81. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(279)
ًالوظٌف األداء تحسٌن
ال ًفاإلسالم شرٌعةٌة
إعداد
علوان إبراهٌم /دكتور
طنطا بحقوق المساعد اإلسالمٌة الشرٌعة أستاذ
والمشارك
ًبدب والعربٌة اإلسالمٌة الدراسات بكلٌة
3. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(279)
بسمالرحٌم الرحمن هللا
كرٌم ٌا وأعن ِّرسٌ اللهم
المقدمة
ٌمن الكثٌر اإلسالم بالد ًف ًوالوظٌف اإلداري الجهاز ًعان
عن الدول تلك تؤخر هذا عن نتج وقد ،واألزمات السلبٌات
القرآن ًف المسلمٌن وصؾ ٌقتضٌها ًالت البشرٌة قٌادة
الناس على الشاهدة الوسط باألمة الكرٌم؛وهوالذي األمر
معه ٌحتاجًالوظٌف األداءتشٌع كبٌرة؛ تطورات إجراء إلى
،الواقع تؽٌٌر ومحاولة واالستشراؾ اإلبداع أفكار فٌها
وتحسٌناألأحد هو العام الموظؾ ألن الوظٌفً؛ داء
خالله من للدولة ٌمكن ًالت األساسٌة األدواتتحقٌق
أهدافهتٌسٌر ًف اوعم والعباد البالد مصالحهو (الكون ارة
) .. فٌها واستعمركم األرض من أنشاكم(ٔ
)
النبوٌة الوصفة تقدٌم إلى عامدون الدراسة هذه ًف ونحن
واالرتقاء ًالوظٌف األداء تحسٌن ًف المحمدٌة والطرٌقة
الرٌادة للمسلمٌن تحقق ًالت بالطرٌقة اإلداري؛ بالعملبٌن
العالم دولالوسطٌة األمة وظٌفة مع وتنسجم ،على الشهٌدة
. أجمعٌن الخالبق
ٌتوفر ًالت الواعٌة القٌادة وجود :ًه الطرٌقة هذه وخالصة
وكٌفٌة ،ًالوظٌف العمل أهداؾ عن واضحة رإٌة لدٌها
على أوال الرإٌة هذه تنفٌذ ًف تعتمد ،األهداؾ هذه تحقٌق
تكلٌفهم ٌتم أن قبل واختبارهم ،العاملٌن أفضل اختٌار
تؤهٌل ثم ،بالوظٌفةما ألداء وتدرٌبهم؛ الموظفٌن هإالء
1
ُسل ا٢٠خ ِٓ عضء )61.٘ٛد عٛسح ِٓ
4. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(279)
دعم على تحرص ًه ثم ،وأعمال مهام من إلٌهم ٌوكل
ومنحهم ،والمعنوٌة المادٌة بالحوافز الموظفٌن هإالء
أهداؾ مع ٌتسق الذي النحو على أعمالهم إنجاز ًف الحرٌة
العاملٌن هإالء تتابع القٌادة هذه إن ثم ،وؼاٌاتها الوظٌفة
ًف دقٌقة متابعةمنهم المقصر وتحاسب ،ألعمالهم أدابهم
التسٌب من وتمنع العمل انضباط تكفل ًالت بالصورة
ًف المشاورة مبدأ ِّلعَفُت واعٌة قٌادة أنها كما ،واإلهمال
على الموظؾ ِّنم َإُتو ،بالمهام والقٌام األعمال إنجاز
من له الحامٌة الضمانات طرٌق عن ًالوظٌف مستقبله
أو ًالتعسف العزلاإلهانة،هناك أن إلى اإلشارة وتجدر
سؤعرض ،اإلسالمٌة اإلدارة ًف كتبوا ممن الكثٌرٌن
بعض تناولوا أنهم القارئ وسٌجد ،الدراسة أثناء لمإلفاتهم
أقؾ لم ًأنن ؼٌر ،الدراسة هذه عنها تكلمت ًالت المسابل
والسنة الكتاب من ًالشرع التؤصٌل لفكرة تعرض من على
و الشرٌعة ومقاصداألداء تحسٌن لوجوب الفقه قواعد
هذه ًف جمعته الدراسة هذه أن أحسب ما وهو ،ًالوظٌف
،الصفحاتوسؤ:ومبحثٌن تمهٌد إلى الدراسة هذه قسم
فس التمهٌد فؤماؤًف الواردة األلفاظ بؤهم للتعرٌؾ خصصه
.العنوان
جعل فقد األول المبحث وأماتًالشرع التؤصٌل عن للحدٌث ه
األ تحسٌن لمبدأوبٌن ،ًالوظٌف داءتوبٌن بٌنه العالقة فٌه
وال ،اإلسالمٌة الشرٌعة مقاصدالفقهٌة قواعدونبه ،ًف ت
بداٌتهالمإسسة لثقافة النبوٌة السنة تؤصٌل علىوحتمٌة ،
.اإلدارٌة القٌادة وجود
5. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(279)
عرض فقد ًالثان المبحث وأماتفٌهألًالت الضوابط هم
إلى للوصول الؽراء الشرٌعة وضعتها.متمٌز ًوظٌف أداء
كتب ما ٌجعل أن أسؤل وهللاتل شاهدا الورقات هذه ًف هًال
،ًعلواألمة الدولة به ٌنفع وأنالوظٌفً؛ األداء تحسٌن ًف
البالد لمصالح وتحقٌقا ،الكون عمارة ًف هللا بؤمر قٌاما
.جدٌر وباإلجابة قدٌر ٌشاء ما على إنه ،والعباد
6. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(277)
التمهٌد
ًف
التعرٌفعنوان ًف الواردة المصطلحات بأهم
الدراسة
من فإنه ،تصوره عن ًافرع الشًء على الحكم كان لما
المصطلحات بتعرٌؾ الدراسة لهذه نمهد أن بمكان األهمٌة
" كلمة أن أساس على "؛ الوظٌفة ـ األداء ــ تحسٌن " اآلتٌة
كل لتعرٌؾ نعرض " إلٌها نسبة بالعنوان الواردة "ًالوظٌف
واحد" لمصطلح ًاإلجمال المعنى ببٌان ذلك نتبع ثم ،منها
." ًالوظٌف األداء تحسٌن
" سٌن ْحَت " كلمة معنى :ًالأو" الفعل من مصدر ًه
الشًء على القٌام :به والمراد ،ًاتحسٌن ِّنسٌَح " ََّنسح
وٌجوده ،ِّنهسٌح بما والضبط الدقة وجه على وإحكامه
فعالٌت رفع أو ،َّنةٌمع بؤسالٌب.ما وجه من ه(ٔ
)
:"َاءدْاأل " كلمة تعرٌف :ثانٌاالَاإلٌص هو األداء
.ُهاَضَق ْيَأ ،ًةٌَِدْؤَت ُهَنٌَْد ىَّدَأ َو ،ُهَلَص ْوَأ َء ًَّْشال ىَّدَأ :الَقٌُ
ِانٌَْتْإلا ىَلَع اللؽة ًف ُءاَدْاأل وٌطلق .ُءاَدْاأل :ُمْسِالا َو
تكو أن هذا ًف ٌستوي ،فعلها المطلوب باألعمالهذه ن
كانت أو ،ِةٌَض ِرَفْال ِةَالَص ِءاَدَؤَك ،معٌن بوقت مإقتة األعمال
.َِكلَذ ِو ْحَن َو ِوقُقُحْال ِءاَضَق َو ،اتَناَمَْاأل ِءاَدَؤَك ،مإقتة ؼٌر(ٕ
)
1
ط ِخزبس أؽّذ د :اٌّإٌف اٌّؼبفشح اٌؼشث١خ اٌٍغخ ُِؼغ )1ؿ295ؿ ٚ ٓرم :ِبدح494. ٓؽغ ِبدح
2
ؿ ٌٍٞشاص اٌقؾبػ ِخزبس )15ط ِٟٛ١ٌٍف إٌّ١ش اٌّقجبػ ،1ؿ9.
7. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(279)
صَت ْخٌَ اءَهَقُفْوال األصولٌٌن جمهور ِح َال ِطْاص ًف واألداء
ًاوقت ألدابها الشارع دَّدح ًالت ِتاَادَبِعْالِبٌقابله ،ًامعٌن
ُ؛ءاَضَقْال ِهٌِف ُر َّوَصَتٌُ اَمٌِف َّإال ُءاَدَ ْاأل ُر َّوَصَتٌُ َال َو ،القضاء
، ًال َّوَأ اًع ْرَش ُهَل ِرَّدَقُمْال ِهِتْق َو ًِف َلِعُف اَم ُءاَدَ ْاأل :واُلاَق اَذَهِلَف
َس اَمِل اًكاَرِْدتْاس ِاءَدَ ْاأل ِتْق َو َدْعَب َلِعُف اَم ُءاَضَقْال َوْنِم ُهَل َقَب
.اًقَلُْطم ِبُوج ُوْال(ٔ
)
َةَفٌِنَح ًِبَأ ِباَحْصَأ َدْنِع َو-ىَلاَعَت ُ َّهللا ُهَمِحَر-،ُءاَدَ ْاأل
،ٍتَّق َُوم َْرٌَؼ ْوَأ َانَك اًتَّق َُوم ،ِهِب ُِورمْؤَمْال ِامَسْقَأ ْنِم ُءاَضَقْال َو
َعْال ْنِم َبَلَط اَم ُلْعِف اَذَه ىَلَع ُهُفٌ ِرْعَتفُمٌِلْسَت ْوَأ ،ِهِنٌَْعِب ِلَم
ُمٌِلْسَت ُءاَضَقْال َو ، ًالْفَن ْوَأ َانَك ًابِجا َو ، اًع ْرَش َبَلَط اَم ِْنٌَع
.رْمَ ْاألِب َبَج َو اَم ِلِْثم(ٕ
)
: "الوظٌفة " كلمة تعرٌف :ًاثالث
كلمة من مشتقة ، وكتٌبة كسفٌنة فعٌلة وزن على الوظٌفة
و ،وظابؾ وجمعها " َؾَظ َ"واللؽوي أصلها ًف تدل كلمة ًه
حٌن كل له ُت َّْردق أي ،له ُتْفَّوظ :ٌقال ،شًء تقدٌر على
طعام أو رزق من شٌبا(ٖ
.)
معان عدة عن للتعبٌر الكلمة هذه استعٌرت وقد
رزق من ٌوم كل ًف له رَّدَقٌُ ما :شًء كل من منها:الوظٌفة
.شراب أو علؾ أو طعام أو..وااللتزام بمعنى الوظٌفة
توظٌفا ووظفه ،نفسه على الشًء ؾَّوظ :ٌقال .. بشًء
1
ط ٌٍٟٔزفزبصا اٌزٛم١ؼ ٍٝػ اٌزٍٛ٠ؼ ؽشػ )1ؿ309ط ٌٍٟطٛف اٌشٚمخ ِخزقش ؽشػ ،1ؿ444،
ط إٌّٙبط ؽشػ ٟف اإلثٙبط1ؿ44ط ٍٟاٌّؾ اٌغالي ؽشػ ٍٝػ اٌؼطبس ؽبؽ١خ ، ٌٍٟغجى1ؿ149.
2
اٌزمش٠ش )ط ؽبط أِ١ش ٓالث ٚاٌزؾج١ش2ؿ124ط ٌٍٟٔزفزبصا اٌزٛم١ؼ ٍٝػ اٌزٍٛ٠ؼ ؽشػ ،1ؿ309.
3
ط فبسط ٓالث اٌٍغخ ِمب٠١ظ ُِؼغ )6ؿ122ط ِٕظٛس ٓالث اٌؼشة ٌْغب ،9ؿ354
8. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(272)
حفظ ٌوم كل ًالصب على وظفت وقد ،به ألزمها بمعنى
بها ألزمته بمعنى وجل عز هللا كتاب من آٌات.(ٔ
)
المقدر العمل ًه اللؽوي المعنى ًف فالوظٌفة هذا وعلى
.الشخص به ٌلتزم الذي
ا بعض عرفها فقد االصطالح ًف الوظٌفة وأمابقوله لفقهاء
ٍلَمَع ْوَأ ٍق ْز ِر ْوَأ ٍامَعَط ْنِم ُرَّدَقٌُ اَم :ٍء ًَْش لُك ْنِم ُةَفٌ ِظ َوْ:ال
،ًةَفٌ ِظ َو ٍم ْوٌَ لُك ًِف ُهَل ََّنٌَع :ُهَفَّوظ :الَقٌُ .ٍَّنٌَُعم ِنَمَز ًِف
ُةَفٌ ِظ َوْال َو .ُهَرَّدَق :َِكلَذ َو ْحَن َو َاجَرَخْال َو لَمَعْال ِهٌَْلَع َؾَّظ َو َو:
ِةَمِْدخْال َو ِب ِصْنَمْال ىَلَع ُقَلْطُت َو .َِكلَذ ِو ْحَن َو ٍةَءاَِرق ْنِم ُد ْرِوْال
ِةَنٌََُّعمْال(ٕ
)
:ًالوظٌف األداء بتحسٌن المقصود
ـ أداء ـ تحسٌن " لمصطلحات السابقة التعرٌفات ًف بالنظر
األداء بتحسٌن مرادنا نصوغ أن ٌمكننا فإنه " وظٌفة
عبا ًف ًالوظٌفالخطوات مجموعة ًه :فنقول ،موجزة رة
الطرٌقة وتجوٌد تحسٌن ًف القٌادة تتبعها ًالت واإلجراءات
تدٌره عام مرفق خدمة ًف أعمالهم العاملون بها ٌإدي ًالت
من العمل هذا ٌتطلبه لما طبقا مباشر؛ بشكل الدولة
بها ترتبط ًالت الجهة أهداؾ لتحقٌق وواجبات؛ مسبولٌات
بكفا ،وظٌفته.وفاعلٌة ءة(ٖ
)
1
ط فبسط ٓالث اٌٍغخ ِمب٠١ظ ُِؼغ )6ؿ122.
