SlideShare a Scribd company logo
1 of 10
‫ذ. حميد بن‬
                       ‫كيف نربي أبناءنا ؟!‬
                                                                                  ‫خيبش‬

                  ‫المراجع :‬                                            ‫عناصر المحاضرة :‬


‫- تربية النشء في ظل اللسل م د محمد محمود‬                                         ‫- حقائق‬
                                                                                   ‫عمارة‬
        ‫حسن مل عثمان‬          ‫-الطفولة في اللسل م‬               ‫- التصور اللسلمي للطفل‬
  ‫يولسف ع المعطي‬    ‫- خصائص التربية من منظور السلمي – تربية المسلم في عالم معاصر‬
         ‫د. محمود الشرقاوي‬        ‫- الطفل في اللسل م‬   ‫- التربية الوالدية و السبق اللسلمي‬
  ‫د.خالد بن حمد‬     ‫اصول الترية اللسلمية‬                                        ‫- توصيات‬
                                                                                 ‫الحازمي‬
       ‫منظمة‬             ‫- التربية الوالدية‬
                                                                                ‫اللسيسكو‬




                                                                     ‫1- حقائــــق :‬

‫*** في 3791/4/2 نشرت جريدة الجمهورية بالمانيا الخبر التالي‬
      ‫" السلطات اللمانية في هامبورج اكتشفت ان اطفال المدينة‬
   ‫يعيشون حياة القلية داخل المجتمع اللماني ومن ثم بدأت في‬
   ‫المدينة حملة والسعة تحت شعار : كن عطوفا على الطفال في‬
‫محاولة لتحسيس الطفال بالنتماء الى المجتمع اللماني المنصرف‬
 ‫عنهم تماما و طالبت الحملة ايضا الزواج الجدد بتكثير النسل من‬
‫خلل رفع شعار : طفل آخر من فضلك " في لسعي لمواجهة اختلل‬
              ‫التوازن في مستوى العمار داخل المجتمع اللماني .‬

    ‫*** أكدت درالسة اجرتها نقابة المدرلسين البريطانيين ان التعليم‬
      ‫المختلط ادى الى انتشار ظاهرات التلميذات الحوامل لسفاحا‬
   ‫وعمرهن اقل من 61 لسنة , و تزايدت حدة الستهلك حبوب منع‬
  ‫الحمل بشكل مثير . كما اكدت الدرالسة ارتفاع معدلت العتداءات‬
   ‫الجنسية وقالت ان هناك تلميذا على القل مصابا باليدز في كل‬
                                                         ‫مدرلسة.‬

     ‫*** ذكرت الدكتورة " كارلس شولستر" خبيرة التربية اللمانية ان‬
     ‫توحد نوع الجنس في المدراس يؤدي الى احتدا م المنافسة بين‬
    ‫التلميذ بعضهم البعض و بين التلميذات , اما اختلط الثنين معا‬
       ‫فيلغي هذا الدافع كما اثبتت احدى درالسات معهد ابحاث علم‬


                                              ‫1‬
‫النفس الجتماعي ان تلميذ وتلميذات المدارس المختلطة ل‬
      ‫يتمتعون بقدرات ابداعية وهم دائما محدودو المواهب قليلو‬
             ‫الهوايات على عكس تلميذ مدارس الجنس الواحد .‬

  ‫*** في تقرير قدمه الرئيس المريكي جورج بوش الب الى المة‬
  ‫عا م 2991 تحت عنوان " امريكا 0002 الستراتيجية للتعليم " جاء‬
                                                       ‫فيه :‬
‫- امريكا تنفق على التعليم اكثر مما تنفقه على الدفاع و بينما‬
 ‫زادت تكلفة التعليم البتدائي و الثانوي اكثر من الضعف منذ‬
‫0891 ظلت اعداد الطلبة كما هي تقريبا و زادت التكلفة لكل‬
            ‫طالب بمقدار 33% أكثر مما يصرف على الدفاع.‬
       ‫ياتي ترتيب الطلبة المريكيين في الدرالسات العالمية‬   ‫-‬
     ‫المقارنة لمستوى طلب دول العالم المختلفة في آخر‬
  ‫الصفوف او قريبا من هذا الوضع و اذا لم يبذل جهد جذري‬
                                     ‫فسنبقى حيث نحن .‬
  ‫يقضي اطفال امريكا في المتولسط ما ل يزيد عن 9% من‬         ‫-‬
     ‫اعوامهم الثمانية عشر الولى داخل المدرلسة فماذا عن‬
 ‫البقية من هذه العوا م و نسبتها 19% هل تقضى في البيت‬
                       ‫او في الملعب او اما م التلفزيون ؟‬
  ‫ان اللسرة بالنسبة لعدد كبير من اطفالنا و التي يفترض ان‬   ‫-‬
   ‫تكون هي الراعية و الحامية لهم و لسندهم الخلقي هي‬
                            ‫الخرى في حالة من النهيار.‬
‫- هناك عدد من الوبئة تلحق باطفالنا فهناك المخدرات و لسوء‬
‫الستخدا م المشروبات الكحولية و مظاهر العنف غير المتوقعة‬
          ‫و تعرض المراهقات للحمل و اليدز وبقية الدواء .‬
    ‫ثم يصرح الرئيس قائل :ل يمكن لي مجتمع متمدن او امة‬
‫تحب ابناءها ان تهمل او تتجاهل هذه المكاره التي يتعرض لها‬
‫الذين هم في كل حالة تقريبا مجرد ضحايا ابرياء لسلوك الكبار‬
                                                   ‫السيء.‬

                                ‫2- التصور اللسلمي للطفل :‬
 ‫الطفولة أهم مرحلة في حياة النسان لنها الساس الشخصية ,‬
‫وقد لحظ العلماء ان الطفولة تطول كلما تقد م الكائن في لسلم‬
‫الرقي و ويترتب عن هذا ان اطول طفولة – وهي طفولة البشر-‬
  ‫أعجز عن مثيلتها لدى أي كائن آخر , كما ان طول هذه المدة‬
    ‫يختلف حسب البيئة و الزمن ففي المجتمعات البدائية تكون‬
    ‫مرحلة الطفولة قصيرة لن النسان يلقي نفسه في معترك‬
     ‫الحياة منذ الصغر , اما في المجتمعات الحديثة المتحضرة‬
               ‫فتطول هذه الفترة الى ما بعد لسن التمدرس .‬

                             ‫2‬
‫و اللسل م باعتباره رلسالة اصلحية شاملة اعتنى بالطفل عناية‬
‫كبيرة , واول ما قا م به تجاهه هو تحريم العادات الجاهلية التي‬
       ‫اضرت بالطفل كوأد البنات , وحرمان الطفال و النساء من‬
‫الميراث , وبعد ذلك حمل الب و ال م مسؤولية العناية به و حفظ‬
          ‫حقوقه في آيات كثيرة و أحاديث كثيرة , كما بين واجبات‬
   ‫الطفال , و حدد قواعد تربية الطفل , هذه القواعد التي وردت‬
                                   ‫مجملة في وصية لقمان لبنه ..‬
          ‫فقد اعتنى اللسل م بالطفل قبل ميلده فحر م الزنا و دعا‬
   ‫المؤمنين و المؤمنات لغض البصر , وما ذلك ال لن الرحم هو‬
   ‫اول مؤلسسة تربوية تؤهل الطفل للنتقال من جسم ال م الى‬
    ‫العالم الخارجي , كما حث على اختيارالزوجة الصالحة كشرط‬
      ‫ضروري لضمان صلح الذرية , و الغريب انه حتى في الغرب‬
‫كان اختيار الزوجة يخضع لشروط صارمة فالنجليز مثل يرون ان‬
   ‫تربية الطفل تبدأ قبل ولدته ب 05 لسنة , فلكي يقوموا بواجبهم‬
‫نحو طفل الغد فإن الزوج يبحث عن زوجة لم يعرف عن ابيها او‬
                   ‫ٌ‬
        ‫جدها اصابته بمرض عضال او معدي , او ظهر في عائلتها‬
                                       ‫ضعاف العقول او البلهاء ..‬
    ‫هذه الدعوةالى الختيار الجيد للزوجة تجد صداها في العديد‬
   ‫من اليات القرآنية منها قوله تعالى : " و المحصنات من النساء‬
   ‫ال ما ملكت ايمانكم كتاب ا عليكم" وقوله تعالى " و انكحوا‬
        ‫اليامى منكم و الصالحين من عبادكم و اماؤكم ان يكونوا‬
‫فقراء يغنهم ا من فضله و ا والسع عليم " و في الحديث امر‬
 ‫صلى ا عليه و لسلم باختيار الودود الولود , و الحديث المشهور‬
     ‫الذي بين فيه السباب نكاح الزوجة ووصيته للرجل باختيار ذات‬
                                                            ‫الدين .‬
     ‫بعد الرحم يجد الطفل نفسه في احضان اللسرة .. اول خلية‬
 ‫اجتماعية .. وقد زود الحق لسبحانه وتعالى هذه الخلية بمقومات‬
      ‫البقاء و الرقي حيث اودع في البوين عواطف محبة الطفل‬
      ‫ورحمته و العناية به و شعور النس و الطمانينة بلقائه وهو‬
                      ‫مايسميه العلماء بغريزتي المومة و البوة ..‬
‫واول تربية يتلقاها الطفل هي التربية الربانية , يقول تعالى " يا‬
    ‫ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب‬
      ‫ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة‬
         ‫لنبين لكم و نقر في الرحا م ما نشاء الى اجل مسمى ثم‬
      ‫نخرجكم طفل ثم لتبلغوا اشدكم ." فتأمل قوله تعالى " ثم‬
      ‫نخرجكم طفل" حيث نسب مرحلة النشأة الولى الينفسه .. و‬
       ‫قوله تعالى " ثم لتبلغوا اشدكم" حيث نسب للفراد المرحلة‬
 ‫الثانية وهي النتقال من الطفولة الى المراحل الراقية الخرى ,‬
     ‫وتربية ا تتجلى في تلك اللستعدادات الربانية الفطرية التي‬
     ‫تؤهل الطفل للتفاعل مع العالم الخارجي كتزويده بالحواس‬
 ‫التي تعتبر بوابة الستكشافه لما حوله , وفطرة التمييز بين لسبيل‬
 ‫الخير و الشر المتجلية في قوله تعالى " انا هديناه النجدين " ..‬


