SlideShare a Scribd company logo
1 of 56
Download to read offline
‫مرباح‬ ‫قاصدي‬ ‫جامعة‬
–
‫ورقلة‬
-
‫كلية‬
:
‫االجتماعية‬‫و‬ ‫اإلنسانية‬ ‫العلوم‬
‫قسم‬
:
‫ا‬
‫اإلنسانية‬ ‫لعلوم‬
‫أكاديمي‬ ‫الماستر‬ ‫شهادة‬ ‫متطلبات‬ ‫الستكمال‬ ‫مقدمة‬ ‫ة‬
‫مذكر‬
‫شعبة‬
:
‫الفلسفة‬
‫تخصص‬
:
‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬
‫إعداد‬
‫الطالبتين‬
:
-
‫عمر‬ ‫بن‬ ‫ة‬
‫سار‬
-
‫التامن‬ ‫كريمة‬
‫نوقشت‬
‫بتاريخ‬ ‫علنا‬ ‫أجيزت‬‫و‬
:
62
/
50
/
5102
.
‫السادة‬ ‫من‬ ‫المكونة‬ ‫اللجنة‬ ‫أمام‬
‫أ‬
./
‫عمر‬ ‫ابح‬
‫ر‬‫ب‬
........
....................
(
-
‫ورقلة‬ ‫مرباح‬ ‫قاصدي‬ ‫جامعة‬
)
‫رئيسا‬
‫أ‬
/
‫رياض‬ ‫طاهير‬
...
(.........................
-
‫ورقله‬ ‫مرباح‬ ‫قاصدي‬ ‫جامعة‬
)
‫ا‬
‫ر‬‫مقر‬
‫أ‬
../
‫عاشور‬ ‫قويدر‬ ‫بن‬
....................
(
-
‫ورقلة‬ ‫مرباح‬ ‫قاصدي‬ ‫جامعة‬
)
‫مناقشا‬
‫الجامعية‬ ‫السنة‬
:
6524
/
6520
‫في‬ ‫وأهميتها‬ ‫البشرية‬‫الطبيعة‬‫مفهوم‬
‫التوظيف‬
‫مكيافيللي‬ ‫عند‬ ‫السياسي‬
‫تعالى‬ ‫قال‬
":
‫نعمتك‬ ‫أشكر‬ ‫أن‬ ‫عني‬
‫أوز‬ ‫رب‬
‫التي‬
‫صالحا‬ ‫أعمل‬ ‫أن‬ ‫و‬ ‫الدي‬‫و‬ ‫وعلى‬ ‫علي‬ ‫أنعمت‬
‫الصالحين‬ ‫عبادك‬ ‫في‬ ‫برحمتك‬ ‫أدخلني‬‫و‬ ‫ترضاه‬
"
(
‫اآلية‬ ‫النمل‬ ‫ة‬
‫سور‬
21
. )
‫سبحان‬
‫وسدد‬ ،‫نا‬‫ر‬‫أم‬ ‫ويسر‬ ‫ووفقنا‬ ،‫فضله‬ ‫من‬ ‫علينا‬ ‫أنعم‬ ‫الذي‬ ،‫عظيما‬ ‫ا‬
‫ر‬‫شك‬ ‫ه‬
‫ر‬‫ونشك‬ ‫نحمده‬ ،‫هلل‬ ‫الحمد‬‫و‬ ‫اهلل‬
‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫استكمال‬ ‫في‬ ،‫خطانا‬
.
‫توف‬ ‫وحسن‬ ‫فضله‬ ‫يم‬‫ر‬‫ك‬ ‫على‬ ،‫تعالى‬ ‫اهلل‬ ‫شكر‬ ‫بعد‬
‫ي‬
‫لنا‬ ‫قه‬
‫نتقدم‬ ‫أن‬ ‫فنا‬‫ر‬‫يش‬ ‫فإنه‬ ،‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫انجاز‬ ‫على‬
‫بخالص‬
‫ت‬
‫شكر‬
‫ت‬
‫أ‬ ‫إلى‬ ‫امنا‬
‫ر‬‫احت‬‫و‬ ‫نا‬‫ر‬‫وتقدي‬ ،‫نا‬
‫الفاضل‬ ‫ستاذنا‬
":
‫طاهير‬ ‫رياض‬
"
‫ع‬ ‫عاه‬
‫ور‬ ‫اهلل‬ ‫حفظه‬ ،
‫ل‬
‫بقبول‬ ‫تفضله‬ ‫ى‬
‫بإرشادات‬ ‫الجود‬‫و‬ ،‫معنا‬ ‫ه‬
‫ر‬‫وصب‬ ‫عنايته‬ ‫شرف‬ ‫كان‬ ‫الذي‬‫و‬ ،‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫علينا‬ ‫اف‬
‫ر‬‫اإلش‬
‫ه‬
‫ونصائحه‬ ،‫السديدة‬
‫ما‬ ‫على‬ ‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫ينجز‬ ‫أن‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ،‫المفيدة‬ ‫وتوجيهاته‬ ‫الغالية‬
‫اهلل‬ ‫أطال‬‫و‬ ‫أستاذنا‬ ‫خير‬ ‫اهلل‬ ‫اك‬
‫ز‬‫ج‬ ،‫عليه‬ ‫هو‬
‫الوطن‬‫و‬ ‫للعلم‬ ‫ا‬
‫ر‬‫ذخ‬ ‫أبقاك‬‫و‬ ،‫عمرك‬ ‫في‬
.
،‫الجامعي‬ ‫ار‬‫و‬‫المش‬ ‫طيلة‬ ‫العون‬ ‫يد‬ ‫لنا‬ ‫ا‬‫و‬‫قدم‬ ‫الذين‬ ،‫األساتذة‬ ‫جميع‬ ‫إلى‬ ‫فان‬‫ر‬‫الع‬‫و‬ ‫الشكر‬ ‫يل‬‫ز‬‫بج‬ ‫نتقدم‬ ‫كما‬
‫الدكتور‬ ‫األستاذ‬ ‫بالذكر‬ ‫ونخص‬
"
‫سعد‬ ‫علي‬
‫اهلل‬
"
‫األستاذ‬ ‫و‬
"
‫قويدر‬ ‫بن‬ ‫عاشور‬
"
‫األستاذ‬‫و‬
"
‫حمداوي‬ ‫عمر‬
."
‫ال‬
‫و‬
‫المكتبات‬ ‫في‬ ‫العاملين‬ ‫من‬ ،‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫إنجاز‬ ‫في‬ ‫المساعدة‬‫و‬ ‫العون‬ ‫يد‬ ‫لنا‬ ‫قدم‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫نشكر‬ ‫أن‬ ‫ننسى‬
‫الجامعة‬ ‫إطار‬ ‫ج‬
‫وخار‬ ‫ة‬
‫ر‬‫اإلدا‬‫و‬
.
‫اهلل‬ ‫اهم‬
‫ز‬‫ج‬ ،‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫وتقييم‬ ‫مناقشة‬ ‫قبولهم‬ ‫على‬ ‫المناقشة‬ ‫لجنة‬ ،‫األفاضل‬ ‫األساتذة‬ ‫نشكر‬ ‫أن‬ ‫يفوتنا‬ ‫ال‬ ‫كما‬
‫اء‬
‫ز‬‫الج‬ ‫خير‬ ‫جميعا‬ ‫عنا‬
.
‫األخير‬ ‫وفي‬
‫يب‬‫ر‬‫ق‬ ‫سميع‬ ‫إنه‬ ،‫الحسنات‬ ‫ان‬
‫ز‬‫مي‬ ‫في‬ ‫يتقبله‬ ‫ان‬‫و‬ ،‫ئه‬‫ر‬‫قا‬ ‫العمل‬ ‫بهذا‬ ‫ينفع‬ ‫أن‬ ،‫القدير‬ ‫العلي‬ ‫اهلل‬ ‫نسأل‬
‫ات‬‫و‬‫الدع‬ ‫مجيب‬
.
‫ة‬
‫سار‬ ‫و‬ ‫كريمة‬
‫مقدمة‬
..................................................................................
‫أ‬
-
‫ج‬
‫تمهيد‬
..................................................................................
6
‫األول‬ ‫المبحث‬
:
‫الدولة‬ ‫ماهية‬ ‫في‬
.....................................................
8
‫الثاني‬ ‫المبحث‬
:
‫الدولة‬ ‫لنشأة‬ ‫المفسرة‬ ‫النظريات‬
.....................................
21
‫الثالث‬ ‫المبحث‬
:
‫مكيافي‬ ‫عند‬ ‫السياسي‬ ‫المجتمع‬ ‫مفهوم‬
‫ل‬
‫لي‬
.......................
.....
21
‫األول‬ ‫المبحث‬
:
‫البشرية‬ ‫الطبيعة‬ ‫مفهوم‬
.................................
.............
11
‫الثاني‬ ‫المبحث‬
:
‫البشرية‬ ‫الطبيعة‬ ‫مقابل‬ ‫في‬ ‫القوة‬ ‫مشروعية‬
.........................
12
‫الثالث‬ ‫المبحث‬
:
‫السياسي‬ ‫األمير‬ ‫هدف‬
..............................................
12
‫األول‬ ‫المبحث‬
:
‫باألخالق‬ ‫السياسة‬ ‫عالقة‬
............
..............
..................
34
‫الثاني‬ ‫المبحث‬
:
‫بالدين‬ ‫السياسة‬ ‫عالقة‬
.....................
...
.......................
38
‫الثالث‬ ‫المبحث‬
:
‫الميكيافيلي‬ ‫السياسي‬ ‫الفكر‬ ‫تأثير‬
‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫في‬
..............
42
‫خاتمة‬
..................................................................................
42
‫قائمة‬
‫المصادر‬
‫المراجع‬
..................
.....
.......................................
48
‫الفهرس‬
‫العنوان‬
‫الصفحة‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
:
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
...............................
6
-
71
‫الثاني‬ ‫الفصل‬
:
‫السياسي‬ ‫البناء‬ ‫في‬ ‫وأهميتها‬ ‫البشرية‬ ‫الطبيعة‬
....................................
17
-
21
‫الثالث‬ ‫الفصل‬
:
‫الحديث‬ ‫بالمفهوم‬ ‫العلماني‬ ‫التيار‬ ‫وولوج‬ ‫الميكيافيلية‬
........................
21
-
32
‫مقدمة‬
‫أ‬
‫مق‬
‫دمة‬
‫اختلف‬ ‫مهما‬
‫في‬ ‫الناس‬
‫اتهم‬
‫ر‬‫وتطو‬ ‫وطبقاتهم‬ ‫أجناسهم‬
‫اال‬
‫جتماعية‬
‫الماضي‬ ‫في‬ ‫ا‬‫و‬‫خضع‬ ‫فإنهم‬ ‫؛‬
‫سياسي‬ ‫سلطان‬ ‫إلى‬ ‫المستقبل‬ ‫في‬ ‫وسيخضعون‬ ‫الحاضر‬ ‫في‬ ‫ويخضعون‬
.
‫ف‬
‫القائمة‬ ‫ى‬
‫األخر‬ ‫السلطات‬ ‫تبقى‬ ،‫السيادة‬‫و‬ ‫ة‬
‫ر‬‫السيط‬ ‫و‬ ‫اه‬
‫ر‬‫اإلك‬‫و‬ ‫الحكم‬ ‫على‬ ‫ة‬
‫ر‬‫قاد‬ ‫بكونها‬ ‫السلطة‬ ‫يميز‬ ‫ما‬
‫ال‬
‫غير‬
‫إال‬ ‫الناس‬ ‫لها‬ ‫يخضع‬ ‫ال‬
‫و‬ ،‫ية‬‫ر‬‫اختيا‬ ‫سلطة‬ ‫تبقى‬ ‫ياضية‬‫ر‬‫ال‬ ‫أو‬ ‫المدرسية‬ ‫السياسة‬‫و‬ ‫الكنيسة‬ ‫كسلطة‬ ،‫سياسية‬
‫اداته‬
‫ر‬‫بإ‬
،‫م‬
‫اإلفالت‬ ‫ء‬
‫المر‬ ‫يستطيع‬ ‫ال‬ ‫التي‬ ‫السياسية‬ ‫السلطة‬ ‫بعكس‬
‫قانوني‬ ‫قا‬‫ر‬‫ط‬ ‫اتبع‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫منها؛‬
‫ة‬
‫ينص‬ ‫خاصة‬
‫عليها‬
‫ال‬
‫قانون‬
‫ال‬
‫ذاتها‬ ‫السياسية‬ ‫السلطة‬ ‫عن‬ ‫صادر‬
.
‫كان‬
‫وسيبقون‬ ‫البشر‬
‫سياسي‬ ‫مجتمع‬ ‫إلى‬ ‫ع‬
‫الخضو‬‫و‬ ‫باالنتماء‬ ‫ين‬‫ر‬‫مضط‬
‫اتخ‬
‫ذ‬
‫فالسيادة؛‬ ‫وبالتالي‬ ‫الدولة‬ ‫شكل‬
‫من‬ ‫ع‬
‫نو‬ ‫أي‬ ‫عن‬ ‫السياسي‬ ‫المجتمع‬ ‫بين‬ ‫تفرق‬ ‫التي‬ ‫هي‬
‫اع‬‫و‬‫أن‬
،‫ى‬
‫األخر‬ ‫المجتمعات‬
‫المجتمع‬ ‫في‬ ‫العليا‬ ‫القوة‬‫و‬
‫سيادة‬ ‫السلطة‬ ‫من‬ ‫تجعل‬ ‫التي‬ ‫هي‬
.
‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫بقيام‬ ‫لكن‬
‫منحى‬ ‫تغير‬
‫السياسي‬ ‫الفكر‬
،‫أوروبا‬ ‫في‬
‫و‬
‫تميز‬
‫وبالتال‬ ،‫الدولة‬ ‫أنحاء‬ ‫جميع‬ ‫على‬ ‫للملوك‬ ‫المطلقة‬ ‫السلطات‬ ‫أي‬ ‫؛‬ ‫المطلقة‬ ‫الملكية‬ ‫بازدهار‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬
‫ي‬
‫أدى‬
‫بوحدة‬ ‫تميز‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫أن‬ ‫حين‬ ‫في‬ ،‫الدولة‬ ‫بتفتت‬ ‫األخير‬ ‫هذا‬ ‫تميز‬ ‫بحيث‬ ‫اإلقطاع‬ ‫أنظمة‬ ‫انهيار‬ ‫إلى‬
‫القومية‬ ‫ح‬
‫الرو‬ ‫بتنمية‬ ‫شعور‬ ‫أي‬ ‫المشترك‬ ‫الهدف‬‫و‬ ‫الوحدة‬ ‫ابط‬
‫ر‬‫ب‬ ‫اد‬
‫ر‬‫األف‬ ‫شعور‬ ‫أي‬ ‫الدولة؛‬
‫فيما‬
‫بينهم‬
.
‫اقت‬‫و‬ ‫وفنية‬ ‫ية‬‫ر‬‫فك‬ ‫أفكار‬‫و‬ ‫حركات‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫في‬ ‫ساد‬ ‫ذلك‬ ‫إلى‬ ‫إضافة‬
‫حلت‬ ،‫جديدة‬ ‫صادية‬
‫الفكر‬ ‫محل‬
‫الئى‬
‫و‬‫السك‬
.
‫الذي‬ ‫النهضة؛‬ ‫بعصر‬ ‫عنه‬ ‫يعبر‬ ‫جديد‬ ‫عصر‬ ‫إلى‬ ‫يشير‬ ‫إنما‬ ‫األوضاع‬ ‫هذه‬ ‫تطور‬ ‫فإن‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬
‫يشمل‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫أن‬ ‫ين‬‫ر‬‫الكثي‬ ‫أي‬
‫ر‬ ‫ولقد‬ ،‫الحديثة‬ ‫العصور‬ ‫إلى‬ ‫الوسطى‬ ‫العصور‬ ‫من‬ ‫انتقال‬ ‫مرحلة‬ ‫يعتبر‬
‫عشر‬ ‫الخامس‬ ‫نين‬‫ر‬‫الق‬
(
02
‫م‬
)
‫عشر‬ ‫السادس‬‫و‬
(
01
‫م‬
)
‫بح‬ ،
‫مجم‬ ‫فيه‬ ‫ظهرت‬ ‫يث‬
‫ومن‬ ‫السياسة‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫من‬ ‫وعة‬
‫ها‬
‫أشهر‬
‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫نجد‬
‫السياسية‬
‫ني‬ ‫بها‬ ‫ناد‬ ‫التي‬
‫ك‬
‫ال‬
‫و‬
‫مكيافيللي‬
Nicolas Machiavel
(
0611
-
0251
)
1
‫؛‬
‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫من‬ ‫اهد‬‫و‬‫ش‬ ‫على‬ ‫تستند‬ ‫التي‬ ،‫اقعية‬‫و‬‫بال‬ ‫ياته‬‫ر‬‫ونظ‬ ‫ائه‬
‫ر‬‫أ‬ ‫في‬ ‫أسلوبه‬ ‫تميز‬ ‫حيث‬
،
‫نتيجة‬ ‫ياته‬‫ر‬‫نظ‬ ‫كانت‬ ‫وقد‬
‫فيه‬ ‫نشأ‬ ‫الذي‬ ‫العصر‬ ‫لظروف‬
‫وكذا‬ ،
‫التى‬ ‫البيئة‬ ‫ات‬
‫ر‬‫تطو‬
‫أحاطت‬
‫اقعي‬‫و‬‫ال‬ ‫المبدأ‬ ‫اعتناق‬ ‫الى‬ ‫به‬ ‫أدى‬ ‫مما‬ ،‫به‬
‫الذي‬
‫على‬ ‫يستند‬
‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫أشهر‬ ‫ومن‬ ،‫للحاكم‬ ‫يتان‬‫ر‬‫ضرو‬ ‫خاصيتان‬ ‫الحذر‬‫و‬ ‫القوة‬
‫التي‬
‫مكيافيللي‬ ‫بها‬ ‫نادى‬
‫ية‬‫ر‬‫نظ‬ ‫هي‬
"
‫األمير‬
"
‫بحيث‬ ‫؛‬
‫ما‬ ‫بأن‬ ‫ير‬
‫عل‬ ‫صار‬
‫الحال‬ ‫كان‬ ‫وما‬ ‫إيطاليا‬ ‫اء‬
‫ر‬‫أم‬ ‫يه‬
‫عليها‬
‫لذلك‬ ،
‫ذكر‬
‫أنه‬
‫ال‬
2
-
‫ايطالياسنة‬ ‫وسط‬ ‫في‬ ‫الواقعة‬ ‫فلورنسا‬ ‫مدينة‬ ‫في‬ ‫مكيافيللي‬ ‫نيكوال‬ ‫ولد‬
2462
‫بارتولومي‬ ‫وزوجته‬ ‫لبرناردو‬ ‫األكبر‬ ‫االبن‬ ‫كان‬
‫سنة‬ ‫فيها‬ ‫وتوفي‬
2211
.
‫مقدمة‬
‫ب‬
‫خالص‬
‫الفساد‬ ‫امل‬‫و‬‫ع‬ ‫يل‬‫ز‬‫وي‬ ‫قوته‬ ‫فرض‬ ‫يستطيع‬ ‫قوي‬ ‫أمير‬ ‫بصنع‬ ‫إال‬ ،‫السياسية‬ ‫أزمتها‬ ‫من‬ ‫ج‬
‫الخرو‬‫و‬ ‫إليطاليا‬
‫إليطاليا‬ ‫القومية‬ ‫الوحدة‬ ‫ويحقق‬
.
‫كتاب‬ ‫خاصة‬ ،‫السياسية‬ ‫مكيافيللي‬ ‫كتب‬ ‫ألهم‬ ‫استنا‬
‫ر‬‫د‬ ‫خالل‬ ‫ومن‬
"
‫األمير‬
"
‫كتاب‬ ‫وكذلك‬
"
‫المطارحات‬
"
‫ه‬
‫ر‬‫أفكا‬ ‫أهم‬ ‫أن‬ ‫لنا‬ ‫تبين‬ ،‫الحديث‬ ‫العصر‬‫و‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫خالل‬ ‫السياسية‬ ‫الفلسفة‬ ‫كتب‬ ‫وبعض‬
‫الدولة‬ ‫فصل‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫وذلك‬ ،‫نفوذها‬ ‫وتوسيع‬ ‫الدولة‬ ‫ار‬
‫ر‬‫استم‬ ‫لضمان‬ ‫العظمة‬‫و‬ ‫القوة‬ ‫عن‬ ‫البحث‬ ‫حول‬ ‫تتمحور‬
‫الدين‬‫و‬ ‫األخالق‬ ‫عن‬
،
‫إليه‬ ‫نظر‬ ‫التي‬ ‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الطبيعة‬ ‫اسة‬
‫ر‬‫د‬ ‫وكذا‬
‫ووضع‬ ‫لألمير‬ ‫وضحها‬ ‫حيث‬ ،‫تشاؤمية‬ ‫ة‬
‫ر‬‫نظ‬ ‫ا‬
‫منها‬ ‫الحذر‬ ‫من‬ ‫البد‬ ‫سيئة‬ ‫طبيعة‬ ‫أنها‬ ‫منظور‬ ‫من‬ ‫وذلك‬ ،‫معها‬ ‫التعامل‬ ‫كيفية‬ ‫فة‬‫ر‬‫لمع‬ ‫النصائح‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫له‬
‫عليها‬ ‫النظام‬ ‫وفرض‬
.
‫خالل‬ ‫ومن‬
‫ما‬
‫التالية‬ ‫اإلشكالية‬ ‫أذهاننا‬ ‫إلى‬ ‫تبادر‬ ‫ه‬
‫ر‬‫ذك‬ ‫سبق‬
:
‫ما‬
‫ه‬
‫و‬
‫مفهوم‬
‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الطبيعة‬
‫؟‬
‫عالقتها‬ ‫وما‬
‫مكيافيللي‬ ‫عند‬ ‫بالسياسة‬
‫؟‬
‫أخر‬ ‫بتعبير‬
:
‫ما‬
‫هي‬
‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الطبيعة‬ ‫أهمية‬
‫؟‬
‫و‬ ‫وكيف‬
‫ظفها‬
‫مكيافيللي‬
‫السياسي‬ ‫البناء‬ ‫في‬
‫؟‬
‫و‬
‫لتحليل‬
‫اتبعنا‬ ‫اإلشكالية‬ ‫هذه‬
‫أفكار‬ ‫تحليل‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫وذلك‬ ‫المقارن‬ ‫التحليلى‬ ‫بالمنهج‬ ‫بداية‬ ،‫مناهج‬ ‫عدة‬
‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫بين‬ ‫نة‬‫ر‬‫المقا‬ ‫في‬ ‫استخدامه‬ ‫فتم‬ ‫المقارن‬ ‫أما‬ ،‫نصوصه‬ ‫أهم‬ ‫على‬ ‫باالعتماد‬ ‫وهذا‬ ،‫السياسية‬ ‫مكيافيللي‬
‫ماهيتها‬ ‫وكذا‬ ‫الدولة‬ ‫لنشأة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫المفس‬
.
‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫ة‬
‫ر‬‫الصيرو‬ ‫إتباع‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫يخي‬‫ر‬‫التا‬ ‫المنهج‬ ‫أما‬
‫في‬ ‫مكيافيللي‬ ‫خلفها‬ ‫التي‬ ‫ات‬
‫ر‬‫التأثي‬‫و‬ ،‫الدولة‬ ‫لنشأة‬
‫المعاصر‬‫و‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬
.
‫مكيافيللي‬ ‫عصر‬ ‫في‬ ‫إيطاليا‬ ‫حالة‬ ‫يصف‬ ‫الذي‬ ‫الوصفي‬ ‫المنهج‬ ‫وكذا‬
.
‫و‬
‫لتفكيك‬
‫اإلشكالية‬ ‫هذه‬
‫السابقة‬
‫البحث‬ ‫بتقسيم‬ ‫قمنا‬
‫إلى‬
‫كاألتي‬ ‫وهي‬ ‫ئيسية‬‫ر‬ ‫فصول‬ ‫ثالثة‬
:
‫فيه‬ ‫قنا‬‫ر‬‫تط‬ ‫الذي‬ ‫تمهيدي‬
‫إلى‬
‫اإللمام‬ ‫محاولة‬
‫التي‬ ‫السياسية‬ ‫األوضاع‬
‫لها‬ ‫وكان‬ ‫مكيافيللي‬ ‫عند‬ ‫سائدة‬ ‫كانت‬
‫شخصيته‬ ‫بناء‬ ‫في‬ ‫بالغ‬ ‫تأثير‬
‫و‬
‫ه‬
‫ر‬‫فك‬
‫السياسي‬
.
‫ف‬
‫الذي‬ ‫األول‬ ‫الفصل‬
‫كان‬
‫انه‬‫و‬‫عن‬
:
‫الدولة‬ ‫ماهية‬ ‫إلى‬ ‫فيه‬ ‫تعرضنا‬ ‫حيث‬ ،‫للبحث‬ ‫ابة‬‫و‬‫ب‬ ‫بمثابة‬ ‫ويعتبر‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬
‫اليوناني‬ ‫الفالسفة‬ ‫بعض‬ ‫وعند‬ ‫اصطالحا‬‫و‬ ‫لغة‬
،‫لنشأنها‬ ‫ة‬
‫ر‬‫المفس‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫إلى‬ ‫لنصل‬ ،‫العرب‬‫و‬ ‫ين‬
‫ف‬
‫قب‬
‫الحديث‬ ‫ل‬
‫السياسية‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫في‬
‫عند‬
‫مكيافيللي‬
‫الدولة‬‫و‬ ‫السياسي‬ ‫المجتمع‬ ‫بمفهوم‬ ‫اإلحاطة‬ ‫علينا‬ ‫وجب‬
.
‫مقدمة‬
‫ج‬
‫مفهومها‬ ‫على‬ ‫يشمل‬ ‫الذي‬ ‫السياسي؛‬ ‫البناء‬ ‫في‬ ‫أهميتها‬‫و‬ ‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الطبيعة‬ ‫ان‬‫و‬‫بعن‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫الثاني‬ ‫الفصل‬ ‫وفي‬
‫ومشر‬ ‫وخصائصها‬
‫وكيف‬ ‫السياسي‬ ‫األمير‬ ‫هدف‬ ‫وبعدها‬ ،‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الطبيعة‬ ‫هذه‬ ‫مقابل‬ ‫في‬ ‫السياسية‬ ‫القوة‬ ‫وعية‬
‫حكمه‬ ‫في‬ ‫ناجح‬ ‫يكون‬
.
‫أما‬
‫ا‬ ‫الفصل‬ ‫في‬
‫ألخير‬
‫و‬
‫ان‬‫و‬‫عن‬ ‫كان‬
‫ه‬
‫الحديث‬ ‫بالمفهوم‬ ‫العلماني‬ ‫التيار‬ ‫ج‬
‫وولو‬ ‫المكيافيللية‬
،
‫تناولنا‬
‫عالقة‬ ‫فيه‬
‫قنا‬‫ر‬‫تط‬ ‫تم‬ ،‫بالدين‬ ‫وكذلك‬ ‫باألخالق‬ ‫السياسة‬
‫إلى‬
‫العصر‬ ‫في‬ ‫المكيافيللي‬ ‫السياسي‬ ‫الفكر‬ ‫تأثير‬
،
‫أخدنا‬ ‫حيث‬
‫وهو‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫نموذجا‬
‫ية‬‫ر‬‫نظ‬
‫االجتماعي‬ ‫العقد‬
(
‫ولوك‬
)
‫الدين‬‫و‬ ‫للدولة‬ ‫بالنسبة‬ ‫تهم‬‫ر‬‫نظ‬ ‫كانت‬ ‫وكيف‬
.
‫في‬ ‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الطبيعة‬ ‫مساهمة‬ ‫ومدى‬ ،‫وحديثا‬ ‫قديما‬ ‫االجتماعية‬ ‫الحياة‬ ‫في‬ ‫السياسي‬ ‫الجانب‬ ‫ألهمية‬ ‫ا‬
‫ر‬‫ونظ‬
‫أخ‬‫و‬ ،‫السياسي‬ ‫التوظيف‬
‫ذ‬
‫نا‬
‫الناجح‬ ‫الحاكم‬ ‫دور‬ ‫وكذا‬ ‫خصائصها‬ ‫االعتبار‬ ‫بعين‬
.
‫المجال‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫المتخصصة‬ ‫اسات‬
‫ر‬‫الد‬ ‫غياب‬ ‫هو‬ ‫ع‬
‫الموضو‬ ‫اختيار‬ ‫أسباب‬ ‫أما‬
،
‫يتناول‬ ‫ما‬ ‫منها‬
‫الطبيعة‬
‫وتأثير‬ ،‫ية‬‫ر‬‫البش‬
‫على‬ ‫ها‬
‫السياسي‬ ‫الفكر‬
‫العصر‬ ‫في‬
‫المعاصر‬‫و‬ ‫الحديث‬
،
‫من‬ ‫ولعل‬
‫اجهتنا‬‫و‬ ‫التي‬ ‫الصعوبات‬
‫هذا‬ ‫بحثنا‬ ‫في‬
‫المصاد‬ ‫قلة‬
،‫ع‬
‫الموضو‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫السابقة‬ ‫اسات‬
‫ر‬‫الد‬‫و‬ ‫اجع‬
‫ر‬‫الم‬‫و‬ ‫ر‬
‫اجع‬
‫ر‬‫الم‬‫و‬ ‫المصادر‬ ‫مع‬ ‫التعامل‬ ‫وصعوبة‬
‫باللغة‬
‫األجنبية‬
.
‫األول‬ ‫الفصل‬
:
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
‫تمهيد‬
2
-
‫الدولة‬ ‫ماهية‬ ‫في‬
1
-
‫الدولة‬ ‫لنشأة‬ ‫المفسرة‬ ‫النظريات‬
3
-
‫مفهوم‬
‫مكيافيللي‬ ‫عند‬ ‫السياسي‬ ‫المجتمع‬
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
6
‫تمهيد‬
‫يعتبر‬
‫الوسطى‬ ‫العصور‬ ‫و‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫بين‬ ‫وصل‬ ‫حلقة‬ ‫هو‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬
،
‫حي‬
‫ث‬
‫في‬ ‫بدأت‬
‫حركة‬ ‫ايطاليا‬
،‫النهضة‬ ‫عصر‬
‫من‬ ‫قليل‬ ‫عدد‬ ‫عند‬ ‫ة‬
‫ر‬‫الفك‬ ‫هذه‬ ‫كانت‬ ‫األمر‬ ‫بداية‬ ‫وفي‬
‫القرن‬ ‫خالل‬ ‫ولكن‬ ،‫اد‬
‫ر‬‫األف‬
(
02
)
‫أن‬ ‫فنالحظ‬ ،‫اء‬‫و‬‫س‬ ‫حد‬ ‫على‬ ‫وكنسيين‬ ‫علمانيين‬ ‫المثقفين‬ ‫االيطاليين‬ ‫من‬ ‫العظمى‬ ‫األغلبية‬ ‫عند‬ ‫انتشرت‬
‫إن‬ ‫إال‬ ،‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الحياة‬ ‫انب‬‫و‬‫ج‬ ‫كل‬ ‫التحرر‬ ‫هذا‬ ‫مس‬ ‫ولقد‬ ،‫الكنيسة‬ ‫سلطة‬ ‫من‬ ‫التحرر‬ ‫من‬ ‫ع‬
‫نو‬ ‫تمثل‬ ‫ة‬
‫ر‬‫الفت‬ ‫هذه‬
‫تمتاز‬ ‫كانت‬ ‫ايطاليا‬ ‫في‬ ‫السياسية‬ ‫األوضاع‬
‫يلي‬ ‫بما‬
:
-
‫نسي‬‫ر‬‫الف‬ ‫الملك‬ ‫ا‬
‫ز‬‫غ‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ،‫األجنبي‬ ‫التدخل‬ ‫من‬ ‫ة‬
‫ر‬‫متحر‬ ‫األغلب‬ ‫في‬ ‫إيطاليا‬ ‫كانت‬
«
‫الثامن‬ ‫شارل‬
»
‫سنة‬ ‫البالد‬
0616
‫دوليات‬ ‫خمس‬ ‫إلى‬ ‫مقسمة‬ ‫إيطاليا‬ ‫وكانت‬ ،
:
،‫نسا‬‫ر‬‫وفلو‬ ،‫البندقية‬‫و‬ ،‫ميالنو‬
‫روما‬
‫مملكة‬ ،
‫نابولي‬
1
،
‫ا‬ ‫من‬ ‫عدد‬ ‫هناك‬ ‫كانت‬ ‫الدويالت‬ ‫هذه‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬
‫خضوعها‬ ‫أو‬ ‫تحالفها‬ ‫في‬ ‫تتفاوت‬ ‫ة‬
‫ر‬‫الصغي‬ ‫ات‬
‫ر‬‫إلما‬
‫الدول‬ ‫من‬ ‫لدولة‬
‫سنة‬ ‫وحتى‬ ،‫ى‬
‫الكبر‬
0711
‫كانت‬ ‫بحيث‬
(
‫ا‬‫و‬‫جن‬
)
‫تنافس‬
(
‫البندقية‬
)
‫القوة‬ ‫وفي‬ ‫ة‬
‫ر‬‫التجا‬ ‫في‬
‫أصبحت‬ ‫السنة‬ ‫تلك‬ ‫بعد‬ ‫ولكن‬ ،‫ية‬‫ر‬‫البح‬
«
‫ا‬‫و‬‫جن‬
»
‫لسيادة‬ ‫خاضعة‬
(
‫ميالنو‬
.)
-
‫ا‬ ‫نين‬‫ر‬‫الق‬ ‫في‬ ‫اإلقطاع‬ ‫ضد‬ ‫المقاومة‬ ‫قادت‬ ‫التي‬ ‫ميالنو‬ ‫أن‬
‫عشر‬ ‫لثاني‬
(
05
‫م‬
)
‫عشر‬ ‫الثالث‬‫و‬
(
07
‫م‬
)
‫وقعت‬
‫ة‬
‫ر‬‫سيط‬ ‫تحت‬
"
‫أفيسكونتي‬
"
Visconti
‫وقد‬ ،‫إقطاعية‬ ‫غير‬ ‫ية‬‫ر‬‫ث‬ ‫حاكمة‬ ‫طبقة‬ ‫سلطة‬ ‫سلطتها‬ ‫كانت‬ ‫ة‬
‫ر‬‫أس‬ ‫وهي‬ ،
‫ادها‬
‫ر‬‫أف‬ ‫حكم‬
(
011
)
‫سنة‬ ‫من‬ ‫عاما‬
0511
‫سنة‬ ‫إلى‬
0661
‫الحكومة‬ ‫إلى‬ ‫العودة‬ ‫من‬ ‫ات‬‫و‬‫سن‬ ‫ثالثة‬ ‫بعد‬ ‫ثم‬ ،
‫مقال‬ ‫جديدة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫أس‬ ‫نالت‬ ‫ية‬‫ر‬‫الجمهو‬
‫سنة‬ ‫من‬ ‫الحكومة‬ ‫يد‬
0616
‫سنة‬ ‫حتى‬
0272
.
2
-
‫كانت‬ ‫لقد‬
«
‫ميالنو‬
»
‫للمعا‬ ‫ساحة‬
‫ر‬
‫انحازت‬ ،‫نسا‬‫ر‬‫وف‬ ‫أسبانيا‬ ‫بين‬ ‫ك‬
،
‫أحيانا‬ ‫ة‬
‫ر‬‫الفت‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫ا‬‫و‬‫وكان‬
‫اقبة‬
‫ر‬‫الم‬ ‫تحت‬ ‫أحيانا‬‫و‬ ‫المنفى‬ ‫في‬
.
-
‫سنة‬ ‫في‬
0272
‫اطور‬
‫ر‬‫اإلمب‬ ‫ضم‬ ‫م‬
«
‫الخامس‬ ‫شارل‬
»
‫حد‬ ‫إلى‬ ‫البندقية‬ ‫ية‬‫ر‬‫جمهو‬ ‫وبقيت‬ ‫ميالنو‬
‫ة‬
‫ر‬‫دائ‬ ‫ج‬
‫خار‬ ‫ما‬
‫ة‬
‫ر‬‫اب‬
‫ر‬‫الب‬ ‫ها‬
‫يقهر‬ ‫فلم‬ ،‫عظمتها‬ ‫من‬ ‫األولى‬ ‫القرون‬ ‫في‬ ‫خاصة‬ ،‫اإليطالية‬ ‫السياسة‬
.
3
1
-
،‫إبراهيم‬ ‫مصطفى‬ ‫إبراهيم‬
‫هيوم‬ ‫إلى‬ ‫ديكارت‬ ‫من‬ ‫الحديثة‬ ‫الفلسفة‬
،
(
‫اإلسكندرية‬ ‫دط؛‬
:
،‫والنشر‬ ‫الطباعة‬ ‫لدنيا‬ ‫الوفاء‬ ‫دار‬
1222
)
‫ص‬ ،
41
.
1
،‫برتراندرسل‬ ‫ـ‬
‫الغربية‬ ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬
،
‫تر‬
:
‫الشنطي‬ ‫فتحي‬ ‫محمد‬
،
(
‫ط‬
3
‫اإلسكندرية‬ ‫؛‬
:
،‫للكتاب‬ ‫العامة‬ ‫المصرية‬
2211
)
،
‫ص‬
21
.
3
-
،‫محمد‬ ‫المعطي‬ ‫عبد‬
‫الغربي‬ ‫السياسي‬ ‫الفكر‬
،
(
‫د‬
/
،‫اإلسكندرية‬ ،‫الجامعية‬ ‫المعرفة‬ ‫دار‬ ،‫ط‬
2226
)
‫ص‬ ،
213
.
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
7
-
‫كانت‬
«
‫نسا‬‫ر‬‫فلو‬
»
‫عشر‬ ‫ثالث‬ ‫القرن‬ ‫ففي‬ ،‫النهضة‬ ‫لعصر‬ ‫ئيسي‬‫ر‬‫ال‬ ‫المصدر‬‫و‬ ‫ة‬
‫ر‬‫حضا‬ ‫العالم‬ ‫مدن‬ ‫أعظم‬
(
07
‫م‬
)
‫كانت‬
«
‫نسا‬‫ر‬‫فلو‬
»
‫األغنياء‬ ،‫التجار‬ ،‫النبالء‬ ‫عة‬
‫متصار‬ ‫طبقات‬ ‫ثالث‬ ‫إلى‬ ‫مقسمة‬
1
‫النبالء‬ ‫وكان‬
‫أساسا‬
‫الغيبيلين‬ ‫من‬
ghibelline
‫من‬ ‫ين‬‫ر‬‫اآلخ‬ ‫الطبقتان‬‫و‬ ،
‫الجلف‬
»
guelf
‫سنة‬ ‫الغبيليون‬ ‫هزم‬ ‫وقد‬ ،
0511
‫عشر‬ ‫ابع‬
‫ر‬‫ال‬ ‫القرن‬ ‫خالل‬
(
06
‫م‬
)
‫لم‬ ‫اع‬
‫ر‬‫الص‬ ‫فإن‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬ ،‫التجار‬‫و‬ ‫األغنياء‬ ‫حزب‬ ‫على‬ ‫الصغار‬ ‫حزب‬ ‫تغلب‬
‫يدع‬ ‫اليونان‬ ‫كان‬ ‫لما‬ ‫يجي‬‫ر‬‫تد‬ ‫نمو‬ ‫إلى‬ ‫بل‬ ،‫ة‬
‫ر‬‫مستق‬ ‫اطية‬
‫ر‬‫ديمق‬ ‫إلى‬ ‫يصل‬
‫ونه‬
«
‫االستبدادي‬ ‫الحكم‬
»
2
‫السياسي‬ ‫التعفن‬ ‫هذا‬ ‫خالل‬ ‫من‬
‫االجتماعي‬‫و‬
‫األخالقي‬‫و‬
،‫أنذاك‬ ‫إيطاليا‬ ‫تعيشه‬ ‫كانت‬ ‫الذي‬
‫نشأ‬
‫أن‬ ‫فالحظ‬ ،‫وحدتها‬ ‫عادة‬‫ا‬‫و‬ ‫جديدة‬ ‫اعد‬‫و‬‫وق‬ ‫أسس‬ ‫على‬ ‫بنائها‬ ‫إعادة‬ ‫ال‬
‫و‬‫محا‬ ،‫مكيافيللي‬ ‫ال‬
‫و‬‫نيق‬ ‫اإليطالي‬ ‫الفيلسوف‬
‫ظاهر‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫قوية؛‬ ‫ية‬‫ز‬‫مرك‬ ‫حكومة‬ ‫إلى‬ ‫تحتاج‬ ‫إيطاليا‬
،‫الرومانية‬ ‫ية‬‫ر‬‫بالجمهو‬ ‫إعجابه‬ ‫خالل‬ ‫من‬
‫أن‬ ‫كذا‬ ‫و‬ ،‫أعلى‬ ‫مثل‬ ‫ها‬
‫اعتبار‬‫و‬
‫إلى‬ ‫مكيافيللي‬ ‫دفع‬ ‫ما‬ ‫هذا‬ ،‫الحكم‬ ‫صور‬ ‫من‬ ‫اإلنسان‬ ‫إليه‬ ‫وصل‬ ‫ما‬ ‫أقصى‬ ‫ها‬
‫مفهوم‬ ‫إلى‬ ‫التطرق‬ ‫وقبل‬ ،‫تشتتها‬ ‫بعد‬ ‫إيطاليا‬ ‫يجمع‬ ‫و‬ ‫ناجح‬ ‫أمير‬ ‫يحكمها‬ ،‫قوية‬ ‫سياسية‬ ‫دولة‬ ‫تكوين‬ ‫في‬ ‫التفكير‬
‫ف‬ ‫أهميتها‬‫و‬ ‫الطبيعة‬
،‫مكيافيللي‬ ‫عند‬ ‫السياسي‬ ‫البناء‬ ‫ي‬
‫ماهي‬ ‫في‬ ‫بإمعان‬ ‫النظر‬ ‫علينا‬ ‫وجب‬
‫الدولة‬ ‫ة‬
‫أهم‬‫و‬
‫فسر‬ ‫التى‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬
‫ت‬
‫ا‬ ‫نشأة‬
‫مكيافيللي‬ ‫ة‬
‫ر‬‫نظ‬ ‫كانت‬ ‫وكيف‬ ،‫لدولة‬
‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫لتلك‬
1
- Les matèriaux de la sience de Machiavel sontfonrms avont tout par le passè.IL convit certes de rappler
que machiavel.en a qualite de haut fonctionnaire de la ville de flo reace. Un de ètats les plus avancès de
l‘èpoque a pu observer d‘impeertants évènements politique aussi llien à l‘intèrieur qu al‘extèeieur de
l‘itaie. Le moment ou il tombe en diagràce et tout la pèriode ou il effore d‘acquèrir une nouvelle influence
commeident avec des mouvements sociaux d‘une importance non nègligeable .(Max Horkheimer, les
debuts de la philosophiè lourgoise de‘histoire،boulevad sahnt germain, 197 , 17.)
2
-
،‫سباين‬ ‫جورج‬
‫السياسي‬ ‫الفكر‬ ‫تطور‬
‫تر‬،
:
،‫ابراوي‬ ‫راشد‬
(
‫د‬ ،
/
‫ط؛دب‬
:
‫د‬ ، ‫للكتاب‬ ‫العامة‬ ‫المصرية‬ ‫الهيئة‬
/
‫س‬
)
‫ج‬،
3
،
‫ص‬
11
.
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
8
‫األول‬ ‫المبحث‬
:
‫الدولة‬ ‫ماهية‬ ‫في‬
‫الدولة‬ ‫مصطلح‬ ‫يعد‬
‫المصطلحات‬ ‫بين‬ ‫من‬
‫أهمية‬ ‫األكثر‬
‫السياسي‬ ‫الجانب‬ ‫في‬
،
‫يفها‬‫ر‬‫تعا‬ ‫تعددت‬ ‫حيث‬
‫من‬
‫الناحية‬
‫االصطالحية‬
،
‫التطرق‬ ‫فبل‬ ‫لكن‬
‫إلى‬
‫التع‬ ‫تلك‬
‫يف‬‫ر‬‫ا‬
‫الب‬
‫اللغوي‬ ‫الجانب‬ ‫الى‬ ‫ة‬
‫ر‬‫االشا‬ ‫من‬ ‫د‬
.
‫ال‬
‫و‬‫أ‬
:
‫في‬
‫االشتقاق‬
‫اللغوي‬
:
‫الفعل‬ ‫من‬ ‫مشتقة‬ ‫بية‬‫ر‬‫الع‬ ‫اللغة‬ ‫في‬ ‫الدولة‬ ‫كلمة‬ ‫أن‬ ‫نجد‬
«
‫دال‬
»
‫زمان‬ ‫ودال‬
‫أي‬ ‫دولة‬
‫إليه‬ ‫صارت‬ ‫أي‬ ‫الدولة‬ ‫له‬ ‫ودالت‬،‫حال‬ ‫إلى‬ ‫حال‬ ‫من‬ ‫انقلب‬‫و‬ ‫دار‬
،
‫لنا‬ ‫دالت‬ ‫ويقال‬
‫ال‬ ‫لنا‬ ‫كانت‬ ‫أي‬ ‫الدولة‬
‫غ‬
‫ل‬
‫ب‬
‫ة‬
.
‫و‬
‫الدولة‬
‫دول‬ ‫جمعها‬ ‫مصدر‬
‫و‬
‫لذاك‬ ‫ة‬
‫ر‬‫وم‬ ‫لهذا‬ ‫ة‬
‫ر‬‫م‬ ‫ويكون‬ ‫يتداول‬ ‫ما‬ ‫يعني‬
،
‫ا‬ ‫على‬ ‫فتطلق‬
‫لغ‬
‫ل‬
‫ب‬
‫بالفتح‬ ‫ة‬
‫ر‬‫السيط‬‫و‬ ‫ة‬
.
1
‫و‬
‫ال‬ ‫دول‬ ‫الظهر‬
‫ثبات‬
‫ار‬
‫ر‬‫ق‬ ‫ال‬
‫و‬ ‫فيه‬
‫و‬
‫فالن‬ ‫على‬ ‫لفالن‬ ‫الدولة‬ ‫دالت‬ ‫يقال‬
،
‫أي‬
‫انتصر‬
‫و‬
‫ا‬
‫عليه‬ ‫نقلب‬
2
‫و‬
‫آن‬
‫ر‬‫الق‬ ‫في‬
‫يمة‬‫ر‬‫الك‬ ‫اآلية‬ ‫وردت‬ ‫يم‬‫ر‬‫الك‬
«
«
‫مثله‬ ‫ح‬
‫قر‬ ‫القوم‬ ‫مس‬ ‫فقد‬ ‫ح‬
‫قر‬ ‫يمسسك‬ ‫أن‬
‫ند‬ ‫األيام‬ ‫وتلك‬
‫الناس‬ ‫بين‬ ‫اولها‬
»
‫اآلي‬ ‫ان‬
‫ر‬‫عم‬ ‫آل‬
‫ة‬
061
3
‫ار‬
‫ر‬‫االستق‬ ‫وعدم‬ ‫الحال‬ ‫اب‬
‫ر‬‫إض‬ ‫الدولة‬ ‫كلمة‬ ‫معنى‬ ‫بية‬‫ر‬‫الع‬ ‫اللغة‬ ‫ففي‬
‫و‬
‫على‬ ‫الحقيقة‬ ‫في‬ ‫ينطلق‬ ‫بي‬‫ر‬‫الع‬ ‫االشتقاق‬
‫الدولة‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫الحكومة‬
.
‫في‬ ‫أما‬
‫اللغ‬
‫ة‬
‫كلمة‬ ‫من‬ ‫المستفاد‬ ‫فالمعنى‬ ‫الالتينية‬
statietats svite
‫ادفة‬
‫ر‬‫الم‬
‫ة‬
‫ر‬‫لعبا‬
statues
‫اللغة‬ ‫في‬ ‫المستفاد‬ ‫المعنى‬ ‫عكس‬ ‫فتفيد‬
‫فهو‬ ‫بية‬‫ر‬‫الع‬
‫أن‬‫و‬ ‫ار‬
‫ر‬‫االستق‬ ‫ة‬
‫ر‬‫فك‬ ‫إلى‬ ‫يشير‬
‫الوقوف‬
‫ار‬
‫ر‬‫استق‬‫و‬
‫الوضع‬
‫و‬
‫اقف‬‫و‬‫ال‬ ‫الرجل‬ ‫وضعية‬ ‫تعني‬
‫و‬
‫ة‬
‫ر‬‫اإلما‬ ‫فتأخذ‬ ‫السياسي‬ ‫صفة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫الفك‬ ‫هذه‬ ‫تلحق‬ ‫عندما‬ ‫لكن‬
.
‫حيث‬
‫بية‬‫ر‬‫الع‬ ‫في‬ ‫الدولة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫عبا‬ ‫تعنيه‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫الحديثة‬ ‫العصور‬ ‫في‬ ‫معناها‬ ‫ار‬
‫ر‬‫استق‬
.
‫ثانيا‬
:
‫الدولة‬
‫اصطالحا‬
:
‫العلماء‬‫و‬ ‫الفالسفة‬ ‫أعطاها‬ ‫التي‬ ‫يفات‬‫ر‬‫التع‬ ‫تختلف‬
‫لمصطلح‬
‫الفكر‬ ‫في‬ ‫اء‬‫و‬‫س‬ ‫الدولة‬
‫بي‬‫ر‬‫الع‬
‫أ‬
‫و‬
‫الفكر‬
،‫بي‬‫ر‬‫الغ‬
‫و‬
‫المثال‬ ‫سبيل‬ ‫على‬ ‫نذكر‬ ‫يفات‬‫ر‬‫التع‬ ‫هذه‬ ‫من‬
:
0
-
‫ا‬ ‫من‬ ‫مستقلة‬ ‫جماعة‬
‫ة‬
‫ر‬‫مستق‬ ‫بصفة‬ ‫اد‬
‫ر‬‫ألف‬
،
‫و‬
‫بينهم‬ ‫معينة‬
‫من‬
‫حاكمة‬ ‫طبقة‬
‫و‬
‫محكومة‬ ‫ى‬
‫أخر‬
.
5
-
‫معين‬ ‫إقليم‬ ‫على‬ ‫ة‬
‫ر‬‫مستق‬ ‫اد‬
‫ر‬‫األف‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬
،
‫سلطة‬ ‫اد‬
‫ر‬‫األف‬ ‫اجهة‬‫و‬‫م‬ ‫في‬ ‫للجماعة‬ ‫يجعل‬ ‫ما‬ ‫التنظيم‬ ‫من‬ ‫ولها‬
‫عليا‬
‫و‬
‫ة‬
‫ر‬‫ظاه‬
.
-
‫البحري‬ ‫مصطفى‬ ‫حسن‬
،
‫السياسية‬ ‫النظم‬
،
(
‫دمشق‬ ‫؛‬ ‫دط‬
:
‫دس‬ ،‫الحقوق‬ ‫كلية‬
)
‫ص‬،
4
. 1
-
،‫قنصورة‬ ‫صالح‬
‫والسياسة‬ ‫والفكر‬ ‫الدين‬
،
(
‫القاهرة‬ ‫دط؛‬
:
،‫الكلمة‬ ‫دار‬ ‫مكتبة‬
1221
)
‫ص‬ ،
22
. 2
‫اآل‬ ،‫عمران‬ ‫أل‬ ،‫الكريم‬ ‫القرأن‬
‫ية‬
242
. .- 3
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
9
7
-
‫اجتماعية‬ ‫هيئة‬ ‫وجود‬ ‫تتضمن‬ ‫دائمة‬ ‫قانونية‬ ‫وحدة‬
،
‫اجهة‬‫و‬‫م‬ ‫في‬ ‫معينة‬ ‫القانونية‬ ‫السلطات‬ ‫ممارسة‬ ‫حق‬ ‫لها‬
‫محدد‬ ‫إقليم‬ ‫على‬ ‫ة‬
‫ر‬‫مستق‬ ‫أمة‬
،
‫التي‬ ‫المادية‬ ‫القوة‬ ‫استخدام‬ ‫يق‬‫ر‬‫ط‬ ‫عن‬ ‫المنفردة‬ ‫ادتها‬
‫ر‬‫بإ‬ ‫السيادة‬ ‫حقوق‬ ‫تباشر‬
‫وحدها‬ ‫ها‬
‫تحتكر‬
.
6
-
‫الدولة‬
:
‫سيادة‬ ‫ذات‬ ‫حاكمة‬ ‫هيئة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫لسيط‬ ‫يخضع‬ ،‫معين‬ ‫إقليم‬ ‫على‬ ‫يعيش‬ ‫منظم‬ ‫مجتمع‬ ‫هي‬
‫و‬
‫بشخصية‬ ‫يتبع‬
‫م‬
‫ى‬
‫األخر‬ ‫المجتمعات‬ ‫عن‬ ‫ة‬
‫ز‬‫متمي‬ ‫عنوية‬
.
2
-
‫سياسية‬ ‫مؤسسة‬ ‫هي‬ ‫الدولة‬
‫و‬
‫قانونية‬
،
‫معين‬ ‫إقليم‬ ‫في‬ ‫دائمة‬ ‫بصفة‬ ‫اناس‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫يقطن‬ ‫حين‬ ‫تقوم‬
،
‫عليهم‬ ‫سيداتها‬ ‫تمارس‬ ‫عليا‬ ‫لسلطة‬ ‫يخضعون‬
.
1
1
_
‫أفالطون‬ ‫عند‬ ‫الدولة‬
Platon
(
651
‫م‬ ‫ق‬
-
761
‫م‬ ‫ق‬
: )
‫إلى‬ ‫الفردية‬ ‫الحياة‬ ‫أخالق‬ ‫فلسفة‬ ‫من‬ ‫ينتقل‬
‫فلسفة‬
‫الجامعة‬ ‫أخالق‬
،
‫و‬
‫اقعي‬‫و‬ ‫وغير‬ ‫الخيالي‬ ‫كمال‬ ‫لتصوير‬ ‫محاولة‬ ‫أفالطون‬ ‫ية‬‫ر‬‫جمهو‬ ‫ليست‬
،
‫تأس‬ ‫هدفها‬ ‫إن‬
‫ي‬
‫س‬
‫الدولة‬ ‫مثال‬ ‫بتصوير‬ ‫المثل‬ ‫ية‬‫ر‬‫نظ‬ ‫على‬ ‫السياسة‬
،
‫الوحيدة‬ ‫الحقيقة‬ ‫الدولة‬ ‫هي‬ ‫بل‬ ‫اقعية‬‫و‬ ‫ليست‬ ‫الدولة‬ ‫فإن‬ ‫ولهذا‬
،
‫بالفعل‬ ‫الموجودة‬ ‫الدول‬ ‫كل‬ ‫وجود‬ ‫أساس‬ ‫هي‬ ‫حقيقتها‬
.
2
‫إ‬
‫تأسيس‬ ‫ن‬
‫ه‬ ‫الفعل‬ ‫على‬ ‫الدولة‬
‫و‬
‫أفالطون‬ ‫عند‬ ‫السياسة‬ ‫في‬ ‫األساسية‬ ‫النغمة‬
.
1
_
‫أرسطو‬ ‫عند‬ ‫الدولة‬
Aristote
(
761
‫م‬ ‫ق‬
-
755
‫م‬ ‫ق‬
:)
‫المشاركة‬ ‫من‬ ‫ع‬
‫نو‬ ‫هي‬ ‫مدينة‬ ‫أن‬ ‫ى‬
‫ير‬
،
‫وكل‬
‫ما‬ ‫خير‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫تتكون‬ ‫مشاركة‬
(
‫خير‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫به‬ ‫مايتمسك‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫شئ‬ ‫كل‬ ‫يفعل‬ ‫شخص‬ ‫كل‬ ‫ألن‬
.)
‫فمن‬
‫المشاركات‬ ‫كل‬ ‫أن‬ ‫اضح‬‫و‬‫ال‬
‫ما‬ ‫خير‬ ‫إلى‬ ‫تهدف‬
،
‫المشاركات‬‫و‬
‫اع‬‫و‬‫أن‬ ‫كل‬ ‫تضم‬ ‫اما‬
‫ز‬‫إل‬ ‫أكثر‬ ‫تضمن‬ ‫التي‬
‫المشاركات‬
،
‫السياسية‬ ‫المشاركة‬ ‫بمدينة‬ ‫يسمى‬ ‫وهذا‬
"
‫المدينة‬
"
‫و‬
(
‫المدينة‬ ‫دولة‬
)
‫المشاركة‬ ‫من‬ ‫ع‬
‫نو‬ ‫هي‬
،
‫تباط‬‫ر‬‫اال‬
‫أ‬
‫و‬
‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫أنها‬ ‫أي‬ ‫الجماعة‬
‫األ‬
‫أ‬ ‫يشتركون‬ ‫شخاص‬
‫و‬
‫مشاعة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫بصو‬ ‫معينة‬ ‫أشياء‬ ‫يمتلكون‬
،
‫في‬ ‫المجتمع‬ ‫أن‬‫و‬
‫ه‬ ‫المتنوعة‬ ‫تجلياته‬
‫و‬
‫ألرسط‬ ‫بالنسبة‬
‫و‬
‫خادم‬
"
‫الدولة‬
"
.
‫الخالص‬ ‫التمييز‬ ‫إن‬
‫بي‬
‫ن‬
"
‫المجتمع‬‫و‬ ‫الدولة‬
"
‫يب‬‫ر‬‫غ‬ ‫تمييز‬
‫عند‬ ‫التفكير‬ ‫يقة‬‫ر‬‫لط‬ ‫بالنسبة‬
‫أرسطو‬
،
‫أ‬ ‫الدولة‬ ‫مع‬ ‫تتوحد‬ ‫أن‬ ‫للمدينة‬ ‫اليمكن‬ ‫إذ‬
‫و‬
‫الخاصية‬ ‫تبط‬‫ر‬‫ت‬ ‫ال‬
‫و‬ ‫الدولة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫صو‬
‫أرسط‬ ‫ينسبها‬ ‫التي‬ ‫الملزمة‬
‫و‬
‫ليها‬‫ا‬
"
‫بالسيادة‬
"
‫القانونية‬
،
‫للدولة‬ ‫الحديث‬ ‫للتصور‬ ‫بالنسبة‬ ‫ية‬‫ر‬‫جوه‬ ‫تكون‬ ‫التي‬
3
.
-
‫نفسها‬ ‫الصفحة‬ ،‫نفسه‬ ‫المرجع‬ ،‫البحري‬ ‫مصطفى‬ ‫حسن‬
.. 1
1
-
،‫إمام‬ ‫الفتاح‬ ‫عبد‬ ‫إمام‬
‫والسياسة‬ ‫االخالق‬
"
‫الحكم‬ ‫فلسفة‬ ‫في‬ ‫دراسة‬
"
،
(
‫؛القاهرة‬ ‫دط‬
:
،‫للثقافة‬ ‫االعلى‬ ‫المجلس‬
1221
)
‫ص‬،
221
3
-
،‫كروبسي‬ ‫وجوزيف‬ ‫ليوشتراوس‬
‫السياسية‬ ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬
،
‫تر‬
:
،‫السيد‬ ‫أحمد‬ ‫محمود‬
(
‫دط‬
‫؛القاهرة‬
:
،‫للثقافة‬ ‫االعلى‬ ‫المجلس‬
1222
)
‫ص‬،
124
.
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
10
‫أرسط‬‫و‬ ‫أفالطون‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫ان‬ ‫نالحظ‬
‫و‬
‫السعادة‬‫و‬ ‫بالفضيلة‬ ‫بطها‬‫ر‬ ‫في‬ ‫يتفقان‬ ‫الدولة‬ ‫ع‬
‫موضو‬ ‫في‬
،‫اطنين‬‫و‬‫بالم‬ ‫الخاصتين‬
‫إضافة‬
‫إ‬
‫باألخالق‬ ‫السياسة‬‫و‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫بطا‬‫ر‬ ‫قد‬ ‫هذا‬ ‫لى‬
،
‫الفرد‬ ‫من‬ ‫تنتقل‬ ‫حيث‬
‫اليمكن‬
‫و‬ ‫الجماعة‬ ‫الى‬
‫أخالق‬ ‫بدون‬ ‫تقوم‬ ‫أن‬ ‫دولة‬ ‫ألي‬
.
‫ال‬
‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫عند‬ ‫دولة‬
:
‫االسالمي‬ ‫العهد‬ ‫إلى‬ ‫ننتقل‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬
،
‫و‬
‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫العالمة‬ ‫نجد‬
Ibn
khaldoun
(
0755
-
0611
)

‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫فيلسوف‬
‫االجتماع‬ ‫ـلم‬‫ـ‬‫ـ‬‫ع‬ ‫ـد‬‫ـ‬‫ئ‬‫ا‬
‫ر‬‫و‬
‫ء‬
‫ـجز‬‫ـ‬‫ـ‬‫ل‬‫ا‬ ‫في‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫تطرق‬ ‫حيث‬
‫أ‬ ‫ـلدون‬‫ـ‬‫ـ‬‫خ‬ ‫ابن‬ ‫ـمقدمة‬‫ـ‬‫ب‬ ‫المعروف‬
‫و‬
‫ات‬
‫ر‬‫الحضا‬ ‫تقاء‬‫ر‬‫ال‬ ‫المقدمة‬
‫و‬
‫انحطاطها‬
‫و‬
‫أصل‬
‫األسر‬
‫الحاكمة‬
‫أساس‬‫و‬
‫الحكم‬
،
‫م‬ ‫لكل‬ ‫سابق‬ ‫كان‬ ‫وقد‬
‫ن‬
‫مكيافيللي‬
Michiavelli
(
0611
-
0251
)

«
‫األمير‬
»
‫مونتيسكيو‬
Montesquieu
(
0111
-
0122
)

(
‫انين‬‫و‬‫الق‬ ‫ح‬
‫رو‬
.)
‫االجتماع‬ ‫إلى‬ ‫اإلنسان‬ ‫حاجة‬ ‫بأن‬ ‫ها‬
‫يفسر‬ ‫عنده‬ ‫فالدولة‬
‫و‬
،‫الحكم‬
‫في‬ ‫ا‬
‫ز‬‫بار‬ ‫ا‬
‫ر‬‫دو‬ ‫اإلنسانية‬ ‫الحاجات‬ ‫تلعب‬ ‫حيث‬
‫اإلنسان‬ ‫وبقاء‬ ‫ه‬
‫ر‬‫وتطو‬ ‫ان‬
‫ر‬‫العم‬ ‫نشأة‬
‫و‬
‫هون‬
‫مر‬ ‫ي‬
‫البشر‬ ‫التجمع‬ ‫أن‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫ذلك‬ ‫ى‬
‫ير‬ ‫؛فيما‬ ‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الجماعات‬
‫أساسيين‬ ‫ين‬‫ر‬‫بأم‬
:
‫يق‬ ‫الذي‬ ‫الدفاع‬ ‫وثانيا‬ ‫الحياة‬ ‫يضمن‬ ‫الذي‬ ‫القوت‬ ‫ال‬
‫و‬‫أ‬
‫ا‬ ‫ي‬
‫الطبيعية‬ ‫األخطار‬ ‫من‬ ‫إلنسان‬
‫وتحدياتها‬
.
‫كل‬ ‫إن‬
‫ء‬
‫المر‬ ‫بين‬ ‫ي‬
‫البشر‬ ‫االجتماع‬ ‫يقتضي‬ ‫ين‬‫ر‬‫األم‬ ‫من‬
‫و‬
‫جنسه‬ ‫بني‬
‫كذلك‬
‫أجل‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫التعاون‬
‫االنساني‬ ‫التجمع‬ ‫هذا‬ ‫وبقاء‬ ‫ار‬
‫ر‬‫استم‬ ‫على‬ ‫الحفاظ‬
‫للبشر‬ ‫حصل‬ ‫إذا‬ ‫االجتماع‬ ‫هذا‬ ‫إن‬ ‫ثم‬،

‫في‬ ‫دروسه‬ ‫وتلقى‬ ‫اإلسالمية‬ ‫بالثقافة‬ ‫متضلعة‬ ‫أسرة‬ ‫في‬ ‫تونس‬ ‫في‬ ‫ولد‬ ‫خلدون‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫زيد‬ ‫أبو‬ ‫هو‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬
‫في‬ ‫الخلوة‬ ‫وطلب‬ ‫تونس‬ ‫مغادرة‬ ‫على‬ ‫والمرنيين‬ ‫الحفصيين‬ ‫بين‬ ‫الصراع‬ ‫أرغمه‬ ‫ولقد‬، ‫تونس‬ ‫في‬ ‫اإلسالم‬ ‫علوم‬ ‫شى‬
‫مؤلفاته‬ ‫وأهم‬،‫الجزائر‬
:
‫األكبر‬ ‫السلطان‬ ‫ذوى‬ ‫من‬ ‫عاصرهم‬ ‫ومن‬ ‫والبربر‬ ‫العرب‬ ‫أيام‬ ‫في‬ ‫والخبر‬ ‫المبتدأ‬ ‫وديوان‬ ‫العبر‬ ‫كتاب‬
.
‫خلدون‬ ‫إبن‬ ‫راجع‬
‫المقدمة‬
‫تحقيق‬ ،
:
،‫الوافي‬ ‫الواحد‬ ‫عبد‬ ‫علي‬
(
‫ط‬
2
‫؛القاهرة‬
:
،‫العربي‬ ‫السياق‬ ‫لجنة‬
2282
)
‫ص‬،

‫نيكوال‬ ‫ولد‬
‫في‬ ‫شب‬ ،‫بارتولومي‬ ‫وزوجته‬ ‫لبرناردو‬ ‫األكبر‬ ‫االبن‬ ‫كان‬ ‫ايطاليا‬ ‫وسط‬ ‫في‬ ‫الواقعة‬ ‫فلورنسا‬ ‫مدينة‬ ‫في‬ ‫مكيافيللي‬
‫إسم‬ ‫فلورنسا‬ ‫اهل‬ ‫عليه‬ ‫أطلق‬ ‫مديشي‬ ‫االمير‬ ‫عهد‬
"
‫العظيم‬ ‫لونز‬
"
‫أصدقائه‬ ‫جهود‬ ‫بفضل‬ ‫حياته‬ ‫أواخر‬ ‫في‬ ‫كرم‬
.
‫وأهم‬
‫مؤلفاته‬
(
‫األمير‬
2231
‫اآلحاديث‬،
2223
‫الجن‬ ‫تفاح‬ ‫جذور‬،
2228
‫خ‬،
‫فلورنسا‬ ‫دولة‬ ‫إصالح‬ ‫حول‬ ‫طاب‬
2222
‫العقد‬ ‫خطاب‬،
‫ليق‬ ‫لتيق‬ ‫اآلول‬
2222
.).
،‫كينج‬ ‫روس‬ ‫راجع‬
‫السلطة‬ ‫فيلسوف‬ ‫مكيافيللي‬
‫تر‬ ،
:
،‫جرجس‬ ‫فايقة‬
(
‫ط‬
2
‫القاهرة‬ ‫؛‬
:
‫عربية‬ ‫كلمات‬
،‫والتوزيع‬ ‫والنشر‬ ‫للترجمة‬
1224
)
‫ص‬ ‫ص‬ ،
2
-
22
.

