نموذج من رسالة ماجستير في الفقه المقارن بعنوان الطعن في أحكام القضاء

1. ٕ‫الجاى‬‫املبحح‬
‫ّعكال‬‫غسعا‬‫دزجتني‬ٙ‫عل‬ٕ‫ّالتكاض‬‫االضتٝياف‬
‫ك‬ ‫المبحث‬ ‫هذا‬ ‫خطة‬‫يأتي‬ ‫ما‬:
‫شرعا‬ ‫درجتين‬ ‫على‬ ‫والتقاضي‬ ‫الاستئناف‬ :‫الأول‬ ‫المطلب‬
‫ومناقشتها‬ ‫للاستئناف‬ ‫جيزين‬‫م‬‫ال‬ ‫أدلة‬ :‫الأول‬ ‫الفرع‬
‫ومناقشتها‬ ‫الاستئناف‬ ‫من‬ ‫المانعين‬ ‫أدلة‬ :‫الثاني‬ ‫الفرع‬
‫الترجيح‬ :‫الثالث‬ ‫الفرع‬
‫الثا‬ ‫المطلب‬‫عقلا‬ ‫درجتين‬ ‫على‬ ‫والتقاضي‬ ‫الاستئناف‬ :‫ني‬
‫درجتين‬ ‫على‬ ‫للتقاضي‬ ‫المؤيدة‬ ‫جج‬‫ح‬‫ال‬ :‫الأول‬ ‫الفرع‬
‫درجتين‬ ‫على‬ ‫للتقاضي‬ ‫الرافضة‬ ‫جج‬‫ح‬‫ال‬ :‫الثاني‬ ‫الفرع‬
‫الترجيح‬ :‫الثالث‬ ‫الفرع‬

2. ‫القضاء‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫الطعن‬–‫الفقه‬ ‫بين‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬‫والنظم‬‫الإسلامي‬‫ة‬‫المصري‬ ‫والقانون‬
355
‫البحث‬ ‫خامتة‬
‫امل‬‫طلب‬‫األ‬‫ّل‬
‫غسعا‬‫دزجتني‬ٙ‫عل‬ٕ‫ّالتكاض‬‫االضتٝياف‬
‫مشروعية‬ ‫حول‬ ‫المعاصرين‬ ‫الباحثين‬ ‫بين‬ ‫خلاف‬ ‫هناك‬،‫الإسلامي‬ ‫الفقه‬ ‫في‬ ‫الاستئناف‬
‫عرض‬ ‫وقد‬ ،‫حرمه‬‫ي‬ ‫وبعضهم‬ ،‫جيزه‬‫ي‬ ‫فأكثرهم‬‫عياد‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫كتور‬‫الد‬‫قال‬ ‫ثم‬ ،‫الرأيين‬:«‫وفي‬
‫بالنقض‬ ‫عليه‬ ‫الطعن‬ ‫جاز‬ ‫وإن‬ ،‫بالاستئناف‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬ ‫الطعن‬ ‫جوز‬‫ي‬ ‫لا‬ ‫الأول‬ ‫الرأي‬ ‫منطق‬
‫بالاستئناف‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬ ‫الطعن‬ ‫جوز‬‫ي‬ ‫الثاني‬ ‫الرأي‬ ‫منطق‬ ‫وفي‬ ،)‫(التمييز‬‫والنقض‬»(1)
.
‫إن‬ ‫يقول‬ ‫الذي‬ ‫واصل‬ ‫فريد‬ ‫نصر‬ ‫الدكتور‬ ‫للاستئناف‬ ‫جيزين‬‫م‬‫ال‬ ‫أبرز‬ ‫ومن‬‫أمر‬ ‫الاستئناف‬
«‫الإسلامي‬ ‫الفقه‬ ‫يقرره‬»(2)
،‫و‬‫إ‬ ‫يقول‬ ‫الذي‬ ‫كرمي‬ ‫جاج‬‫ع‬ ‫حافظ‬ ‫الدكتور‬‫الرسول‬ ‫ن‬‫ﷺ‬‫أقر‬ ‫قد‬
«‫وتمييزه‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫استئناف‬ ‫مبدأ‬»(3)
‫صور‬ ‫من‬ ‫صورة‬ ‫جعله‬ ‫الذي‬ ‫عثمان‬ ‫رأفت‬ ‫محمد‬ ‫والدكتور‬ ،
‫ب‬ ‫الدفع‬‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫عد‬(4)
.‫النظر‬ ‫إعادة‬ ‫بالتماس‬ ‫خاص‬‫ل‬‫ا‬ ‫الفصل‬ ‫في‬ ‫تفصيلا‬ ‫لذلك‬ ‫البحث‬ ‫تعرض‬ ‫وقد‬ ،
‫التحرير‬ ‫حزب‬ ‫مؤسس‬ ‫النبهاني‬ ‫الدين‬ ‫تقي‬ ‫الشيخ‬ ‫الاستئناف‬ ‫من‬ ‫المانعين‬ ‫أبرز‬ ‫ومن‬(5)
‫في‬
‫كتاب‬«‫له‬ ‫الموجبة‬ ‫الأسباب‬ ‫أو‬ ‫الدستور‬ ‫مقدمة‬»‫وكتاب‬ ،«‫الإسلام‬ ‫في‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫نظام‬»‫جاء‬ ‫حيث‬ ‫؛‬
‫المادة‬ ‫في‬78:«‫لا‬‫القضية‬ ‫في‬ ‫البت‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫فالقضاء‬ ،‫تمييز‬ ‫حاكم‬‫م‬ ‫ولا‬ ،‫استئناف‬ ‫حاكم‬‫م‬ ‫توجد‬
ً‫ق‬‫مطل‬ ‫آخر‬ ‫قاض‬ ‫حكم‬ ‫ينقضه‬ ‫ولا‬ ،‫نافذ‬ ‫حكمه‬‫ف‬ ‫حكم‬‫ل‬‫با‬ ‫القاضي‬ ‫نطق‬ ‫فإذا‬ ،‫واحدة‬ ‫درجة‬‫إذا‬ ‫إلا‬ ،‫ا‬
ّ‫نص‬ ‫خالف‬ّ‫قطعي‬ ‫ا‬‫الصحابة‬ ‫إجماع‬ ‫أو‬ ،‫رسوله‬ ‫سنة‬ ‫أو‬ ،‫ه‬ّ‫الل‬ ‫كتاب‬ ‫من‬ ‫ا‬»(6)
.
‫أيضا‬ ‫الاستئناف‬ ‫من‬ ‫المانعين‬ ‫أبرز‬ ‫ومن‬:‫قال‬ ‫الذي‬ ‫ياسين‬ ‫نعيم‬ ‫محمد‬ ‫الدكتور‬«‫الوضعية‬ ‫القوانين‬
(1)‫القضاء‬ ‫علم‬ ‫أصول‬–‫والاختصاص‬ ‫والدعوى‬ ‫القضائي‬ ‫التنظيم‬ ‫في‬ ‫المرافعات‬ ‫قواعد‬–‫وبأنظمة‬ ‫الإسلامي‬ ‫بالفقه‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬
‫الإدارة‬ ‫معهد‬ ،‫عياد‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ،‫السعودية‬ ‫العربية‬ ‫كة‬ ‫الممل‬( ،‫د.ط‬ ،‫ياض‬‫الر‬ ،‫السعودية‬ ‫العربية‬ ‫كة‬ ‫بالممل‬ ‫العامة‬1481‫ه‬-
1981)‫م‬‫ص‬ :283.
(2‫ص‬ :‫واصل‬ ‫فريد‬ ‫نصر‬ ،‫القضائية‬ ‫السلطة‬ )262.
(3)‫الرسول‬ ‫عصر‬ ‫في‬ ‫الإدارة‬‫ﷺ‬‫تأليف‬ ،‫ط‬ ،‫القاهرة‬ ،‫السلام‬ ‫دار‬ ،‫كرمي‬ ‫جاج‬‫ع‬ ‫أحمد‬1،1427: ‫ه‬‫ص‬231.
(4)‫الإسلامي‬ ‫الفقه‬ ‫في‬ ‫القضائي‬ ‫النظام‬‫رأف‬ ‫محمد‬ ‫للدكتور‬ ،‫عثمان‬ ‫ت‬:‫(ص‬559.)
(5:‫هو‬ )‫العربية‬ ‫البلاد‬ ‫في‬ ‫حاكمة‬‫ل‬‫ا‬ ‫النظم‬ ‫إسقاط‬ ‫إلى‬ ‫ويدعو‬ ، ‫عام‬ ‫الأردن‬ ‫في‬ ‫نشأ‬ ،‫العالم‬ ‫في‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫لنظم‬ ‫تابع‬ ‫غير‬ ‫إسلامي‬ ‫سياسي‬ ‫حزب‬
‫بدلا‬ ‫خلافة‬‫ل‬‫ا‬ ‫نظام‬ ‫وإقامة‬ ،‫كفرها‬‫اعتقاده‬ ‫على‬ ً‫بناء‬ ‫والإسلامية‬‫م‬‫وب‬ ،‫ية‬‫الآسيو‬ ‫الدول‬ ‫وبعض‬ ‫إندونيسيا‬ ‫في‬ ‫انتشار‬ ‫وله‬ ،‫نها‬‫يطانيا‬‫ر‬–
‫رسمي‬ ‫بشكل‬ ‫فيها‬ ‫يعمل‬ ‫حيث‬–‫ضئيل‬ ‫ووجوده‬ ،‫يا‬‫وسور‬ ،‫والأردن‬ ،‫ولبنان‬ ،‫حتلة‬‫م‬‫ال‬ ‫فلسطين‬ ‫في‬ ٌ‫د‬‫تواج‬ ‫وله‬ ،‫أوربا‬ ‫ودول‬ ‫وأمريكا‬
.‫العربية‬ ‫الدول‬ ‫من‬ ‫وكثير‬ ‫مصر‬ ‫في‬
(6)‫ط‬ ،‫النبهاني‬ ‫الدين‬ ‫تقي‬ ،‫الإسلام‬ ‫في‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫نظام‬6( ،‫بيروت‬ ،‫الأمة‬ ‫دار‬ ،1422‫ه‬-2882‫ص‬ :)‫م‬198‫الدست‬ ‫مقدمة‬ ،‫أو‬ ‫ور‬
( ،‫بيروت‬ ،‫الأمة‬ ‫دار‬ ،‫النبهاني‬ ‫الدين‬ ‫تقي‬ ،‫له‬ ‫الموجبة‬ ‫الأسباب‬1438‫ه‬-2889‫ج‬ :)‫م‬1‫/ص‬253‫المادة‬ ،83.‫وشرحها‬

3. ‫القضاء‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫الطعن‬–‫الفقه‬ ‫بين‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬‫والنظم‬‫الإسلامي‬‫ة‬‫المصري‬ ‫والقانون‬
356
‫البحث‬ ‫خامتة‬
‫يريد‬ ‫جديدة‬ ‫جة‬‫ح‬ ‫أية‬ ‫معه‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫وإن‬ ،‫خصم‬‫ل‬‫ا‬ ‫ذلك‬ ‫طلب‬ ‫إذا‬ ،‫الابتدائي‬ ‫القضائي‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫تعقب‬ ‫جيز‬‫ت‬
)‫الاستئناف‬ ‫(قاضي‬ ‫جديد‬‫ل‬‫ا‬ ‫القاضي‬ ‫أمام‬ ‫يطرحها‬ ‫أن‬،‫الوضعية‬ ‫القوانين‬ ‫فيه‬ ‫خالف‬‫ت‬ ‫مما‬ ‫وهذا‬
‫إذ‬ ‫الإسلامية؛‬ ‫الفقهية‬ ‫الاجتهادات‬‫قضائي‬ ‫حكم‬ ‫في‬ ‫النظر‬ ‫إعادة‬ ‫المسلمين‬ ‫فقهاء‬ ‫عند‬ ‫يصح‬ ‫لا‬
‫الد‬ ‫والبينات‬ ‫جج‬‫ح‬‫ال‬ ‫لتقديم‬ ‫واستعد‬ ‫ذلك‬ ‫خصم‬ ‫طلب‬ ‫إذا‬ ‫إلا‬ ،‫الشرعية‬ ‫الشروط‬ ‫وفق‬ ‫صادر‬‫ا‬‫على‬ ‫لة‬
‫المسلمون‬ ‫الفقهاء‬ ‫نص‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ،‫لذلك‬ ‫الموجبة‬ ‫الأسباب‬ ‫بعض‬ ‫بوجود‬ ‫للنقض‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫استحقاق‬
‫الشرع‬ ‫بالوجه‬ ‫مرة‬ ‫فصلت‬ ‫إذا‬ ‫الدعوى‬ ‫أن‬ ‫على‬‫ولا‬ ‫تنقض‬ ‫فلا‬ ،‫الشرعية‬ ‫لشرائطها‬ ‫مستوفية‬ ،‫ي‬
‫تعاد‬»(1)
.
‫و‬‫استند‬ ‫قد‬‫يق‬‫فر‬ ‫كل‬‫إلى‬‫شرعية‬ ‫أدلة‬ ‫عدة‬‫والمقارنة‬ ‫بالبحث‬ ‫جديرة‬،‫المسألة‬ ‫لدقة‬ ‫ا‬ً ‫ونظر‬ ،
‫ثم‬ ‫حدة‬ ‫على‬ ‫يق‬‫فر‬ ‫كل‬‫لأدلة‬ ‫التعرض‬ ‫حسن‬‫ي‬ ‫أدلتها‬ ‫وتشعب‬ ،‫وعمقها‬‫إلى‬ ‫الأقرب‬ ‫الرأي‬ ‫ترجيح‬
‫ال‬‫صواب‬.
‫ما‬‫ك‬ ‫المطلب‬ ‫هذا‬ ‫خطة‬ ‫تكون‬ ‫وبالتالي‬:‫يأتي‬
‫ومناقشتها‬ ‫للاستئناف‬ ‫جيزين‬‫م‬‫ال‬ ‫أدلة‬ :‫الأول‬ ‫الفرع‬
‫ومناقشتها‬ ‫الاستئناف‬ ‫من‬ ‫المانعين‬ ‫أدلة‬ :‫الثاني‬ ‫الفرع‬
‫الترجيح‬ :‫الثالث‬ ‫الفرع‬
(1)‫القضائي‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫جية‬‫ح‬،‫ياسين‬ ‫نعيم‬ ‫محمد‬ ‫للدكتور‬:‫ص‬148.

