The 2nd Kuwait CSR Conference & Exhibition 2017 مؤتمر ومعرض الكويت الثاني للمسؤولية الاجتماعية

1. ‫فبراير‬ ‫االجتماعية‬ ‫للمسؤولية‬ ‫الثاني‬ ‫الكويت‬ ‫مؤتمر‬2017
‫د‬.‫عروب‬‫يوسف‬ ‫السيد‬‫الرفاعي‬

2. ‫انه‬‫بالرغم‬‫من‬‫تنامي‬‫االهتمام‬‫العالمي‬‫والعربي‬‫بالمسئولية‬‫االجتماعية‬
،‫للشركات‬‫وبالرغم‬‫من‬‫الدور‬‫الهام‬‫االجتماعي‬‫الخيري‬‫الذي‬‫يمكن‬‫أن‬‫تلعبه‬
‫الشركات‬‫في‬‫مجتمعاتنا‬،‫العربية‬‫اال‬‫ان‬‫هناك‬‫مجموعة‬‫اشكاليات‬‫في‬
‫النظرية‬‫والتطبيق‬‫تحول‬‫دون‬‫أن‬‫تقوم‬‫الشركات‬‫بمسئوليتها‬‫االجتماعية‬
‫المتوقعة‬‫منها‬‫محليا‬.
‫هذه‬‫الدراسة‬‫النظرية‬‫اهتمت‬‫بمناقشة‬‫ثالث‬‫قضايا‬‫متصلة‬‫بالمسئولية‬
‫االجتماعية‬‫للشركات‬:‫األولى‬‫في‬‫المفاهيم‬‫والثانية‬‫في‬‫االدارة‬‫والثالثة‬‫في‬
‫الشراكات‬‫المتاحة‬.

3. ‫اثارة‬‫ااالشكالية‬
‫االشكالية‬ ‫تلك‬ ‫أوجد‬ ‫الذي‬ ‫السياق‬ ‫مناقشة‬
‫الواقع‬ ‫على‬ ‫االشكالية‬ ‫تأثير‬ ‫مناقشة‬

4. ‫يسود‬‫خلط‬‫لدى‬‫الكثيرون‬‫في‬‫القطاع‬‫الخاص‬‫بين‬‫مفهومي‬‫المسئولية‬
‫االجتماعية‬‫والمسئولية‬‫الخيرية‬‫للشركات‬‫ظنا‬‫منهم‬‫ان‬‫المصطلحين‬
،‫متناظرين‬‫دون‬‫تمييز‬‫بين‬‫االقسام‬‫االربع‬‫المكونة‬‫للمسئولية‬‫االجتماعية‬

5. ‫المسؤولية‬
‫الخيرية‬
‫االخالقية‬ ‫المسؤولية‬
‫القانونية‬ ‫المسؤولية‬
‫االقتصادية‬ ‫المسؤولية‬

6. ‫من‬‫التفسيرات‬‫الرئيسية‬‫أن‬‫االحتياجات‬‫االقتصادية‬،‫واالجتماعية‬‫كالفقر‬
‫والمرض‬،‫والحروب‬‫ملحة‬‫وعميقة‬‫في‬‫الدول‬،‫النامية‬‫مما‬‫يجعل‬‫العمل‬
‫الخيري‬‫هو‬‫المتوقع‬‫من‬‫الشركات‬‫وهو‬‫محل‬‫التقدير‬‫من‬‫المجتمع‬‫مقارنة‬
‫بالمسئوليات‬‫االخرى‬،‫ويعطى‬‫شرعية‬‫وقبوال‬‫لهذا‬‫الخلط‬‫في‬‫المفاهيم‬

7. ‫ا‬‫لمسؤولية‬
‫األخالقية‬
‫القانونية‬ ‫المسؤولية‬
‫ا‬‫الخيرية‬ ‫لمسؤولية‬
‫االقتصادية‬ ‫المسؤولية‬