‫م‬ ‫تحدر‬، ‫البريد‬ ‫دي‬ ‫قصر‬ ‫في‬ ‫ولد‬ ‫فرنسي‬ ‫وفيلسوف‬ ‫أخالقي‬ ‫كاتب‬ ‫مونتيسكو‬
‫معموديته‬ ‫وعند‬ ‫بوردو‬ ‫مدينة‬ ‫قضاه‬ ‫من‬ ‫أسرة‬ ‫ن‬
‫عام‬ ‫محاميا‬ ‫تخرج‬ ‫حيث‬ ‫بوردو‬ ‫في‬ ‫القانون‬ ‫درس‬،‫عرابه‬ ‫متسول‬ ‫شحاد‬ ‫جعل‬
2128
‫مؤلفاته‬ ‫أهم‬ ‫من‬،
:
‫في‬ ‫وتأمالت‬ ‫القوانين‬ ‫روح‬
‫الكلية‬ ‫الملكية‬
.
،‫طرابيشي‬ ‫جورج‬ ‫راجع‬
‫الفالسفة‬ ‫معجم‬
،
(
‫ط‬
3
‫بيروت‬ ‫؛‬
:
، ‫والتوزيع‬ ‫والنشر‬ ‫للطباعة‬ ‫الطليعة‬ ‫دار‬
1226
)
‫ص‬ ،
‫ص‬
621
-
623
.
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
11
‫بهم‬ ‫العالم‬ ‫ان‬
‫ر‬‫عم‬ ‫وتم‬
،
‫ان‬‫و‬‫العد‬ ‫من‬ ‫انية‬‫و‬‫الحي‬ ‫طباعهم‬ ‫في‬ ‫لما‬ ‫بعض‬ ‫عن‬ ‫بعضهم‬ ‫يدفع‬ ‫ع‬
‫از‬‫و‬ ‫من‬ ‫لهم‬ ‫بد‬ ‫فال‬
‫و‬
‫الظلم‬
.
1
‫البقاء‬ ‫حب‬ ‫ة‬
‫ز‬‫ي‬‫ر‬‫غ‬ ‫ولديه‬ ‫بطبعه‬ ‫اجتماعي‬ ‫اإلنسان‬ ‫أن‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫ويقصد‬
،
‫كسب‬ ‫إلي‬ ‫يسعي‬ ‫فهو‬ ‫وبالتالي‬
‫قه‬‫ز‬‫ر‬
‫أنه‬ ‫إال‬ ‫؛‬
‫يتعرض‬
‫اقيل‬
‫ر‬‫الع‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫إلي‬
،
‫األخير‬ ‫في‬ ‫نتيجته‬ ‫وتكون‬ ‫قه‬‫ز‬‫ر‬ ‫عن‬ ‫الدفاع‬ ‫عليه‬ ‫يتطلب‬ ‫وهنا‬
‫بقا‬ ‫حفظ‬
‫ئه‬
.
-
‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬
،
‫المقدمة‬
‫تحقيق‬ ،
:
،‫الوافي‬ ‫الواحد‬ ‫عبد‬ ‫علي‬
(
‫ط‬
2
‫؛القاهرة‬
:
،‫العربي‬ ‫السياق‬ ‫لجنة‬
2282
)
‫ص‬،
11
. 1
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
12
‫الثاني‬ ‫المبحث‬
:
‫النظريات‬
‫الدولة‬ ‫لنشأة‬ ‫ة‬
‫المفسر‬
‫ظهرت‬
،‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫تفسير‬ ‫فى‬ ‫يات‬‫ر‬‫نظ‬ ‫عدة‬
‫السياسية‬ ‫السلطة‬ ‫أصل‬ ‫فى‬ ‫البحث‬ ‫من‬ ‫تنطلق‬ ‫كلها‬
‫وهي‬
‫بمثابة‬
‫تحليل‬ ‫فى‬ ‫تساعدهم‬ ‫محكمة‬ ‫نتيجة‬ ‫الى‬ ‫للوصول‬ ‫السياسية‬ ‫الناحية‬ ‫من‬ ‫اد‬
‫ر‬‫األف‬ ‫لتكوين‬ ‫أساسي‬ ‫مصدر‬
‫سياسيا؛‬ ‫المستعملة‬ ‫الممكنات‬
‫كاآلتى‬ ‫وهى‬ ‫الدولة‬ ‫لنشأة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫المفس‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫تعددت‬ ‫االساس‬ ‫هذا‬ ‫وعلى‬
:
0
-
‫قوة‬ ‫ة‬
‫ظاهر‬ ‫الدولة‬ ‫تعتبر‬ ‫التى‬ ‫النظريات‬
:
‫أساسية‬ ‫ة‬
‫ر‬‫فك‬ ‫على‬ ‫جميعا‬ ‫تكز‬‫ر‬‫ت‬ ‫قوة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫ظاه‬ ‫بأنها‬ ‫الدولة‬ ‫تفسر‬ ‫التى‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫ان‬
‫؛‬
‫السلطة‬ ‫أن‬ ‫وهى‬
‫و‬ ‫قوة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫ظاه‬ ‫على‬ ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫قبل‬ ‫تعبر‬ ‫السياسية‬
‫اإل‬
‫اه‬
‫ر‬‫ك‬
،
‫وتكون‬
‫على‬ ‫ته‬‫ر‬‫سيط‬ ‫فرض‬ ‫يستطيع‬ ‫من‬ ‫ة‬
‫ز‬‫حو‬ ‫فى‬ ‫دائما‬
‫ين‬‫ر‬‫االخ‬
.
‫إن‬
‫مختلفة‬ ‫بأشكال‬ ‫يظهر‬ ‫الذي‬ ‫اه‬
‫ر‬‫االك‬ ‫فى‬ ‫يكمن‬ ‫الدولة‬ ‫جوهر‬
،
‫األنثروبولوجيا‬‫و‬ ‫االجتماع‬ ‫علم‬ ‫شدد‬ ‫وقد‬
‫ة‬
‫ر‬‫الفك‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫السياسية‬
‫؛‬
‫أي‬
‫المجتمعات‬ ‫داخل‬ ‫تقوم‬ ‫التى‬ ‫ام‬
‫ز‬‫اإلل‬‫و‬ ‫القهر‬ ‫سلطة‬ ‫على‬
،
‫التي‬‫و‬
‫تت‬
‫وجود‬ ‫طلب‬
‫فرض‬ ‫على‬ ‫ة‬
‫ر‬‫قاد‬ ‫سلطة‬
‫طاعتها‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫جبار‬‫ا‬‫و‬ ‫النظام‬
،
‫مبدئيا‬ ‫الدولة‬ ‫تتميز‬ ‫الية‬
‫ر‬‫الليب‬ ‫المجتمعات‬ ‫ففي‬
‫مؤيد‬ ‫اها‬
‫ر‬‫ي‬ ‫كما‬ ‫العامة‬ ‫المصلحة‬ ‫على‬ ‫الحفاظ‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫وموجه‬ ‫ومحدد‬ ‫منظم‬ ‫اه‬
‫ر‬‫اك‬ ‫بوجود‬
‫و‬
‫الية‬
‫ر‬‫الليب‬ ‫الفلسفة‬
،
‫في‬
‫حين‬
‫أ‬ ‫السلطة‬ ‫استعمال‬ ‫سوء‬ ‫من‬ ‫اطن‬‫و‬‫الم‬ ‫حماية‬ ‫يمكن‬
‫و‬
‫بو‬ ‫اه‬
‫ر‬‫اإلك‬ ‫وسائل‬ ‫باستعمال‬ ‫التصرف‬
‫نصوص‬ ‫اسطة‬
‫المادة‬ ‫نصت‬ ‫كما‬ ‫القهر‬ ‫مقاومة‬ ‫له‬ ‫تجيز‬ ‫يعية‬‫ر‬‫تش‬
72
‫نسا‬‫ر‬‫ف‬ ‫دستور‬ ‫من‬
1
.
‫الدولة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫ظاه‬ ‫لتفسير‬ ‫كأساس‬ ‫القوة‬ ‫عنصر‬ ‫على‬ ‫تكز‬‫ر‬‫ت‬ ‫التى‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫ومن‬
:
: ‫البدائية‬ ‫الجماعات‬ ‫اعات‬
‫ر‬‫ص‬ ‫نتيجة‬ ‫الدولة‬ ‫نشوء‬-‫أ‬
‫بين‬ ‫اعات‬
‫ر‬‫الص‬ ‫الى‬ ‫يعود‬ ‫الدولة‬ ‫نشوء‬ ‫أن‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫هذه‬ ‫أصحاب‬ ‫ى‬
‫ير‬
‫كانت‬ ‫حيث‬ ،‫البدائية‬ ‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الجماعات‬
‫يك‬ ‫ولم‬ ‫التقاليد‬ ‫لحكم‬ ‫تخضع‬
‫ن‬
‫أل‬ ‫القوة‬ ‫الستعمال‬ ‫داع‬ ‫هناك‬
‫شخصية‬ ‫فى‬ ‫قة‬‫ر‬‫غا‬ ‫كانت‬ ‫الفرد‬ ‫شخصية‬ ‫ن‬
‫الجماعة‬
،
‫وفي‬
‫آخ‬ ‫جماعة‬ ‫على‬ ‫قوتها‬ ‫بفرض‬ ‫جماعة‬ ‫تقوم‬ ‫الشعوب‬ ‫تطور‬ ‫احل‬
‫ر‬‫م‬ ‫من‬ ‫مرحلة‬
‫ى‬
‫ر‬
‫وتخضعها‬
‫تها‬‫ر‬‫لسيط‬
،
‫محك‬ ‫وجماعة‬ ‫حاكمة‬ ‫طبقة‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫فتنشأ‬
‫احد‬‫و‬ ‫افي‬
‫ر‬‫جغ‬ ‫إقليم‬ ‫داخل‬ ‫ومة‬
،
‫و‬
‫تبرز‬ ‫هنا‬
‫ومن‬ ‫الدولة‬ ‫اة‬‫و‬‫ن‬
‫الطبقتين‬ ‫بين‬ ‫التمايز‬ ‫نتيجة‬ ‫الجماعة‬ ‫انقسام‬ ‫بسبب‬ ‫الدولة‬ ‫تنشأ‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫هذه‬ ‫حسب‬ ‫ثم‬
.
،‫سليمان‬ ‫عصام‬
،‫السياسة‬ ‫علم‬ ‫الى‬ ‫مدخل‬
(
‫ط‬
1
‫بيروت‬ ‫؛‬
:
،‫والتوزيع‬ ‫والنشر‬ ‫للطباعة‬ ‫النضال‬ ‫دار‬
2282
)
‫ص‬ ،
281
-
288
. -2
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
13
‫ب‬
-
‫ديغي‬ ‫ليون‬ ‫نظرية‬
Léon Duguit
(
2501
-
2165
)

:
‫يقول‬
‫المجتمع‬ ‫فى‬ ‫سياسي‬ ‫تمايز‬ ‫ببروز‬ ‫ينتج‬ ‫الدولة‬ ‫نشوء‬ ‫أن‬ ‫ديغى‬
‫؛‬
‫هي‬ ‫فالدولة‬
‫اسطته‬‫و‬‫ب‬ ‫تسيطر‬ ‫يخى‬‫ر‬‫تا‬ ‫حدث‬
‫المجتمع‬ ‫اد‬
‫ر‬‫أف‬ ‫سائر‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬
،
‫ادتها‬
‫ر‬‫إ‬ ‫عليهم‬ ‫وتفرض‬
‫بالقهر‬
‫المادي‬
،
‫أي‬
‫نش‬
‫وء‬
‫الدولة‬
‫ه‬
‫و‬
‫نتيجة‬
‫القوة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫ظاه‬
،
‫و‬
‫أن‬
‫لل‬ ‫وجود‬ ‫ال‬
‫و‬ ‫الدولة‬ ‫جوهر‬ ‫هى‬ ‫السلطة‬
‫بدونها‬ ‫دولة‬
،
‫وقوتها‬
‫ال‬ ‫بحيث‬ ‫األعظم‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫يجب‬
‫تحقيق‬ ‫من‬ ‫وتمنعها‬ ‫تنافسها‬ ‫أن‬ ‫الداخل‬ ‫فى‬ ‫قوة‬ ‫أي‬ ‫تستطيع‬
،‫ادتها‬
‫ر‬‫إ‬
‫أ‬ ‫بطبيعتها‬ ‫تبقى‬ ‫فالدولة‬
‫االولى‬ ‫لنشأتها‬ ‫مينة‬
‫القوة‬ ‫على‬ ‫قائم‬ ‫سياسي‬ ‫تباين‬ ‫على‬ ‫ة‬
‫ز‬‫تك‬‫ر‬‫م‬ ‫تبقى‬ ‫وظائفها‬ ‫تؤدى‬ ‫التى‬ ‫ة‬
‫ز‬‫االجه‬ ‫عدد‬ ‫كان‬ ‫ومهما‬
،
‫ان‬ ‫يمكنها‬ ‫فال‬
‫وجودها‬ ‫أساس‬ ‫هى‬ ‫التى‬ ‫القوة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫ظاه‬ ‫من‬ ‫تتخلص‬
1
.
‫ديغي‬ ‫يشير‬
‫في‬ ‫المسيطر‬ ‫هو‬ ‫األقوى‬ ‫أن‬ ‫حيث‬ ،‫الطبقات‬ ‫في‬ ‫اختالف‬ ‫يحكمه‬ ‫المجتمع‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫هنا‬
‫المجتمع‬
‫الضعي‬ ‫على‬ ‫سلطانه‬ ‫ويقرض‬
‫ف‬
‫الدولة‬ ‫من‬ ‫يجعل‬ ‫الذي‬ ‫االختالف‬ ‫وهذا‬ ‫القوة‬ ‫لهذه‬ ‫نتيجة‬ ‫الدولة‬ ‫تنشأ‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫؛‬
‫د‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ،‫خارجية‬ ‫قوة‬ ‫أي‬ ‫الى‬ ‫تتصدى‬
‫قد‬ ‫اإلختالف‬ ‫هذا‬ ‫بأن‬ ‫يدرك‬ ‫لم‬ ‫يغى‬
‫الت‬ ‫في‬ ‫سبب‬ ‫يكون‬
‫العبث‬‫و‬ ‫مرد‬
‫خارجية‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫وداخلية‬ ‫أهلية‬ ‫اعات‬
‫ر‬‫ص‬ ‫ونشوء‬
.
‫ج‬
-
‫خلدون‬ ‫ابن‬
:
‫اقتصاديا‬ ‫اجتماعيا‬ ‫ا‬
‫ر‬‫تفسي‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫فسر‬ ‫لقد‬
،
‫المجتم‬ ‫نشوء‬ ‫بط‬‫ر‬‫ف‬
‫الحاجات‬ ‫تأمين‬ ‫ة‬
‫ر‬‫بضرو‬ ‫ع‬
‫المعيشية‬
،
‫أ‬ ‫العصبية‬ ‫اعتبر‬‫و‬
‫المجتمع‬ ‫ولتماسك‬ ‫السياسية‬ ‫ة‬
‫ر‬‫للقد‬ ‫ساسا‬
"
‫فالعصبي‬
‫ة‬
"
‫ه‬
‫ي‬
‫طبيعية‬ ‫رحم‬ ‫صلة‬
‫في‬
‫البشر‬
‫ال‬‫و‬
‫تي‬
‫ف‬ ‫االلتحام‬‫و‬ ‫االتحاد‬ ‫بها‬ ‫يحصل‬
‫ي‬
‫المجتمع‬
،
‫ف‬ ‫ويظهر‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫احدة‬‫و‬‫ال‬ ‫القبيلة‬
‫و‬
‫نسب‬ ‫المتحالفة‬ ‫القبائل‬ ‫فى‬
‫عام‬
‫خاصة‬ ‫بعصبيات‬ ‫يقترن‬ ‫خاص‬ ‫ونسب‬ ‫عامة‬ ‫بعصبية‬ ‫يقترن‬
،
‫النسب‬ ‫لحمة‬ ‫من‬ ‫أقوى‬ ‫الخاص‬ ‫النسب‬ ‫ولحمة‬
‫؛‬ ‫العام‬
‫هنا‬ ‫ومن‬
‫العصبي‬ ‫تتنافس‬
‫ا‬
‫ئ‬‫ر‬‫ال‬ ‫على‬ ‫الخاصة‬ ‫ت‬
‫تلك‬ ‫أي‬ ‫االقوى‬ ‫العصبية‬ ‫بها‬ ‫فتظفر‬ ‫اسة‬
‫التي‬
‫على‬ ‫تتغلب‬
‫تفسد‬ ‫عندما‬ ‫وتضمحل‬ ‫العصبية‬ ‫هذه‬ ‫استمرت‬ ‫طالما‬ ‫وتستمر‬ ‫العصبية‬ ‫بسبب‬ ‫تنشأ‬ ‫فالدول‬ ‫ى‬
‫االخر‬ ‫العصائب‬
‫العصبية‬
"
2

-
‫ديغي‬ ‫ليون‬
(
2822
-
2218
)
‫بوردولفترة‬ ‫جامعة‬ ‫في‬ ‫الحقوق‬ ‫كلية‬ ‫عمادة‬ ‫تسلم‬ ‫وقد‬ ‫فرنسا‬ ‫في‬ ‫القانون‬ ‫رجال‬ ‫كبار‬ ‫أحد‬ ‫كان‬
‫الزمن‬ ‫من‬ ‫طويلة‬
.
،‫سليمان‬ ‫عصام‬ ‫راجع‬
،‫السياسة‬ ‫علم‬ ‫إلى‬ ‫مدخل‬
‫ص‬ ،‫سابق‬ ‫مرجع‬
288
.
-
‫سليمان‬ ‫عصام‬
،
‫السياسية‬ ‫علم‬ ‫الى‬ ‫مدخل‬
‫ص‬،‫سابق‬ ‫مرجع‬
011 1
-
‫ص‬ ،‫نفسه‬ ‫المرجع‬
011
. 2
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
14
‫أ‬ ‫الدولة‬
‫و‬
‫الجماعة‬
‫أ‬ ‫القوة‬ ‫نتيجة‬ ‫تنشأ‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫عند‬ ‫السياسية‬
‫و‬
‫عن‬ ‫المتولدة‬ ‫العصبية‬ ‫على‬ ‫القائم‬ ‫التغلب‬
‫الء‬
‫و‬‫ال‬‫و‬ ‫ابة‬
‫ر‬‫الق‬ ‫وقوة‬ ‫النسب‬ ‫وحدة‬
،
‫ه‬ ‫لهذا‬ ‫وفقا‬ ‫العصبية‬ ‫وتعتبر‬
‫ي‬
‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫لسير‬ ‫المحركة‬ ‫القوة‬
،
‫تقوم‬ ‫أساسها‬ ‫فعلى‬
‫الدولة‬ ‫تضعف‬ ‫وبضعفها‬ ‫الدولة‬
.
‫إ‬
‫الدور‬ ‫ن‬
‫الذي‬
‫العصبية‬ ‫تلعبه‬
‫في‬
‫ه‬ ‫السياسية‬‫و‬ ‫االجتماعية‬ ‫الحياة‬
‫و‬
‫دور‬
‫حاسم‬
‫تحتل‬ ‫وهى‬ ،
‫في‬
‫اوية‬
‫ز‬‫ال‬ ‫حجر‬ ‫مكان‬ ‫الدولة‬ ‫حول‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫ية‬‫ر‬‫نظ‬
،
‫وتحمل‬
‫اد‬
‫ر‬‫األف‬
‫التناظر‬ ‫على‬
‫التعاضد‬‫و‬
‫في‬
‫؛‬ ‫المقاتلة‬‫و‬ ‫الحماية‬‫و‬ ‫المدافعة‬
‫إ‬
‫ية‬‫ر‬‫ضرو‬ ‫نها‬
‫في‬
‫أ‬ ‫نبوة‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫الناس‬ ‫يحمل‬ ‫أمر‬ ‫كل‬
‫و‬
‫ملك‬ ‫إقامة‬
‫أ‬
‫و‬
‫دعوة‬
،
‫أيضا‬ ‫وتشتمل‬
‫إلى‬
‫العنصر‬ ‫جانب‬
‫المادي‬
‫على‬
‫األ‬‫و‬ ‫الدين‬ ‫من‬ ‫تستمد‬ ‫معنوية‬ ‫عناصر‬
‫خالق‬
(
‫من‬
‫وحزم‬ ‫شجاعة‬
.)
‫بل‬ ،‫فحسب‬ ‫التعاضد‬ ‫أشكال‬ ‫من‬ ‫شكال‬ ‫ليست‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫عند‬ ‫العصبية‬‫و‬
‫هي‬
‫من‬ ‫خاص‬ ‫ع‬
‫نو‬
‫االجتماعية‬ ‫العالقات‬ ‫اع‬‫و‬‫أن‬
.
1
‫الدولة‬ ‫عمر‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫ويحدد‬
‫في‬
‫أجيال‬ ‫بثالثة‬ ‫الغالب‬
،
‫يساوي‬ ‫احد‬‫و‬‫ال‬ ‫الجيل‬
61
‫سنة‬
.
‫فالجيل‬
‫األول‬
‫وتوحشها‬ ‫وخشونتها‬ ‫البداوة‬ ‫خلق‬ ‫على‬ ‫ا‬‫و‬‫ال‬
‫ز‬‫ي‬ ‫لم‬
‫في‬
‫اك‬
‫ر‬‫االشت‬‫و‬ ‫اس‬
‫ر‬‫االفت‬‫و‬ ‫البسالة‬‫و‬ ‫العيش‬ ‫شظف‬
‫في‬
‫المجد‬
،
‫مغلوبون‬ ‫لهم‬ ‫الناس‬‫و‬ ‫هوب‬
‫مر‬ ‫وجانبهم‬ ‫هف‬
‫مر‬ ‫فحدهم‬ ‫فيهم‬ ‫محفوظة‬ ‫العصبية‬ ‫ة‬
‫ر‬‫صو‬ ‫بذلك‬ ‫ال‬
‫ز‬‫ت‬ ‫فال‬
.
‫الجيل‬
‫الثاني‬
‫البداوة‬ ‫من‬ ‫الترف‬‫و‬ ‫بالملك‬ ‫حالهم‬ ‫تحول‬
‫إلى‬
‫الشظف‬ ‫ومن‬ ‫ة‬
‫ر‬‫الحضا‬
‫إلى‬
‫الخصب‬‫و‬ ‫الترف‬
،
‫ومن‬
‫اك‬
‫ر‬‫االشت‬
‫في‬
‫المجد‬
‫إلى‬
‫انفر‬
‫عن‬ ‫الباقين‬ ‫وكسل‬ ‫به‬ ‫احد‬‫و‬‫ال‬ ‫اد‬
‫السعي‬
‫اليه‬
،
‫الشئ‬ ‫بعض‬ ‫العصبية‬ ‫ة‬
‫ر‬‫صو‬ ‫فتنكسر‬
‫ذلك‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫لهم‬ ‫ويبقى‬
،
‫الجيل‬ ‫ا‬‫و‬‫أدرك‬ ‫بما‬
‫األول‬
‫وسعيهم‬ ‫هم‬
‫از‬
‫ز‬‫اعت‬ ‫من‬ ‫ا‬‫و‬‫وشاهد‬ ‫الهم‬‫و‬‫أح‬ ‫ا‬‫و‬‫وباشر‬
‫إلى‬
‫المجد‬
‫ما‬ ‫منه‬ ‫ذهب‬ ‫ذا‬‫ا‬‫و‬ ‫بالكلية‬ ‫ذلك‬ ‫ترك‬ ‫يسعهم‬ ‫فال‬
‫ذهب‬
،
‫اجعة‬
‫ر‬‫م‬ ‫من‬ ‫رجاء‬ ‫على‬ ‫ويكونون‬
‫ال‬‫و‬‫األح‬
‫التي‬
‫كانت‬
‫للجيل‬
‫األول‬
.
‫العصبية‬‫و‬ ‫العز‬ ‫حالوة‬ ‫ويفقدون‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫كأن‬ ‫الخشونة‬‫و‬ ‫البداوة‬ ‫عهد‬ ‫فينسون‬ ‫الثالث‬ ‫الجيل‬
،
‫الترف‬ ‫فيهم‬ ‫ويبلغ‬
‫الدولة‬ ‫على‬ ‫عاال‬ ‫فيصيرون‬ ‫العيش‬ ‫ة‬
‫ر‬‫وحضا‬ ‫النعيم‬ ‫من‬ ‫تبقى‬ ‫بما‬ ‫غايته‬
،
‫تنشأ‬ ‫وهكذا‬
‫الدولة‬
‫أي‬
‫ر‬‫ب‬
‫ا‬ ‫على‬ ‫ة‬
‫ر‬‫وقاد‬ ‫قوية‬ ‫العصبية‬ ‫تكون‬ ‫عندما‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬
‫وعصيان‬ ‫قومها‬ ‫عصيان‬ ‫على‬ ‫لتغلب‬
‫ام‬‫و‬‫األق‬
‫ين‬‫ر‬‫اآلخ‬
2
.
‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫هذه‬ ‫أصحاب‬ ‫أن‬ ‫نخلص‬ ‫ان‬ ‫يمكن‬
‫هي‬ ‫القوة‬ ‫أن‬،
‫نظام‬
‫اجتماعي‬
‫ي‬
‫المغلوب‬ ‫على‬ ‫الغالب‬ ‫فرضه‬
،
‫فهي‬
‫على‬ ‫سلطته‬ ‫القوى‬ ‫يفرض‬ ‫عندما‬ ‫تنشأ‬
‫باقي‬
‫األ‬
‫اد‬
‫ر‬‫ف‬
‫الحياة‬ ‫؛آلن‬
‫اإلنسانية‬
‫الجماعات‬ ‫نظام‬ ‫يعقبها‬ ‫كان‬
‫ية‬‫ر‬‫األس‬
2
-
‫رسالن‬ ‫بسيونى‬ ‫الدين‬ ‫صالح‬
،
‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫عند‬ ‫واالقتصاد‬ ‫السياسة‬
،
(
‫؛القاهرة‬ ‫دط‬
:
‫عربية‬ ‫كتب‬
‫دس‬ ،
)
‫ص‬ ،
‫ص‬
62
-
12
.
2
-
‫سليمان‬ ‫عصام‬
،
‫السياسة‬ ‫علم‬ ‫إلى‬ ‫مدخل‬
،‫ذكره‬ ‫سبق‬ ‫مرجع‬ ،
‫ص‬
122
.
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
15
‫مختلف‬ ‫بين‬ ‫ة‬
‫ر‬‫اإلغا‬‫و‬ ‫الحرب‬ ‫قانون‬ ‫ة‬
‫ر‬‫سيط‬ ‫من‬ ‫يحتويه‬ ‫بما‬
‫األسر‬
،
‫انتصرت‬ ‫فإذا‬
‫إحدى‬
‫األسر‬
‫ها‬
‫غير‬ ‫على‬
‫على‬ ‫سلطانه‬ ‫ئيسها‬‫ر‬ ‫ويفرض‬ ‫إليها‬ ‫تضمها‬
‫اإلقليم‬
‫الذي‬
‫به‬ ‫تعيش‬
.
5
-
‫التطور‬ ‫نظرية‬
‫التاريخي‬
‫أ‬
‫و‬
‫الطبيعي‬
:
‫لنشأة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫المفس‬ ‫ية‬‫ر‬‫التطو‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫االجتماعية‬ ‫العلوم‬ ‫ي‬
‫مفكر‬ ‫عليها‬ ‫يطلق‬
‫الدولة‬
،
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫أصل‬ ‫ترجع‬ ‫حيث‬
‫المادية‬ ‫القوة‬ ‫منها‬ ‫تفاعلت‬ ‫متعددة‬ ‫امل‬‫و‬‫ع‬ ‫إلى‬
‫و‬
‫االقتصادية‬
،
‫تختلف‬ ‫العقائدية‬‫و‬ ‫المعنوية‬‫و‬ ‫الدينية‬ ‫امل‬‫و‬‫الع‬ ‫كذلك‬
‫دولة‬ ‫من‬
‫إلى‬
‫ى‬
‫أخر‬
‫؛‬
‫ذات‬ ‫تكون‬ ‫ال‬ ‫حين‬ ‫في‬ ‫معينة‬ ‫دولة‬ ‫لنشوء‬ ‫بالنسبة‬ ‫مهم‬ ‫امل‬‫و‬‫الع‬ ‫هذه‬ ‫أحد‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫ألنه‬
‫ى‬
‫أخر‬ ‫لدولة‬ ‫أهمية‬
.
‫في‬ ‫ين‬‫ر‬‫المعاص‬ ‫المتخصصين‬ ‫ى‬
‫وير‬
‫طبيعية‬ ‫ة‬
‫ر‬‫ظاه‬ ‫الدولة‬ ‫بأن‬ ‫المجال‬ ‫هذا‬
،
‫عن‬ ‫تبحث‬
‫تفاعل‬
‫نم‬ ‫في‬ ‫يخية‬‫ر‬‫تا‬ ‫احل‬
‫ر‬‫م‬ ‫عبر‬ ‫ساهمت‬ ‫عديدة‬ ‫امل‬‫و‬‫ع‬
‫و‬
‫التعايش‬ ‫ة‬
‫ر‬‫بضرو‬ ‫الجماعات‬‫و‬ ‫اد‬
‫ر‬‫األف‬ ‫لدى‬ ‫شعور‬
‫الطبيعي‬ ‫الجانب‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫محددة‬ ‫أماكن‬ ‫في‬ ‫معا‬
.
1
‫نتجت‬ ‫طبيعية‬ ‫ة‬
‫ر‬‫ظاه‬ ‫الدولة‬ ‫أن‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫هذه‬ ‫بحسب‬
‫وعقائدية‬ ‫اجتماعية‬‫و‬ ‫اقتصادية‬ ‫مختلفة‬ ‫امل‬‫و‬‫ع‬ ‫تفاعل‬ ‫عن‬
،
‫التطور‬ ‫من‬ ‫طويلة‬ ‫ات‬
‫ر‬‫فت‬ ‫عبر‬ ‫وذلك‬
‫يخي‬‫ر‬‫التا‬
‫الذي‬
‫أ‬
‫دى‬
‫إلى‬
‫تجمع‬
‫اد‬
‫ر‬‫األف‬
‫معا‬ ‫للتعايش‬
،
‫وتطورت‬
‫ال‬‫و‬‫األح‬
‫بعد‬
‫عليها‬ ‫تها‬‫ر‬‫سيط‬ ‫فرضت‬ ‫الجماعة‬ ‫لهذه‬ ‫حاكمة‬ ‫فئة‬ ‫بظهور‬ ‫ذلك‬
،
‫ناحية‬ ‫على‬ ‫وقبضت‬
‫األمور‬
‫مما‬ ‫فيها‬
‫أ‬
‫دى‬
‫في‬
‫النهاية‬
‫إلى‬
‫الدولة‬ ‫نشأة‬
.
7
-
‫نظرية‬
‫ة‬
‫األسر‬
:
‫التطرق‬ ‫بعد‬
‫إلى‬
‫التطور‬ ‫ية‬‫ر‬‫ونظ‬ ‫القوة‬ ‫ية‬‫ر‬‫نظ‬
‫يخي‬‫ر‬‫التا‬
‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫نتعرض‬ ،‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫لتفسير‬
‫إلى‬
‫ية‬‫ر‬‫نظ‬
‫ة‬
‫ر‬‫األس‬
.
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫أصل‬ ‫ترجع‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫هذه‬ ‫إن‬
‫إلى‬
‫ة‬
‫ر‬‫األس‬
‫؛‬
‫للمجتمع‬ ‫األولى‬ ‫الخلية‬ ‫ألنها‬
.
‫هذه‬ ‫نمت‬ ‫ثم‬
‫ة‬
‫ر‬‫األس‬
‫ة‬
‫ر‬‫عشي‬ ‫أصبحت‬‫و‬ ‫أكثر‬ ‫نمت‬ ‫ثم‬ ‫اآلسر‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫وكونت‬ ‫وتناسلت‬
،
‫ث‬
‫ة‬
‫ر‬‫العشي‬ ‫تطورت‬ ‫م‬
‫إلى‬
‫مرور‬ ‫ومع‬ ‫قبيلة‬
‫اتحدت‬ ‫الزمن‬
‫معينة‬ ‫بقعة‬ ‫فوق‬ ‫استقرت‬‫و‬ ‫بينها‬ ‫فيما‬ ‫قبائل‬ ‫عدة‬
،
‫ومن‬ ‫المدينة‬ ‫فظهرت‬ ‫احد‬‫و‬ ‫ئيس‬‫ر‬‫ل‬ ‫وخضعت‬
‫المدينة‬ ‫تكونت‬ ‫مدن‬ ‫عدة‬ ‫اتحاد‬
.
‫أرسط‬ ‫أخد‬ ‫ولقد‬
‫و‬
‫التطور‬ ‫ية‬‫ر‬‫بنظ‬
‫العائلي‬
‫كأصل‬
‫الدولة‬ ‫لنشأة‬
،
‫أن‬ ‫على‬ ‫أقر‬ ‫إذ‬
‫اإلنسان‬
‫انه‬
‫ر‬‫أق‬ ‫من‬ ‫ين‬‫ر‬‫لآلخ‬ ‫احتياجه‬ ‫بعدم‬ ‫يشعر‬ ‫من‬ ‫ألن‬ ‫الجماعة؛‬ ‫عن‬ ‫بمعزل‬ ‫يعيش‬ ‫أن‬ ‫يستطيع‬ ‫ال‬
‫أ‬
‫و‬
‫يستطيع‬
‫أن‬
‫فرضيين‬ ‫أحد‬ ‫إال‬ ‫ليس‬ ‫منعزل‬ ‫يعيش‬
:
‫ه‬
‫و‬
‫إ‬
‫أ‬ ‫البشر‬ ‫مستوى‬ ‫فوق‬ ‫رجل‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫ما‬
‫و‬
‫وحشي‬ ‫ان‬‫و‬‫حي‬
.
‫وه‬ ‫اإلنسان‬‫و‬
‫و‬
‫ان‬‫و‬‫حي‬
‫مدني‬
‫من‬ ‫سلوكه‬ ‫يصدر‬ ‫بطبعه‬
‫ثالث‬ ‫اويا‬
‫ز‬
:
0
-
‫فرد‬ ‫كونه‬ ‫حيث‬ ‫من‬
‫بمفرده‬ ‫يعيش‬ ‫إنسان‬ ‫كونه‬ ‫أي‬
.
-
،‫الطيب‬ ‫زايد‬ ‫مولود‬
‫اإلج‬ ‫علم‬
‫ت‬
‫السياسي‬ ‫ماع‬
،
(
‫ط‬
2
‫؛ليبيا‬
:
،‫الوطنية‬ ‫الكتاب‬ ‫دار‬
1221
)
‫ص‬،
12
-
232
. 1
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
16
5
-
‫عضو‬ ‫كونه‬ ‫حيث‬ ‫من‬
‫في‬
‫ة‬
‫ر‬‫أس‬
‫منها‬ ‫ء‬
‫وجز‬ ‫ة‬
‫ر‬‫أس‬ ‫داخل‬ ‫يعيش‬ ‫إنسان‬ ‫؛أي‬
.
7
-
‫اطن‬‫و‬‫م‬ ‫كونه‬ ‫حيث‬ ‫من‬
‫في‬
‫الدولة‬
‫اجبه‬‫و‬‫ب‬ ‫ويقوم‬ ‫بحقه‬ ‫يتمتع‬ ‫مجتمع‬ ‫داخل‬ ‫فرد‬ ‫أنه‬ ‫؛يعنى‬
.
1
‫فالطبيعة‬
‫في‬
‫أرسط‬ ‫أى‬
‫ر‬
‫و‬
‫الذكر‬ ‫خلقت‬
‫األنثى‬‫و‬
،
‫وخلقت‬
‫في‬
‫من‬ ‫باألنثى‬ ‫لالجتماع‬ ‫ا‬
‫ز‬‫ي‬‫ر‬‫غ‬ ‫ميال‬ ‫الذكر‬
‫وتكوين‬ ‫ع‬
‫النو‬ ‫وحفظ‬ ‫التناسل‬ ‫أجل‬
‫ة‬
‫ر‬‫األس‬
،
‫ة‬
‫ر‬‫األخي‬ ‫وهذه‬
‫هي‬
‫التطور‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫االجتماعية‬ ‫الوحدة‬
‫يخي‬‫ر‬‫التا‬
،
‫وقد‬
‫الدولة‬ ‫تكونت‬ ‫ى‬
‫قر‬ ‫عدة‬ ‫اجتماع‬ ‫ومن‬ ‫ية‬‫ر‬‫الق‬ ‫وكونت‬ ‫مختلفة‬ ‫أسر‬ ‫تجمعت‬
.
‫م‬ ‫عدد‬ ‫العائلى‬ ‫التطور‬ ‫ية‬‫ر‬‫نظ‬ ‫وجدت‬ ‫وقد‬
‫أرسط‬ ‫بعد‬ ‫بها‬ ‫ا‬‫و‬‫ناد‬ ‫الذين‬ ‫المؤيدين‬ ‫ن‬
‫و‬
‫أمثال‬ ‫من‬ ‫ورددوها‬
:
‫بودان‬
:
‫احد‬‫و‬ ‫حاكم‬ ‫لسلطة‬ ‫ادها‬
‫ر‬‫أف‬ ‫يخضع‬ ‫عائالت‬ ‫عدة‬ ‫إتحاد‬ ‫هى‬ ‫الدولة‬ ‫ان‬ ‫أى‬
‫ر‬ ‫الذى‬
.
‫دوجى‬
:
‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫الحاكم‬ ‫لسلطة‬ ‫االولى‬ ‫اة‬‫و‬‫الن‬ ‫هى‬ ‫كانت‬ ‫السامية‬ ‫الشعوب‬ ‫أغلب‬ ‫لدى‬ ‫العائلة‬ ‫رب‬ ‫سلطة‬
.
‫تلمى‬‫ر‬‫با‬
:
‫ه‬ ‫دولة‬ ‫لتكوين‬ ‫اد‬
‫ر‬‫األف‬ ‫اجتماع‬ ‫أن‬
‫و‬
‫وزمان‬ ‫مكان‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫المعروفة‬ ‫اهر‬‫و‬‫الظ‬ ‫من‬ ‫ة‬
‫ر‬‫ظاه‬
،
‫تعبر‬ ‫وهى‬
‫االجتماع‬ ‫حب‬ ‫ة‬
‫ز‬‫ي‬‫ر‬‫أوغ‬ ‫خاصية‬ ‫وهي‬ ‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫النفس‬ ‫خصائص‬ ‫إحدى‬ ‫عن‬
‫؛‬
‫ال‬ ‫دولة‬ ‫لتكوين‬ ‫اد‬
‫ر‬‫االف‬ ‫فاجتماع‬
‫أ‬ ‫المصادفات‬ ‫لحكمة‬ ‫يخضع‬
‫و‬
‫لمجرد‬
‫تحقيق‬
‫الجماعات‬ ‫ات‬‫و‬‫شه‬
،
‫ه‬ ‫نما‬‫ا‬‫و‬
‫و‬
‫حدو‬ ‫يرجع‬ ‫طبيعى‬ ‫أمر‬
‫ألسباب‬ ‫ثه‬
‫أ‬
‫و‬
‫طبيعية‬ ‫ظروف‬
.
‫الفردية‬ ‫األنانية‬‫و‬ ‫بالذاتية‬ ‫أعماقه‬ ‫فى‬ ‫يشعر‬ ‫إذ‬ ‫االنسان‬ ‫أن‬ ‫قال‬ ‫حين‬ ‫ذلك‬ ‫برجسون‬ ‫أكد‬‫و‬
،
‫جنبيه‬ ‫بين‬ ‫يحمل‬ ‫فإنه‬
‫الجماع‬ ‫أحضان‬ ‫الى‬ ‫به‬ ‫تدفع‬ ‫التى‬ ‫االجتماعية‬ ‫ة‬
‫ز‬‫ي‬‫ر‬‫الغ‬
‫يا‬‫ز‬‫ي‬‫ر‬‫غ‬ ‫احساسا‬ ‫ة‬
.
0
-
‫اسماعيل‬ ‫محمد‬ ‫اهلل‬ ‫فضل‬
،
،‫الحديث‬ ‫الغربى‬ ‫السياسي‬ ‫للفكر‬ ‫اليونانية‬ ‫االصول‬
(
‫ط‬
0
‫ار‬‫و‬‫الد‬ ‫؛كفر‬
:
‫بس‬
‫فة‬‫ر‬‫المع‬ ‫تان‬
5110
)
،
‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬
1
-
01
-
00 .
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
17
‫الثا‬ ‫المبحث‬
‫لث‬
:
‫مكيافيللي‬ ‫عند‬ ‫السياسي‬ ‫المجتمع‬ ‫مفهوم‬
‫فلسفي‬ ‫منظور‬ ‫من‬ ‫السياسة‬ ‫ا‬‫و‬‫تناول‬ ‫الذين‬ ‫الفالسفة‬ ‫من‬ ‫ه‬
‫ر‬‫غي‬ ‫على‬ ،‫اقعيا‬‫و‬ ‫سياسيا‬ ‫مكيافيللى‬ ‫كان‬
‫الوصول‬ ‫بكيفية‬ ‫التوعية‬ ‫على‬ ‫منصب‬ ‫ئيسى‬‫ر‬‫ال‬ ‫اهتمامه‬ ‫كان‬ ‫لذلك‬ ،‫أدبى‬‫و‬‫أ‬ ‫أخالقى‬‫و‬‫أ‬
‫ل‬
‫بها‬ ‫االحتفاظ‬‫و‬ ‫سلطة‬
.
‫تغير‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫اشتملت‬ ‫ما‬ ‫بكل‬ ‫االوروبية‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫فى‬ ‫مكيافيللى‬ ‫عاش‬ ‫لقد‬
‫اهر‬‫و‬‫الظ‬ ‫ات‬
‫ر‬‫بتغي‬ ‫أشبه‬ ‫عنيف‬
،‫قبل‬ ‫من‬ ‫بها‬ ‫له‬ ‫عهد‬ ‫ال‬ ‫بحياة‬ ‫ويستمتع‬ ‫جديد‬ ‫اء‬‫و‬‫ه‬ ‫يتنفس‬ ‫اح‬
‫ر‬‫و‬ ‫جديد‬ ‫جو‬ ‫باإلنسان‬ ‫أحاط‬ ‫حيث‬ ،‫الطبيعية‬
‫بنية‬ ‫فى‬ ‫ى‬
‫الكبر‬ ‫الت‬
‫و‬‫التح‬ ‫عصر‬ ‫النهضة؛‬ ‫هوعصر‬ ‫ذلك‬ ‫أشكالها‬‫و‬ ‫ها‬
‫بصور‬ ‫وينعم‬ ،‫طعومها‬ ‫شتى‬ ‫ويتذوق‬
‫المست‬ ‫كافة‬ ‫على‬ ‫ايطاليا‬ ‫سيما‬ ‫ال‬ ‫االوروبى‬ ‫المجتمع‬
‫حيث‬ ،‫السياسية‬ ‫وحتى‬ ‫العلمية‬‫و‬ ‫الثقافية‬‫و‬ ‫االجتماعية‬ ‫ويات‬
‫الى‬ ‫مقسمة‬ ‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ايطاليا‬ ‫كانت‬
2
‫نابولى‬ ‫مملكة‬ ،‫البابوية‬ ‫دولة‬ ،‫ميالنو‬ ،‫البندقية‬ ‫هى‬ ‫ئيسية‬‫ر‬ ‫اليات‬
‫و‬
‫اهب‬
‫ر‬‫ال‬ ‫بة‬‫ر‬‫تج‬ ‫أسه‬
‫ر‬ ‫مسقط‬ ‫ة‬
‫ر‬‫االخي‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫مكيافيللى‬ ‫عاصر‬ ‫ولقد‬،‫نسا‬‫ر‬‫فلو‬
"
‫ال‬
‫و‬‫ر‬ ‫سافونا‬
(
0625
-
0611
)

