SlideShare a Scribd company logo
1 of 5
Download to read offline
‫موضوع‬ ‫حول‬ ‫ورقة‬:
‫فرانكفورت‬ ‫لمدرسة‬ ‫النقدية‬ ‫النظرية‬ ‫ميزان‬ ‫في‬ ‫الوضعية‬ ‫المدرسة‬.
‫وتقديم‬ ‫إعداد‬:‫الدكالي‬ ‫رشيد‬
‫البريد‬‫اإللكتروني‬:eddokkaly32@gmail.com
‫الجامعية‬ ‫السنة‬:
6102-6102
‫النقد‬ ‫مفهوم‬ ‫تحديد‬ ‫سبيل‬ ‫في‬‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬ ‫عند‬:
‫إبدائها‬ ‫على‬ ‫يعمل‬ ‫التي‬ ‫االعتبارات‬ ‫لجدة‬ ‫نظرا‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬ ‫لدى‬ ‫أساسي‬ ‫مفهوم‬ ‫يعتبر‬
‫والتفسير‬ ‫الفهم‬ ‫منطلق‬ ‫من‬ ‫ومعرفتها‬.
‫كبداهات‬ ‫األشياء‬ ‫تطرح‬ ‫أو‬ ‫باألشياء‬ ‫تسلم‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫ألنها‬ ‫بالنقد‬ ‫أخذت‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬
‫ال‬ ‫يجب‬ ،‫ومسلمات‬‫وإن‬ ‫نقد‬ ‫بدون‬ ‫تسلم‬ ‫أن‬ ‫ترضى‬ ‫ال‬ ‫فهي‬ ،‫وتمحيص‬ ‫نقد‬ ‫محط‬ ‫موضعتها‬ ‫وعدم‬ ‫بها‬ ‫تسليم‬
‫المستقرة‬ ‫والمثالية‬ ‫اإلجتماعية‬ ‫الحياة‬ ‫بأشكال‬ ‫وال‬ ‫والفلسفية‬ ‫العلمية‬ ‫باألفكار‬ ‫األمر‬ ‫تعلق‬.‫النقد‬ ‫يكون‬ ‫وبهذا‬
‫لع‬ ‫والعملي‬ ‫العقلي‬ ‫الجهد‬ ‫ذلك‬ ‫هو‬ ‫النقد‬ ‫أن‬ ‫باعتبار‬ ‫ودراسته‬ ‫القائم‬ ‫للواقع‬ ‫تمحيص‬ ‫محطة‬‫األفكار‬ ‫قبول‬ ‫دم‬
،‫القائمة‬ ‫والتاريخية‬ ‫االجتماعية‬ ‫والظروف‬ ‫والسلوك‬ ‫الفعل‬ ‫وأساليب‬‫وتأثر‬‫تربط‬ ‫التي‬ ‫االجتماعية‬ ‫العالقات‬
‫أعمى‬ ‫تقبال‬ ‫ومجتمعه‬ ‫بعالمه‬ ‫اإلنسان‬.‫أن‬ ‫القول‬ ‫يمكن‬ ‫المعنى‬ ‫وبهذا‬‫األمور‬ ‫الى‬ ‫للنظر‬ ‫العقل‬ ‫جدل‬ ‫هو‬ ‫النقد‬
‫وعقالنية‬ ‫بحكمة‬.1
‫منظومة‬ ‫تعتبر‬‫وجدت‬ ‫أن‬ ‫فتأت‬ ‫ما‬ ‫التي‬ ‫الحديثة‬ ‫السوسيولوجية‬ ‫التيارات‬ ‫أهم‬ ‫أحد‬ ‫اإلجتماعي‬ ‫النقد‬
‫بنظيرا‬ ‫مقارنة‬ ‫الكبيرة‬ ‫الفكرية‬ ‫و‬ ‫السوسيولوجية‬ ‫الساحة‬ ‫في‬ ‫مكانا‬ ‫لنفسها‬‫تها‬‫من‬ ‫بالرغم‬ ‫و‬ ،‫مثال‬ ‫كالوظيفية‬
‫توجها‬ ‫تعدد‬‫تها‬‫تفسيرا‬ ‫إختالف‬ ‫و‬‫تها‬‫تبقى‬"‫فرانكفور‬ ‫مدرسة‬‫ت‬"‫التيار‬ ‫لهذا‬ ‫النابض‬ ‫القلب‬‫من‬ ‫يحمله‬ ‫بما‬
‫معنى‬،‫النقد‬ ‫لعملية‬‫واع‬ ‫عقلية‬ ‫كحركة‬‫ية‬‫تهد‬‫تحرير‬ ‫إلى‬ ‫ف‬‫المج‬،‫الزائفة‬ ‫األيديولوجية‬ ‫القيود‬ ‫من‬ ‫تمع‬‫و‬
‫المنظومات‬ ‫و‬ ‫البشر‬ ‫على‬ ‫السيطرة‬ ‫حاولت‬ ‫التي‬ ‫الرأسمالية‬ ‫أشكال‬ ‫لكل‬ ‫القطعي‬ ‫الرفض‬ ‫في‬ ‫أساسا‬ ‫المتمثلة‬
،‫مادية‬ ‫و‬ ‫فكرية‬ ‫قوة‬ ‫من‬ ‫أوتيت‬ ‫ما‬ ‫بكل‬‫ا‬ ‫المستوى‬ ‫على‬ ‫ذلك‬ ‫و‬‫الذي‬ ‫و‬ ‫التكنولوجي‬ ‫أو‬ ‫السياسي‬ ‫أو‬ ‫القتصادي‬
‫ا‬ ‫تشهدها‬ ‫التي‬ ‫التصنيع‬ ‫حركة‬ ‫في‬ ‫أساسا‬ ‫الحاضر‬ ‫الوقت‬ ‫في‬ ‫تمثل‬‫لمجتمعا‬‫إمتالك‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬ ‫المتقدمة‬ ‫ت‬
‫االتصال‬ ‫و‬ ‫اإلعالم‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫الحديثة‬ ‫التكنولوجية‬ ‫الوسائل‬.‫ا‬ ‫أن‬ ‫إعتبار‬ ‫على‬‫لمجتمع‬‫يمتلك‬ ‫أصبح‬ ‫الذي‬
‫هو‬ ‫المعلومة‬‫المجتمع‬‫يسي‬ ‫الذي‬،‫يقود‬ ‫و‬ ‫ر‬‫الرهانات‬ ‫هذه‬ ‫بمثل‬ ‫مرهون‬ ‫البشر‬ ‫مستقبل‬ ‫أصبح‬ ‫ثم‬ ‫من‬ ‫و‬
‫تحليال‬ ‫منها‬ ‫حذرت‬ ‫التي‬ ‫الخطيرة‬‫ت‬‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬‫المناسبات‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫في‬.
‫و‬‫أن‬ ‫القول‬ ‫يمكن‬ ‫المعنى‬ ‫بهذا‬‫فن‬ ‫وهو‬ ،‫النقد‬ ‫هو‬ ‫النظرية‬ ‫هذه‬ ‫عليها‬ ‫تقوم‬ ‫التي‬ ‫األسس‬ ‫أهم‬ ‫من‬
‫الخطأ‬ ‫من‬ ‫الصحيح‬ ‫واستخالص‬ ‫الحقائق‬ ‫بين‬ ‫الفصل‬ ‫أي‬ ،‫الحكم‬.‫تهيئة‬ ‫هدفها‬ ‫عقالنية‬ ‫تحكيم‬ ‫أداة‬ ‫وهو‬
‫اإلنسانية‬ ‫للذات‬ ‫االعتبار‬ ‫وإعادة‬ ‫الوعي‬.‫وتطوير‬ ‫العالم‬ ‫لفهم‬ ‫جادة‬ ‫محاولة‬ ‫انه‬‫ثقافة‬ ‫يرسخ‬ ‫نقدي‬ ‫عقل‬
‫واإل‬ ‫التساؤل‬‫بدا‬‫ع‬.‫معرفة‬ ‫بدوره‬ ‫يعكس‬ ‫الشك‬ ‫وان‬ ‫والجزئية‬ ‫الكلية‬ ‫بالحقيقة‬ ‫الشك‬ ‫فهو‬ ‫النقد‬ ‫محرك‬ ‫أما‬
‫شرط‬ ،‫أخرى‬‫أ‬‫ن‬‫بالشكل‬ ‫وليس‬ ‫بالموضوع‬ ‫ويهتم‬ ً‫ا‬‫وعقالني‬ ً‫ا‬‫داخلي‬ ‫النقد‬ ‫يكون‬.
‫تناوله‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬ ‫حاولت‬ ‫موضوع‬ ‫عن‬ ‫نكشف‬ ‫أن‬ ‫الورقة‬ ‫هذه‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫وسنحاول‬
‫المؤسس‬ ‫الوضعي‬ ‫اإلتجاه‬ ‫أو‬ ‫المدرسة‬ ‫وهو‬ ‫والمعرفية‬ ‫العلمية‬ ‫ألهميته‬ ‫نظرا‬ ‫والنقد‬ ‫والتحليل‬ ‫بالدراسة‬
‫يرى‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ،‫اإلجتماعية‬ ‫للظواهر‬ ‫السوسيولوجي‬ ‫للتحليل‬ ‫األولى‬ ‫للبنات‬ ‫والمقعد‬‫اإلجتماع‬ ‫لعلم‬ ‫البد‬ ‫أنه‬
‫معرفة‬ ‫وإنتاج‬ ‫العلمية‬ ‫إلى‬ ‫للوصول‬ ‫أساسي‬ ‫كرهان‬ ‫الطبيعة‬ ‫لعلوم‬ ‫والمنهجية‬ ‫النظرية‬ ‫بالقواعد‬ ‫يأخذ‬ ‫أن‬
1
‫المحك‬ ‫على‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬ ‫براديغم‬ ،‫فوزي‬ ‫دمحم‬ ‫كنزاي‬:‫العدد‬ ،‫اإلنسانية‬ ‫والدراسات‬ ‫البحوث‬ ‫مجلة‬ ،‫اتصالي‬ ‫منظور‬9-6102‫جامعة‬ ،61‫أوت‬0911-،‫سكيكدة‬
‫الجزائر،ص‬016-066.
‫المجتمعية‬ ‫الظواهر‬ ‫تحكم‬ ‫منتظمة‬ ‫خطية‬ ‫بقوانين‬ ‫األمر‬ ‫يتعلق‬ ،‫وموضوعية‬ ‫علمية‬.‫من‬ ‫الحال‬ ‫بطبيعة‬ ‫وهذا‬
‫اإلبستمولو‬ ‫األسس‬ ‫إلى‬ ‫يعود‬ ‫المعرفي‬ ‫تراكمنا‬ ‫خالل‬‫لعلم‬ ‫األوائل‬ ‫المؤسسون‬ ‫إليها‬ ‫يستند‬ ‫كان‬ ‫التي‬ ‫جية‬
،‫للعلم‬ ‫نموذجين‬ ‫بين‬ ‫للتمييز‬ ‫مبرر‬ ‫ال‬ ‫أنه‬ ‫أي‬ ،‫العلم‬ ‫لتصور‬ ‫األحادية‬ ‫النظرة‬ ‫عن‬ ‫هنا‬ ‫أتحدث‬ ‫اإلجتماع‬
،‫والمجتمعية‬ ‫اإلنسانية‬ ‫للموضوعات‬ ‫والثاني‬ ،‫الطبيعية‬ ‫للموضوعات‬ ‫أحدهما‬-‫غاستون‬ ‫حاول‬ ‫ما‬ ‫وهو‬
‫نظري‬ ‫في‬ ‫إبدائه‬ ‫باألساس‬ ‫باشالر‬‫اإلبستمولوجيا‬ ‫في‬ ‫ته‬–‫الركائز‬ ‫كون‬ ‫القول‬ ‫معه‬ ‫يمكن‬ ‫المنطلق‬ ‫هذا‬ ‫ومن‬
‫اإلتجاه‬ ‫هذا‬ ‫يمارسها‬ ‫التي‬-‫اإلجتماع‬ ‫لعلم‬ ‫أسس‬ ‫الذي‬–‫المجتمعي‬ ‫للموضوع‬ ‫بناءه‬ ‫في‬( L’objet
Social )‫الطبيعة‬ ‫علوم‬ ‫في‬ ‫لها‬ ‫مرجعا‬ ‫تأخذ‬(‫في‬ ‫المتبع‬ ‫المنهج‬ ‫أو‬ ‫العلم‬ ‫موضوع‬ ‫بناء‬ ‫جانب‬ ‫من‬ ‫سواء‬
‫وا‬ ‫الدراسة‬‫والتفسير‬ ‫لتحليل‬)‫هذه‬ ‫ورقتنا‬ ‫عنوان‬ ‫جاء‬ ‫لهذا‬ ،"‫النقدية‬ ‫النظرية‬ ‫ميزان‬ ‫في‬ ‫الوضعية‬ ‫المدرسة‬
‫فرانكفورت‬ ‫لمدرسة‬"‫التالية‬ ‫التساؤالت‬ ‫نطرح‬ ‫السابقة‬ ‫اإلعتبارات‬ ‫من‬ ‫وانطالقا‬:‫انتقادات‬ ‫جاءت‬ ‫كيف‬
‫اإلنتقادات‬ ‫لهذه‬ ‫المبررة‬ ‫اإلعتبارات‬ ‫وماهي‬ ‫؟‬ ‫الوضعية‬ ‫للمدرسة‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬‫ما‬ ‫آخر‬ ‫بتعبير‬ ‫أو‬ ‫؟‬
‫علم‬ ‫في‬ ‫الوضعية‬ ‫المدرسة‬ ‫نقد‬ ‫نحو‬ ‫فرانكفورت‬ ‫لمدرسة‬ ‫النقدية‬ ‫النظرية‬ ‫اتجاه‬ ‫تفسر‬ ‫التي‬ ‫المبررات‬ ‫هي‬
‫؟‬ ‫بالخصوص‬ ‫اإلجتماع‬.
