بوابات إفراغ التعليم مما تبقى من كفاءاته

1. ‫المنحى‬‫المغربية‬ ‫المدرسة‬ ‫في‬ " ‫الهروبي‬ "
‫خيبش‬ ‫بن‬ ‫حميد‬
‫؟‬ ‫المعلمون‬ ‫يهرب‬ ‫لماذا‬
‫و‬ ‫المنظومة‬ ‫داخل‬ ‫بدائل‬ ‫عن‬ ‫البحث‬ ‫رحلة‬ ‫في‬ ‫المدرس‬ ‫ليشرع‬ ‫قالئل‬ ‫سنوات‬ ‫بعد‬ ‫جاذبيتها‬ ‫المهنة‬ ‫تفقد‬ ‫وكيف‬‫؟‬ ‫خارجها‬
‫و‬ ‫بنقل‬ ‫حقا‬ ‫األمر‬ ‫يتعلق‬ ‫هل‬‫المهنية‬ ‫الخبرة‬ ‫توظيف‬‫الحال‬ ‫هو‬ ‫,كما‬ ‫أرحب‬ ‫فضاءات‬ ‫في‬‫في‬,‫الوظائف‬ ‫شتى‬‫أن‬ ‫أم‬‫هناك‬
" ‫الهروب‬ " ‫هذا‬ ‫تمنح‬ ‫خاصة‬ ‫أسبابا‬‫؟‬ ‫وضرورته‬ ‫وجاهته‬
‫تف‬ ‫كما‬ , ‫المغربية‬ ‫المدرسة‬ ‫داخل‬ ‫التصاعد‬ ‫في‬ ‫آخذ‬ ‫هروبي‬ ‫منحى‬ ‫أمام‬ ‫إلحاحا‬ ‫تزداد‬ ‫لكنها‬ ,‫ومرهقة‬ ‫شاقة‬ ‫أسئلة‬ ‫إنها‬‫رض‬
‫واالح‬ ,‫الفصل‬ ‫داخل‬ ‫التعليمي‬ ‫األداء‬ ‫جودة‬ ‫على‬ ‫آثارها‬ ‫من‬ ‫التخفيف‬ ‫و‬ ‫الظاهرة‬ ‫معالجة‬‫داخل‬ ‫الجيدة‬ ‫بالعملة‬ ‫تفاظ‬"‫"السوق‬
‫غريشام‬ ‫لقانون‬ ‫تفاديا‬!
‫ال‬‫عوامل‬ ‫هناك‬ ‫أن‬ ‫شك‬,‫وتغذيه‬ ‫الهروب‬ ‫هذا‬ ‫خلف‬ ‫تقف‬ ‫عدة‬‫البيضاء‬ ‫وزرته‬ ‫عن‬ ‫التخلي‬ ‫دواعي‬ ‫المدرس‬ ‫وتمنح‬.‫وبال‬‫نظر‬
‫عنصرا‬ ‫كونه‬ ‫إلى‬‫الت‬ ‫المنظومة‬ ‫كفاءة‬ ‫من‬ ‫الرفع‬ ‫في‬ ‫حاسما‬‫و‬ ‫ربوية‬‫تأهيلها‬ ‫إعادة‬‫الض‬ ‫حول‬ ‫جاد‬ ‫نقاش‬ ‫إثارة‬ ‫فإن‬ ,‫غوط‬
‫النفسية‬‫و‬‫أدائه‬ ‫من‬ ‫تحد‬ ‫أحيانا,التي‬ ‫االجتماعية,واإلدارية‬‫االنفعالي‬ ‫واتزانه‬,‫لذاته‬ ‫وتقديره‬‫ضرور‬ ‫أمرا‬ ‫بات‬‫لالرتقاء‬ ‫يا‬
.‫التعليم‬ ‫بجودة‬‫يهتم‬ ‫كمي‬ ‫منظور‬ ‫وفق‬ ‫فقط‬ ‫تحديدها‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫المسألة‬ ‫إن‬,‫والطلب‬ ‫بالعرض‬‫الف‬ ‫معدالت‬ ‫ورصد‬‫للتعويض‬ ‫قد‬
‫بخريجين‬‫ع‬ ‫نجد‬ ‫أن‬ ‫يمكننا‬ " :‫بقوله‬ ‫المربين‬ ‫أحد‬ ‫عنها‬ ‫عبر‬ ‫التي‬ ‫والجودة‬ ‫النوعية‬ ‫بمسألة‬ ‫مرتبطة‬ ‫هي‬ ‫جدد,بل‬‫من‬ ‫كافيا‬ ‫ددا‬