8. ‫االديان‬‫المتغلغلة‬‫في‬‫ثقافة‬‫الدول‬،‫النامية‬‫سواء‬‫االسالم‬‫او‬‫المسيحية‬‫او‬
‫البوذية‬‫او‬،‫غيرها‬‫جعلت‬‫من‬‫مساهمات‬‫الشركات‬‫في‬‫مجتمعاتها‬‫عمال‬
‫مطلوبا‬‫ان‬‫لم‬‫يكن‬‫واجبا‬‫كما‬‫في‬‫حالة‬‫الزكاة‬‫في‬‫االسالم‬
‫الباحثة‬Jamali (2006)‫تشير‬‫الى‬‫انه‬‫مما‬‫ساعد‬‫على‬‫هذا‬‫الخلط‬
‫في‬‫المفاهيم‬‫وجود‬‫كلمة‬"‫االجتماعية‬"‫في‬‫الوصف‬‫العام‬‫للمسئوليات‬
‫االربع‬،‫للشركات‬‫واقترحت‬‫ان‬‫يتم‬‫وصف‬‫المسئوليات‬‫االربع‬‫بقولنا‬
"‫مسئوليات‬‫الشركات‬"‫ويبقى‬‫وصف‬"‫المسئولية‬‫االجتماعية‬‫للشركة‬"
‫كمرادف‬‫لمصطلح‬"‫المسئولية‬‫الخيرية‬‫للشركة‬“

9. ‫ترتب‬‫على‬‫خلط‬‫مفهومي‬‫المسئولية‬‫الخيرية‬‫للشركات‬‫والمسئولية‬
‫االجتماعية‬‫ان‬‫هذا‬‫الخلط‬‫ضيق‬‫مفهوم‬‫المسئولية‬‫االجتماعية‬‫ليقصره‬
‫على‬‫جزء‬‫منها‬‫وهو‬،‫الخيرية‬‫وترتب‬‫عليه‬‫ان‬‫غفلت‬‫الشركات‬‫عن‬
‫الكثير‬‫من‬‫تفاصيل‬‫مسئولياتها‬.‫ويشير‬Welford‫ان‬‫هناك‬‫عشرين‬
‫ملمح‬‫للمسئولية‬‫االجتماعية‬‫من‬‫المتوقع‬‫ان‬‫يشملها‬‫التقرير‬‫االداري‬
،‫للشركة‬‫منها‬‫ما‬‫تقوم‬‫به‬‫الشركة‬‫لحماية‬‫مجتمعها‬‫من‬‫أي‬‫مستتبعات‬
‫لنشاطها‬‫الذي‬،‫تزاوله‬‫وحماية‬‫حقوق‬‫االنسان‬‫في‬‫العمليات‬‫التي‬‫تمارسها‬
،‫الشركة‬‫وتطوير‬‫الميثاق‬‫االخالقي‬،‫للشركة‬‫والمساهمة‬‫في‬‫التنمية‬
‫المستدامة‬.‫اما‬‫منظمة‬“Business for Social
Responsibility”‫فقد‬‫أوردت‬‫خمسين‬‫ملمحا‬‫للمسئولية‬
‫االجتماعية‬‫للشركات‬‫تغطي‬‫قضايا‬‫متنوعة‬‫كالبيئة‬‫وحقوق‬‫االنسان‬
‫واالستثمار‬‫في‬‫المجتمع‬‫والميثاق‬‫االخالقي‬‫والحوكمة‬‫وغيرها‬.

10. ‫مازالت‬‫االسئلة‬‫االدارية‬‫التي‬‫تشكل‬‫الصورة‬‫النهائية‬‫للمسئولية‬
‫االجتماعية‬‫للشركات‬‫غير‬‫واضحة‬‫االجابة‬‫او‬‫ان‬‫اجابتها‬‫ليست‬‫االجابة‬
‫االفضل‬.‫واالسئلة‬‫هي‬:‫من‬‫هو‬‫المسؤول‬‫عن‬‫المسئولية‬‫االجتماعية‬‫في‬
‫الشركات؟‬‫هل‬‫هناك‬‫محددات‬‫او‬‫ضوابط‬‫مكتوبة‬‫لعمل‬‫الشركات‬
‫االجتماعي؟‬‫كيف‬‫يتم‬‫تحديد‬‫القضايا‬‫االجتماعية‬‫التي‬‫تراها‬‫الشركات‬
‫اجدر‬‫باالهتمام؟‬‫وكيف‬‫يتم‬‫الحكم‬‫على‬‫مشروع‬‫اجتماعي‬‫ما‬‫نفذته‬
‫الشركة‬‫بأنه‬‫ذو‬‫قيمة‬‫اجتماعية‬‫مضافة‬‫وبالتالي‬‫قد‬‫حقق‬‫هدفه؟‬