‫في‬ ،‫األداتي‬ ‫التفكير‬ ‫وضحت‬ ‫التي‬ ‫الوضعية‬ ‫النزعة‬ ‫نقد‬ ‫على‬ ‫بدورها‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬ ‫عملت‬ ‫لقد‬
‫العلمي‬ ‫التفكير‬ ‫أسلوب‬‫مع‬ ‫خاصة‬ ‫والتقني‬"‫كونت‬ ‫أوغست‬"‫بنفس‬ ‫المجتمع‬ ‫دراسة‬ ‫بإمكانية‬ ‫يقول‬ ‫كان‬ ‫الذي‬
‫اإلجتماع‬ ‫لعلم‬ ‫يتحقق‬ ‫حتى‬ ‫وهذا‬ ،‫الطبيعية‬ ‫العلوم‬ ‫بها‬ ‫تدرس‬ ‫التي‬ ‫المنهجية‬ ‫والخطوات‬ ‫والطرق‬ ‫األساليب‬
‫إلى‬ ‫ويصل‬ ،‫علمية‬ ‫ونتائج‬ ‫معرفيا‬ ‫تقدما‬"‫القوانين‬"‫أن‬ ‫باعتبار‬ ،‫والمجتمعات‬ ‫الشعوب‬ ‫تحكم‬ ‫التي‬‫يتم‬ ‫ه‬
‫متفاوتة‬ ‫بدرجات‬ ‫ولكن‬ ،‫عامة‬ ‫قوانين‬ ‫تحكمها‬ ‫التي‬ ‫القوانين‬ ‫من‬ ‫مركب‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫المجتمع‬ ‫إلى‬ ‫النظر‬.
‫أما‬‫دور‬‫السوسيولوجي‬‫فيتمثل‬‫في‬‫مالحظة‬‫الظواهر‬‫مشاهد‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫بتسجيل‬ ‫واإلكتفاء‬ ،‫االجتماعية‬
‫وتحليل‬،‫الظواهر‬ ‫هذه‬‫ووصفها‬‫بأكثر‬‫دقه‬‫ممكنة‬‫اعتمادا‬‫على‬،‫اإلختبار‬‫و‬‫احترام‬‫الحياد‬‫والموضوعية‬
‫أثناء‬،‫البحث‬‫انطالقا‬‫من‬‫هذا‬‫فإن‬‫تغيير‬ ‫مسألة‬‫المجتمع‬‫ليس‬‫عمال‬‫علميا‬.‫لقد‬‫اتجه‬‫المذهب‬‫الوضعي‬‫إلى‬
‫جعل‬‫دراسة‬‫المجتمع‬‫مماثلة‬‫لدراسة‬،‫الطبيعة‬‫بحيث‬‫أن‬‫العلم‬‫الطبيعي‬-‫وال‬‫سيما‬‫البيولوجي‬2
‫مرحلة‬ ‫في‬
‫ثانية‬ ‫مرحلة‬ ‫في‬ ‫والرياضيات‬ ‫الفيزياء‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫أولى‬-‫أصبح‬‫األنموذج‬‫المنهجي‬‫للنظرية‬،‫السوسيولوجية‬
‫أن‬ ‫هو‬ ‫وهدفها‬‫تجعل‬‫من‬‫الدراسة‬‫السوسيولوجية‬‫علما‬‫يبحث‬-‫كما‬‫قلنا‬-‫في‬‫قوانين‬‫اجتماعية‬‫مشابهة‬‫في‬
‫صحتها‬‫ودقتها‬‫للقوانين‬،‫الفيزيائية‬‫ألن‬‫حركة‬‫المجتمع‬‫تخضع‬‫كم‬‫ا‬‫يقول‬"‫أوغست‬‫كونت‬"‫بالضرورة‬‫لهذه‬
‫القوانين‬‫التي‬‫ال‬،‫تتغير‬‫بدال‬‫من‬‫أن‬‫يحكمها‬‫نوع‬‫من‬‫اإلرادة‬.
‫إن‬‫الوضعية‬‫بهذا‬‫المعنى‬‫في‬‫ايالئها‬‫العناية‬‫لما‬‫هو‬‫موجود‬‫وقائم‬‫والحياد‬‫تجاه‬‫دراسة‬‫الظواهر‬
‫االجتماعية‬‫فإنها‬‫تقر‬‫الوضع‬‫االجتماعي‬،‫القائم‬‫والمصالح‬‫المهيمنة‬‫فيه‬‫وتعترض‬‫سبيل‬‫أي‬‫تغيير‬‫جذري‬
‫له‬.‫يعتبر‬‫هذا‬‫مدعاة‬‫للحفاظ‬‫على‬‫الوضع‬‫القائم‬‫ويؤدي‬‫هذا‬‫إلى‬‫التخلي‬‫عن‬‫نقد‬،‫المجتمع‬‫و‬‫طرح‬‫أهداف‬
2
‫با‬ ‫المتعلقة‬ ‫والمحطات‬ ‫والقواعد‬ ،‫العلم‬ ‫بموضوع‬ ‫المتعلقة‬ ‫النظرية‬ ‫والتصورات‬ ‫القواعد‬ ‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫في‬ ‫الوضعية‬ ‫المدرسة‬ ‫استمدت‬ ‫حيث‬‫البيولوجيا‬ ‫من‬ ،‫لمنهج‬.
‫الت‬ ‫دراسة‬ ‫في‬ ‫نظريا‬ ‫إطارا‬ ‫منه‬ ‫متخذة‬ ،‫البيولوجي‬ ‫التطور‬ ‫نموذج‬ ‫الوضعية‬ ‫المدرسة‬ ‫اعتمدت‬ ،‫الموضوع‬ ‫مستوى‬ ‫فعند‬‫قوانين‬ ‫عن‬ ‫الكشف‬ ‫إلى‬ ‫وسعت‬ ،‫المجتمعي‬ ‫طور‬
‫اإلثنوغرا‬ ‫آراء‬ ‫إلى‬ ‫باإلستناد‬ ،‫التطور‬ ‫مراحل‬ ‫في‬ ‫نقطة‬ ‫أعلى‬ ‫تمثل‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫مجتمعات‬ ‫إلى‬ ‫النظر‬ ‫سياق‬ ‫في‬ ‫بأسره‬ ‫التطور‬‫المجتمعات‬ ‫أن‬ ‫كون‬ ‫في‬ ‫فيين‬
‫المجتمعات‬ ‫لكل‬ ‫البداية‬ ‫نقطة‬ ‫هي‬ ‫البدائية‬.‫م‬ ‫بالرغم‬ ،‫المنهج‬ ‫مستوى‬ ‫وعند‬‫الذي‬ ‫التجربة‬ ‫نموذج‬ ‫يجد‬ ‫أن‬ ‫يستطع‬ ‫لم‬ ‫منهم‬ ‫احدا‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ،‫المخبرية‬ ‫التجربة‬ ‫بأهمية‬ ‫اإلقرار‬ ‫ن‬
‫مس‬ ‫كانت‬ ‫المقارنة‬ ‫أن‬ ‫األخص‬ ‫وعلى‬ ،‫للتجربة‬ ‫المنهجي‬ ‫البديل‬ ‫هي‬ ‫المقارنة‬ ‫كانت‬ ‫المقابل‬ ‫وفي‬ ،‫اإلجتماعية‬ ‫الوقائع‬ ‫دراسة‬ ‫في‬ ‫يطبق‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬‫البيولوجيا‬ ‫في‬ ‫تخدمة‬-
‫نموذج‬ ‫العضوية‬ ‫المماثلة‬‫ا‬–(‫العلم‬ ‫فلسفة‬ ‫في‬ ‫دراسة‬ ‫اإلجتماع‬ ‫علم‬ ‫في‬ ‫والمدارس‬ ‫اإلتجاهات‬ ،‫ابراهيم‬ ‫هللا‬ ‫عبد‬(‫اإلبستمولوجيا‬)،‫الثانية‬ ‫الطبعة‬ ،‫العربي‬ ‫الثقافي‬ ‫المركز‬
6101‫ص‬ ‫لبنان‬ ،99)
‫إنسانية‬‫عليا‬‫للتحقيق‬.‫فالنقد‬‫لم‬‫يعد‬‫له‬‫مصداقية‬‫وكل‬‫من‬‫المعرفة‬‫والفكر‬‫شأنهما‬‫شأن‬‫العلم‬‫لم‬‫يعد‬‫لهما‬‫غاية‬
‫إال‬‫إعادة‬‫إنتاج‬،‫المجتمع‬‫في‬‫حين‬‫كان‬‫يجب‬‫أن‬‫تتجه‬‫الدراسات‬‫السوسيولوجية‬‫نحو‬‫نقد‬‫الحياة‬‫االجتماعية‬
،‫القائمة‬‫ليصبح‬‫وعي‬‫المجتمع‬‫بحاله‬‫والكشف‬‫عن‬‫كل‬‫تناقضاته‬.‫وإذا‬‫لم‬‫يتحقق‬‫هذا‬‫النقد‬‫فستتحول‬‫هذه‬
‫الدراسات‬‫في‬‫مفهومها‬‫الوضعي‬‫العلموي‬‫إلى‬‫تبرير‬‫ما‬‫هو‬‫وسائد‬ ‫موجود‬‫في‬‫المجتمع‬.‫ولهذا‬‫اعترض‬
"‫هابرماز‬"‫على‬‫النزعة‬‫الوضعية‬‫بخصوص‬‫موقفها‬‫من‬‫المعرفة‬،‫العلمية‬‫وخاصة‬‫في‬‫مجال‬‫العلوم‬
‫الفيزيائية‬‫والرياضية‬‫على‬‫دورها‬‫اإليديولوجي‬‫من‬‫حيث‬‫أنها‬‫نزعة‬‫قد‬‫تضفي‬‫صفة‬‫الشرعية‬‫على‬‫أشكال‬
‫الرقابة‬‫والقمع‬‫في‬‫المجتمع‬‫الصناعي‬‫المتقدم‬.‫برفع‬.‫شعار‬"‫حياد‬"‫العلم‬‫والتقنية‬‫ومناداتها‬‫بضرورة‬‫توافر‬
‫ذلك‬‫حتى‬‫في‬‫الدراسات‬‫السوسيولوجية‬‫كشرط‬‫الزم‬‫للحاق‬‫بركب‬‫العلوم‬‫الفيزيائية‬،‫والرياضية‬‫وتحقيق‬
‫تقدم‬‫علمي‬‫في‬‫هذا‬،‫المجال‬‫غير‬‫أنه‬‫شرط‬‫يتجاهل‬‫خصوصية‬‫العلوم‬‫االجتماعية‬‫وطبيعة‬‫أساسها‬
‫اإلبستمولوجي‬.
‫لقد‬‫ن‬‫قل‬‫منطق‬‫السيطرة‬‫بالكامل‬‫للتحكم‬‫في‬‫اإلنسان‬‫لهذا‬‫يرفض‬‫مفكري‬‫مدرسة‬‫فرانكفورت‬‫أي‬
"‫تماثل‬‫معرفي‬"‫قد‬‫يقوم‬‫بين‬‫الظواهر‬‫الطبيعية‬‫والظواهر‬‫اإلجتماعية‬.‫ألن‬‫الحياة‬‫االجتماعية‬‫ال‬‫تخضع‬
‫للقوانين‬‫التي‬‫تحكم‬‫الظواهر‬‫الطبيعية‬‫األمر‬‫الذي‬‫حذا‬‫بهؤالء‬‫لنقد‬‫النزعة‬‫الوضعية‬‫و‬‫العلموية‬.‫والكشف‬
‫عن‬‫خلفيتها‬‫اإليديولوجية‬‫أصبحت‬ ‫التي‬‫القائمة‬ ‫المجتمعات‬ ‫على‬ ‫للشرعية‬ ‫مباشر‬ ‫غير‬ ‫إخفاء‬ ‫على‬ ‫تعمل‬
‫التي‬ ‫المجتمعات‬ ‫وهي‬ ‫السيطرة‬ ‫على‬‫تستند‬‫الى‬‫المعرفة‬‫العلمية‬‫والتقنية‬‫التي‬‫تكرس‬‫هذه‬‫السيطرة‬‫على‬
،‫الفرد‬(‫السيطرة‬ ‫فيه‬ ‫كانت‬ ‫وقت‬ ‫في‬‫يمارس‬‫ها‬‫وطاغية‬ ‫مستبد‬ ‫حاكم‬‫والوراثة‬ ‫األعراف‬ ‫على‬ ‫شرعيته‬ ‫تستند‬
‫والدين‬......‫والهيمنة‬ ‫السيطرة‬ ‫أشكال‬ ‫على‬ ‫الشرعية‬ ‫تضفي‬ ‫التي‬ ‫المرتكزات‬ ‫من‬ ‫وخالفه‬)‫ف‬‫هذه‬ ‫السيطرة‬
‫مستوى‬ ‫من‬ ‫انطالقا‬ ‫ال‬ ‫تتم‬ ‫فهي‬ ‫هذا‬ ‫عصرنا‬ ‫في‬ ‫أما‬ ،‫منطقي‬ ‫أو‬ ‫عقلي‬ ‫أساس‬ ‫أي‬ ‫على‬ ‫مكنوناتها‬ ‫في‬ ‫تستند‬ ‫ال‬
‫و‬ ،‫والتقني‬ ‫الطبيعي‬ ‫الالنضج‬ ‫من‬ ‫محدد‬‫قوة‬ ‫موقف‬ ‫من‬ ‫انطالقا‬ ‫إنما‬.‫المعاصر‬ ‫المجتمع‬ ‫فطبقات‬(‫الفكرية‬
‫والمادية‬)‫األفراد‬ ‫على‬ ‫المجتمع‬ ‫هيمنة‬ ‫أن‬ ‫معناه‬ ‫وهذا‬ ،‫الماضي‬ ‫في‬ ‫عليه‬ ‫كانت‬ ‫مما‬ ‫يقاس‬ ‫ال‬ ‫بما‬ ‫أعظم‬
‫اليوم‬ ‫من‬ ‫األمس‬ ‫عليه‬ ‫كانت‬ ‫مما‬ ‫أعظم‬.‫ف‬ ‫وبالتالي‬‫المعرفة‬‫العلمية‬‫والتقنية‬‫التي‬‫تكرس‬‫هذه‬‫السيطرة‬‫على‬
‫الفرد‬‫و‬‫ال‬‫تي‬‫تتمظهر‬‫في‬‫دعائمها‬‫كنظام‬‫كامل‬‫يوجه‬‫التقدم‬‫ويخلق‬‫أشكال‬‫من‬‫الحياة‬‫االجتماعية‬‫تبدو‬
