1. ذ. حميد بن
كيف نربي أبناءنا ؟!
خيبش
المراجع : عناصر المحاضرة :
- تربية النشء في ظل اللسل م د محمد محمود - حقائق
عمارة
حسن مل عثمان -الطفولة في اللسل م - التصور اللسلمي للطفل
يولسف ع المعطي - خصائص التربية من منظور السلمي – تربية المسلم في عالم معاصر
د. محمود الشرقاوي - الطفل في اللسل م - التربية الوالدية و السبق اللسلمي
د.خالد بن حمد اصول الترية اللسلمية - توصيات
الحازمي
منظمة - التربية الوالدية
اللسيسكو
1- حقائــــق :
*** في 3791/4/2 نشرت جريدة الجمهورية بالمانيا الخبر التالي
" السلطات اللمانية في هامبورج اكتشفت ان اطفال المدينة
يعيشون حياة القلية داخل المجتمع اللماني ومن ثم بدأت في
المدينة حملة والسعة تحت شعار : كن عطوفا على الطفال في
محاولة لتحسيس الطفال بالنتماء الى المجتمع اللماني المنصرف
عنهم تماما و طالبت الحملة ايضا الزواج الجدد بتكثير النسل من
خلل رفع شعار : طفل آخر من فضلك " في لسعي لمواجهة اختلل
التوازن في مستوى العمار داخل المجتمع اللماني .
*** أكدت درالسة اجرتها نقابة المدرلسين البريطانيين ان التعليم
المختلط ادى الى انتشار ظاهرات التلميذات الحوامل لسفاحا
وعمرهن اقل من 61 لسنة , و تزايدت حدة الستهلك حبوب منع
الحمل بشكل مثير . كما اكدت الدرالسة ارتفاع معدلت العتداءات
الجنسية وقالت ان هناك تلميذا على القل مصابا باليدز في كل
مدرلسة.
*** ذكرت الدكتورة " كارلس شولستر" خبيرة التربية اللمانية ان
توحد نوع الجنس في المدراس يؤدي الى احتدا م المنافسة بين
التلميذ بعضهم البعض و بين التلميذات , اما اختلط الثنين معا
فيلغي هذا الدافع كما اثبتت احدى درالسات معهد ابحاث علم
1
2. النفس الجتماعي ان تلميذ وتلميذات المدارس المختلطة ل
يتمتعون بقدرات ابداعية وهم دائما محدودو المواهب قليلو
الهوايات على عكس تلميذ مدارس الجنس الواحد .
*** في تقرير قدمه الرئيس المريكي جورج بوش الب الى المة
عا م 2991 تحت عنوان " امريكا 0002 الستراتيجية للتعليم " جاء
فيه :
- امريكا تنفق على التعليم اكثر مما تنفقه على الدفاع و بينما
زادت تكلفة التعليم البتدائي و الثانوي اكثر من الضعف منذ
0891 ظلت اعداد الطلبة كما هي تقريبا و زادت التكلفة لكل
طالب بمقدار 33% أكثر مما يصرف على الدفاع.
ياتي ترتيب الطلبة المريكيين في الدرالسات العالمية -
المقارنة لمستوى طلب دول العالم المختلفة في آخر
الصفوف او قريبا من هذا الوضع و اذا لم يبذل جهد جذري
فسنبقى حيث نحن .
يقضي اطفال امريكا في المتولسط ما ل يزيد عن 9% من -
اعوامهم الثمانية عشر الولى داخل المدرلسة فماذا عن
البقية من هذه العوا م و نسبتها 19% هل تقضى في البيت
او في الملعب او اما م التلفزيون ؟
ان اللسرة بالنسبة لعدد كبير من اطفالنا و التي يفترض ان -
تكون هي الراعية و الحامية لهم و لسندهم الخلقي هي
الخرى في حالة من النهيار.
- هناك عدد من الوبئة تلحق باطفالنا فهناك المخدرات و لسوء
الستخدا م المشروبات الكحولية و مظاهر العنف غير المتوقعة
و تعرض المراهقات للحمل و اليدز وبقية الدواء .
ثم يصرح الرئيس قائل :ل يمكن لي مجتمع متمدن او امة
تحب ابناءها ان تهمل او تتجاهل هذه المكاره التي يتعرض لها
الذين هم في كل حالة تقريبا مجرد ضحايا ابرياء لسلوك الكبار
السيء.