2
ط ٚخغش ِٕال ٌٍؾ١خ َاألؽىب غشس ؽشػ َاٌؾىب دسس )1ؿ295ٌٍٝجٙٛر اإللٕبع ِٓز ٓػ اٌمٕبع وؾبف ،
ط4ؿ264ط ٌٍٝٔشؽ١جب ٌٕٝٙا ٌٟٚأ ِطبٌت ،4ؿ192.
3
دساعخ . ْٛٔٚاٌمب ِٟاإلعال ٟاٌغٕبئ ٗاٌفم ٟف َاٌؼب اٌّٛظف ِغئٌٛ١خ :ِٓ اٌزؼش٠ف ٘زا ف١بغخ ٟف اعزفذد )
ؿ ْٕ٘ب ِؾّذ ٍِ١ىخ دوزٛسح ِمبسٔخ25دوز إٌّظّبد ٟف ٟٔاإلٔغب ،اٌغٍٛنؿ ػبؽٛس فمش أؽّذ ٛس25.
9. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(299)
العمل ونوعٌة ،الوظٌفة بمتطلبات المعرفة ًٌقتض وهذا
إنجازه ٌستطٌع الذي العمل وكمٌة ،الموظؾ به ٌقوم الذي
اإلنجاز هذا سرعة ومقدار العادٌة الظروؾ ًف(ٔ
)
ااألول لمبحث
ًالوظٌف األداء لتحسٌن ًالشرع التأصٌل
الحكم بٌان المبحث هذا أساسالًتكلٌفلتحسٌناألداء
الشرعٌة وأسانٌده ًالوظٌف،أن ذلك قبل المفٌد من أنه ؼٌر
المجتمع بناء على اإلسالمٌة الشرٌعة حرصت كٌؾ نبٌن
كل ًف فاعلة إدارات على ٌقوم ،مإسسٌا بناء المسلم
من تتمكن ال المإسسات هذه أن وكٌؾ ،الحٌاة مجاالت
،لها قٌادة هناك كانت إذا إال بدورها القٌامًٌقتض ما وهو
األول ًف نتناول :ثالثة مطالب إلى المبحث هذا تقسٌم منا
نبٌن ًالثان ًوف ،المإسسة لثقافة النبوي التؤصٌل منها
ًف القول نفصل الثالث ًوف ،اإلدارٌة القٌادة وجود حتمٌة
الشرعٌة وأسانٌده ًالوظٌف األداء لتحسٌن ًالتكلٌف الحكم:
األ المطلبول
اإلسال الشرٌعةمٌةالمؤسسة ثقافة تؤصل
أن أساس على المجتمع بناء المقام هذا ًف بالمإسسة ٌقصد
نظام ذات ـ قٌادة منها لكل إدارات ـ كٌانات من ًان َّمكو ٌكون
1
ؿ ـ هللا ػجذ فالػ دوزٛس اٌفؼبي اٌّذ٠ش ٌٕذٚح َِمذ ثؾش ـ األداء ُ١١رم فؼبٌ١خ :أظش )14اٌّٛاسد ئداسح ،
ؿ ٟاٌٙ١ز خبٌذ ٌألعزبر ٟاعزشار١غ ًِذخ اٌجؾش٠خ59ؿ اٌّز١ذ ٍٝػ اٌ١ض٠ذ ٛأث دوزٛس اإلّ٘بي ُعشائ ،250
ػبهف دوزٛس ٚاإلداسح اٌٍغخ ،ؿ ٔقبس ِؾّذ20-21ٟإٌٙبئ عؼ١ذ عّؼخ ػج١ش /ٌألعزبرح اٌؾشػ١خ اٌؾٛوّخ ،
ؿ149-141.
10. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(299)
الذي األكبر بالكٌان عالقاتها ًف وٌحكمها ،ذاتها ًف ٌحكمها
عنصرا تعتبر المعنى بهذا والمإسسٌة ..المجتمع كٌان هو
االجت التماسك ًف الحاسمة العناصر منًف ًوبالتال ،ًماع
على فٌه اإلنسان وقدرة النمو على وقدرته المجتمع قوة
الحدٌثة المجتمعات اكتشفته ما وهذا ،األرض ًف التعمٌر
،المإسسات على بناءها فؤقامت الؽربٌة؛ الحضارة ًف
.فاعلة مجتمعات وأصبحت
أفراد تحفز ًالت الثقافة تلك :المإسسة بثقافة والمقصود
إلى المجتمعبحسب تسٌر ومنظمات؛ هٌبات ًف االنتظام
ًف فرد ٌبقى ال بحٌث الجمٌع؛ بها ٌلتزم ،محددة تراتٌب
ناظم اآلخرٌن مع ٌنظمه ال المطلقة لفردٌته متروكا المجتمع
.مباشر(ٔ
)
ال اإلنسان أن الثقافة هذه على اإلسالم حرص ًف والسر
كان إذا إال خلق أجلها من ًالت مهمته ٌإدي أن ٌمكن
ال االجتماعٌة الهٌبة هذه وأن ،ٍةٌاجتماع ٍةهٌب ًف ًامنخرط
إذا إال الخالفة ًف مهمته خاللها من اإلنسان ٌإدي أن ٌمكن
مفككة تجعلها ًالت واآلفات العٌوب من محفوظة كانت
. علٌلة(ٕ
)
أحكاما ًاالجتماع الكٌان حفظ سبٌل ًف الدٌن شرع وقد
قابم المجتمع ٌكون أن ؼاٌتها كثٌرةعلى العام هٌكله ًف ًا
، النظام بهذا العامة حركته ًف ومحكوما ًمإسس نظام
ًف آخر أو نحو على مندرجا كله المجتمع ٌكون بحٌث
تدار خاللها ومن ،األعمال تنجز نطاقها ًف مإسسٌة شبكة
1
)ؿ إٌغبس اٌّغ١ذ ػجذ دوزٛس عذ٠ذح ثأثؼبد اٌؾش٠ؼخ ِمبفذ :أظش154-159
2
).ٗرار اٌغبثك اٌٙبِؼ ٟف اٌّزوٛس أظش:اٌّشعغ
11. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(299)
على لدٌه ٌثبت الدٌن أحكام ًف ذلك ٌستقرئ ومن .. الحٌاة
االجتما البنٌة قٌام أن القطع وجههو المإسسة على عٌة
أعلى مقصد تحقٌق إلى ًٌفض الشرٌعة مقاصد من مقصد
.المجتمع حفظ هو
حكم هو الذي المنكر عن ًوالنه بالمعروؾ األمر وحكم
ذلك ،ًالمإسس التوجٌه هذا ضمن ٌندرج واجب ًشرع
ٍةمإسس ًف األفراد من ٍدفر كل به ٌنخرط الواجب هذا ألن
ا مإسسة ًوه ،للمجتمع ٍةٌراععن ًوالنه بالمعروؾ ألمر
شروط وفق ٌكون الذي االنخراط هذا ومعنى ،المنكر
ًالمإسس بانخراطه ٌعبر المنخرط الفرد أن محددة وتراتٌب
صالحه على حرٌصا به ٌكون للمجتمع انتماء عن هذا
المجتمع عرض فقد ذلك ٌفعل لم إن أنه مستشعرا وخٌره
صلى قوله وفق وذلك ،واالنحالل لالضطرابعلٌه هللا
َّنُذُخولتؤ ،رَكالمن عن َن ُوَهولتن بالمعروؾ َّ"لتؤمرن وسلم
ولتؤ ،المَّالظ يٌَد علىُطهَّنُرُصولتق ،ًاأطر الحق على هَّنُر
ًاقصر ِّالحق على("ٔ
)
إزاء الفرد بمسبولٌة ٌشعر ًاجتماع ًمإسس تثقٌؾ إنه
ًوه ،مإسساته من المإسسة هذه ًف فٌنخرط المجتمع؛
مإسسة.المنكر عن ًوالنه بالمعروؾ األمر(ٕ
)
المسلم ًٌرب الذي العام ًالمإسس التوجٌه هذا نطاق ًوف
شرعٌة أحكام الدٌن ًف جاءت للجماعة االنضباط ثقافة على
الحٌاة مجاالت من مختلفة مجاالت ًف مإسسٌة طبٌعة ذات
وتتفادى ،والعموم بالكلٌة تتصؾ أحكام ولكنها ،االجتماعٌة
1
)هللا ػجذ ٓػ ٕٓاٌغ ٟف اٌٍفع ثٙزا داٚد ٛأث ٗأخشع اٌؾذ٠شط ٕٗػ ٌٝرؼب هللا ٟسم ِغؼٛد ٓث6ؿ391
ُثشل ٌٟٕٙٚا األِش ثبة4336.
2
)ؿ إٌغبس اٌّغ١ذ ػجذ دوزٛس عذ٠ذح ثأثؼبد اٌؾش٠ؼخ ِمبفذ159-160.
12. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(299)
التفاصٌلًك للمسلمٌن؛ االجتهاد لمجال فسحا والجزبٌات؛
ٌناسب ما المإسسات لتلك التطبٌقٌة األشكال من ٌستنبطوا
.العامة الكلٌة المبادئ لتلك وفقا ولكن ،المتؽٌرة ظروفهم
المبادئ المثال سبٌل على الصدد هذا ًف ٌذكر أن وٌمكن
الدول قٌام ًف متمثلة الحكم مإسسة تإطر ًالت الدستورٌةة
.. والشورى األمة وسلطان الشرع وسٌادة الدٌن على
تفاوتت المإسسٌة األبعاد ذات الكلٌة المبادئ هذه كانت وإذا
ًاإلسالم المجتمع واقع ًف أثمرت ما حٌث من ،بٌنها فٌما
ًف تدل أنها إال ،ًاونضج ًاوتنظٌم ًااتساع ٍةٌفعل ٍتمإسسا من
ألحكام العامة الروح أن على األحوال كلإلى تتجه الشرٌعة
للفردٌة فٌه مكان ال ،ًاٌمإسس ًءبنا ًاالجتماع العقل بناء
ًف الفرد به ٌندرج انتظام هو وإنما ،انتماء كل من المنفلتة
من مقصد لتحقٌق إال ذلك وما ،االجتماعٌة المإسسة
الذي المجتمع حفظ مقصد هو العامة الشرعٌة المقاصد
ٌتحق ًف االجتماعٌة المإسسة تسهمكبٌر بقدر قه(ٔ
)
1
)ؿ اٌغبثك ثبٌٙبِؼ اٌّزوٛس اٌّشعغ161.
13. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(299)
ال المطلبًثان
اإلدارٌة القٌادة وجود حتمٌة
كان ًاصؽٌر ٌنجح أن بشري تجمع ألي ٌمكن ال أنه معلوم
ُ َّهللا ىَّلَص ًُِّبَّنال َرَمَأ فقد ولذلك؛ ،ٌقوده قابد ؼٌر من كبٌرا أو
من واضح وذلك ،ْمِْهٌَلَع ٍُورمُأ ِة َال ُو ِةٌَِل ْوَتِب ُهَتَّمُأ َمَّلَس َو ِهٌَْلَع
:والسالم الصالة علٌه قوله«َث َالَث ْمُتْنُك اَذِإُوارِّمَؤَف ٍرَفَس ًِف ًة
" ... ْمُكَدَحَأ ْمُكٌَْلَع(ٔ
)
ِهٌَْلَع ُ َّهللا ىَّلَص ًَِّبَّنال َّنَأ عمرو ِْنب ِ َّهللا ِدْبَع ْنَع رواٌة ًف َو
:َلاَق َمَّلَس َو... «ٍة َالَف ِض ْرَؤِب َونُنوُكٌَ ٍرَفَن ِةَث َالَثِل ُّلِحٌَ َال َو
َأ ْمِْهٌَلَع ُوارَّمَأ َّالِإ.. ْمُهَدَح(»ٕ
. )
ْدَق َانَك اَذِإ ألنه ظاهر؛ الحدٌث هذا من االستدالل ووجه
ىَّل َُوٌ ْنَأ ِتاَاعَمِت ْج ِاال ِرَصْقَأ َو ِتاَاعَمَجْال ِّلَقَأ ًِف َبَج ْوَأ
ْنِم ُرَثْكَأ َُوه اَمٌِف َِكلَذ ِبُوج ُو ىَلَع ًاهٌِبْنَت اَذَه َانَك ؛ْمُهُدَحَأ
َِكلَذ(ٖ
)
العملٌة وسنته َمَّلَس َو ِهٌَْلَع ُ َّهللا ىَّلَص ًِِّبَنال َُورمُأ جرت وقد
ما كل ىَلَع ٌِِرمْؤَّتال ًِف ظاهر وهذا ،الهدي هذا تطبٌق على
ولٌكون ،ٍدِحا َو ٍل ْوَق ىَلِإ ُرُومُ ْاأل َعِج ْرَتِل ؛ ُِوشٌُج من أعده
الش أعطاه فقد ولذلك؛ ،النزاع عند فاصال األمٌر هذا قولره
النفس تكرهه أمر ًف كانت ولو ،الطاعة حق،ٌحد ًف كماث
1
لبَٚ :ٕٗػ هللا ٟسم اٌخطبة ٓث ػّش ٓػ اٌضخبس اٌجؾش ٟف اٌجضاس ٗأخشع اٌؾذ٠ش )ُشْ١َغ ُٖاََٚس ْذَل ُ٠شِذَؾٌْا اَزَ٘ :ي
َِ ُْٓث ُُِعبَمٌْا االِئ َُٖذَْٕعَأ ٍَُُْؼَٔ َالَٚ ،بًفُٛلَِْٛ َشَُّػ َْٓػ ،ٍتَْ٘ٚ ِْٓث ِذْ٠َص َْٓػ ،ِؼَّْػَ ْاأل َِٓػ ٍذِاؽَٚط ِؼَّْػَ ْاأل َِٓػ ،ٍهٌِب1
ؿ462ُثشل329ؿ ،ِغؼٛد ٓث هللا ػجذ ٓػ اٌغؼذ ٓاث ِغٕذ ٟف ٛ٘ٚ44ُثشل430.
2
هللا ٟسم اٌؼبؿ ٓث ٚػّش ٓث هللا ػجذ ِغٕذ ِٓ ِٖغٕذ ٟف اٌٍفع ثٙزا أؽّذ َاإلِب ٗأخشع ؽذ٠ش ِٓ عضء )
ط ... ػّٕٙب11ؿ224ُثشل6644ط األٚهبس ً١ٔ ٟف ٟٔاٌؾٛوب ٖٚروش ،4ؿ294ِخَ١ِنْلَ ْاأل َُبةزِو
ٌْا ِخَ٠ َالِٚ ِتْقَٔ ِةُٛعُٚ ُبةَث ـ ََِبىْؽَ ْاألَُٚثشل بَِِّ٘شْ١َغَٚ ِحَبسَِِ ْاإلَٚ ِءبَنَم3442.
3
ط ر١ّ١خ ٓالث ٜٚاٌفزب ِغّٛع )24ؿ65ٌٝئ ًب٠ٛٔج ًبٙ١رٛع ّٓ٠زن اٌؾذ٠ش ٘زا ْأ رٌه ٌٝئ ٠نبف :لٍذ ،
ٝ٠جم ْأ ْٚد رشر١ت ِٓ ٗ١٠مزن ِب ِغ ـ اعزّبػ١خ ِإعغخ ــ ٟاعزّبػ ْو١ب ٟف ٍُِغ ًو ٠ٕخشه ْأ ٚعٛة
أزّب ْٚد ِشعالؿ إٌغبس اٌّغ١ذ ػجذ دوزٛس عذ٠ذح ثأثؼبد اٌؾش٠ؼخ ِمبفذ :أظش ، ء159
14. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(299)
:َلاَق ،ِتِمَّاصال ِْنب َةَادَبُع«ِهٌَْلَع ُهللا ىَّلَص ِ َّهللا َلُوسَر اَنْعٌَاَب
َال ْنَأ َو ،ِهَرْكَمال َو ِطَشْنَمال ًِف ِةَاعَّالط َو ِعَّْمسال ىَلَع َمَّلَس َو
ُقَن ْنَأ َو ،ُهَلْهَأ َمْرَاأل َع ِازَنُنَال ،اَّنُك اَمُْثٌَح ِّقَالحِب َلوُقَن ْوَأ َمو
ٍِمبَال َةَم ْوَل ِ َّهللا ًِف ُاؾَخَن( »ٔ
)األمٌر َعَم ْنَم ىَلَع ُبِجٌَف
. ِهِل ْوَق ْنَع ِرُوجُخْال ُك ْرَت َو ،ُهُتَاعَط(ٕ
)الذي الفشل وقع إال َو
ُواعَازَنَت َال َ{و :ِهِل ْوَق ًِف منه َّلَج َو َّزَع هللا حذرناواُلَشْفَتَف
}ْمُكُحٌ ِر َبَهْذَت َو(ٖ
)
ال المطلبثالث
الحكمالًتكلٌفًالوظٌف األداء لتحسٌن
ٌدرك الناس حٌاة ًف رسالة من الوظٌفة تإدٌه فٌما الناظر
أنًامقصد أو ترفٌهٌا مطلبا لٌس ًالوظٌف األداء تحسٌن
شرعٌة فرٌضة هو وإنما ،عنه الطرؾ ؼض ٌمكن ،ًاٌتكمٌل
وضرورةكٌان وحفظ ،العباد مصالح تحصٌل ألن حٌاتٌة؛
ٌتسق الذي هو وهذا ،إلٌه وسٌلة باعتباره ٌستلزمه؛ األمة
خلق من الؽاٌة أن من القرآنٌة اآلٌات به صرحت ما مع
عمال األحسن لٌتبٌن المكلفٌن؛ ابتالء هو إنما والحٌاة الموت
الموت خلق الذي " وتعالى سبحانه الحق ٌقول ،منهم
ٌوالح("الؽفور العزٌز وهو عمال أحسن أٌكم لٌبلوكم اةٗ)