‫وكأنها‬‫منسجمة‬‫مع‬‫نظام‬‫القوى‬‫المعارضة‬‫وتبطل‬‫جدوى‬‫كل‬‫احتجاج‬‫باسم‬‫اآلفاق‬،‫التاريخية‬‫وتحرير‬
‫اإلنسان‬‫ولهذا‬‫أصبحت‬‫هذه‬‫المجتمعات‬‫تبدو‬‫وكأنها‬‫قادرة‬‫على‬‫الحيلولة‬‫دون‬‫أي‬‫تغيير‬،‫اجتماعي‬‫أي‬‫دون‬
‫أي‬‫تحول‬‫نوعي‬‫يمكن‬‫أن‬‫يؤدي‬‫إلى‬‫قيام‬‫وضع‬‫جديد‬‫أو‬‫مؤسسات‬‫مختلفة‬‫اختالفا‬‫جوهريا‬‫وإلى‬‫ظهور‬
‫نمط‬‫جديد‬،‫للحياة‬‫ولهذا‬‫أصبحت‬‫هذه‬‫المجتمعات‬‫القائمة‬‫تضع‬‫العراقيل‬‫أمام‬‫أي‬‫التغيير‬‫اإلجتماعي‬.
‫تلتزم‬ ‫لم‬ ‫العلمية‬ ‫المعرفة‬ ‫بأن‬ ‫القول‬ ‫يمكن‬ ‫المعنى‬ ‫وبهذا‬"‫العلمي‬ ‫الحياد‬"‫بل‬ ،‫بها‬ ‫منوطا‬ ‫كان‬ ‫كما‬ ،
‫الضخمة‬ ‫اإلنتاج‬ ‫ألجهزة‬ ‫إخضاعه‬ ‫قصد‬ ‫اإلنسان‬ ‫على‬ ‫السيطرة‬ ‫في‬ ‫وتوظف‬ ‫تستعمل‬ ‫أداة‬ ‫إلى‬ ‫تحولت‬
‫أن‬ ‫األفراد‬ ‫يكيف‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫التي‬ ،‫واإلستهالكية‬ ‫والبيروقراطية‬ ‫اإلدارية‬ ‫والمؤسسات‬‫ضغوطها‬ ‫مع‬ ‫فسهم‬
‫إلى‬ ‫األحيان‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫في‬ ‫األمر‬ ‫بهم‬ ‫ويبلغ‬ ‫بل‬ ،‫طبيعتهم‬ ‫قمع‬ ‫إلى‬ ‫ذلك‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫ويضطرون‬ ‫ومطالبها‬"‫عدم‬
‫الشعور‬"‫بل‬ ،‫سلوكهم‬ ‫أنماط‬ ‫توحد‬ ‫أصبحت‬ ‫التي‬ ‫والمؤسسات‬ ‫األجهزة‬ ‫تلك‬ ‫عليهم‬ ‫تمارسه‬ ‫الذي‬ ‫بالقمع‬
‫أكد‬ ‫كما‬ ،‫زائفة‬ ‫وروحية‬ ‫مادية‬ ‫حاجات‬ ‫فيهم‬ ‫وتخلق‬"‫ماركوز‬ ‫هوربرت‬."3
3
‫للعلوم‬ ‫العربية‬ ‫الدار‬ ،‫هونيث‬ ‫أكسيل‬ ‫إلى‬ ‫هوكهايمر‬ ‫ماكس‬ ‫من‬ ‫فرانكفورت‬ ‫لمدرسة‬ ‫النقدية‬ ‫النظرية‬ ،‫بومنير‬ ‫كمال‬،‫األولى‬ ‫الطبعة‬ ،‫اإلختالف‬ ‫ناشرون،منشورات‬6101،
‫الجزائر‬.
‫أن‬ ‫القول‬ ‫يمكن‬ ‫إذن‬ ‫هكذا‬"‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬"‫حاولت‬ ‫النقدية‬ ‫بالنظرية‬ ‫يعرف‬ ‫ما‬ ‫أو‬‫تأسيس‬
‫للمجتمع‬ ‫نقدية‬ ‫نظرية‬‫أن‬ ‫إذ‬‫وعلم‬ ‫جديدة‬ ‫نقدية‬ ‫نظرية‬ ‫لصياغة‬ ‫محاولة‬ ‫هو‬ ‫النقدية‬ ‫النظرية‬ ‫به‬ ‫قامت‬ ‫ما‬
‫التقليدي‬ ‫للفلسفة‬ ‫كبديل‬ ،‫المحدد‬ ‫وميدانه‬ ‫الخاصة‬ ‫مفاهيمه‬ ‫له‬ ‫نقدي‬ ‫اجتماع‬‫الوضعي‬ ‫االجتماع‬ ‫وعلم‬ ‫ة‬
‫مارست‬ ‫التي‬ ‫واالمبيريقي‬‫أنواعا‬‫وعلم‬ ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬ ‫في‬ ‫طوعي‬ ‫تقويض‬ ‫الى‬ ‫هدفت‬ ‫التي‬ ‫السلطة‬ ‫من‬
‫االجتماع‬.‫النقدية‬ ‫النظرية‬ ‫وعلى‬‫أ‬‫المما‬ ‫عن‬ ‫تستغني‬ ‫ن‬‫و‬ ‫والقاطعة‬ ‫المسبقة‬ ‫واألحكام‬ ‫ثلة‬‫أ‬‫تكون‬ ‫ن‬
‫موضوعية‬.‫إن‬‫المجتمع‬ ‫نحو‬ ‫الذاتية‬ ‫المعرفة‬ ‫توجيه‬ ‫الى‬ ً‫ا‬‫أساس‬ ‫يهدف‬ ‫سلبي‬ ‫موقف‬ ‫اتخاذ‬ ‫هو‬ ‫النقد‬ ‫هدف‬
‫من‬ ‫مكنها‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،‫ايجابية‬ ‫عقالنية‬ ‫مصلحة‬ ‫ونحو‬‫أن‬‫من‬ ‫وتعريته‬ ‫المجتمع‬ ‫نقد‬ ‫هدفها‬ ‫اجتماعية‬ ‫فلسفة‬ ‫تكون‬
ً‫ا‬‫سلبي‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫ورفضه‬ ‫فيه‬ ‫الخلل‬ ‫جوانب‬ ‫عن‬ ‫والكشف‬ ‫القائم‬ ‫النظام‬ ‫نقد‬ ‫خالل‬.‫آخ‬ ‫وبمعنى‬‫المجتمع‬ ‫تعرية‬ ‫ر‬
‫الصناعي‬-‫أيديولوجية‬ ‫من‬ ‫بها‬ ‫يرتبط‬ ‫وما‬ ‫التكنولوجية‬ ‫وعقالنيته‬ ‫البرجوازي‬.
‫هوركهايمر‬ ‫حاول‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬(HorkHeimer)‫أدورنو‬ ‫تيودور‬ ‫وكذلك‬ ‫جانبه‬ ‫من‬(Theodor
Adorno)‫لهما‬ ‫مشترك‬ ‫كتاب‬ ‫في‬La dialectique de la raison‫الجذري‬ ‫النقد‬ ‫هذا‬ ‫فيه‬ ‫يقدمان‬‫لنقل‬
‫في‬ ‫األداتي‬ ‫المنطق‬‫أ‬‫النسق‬ ‫آلليات‬ ‫العلمي‬ ‫التفكير‬ ‫سلوب‬(Système)‫على‬ ‫القائم‬(Aliénation)‫التي‬ ،
‫وتميزهم‬ ‫استقالليتهم‬ ‫على‬ ‫وتقضي‬ ،‫األفراد‬ ‫ذوات‬ ‫في‬ ‫الثقافية‬ ‫المعايير‬ ‫إدخال‬ ‫على‬ ‫تعمل‬(Originalité ).
‫يقوالن‬ ‫كتابهما‬ ‫في‬ ‫نجد‬ ‫حيث‬" :‫تنميط‬ ‫وبسبب‬ ،‫الثقافية‬ ‫الصناعة‬ ‫في‬( Standardisation )‫وسائل‬
‫وهم‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫الفرد‬ ‫يمثل‬ ‫ال‬ ،‫اإلنتاج‬(Illusion).‫العام‬ ‫مع‬ ‫هويته‬ ‫تطابق‬ ‫بمقدار‬ ‫إال‬ ‫بوجوده‬ ‫يسمح‬ ‫وال‬...
‫البشرية‬ ‫الحياة‬ ‫معنى‬ ،‫بعيد‬ ‫زمن‬ ‫منذ‬ ،‫الثقافية‬ ‫الصناعة‬ ‫نسيت‬ ‫لقد‬. "
‫الت‬ ‫ليس‬ ،‫اإلتجاه‬ ‫لهذا‬ ‫بالنسبة‬ ‫أهمية‬ ‫األكثر‬ ‫فإن‬ ،‫النتيجة‬ ‫وفي‬‫المتعلقة‬ ‫األساسية‬ ‫النظرية‬ ‫صورات‬
‫اإلختيار‬ ‫هذا‬ ‫ومجرى‬ ‫الدراسة‬ ‫موضوعات‬ ‫اختيار‬ ‫وإنما‬ ،‫بالموضوع‬.
‫اعتقد‬ ‫لقد‬ ،‫آخر‬ ‫اتجاه‬ ‫وفي‬"‫ريكس‬ ‫جون‬"-‫اإلجتماع‬ ‫علم‬ ‫في‬ ‫الصراعية‬ ‫المدرسة‬ ‫رواد‬ ‫من‬ ‫رائد‬
‫بريطانيا‬ ‫في‬ ‫النقدي‬ ‫اإلتجاه‬ ‫ورائد‬-‫أن‬‫نظريات‬‫علم‬‫االجتماع‬‫وبحوثه‬‫التي‬‫توخت‬‫األهداف‬‫السابقة‬‫تسعى‬
‫إلى‬‫تعمية‬‫اإلنسان‬‫وتجهيله‬‫الذي‬‫يعيش‬‫في‬‫مجتمعنا‬،‫المعاصر‬‫وبناء‬‫على‬‫ذلك‬‫فال‬‫بد‬‫أن‬‫يظهر‬‫نمط‬‫جديد‬
‫من‬،‫العلم‬‫يتوخى‬‫هدفا‬‫إنسانيا‬‫في‬‫المحل‬،‫األول‬‫بأن‬‫يسعى‬‫إلى‬‫أن‬‫ُعين‬‫ي‬‫هذا‬‫اإلنسان‬‫على‬‫أن‬‫يتخلص‬‫من‬
‫براثين‬‫هذه‬‫التنمية‬‫التغريبية‬‫ويتحرر‬،‫منها‬‫بمعنى‬‫أن‬‫يتوجه‬‫العلم‬‫االجتماعي‬‫نحو‬‫تحرير‬‫اإلنسان‬‫ال‬‫تجهيله‬
‫والسيطرة‬،‫عليه‬‫وعلم‬‫االجتماع‬‫الجديد‬‫هذا‬‫ال‬‫بد‬‫أن‬‫يكون‬‫علما‬‫نقديا‬‫راديكاليا‬‫يقدم‬‫منهجا‬‫لوصف‬‫األبنية‬
،‫االجتماعية‬‫وتحليل‬‫وظائفها‬‫للمشاركين‬،‫فيها‬‫بما‬‫فيهم‬‫علماء‬‫االجتماع‬‫أنفسهم‬‫والكشف‬‫عما‬‫يرتبط‬‫بها‬‫من‬
‫أهداف‬‫وأيديولوجيات‬،‫سياسية‬‫فهذه‬‫األيديولوجيات‬‫ما‬‫هي‬‫إال‬‫أساطير‬‫تخفى‬‫الواقع‬‫فنحن‬‫نعيش‬‫في‬‫عالم‬
‫تعتمد‬‫الحياة‬‫فيه‬‫على‬‫فهم‬‫األبنية‬‫االجتماعية‬‫القائمة‬.‫ومن‬‫وجهة‬‫النظر‬‫النقدية‬‫هذه‬‫تكون‬‫المهمة‬‫المنوطة‬
‫بالباحث‬‫في‬‫علم‬‫االجتماع‬‫هي‬‫فهم‬‫هذا‬‫العالم‬‫أجل‬ ‫من‬‫التعرف‬‫على‬‫مشكالته‬‫العامة‬‫ومدى‬‫تأثيرها‬‫على‬
‫المشكالت‬‫الخاصة‬‫لألفراد‬.
‫المدرسة‬ ‫يتناولون‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬ ‫رواد‬ ‫جعلت‬ ‫التي‬ ‫اإلعتبارات‬ ‫خالل‬ ‫ومن‬ ، ‫الكالم‬ ‫ختام‬
‫للواقع‬ ‫ذهنيا‬ ‫تشييدا‬ ‫يبقى‬ ‫العلم‬ ‫أن‬ ‫لكون‬ ،‫المجتمعي‬ ‫وثقلها‬ ‫وأفكارها‬ ‫آلرائها‬ ‫والتمحيص‬ ‫بالنقد‬ ‫الوضعية‬
‫لل‬ ‫وتصورا‬‫وكذلك‬ ،‫المجتمعات‬ ‫في‬ ‫العلم‬ ‫أثر‬ ‫إلى‬ ‫اإلنتباه‬ ‫لفت‬ ‫ثم‬ ‫النظرية‬ ‫هذه‬ ‫وبفضل‬ ‫وأنه‬ ،‫له‬ ‫ودراسة‬ ‫واقع‬
‫هي‬ ‫التي‬ ‫والحياد‬ ‫الموضوعية‬ ‫وعن‬ ‫العلم‬ ‫أخالق‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ‫العلم‬ ‫بذلك‬ ‫يكون‬ ،‫بعينها‬ ‫إليديولوجيات‬ ‫تكريسه‬
‫واقتصادي‬ ‫وسياسية‬ ‫إجتماعية‬ ‫أنظمة‬ ‫على‬ ‫الشرعية‬ ‫إضفاء‬ ‫أو‬ ‫تكريس‬ ‫وكذلك‬ ،‫مبادئه‬‫معينة‬ ‫وثقافية‬ ‫ة‬.