2- التصور اللسلمي للطفل :
الطفولة أهم مرحلة في حياة النسان لنها الساس الشخصية ,
وقد لحظ العلماء ان الطفولة تطول كلما تقد م الكائن في لسلم
الرقي و ويترتب عن هذا ان اطول طفولة – وهي طفولة البشر-
أعجز عن مثيلتها لدى أي كائن آخر , كما ان طول هذه المدة
يختلف حسب البيئة و الزمن ففي المجتمعات البدائية تكون
مرحلة الطفولة قصيرة لن النسان يلقي نفسه في معترك
الحياة منذ الصغر , اما في المجتمعات الحديثة المتحضرة
فتطول هذه الفترة الى ما بعد لسن التمدرس .
2
3. و اللسل م باعتباره رلسالة اصلحية شاملة اعتنى بالطفل عناية
كبيرة , واول ما قا م به تجاهه هو تحريم العادات الجاهلية التي
اضرت بالطفل كوأد البنات , وحرمان الطفال و النساء من
الميراث , وبعد ذلك حمل الب و ال م مسؤولية العناية به و حفظ
حقوقه في آيات كثيرة و أحاديث كثيرة , كما بين واجبات
الطفال , و حدد قواعد تربية الطفل , هذه القواعد التي وردت
مجملة في وصية لقمان لبنه ..
فقد اعتنى اللسل م بالطفل قبل ميلده فحر م الزنا و دعا
المؤمنين و المؤمنات لغض البصر , وما ذلك ال لن الرحم هو
اول مؤلسسة تربوية تؤهل الطفل للنتقال من جسم ال م الى
العالم الخارجي , كما حث على اختيارالزوجة الصالحة كشرط
ضروري لضمان صلح الذرية , و الغريب انه حتى في الغرب
كان اختيار الزوجة يخضع لشروط صارمة فالنجليز مثل يرون ان
تربية الطفل تبدأ قبل ولدته ب 05 لسنة , فلكي يقوموا بواجبهم
نحو طفل الغد فإن الزوج يبحث عن زوجة لم يعرف عن ابيها او
ٌ
جدها اصابته بمرض عضال او معدي , او ظهر في عائلتها
ضعاف العقول او البلهاء ..
هذه الدعوةالى الختيار الجيد للزوجة تجد صداها في العديد
من اليات القرآنية منها قوله تعالى : " و المحصنات من النساء
ال ما ملكت ايمانكم كتاب ا عليكم" وقوله تعالى " و انكحوا
اليامى منكم و الصالحين من عبادكم و اماؤكم ان يكونوا
فقراء يغنهم ا من فضله و ا والسع عليم " و في الحديث امر
صلى ا عليه و لسلم باختيار الودود الولود , و الحديث المشهور
الذي بين فيه السباب نكاح الزوجة ووصيته للرجل باختيار ذات
الدين .
بعد الرحم يجد الطفل نفسه في احضان اللسرة .. اول خلية
اجتماعية .. وقد زود الحق لسبحانه وتعالى هذه الخلية بمقومات
البقاء و الرقي حيث اودع في البوين عواطف محبة الطفل
ورحمته و العناية به و شعور النس و الطمانينة بلقائه وهو
مايسميه العلماء بغريزتي المومة و البوة ..
واول تربية يتلقاها الطفل هي التربية الربانية , يقول تعالى " يا
ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب
ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة
لنبين لكم و نقر في الرحا م ما نشاء الى اجل مسمى ثم
نخرجكم طفل ثم لتبلغوا اشدكم ." فتأمل قوله تعالى " ثم
نخرجكم طفل" حيث نسب مرحلة النشأة الولى الينفسه .. و
قوله تعالى " ثم لتبلغوا اشدكم" حيث نسب للفراد المرحلة
الثانية وهي النتقال من الطفولة الى المراحل الراقية الخرى ,
وتربية ا تتجلى في تلك اللستعدادات الربانية الفطرية التي
تؤهل الطفل للتفاعل مع العالم الخارجي كتزويده بالحواس
التي تعتبر بوابة الستكشافه لما حوله , وفطرة التمييز بين لسبيل
الخير و الشر المتجلية في قوله تعالى " انا هديناه النجدين " ..