4. ‫القضاء‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫الطعن‬–‫الفقه‬ ‫بين‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬‫والنظم‬‫الإسلامي‬‫ة‬‫المصري‬ ‫والقانون‬
357
‫البحث‬ ‫خامتة‬
‫ّمياقػتَا‬‫لالضتٝياف‬ًٓ‫اجملٔص‬٘‫أدل‬:‫األّل‬‫الفسع‬
:‫يأتي‬ ‫ما‬ ‫مثل‬ ،‫أدلة‬ ‫بعدة‬ ‫الاستئناف‬ ‫بمشروعية‬ ‫القائلون‬ ‫استدل‬
:‫أّال‬‫حديث‬‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫علي‬:‫قال‬ ،«‫ه‬ّ‫الل‬ ‫رسول‬ ‫بعثني‬ ‫لما‬‫ﷺ‬‫قوم‬ ‫حفر‬ ،‫اليمن‬ ‫إلى‬
‫َة‬ ‫ْي‬‫ب‬ُ‫ز‬(1)
‫الرجل‬ ‫وتعلق‬ ،‫رجل‬ ‫فيها‬ ‫فوقع‬ ،‫الأسد‬ ‫فيها‬ ‫ووقع‬ ،‫بية‬ ُّّ‫الز‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫فازدحم‬ ،‫للأسد‬
‫ب‬ ‫الآخر‬ ‫وتعلق‬ ،‫برجل‬‫القوم‬ ‫وحمل‬ ،‫كوا‬ ‫فهل‬ ‫فيها‬ ‫الأسد‬ ‫جرحهم‬‫ف‬ ،‫أربعة‬ ‫صاروا‬ ‫حتى‬ ،‫الآخر‬
‫أربعة‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫رجل‬ ‫مائتي‬ ‫أتقتلون‬ :‫فقلت‬ ،‫فأتيتهم‬ :‫قال‬ ،‫قتال‬ ‫بينهم‬ ‫يكون‬ ‫ن‬َ‫أ‬ ‫فكادوا‬ ،‫السلاح‬
‫أناس‬‫؟‬‫ه‬ّ‫الل‬ ‫رسول‬ ‫إلى‬ ‫رفعتم‬ ‫أبيتم‬ ‫ن‬ ِ‫وإ‬ ،‫بينكم‬ ‫قضاء‬ ‫فهو‬ ‫رضيتموه‬ ‫فإن‬ ،‫بقضاء‬ ‫بينكم‬ ‫أقض‬ ‫تعالوا‬
‫ﷺ‬،‫بالقضاء‬ ‫أحق‬ ‫فهو‬ ،‫للثالث‬ ‫وجعل‬ ،‫الدية‬ ‫ثلث‬ ‫للثاني‬ ‫وجعل‬ ،‫الدية‬ ‫ربع‬ ‫للأول‬ ‫جعل‬‫ف‬ :‫قال‬
،‫الأربعة‬ ‫القبائل‬ ‫على‬ َ‫بية‬ ُّّ‫الز‬ ‫حضر‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫الديات‬ ‫وجعل‬ ،َ‫الدية‬ ‫للرابع‬ ‫وجعل‬ ،‫الدية‬ ‫نصف‬
‫ه‬ّ‫الل‬ ‫رسول‬ ‫على‬ ‫قدموا‬ ‫ثم‬ ،‫بعضهم‬ ‫ورضي‬ ،‫بعضهم‬ ‫فسخط‬‫ﷺ‬‫"أنا‬ :‫فقال‬ ،َ‫القصة‬ ‫عليه‬ ‫فقصوا‬ ،
‫ن‬ِ‫فإ‬ :‫قائل‬ ‫فقال‬ ،"‫بينكم‬ ‫أقضي‬‫علي‬ ‫قضى‬ ‫بما‬ ‫فأخبروه‬ ،‫بيننا‬ ‫قضى‬ ‫قد‬ ‫عليا‬‫ه‬ّ‫الل‬ ‫رسول‬ ‫فقال‬ ،
:‫ﷺ‬"‫علي‬ ‫قضى‬ ‫ما‬‫ك‬ ‫"القضاء‬»(2)
.
‫باحثين‬ ‫عدة‬ ‫استدل‬(3)
‫ووجه‬ ،‫الإسلامي‬ ‫الفقه‬ ‫في‬ ‫الاستئناف‬ ‫مشروعية‬ ‫على‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫بهذا‬
‫أن‬ ‫استدلالهم‬‫خصوم‬‫ل‬‫ا‬ ‫بعض‬‫علي‬ ‫(سيدنا‬ ‫الأولى‬ ‫الدرجة‬ ‫قاضي‬ ‫حكم‬ ‫يقبلوا‬ ‫لم‬)،‫وطلبوا‬
‫ع‬ ‫القضية‬ ‫عرض‬‫(النبي‬ ‫الأعلى‬ ‫الدرجة‬ ‫قاضي‬ ‫لى‬)‫ﷺ‬،‫حكم‬ ‫تأييد‬ ‫تم‬ ‫القضية‬ ‫نظر‬ ‫إعادة‬ ‫عند‬ ‫ثم‬
‫يق‬‫بطر‬ ‫الطعن‬ ‫مشروعية‬ ‫ينفي‬ ‫لا‬ ‫درجة‬ ‫أول‬ ‫حكمة‬‫م‬ ‫حكم‬ ‫تأييد‬ ‫أن‬ ‫ومعلوم‬ ،‫الأولى‬ ‫الدرجة‬ ‫حكمة‬‫م‬
‫الاستئناف‬،‫و‬‫بوصفه‬ ‫إقراره‬.‫مبدأ‬
(1)‫المك‬ ‫أي‬ ،‫نفسه‬ ‫المسيل‬ ‫أعلى‬ ‫على‬ ‫تطلق‬ ‫ما‬‫ك‬ ،‫ى‬َ ‫ُب‬‫ز‬ ‫جمع‬‫ل‬‫وا‬ ،‫المسيل‬ ‫أعلى‬ ‫في‬ ‫حفر‬‫ت‬ ‫حفرة‬ :‫َة‬ ‫ْي‬‫ب‬ ُّّ‫الز‬‫المثل‬ ‫ومنه‬ ،‫الماء‬ ‫يعلوه‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫المرتفع‬ ‫ان‬
:‫القائل‬«‫بى‬ ُّّ‫الز‬ ‫السيل‬ ‫بلغ‬»‫للوقوع‬ ‫الوحش‬ ‫لإغراء‬ ‫جدي؛‬ ‫أو‬ ‫شاة‬ ‫عندها‬ ‫ُربط‬ ‫ي‬ ‫وقد‬ ،‫الوحوش‬ ‫لاصطياد‬ ‫خفى؛‬‫ت‬ ‫ثم‬ ‫حفر‬‫ت‬ ‫والزبية‬ ،
:‫الكلوم‬ ‫من‬ ‫العرب‬ ‫كلام‬ ‫ودواء‬ ‫العلوم‬ ‫شمس‬ :‫انظر‬ .‫فيها‬‫(ت‬ ‫اليمني‬ ‫حميرى‬‫ل‬‫ا‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫نشوان‬573‫حس‬ ‫حقيق‬‫ت‬ ،) ‫ه‬‫ه‬ّ‫الل‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫ين‬
‫ط‬ ،‫بيروت‬ ،‫المعاصر‬ ‫الفكر‬ ‫دار‬ ،‫وآخرين‬ ‫العمري‬1( ،1428‫ه‬-1999:)‫م‬‫ج‬11‫/ص‬7365‫لأبي‬ ،‫المقنع‬ ‫ألفاظ‬ ‫على‬ ‫المطلع‬ ‫؛‬
‫الدين‬ ‫شمس‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫عبد‬‫(ت‬ ،‫البعلي‬ ‫الفضل‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫الفتح‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫محمد‬789،‫خطيب‬‫ل‬‫ا‬ ‫محمود‬ ‫ياسين‬‫و‬ ‫الأرناؤوط‬ ‫محمود‬ ‫حقيق‬‫ت‬ ،) ‫ه‬
‫ط‬ ،‫جدة‬ ،‫السوادي‬ ‫مكتبة‬1( ،1423‫ه‬-2883:)‫م‬‫ص‬435‫ج‬ :‫المعاصرة‬ ‫العربية‬ ‫اللغة‬ ‫معجم‬ ‫؛‬2‫/ص‬972.
(2)‫أخرجه‬‫(ت‬ ‫الطيالسي‬ ‫جارود‬‫ل‬‫ا‬ ‫بن‬ ‫داود‬ ‫بن‬ ‫سليمان‬ ‫لأبي‬ ‫المسند‬ ،‫مسنده‬ ‫في‬ ‫داود‬ ‫أبو‬284،‫التركي‬ ‫حسن‬‫م‬‫ال‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫حقيق‬‫ت‬ ،) ‫ه‬
‫د.ط‬ ،‫القاهرة‬ ،‫جر‬‫ه‬ ‫دار‬-‫د.ت‬‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫(أحاديث‬ :‫ج‬ )1‫/ص‬189‫و‬ ‫؛‬‫البوصي‬ ‫عنه‬ ‫قال‬،‫حسن‬ ‫إسناد‬ ‫هذا‬ :‫ري‬:‫انظر‬
‫(ت‬ ‫البوصيري‬ ‫إسماعيل‬ ‫بن‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫ابن‬ ‫أحمد‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫حافظ‬‫ل‬‫ا‬ ‫للإمام‬ ،‫العشرة‬ ‫المسانيد‬ ‫بزوائد‬ ‫المهرة‬ ‫خيرة‬‫ل‬‫ا‬ ‫حاف‬‫ت‬‫إ‬848،) ‫ه‬
‫ط‬ ،‫ياض‬‫الر‬ ،‫الوطن‬ ‫دار‬1( ،1428‫ه‬-1999‫ج‬ ‫فأقره‬ ‫صوابا‬ ‫قبله‬ ‫من‬ ‫حكم‬ ‫رأى‬ ‫من‬ ‫باب‬ ،‫القضاء‬ ‫كتاب‬ :)‫م‬5‫/ص‬391.
(3):‫انظر‬‫ال‬ ‫السلطة‬،‫قضائية‬:‫واصل‬ ‫فريد‬ ‫نصر‬‫ص‬262،‫ج‬ :‫الكاشف‬2‫/ص‬188‫؛‬:‫درجتين‬ ‫على‬ ‫التقاضي‬ ‫مبدأ‬ ،‫علام‬ ‫يوسف‬ ‫محمد‬
‫ص‬5-6-155-163‫ص‬ :‫التقاضي‬ ‫درجات‬ ،‫ه‬ّ‫الل‬ ‫دفع‬ ‫حيدر‬ ،87.

5. ‫القضاء‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫الطعن‬–‫الفقه‬ ‫بين‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬‫والنظم‬‫الإسلامي‬‫ة‬‫المصري‬ ‫والقانون‬
358
‫البحث‬ ‫خامتة‬
:‫الدلٔل‬٘‫مياقػ‬
1-:‫الجبْت‬‫حٔح‬ً‫م‬
‫م‬ ‫كثيرة‬ ‫مصنفات‬ ‫في‬ ‫ورد‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬‫نها‬:‫لل‬ ‫الأم‬‫شافعي‬(1)،
‫و‬‫الطيالسي‬ ‫داود‬ ‫أبي‬ ‫مسند‬(2)
،
‫شيبة‬ ‫أبي‬ ‫ابن‬ ‫ومصنف‬(3)
،‫و‬‫أحمد‬ ‫مسند‬‫حنبل‬ ‫بن‬(4)
‫للبيهقي‬ ‫كبرى‬ ‫ال‬ ‫والسنن‬ ،(5)
.
‫حيح‬‫ص‬ ‫حديث‬ ‫إنه‬ ‫قال‬ ‫من‬ ‫فهناك‬ ،‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذا‬ ‫حة‬‫ص‬ ‫حول‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫علماء‬ ‫اختلف‬ ‫وقد‬(6)
،
‫ضعيف‬ ‫إنه‬ ‫قال‬ ‫من‬ ‫وهناك‬(7)
‫حسن‬ ‫إنه‬ ‫قال‬ ‫من‬ ‫وهناك‬ ،(8)
،‫خلاف‬‫ل‬‫ا‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫والسبب‬‫في‬ ‫أن‬
‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫بعد‬ ‫الثانية‬ ‫طبقته‬ً‫ش‬‫حن‬‫ا‬‫المعتمر‬ ‫بن‬(9)
،‫و‬‫جميع‬‫منه‬ ‫مأخوذة‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫طرق‬،
‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫رجال‬ ‫وبقية‬–‫حنش‬ ‫بعد‬–‫الصحيح‬ ‫رجال‬ ‫من‬(18)
.
‫و‬‫ك‬‫ع‬ ‫الأئمة‬ ‫لام‬‫ن‬‫حفظ‬‫ل‬‫وا‬ ‫الضبط‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫ضعيف‬ ‫أنه‬ ‫المعتمر‬ ‫بن‬ ‫حنش‬،‫جهة‬ ‫من‬ ‫وليس‬
.‫العدالة‬
‫إ‬ ‫عثمان‬ ‫رأفت‬ ‫محمد‬ ‫كتور‬‫الد‬ ‫ذهب‬ ‫وقد‬‫أنه‬ ‫لولا‬ ،‫الاستئناف‬ ‫على‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫دلالة‬ ‫حة‬‫ص‬ ‫لى‬
:‫قال‬ ‫حيث‬ ،‫يثبت‬ ‫لم‬ ‫عنده‬«‫يثبت‬ ‫لم‬ ‫الذي‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫أما‬‫عن‬ ،‫وغيره‬ ‫أحمد‬ ‫الإمام‬ ‫رواه‬ ‫ما‬ ‫فهو‬
‫المعتمر‬ ‫بن‬ ‫حنش‬...،‫توثيقه‬ ‫في‬ ‫العلماء‬ ‫اختلف‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫راوي‬ ‫حنشا‬ ‫لأن‬ ‫ضعيف؛‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬
(1:‫الأم‬ :‫انظر‬ )‫الديات‬ ‫باب‬ /‫مسعود‬ ‫وابن‬ ‫علي‬ ‫اختلاف‬ ‫كتاب‬‫ج‬8/‫ص‬448.
(2:‫انظر‬ ):‫داود‬ ‫أبي‬ ‫مسند‬‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫على‬ ‫(أحاديث‬‫ج‬ )1‫/ص‬189.
(3)‫الرسول‬ ‫أقضية‬ ‫باب‬ ‫حدود‬‫ل‬‫ا‬ ‫كتاب‬ :‫شيبة‬ ‫أبي‬ ‫ابن‬ ‫مصنف‬ :‫انظر‬:‫ﷺ‬‫ج‬15‫/ص‬52.
(4:‫انظر‬ )‫(ت‬ ‫الشيباني‬ ‫حنبل‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫للإمام‬ ‫المسند‬241‫ط‬ ،‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫دار‬ ،‫القاهرة‬ ،‫شاكر‬ ‫محمد‬ ‫أحمد‬ ‫وفهرسة‬ ‫شرح‬ ،) ‫ه‬1،
(1416‫ه‬-1995)‫م‬:‫مسند‬ ‫(من‬‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫على‬)‫ج‬1‫/ص‬411.
(5)‫ج‬ :‫جبار‬ ‫والمعدن‬ ‫جبار‬ ‫البئر‬ ‫في‬ ‫ورد‬ ‫ما‬ ‫باب‬ ،‫الديات‬ ‫كتاب‬ :‫للبيهقي‬ ‫كبرى‬ ‫ال‬ ‫السنن‬ :‫انظر‬8‫/ص‬111.
(6)‫ج‬ :‫أحمد‬ ‫مسند‬ :‫انظر‬ .‫حيح‬‫ص‬ ‫إسناده‬ ‫وقال‬ ،‫أحمد‬ ‫الإمام‬ ‫لمسند‬ ‫حقيقه‬‫ت‬ ‫في‬ ‫شاكر‬ ‫أحمد‬ ‫الشيخ‬ ‫ححه‬‫ص‬1‫ص‬ ‫/هامش‬411.
(7)‫ال‬ :‫انظر‬ .‫به‬ ‫حتج‬‫م‬ ‫غير‬ ‫المعتمر‬ ‫بن‬ ‫حنش‬ ‫إن‬ ‫وقال‬ ،‫البيهقي‬ ‫ضعفه‬‫جبار‬ ‫البئر‬ ‫في‬ ‫ورد‬ ‫ما‬ ‫باب‬ ،‫الديات‬ ‫كتاب‬ :‫للبيهقي‬ ‫كبرى‬ ‫ال‬ ‫سنن‬
‫ج‬ :‫جبار‬ ‫والمعدن‬8‫/ص‬111.
(8)‫فأقره‬ ‫صوابا‬ ‫قبله‬ ‫من‬ ‫حكم‬ ‫رأى‬ ‫من‬ ‫باب‬ ،‫القضاء‬ ‫كتاب‬ :‫المهرة‬ ‫خيرة‬‫ل‬‫ا‬ ‫حاف‬‫ت‬‫إ‬ ‫في‬ ‫البوصيري‬ ‫حسنه‬-‫ج‬5‫/ص‬391‫؛‬‫وحسنه‬
‫المسم‬ ‫الصحيحة‬ ‫السلسلة‬ ‫في‬ ‫الألباني‬‫اة‬‫(سلسلة‬‫من‬ ‫وشيء‬ ‫الصحيحة‬ ‫الأحاديث‬‫مكتبة‬ ،‫الألباني‬ ‫الدين‬ ‫ناصر‬ ‫محمد‬ ،)‫وفوائدها‬ ‫فقهها‬
:‫د.ت‬ ،‫د.ط‬ ‫ياض‬‫الر‬ ،‫المعارف‬‫ج‬2‫/ص‬478‫ج‬ :2‫/ص‬478.
(9)‫أبو‬ ‫وقال‬ ،‫أعرفه‬ ‫لا‬ :‫عنه‬ ‫المديني‬ ‫ابن‬ ‫قال‬ ،‫جده‬ ‫كان‬ ‫والمعتمر‬ ،‫ربيعة‬ ‫بن‬ ‫حنش‬ ‫له‬ ‫يقال‬ ،‫كوفي‬ ‫ال‬ ‫المعتمر‬ ‫بن‬ ‫حنش‬ ،‫المعتمر‬ ‫أبو‬ :‫هو‬
‫حد‬‫ب‬ ‫حتجون‬‫ي‬ ‫أراهم‬ ‫ليس‬ ‫صالح‬ ‫عندي‬ ‫هو‬ :‫حاتم‬‫ليس‬ :‫النسائي‬ ‫وقال‬ ،‫حديثه‬ ‫في‬ ‫يتكلمون‬ :‫البخاري‬ ‫وقال‬ ،‫ثقة‬ :‫داود‬ ‫أبو‬ ‫وقال‬ ،‫يثه‬
‫ممن‬ ‫صار‬ ‫حتى‬ ‫الثقات‬ ‫حديث‬ ‫تشبه‬ ‫لا‬ ‫بأشياء‬ ‫علي‬ ‫عن‬ ‫ينفرد‬ ‫الأخبار‬ ‫في‬ ‫الوهم‬ ‫كثير‬ ‫وكان‬ ،‫به‬ ‫حتج‬‫ي‬ ‫لا‬ :‫حبان‬ ‫ابن‬ ‫وقال‬ ،‫بالقوي‬
:‫حاكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫وقال‬ ،‫منكر‬ ‫حديث‬‫ب‬ ‫سماك‬ ‫عنه‬ ‫حدث‬ :‫البزار‬ ‫وقال‬ ،‫حديثه‬‫ب‬ ‫حتج‬‫ي‬ ‫لا‬‫وابن‬ ‫والساجي‬ ‫العقيلي‬ ‫كره‬‫وذ‬ ،‫عندهم‬ ‫بالمتين‬ ‫ليس‬
.‫مطرح‬ ‫ساقط‬ :‫حزم‬ ‫ابن‬ ‫وقال‬ ،‫الضعفاء‬ ‫في‬ ‫الصقلي‬ ‫العرب‬ ‫وأبو‬ ‫جارود‬‫ل‬‫ا‬‫ج‬ :‫الاعتدال‬ ‫ميزان‬ :‫انظر‬2‫ص‬3951/619‫الإصابة‬ ‫؛‬
‫ت‬ ‫في‬‫مييز‬،‫الصحابة‬‫الش‬ ‫العسقلاني‬ ‫الكناني‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫الفضل‬ ‫أبي‬ ‫الدين‬ ‫شهاب‬ ‫حافظ‬‫ل‬‫ل‬‫ب‬ ‫المعروف‬ ‫افعي‬‫ابن‬
‫(ت‬ ‫جر‬‫ح‬852‫د.ط‬ ،‫العربي‬ ‫الفكر‬ ‫دار‬ ،) ‫ه‬-‫د.ت‬‫ج‬ :1‫/ص‬396.
(18‫الرائد‬ ‫بغية‬ :‫انظر‬ ):‫ج‬6‫/ص‬448-449.