11. ‫بالمسئولية‬ ‫المرتبطة‬ ‫االدارية‬ ‫المهام‬
‫االجتماعية‬
‫التنفيذ‬ ‫كيفية‬
‫المسئولية‬ ‫عن‬ ‫المسئول‬ ‫هو‬ ‫من‬
‫الشركات؟‬ ‫في‬ ‫االجتماعية‬
‫العامة‬ ‫العالقات‬ ‫ادارة‬
‫مكتوبة‬ ‫ضوابط‬ ‫او‬ ‫محددات‬ ‫هناك‬ ‫هل‬
‫للشركات؟‬ ‫االجتماعية‬ ‫للمسئولية‬
‫ومرنة‬ ‫شفهية‬ ‫غالبا‬
‫االجتماعية‬ ‫القضايا‬ ‫تحديد‬ ‫يتم‬ ‫كيف‬
‫باالهتمام؟‬ ‫اجدر‬ ‫الشركات‬ ‫تراها‬ ‫التي‬
‫االدارة‬ ‫مجلس‬ ‫اعضاء‬ ‫من‬ ‫اقتراحات‬
‫العمالء‬ ‫او‬ ‫الموظفين‬ ‫او‬
‫اجتماعي‬ ‫قرارا‬ ‫على‬ ‫الحكم‬ ‫يتم‬ ‫كيف‬
‫مضافة‬ ‫اجتماعية‬ ‫قيمة‬ ‫ذو‬ ‫بأنه‬ ‫ما‬
‫هدفه؟‬ ‫حقق‬ ‫قد‬ ‫وبالتالي‬
‫الحضور‬ ‫كعدد‬ ‫مباشرة‬ ‫بسيطة‬ ‫معايير‬
‫الصحفية‬ ‫والتغطية‬
‫النامية‬ ‫الدول‬ ‫شركات‬ ‫في‬ ‫تنفيذها‬ ‫وكيفية‬ ‫االجتماعية‬ ‫بالمسئولية‬ ‫المرتبطة‬ ‫االدارية‬ ‫المهام‬ ‫يبين‬

12. ‫ما‬‫سبق‬‫من‬‫ايكال‬‫المسئولية‬‫االجتماعية‬‫الدارة‬‫العالقات‬‫العامة‬‫يشير‬‫الى‬
‫خلل‬‫يكمن‬‫في‬‫اغفال‬‫الفرق‬‫الكبير‬‫بين‬‫أعمال‬‫المسئولية‬‫الخيرية‬‫وأعمال‬
‫العالقات‬،‫العامة‬‫من‬‫حيث‬‫الدوافع‬‫والشريحة‬‫المستهدفة‬‫وطبيعة‬
‫األنشطة‬.
‫فدوافع‬‫العالقات‬‫العامة‬‫دوافع‬‫نفعية‬‫هي‬‫تسويق‬،‫الشركة‬‫وتستهدف‬
‫عمالء‬‫الشركة‬‫الحقيقيين‬‫أو‬‫المستهدفين‬.‫أما‬‫دوافع‬‫المسئولية‬‫الخيرية‬
‫فهي‬‫دوافع‬‫خيرية‬،‫أخالقية‬‫وتستهدف‬‫عموم‬،‫المجتمع‬‫أو‬‫على‬‫األقل‬‫هي‬
‫ال‬‫تستهدف‬‫عمالء‬‫الشركة‬‫باألخص‬.
‫أما‬‫طبيعة‬‫األنشطة‬‫االجتماعية‬‫فالعالقات‬‫العامة‬‫كثيرا‬‫ما‬‫تركز‬‫على‬
‫نقاط‬‫التماس‬‫بين‬‫الشركة‬،‫ومجتمعها‬‫بينما‬‫المسئولية‬‫االجتماعية‬‫تركز‬
‫على‬‫نقاط‬‫التفاعل‬‫واالستفادة‬‫المشتركة‬‫بين‬‫الشركة‬‫ومجتمعها‬.