3
4. ثم يبدأ دور الوالدين في اعداد الطفل للحياة وفق البيئة
الجتماعية التي يوجدون بها , وهذا العداد يتجاوز النفاق
المتمثل في المطعم و المشرب و الملبس ليشمل كذلك الحرص
على عدم اهمال الطفل ل سيما في المرحلة المبكرة التي
تنقش فيها الطبائع و تغرس العوائد , وتسليحه بالخلق
الفاضلة التي تجمل في خلقين محوريين هما : العفة, و القناعة
.. وللهمال عاقبة سيئة, يقول رسول ا صلى ا عليه و سلم :
" اعينوا اولدكم على البر , ومن شاء استخرج العقوق من
ولده" رواه ابو هريرة.
و المسؤولية التربوية للوالدين من المنظور السلمي تبدا منذ
الولدة وتستمر حتى سن المراهقة حيث تتكون شخصية الفرد و
هي ما يسمى بمرحلة التكليف التي يتحمل فيها الفرد مسؤوليته
, وقد اعتمدت التربية الحديثة نفس التقسيم حين وزعت فترة
الطفولة على ثلث مراحل 1- من سنة الى ثلث سنوات 2- من
3 سنوات الى 8 سنوات - 3 من 8 سنوات الى المراهقة , هذه
المسؤولية تقتضي بالضافة الى تعريف الطفل بحقوقه تعريفه
بواجباته , و تمكينه من ترتيب اولويات حياته و تحميله
المسؤولية منذ صغره حتى يتعود على المبادرة و القيادة بعث
رسول ا صلى ا عليه و سلم انس بن مالك وهو غلم في
امر فاستبطأته امه فلما طلبت ان يخبرها ابى وقال : انه سر
بيني و بين رسول ا فأوصته بال يطلع على سر النبي أحدا
.. فتأمل ..
وشدد السلم على حسن تربية البنات و العتناء بهن , و لهذا
اللحاح ما يبرره 1- فالبنت كائن ضعيف رقيق المشاعر, 2- وفي
طبع الباء شيء من الميل الى الذكر على حساب النثى بل
فيهم من يعرض عن المولود ان كان أنثى , 3- ما تحققه تربيتها
من اثر مبارك قال رسول ا صلى ا عليه و سلم : من كان له
ثلث بنات فصبر على لوائهن وضرائهن أدخله ا الجنة برحمته
اياهن , قال رجل و ان بنتان يا رسول ا قال , وان بنتان , قال
رجل , وان واحدة يارسول ا قال : وواحدة " لكن التنصيص
على الثلثة اشارةالى قمة الفضل فالعدد الكثير من البنات يتيح
وجود تناقضات داخل البيت الواحد ومن ثم يكون خطر التربية
حينئذ و مدى نجاح الوالد في قيادة السفينة جهد ليقدره ال ا
تعالى . وقد تكررت في الحاديث الشارة الى العناية بالبنات
وهو ما يدلل على كراهة التفريق بين البنين و البنات في
المعاملة ..
** العقاب .. من منظور اسلمي :
يطرح العقاب البدني في حق الطفل تحت مبرر التربية و الزجر
إشكالت كثيرة حول مبرراته و سلبياته , وللسلم منظوره
الخاص بشأن هذا السلوب , فلم يثبت ان النبي صلى ا عليه و
4
5. سلم عاقب غلما او بنتا بالضرب او اليذاء البدني , ال ما ورد
في بعض الروايات ان صبية كانت عند احدى زوجاته فارسلها
لمر فتأخرت فلما تفقدها وجدها تلعب بنات بجوار البيت ,
فغضب صلى ا عليه وسلم وتوعدها مشيرا بعود سواك في
يده ثم مازحها .. فتأمل رحمته و عطفه صلى ا عليه وسلم ,
وقد حرص المربون المسلمون على القتداء بالهدي النبوي ,
فأوصوا بمعرفة طبيعة الطفل ومزاجه قبل القدام على معاقبته
, و شجعوا على اشراكه في إصلح اخطائه و هفواته كما
اشترطوا لتوقيع العقوبة عدة شروط منها : 1- ال يضرب الطفل
قبل ان يبلغ 01 سنوات 2- ال يزيد الضرب على ثلثة اسواط و
المقصود هنا بالسواط العصي الرقيقة 3- ان يعطى الطفل
فرصة لن يتوب عما فعل و يصلح الخطا دون اللتجاء لضربه و
التشهير به , ومن شدة عنايتهم بهذا الموضوع حرصوا على
تعويد الطفل في سن مبكرة على الفضائل و الداب التي تحول
دون قيامه فيما بعد بما يوجب ضربه , فابن سينا يرى أل يلجأ
للعقوبة ال عند الضرورة و ل يكون الضرب البعد االتهديد و
الوعيد و توسط الشفعاء لحداث الثر المطلوب في الطفل , اما
ابن خلدون فقد اسهب في توضيح ما ينشأ من الثرالسيء بسبب
القهر و استعمال الشدة و العنف فقال " ان من يعامل بالقهر
يصبح عالة على غيره اذ هو يصبح عاجزا عن الذود عن شرفه و
اسرته لخلوه من الحماسة و الحمية , و يقعد عن اكتساب
الفضائل و الخلق الجميل و بذلك تنقلب النفس عن غايتها ومدى
انسانيتها " .