‫ال‬ ‫المصلح‬
‫الجو‬ ‫هذا‬ ‫وفى‬ ،‫ه‬
‫ر‬‫عص‬ ‫فى‬ ‫الكنيسة‬ ‫فته‬‫ر‬‫ع‬ ‫الذى‬ ‫االخالقى‬ ‫الفساد‬ ‫على‬ ‫عنيفة‬ ‫حملة‬ ‫سن‬ ‫الذى‬ ‫دينى‬
‫عن‬ ‫ثها‬‫ر‬‫و‬ ‫التى‬ ‫القديمة‬ ‫األفكار‬‫و‬ ‫التقاليد‬ ‫على‬ ‫ة‬
‫ر‬‫الثو‬ ‫أهمها‬ ‫من‬ ‫التى‬ ‫الدروس‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫مكيافيللى‬ ‫تعلم‬
‫اإلرشا‬‫و‬ ‫الوعظ‬ ‫أن‬ ‫ذلك‬ ‫ام‬
‫ر‬‫احت‬‫و‬ ‫اجالل‬ ‫أوموضع‬ ‫وصادقة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫بالضرو‬ ‫ليست‬ ‫فهى‬ ،‫الماضى‬
‫بناء‬ ‫فى‬ ‫اليصالحان‬ ‫د‬
‫السيف‬ ‫عل‬ ‫الدول‬ ‫بناء‬ ‫فى‬ ‫يعتمد‬ ‫بل‬ ‫وحدها‬ ‫الكلمات‬ ‫يق‬‫ر‬‫ط‬ ‫عن‬ ‫الدول‬ ‫عن‬ ‫الدفاع‬ ‫اليمكن‬ ‫أنه‬‫و‬ ‫الدولة‬
(
،‫القوة‬
‫العنف‬
.)
‫المنا‬ ‫من‬ ‫لمكيافيللى‬ ‫ة‬
‫ر‬‫الكبي‬ ‫االستفادة‬ ‫وكانت‬
‫صب‬
‫ة‬
‫ر‬‫العش‬ ‫لمجلس‬ ‫عاما‬ ‫ا‬
‫ر‬‫تي‬‫ر‬‫سك‬ ‫عام‬ ‫عشر‬ ‫بعة‬‫ر‬‫ا‬ ‫طيلة‬ ‫نسا‬‫ر‬‫فلو‬ ‫مدينة‬ ‫فى‬ ‫شغلها‬ ‫التى‬ ‫ية‬‫ر‬‫االدا‬
،
‫يهتم‬ ‫كان‬ ‫الذى‬
‫نسا‬‫ر‬‫فلو‬ ‫ية‬‫ر‬‫لجمهو‬ ‫الدبلوماسيين‬ ‫الممثليين‬ ‫الى‬ ‫الموجهة‬ ‫الرسائل‬ ‫بكتابة‬ ‫ويقوم‬ ‫الخارجية‬ ‫الشؤون‬‫و‬ ‫الحرب‬ ‫بقضايا‬
‫خاصة‬ ‫بصفة‬ ‫ايطاليا‬ ‫ومصير‬ ‫عامة‬ ‫بصفة‬ ‫السياسة‬ ‫يتأمل‬ ‫اح‬
‫ر‬ ‫ذلك‬ ‫وبعد‬ ،‫ج‬
‫بالخار‬
،
‫ها‬
‫تنخر‬ ‫التي‬
‫االنقسامات‬
‫الحاكمة‬ ‫األسر‬‫و‬ ‫الداخلية‬
.
1
‫فالدولة‬
‫مكيافيل‬ ‫عند‬
‫لي‬
‫هي‬
‫الهدف‬ ‫أن‬ ‫أى‬
‫ر‬ ‫ولهذا‬ ،‫جيدة‬ ‫انين‬‫و‬‫بق‬ ‫تبط‬‫ر‬‫وم‬ ‫قوى‬ ‫معطى‬
‫هو‬ ‫السياسية‬ ‫للعملية‬ ‫األول‬
‫ولو‬ ‫حتى‬ ‫وسيلة‬ ‫بأية‬ ‫منها‬ ‫ادة‬
‫ز‬‫االست‬‫و‬ ‫الدولة‬ ‫قوة‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬
،‫أخالقية‬ ‫غير‬ ‫كانت‬

‫روال‬ ‫سافونا‬
:
‫سفر‬ ‫دراسة‬ ‫على‬ ‫انكب‬ ،‫لمكيافيللي‬ ‫معاصر‬ ‫ديني‬ ‫ومصلح‬ ‫هومفكر‬
"
‫الرؤيا‬
"
،‫اإلنجيل‬ ‫في‬ ‫الجديد‬ ‫العهد‬ ‫أسفار‬ ‫أخر‬
‫ح‬ ‫األسد‬ ‫عرين‬ ‫في‬ ‫دخل‬
‫له‬ ‫الموالي‬ ‫الكبير‬ ‫والحزب‬ ‫فلورنسا‬ ‫عامل‬ ‫ميديتشي‬ ‫لونزودي‬ ‫واجه‬ ‫ين‬
.
،‫راغب‬ ‫نيل‬ ‫راجع‬
‫أسرار‬
‫مكيافيللي‬ ‫إلى‬ ‫اإلعتبار‬ ‫رد‬ ‫السياسي‬ ‫المطبخ‬
،
(
‫القاهرة‬ ‫دط؛‬
:
‫دس‬ ،‫والتوزيع‬ ‫والنشر‬ ‫للطباعة‬ ‫غريب‬ ‫دار‬
)
‫ص‬ ،
12
.
2
-
‫إمام‬
‫الفتاح‬ ‫عبد‬
‫إمام‬
:
‫السياسة‬‫و‬ ‫االخالق‬
"
‫الحكم‬ ‫فلسفة‬ ‫فى‬ ‫اسة‬
‫ر‬‫د‬
"
،
(
‫دط‬
‫ة‬
‫ر‬‫القاه‬ ‫؛‬
:
‫للثقافة‬ ‫األعلى‬ ‫المجلس‬
،
5100
)
،
‫ص‬
‫ص‬
521
-
520
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
18
‫غاية‬ ‫أن‬ ‫ى‬
‫ير‬ ‫كان‬ ‫حيث‬
‫اإلنسان‬
‫ما‬ ‫له‬ ‫تبرر‬
‫يتخذ‬
‫عن‬ ‫ناتجة‬ ‫الدولة‬ ‫تكون‬ ‫وبالتالي‬ ‫تحقيقها‬ ‫اتجاه‬ ‫وسيلة‬ ‫من‬
‫متعددة‬ ‫وسائل‬ ‫يق‬‫ر‬‫ط‬
‫يستخذ‬
‫التي‬ ،‫مها‬
‫أهمها‬ ‫من‬
‫القوة‬
‫عليها‬ ‫المحافظة‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫وذلك‬
.
‫تعتمد‬ ‫الذي‬ ‫الجيش‬ ‫ع‬
‫نو‬ ‫هو‬ ،‫ها‬
‫ار‬
‫ر‬‫استم‬‫و‬ ‫وصمودها‬ ‫الوطنية‬ ‫الدولة‬ ‫قوة‬ ‫في‬ ‫مكيافيللي‬ ‫إليه‬ ‫يشير‬ ‫كان‬ ‫وما‬
‫كان‬ ‫فإذا‬ ،‫القوة‬ ‫في‬ ‫عليه‬
‫الدولة‬ ‫قوة‬ ‫أساس‬ ‫أن‬ ‫ى‬
‫ير‬ ‫فإنه‬ ‫األصليين‬ ‫أبنائها‬ ‫من‬ ‫يتشكل‬ ‫ال‬ ‫للدولة‬ ‫المقوم‬ ‫الجيش‬
‫الوطنية‬
‫وضعفها‬
‫تبط‬‫ر‬‫ي‬
‫يجيشا‬
،
‫للوطنية‬ ‫الحارق‬ ‫ه‬
‫ر‬‫شعو‬ ‫إلى‬ ‫أساسا‬ ‫يعود‬ ‫المنظم‬ ‫الوطني‬ ‫الجيش‬ ‫على‬ ‫وتأكيده‬
‫جمي‬ ‫فوق‬ ‫وطنه‬ ‫نحو‬ ‫ء‬
‫المر‬ ‫اجب‬‫و‬ ‫أن‬ ‫يعتبر‬ ‫حيث‬ ‫توحيدها‬ ‫في‬ ‫غبته‬
‫ور‬ ،‫اإليطالية‬ ‫للقومية‬ ‫وحبه‬
‫في‬ ‫اجبات‬‫و‬‫ال‬ ‫ع‬
‫إيطاليا‬ ‫إليها‬ ‫وصلت‬ ‫التي‬ ‫الوضعية‬ ‫على‬ ‫ويحزن‬ ‫الحياة‬
‫إلى‬ ‫ه‬
‫ر‬‫عص‬ ‫في‬
‫اعتمادها‬
‫أبنائها‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫جيوش‬ ‫على‬
‫قال‬ ‫حيث‬
:
«
‫الذي‬ ‫الدمار‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫إذ‬
‫شهده‬ ‫الذي‬‫و‬ ‫إيطاليا‬ ‫لحق‬
‫اآلن‬
‫هو‬ ،‫احد‬‫و‬ ‫شيء‬ ‫عنه‬ ‫نجم‬ ،
‫اعتمادها‬
‫على‬
‫الجيو‬ ‫هذه‬ ‫أن‬ ‫يب‬‫ر‬ ‫ال‬
‫و‬ ،‫قة‬‫ز‬‫ت‬‫ر‬‫الم‬ ‫جيوش‬ ‫على‬ ‫طويلة‬ ‫ات‬‫و‬‫سن‬
‫إلى‬ ‫للوصول‬ ‫اد‬
‫ر‬‫األف‬ ‫بعض‬ ‫ساعدت‬ ‫قد‬ ‫ش‬
‫الحكم‬
»
.
1
‫بالده‬ ‫على‬ ‫أطلق‬ ‫مكيافيللي‬ ‫أن‬ ‫لنا‬ ‫يتضح‬ ‫الصدد‬ ‫هذا‬ ‫في‬
‫اسم‬
‫كيفية‬ ‫إلى‬ ‫وذهب‬ ،‫الوطنية‬ ‫الدولة‬
‫الوطنية‬ ‫القومية‬ ‫ح‬
‫رو‬ ‫يحمل‬ ‫ألنه‬ ‫الوطن‬ ‫نفس‬ ‫من‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫شرط‬ ‫قوي‬ ‫جيش‬ ‫يب‬‫ر‬‫بتد‬ ‫وذلك‬ ‫عليها‬ ‫المحافظة‬
‫؛‬
‫الوطنية‬ ‫الحميمية‬ ‫تنقصه‬ ‫كانت‬ ‫ولهذا‬ ،‫بالده‬ ‫ليست‬ ‫جيش‬ ‫طرف‬ ‫من‬ ‫بلد‬ ‫عن‬ ‫الدفاع‬ ‫بة‬‫ر‬‫تج‬ ‫عاش‬ ‫ألنه‬
.
،‫الالحقة‬‫و‬ ‫السابقة‬ ‫السياسية‬ ‫اسات‬
‫ر‬‫الد‬ ‫تسلكه‬ ‫كانت‬ ‫كما‬ ‫وطبيعتها‬ ‫الدولة‬ ‫أصل‬ ‫في‬ ‫مكيافيللي‬ ‫يبحث‬ ‫لم‬
‫عليه‬ ‫أكد‬ ‫ما‬ ‫بينما‬
‫ه‬
‫ر‬‫اعتبا‬
‫الحياة‬ ‫أن‬
‫االجتماعية‬
‫في‬ ‫المثلى‬ ‫السياسية‬‫و‬
‫من‬ ‫لكل‬ ‫الذات‬ ‫تحمى‬ ‫مكان‬ ‫هي‬ ‫الدولة‬
‫بين‬ ‫التعرض‬ ‫طبيعة‬ ‫إلى‬ ‫مرده‬ ‫المجتمع‬‫و‬ ‫الفرد‬ ‫بن‬ ‫أي‬ ‫بينهما‬ ‫الظاهر‬ ‫التناقض‬ ‫ن‬‫ا‬‫و‬ ،‫ا‬‫و‬‫س‬ ‫على‬ ‫المجتمع‬‫و‬ ‫الفرد‬
‫الكيان‬ ‫على‬ ‫الحفاظ‬ ‫ة‬
‫ر‬‫وضرو‬ ‫اإلنسان‬ ‫متطلبات‬
‫االجتماعي‬
‫نظامه‬ ‫بسيادة‬ ‫إال‬ ‫يستمر‬ ‫ال‬
‫و‬ ‫يقوم‬ ‫ال‬ ‫المجتمع‬‫و‬ ،
‫اد‬
‫ر‬‫أف‬ ‫طغيان‬ ‫من‬ ‫وحمايته‬
‫المصلح‬
‫على‬ ‫يفرض‬ ‫مجتمع‬ ‫في‬ ‫إال‬ ‫إنسان‬ ‫ليس‬ ‫فاإلنسان‬ ،‫مصالحهم‬ ‫على‬ ‫العامة‬ ‫ة‬
‫المزدوجة‬ ‫الثنائية‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫الحفاظ‬ ‫ن‬‫ا‬‫و‬ ،‫منهما‬ ‫كل‬ ‫اجبات‬‫و‬‫و‬ ‫حقوق‬ ‫بين‬ ‫توفق‬ ‫تنظيم‬ ‫صيغة‬ ‫اده‬
‫ر‬‫أف‬ ‫وعلى‬ ‫نفسه‬
‫الدولة‬ ‫إال‬ ‫به‬ ‫تقوم‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫المجتمع‬‫و‬ ‫الفرد‬ ‫بين‬
‫الف‬ ‫ضعف‬ ‫من‬ ‫إال‬ ‫تنشأ‬ ‫ال‬ ‫فهي‬ ‫للمجتمع‬ ‫غاية‬ ‫هي‬ ‫التي‬
‫رد‬
‫ين‬‫ر‬‫اآلخ‬ ‫اعتداء‬ ‫من‬ ‫نفسه‬ ‫حماية‬ ‫عن‬ ‫عاجز‬ ‫وحده‬ ‫فالفرد‬ ،‫اكتماله‬ ‫وعدم‬
.2
1
-
‫مكيافيللي‬
‫األمير‬ ،
‫تر‬ ،
:
،‫تدرس‬ ‫حنا‬ ‫خليل‬
(
‫دب‬ ‫دط؛‬
:
‫دس‬ ،‫عربية‬ ‫كتب‬
)
‫ص‬ ،
.118
2
،‫زروخي‬ ‫اسماعيل‬
‫السياسية‬ ‫الفلسفة‬ ‫في‬ ‫اسات‬
‫ر‬‫د‬
،
(
‫ط‬
0
،‫يع‬‫ز‬‫التو‬‫و‬ ‫للنشر‬‫ر‬‫الفج‬ ‫دار‬ ،‫ة‬
‫ر‬‫القاه‬ ،
5110
.
)
،
‫ص‬
015
.
‫األول‬ ‫الفصل‬
‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬
19
‫من‬ ‫له‬ ‫البد‬
‫و‬
‫بذاته‬ ‫قائم‬ ‫كيان‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ‫الدولة‬ ‫إلى‬ ‫مكيافيللي‬ ‫ينظر‬ ‫ولذلك‬ ‫مساعدة‬
.
‫فها‬‫ر‬‫ويع‬
«
‫هي‬
‫اجتماع‬
‫إما‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫جماعة‬
‫بمحض‬
‫غباتها‬
‫ر‬
‫بالع‬ ‫صفوفها‬ ‫في‬ ‫ى‬
‫كبر‬ ‫بسلطة‬ ‫إنسان‬ ‫عن‬ ‫يصدر‬ ‫اح‬
‫ر‬‫االقت‬ ‫تنفيذ‬ ‫أو‬
‫يش‬
‫معا‬
‫أنفسهم‬ ‫عن‬ ‫الدفاع‬ ‫وسهولة‬ ‫العيش‬‫و‬ ‫احة‬
‫ر‬‫ال‬ ‫فيه‬ ‫وتجد‬ ‫ه‬
‫ر‬‫تختا‬ ‫احد‬‫و‬ ‫مكان‬ ‫في‬
1
.
‫نما‬‫ا‬‫و‬ ،‫الدولة‬ ‫عليهما‬ ‫وتحافظ‬ ‫المجتمع‬‫و‬ ‫الفرد‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫تشمل‬ ‫االجتماعية‬ ‫الحياة‬ ‫أن‬ ‫مكيافيللي‬ ‫اعتبر‬
‫تكون‬ ‫ال‬ ‫الدولة‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ،‫اضه‬
‫ر‬‫أغ‬ ‫لتحقيق‬ ‫اإلنسان‬ ‫ة‬
‫ر‬‫سيط‬ ‫حب‬ ‫هو‬ ‫المجتمع‬ ‫في‬ ‫التنافس‬‫و‬ ‫التناقض‬ ‫إلى‬ ‫يؤدى‬
‫بعد‬ ‫تكونت‬ ‫نما‬‫ا‬‫و‬ ‫طبيعة‬ ‫ليس‬ ‫عنده‬ ‫الدولة‬‫و‬ ‫نظامها‬ ‫بسيادة‬ ‫إال‬ ‫دولة‬
‫المشتركة‬ ‫الحياة‬ ‫ة‬
‫ر‬‫لضرو‬ ‫اإلنساني‬ ‫الوجود‬
‫إذا‬ ‫ألن‬ ،‫ار‬
‫ر‬‫استق‬‫و‬ ‫أمن‬‫و‬ ‫غذاء‬ ‫من‬ ‫الحياة‬ ‫متطلبات‬ ‫تحقيق‬ ‫في‬ ‫تعاون‬ ‫تفرض‬ ‫التي‬
‫حالته‬ ‫على‬ ‫اإلنسان‬ ‫بقي‬
‫خطر‬ ‫في‬ ‫حياته‬ ‫فإن‬ ‫البدائية‬ ‫الطبيعية‬
‫حتى‬
‫أنه‬ ‫ما‬‫ا‬‫و‬ ،‫ذاته‬ ‫اإلنساني‬ ‫ع‬
‫النو‬ ‫على‬
‫الناس‬ ‫قهر‬ ‫من‬ ‫ونشأة‬ ‫تكونت‬
‫بعضه‬ ‫خضاع‬‫ا‬‫و‬ ‫ة‬
‫ر‬‫السيط‬ ‫أجل‬ ‫من‬
‫للدولة‬ ‫التكوين‬ ‫هذا‬ ‫وبعد‬ ،‫لبعض‬
‫التي‬ ‫انين‬‫و‬‫الق‬ ‫تنشأ‬ ‫السياسية‬ ‫الجماعة‬ ‫أو‬
‫جميع‬ ‫يصبح‬ ‫ة‬
‫ر‬‫الحضا‬ ‫حالة‬ ‫إلى‬ ‫البداوة‬ ‫حالة‬ ‫من‬ ‫اإلنسان‬ ‫ينتقل‬ ‫وبذلك‬ ، ‫المشترك‬ ‫السلوك‬ ‫تحدد‬ ‫و‬ ‫الحياة‬ ‫تنظم‬
‫الدولة‬ ‫هدف‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫للبالد‬ ‫العليا‬ ‫المصلحة‬ ‫خدمة‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫مسخرون‬ ‫الدولة‬ ‫سكان‬
2
.
‫ينظر‬ ‫و‬
‫م‬
‫كيافيللي‬
‫إلى‬
‫الدولة‬
‫عمله‬ ‫يجب‬ ‫ما‬ ‫و‬ ،ً‫ا‬‫فعلي‬ ‫و‬ ً‫ا‬‫اقعي‬‫و‬ ‫الموجودة‬ ‫المسائل‬ ‫من‬ ‫أنها‬ ‫على‬
‫لها‬
‫هو‬
‫أجل‬ ‫من‬ ‫عليها‬ ‫المحافظة‬
‫ها‬
‫ار‬
‫ر‬‫استم‬
‫وقوتها‬
،
‫وهذه‬
‫ة‬
‫ر‬‫األخي‬
‫القوة‬ ‫هي‬
‫و‬
‫القياس‬
‫الذي‬
‫تم‬ ‫ومن‬ ، ‫الدولة‬ ‫به‬ ‫تقاس‬
‫صالحها‬ ‫إ‬ ‫ينبغي‬ ‫القائمة‬ ‫الدولة‬ ‫على‬ ‫خلل‬ ‫أي‬ ‫لوحظ‬ ‫إذ‬
،‫قوتها‬ ‫باستعادة‬ ،
‫ووحيدة‬ ‫احدة‬‫و‬ ‫غاية‬ ‫هناك‬ ‫أن‬ ‫اذ‬
‫فالمعيار‬ ، ‫شر‬ ‫هو‬ ‫وما‬ ‫خير‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫تتجاوز‬ ‫غاية‬ ‫وهي‬ ،‫وعظمتها‬ ‫الدولة‬ ‫ازدهار‬ ‫هي‬ ‫لتحقيقها‬ ‫جميعا‬ ‫نسعى‬
‫عليه‬ ‫نقيس‬ ‫الذي‬ ‫الوحيد‬
‫أعمالنا‬
‫ذلك‬ ‫عكس‬ ‫كانت‬ ‫ان‬‫و‬ ،‫صائب‬ ‫الفعل‬ ‫كان‬ ‫مفيدة‬ ‫كانت‬ ‫فان‬ ‫الفعل‬ ‫نتائج‬ ‫هو‬
‫ب‬ ‫نقوم‬ ‫فعل‬ ‫أو‬ ‫عمل‬ ‫أي‬ ‫أن‬ ‫و‬ ‫خاطئ‬ ‫الفعل‬ ‫كان‬
‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫الدولة‬ ‫وتقوية‬ ،‫الوطن‬ ‫تقوية‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫فقط‬ ‫هو‬ ‫ه‬
،‫للوطن‬ ‫الخالص‬ ‫تأمين‬ ‫فان‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ، ‫ع‬
‫المشرو‬ ‫الهدف‬ ‫ذلك‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫المستخدمة‬ ‫الوسائل‬ ‫وكل‬ ،‫الوطن‬ ‫هذا‬
‫مكيافيل‬ ‫اها‬
‫ر‬‫ي‬ ‫التي‬ ‫امل‬‫و‬‫الع‬ ‫ومن‬ ،‫ى‬
‫األخر‬ ‫النقاط‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫تتغلب‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫التي‬ ‫األساسية‬ ‫النقطة‬‫و‬ ‫مهدد‬
‫ل‬
‫تقوي‬ ‫ي‬
‫الو‬ ‫ح‬
‫الرو‬
‫اد‬
‫ر‬‫أف‬ ‫من‬ ‫يتكون‬ ‫قومي‬ ‫قوي‬ ‫جيش‬ ‫بناء‬ ‫هي‬ ،‫الدولة‬ ‫لدى‬ ‫كما‬ ‫اطنين‬‫و‬‫الم‬ ‫لدى‬ ‫طنية‬
3
‫من‬ ‫ال‬ ‫الشعب‬
1
-
‫ميكيافيلي‬
،
‫مطارحات‬
‫مكيافيللي‬
‫تر‬ ،
:
‫ط‬ ،‫حماد‬ ‫ي‬
‫خير‬
0
‫بيروت‬ ‫؛‬
:
،‫الجديدة‬ ‫األفاق‬ ‫دار‬
0115
‫ص‬ ،
500
.
-
‫ص‬ ،‫السابق‬ ‫المرجع‬ ،‫زروخي‬ ‫إسماعيل‬
284
.
2
3
-
‫ص‬ ،‫المرجع‬ ‫نفس‬ ،‫زروخي‬ ‫إسماعيل‬
284
-
283
.
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf
Benamor_Latamene.pdf

More Related Content

Similar to Benamor_Latamene.pdf

48461_اجتماعيات-التربية.ppt
48461_اجتماعيات-التربية.ppt48461_اجتماعيات-التربية.ppt
48461_اجتماعيات-التربية.pptNizarBenmaaouia
 
Islm g12 p2(26 1-2010)
Islm g12 p2(26 1-2010)Islm g12 p2(26 1-2010)
Islm g12 p2(26 1-2010)mustafa002
 
عبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docx
عبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docxعبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docx
عبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docxmishalch5
 
تلخيص مادة المناهج القانونية و الاجتماعية
تلخيص مادة المناهج القانونية و الاجتماعيةتلخيص مادة المناهج القانونية و الاجتماعية
تلخيص مادة المناهج القانونية و الاجتماعيةYouness Bouchmakht
 
Benamor.belgacemدليل الدولة المدنية
 Benamor.belgacemدليل الدولة المدنية Benamor.belgacemدليل الدولة المدنية
Benamor.belgacemدليل الدولة المدنيةbenamor belgacem
 
الثقافة
الثقافةالثقافة
الثقافةijde3
 
Towards a better future excerptest
Towards a better future excerptestTowards a better future excerptest
Towards a better future excerptestSabry Shaheen
 
ملخص مادة النظريات الاجتماعية
ملخص مادة النظريات الاجتماعيةملخص مادة النظريات الاجتماعية
ملخص مادة النظريات الاجتماعيةMubarak Al daossri
 
رسالة إلى الجمعية العمومية| انتخابات اتحاد الكتاب 2015| تيار التغيير
رسالة إلى الجمعية العمومية| انتخابات اتحاد الكتاب 2015| تيار التغيير رسالة إلى الجمعية العمومية| انتخابات اتحاد الكتاب 2015| تيار التغيير
رسالة إلى الجمعية العمومية| انتخابات اتحاد الكتاب 2015| تيار التغيير ahmed serag
 
أوراق عمل التوحيد
أوراق عمل التوحيدأوراق عمل التوحيد
أوراق عمل التوحيدYasirAlShehri
 
بحث عن مفهوم التربية
بحث عن مفهوم التربيةبحث عن مفهوم التربية
بحث عن مفهوم التربيةAmal Soliman
 

Similar to Benamor_Latamene.pdf (13)

48461_اجتماعيات-التربية.ppt
48461_اجتماعيات-التربية.ppt48461_اجتماعيات-التربية.ppt
48461_اجتماعيات-التربية.ppt
 
Islm g12 p2(26 1-2010)
Islm g12 p2(26 1-2010)Islm g12 p2(26 1-2010)
Islm g12 p2(26 1-2010)
 
عبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docx
عبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docxعبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docx
عبير سليمان بحث عن اقسام علم البلاغة.docx
 
تلخيص مادة المناهج القانونية و الاجتماعية
تلخيص مادة المناهج القانونية و الاجتماعيةتلخيص مادة المناهج القانونية و الاجتماعية
تلخيص مادة المناهج القانونية و الاجتماعية
 
Benamor.belgacemدليل الدولة المدنية
 Benamor.belgacemدليل الدولة المدنية Benamor.belgacemدليل الدولة المدنية
Benamor.belgacemدليل الدولة المدنية
 
الثقافة
الثقافةالثقافة
الثقافة
 
Towards a better future excerptest
Towards a better future excerptestTowards a better future excerptest
Towards a better future excerptest
 
مجلة عطاء العدد 1
مجلة عطاء العدد 1مجلة عطاء العدد 1
مجلة عطاء العدد 1
 
What is the reason for stopping the site despite the annual subscription
What is the reason for stopping the site despite the annual subscriptionWhat is the reason for stopping the site despite the annual subscription
What is the reason for stopping the site despite the annual subscription
 
ملخص مادة النظريات الاجتماعية
ملخص مادة النظريات الاجتماعيةملخص مادة النظريات الاجتماعية
ملخص مادة النظريات الاجتماعية
 
رسالة إلى الجمعية العمومية| انتخابات اتحاد الكتاب 2015| تيار التغيير
رسالة إلى الجمعية العمومية| انتخابات اتحاد الكتاب 2015| تيار التغيير رسالة إلى الجمعية العمومية| انتخابات اتحاد الكتاب 2015| تيار التغيير
رسالة إلى الجمعية العمومية| انتخابات اتحاد الكتاب 2015| تيار التغيير
 
أوراق عمل التوحيد
أوراق عمل التوحيدأوراق عمل التوحيد
أوراق عمل التوحيد
 
بحث عن مفهوم التربية
بحث عن مفهوم التربيةبحث عن مفهوم التربية
بحث عن مفهوم التربية
 

More from FatmaAboubakr

وعد jhjhjjhjhjhjhjhjhjjjjبلفورد عرض.pptx
وعد jhjhjjhjhjhjhjhjhjjjjبلفورد عرض.pptxوعد jhjhjjhjhjhjhjhjhjjjjبلفورد عرض.pptx
وعد jhjhjjhjhjhjhjhjhjjjjبلفورد عرض.pptxFatmaAboubakr
 
httpslearn-eu-central-1-prod-fleet01-xythos.content.blackboardcdn.com607ffd7b...
httpslearn-eu-central-1-prod-fleet01-xythos.content.blackboardcdn.com607ffd7b...httpslearn-eu-central-1-prod-fleet01-xythos.content.blackboardcdn.com607ffd7b...
httpslearn-eu-central-1-prod-fleet01-xythos.content.blackboardcdn.com607ffd7b...FatmaAboubakr
 
الفصل الرابع- مقاييس التشتت (1) importan
الفصل الرابع- مقاييس التشتت (1) importanالفصل الرابع- مقاييس التشتت (1) importan
الفصل الرابع- مقاييس التشتت (1) importanFatmaAboubakr
 
Science Revision Term 2.pptx good example for you
Science Revision Term 2.pptx good example for youScience Revision Term 2.pptx good example for you
Science Revision Term 2.pptx good example for youFatmaAboubakr
 
chapter 7 - أدوار الإدارة ووظائفها ومهاراتها.ppt
chapter 7 - أدوار الإدارة ووظائفها ومهاراتها.pptchapter 7 - أدوار الإدارة ووظائفها ومهاراتها.ppt
chapter 7 - أدوار الإدارة ووظائفها ومهاراتها.pptFatmaAboubakr
 
math good source for upper grades and lo
math good source for upper grades and lomath good source for upper grades and lo
math good source for upper grades and loFatmaAboubakr
 

More from FatmaAboubakr (6)

وعد jhjhjjhjhjhjhjhjhjjjjبلفورد عرض.pptx
وعد jhjhjjhjhjhjhjhjhjjjjبلفورد عرض.pptxوعد jhjhjjhjhjhjhjhjhjjjjبلفورد عرض.pptx
وعد jhjhjjhjhjhjhjhjhjjjjبلفورد عرض.pptx
 
httpslearn-eu-central-1-prod-fleet01-xythos.content.blackboardcdn.com607ffd7b...
httpslearn-eu-central-1-prod-fleet01-xythos.content.blackboardcdn.com607ffd7b...httpslearn-eu-central-1-prod-fleet01-xythos.content.blackboardcdn.com607ffd7b...
httpslearn-eu-central-1-prod-fleet01-xythos.content.blackboardcdn.com607ffd7b...
 