More Related Content

Viewers also liked

Aux origine de la sociologie exemple de la socilogie francaise
Aux origine de la sociologie exemple de la socilogie francaiseAux origine de la sociologie exemple de la socilogie francaise
Aux origine de la sociologie exemple de la socilogie francaiseottmane oumani
 
عمارة ما بعد الحداثة
عمارة ما بعد الحداثةعمارة ما بعد الحداثة
عمارة ما بعد الحداثةSafa Aboelssaad
 
العمارة المعاصرة والمردود الفكري والتطبيقي على العمارة المصرية
العمارة المعاصرة والمردود الفكري والتطبيقي على العمارة المصريةالعمارة المعاصرة والمردود الفكري والتطبيقي على العمارة المصرية
العمارة المعاصرة والمردود الفكري والتطبيقي على العمارة المصريةKhaled Ali
 
Postmodernism and Deconstructivism
Postmodernism and DeconstructivismPostmodernism and Deconstructivism
Postmodernism and DeconstructivismSrujan Babu
 
نظريات عمارة
نظريات عمارةنظريات عمارة
نظريات عمارةTaha Farwan
 
Qu'est ce que la sociologie ?
Qu'est ce que la sociologie ? Qu'est ce que la sociologie ?
Qu'est ce que la sociologie ? Ndero Ngadoy
 

Viewers also liked (8)

Aux origine de la sociologie exemple de la socilogie francaise
Aux origine de la sociologie exemple de la socilogie francaiseAux origine de la sociologie exemple de la socilogie francaise
Aux origine de la sociologie exemple de la socilogie francaise
 
Postmodernism
PostmodernismPostmodernism
Postmodernism
 
عمارة ما بعد الحداثة
عمارة ما بعد الحداثةعمارة ما بعد الحداثة
عمارة ما بعد الحداثة
 
العمارة المعاصرة والمردود الفكري والتطبيقي على العمارة المصرية
العمارة المعاصرة والمردود الفكري والتطبيقي على العمارة المصريةالعمارة المعاصرة والمردود الفكري والتطبيقي على العمارة المصرية
العمارة المعاصرة والمردود الفكري والتطبيقي على العمارة المصرية
 
Lecture 10 postmodernism
Lecture 10   postmodernismLecture 10   postmodernism
Lecture 10 postmodernism
 
Postmodernism and Deconstructivism
Postmodernism and DeconstructivismPostmodernism and Deconstructivism
Postmodernism and Deconstructivism
 
نظريات عمارة
نظريات عمارةنظريات عمارة
نظريات عمارة
 
Qu'est ce que la sociologie ?
Qu'est ce que la sociologie ? Qu'est ce que la sociologie ?
Qu'est ce que la sociologie ?
 

Similar to الإتجاه الوضعي في ميزان مدرسة فرانكفورت

المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحث
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحثالمخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحث
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحثHassan Kourani
 
إميل دوركهايم والتأسيس السوسيولوجي للحداثة
إميل دوركهايم والتأسيس السوسيولوجي للحداثةإميل دوركهايم والتأسيس السوسيولوجي للحداثة
إميل دوركهايم والتأسيس السوسيولوجي للحداثةحسن قروق
 
Mrs Siminar08
Mrs Siminar08Mrs Siminar08
Mrs Siminar08lokio
 
Conceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعه
Conceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعهConceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعه
Conceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعهMohamad Gomaa
 
شغل المدرسة المعدل
شغل المدرسة المعدلشغل المدرسة المعدل
شغل المدرسة المعدلAbeer Rizk
 
خصائص المعرفة العلمية
خصائص المعرفة العلميةخصائص المعرفة العلمية
خصائص المعرفة العلميةssuserf17be81
 
النظرية الأساسية Basic theory
النظرية الأساسية Basic theoryالنظرية الأساسية Basic theory
النظرية الأساسية Basic theoryطيبة الزنيدي
 
المخطط الأساسيّ للبحث يُستفاد منه في مقدمة البحث
المخطط الأساسيّ للبحث يُستفاد منه في مقدمة البحثالمخطط الأساسيّ للبحث يُستفاد منه في مقدمة البحث
المخطط الأساسيّ للبحث يُستفاد منه في مقدمة البحثHassan Kourani
 
بحث المؤتمر تركيا- علم الاجتماع 2020
بحث المؤتمر   تركيا- علم الاجتماع 2020بحث المؤتمر   تركيا- علم الاجتماع 2020
بحث المؤتمر تركيا- علم الاجتماع 2020Rula alsawalqa
 
نظرية ترتيب الاولويات لينكد إن
نظرية ترتيب الاولويات   لينكد إننظرية ترتيب الاولويات   لينكد إن
نظرية ترتيب الاولويات لينكد إنFatema36
 
أسس المناهج و تنظيماتها7
أسس المناهج و تنظيماتها7أسس المناهج و تنظيماتها7
أسس المناهج و تنظيماتها7bakork
 
الإشكال 2 العقلانية العلمية
الإشكال 2 العقلانية العلميةالإشكال 2 العقلانية العلمية
الإشكال 2 العقلانية العلميةnadagh13
 
التفكير الابداعي في مناهج الدراسيه لمواد العلوم الشرعية
التفكير الابداعي في مناهج الدراسيه لمواد العلوم الشرعيةالتفكير الابداعي في مناهج الدراسيه لمواد العلوم الشرعية
التفكير الابداعي في مناهج الدراسيه لمواد العلوم الشرعيةد.فداء الشنيقات
 
الفصل الثالث
الفصل الثالثالفصل الثالث
الفصل الثالثEhab Hamdi
 
تاريخ مناهج البحث
تاريخ مناهج البحثتاريخ مناهج البحث
تاريخ مناهج البحثnashwa mohammed
 
محاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعه
محاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعهمحاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعه
محاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعهMohamad Gomaa
 