                                  ‫3‬
‫ثم يبدأ دور الوالدين في اعداد الطفل للحياة وفق البيئة‬
       ‫الجتماعية التي يوجدون بها , وهذا العداد يتجاوز النفاق‬
‫المتمثل في المطعم و المشرب و الملبس ليشمل كذلك الحرص‬
       ‫على عدم اهمال الطفل ل سيما في المرحلة المبكرة التي‬
         ‫تنقش فيها الطبائع و تغرس العوائد , وتسليحه بالخلق‬
‫الفاضلة التي تجمل في خلقين محوريين هما : العفة, و القناعة‬
‫.. وللهمال عاقبة سيئة, يقول رسول ا صلى ا عليه و سلم :‬
       ‫" اعينوا اولدكم على البر , ومن شاء استخرج العقوق من‬
                                         ‫ولده" رواه ابو هريرة.‬
   ‫و المسؤولية التربوية للوالدين من المنظور السلمي تبدا منذ‬
‫الولدة وتستمر حتى سن المراهقة حيث تتكون شخصية الفرد و‬
 ‫هي ما يسمى بمرحلة التكليف التي يتحمل فيها الفرد مسؤوليته‬
   ‫, وقد اعتمدت التربية الحديثة نفس التقسيم حين وزعت فترة‬
   ‫الطفولة على ثلث مراحل 1- من سنة الى ثلث سنوات 2- من‬
      ‫3 سنوات الى 8 سنوات - 3 من 8 سنوات الى المراهقة , هذه‬
  ‫المسؤولية تقتضي بالضافة الى تعريف الطفل بحقوقه تعريفه‬
            ‫بواجباته , و تمكينه من ترتيب اولويات حياته و تحميله‬
  ‫المسؤولية منذ صغره حتى يتعود على المبادرة و القيادة بعث‬
    ‫رسول ا صلى ا عليه و سلم انس بن مالك وهو غلم في‬
     ‫امر فاستبطأته امه فلما طلبت ان يخبرها ابى وقال : انه سر‬
      ‫بيني و بين رسول ا فأوصته بال يطلع على سر النبي أحدا‬
                                                     ‫.. فتأمل ..‬
    ‫وشدد السلم على حسن تربية البنات و العتناء بهن , و لهذا‬
 ‫اللحاح ما يبرره 1- فالبنت كائن ضعيف رقيق المشاعر, 2- وفي‬
     ‫طبع الباء شيء من الميل الى الذكر على حساب النثى بل‬
 ‫فيهم من يعرض عن المولود ان كان أنثى , 3- ما تحققه تربيتها‬
‫من اثر مبارك قال رسول ا صلى ا عليه و سلم : من كان له‬
 ‫ثلث بنات فصبر على لوائهن وضرائهن أدخله ا الجنة برحمته‬
‫اياهن , قال رجل و ان بنتان يا رسول ا قال , وان بنتان , قال‬
   ‫رجل , وان واحدة يارسول ا قال : وواحدة " لكن التنصيص‬
 ‫على الثلثة اشارةالى قمة الفضل فالعدد الكثير من البنات يتيح‬
  ‫وجود تناقضات داخل البيت الواحد ومن ثم يكون خطر التربية‬
 ‫حينئذ و مدى نجاح الوالد في قيادة السفينة جهد ليقدره ال ا‬
    ‫تعالى . وقد تكررت في الحاديث الشارة الى العناية بالبنات‬
        ‫وهو ما يدلل على كراهة التفريق بين البنين و البنات في‬
                                                    ‫المعاملة ..‬

                            ‫** العقاب .. من منظور اسلمي :‬
 ‫يطرح العقاب البدني في حق الطفل تحت مبرر التربية و الزجر‬
      ‫إشكالت كثيرة حول مبرراته و سلبياته , وللسلم منظوره‬
‫الخاص بشأن هذا السلوب , فلم يثبت ان النبي صلى ا عليه و‬


                                ‫4‬
‫سلم عاقب غلما او بنتا بالضرب او اليذاء البدني , ال ما ورد‬
    ‫في بعض الروايات ان صبية كانت عند احدى زوجاته فارسلها‬
       ‫لمر فتأخرت فلما تفقدها وجدها تلعب بنات بجوار البيت ,‬
    ‫فغضب صلى ا عليه وسلم وتوعدها مشيرا بعود سواك في‬
  ‫يده ثم مازحها .. فتأمل رحمته و عطفه صلى ا عليه وسلم ,‬
     ‫وقد حرص المربون المسلمون على القتداء بالهدي النبوي ,‬
‫فأوصوا بمعرفة طبيعة الطفل ومزاجه قبل القدام على معاقبته‬
         ‫, و شجعوا على اشراكه في إصلح اخطائه و هفواته كما‬
 ‫اشترطوا لتوقيع العقوبة عدة شروط منها : 1- ال يضرب الطفل‬
   ‫قبل ان يبلغ 01 سنوات 2- ال يزيد الضرب على ثلثة اسواط و‬
    ‫المقصود هنا بالسواط العصي الرقيقة 3- ان يعطى الطفل‬
 ‫فرصة لن يتوب عما فعل و يصلح الخطا دون اللتجاء لضربه و‬
        ‫التشهير به , ومن شدة عنايتهم بهذا الموضوع حرصوا على‬
 ‫تعويد الطفل في سن مبكرة على الفضائل و الداب التي تحول‬
   ‫دون قيامه فيما بعد بما يوجب ضربه , فابن سينا يرى أل يلجأ‬
      ‫للعقوبة ال عند الضرورة و ل يكون الضرب البعد االتهديد و‬
‫الوعيد و توسط الشفعاء لحداث الثر المطلوب في الطفل , اما‬
‫ابن خلدون فقد اسهب في توضيح ما ينشأ من الثرالسيء بسبب‬
  ‫القهر و استعمال الشدة و العنف فقال " ان من يعامل بالقهر‬
‫يصبح عالة على غيره اذ هو يصبح عاجزا عن الذود عن شرفه و‬
         ‫اسرته لخلوه من الحماسة و الحمية , و يقعد عن اكتساب‬
‫الفضائل و الخلق الجميل و بذلك تنقلب النفس عن غايتها ومدى‬
                                                   ‫انسانيتها " .‬

               ‫3- خصائص التربية السلمية من منظور اسلمي :‬
      ‫ان النظام التربوي السلمي نظام شامل ل مثيل له , فهو‬
  ‫يتضمن رؤية لعلقة النسان بربه وهي علقة طاعة و التزام ,‬
 ‫ويتضمن رؤية لعلقة النسان باخيه النسان وهي علقة تعارف‬
        ‫و تراحم وايثار دون عنف او اكراه, ويتضمن رؤية لعلقة‬
     ‫النسان بالكون و هي علقة سلم ل صراع او قلق فالكون‬
     ‫بشهادة الرحمن مسخر لخدمة وراحة النسان , فهذا المنهج‬
‫الرباني يدعو النسان للعيش في سلم مع نفسه باليمان , ومع‬
  ‫افراد المجتمع بالبذل و المحبة و التعاون , ومع الكون بالمان‬
                                    ‫و التفهم و النتفاع الراشد .‬
        ‫ومن اهم خصائص هذه التربية انها : 1- تربية تقوم على‬
     ‫اليمان بالله و طاعته 2- تربية تقوم على التكامل و تسعى‬
‫لتنشئة الفرد في جميع النواحي الروحية و العقدية و الجسمية و‬
  ‫النسانية 3- تربية ترفض الظن و تطالب دوما بالدليل 4- تربية‬
 ‫تعرف حدود العقل دون ان تنقص من قدره 5- تربية تحث على‬
     ‫الصحبة الطيبة " الكهف 82" 6- تربية تحث على الداب التي‬
    ‫تحفظ وحدة وتماسك الجماعة 7- تربية عملية تطبيقية تقوم‬
 ‫على الممارسة فالرسول صلى ا عليه و سلم كان يستعيذ من‬