الفصل الرابع- مقاييس التشتت (1) importan
الفصل الرابع- مقاييس التشتت (1) importanالفصل الرابع- مقاييس التشتت (1) importan
الفصل الرابع- مقاييس التشتت (1) importan
 
Science Revision Term 2.pptx good example for you
Science Revision Term 2.pptx good example for youScience Revision Term 2.pptx good example for you
Science Revision Term 2.pptx good example for you
 
chapter 7 - أدوار الإدارة ووظائفها ومهاراتها.ppt
chapter 7 - أدوار الإدارة ووظائفها ومهاراتها.pptchapter 7 - أدوار الإدارة ووظائفها ومهاراتها.ppt
chapter 7 - أدوار الإدارة ووظائفها ومهاراتها.ppt
 
math good source for upper grades and lo
math good source for upper grades and lomath good source for upper grades and lo
math good source for upper grades and lo
 

Recently uploaded

سياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتها
سياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتهاسياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتها
سياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتهاdoaaapotahon05
 
نظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdf
نظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdfنظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdf
نظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdfHatem Hadia
 
عربي عربي الجودة ال الجودة امنية فينا.pptx
عربي عربي الجودة ال الجودة امنية فينا.pptxعربي عربي الجودة ال الجودة امنية فينا.pptx
عربي عربي الجودة ال الجودة امنية فينا.pptxdavidwilson702222
 
GHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptxGHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptxAbderrahim GHASSOUB
 
GHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptxGHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptxAbderrahim GHASSOUB
 
عرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسم
عرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسمعرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسم
عرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسمouhdidaa
 
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...MaymonSalim
 
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء مستجاب.pdf
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء  مستجاب.pdf﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء  مستجاب.pdf
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء مستجاب.pdfEmysplanet
 

Recently uploaded (8)

سياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتها
سياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتهاسياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتها
سياسات اليابان وتطورها وتاريخها وثقافتها ونظامها ومهارتها
 
نظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdf
نظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdfنظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdf
نظريات العمارة (AR334 )- محاضرة 01-الجزء الثاني.pdf
 
عربي عربي الجودة ال الجودة امنية فينا.pptx
عربي عربي الجودة ال الجودة امنية فينا.pptxعربي عربي الجودة ال الجودة امنية فينا.pptx
عربي عربي الجودة ال الجودة امنية فينا.pptx
 
GHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptxGHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 2_ measurement and evaluation in education.pptx
 
GHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptxGHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptx
GHASSOUB _Seance 6_ measurement and evaluation in education.pptx
 
عرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسم
عرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسمعرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسم
عرض حول اخراج التلاميذ المشاغبين من القسم
 
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...
الكامل في أسانيد وتصحيح حديث لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وقول النبي لرج...
 
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء مستجاب.pdf
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء  مستجاب.pdf﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء  مستجاب.pdf
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ﴾ دعاء مستجاب.pdf
 