6. ‫القضاء‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫الطعن‬–‫الفقه‬ ‫بين‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬‫والنظم‬‫الإسلامي‬‫ة‬‫المصري‬ ‫والقانون‬
359
‫البحث‬ ‫خامتة‬
‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫رد‬ ‫في‬ ‫هذا‬ ‫يكفي‬‫و‬...‫لم‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫أن‬ ‫المشكلة‬ ‫وإنما‬‫من‬ ‫لكان‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫ثبت‬ ‫ولو‬ ،‫يثبت‬
‫الاستئناف‬ ‫على‬ ‫دالا‬ ‫نظرنا‬ ‫وجهة‬»(1)
.
‫حيث‬ ،‫جرار‬‫ل‬‫ا‬ ‫السيل‬ ‫في‬ ‫الشوكاني‬ ‫الإمام‬ ‫به‬ ‫للاستدلال‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫صلاحية‬ ‫عن‬ ‫دافع‬ ‫وقد‬
:‫قال‬«‫التلخيص‬ ‫في‬ ‫جر‬‫ح‬ ‫ابن‬ ‫قال‬:‫البزار‬ ‫قال‬:‫علي‬ ‫عن‬ ‫إلا‬ ‫يروى‬ ‫نعلمه‬ ‫لا‬،‫هذا‬ ‫إلا‬ ‫له‬ ‫نعلم‬ ‫ولا‬
‫يق‬‫الطر‬،‫ضعيف‬ ‫وحنش‬،‫انتهى‬.‫قل‬‫ت‬:‫حديثه‬‫ب‬ ‫الاعتبار‬ ‫عدم‬ ‫يوجب‬ ‫ما‬ ‫جرح‬‫ل‬‫ا‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫ليس‬،‫فإن‬
‫البخاري‬ ‫قاله‬ ‫ما‬ ‫فيه‬ ‫قيل‬ ‫ما‬ ‫غاية‬:‫فيه‬ ‫يتكلمون‬ ‫إنهم‬،‫النسائي‬ ‫قاله‬ ‫وما‬:‫فيه‬ ‫يتكلمون‬ ‫إنهم‬،‫لا‬ ‫وهذا‬
‫حديث‬‫ل‬‫با‬ ‫العمل‬ ‫ترك‬ ‫يوجب‬ ‫جرحا‬ ‫يوجب‬،‫عليه‬ ‫الرأي‬ ‫وتأثير‬،‫وثقه‬ ‫داود‬ ‫أبا‬ ‫أن‬ ‫مع‬،ّ ‫وبي‬‫ابن‬ ‫ن‬
‫جرح‬‫ل‬‫ا‬ ‫وجه‬ ‫التقريب‬ ‫في‬ ‫جر‬‫ح‬،‫أوهام‬ ‫له‬ ‫صدوق‬ ‫فقال‬،‫ويرسل‬،‫انتهى‬.‫بشيء‬ ‫ليس‬ ‫القدح‬ ‫وهذا‬،
‫حفاظ‬‫ل‬‫ا‬ ‫بينه‬ ‫قد‬ ‫أحاديثه‬ ‫في‬ ‫فالوهم‬،‫الإرسال‬ ‫كذلك‬‫و‬،‫قادحة‬ ‫علة‬ ‫أحاديثه‬ ‫بقية‬ ‫في‬ ‫يبق‬ ‫فلم‬»(2)
.
،‫به‬ ‫والعمل‬ ،‫حديث‬‫ل‬‫با‬ ‫الاستدلال‬ ‫حة‬‫ص‬ ‫تترجح‬ ‫هذا‬ ‫لأجل‬‫حول‬ ‫خلاف‬‫ل‬‫ا‬ ،‫حال‬ ‫أي‬ ‫وعلى‬
ِ‫المستن‬ ‫الرأي‬ ‫جعل‬‫ي‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫ثبوت‬‫ر‬ ‫إليه‬ ‫د‬‫حا‬‫ج‬‫را‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫ولو‬ ‫حتى‬ ،‫معتبرا‬ ‫شرعيا‬ ‫أيا‬(3)
‫باب‬ ‫ومن‬ ،
‫القضاء‬ ‫في‬ ‫استئناف‬ ‫يوجد‬ ‫لا‬ ‫إنه‬ ‫يقال‬ ‫أن‬ ‫يصح‬ ‫ولا‬ ،‫بتطبيقه‬ ‫النظم‬ ‫ر‬ّ‫ف‬‫ك‬ُ ‫ت‬ ‫أن‬ ‫يصح‬ ‫لا‬ ‫أولى‬
‫مرجوحا‬ ‫يراه‬ ‫ممن‬ ‫حتى‬ ‫ذلك‬ ‫مثل‬ ‫يصدر‬ ‫أن‬ ‫جوز‬‫ي‬ ‫ولا‬ ،‫الإسلامي‬ ‫الفقه‬ ‫في‬ ‫أو‬ ،‫الإسلامي‬(4)
.
2-:٘‫الدالل‬‫حٔح‬ً‫م‬
‫يدل‬‫ي‬ ‫أن‬ ‫جواز‬ ‫على‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬‫رض‬ ‫فإن‬ ،‫يقين‬‫الفر‬ ‫رضا‬ ‫على‬ ‫معلقا‬ ‫ما‬‫ك‬‫ح‬ ‫درجة‬ ‫أول‬ ‫قاضي‬ ‫حكم‬‫وا‬
‫به‬‫جميعا‬‫حقهم‬ ‫في‬ ‫نفذ‬،ٍ‫ة‬‫درج‬ ‫قاضي‬ ‫إلى‬ ‫بعضهم‬ ‫رفعه‬ ‫وإلا‬،‫النزاع‬ ‫في‬ ‫فاصلا‬ ‫حكمه‬ ‫يكون‬ ‫أعلى‬
‫الاستئناف‬ ‫في‬ ‫حدث‬‫ي‬ ‫ما‬ ‫عين‬ ‫وهو‬‫؛‬‫ح‬‫حتى‬ ‫للنفاذ‬ ‫قابل‬ ‫غير‬ ‫درجة‬ ‫أول‬ ‫حكم‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫الأصل‬ ‫يث‬
‫الطع‬ ‫وقت‬ ‫مر‬ ‫فإن‬ ،‫الاستئناف‬ ‫وقت‬ ‫يمر‬‫بالاستئناف‬ ‫ن‬،‫تلك‬ ‫اعتبرت‬ ‫خصوم‬‫ل‬‫ا‬ ‫أحد‬ ‫يطعن‬ ‫ولم‬
‫درجة‬ ‫أول‬ ‫حكم‬‫ب‬ ‫رضاه‬ ‫على‬ ‫قرينة‬،ُ ‫ن‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫في‬ ‫خصوم‬‫ل‬‫ا‬ ‫أحد‬ ‫طعن‬ ‫إن‬ ‫أما‬ ،‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫ونفذ‬‫القضية‬ ‫ظرت‬
.‫الأعلى‬ ‫الدرجة‬ ‫حكمة‬‫م‬ ‫أمام‬ ‫جديد‬ ‫من‬
(1)‫ص‬ :‫عثمان‬ ‫رأفت‬ ‫محمد‬ ،‫الإسلامي‬ ‫الفقه‬ ‫في‬ ‫القضائي‬ ‫النظام‬556-558.
(2)‫علي‬ ‫لأبي‬ ،‫الأزهار‬ ‫حدائق‬ ‫على‬ ‫المتدفق‬ ‫جرار‬‫ل‬‫ا‬ ‫السيل‬‫ال‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫محمد‬‫(ت‬ ‫اليمني‬ ‫الشوكاني‬ ‫ه‬ّ‫ل‬1258‫ابن‬ ‫دار‬ ،) ‫ه‬
‫ط‬ ،‫حزم‬1:‫د.ت‬ ،:‫ص‬891.
(3:‫انظر‬ )‫(ت‬ ‫حراني‬‫ل‬‫ا‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫أحمد‬ ‫الدين‬ ‫تقي‬ ‫الإسلام‬ ‫لشيخ‬ ‫الفتاوى‬ ‫مجموعة‬728،‫الوفاء‬ ‫دار‬ ،‫الباز‬ ‫وأنور‬ ‫جزار‬‫ل‬‫ا‬ ‫عامر‬ ‫حقيق‬‫ت‬ ،) ‫ه‬
‫ط‬ ،‫المنصورة‬3( ،1426‫ه‬-2885‫ج‬ :)‫م‬28‫/ص‬129-135،‫الأعلام‬ ‫الأئمة‬ ‫عن‬ ‫الملام‬ ‫رفع‬ ‫؛‬،‫تيمية‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫الدين‬ ‫تقي‬ ‫تأليف‬
‫د.ت‬ ،‫ياض‬‫الر‬ ،‫والإرشاد‬ ‫والدعوة‬ ‫والإفتاء‬ ‫العلمية‬ ‫البحوث‬ ‫لإدارات‬ ‫العامة‬ ‫الرئاسة‬-‫ص‬ :‫د.ط‬18‫البحوث‬ ‫جلة‬‫م‬ ‫بعدها؛‬ ‫وما‬
( ‫العدد‬ :‫يقي‬‫الطر‬ ‫حسن‬‫م‬‫ال‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫عبد‬ .‫د‬ "‫خلاف‬‫ل‬‫ا‬ ‫مسائل‬ ‫في‬ ‫"الإنكار‬ :‫بعنوان‬ ‫حث‬‫ب‬ ،‫الإسلامية‬47‫ج‬ )1‫/ص‬284-212.
(4)‫قال‬‫المادة‬ ‫شرح‬ ‫في‬ ‫النبهاني‬ ‫الدين‬ ‫تقي‬ ‫الشيخ‬78«‫استئناف‬ ‫حاكم‬‫م‬ ‫الإسلام‬ ‫في‬ ‫توجد‬ ‫لا‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬»‫ص‬ :‫الدستور‬ ‫مقدمة‬168‫ما‬‫ك‬ ‫؛‬
‫الاستئناف‬ ‫إن‬ ‫فقال‬ ‫ياسين‬ ‫نعيم‬ ‫محمد‬ ‫الدكتور‬ ‫عمم‬«‫الإسلامية‬ ‫الفقهية‬ ‫الاجتهادات‬ ‫الوضعية‬ ‫القوانين‬ ‫فيه‬ ‫خالف‬‫ت‬ ‫مما‬»‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫جية‬‫ح‬
‫ص‬ :‫القضائي‬148.

7. ‫القضاء‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫الطعن‬–‫الفقه‬ ‫بين‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬‫والنظم‬‫الإسلامي‬‫ة‬‫المصري‬ ‫والقانون‬
360
‫البحث‬ ‫خامتة‬
:‫ثاىٔا‬‫مسعود‬ ‫بن‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫عبد‬ ‫عن‬ ‫روي‬ ‫ما‬«ُ‫و‬ ،‫قريش‬ ‫من‬ ‫برجل‬ ‫أتي‬ ‫أنه‬‫في‬ ‫امرأة‬ ‫مع‬ ‫جد‬
‫ملحفتها‬،‫ت‬ ‫ولم‬‫عمر‬ ‫إلى‬ ‫قوم‬ ‫فانطلق‬ ،‫للناس‬ ‫وأقامه‬ ،‫أربعين‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫عبد‬ ‫فضربه‬ ‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫على‬ ‫البينة‬ ‫قم‬
‫ا‬‫خطاب‬‫ل‬‫ا‬ ‫بن‬‫ه‬ّ‫الل‬ ‫لعبد‬ ‫عمر‬ ‫فقال‬ ،‫رجلا‬ ‫منا‬ ‫فضح‬ :‫فقالوا‬‫من‬ ‫رجلا‬ ‫ضربت‬ ‫أنك‬ ‫بلغني‬ :
‫قريش‬،‫أجل‬ :‫فقال‬،‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫على‬ ‫البينة‬ ‫تقم‬ ‫ولم‬ ،‫ملحفتها‬ ‫في‬ ‫امرأة‬ ‫مع‬ ‫وجد‬ ‫قد‬ ‫به‬ ‫أتيت‬،
‫أربعين‬ ‫فضربته‬،‫وع‬‫للناس‬ ‫رفته‬،‫نعم‬ :‫قال‬ ‫ذلك؟‬ ‫أرأيت‬ :‫قال‬،‫جئنا‬ ‫قالوا‬ ،‫رأيت‬ ‫ما‬ ‫نعم‬ :‫قال‬
‫فاستفتاه‬ ‫عليه‬ ‫نستعديه‬»(1)
.
‫المستدلون‬ ‫ذهب‬ ‫وقد‬(2)
‫لم‬ ‫القرشي‬ ‫الرجل‬ ‫قوم‬ ‫أن‬ ‫هو‬ ‫الأثر‬ ‫بهذا‬ ‫الاستدلال‬ ‫وجه‬ ‫أن‬ ‫إلى‬
‫درجة‬ ‫أول‬ ‫حكم‬‫ب‬ ‫يرضوا‬،‫مسعود‬ ‫بن‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫عبد‬ ‫أصدره‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬‫عمر‬ ‫خليفة‬‫ل‬‫ا‬ ‫إلى‬ ‫فتوجهوا‬ ،،
‫العليا‬ ‫القضائية‬ ‫جهة‬‫ل‬‫ا‬ ‫بوصفه‬،.‫الأولى‬ ‫الدرجة‬ ‫قاضي‬ ‫حكم‬ ‫في‬ ‫وطعنوا‬
:‫الدلٔل‬٘‫مياقػ‬
‫أ‬-:‫الجبْت‬‫حٔح‬ً‫م‬
‫القضاة‬ ‫أخبار‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫ورد‬ ‫الأثر‬‫حيح‬‫ص‬ ‫بسند‬(3)
‫بذاته‬ ‫وهو‬ ،‫ليصلح‬ ‫يعضده‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫حتاج‬‫ي‬
،‫عليه‬ ‫إجماع‬ ‫حدث‬‫ي‬ ‫أن‬ ‫مثل‬ ،‫شرعيا‬ ‫دليلا‬‫أنه‬ ‫أي‬‫للاستدلال‬ ‫ذاته‬ ‫في‬ ‫يصلح‬ ‫لا‬‫على‬ ‫وذلك‬ ،
‫ال‬‫الصحابي‬ ‫بمذهب‬ ‫الاحتجاج‬ ‫حول‬ ‫الأصوليين‬ ‫خلاف‬ ‫من‬ ‫راجح‬(4)
‫عدوها‬ ‫الواقعة‬ ‫لاشتهار‬ ‫وربما‬ ،
.‫السكوتي‬ ‫الإجماع‬ ‫من‬
‫ب‬-:٘‫الدالل‬‫حٔح‬ً‫م‬
‫الطعن‬ ‫بمشروعية‬ ‫القائلون‬ ‫به‬ ‫استدل‬ ‫ما‬ ‫ضد‬ ‫بأنه‬ ‫جزم‬‫ي‬ ‫يكاد‬ ‫الأثر‬ ‫دلالة‬ ‫في‬ ‫المتأمل‬
‫م‬ ‫في‬ ‫النظر‬ ‫ينعموا‬ ‫لم‬ ‫أنهم‬ ‫إما‬ ‫المستدلين‬ ‫هؤلاء‬ ‫وأن‬ ،‫بالاستئناف‬‫أنهم‬ ‫أو‬ ،‫بالاستئناف‬ ‫الطعن‬ ‫اهية‬
.‫الأثر‬ ‫ذلك‬ ‫دلالة‬ ‫في‬ ‫النظر‬ ‫ينعموا‬ ‫لم‬ ‫ربما‬
‫فقد‬‫فعل‬ ‫ما‬‫ك‬ ،‫القضية‬ ‫نظر‬ ‫إعادة‬ ‫يطلب‬ ‫أن‬ ‫خصوم‬‫ل‬‫ا‬ ‫من‬ ‫لأي‬ ‫جوز‬‫ي‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫الأثر‬ ‫أن‬ ‫رأوا‬
‫مسعود‬ ‫ابن‬ ‫جلده‬ ‫الذي‬ ‫الرجل‬ ‫قوم‬‫بالاستئناف‬ ‫الطعن‬ ‫مشروعية‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫ذلك‬ ‫وأن‬ ،،‫كن‬ ‫ول‬
‫بن‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫عبد‬ ‫أن‬ ‫الواضح‬‫مسعود‬‫بعد‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫نفذ‬ ‫قد‬‫قضاء‬‫درجة‬ ‫أول‬–‫إن‬‫التعبير‬ ‫صح‬–‫ولم‬
(1‫ر‬ ‫الأثر‬ )‫جه‬‫ي‬‫خر‬‫ت‬ ‫سبق‬ .‫الصحيح‬ ‫رجال‬ ‫جاله‬‫بهامش‬1‫ص‬88.
(2):‫انظر‬‫ص‬ :‫واصل‬ ‫فريد‬ ‫نصر‬ ،‫القضائية‬ ‫السلطة‬263،‫عبد‬ ‫للدكتور‬ )‫القضاء‬ ‫نظام‬ ‫في‬ ‫حاضرات‬‫م‬( ‫كتاب‬ ‫إلى‬ ‫هذين‬ ‫دليليه‬ ‫عزا‬ ‫وقد‬
‫درج‬ ‫على‬ ‫التقاضي‬ ‫مبدأ‬ ،‫علام‬ ‫يوسف‬ ‫محمد‬ :‫وانظر‬ ‫المرصفاوي؛‬ ‫جمال‬ ‫للمستشار‬ )‫القضاء‬ ‫(نظام‬ ‫وكتاب‬ ،‫عطوة‬ ‫العال‬‫ص‬ :‫تين‬6-
162‫ص‬ :‫التقاضي‬ ‫درجات‬ ،‫ه‬ّ‫الل‬ ‫دفع‬ ‫حيدر‬ ،98-91.
(3.‫الصحيح‬ ‫رجال‬ ‫رجاله‬ ‫الأثر‬ )‫هامش‬ :‫انظر‬1‫ص‬72.
(4)‫وأدرجه‬ ،‫الآمدي‬ ‫ذهب‬ ‫هذا‬ ‫وإلى‬ ،‫حجة‬‫ب‬ ‫ليس‬ ‫أنه‬ ‫والراجح‬ ،‫لا‬ ‫أم‬ ‫جة‬‫ح‬ ‫بذاته‬ ‫أيكون‬ ،‫الصحابي‬ ‫مذهب‬ ‫حول‬ ‫الأصوليون‬ ‫اختلف‬
‫الراج‬ ‫وهو‬ ،‫كذلك‬ ‫وليس‬ ،‫حيح‬‫ص‬ ‫دليل‬ ‫أنه‬ ‫ُن‬‫ظ‬ ‫ما‬ ‫ضمن‬‫ج‬ :‫للآمدي‬ ‫الإحكام‬ :‫انظر‬ .‫ح‬4‫/ص‬182‫ذهب‬ ‫هذا‬ ‫وإلى‬ ‫بعدها؛‬ ‫وما‬
‫الدكتور‬:‫الأثر‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫فقال‬ ‫عثمان‬ ‫رأفت‬ ‫محمد‬«‫الصحابي‬ ‫وقول‬–‫اثنين‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫لو‬ ‫حتى‬–‫جة‬‫ح‬ ‫يعد‬ ‫لا‬»:‫القضائي‬ ‫النظام‬
‫ص‬559.