                                ‫5‬
‫علم ل ينفع , كما ان العمل و العداد المهني يحتل مكانة رفيعة‬
‫في التربية السلمية - قوله صلى ا عليه وسلم ما كسب رجل‬
  ‫كسبا اطيب من عمل يده " 8- تربية تهتم بالتقان – قوله صلى‬
‫ا عليه و سلم " ان ا يحب اذا عمل احدكم عمل ان يتقن ه- أي‬
 ‫استخدام اقصى درجات المهارة و العناية في الداء اضافة الى‬
‫الى ان النزعة الفطرية للنسان تميل الى الحسان و الكمال 9-‬
   ‫تربية تربط العمل بحصد النتائج في الدارين مما يخلق للفرد‬
‫دافعية ل مثيل لها لن الجزاء يتجاوز الثر المادي الملموس الى‬
    ‫اثر اخروي متمثل في الثواب و الجر 01- تقوم على العلم :‬
    ‫فقد ربط السلم بين العبادة والعلم منذ اول آية نزلت على‬
 ‫المصطفى صلى ا عليه وسلم , واثنى ا تعالى على العلماء‬
      ‫برفع الدرجات , وتوعد كاتم العلم باشد العقاب 11- تربية‬
 ‫تتجاوزالتلقين والحفظ و التكرار الى التأمل و الرؤية العلمية و‬
‫النظرة النافذة – وهذه هي التربية النسانية العلمية التي ينادي‬
    ‫بها خبراء التربية اليوم لمواجهة المد المخيف للتكنولوجيا و‬
      ‫العلم غير المنضبط 21- تربية مستمرة تصاحب المرء على‬
       ‫امتداد رحلة الحياة – قل رب زدني علما- 31- تربية ترسي‬
  ‫اخلقيات العمران و التنمية فلنسان خليفة ا في الرض وهو‬
       ‫مطالب بالقيام بواجبات و اعباء هذه الخلفة ليقيم مجتمع‬
 ‫التراحم و المودة و العمران 41- تربية ل تنظر للمجتمع بوصفه‬
     ‫حلبة صراع بين طبقات و مصالح و حقوق لكل طائفة , يبحث‬
‫فيها الفرد عما يأخذ قبل ان يفكر فيما يعطيه , بل تدعو لتفعيل‬
        ‫قيم التعاون و التآزر و العمل الجماعي و التوزيع العادل‬
    ‫للخيرات و المساواة امام القانون 51- تربية تتسم بالتوازن و‬
      ‫العتدال و الوسطية بين تحقيق متطلبات الجسم و العقل و‬
                                                         ‫الروح .‬
‫وعلى سبيل الجمال فالخصائص الكبرى للتربية السلمية تتمثل‬
     ‫في : 1- الربانية 2- الشمول و التكامل 3- التوازن - 4 الثبات‬
 ‫والمرونة : ففي التوجيه السلمي هناك ثوابت ل يمكن تغييرها‬
   ‫او تبديلها او حذفها و هي القواعد الكلية و المباديء العامة و‬
 ‫الحكام الجزئية التي ورد فيها نص كوجوب اداء المانات لهلها‬
      ‫و المر بالمعروف و النهي عن المنكر و رد المظالم وحرمة‬
    ‫السرقة و الغش و الربا , اما الحوادث الجزئية المستجدة فقد‬
       ‫وجه السلم العلماء للنظر و الجتهاد في اطار ما ذكر من‬
                                      ‫مباديء و كليات و قواعد .‬
  ‫ان التربية السلمية تستهدف تحقيق غرضين : الغرض الديني :‬
     ‫ويقصد به العمل للخرة و الغرض الدنيوي وهو ما تعبر عنه‬
        ‫التربية الحديثة بالعداد للحياة , وهي بهذا خالفت التربية‬
        ‫الرومانية التي انحصرت في التعليم الخطابي و الحربي ,‬
‫والتربية السبرطية التي انحصرت في العلوم العقلية و الفلسفية‬


                                ‫6‬
‫, والتربية الحديثة التي انحصرت في النفعية و المادية " مذهب‬
      ‫جون ديوي ووليام هركليانوك" . فالسلم يبدأ منهجه التربوي‬
        ‫بتحقيق التربية الدينية التي تحقق للنشء سلمة العقيدة و‬
    ‫الداء السليم للشعائر التعبدية ثم تحقيق التربية الخلقية أي‬
   ‫اكساب الطفل مجموع المباديء الخلقية و الفضائل السلوكية‬
‫والوجدانية التي تؤهله لندماج افضل في مجتمعه ونهوض مثمر‬
 ‫باعباء الرسالة والخلفة , ثم تحقيق التربية العقلية و يقصد بها‬
‫تكوين فكر الولد بكل نافع من العلوم الشرعية والثقافة العلمية‬
      ‫و العصرية و التوعية الفكرية والحضارية , ثم تحقيق التربية‬
  ‫الجتماعية و تعني تأديب الطفل منذ نعومة أظافره على التزام‬
  ‫آداب اجتماعية فاضلة نابعة من العقيدة السلمية , واهم هذه‬
         ‫الداب ما يسمى بالحقوق الجتماعية : حق الوالدين- حق‬
   ‫الرح م- حق الجوار- حق المعل م- حق الصديق, والداب العامة‬
  ‫كأدب الستئذان و أدب الطعام و أدب توقير الشيوخ و العلماء ,‬
      ‫و في الخير تحقيق التربية الجسمية التي حرص السلم من‬
    ‫خللها على توفير نمو سليم للطفل بدءا بالحض على الرضاع‬
    ‫" سورة البقرة" مرورا بالعتدال في الطعام و أهمية النظافة‬
 ‫ووصول الى رخص الفطار في رمضان و تحريم بعض الطعمة‬
       ‫و المشروبات , كما حرص على ان يكون بنيان المؤمن قويا‬
    ‫" قال تعالى " و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة, وقال تعالى‬
        ‫حاكيا على لسان ابنة شعيب " ان خير من استأجرت القوي‬
 ‫المين" وورد في الثار ان شابا مر بعمر بن الخطاب وقد احنى‬
    ‫قامته وطأطأ رأسه علمة للخشوع و التبتل فحمل عليه عمر و‬
    ‫ضربه و قال له : ارفع راسك و اصلح قامتك ل تمت علينا ديننا‬
                                                   ‫أماتك ا " .‬
          ‫و خلصة القول ان السلم ارسى معالم و اصول التربية‬
   ‫السلمية الصحيحة التي تحقق للنسان السعادة في الدارين ,‬
    ‫لكنه بالمقابل لم يفرض اسلوبا تربويا محددا ل يمكن تجاوزه‬
    ‫بل ترك للعلماء و المربين اختيار الساليب التربوية التي تلئم‬
                     ‫العصر و مستجداته , ول تتعارض مع منهجه .‬

                                          ‫4- التربية الوالدية :‬
‫التربية الوالدية مفهوم حديث في علوم التربية يقصد به التعامل‬
 ‫المباشر للوالدين مع الطفل و بالضبط تلك الممارسات التي تحدد‬
 ‫فعلهما التربوي ازاء هذا الخير , وهذه التربية تعتبر في الحقيقة‬
      ‫اعترافا بعجز المدرسة لوحدها عن النهوض باعباء التربية و‬
      ‫التعليم و التوجيه و التأطير وأنه حان الوقت لعادة العتبار‬
‫لمؤسسة السرة خصوصا في العالم الغربي الذي يعاني من وطأة‬
   ‫التفكك السري و و التمزق العاطفي و فقدان البوصلة الروحية‬
                         ‫التي تمنح لحركة النسان معنى و غاية ..‬