Benamor_Latamene.pdf

  • 1. ‫مرباح‬ ‫قاصدي‬ ‫جامعة‬ – ‫ورقلة‬ - ‫كلية‬ : ‫االجتماعية‬‫و‬ ‫اإلنسانية‬ ‫العلوم‬ ‫قسم‬ : ‫ا‬ ‫اإلنسانية‬ ‫لعلوم‬ ‫أكاديمي‬ ‫الماستر‬ ‫شهادة‬ ‫متطلبات‬ ‫الستكمال‬ ‫مقدمة‬ ‫ة‬ ‫مذكر‬ ‫شعبة‬ : ‫الفلسفة‬ ‫تخصص‬ : ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬ ‫إعداد‬ ‫الطالبتين‬ : - ‫عمر‬ ‫بن‬ ‫ة‬ ‫سار‬ - ‫التامن‬ ‫كريمة‬ ‫نوقشت‬ ‫بتاريخ‬ ‫علنا‬ ‫أجيزت‬‫و‬ : 62 / 50 / 5102 . ‫السادة‬ ‫من‬ ‫المكونة‬ ‫اللجنة‬ ‫أمام‬ ‫أ‬ ./ ‫عمر‬ ‫ابح‬ ‫ر‬‫ب‬ ........ .................... ( - ‫ورقلة‬ ‫مرباح‬ ‫قاصدي‬ ‫جامعة‬ ) ‫رئيسا‬ ‫أ‬ / ‫رياض‬ ‫طاهير‬ ... (......................... - ‫ورقله‬ ‫مرباح‬ ‫قاصدي‬ ‫جامعة‬ ) ‫ا‬ ‫ر‬‫مقر‬ ‫أ‬ ../ ‫عاشور‬ ‫قويدر‬ ‫بن‬ .................... ( - ‫ورقلة‬ ‫مرباح‬ ‫قاصدي‬ ‫جامعة‬ ) ‫مناقشا‬ ‫الجامعية‬ ‫السنة‬ : 6524 / 6520 ‫في‬ ‫وأهميتها‬ ‫البشرية‬‫الطبيعة‬‫مفهوم‬ ‫التوظيف‬ ‫مكيافيللي‬ ‫عند‬ ‫السياسي‬
  • 2.
  • 3. ‫تعالى‬ ‫قال‬ ": ‫نعمتك‬ ‫أشكر‬ ‫أن‬ ‫عني‬ ‫أوز‬ ‫رب‬ ‫التي‬ ‫صالحا‬ ‫أعمل‬ ‫أن‬ ‫و‬ ‫الدي‬‫و‬ ‫وعلى‬ ‫علي‬ ‫أنعمت‬ ‫الصالحين‬ ‫عبادك‬ ‫في‬ ‫برحمتك‬ ‫أدخلني‬‫و‬ ‫ترضاه‬ " ( ‫اآلية‬ ‫النمل‬ ‫ة‬ ‫سور‬ 21 . ) ‫سبحان‬ ‫وسدد‬ ،‫نا‬‫ر‬‫أم‬ ‫ويسر‬ ‫ووفقنا‬ ،‫فضله‬ ‫من‬ ‫علينا‬ ‫أنعم‬ ‫الذي‬ ،‫عظيما‬ ‫ا‬ ‫ر‬‫شك‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫ونشك‬ ‫نحمده‬ ،‫هلل‬ ‫الحمد‬‫و‬ ‫اهلل‬ ‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫استكمال‬ ‫في‬ ،‫خطانا‬ . ‫توف‬ ‫وحسن‬ ‫فضله‬ ‫يم‬‫ر‬‫ك‬ ‫على‬ ،‫تعالى‬ ‫اهلل‬ ‫شكر‬ ‫بعد‬ ‫ي‬ ‫لنا‬ ‫قه‬ ‫نتقدم‬ ‫أن‬ ‫فنا‬‫ر‬‫يش‬ ‫فإنه‬ ،‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫انجاز‬ ‫على‬ ‫بخالص‬ ‫ت‬ ‫شكر‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫إلى‬ ‫امنا‬ ‫ر‬‫احت‬‫و‬ ‫نا‬‫ر‬‫وتقدي‬ ،‫نا‬ ‫الفاضل‬ ‫ستاذنا‬ ": ‫طاهير‬ ‫رياض‬ " ‫ع‬ ‫عاه‬ ‫ور‬ ‫اهلل‬ ‫حفظه‬ ، ‫ل‬ ‫بقبول‬ ‫تفضله‬ ‫ى‬ ‫بإرشادات‬ ‫الجود‬‫و‬ ،‫معنا‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫وصب‬ ‫عنايته‬ ‫شرف‬ ‫كان‬ ‫الذي‬‫و‬ ،‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫علينا‬ ‫اف‬ ‫ر‬‫اإلش‬ ‫ه‬ ‫ونصائحه‬ ،‫السديدة‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫ينجز‬ ‫أن‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ،‫المفيدة‬ ‫وتوجيهاته‬ ‫الغالية‬ ‫اهلل‬ ‫أطال‬‫و‬ ‫أستاذنا‬ ‫خير‬ ‫اهلل‬ ‫اك‬ ‫ز‬‫ج‬ ،‫عليه‬ ‫هو‬ ‫الوطن‬‫و‬ ‫للعلم‬ ‫ا‬ ‫ر‬‫ذخ‬ ‫أبقاك‬‫و‬ ،‫عمرك‬ ‫في‬ . ،‫الجامعي‬ ‫ار‬‫و‬‫المش‬ ‫طيلة‬ ‫العون‬ ‫يد‬ ‫لنا‬ ‫ا‬‫و‬‫قدم‬ ‫الذين‬ ،‫األساتذة‬ ‫جميع‬ ‫إلى‬ ‫فان‬‫ر‬‫الع‬‫و‬ ‫الشكر‬ ‫يل‬‫ز‬‫بج‬ ‫نتقدم‬ ‫كما‬ ‫الدكتور‬ ‫األستاذ‬ ‫بالذكر‬ ‫ونخص‬ " ‫سعد‬ ‫علي‬ ‫اهلل‬ " ‫األستاذ‬ ‫و‬ " ‫قويدر‬ ‫بن‬ ‫عاشور‬ " ‫األستاذ‬‫و‬ " ‫حمداوي‬ ‫عمر‬ ." ‫ال‬ ‫و‬ ‫المكتبات‬ ‫في‬ ‫العاملين‬ ‫من‬ ،‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫إنجاز‬ ‫في‬ ‫المساعدة‬‫و‬ ‫العون‬ ‫يد‬ ‫لنا‬ ‫قدم‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫نشكر‬ ‫أن‬ ‫ننسى‬ ‫الجامعة‬ ‫إطار‬ ‫ج‬ ‫وخار‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫اإلدا‬‫و‬ . ‫اهلل‬ ‫اهم‬ ‫ز‬‫ج‬ ،‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫وتقييم‬ ‫مناقشة‬ ‫قبولهم‬ ‫على‬ ‫المناقشة‬ ‫لجنة‬ ،‫األفاضل‬ ‫األساتذة‬ ‫نشكر‬ ‫أن‬ ‫يفوتنا‬ ‫ال‬ ‫كما‬ ‫اء‬ ‫ز‬‫الج‬ ‫خير‬ ‫جميعا‬ ‫عنا‬ . ‫األخير‬ ‫وفي‬ ‫يب‬‫ر‬‫ق‬ ‫سميع‬ ‫إنه‬ ،‫الحسنات‬ ‫ان‬ ‫ز‬‫مي‬ ‫في‬ ‫يتقبله‬ ‫ان‬‫و‬ ،‫ئه‬‫ر‬‫قا‬ ‫العمل‬ ‫بهذا‬ ‫ينفع‬ ‫أن‬ ،‫القدير‬ ‫العلي‬ ‫اهلل‬ ‫نسأل‬ ‫ات‬‫و‬‫الدع‬ ‫مجيب‬ . ‫ة‬ ‫سار‬ ‫و‬ ‫كريمة‬
  • 4. ‫مقدمة‬ .................................................................................. ‫أ‬ - ‫ج‬ ‫تمهيد‬ .................................................................................. 6 ‫األول‬ ‫المبحث‬ : ‫الدولة‬ ‫ماهية‬ ‫في‬ ..................................................... 8 ‫الثاني‬ ‫المبحث‬ : ‫الدولة‬ ‫لنشأة‬ ‫المفسرة‬ ‫النظريات‬ ..................................... 21 ‫الثالث‬ ‫المبحث‬ : ‫مكيافي‬ ‫عند‬ ‫السياسي‬ ‫المجتمع‬ ‫مفهوم‬ ‫ل‬ ‫لي‬ ....................... ..... 21 ‫األول‬ ‫المبحث‬ : ‫البشرية‬ ‫الطبيعة‬ ‫مفهوم‬ ................................. ............. 11 ‫الثاني‬ ‫المبحث‬ : ‫البشرية‬ ‫الطبيعة‬ ‫مقابل‬ ‫في‬ ‫القوة‬ ‫مشروعية‬ ......................... 12 ‫الثالث‬ ‫المبحث‬ : ‫السياسي‬ ‫األمير‬ ‫هدف‬ .............................................. 12 ‫األول‬ ‫المبحث‬ : ‫باألخالق‬ ‫السياسة‬ ‫عالقة‬ ............ .............. .................. 34 ‫الثاني‬ ‫المبحث‬ : ‫بالدين‬ ‫السياسة‬ ‫عالقة‬ ..................... ... ....................... 38 ‫الثالث‬ ‫المبحث‬ : ‫الميكيافيلي‬ ‫السياسي‬ ‫الفكر‬ ‫تأثير‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫في‬ .............. 42 ‫خاتمة‬ .................................................................................. 42 ‫قائمة‬ ‫المصادر‬ ‫المراجع‬ .................. ..... ....................................... 48 ‫الفهرس‬ ‫العنوان‬ ‫الصفحة‬ ‫األول‬ ‫الفصل‬ : ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ ............................... 6 - 71 ‫الثاني‬ ‫الفصل‬ : ‫السياسي‬ ‫البناء‬ ‫في‬ ‫وأهميتها‬ ‫البشرية‬ ‫الطبيعة‬ .................................... 17 - 21 ‫الثالث‬ ‫الفصل‬ : ‫الحديث‬ ‫بالمفهوم‬ ‫العلماني‬ ‫التيار‬ ‫وولوج‬ ‫الميكيافيلية‬ ........................ 21 - 32
  • 5.
  • 6. ‫مقدمة‬ ‫أ‬ ‫مق‬ ‫دمة‬ ‫اختلف‬ ‫مهما‬ ‫في‬ ‫الناس‬ ‫اتهم‬ ‫ر‬‫وتطو‬ ‫وطبقاتهم‬ ‫أجناسهم‬ ‫اال‬ ‫جتماعية‬ ‫الماضي‬ ‫في‬ ‫ا‬‫و‬‫خضع‬ ‫فإنهم‬ ‫؛‬ ‫سياسي‬ ‫سلطان‬ ‫إلى‬ ‫المستقبل‬ ‫في‬ ‫وسيخضعون‬ ‫الحاضر‬ ‫في‬ ‫ويخضعون‬ . ‫ف‬ ‫القائمة‬ ‫ى‬ ‫األخر‬ ‫السلطات‬ ‫تبقى‬ ،‫السيادة‬‫و‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫السيط‬ ‫و‬ ‫اه‬ ‫ر‬‫اإلك‬‫و‬ ‫الحكم‬ ‫على‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫قاد‬ ‫بكونها‬ ‫السلطة‬ ‫يميز‬ ‫ما‬ ‫ال‬ ‫غير‬ ‫إال‬ ‫الناس‬ ‫لها‬ ‫يخضع‬ ‫ال‬ ‫و‬ ،‫ية‬‫ر‬‫اختيا‬ ‫سلطة‬ ‫تبقى‬ ‫ياضية‬‫ر‬‫ال‬ ‫أو‬ ‫المدرسية‬ ‫السياسة‬‫و‬ ‫الكنيسة‬ ‫كسلطة‬ ،‫سياسية‬ ‫اداته‬ ‫ر‬‫بإ‬ ،‫م‬ ‫اإلفالت‬ ‫ء‬ ‫المر‬ ‫يستطيع‬ ‫ال‬ ‫التي‬ ‫السياسية‬ ‫السلطة‬ ‫بعكس‬ ‫قانوني‬ ‫قا‬‫ر‬‫ط‬ ‫اتبع‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫منها؛‬ ‫ة‬ ‫ينص‬ ‫خاصة‬ ‫عليها‬ ‫ال‬ ‫قانون‬ ‫ال‬ ‫ذاتها‬ ‫السياسية‬ ‫السلطة‬ ‫عن‬ ‫صادر‬ . ‫كان‬ ‫وسيبقون‬ ‫البشر‬ ‫سياسي‬ ‫مجتمع‬ ‫إلى‬ ‫ع‬ ‫الخضو‬‫و‬ ‫باالنتماء‬ ‫ين‬‫ر‬‫مضط‬ ‫اتخ‬ ‫ذ‬ ‫فالسيادة؛‬ ‫وبالتالي‬ ‫الدولة‬ ‫شكل‬ ‫من‬ ‫ع‬ ‫نو‬ ‫أي‬ ‫عن‬ ‫السياسي‬ ‫المجتمع‬ ‫بين‬ ‫تفرق‬ ‫التي‬ ‫هي‬ ‫اع‬‫و‬‫أن‬ ،‫ى‬ ‫األخر‬ ‫المجتمعات‬ ‫المجتمع‬ ‫في‬ ‫العليا‬ ‫القوة‬‫و‬ ‫سيادة‬ ‫السلطة‬ ‫من‬ ‫تجعل‬ ‫التي‬ ‫هي‬ . ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫بقيام‬ ‫لكن‬ ‫منحى‬ ‫تغير‬ ‫السياسي‬ ‫الفكر‬ ،‫أوروبا‬ ‫في‬ ‫و‬ ‫تميز‬ ‫وبالتال‬ ،‫الدولة‬ ‫أنحاء‬ ‫جميع‬ ‫على‬ ‫للملوك‬ ‫المطلقة‬ ‫السلطات‬ ‫أي‬ ‫؛‬ ‫المطلقة‬ ‫الملكية‬ ‫بازدهار‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫ي‬ ‫أدى‬ ‫بوحدة‬ ‫تميز‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫أن‬ ‫حين‬ ‫في‬ ،‫الدولة‬ ‫بتفتت‬ ‫األخير‬ ‫هذا‬ ‫تميز‬ ‫بحيث‬ ‫اإلقطاع‬ ‫أنظمة‬ ‫انهيار‬ ‫إلى‬ ‫القومية‬ ‫ح‬ ‫الرو‬ ‫بتنمية‬ ‫شعور‬ ‫أي‬ ‫المشترك‬ ‫الهدف‬‫و‬ ‫الوحدة‬ ‫ابط‬ ‫ر‬‫ب‬ ‫اد‬ ‫ر‬‫األف‬ ‫شعور‬ ‫أي‬ ‫الدولة؛‬ ‫فيما‬ ‫بينهم‬ . ‫اقت‬‫و‬ ‫وفنية‬ ‫ية‬‫ر‬‫فك‬ ‫أفكار‬‫و‬ ‫حركات‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫في‬ ‫ساد‬ ‫ذلك‬ ‫إلى‬ ‫إضافة‬ ‫حلت‬ ،‫جديدة‬ ‫صادية‬ ‫الفكر‬ ‫محل‬ ‫الئى‬ ‫و‬‫السك‬ . ‫الذي‬ ‫النهضة؛‬ ‫بعصر‬ ‫عنه‬ ‫يعبر‬ ‫جديد‬ ‫عصر‬ ‫إلى‬ ‫يشير‬ ‫إنما‬ ‫األوضاع‬ ‫هذه‬ ‫تطور‬ ‫فإن‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬ ‫يشمل‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫أن‬ ‫ين‬‫ر‬‫الكثي‬ ‫أي‬ ‫ر‬ ‫ولقد‬ ،‫الحديثة‬ ‫العصور‬ ‫إلى‬ ‫الوسطى‬ ‫العصور‬ ‫من‬ ‫انتقال‬ ‫مرحلة‬ ‫يعتبر‬ ‫عشر‬ ‫الخامس‬ ‫نين‬‫ر‬‫الق‬ ( 02 ‫م‬ ) ‫عشر‬ ‫السادس‬‫و‬ ( 01 ‫م‬ ) ‫بح‬ ، ‫مجم‬ ‫فيه‬ ‫ظهرت‬ ‫يث‬ ‫ومن‬ ‫السياسة‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫من‬ ‫وعة‬ ‫ها‬ ‫أشهر‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫نجد‬ ‫السياسية‬ ‫ني‬ ‫بها‬ ‫ناد‬ ‫التي‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫مكيافيللي‬ Nicolas Machiavel ( 0611 - 0251 ) 1 ‫؛‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫من‬ ‫اهد‬‫و‬‫ش‬ ‫على‬ ‫تستند‬ ‫التي‬ ،‫اقعية‬‫و‬‫بال‬ ‫ياته‬‫ر‬‫ونظ‬ ‫ائه‬ ‫ر‬‫أ‬ ‫في‬ ‫أسلوبه‬ ‫تميز‬ ‫حيث‬ ، ‫نتيجة‬ ‫ياته‬‫ر‬‫نظ‬ ‫كانت‬ ‫وقد‬ ‫فيه‬ ‫نشأ‬ ‫الذي‬ ‫العصر‬ ‫لظروف‬ ‫وكذا‬ ، ‫التى‬ ‫البيئة‬ ‫ات‬ ‫ر‬‫تطو‬ ‫أحاطت‬ ‫اقعي‬‫و‬‫ال‬ ‫المبدأ‬ ‫اعتناق‬ ‫الى‬ ‫به‬ ‫أدى‬ ‫مما‬ ،‫به‬ ‫الذي‬ ‫على‬ ‫يستند‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫أشهر‬ ‫ومن‬ ،‫للحاكم‬ ‫يتان‬‫ر‬‫ضرو‬ ‫خاصيتان‬ ‫الحذر‬‫و‬ ‫القوة‬ ‫التي‬ ‫مكيافيللي‬ ‫بها‬ ‫نادى‬ ‫ية‬‫ر‬‫نظ‬ ‫هي‬ " ‫األمير‬ " ‫بحيث‬ ‫؛‬ ‫ما‬ ‫بأن‬ ‫ير‬ ‫عل‬ ‫صار‬ ‫الحال‬ ‫كان‬ ‫وما‬ ‫إيطاليا‬ ‫اء‬ ‫ر‬‫أم‬ ‫يه‬ ‫عليها‬ ‫لذلك‬ ، ‫ذكر‬ ‫أنه‬ ‫ال‬ 2 - ‫ايطالياسنة‬ ‫وسط‬ ‫في‬ ‫الواقعة‬ ‫فلورنسا‬ ‫مدينة‬ ‫في‬ ‫مكيافيللي‬ ‫نيكوال‬ ‫ولد‬ 2462 ‫بارتولومي‬ ‫وزوجته‬ ‫لبرناردو‬ ‫األكبر‬ ‫االبن‬ ‫كان‬ ‫سنة‬ ‫فيها‬ ‫وتوفي‬ 2211 .
  • 7. ‫مقدمة‬ ‫ب‬ ‫خالص‬ ‫الفساد‬ ‫امل‬‫و‬‫ع‬ ‫يل‬‫ز‬‫وي‬ ‫قوته‬ ‫فرض‬ ‫يستطيع‬ ‫قوي‬ ‫أمير‬ ‫بصنع‬ ‫إال‬ ،‫السياسية‬ ‫أزمتها‬ ‫من‬ ‫ج‬ ‫الخرو‬‫و‬ ‫إليطاليا‬ ‫إليطاليا‬ ‫القومية‬ ‫الوحدة‬ ‫ويحقق‬ . ‫كتاب‬ ‫خاصة‬ ،‫السياسية‬ ‫مكيافيللي‬ ‫كتب‬ ‫ألهم‬ ‫استنا‬ ‫ر‬‫د‬ ‫خالل‬ ‫ومن‬ " ‫األمير‬ " ‫كتاب‬ ‫وكذلك‬ " ‫المطارحات‬ " ‫ه‬ ‫ر‬‫أفكا‬ ‫أهم‬ ‫أن‬ ‫لنا‬ ‫تبين‬ ،‫الحديث‬ ‫العصر‬‫و‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫خالل‬ ‫السياسية‬ ‫الفلسفة‬ ‫كتب‬ ‫وبعض‬ ‫الدولة‬ ‫فصل‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫وذلك‬ ،‫نفوذها‬ ‫وتوسيع‬ ‫الدولة‬ ‫ار‬ ‫ر‬‫استم‬ ‫لضمان‬ ‫العظمة‬‫و‬ ‫القوة‬ ‫عن‬ ‫البحث‬ ‫حول‬ ‫تتمحور‬ ‫الدين‬‫و‬ ‫األخالق‬ ‫عن‬ ، ‫إليه‬ ‫نظر‬ ‫التي‬ ‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الطبيعة‬ ‫اسة‬ ‫ر‬‫د‬ ‫وكذا‬ ‫ووضع‬ ‫لألمير‬ ‫وضحها‬ ‫حيث‬ ،‫تشاؤمية‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫نظ‬ ‫ا‬ ‫منها‬ ‫الحذر‬ ‫من‬ ‫البد‬ ‫سيئة‬ ‫طبيعة‬ ‫أنها‬ ‫منظور‬ ‫من‬ ‫وذلك‬ ،‫معها‬ ‫التعامل‬ ‫كيفية‬ ‫فة‬‫ر‬‫لمع‬ ‫النصائح‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫له‬ ‫عليها‬ ‫النظام‬ ‫وفرض‬ . ‫خالل‬ ‫ومن‬ ‫ما‬ ‫التالية‬ ‫اإلشكالية‬ ‫أذهاننا‬ ‫إلى‬ ‫تبادر‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫ذك‬ ‫سبق‬ : ‫ما‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫مفهوم‬ ‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الطبيعة‬ ‫؟‬ ‫عالقتها‬ ‫وما‬ ‫مكيافيللي‬ ‫عند‬ ‫بالسياسة‬ ‫؟‬ ‫أخر‬ ‫بتعبير‬ : ‫ما‬ ‫هي‬ ‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الطبيعة‬ ‫أهمية‬ ‫؟‬ ‫و‬ ‫وكيف‬ ‫ظفها‬ ‫مكيافيللي‬ ‫السياسي‬ ‫البناء‬ ‫في‬ ‫؟‬ ‫و‬ ‫لتحليل‬ ‫اتبعنا‬ ‫اإلشكالية‬ ‫هذه‬ ‫أفكار‬ ‫تحليل‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫وذلك‬ ‫المقارن‬ ‫التحليلى‬ ‫بالمنهج‬ ‫بداية‬ ،‫مناهج‬ ‫عدة‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫بين‬ ‫نة‬‫ر‬‫المقا‬ ‫في‬ ‫استخدامه‬ ‫فتم‬ ‫المقارن‬ ‫أما‬ ،‫نصوصه‬ ‫أهم‬ ‫على‬ ‫باالعتماد‬ ‫وهذا‬ ،‫السياسية‬ ‫مكيافيللي‬ ‫ماهيتها‬ ‫وكذا‬ ‫الدولة‬ ‫لنشأة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫المفس‬ . ‫يخية‬‫ر‬‫التا‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫الصيرو‬ ‫إتباع‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫يخي‬‫ر‬‫التا‬ ‫المنهج‬ ‫أما‬ ‫في‬ ‫مكيافيللي‬ ‫خلفها‬ ‫التي‬ ‫ات‬ ‫ر‬‫التأثي‬‫و‬ ،‫الدولة‬ ‫لنشأة‬ ‫المعاصر‬‫و‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ . ‫مكيافيللي‬ ‫عصر‬ ‫في‬ ‫إيطاليا‬ ‫حالة‬ ‫يصف‬ ‫الذي‬ ‫الوصفي‬ ‫المنهج‬ ‫وكذا‬ . ‫و‬ ‫لتفكيك‬ ‫اإلشكالية‬ ‫هذه‬ ‫السابقة‬ ‫البحث‬ ‫بتقسيم‬ ‫قمنا‬ ‫إلى‬ ‫كاألتي‬ ‫وهي‬ ‫ئيسية‬‫ر‬ ‫فصول‬ ‫ثالثة‬ : ‫فيه‬ ‫قنا‬‫ر‬‫تط‬ ‫الذي‬ ‫تمهيدي‬ ‫إلى‬ ‫اإللمام‬ ‫محاولة‬ ‫التي‬ ‫السياسية‬ ‫األوضاع‬ ‫لها‬ ‫وكان‬ ‫مكيافيللي‬ ‫عند‬ ‫سائدة‬ ‫كانت‬ ‫شخصيته‬ ‫بناء‬ ‫في‬ ‫بالغ‬ ‫تأثير‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫فك‬ ‫السياسي‬ . ‫ف‬ ‫الذي‬ ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫كان‬ ‫انه‬‫و‬‫عن‬ : ‫الدولة‬ ‫ماهية‬ ‫إلى‬ ‫فيه‬ ‫تعرضنا‬ ‫حيث‬ ،‫للبحث‬ ‫ابة‬‫و‬‫ب‬ ‫بمثابة‬ ‫ويعتبر‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫اليوناني‬ ‫الفالسفة‬ ‫بعض‬ ‫وعند‬ ‫اصطالحا‬‫و‬ ‫لغة‬ ،‫لنشأنها‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫المفس‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫إلى‬ ‫لنصل‬ ،‫العرب‬‫و‬ ‫ين‬ ‫ف‬ ‫قب‬ ‫الحديث‬ ‫ل‬ ‫السياسية‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫في‬ ‫عند‬ ‫مكيافيللي‬ ‫الدولة‬‫و‬ ‫السياسي‬ ‫المجتمع‬ ‫بمفهوم‬ ‫اإلحاطة‬ ‫علينا‬ ‫وجب‬ .
  • 8. ‫مقدمة‬ ‫ج‬ ‫مفهومها‬ ‫على‬ ‫يشمل‬ ‫الذي‬ ‫السياسي؛‬ ‫البناء‬ ‫في‬ ‫أهميتها‬‫و‬ ‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الطبيعة‬ ‫ان‬‫و‬‫بعن‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫الثاني‬ ‫الفصل‬ ‫وفي‬ ‫ومشر‬ ‫وخصائصها‬ ‫وكيف‬ ‫السياسي‬ ‫األمير‬ ‫هدف‬ ‫وبعدها‬ ،‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الطبيعة‬ ‫هذه‬ ‫مقابل‬ ‫في‬ ‫السياسية‬ ‫القوة‬ ‫وعية‬ ‫حكمه‬ ‫في‬ ‫ناجح‬ ‫يكون‬ . ‫أما‬ ‫ا‬ ‫الفصل‬ ‫في‬ ‫ألخير‬ ‫و‬ ‫ان‬‫و‬‫عن‬ ‫كان‬ ‫ه‬ ‫الحديث‬ ‫بالمفهوم‬ ‫العلماني‬ ‫التيار‬ ‫ج‬ ‫وولو‬ ‫المكيافيللية‬ ، ‫تناولنا‬ ‫عالقة‬ ‫فيه‬ ‫قنا‬‫ر‬‫تط‬ ‫تم‬ ،‫بالدين‬ ‫وكذلك‬ ‫باألخالق‬ ‫السياسة‬ ‫إلى‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ‫المكيافيللي‬ ‫السياسي‬ ‫الفكر‬ ‫تأثير‬ ، ‫أخدنا‬ ‫حيث‬ ‫وهو‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫نموذجا‬ ‫ية‬‫ر‬‫نظ‬ ‫االجتماعي‬ ‫العقد‬ ( ‫ولوك‬ ) ‫الدين‬‫و‬ ‫للدولة‬ ‫بالنسبة‬ ‫تهم‬‫ر‬‫نظ‬ ‫كانت‬ ‫وكيف‬ . ‫في‬ ‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الطبيعة‬ ‫مساهمة‬ ‫ومدى‬ ،‫وحديثا‬ ‫قديما‬ ‫االجتماعية‬ ‫الحياة‬ ‫في‬ ‫السياسي‬ ‫الجانب‬ ‫ألهمية‬ ‫ا‬ ‫ر‬‫ونظ‬ ‫أخ‬‫و‬ ،‫السياسي‬ ‫التوظيف‬ ‫ذ‬ ‫نا‬ ‫الناجح‬ ‫الحاكم‬ ‫دور‬ ‫وكذا‬ ‫خصائصها‬ ‫االعتبار‬ ‫بعين‬ . ‫المجال‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫المتخصصة‬ ‫اسات‬ ‫ر‬‫الد‬ ‫غياب‬ ‫هو‬ ‫ع‬ ‫الموضو‬ ‫اختيار‬ ‫أسباب‬ ‫أما‬ ، ‫يتناول‬ ‫ما‬ ‫منها‬ ‫الطبيعة‬ ‫وتأثير‬ ،‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫على‬ ‫ها‬ ‫السياسي‬ ‫الفكر‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ‫المعاصر‬‫و‬ ‫الحديث‬ ، ‫من‬ ‫ولعل‬ ‫اجهتنا‬‫و‬ ‫التي‬ ‫الصعوبات‬ ‫هذا‬ ‫بحثنا‬ ‫في‬ ‫المصاد‬ ‫قلة‬ ،‫ع‬ ‫الموضو‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫السابقة‬ ‫اسات‬ ‫ر‬‫الد‬‫و‬ ‫اجع‬ ‫ر‬‫الم‬‫و‬ ‫ر‬ ‫اجع‬ ‫ر‬‫الم‬‫و‬ ‫المصادر‬ ‫مع‬ ‫التعامل‬ ‫وصعوبة‬ ‫باللغة‬ ‫األجنبية‬ .
  • 9. ‫األول‬ ‫الفصل‬ : ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ ‫تمهيد‬ 2 - ‫الدولة‬ ‫ماهية‬ ‫في‬ 1 - ‫الدولة‬ ‫لنشأة‬ ‫المفسرة‬ ‫النظريات‬ 3 - ‫مفهوم‬ ‫مكيافيللي‬ ‫عند‬ ‫السياسي‬ ‫المجتمع‬
  • 10. ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ 6 ‫تمهيد‬ ‫يعتبر‬ ‫الوسطى‬ ‫العصور‬ ‫و‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫بين‬ ‫وصل‬ ‫حلقة‬ ‫هو‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ، ‫حي‬ ‫ث‬ ‫في‬ ‫بدأت‬ ‫حركة‬ ‫ايطاليا‬ ،‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫من‬ ‫قليل‬ ‫عدد‬ ‫عند‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫الفك‬ ‫هذه‬ ‫كانت‬ ‫األمر‬ ‫بداية‬ ‫وفي‬ ‫القرن‬ ‫خالل‬ ‫ولكن‬ ،‫اد‬ ‫ر‬‫األف‬ ( 02 ) ‫أن‬ ‫فنالحظ‬ ،‫اء‬‫و‬‫س‬ ‫حد‬ ‫على‬ ‫وكنسيين‬ ‫علمانيين‬ ‫المثقفين‬ ‫االيطاليين‬ ‫من‬ ‫العظمى‬ ‫األغلبية‬ ‫عند‬ ‫انتشرت‬ ‫إن‬ ‫إال‬ ،‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الحياة‬ ‫انب‬‫و‬‫ج‬ ‫كل‬ ‫التحرر‬ ‫هذا‬ ‫مس‬ ‫ولقد‬ ،‫الكنيسة‬ ‫سلطة‬ ‫من‬ ‫التحرر‬ ‫من‬ ‫ع‬ ‫نو‬ ‫تمثل‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫الفت‬ ‫هذه‬ ‫تمتاز‬ ‫كانت‬ ‫ايطاليا‬ ‫في‬ ‫السياسية‬ ‫األوضاع‬ ‫يلي‬ ‫بما‬ : - ‫نسي‬‫ر‬‫الف‬ ‫الملك‬ ‫ا‬ ‫ز‬‫غ‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ،‫األجنبي‬ ‫التدخل‬ ‫من‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫متحر‬ ‫األغلب‬ ‫في‬ ‫إيطاليا‬ ‫كانت‬ « ‫الثامن‬ ‫شارل‬ » ‫سنة‬ ‫البالد‬ 0616 ‫دوليات‬ ‫خمس‬ ‫إلى‬ ‫مقسمة‬ ‫إيطاليا‬ ‫وكانت‬ ، : ،‫نسا‬‫ر‬‫وفلو‬ ،‫البندقية‬‫و‬ ،‫ميالنو‬ ‫روما‬ ‫مملكة‬ ، ‫نابولي‬ 1 ، ‫ا‬ ‫من‬ ‫عدد‬ ‫هناك‬ ‫كانت‬ ‫الدويالت‬ ‫هذه‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬ ‫خضوعها‬ ‫أو‬ ‫تحالفها‬ ‫في‬ ‫تتفاوت‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫الصغي‬ ‫ات‬ ‫ر‬‫إلما‬ ‫الدول‬ ‫من‬ ‫لدولة‬ ‫سنة‬ ‫وحتى‬ ،‫ى‬ ‫الكبر‬ 0711 ‫كانت‬ ‫بحيث‬ ( ‫ا‬‫و‬‫جن‬ ) ‫تنافس‬ ( ‫البندقية‬ ) ‫القوة‬ ‫وفي‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫التجا‬ ‫في‬ ‫أصبحت‬ ‫السنة‬ ‫تلك‬ ‫بعد‬ ‫ولكن‬ ،‫ية‬‫ر‬‫البح‬ « ‫ا‬‫و‬‫جن‬ » ‫لسيادة‬ ‫خاضعة‬ ( ‫ميالنو‬ .) - ‫ا‬ ‫نين‬‫ر‬‫الق‬ ‫في‬ ‫اإلقطاع‬ ‫ضد‬ ‫المقاومة‬ ‫قادت‬ ‫التي‬ ‫ميالنو‬ ‫أن‬ ‫عشر‬ ‫لثاني‬ ( 05 ‫م‬ ) ‫عشر‬ ‫الثالث‬‫و‬ ( 07 ‫م‬ ) ‫وقعت‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫سيط‬ ‫تحت‬ " ‫أفيسكونتي‬ " Visconti ‫وقد‬ ،‫إقطاعية‬ ‫غير‬ ‫ية‬‫ر‬‫ث‬ ‫حاكمة‬ ‫طبقة‬ ‫سلطة‬ ‫سلطتها‬ ‫كانت‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫أس‬ ‫وهي‬ ، ‫ادها‬ ‫ر‬‫أف‬ ‫حكم‬ ( 011 ) ‫سنة‬ ‫من‬ ‫عاما‬ 0511 ‫سنة‬ ‫إلى‬ 0661 ‫الحكومة‬ ‫إلى‬ ‫العودة‬ ‫من‬ ‫ات‬‫و‬‫سن‬ ‫ثالثة‬ ‫بعد‬ ‫ثم‬ ، ‫مقال‬ ‫جديدة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫أس‬ ‫نالت‬ ‫ية‬‫ر‬‫الجمهو‬ ‫سنة‬ ‫من‬ ‫الحكومة‬ ‫يد‬ 0616 ‫سنة‬ ‫حتى‬ 0272 . 2 - ‫كانت‬ ‫لقد‬ « ‫ميالنو‬ » ‫للمعا‬ ‫ساحة‬ ‫ر‬ ‫انحازت‬ ،‫نسا‬‫ر‬‫وف‬ ‫أسبانيا‬ ‫بين‬ ‫ك‬ ، ‫أحيانا‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫الفت‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫ا‬‫و‬‫وكان‬ ‫اقبة‬ ‫ر‬‫الم‬ ‫تحت‬ ‫أحيانا‬‫و‬ ‫المنفى‬ ‫في‬ . - ‫سنة‬ ‫في‬ 0272 ‫اطور‬ ‫ر‬‫اإلمب‬ ‫ضم‬ ‫م‬ « ‫الخامس‬ ‫شارل‬ » ‫حد‬ ‫إلى‬ ‫البندقية‬ ‫ية‬‫ر‬‫جمهو‬ ‫وبقيت‬ ‫ميالنو‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫دائ‬ ‫ج‬ ‫خار‬ ‫ما‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫اب‬ ‫ر‬‫الب‬ ‫ها‬ ‫يقهر‬ ‫فلم‬ ،‫عظمتها‬ ‫من‬ ‫األولى‬ ‫القرون‬ ‫في‬ ‫خاصة‬ ،‫اإليطالية‬ ‫السياسة‬ . 3 1 - ،‫إبراهيم‬ ‫مصطفى‬ ‫إبراهيم‬ ‫هيوم‬ ‫إلى‬ ‫ديكارت‬ ‫من‬ ‫الحديثة‬ ‫الفلسفة‬ ، ( ‫اإلسكندرية‬ ‫دط؛‬ : ،‫والنشر‬ ‫الطباعة‬ ‫لدنيا‬ ‫الوفاء‬ ‫دار‬ 1222 ) ‫ص‬ ، 41 . 1 ،‫برتراندرسل‬ ‫ـ‬ ‫الغربية‬ ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬ ، ‫تر‬ : ‫الشنطي‬ ‫فتحي‬ ‫محمد‬ ، ( ‫ط‬ 3 ‫اإلسكندرية‬ ‫؛‬ : ،‫للكتاب‬ ‫العامة‬ ‫المصرية‬ 2211 ) ، ‫ص‬ 21 . 3 - ،‫محمد‬ ‫المعطي‬ ‫عبد‬ ‫الغربي‬ ‫السياسي‬ ‫الفكر‬ ، ( ‫د‬ / ،‫اإلسكندرية‬ ،‫الجامعية‬ ‫المعرفة‬ ‫دار‬ ،‫ط‬ 2226 ) ‫ص‬ ، 213 .
  • 11. ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ 7 - ‫كانت‬ « ‫نسا‬‫ر‬‫فلو‬ » ‫عشر‬ ‫ثالث‬ ‫القرن‬ ‫ففي‬ ،‫النهضة‬ ‫لعصر‬ ‫ئيسي‬‫ر‬‫ال‬ ‫المصدر‬‫و‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫حضا‬ ‫العالم‬ ‫مدن‬ ‫أعظم‬ ( 07 ‫م‬ ) ‫كانت‬ « ‫نسا‬‫ر‬‫فلو‬ » ‫األغنياء‬ ،‫التجار‬ ،‫النبالء‬ ‫عة‬ ‫متصار‬ ‫طبقات‬ ‫ثالث‬ ‫إلى‬ ‫مقسمة‬ 1 ‫النبالء‬ ‫وكان‬ ‫أساسا‬ ‫الغيبيلين‬ ‫من‬ ghibelline ‫من‬ ‫ين‬‫ر‬‫اآلخ‬ ‫الطبقتان‬‫و‬ ، ‫الجلف‬ » guelf ‫سنة‬ ‫الغبيليون‬ ‫هزم‬ ‫وقد‬ ، 0511 ‫عشر‬ ‫ابع‬ ‫ر‬‫ال‬ ‫القرن‬ ‫خالل‬ ( 06 ‫م‬ ) ‫لم‬ ‫اع‬ ‫ر‬‫الص‬ ‫فإن‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬ ،‫التجار‬‫و‬ ‫األغنياء‬ ‫حزب‬ ‫على‬ ‫الصغار‬ ‫حزب‬ ‫تغلب‬ ‫يدع‬ ‫اليونان‬ ‫كان‬ ‫لما‬ ‫يجي‬‫ر‬‫تد‬ ‫نمو‬ ‫إلى‬ ‫بل‬ ،‫ة‬ ‫ر‬‫مستق‬ ‫اطية‬ ‫ر‬‫ديمق‬ ‫إلى‬ ‫يصل‬ ‫ونه‬ « ‫االستبدادي‬ ‫الحكم‬ » 2 ‫السياسي‬ ‫التعفن‬ ‫هذا‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫االجتماعي‬‫و‬ ‫األخالقي‬‫و‬ ،‫أنذاك‬ ‫إيطاليا‬ ‫تعيشه‬ ‫كانت‬ ‫الذي‬ ‫نشأ‬ ‫أن‬ ‫فالحظ‬ ،‫وحدتها‬ ‫عادة‬‫ا‬‫و‬ ‫جديدة‬ ‫اعد‬‫و‬‫وق‬ ‫أسس‬ ‫على‬ ‫بنائها‬ ‫إعادة‬ ‫ال‬ ‫و‬‫محا‬ ،‫مكيافيللي‬ ‫ال‬ ‫و‬‫نيق‬ ‫اإليطالي‬ ‫الفيلسوف‬ ‫ظاهر‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫قوية؛‬ ‫ية‬‫ز‬‫مرك‬ ‫حكومة‬ ‫إلى‬ ‫تحتاج‬ ‫إيطاليا‬ ،‫الرومانية‬ ‫ية‬‫ر‬‫بالجمهو‬ ‫إعجابه‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫أن‬ ‫كذا‬ ‫و‬ ،‫أعلى‬ ‫مثل‬ ‫ها‬ ‫اعتبار‬‫و‬ ‫إلى‬ ‫مكيافيللي‬ ‫دفع‬ ‫ما‬ ‫هذا‬ ،‫الحكم‬ ‫صور‬ ‫من‬ ‫اإلنسان‬ ‫إليه‬ ‫وصل‬ ‫ما‬ ‫أقصى‬ ‫ها‬ ‫مفهوم‬ ‫إلى‬ ‫التطرق‬ ‫وقبل‬ ،‫تشتتها‬ ‫بعد‬ ‫إيطاليا‬ ‫يجمع‬ ‫و‬ ‫ناجح‬ ‫أمير‬ ‫يحكمها‬ ،‫قوية‬ ‫سياسية‬ ‫دولة‬ ‫تكوين‬ ‫في‬ ‫التفكير‬ ‫ف‬ ‫أهميتها‬‫و‬ ‫الطبيعة‬ ،‫مكيافيللي‬ ‫عند‬ ‫السياسي‬ ‫البناء‬ ‫ي‬ ‫ماهي‬ ‫في‬ ‫بإمعان‬ ‫النظر‬ ‫علينا‬ ‫وجب‬ ‫الدولة‬ ‫ة‬ ‫أهم‬‫و‬ ‫فسر‬ ‫التى‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫نشأة‬ ‫مكيافيللي‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫نظ‬ ‫كانت‬ ‫وكيف‬ ،‫لدولة‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫لتلك‬ 1 - Les matèriaux de la sience de Machiavel sontfonrms avont tout par le passè.IL convit certes de rappler que machiavel.en a qualite de haut fonctionnaire de la ville de flo reace. Un de ètats les plus avancès de l‘èpoque a pu observer d‘impeertants évènements politique aussi llien à l‘intèrieur qu al‘extèeieur de l‘itaie. Le moment ou il tombe en diagràce et tout la pèriode ou il effore d‘acquèrir une nouvelle influence commeident avec des mouvements sociaux d‘une importance non nègligeable .(Max Horkheimer, les debuts de la philosophiè lourgoise de‘histoire،boulevad sahnt germain, 197 , 17.) 2 - ،‫سباين‬ ‫جورج‬ ‫السياسي‬ ‫الفكر‬ ‫تطور‬ ‫تر‬، : ،‫ابراوي‬ ‫راشد‬ ( ‫د‬ ، / ‫ط؛دب‬ : ‫د‬ ، ‫للكتاب‬ ‫العامة‬ ‫المصرية‬ ‫الهيئة‬ / ‫س‬ ) ‫ج‬، 3 ، ‫ص‬ 11 .