8. ‫القضاء‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫الطعن‬–‫الفقه‬ ‫بين‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬‫والنظم‬‫الإسلامي‬‫ة‬‫المصري‬ ‫والقانون‬
361
‫البحث‬ ‫خامتة‬
‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫تنفيذ‬ ‫يوقف‬‫؛‬‫حتى‬ ‫أو‬ ،‫بالاستئناف‬ ‫الطعن‬ ‫يمارسوا‬ ‫حتى‬‫يلجؤوا‬‫في‬ ‫ما‬‫ك‬ ‫أعلى‬ ‫قاض‬ ‫إلى‬
.‫الأسد‬ ‫زبية‬ ‫حادثة‬
‫حادثة‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ‫أن‬ ‫يرى‬ ‫والمدقق‬‫كانت‬‫وقف‬ ‫إلى‬ ‫احتياجها‬ ‫في‬ ‫الأسد‬ ‫زبية‬ ‫حادثة‬ ‫من‬ ‫أولى‬
‫التنفيذ‬،‫حالة‬ ‫في‬‫التقاضي‬ ‫درجات‬ ‫بتعدد‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫وجود‬‫؛‬‫وذلك‬‫ل‬‫لا‬ ‫حادثة‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫العقوبة‬ ‫أن‬
‫عقوبة‬ ‫هي‬ ‫وإنما‬ ،‫الزبية‬ ‫حادثة‬ ‫في‬ ‫الدية‬ ‫مال‬ ‫مثل‬ ‫استرجاعه‬ ‫يمكن‬ ‫مالا‬ ‫ليست‬ ‫فهي‬ ،‫تلافيها‬ ‫يمكن‬
‫والتشهير‬ ‫جلد‬‫ل‬‫ا‬،.‫كه‬‫تدار‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫ما‬ ‫وهو‬
‫مسعود‬ ‫ابن‬ ‫أن‬ ‫صح‬ ‫فلو‬‫درجة‬ ‫أول‬ ‫حكم‬ ‫بعد‬ ‫وشهر‬ ‫جلد‬ ‫قد‬،‫عل‬ ‫مفوتا‬‫حق‬ ‫عليه‬ ‫حكوم‬‫م‬‫ال‬ ‫ى‬
‫عمر‬ ‫أمام‬ ‫شكواهم‬ ‫حوى‬‫ف‬ ‫هذه‬ ‫لكانت‬ ،‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫تنفيذ‬ ‫قبل‬ ‫الطعن‬ُ ‫عمر‬ ‫حاسب‬‫ل‬‫و‬ ،‫مسعود‬ ‫ابن‬
‫على‬‫تلك‬ُ ‫ي‬ ‫التي‬ ‫القانونية‬ ‫القاعدة‬ ‫خرقه‬‫زع‬‫م‬‫كانت‬ ‫أنها‬‫مطبقة‬‫الإسلامي‬ ‫القضاء‬ ‫في‬‫وقتئذ‬‫وإن‬ ،
.‫المؤمنين‬ ‫أمير‬ ‫من‬ ‫حدث‬‫ي‬ ‫لم‬ ‫ما‬ ‫هذا‬ ‫كن‬ ‫ول‬ ،‫حيحا‬‫ص‬ ‫حكمه‬ ‫كان‬
‫أمي‬ ‫تأييد‬ ‫فليس‬‫مسعود‬ ‫ابن‬ ‫حكم‬‫ل‬ ‫المؤمنين‬ ‫ر‬‫ما‬‫ك‬‫درجة‬ ‫أول‬ ‫حكم‬‫ل‬ ‫الاستئناف‬ ‫حكمة‬‫م‬ ‫تأييد‬ ‫هو‬
‫شكواهم‬ ‫في‬ ‫يأت‬ ‫ولم‬ ،‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫تنفيذ‬ ‫بعد‬ ‫جاءوا‬ ‫الشكاة‬ ‫لأن‬ ‫زعموا؛‬‫معناه‬ ‫ما‬‫حق‬ ‫عليهم‬ ‫فوت‬ ‫أنه‬
.‫التنفيذ‬ ‫قبل‬ ‫الطعن‬
‫أننا‬ ‫على‬‫إذا‬‫أ‬‫في‬ ‫النظر‬ ‫نعمنا‬‫مسعود‬ ‫لابن‬ ‫عمر‬ ‫إقرار‬ ‫إن‬ ‫لقلنا‬ ‫الأثر‬ ‫بهذا‬ ‫الاستدلال‬،‫وعدم‬
‫معاتبته‬،‫عليه‬ ‫حكوم‬‫م‬‫ال‬ ‫منح‬ ‫قبل‬ ‫التنفيذ‬ ‫على‬ ‫حاسبته‬‫م‬‫و‬ ‫معاقبته‬ ‫عن‬ ‫فضلا‬‫فرصة‬‫واشتهار‬ ،‫الطعن‬
‫القصة‬،‫دون‬ ‫ينفذ‬ ‫درجة‬ ‫أول‬ ‫حكم‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫الصحابة‬ ‫إجماع‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫أحد‬ ‫من‬ ‫نكير‬ ‫وجود‬ ‫وعدم‬
‫أي‬ ،‫أعلى‬ ‫القضاء‬ ‫من‬ ‫درجة‬ ‫أمام‬ ‫الطعن‬ ‫في‬ ‫حقا‬ ‫خصوم‬‫ل‬‫ا‬ ‫يمنح‬ ‫أن‬‫إ‬‫للمان‬ ‫يصلح‬ ‫يكاد‬ ‫الدليل‬ ‫ن‬‫عين‬
.‫الاستئناف‬ ‫من‬
‫ول‬‫لمرء‬‫أن‬‫يتصور‬،‫التقاضي‬ ‫درجات‬ ‫تعدد‬ ‫مبدأ‬ ‫على‬ ‫تقوم‬ ‫كانت‬‫الصحابة‬ ‫دولة‬ ‫في‬ ‫حاكم‬‫م‬‫ال‬ ‫أن‬
‫مسعود‬ ‫ابن‬ ‫حكم‬ ‫ثم‬،‫حكوم‬‫م‬‫ال‬ ‫إعطاء‬ ‫دون‬ ‫حكمه‬ ‫ونفذ‬‫عليه‬‫حادثة‬‫ل‬‫ا‬ ‫كانت‬ ‫فهل‬ ،‫الطعن‬ ‫حق‬
‫خر‬ ‫على‬ ‫العصور‬ ‫مر‬ ‫على‬ ‫الفقهاء‬ ‫أحد‬ ‫من‬ ‫يه‬‫تنو‬ ‫ودون‬ ‫الصحابة؟‬ ‫أحد‬ ‫من‬ ‫نكير‬ ‫دون‬ ‫ستمر‬‫ابن‬ ‫ق‬
‫مسعود‬ ‫ابن‬ ‫معاقبة‬ ‫في‬ ‫حقهم‬‫ب‬ ‫جلود‬‫م‬‫ال‬ ‫الرجل‬ ‫أهل‬ ‫تمسك‬ ‫ودون‬ ‫القاعدة؟‬ ‫لهذه‬ ‫مسعود‬‫خرق‬ ‫على‬
‫و‬ ‫القاعدة؟‬‫إن‬‫حيحا‬‫ص‬ ‫حكمه‬ ‫كان‬،‫عمر‬ ‫خليفة‬‫ل‬‫ا‬ ‫جب‬‫ع‬‫وأ‬.
‫بذلك‬،‫بالاستئناف‬ ‫للطعن‬ ‫جيزون‬‫م‬‫ال‬ ‫به‬ ‫استدل‬ ‫ما‬ ‫عكس‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫الأثر‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫بوضوح‬ ‫يتقرر‬
‫درجتين‬ ‫على‬ ‫التقاضي‬ ‫فكرة‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫ويدل‬‫تكن‬ ‫لم‬‫مطبقة‬–‫نظاما‬ ‫بوصفها‬–‫في‬‫الإسلامي‬ ‫القضاء‬
.‫وقتذاك‬
‫خالفة‬‫م‬ ‫فيها‬ ‫التي‬ ‫الأحكام‬ ‫نقض‬ ‫هو‬ ‫الإسلامي‬ ‫الفقه‬ ‫في‬ ‫ومعروفا‬ ‫موجودا‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫إن‬
‫ذلك‬ ‫حت‬‫ت‬ ‫تندرج‬ ‫هنا‬ ‫المذكورة‬ ‫حادثة‬‫ل‬‫ا‬ ‫ولعل‬ ،‫للاجتهاد‬ ‫حلا‬‫م‬ ‫ليس‬ ‫ن‬ّ ‫بي‬ ‫ظلم‬ ‫بها‬ ‫أو‬ ،‫للشرع‬،‫أي‬
،‫الطاعنين‬ ‫نظر‬ ‫وجهة‬ ‫من‬ ‫بالنقض‬ ‫الطعن‬‫فالطاعنون‬–‫أصلا‬–‫ذهبوا‬‫بعد‬ ‫معين‬ ‫حكم‬ ‫من‬ ‫للشكاية‬
‫التنفيذ‬ ‫قوة‬ ‫اكتسب‬ ‫أن‬–‫الإسلامي‬ ‫الفقه‬ ‫في‬ ‫بالنقض‬ ‫الطعن‬ ‫حال‬ ‫في‬ ‫جوز‬‫ي‬ ‫ما‬ ‫وهو‬،‫القانون‬ ‫وفي‬
‫كذلك‬ ‫الوضعي‬–‫وغاية‬‫ضرر‬ ‫من‬ ‫حقه‬‫ل‬ ‫عما‬ ‫وأدبيا‬ ‫ماديا‬ ‫يضا‬‫تعو‬ ‫الطاعن‬ ‫ينال‬ ‫أن‬ ‫طعنهم‬،ّ‫سب‬‫به‬