المعٌار إن بل ،الحسن بالعمل اإلتٌان لمجرد االبتالء فلٌس
فالموظؾ ،األحسن بالعمل القٌام هو بالمهمة الوفاء ًف
1
ط ػجبدح ٓػ ٗفؾ١ؾ ٟف ٞاٌجخبس ٗأخشع اٌؾذ٠ش )9ؿ44ُثشل4199. َبطإٌا َُبَِِإلا ُغِ٠بَجُ٠ َْف١َو :ٌبةَث
2
)ُثشل ٌٍٞٚطؾب ا٢صبس ًِؾى ؽشػ4444ط12ؿ341ُ اهللا ٝاٍَف ِهللا ِيُٛعَس َْٓػ َُِٞٚس بَِ ًِِىْؾُِ ِْبَ١َث ُبةَث
َر ِٟف ُُٖشَِْأ َْبَو ٍحَشِِْئ َالِث ٌَِِٗبزِمٌِ َُٗضَؼَث َِْٓ ِيَبزِل ِٟف َُٗضَؼَث َْبَو َِْٓ ِِٗضْؼَث ِٟف َُاٍَعَٚ ِْٗ١ٍََػ. َهٌِ
3
ِ عضء )ُسل ا٢٠خ ٓ46عٛسح ِٓ.األٔفبي
4
)ُسل ا٢٠خ2.اٌٍّه عٛسح ِٓ
15. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(299)
ًٌؤت أن ٌجب وإنما ،عمله ٌحسن بؤن منه ٌكتفى ال المسلم
ولٌحق ،وتعالى سبحانه الرب رضا لٌنال العمل؛ بؤحسنق
.األرض وتزٌٌن ،الخلق إٌجاد من الؽاٌة
اإلحسان بفرضٌة أخبرنا قد وسلم علٌه هللا صلى ًالنب إن ثم
هللا إن : فقال ،واألقوال األعمال سابر ًف المسلمٌن على
.... شًء كل على اإلحسان كتب(ٔ
ٌشمل بعمومه وهو )
.ًالوظٌف األداء تحسٌن وجوب
علٌه هللا صلى قوله ذلك وٌإٌدعمل إذا ٌحب هللا إن " وسلم
( " ٌتقنه أن عمال أحدكمٕ
)
ًف صدق من أن ًف ظاهرة األخٌر الحدٌث هذا وداللة
ًالسع لزمه واإلدارٌٌن الموظفٌن من الربانٌة المحبة طلب
.علٌها المسلمون ابتمنه ًالت مهمته ًف أدابه لتحسٌن
والسنة الكرٌم القرآن ًف الشرعٌة النصوص أن ٌخفى وال
وتنمٌة عامة بصفة للتنمٌة عاما إطارا رسمت قد المطهرة
لكل الكامل التفصٌل دون ،خاصة بصفة ًالوظٌف األداء
للناس؛ الخالق تركه تدبٌري شؤن ًه ًالت والبرامج اآللٌات
،المتاحة والمعطٌات الظروؾ وفق تحدٌده إلى ٌبادروا ًك
سترشدهم ًالت والتجارب الخبرات خضمه ًف ولٌراكموا
أو للتعمٌم قابل ًعلم معطى إلى واالعتبار العبرة بواسطة
العالم من مكان ؼٌر ًف لإلفادة قابل التقادٌر أقل ًف(ٖ
)
1
)ُثشل أٚط ٓث ؽذاد ٓػ ٍُِغ ٗأخشع اٌؾذ٠ش1955اَرِئَٚ ،َخٍَْزِمٌْا ٛإُِغ ْؽَأَف ُُْزٍَْزَل اَرِاَف ... " اٌؾذ٠ش ٚرىٍّخ ،
َف ،َُٗرَشْفَؽ ُُْوُذَؽَأ اذِؾُ١ٌَْٚ ،َؼْثااٌز ٛإُِغ ْؽَأَف ُُْز ْؾَثَرَُٗزَ١ؾِثَر ْػِشُ١ٍْ»ط ٍُِغ فؾ١ؼ :أظش3ؿ1544األِش ثبة
اٌزثؼ ْثاؽغب
2
)ط ٍٝ٠ؼ ٟأث ِغٕذ :أظش ،ػبئؾخ ٓػ اٌٍفع ثٙزا ٍٟاٌّٛف ٍٝ٠ؼ ٛأث ٗأخشع اٌؾذ٠ش4ؿ349ُثشل4364
ػبئؾخ ِغٕذ
3
)ؿ اٌؼقش ٚلنب٠ب اٌؾش٠ؼخ ِمبفذ وزبة ّٓم عبثش ٓؽغ دوزٛس ٌٍزّٕ١خ ِٞمبفذ ًِذخ94.
16. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(297)
ًالوظٌف األداء تحسٌن بفرضٌة الحكم مستند ٌقتصر وال
ذكرناه ما علىباإلحسان تؤمر ونبوٌة قرآنٌة نصوص من
واإلتقانال من بمجموعة ٌتؤٌد وإنما ،،فقهٌة قواعدواألدلة
عقلٌةللشرٌعة األساس المقصد لتحقٌق سبٌل أنه عن فضال ،
ًٌل فٌما إلٌه اإلشارة أوجز ما وهو ،الخلق من اإلسالمٌة:
:الفقهٌة القواعد منالمقاصد أحكام للوسابل : قاعدة(ٔ
)
وًتعن ًهأناألمة بتصرفات المنوطة الشرعٌة األحكام
م منها :نوعٌن إلى تتماٌز ومعامالتهامرتبة ًف هو ا
على الشرع محافظة ًف األولى المرتبة ًف فهو المقصد؛
فهو الوسٌلة؛ مرتبة ًف هو ما ومنها ،ورفعا وقوعا إثباته
ًاإذ األحكام فموارد ؼٌره؛ لحالة ًاتبع الثانٌة المرتبة ًف
.ووسابل مقاصد :قسمان
وًوالت ،لذاتها المقصودة والتصرفات األعمال ًه المقاصد
ال تسعىعلى تحمل أو ،شتى بمساع تحصٌلها إلى نفوس
والمفاسد المصالح تتضمن أعمال ًفه ،امتثاال إلٌها ًالسع
أنفسها ًفًه أو ،من تحقٌقها الشارع قصد ًالت الؽاٌات
جلب ًف وتتمثل ،لألحكام وتعالى سبحانه تشرٌعه وراء
عنهم المفاسد ودفع العباد مصالح(ٕ
)ًفه الوسابل وأما
الم األعمال،المفاسد تلك أو المصالح هذه إلى فضٌة
والوسٌلة ،الوسابل أفضل ًه المقاصد أفضل إلى والوسٌلة
.الوسابل أرذل ًه المقاصد أرذل إلى(ٖ
)
1
)ط صا٠ذ ِؼٍّخ :ٚرطج١مبرٙب ٚدٌ١ٍٙب اٌمبػذح ٖ٘ز ِٕٝؼ ْث١ب ٟف أظش4ؿ299ثؼذ٘ب ِٚب
2
)ط ٚاألفٌٛ١خ اٌفمٙ١خ اٌمٛاػذ ٟف صا٠ذ ِؼٍّخ :أظش4ؿ242.