  • 12. ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ 8 ‫األول‬ ‫المبحث‬ : ‫الدولة‬ ‫ماهية‬ ‫في‬ ‫الدولة‬ ‫مصطلح‬ ‫يعد‬ ‫المصطلحات‬ ‫بين‬ ‫من‬ ‫أهمية‬ ‫األكثر‬ ‫السياسي‬ ‫الجانب‬ ‫في‬ ، ‫يفها‬‫ر‬‫تعا‬ ‫تعددت‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫الناحية‬ ‫االصطالحية‬ ، ‫التطرق‬ ‫فبل‬ ‫لكن‬ ‫إلى‬ ‫التع‬ ‫تلك‬ ‫يف‬‫ر‬‫ا‬ ‫الب‬ ‫اللغوي‬ ‫الجانب‬ ‫الى‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫االشا‬ ‫من‬ ‫د‬ . ‫ال‬ ‫و‬‫أ‬ : ‫في‬ ‫االشتقاق‬ ‫اللغوي‬ : ‫الفعل‬ ‫من‬ ‫مشتقة‬ ‫بية‬‫ر‬‫الع‬ ‫اللغة‬ ‫في‬ ‫الدولة‬ ‫كلمة‬ ‫أن‬ ‫نجد‬ « ‫دال‬ » ‫زمان‬ ‫ودال‬ ‫أي‬ ‫دولة‬ ‫إليه‬ ‫صارت‬ ‫أي‬ ‫الدولة‬ ‫له‬ ‫ودالت‬،‫حال‬ ‫إلى‬ ‫حال‬ ‫من‬ ‫انقلب‬‫و‬ ‫دار‬ ، ‫لنا‬ ‫دالت‬ ‫ويقال‬ ‫ال‬ ‫لنا‬ ‫كانت‬ ‫أي‬ ‫الدولة‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ة‬ . ‫و‬ ‫الدولة‬ ‫دول‬ ‫جمعها‬ ‫مصدر‬ ‫و‬ ‫لذاك‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫وم‬ ‫لهذا‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫م‬ ‫ويكون‬ ‫يتداول‬ ‫ما‬ ‫يعني‬ ، ‫ا‬ ‫على‬ ‫فتطلق‬ ‫لغ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫بالفتح‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫السيط‬‫و‬ ‫ة‬ . 1 ‫و‬ ‫ال‬ ‫دول‬ ‫الظهر‬ ‫ثبات‬ ‫ار‬ ‫ر‬‫ق‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫فيه‬ ‫و‬ ‫فالن‬ ‫على‬ ‫لفالن‬ ‫الدولة‬ ‫دالت‬ ‫يقال‬ ، ‫أي‬ ‫انتصر‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫عليه‬ ‫نقلب‬ 2 ‫و‬ ‫آن‬ ‫ر‬‫الق‬ ‫في‬ ‫يمة‬‫ر‬‫الك‬ ‫اآلية‬ ‫وردت‬ ‫يم‬‫ر‬‫الك‬ « « ‫مثله‬ ‫ح‬ ‫قر‬ ‫القوم‬ ‫مس‬ ‫فقد‬ ‫ح‬ ‫قر‬ ‫يمسسك‬ ‫أن‬ ‫ند‬ ‫األيام‬ ‫وتلك‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫اولها‬ » ‫اآلي‬ ‫ان‬ ‫ر‬‫عم‬ ‫آل‬ ‫ة‬ 061 3 ‫ار‬ ‫ر‬‫االستق‬ ‫وعدم‬ ‫الحال‬ ‫اب‬ ‫ر‬‫إض‬ ‫الدولة‬ ‫كلمة‬ ‫معنى‬ ‫بية‬‫ر‬‫الع‬ ‫اللغة‬ ‫ففي‬ ‫و‬ ‫على‬ ‫الحقيقة‬ ‫في‬ ‫ينطلق‬ ‫بي‬‫ر‬‫الع‬ ‫االشتقاق‬ ‫الدولة‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫الحكومة‬ . ‫في‬ ‫أما‬ ‫اللغ‬ ‫ة‬ ‫كلمة‬ ‫من‬ ‫المستفاد‬ ‫فالمعنى‬ ‫الالتينية‬ statietats svite ‫ادفة‬ ‫ر‬‫الم‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫لعبا‬ statues ‫اللغة‬ ‫في‬ ‫المستفاد‬ ‫المعنى‬ ‫عكس‬ ‫فتفيد‬ ‫فهو‬ ‫بية‬‫ر‬‫الع‬ ‫أن‬‫و‬ ‫ار‬ ‫ر‬‫االستق‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫فك‬ ‫إلى‬ ‫يشير‬ ‫الوقوف‬ ‫ار‬ ‫ر‬‫استق‬‫و‬ ‫الوضع‬ ‫و‬ ‫اقف‬‫و‬‫ال‬ ‫الرجل‬ ‫وضعية‬ ‫تعني‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫اإلما‬ ‫فتأخذ‬ ‫السياسي‬ ‫صفة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫الفك‬ ‫هذه‬ ‫تلحق‬ ‫عندما‬ ‫لكن‬ . ‫حيث‬ ‫بية‬‫ر‬‫الع‬ ‫في‬ ‫الدولة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫عبا‬ ‫تعنيه‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫الحديثة‬ ‫العصور‬ ‫في‬ ‫معناها‬ ‫ار‬ ‫ر‬‫استق‬ . ‫ثانيا‬ : ‫الدولة‬ ‫اصطالحا‬ : ‫العلماء‬‫و‬ ‫الفالسفة‬ ‫أعطاها‬ ‫التي‬ ‫يفات‬‫ر‬‫التع‬ ‫تختلف‬ ‫لمصطلح‬ ‫الفكر‬ ‫في‬ ‫اء‬‫و‬‫س‬ ‫الدولة‬ ‫بي‬‫ر‬‫الع‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫الفكر‬ ،‫بي‬‫ر‬‫الغ‬ ‫و‬ ‫المثال‬ ‫سبيل‬ ‫على‬ ‫نذكر‬ ‫يفات‬‫ر‬‫التع‬ ‫هذه‬ ‫من‬ : 0 - ‫ا‬ ‫من‬ ‫مستقلة‬ ‫جماعة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫مستق‬ ‫بصفة‬ ‫اد‬ ‫ر‬‫ألف‬ ، ‫و‬ ‫بينهم‬ ‫معينة‬ ‫من‬ ‫حاكمة‬ ‫طبقة‬ ‫و‬ ‫محكومة‬ ‫ى‬ ‫أخر‬ . 5 - ‫معين‬ ‫إقليم‬ ‫على‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫مستق‬ ‫اد‬ ‫ر‬‫األف‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ، ‫سلطة‬ ‫اد‬ ‫ر‬‫األف‬ ‫اجهة‬‫و‬‫م‬ ‫في‬ ‫للجماعة‬ ‫يجعل‬ ‫ما‬ ‫التنظيم‬ ‫من‬ ‫ولها‬ ‫عليا‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫ظاه‬ . - ‫البحري‬ ‫مصطفى‬ ‫حسن‬ ، ‫السياسية‬ ‫النظم‬ ، ( ‫دمشق‬ ‫؛‬ ‫دط‬ : ‫دس‬ ،‫الحقوق‬ ‫كلية‬ ) ‫ص‬، 4 . 1 - ،‫قنصورة‬ ‫صالح‬ ‫والسياسة‬ ‫والفكر‬ ‫الدين‬ ، ( ‫القاهرة‬ ‫دط؛‬ : ،‫الكلمة‬ ‫دار‬ ‫مكتبة‬ 1221 ) ‫ص‬ ، 22 . 2 ‫اآل‬ ،‫عمران‬ ‫أل‬ ،‫الكريم‬ ‫القرأن‬ ‫ية‬ 242 . .- 3
  • 13. ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ 9 7 - ‫اجتماعية‬ ‫هيئة‬ ‫وجود‬ ‫تتضمن‬ ‫دائمة‬ ‫قانونية‬ ‫وحدة‬ ، ‫اجهة‬‫و‬‫م‬ ‫في‬ ‫معينة‬ ‫القانونية‬ ‫السلطات‬ ‫ممارسة‬ ‫حق‬ ‫لها‬ ‫محدد‬ ‫إقليم‬ ‫على‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫مستق‬ ‫أمة‬ ، ‫التي‬ ‫المادية‬ ‫القوة‬ ‫استخدام‬ ‫يق‬‫ر‬‫ط‬ ‫عن‬ ‫المنفردة‬ ‫ادتها‬ ‫ر‬‫بإ‬ ‫السيادة‬ ‫حقوق‬ ‫تباشر‬ ‫وحدها‬ ‫ها‬ ‫تحتكر‬ . 6 - ‫الدولة‬ : ‫سيادة‬ ‫ذات‬ ‫حاكمة‬ ‫هيئة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫لسيط‬ ‫يخضع‬ ،‫معين‬ ‫إقليم‬ ‫على‬ ‫يعيش‬ ‫منظم‬ ‫مجتمع‬ ‫هي‬ ‫و‬ ‫بشخصية‬ ‫يتبع‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫األخر‬ ‫المجتمعات‬ ‫عن‬ ‫ة‬ ‫ز‬‫متمي‬ ‫عنوية‬ . 2 - ‫سياسية‬ ‫مؤسسة‬ ‫هي‬ ‫الدولة‬ ‫و‬ ‫قانونية‬ ، ‫معين‬ ‫إقليم‬ ‫في‬ ‫دائمة‬ ‫بصفة‬ ‫اناس‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫يقطن‬ ‫حين‬ ‫تقوم‬ ، ‫عليهم‬ ‫سيداتها‬ ‫تمارس‬ ‫عليا‬ ‫لسلطة‬ ‫يخضعون‬ . 1 1 _ ‫أفالطون‬ ‫عند‬ ‫الدولة‬ Platon ( 651 ‫م‬ ‫ق‬ - 761 ‫م‬ ‫ق‬ : ) ‫إلى‬ ‫الفردية‬ ‫الحياة‬ ‫أخالق‬ ‫فلسفة‬ ‫من‬ ‫ينتقل‬ ‫فلسفة‬ ‫الجامعة‬ ‫أخالق‬ ، ‫و‬ ‫اقعي‬‫و‬ ‫وغير‬ ‫الخيالي‬ ‫كمال‬ ‫لتصوير‬ ‫محاولة‬ ‫أفالطون‬ ‫ية‬‫ر‬‫جمهو‬ ‫ليست‬ ، ‫تأس‬ ‫هدفها‬ ‫إن‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫الدولة‬ ‫مثال‬ ‫بتصوير‬ ‫المثل‬ ‫ية‬‫ر‬‫نظ‬ ‫على‬ ‫السياسة‬ ، ‫الوحيدة‬ ‫الحقيقة‬ ‫الدولة‬ ‫هي‬ ‫بل‬ ‫اقعية‬‫و‬ ‫ليست‬ ‫الدولة‬ ‫فإن‬ ‫ولهذا‬ ، ‫بالفعل‬ ‫الموجودة‬ ‫الدول‬ ‫كل‬ ‫وجود‬ ‫أساس‬ ‫هي‬ ‫حقيقتها‬ . 2 ‫إ‬ ‫تأسيس‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫الفعل‬ ‫على‬ ‫الدولة‬ ‫و‬ ‫أفالطون‬ ‫عند‬ ‫السياسة‬ ‫في‬ ‫األساسية‬ ‫النغمة‬ . 1 _ ‫أرسطو‬ ‫عند‬ ‫الدولة‬ Aristote ( 761 ‫م‬ ‫ق‬ - 755 ‫م‬ ‫ق‬ :) ‫المشاركة‬ ‫من‬ ‫ع‬ ‫نو‬ ‫هي‬ ‫مدينة‬ ‫أن‬ ‫ى‬ ‫ير‬ ، ‫وكل‬ ‫ما‬ ‫خير‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫تتكون‬ ‫مشاركة‬ ( ‫خير‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫به‬ ‫مايتمسك‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫شئ‬ ‫كل‬ ‫يفعل‬ ‫شخص‬ ‫كل‬ ‫ألن‬ .) ‫فمن‬ ‫المشاركات‬ ‫كل‬ ‫أن‬ ‫اضح‬‫و‬‫ال‬ ‫ما‬ ‫خير‬ ‫إلى‬ ‫تهدف‬ ، ‫المشاركات‬‫و‬ ‫اع‬‫و‬‫أن‬ ‫كل‬ ‫تضم‬ ‫اما‬ ‫ز‬‫إل‬ ‫أكثر‬ ‫تضمن‬ ‫التي‬ ‫المشاركات‬ ، ‫السياسية‬ ‫المشاركة‬ ‫بمدينة‬ ‫يسمى‬ ‫وهذا‬ " ‫المدينة‬ " ‫و‬ ( ‫المدينة‬ ‫دولة‬ ) ‫المشاركة‬ ‫من‬ ‫ع‬ ‫نو‬ ‫هي‬ ، ‫تباط‬‫ر‬‫اال‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫أنها‬ ‫أي‬ ‫الجماعة‬ ‫األ‬ ‫أ‬ ‫يشتركون‬ ‫شخاص‬ ‫و‬ ‫مشاعة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫بصو‬ ‫معينة‬ ‫أشياء‬ ‫يمتلكون‬ ، ‫في‬ ‫المجتمع‬ ‫أن‬‫و‬ ‫ه‬ ‫المتنوعة‬ ‫تجلياته‬ ‫و‬ ‫ألرسط‬ ‫بالنسبة‬ ‫و‬ ‫خادم‬ " ‫الدولة‬ " . ‫الخالص‬ ‫التمييز‬ ‫إن‬ ‫بي‬ ‫ن‬ " ‫المجتمع‬‫و‬ ‫الدولة‬ " ‫يب‬‫ر‬‫غ‬ ‫تمييز‬ ‫عند‬ ‫التفكير‬ ‫يقة‬‫ر‬‫لط‬ ‫بالنسبة‬ ‫أرسطو‬ ، ‫أ‬ ‫الدولة‬ ‫مع‬ ‫تتوحد‬ ‫أن‬ ‫للمدينة‬ ‫اليمكن‬ ‫إذ‬ ‫و‬ ‫الخاصية‬ ‫تبط‬‫ر‬‫ت‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫الدولة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫صو‬ ‫أرسط‬ ‫ينسبها‬ ‫التي‬ ‫الملزمة‬ ‫و‬ ‫ليها‬‫ا‬ " ‫بالسيادة‬ " ‫القانونية‬ ، ‫للدولة‬ ‫الحديث‬ ‫للتصور‬ ‫بالنسبة‬ ‫ية‬‫ر‬‫جوه‬ ‫تكون‬ ‫التي‬ 3 . - ‫نفسها‬ ‫الصفحة‬ ،‫نفسه‬ ‫المرجع‬ ،‫البحري‬ ‫مصطفى‬ ‫حسن‬ .. 1 1 - ،‫إمام‬ ‫الفتاح‬ ‫عبد‬ ‫إمام‬ ‫والسياسة‬ ‫االخالق‬ " ‫الحكم‬ ‫فلسفة‬ ‫في‬ ‫دراسة‬ " ، ( ‫؛القاهرة‬ ‫دط‬ : ،‫للثقافة‬ ‫االعلى‬ ‫المجلس‬ 1221 ) ‫ص‬، 221 3 - ،‫كروبسي‬ ‫وجوزيف‬ ‫ليوشتراوس‬ ‫السياسية‬ ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬ ، ‫تر‬ : ،‫السيد‬ ‫أحمد‬ ‫محمود‬ ( ‫دط‬ ‫؛القاهرة‬ : ،‫للثقافة‬ ‫االعلى‬ ‫المجلس‬ 1222 ) ‫ص‬، 124 .
  • 14. ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ 10 ‫أرسط‬‫و‬ ‫أفالطون‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫ان‬ ‫نالحظ‬ ‫و‬ ‫السعادة‬‫و‬ ‫بالفضيلة‬ ‫بطها‬‫ر‬ ‫في‬ ‫يتفقان‬ ‫الدولة‬ ‫ع‬ ‫موضو‬ ‫في‬ ،‫اطنين‬‫و‬‫بالم‬ ‫الخاصتين‬ ‫إضافة‬ ‫إ‬ ‫باألخالق‬ ‫السياسة‬‫و‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫بطا‬‫ر‬ ‫قد‬ ‫هذا‬ ‫لى‬ ، ‫الفرد‬ ‫من‬ ‫تنتقل‬ ‫حيث‬ ‫اليمكن‬ ‫و‬ ‫الجماعة‬ ‫الى‬ ‫أخالق‬ ‫بدون‬ ‫تقوم‬ ‫أن‬ ‫دولة‬ ‫ألي‬ . ‫ال‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫عند‬ ‫دولة‬ : ‫االسالمي‬ ‫العهد‬ ‫إلى‬ ‫ننتقل‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬ ، ‫و‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫العالمة‬ ‫نجد‬ Ibn khaldoun ( 0755 - 0611 )  ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫فيلسوف‬ ‫االجتماع‬ ‫ـلم‬‫ـ‬‫ـ‬‫ع‬ ‫ـد‬‫ـ‬‫ئ‬‫ا‬ ‫ر‬‫و‬ ‫ء‬ ‫ـجز‬‫ـ‬‫ـ‬‫ل‬‫ا‬ ‫في‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫تطرق‬ ‫حيث‬ ‫أ‬ ‫ـلدون‬‫ـ‬‫ـ‬‫خ‬ ‫ابن‬ ‫ـمقدمة‬‫ـ‬‫ب‬ ‫المعروف‬ ‫و‬ ‫ات‬ ‫ر‬‫الحضا‬ ‫تقاء‬‫ر‬‫ال‬ ‫المقدمة‬ ‫و‬ ‫انحطاطها‬ ‫و‬ ‫أصل‬ ‫األسر‬ ‫الحاكمة‬ ‫أساس‬‫و‬ ‫الحكم‬ ، ‫م‬ ‫لكل‬ ‫سابق‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫ن‬ ‫مكيافيللي‬ Michiavelli ( 0611 - 0251 )  « ‫األمير‬ » ‫مونتيسكيو‬ Montesquieu ( 0111 - 0122 )  ( ‫انين‬‫و‬‫الق‬ ‫ح‬ ‫رو‬ .) ‫االجتماع‬ ‫إلى‬ ‫اإلنسان‬ ‫حاجة‬ ‫بأن‬ ‫ها‬ ‫يفسر‬ ‫عنده‬ ‫فالدولة‬ ‫و‬ ،‫الحكم‬ ‫في‬ ‫ا‬ ‫ز‬‫بار‬ ‫ا‬ ‫ر‬‫دو‬ ‫اإلنسانية‬ ‫الحاجات‬ ‫تلعب‬ ‫حيث‬ ‫اإلنسان‬ ‫وبقاء‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫وتطو‬ ‫ان‬ ‫ر‬‫العم‬ ‫نشأة‬ ‫و‬ ‫هون‬ ‫مر‬ ‫ي‬ ‫البشر‬ ‫التجمع‬ ‫أن‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫ذلك‬ ‫ى‬ ‫ير‬ ‫؛فيما‬ ‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الجماعات‬ ‫أساسيين‬ ‫ين‬‫ر‬‫بأم‬ : ‫يق‬ ‫الذي‬ ‫الدفاع‬ ‫وثانيا‬ ‫الحياة‬ ‫يضمن‬ ‫الذي‬ ‫القوت‬ ‫ال‬ ‫و‬‫أ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫الطبيعية‬ ‫األخطار‬ ‫من‬ ‫إلنسان‬ ‫وتحدياتها‬ . ‫كل‬ ‫إن‬ ‫ء‬ ‫المر‬ ‫بين‬ ‫ي‬ ‫البشر‬ ‫االجتماع‬ ‫يقتضي‬ ‫ين‬‫ر‬‫األم‬ ‫من‬ ‫و‬ ‫جنسه‬ ‫بني‬ ‫كذلك‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫التعاون‬ ‫االنساني‬ ‫التجمع‬ ‫هذا‬ ‫وبقاء‬ ‫ار‬ ‫ر‬‫استم‬ ‫على‬ ‫الحفاظ‬ ‫للبشر‬ ‫حصل‬ ‫إذا‬ ‫االجتماع‬ ‫هذا‬ ‫إن‬ ‫ثم‬،  ‫في‬ ‫دروسه‬ ‫وتلقى‬ ‫اإلسالمية‬ ‫بالثقافة‬ ‫متضلعة‬ ‫أسرة‬ ‫في‬ ‫تونس‬ ‫في‬ ‫ولد‬ ‫خلدون‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫زيد‬ ‫أبو‬ ‫هو‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫في‬ ‫الخلوة‬ ‫وطلب‬ ‫تونس‬ ‫مغادرة‬ ‫على‬ ‫والمرنيين‬ ‫الحفصيين‬ ‫بين‬ ‫الصراع‬ ‫أرغمه‬ ‫ولقد‬، ‫تونس‬ ‫في‬ ‫اإلسالم‬ ‫علوم‬ ‫شى‬ ‫مؤلفاته‬ ‫وأهم‬،‫الجزائر‬ : ‫األكبر‬ ‫السلطان‬ ‫ذوى‬ ‫من‬ ‫عاصرهم‬ ‫ومن‬ ‫والبربر‬ ‫العرب‬ ‫أيام‬ ‫في‬ ‫والخبر‬ ‫المبتدأ‬ ‫وديوان‬ ‫العبر‬ ‫كتاب‬ . ‫خلدون‬ ‫إبن‬ ‫راجع‬ ‫المقدمة‬ ‫تحقيق‬ ، : ،‫الوافي‬ ‫الواحد‬ ‫عبد‬ ‫علي‬ ( ‫ط‬ 2 ‫؛القاهرة‬ : ،‫العربي‬ ‫السياق‬ ‫لجنة‬ 2282 ) ‫ص‬،  ‫نيكوال‬ ‫ولد‬ ‫في‬ ‫شب‬ ،‫بارتولومي‬ ‫وزوجته‬ ‫لبرناردو‬ ‫األكبر‬ ‫االبن‬ ‫كان‬ ‫ايطاليا‬ ‫وسط‬ ‫في‬ ‫الواقعة‬ ‫فلورنسا‬ ‫مدينة‬ ‫في‬ ‫مكيافيللي‬ ‫إسم‬ ‫فلورنسا‬ ‫اهل‬ ‫عليه‬ ‫أطلق‬ ‫مديشي‬ ‫االمير‬ ‫عهد‬ " ‫العظيم‬ ‫لونز‬ " ‫أصدقائه‬ ‫جهود‬ ‫بفضل‬ ‫حياته‬ ‫أواخر‬ ‫في‬ ‫كرم‬ . ‫وأهم‬ ‫مؤلفاته‬ ( ‫األمير‬ 2231 ‫اآلحاديث‬، 2223 ‫الجن‬ ‫تفاح‬ ‫جذور‬، 2228 ‫خ‬، ‫فلورنسا‬ ‫دولة‬ ‫إصالح‬ ‫حول‬ ‫طاب‬ 2222 ‫العقد‬ ‫خطاب‬، ‫ليق‬ ‫لتيق‬ ‫اآلول‬ 2222 .). ،‫كينج‬ ‫روس‬ ‫راجع‬ ‫السلطة‬ ‫فيلسوف‬ ‫مكيافيللي‬ ‫تر‬ ، : ،‫جرجس‬ ‫فايقة‬ ( ‫ط‬ 2 ‫القاهرة‬ ‫؛‬ : ‫عربية‬ ‫كلمات‬ ،‫والتوزيع‬ ‫والنشر‬ ‫للترجمة‬ 1224 ) ‫ص‬ ‫ص‬ ، 2 - 22 .  ‫م‬ ‫تحدر‬، ‫البريد‬ ‫دي‬ ‫قصر‬ ‫في‬ ‫ولد‬ ‫فرنسي‬ ‫وفيلسوف‬ ‫أخالقي‬ ‫كاتب‬ ‫مونتيسكو‬ ‫معموديته‬ ‫وعند‬ ‫بوردو‬ ‫مدينة‬ ‫قضاه‬ ‫من‬ ‫أسرة‬ ‫ن‬ ‫عام‬ ‫محاميا‬ ‫تخرج‬ ‫حيث‬ ‫بوردو‬ ‫في‬ ‫القانون‬ ‫درس‬،‫عرابه‬ ‫متسول‬ ‫شحاد‬ ‫جعل‬ 2128 ‫مؤلفاته‬ ‫أهم‬ ‫من‬، : ‫في‬ ‫وتأمالت‬ ‫القوانين‬ ‫روح‬ ‫الكلية‬ ‫الملكية‬ . ،‫طرابيشي‬ ‫جورج‬ ‫راجع‬ ‫الفالسفة‬ ‫معجم‬ ، ( ‫ط‬ 3 ‫بيروت‬ ‫؛‬ : ، ‫والتوزيع‬ ‫والنشر‬ ‫للطباعة‬ ‫الطليعة‬ ‫دار‬ 1226 ) ‫ص‬ ، ‫ص‬ 621 - 623 .
  • 15. ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ 11 ‫بهم‬ ‫العالم‬ ‫ان‬ ‫ر‬‫عم‬ ‫وتم‬ ، ‫ان‬‫و‬‫العد‬ ‫من‬ ‫انية‬‫و‬‫الحي‬ ‫طباعهم‬ ‫في‬ ‫لما‬ ‫بعض‬ ‫عن‬ ‫بعضهم‬ ‫يدفع‬ ‫ع‬ ‫از‬‫و‬ ‫من‬ ‫لهم‬ ‫بد‬ ‫فال‬ ‫و‬ ‫الظلم‬ . 1 ‫البقاء‬ ‫حب‬ ‫ة‬ ‫ز‬‫ي‬‫ر‬‫غ‬ ‫ولديه‬ ‫بطبعه‬ ‫اجتماعي‬ ‫اإلنسان‬ ‫أن‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫ويقصد‬ ، ‫كسب‬ ‫إلي‬ ‫يسعي‬ ‫فهو‬ ‫وبالتالي‬ ‫قه‬‫ز‬‫ر‬ ‫أنه‬ ‫إال‬ ‫؛‬ ‫يتعرض‬ ‫اقيل‬ ‫ر‬‫الع‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫إلي‬ ، ‫األخير‬ ‫في‬ ‫نتيجته‬ ‫وتكون‬ ‫قه‬‫ز‬‫ر‬ ‫عن‬ ‫الدفاع‬ ‫عليه‬ ‫يتطلب‬ ‫وهنا‬ ‫بقا‬ ‫حفظ‬ ‫ئه‬ . - ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ، ‫المقدمة‬ ‫تحقيق‬ ، : ،‫الوافي‬ ‫الواحد‬ ‫عبد‬ ‫علي‬ ( ‫ط‬ 2 ‫؛القاهرة‬ : ،‫العربي‬ ‫السياق‬ ‫لجنة‬ 2282 ) ‫ص‬، 11 . 1
  • 16. ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ 12 ‫الثاني‬ ‫المبحث‬ : ‫النظريات‬ ‫الدولة‬ ‫لنشأة‬ ‫ة‬ ‫المفسر‬ ‫ظهرت‬ ،‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫تفسير‬ ‫فى‬ ‫يات‬‫ر‬‫نظ‬ ‫عدة‬ ‫السياسية‬ ‫السلطة‬ ‫أصل‬ ‫فى‬ ‫البحث‬ ‫من‬ ‫تنطلق‬ ‫كلها‬ ‫وهي‬ ‫بمثابة‬ ‫تحليل‬ ‫فى‬ ‫تساعدهم‬ ‫محكمة‬ ‫نتيجة‬ ‫الى‬ ‫للوصول‬ ‫السياسية‬ ‫الناحية‬ ‫من‬ ‫اد‬ ‫ر‬‫األف‬ ‫لتكوين‬ ‫أساسي‬ ‫مصدر‬ ‫سياسيا؛‬ ‫المستعملة‬ ‫الممكنات‬ ‫كاآلتى‬ ‫وهى‬ ‫الدولة‬ ‫لنشأة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫المفس‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫تعددت‬ ‫االساس‬ ‫هذا‬ ‫وعلى‬ : 0 - ‫قوة‬ ‫ة‬ ‫ظاهر‬ ‫الدولة‬ ‫تعتبر‬ ‫التى‬ ‫النظريات‬ : ‫أساسية‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫فك‬ ‫على‬ ‫جميعا‬ ‫تكز‬‫ر‬‫ت‬ ‫قوة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫ظاه‬ ‫بأنها‬ ‫الدولة‬ ‫تفسر‬ ‫التى‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫ان‬ ‫؛‬ ‫السلطة‬ ‫أن‬ ‫وهى‬ ‫و‬ ‫قوة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫ظاه‬ ‫على‬ ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫قبل‬ ‫تعبر‬ ‫السياسية‬ ‫اإل‬ ‫اه‬ ‫ر‬‫ك‬ ، ‫وتكون‬ ‫على‬ ‫ته‬‫ر‬‫سيط‬ ‫فرض‬ ‫يستطيع‬ ‫من‬ ‫ة‬ ‫ز‬‫حو‬ ‫فى‬ ‫دائما‬ ‫ين‬‫ر‬‫االخ‬ . ‫إن‬ ‫مختلفة‬ ‫بأشكال‬ ‫يظهر‬ ‫الذي‬ ‫اه‬ ‫ر‬‫االك‬ ‫فى‬ ‫يكمن‬ ‫الدولة‬ ‫جوهر‬ ، ‫األنثروبولوجيا‬‫و‬ ‫االجتماع‬ ‫علم‬ ‫شدد‬ ‫وقد‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫الفك‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫السياسية‬ ‫؛‬ ‫أي‬ ‫المجتمعات‬ ‫داخل‬ ‫تقوم‬ ‫التى‬ ‫ام‬ ‫ز‬‫اإلل‬‫و‬ ‫القهر‬ ‫سلطة‬ ‫على‬ ، ‫التي‬‫و‬ ‫تت‬ ‫وجود‬ ‫طلب‬ ‫فرض‬ ‫على‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫قاد‬ ‫سلطة‬ ‫طاعتها‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫جبار‬‫ا‬‫و‬ ‫النظام‬ ، ‫مبدئيا‬ ‫الدولة‬ ‫تتميز‬ ‫الية‬ ‫ر‬‫الليب‬ ‫المجتمعات‬ ‫ففي‬ ‫مؤيد‬ ‫اها‬ ‫ر‬‫ي‬ ‫كما‬ ‫العامة‬ ‫المصلحة‬ ‫على‬ ‫الحفاظ‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫وموجه‬ ‫ومحدد‬ ‫منظم‬ ‫اه‬ ‫ر‬‫اك‬ ‫بوجود‬ ‫و‬ ‫الية‬ ‫ر‬‫الليب‬ ‫الفلسفة‬ ، ‫في‬ ‫حين‬ ‫أ‬ ‫السلطة‬ ‫استعمال‬ ‫سوء‬ ‫من‬ ‫اطن‬‫و‬‫الم‬ ‫حماية‬ ‫يمكن‬ ‫و‬ ‫بو‬ ‫اه‬ ‫ر‬‫اإلك‬ ‫وسائل‬ ‫باستعمال‬ ‫التصرف‬ ‫نصوص‬ ‫اسطة‬ ‫المادة‬ ‫نصت‬ ‫كما‬ ‫القهر‬ ‫مقاومة‬ ‫له‬ ‫تجيز‬ ‫يعية‬‫ر‬‫تش‬ 72 ‫نسا‬‫ر‬‫ف‬ ‫دستور‬ ‫من‬ 1 . ‫الدولة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫ظاه‬ ‫لتفسير‬ ‫كأساس‬ ‫القوة‬ ‫عنصر‬ ‫على‬ ‫تكز‬‫ر‬‫ت‬ ‫التى‬ ‫يات‬‫ر‬‫النظ‬ ‫ومن‬ : : ‫البدائية‬ ‫الجماعات‬ ‫اعات‬ ‫ر‬‫ص‬ ‫نتيجة‬ ‫الدولة‬ ‫نشوء‬-‫أ‬ ‫بين‬ ‫اعات‬ ‫ر‬‫الص‬ ‫الى‬ ‫يعود‬ ‫الدولة‬ ‫نشوء‬ ‫أن‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫هذه‬ ‫أصحاب‬ ‫ى‬ ‫ير‬ ‫كانت‬ ‫حيث‬ ،‫البدائية‬ ‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫الجماعات‬ ‫يك‬ ‫ولم‬ ‫التقاليد‬ ‫لحكم‬ ‫تخضع‬ ‫ن‬ ‫أل‬ ‫القوة‬ ‫الستعمال‬ ‫داع‬ ‫هناك‬ ‫شخصية‬ ‫فى‬ ‫قة‬‫ر‬‫غا‬ ‫كانت‬ ‫الفرد‬ ‫شخصية‬ ‫ن‬ ‫الجماعة‬ ، ‫وفي‬ ‫آخ‬ ‫جماعة‬ ‫على‬ ‫قوتها‬ ‫بفرض‬ ‫جماعة‬ ‫تقوم‬ ‫الشعوب‬ ‫تطور‬ ‫احل‬ ‫ر‬‫م‬ ‫من‬ ‫مرحلة‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫وتخضعها‬ ‫تها‬‫ر‬‫لسيط‬ ، ‫محك‬ ‫وجماعة‬ ‫حاكمة‬ ‫طبقة‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫فتنشأ‬ ‫احد‬‫و‬ ‫افي‬ ‫ر‬‫جغ‬ ‫إقليم‬ ‫داخل‬ ‫ومة‬ ، ‫و‬ ‫تبرز‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ‫الدولة‬ ‫اة‬‫و‬‫ن‬ ‫الطبقتين‬ ‫بين‬ ‫التمايز‬ ‫نتيجة‬ ‫الجماعة‬ ‫انقسام‬ ‫بسبب‬ ‫الدولة‬ ‫تنشأ‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫هذه‬ ‫حسب‬ ‫ثم‬ . ،‫سليمان‬ ‫عصام‬ ،‫السياسة‬ ‫علم‬ ‫الى‬ ‫مدخل‬ ( ‫ط‬ 1 ‫بيروت‬ ‫؛‬ : ،‫والتوزيع‬ ‫والنشر‬ ‫للطباعة‬ ‫النضال‬ ‫دار‬ 2282 ) ‫ص‬ ، 281 - 288 . -2
  • 17. ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ 13 ‫ب‬ - ‫ديغي‬ ‫ليون‬ ‫نظرية‬ Léon Duguit ( 2501 - 2165 )  : ‫يقول‬ ‫المجتمع‬ ‫فى‬ ‫سياسي‬ ‫تمايز‬ ‫ببروز‬ ‫ينتج‬ ‫الدولة‬ ‫نشوء‬ ‫أن‬ ‫ديغى‬ ‫؛‬ ‫هي‬ ‫فالدولة‬ ‫اسطته‬‫و‬‫ب‬ ‫تسيطر‬ ‫يخى‬‫ر‬‫تا‬ ‫حدث‬ ‫المجتمع‬ ‫اد‬ ‫ر‬‫أف‬ ‫سائر‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ، ‫ادتها‬ ‫ر‬‫إ‬ ‫عليهم‬ ‫وتفرض‬ ‫بالقهر‬ ‫المادي‬ ، ‫أي‬ ‫نش‬ ‫وء‬ ‫الدولة‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫نتيجة‬ ‫القوة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫ظاه‬ ، ‫و‬ ‫أن‬ ‫لل‬ ‫وجود‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫الدولة‬ ‫جوهر‬ ‫هى‬ ‫السلطة‬ ‫بدونها‬ ‫دولة‬ ، ‫وقوتها‬ ‫ال‬ ‫بحيث‬ ‫األعظم‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫تحقيق‬ ‫من‬ ‫وتمنعها‬ ‫تنافسها‬ ‫أن‬ ‫الداخل‬ ‫فى‬ ‫قوة‬ ‫أي‬ ‫تستطيع‬ ،‫ادتها‬ ‫ر‬‫إ‬ ‫أ‬ ‫بطبيعتها‬ ‫تبقى‬ ‫فالدولة‬ ‫االولى‬ ‫لنشأتها‬ ‫مينة‬ ‫القوة‬ ‫على‬ ‫قائم‬ ‫سياسي‬ ‫تباين‬ ‫على‬ ‫ة‬ ‫ز‬‫تك‬‫ر‬‫م‬ ‫تبقى‬ ‫وظائفها‬ ‫تؤدى‬ ‫التى‬ ‫ة‬ ‫ز‬‫االجه‬ ‫عدد‬ ‫كان‬ ‫ومهما‬ ، ‫ان‬ ‫يمكنها‬ ‫فال‬ ‫وجودها‬ ‫أساس‬ ‫هى‬ ‫التى‬ ‫القوة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫ظاه‬ ‫من‬ ‫تتخلص‬ 1 . ‫ديغي‬ ‫يشير‬ ‫في‬ ‫المسيطر‬ ‫هو‬ ‫األقوى‬ ‫أن‬ ‫حيث‬ ،‫الطبقات‬ ‫في‬ ‫اختالف‬ ‫يحكمه‬ ‫المجتمع‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫هنا‬ ‫المجتمع‬ ‫الضعي‬ ‫على‬ ‫سلطانه‬ ‫ويقرض‬ ‫ف‬ ‫الدولة‬ ‫من‬ ‫يجعل‬ ‫الذي‬ ‫االختالف‬ ‫وهذا‬ ‫القوة‬ ‫لهذه‬ ‫نتيجة‬ ‫الدولة‬ ‫تنشأ‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫؛‬ ‫د‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ،‫خارجية‬ ‫قوة‬ ‫أي‬ ‫الى‬ ‫تتصدى‬ ‫قد‬ ‫اإلختالف‬ ‫هذا‬ ‫بأن‬ ‫يدرك‬ ‫لم‬ ‫يغى‬ ‫الت‬ ‫في‬ ‫سبب‬ ‫يكون‬ ‫العبث‬‫و‬ ‫مرد‬ ‫خارجية‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫وداخلية‬ ‫أهلية‬ ‫اعات‬ ‫ر‬‫ص‬ ‫ونشوء‬ . ‫ج‬ - ‫خلدون‬ ‫ابن‬ : ‫اقتصاديا‬ ‫اجتماعيا‬ ‫ا‬ ‫ر‬‫تفسي‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫فسر‬ ‫لقد‬ ، ‫المجتم‬ ‫نشوء‬ ‫بط‬‫ر‬‫ف‬ ‫الحاجات‬ ‫تأمين‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫بضرو‬ ‫ع‬ ‫المعيشية‬ ، ‫أ‬ ‫العصبية‬ ‫اعتبر‬‫و‬ ‫المجتمع‬ ‫ولتماسك‬ ‫السياسية‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫للقد‬ ‫ساسا‬ " ‫فالعصبي‬ ‫ة‬ " ‫ه‬ ‫ي‬ ‫طبيعية‬ ‫رحم‬ ‫صلة‬ ‫في‬ ‫البشر‬ ‫ال‬‫و‬ ‫تي‬ ‫ف‬ ‫االلتحام‬‫و‬ ‫االتحاد‬ ‫بها‬ ‫يحصل‬ ‫ي‬ ‫المجتمع‬ ، ‫ف‬ ‫ويظهر‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫احدة‬‫و‬‫ال‬ ‫القبيلة‬ ‫و‬ ‫نسب‬ ‫المتحالفة‬ ‫القبائل‬ ‫فى‬ ‫عام‬ ‫خاصة‬ ‫بعصبيات‬ ‫يقترن‬ ‫خاص‬ ‫ونسب‬ ‫عامة‬ ‫بعصبية‬ ‫يقترن‬ ، ‫النسب‬ ‫لحمة‬ ‫من‬ ‫أقوى‬ ‫الخاص‬ ‫النسب‬ ‫ولحمة‬ ‫؛‬ ‫العام‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ‫العصبي‬ ‫تتنافس‬ ‫ا‬ ‫ئ‬‫ر‬‫ال‬ ‫على‬ ‫الخاصة‬ ‫ت‬ ‫تلك‬ ‫أي‬ ‫االقوى‬ ‫العصبية‬ ‫بها‬ ‫فتظفر‬ ‫اسة‬ ‫التي‬ ‫على‬ ‫تتغلب‬ ‫تفسد‬ ‫عندما‬ ‫وتضمحل‬ ‫العصبية‬ ‫هذه‬ ‫استمرت‬ ‫طالما‬ ‫وتستمر‬ ‫العصبية‬ ‫بسبب‬ ‫تنشأ‬ ‫فالدول‬ ‫ى‬ ‫االخر‬ ‫العصائب‬ ‫العصبية‬ " 2  - ‫ديغي‬ ‫ليون‬ ( 2822 - 2218 ) ‫بوردولفترة‬ ‫جامعة‬ ‫في‬ ‫الحقوق‬ ‫كلية‬ ‫عمادة‬ ‫تسلم‬ ‫وقد‬ ‫فرنسا‬ ‫في‬ ‫القانون‬ ‫رجال‬ ‫كبار‬ ‫أحد‬ ‫كان‬ ‫الزمن‬ ‫من‬ ‫طويلة‬ . ،‫سليمان‬ ‫عصام‬ ‫راجع‬ ،‫السياسة‬ ‫علم‬ ‫إلى‬ ‫مدخل‬ ‫ص‬ ،‫سابق‬ ‫مرجع‬ 288 . - ‫سليمان‬ ‫عصام‬ ، ‫السياسية‬ ‫علم‬ ‫الى‬ ‫مدخل‬ ‫ص‬،‫سابق‬ ‫مرجع‬ 011 1 - ‫ص‬ ،‫نفسه‬ ‫المرجع‬ 011 . 2