3- خصائص التربية السلمية من منظور اسلمي :
ان النظام التربوي السلمي نظام شامل ل مثيل له , فهو
يتضمن رؤية لعلقة النسان بربه وهي علقة طاعة و التزام ,
ويتضمن رؤية لعلقة النسان باخيه النسان وهي علقة تعارف
و تراحم وايثار دون عنف او اكراه, ويتضمن رؤية لعلقة
النسان بالكون و هي علقة سلم ل صراع او قلق فالكون
بشهادة الرحمن مسخر لخدمة وراحة النسان , فهذا المنهج
الرباني يدعو النسان للعيش في سلم مع نفسه باليمان , ومع
افراد المجتمع بالبذل و المحبة و التعاون , ومع الكون بالمان
و التفهم و النتفاع الراشد .
ومن اهم خصائص هذه التربية انها : 1- تربية تقوم على
اليمان بالله و طاعته 2- تربية تقوم على التكامل و تسعى
لتنشئة الفرد في جميع النواحي الروحية و العقدية و الجسمية و
النسانية 3- تربية ترفض الظن و تطالب دوما بالدليل 4- تربية
تعرف حدود العقل دون ان تنقص من قدره 5- تربية تحث على
الصحبة الطيبة " الكهف 82" 6- تربية تحث على الداب التي
تحفظ وحدة وتماسك الجماعة 7- تربية عملية تطبيقية تقوم
على الممارسة فالرسول صلى ا عليه و سلم كان يستعيذ من
5
6. علم ل ينفع , كما ان العمل و العداد المهني يحتل مكانة رفيعة
في التربية السلمية - قوله صلى ا عليه وسلم ما كسب رجل
كسبا اطيب من عمل يده " 8- تربية تهتم بالتقان – قوله صلى
ا عليه و سلم " ان ا يحب اذا عمل احدكم عمل ان يتقن ه- أي
استخدام اقصى درجات المهارة و العناية في الداء اضافة الى
الى ان النزعة الفطرية للنسان تميل الى الحسان و الكمال 9-
تربية تربط العمل بحصد النتائج في الدارين مما يخلق للفرد
دافعية ل مثيل لها لن الجزاء يتجاوز الثر المادي الملموس الى
اثر اخروي متمثل في الثواب و الجر 01- تقوم على العلم :
فقد ربط السلم بين العبادة والعلم منذ اول آية نزلت على
المصطفى صلى ا عليه وسلم , واثنى ا تعالى على العلماء
برفع الدرجات , وتوعد كاتم العلم باشد العقاب 11- تربية
تتجاوزالتلقين والحفظ و التكرار الى التأمل و الرؤية العلمية و
النظرة النافذة – وهذه هي التربية النسانية العلمية التي ينادي
بها خبراء التربية اليوم لمواجهة المد المخيف للتكنولوجيا و
العلم غير المنضبط 21- تربية مستمرة تصاحب المرء على
امتداد رحلة الحياة – قل رب زدني علما- 31- تربية ترسي
اخلقيات العمران و التنمية فلنسان خليفة ا في الرض وهو
مطالب بالقيام بواجبات و اعباء هذه الخلفة ليقيم مجتمع
التراحم و المودة و العمران 41- تربية ل تنظر للمجتمع بوصفه
حلبة صراع بين طبقات و مصالح و حقوق لكل طائفة , يبحث
فيها الفرد عما يأخذ قبل ان يفكر فيما يعطيه , بل تدعو لتفعيل
قيم التعاون و التآزر و العمل الجماعي و التوزيع العادل
للخيرات و المساواة امام القانون 51- تربية تتسم بالتوازن و
العتدال و الوسطية بين تحقيق متطلبات الجسم و العقل و
الروح .