9. ‫القضاء‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫الطعن‬–‫الفقه‬ ‫بين‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬‫والنظم‬‫الإسلامي‬‫ة‬‫المصري‬ ‫والقانون‬
362
‫البحث‬ ‫خامتة‬
‫القاطعة‬ ‫القواعد‬ ‫خالف‬‫ي‬ ‫جائر‬ ‫حكم‬‫حسب‬‫ب‬‫زعمهم‬‫ذلك‬ ‫على‬ ‫المناسب‬ ‫جزاء‬‫ل‬‫ا‬ ‫القاضي‬ ‫ينال‬ ‫وأن‬ ،
‫جائر‬‫ل‬‫ا‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬‫ذلك‬ ‫استحق‬ ‫إن‬:‫قالوا‬ ‫أنهم‬ ‫بدليل‬ ،«‫عليه‬ ‫نستعديه‬ ‫جئنا‬»‫وعمر‬ ،‫شكايتهم‬ ‫في‬ ‫نظر‬
‫المظالم‬ ‫قاضي‬ ‫بوصفه‬،‫النقض‬ ‫أو‬،‫استئنافية‬ ‫درجة‬ ‫قاضي‬ ‫بوصفه‬ ‫لا‬‫عليا‬.
‫و‬‫إن‬‫ي‬ ‫الأول‬ ‫أن‬ ‫في‬ ‫بالاستئناف‬ ‫الطعن‬ ‫عن‬ ‫ختلف‬‫ي‬ ‫بالنقض‬ ‫الطعن‬‫ع‬‫د‬‫أي‬ ،‫عادي‬ ‫غير‬ ‫يقا‬‫طر‬
‫هذه‬ ‫في‬ ‫حدث‬ ‫ما‬ ‫عين‬ ‫وهو‬ ،‫عليها‬ ‫منصوص‬ ‫معينة‬ ‫بأسباب‬ ‫طعنه‬ ‫تسبيب‬ ‫من‬ ‫للطاعن‬ ‫لابد‬
‫وجلد‬ ‫شهر‬ ‫أنه‬ ‫يرون‬ ‫فالشكاة‬ ،‫الواقعة‬،‫ثبوت‬ ‫على‬ ‫قطعي‬ ‫دليل‬ ‫بدون‬ ‫حد‬ ‫إقامة‬ ‫اعتبروه‬ ‫ما‬ ‫وهو‬
‫الزنا‬‫ك‬ ،‫الاعتراف‬،‫الأثر‬ ‫راوي‬ ‫قال‬ ‫حيث‬ ‫زنا؛‬ ‫بأنه‬ ‫حة‬‫ض‬‫الوا‬ ‫الشهود‬ ‫شهادة‬ ‫أو‬«‫م‬ ‫وجد‬‫في‬ ‫امرأة‬ ‫ع‬
‫ملحفتها‬،‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫على‬ ‫البينة‬ ‫تقم‬ ‫ولم‬»(1)
‫ملحفتها‬ ‫في‬ ‫معها‬ ‫مشتملا‬ ‫فقط‬ ‫رأوه‬ ‫فالشهود‬ ،،‫أيد‬ ‫وقد‬
‫عمر‬ ‫سيدنا‬ ‫المظالم‬ ‫قاضي‬–‫النقض‬ ‫قاضي‬ ‫أو‬–‫الأول‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬‫؛‬‫مسعود‬ ‫ابن‬ ‫لأن‬‫اجتهد‬،
‫حتمله‬‫ت‬ ‫أنه‬ ‫طالما‬ ‫فيه‬ ‫مطعن‬ ‫فلا‬ ‫اجتهاده‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫ولما‬ ،‫حدا‬ ‫لا‬ ‫تعزيرا‬ ‫الرجل‬ ‫وجلد‬‫الأدلة‬،‫ومما‬
‫مسعود‬ ‫ابن‬ ‫سأل‬ ‫عمر‬ ‫أن‬ ‫ذلك‬ ‫كد‬‫يؤ‬«‫ذلك؟‬ ‫أرأيت‬»(2)
‫اجتهادك؟‬ ‫هذا‬ ‫هل‬ :‫تعني‬ ‫وهي‬ ،
‫حدود‬‫ل‬‫ا‬ ‫في‬ ‫لا‬ ‫التعازير‬ ‫في‬ ‫يكون‬ ‫إنما‬ ‫والاجتهاد‬(3)
،‫في‬ ‫حلى‬‫م‬‫ال‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫ورد‬ ‫قد‬ ‫الأثر‬ ‫أن‬ ‫ذلك‬ ‫يؤيد‬
‫التعازير‬ ‫مقدار‬ ‫عن‬ ‫الكلام‬ ‫معرض‬(4)
.
:‫ثالجا‬‫ه‬ّ‫الل‬ ‫قول‬﴿ :َ‫م‬ۡ‫ي‬
َ
‫ل‬ُ‫س‬َ‫و‬
َ
‫ۥد‬ُ‫او‬
َ
‫د‬َ‫و‬‫ا‬َّ‫ي‬
ُ
‫ك‬َ‫و‬ ِ‫م‬َۡ
َ
‫ل‬
ۡ
‫ٱل‬ ُ‫م‬َ‫ي‬
َ
‫غ‬ ًِ‫ِي‬‫ػ‬ ۡ‫ج‬
َ
‫ش‬
َ
‫ف‬
َ
‫ن‬
ۡ
‫ذ‬ِ‫إ‬ ِ‫ث‬ۡ‫ر‬َ ۡ
‫ٱۡل‬ ِ‫ِف‬ ِ‫ان‬َ‫ه‬
ُ
‫ه‬
ۡ َ
‫َي‬
ۡ
‫ذ‬ِ‫إ‬ َ‫و‬
َ‫ِيو‬‫د‬ٍِ
َ
‫ش‬ ۡ‫م‬ٍِِ‫ه‬
ۡ
‫ه‬ُ ِ‫ۡل‬٧٨َ‫و‬ۡ‫ح‬ِ
ّ‫ت‬ َ‫س‬ُ‫ي‬
َ
‫ال‬َ‫ت‬ِ
ۡ
‫ٱۡل‬
َ
‫ۥد‬ُ‫او‬
َ
‫د‬ َ‫ع‬َ‫ن‬ ‫ا‬
َ
‫ى‬ۡ‫ر‬
َّ
‫خ‬َ‫س‬َ‫و‬ َۚ‫ا‬ٗ‫ه‬
ۡ
‫ِل‬‫ع‬َ‫و‬ ‫ا‬ٗ‫ه‬
ۡ
‫ه‬ُ‫ح‬ ‫ا‬َ‫ي‬ۡ‫ي‬
َ
‫اح‬َ‫ء‬
‫ا‬ ُ
‫ّلُك‬َ‫و‬ َۚ
َ‫و‬ َ‫م‬ۡ‫ي‬
َ
‫ل‬ُ‫س‬ ‫ا‬ٍَ َ‫ن‬ۡ‫ه‬ٍَّ
َ
‫ف‬
َ
‫ػ‬
ِ‫ل‬ِ‫ع‬
َ
‫ف‬ ‫ا‬َّ‫ي‬
ُ
‫ك‬َ‫و‬ َۚ
َ ۡ‫ي‬ َّ‫ٱلط‬َ‫و‬َ‫ي‬﴾(5)
.
‫ليلا‬ ‫لقوم‬ ‫غنم‬ ‫فيه‬ ‫دخلت‬ ‫زرعا‬ ‫أن‬ ‫ذلك‬ ‫تفسير‬ ‫في‬ ‫كر‬ُ‫ذ‬ ‫وقد‬،‫جاء‬‫ف‬ ،‫وأفسدته‬ ‫فأكلته‬
‫المتخاصمون‬‫داود‬ ‫إلى‬‫الزرع‬ ‫لصاحب‬ ‫بالغنم‬ ‫كم‬ ‫ح‬‫ف‬ ،‫القصة‬ ‫عليه‬ ‫وقصوا‬ ،‫؛‬‫حرثه‬ ‫عن‬ ‫ًا‬‫ض‬‫عو‬
‫على‬ ‫خصمان‬‫ل‬‫ا‬ ‫خرج‬ ‫فلما‬ ،‫ليلا‬ ‫الغنم‬ ‫أتلفته‬ ‫الذي‬‫سليمان‬،‫خرج‬‫ي‬ ‫الذي‬ ‫الباب‬ ‫على‬ ‫جلس‬‫ي‬ ‫وكان‬
‫خ‬‫ل‬‫ا‬ ‫منه‬‫سنة‬ ‫عشرة‬ ‫إحدى‬ ‫ابن‬ ‫وهو‬ ،‫صوم‬،‫ف‬‫سألهم‬‫بم‬ :‫داود‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫نبي‬ ‫ما‬‫ك‬‫بين‬ ‫قضى‬‫علم‬ ‫فلما‬ ‫؟‬
‫أباه‬ ‫أتى‬،‫عليه‬ ‫واقترح‬‫حرث‬‫ل‬‫ا‬ ‫صاحب‬ ‫إلى‬ ‫الغنم‬ ‫تدفع‬ ‫أن‬،‫و‬ ،‫وأصوافها‬ ‫وسمونها‬ ‫بألبانها‬ ‫فينتفع‬‫ي‬‫دفع‬
‫في‬ ‫حاله‬ ‫إلى‬ ‫الزرع‬ ‫عاد‬ ‫فإذا‬ ،‫عليه‬ ‫ليقوم‬ ‫الغنم‬ ‫صاحب‬ ‫إلى‬ ‫حرث‬‫ل‬‫ا‬‫ال‬ ‫السنة‬‫تالية‬‫واحد‬ ‫كل‬ ‫رد‬
‫منه‬‫داود‬ ‫فقال‬ ،‫صاحبه‬ ‫إلى‬ ‫ماله‬ ‫ما‬:«‫يا‬ ‫وفقت‬‫بني‬،‫فهمك‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫يقطع‬ ‫لا‬»‫قضى‬ ‫بما‬ ‫وقضى‬ ،
(1‫الأ‬ )‫بهامش‬ ‫جه‬‫ي‬‫خر‬‫ت‬ ‫سبق‬ ،‫الصحيح‬ ‫رجال‬ ‫رجاله‬ ‫ثر‬1‫ص‬88.
(2‫ا‬ ).‫نفسها‬ ‫الصفحة‬ :‫لسابق‬
(3‫ا‬ ):‫نظر‬( ‫العسقلاني‬ ‫جر‬‫ح‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫حافظ‬‫ل‬‫ا‬ ‫للإمام‬ ،‫البخاري‬ ‫حيح‬‫ص‬ ‫بشرح‬ ‫الباري‬ ‫فتح‬852،‫خطيب‬‫ل‬‫ا‬ ‫الدين‬ ‫حب‬‫م‬ ‫حقيق‬‫ت‬ ،) ‫ه‬
‫د.ط‬ ،‫بيروت‬ ،‫المعرفة‬ ‫دار‬-‫د.ت‬‫ج‬ :12‫/ص‬178.‫التعازير‬ ‫في‬ ‫جلدات‬ ‫العشر‬ ‫على‬ ‫يادة‬‫الز‬ ‫جواز‬ ‫في‬ ‫خلاف‬‫ل‬‫ا‬ ‫عن‬ ‫وكلامه‬ ،
(4)‫ج‬ :‫حزم‬ ‫لابن‬ ‫حلى‬‫م‬‫ال‬ :‫انظر‬12‫/ص‬421.
(5‫[ا‬ ):‫لأنبياء‬78-79]

10. ‫القضاء‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫الطعن‬–‫الفقه‬ ‫بين‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬‫والنظم‬‫الإسلامي‬‫ة‬‫المصري‬ ‫والقانون‬
363
‫البحث‬ ‫خامتة‬
‫سليمان‬ ‫به‬(1)
.
‫و‬‫ذهب‬‫المستدلون‬(2)
‫الآية‬ ‫بهذه‬‫إل‬‫داود‬ ‫فيها‬ ‫حكم‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫القضية‬ ‫أن‬ ‫ى‬‫النظر‬ ‫أعيد‬ ‫قد‬
‫آخر‬ ‫قاض‬ ‫من‬ ‫فيها‬،‫سليمان‬ ‫وهو‬.
:‫الدلٔل‬٘‫مياقػ‬
‫أما‬:‫الجبْت‬٘ٔ‫ىاح‬ً‫م‬‫ف‬‫ا‬ ‫قطعية‬ ‫الآية‬.‫كريم‬ ‫ال‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫وردت‬ ‫حيث‬ ‫لثبوت؛‬
‫ّأما‬:٘‫الدالل‬ ٘ٔ‫ىاح‬ ً‫م‬‫ف‬‫الاستئناف‬ ‫مشروعية‬ ‫على‬ ‫الاستدلال‬ ‫مقومات‬ ‫فيها‬ ‫تتوافر‬ ‫القصة‬‫؛‬‫نظرا‬
‫لأن‬ُ ‫ي‬ ‫لا‬ ‫المتخاصمين‬َ ‫ت‬َ‫ص‬ّ‫و‬)‫(المظلمة‬ ‫الشكاية‬ ‫أو‬ ‫بالنقض‬ ‫طعنوا‬ ‫أنهم‬ ‫ر‬‫؛‬‫صدر‬ ‫الأول‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫لأن‬‫حيحا؛‬‫ص‬
‫لأنه‬‫عن‬ ‫قال‬ ‫تعالى‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫ولأن‬ ،‫نبي‬ ‫من‬‫داود‬‫و‬‫سليمان‬﴿ :َۚ‫ا‬ٗ‫ه‬
ۡ
‫ِل‬‫ع‬َ‫و‬ ‫ا‬ٗ‫ه‬
ۡ
‫ه‬ُ‫ح‬ ‫ا‬َ‫ي‬ۡ‫ي‬
َ
‫اح‬َ‫ء‬
‫ا‬ ُ
‫ّلُك‬َ‫و‬﴾(3)
،‫ف‬‫يجب‬
‫المسألة‬ ‫فهم‬‫ت‬ ‫أنها‬ ‫على‬‫صائب‬ ‫حكم‬‫ب‬ ‫تعلق‬،‫يعاد‬ ‫حيث‬ ‫الاستئناف؛‬ ‫في‬ ‫حدث‬‫ي‬ ‫ما‬ ‫وهي‬ ،‫أصوب‬ ‫وحكم‬
‫الطرف‬ ‫تغض‬ ،‫جديدة‬ ‫ية‬‫تقدير‬ ‫بسلطة‬ ‫القضية‬ ‫في‬ ‫النظر‬–‫نسبيا‬–‫عن‬‫الأول‬ ‫التقدير‬‫حه‬‫ي‬‫جر‬‫ت‬ ‫دون‬ ،.
‫بع‬ ‫هناك‬ ‫ذلك‬ ‫مع‬ ‫كن‬ ‫ول‬:‫مثل‬ ‫الاستدلال‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫تمنع‬ ‫الأمور‬ ‫ض‬
‫أ‬-‫وهو‬ ،‫قبلنا‬ ‫َن‬‫م‬ ‫بشرع‬ ‫تتعلق‬ ‫الآية‬ ‫أن‬–‫الأصول‬ ‫علماء‬ ‫حسب‬‫ب‬–‫فيه‬‫قولان‬(4)
:
‫لنا‬ ‫شرعا‬ ‫ليس‬ ‫أنه‬ :‫الأول‬ ‫القول‬،،‫يؤيده‬ ‫ما‬ ‫شرعنا‬ ‫في‬ ‫يأتي‬ ‫أن‬ ‫إلا‬‫الراجح‬ ‫وهو‬(5)
‫؛‬
﴿ ‫تعالى‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫لقول‬َۚ‫ا‬ ٗ‫اج‬ٍَ
ۡ
‫ِي‬‫ن‬َ‫و‬
ٗ
‫ث‬
َ
‫ع‬ۡ ِ‫ِش‬ ۡ‫م‬
ُ
‫ِيك‬‫ن‬ ‫ا‬َ‫ي‬
ۡ
‫ل‬َ‫ع‬َ‫ج‬ ّٖ
ّ ُ
‫ِك‬‫ل‬﴾(6)
.
‫لنا‬ ‫شرع‬ ‫قبلنا‬ ‫من‬ ‫شرع‬ ‫أن‬ :‫الثاني‬ ‫القول‬،‫على‬ ‫يدل‬ ‫ما‬ ‫يعتنا‬‫شر‬ ‫في‬ ‫يرد‬ ‫لم‬ ‫ما‬
‫خلافه‬‫حكم‬ ‫إنفاذ‬ ‫وهو‬ ،‫لذلك‬ ‫خلاف‬ ‫يعتنا‬‫شر‬ ‫في‬ ‫المسألة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫ثبت‬ ‫وقد‬ ،
‫عليه‬ ‫المتفق‬ ‫الناقض‬ ‫من‬ ‫خاليا‬ ‫حيحا‬‫ص‬ ‫كان‬ ‫طالما‬ ‫الأول‬ ‫حاكم‬‫ل‬‫ا‬(7)
.
‫ب‬-‫قول‬ ‫حسب‬‫ب‬ ‫حدث‬ ‫الذي‬ ‫أن‬‫بعض‬‫سليمان‬ ‫أن‬ ‫المفسرين‬‫خ‬ ‫جالسا‬ ‫كان‬‫ارج‬
‫خروجهم‬ ‫بعد‬ ‫القوم‬ ‫سأل‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬ ،‫القضاء‬ ‫جلس‬‫م‬،،‫قضاء‬ ‫جلس‬‫م‬ ‫في‬ ‫القضية‬ ‫نظر‬ ‫يعيد‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬
ّ‫ه‬‫ف‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫إنه‬ ‫ثم‬‫أخذهم‬ ‫المسألة‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫مه‬،‫داود‬ ‫الأول‬ ‫القاضي‬ ‫على‬ ‫الأمر‬ ‫وعرض‬‫داود‬ ‫ثم‬ ،
‫تعرض‬ ‫لا‬ ‫الاستئناف‬ ‫ففي‬ ،‫تماما‬ ‫الاستئناف‬ ‫مفهوم‬ ‫خالف‬‫ي‬ ‫وهذا‬ ،‫السابق‬ ‫نفسه‬ ‫حكم‬ ‫نقض‬
(1‫ج‬ :‫القرطبي‬ ‫تفسير‬ :‫انظر‬ )11‫/ص‬387،‫ج‬ :‫للشوكاني‬ ‫القدير‬ ‫فتح‬3‫/ص‬567.
(2)‫ص‬ :‫درجتين‬ ‫على‬ ‫التقاضي‬ ‫مبدأ‬ ،‫علام‬ ‫يوسف‬ ‫محمد‬ :‫انظر‬168.
(3[ ):‫الأنبياء‬79]
(4‫ل‬ ‫اللمع‬ :‫انظر‬ )‫ا‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاق‬‫س‬‫إ‬ ‫أبي‬( ‫لشيرازي‬‫ت‬476‫علي‬ ‫يوسف‬‫و‬ ‫مستو‬ ‫ديب‬ ‫الدين‬ ‫حيي‬‫م‬ ‫حقيق‬‫ت‬ ،) ‫ه‬‫الكلم‬ ‫دار‬ ،‫بديوي‬
‫ط‬ ،‫دمشق‬ ،‫الطيب‬1( ،1416‫ه‬-1995:)‫م‬‫ص‬136-137‫؛‬‫ج‬ :‫للآمدي‬ ‫الإحكام‬4‫/ص‬137‫للرازي‬ ‫حصول‬‫م‬‫ال‬ ‫؛‬3/266.
(5)‫ج‬ :‫للآمدي‬ ‫الإحكام‬ :‫انظر‬4‫/ص‬169-182.
(6:‫[المائدة‬ )48]
(7)‫ج‬ :‫المبسوط‬ :‫انظر‬16‫/ص‬83-85‫؛‬‫ج‬ :‫الهمام‬ ‫لابن‬ ‫القدير‬ ‫فتح‬7‫/ص‬388-384‫؛‬‫ج‬ :‫الأم‬7‫/ص‬98-99‫ال‬ ‫أسنى‬ ،:‫مطالب‬
‫ج‬4‫/ص‬383-384‫؛‬‫ج‬ :‫حكام‬‫ل‬‫ا‬ ‫تبصرة‬1‫/ص‬78-79:‫الإنصاف‬ ‫؛‬‫ج‬11‫/ص‬222-225‫ج‬ :‫القناع‬ ‫كشاف‬ ‫؛‬6‫/ص‬326‫؛‬
‫ج‬ :‫حلى‬‫م‬‫ال‬8‫/ص‬429.