3
ؿ ـ ػبؽٛس ٓث اٌطب٘ش ِؾّذ ٌٍؾ١خ اإلعالِ١خ اٌؾش٠ؼخ ِمبفذ :أظش )413-415ِؾّذ ٚدساعخ رؾم١ك
ـ ٞٚاٌّ١غب اٌطب٘ش
17. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(299)
الذي ًالكل المقصد المعاصرٌن العلم أهل بعض ضبط وقد
ًف أحكامها من حكما تجد وال ،الشرٌعة أحكام عنده ًتلتق
والعبادة العقٌدةًٌنته أنه التؤمل عند وٌتبٌن إال والمعاملة
مباشرة ؼٌر أو مباشرة بصورة المقصد هذا تحقٌق إلى
فٌها التعاٌش نظام وحفظ األرض عمارة :هو :بقوله
بما وقٌامهم فٌها المستخلفٌن بصالح صالحها واستمرار
ًوف العقل ًف صالح ومن واستقامة عدل من به كلفوا
" العمل(ٔ
)
القول وٌمكنمن للشرٌعة مقصد أهم إن :أخرى بعبارة
ودفع ،إلٌها المصالح وجلب ،األمة أمر انتظام هو التشرٌع
ضمنه تندرج ًالكل المقصد وهذا ،عنها والفساد الضر
نظام وحفظ الحرج ورفع التٌسٌر مقصد مثل من مقاصد
مندرجا حكمها ًف هو وما الناس بٌن المساواة وإقامة األمة
.الكلٌات ضمن(ٕ
)
التشابك من نحو على الٌوم االجتماعٌة الحٌاة أصبحت ولقد
األكبر المحدد هو المجتمع ؼدا بحٌث والتوسع؛ والتعقٌد
لمسافات والفبوي الفردي البعد وتقلص ،الحٌاة لمسارات
للمجتمع تشرع جاءت قد الشرٌعة كانت وإذا .. كبٌرة
على الحفاظ على وٌعمل ،أبعاده كل إلى ٌمتد تشرٌعا
سالبؤسباب اإلنسان ٌمد أن على وقدرته وحٌوٌته مته
ٌكون ما أشد ًف هو الٌوم المجتمع فإن ،والتعمٌر العطاء
من وتوسعها مهامه تعقد إلى بالنظر التشرٌع؛ هذا إلى حاجة
1
)ؿ ٟاٌفبع ػالي ٌألعزبر ِٚىبسِٙب اٌؾش٠ؼخ ِمبفذ45-46
2
)ؿ ػبؽٛس ٓث اٌطب٘ش ِؾّذ ٌٍؾ١خ اإلعالِ١خ اٌؾش٠ؼخ ِمبفذ404اٌطب٘ش ِؾّذ ٚدساعخ رؾم١ك ـ
ٌا. ّٞٚ١غب
18. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(292)
أخرى جهة من تهدده ًالت األخطار وتكاثر ،جهة(ٔ
)وكلما
بؽٌره وارتباطا وتمدنا واتساعا وعددا تنوعا المجتمع ازداد
حٌاته تنظٌم إلى الحاجة ازدادت األخرى المجتمعات من
اإلدارات من مزٌدا ًٌستدع وهذا ،بٌنها والتنسٌق وأنشطته
على قادرة متماسكة دولة تتكون أن ٌمكن وال .. والوظابؾ
ٌه فٌها تنشؤ أن دون ،والتقدم االستمرارمهمات ذات بات
الصلة ذات السلطات من جملة بها تمارس وصالحٌات
والسٌر الطرق .. العامة الحٌاتٌة المجتمع بشبون الحٌوٌة
وشبون والنظافة والتعلٌم والصحة االتصال ووسابل والنقل
السلع وسابر واالستهالكٌة الؽذابٌة المواد وتسٌٌر البٌبة
وال الطبٌعٌة الموارد استهالك وتنظٌمواإلحصاء والمٌاه سلع
.. كثٌر ذلك وؼٌر(ٕ
)زادت كلما أنه ذلك على ترتب وقد
سارت كلما لوظٌفٌته أداإه وتحسن العام الموظؾ كفاءة
ًالت المقاصد وتحققت ،منتظما سٌرا الحٌاتٌة الناس مصالح
من العكس وعلى ،العامة الوظٌفة إنشاء من الدولة تبتؽٌها
األد مستوى هبط فكلما ذلك؛سٌر اختل كلما ًالوظٌف اء
الدولة وعجزت ،الرعٌة مرافق وتعطلت العامة المصالح
أعظم اإلدارٌة هٌباتها تكون ًالت األخرى الدول منافسة عن
هو العام الموظؾ إن ـ بحق ـ قٌل حتى ،تنظٌما وأحسن أداء
ٌكن لم فإذا ،التنفٌذ موضع القانون إرادة تضع ًالت األداة
و كفاٌة ذا الموظؾٌحقق بما لألمور تصرٌؾ حسن
وتطبٌقه القانون بٌن عالقة ثمة ٌكون فال ،العامة المصلحة
ًالعمل(ٖ
)
1
)ؿ إٌغبس اٌّغ١ذ ػجذ دوزٛس عذ٠ذح ثأثؼبد اٌؾش٠ؼخ ِمبفذ53
2
)ؿ ِٓ ٓ٠اٌذ ؽّظ ِٞٙذ ِؾّذ اٌؾ١خ َاإلعال ٟف ٚاإلداسح ُاٌؾى َٔظب وزبة :٠شاعغ440-451.