وعلى سبيل الجمال فالخصائص الكبرى للتربية السلمية تتمثل
في : 1- الربانية 2- الشمول و التكامل 3- التوازن - 4 الثبات
والمرونة : ففي التوجيه السلمي هناك ثوابت ل يمكن تغييرها
او تبديلها او حذفها و هي القواعد الكلية و المباديء العامة و
الحكام الجزئية التي ورد فيها نص كوجوب اداء المانات لهلها
و المر بالمعروف و النهي عن المنكر و رد المظالم وحرمة
السرقة و الغش و الربا , اما الحوادث الجزئية المستجدة فقد
وجه السلم العلماء للنظر و الجتهاد في اطار ما ذكر من
مباديء و كليات و قواعد .
ان التربية السلمية تستهدف تحقيق غرضين : الغرض الديني :
ويقصد به العمل للخرة و الغرض الدنيوي وهو ما تعبر عنه
التربية الحديثة بالعداد للحياة , وهي بهذا خالفت التربية
الرومانية التي انحصرت في التعليم الخطابي و الحربي ,
والتربية السبرطية التي انحصرت في العلوم العقلية و الفلسفية
6
7. , والتربية الحديثة التي انحصرت في النفعية و المادية " مذهب
جون ديوي ووليام هركليانوك" . فالسلم يبدأ منهجه التربوي
بتحقيق التربية الدينية التي تحقق للنشء سلمة العقيدة و
الداء السليم للشعائر التعبدية ثم تحقيق التربية الخلقية أي
اكساب الطفل مجموع المباديء الخلقية و الفضائل السلوكية
والوجدانية التي تؤهله لندماج افضل في مجتمعه ونهوض مثمر
باعباء الرسالة والخلفة , ثم تحقيق التربية العقلية و يقصد بها
تكوين فكر الولد بكل نافع من العلوم الشرعية والثقافة العلمية
و العصرية و التوعية الفكرية والحضارية , ثم تحقيق التربية
الجتماعية و تعني تأديب الطفل منذ نعومة أظافره على التزام
آداب اجتماعية فاضلة نابعة من العقيدة السلمية , واهم هذه
الداب ما يسمى بالحقوق الجتماعية : حق الوالدين- حق
الرح م- حق الجوار- حق المعل م- حق الصديق, والداب العامة
كأدب الستئذان و أدب الطعام و أدب توقير الشيوخ و العلماء ,
و في الخير تحقيق التربية الجسمية التي حرص السلم من
خللها على توفير نمو سليم للطفل بدءا بالحض على الرضاع
" سورة البقرة" مرورا بالعتدال في الطعام و أهمية النظافة
ووصول الى رخص الفطار في رمضان و تحريم بعض الطعمة
و المشروبات , كما حرص على ان يكون بنيان المؤمن قويا
" قال تعالى " و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة, وقال تعالى
حاكيا على لسان ابنة شعيب " ان خير من استأجرت القوي
المين" وورد في الثار ان شابا مر بعمر بن الخطاب وقد احنى
قامته وطأطأ رأسه علمة للخشوع و التبتل فحمل عليه عمر و
ضربه و قال له : ارفع راسك و اصلح قامتك ل تمت علينا ديننا
أماتك ا " .
و خلصة القول ان السلم ارسى معالم و اصول التربية
السلمية الصحيحة التي تحقق للنسان السعادة في الدارين ,
لكنه بالمقابل لم يفرض اسلوبا تربويا محددا ل يمكن تجاوزه
بل ترك للعلماء و المربين اختيار الساليب التربوية التي تلئم
العصر و مستجداته , ول تتعارض مع منهجه .
4- التربية الوالدية :
التربية الوالدية مفهوم حديث في علوم التربية يقصد به التعامل
المباشر للوالدين مع الطفل و بالضبط تلك الممارسات التي تحدد
فعلهما التربوي ازاء هذا الخير , وهذه التربية تعتبر في الحقيقة
اعترافا بعجز المدرسة لوحدها عن النهوض باعباء التربية و
التعليم و التوجيه و التأطير وأنه حان الوقت لعادة العتبار
لمؤسسة السرة خصوصا في العالم الغربي الذي يعاني من وطأة
التفكك السري و و التمزق العاطفي و فقدان البوصلة الروحية
التي تمنح لحركة النسان معنى و غاية ..