13. ‫العامة‬ ‫العالقات‬ ‫ادارة‬ ‫بين‬ ‫الخلط‬ ‫هذا‬ ‫خسائر‬ ‫ان‬‫وادارة‬‫الخيرية‬ ‫المسئولية‬
‫قضايا‬ ‫خدمة‬ ‫في‬ ‫التطوعية‬ ‫وهو‬ ‫سماته‬ ‫اجمل‬ ‫االجتماعي‬ ‫العمل‬ ‫افقاد‬ ‫هي‬
‫ومردود‬ ‫الشركة‬ ‫بربحية‬ ‫ربطه‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫وبدال‬ ،‫المجتمع‬ ‫في‬ ‫حبا‬ ‫المجتمع‬
‫ثقة‬ ‫اضعاف‬ ‫الى‬ ‫نصل‬ ‫قد‬ ‫النهاية‬ ‫وفي‬ ،‫عليها‬ ‫ماديا‬ ‫االجتماعي‬ ‫العمل‬
‫على‬ ‫اعتباره‬ ‫ليتم‬ ‫للشركة‬ ‫االجتماعي‬ ‫بالعمل‬ ‫وعمالئها‬ ‫الشركة‬ ‫موظفي‬
‫اجتماعي‬ ‫وليس‬ ‫تسويقي‬ ‫اقتصادي‬ ‫عمل‬ ‫انه‬.

14. ‫هناك‬‫حاجة‬‫الى‬‫مزيد‬‫من‬‫االهتمام‬‫بادارة‬‫المسئولية‬،‫االجتماعية‬‫من‬‫أجل‬
‫زيادة‬‫فاعلية‬‫تلك‬‫االنشطة‬،‫االجتماعية‬‫وحسن‬‫استغالل‬‫المال‬‫والوقت‬
‫والجهد‬‫الذي‬‫يبذل‬‫فيها‬.‫فحجم‬‫المال‬‫الذي‬‫تنفقه‬‫الشركات‬‫في‬‫العمل‬
‫االجتماعي‬‫ال‬‫يتناسب‬‫مع‬‫التأثير‬‫الذي‬‫يصنعه‬‫ذلك‬‫العمل‬‫في‬‫المجتمع‬.
‫ان‬‫هناك‬‫حاجة‬‫كبيرة‬‫للتدريب‬‫والتطوير‬‫الداخلي‬‫لتكون‬‫انشطة‬‫القطاع‬
‫الخاص‬‫االجتماعية‬‫اكثر‬‫تأثيرا‬‫واقدر‬‫على‬‫تحقيق‬‫اهدافها‬‫المنشودة‬.

15. ‫ان‬‫تنفيذ‬‫الشركات‬‫لبرنامجها‬‫االجتماعي‬‫يجعلها‬‫امام‬‫اشكالية‬‫تصميم‬
‫وتنفيذ‬‫تلك‬‫البرامج‬،‫االجتماعية‬‫وذلك‬‫الن‬‫دائرة‬‫خبرتها‬‫كشركات‬‫هي‬
‫دائرة‬‫اقتصادية‬‫فنية‬.
‫لقد‬‫وجدت‬‫الدراسات‬‫انه‬‫بالرغم‬‫من‬‫أهمية‬‫دور‬‫الشركات‬‫االجتماعي‬‫فان‬
‫ان‬‫غياب‬‫الشريك‬‫االجتماعي‬‫يثقل‬‫تلك‬‫الشركات‬‫في‬‫تفاصيل‬‫اجتماعية‬
‫بعيدة‬‫عن‬،‫خبرتها‬‫ويجعلها‬‫مساهماتها‬‫االجتماعية‬‫ذات‬‫تأثير‬‫أقل‬‫مما‬
‫يمكن‬‫أن‬‫تكون‬،‫عليه‬‫بينما‬‫تجد‬‫الدراسات‬‫ان‬‫دخول‬‫الشركات‬‫في‬
‫شراكات‬‫اجتماعية‬‫يحقق‬‫لها‬‫فوائد‬‫على‬‫مستوى‬‫الشركة‬‫كتحسين‬
،‫سمعتها‬‫وزيادة‬‫ثقة‬،‫المساهمين‬‫وعلى‬‫مستوى‬‫نفع‬‫المجتمع‬‫كالتأثير‬
‫على‬‫السياسات‬‫العامة‬‫وتحقيق‬‫تغيير‬‫اجتماعي‬‫بناء‬