                               ‫7‬
‫و لكي تتحقق بشكل سليم في الوسط السري ينبغي ان تنبني‬
‫على مباديء الثقة في الطفل و تأطيره وفق اساليب مرنة و دقيقة‬
 ‫ومراقبته قصد حمايته من المعاشرة السيئة و مواءمة سلوكياته مع‬
    ‫معايير الحياة الجتماعية و تمكينه من بناء هوية اصيلة , وجميع‬
                     ‫هذه المفاهيم متواجدة في التربية السلمية ..‬
‫تخلص الدراسات و البحاث التي تناولت هذه التربية الى ان اول ما‬
   ‫يحتاجه الطفل في اعوامه الولى هو المن لنه يشعر بالخوف و‬
    ‫القلق لعجزه عن مواجهة العالم بمفرده , هذا المن ينبني على‬
 ‫تحقيق 4 مكونات : 1- الشباع البيولوجي " غذاء- سكن- علج- وقاية"‬
    ‫2- الحماية من الخطار و الضرار الخارجية و تمكينه من تواصل‬
   ‫جيد مع محيطه الخارجي 3- تحقيق تماسك الطار النمائي للطفل‬
     ‫وتوجيهه و امداده بمرجعية واضحة حتى يتمكن من التمييز بين‬
 ‫الخطأو الصواب و اليجابي و السلبي 4- إشعار الطفل أنه مرغوب‬
      ‫فيه من خلل إشباع رغباته العاطفية عوض الوقوف فقط عند‬
                                              ‫الرعاية البيولوجية .‬
      ‫اما الشرط الثاني الواجب توفيره هو التكيف الجتماعي , ويتم‬
  ‫تحقيقه من خلل امداد الطفل بقواعد التواصل مع الخر و تعرف‬
            ‫حدود حريته و التمييز بين حقوقه وواجباته و الممكنات و‬
       ‫الممنوعات و اكتساب روح المنافسة و التضامن وطبيعة القيم‬
   ‫الخاصة بفئته الجتماعية , وحتى تتحقق تربية والدية سليمة ل بد‬
 ‫من مراعاة المحددات التالية : 1- المحدد النفسي : و يشمل خبرات‬
     ‫الوالدين و تجاربهم , اليقاع العاطفي للعلقات بين الوالدين و‬
 ‫الطفل , التساق السري, توقعات الوالدين حول مستقبل اولدهم‬
  ‫2- المحدد الجتماعي : تتاثر الممارسة التربوية للوالدين بالمحيط‬
       ‫الجتماعي " النتقال من اسرة ممتدة الى اسرة نووية انتقال‬
  ‫شكليا لم يغير العقليات , جنس الطفل و اختلف التعامل من قبل‬
           ‫الوالدين" 3- محددات اقتصادية : وجود ارتباط بين ارتفاع‬
       ‫المستوى المادي للسرة و درجة المرونة و التسامح , اختلف‬
          ‫اساليب التربية و الطبقات الجتماعية "4- محددات ثقافية :‬
    ‫المستوى المعرفي للوالدين و كفاءتهما المعرفية لهما دور كبير‬
       ‫في تحديد نوع الممارسة التربية الوالدية من حيث المرونة او‬
                                                          ‫التشدد .‬
                                                    ‫5- توصيـــــات‬

 ‫هذه بعض التوصيات التي خلصت اليها عدد من البحوث في مجال‬
   ‫ملءمة المستجدات التربوية مع الخصوصية الدينية و الهوياتية و‬
                                    ‫الثقافية للمجتمعات السلمية :‬
 ‫- توفير القدوة التي يتاثر بها الطفل وترسخ فيه العادات اسلمية‬
                    ‫خصوصا في البيت وفي رياض التعليم الولي .‬
     ‫- توفير برامج توعية وتثقيف للوالدين بشأن الساليب التربوية‬
                        ‫السليمة الواجب اتباعها في تنشئة الطفا ل.‬


                                ‫8‬
‫- تشجيع اقتناء الكتب و البرامج و الشرطة التربوية السلمية‬
                                        ‫الموجهة للطفال .‬

                                      ‫*** على سبيل الختم :‬
     ‫إن موضوع تفعيل الخطاب التربوي السلمي داخل السر و‬
‫المؤسسات التعليمية موضوع يتطلب ارادة صادقة و أجرأة فاعلة‬
‫ووعيا مجتمعيا بالحاجة الى منظومةتربوية متكاملة تتجاوز قصور‬
 ‫النظريات المستوردة التي اسهمت بشكل كبير في تعميق الزمة‬
                              ‫التربوية في البلدان السلمية .‬




                           ‫9‬
‫- تشجيع اقتناء الكتب و البرامج و الشرطة التربوية السلمية‬
                                        ‫الموجهة للطفال .‬

                                      ‫*** على سبيل الختم :‬
     ‫إن موضوع تفعيل الخطاب التربوي السلمي داخل السر و‬
‫المؤسسات التعليمية موضوع يتطلب ارادة صادقة و أجرأة فاعلة‬
‫ووعيا مجتمعيا بالحاجة الى منظومةتربوية متكاملة تتجاوز قصور‬
 ‫النظريات المستوردة التي اسهمت بشكل كبير في تعميق الزمة‬
                              ‫التربوية في البلدان السلمية .‬




                           ‫9‬

More Related Content

Similar to كيف نربي ابناءنا

دورة التربية الجنسية
دورة التربية الجنسيةدورة التربية الجنسية
دورة التربية الجنسيةAhmed Hassan
 
المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقا...
المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقا...المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقا...
المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقا...guestb31f27
 
التربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بنات
التربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بناتالتربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بنات
التربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بناتAyad Haris Beden
 
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسطالتربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسطAyad Haris Beden
 
حقوق الطفل في القانون الدولي
حقوق الطفل في القانون الدوليحقوق الطفل في القانون الدولي
حقوق الطفل في القانون الدوليMedinaEdu
 
Les outils de Blogger
Les outils de BloggerLes outils de Blogger
Les outils de Bloggeraoun_michel
 
المتسولين1
المتسولين1المتسولين1
المتسولين1almuzel
 
Exercise (A): Memory, Affection, and Trust: Socio-Historical Generations
Exercise (A): Memory, Affection, and Trust: Socio-Historical GenerationsExercise (A): Memory, Affection, and Trust: Socio-Historical Generations
Exercise (A): Memory, Affection, and Trust: Socio-Historical Generationsben wesley
 
المدرسة والتنشئة الاجتماعية
المدرسة والتنشئة الاجتماعيةالمدرسة والتنشئة الاجتماعية
المدرسة والتنشئة الاجتماعيةMessaoud Hassani
 
التقن (2)
التقن (2)التقن (2)
التقن (2)poshra
 
العقاب في التربية الاسلامية
العقاب في التربية الاسلاميةالعقاب في التربية الاسلامية
العقاب في التربية الاسلاميةHamid Benkhibech
 
المنهاج النبوي في تربيه الاطفال
المنهاج النبوي في تربيه الاطفالالمنهاج النبوي في تربيه الاطفال
المنهاج النبوي في تربيه الاطفالzazay4
 
المنهج النبوي لتربية الأبناء (علي بن نايف)
  المنهج النبوي لتربية الأبناء (علي بن نايف)  المنهج النبوي لتربية الأبناء (علي بن نايف)
المنهج النبوي لتربية الأبناء (علي بن نايف)محمد منير
 
المنهاج النبوي في تربيه الاطفال
المنهاج النبوي في تربيه الاطفالالمنهاج النبوي في تربيه الاطفال
المنهاج النبوي في تربيه الاطفالzazay4
 
التربية الايجابية
التربية الايجابيةالتربية الايجابية
التربية الايجابيةssuserae5c7f
 
تربية_الأبناء.PPT
تربية_الأبناء.PPTتربية_الأبناء.PPT
تربية_الأبناء.PPTDalia elebeedy
 
المدرسة) مادة التربية الاسلامية)
المدرسة) مادة التربية الاسلامية)المدرسة) مادة التربية الاسلامية)
المدرسة) مادة التربية الاسلامية)hessah_8s
 

Similar to كيف نربي ابناءنا (20)

دورة التربية الجنسية
دورة التربية الجنسيةدورة التربية الجنسية
دورة التربية الجنسية
 
المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقا...
المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقا...المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقا...
المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقا...
 
Child psychology
Child psychologyChild psychology
Child psychology
 
التربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بنات
التربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بناتالتربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بنات
التربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بنات
 
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسطالتربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
 
حقوق الطفل في القانون الدولي
حقوق الطفل في القانون الدوليحقوق الطفل في القانون الدولي
حقوق الطفل في القانون الدولي
 
Les outils de Blogger
Les outils de BloggerLes outils de Blogger
Les outils de Blogger
 
المتسولين1
المتسولين1المتسولين1
المتسولين1
 
ارشاد الاسر
ارشاد الاسرارشاد الاسر
ارشاد الاسر
 
Exercise (A): Memory, Affection, and Trust: Socio-Historical Generations
Exercise (A): Memory, Affection, and Trust: Socio-Historical GenerationsExercise (A): Memory, Affection, and Trust: Socio-Historical Generations
Exercise (A): Memory, Affection, and Trust: Socio-Historical Generations
 
la famille
la famillela famille
la famille
 
المدرسة والتنشئة الاجتماعية
المدرسة والتنشئة الاجتماعيةالمدرسة والتنشئة الاجتماعية
المدرسة والتنشئة الاجتماعية
 
التقن (2)
التقن (2)التقن (2)
التقن (2)
 
العقاب في التربية الاسلامية
العقاب في التربية الاسلاميةالعقاب في التربية الاسلامية
العقاب في التربية الاسلامية
 
المنهاج النبوي في تربيه الاطفال
المنهاج النبوي في تربيه الاطفالالمنهاج النبوي في تربيه الاطفال
المنهاج النبوي في تربيه الاطفال
 
المنهج النبوي لتربية الأبناء (علي بن نايف)
  المنهج النبوي لتربية الأبناء (علي بن نايف)  المنهج النبوي لتربية الأبناء (علي بن نايف)
المنهج النبوي لتربية الأبناء (علي بن نايف)
 