  • 18. ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ 14 ‫أ‬ ‫الدولة‬ ‫و‬ ‫الجماعة‬ ‫أ‬ ‫القوة‬ ‫نتيجة‬ ‫تنشأ‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫عند‬ ‫السياسية‬ ‫و‬ ‫عن‬ ‫المتولدة‬ ‫العصبية‬ ‫على‬ ‫القائم‬ ‫التغلب‬ ‫الء‬ ‫و‬‫ال‬‫و‬ ‫ابة‬ ‫ر‬‫الق‬ ‫وقوة‬ ‫النسب‬ ‫وحدة‬ ، ‫ه‬ ‫لهذا‬ ‫وفقا‬ ‫العصبية‬ ‫وتعتبر‬ ‫ي‬ ‫يخ‬‫ر‬‫التا‬ ‫لسير‬ ‫المحركة‬ ‫القوة‬ ، ‫تقوم‬ ‫أساسها‬ ‫فعلى‬ ‫الدولة‬ ‫تضعف‬ ‫وبضعفها‬ ‫الدولة‬ . ‫إ‬ ‫الدور‬ ‫ن‬ ‫الذي‬ ‫العصبية‬ ‫تلعبه‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫السياسية‬‫و‬ ‫االجتماعية‬ ‫الحياة‬ ‫و‬ ‫دور‬ ‫حاسم‬ ‫تحتل‬ ‫وهى‬ ، ‫في‬ ‫اوية‬ ‫ز‬‫ال‬ ‫حجر‬ ‫مكان‬ ‫الدولة‬ ‫حول‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫ية‬‫ر‬‫نظ‬ ، ‫وتحمل‬ ‫اد‬ ‫ر‬‫األف‬ ‫التناظر‬ ‫على‬ ‫التعاضد‬‫و‬ ‫في‬ ‫؛‬ ‫المقاتلة‬‫و‬ ‫الحماية‬‫و‬ ‫المدافعة‬ ‫إ‬ ‫ية‬‫ر‬‫ضرو‬ ‫نها‬ ‫في‬ ‫أ‬ ‫نبوة‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫الناس‬ ‫يحمل‬ ‫أمر‬ ‫كل‬ ‫و‬ ‫ملك‬ ‫إقامة‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫دعوة‬ ، ‫أيضا‬ ‫وتشتمل‬ ‫إلى‬ ‫العنصر‬ ‫جانب‬ ‫المادي‬ ‫على‬ ‫األ‬‫و‬ ‫الدين‬ ‫من‬ ‫تستمد‬ ‫معنوية‬ ‫عناصر‬ ‫خالق‬ ( ‫من‬ ‫وحزم‬ ‫شجاعة‬ .) ‫بل‬ ،‫فحسب‬ ‫التعاضد‬ ‫أشكال‬ ‫من‬ ‫شكال‬ ‫ليست‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫عند‬ ‫العصبية‬‫و‬ ‫هي‬ ‫من‬ ‫خاص‬ ‫ع‬ ‫نو‬ ‫االجتماعية‬ ‫العالقات‬ ‫اع‬‫و‬‫أن‬ . 1 ‫الدولة‬ ‫عمر‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫ويحدد‬ ‫في‬ ‫أجيال‬ ‫بثالثة‬ ‫الغالب‬ ، ‫يساوي‬ ‫احد‬‫و‬‫ال‬ ‫الجيل‬ 61 ‫سنة‬ . ‫فالجيل‬ ‫األول‬ ‫وتوحشها‬ ‫وخشونتها‬ ‫البداوة‬ ‫خلق‬ ‫على‬ ‫ا‬‫و‬‫ال‬ ‫ز‬‫ي‬ ‫لم‬ ‫في‬ ‫اك‬ ‫ر‬‫االشت‬‫و‬ ‫اس‬ ‫ر‬‫االفت‬‫و‬ ‫البسالة‬‫و‬ ‫العيش‬ ‫شظف‬ ‫في‬ ‫المجد‬ ، ‫مغلوبون‬ ‫لهم‬ ‫الناس‬‫و‬ ‫هوب‬ ‫مر‬ ‫وجانبهم‬ ‫هف‬ ‫مر‬ ‫فحدهم‬ ‫فيهم‬ ‫محفوظة‬ ‫العصبية‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫صو‬ ‫بذلك‬ ‫ال‬ ‫ز‬‫ت‬ ‫فال‬ . ‫الجيل‬ ‫الثاني‬ ‫البداوة‬ ‫من‬ ‫الترف‬‫و‬ ‫بالملك‬ ‫حالهم‬ ‫تحول‬ ‫إلى‬ ‫الشظف‬ ‫ومن‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫الحضا‬ ‫إلى‬ ‫الخصب‬‫و‬ ‫الترف‬ ، ‫ومن‬ ‫اك‬ ‫ر‬‫االشت‬ ‫في‬ ‫المجد‬ ‫إلى‬ ‫انفر‬ ‫عن‬ ‫الباقين‬ ‫وكسل‬ ‫به‬ ‫احد‬‫و‬‫ال‬ ‫اد‬ ‫السعي‬ ‫اليه‬ ، ‫الشئ‬ ‫بعض‬ ‫العصبية‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫صو‬ ‫فتنكسر‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫لهم‬ ‫ويبقى‬ ، ‫الجيل‬ ‫ا‬‫و‬‫أدرك‬ ‫بما‬ ‫األول‬ ‫وسعيهم‬ ‫هم‬ ‫از‬ ‫ز‬‫اعت‬ ‫من‬ ‫ا‬‫و‬‫وشاهد‬ ‫الهم‬‫و‬‫أح‬ ‫ا‬‫و‬‫وباشر‬ ‫إلى‬ ‫المجد‬ ‫ما‬ ‫منه‬ ‫ذهب‬ ‫ذا‬‫ا‬‫و‬ ‫بالكلية‬ ‫ذلك‬ ‫ترك‬ ‫يسعهم‬ ‫فال‬ ‫ذهب‬ ، ‫اجعة‬ ‫ر‬‫م‬ ‫من‬ ‫رجاء‬ ‫على‬ ‫ويكونون‬ ‫ال‬‫و‬‫األح‬ ‫التي‬ ‫كانت‬ ‫للجيل‬ ‫األول‬ . ‫العصبية‬‫و‬ ‫العز‬ ‫حالوة‬ ‫ويفقدون‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫كأن‬ ‫الخشونة‬‫و‬ ‫البداوة‬ ‫عهد‬ ‫فينسون‬ ‫الثالث‬ ‫الجيل‬ ، ‫الترف‬ ‫فيهم‬ ‫ويبلغ‬ ‫الدولة‬ ‫على‬ ‫عاال‬ ‫فيصيرون‬ ‫العيش‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫وحضا‬ ‫النعيم‬ ‫من‬ ‫تبقى‬ ‫بما‬ ‫غايته‬ ، ‫تنشأ‬ ‫وهكذا‬ ‫الدولة‬ ‫أي‬ ‫ر‬‫ب‬ ‫ا‬ ‫على‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫وقاد‬ ‫قوية‬ ‫العصبية‬ ‫تكون‬ ‫عندما‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫وعصيان‬ ‫قومها‬ ‫عصيان‬ ‫على‬ ‫لتغلب‬ ‫ام‬‫و‬‫األق‬ ‫ين‬‫ر‬‫اآلخ‬ 2 . ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫هذه‬ ‫أصحاب‬ ‫أن‬ ‫نخلص‬ ‫ان‬ ‫يمكن‬ ‫هي‬ ‫القوة‬ ‫أن‬، ‫نظام‬ ‫اجتماعي‬ ‫ي‬ ‫المغلوب‬ ‫على‬ ‫الغالب‬ ‫فرضه‬ ، ‫فهي‬ ‫على‬ ‫سلطته‬ ‫القوى‬ ‫يفرض‬ ‫عندما‬ ‫تنشأ‬ ‫باقي‬ ‫األ‬ ‫اد‬ ‫ر‬‫ف‬ ‫الحياة‬ ‫؛آلن‬ ‫اإلنسانية‬ ‫الجماعات‬ ‫نظام‬ ‫يعقبها‬ ‫كان‬ ‫ية‬‫ر‬‫األس‬ 2 - ‫رسالن‬ ‫بسيونى‬ ‫الدين‬ ‫صالح‬ ، ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫عند‬ ‫واالقتصاد‬ ‫السياسة‬ ، ( ‫؛القاهرة‬ ‫دط‬ : ‫عربية‬ ‫كتب‬ ‫دس‬ ، ) ‫ص‬ ، ‫ص‬ 62 - 12 . 2 - ‫سليمان‬ ‫عصام‬ ، ‫السياسة‬ ‫علم‬ ‫إلى‬ ‫مدخل‬ ،‫ذكره‬ ‫سبق‬ ‫مرجع‬ ، ‫ص‬ 122 .
  • 19. ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ 15 ‫مختلف‬ ‫بين‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫اإلغا‬‫و‬ ‫الحرب‬ ‫قانون‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫سيط‬ ‫من‬ ‫يحتويه‬ ‫بما‬ ‫األسر‬ ، ‫انتصرت‬ ‫فإذا‬ ‫إحدى‬ ‫األسر‬ ‫ها‬ ‫غير‬ ‫على‬ ‫على‬ ‫سلطانه‬ ‫ئيسها‬‫ر‬ ‫ويفرض‬ ‫إليها‬ ‫تضمها‬ ‫اإلقليم‬ ‫الذي‬ ‫به‬ ‫تعيش‬ . 5 - ‫التطور‬ ‫نظرية‬ ‫التاريخي‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫الطبيعي‬ : ‫لنشأة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫المفس‬ ‫ية‬‫ر‬‫التطو‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫االجتماعية‬ ‫العلوم‬ ‫ي‬ ‫مفكر‬ ‫عليها‬ ‫يطلق‬ ‫الدولة‬ ، ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫أصل‬ ‫ترجع‬ ‫حيث‬ ‫المادية‬ ‫القوة‬ ‫منها‬ ‫تفاعلت‬ ‫متعددة‬ ‫امل‬‫و‬‫ع‬ ‫إلى‬ ‫و‬ ‫االقتصادية‬ ، ‫تختلف‬ ‫العقائدية‬‫و‬ ‫المعنوية‬‫و‬ ‫الدينية‬ ‫امل‬‫و‬‫الع‬ ‫كذلك‬ ‫دولة‬ ‫من‬ ‫إلى‬ ‫ى‬ ‫أخر‬ ‫؛‬ ‫ذات‬ ‫تكون‬ ‫ال‬ ‫حين‬ ‫في‬ ‫معينة‬ ‫دولة‬ ‫لنشوء‬ ‫بالنسبة‬ ‫مهم‬ ‫امل‬‫و‬‫الع‬ ‫هذه‬ ‫أحد‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫ألنه‬ ‫ى‬ ‫أخر‬ ‫لدولة‬ ‫أهمية‬ . ‫في‬ ‫ين‬‫ر‬‫المعاص‬ ‫المتخصصين‬ ‫ى‬ ‫وير‬ ‫طبيعية‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫ظاه‬ ‫الدولة‬ ‫بأن‬ ‫المجال‬ ‫هذا‬ ، ‫عن‬ ‫تبحث‬ ‫تفاعل‬ ‫نم‬ ‫في‬ ‫يخية‬‫ر‬‫تا‬ ‫احل‬ ‫ر‬‫م‬ ‫عبر‬ ‫ساهمت‬ ‫عديدة‬ ‫امل‬‫و‬‫ع‬ ‫و‬ ‫التعايش‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫بضرو‬ ‫الجماعات‬‫و‬ ‫اد‬ ‫ر‬‫األف‬ ‫لدى‬ ‫شعور‬ ‫الطبيعي‬ ‫الجانب‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫محددة‬ ‫أماكن‬ ‫في‬ ‫معا‬ . 1 ‫نتجت‬ ‫طبيعية‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫ظاه‬ ‫الدولة‬ ‫أن‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫هذه‬ ‫بحسب‬ ‫وعقائدية‬ ‫اجتماعية‬‫و‬ ‫اقتصادية‬ ‫مختلفة‬ ‫امل‬‫و‬‫ع‬ ‫تفاعل‬ ‫عن‬ ، ‫التطور‬ ‫من‬ ‫طويلة‬ ‫ات‬ ‫ر‬‫فت‬ ‫عبر‬ ‫وذلك‬ ‫يخي‬‫ر‬‫التا‬ ‫الذي‬ ‫أ‬ ‫دى‬ ‫إلى‬ ‫تجمع‬ ‫اد‬ ‫ر‬‫األف‬ ‫معا‬ ‫للتعايش‬ ، ‫وتطورت‬ ‫ال‬‫و‬‫األح‬ ‫بعد‬ ‫عليها‬ ‫تها‬‫ر‬‫سيط‬ ‫فرضت‬ ‫الجماعة‬ ‫لهذه‬ ‫حاكمة‬ ‫فئة‬ ‫بظهور‬ ‫ذلك‬ ، ‫ناحية‬ ‫على‬ ‫وقبضت‬ ‫األمور‬ ‫مما‬ ‫فيها‬ ‫أ‬ ‫دى‬ ‫في‬ ‫النهاية‬ ‫إلى‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ . 7 - ‫نظرية‬ ‫ة‬ ‫األسر‬ : ‫التطرق‬ ‫بعد‬ ‫إلى‬ ‫التطور‬ ‫ية‬‫ر‬‫ونظ‬ ‫القوة‬ ‫ية‬‫ر‬‫نظ‬ ‫يخي‬‫ر‬‫التا‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫نتعرض‬ ،‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫لتفسير‬ ‫إلى‬ ‫ية‬‫ر‬‫نظ‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫األس‬ . ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫أصل‬ ‫ترجع‬ ‫ية‬‫ر‬‫النظ‬ ‫هذه‬ ‫إن‬ ‫إلى‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫األس‬ ‫؛‬ ‫للمجتمع‬ ‫األولى‬ ‫الخلية‬ ‫ألنها‬ . ‫هذه‬ ‫نمت‬ ‫ثم‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫األس‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫عشي‬ ‫أصبحت‬‫و‬ ‫أكثر‬ ‫نمت‬ ‫ثم‬ ‫اآلسر‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫وكونت‬ ‫وتناسلت‬ ، ‫ث‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫العشي‬ ‫تطورت‬ ‫م‬ ‫إلى‬ ‫مرور‬ ‫ومع‬ ‫قبيلة‬ ‫اتحدت‬ ‫الزمن‬ ‫معينة‬ ‫بقعة‬ ‫فوق‬ ‫استقرت‬‫و‬ ‫بينها‬ ‫فيما‬ ‫قبائل‬ ‫عدة‬ ، ‫ومن‬ ‫المدينة‬ ‫فظهرت‬ ‫احد‬‫و‬ ‫ئيس‬‫ر‬‫ل‬ ‫وخضعت‬ ‫المدينة‬ ‫تكونت‬ ‫مدن‬ ‫عدة‬ ‫اتحاد‬ . ‫أرسط‬ ‫أخد‬ ‫ولقد‬ ‫و‬ ‫التطور‬ ‫ية‬‫ر‬‫بنظ‬ ‫العائلي‬ ‫كأصل‬ ‫الدولة‬ ‫لنشأة‬ ، ‫أن‬ ‫على‬ ‫أقر‬ ‫إذ‬ ‫اإلنسان‬ ‫انه‬ ‫ر‬‫أق‬ ‫من‬ ‫ين‬‫ر‬‫لآلخ‬ ‫احتياجه‬ ‫بعدم‬ ‫يشعر‬ ‫من‬ ‫ألن‬ ‫الجماعة؛‬ ‫عن‬ ‫بمعزل‬ ‫يعيش‬ ‫أن‬ ‫يستطيع‬ ‫ال‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫يستطيع‬ ‫أن‬ ‫فرضيين‬ ‫أحد‬ ‫إال‬ ‫ليس‬ ‫منعزل‬ ‫يعيش‬ : ‫ه‬ ‫و‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫البشر‬ ‫مستوى‬ ‫فوق‬ ‫رجل‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫وحشي‬ ‫ان‬‫و‬‫حي‬ . ‫وه‬ ‫اإلنسان‬‫و‬ ‫و‬ ‫ان‬‫و‬‫حي‬ ‫مدني‬ ‫من‬ ‫سلوكه‬ ‫يصدر‬ ‫بطبعه‬ ‫ثالث‬ ‫اويا‬ ‫ز‬ : 0 - ‫فرد‬ ‫كونه‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫بمفرده‬ ‫يعيش‬ ‫إنسان‬ ‫كونه‬ ‫أي‬ . - ،‫الطيب‬ ‫زايد‬ ‫مولود‬ ‫اإلج‬ ‫علم‬ ‫ت‬ ‫السياسي‬ ‫ماع‬ ، ( ‫ط‬ 2 ‫؛ليبيا‬ : ،‫الوطنية‬ ‫الكتاب‬ ‫دار‬ 1221 ) ‫ص‬، 12 - 232 . 1
  • 20. ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ 16 5 - ‫عضو‬ ‫كونه‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫في‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫أس‬ ‫منها‬ ‫ء‬ ‫وجز‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫أس‬ ‫داخل‬ ‫يعيش‬ ‫إنسان‬ ‫؛أي‬ . 7 - ‫اطن‬‫و‬‫م‬ ‫كونه‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫في‬ ‫الدولة‬ ‫اجبه‬‫و‬‫ب‬ ‫ويقوم‬ ‫بحقه‬ ‫يتمتع‬ ‫مجتمع‬ ‫داخل‬ ‫فرد‬ ‫أنه‬ ‫؛يعنى‬ . 1 ‫فالطبيعة‬ ‫في‬ ‫أرسط‬ ‫أى‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫الذكر‬ ‫خلقت‬ ‫األنثى‬‫و‬ ، ‫وخلقت‬ ‫في‬ ‫من‬ ‫باألنثى‬ ‫لالجتماع‬ ‫ا‬ ‫ز‬‫ي‬‫ر‬‫غ‬ ‫ميال‬ ‫الذكر‬ ‫وتكوين‬ ‫ع‬ ‫النو‬ ‫وحفظ‬ ‫التناسل‬ ‫أجل‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫األس‬ ، ‫ة‬ ‫ر‬‫األخي‬ ‫وهذه‬ ‫هي‬ ‫التطور‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫االجتماعية‬ ‫الوحدة‬ ‫يخي‬‫ر‬‫التا‬ ، ‫وقد‬ ‫الدولة‬ ‫تكونت‬ ‫ى‬ ‫قر‬ ‫عدة‬ ‫اجتماع‬ ‫ومن‬ ‫ية‬‫ر‬‫الق‬ ‫وكونت‬ ‫مختلفة‬ ‫أسر‬ ‫تجمعت‬ . ‫م‬ ‫عدد‬ ‫العائلى‬ ‫التطور‬ ‫ية‬‫ر‬‫نظ‬ ‫وجدت‬ ‫وقد‬ ‫أرسط‬ ‫بعد‬ ‫بها‬ ‫ا‬‫و‬‫ناد‬ ‫الذين‬ ‫المؤيدين‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫أمثال‬ ‫من‬ ‫ورددوها‬ : ‫بودان‬ : ‫احد‬‫و‬ ‫حاكم‬ ‫لسلطة‬ ‫ادها‬ ‫ر‬‫أف‬ ‫يخضع‬ ‫عائالت‬ ‫عدة‬ ‫إتحاد‬ ‫هى‬ ‫الدولة‬ ‫ان‬ ‫أى‬ ‫ر‬ ‫الذى‬ . ‫دوجى‬ : ‫الدولة‬ ‫فى‬ ‫الحاكم‬ ‫لسلطة‬ ‫االولى‬ ‫اة‬‫و‬‫الن‬ ‫هى‬ ‫كانت‬ ‫السامية‬ ‫الشعوب‬ ‫أغلب‬ ‫لدى‬ ‫العائلة‬ ‫رب‬ ‫سلطة‬ . ‫تلمى‬‫ر‬‫با‬ : ‫ه‬ ‫دولة‬ ‫لتكوين‬ ‫اد‬ ‫ر‬‫األف‬ ‫اجتماع‬ ‫أن‬ ‫و‬ ‫وزمان‬ ‫مكان‬ ‫كل‬ ‫فى‬ ‫المعروفة‬ ‫اهر‬‫و‬‫الظ‬ ‫من‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫ظاه‬ ، ‫تعبر‬ ‫وهى‬ ‫االجتماع‬ ‫حب‬ ‫ة‬ ‫ز‬‫ي‬‫ر‬‫أوغ‬ ‫خاصية‬ ‫وهي‬ ‫ية‬‫ر‬‫البش‬ ‫النفس‬ ‫خصائص‬ ‫إحدى‬ ‫عن‬ ‫؛‬ ‫ال‬ ‫دولة‬ ‫لتكوين‬ ‫اد‬ ‫ر‬‫االف‬ ‫فاجتماع‬ ‫أ‬ ‫المصادفات‬ ‫لحكمة‬ ‫يخضع‬ ‫و‬ ‫لمجرد‬ ‫تحقيق‬ ‫الجماعات‬ ‫ات‬‫و‬‫شه‬ ، ‫ه‬ ‫نما‬‫ا‬‫و‬ ‫و‬ ‫حدو‬ ‫يرجع‬ ‫طبيعى‬ ‫أمر‬ ‫ألسباب‬ ‫ثه‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫طبيعية‬ ‫ظروف‬ . ‫الفردية‬ ‫األنانية‬‫و‬ ‫بالذاتية‬ ‫أعماقه‬ ‫فى‬ ‫يشعر‬ ‫إذ‬ ‫االنسان‬ ‫أن‬ ‫قال‬ ‫حين‬ ‫ذلك‬ ‫برجسون‬ ‫أكد‬‫و‬ ، ‫جنبيه‬ ‫بين‬ ‫يحمل‬ ‫فإنه‬ ‫الجماع‬ ‫أحضان‬ ‫الى‬ ‫به‬ ‫تدفع‬ ‫التى‬ ‫االجتماعية‬ ‫ة‬ ‫ز‬‫ي‬‫ر‬‫الغ‬ ‫يا‬‫ز‬‫ي‬‫ر‬‫غ‬ ‫احساسا‬ ‫ة‬ . 0 - ‫اسماعيل‬ ‫محمد‬ ‫اهلل‬ ‫فضل‬ ، ،‫الحديث‬ ‫الغربى‬ ‫السياسي‬ ‫للفكر‬ ‫اليونانية‬ ‫االصول‬ ( ‫ط‬ 0 ‫ار‬‫و‬‫الد‬ ‫؛كفر‬ : ‫بس‬ ‫فة‬‫ر‬‫المع‬ ‫تان‬ 5110 ) ، ‫ص‬ ‫ص‬ ‫ص‬ 1 - 01 - 00 .
  • 21. ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ 17 ‫الثا‬ ‫المبحث‬ ‫لث‬ : ‫مكيافيللي‬ ‫عند‬ ‫السياسي‬ ‫المجتمع‬ ‫مفهوم‬ ‫فلسفي‬ ‫منظور‬ ‫من‬ ‫السياسة‬ ‫ا‬‫و‬‫تناول‬ ‫الذين‬ ‫الفالسفة‬ ‫من‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫غي‬ ‫على‬ ،‫اقعيا‬‫و‬ ‫سياسيا‬ ‫مكيافيللى‬ ‫كان‬ ‫الوصول‬ ‫بكيفية‬ ‫التوعية‬ ‫على‬ ‫منصب‬ ‫ئيسى‬‫ر‬‫ال‬ ‫اهتمامه‬ ‫كان‬ ‫لذلك‬ ،‫أدبى‬‫و‬‫أ‬ ‫أخالقى‬‫و‬‫أ‬ ‫ل‬ ‫بها‬ ‫االحتفاظ‬‫و‬ ‫سلطة‬ . ‫تغير‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫اشتملت‬ ‫ما‬ ‫بكل‬ ‫االوروبية‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫فى‬ ‫مكيافيللى‬ ‫عاش‬ ‫لقد‬ ‫اهر‬‫و‬‫الظ‬ ‫ات‬ ‫ر‬‫بتغي‬ ‫أشبه‬ ‫عنيف‬ ،‫قبل‬ ‫من‬ ‫بها‬ ‫له‬ ‫عهد‬ ‫ال‬ ‫بحياة‬ ‫ويستمتع‬ ‫جديد‬ ‫اء‬‫و‬‫ه‬ ‫يتنفس‬ ‫اح‬ ‫ر‬‫و‬ ‫جديد‬ ‫جو‬ ‫باإلنسان‬ ‫أحاط‬ ‫حيث‬ ،‫الطبيعية‬ ‫بنية‬ ‫فى‬ ‫ى‬ ‫الكبر‬ ‫الت‬ ‫و‬‫التح‬ ‫عصر‬ ‫النهضة؛‬ ‫هوعصر‬ ‫ذلك‬ ‫أشكالها‬‫و‬ ‫ها‬ ‫بصور‬ ‫وينعم‬ ،‫طعومها‬ ‫شتى‬ ‫ويتذوق‬ ‫المست‬ ‫كافة‬ ‫على‬ ‫ايطاليا‬ ‫سيما‬ ‫ال‬ ‫االوروبى‬ ‫المجتمع‬ ‫حيث‬ ،‫السياسية‬ ‫وحتى‬ ‫العلمية‬‫و‬ ‫الثقافية‬‫و‬ ‫االجتماعية‬ ‫ويات‬ ‫الى‬ ‫مقسمة‬ ‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫ايطاليا‬ ‫كانت‬ 2 ‫نابولى‬ ‫مملكة‬ ،‫البابوية‬ ‫دولة‬ ،‫ميالنو‬ ،‫البندقية‬ ‫هى‬ ‫ئيسية‬‫ر‬ ‫اليات‬ ‫و‬ ‫اهب‬ ‫ر‬‫ال‬ ‫بة‬‫ر‬‫تج‬ ‫أسه‬ ‫ر‬ ‫مسقط‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫االخي‬ ‫هذه‬ ‫فى‬ ‫مكيافيللى‬ ‫عاصر‬ ‫ولقد‬،‫نسا‬‫ر‬‫فلو‬ " ‫ال‬ ‫و‬‫ر‬ ‫سافونا‬ ( 0625 - 0611 )  ‫ال‬ ‫المصلح‬ ‫الجو‬ ‫هذا‬ ‫وفى‬ ،‫ه‬ ‫ر‬‫عص‬ ‫فى‬ ‫الكنيسة‬ ‫فته‬‫ر‬‫ع‬ ‫الذى‬ ‫االخالقى‬ ‫الفساد‬ ‫على‬ ‫عنيفة‬ ‫حملة‬ ‫سن‬ ‫الذى‬ ‫دينى‬ ‫عن‬ ‫ثها‬‫ر‬‫و‬ ‫التى‬ ‫القديمة‬ ‫األفكار‬‫و‬ ‫التقاليد‬ ‫على‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫الثو‬ ‫أهمها‬ ‫من‬ ‫التى‬ ‫الدروس‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫مكيافيللى‬ ‫تعلم‬ ‫اإلرشا‬‫و‬ ‫الوعظ‬ ‫أن‬ ‫ذلك‬ ‫ام‬ ‫ر‬‫احت‬‫و‬ ‫اجالل‬ ‫أوموضع‬ ‫وصادقة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫بالضرو‬ ‫ليست‬ ‫فهى‬ ،‫الماضى‬ ‫بناء‬ ‫فى‬ ‫اليصالحان‬ ‫د‬ ‫السيف‬ ‫عل‬ ‫الدول‬ ‫بناء‬ ‫فى‬ ‫يعتمد‬ ‫بل‬ ‫وحدها‬ ‫الكلمات‬ ‫يق‬‫ر‬‫ط‬ ‫عن‬ ‫الدول‬ ‫عن‬ ‫الدفاع‬ ‫اليمكن‬ ‫أنه‬‫و‬ ‫الدولة‬ ( ،‫القوة‬ ‫العنف‬ .) ‫المنا‬ ‫من‬ ‫لمكيافيللى‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫الكبي‬ ‫االستفادة‬ ‫وكانت‬ ‫صب‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫العش‬ ‫لمجلس‬ ‫عاما‬ ‫ا‬ ‫ر‬‫تي‬‫ر‬‫سك‬ ‫عام‬ ‫عشر‬ ‫بعة‬‫ر‬‫ا‬ ‫طيلة‬ ‫نسا‬‫ر‬‫فلو‬ ‫مدينة‬ ‫فى‬ ‫شغلها‬ ‫التى‬ ‫ية‬‫ر‬‫االدا‬ ، ‫يهتم‬ ‫كان‬ ‫الذى‬ ‫نسا‬‫ر‬‫فلو‬ ‫ية‬‫ر‬‫لجمهو‬ ‫الدبلوماسيين‬ ‫الممثليين‬ ‫الى‬ ‫الموجهة‬ ‫الرسائل‬ ‫بكتابة‬ ‫ويقوم‬ ‫الخارجية‬ ‫الشؤون‬‫و‬ ‫الحرب‬ ‫بقضايا‬ ‫خاصة‬ ‫بصفة‬ ‫ايطاليا‬ ‫ومصير‬ ‫عامة‬ ‫بصفة‬ ‫السياسة‬ ‫يتأمل‬ ‫اح‬ ‫ر‬ ‫ذلك‬ ‫وبعد‬ ،‫ج‬ ‫بالخار‬ ، ‫ها‬ ‫تنخر‬ ‫التي‬ ‫االنقسامات‬ ‫الحاكمة‬ ‫األسر‬‫و‬ ‫الداخلية‬ . 1 ‫فالدولة‬ ‫مكيافيل‬ ‫عند‬ ‫لي‬ ‫هي‬ ‫الهدف‬ ‫أن‬ ‫أى‬ ‫ر‬ ‫ولهذا‬ ،‫جيدة‬ ‫انين‬‫و‬‫بق‬ ‫تبط‬‫ر‬‫وم‬ ‫قوى‬ ‫معطى‬ ‫هو‬ ‫السياسية‬ ‫للعملية‬ ‫األول‬ ‫ولو‬ ‫حتى‬ ‫وسيلة‬ ‫بأية‬ ‫منها‬ ‫ادة‬ ‫ز‬‫االست‬‫و‬ ‫الدولة‬ ‫قوة‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ،‫أخالقية‬ ‫غير‬ ‫كانت‬  ‫روال‬ ‫سافونا‬ : ‫سفر‬ ‫دراسة‬ ‫على‬ ‫انكب‬ ،‫لمكيافيللي‬ ‫معاصر‬ ‫ديني‬ ‫ومصلح‬ ‫هومفكر‬ " ‫الرؤيا‬ " ،‫اإلنجيل‬ ‫في‬ ‫الجديد‬ ‫العهد‬ ‫أسفار‬ ‫أخر‬ ‫ح‬ ‫األسد‬ ‫عرين‬ ‫في‬ ‫دخل‬ ‫له‬ ‫الموالي‬ ‫الكبير‬ ‫والحزب‬ ‫فلورنسا‬ ‫عامل‬ ‫ميديتشي‬ ‫لونزودي‬ ‫واجه‬ ‫ين‬ . ،‫راغب‬ ‫نيل‬ ‫راجع‬ ‫أسرار‬ ‫مكيافيللي‬ ‫إلى‬ ‫اإلعتبار‬ ‫رد‬ ‫السياسي‬ ‫المطبخ‬ ، ( ‫القاهرة‬ ‫دط؛‬ : ‫دس‬ ،‫والتوزيع‬ ‫والنشر‬ ‫للطباعة‬ ‫غريب‬ ‫دار‬ ) ‫ص‬ ، 12 . 2 - ‫إمام‬ ‫الفتاح‬ ‫عبد‬ ‫إمام‬ : ‫السياسة‬‫و‬ ‫االخالق‬ " ‫الحكم‬ ‫فلسفة‬ ‫فى‬ ‫اسة‬ ‫ر‬‫د‬ " ، ( ‫دط‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫القاه‬ ‫؛‬ : ‫للثقافة‬ ‫األعلى‬ ‫المجلس‬ ، 5100 ) ، ‫ص‬ ‫ص‬ 521 - 520
  • 22. ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ 18 ‫غاية‬ ‫أن‬ ‫ى‬ ‫ير‬ ‫كان‬ ‫حيث‬ ‫اإلنسان‬ ‫ما‬ ‫له‬ ‫تبرر‬ ‫يتخذ‬ ‫عن‬ ‫ناتجة‬ ‫الدولة‬ ‫تكون‬ ‫وبالتالي‬ ‫تحقيقها‬ ‫اتجاه‬ ‫وسيلة‬ ‫من‬ ‫متعددة‬ ‫وسائل‬ ‫يق‬‫ر‬‫ط‬ ‫يستخذ‬ ‫التي‬ ،‫مها‬ ‫أهمها‬ ‫من‬ ‫القوة‬ ‫عليها‬ ‫المحافظة‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫وذلك‬ . ‫تعتمد‬ ‫الذي‬ ‫الجيش‬ ‫ع‬ ‫نو‬ ‫هو‬ ،‫ها‬ ‫ار‬ ‫ر‬‫استم‬‫و‬ ‫وصمودها‬ ‫الوطنية‬ ‫الدولة‬ ‫قوة‬ ‫في‬ ‫مكيافيللي‬ ‫إليه‬ ‫يشير‬ ‫كان‬ ‫وما‬ ‫كان‬ ‫فإذا‬ ،‫القوة‬ ‫في‬ ‫عليه‬ ‫الدولة‬ ‫قوة‬ ‫أساس‬ ‫أن‬ ‫ى‬ ‫ير‬ ‫فإنه‬ ‫األصليين‬ ‫أبنائها‬ ‫من‬ ‫يتشكل‬ ‫ال‬ ‫للدولة‬ ‫المقوم‬ ‫الجيش‬ ‫الوطنية‬ ‫وضعفها‬ ‫تبط‬‫ر‬‫ي‬ ‫يجيشا‬ ، ‫للوطنية‬ ‫الحارق‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫شعو‬ ‫إلى‬ ‫أساسا‬ ‫يعود‬ ‫المنظم‬ ‫الوطني‬ ‫الجيش‬ ‫على‬ ‫وتأكيده‬ ‫جمي‬ ‫فوق‬ ‫وطنه‬ ‫نحو‬ ‫ء‬ ‫المر‬ ‫اجب‬‫و‬ ‫أن‬ ‫يعتبر‬ ‫حيث‬ ‫توحيدها‬ ‫في‬ ‫غبته‬ ‫ور‬ ،‫اإليطالية‬ ‫للقومية‬ ‫وحبه‬ ‫في‬ ‫اجبات‬‫و‬‫ال‬ ‫ع‬ ‫إيطاليا‬ ‫إليها‬ ‫وصلت‬ ‫التي‬ ‫الوضعية‬ ‫على‬ ‫ويحزن‬ ‫الحياة‬ ‫إلى‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫عص‬ ‫في‬ ‫اعتمادها‬ ‫أبنائها‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫جيوش‬ ‫على‬ ‫قال‬ ‫حيث‬ : « ‫الذي‬ ‫الدمار‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫إذ‬ ‫شهده‬ ‫الذي‬‫و‬ ‫إيطاليا‬ ‫لحق‬ ‫اآلن‬ ‫هو‬ ،‫احد‬‫و‬ ‫شيء‬ ‫عنه‬ ‫نجم‬ ، ‫اعتمادها‬ ‫على‬ ‫الجيو‬ ‫هذه‬ ‫أن‬ ‫يب‬‫ر‬ ‫ال‬ ‫و‬ ،‫قة‬‫ز‬‫ت‬‫ر‬‫الم‬ ‫جيوش‬ ‫على‬ ‫طويلة‬ ‫ات‬‫و‬‫سن‬ ‫إلى‬ ‫للوصول‬ ‫اد‬ ‫ر‬‫األف‬ ‫بعض‬ ‫ساعدت‬ ‫قد‬ ‫ش‬ ‫الحكم‬ » . 1 ‫بالده‬ ‫على‬ ‫أطلق‬ ‫مكيافيللي‬ ‫أن‬ ‫لنا‬ ‫يتضح‬ ‫الصدد‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫اسم‬ ‫كيفية‬ ‫إلى‬ ‫وذهب‬ ،‫الوطنية‬ ‫الدولة‬ ‫الوطنية‬ ‫القومية‬ ‫ح‬ ‫رو‬ ‫يحمل‬ ‫ألنه‬ ‫الوطن‬ ‫نفس‬ ‫من‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫شرط‬ ‫قوي‬ ‫جيش‬ ‫يب‬‫ر‬‫بتد‬ ‫وذلك‬ ‫عليها‬ ‫المحافظة‬ ‫؛‬ ‫الوطنية‬ ‫الحميمية‬ ‫تنقصه‬ ‫كانت‬ ‫ولهذا‬ ،‫بالده‬ ‫ليست‬ ‫جيش‬ ‫طرف‬ ‫من‬ ‫بلد‬ ‫عن‬ ‫الدفاع‬ ‫بة‬‫ر‬‫تج‬ ‫عاش‬ ‫ألنه‬ . ،‫الالحقة‬‫و‬ ‫السابقة‬ ‫السياسية‬ ‫اسات‬ ‫ر‬‫الد‬ ‫تسلكه‬ ‫كانت‬ ‫كما‬ ‫وطبيعتها‬ ‫الدولة‬ ‫أصل‬ ‫في‬ ‫مكيافيللي‬ ‫يبحث‬ ‫لم‬ ‫عليه‬ ‫أكد‬ ‫ما‬ ‫بينما‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫اعتبا‬ ‫الحياة‬ ‫أن‬ ‫االجتماعية‬ ‫في‬ ‫المثلى‬ ‫السياسية‬‫و‬ ‫من‬ ‫لكل‬ ‫الذات‬ ‫تحمى‬ ‫مكان‬ ‫هي‬ ‫الدولة‬ ‫بين‬ ‫التعرض‬ ‫طبيعة‬ ‫إلى‬ ‫مرده‬ ‫المجتمع‬‫و‬ ‫الفرد‬ ‫بن‬ ‫أي‬ ‫بينهما‬ ‫الظاهر‬ ‫التناقض‬ ‫ن‬‫ا‬‫و‬ ،‫ا‬‫و‬‫س‬ ‫على‬ ‫المجتمع‬‫و‬ ‫الفرد‬ ‫الكيان‬ ‫على‬ ‫الحفاظ‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫وضرو‬ ‫اإلنسان‬ ‫متطلبات‬ ‫االجتماعي‬ ‫نظامه‬ ‫بسيادة‬ ‫إال‬ ‫يستمر‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫يقوم‬ ‫ال‬ ‫المجتمع‬‫و‬ ، ‫اد‬ ‫ر‬‫أف‬ ‫طغيان‬ ‫من‬ ‫وحمايته‬ ‫المصلح‬ ‫على‬ ‫يفرض‬ ‫مجتمع‬ ‫في‬ ‫إال‬ ‫إنسان‬ ‫ليس‬ ‫فاإلنسان‬ ،‫مصالحهم‬ ‫على‬ ‫العامة‬ ‫ة‬ ‫المزدوجة‬ ‫الثنائية‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫الحفاظ‬ ‫ن‬‫ا‬‫و‬ ،‫منهما‬ ‫كل‬ ‫اجبات‬‫و‬‫و‬ ‫حقوق‬ ‫بين‬ ‫توفق‬ ‫تنظيم‬ ‫صيغة‬ ‫اده‬ ‫ر‬‫أف‬ ‫وعلى‬ ‫نفسه‬ ‫الدولة‬ ‫إال‬ ‫به‬ ‫تقوم‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫المجتمع‬‫و‬ ‫الفرد‬ ‫بين‬ ‫الف‬ ‫ضعف‬ ‫من‬ ‫إال‬ ‫تنشأ‬ ‫ال‬ ‫فهي‬ ‫للمجتمع‬ ‫غاية‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫رد‬ ‫ين‬‫ر‬‫اآلخ‬ ‫اعتداء‬ ‫من‬ ‫نفسه‬ ‫حماية‬ ‫عن‬ ‫عاجز‬ ‫وحده‬ ‫فالفرد‬ ،‫اكتماله‬ ‫وعدم‬ .2 1 - ‫مكيافيللي‬ ‫األمير‬ ، ‫تر‬ ، : ،‫تدرس‬ ‫حنا‬ ‫خليل‬ ( ‫دب‬ ‫دط؛‬ : ‫دس‬ ،‫عربية‬ ‫كتب‬ ) ‫ص‬ ، .118 2 ،‫زروخي‬ ‫اسماعيل‬ ‫السياسية‬ ‫الفلسفة‬ ‫في‬ ‫اسات‬ ‫ر‬‫د‬ ، ( ‫ط‬ 0 ،‫يع‬‫ز‬‫التو‬‫و‬ ‫للنشر‬‫ر‬‫الفج‬ ‫دار‬ ،‫ة‬ ‫ر‬‫القاه‬ ، 5110 . ) ، ‫ص‬ 015 .
  • 23. ‫األول‬ ‫الفصل‬ ‫الدولة‬ ‫نشأة‬ ‫في‬ 19 ‫من‬ ‫له‬ ‫البد‬ ‫و‬ ‫بذاته‬ ‫قائم‬ ‫كيان‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ‫الدولة‬ ‫إلى‬ ‫مكيافيللي‬ ‫ينظر‬ ‫ولذلك‬ ‫مساعدة‬ . ‫فها‬‫ر‬‫ويع‬ « ‫هي‬ ‫اجتماع‬ ‫إما‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫جماعة‬ ‫بمحض‬ ‫غباتها‬ ‫ر‬ ‫بالع‬ ‫صفوفها‬ ‫في‬ ‫ى‬ ‫كبر‬ ‫بسلطة‬ ‫إنسان‬ ‫عن‬ ‫يصدر‬ ‫اح‬ ‫ر‬‫االقت‬ ‫تنفيذ‬ ‫أو‬ ‫يش‬ ‫معا‬ ‫أنفسهم‬ ‫عن‬ ‫الدفاع‬ ‫وسهولة‬ ‫العيش‬‫و‬ ‫احة‬ ‫ر‬‫ال‬ ‫فيه‬ ‫وتجد‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫تختا‬ ‫احد‬‫و‬ ‫مكان‬ ‫في‬ 1 . ‫نما‬‫ا‬‫و‬ ،‫الدولة‬ ‫عليهما‬ ‫وتحافظ‬ ‫المجتمع‬‫و‬ ‫الفرد‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫تشمل‬ ‫االجتماعية‬ ‫الحياة‬ ‫أن‬ ‫مكيافيللي‬ ‫اعتبر‬ ‫تكون‬ ‫ال‬ ‫الدولة‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ،‫اضه‬ ‫ر‬‫أغ‬ ‫لتحقيق‬ ‫اإلنسان‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫سيط‬ ‫حب‬ ‫هو‬ ‫المجتمع‬ ‫في‬ ‫التنافس‬‫و‬ ‫التناقض‬ ‫إلى‬ ‫يؤدى‬ ‫بعد‬ ‫تكونت‬ ‫نما‬‫ا‬‫و‬ ‫طبيعة‬ ‫ليس‬ ‫عنده‬ ‫الدولة‬‫و‬ ‫نظامها‬ ‫بسيادة‬ ‫إال‬ ‫دولة‬ ‫المشتركة‬ ‫الحياة‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫لضرو‬ ‫اإلنساني‬ ‫الوجود‬ ‫إذا‬ ‫ألن‬ ،‫ار‬ ‫ر‬‫استق‬‫و‬ ‫أمن‬‫و‬ ‫غذاء‬ ‫من‬ ‫الحياة‬ ‫متطلبات‬ ‫تحقيق‬ ‫في‬ ‫تعاون‬ ‫تفرض‬ ‫التي‬ ‫حالته‬ ‫على‬ ‫اإلنسان‬ ‫بقي‬ ‫خطر‬ ‫في‬ ‫حياته‬ ‫فإن‬ ‫البدائية‬ ‫الطبيعية‬ ‫حتى‬ ‫أنه‬ ‫ما‬‫ا‬‫و‬ ،‫ذاته‬ ‫اإلنساني‬ ‫ع‬ ‫النو‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫قهر‬ ‫من‬ ‫ونشأة‬ ‫تكونت‬ ‫بعضه‬ ‫خضاع‬‫ا‬‫و‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫السيط‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫للدولة‬ ‫التكوين‬ ‫هذا‬ ‫وبعد‬ ،‫لبعض‬ ‫التي‬ ‫انين‬‫و‬‫الق‬ ‫تنشأ‬ ‫السياسية‬ ‫الجماعة‬ ‫أو‬ ‫جميع‬ ‫يصبح‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫الحضا‬ ‫حالة‬ ‫إلى‬ ‫البداوة‬ ‫حالة‬ ‫من‬ ‫اإلنسان‬ ‫ينتقل‬ ‫وبذلك‬ ، ‫المشترك‬ ‫السلوك‬ ‫تحدد‬ ‫و‬ ‫الحياة‬ ‫تنظم‬ ‫الدولة‬ ‫هدف‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫للبالد‬ ‫العليا‬ ‫المصلحة‬ ‫خدمة‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫مسخرون‬ ‫الدولة‬ ‫سكان‬ 2 . ‫ينظر‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫كيافيللي‬ ‫إلى‬ ‫الدولة‬ ‫عمله‬ ‫يجب‬ ‫ما‬ ‫و‬ ،ً‫ا‬‫فعلي‬ ‫و‬ ً‫ا‬‫اقعي‬‫و‬ ‫الموجودة‬ ‫المسائل‬ ‫من‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ‫لها‬ ‫هو‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫عليها‬ ‫المحافظة‬ ‫ها‬ ‫ار‬ ‫ر‬‫استم‬ ‫وقوتها‬ ، ‫وهذه‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫األخي‬ ‫القوة‬ ‫هي‬ ‫و‬ ‫القياس‬ ‫الذي‬ ‫تم‬ ‫ومن‬ ، ‫الدولة‬ ‫به‬ ‫تقاس‬ ‫صالحها‬ ‫إ‬ ‫ينبغي‬ ‫القائمة‬ ‫الدولة‬ ‫على‬ ‫خلل‬ ‫أي‬ ‫لوحظ‬ ‫إذ‬ ،‫قوتها‬ ‫باستعادة‬ ، ‫ووحيدة‬ ‫احدة‬‫و‬ ‫غاية‬ ‫هناك‬ ‫أن‬ ‫اذ‬ ‫فالمعيار‬ ، ‫شر‬ ‫هو‬ ‫وما‬ ‫خير‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫تتجاوز‬ ‫غاية‬ ‫وهي‬ ،‫وعظمتها‬ ‫الدولة‬ ‫ازدهار‬ ‫هي‬ ‫لتحقيقها‬ ‫جميعا‬ ‫نسعى‬ ‫عليه‬ ‫نقيس‬ ‫الذي‬ ‫الوحيد‬ ‫أعمالنا‬ ‫ذلك‬ ‫عكس‬ ‫كانت‬ ‫ان‬‫و‬ ،‫صائب‬ ‫الفعل‬ ‫كان‬ ‫مفيدة‬ ‫كانت‬ ‫فان‬ ‫الفعل‬ ‫نتائج‬ ‫هو‬ ‫ب‬ ‫نقوم‬ ‫فعل‬ ‫أو‬ ‫عمل‬ ‫أي‬ ‫أن‬ ‫و‬ ‫خاطئ‬ ‫الفعل‬ ‫كان‬ ‫على‬ ‫المحافظة‬ ‫الدولة‬ ‫وتقوية‬ ،‫الوطن‬ ‫تقوية‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫فقط‬ ‫هو‬ ‫ه‬ ،‫للوطن‬ ‫الخالص‬ ‫تأمين‬ ‫فان‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ، ‫ع‬ ‫المشرو‬ ‫الهدف‬ ‫ذلك‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫المستخدمة‬ ‫الوسائل‬ ‫وكل‬ ،‫الوطن‬ ‫هذا‬ ‫مكيافيل‬ ‫اها‬ ‫ر‬‫ي‬ ‫التي‬ ‫امل‬‫و‬‫الع‬ ‫ومن‬ ،‫ى‬ ‫األخر‬ ‫النقاط‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫تتغلب‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫التي‬ ‫األساسية‬ ‫النقطة‬‫و‬ ‫مهدد‬ ‫ل‬ ‫تقوي‬ ‫ي‬ ‫الو‬ ‫ح‬ ‫الرو‬ ‫اد‬ ‫ر‬‫أف‬ ‫من‬ ‫يتكون‬ ‫قومي‬ ‫قوي‬ ‫جيش‬ ‫بناء‬ ‫هي‬ ،‫الدولة‬ ‫لدى‬ ‫كما‬ ‫اطنين‬‫و‬‫الم‬ ‫لدى‬ ‫طنية‬ 3 ‫من‬ ‫ال‬ ‫الشعب‬ 1 - ‫ميكيافيلي‬ ، ‫مطارحات‬ ‫مكيافيللي‬ ‫تر‬ ، : ‫ط‬ ،‫حماد‬ ‫ي‬ ‫خير‬ 0 ‫بيروت‬ ‫؛‬ : ،‫الجديدة‬ ‫األفاق‬ ‫دار‬ 0115 ‫ص‬ ، 500 . - ‫ص‬ ،‫السابق‬ ‫المرجع‬ ،‫زروخي‬ ‫إسماعيل‬ 284 . 2 3 - ‫ص‬ ،‫المرجع‬ ‫نفس‬ ،‫زروخي‬ ‫إسماعيل‬ 284 - 283 .