‫نج‬ ‫أن‬ ‫في‬ ‫هي‬ ‫مشكلتنا‬ ‫الدراسية.ولكن‬ ‫الحجرات‬ ‫في‬ ‫النظام‬ ‫حفظ‬ ‫على‬ ‫والقادرين‬ ,‫للعمل‬ ‫المتحمسين‬ ‫األفراد‬‫األعداد‬ ‫د‬
‫جانب‬ ‫إلى‬ ‫تقوم‬ ‫أن‬ ‫يمكنها‬ ‫التي‬ ‫األفراد‬ ‫من‬ ‫الكافية‬‫بالتدريس‬ ‫ذلك‬!‫الدور‬ ‫على‬ ‫هنا‬ ‫واإلحالة‬ "‫و‬ ‫المعقد‬‫الحيوي‬‫يتوجب‬ ‫الذي‬
‫المدرس‬ ‫على‬‫الخبرة‬ ‫ذوي‬ ‫من‬ ‫ين‬‫واإلنسانية‬ ‫العلمية‬ ‫المعرفة‬ ‫حجم‬ ‫في‬ ‫الهائل‬ ‫التوسع‬ ‫لمواجهة‬ ‫به‬ ‫النهوض‬‫دور‬ .‫ال‬‫عند‬ ‫يقف‬
‫للمعرفة‬ ‫الميكانيكي‬ ‫النقل‬ ‫حدود‬,‫السابق‬ ‫في‬ ‫كما‬,‫أيضا‬ ‫يهم‬ ‫بل‬,‫للمتعلم‬ ‫السوية‬ ‫الشخصية‬ ‫بناء‬‫ق‬ ‫وتنمية‬‫العقلية‬ ‫دراته‬
‫و‬,‫االجتماعية‬‫اإل‬ ‫والتفاعل‬ ‫والتوجيه‬ ‫باإلرشاد‬ ‫المرتبطة‬ ‫المهارات‬ ‫عن‬ ‫ناهيك‬‫وخص‬ ‫المجتمع‬ ‫فلسفة‬ ‫مع‬ ‫يجابي‬‫وصياته,ومع‬
‫للمنظومة‬ ‫اآلنية‬ ‫المتطلبات‬.‫التربوية‬
‫باإلكراهات‬ " ‫"الهروب‬ ‫أسباب‬ ‫بعض‬ ‫ترتبط‬‫و‬‫الت‬ ‫المزمنة‬ ‫االختالالت‬‫ي‬‫المدرسين‬ ‫أداء‬ ‫ترهن‬ ‫زالت‬ ‫ال‬‫,كظروف‬‫العمل‬
,‫التأطير‬ ‫و‬ ‫التكوين‬ ‫القروي,ونقص‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫خاصة‬ ‫الصعبة‬‫و‬ ‫التقويم‬ ‫آليات‬ ‫وضعف‬‫المساءلة‬,‫إلى‬ ‫إضافة‬‫الذي‬ ‫الحيف‬
.)1(
‫اإلخفاقات‬ ‫عن‬ ‫الحقيقيين‬ ‫المسؤولين‬ ‫عن‬ ‫بتغاضيه‬ ‫المدرس‬ ‫إزاء‬ ‫النتائج‬ ‫على‬ ‫المبني‬ ‫التدبير‬ ‫يكرسه‬
‫تعود‬ ‫حين‬ ‫في‬‫إلى‬ ‫أخرى‬ ‫أسباب‬‫,أو‬ ‫المجتمع‬ ‫مكونات‬ ‫مع‬ ‫العالقة‬ ‫عن‬ ‫الرضا‬ ‫سواء‬ ,‫الوظيفي‬ ‫الرضا‬ ‫تراجع‬‫الر‬‫عن‬ ‫ضا‬
‫ح‬ ‫اليوم‬ ‫يبدون‬ ‫المدرسين‬ ‫ذاتها.فغالبية‬ ‫المهنة‬ ‫عن‬ ‫حتى‬ ‫أو‬ ‫الوصية‬ ‫الوزارة‬ ‫تنتهجها‬ ‫التي‬ ‫والخطط‬ ‫المشاريع‬‫و‬ ‫يرتهم‬