11. ‫القضاء‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫الطعن‬–‫الفقه‬ ‫بين‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬‫والنظم‬‫الإسلامي‬‫ة‬‫المصري‬ ‫والقانون‬
364
‫البحث‬ ‫خامتة‬
‫القضية‬‫سليمان‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫حادثة‬‫ل‬‫ا‬ ‫فهم‬ ‫يمكن‬ ‫ولذلك‬ ،‫حكمة‬‫م‬‫ال‬ ‫نفس‬ ‫على‬-‫وهو‬‫آتاه‬ ‫صغير‬ ‫صبي‬
‫العميق‬ ‫القضائي‬ ‫الفهم‬ ‫كة‬ ‫مل‬ ‫ه‬ّ‫الل‬-‫إليه‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫تقرير‬ ‫ترك‬ ‫ثم‬ ،‫حلا‬ ‫أبيه‬ ‫على‬ ‫اقترح‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫فهم‬ ‫لما‬،‫ولو‬
‫سي‬ ‫مع‬ ‫خصوم‬‫ل‬‫ا‬ ‫يعود‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫الأمر‬ ‫احتاج‬ ‫لما‬ ‫الاستئناف‬ ‫مشروعية‬ ‫على‬ ‫حادثة‬‫ل‬‫با‬ ‫الاستدلال‬ ‫صح‬‫دنا‬
‫داود‬ ‫إلى‬ ‫سليمان‬‫جديد‬‫ل‬‫ا‬ ‫بالاقتراح‬ ‫ليأخذ‬،.‫عليه‬ ‫بناء‬ ‫حكمه‬ ‫يقرر‬‫و‬
‫ج‬-‫أننا‬ ‫على‬‫لو‬‫أنه‬ ‫على‬ ‫دلالة‬ ‫الآية‬ ‫في‬ ‫وجدنا‬ ‫لما‬ ‫المفسرين‬ ‫قول‬ ‫اعتبار‬ ‫دون‬ ‫الآية‬ ‫بنص‬ ‫أخذنا‬
( ‫تقول‬ ‫فالآية‬ ،‫مرحلتين‬ ‫على‬ ‫التقاضي‬ ‫تم‬‫َيههان‬‫وتقول‬ ،‫القضاء‬ ‫جلس‬‫م‬ ‫وحدة‬ ‫حتمل‬‫ت‬ ‫وهي‬ )
(‫ففٍهياٌا‬‫ذا‬ ‫في‬ ‫حتمل‬‫ت‬ )‫النهائي‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫قبل‬ ‫جلس‬‫م‬‫ال‬ ‫ت‬،.‫معه‬ ‫أو‬
‫القرآن‬ ‫أحكام‬ ‫تفسير‬ ‫في‬ ‫ورد‬ ‫وقد‬‫العربي‬ ‫ابن‬ ‫بكر‬ ‫لأبي‬‫رجوع‬ ‫في‬ ‫الآية‬ ‫أن‬ ‫كد‬‫يؤ‬ ‫ما‬‫ا‬‫لقاضي‬
‫أي‬ ،‫حكمه‬ ‫عن‬‫إ‬‫حيث‬ ‫نفسه؛‬ ‫حكم‬ ‫القاضي‬ ‫نقض‬ ‫قبيل‬ ‫من‬ ‫نها‬‫قال‬« :‫رجوع‬ ‫على‬ ‫دليل‬ ‫هذه‬ ‫في‬
‫رسال‬ ‫في‬ ‫وهكذا‬ ،‫غيره‬ ‫في‬ ‫حق‬‫ل‬‫ا‬ ‫أن‬ ‫له‬ ‫تبين‬ ‫إذا‬ ،‫به‬ ‫حكم‬ ‫عما‬ ‫القاضي‬‫موسى‬ ‫أبي‬ ‫إلى‬ ‫عمر‬ ‫ة‬(1)
،‫فأما‬
‫مضرة‬ ‫وفيه‬ ،‫له‬ ‫آخر‬ ‫لا‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫يتداعى‬ ‫ذلك‬ ‫لأن‬ ‫له؛‬ ‫جوز‬‫ي‬ ‫فلا‬ ‫قاض‬ ‫به‬ ‫حكم‬ ‫فيما‬ ‫قاض‬ ‫ينظر‬ ‫أن‬
‫ولم‬ ،‫الإسلام‬ ‫قوانين‬ ‫ضبط‬ ‫وعدم‬ ،‫حرام‬‫ل‬‫با‬ ‫حلال‬‫ل‬‫ا‬ ‫وتبديل‬ ،‫الأحكام‬ ‫نقض‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫عظمى‬
‫يظهر‬ ‫بما‬ ‫حكم‬‫ي‬ ‫كان‬ ‫وإنما‬ ،‫الآخر‬ ‫رآه‬ ‫ما‬ ‫نقض‬ ‫إلى‬ ‫خلفاء‬‫ل‬‫ا‬ ‫من‬ ‫أحد‬ ‫يتعرض‬‫إليه‬»(2)
‫العربي‬ ‫فابن‬ ،
‫على‬ ‫بالآية‬ ‫الاستدلال‬ ‫أن‬ ‫يؤيد‬ ‫وهذا‬ ،‫نفسه‬ ‫حكم‬ ‫عن‬ ‫القاضي‬ ‫رجوع‬ ‫على‬ ‫دليلا‬ ‫الآية‬ ‫في‬ ‫أن‬ ‫كد‬‫يؤ‬
‫يصح‬ ‫لا‬ ‫المعاصر‬ ‫بالمفهوم‬ ‫النقض‬ ‫على‬ ‫حتى‬ ‫أو‬ ‫الاستئناف‬(3)
.
‫د‬-‫دليل‬ ‫الآية‬ ‫في‬ ‫أن‬‫ا‬‫ل‬‫وهو‬ ،‫الاستئناف‬ ‫بمنع‬ ‫لقائلين‬‫عليه‬ ‫بنيت‬ ‫الذي‬ ‫الأساس‬ ‫نفي‬ ‫في‬ ‫يتمثل‬
‫الاس‬ ‫فكرة‬‫درجة‬ ‫الأعلى‬ ‫القضاء‬ ‫على‬ ‫العرض‬ ‫وهي‬ ،‫تئناف‬،‫القضاء‬ ‫بوصفه‬‫الأقرب‬‫ا‬ ‫إلى‬،‫لصواب‬
‫ب‬ ‫والمشمول‬‫حالة‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫خلاف‬ ‫وهو‬ ،‫القضائية‬ ‫كة‬ ‫المل‬ ‫حدوث‬ ‫جرد‬‫م‬ ‫تقرره‬ ‫ما‬ ‫لا‬ ،‫العملية‬ ‫خبرة‬‫ل‬‫ا‬
‫سليمان‬‫داود‬ ‫ابن‬ ‫إنه‬ ‫إذ‬ ‫؛‬‫أحكام‬ ‫تعرض‬ ‫أن‬ ‫تقتضي‬ ‫الاستئناف‬ ‫ففكرة‬ ،‫خبرة‬ ‫منه‬ ‫وأقل‬ ،
‫داود‬ ‫على‬ ‫سليمان‬،.‫العكس‬ ‫وليس‬
‫فمدلول‬‫الآية‬‫ي‬‫كاد‬‫م‬ ‫أحد‬ ‫ضد‬ ‫يكون‬‫ف‬‫ا‬‫ه‬‫ي‬‫م‬‫ا‬‫لاستئناف‬‫الأساسية؛‬‫إن‬ ‫إذ‬‫الآية‬‫أن‬ ‫على‬ ‫كد‬‫تؤ‬
‫أحكامه‬ ‫تصح‬ ‫مبتدئ‬ ‫قاض‬ ‫فرب‬ ،‫خبرة‬‫ل‬‫ا‬ ‫دور‬ ‫من‬ ‫أكبر‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫حة‬‫ص‬ ‫في‬ ‫القضائية‬ ‫الموهبة‬ ‫دور‬
،‫القضائي‬ ‫السلم‬ ‫درجات‬ ‫أعلى‬ ‫بلغ‬ ‫قاض‬ ‫أحكام‬ ‫يفوق‬ ‫بشكل‬ُ‫ر‬‫و‬‫من‬ ‫أصح‬ ‫يكون‬ ‫ابتدائي‬ ‫حكم‬ ‫ب‬
(1)‫بهامش‬ ‫جه‬‫ي‬‫خر‬‫ت‬ ‫سبق‬ .‫ثابت‬ ‫إسناده‬ ‫الأثر‬1‫ص‬46.
(2)‫ج‬ :‫العربي‬ ‫لابن‬ ‫القرآن‬ ‫أحكام‬3‫/ص‬266.
(3):‫مثلا‬ ‫انظر‬‫ج‬ :‫الكاشف‬2‫/ص‬186:‫خنين‬ ‫آل‬ ‫الشيخ‬ ‫قال‬ ‫حيث‬ ،«‫حكم‬ ‫فقد‬‫داود‬‫سليمان‬ ‫وتعقبه‬ ،‫ما‬‫ك‬‫ح‬‫وحكم‬ ‫فنقضه‬ ،
‫آخر‬ ‫ما‬‫ك‬‫ح‬»‫داود‬ ‫أن‬ ‫هو‬ ‫الصحيح‬ ‫أن‬ ‫يبدو‬ ‫كن‬ ‫ول‬ ،‫سليمان‬ ‫اقتراح‬ ‫على‬ ‫بناء‬ ‫نفسه‬ ‫حكم‬ ‫نقض‬ ‫الذي‬ ‫هو‬‫أن‬ ‫تقدم‬ ‫قد‬ ‫لأنه‬ ‫؛‬
‫يتعلق‬ ‫لا‬ ‫أمر‬ ‫هذا‬ ‫بأن‬ ‫القول‬ ‫حتم‬‫ي‬ ‫وهذا‬ ،‫نبي‬ ‫من‬ ‫حدث‬‫ي‬ ‫لا‬ ‫وهذا‬ ،‫عليه‬ ‫جمع‬‫م‬‫ال‬ ‫القاطع‬ ‫الدليل‬ ‫خالفة‬‫م‬‫ل‬ ‫يكون‬ ‫لا‬ ‫النقض‬‫بالأدلة‬
‫لسليمان‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫وفهمها‬ ،‫ظهرت‬ ‫التي‬ ‫بالوقائع‬ ‫بل‬ ،‫حكم‬‫ل‬‫ل‬ ‫يعية‬‫التشر‬‫ذلك‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫فأحرى‬ ،‫نفسه‬ ‫حكم‬ ‫فنقض‬ ،‫أبيه‬ ‫على‬ ‫به‬ ‫فأشار‬ ،
.‫أعلم‬ ‫ه‬ّ‫والل‬ ،‫النظر‬ ‫إعادة‬ ‫التماس‬ ‫على‬ ‫دليلا‬

12. ‫القضاء‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫الطعن‬–‫الفقه‬ ‫بين‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬‫والنظم‬‫الإسلامي‬‫ة‬‫المصري‬ ‫والقانون‬
365
‫البحث‬ ‫خامتة‬
‫حكم‬‫استئنافي‬‫ينافيه‬،‫والاستئناف‬ ،‫الآية‬ ‫تقرره‬ ‫ما‬ ‫هذا‬–‫على‬‫ذلك‬ ‫عكس‬–‫يبنى‬‫أن‬ ‫فكرة‬ ‫على‬
‫درجة‬ ‫أعلى‬ ‫الثاني‬ ‫القاضي‬،‫أقرب‬ ‫بالتالي‬ ‫فهو‬‫ا‬ ‫إلى‬‫تقرر‬ ‫إذ‬ ‫فالآية‬ ،‫المبتدئ‬ ‫القاضي‬ ‫من‬ ‫لصواب‬
‫النبيين‬ ‫من‬ ‫لكل‬ ‫العلم‬‫لسليمان‬ ‫الفهم‬ ‫تقرر‬:‫تقول‬ ‫إذ‬ ‫؛‬«
‫ا‬ ُ
‫ّلُك‬َ‫و‬ َۚ
َ‫و‬ َ‫م‬ۡ‫ي‬
َ
‫ل‬ُ‫س‬ ‫ا‬ٍَ َ‫ن‬ۡ‫ه‬ٍَّ
َ
‫ف‬
َ
‫ػ‬‫ا‬َ‫ي‬ۡ‫ي‬
َ
‫اح‬َ‫ء‬
َۚ‫ا‬ٗ‫ه‬
ۡ
‫ِل‬‫ع‬َ‫و‬ ‫ا‬ٗ‫ه‬
ۡ
‫ه‬ُ‫ح‬»‫التلقين‬ ‫عن‬ ‫نشأ‬ ‫سواء‬ ‫فالعلم‬ ،،‫بل‬ ،‫القضاء‬ ‫في‬ ‫ية‬‫الأولو‬ ‫له‬ ‫ليس‬ ،‫خبرة‬‫ل‬‫ا‬ ‫عن‬ ‫أو‬
‫عمر‬ ‫وصية‬ ‫كانت‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ،‫الفهم‬«‫الفهم‬ ‫الفهم‬»(1)
.
‫هذا‬ ‫تقرر‬ ‫إذا‬‫يمكن‬.‫بالاستئناف‬ ‫الطعن‬ ‫مشروعية‬ ‫على‬ ‫دلالة‬ ‫أي‬ ‫فيها‬ ‫ليس‬ ‫الآية‬ ‫بأن‬ ‫القول‬
:‫زابعا‬‫أ‬ ‫رواه‬ ‫ما‬‫هريرة‬ ‫بو‬‫ه‬ّ‫الل‬ ‫رسول‬ ‫قال‬ :‫قال‬« :‫ﷺ‬‫ابناهما‬ ‫معهما‬ ‫امرأتان‬ ‫بينما‬،‫الذئب‬ ‫جاء‬،
‫ذهب‬ ‫إنما‬ :‫الأخرى‬ ‫وقالت‬ ،‫أنت‬ ‫بابنك‬ ‫ذهب‬ ‫إنما‬ :‫لصاحبتها‬ ‫هذه‬ ‫فقالت‬ ،‫إحداهما‬ ‫بابن‬ ‫فذهب‬
‫داود‬ ‫بن‬ ‫سليمان‬ ‫على‬ ‫خرجتا‬‫ف‬ ،‫كبرى‬ ‫لل‬ ‫به‬ ‫فقضى‬ ،‫داود‬ ‫إلى‬ ‫فتحاكمتا‬ ،‫بابنك‬،‫فأخبرتاه‬،‫ائتوني‬ :‫فقال‬
‫بالسكين‬‫تفعل‬ ‫لا‬ :‫الصغرى‬ ‫فقالت‬ ،‫ما‬‫ك‬‫بين‬ ‫أشقه‬–‫ه‬ّ‫الل‬ ‫يرحمك‬–‫للصغرى‬ ‫به‬ ‫فقضى‬ ،‫ابنها‬ ‫هو‬»(2)
.
‫به‬ ‫المستدلون‬ ‫ورأى‬(3)
‫بعد‬ ‫ثان‬ ‫قاض‬ ‫أمام‬ ‫فيها‬ ‫النظر‬ ‫أعيد‬ ‫القضية‬ ‫أن‬ ‫الاستدلال‬ ‫وجه‬ ‫أن‬
.‫أول‬ ‫قاض‬ ‫فيها‬ ‫حكم‬ ‫أن‬
:‫الدلٔل‬٘‫مياقػ‬
‫أ‬.:‫الجبْت‬‫حٔح‬ً‫م‬
‫وهي‬ ،‫الصحاح‬ ‫كتب‬ ‫أشهر‬ ‫في‬ ‫ورد‬ ‫حيث‬ ‫حيح؛‬‫ص‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬‫ومسلم‬ ‫البخاري‬،‫في‬ ‫ورد‬ ‫ما‬‫ك‬
‫مسند‬‫الإمام‬.‫حنبل‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬
‫ب‬.:٘‫الدالل‬‫حٔح‬ً‫م‬
:‫مثل‬ ‫الاستئناف‬ ‫مشروعية‬ ‫على‬ ‫المستدلون‬ ‫إليه‬ ‫ذهب‬ ‫ما‬ ‫تؤيد‬ ‫التي‬ ‫الأمور‬ ‫بعض‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫في‬
‫داود‬ ‫إلى‬ ‫حاكمتا‬‫ت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫المرأتين‬ ‫أن‬،‫سليمان‬ ‫إلى‬ ‫ذهبتا‬ ‫كبرى‬ ‫لل‬ ‫بالطفل‬ ‫وحكم‬
‫جديد‬ ‫من‬ ‫القضية‬ ‫في‬ ‫فنظر‬ ،،‫وحكم‬‫جلب‬ ‫استطاعته‬ ‫بعد‬ ‫للأول‬ ‫خالفا‬‫م‬ ‫ما‬‫ك‬‫ح‬
.‫حسبان‬‫ل‬‫ا‬ ‫في‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫دليل‬
‫سليمان‬ ‫حكم‬ ‫أن‬.‫الأول‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫وألغي‬ ،‫استقر‬ ‫الذي‬ ‫هو‬
‫كن‬ ‫ول‬‫أن‬ ‫ح‬‫ج‬‫الرا‬‫أمور‬ ‫هناك‬‫ا‬:‫مثل‬ ‫الاستدلال‬ ‫ذلك‬ ‫دون‬ ‫حول‬‫ت‬ ‫أخرى‬
‫ما‬‫ك‬‫و‬ ،‫قبلنا‬ ‫من‬ ‫شرع‬ ‫أنه‬‫تقرر‬‫شر‬ ‫في‬ ‫دليلا‬ ‫يكون‬ ‫لا‬ ‫فإنه‬‫ي‬‫ع‬‫تن‬‫وعند‬ ،‫الأصوليين‬ ‫بعض‬ ‫عند‬ ‫ا‬
‫آخ‬ ‫بعض‬‫ر‬.‫شريعتنا‬ ‫في‬ ‫المعارض‬ ‫ثبوت‬ ‫تقرر‬ ‫وقد‬ ،‫شريعتنا‬ ‫في‬ ‫معارض‬ ‫وجود‬ ‫عند‬ ‫جوز‬‫ي‬ ‫لا‬
(1)‫بهامش‬ ‫جه‬‫ي‬‫خر‬‫ت‬ ‫سبق‬ ‫الأثر‬ .‫ثابت‬ ‫إسناده‬ ‫الأثر‬1‫ص‬46.
(2‫سب‬ .‫حيح‬‫ص‬ ‫حديث‬ )‫بهامش‬ ‫جه‬‫ي‬‫خر‬‫ت‬ ‫ق‬4‫ص‬238.
(3)‫ص‬ :‫التقاضي‬ ‫درجات‬ ،‫ه‬ّ‫الل‬ ‫دفع‬ ‫حيدر‬ :‫انظر‬89.