16. ‫أنواع‬
‫الشراكات‬
‫بين‬ ‫المجتمعية‬
‫القطاعات‬
‫الثالث‬
‫بين‬ ‫الشراكة‬
‫الخاص‬ ‫القطاع‬
‫واالهلي‬
‫بين‬ ‫الشراكة‬
‫الخاص‬ ‫القطاع‬
‫والعام‬
‫بين‬ ‫الشراكة‬
‫العام‬ ‫القطاع‬
‫واالهلي‬
‫بين‬ ‫الشراكة‬
‫القطاعات‬
‫العام‬ ‫الثالث‬
‫والخاص‬
‫واالهلي‬

17. ‫يجد‬‫القطاع‬‫الخاص‬‫في‬‫الدول‬‫النامية‬‫صعوبة‬‫في‬‫ان‬‫يدخل‬‫في‬‫شراكات‬
‫اجتماعية‬‫جيدة‬‫مع‬‫القطاع‬‫األهلي‬.‫السبب‬‫أن‬‫منظمات‬‫القطاع‬‫األهلي‬‫تعاني‬
‫من‬‫ضعف‬‫في‬‫قدراتها‬‫المالية‬‫واالدارية‬‫ناتج‬‫عن‬‫ضعف‬‫البنية‬‫السياسية‬
‫واالجتماعية‬‫للدول‬‫التي‬‫تعمل‬‫بها‬،‫مما‬‫يجعلها‬‫تلك‬‫المنظمات‬‫غير‬‫قادرة‬‫على‬
‫اداء‬‫دورها‬‫الرقابي‬‫والتدريبي‬‫واالجتماعي‬،‫المطلوب‬‫وهذا‬‫يبدو‬‫جليا‬‫في‬‫أكثر‬
‫من‬‫دولة‬‫نامية‬.‫ان‬‫منظمات‬‫القطاع‬‫األهلي‬‫في‬‫عالمنا‬‫النامي‬"‫تكاد‬‫تكون‬‫اقرب‬
‫ألندية‬‫اجتماعية‬‫منها‬‫لمنظمات‬‫قادرة‬‫على‬‫تحقيق‬‫برامج‬‫التنمية‬",‫بل‬‫ان‬‫هذا‬
‫القطاع‬‫األهلي‬‫بالكاد‬‫قادر‬‫على‬‫معالجة‬‫القضايا‬‫التقليدية‬‫للمجتمع‬‫كاطعام‬
‫الفقراء‬‫واسعاف‬‫المرضى‬.

18. ‫أما‬‫القطاع‬‫الحكومي‬‫فمازال‬‫غير‬‫قادر‬‫على‬‫استيعاب‬‫فكرة‬‫الشراكة‬
‫المجتمعية‬‫بمعنى‬‫دخول‬‫القطاع‬‫الخاص‬‫واالهلي‬‫كشركاء‬‫حقيقيين‬‫في‬
‫ادارة‬‫شؤون‬،‫المجتمع‬‫ألسباب‬‫عدة‬‫منها‬‫االعتقاد‬‫ان‬‫الحياة‬‫االجتماعية‬
‫هي‬‫مسئولية‬‫الحكومة‬،‫فقط‬‫ومنها‬‫أن‬‫خوف‬‫الحكومات‬‫من‬‫أن‬‫وجود‬
‫الشركاء‬‫يكشف‬‫فسادها‬‫وضعفها‬.‫كما‬‫ان‬‫حكومات‬‫الدول‬‫النامية‬‫لم‬
‫تنجح‬‫في‬‫خلق‬‫بيئة‬‫اقتصادية‬‫واجتماعية‬‫ذات‬‫نظام‬‫قانوني‬‫قوي‬
‫وضروري‬‫ومطلوب‬‫لقيام‬‫شراكات‬‫بين‬‫قطاعات‬،‫المجتمع‬‫بل‬‫على‬
‫العكس‬‫فان‬‫ضعف‬‫البنية‬‫االقتصادية‬‫واالجتماعية‬‫والقانونية‬‫شجع‬‫قيام‬
‫ممارسات‬‫غير‬‫اخالقية‬‫مجتمعية‬‫شاركت‬‫بها‬‫حتى‬‫بعض‬‫الشركات‬
‫العالمية‬‫التي‬‫اتهمت‬‫بفضائح‬‫عالمية‬