بحث قصير حول التقويم التربوي الشامل
بحث قصير حول التقويم التربوي الشاملبحث قصير حول التقويم التربوي الشامل
بحث قصير حول التقويم التربوي الشاملHassan Kourani
 
بحث عن عالم الاجتماع تالكوت بارسونز
بحث عن عالم الاجتماع تالكوت بارسونزبحث عن عالم الاجتماع تالكوت بارسونز
بحث عن عالم الاجتماع تالكوت بارسونزMubarak Al daossri
 
الدرس الرابع
الدرس الرابعالدرس الرابع
الدرس الرابعsama4457
 

Similar to الإتجاه الوضعي في ميزان مدرسة فرانكفورت (20)

المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحث
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحثالمخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحث
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحث
 
إميل دوركهايم والتأسيس السوسيولوجي للحداثة
إميل دوركهايم والتأسيس السوسيولوجي للحداثةإميل دوركهايم والتأسيس السوسيولوجي للحداثة
إميل دوركهايم والتأسيس السوسيولوجي للحداثة
 
Mrs Siminar08
Mrs Siminar08Mrs Siminar08
Mrs Siminar08
 
Conceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعه
Conceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعهConceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعه
Conceptualizationالتصوُّر f6 محاضرة دكتور محمد جمعه
 
شغل المدرسة المعدل
شغل المدرسة المعدلشغل المدرسة المعدل
شغل المدرسة المعدل
 
خصائص المعرفة العلمية
خصائص المعرفة العلميةخصائص المعرفة العلمية
خصائص المعرفة العلمية
 
النظرية الأساسية Basic theory
النظرية الأساسية Basic theoryالنظرية الأساسية Basic theory
النظرية الأساسية Basic theory
 
المخطط الأساسيّ للبحث يُستفاد منه في مقدمة البحث
المخطط الأساسيّ للبحث يُستفاد منه في مقدمة البحثالمخطط الأساسيّ للبحث يُستفاد منه في مقدمة البحث
المخطط الأساسيّ للبحث يُستفاد منه في مقدمة البحث
 
بحث المؤتمر تركيا- علم الاجتماع 2020
بحث المؤتمر   تركيا- علم الاجتماع 2020بحث المؤتمر   تركيا- علم الاجتماع 2020
بحث المؤتمر تركيا- علم الاجتماع 2020
 
نظرية ترتيب الاولويات لينكد إن
نظرية ترتيب الاولويات   لينكد إننظرية ترتيب الاولويات   لينكد إن
نظرية ترتيب الاولويات لينكد إن
 
أسس المناهج و تنظيماتها7
أسس المناهج و تنظيماتها7أسس المناهج و تنظيماتها7
أسس المناهج و تنظيماتها7
 
الإشكال 2 العقلانية العلمية
الإشكال 2 العقلانية العلميةالإشكال 2 العقلانية العلمية
الإشكال 2 العقلانية العلمية
 
التفكير الابداعي في مناهج الدراسيه لمواد العلوم الشرعية
التفكير الابداعي في مناهج الدراسيه لمواد العلوم الشرعيةالتفكير الابداعي في مناهج الدراسيه لمواد العلوم الشرعية
التفكير الابداعي في مناهج الدراسيه لمواد العلوم الشرعية
 
الفصل الثالث
الفصل الثالثالفصل الثالث
الفصل الثالث
 
تاريخ مناهج البحث
تاريخ مناهج البحثتاريخ مناهج البحث
تاريخ مناهج البحث
 
محاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعه
محاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعهمحاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعه
محاضرةF 5 مهارات التعميمgeneralization- دكتور محمد جمعه
 
نظـــــريات ماكس فيبر
نظـــــريات ماكس فيبر   نظـــــريات ماكس فيبر
نظـــــريات ماكس فيبر
 
بحث قصير حول التقويم التربوي الشامل
بحث قصير حول التقويم التربوي الشاملبحث قصير حول التقويم التربوي الشامل
بحث قصير حول التقويم التربوي الشامل
 
بحث عن عالم الاجتماع تالكوت بارسونز
بحث عن عالم الاجتماع تالكوت بارسونزبحث عن عالم الاجتماع تالكوت بارسونز
بحث عن عالم الاجتماع تالكوت بارسونز
 
الدرس الرابع
الدرس الرابعالدرس الرابع
الدرس الرابع
 

Recently uploaded

التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptx
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptxالتعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptx
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptxyjana1298
 
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdf
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdfالتعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdf
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdfNaseej Academy أكاديمية نسيج
 
الترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptx
الترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptxالترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptx
الترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptxssuser53c5fe
 
لطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابي
لطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابيلطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابي
لطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابيfjalali2
 
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptx
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptxالصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptx
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptxv2mt8mtspw
 
الملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمى
الملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمىالملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمى
الملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمىGamal Mansour
 
الكيمياء 1.pdf.............................................
الكيمياء 1.pdf.............................................الكيمياء 1.pdf.............................................
الكيمياء 1.pdf.............................................zinhabdullah93
 

Recently uploaded (7)

التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptx
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptxالتعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptx
التعلم المؤسسي في المؤسسات الأكاديمية. pptx
 
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdf
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdfالتعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdf
التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مواطن التحدي ومناهل الفرص _.pdf
 
الترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptx
الترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptxالترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptx
الترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptx
 
لطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابي
لطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابيلطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابي
لطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابي
 
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptx
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptxالصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptx
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptx
 
الملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمى
الملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمىالملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمى
الملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية للبحث العلمى
 
الكيمياء 1.pdf.............................................
الكيمياء 1.pdf.............................................الكيمياء 1.pdf.............................................
الكيمياء 1.pdf.............................................
 