‫الرسمية‬ ‫التوجيهات‬ ‫بين‬ ‫المستمرة‬ ‫المفارقة‬ ‫أمام‬ ‫تذمرهم‬‫إل‬ ‫الداعية‬‫العم‬ ‫تدبير‬ ‫في‬ ‫حديثة‬ ‫تصورات‬ ‫اعتماد‬ ‫ى‬‫التعليمية‬ ‫لية‬
(‫بالنقائص‬ ‫مثقل‬ ‫تعليمي‬ ‫فضاء‬ ‫وبين‬ ,‫الفصل‬ ‫داخل‬, ‫اكتظاظ‬‫التقنيات‬ ‫غياب‬ ,‫التحتية‬ ‫البنية‬ ‫ضعف‬)‫...إلخ‬ ‫الحديثة‬.‫أما‬
‫تشهد‬ .‫جيد‬ ‫تعليمي‬ ‫مناخ‬ ‫وتوفير‬ ‫التمدرس‬ ‫دعم‬ ‫في‬ ‫وفاعليتها‬ ‫جدواها‬ ‫ننكر‬ ‫فال‬ ‫المجتمع‬ ‫مكونات‬ ‫مع‬ ‫العالقة‬‫بذلك‬‫شراكات‬
‫في‬ ‫المدرسة‬ ‫جانب‬ ‫إلى‬ ‫تصطف‬ ‫رائدة‬ ‫ومبادرات‬ ,‫نموذجية‬,‫التعلمات‬ ‫جودة‬ ‫من‬ ‫للرفع‬ ‫سعيها‬‫آثا‬ ‫من‬‫والتخفيف‬‫الهدر‬ ‫ر‬
‫المدرسي‬‫ت‬ ‫التي‬ ‫الوصاية‬ ‫أو‬ ‫الرقابة‬ ‫و‬ ‫الشراكة‬ ‫بين‬ ‫االلتباس‬ ‫ينشأ‬ ‫حين‬ ‫العالقة‬ ‫هذه‬ ‫يسود‬ ‫التوتر‬ ‫أن‬ ‫غير‬ .‫أس‬ ‫غذي‬‫باب‬
,‫المدرس‬ ‫ضد‬ ‫التحريض‬‫بر‬ ‫بدءا‬‫في‬ ‫احتضانه‬ ‫فض‬, ‫المجتمعي‬ ‫النسيج‬‫القر‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫تحديدا‬,‫وي‬‫إل‬ ‫وصوال‬‫اإليذاء‬ ‫ى‬
‫األخيرة‬ ‫اآلونة‬ ‫في‬ ‫وتيرته‬ ‫ارتفعت‬ ‫الذي‬ ‫والمعنوي‬ ‫الجسدي‬.
‫وت‬‫المستمر,وسياسة‬ ‫اإلعالمي‬ ‫بالجلد‬ ‫أخرى‬ ‫أسباب‬ ‫تعلق‬‫في‬ ‫بمكيالين‬ ‫الكيل‬‫ا‬ ‫الخبر.فكل‬ ‫ونشر‬ ‫صياغة‬‫المدرس‬ ‫على‬ ‫عتداء‬
‫لزل‬ ‫ارتكابه‬ ‫حال‬ ‫في‬ ‫الداللي,لكن‬ ‫سياقه‬ ‫من‬ ‫منزوع‬ ‫فردي‬ ‫كحدث‬ ‫عرض‬ُ‫ي‬ ‫المهني‬ ‫لواجبه‬ ‫أدائه‬ ‫على‬ ‫تضييق‬ ‫أو‬‫أو‬ ‫ة‬‫تقصير‬
‫المشانق‬ ‫نصب‬ُ‫ت‬‫و‬ ‫بأسرها‬ ‫للمنظومة‬ ‫االتهامات‬ ‫تكال‬ ‫الواجب‬ ‫في‬!‫ف‬ ‫والتلقي‬ ‫االستيعاب‬ ‫آليات‬ ‫تتعود‬ ‫وحين‬‫ما‬ ‫مجتمع‬ ‫ي‬

2. ‫درجات‬ ‫أعلى‬ ‫يكرس‬ ‫إلعالم‬ ‫أساسيا‬ ‫غرضا‬ ‫تصبح‬ ‫االنتباه‬ ‫وتحويل‬ ‫والمالحقة‬ ‫اإلثارة‬ ‫,فإن‬ ‫الدعائي‬ ‫اإلعالم‬ ‫على‬
.)2(
‫السلبية‬
‫االق‬ ‫المجال‬ ‫على‬ ‫العولمة,واالنفتاح‬ ‫لمتطلبات‬ ‫االستجابة‬ ‫إلى‬ ‫الرامية‬ ‫التعليمية‬ ‫السياسة‬ ‫توجهات‬ ‫أن‬ ‫ويبدو‬‫تصادي‬‫أسهمت‬ ‫قد‬