19. ‫والنتيجة‬‫أن‬‫ضعف‬‫سياسات‬‫الدولة‬‫وهيمنة‬‫البيروقراطية‬‫وضعف‬
‫الرقابة‬‫وتعقد‬‫النظام‬‫الضريبي‬‫وضعف‬‫البنية‬‫التحتية‬‫اضعف‬‫الثقة‬‫بين‬
‫القطاع‬‫الخاص‬‫والحكومي‬‫واضعف‬‫الشراكات‬‫المجتمعية‬‫المحتملة‬.
‫اال‬‫انه‬‫من‬‫الضروري‬‫االشارة‬‫أن‬‫هناك‬‫ادراك‬‫بدأ‬‫ينمو‬‫لدى‬‫الحكومات‬
‫بأهمية‬‫الشراكة‬‫المجتمعية‬‫مع‬‫القطاع‬‫الخاص‬‫ألسباب‬‫هي‬‫في‬‫الغالب‬
‫سياسية‬‫كالربيع‬،‫العربي‬‫واقتصادية‬‫كزيادة‬‫تكلفة‬‫توفير‬‫الحاجات‬
،‫االجتماعية‬‫المشكلة‬‫تبقى‬‫أن‬‫الحكومات‬‫تريد‬‫للقطاع‬‫الخاص‬‫أن‬
‫يشاركها‬‫بضوابطها‬،‫هي‬‫ال‬‫بضوابط‬‫مشتركة‬‫يتراضى‬‫عليها‬‫الطرفان‬.

20. ‫ونخلص‬‫مما‬‫سبق‬‫ان‬‫احدى‬‫االشكاليات‬‫التي‬‫تواجه‬‫القطاع‬‫الخاص‬‫هي‬
‫كيفية‬‫العمل‬‫على‬‫المشاريع‬‫االجتماعية‬‫في‬‫ظل‬‫ضعف‬‫الشريكين‬
‫المحتملين‬:‫القطاع‬‫الحكومي‬‫و‬‫القطاع‬‫األهلي‬.‫ويأتي‬‫السؤال‬:‫هل‬‫القطاع‬
‫الخاص‬‫بصدد‬‫أن‬‫ينشئ‬‫يخلق‬‫لنفسه‬‫أداة‬‫اجتماعية‬‫خاصة‬‫به‬،‫كشركة‬
‫اجتماعية‬‫رديفة‬،‫مثال‬‫يخصصها‬‫الدارة‬‫عمله‬‫االجتماعي؟‬‫أم‬‫ان‬‫القطاع‬
‫الخاص‬‫يفضل‬‫أن‬‫يدخل‬‫بشراكات‬‫مع‬‫القطاعات‬‫االخرى‬‫ضمن‬‫شروطه‬
‫هو‬‫كقطاع‬،‫خاص‬‫فيجبر‬‫باقي‬‫الشركاء‬‫على‬‫التغيير‬‫لألفضل؟‬‫بغض‬
‫النظر‬‫عن‬‫االجابة‬‫فان‬‫هذه‬‫االشكالية‬‫الهامة‬‫يصعب‬‫على‬‫القطاع‬‫الخاص‬
‫أن‬‫يعالجها‬‫بمفرده‬‫دون‬‫تظافر‬‫الجهود‬‫بين‬‫جميع‬‫قطاعات‬‫المجتمع‬
‫وتعاونها‬‫في‬‫عمل‬‫برامج‬‫تنمية‬‫مستدامة‬