الإتجاه الوضعي في ميزان مدرسة فرانكفورت

  • 1. ‫موضوع‬ ‫حول‬ ‫ورقة‬: ‫فرانكفورت‬ ‫لمدرسة‬ ‫النقدية‬ ‫النظرية‬ ‫ميزان‬ ‫في‬ ‫الوضعية‬ ‫المدرسة‬. ‫وتقديم‬ ‫إعداد‬:‫الدكالي‬ ‫رشيد‬ ‫البريد‬‫اإللكتروني‬:eddokkaly32@gmail.com ‫الجامعية‬ ‫السنة‬: 6102-6102
  • 2. ‫النقد‬ ‫مفهوم‬ ‫تحديد‬ ‫سبيل‬ ‫في‬‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬ ‫عند‬: ‫إبدائها‬ ‫على‬ ‫يعمل‬ ‫التي‬ ‫االعتبارات‬ ‫لجدة‬ ‫نظرا‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬ ‫لدى‬ ‫أساسي‬ ‫مفهوم‬ ‫يعتبر‬ ‫والتفسير‬ ‫الفهم‬ ‫منطلق‬ ‫من‬ ‫ومعرفتها‬. ‫كبداهات‬ ‫األشياء‬ ‫تطرح‬ ‫أو‬ ‫باألشياء‬ ‫تسلم‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫ألنها‬ ‫بالنقد‬ ‫أخذت‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬ ‫ال‬ ‫يجب‬ ،‫ومسلمات‬‫وإن‬ ‫نقد‬ ‫بدون‬ ‫تسلم‬ ‫أن‬ ‫ترضى‬ ‫ال‬ ‫فهي‬ ،‫وتمحيص‬ ‫نقد‬ ‫محط‬ ‫موضعتها‬ ‫وعدم‬ ‫بها‬ ‫تسليم‬ ‫المستقرة‬ ‫والمثالية‬ ‫اإلجتماعية‬ ‫الحياة‬ ‫بأشكال‬ ‫وال‬ ‫والفلسفية‬ ‫العلمية‬ ‫باألفكار‬ ‫األمر‬ ‫تعلق‬.‫النقد‬ ‫يكون‬ ‫وبهذا‬ ‫لع‬ ‫والعملي‬ ‫العقلي‬ ‫الجهد‬ ‫ذلك‬ ‫هو‬ ‫النقد‬ ‫أن‬ ‫باعتبار‬ ‫ودراسته‬ ‫القائم‬ ‫للواقع‬ ‫تمحيص‬ ‫محطة‬‫األفكار‬ ‫قبول‬ ‫دم‬ ،‫القائمة‬ ‫والتاريخية‬ ‫االجتماعية‬ ‫والظروف‬ ‫والسلوك‬ ‫الفعل‬ ‫وأساليب‬‫وتأثر‬‫تربط‬ ‫التي‬ ‫االجتماعية‬ ‫العالقات‬ ‫أعمى‬ ‫تقبال‬ ‫ومجتمعه‬ ‫بعالمه‬ ‫اإلنسان‬.‫أن‬ ‫القول‬ ‫يمكن‬ ‫المعنى‬ ‫وبهذا‬‫األمور‬ ‫الى‬ ‫للنظر‬ ‫العقل‬ ‫جدل‬ ‫هو‬ ‫النقد‬ ‫وعقالنية‬ ‫بحكمة‬.1 ‫منظومة‬ ‫تعتبر‬‫وجدت‬ ‫أن‬ ‫فتأت‬ ‫ما‬ ‫التي‬ ‫الحديثة‬ ‫السوسيولوجية‬ ‫التيارات‬ ‫أهم‬ ‫أحد‬ ‫اإلجتماعي‬ ‫النقد‬ ‫بنظيرا‬ ‫مقارنة‬ ‫الكبيرة‬ ‫الفكرية‬ ‫و‬ ‫السوسيولوجية‬ ‫الساحة‬ ‫في‬ ‫مكانا‬ ‫لنفسها‬‫تها‬‫من‬ ‫بالرغم‬ ‫و‬ ،‫مثال‬ ‫كالوظيفية‬ ‫توجها‬ ‫تعدد‬‫تها‬‫تفسيرا‬ ‫إختالف‬ ‫و‬‫تها‬‫تبقى‬"‫فرانكفور‬ ‫مدرسة‬‫ت‬"‫التيار‬ ‫لهذا‬ ‫النابض‬ ‫القلب‬‫من‬ ‫يحمله‬ ‫بما‬ ‫معنى‬،‫النقد‬ ‫لعملية‬‫واع‬ ‫عقلية‬ ‫كحركة‬‫ية‬‫تهد‬‫تحرير‬ ‫إلى‬ ‫ف‬‫المج‬،‫الزائفة‬ ‫األيديولوجية‬ ‫القيود‬ ‫من‬ ‫تمع‬‫و‬ ‫المنظومات‬ ‫و‬ ‫البشر‬ ‫على‬ ‫السيطرة‬ ‫حاولت‬ ‫التي‬ ‫الرأسمالية‬ ‫أشكال‬ ‫لكل‬ ‫القطعي‬ ‫الرفض‬ ‫في‬ ‫أساسا‬ ‫المتمثلة‬ ،‫مادية‬ ‫و‬ ‫فكرية‬ ‫قوة‬ ‫من‬ ‫أوتيت‬ ‫ما‬ ‫بكل‬‫ا‬ ‫المستوى‬ ‫على‬ ‫ذلك‬ ‫و‬‫الذي‬ ‫و‬ ‫التكنولوجي‬ ‫أو‬ ‫السياسي‬ ‫أو‬ ‫القتصادي‬ ‫ا‬ ‫تشهدها‬ ‫التي‬ ‫التصنيع‬ ‫حركة‬ ‫في‬ ‫أساسا‬ ‫الحاضر‬ ‫الوقت‬ ‫في‬ ‫تمثل‬‫لمجتمعا‬‫إمتالك‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬ ‫المتقدمة‬ ‫ت‬ ‫االتصال‬ ‫و‬ ‫اإلعالم‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫الحديثة‬ ‫التكنولوجية‬ ‫الوسائل‬.‫ا‬ ‫أن‬ ‫إعتبار‬ ‫على‬‫لمجتمع‬‫يمتلك‬ ‫أصبح‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫المعلومة‬‫المجتمع‬‫يسي‬ ‫الذي‬،‫يقود‬ ‫و‬ ‫ر‬‫الرهانات‬ ‫هذه‬ ‫بمثل‬ ‫مرهون‬ ‫البشر‬ ‫مستقبل‬ ‫أصبح‬ ‫ثم‬ ‫من‬ ‫و‬ ‫تحليال‬ ‫منها‬ ‫حذرت‬ ‫التي‬ ‫الخطيرة‬‫ت‬‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬‫المناسبات‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫في‬. ‫و‬‫أن‬ ‫القول‬ ‫يمكن‬ ‫المعنى‬ ‫بهذا‬‫فن‬ ‫وهو‬ ،‫النقد‬ ‫هو‬ ‫النظرية‬ ‫هذه‬ ‫عليها‬ ‫تقوم‬ ‫التي‬ ‫األسس‬ ‫أهم‬ ‫من‬ ‫الخطأ‬ ‫من‬ ‫الصحيح‬ ‫واستخالص‬ ‫الحقائق‬ ‫بين‬ ‫الفصل‬ ‫أي‬ ،‫الحكم‬.‫تهيئة‬ ‫هدفها‬ ‫عقالنية‬ ‫تحكيم‬ ‫أداة‬ ‫وهو‬ ‫اإلنسانية‬ ‫للذات‬ ‫االعتبار‬ ‫وإعادة‬ ‫الوعي‬.‫وتطوير‬ ‫العالم‬ ‫لفهم‬ ‫جادة‬ ‫محاولة‬ ‫انه‬‫ثقافة‬ ‫يرسخ‬ ‫نقدي‬ ‫عقل‬ ‫واإل‬ ‫التساؤل‬‫بدا‬‫ع‬.‫معرفة‬ ‫بدوره‬ ‫يعكس‬ ‫الشك‬ ‫وان‬ ‫والجزئية‬ ‫الكلية‬ ‫بالحقيقة‬ ‫الشك‬ ‫فهو‬ ‫النقد‬ ‫محرك‬ ‫أما‬ ‫شرط‬ ،‫أخرى‬‫أ‬‫ن‬‫بالشكل‬ ‫وليس‬ ‫بالموضوع‬ ‫ويهتم‬ ً‫ا‬‫وعقالني‬ ً‫ا‬‫داخلي‬ ‫النقد‬ ‫يكون‬. ‫تناوله‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬ ‫حاولت‬ ‫موضوع‬ ‫عن‬ ‫نكشف‬ ‫أن‬ ‫الورقة‬ ‫هذه‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫وسنحاول‬ ‫المؤسس‬ ‫الوضعي‬ ‫اإلتجاه‬ ‫أو‬ ‫المدرسة‬ ‫وهو‬ ‫والمعرفية‬ ‫العلمية‬ ‫ألهميته‬ ‫نظرا‬ ‫والنقد‬ ‫والتحليل‬ ‫بالدراسة‬ ‫يرى‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ،‫اإلجتماعية‬ ‫للظواهر‬ ‫السوسيولوجي‬ ‫للتحليل‬ ‫األولى‬ ‫للبنات‬ ‫والمقعد‬‫اإلجتماع‬ ‫لعلم‬ ‫البد‬ ‫أنه‬ ‫معرفة‬ ‫وإنتاج‬ ‫العلمية‬ ‫إلى‬ ‫للوصول‬ ‫أساسي‬ ‫كرهان‬ ‫الطبيعة‬ ‫لعلوم‬ ‫والمنهجية‬ ‫النظرية‬ ‫بالقواعد‬ ‫يأخذ‬ ‫أن‬ 1 ‫المحك‬ ‫على‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬ ‫براديغم‬ ،‫فوزي‬ ‫دمحم‬ ‫كنزاي‬:‫العدد‬ ،‫اإلنسانية‬ ‫والدراسات‬ ‫البحوث‬ ‫مجلة‬ ،‫اتصالي‬ ‫منظور‬9-6102‫جامعة‬ ،61‫أوت‬0911-،‫سكيكدة‬ ‫الجزائر،ص‬016-066.
  • 3. ‫المجتمعية‬ ‫الظواهر‬ ‫تحكم‬ ‫منتظمة‬ ‫خطية‬ ‫بقوانين‬ ‫األمر‬ ‫يتعلق‬ ،‫وموضوعية‬ ‫علمية‬.‫من‬ ‫الحال‬ ‫بطبيعة‬ ‫وهذا‬ ‫اإلبستمولو‬ ‫األسس‬ ‫إلى‬ ‫يعود‬ ‫المعرفي‬ ‫تراكمنا‬ ‫خالل‬‫لعلم‬ ‫األوائل‬ ‫المؤسسون‬ ‫إليها‬ ‫يستند‬ ‫كان‬ ‫التي‬ ‫جية‬ ،‫للعلم‬ ‫نموذجين‬ ‫بين‬ ‫للتمييز‬ ‫مبرر‬ ‫ال‬ ‫أنه‬ ‫أي‬ ،‫العلم‬ ‫لتصور‬ ‫األحادية‬ ‫النظرة‬ ‫عن‬ ‫هنا‬ ‫أتحدث‬ ‫اإلجتماع‬ ،‫والمجتمعية‬ ‫اإلنسانية‬ ‫للموضوعات‬ ‫والثاني‬ ،‫الطبيعية‬ ‫للموضوعات‬ ‫أحدهما‬-‫غاستون‬ ‫حاول‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫نظري‬ ‫في‬ ‫إبدائه‬ ‫باألساس‬ ‫باشالر‬‫اإلبستمولوجيا‬ ‫في‬ ‫ته‬–‫الركائز‬ ‫كون‬ ‫القول‬ ‫معه‬ ‫يمكن‬ ‫المنطلق‬ ‫هذا‬ ‫ومن‬ ‫اإلتجاه‬ ‫هذا‬ ‫يمارسها‬ ‫التي‬-‫اإلجتماع‬ ‫لعلم‬ ‫أسس‬ ‫الذي‬–‫المجتمعي‬ ‫للموضوع‬ ‫بناءه‬ ‫في‬( L’objet Social )‫الطبيعة‬ ‫علوم‬ ‫في‬ ‫لها‬ ‫مرجعا‬ ‫تأخذ‬(‫في‬ ‫المتبع‬ ‫المنهج‬ ‫أو‬ ‫العلم‬ ‫موضوع‬ ‫بناء‬ ‫جانب‬ ‫من‬ ‫سواء‬ ‫وا‬ ‫الدراسة‬‫والتفسير‬ ‫لتحليل‬)‫هذه‬ ‫ورقتنا‬ ‫عنوان‬ ‫جاء‬ ‫لهذا‬ ،"‫النقدية‬ ‫النظرية‬ ‫ميزان‬ ‫في‬ ‫الوضعية‬ ‫المدرسة‬ ‫فرانكفورت‬ ‫لمدرسة‬"‫التالية‬ ‫التساؤالت‬ ‫نطرح‬ ‫السابقة‬ ‫اإلعتبارات‬ ‫من‬ ‫وانطالقا‬:‫انتقادات‬ ‫جاءت‬ ‫كيف‬ ‫اإلنتقادات‬ ‫لهذه‬ ‫المبررة‬ ‫اإلعتبارات‬ ‫وماهي‬ ‫؟‬ ‫الوضعية‬ ‫للمدرسة‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬‫ما‬ ‫آخر‬ ‫بتعبير‬ ‫أو‬ ‫؟‬ ‫علم‬ ‫في‬ ‫الوضعية‬ ‫المدرسة‬ ‫نقد‬ ‫نحو‬ ‫فرانكفورت‬ ‫لمدرسة‬ ‫النقدية‬ ‫النظرية‬ ‫اتجاه‬ ‫تفسر‬ ‫التي‬ ‫المبررات‬ ‫هي‬ ‫؟