يُعد العقد أول مصدر من مصادر الالتزام، بالرغم من أهمية العقود في حياتنا، إلا أن معظم الخلافات التي تنشأ بين الأفراد تكون نتيجة عدم إدراك الجوانب القانونية لحماية حقوقهم في التعاملات بين بعضهم البعض، والإهمال في تحديد الجوانب التي تحكم نشاطهم، وعدم توثيق طبيعة العمل الناشئ بينهما. فنجد أن أكثر العلاقات تنشأ على أساس الثقة المتبادلة قبل التعاقد، غير مدركين أهمية العقد الذي من شأنه حفظ الحقوق ويبين التزامات وواجبات كلا الطرفين. إن توثيق العلاقة بكتابة العقد يُبين فيه ما للأطراف من حقوقٍ والتزاماتٍ تجاه بعضهم البعض، يغني عن النزاعات التي قد تحدث لاحقًا، وفي ذلك ليس فقط إثبات للعلاقة؛ إنما تحديدها بآليةٍ محددةٍ لإدارتها وإنهائها، وكذلك في حال النزاع يمكن معالجتها من خلال الرجوع للعقد.