المنهاج النبوي في تربيه الاطفال
المنهاج النبوي في تربيه الاطفالالمنهاج النبوي في تربيه الاطفال
المنهاج النبوي في تربيه الاطفال
 
التربية الايجابية
التربية الايجابيةالتربية الايجابية
التربية الايجابية
 
تربية_الأبناء.PPT
تربية_الأبناء.PPTتربية_الأبناء.PPT
تربية_الأبناء.PPT
 
المدرسة) مادة التربية الاسلامية)
المدرسة) مادة التربية الاسلامية)المدرسة) مادة التربية الاسلامية)
المدرسة) مادة التربية الاسلامية)
 

More from Hamid Benkhibech

007 الرفيق المجهول
007 الرفيق المجهول007 الرفيق المجهول
007 الرفيق المجهولHamid Benkhibech
 
تان تان في الكونغو
تان تان في الكونغوتان تان في الكونغو
تان تان في الكونغوHamid Benkhibech
 
صائد الجواسيس
 صائد الجواسيس صائد الجواسيس
صائد الجواسيسHamid Benkhibech
 
004 القداحة العجيبة
004 القداحة العجيبة004 القداحة العجيبة
004 القداحة العجيبةHamid Benkhibech
 
003 السلطان المسحور
003 السلطان المسحور003 السلطان المسحور
003 السلطان المسحورHamid Benkhibech
 
مجموعة قصصية العريس
مجموعة قصصية العريسمجموعة قصصية العريس
مجموعة قصصية العريسHamid Benkhibech
 
كتاب أوراق في السيرةوالأخلاق حميد بن خيبش
كتاب أوراق في السيرةوالأخلاق حميد بن خيبشكتاب أوراق في السيرةوالأخلاق حميد بن خيبش
كتاب أوراق في السيرةوالأخلاق حميد بن خيبشHamid Benkhibech
 
خصلات من شعر مي
خصلات من شعر ميخصلات من شعر مي
خصلات من شعر ميHamid Benkhibech
 
البلايا تحن إلى اللبيب
البلايا تحن إلى اللبيبالبلايا تحن إلى اللبيب
البلايا تحن إلى اللبيبHamid Benkhibech
 
أردوغان كولن .. هل ترجل الفارس؟
أردوغان  كولن .. هل ترجل الفارس؟أردوغان  كولن .. هل ترجل الفارس؟
أردوغان كولن .. هل ترجل الفارس؟Hamid Benkhibech
 
المعلم الياباني..شخصية آسرة
المعلم الياباني..شخصية آسرةالمعلم الياباني..شخصية آسرة
المعلم الياباني..شخصية آسرةHamid Benkhibech
 
المنحى الهروبي في المدرسة المغربية
المنحى الهروبي في المدرسة المغربيةالمنحى الهروبي في المدرسة المغربية
المنحى الهروبي في المدرسة المغربيةHamid Benkhibech
 

More from Hamid Benkhibech (20)

007 الرفيق المجهول
007 الرفيق المجهول007 الرفيق المجهول
007 الرفيق المجهول
 
تان تان في الكونغو
تان تان في الكونغوتان تان في الكونغو
تان تان في الكونغو
 
قصير الذيل
قصير الذيلقصير الذيل
قصير الذيل
 
صائد الجواسيس
 صائد الجواسيس صائد الجواسيس
صائد الجواسيس
 
هايدي
هايديهايدي
هايدي
 
004 القداحة العجيبة
004 القداحة العجيبة004 القداحة العجيبة
004 القداحة العجيبة
 
003 السلطان المسحور
003 السلطان المسحور003 السلطان المسحور
003 السلطان المسحور
 
التعبير.
التعبير.التعبير.
التعبير.
 
مجموعة قصصية العريس
مجموعة قصصية العريسمجموعة قصصية العريس
مجموعة قصصية العريس
 
كتاب أوراق في السيرةوالأخلاق حميد بن خيبش
كتاب أوراق في السيرةوالأخلاق حميد بن خيبشكتاب أوراق في السيرةوالأخلاق حميد بن خيبش
كتاب أوراق في السيرةوالأخلاق حميد بن خيبش
 
خصلات من شعر مي
خصلات من شعر ميخصلات من شعر مي
خصلات من شعر مي
 
عالم زفزاف
عالم زفزافعالم زفزاف
عالم زفزاف
 
عالَـم أبي ذر
عالَـم أبي ذرعالَـم أبي ذر
عالَـم أبي ذر
 
البلايا تحن إلى اللبيب
البلايا تحن إلى اللبيبالبلايا تحن إلى اللبيب
البلايا تحن إلى اللبيب
 
جسدي وأنا حرة
جسدي وأنا حرةجسدي وأنا حرة
جسدي وأنا حرة
 
أردوغان كولن .. هل ترجل الفارس؟
أردوغان  كولن .. هل ترجل الفارس؟أردوغان  كولن .. هل ترجل الفارس؟
أردوغان كولن .. هل ترجل الفارس؟
 
بنو فوتبائيل
بنو فوتبائيلبنو فوتبائيل
بنو فوتبائيل
 
المعلم الياباني..شخصية آسرة
المعلم الياباني..شخصية آسرةالمعلم الياباني..شخصية آسرة
المعلم الياباني..شخصية آسرة
 
الدماغ ..يتعلم
الدماغ ..يتعلمالدماغ ..يتعلم
الدماغ ..يتعلم
 
المنحى الهروبي في المدرسة المغربية
المنحى الهروبي في المدرسة المغربيةالمنحى الهروبي في المدرسة المغربية
المنحى الهروبي في المدرسة المغربية
 