‫المنحى‬ ‫دعم‬ ‫في‬ ‫مباشر‬ ‫غير‬ ‫بشكل‬‫للمجت‬ ‫القيمي‬ ‫البناء‬ ‫في‬ ‫خطير‬ ‫اهتزاز‬ ‫تجليات‬ ‫اليوم‬ ‫نعاين‬ ‫الهروبي,إذ‬‫إلى‬ ‫مرده‬ ‫مع‬
,‫الحديثة‬ ‫التعليمية‬ ‫األنشطة‬ ‫على‬ ‫والنفعية‬ ‫المادية‬ ‫القيم‬ ‫هيمنة‬‫المؤسس‬ ‫ترهق‬ ‫مزدوجة‬ ‫هوية‬ ‫أزمة‬ ‫مالمح‬ ‫وبروز‬, ‫التعليمية‬ ‫ة‬
‫وفقا‬ ‫تجارة‬ ‫إلى‬ ‫المعرفة‬ ‫تحويل‬ ‫على‬ ‫قادرة‬ ‫الوطنية,والهي‬ ‫الدولة‬ ‫أفق‬ ‫من‬ ‫الخروج‬ ‫على‬ ‫قادرة‬ ‫هي‬ ‫فال‬ . ‫المدرس‬ ‫ومعها‬
.)3(
‫السوق‬ ‫لمعايير‬
‫الخب‬ ‫من‬ ‫يملك‬ ‫مدرس‬ ‫لإلصالح,على‬ ‫االستراتيجية‬ ‫للرؤية‬ ‫األولي‬ ‫التنزيل‬ ‫سياق‬ ‫الوصية,في‬ ‫الوزارة‬ ‫تراهن‬‫والممارسة‬ ‫رة‬
‫بش‬ ‫المخاوف‬ ‫يثير‬ " ‫"الهروبي‬ ‫المنحى‬ ‫تصاعد‬ ‫أن‬ ‫غير‬ .‫المقترحة‬ ‫تدابيرها‬ ‫إلنجاح‬ ‫يؤهله‬ ‫ما‬ ‫المهنية‬‫التنزي‬ ‫أن‬‫و‬ ‫الفاعل‬ ‫ل‬
‫عم‬ ‫تحقق‬‫س‬ ,"‫شولمان‬ " ‫التعليمية,يقول‬ ‫السياسة‬ ‫حول‬ ‫الدائرة‬ ‫النقاشات‬ ‫إن‬ .‫المطلوب‬ ‫النحو‬ ‫على‬ ‫األجرأة‬ ‫ليات‬‫شكلية‬ ‫تبقى‬
‫المعل‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫عملية‬ ‫قيمة‬ ‫أية‬ ‫من‬ ‫ومفرغة‬,‫الرئيسية‬ ‫التدريس‬ ‫أداة‬ ‫مون,وهم‬‫كفاء‬ ‫بكل‬ ‫مهامهم‬ ‫أداء‬ ‫على‬ ‫قادرين‬ ‫غير‬‫و‬ ‫ة‬
. ‫اقتدار‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
(1‫للتعليم‬ ‫األعلى‬ ‫للمجلس‬ ‫السنوي‬ ‫التقرير‬ )2002‫للجميع‬ ‫مدرسة‬ ‫إنجاح‬ :‫األول‬ ‫الجزء‬ .–‫ملخص‬-‫ص‬2
(2‫دمشق‬ .‫للكتاب‬ ‫السورية‬ ‫العامة‬ ‫.الهيئة‬ ‫امبراطوريات‬ ‫و‬ ‫أدوار‬ ‫اإلعالم‬ :‫الوز‬ ‫د.هزوان‬ )2012‫.ص‬49
(3‫ا‬ ‫علي‬ ‫أحمد‬ .‫أ.د‬ )‫األمة.العدد‬ ‫كتاب‬ ‫مستقبلية.سلسلة‬ ‫آفاق‬ ,‫التربية‬ ‫و‬ ‫العولمة‬ :‫محمد‬ ‫لحاج‬191‫قطر‬ .1932‫هـ‬‫ص‬162