13. ‫القضاء‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫الطعن‬–‫الفقه‬ ‫بين‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬‫والنظم‬‫الإسلامي‬‫ة‬‫المصري‬ ‫والقانون‬
366
‫البحث‬ ‫خامتة‬
‫داود‬ ‫فيها‬ ‫حكم‬ ‫عندما‬ ‫الواقعة‬ ‫أن‬ِّ‫ي‬‫ح‬‫م‬ ‫كانت‬‫رة‬‫؛‬‫سوى‬ ‫دليل‬ ‫أي‬ ‫فيها‬ ‫ليس‬ ‫لأنه‬
‫داود‬ ‫كم‬ ‫ح‬‫ف‬ ،‫إحداهما‬ ‫ظلم‬ ‫احتمال‬ ‫إلى‬ ‫يؤدي‬ ‫سوف‬ ‫وهذا‬ ،‫المرأتين‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫ادعاء‬
‫ممكنة‬ ‫قرينة‬ ‫بأقل‬،‫مثل‬‫ال‬ ‫يد‬ ‫في‬ ‫الطفل‬ ‫كون‬‫كبرى‬‫َر‬ ‫ِب‬‫ك‬ ‫ال‬ ‫قرينة‬ ‫أو‬(1)
،‫وحكمه‬
‫الدليل‬ ‫عدم‬ ‫طالما‬ ‫حيح‬‫ص‬،‫و‬‫سليمان‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫آتاه‬ ‫ما‬ ‫بفضل‬ ‫كن‬ ‫ل‬‫قضائية‬ ‫فطنة‬ ‫من‬–
‫رغم‬‫سنه‬ ‫صغر‬–‫استطاع‬‫لنقض‬ ‫كاف‬ ‫هنا‬ ‫القاطع‬ ‫والدليل‬ ،‫قاطع‬ ‫بدليل‬ ‫يأتي‬ ‫أن‬
‫بع‬ ‫كنه‬ ‫ل‬ ،‫الدليل‬ ‫ظهور‬ ‫قبل‬ ‫صوابا‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫الأول‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬‫د‬‫جوز‬‫ي‬ ‫لا‬ ‫الدليل‬ ‫ظهور‬
،‫به‬ ‫الأخذ‬‫النظر‬ ‫إعادة‬ ‫التماس‬ ‫بباب‬ ‫حاق‬‫ل‬‫بالإ‬ ‫أجدر‬ ‫فالقصة‬‫؛‬‫أن‬ ‫وذلك‬‫المرأتين‬‫كانتا‬
‫القضاء‬ ‫جلس‬‫م‬ ‫من‬ ‫خارجتين‬،‫داود‬ ‫إلى‬ ‫"فتحاكمتا‬ ‫يقول‬ ‫حديث‬‫ل‬‫وا‬--‫به‬ ‫فقضى‬
‫داود‬ ‫بن‬ ‫سليمان‬ ‫على‬ ‫خرجتا‬‫ف‬ ،‫كبرى‬ ‫لل‬‫حصل‬‫ي‬ ‫أن‬ ‫استطاع‬ ‫هو‬ ‫ثم‬ ،"‫فأخبرتاه‬
‫موجودا‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫دليل‬ ‫على‬ ‫أقوالهن‬ ‫من‬،‫نق‬ ‫له‬ ‫خول‬ ‫فهذا‬‫خالف‬‫م‬‫ال‬ ‫الأول‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫ض‬
‫للدليل‬‫الواقعي‬–‫الشرعي‬ ‫لا‬–‫الذي‬‫آخرا‬ ‫ظهر‬.
‫فقال‬ ‫المسألة‬ ‫هذه‬ ‫حول‬ ‫القرطبي‬ ‫تساءل‬ ‫قد‬ ‫أنه‬«‫داود‬ ‫كان‬ ‫فإن‬‫بسبب‬ ‫قضى‬
‫شرعي‬،‫لسليمان‬ ‫ساغ‬ ‫فكيف‬‫سليمان‬ ‫أن‬ :‫جواب‬‫ل‬‫فا‬ ،‫حكمه‬ ‫نقض‬‫لم‬
‫بالنقض‬ ‫أبيه‬ ‫حكم‬‫ل‬ ‫يتعرض‬،‫صدق‬ ‫بسببها‬ ‫له‬ ‫ظهر‬ ‫لطيفة‬ ‫حيلة‬ ‫احتال‬ ‫وإنما‬‫الصغرى؛‬
‫قال‬ ‫لما‬ ‫أنه‬ ‫وهي‬:"‫ما‬‫ك‬‫بين‬ ‫أشقه‬ ‫السكين‬ ‫هات‬":‫الصغرى‬ ‫قالت‬ ،"‫لا‬"‫من‬ ‫له‬ ‫فظهر‬ ‫؛‬
‫الصغرى‬ ‫في‬ ‫الشفقة‬ ‫قرينة‬،‫كبرى‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫وعدم‬،‫ذلك‬ ‫إلى‬ ‫انضاف‬ ‫عساه‬ ‫ما‬ ‫مع‬
‫بصدقها‬ ‫العلم‬ ‫له‬ ‫حصل‬ ‫ما‬ ‫القرائن‬ ‫من‬،‫لها‬ ‫كم‬ ‫ح‬‫ف‬»(2)
.
‫قا‬ ‫لبينة‬ ‫إلا‬ ‫ينقض‬ ‫لا‬ ‫الأول‬ ‫القاضي‬ ‫حكم‬ ‫أن‬ ‫كد‬‫يؤ‬ ‫القرطبي‬ ‫أن‬‫طعة‬،‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫أي‬
‫بالظن‬ ‫نقضه‬،:‫فيقول‬«‫من‬ ‫رأت‬ ‫عندما‬ ‫للصغرى‬ ‫الولد‬ ‫بأن‬ ‫اعترفت‬ ‫كبرى‬ ‫ال‬ ‫ولعل‬
‫سليمان‬‫ذلك‬ ‫في‬ ‫جد‬‫ل‬‫وا‬ ‫حزم‬‫ل‬‫ا‬،‫فقضى‬‫با‬‫لولد‬‫ل‬‫باب‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫يكون‬ ‫ولا‬ ،‫لصغرى‬
‫الأول‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫نقض‬،‫الأسباب‬ ‫بتبدل‬ ‫الأحكام‬ ‫تبدل‬ ‫باب‬ ‫من‬ ‫كن‬ ‫ل‬،‫أعلم‬ ‫ه‬ّ‫والل‬»(3)
.
‫و‬ ،‫آخر‬ ‫احتمالا‬ ‫أضاف‬ ‫القرطبي‬ ‫أن‬‫سليمان‬ ‫أن‬ ‫هو‬‫قد‬ ‫كان‬ ‫ربما‬ ‫ونبي‬ ‫حاكم‬ ‫وهو‬
«‫بعلمه‬ ‫حكم‬‫ي‬ ‫أن‬ ‫له‬ ‫سوغ‬»‫النسائي‬ ‫ترجم‬ ‫وقد‬ ،‫ل‬‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذا‬«‫بعلمه‬ ‫حاكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫حكم‬»(4)
.
(1):‫قال‬ ‫حيث‬ ،‫كبر‬ ‫ال‬ ‫قرينة‬ ‫هي‬ ‫بها‬ ‫ُكم‬‫ح‬ ‫التي‬ ‫قرينة‬ ‫كون‬ ‫على‬ ‫اعتراضا‬ ‫القرطبي‬ ‫ساق‬«‫أن‬ ‫داود‬ ‫شرع‬ ‫من‬ ‫كان‬‫إنه‬ :‫قال‬ ‫من‬ ‫أبعد‬ ‫ولقد‬
‫والس‬ ‫والقصر‬ ‫كالطول‬ ‫الدعاوى‬ ‫عند‬ ‫حض‬‫م‬ ‫طرد‬ ‫والصغر‬ ‫كبر‬ ‫ال‬ ‫لأن‬ ،‫كبرى‬ ‫هي‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫كبرى‬ ‫لل‬ ‫به‬ ‫حكم‬‫ي‬‫لا‬ ‫وذلك‬ ‫والبياض‬ ‫واد‬
‫المتداعيين‬ ‫أحد‬ ‫ترجيح‬ ‫يوجب‬»‫القرطبي‬ ‫تفسير‬:‫ج‬11‫/ص‬313.
(2)‫ا‬‫نفسها‬ ‫الصفحة‬ :‫لسابق‬.
(3‫ا‬ ).‫نفسها‬ ‫الصفحة‬ :‫لسابق‬
(4):‫انظر‬‫ا‬‫نفسها‬ ‫الصفحة‬ :‫لسابق‬.

14. ‫القضاء‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫الطعن‬–‫الفقه‬ ‫بين‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬‫والنظم‬‫الإسلامي‬‫ة‬‫المصري‬ ‫والقانون‬
367
‫البحث‬ ‫خامتة‬
‫أ‬‫الأدلة‬ ‫استجلاب‬ ‫في‬ ‫الوسع‬ ‫يبذل‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫القاضي‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫قيمة‬ ‫دلالة‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫في‬ ‫ن‬
‫إن‬ ‫حاكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫أو‬ ‫للقاضي‬ ‫جوز‬‫ي‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫دلالة‬ ‫وفيه‬ ،‫المبهمة‬ ‫المسائل‬ ‫في‬‫دليل‬ ‫على‬ ‫حصل‬
‫للدليل‬ ‫خالف‬‫م‬‫ال‬ ‫الأول‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫ينقض‬ ‫أن‬ ‫الأول‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫في‬ ‫مفقودا‬ ‫كان‬ ‫قاطع‬‫الواقعي‬،
‫ب‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫لهذا‬ ‫يعنون‬ ‫سننه‬ ‫في‬ ‫النسائي‬ ‫جد‬‫ن‬ ‫أن‬ ‫غرو‬ ‫ولا‬«‫به‬ ‫حكم‬ ‫ما‬ ‫حاكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫نقض‬
‫مثله‬ ‫هو‬ ‫ممن‬ ‫غيره‬،‫منه‬ ‫أجل‬ ‫أو‬»(1)
،‫فصل‬ ‫في‬ ‫الدراسة‬ ‫به‬ ‫أوصت‬ ‫ما‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫وهذا‬
‫وه‬ ،‫النظر‬ ‫إعادة‬ ‫التماس‬ّ‫يوس‬ ‫أن‬ ‫و‬‫أسباب‬ ‫ضابط‬ ‫ع‬‫الالتماس‬‫يفترض‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫ليشمل‬
‫نقض‬ ‫عدم‬ ‫قاعدة‬ ‫يعارض‬ ‫لا‬ ‫وهو‬ ،"‫تقديره‬ ‫لتغير‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫بعد‬ ‫القاضي‬ ‫علمه‬ ‫"إذا‬ ‫أنه‬
‫نقض‬ ‫هنا‬ ‫فالأمر‬ .‫اللاحق‬ ‫بالاجتهاد‬ ‫السابق‬ ‫الاجتهاد‬‫واقعي‬ ‫بدليل‬ ،‫مغلوط‬ ‫واقع‬
‫غائبا‬ ‫كان‬،‫ليس‬ ‫وبالتالي‬‫في‬‫الاستئ‬ ‫مشروعية‬ ‫على‬ ‫جة‬‫ح‬ ‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذا‬.‫ناف‬
‫حديث‬‫ل‬‫ا‬ ‫في‬ ‫أن‬‫أيضا‬‫دليل‬‫ا‬‫فكرة‬ ‫عليه‬ ‫بنيت‬ ‫الذي‬ ‫الأساس‬ ‫نفي‬ ‫في‬ ‫يتمثل‬ ‫خصوم‬‫ل‬‫ل‬
‫درجة‬ ‫الأعلى‬ ‫القضاء‬ ‫على‬ ‫العرض‬ ‫وهي‬ ،‫الاستئناف‬‫؛‬،‫للصواب‬ ‫الأقرب‬ ‫لأنه‬
‫كة‬ ‫المل‬ ‫حدوث‬ ‫جرد‬‫م‬ ‫تقرره‬ ‫ما‬ ‫لا‬ ،‫العملية‬ ‫خبرة‬‫ل‬‫ا‬ ‫تقرره‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫درجة‬ ‫الأعلى‬ ‫والقضاء‬
‫سليمان‬ ‫حالة‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫خلاف‬ ‫وهو‬ ،‫القضائية‬‫داود‬ ‫ابن‬ ‫إنه‬ ‫إذ‬ ‫؛‬‫منه‬ ‫وأقل‬ ،
‫داود‬ ‫على‬ ‫سليمان‬ ‫أحكام‬ ‫تعرض‬ ‫أن‬ ‫تقتضي‬ ‫الاستئناف‬ ‫ففكرة‬ ،‫خبرة‬‫وليس‬ ،
.‫العكس‬
:‫خامطا‬‫خطاب‬‫ل‬‫ا‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫رسالة‬ ‫في‬ ‫ُروى‬ ‫ي‬ ‫ما‬:‫قوله‬ ‫من‬ ‫موسى‬ ‫لأبي‬«‫قضاء‬ ‫يمنعنك‬ ‫ولا‬
‫حق‬‫ل‬‫ا‬ ‫فإن‬ ،‫حق‬‫ل‬‫ا‬ ‫إلى‬ ‫ترجع‬ ‫أن‬ ‫لرشدك‬ ‫فيه‬ ‫وهديت‬ ،‫نفسك‬ ‫فيه‬ ‫راجعت‬ ‫ثم‬ ،‫بالأمس‬ ‫قضيته‬
‫الباطل‬ ‫في‬ ‫التمادي‬ ‫من‬ ‫خير‬ ‫حق‬‫ل‬‫ا‬ ‫إلى‬ ‫والرجوع‬ ،‫قديم‬»(2)
.
‫ه‬ ‫الاستدلال‬ ‫ووجه‬‫و‬‫الأول‬ ‫مراجعة‬ ‫إمكان‬–‫طبقا‬‫عمر‬ ‫لرسالة‬–‫وهو‬‫في‬ ‫حدث‬‫ي‬ ‫ما‬
.‫الاستئناف‬
:‫الدلٔل‬٘‫مياقػ‬
‫أ‬-:‫الجبْت‬‫حٔح‬ً‫م‬
‫خلاف‬ ‫هناك‬‫بين‬،‫ومتنا‬ ‫سندا‬ ‫هاجمها‬ ‫الظاهري‬ ‫حزم‬ ‫فابن‬ ،‫الرسالة‬ ‫هذه‬ ‫ثبوت‬ ‫حول‬ ‫العلماء‬
‫عن‬ ‫ودافع‬‫القيم‬ ‫وابن‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫ها‬،‫ونقلوها‬ ‫بها‬ ‫عملوا‬ ‫الفقهاء‬ ‫وأغلب‬‫ما‬‫ك‬ ‫ثابت‬ ‫إسنادها‬ ‫أن‬ ‫والراجح‬ ،
(1‫سنن‬ )‫(ت‬ ‫النسائي‬ ‫سنان‬ ‫بن‬ ‫حر‬‫ب‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫شعيب‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫أبي‬ ‫للإمام‬ ‫النسائي‬383‫حاف‬‫ل‬‫ا‬ ‫بشرح‬ ) ‫ه‬‫الدين‬ ‫جلال‬ ‫ظ‬
‫(ت‬ ‫السيوطي‬911‫(ت‬ ‫السندي‬ ‫وحاشية‬ ) ‫ه‬1138‫د.ط‬ ،‫بيروت‬ ،‫المعرفة‬ ‫دار‬ ،‫الإسلامي‬ ‫التراث‬ ‫حقيق‬‫ت‬ ‫مكتب‬ ‫حقيق‬‫ت‬ ،) ‫ه‬-
‫د.ت‬‫باب‬ ،‫القضاة‬ ‫آداب‬ ‫كتاب‬ :،‫منه‬ ‫أجل‬ ‫أو‬ ،‫مثله‬ ‫هو‬ ‫ممن‬ ‫غيره‬ ‫به‬ ‫حكم‬ ‫ما‬ ‫حاكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫نقض‬‫رقم‬ ‫حديث‬5419
‫مج‬4‫/ج‬8/‫ص‬627-628.
(2)‫ت‬ ‫سبق‬ ‫الأثر‬ .‫ثابت‬ ‫إسناده‬ ‫الأثر‬‫بهامش‬ ‫جه‬‫ي‬‫خر‬1‫ص‬46.