كيف نربي ابناءنا

  • 1. ‫ذ. حميد بن‬ ‫كيف نربي أبناءنا ؟!‬ ‫خيبش‬ ‫المراجع :‬ ‫عناصر المحاضرة :‬ ‫- تربية النشء في ظل اللسل م د محمد محمود‬ ‫- حقائق‬ ‫عمارة‬ ‫حسن مل عثمان‬ ‫-الطفولة في اللسل م‬ ‫- التصور اللسلمي للطفل‬ ‫يولسف ع المعطي‬ ‫- خصائص التربية من منظور السلمي – تربية المسلم في عالم معاصر‬ ‫د. محمود الشرقاوي‬ ‫- الطفل في اللسل م‬ ‫- التربية الوالدية و السبق اللسلمي‬ ‫د.خالد بن حمد‬ ‫اصول الترية اللسلمية‬ ‫- توصيات‬ ‫الحازمي‬ ‫منظمة‬ ‫- التربية الوالدية‬ ‫اللسيسكو‬ ‫1- حقائــــق :‬ ‫*** في 3791/4/2 نشرت جريدة الجمهورية بالمانيا الخبر التالي‬ ‫" السلطات اللمانية في هامبورج اكتشفت ان اطفال المدينة‬ ‫يعيشون حياة القلية داخل المجتمع اللماني ومن ثم بدأت في‬ ‫المدينة حملة والسعة تحت شعار : كن عطوفا على الطفال في‬ ‫محاولة لتحسيس الطفال بالنتماء الى المجتمع اللماني المنصرف‬ ‫عنهم تماما و طالبت الحملة ايضا الزواج الجدد بتكثير النسل من‬ ‫خلل رفع شعار : طفل آخر من فضلك " في لسعي لمواجهة اختلل‬ ‫التوازن في مستوى العمار داخل المجتمع اللماني .‬ ‫*** أكدت درالسة اجرتها نقابة المدرلسين البريطانيين ان التعليم‬ ‫المختلط ادى الى انتشار ظاهرات التلميذات الحوامل لسفاحا‬ ‫وعمرهن اقل من 61 لسنة , و تزايدت حدة الستهلك حبوب منع‬ ‫الحمل بشكل مثير . كما اكدت الدرالسة ارتفاع معدلت العتداءات‬ ‫الجنسية وقالت ان هناك تلميذا على القل مصابا باليدز في كل‬ ‫مدرلسة.‬ ‫*** ذكرت الدكتورة " كارلس شولستر" خبيرة التربية اللمانية ان‬ ‫توحد نوع الجنس في المدراس يؤدي الى احتدا م المنافسة بين‬ ‫التلميذ بعضهم البعض و بين التلميذات , اما اختلط الثنين معا‬ ‫فيلغي هذا الدافع كما اثبتت احدى درالسات معهد ابحاث علم‬ ‫1‬
  • 2. ‫النفس الجتماعي ان تلميذ وتلميذات المدارس المختلطة ل‬ ‫يتمتعون بقدرات ابداعية وهم دائما محدودو المواهب قليلو‬ ‫الهوايات على عكس تلميذ مدارس الجنس الواحد .‬ ‫*** في تقرير قدمه الرئيس المريكي جورج بوش الب الى المة‬ ‫عا م 2991 تحت عنوان " امريكا 0002 الستراتيجية للتعليم " جاء‬ ‫فيه :‬ ‫- امريكا تنفق على التعليم اكثر مما تنفقه على الدفاع و بينما‬ ‫زادت تكلفة التعليم البتدائي و الثانوي اكثر من الضعف منذ‬ ‫0891 ظلت اعداد الطلبة كما هي تقريبا و زادت التكلفة لكل‬ ‫طالب بمقدار 33% أكثر مما يصرف على الدفاع.‬ ‫ياتي ترتيب الطلبة المريكيين في الدرالسات العالمية‬ ‫-‬ ‫المقارنة لمستوى طلب دول العالم المختلفة في آخر‬ ‫الصفوف او قريبا من هذا الوضع و اذا لم يبذل جهد جذري‬ ‫فسنبقى حيث نحن .‬ ‫يقضي اطفال امريكا في المتولسط ما ل يزيد عن 9% من‬ ‫-‬ ‫اعوامهم الثمانية عشر الولى داخل المدرلسة فماذا عن‬ ‫البقية من هذه العوا م و نسبتها 19% هل تقضى في البيت‬ ‫او في الملعب او اما م التلفزيون ؟‬ ‫ان اللسرة بالنسبة لعدد كبير من اطفالنا و التي يفترض ان‬ ‫-‬ ‫تكون هي الراعية و الحامية لهم و لسندهم الخلقي هي‬ ‫الخرى في حالة من النهيار.‬ ‫- هناك عدد من الوبئة تلحق باطفالنا فهناك المخدرات و لسوء‬ ‫الستخدا م المشروبات الكحولية و مظاهر العنف غير المتوقعة‬ ‫و تعرض المراهقات للحمل و اليدز وبقية الدواء .‬ ‫ثم يصرح الرئيس قائل :ل يمكن لي مجتمع متمدن او امة‬ ‫تحب ابناءها ان تهمل او تتجاهل هذه المكاره التي يتعرض لها‬ ‫الذين هم في كل حالة تقريبا مجرد ضحايا ابرياء لسلوك الكبار‬ ‫السيء.‬ ‫2- التصور اللسلمي للطفل :‬ ‫الطفولة أهم مرحلة في حياة النسان لنها الساس الشخصية ,‬ ‫وقد لحظ العلماء ان الطفولة تطول كلما تقد م الكائن في لسلم‬ ‫الرقي و ويترتب عن هذا ان اطول طفولة – وهي طفولة البشر-‬ ‫أعجز عن مثيلتها لدى أي كائن آخر , كما ان طول هذه المدة‬ ‫يختلف حسب البيئة و الزمن ففي المجتمعات البدائية تكون‬ ‫مرحلة الطفولة قصيرة لن النسان يلقي نفسه في معترك‬ ‫الحياة منذ الصغر , اما في المجتمعات الحديثة المتحضرة‬ ‫فتطول هذه الفترة الى ما بعد لسن التمدرس .‬ ‫2‬
  • 3. ‫و اللسل م باعتباره رلسالة اصلحية شاملة اعتنى بالطفل عناية‬ ‫كبيرة , واول ما قا م به تجاهه هو تحريم العادات الجاهلية التي‬ ‫اضرت بالطفل كوأد البنات , وحرمان الطفال و النساء من‬ ‫الميراث , وبعد ذلك حمل الب و ال م مسؤولية العناية به و حفظ‬ ‫حقوقه في آيات كثيرة و أحاديث كثيرة , كما بين واجبات‬ ‫الطفال , و حدد قواعد تربية الطفل , هذه القواعد التي وردت‬ ‫مجملة في وصية لقمان لبنه ..‬ ‫فقد اعتنى اللسل م بالطفل قبل ميلده فحر م الزنا و دعا‬ ‫المؤمنين و المؤمنات لغض البصر , وما ذلك ال لن الرحم هو‬ ‫اول مؤلسسة تربوية تؤهل الطفل للنتقال من جسم ال م الى‬ ‫العالم الخارجي , كما حث على اختيارالزوجة الصالحة كشرط‬ ‫ضروري لضمان صلح الذرية , و الغريب انه حتى في الغرب‬ ‫كان اختيار الزوجة يخضع لشروط صارمة فالنجليز مثل يرون ان‬ ‫تربية الطفل تبدأ قبل ولدته ب 05 لسنة , فلكي يقوموا بواجبهم‬ ‫نحو طفل الغد فإن الزوج يبحث عن زوجة لم يعرف عن ابيها او‬ ‫ٌ‬ ‫جدها اصابته بمرض عضال او معدي , او ظهر في عائلتها‬ ‫ضعاف العقول او البلهاء ..‬ ‫هذه الدعوةالى الختيار الجيد للزوجة تجد صداها في العديد‬ ‫من اليات القرآنية منها قوله تعالى : " و المحصنات من النساء‬ ‫ال ما ملكت ايمانكم كتاب ا عليكم" وقوله تعالى " و انكحوا‬ ‫اليامى منكم و الصالحين من عبادكم و اماؤكم ان يكونوا‬ ‫فقراء يغنهم ا من فضله و ا والسع عليم " و في الحديث امر‬ ‫صلى ا عليه و لسلم باختيار الودود الولود , و الحديث المشهور‬ ‫الذي بين فيه السباب نكاح الزوجة ووصيته للرجل باختيار ذات‬ ‫الدين .‬ ‫بعد الرحم يجد الطفل نفسه في احضان اللسرة .. اول خلية‬ ‫اجتماعية .. وقد زود الحق لسبحانه وتعالى هذه الخلية بمقومات‬ ‫البقاء و الرقي حيث اودع في البوين عواطف محبة الطفل‬ ‫ورحمته و العناية به و شعور النس و الطمانينة بلقائه وهو‬ ‫مايسميه العلماء بغريزتي المومة و البوة ..‬ ‫واول تربية يتلقاها الطفل هي التربية الربانية , يقول تعالى " يا‬ ‫ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب‬ ‫ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة‬ ‫لنبين لكم و نقر في الرحا م ما نشاء الى اجل مسمى ثم‬ ‫نخرجكم طفل ثم لتبلغوا اشدكم ." فتأمل قوله تعالى " ثم‬ ‫نخرجكم طفل" حيث نسب مرحلة النشأة الولى الينفسه .. و‬ ‫قوله تعالى " ثم لتبلغوا اشدكم" حيث نسب للفراد المرحلة‬ ‫الثانية وهي النتقال من الطفولة الى المراحل الراقية الخرى ,‬ ‫وتربية ا تتجلى في تلك اللستعدادات الربانية الفطرية التي‬ ‫تؤهل الطفل للتفاعل مع العالم الخارجي كتزويده بالحواس‬ ‫التي تعتبر بوابة الستكشافه لما حوله , وفطرة التمييز بين لسبيل‬ ‫الخير و الشر المتجلية في قوله تعالى " انا هديناه النجدين " ..‬ ‫3‬
