‬‫وفي‬‫العام‬1950‫عين‬ ‫وزيرا‬،‫للمعارف‬‫وفي‬28‫أكتوبر‬‫)تشرين‬(‫أول‬1973‫توفي‬‫في‬‫وطه‬ .‫القاهرة‬ ‫حسين‬‫ببلوغرافيا‬1889-1973،،"‫"القاهرة‬،‫القاهرة‬‫ع‬132‫نوفمبر‬‫)تشرين‬ (‫ثاني‬1993،‫ص‬120-122. 33
  • 34. ‫أبدى‬‫اهتماما‬‫بالفكر‬‫التجتماعي‬‫منذ‬‫أن‬‫أعد‬‫أطروحته‬‫لنيل‬‫درتجة‬ ‫الدكتوراه‬‫في‬‫تجامعة‬‫السوربون‬‫عام‬1918،‫م‬‫بعنوان‬‫"فلسفة‬‫ابن‬ ‫خلدون‬‫بإشراف‬ "‫التجتماعية‬‫عالم‬‫التجتماع‬‫اليهودي‬‫إميل‬‫دور‬ ‫كهايم‬ )71( )1858-1917،(‫م‬‫كما‬‫أبدى‬‫اهتماما‬‫بالفلسفة‬،‫اليونانية‬ ‫والفلسفة‬‫والفكر‬‫الوروبيين‬‫وارتبط‬ .‫الحديثين‬‫بصداقة‬‫فكرية‬ ‫وسياسية‬‫حميمة‬‫مع‬‫أحمد‬‫لطفي‬،‫السيد‬‫كما‬‫ارتبط‬‫بحزب‬‫الحرار‬ ،‫الدستوريين‬‫ثم‬‫تحول‬‫في‬‫مطلع‬‫الثلثينيات‬‫نحو‬‫الوفد‬ )72( . ‫خر‬ّ‫ر‬ ‫س‬‫طه‬‫حسين‬‫كل‬‫تجهوده‬‫الفكرية‬‫والدبية‬‫والكاديمية‬ ،‫والسياسية‬‫لخدمة‬‫الفكر‬‫الليبرالي‬‫الغربي‬‫الذي‬‫آمن‬،‫به‬‫ووقف‬ ‫حياته‬‫للدعوة‬‫للمفاهيم‬‫والقيم‬،‫الليبرالية‬‫وانخرط‬‫ل‬ً ‫ف‬ ‫طوي‬‫في‬ ‫معركة‬‫"القديم‬"‫والجديد‬ )73( . ‫وكثيرا‬‫ما‬‫لجأ‬‫إلى‬‫الستفزاز‬،‫والثارة‬‫عندما‬‫كان‬‫يعمد‬‫إلى‬‫مصادمة‬ ‫الناس‬‫في‬‫معتقداتهم‬،‫الدينية‬‫كما‬‫فعل‬‫في‬‫كتابه‬‫"في‬‫الشعر‬ ،"‫الجاهلي‬‫وظلت‬‫تطارده‬‫تهمة‬‫تقديم‬‫"دراسات‬‫لطلبته‬ "‫إلحادية‬ 71 )(‫حول‬‫شخصيته‬‫وحياته‬‫ونتاتجه‬،‫الفكري‬‫يمكن‬‫مراتجعة؛‬،‫الحاج‬ ‫الموسوعة‬‫الميسرة‬‫في‬‫الفكر‬‫الفلسفي‬،‫والتجتماعي‬‫ص‬226-229. 72 )(،‫م.ن‬120-122. 73 )(‫طه‬،‫حسين‬‫حديث‬،‫الربعاء‬‫دار‬،‫المعارف‬،‫القاهرة‬‫ط‬10،،‫د.ت‬‫)ثلثة‬ ‫ج‬ (‫أتجزاء‬3،‫ص‬375‫عبر‬ .‫طه‬‫حسين‬‫عن‬‫موقفه‬‫من‬‫هذه‬‫المسألة‬‫في‬‫عدة‬ ‫مقالت‬‫تجمعت‬‫في‬‫"حديث‬،"‫الربعاء‬‫أما‬‫خصمه‬‫في‬‫هذه‬‫المعركة‬‫فقد‬‫كان‬ ‫مصطفى‬‫صادق‬،‫الرافعي‬‫انظر‬‫مصطفى‬‫صادق‬،‫الرافعي‬‫تحت‬‫راية‬،‫القرآن‬ ‫المعركة‬‫بين‬‫القديم‬،‫والجديد‬‫دار‬‫الكتاب‬،‫العربي‬،‫بيروت‬‫ط‬8،1983. 34