15. ‫القضاء‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫الطعن‬–‫الفقه‬ ‫بين‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬‫والنظم‬‫الإسلامي‬‫ة‬‫المصري‬ ‫والقانون‬
368
‫البحث‬ ‫خامتة‬
‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫بذلك‬ ‫حكم‬(1)
.
‫ب‬-:٘‫الدالل‬‫حٔح‬ً‫م‬
‫خشى‬‫ي‬ ‫فقد‬ ،‫قبل‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫قضى‬ ‫الذي‬ ‫اجتهاده‬ ‫عن‬ ‫القاضي‬ ‫برجوع‬ ‫تتعلق‬ ‫بها‬ ‫المستدل‬ ‫الفقرة‬
‫قضائه‬ ‫في‬ ‫يعود‬ ‫أن‬ ‫القاضي‬،ُ ‫في‬‫يقال‬ ‫أو‬ ،‫الظنون‬ ‫به‬ ‫ظن‬‫بأن‬ ‫عمر‬ ‫فيوصيه‬ ،‫القضاء‬ ‫حسن‬‫ي‬ ‫لا‬ ‫إنه‬
‫قديم‬ ‫حق‬‫ل‬‫ا‬ ‫أن‬ ‫كر‬‫يتذ‬،‫من‬ ‫استقبل‬ ‫فيما‬ ‫يقضي‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫فينبغي‬ ،‫السابق‬ ‫القضاء‬ ‫من‬ ‫يتبع‬ ‫أن‬ ‫وأحق‬
‫ما‬ ‫وهذا‬ ،‫بنقضها‬ ‫ولا‬ ،‫القضية‬ ‫نفس‬ ‫نظر‬ ‫بإعادة‬ ‫للرسالة‬ ‫علاقة‬ ‫ولا‬ ،‫جديد‬‫ل‬‫ا‬ ‫باجتهاده‬ ‫مشابهة‬ ‫قضايا‬
‫القيم‬ ‫ابن‬ ‫فهمه‬‫؛‬‫عمر‬ ‫قضاء‬ ‫روى‬ ‫حيث‬‫المسأ‬ ‫في‬ّ‫ر‬‫المش‬ ‫لة‬:‫قال‬ ‫ثم‬ ‫كة‬«‫في‬ ‫المؤمنين‬ ‫أمير‬ ‫فأخذ‬
‫ينقض‬ ‫ولم‬ ،‫الثاني‬ ‫إلى‬ ‫الرجوع‬ ‫من‬ ‫الأول‬ ‫القضاء‬ ‫يمنعه‬ ‫ولم‬ ،‫حق‬‫ل‬‫ا‬ ‫أنه‬ ‫له‬ ‫ظهر‬ ‫بما‬ ‫الاجتهادين‬ ‫كلا‬
‫الأصلين‬ ‫هذين‬ ‫على‬ ‫بعده‬ ‫الإسلام‬ ‫أئمة‬ ‫جرى‬‫ف‬ ،‫بالثاني‬ ‫الأول‬»(2)
.
‫عمر‬ ‫لقول‬ ‫آخر‬ ‫يل‬‫تأو‬ ‫وهناك‬‫القطع‬ ‫خطأ‬‫ل‬‫ا‬ ‫تبين‬ ‫في‬ ‫أنه‬ ‫وهو‬ ،‫السابق‬‫يقتضي‬ ‫فهذا‬ ،‫ي‬
،‫النقض‬‫وقد‬‫أن‬ ‫المغني‬ ‫في‬ ‫ورد‬‫ب‬ ‫يتعلق‬ ‫الأثر‬«‫لأن‬ ‫خطؤه؛‬ ‫له‬ ‫بان‬ ‫ما‬ ‫جميع‬‫عمر‬‫إلى‬ ‫كتب‬‫أبي‬
‫تراجع‬ ‫أن‬ ‫لرشدك‬ ‫فهديت‬ ،‫اليوم‬ ‫فيه‬ ‫نفسك‬ ‫راجعت‬ ‫ثم‬ ،‫بالأمس‬ ‫قضيته‬ ‫قضاء‬ ‫يمنعنك‬ ‫لا‬ :‫موسى‬
‫الإجماع‬ ‫خالف‬ ‫لو‬ ‫ما‬‫ك‬ ...‫حق‬‫ل‬‫ا‬ ‫فيه‬»(3)
.
‫لها‬ ‫علاقة‬ ‫لا‬ ‫الرسالة‬ ‫كون‬ ‫يترجح‬ ‫وبذلك‬‫تغيير‬ ‫في‬ ‫وأنها‬ ،‫الأول‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫موضوع‬ ‫نظر‬ ‫بإعادة‬
.‫الأدلة‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫جمع‬‫م‬‫ال‬ ‫خالف‬ ‫ما‬ ‫نقض‬ ‫في‬ ‫أو‬ ،‫أقضية‬ ‫من‬ ‫استقبل‬ ‫فيما‬ ‫اجتهاده‬ ‫القاضي‬
‫فيها‬ ‫فليس‬ ،‫اجتهاده‬ ‫تغير‬ ‫إن‬ ‫الماضية‬ ‫أحكامه‬ ‫نظر‬ ‫القاضي‬ ‫إعادة‬ ‫في‬ ‫الرسالة‬ ‫أن‬ ‫افتراض‬ ‫وعلى‬
‫نظر‬ ‫إعادة‬ ‫على‬ ‫مبني‬ ‫إنه‬ ‫إذ‬ ‫الاستئناف؛‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫ما‬‫أمام‬ ‫وليس‬ ،‫درجة‬ ‫أعلى‬ ‫حكمة‬‫م‬ ‫أمام‬ ‫القضية‬
‫القاضي‬ ‫نفس‬.
‫أن‬ ‫يتقرر‬ ‫سبق‬ ‫مما‬‫ه‬‫م‬ ‫بأي‬ ‫الاستدلال‬ ‫يصح‬ ‫لا‬‫السابقة‬ ‫الأدلة‬ ‫ن‬‫سوى‬ ‫الاستئناف‬ ‫جواز‬ ‫على‬
.‫الأسد‬ ‫زبية‬ ‫حديث‬
(1:‫انظر‬ )‫ج‬ :‫تيمية‬ ‫لابن‬ ،‫ية‬‫النبو‬ ‫السنة‬ ‫منهاج‬6‫/ص‬71‫ج‬ :‫ية‬‫جوز‬‫ل‬‫ا‬ ‫قيم‬ ‫لابن‬ ،‫الموقعين‬ ‫إعلام‬ ‫؛‬2‫/ص‬158.
(2)‫ج‬ :‫ية‬‫جوز‬‫ل‬‫ا‬ ‫قيم‬ ‫لابن‬ ،‫الموقعين‬ ‫إعلام‬1‫/ص‬86-87.
(3)‫ج‬ :‫المغني‬18‫/ص‬51.

16. ‫القضاء‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫الطعن‬–‫الفقه‬ ‫بين‬ ‫مقارنة‬ ‫دراسة‬‫والنظم‬‫الإسلامي‬‫ة‬‫المصري‬ ‫والقانون‬
369
‫البحث‬ ‫خامتة‬
‫ّمياقػتَا‬‫االضتٝياف‬ً‫م‬‫املاىعني‬٘‫أدل‬:ٕ‫الجاى‬‫الفسع‬
‫وهو‬ ،‫واحد‬ ‫بدليل‬ ‫الاستئناف‬ ‫من‬ ‫المانعون‬ ‫استدل‬‫أ‬ ‫على‬ ‫الإجماع‬‫في‬ ‫القاضي‬ ‫قضاء‬ ‫حكم‬ ‫ن‬
‫لم‬ ‫بعضهم‬ ‫أن‬ ‫تفيد‬ ‫آثار‬ ‫عدة‬ ‫عنهم‬ ‫ورويت‬ ،‫ذلك‬ ‫على‬ ‫الصحابة‬ ‫أجمع‬ ‫فقد‬ ،‫ينقض‬ ‫لا‬ ‫الاجتهاديات‬
‫المسائل‬ ‫بعض‬ ‫أحكام‬ ‫في‬ ‫اختلافهم‬ ‫برغم‬ ،‫بعض‬ ‫اجتهاد‬ ‫ينقض‬،:‫ذلك‬ ‫في‬ ‫يات‬‫المرو‬ ‫أمثلة‬ ‫ومن‬
‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫قول‬:‫جران‬‫ن‬ ‫لوفد‬«‫عمر‬ ‫صنعة‬ ‫أغير‬ ‫لا‬»(1)
،‫الاستدلال‬ ‫ووجه‬‫أن‬
‫علي‬‫ا‬‫عمر‬ ‫به‬ ‫قضى‬ ‫الذي‬ ‫الأول‬ ‫القضاء‬ ‫بنفاذ‬ ‫أقر‬(2)
.
‫عمر‬ ‫إنفاذ‬ّ‫ر‬‫المش‬ ‫المسألة‬ ‫في‬ ‫الأول‬ ‫القضاء‬‫كة‬(3)
‫عمر‬ ‫أن‬ ‫الاستدلال‬ ‫ووجه‬ ،‫أكد‬
‫الأول‬ ‫حكمه‬ ‫أن‬–‫برغم‬ّ‫فقهي‬ ‫رجوعه‬‫عنه‬ ‫ا‬–‫يمتلك‬‫حتى‬ ‫عنه‬ ‫العدول‬ ‫يمكن‬ ‫ولا‬ ،‫والنفاذ‬ ‫القوة‬
‫في‬ ‫حدث‬‫ي‬ ‫ما‬ ‫بعكس‬ ‫وهو‬ ،‫الأصوب‬ ‫إلى‬ ‫ولو‬.‫الاستئناف‬
‫خطاب‬‫ل‬‫ا‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫عن‬ ‫الوارد‬ ‫الأثر‬‫أنه‬«‫مسألة‬ ‫في‬ ‫يعني‬ ‫صنعت؟‬ ‫ما‬ :‫فقال‬ ً ‫رجلا‬ ‫لقي‬
‫كانت‬‫بكذا‬ ‫وزيد‬ ّ‫ي‬‫عل‬ ‫قضي‬ :‫الرجل‬ ‫فقال‬ ،‫فيها‬ ‫للفصل‬ ‫معروضة‬،‫لقضيت‬ ‫أنا‬ ‫كنت‬ ‫لو‬ :‫عمر‬ ‫فقال‬
‫بكذا‬،‫ه‬ّ‫الل‬ ‫كتاب‬ ‫إلى‬ ‫أردك‬ ‫كنت‬ ‫لو‬ :‫قال‬ ‫إليك؟‬ ‫والأمر‬ ‫يمنعك‬ ‫فما‬ :‫الرجل‬ ‫قال‬،‫إلى‬ ‫أو‬‫نب‬ ‫سنة‬‫يه‬
‫ﷺ‬‫مشترك‬ ‫والرأي‬ ،‫رأيي‬ ‫إلى‬ ‫أردك‬ ‫كني‬ ‫ول‬ ،‫لفعلت‬»(4.)
‫عمر‬ ‫أن‬ ‫هو‬ ‫بذلك‬ ‫الاستدلال‬ ‫ووجه‬‫المسلمين‬ ‫خليفة‬ ‫كونه‬ ‫مع‬،‫و‬‫صاحب‬‫القضائية‬ ‫السلطة‬
‫العليا‬،‫ومع‬‫أن‬‫وزيد‬ ‫علي‬ ‫به‬ ‫قضى‬ ‫الذي‬ ‫الرأي‬ ‫خالف‬‫ي‬ ‫برأي‬ ‫قناعة‬ ‫على‬ ‫كان‬‫ه‬‫حكوم‬‫م‬‫ال‬ ‫يعط‬ ‫لم‬
‫أصوب‬ ‫حكم‬ ‫لطلب‬ ‫قضيته‬ ‫في‬ ‫النظر‬ ‫إعادة‬ ‫حق‬ ‫عليه‬.‫درجة‬ ‫أعلى‬ ‫قاض‬ ‫من‬
‫نقض‬ ‫جواز‬ ‫عدم‬ ‫على‬ ‫بالإجماع‬ ‫استدل‬ ‫وقد‬‫أ‬‫حك‬‫ا‬‫الق‬ ‫م‬‫ض‬‫ا‬‫ة‬‫في‬‫المسائل‬‫الاجتهادي‬‫ة‬‫الدكتور‬
‫زيدان‬ ‫كريم‬ ‫ال‬ ‫عبد‬‫؛‬:‫منه‬ ‫الثانية‬ ‫القاعدة‬ ‫في‬ ‫وقال‬ ،‫والإبرام‬ ‫النقض‬ ‫قواعد‬ ‫عن‬ ‫مبحثا‬ ‫عقد‬ ‫حيث‬
(1)‫خطاب‬‫ل‬‫ا‬ ‫بن‬ ‫عمر‬ ‫فضل‬ ‫في‬ ‫كر‬‫ذ‬ ‫ما‬ ،‫الفضائل‬ ‫كتاب‬ :‫شيبة‬ ‫أبي‬ ‫ابن‬ ‫مصنف‬‫ج‬ ،17‫ص‬65‫وقول‬ ‫ومناقبهم‬ ‫الصحابة‬ ‫فضائل‬ ‫؛‬
‫(ت‬ ‫الدارقطني‬ ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫حسن‬‫ل‬‫ا‬ ‫لأبي‬ ،‫عليهم‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫صلوات‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫بعضهم‬385‫الغرباء‬ ‫مكتبة‬ ،‫الرباح‬ ‫خليفة‬ ‫محمد‬ ‫حقيق‬‫ت‬ ،) ‫ه‬
‫ط‬ ،‫ية‬‫الأثر‬1( ،1419‫ه‬-1998‫ص‬ :)‫م‬32-33:‫بتمامه‬ ‫والأثر‬ ‫؛‬«‫بيد‬ ‫كتابك‬ ،‫المؤمنين‬ ‫أمير‬ ‫يا‬ :‫فقالوا‬ ‫علي‬ ‫إلى‬ ‫جران‬‫ن‬ ‫أهل‬ ‫جاء‬،‫ك‬
‫عمر‬ ‫صنعة‬ ‫أغير‬ ‫ولا‬ ،‫الأمر‬ ‫رشيد‬ ‫كان‬ ‫عمر‬ ‫إن‬ ‫حكم‬‫ي‬‫و‬ :‫علي‬ ‫لهم‬ ‫فقال‬ ،‫إليها‬ ‫فارددنا‬ ،‫أرضنا‬ ‫من‬ ‫عمر‬ ‫أخرجنا‬ ،‫بلسانك‬ ‫وشفاعتك‬»
‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫ه‬ّ‫الل‬ ‫عبد‬ ‫لأبي‬ ،‫للبيهقي‬ ‫كبير‬ ‫ال‬ ‫السنن‬ ‫اختصار‬ ‫في‬ ‫المهذب‬ :‫انظر‬ ،‫بالانقطاع‬ ‫الذهبي‬ ‫أعله‬ ‫وقد‬ ،‫شيبة‬ ‫أبي‬ ‫لابن‬ ‫واللفظ‬
‫(ت‬ ‫الذهبي‬ ‫عثمان‬748‫ط‬ ،‫ياض‬‫الر‬ ،‫الوطن‬ ‫دار‬ ‫الناشر‬ ،‫المشكاة‬ ‫دار‬ ‫حقيق‬‫ت‬ ،) ‫ه‬1( ،1422‫ه‬-2881‫أدب‬ ‫كتاب‬ :)‫م‬
‫ج‬ ،‫حكمه‬ ‫يرد‬ ‫لم‬ ‫اجتهاده‬ ‫تغير‬ ‫ثم‬ ‫اجتهد‬ ‫من‬ ‫باب‬ ،‫القاضي‬8‫/ص‬4113‫؛‬
(2)‫ص‬ :‫الإسلام‬ ‫في‬ ‫حكم‬‫ل‬‫ا‬ ‫نظام‬ :‫انظر‬ ،‫النبهاني‬ ‫الدين‬ ‫تقي‬ ‫بذلك‬ ‫استدل‬198‫ج‬ :‫الدستور‬ ‫مقدمة‬ ،1‫/ص‬253.
(3)‫صال‬ ‫إسناده‬ ‫الأثر‬‫بهامش‬ ‫جه‬‫ي‬‫خر‬‫ت‬ ‫سبق‬ .‫ح‬1‫ص‬124.
(4‫وفضله‬ ‫العلم‬ ‫بيان‬ ‫جامع‬ )‫يوسف‬ ‫عمر‬ ‫لأبي‬ ،‫(ت‬ ‫البر‬ ‫عبد‬ ‫بن‬463‫ط‬ ،‫جوزي‬‫ل‬‫ا‬ ‫ابن‬ ‫دار‬ ،‫الزهيري‬ ‫الأشبال‬ ‫أبي‬ ‫حقيق‬‫ت‬ ،) ‫ه‬1،
(1414‫ه‬-1994‫ج‬ ‫النصوص‬ ‫عدم‬ ‫عند‬ ‫الأصول‬ ‫على‬ ‫الرأي‬ ‫اجتهاد‬ ‫باب‬ :)‫م‬2/‫ص‬854‫ج‬ :‫الموقعين‬ ‫إعلام‬ ‫؛‬1‫/ص‬74‫والأثر‬ ‫؛‬
‫من‬ ‫كثير‬‫استعمله‬ ‫قد‬:‫انظر‬ ،‫الفقهاء‬‫ج‬ :‫حقائق‬‫ل‬‫ا‬ ‫تبيين‬4‫/ص‬188‫ج‬ :‫العناية‬ ‫؛‬7‫/ص‬384‫ج‬ :‫البناية‬ ‫؛‬9‫/ص‬49‫لابن‬ ‫القدير‬ ‫فتح‬ ‫؛‬
‫ج‬ :‫الهمام‬7‫/ص‬385‫ج‬ :‫البصائر‬ ‫عيون‬ ‫غمز‬ ‫؛‬1‫/ص‬325.