  • 4. ‫ثم يبدأ دور الوالدين في اعداد الطفل للحياة وفق البيئة‬ ‫الجتماعية التي يوجدون بها , وهذا العداد يتجاوز النفاق‬ ‫المتمثل في المطعم و المشرب و الملبس ليشمل كذلك الحرص‬ ‫على عدم اهمال الطفل ل سيما في المرحلة المبكرة التي‬ ‫تنقش فيها الطبائع و تغرس العوائد , وتسليحه بالخلق‬ ‫الفاضلة التي تجمل في خلقين محوريين هما : العفة, و القناعة‬ ‫.. وللهمال عاقبة سيئة, يقول رسول ا صلى ا عليه و سلم :‬ ‫" اعينوا اولدكم على البر , ومن شاء استخرج العقوق من‬ ‫ولده" رواه ابو هريرة.‬ ‫و المسؤولية التربوية للوالدين من المنظور السلمي تبدا منذ‬ ‫الولدة وتستمر حتى سن المراهقة حيث تتكون شخصية الفرد و‬ ‫هي ما يسمى بمرحلة التكليف التي يتحمل فيها الفرد مسؤوليته‬ ‫, وقد اعتمدت التربية الحديثة نفس التقسيم حين وزعت فترة‬ ‫الطفولة على ثلث مراحل 1- من سنة الى ثلث سنوات 2- من‬ ‫3 سنوات الى 8 سنوات - 3 من 8 سنوات الى المراهقة , هذه‬ ‫المسؤولية تقتضي بالضافة الى تعريف الطفل بحقوقه تعريفه‬ ‫بواجباته , و تمكينه من ترتيب اولويات حياته و تحميله‬ ‫المسؤولية منذ صغره حتى يتعود على المبادرة و القيادة بعث‬ ‫رسول ا صلى ا عليه و سلم انس بن مالك وهو غلم في‬ ‫امر فاستبطأته امه فلما طلبت ان يخبرها ابى وقال : انه سر‬ ‫بيني و بين رسول ا فأوصته بال يطلع على سر النبي أحدا‬ ‫.. فتأمل ..‬ ‫وشدد السلم على حسن تربية البنات و العتناء بهن , و لهذا‬ ‫اللحاح ما يبرره 1- فالبنت كائن ضعيف رقيق المشاعر, 2- وفي‬ ‫طبع الباء شيء من الميل الى الذكر على حساب النثى بل‬ ‫فيهم من يعرض عن المولود ان كان أنثى , 3- ما تحققه تربيتها‬ ‫من اثر مبارك قال رسول ا صلى ا عليه و سلم : من كان له‬ ‫ثلث بنات فصبر على لوائهن وضرائهن أدخله ا الجنة برحمته‬ ‫اياهن , قال رجل و ان بنتان يا رسول ا قال , وان بنتان , قال‬ ‫رجل , وان واحدة يارسول ا قال : وواحدة " لكن التنصيص‬ ‫على الثلثة اشارةالى قمة الفضل فالعدد الكثير من البنات يتيح‬ ‫وجود تناقضات داخل البيت الواحد ومن ثم يكون خطر التربية‬ ‫حينئذ و مدى نجاح الوالد في قيادة السفينة جهد ليقدره ال ا‬ ‫تعالى . وقد تكررت في الحاديث الشارة الى العناية بالبنات‬ ‫وهو ما يدلل على كراهة التفريق بين البنين و البنات في‬ ‫المعاملة ..‬ ‫** العقاب .. من منظور اسلمي :‬ ‫يطرح العقاب البدني في حق الطفل تحت مبرر التربية و الزجر‬ ‫إشكالت كثيرة حول مبرراته و سلبياته , وللسلم منظوره‬ ‫الخاص بشأن هذا السلوب , فلم يثبت ان النبي صلى ا عليه و‬ ‫4‬
  • 5. ‫سلم عاقب غلما او بنتا بالضرب او اليذاء البدني , ال ما ورد‬ ‫في بعض الروايات ان صبية كانت عند احدى زوجاته فارسلها‬ ‫لمر فتأخرت فلما تفقدها وجدها تلعب بنات بجوار البيت ,‬ ‫فغضب صلى ا عليه وسلم وتوعدها مشيرا بعود سواك في‬ ‫يده ثم مازحها .. فتأمل رحمته و عطفه صلى ا عليه وسلم ,‬ ‫وقد حرص المربون المسلمون على القتداء بالهدي النبوي ,‬ ‫فأوصوا بمعرفة طبيعة الطفل ومزاجه قبل القدام على معاقبته‬ ‫, و شجعوا على اشراكه في إصلح اخطائه و هفواته كما‬ ‫اشترطوا لتوقيع العقوبة عدة شروط منها : 1- ال يضرب الطفل‬ ‫قبل ان يبلغ 01 سنوات 2- ال يزيد الضرب على ثلثة اسواط و‬ ‫المقصود هنا بالسواط العصي الرقيقة 3- ان يعطى الطفل‬ ‫فرصة لن يتوب عما فعل و يصلح الخطا دون اللتجاء لضربه و‬ ‫التشهير به , ومن شدة عنايتهم بهذا الموضوع حرصوا على‬ ‫تعويد الطفل في سن مبكرة على الفضائل و الداب التي تحول‬ ‫دون قيامه فيما بعد بما يوجب ضربه , فابن سينا يرى أل يلجأ‬ ‫للعقوبة ال عند الضرورة و ل يكون الضرب البعد االتهديد و‬ ‫الوعيد و توسط الشفعاء لحداث الثر المطلوب في الطفل , اما‬ ‫ابن خلدون فقد اسهب في توضيح ما ينشأ من الثرالسيء بسبب‬ ‫القهر و استعمال الشدة و العنف فقال " ان من يعامل بالقهر‬ ‫يصبح عالة على غيره اذ هو يصبح عاجزا عن الذود عن شرفه و‬ ‫اسرته لخلوه من الحماسة و الحمية , و يقعد عن اكتساب‬ ‫الفضائل و الخلق الجميل و بذلك تنقلب النفس عن غايتها ومدى‬ ‫انسانيتها " .‬ ‫3- خصائص التربية السلمية من منظور اسلمي :‬ ‫ان النظام التربوي السلمي نظام شامل ل مثيل له , فهو‬ ‫يتضمن رؤية لعلقة النسان بربه وهي علقة طاعة و التزام ,‬ ‫ويتضمن رؤية لعلقة النسان باخيه النسان وهي علقة تعارف‬ ‫و تراحم وايثار دون عنف او اكراه, ويتضمن رؤية لعلقة‬ ‫النسان بالكون و هي علقة سلم ل صراع او قلق فالكون‬ ‫بشهادة الرحمن مسخر لخدمة وراحة النسان , فهذا المنهج‬ ‫الرباني يدعو النسان للعيش في سلم مع نفسه باليمان , ومع‬ ‫افراد المجتمع بالبذل و المحبة و التعاون , ومع الكون بالمان‬ ‫و التفهم و النتفاع الراشد .‬ ‫ومن اهم خصائص هذه التربية انها : 1- تربية تقوم على‬ ‫اليمان بالله و طاعته 2- تربية تقوم على التكامل و تسعى‬ ‫لتنشئة الفرد في جميع النواحي الروحية و العقدية و الجسمية و‬ ‫النسانية 3- تربية ترفض الظن و تطالب دوما بالدليل 4- تربية‬ ‫تعرف حدود العقل دون ان تنقص من قدره 5- تربية تحث على‬ ‫الصحبة الطيبة " الكهف 82" 6- تربية تحث على الداب التي‬ ‫تحفظ وحدة وتماسك الجماعة 7- تربية عملية تطبيقية تقوم‬ ‫على الممارسة فالرسول صلى ا عليه و سلم كان يستعيذ من‬ ‫5‬
  • 6. ‫علم ل ينفع , كما ان العمل و العداد المهني يحتل مكانة رفيعة‬ ‫في التربية السلمية - قوله صلى ا عليه وسلم ما كسب رجل‬ ‫كسبا اطيب من عمل يده " 8- تربية تهتم بالتقان – قوله صلى‬ ‫ا عليه و سلم " ان ا يحب اذا عمل احدكم عمل ان يتقن ه- أي‬ ‫استخدام اقصى درجات المهارة و العناية في الداء اضافة الى‬ ‫الى ان النزعة الفطرية للنسان تميل الى الحسان و الكمال 9-‬ ‫تربية تربط العمل بحصد النتائج في الدارين مما يخلق للفرد‬ ‫دافعية ل مثيل لها لن الجزاء يتجاوز الثر المادي الملموس الى‬ ‫اثر اخروي متمثل في الثواب و الجر 01- تقوم على العلم :‬ ‫فقد ربط السلم بين العبادة والعلم منذ اول آية نزلت على‬ ‫المصطفى صلى ا عليه وسلم , واثنى ا تعالى على العلماء‬ ‫برفع الدرجات , وتوعد كاتم العلم باشد العقاب 11- تربية‬ ‫تتجاوزالتلقين والحفظ و التكرار الى التأمل و الرؤية العلمية و‬ ‫النظرة النافذة – وهذه هي التربية النسانية العلمية التي ينادي‬ ‫بها خبراء التربية اليوم لمواجهة المد المخيف للتكنولوجيا و‬ ‫العلم غير المنضبط 21- تربية مستمرة تصاحب المرء على‬ ‫امتداد رحلة الحياة – قل رب زدني علما- 31- تربية ترسي‬ ‫اخلقيات العمران و التنمية فلنسان خليفة ا في الرض وهو‬ ‫مطالب بالقيام بواجبات و اعباء هذه الخلفة ليقيم مجتمع‬ ‫التراحم و المودة و العمران 41- تربية ل تنظر للمجتمع بوصفه‬ ‫حلبة صراع بين طبقات و مصالح و حقوق لكل طائفة , يبحث‬ ‫فيها الفرد عما يأخذ قبل ان يفكر فيما يعطيه , بل تدعو لتفعيل‬ ‫قيم التعاون و التآزر و العمل الجماعي و التوزيع العادل‬ ‫للخيرات و المساواة امام القانون 51- تربية تتسم بالتوازن و‬ ‫العتدال و الوسطية بين تحقيق متطلبات الجسم و العقل و‬ ‫الروح .‬ ‫وعلى سبيل الجمال فالخصائص الكبرى للتربية السلمية تتمثل‬ ‫في : 1- الربانية 2- الشمول و التكامل 3- التوازن - 4 الثبات‬ ‫والمرونة : ففي التوجيه السلمي هناك ثوابت ل يمكن تغييرها‬ ‫او تبديلها او حذفها و هي القواعد الكلية و المباديء العامة و‬ ‫الحكام الجزئية التي ورد فيها نص كوجوب اداء المانات لهلها‬ ‫و المر بالمعروف و النهي عن المنكر و رد المظالم وحرمة‬ ‫السرقة و الغش و الربا , اما الحوادث الجزئية المستجدة فقد‬ ‫وجه السلم العلماء للنظر و الجتهاد في اطار ما ذكر من‬ ‫مباديء و كليات و قواعد .‬ ‫ان التربية السلمية تستهدف تحقيق غرضين : الغرض الديني :‬ ‫ويقصد به العمل للخرة و الغرض الدنيوي وهو ما تعبر عنه‬ ‫التربية الحديثة بالعداد للحياة , وهي بهذا خالفت التربية‬ ‫الرومانية التي انحصرت في التعليم الخطابي و الحربي ,‬ ‫والتربية السبرطية التي انحصرت في العلوم العقلية و الفلسفية‬ ‫6‬