‬ ‫بالخصوص‬ ‫اإلجتماع‬. ‫في‬ ،‫األداتي‬ ‫التفكير‬ ‫وضحت‬ ‫التي‬ ‫الوضعية‬ ‫النزعة‬ ‫نقد‬ ‫على‬ ‫بدورها‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬ ‫عملت‬ ‫لقد‬ ‫العلمي‬ ‫التفكير‬ ‫أسلوب‬‫مع‬ ‫خاصة‬ ‫والتقني‬"‫كونت‬ ‫أوغست‬"‫بنفس‬ ‫المجتمع‬ ‫دراسة‬ ‫بإمكانية‬ ‫يقول‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫اإلجتماع‬ ‫لعلم‬ ‫يتحقق‬ ‫حتى‬ ‫وهذا‬ ،‫الطبيعية‬ ‫العلوم‬ ‫بها‬ ‫تدرس‬ ‫التي‬ ‫المنهجية‬ ‫والخطوات‬ ‫والطرق‬ ‫األساليب‬ ‫إلى‬ ‫ويصل‬ ،‫علمية‬ ‫ونتائج‬ ‫معرفيا‬ ‫تقدما‬"‫القوانين‬"‫أن‬ ‫باعتبار‬ ،‫والمجتمعات‬ ‫الشعوب‬ ‫تحكم‬ ‫التي‬‫يتم‬ ‫ه‬ ‫متفاوتة‬ ‫بدرجات‬ ‫ولكن‬ ،‫عامة‬ ‫قوانين‬ ‫تحكمها‬ ‫التي‬ ‫القوانين‬ ‫من‬ ‫مركب‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫المجتمع‬ ‫إلى‬ ‫النظر‬. ‫أما‬‫دور‬‫السوسيولوجي‬‫فيتمثل‬‫في‬‫مالحظة‬‫الظواهر‬‫مشاهد‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫بتسجيل‬ ‫واإلكتفاء‬ ،‫االجتماعية‬ ‫وتحليل‬،‫الظواهر‬ ‫هذه‬‫ووصفها‬‫بأكثر‬‫دقه‬‫ممكنة‬‫اعتمادا‬‫على‬،‫اإلختبار‬‫و‬‫احترام‬‫الحياد‬‫والموضوعية‬ ‫أثناء‬،‫البحث‬‫انطالقا‬‫من‬‫هذا‬‫فإن‬‫تغيير‬ ‫مسألة‬‫المجتمع‬‫ليس‬‫عمال‬‫علميا‬.‫لقد‬‫اتجه‬‫المذهب‬‫الوضعي‬‫إلى‬ ‫جعل‬‫دراسة‬‫المجتمع‬‫مماثلة‬‫لدراسة‬،‫الطبيعة‬‫بحيث‬‫أن‬‫العلم‬‫الطبيعي‬-‫وال‬‫سيما‬‫البيولوجي‬2 ‫مرحلة‬ ‫في‬ ‫ثانية‬ ‫مرحلة‬ ‫في‬ ‫والرياضيات‬ ‫الفيزياء‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫أولى‬-‫أصبح‬‫األنموذج‬‫المنهجي‬‫للنظرية‬،‫السوسيولوجية‬ ‫أن‬ ‫هو‬ ‫وهدفها‬‫تجعل‬‫من‬‫الدراسة‬‫السوسيولوجية‬‫علما‬‫يبحث‬-‫كما‬‫قلنا‬-‫في‬‫قوانين‬‫اجتماعية‬‫مشابهة‬‫في‬ ‫صحتها‬‫ودقتها‬‫للقوانين‬،‫الفيزيائية‬‫ألن‬‫حركة‬‫المجتمع‬‫تخضع‬‫كم‬‫ا‬‫يقول‬"‫أوغست‬‫كونت‬"‫بالضرورة‬‫لهذه‬ ‫القوانين‬‫التي‬‫ال‬،‫تتغير‬‫بدال‬‫من‬‫أن‬‫يحكمها‬‫نوع‬‫من‬‫اإلرادة‬. ‫إن‬‫الوضعية‬‫بهذا‬‫المعنى‬‫في‬‫ايالئها‬‫العناية‬‫لما‬‫هو‬‫موجود‬‫وقائم‬‫والحياد‬‫تجاه‬‫دراسة‬‫الظواهر‬ ‫االجتماعية‬‫فإنها‬‫تقر‬‫الوضع‬‫االجتماعي‬،‫القائم‬‫والمصالح‬‫المهيمنة‬‫فيه‬‫وتعترض‬‫سبيل‬‫أي‬‫تغيير‬‫جذري‬ ‫له‬.‫يعتبر‬‫هذا‬‫مدعاة‬‫للحفاظ‬‫على‬‫الوضع‬‫القائم‬‫ويؤدي‬‫هذا‬‫إلى‬‫التخلي‬‫عن‬‫نقد‬،‫المجتمع‬‫و‬‫طرح‬‫أهداف‬ 2 ‫با‬ ‫المتعلقة‬ ‫والمحطات‬ ‫والقواعد‬ ،‫العلم‬ ‫بموضوع‬ ‫المتعلقة‬ ‫النظرية‬ ‫والتصورات‬ ‫القواعد‬ ‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫في‬ ‫الوضعية‬ ‫المدرسة‬ ‫استمدت‬ ‫حيث‬‫البيولوجيا‬ ‫من‬ ،‫لمنهج‬. ‫الت‬ ‫دراسة‬ ‫في‬ ‫نظريا‬ ‫إطارا‬ ‫منه‬ ‫متخذة‬ ،‫البيولوجي‬ ‫التطور‬ ‫نموذج‬ ‫الوضعية‬ ‫المدرسة‬ ‫اعتمدت‬ ،‫الموضوع‬ ‫مستوى‬ ‫فعند‬‫قوانين‬ ‫عن‬ ‫الكشف‬ ‫إلى‬ ‫وسعت‬ ،‫المجتمعي‬ ‫طور‬ ‫اإلثنوغرا‬ ‫آراء‬ ‫إلى‬ ‫باإلستناد‬ ،‫التطور‬ ‫مراحل‬ ‫في‬ ‫نقطة‬ ‫أعلى‬ ‫تمثل‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫مجتمعات‬ ‫إلى‬ ‫النظر‬ ‫سياق‬ ‫في‬ ‫بأسره‬ ‫التطور‬‫المجتمعات‬ ‫أن‬ ‫كون‬ ‫في‬ ‫فيين‬ ‫المجتمعات‬ ‫لكل‬ ‫البداية‬ ‫نقطة‬ ‫هي‬ ‫البدائية‬.‫م‬ ‫بالرغم‬ ،‫المنهج‬ ‫مستوى‬ ‫وعند‬‫الذي‬ ‫التجربة‬ ‫نموذج‬ ‫يجد‬ ‫أن‬ ‫يستطع‬ ‫لم‬ ‫منهم‬ ‫احدا‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ،‫المخبرية‬ ‫التجربة‬ ‫بأهمية‬ ‫اإلقرار‬ ‫ن‬ ‫مس‬ ‫كانت‬ ‫المقارنة‬ ‫أن‬ ‫األخص‬ ‫وعلى‬ ،‫للتجربة‬ ‫المنهجي‬ ‫البديل‬ ‫هي‬ ‫المقارنة‬ ‫كانت‬ ‫المقابل‬ ‫وفي‬ ،‫اإلجتماعية‬ ‫الوقائع‬ ‫دراسة‬ ‫في‬ ‫يطبق‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬‫البيولوجيا‬ ‫في‬ ‫تخدمة‬- ‫نموذج‬ ‫العضوية‬ ‫المماثلة‬‫ا‬–(‫العلم‬ ‫فلسفة‬ ‫في‬ ‫دراسة‬ ‫اإلجتماع‬ ‫علم‬ ‫في‬ ‫والمدارس‬ ‫اإلتجاهات‬ ،‫ابراهيم‬ ‫هللا‬ ‫عبد‬(‫اإلبستمولوجيا‬)،‫الثانية‬ ‫الطبعة‬ ،‫العربي‬ ‫الثقافي‬ ‫المركز‬ 6101‫ص‬ ‫لبنان‬ ،99)
  • 4. ‫إنسانية‬‫عليا‬‫للتحقيق‬.‫فالنقد‬‫لم‬‫يعد‬‫له‬‫مصداقية‬‫وكل‬‫من‬‫المعرفة‬‫والفكر‬‫شأنهما‬‫شأن‬‫العلم‬‫لم‬‫يعد‬‫لهما‬‫غاية‬ ‫إال‬‫إعادة‬‫إنتاج‬،‫المجتمع‬‫في‬‫حين‬‫كان‬‫يجب‬‫أن‬‫تتجه‬‫الدراسات‬‫السوسيولوجية‬‫نحو‬‫نقد‬‫الحياة‬‫االجتماعية‬ ،‫القائمة‬‫ليصبح‬‫وعي‬‫المجتمع‬‫بحاله‬‫والكشف‬‫عن‬‫كل‬‫تناقضاته‬.‫وإذا‬‫لم‬‫يتحقق‬‫هذا‬‫النقد‬‫فستتحول‬‫هذه‬ ‫الدراسات‬‫في‬‫مفهومها‬‫الوضعي‬‫العلموي‬‫إلى‬‫تبرير‬‫ما‬‫هو‬‫وسائد‬ ‫موجود‬‫في‬‫المجتمع‬.‫ولهذا‬‫اعترض‬ "‫هابرماز‬"‫على‬‫النزعة‬‫الوضعية‬‫بخصوص‬‫موقفها‬‫من‬‫المعرفة‬،‫العلمية‬‫وخاصة‬‫في‬‫مجال‬‫العلوم‬ ‫الفيزيائية‬‫والرياضية‬‫على‬‫دورها‬‫اإليديولوجي‬‫من‬‫حيث‬‫أنها‬‫نزعة‬‫قد‬‫تضفي‬‫صفة‬‫الشرعية‬‫على‬‫أشكال‬ ‫الرقابة‬‫والقمع‬‫في‬‫المجتمع‬‫الصناعي‬‫المتقدم‬.‫برفع‬.‫شعار‬"‫حياد‬"‫العلم‬‫والتقنية‬‫ومناداتها‬‫بضرورة‬‫توافر‬ ‫ذلك‬‫حتى‬‫في‬‫الدراسات‬‫السوسيولوجية‬‫كشرط‬‫الزم‬‫للحاق‬‫بركب‬‫العلوم‬‫الفيزيائية‬،‫والرياضية‬‫وتحقيق‬ ‫تقدم‬‫علمي‬‫في‬‫هذا‬،‫المجال‬‫غير‬‫أنه‬‫شرط‬‫يتجاهل‬‫خصوصية‬‫العلوم‬‫االجتماعية‬‫وطبيعة‬‫أساسها‬ ‫اإلبستمولوجي‬. ‫لقد‬‫ن‬‫قل‬‫منطق‬‫السيطرة‬‫بالكامل‬‫للتحكم‬‫في‬‫اإلنسان‬‫لهذا‬‫يرفض‬‫مفكري‬‫مدرسة‬‫فرانكفورت‬‫أي‬ "‫تماثل‬‫معرفي‬"‫قد‬‫يقوم‬‫بين‬‫الظواهر‬‫الطبيعية‬‫والظواهر‬‫اإلجتماعية‬.‫ألن‬‫الحياة‬‫االجتماعية‬‫ال‬‫تخضع‬ ‫للقوانين‬‫التي‬‫تحكم‬‫الظواهر‬‫الطبيعية‬‫األمر‬‫الذي‬‫حذا‬‫بهؤالء‬‫لنقد‬‫النزعة‬‫الوضعية‬‫و‬‫العلموية‬.‫والكشف‬ ‫عن‬‫خلفيتها‬‫اإليديولوجية‬‫أصبحت‬ ‫التي‬‫القائمة‬ ‫المجتمعات‬ ‫على‬ ‫للشرعية‬ ‫مباشر‬ ‫غير‬ ‫إخفاء‬ ‫على‬ ‫تعمل‬ ‫التي‬ ‫المجتمعات‬ ‫وهي‬ ‫السيطرة‬ ‫على‬‫تستند‬‫الى‬‫المعرفة‬‫العلمية‬‫والتقنية‬‫التي‬‫تكرس‬‫هذه‬‫السيطرة‬‫على‬ ،‫الفرد‬(‫السيطرة‬ ‫فيه‬ ‫كانت‬ ‫وقت‬ ‫في‬‫يمارس‬‫ها‬‫وطاغية‬ ‫مستبد‬ ‫حاكم‬‫والوراثة‬ ‫األعراف‬ ‫على‬ ‫شرعيته‬ ‫تستند‬ ‫والدين‬......‫والهيمنة‬ ‫السيطرة‬ ‫أشكال‬ ‫على‬ ‫الشرعية‬ ‫تضفي‬ ‫التي‬ ‫المرتكزات‬ ‫من‬ ‫وخالفه‬)‫ف‬‫هذه‬ ‫السيطرة‬ ‫مستوى‬ ‫من‬ ‫انطالقا‬ ‫ال‬ ‫تتم‬ ‫فهي‬ ‫هذا‬ ‫عصرنا‬ ‫في‬ ‫أما‬ ،‫منطقي‬ ‫أو‬ ‫عقلي‬ ‫أساس‬ ‫أي‬ ‫على‬ ‫مكنوناتها‬ ‫في‬ ‫تستند‬ ‫ال‬ ‫و‬ ،‫والتقني‬ ‫الطبيعي‬ ‫الالنضج‬ ‫من‬ ‫محدد‬‫قوة‬ ‫موقف‬ ‫من‬ ‫انطالقا‬ ‫إنما‬.‫المعاصر‬ ‫المجتمع‬ ‫فطبقات‬(‫الفكرية‬ ‫والمادية‬)‫األفراد‬ ‫على‬ ‫المجتمع‬ ‫هيمنة‬ ‫أن‬ ‫معناه‬ ‫وهذا‬ ،‫الماضي‬ ‫في‬ ‫عليه‬ ‫كانت‬ ‫مما‬ ‫يقاس‬ ‫ال‬ ‫بما‬ ‫أعظم‬ ‫اليوم‬ ‫من‬ ‫األمس‬ ‫عليه‬ ‫كانت‬ ‫مما‬ ‫أعظم‬.