  • 35. ‫في‬،‫الجامعة‬‫وتسببت‬‫في‬‫إخراتجه‬‫من‬‫الجامعة‬‫عام‬1931‫م‬ )74( ، ‫لكنه‬‫ساهم‬‫في‬‫الحملة‬‫على‬‫النشاط‬‫التبشيري‬‫في‬‫مصر‬ )75( . ‫وأصدر‬‫في‬‫ديسمبر‬1033‫م‬‫كتابه‬‫على‬‫"هامش‬،"‫السيرة‬‫وقد‬‫أتى‬ ‫متزامنا‬‫مع‬‫دراسات‬‫هيكل‬‫في‬.‫السيرة‬ ‫لكن‬‫طه‬‫حسين‬‫لم‬‫يظهر‬‫شيئا‬‫من‬‫المراتجعة‬‫الفكرية‬،‫كهيكل‬ ‫ويصرح‬‫بأن‬‫هذه‬‫الدراسة‬‫تأتي‬‫في‬‫إطار‬‫تقديم‬‫الدراسات‬‫الدبية‬ ،‫الترفيهية‬‫التي‬‫رب‬ّ‫ر‬ ‫تق‬‫صورة‬‫الدب‬‫العربي‬‫القديم‬،‫للشباب‬‫وتقدم‬ ‫ترفيها‬‫للنفوس‬‫المتعبة؛‬:‫فيقول‬ ‫"وأحب‬‫أن‬‫يعلم‬‫هؤلء‬‫أن‬‫العقل‬‫ليس‬‫كل‬،‫شيء‬‫وأن‬‫للناس‬ ‫ملكات‬‫أخرى‬‫ليست‬‫أقل‬‫حاتجة‬‫إلى‬‫الغذاء‬‫والرضا‬‫من‬،‫العقل‬‫وأن‬ ‫هذه‬‫الخبار‬‫والحاديث‬‫إذا‬‫لم‬‫يطمئن‬‫إليها‬،‫العقل‬‫ولم‬‫يرضها‬ 74 )(‫عبدالعزيز‬،‫شرف‬‫طه‬‫حسين‬‫وزوال‬‫المجتمع‬،‫التقليدي‬‫ص‬169-170. ‫أنور‬،‫الجندي‬‫الصحافة‬‫في‬ .‫والسياسة‬‫مصر‬‫منذ‬‫نشأتها‬‫إلى‬‫الحرب‬‫العالمية‬ ،‫الثانية‬‫مطبعة‬،‫الرسالة‬،‫القاهرة‬،‫د.ت‬‫ص‬402-403. 75 )(‫يمكن‬‫تكوين‬‫فكرة‬‫أوضح‬‫حول‬‫موقفه‬‫من‬‫التبشير‬‫بمراتجعة‬‫أهم‬ ‫مقالته‬‫في‬‫هذه‬،‫المسألة‬‫نشر‬ُ‫ش‬ "‫"عوتجاء‬ :‫وهي‬‫بتاريخ‬8/8/1933،‫انظره‬،‫في‬ ‫د.طه‬،‫حسين‬،‫تجديد‬‫تحقيق‬‫وتقديم‬‫محمد‬‫سيد‬،‫كيلني‬‫دار‬،‫الفرحاني‬ ‫القاهرة‬1984،‫ص‬26-31‫نشر‬ "‫"نجدة‬ .‫بتاريخ‬29/8/1933،‫انظره‬،‫في‬‫طه‬ ،‫حسين‬،‫تجديد‬‫ص‬132-137‫نشر‬ "‫"نداء‬ .‫بتاريخ‬21/9/1933،‫انظره‬،‫في‬ ‫طه‬،‫حسين‬،‫تجديد‬‫ص‬253-258‫وهي‬ .‫من‬‫ألفها‬‫إلى‬‫يائها‬‫تندرج‬‫في‬‫سياق‬ ‫الحملة‬‫على‬‫وزارة‬‫إسماعيل‬،‫صدقي‬‫وتقصد‬،‫إحراتجها‬‫وإظهارها‬‫في‬‫ثوب‬ ‫الحامي‬‫للتبشير‬‫أو‬‫العاتجز‬‫عن‬.‫مقاومته‬ 35