21. ‫ان‬‫المسئولية‬‫االجتماعية‬‫للشركات‬‫هي‬‫مسئولية‬‫ضرورية‬‫لتحقيق‬‫تنمية‬‫اجتماعية‬
‫حقيقية‬،‫فالشركات‬‫هي‬‫شريك‬‫هام‬‫لديه‬‫المال‬‫ولديه‬‫المرونة‬‫والديناميكية‬‫التي‬‫تحتاجها‬
‫التنمية‬‫المستدامة‬‫المنشودة‬.‫وقد‬‫ناقشت‬‫هذه‬‫الورقة‬‫مجموعة‬‫من‬‫االشكاليات‬
‫االساسية‬‫المتعلقة‬‫بالمسئولية‬‫االجتماعية‬‫للشركات‬‫في‬‫دولنا‬‫النامية‬
‫أولى‬‫االشكاليات‬‫ماهو‬‫مرتبط‬‫بالمفهوم‬:‫اذ‬‫يتم‬‫قصر‬‫مفهوم‬‫المسئولية‬‫االجتماعية‬
‫غالبا‬‫على‬‫المسئولية‬‫الخيرية‬‫فقط‬‫من‬،‫جهة‬‫ويتم‬‫انتزاع‬‫مفهوم‬‫المسئولية‬‫االجتماعية‬
‫من‬‫سياقة‬‫الغربي‬‫ليوضع‬‫في‬‫سياق‬‫الدول‬‫النامية‬‫دون‬‫النظر‬‫لواقعها‬‫المختلف‬‫في‬
‫معالمه‬‫وتفاصيله‬.
‫وثانيا‬‫اشكالية‬‫مرتبطة‬‫بالمسارات‬‫االدارية‬‫واتخاذ‬‫القرارات‬‫ذات‬‫العالقة‬‫بالمسئولية‬
،‫االجتماعية‬‫وهي‬‫مسارات‬‫مازالت‬‫بعيدة‬‫عن‬‫الوضع‬‫األمثل‬‫مما‬‫يترتب‬‫على‬‫ذلك‬
‫ضياع‬‫المال‬‫والجهد‬‫وغياب‬‫االولويات‬.
‫وأخيرا‬‫اشكالية‬‫تتعلق‬‫بالشراكات‬‫االجتماعية‬‫المتاحة‬‫بين‬‫القطاعات‬،‫الثالث‬‫وكيف‬
‫ترتب‬‫على‬‫ضعف‬‫الشراكات‬‫خسارة‬‫لالطراف‬‫الثالث‬‫وخسارة‬‫للمجتمع‬.

22. ‫وأوضحت‬‫الدراسة‬‫ان‬‫بعض‬‫االشكاليات‬‫كتلك‬‫المرتبطة‬‫بالمفاهيم‬
‫وكذلك‬‫بادارة‬‫العمل‬‫االجتماعي‬‫من‬‫الممكن‬‫للقطاع‬‫الخاص‬‫ان‬‫يعالجها‬
‫بنفسه‬‫عبر‬‫التدريب‬‫والتطوير‬‫وورش‬‫العمل‬‫ومتابعة‬‫آخر‬‫مستجدات‬
‫المسئولية‬‫االجتماعي‬.‫أما‬‫االشكاليات‬‫األخرى‬‫المرتبطة‬‫بالشراكات‬
‫المجتمعية‬‫فال‬‫يمكن‬‫تجاوزها‬‫اال‬‫عبر‬‫حركة‬‫مجتمعية‬‫حقيقية‬‫للقطاعين‬
‫الحكومي‬‫واألهلي‬.‫تأمل‬‫هذه‬‫الدراسة‬‫أن‬‫تكون‬‫قد‬‫أثارت‬‫تساؤالت‬
‫وفتحت‬‫آفاق‬‫في‬‫قضية‬‫مهمة‬‫كالمسئولية‬‫االجتماعية‬‫للشركات‬.