‫ف‬ ‫وبالتالي‬‫المعرفة‬‫العلمية‬‫والتقنية‬‫التي‬‫تكرس‬‫هذه‬‫السيطرة‬‫على‬ ‫الفرد‬‫و‬‫ال‬‫تي‬‫تتمظهر‬‫في‬‫دعائمها‬‫كنظام‬‫كامل‬‫يوجه‬‫التقدم‬‫ويخلق‬‫أشكال‬‫من‬‫الحياة‬‫االجتماعية‬‫تبدو‬ ‫وكأنها‬‫منسجمة‬‫مع‬‫نظام‬‫القوى‬‫المعارضة‬‫وتبطل‬‫جدوى‬‫كل‬‫احتجاج‬‫باسم‬‫اآلفاق‬،‫التاريخية‬‫وتحرير‬ ‫اإلنسان‬‫ولهذا‬‫أصبحت‬‫هذه‬‫المجتمعات‬‫تبدو‬‫وكأنها‬‫قادرة‬‫على‬‫الحيلولة‬‫دون‬‫أي‬‫تغيير‬،‫اجتماعي‬‫أي‬‫دون‬ ‫أي‬‫تحول‬‫نوعي‬‫يمكن‬‫أن‬‫يؤدي‬‫إلى‬‫قيام‬‫وضع‬‫جديد‬‫أو‬‫مؤسسات‬‫مختلفة‬‫اختالفا‬‫جوهريا‬‫وإلى‬‫ظهور‬ ‫نمط‬‫جديد‬،‫للحياة‬‫ولهذا‬‫أصبحت‬‫هذه‬‫المجتمعات‬‫القائمة‬‫تضع‬‫العراقيل‬‫أمام‬‫أي‬‫التغيير‬‫اإلجتماعي‬. ‫تلتزم‬ ‫لم‬ ‫العلمية‬ ‫المعرفة‬ ‫بأن‬ ‫القول‬ ‫يمكن‬ ‫المعنى‬ ‫وبهذا‬"‫العلمي‬ ‫الحياد‬"‫بل‬ ،‫بها‬ ‫منوطا‬ ‫كان‬ ‫كما‬ ، ‫الضخمة‬ ‫اإلنتاج‬ ‫ألجهزة‬ ‫إخضاعه‬ ‫قصد‬ ‫اإلنسان‬ ‫على‬ ‫السيطرة‬ ‫في‬ ‫وتوظف‬ ‫تستعمل‬ ‫أداة‬ ‫إلى‬ ‫تحولت‬ ‫أن‬ ‫األفراد‬ ‫يكيف‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫التي‬ ،‫واإلستهالكية‬ ‫والبيروقراطية‬ ‫اإلدارية‬ ‫والمؤسسات‬‫ضغوطها‬ ‫مع‬ ‫فسهم‬ ‫إلى‬ ‫األحيان‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫في‬ ‫األمر‬ ‫بهم‬ ‫ويبلغ‬ ‫بل‬ ،‫طبيعتهم‬ ‫قمع‬ ‫إلى‬ ‫ذلك‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫ويضطرون‬ ‫ومطالبها‬"‫عدم‬ ‫الشعور‬"‫بل‬ ،‫سلوكهم‬ ‫أنماط‬ ‫توحد‬ ‫أصبحت‬ ‫التي‬ ‫والمؤسسات‬ ‫األجهزة‬ ‫تلك‬ ‫عليهم‬ ‫تمارسه‬ ‫الذي‬ ‫بالقمع‬ ‫أكد‬ ‫كما‬ ،‫زائفة‬ ‫وروحية‬ ‫مادية‬ ‫حاجات‬ ‫فيهم‬ ‫وتخلق‬"‫ماركوز‬ ‫هوربرت‬."3 3 ‫للعلوم‬ ‫العربية‬ ‫الدار‬ ،‫هونيث‬ ‫أكسيل‬ ‫إلى‬ ‫هوكهايمر‬ ‫ماكس‬ ‫من‬ ‫فرانكفورت‬ ‫لمدرسة‬ ‫النقدية‬ ‫النظرية‬ ،‫بومنير‬ ‫كمال‬،‫األولى‬ ‫الطبعة‬ ،‫اإلختالف‬ ‫ناشرون،منشورات‬6101، ‫الجزائر‬.
  • 5. ‫أن‬ ‫القول‬ ‫يمكن‬ ‫إذن‬ ‫هكذا‬"‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬"‫حاولت‬ ‫النقدية‬ ‫بالنظرية‬ ‫يعرف‬ ‫ما‬ ‫أو‬‫تأسيس‬ ‫للمجتمع‬ ‫نقدية‬ ‫نظرية‬‫أن‬ ‫إذ‬‫وعلم‬ ‫جديدة‬ ‫نقدية‬ ‫نظرية‬ ‫لصياغة‬ ‫محاولة‬ ‫هو‬ ‫النقدية‬ ‫النظرية‬ ‫به‬ ‫قامت‬ ‫ما‬ ‫التقليدي‬ ‫للفلسفة‬ ‫كبديل‬ ،‫المحدد‬ ‫وميدانه‬ ‫الخاصة‬ ‫مفاهيمه‬ ‫له‬ ‫نقدي‬ ‫اجتماع‬‫الوضعي‬ ‫االجتماع‬ ‫وعلم‬ ‫ة‬ ‫مارست‬ ‫التي‬ ‫واالمبيريقي‬‫أنواعا‬‫وعلم‬ ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬ ‫في‬ ‫طوعي‬ ‫تقويض‬ ‫الى‬ ‫هدفت‬ ‫التي‬ ‫السلطة‬ ‫من‬ ‫االجتماع‬.‫النقدية‬ ‫النظرية‬ ‫وعلى‬‫أ‬‫المما‬ ‫عن‬ ‫تستغني‬ ‫ن‬‫و‬ ‫والقاطعة‬ ‫المسبقة‬ ‫واألحكام‬ ‫ثلة‬‫أ‬‫تكون‬ ‫ن‬ ‫موضوعية‬.‫إن‬‫المجتمع‬ ‫نحو‬ ‫الذاتية‬ ‫المعرفة‬ ‫توجيه‬ ‫الى‬ ً‫ا‬‫أساس‬ ‫يهدف‬ ‫سلبي‬ ‫موقف‬ ‫اتخاذ‬ ‫هو‬ ‫النقد‬ ‫هدف‬ ‫من‬ ‫مكنها‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،‫ايجابية‬ ‫عقالنية‬ ‫مصلحة‬ ‫ونحو‬‫أن‬‫من‬ ‫وتعريته‬ ‫المجتمع‬ ‫نقد‬ ‫هدفها‬ ‫اجتماعية‬ ‫فلسفة‬ ‫تكون‬ ً‫ا‬‫سلبي‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫ورفضه‬ ‫فيه‬ ‫الخلل‬ ‫جوانب‬ ‫عن‬ ‫والكشف‬ ‫القائم‬ ‫النظام‬ ‫نقد‬ ‫خالل‬.‫آخ‬ ‫وبمعنى‬‫المجتمع‬ ‫تعرية‬ ‫ر‬ ‫الصناعي‬-‫أيديولوجية‬ ‫من‬ ‫بها‬ ‫يرتبط‬ ‫وما‬ ‫التكنولوجية‬ ‫وعقالنيته‬ ‫البرجوازي‬. ‫هوركهايمر‬ ‫حاول‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬(HorkHeimer)‫أدورنو‬ ‫تيودور‬ ‫وكذلك‬ ‫جانبه‬ ‫من‬(Theodor Adorno)‫لهما‬ ‫مشترك‬ ‫كتاب‬ ‫في‬La dialectique de la raison‫الجذري‬ ‫النقد‬ ‫هذا‬ ‫فيه‬ ‫يقدمان‬‫لنقل‬ ‫في‬ ‫األداتي‬ ‫المنطق‬‫أ‬‫النسق‬ ‫آلليات‬ ‫العلمي‬ ‫التفكير‬ ‫سلوب‬(Système)‫على‬ ‫القائم‬(Aliénation)‫التي‬ ، ‫وتميزهم‬ ‫استقالليتهم‬ ‫على‬ ‫وتقضي‬ ،‫األفراد‬ ‫ذوات‬ ‫في‬ ‫الثقافية‬ ‫المعايير‬ ‫إدخال‬ ‫على‬ ‫تعمل‬(Originalité ). ‫يقوالن‬ ‫كتابهما‬ ‫في‬ ‫نجد‬ ‫حيث‬" :‫تنميط‬ ‫وبسبب‬ ،‫الثقافية‬ ‫الصناعة‬ ‫في‬( Standardisation )‫وسائل‬ ‫وهم‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫الفرد‬ ‫يمثل‬ ‫ال‬ ،‫اإلنتاج‬(Illusion).‫العام‬ ‫مع‬ ‫هويته‬ ‫تطابق‬ ‫بمقدار‬ ‫إال‬ ‫بوجوده‬ ‫يسمح‬ ‫وال‬... ‫البشرية‬ ‫الحياة‬ ‫معنى‬ ،‫بعيد‬ ‫زمن‬ ‫منذ‬ ،‫الثقافية‬ ‫الصناعة‬ ‫نسيت‬ ‫لقد‬. " ‫الت‬ ‫ليس‬ ،‫اإلتجاه‬ ‫لهذا‬ ‫بالنسبة‬ ‫أهمية‬ ‫األكثر‬ ‫فإن‬ ،‫النتيجة‬ ‫وفي‬‫المتعلقة‬ ‫األساسية‬ ‫النظرية‬ ‫صورات‬ ‫اإلختيار‬ ‫هذا‬ ‫ومجرى‬ ‫الدراسة‬ ‫موضوعات‬ ‫اختيار‬ ‫وإنما‬ ،‫بالموضوع‬. ‫اعتقد‬ ‫لقد‬ ،‫آخر‬ ‫اتجاه‬ ‫وفي‬"‫ريكس‬ ‫جون‬"-‫اإلجتماع‬ ‫علم‬ ‫في‬ ‫الصراعية‬ ‫المدرسة‬ ‫رواد‬ ‫من‬ ‫رائد‬ ‫بريطانيا‬ ‫في‬ ‫النقدي‬ ‫اإلتجاه‬ ‫ورائد‬-‫أن‬‫نظريات‬‫علم‬‫االجتماع‬‫وبحوثه‬‫التي‬‫توخت‬‫األهداف‬‫السابقة‬‫تسعى‬ ‫إلى‬‫تعمية‬‫اإلنسان‬‫وتجهيله‬‫الذي‬‫يعيش‬‫في‬‫مجتمعنا‬،‫المعاصر‬‫وبناء‬‫على‬‫ذلك‬‫فال‬‫بد‬‫أن‬‫يظهر‬‫نمط‬‫جديد‬ ‫من‬،‫العلم‬‫يتوخى‬‫هدفا‬‫إنسانيا‬‫في‬‫المحل‬،‫األول‬‫بأن‬‫يسعى‬‫إلى‬‫أن‬‫ُعين‬‫ي‬‫هذا‬‫اإلنسان‬‫على‬‫أن‬‫يتخلص‬‫من‬ ‫براثين‬‫هذه‬‫التنمية‬‫التغريبية‬‫ويتحرر‬،‫منها‬‫بمعنى‬‫أن‬‫يتوجه‬‫العلم‬‫االجتماعي‬‫نحو‬‫تحرير‬‫اإلنسان‬‫ال‬‫تجهيله‬ ‫والسيطرة‬،‫عليه‬‫وعلم‬‫االجتماع‬‫الجديد‬‫هذا‬‫ال‬‫بد‬‫أن‬‫يكون‬‫علما‬‫نقديا‬‫راديكاليا‬‫يقدم‬‫منهجا‬‫لوصف‬‫األبنية‬ ،‫االجتماعية‬‫وتحليل‬‫وظائفها‬‫للمشاركين‬،‫فيها‬‫بما‬‫فيهم‬‫علماء‬‫االجتماع‬‫أنفسهم‬‫والكشف‬‫عما‬‫يرتبط‬‫بها‬‫من‬ ‫أهداف‬‫وأيديولوجيات‬،‫سياسية‬‫فهذه‬‫األيديولوجيات‬‫ما‬‫هي‬‫إال‬‫أساطير‬‫تخفى‬‫الواقع‬‫فنحن‬‫نعيش‬‫في‬‫عالم‬ ‫تعتمد‬‫الحياة‬‫فيه‬‫على‬‫فهم‬‫األبنية‬‫االجتماعية‬‫القائمة‬.‫ومن‬‫وجهة‬‫النظر‬‫النقدية‬‫هذه‬‫تكون‬‫المهمة‬‫المنوطة‬ ‫بالباحث‬‫في‬‫علم‬‫االجتماع‬‫هي‬‫فهم‬‫هذا‬‫العالم‬‫أجل‬ ‫من‬‫التعرف‬‫على‬‫مشكالته‬‫العامة‬‫ومدى‬‫تأثيرها‬‫على‬ ‫المشكالت‬‫الخاصة‬‫لألفراد‬. ‫المدرسة‬ ‫يتناولون‬ ‫فرانكفورت‬ ‫مدرسة‬ ‫رواد‬ ‫جعلت‬ ‫التي‬ ‫اإلعتبارات‬ ‫خالل‬ ‫ومن‬ ، ‫الكالم‬ ‫ختام‬ ‫للواقع‬ ‫ذهنيا‬ ‫تشييدا‬ ‫يبقى‬ ‫العلم‬ ‫أن‬ ‫لكون‬ ،‫المجتمعي‬ ‫وثقلها‬ ‫وأفكارها‬ ‫آلرائها‬ ‫والتمحيص‬ ‫بالنقد‬ ‫الوضعية‬ ‫لل‬ ‫وتصورا‬‫وكذلك‬ ،‫المجتمعات‬ ‫في‬ ‫العلم‬ ‫أثر‬ ‫إلى‬ ‫اإلنتباه‬ ‫لفت‬ ‫ثم‬ ‫النظرية‬ ‫هذه‬ ‫وبفضل‬ ‫وأنه‬ ،‫له‬ ‫ودراسة‬ ‫واقع‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫والحياد‬ ‫الموضوعية‬ ‫وعن‬ ‫العلم‬ ‫أخالق‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ‫العلم‬ ‫بذلك‬ ‫يكون‬ ،‫بعينها‬ ‫إليديولوجيات‬ ‫تكريسه‬ ‫واقتصادي‬ ‫وسياسية‬ ‫إجتماعية‬ ‫أنظمة‬ ‫على‬ ‫الشرعية‬ ‫إضفاء‬ ‫أو‬ ‫تكريس‬ ‫وكذلك‬ ،‫مبادئه‬‫معينة‬ ‫وثقافية‬ ‫ة‬.