7
8. و لكي تتحقق بشكل سليم في الوسط السري ينبغي ان تنبني
على مباديء الثقة في الطفل و تأطيره وفق اساليب مرنة و دقيقة
ومراقبته قصد حمايته من المعاشرة السيئة و مواءمة سلوكياته مع
معايير الحياة الجتماعية و تمكينه من بناء هوية اصيلة , وجميع
هذه المفاهيم متواجدة في التربية السلمية ..
تخلص الدراسات و البحاث التي تناولت هذه التربية الى ان اول ما
يحتاجه الطفل في اعوامه الولى هو المن لنه يشعر بالخوف و
القلق لعجزه عن مواجهة العالم بمفرده , هذا المن ينبني على
تحقيق 4 مكونات : 1- الشباع البيولوجي " غذاء- سكن- علج- وقاية"
2- الحماية من الخطار و الضرار الخارجية و تمكينه من تواصل
جيد مع محيطه الخارجي 3- تحقيق تماسك الطار النمائي للطفل
وتوجيهه و امداده بمرجعية واضحة حتى يتمكن من التمييز بين
الخطأو الصواب و اليجابي و السلبي 4- إشعار الطفل أنه مرغوب
فيه من خلل إشباع رغباته العاطفية عوض الوقوف فقط عند
الرعاية البيولوجية .
اما الشرط الثاني الواجب توفيره هو التكيف الجتماعي , ويتم
تحقيقه من خلل امداد الطفل بقواعد التواصل مع الخر و تعرف
حدود حريته و التمييز بين حقوقه وواجباته و الممكنات و
الممنوعات و اكتساب روح المنافسة و التضامن وطبيعة القيم
الخاصة بفئته الجتماعية , وحتى تتحقق تربية والدية سليمة ل بد
من مراعاة المحددات التالية : 1- المحدد النفسي : و يشمل خبرات
الوالدين و تجاربهم , اليقاع العاطفي للعلقات بين الوالدين و
الطفل , التساق السري, توقعات الوالدين حول مستقبل اولدهم
2- المحدد الجتماعي : تتاثر الممارسة التربوية للوالدين بالمحيط
الجتماعي " النتقال من اسرة ممتدة الى اسرة نووية انتقال
شكليا لم يغير العقليات , جنس الطفل و اختلف التعامل من قبل
الوالدين" 3- محددات اقتصادية : وجود ارتباط بين ارتفاع
المستوى المادي للسرة و درجة المرونة و التسامح , اختلف
اساليب التربية و الطبقات الجتماعية "4- محددات ثقافية :
المستوى المعرفي للوالدين و كفاءتهما المعرفية لهما دور كبير
في تحديد نوع الممارسة التربية الوالدية من حيث المرونة او
التشدد .
5- توصيـــــات
هذه بعض التوصيات التي خلصت اليها عدد من البحوث في مجال
ملءمة المستجدات التربوية مع الخصوصية الدينية و الهوياتية و
الثقافية للمجتمعات السلمية :
- توفير القدوة التي يتاثر بها الطفل وترسخ فيه العادات اسلمية
خصوصا في البيت وفي رياض التعليم الولي .
- توفير برامج توعية وتثقيف للوالدين بشأن الساليب التربوية
السليمة الواجب اتباعها في تنشئة الطفا ل.
8
9. - تشجيع اقتناء الكتب و البرامج و الشرطة التربوية السلمية
الموجهة للطفال .
*** على سبيل الختم :
إن موضوع تفعيل الخطاب التربوي السلمي داخل السر و
المؤسسات التعليمية موضوع يتطلب ارادة صادقة و أجرأة فاعلة
ووعيا مجتمعيا بالحاجة الى منظومةتربوية متكاملة تتجاوز قصور
النظريات المستوردة التي اسهمت بشكل كبير في تعميق الزمة
التربوية في البلدان السلمية .
9
10. - تشجيع اقتناء الكتب و البرامج و الشرطة التربوية السلمية
الموجهة للطفال .
*** على سبيل الختم :
إن موضوع تفعيل الخطاب التربوي السلمي داخل السر و
المؤسسات التعليمية موضوع يتطلب ارادة صادقة و أجرأة فاعلة
ووعيا مجتمعيا بالحاجة الى منظومةتربوية متكاملة تتجاوز قصور
النظريات المستوردة التي اسهمت بشكل كبير في تعميق الزمة
التربوية في البلدان السلمية .
9