  • 7. ‫, والتربية الحديثة التي انحصرت في النفعية و المادية " مذهب‬ ‫جون ديوي ووليام هركليانوك" . فالسلم يبدأ منهجه التربوي‬ ‫بتحقيق التربية الدينية التي تحقق للنشء سلمة العقيدة و‬ ‫الداء السليم للشعائر التعبدية ثم تحقيق التربية الخلقية أي‬ ‫اكساب الطفل مجموع المباديء الخلقية و الفضائل السلوكية‬ ‫والوجدانية التي تؤهله لندماج افضل في مجتمعه ونهوض مثمر‬ ‫باعباء الرسالة والخلفة , ثم تحقيق التربية العقلية و يقصد بها‬ ‫تكوين فكر الولد بكل نافع من العلوم الشرعية والثقافة العلمية‬ ‫و العصرية و التوعية الفكرية والحضارية , ثم تحقيق التربية‬ ‫الجتماعية و تعني تأديب الطفل منذ نعومة أظافره على التزام‬ ‫آداب اجتماعية فاضلة نابعة من العقيدة السلمية , واهم هذه‬ ‫الداب ما يسمى بالحقوق الجتماعية : حق الوالدين- حق‬ ‫الرح م- حق الجوار- حق المعل م- حق الصديق, والداب العامة‬ ‫كأدب الستئذان و أدب الطعام و أدب توقير الشيوخ و العلماء ,‬ ‫و في الخير تحقيق التربية الجسمية التي حرص السلم من‬ ‫خللها على توفير نمو سليم للطفل بدءا بالحض على الرضاع‬ ‫" سورة البقرة" مرورا بالعتدال في الطعام و أهمية النظافة‬ ‫ووصول الى رخص الفطار في رمضان و تحريم بعض الطعمة‬ ‫و المشروبات , كما حرص على ان يكون بنيان المؤمن قويا‬ ‫" قال تعالى " و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة, وقال تعالى‬ ‫حاكيا على لسان ابنة شعيب " ان خير من استأجرت القوي‬ ‫المين" وورد في الثار ان شابا مر بعمر بن الخطاب وقد احنى‬ ‫قامته وطأطأ رأسه علمة للخشوع و التبتل فحمل عليه عمر و‬ ‫ضربه و قال له : ارفع راسك و اصلح قامتك ل تمت علينا ديننا‬ ‫أماتك ا " .‬ ‫و خلصة القول ان السلم ارسى معالم و اصول التربية‬ ‫السلمية الصحيحة التي تحقق للنسان السعادة في الدارين ,‬ ‫لكنه بالمقابل لم يفرض اسلوبا تربويا محددا ل يمكن تجاوزه‬ ‫بل ترك للعلماء و المربين اختيار الساليب التربوية التي تلئم‬ ‫العصر و مستجداته , ول تتعارض مع منهجه .‬ ‫4- التربية الوالدية :‬ ‫التربية الوالدية مفهوم حديث في علوم التربية يقصد به التعامل‬ ‫المباشر للوالدين مع الطفل و بالضبط تلك الممارسات التي تحدد‬ ‫فعلهما التربوي ازاء هذا الخير , وهذه التربية تعتبر في الحقيقة‬ ‫اعترافا بعجز المدرسة لوحدها عن النهوض باعباء التربية و‬ ‫التعليم و التوجيه و التأطير وأنه حان الوقت لعادة العتبار‬ ‫لمؤسسة السرة خصوصا في العالم الغربي الذي يعاني من وطأة‬ ‫التفكك السري و و التمزق العاطفي و فقدان البوصلة الروحية‬ ‫التي تمنح لحركة النسان معنى و غاية ..‬ ‫7‬
  • 8. ‫و لكي تتحقق بشكل سليم في الوسط السري ينبغي ان تنبني‬ ‫على مباديء الثقة في الطفل و تأطيره وفق اساليب مرنة و دقيقة‬ ‫ومراقبته قصد حمايته من المعاشرة السيئة و مواءمة سلوكياته مع‬ ‫معايير الحياة الجتماعية و تمكينه من بناء هوية اصيلة , وجميع‬ ‫هذه المفاهيم متواجدة في التربية السلمية ..‬ ‫تخلص الدراسات و البحاث التي تناولت هذه التربية الى ان اول ما‬ ‫يحتاجه الطفل في اعوامه الولى هو المن لنه يشعر بالخوف و‬ ‫القلق لعجزه عن مواجهة العالم بمفرده , هذا المن ينبني على‬ ‫تحقيق 4 مكونات : 1- الشباع البيولوجي " غذاء- سكن- علج- وقاية"‬ ‫2- الحماية من الخطار و الضرار الخارجية و تمكينه من تواصل‬ ‫جيد مع محيطه الخارجي 3- تحقيق تماسك الطار النمائي للطفل‬ ‫وتوجيهه و امداده بمرجعية واضحة حتى يتمكن من التمييز بين‬ ‫الخطأو الصواب و اليجابي و السلبي 4- إشعار الطفل أنه مرغوب‬ ‫فيه من خلل إشباع رغباته العاطفية عوض الوقوف فقط عند‬ ‫الرعاية البيولوجية .‬ ‫اما الشرط الثاني الواجب توفيره هو التكيف الجتماعي , ويتم‬ ‫تحقيقه من خلل امداد الطفل بقواعد التواصل مع الخر و تعرف‬ ‫حدود حريته و التمييز بين حقوقه وواجباته و الممكنات و‬ ‫الممنوعات و اكتساب روح المنافسة و التضامن وطبيعة القيم‬ ‫الخاصة بفئته الجتماعية , وحتى تتحقق تربية والدية سليمة ل بد‬ ‫من مراعاة المحددات التالية : 1- المحدد النفسي : و يشمل خبرات‬ ‫الوالدين و تجاربهم , اليقاع العاطفي للعلقات بين الوالدين و‬ ‫الطفل , التساق السري, توقعات الوالدين حول مستقبل اولدهم‬ ‫2- المحدد الجتماعي : تتاثر الممارسة التربوية للوالدين بالمحيط‬ ‫الجتماعي " النتقال من اسرة ممتدة الى اسرة نووية انتقال‬ ‫شكليا لم يغير العقليات , جنس الطفل و اختلف التعامل من قبل‬ ‫الوالدين" 3- محددات اقتصادية : وجود ارتباط بين ارتفاع‬ ‫المستوى المادي للسرة و درجة المرونة و التسامح , اختلف‬ ‫اساليب التربية و الطبقات الجتماعية "4- محددات ثقافية :‬ ‫المستوى المعرفي للوالدين و كفاءتهما المعرفية لهما دور كبير‬ ‫في تحديد نوع الممارسة التربية الوالدية من حيث المرونة او‬ ‫التشدد .‬ ‫5- توصيـــــات‬ ‫هذه بعض التوصيات التي خلصت اليها عدد من البحوث في مجال‬ ‫ملءمة المستجدات التربوية مع الخصوصية الدينية و الهوياتية و‬ ‫الثقافية للمجتمعات السلمية :‬ ‫- توفير القدوة التي يتاثر بها الطفل وترسخ فيه العادات اسلمية‬ ‫خصوصا في البيت وفي رياض التعليم الولي .‬ ‫- توفير برامج توعية وتثقيف للوالدين بشأن الساليب التربوية‬ ‫السليمة الواجب اتباعها في تنشئة الطفا ل.‬ ‫8‬
  • 9. ‫- تشجيع اقتناء الكتب و البرامج و الشرطة التربوية السلمية‬ ‫الموجهة للطفال .‬ ‫*** على سبيل الختم :‬ ‫إن موضوع تفعيل الخطاب التربوي السلمي داخل السر و‬ ‫المؤسسات التعليمية موضوع يتطلب ارادة صادقة و أجرأة فاعلة‬ ‫ووعيا مجتمعيا بالحاجة الى منظومةتربوية متكاملة تتجاوز قصور‬ ‫النظريات المستوردة التي اسهمت بشكل كبير في تعميق الزمة‬ ‫التربوية في البلدان السلمية .‬ ‫9‬
  • 10. ‫- تشجيع اقتناء الكتب و البرامج و الشرطة التربوية السلمية‬ ‫الموجهة للطفال .‬ ‫*** على سبيل الختم :‬ ‫إن موضوع تفعيل الخطاب التربوي السلمي داخل السر و‬ ‫المؤسسات التعليمية موضوع يتطلب ارادة صادقة و أجرأة فاعلة‬ ‫ووعيا مجتمعيا بالحاجة الى منظومةتربوية متكاملة تتجاوز قصور‬ ‫النظريات المستوردة التي اسهمت بشكل كبير في تعميق الزمة‬ ‫التربوية في البلدان السلمية .‬ ‫9‬