3
)ؿ ِٝقطف اٌمبدس ػجذ ٍٟػ دوزٛس اٌؾذ٠ضخ ُٚإٌظ ِٟاإلعال َإٌظب ٟف اٌؼبِخ اٌٛظ١فخ :أظش149ـ
19. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(229)
الحدٌثة الدولة أن المعاصر بالواقع بصٌر على ِخاؾ وؼٌر
ًف الربٌسة بالمهام القٌام مجرد على مقتصرا دورها ٌعد لم
القٌا ٌمكن الذي األمر المجتمع؛ ًف واالستقرار األمن كفالةم
قد الدور هذا إن بل ،الموظفٌن من قلٌل عدد طرٌق عن به
الدولة من بذلك لتتحول أخرى؛ مجاالت لٌشمل امتد
ذلك على ترتب وما ،والرفاهٌة التنمٌة دولة إلى الحارسة
واالجتماعٌة االقتصادٌة المجاالت ًف التدخل حتمٌة من
المجتمع تطوٌر بهدؾ الحٌاة؛ مجاالت من وؼٌرها
والنهوضأعداد زادت فقد وبالتالً؛ ،آماله وتحقٌق به
ذلك عن ونتج ،الدور بهذا القابمٌن العمومٌٌن الموظفٌن
العمومٌٌن الموظفٌن طابفة ألن العامة؛ الوظٌفة شؤن تعاظم
الدولة أن إذ الدولة؛ تكوٌن ًف الربٌسٌة المجموعة صارت
ٌعملون الذٌن األشخاص مجموعة سوى حقٌقتها ًف لٌست
باسمهاوما مسبولٌات من به تضطلع ما كل ًف ولحسابها
أنشطة من تباشره(ٔ
)
ومناألداء تحسٌن وجوب بها ٌتؤٌد ًالت الفقهٌة القواعد:
واجب فهو به إال الواجب ٌتم ال ما " قاعدة( "ٕ
)
اإلدارٌٌن نصب : فٌه نحن لما تشهد ًالت تطبٌقاتها ومن
األموال بإدارة ٌقومون الذٌن والمحاسبٌنشإونها ومتابعة
تتم لم إذا واجبا ٌكون وقد .والمصلحة الحاجة بحسب ٌكون
الواجب ٌتم ال ما فإن ،به إال وصرفه المال قبض مصلحة
واجب فهو به إال(ٖ
)
1
)ٞاٌغؼذ عؼ١ذ ٓث ٌُعب ٓث ع١ف دوزٛس ـ ِمبسٔخ دساعخ ـ ٟٔاٌؼّب ْٛٔاٌمب ٟف َاٌؼب ٌٍّٛظف ٟاٌزأد٠ج َإٌظب
ؿ ـ ِمبسٔخ دساعخ1ؿ اٌؼطبس فإاد دوزٛس اٌّؾٍ١خ اإلداسح َٔظب ٟف دسٚط ،9
2
)ٌٍمٛاػذ صا٠ذ ِؼٍّخ :ٚرطج١مبرٙب ٚأدٌزٙب اٌمبػذح ٖ٘ز ٓػ َاٌىال ً١رفق ٟف أظشط ٚاألفٌٛ١خ اٌفمٙ١خ24
ؿ429.
3
)ط ر١ّ١خ ٓالث ٜاٌىجش ٜٚاٌفزب :أظش4ؿ244-245.
20. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(229)
تحسٌن بفرضٌة الحكم إلٌها ٌستند ًالت العقلٌة الحجج وأما
أمر للمقاصد الوسابل تبعٌة أن :منها ،فكثٌرة ًالوظٌف األداء
ٌقررأن للوسابل كان لو إذ ،السلٌم المنطق وٌفرضه العقل ه
واألوصاؾ األحكام من لها ٌثبت وأن ،مقاصدها عن تتخلؾ
وقوع إلى ذلك ىّدأل ،إلٌه ًتفض لما ٌثبت ما عكس
ما وهذا ،الشرٌعة ًف واالضطراب واالختالل التعارض
،للمقصود تابعة المقصود "فوسٌلة :بقوله القٌم ابن وضحه
وكالهماًوه ،الؽاٌات قصد مقصود لكنه ،مقصود
وله شٌبا تعالى الرب حرم فإذا ،الوسابل قصد مقصودة
تحقٌقا منها؛ وٌمنع ،ٌحرمها فإنه إلٌه ًتفض ووسابل طرق
الوسابل أباح ولو ،حماه ٌقرب أن ومنعا له وتثبٌتا لتحرٌمه
وإؼراء للتحرٌم نقضا ذلك لكان إلٌه المفضٌة والذرابع
،به للنفوسبل ،اإلباء كل ذلك ًٌؤب وعلمه تعالى وحكمته
أو جنده منع إذا أحدهم فإن ذلك؛ تؤبى الدنٌا ملوك سٌاسة
واألسباب الطرق لهم أباح ثم شًء من بٌته أهل أو رعٌته
رعٌته من ولحصل متناقضا لعد إلٌه الموصلة والذرابع
الداء حسم أرادوا إذا األطباء وكذلك ،مقصوده ضد وجنده
ص منعوافسد وإال ،إلٌه الموصلة والذرابع الطرق من احبه
الكاملة الشرٌعة بهذه الظن فما ،إصالحه ٌرومون ما علٌهم
! والكمال والمصلحة الحكمة درجات أعلى ًف ًه ًالت
ورسوله تعالى هللا أن علم ومواردها مصادرها تؤمل ومن
،عنها ونهى حرمها بؤن المحارم إلى المفضٌة الذرابع سد
والذر"الشًء إلى وطرٌقا وسٌلة كان ما ٌعة(ٔ
)
1
)ط ُ١اٌم ٓالث ٓ١ٌّاٌؼب سة ٓػ ٓ١اٌّٛلؼ َئػال :أظش3ؿ109.
21. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(229)
ًاأٌض ًالوظٌف األداء تحسٌن وجوب ٌإسس أن ٌمكن كما
لحٌاة العام النظام حفظ ألن ؛ ًالكفاب الواجب فكرة على
البعض به قام إذا ًكفاب واجب به اإلخالل وحرمة المجتمع
عن سقط المجتمع أعضاء من له المإهلٌن المكلفٌن من
لم وإن الباقٌنهو كما الجمٌع أثم الكفاٌة بمقدار أحد به ٌقم
وحفظ .. اإلسالمٌة الشرٌعة ًف الكفابٌة الواجبات ًف الشؤن
نحو على المجتمع شبون إدارة عن عبارة إال لٌس النظام
،اإلمكان بقدر مٌسرة والمعنوٌة المادٌة حاجاته ٌجعل
فٌما الفوضى خطر عنه وٌدفع الداخلٌة عالقاته وتنظٌم
ٌتعلالفقهاء درج وقد . تكوٌنه جوانب من الجانب بهذا ق
ًف العامة الحٌاة انتظام علٌه ٌتوقؾ ما كل ذكر على
عصره بحسب منهم كل محٌط مع ٌتناسب بما المجتمع
النظام حفظ ٌقتضٌها ًالت باألعمال القٌام بوجوب وصرحوا
ًف العامة الحٌاة شبون من ذاك أو الشؤن هذا ًف العام
.المجتمع(ٔ
)
ًالثان المبحث
ًالوظٌف األداء لتحسٌن الشرعٌة الضوابط
الشرٌعة وضعتها ًالت الضوابط بٌان المبحث هذا ًف نتناول
مقاصد ٌحقق متمٌز؛ ًوظٌف أداء إلى للوصول الؽراء
الحٌاة وتوفٌر ،الخلق وإسعاد الرب إرضاء ًف الشرٌعة
األصلح اختٌار :ًه الضوابط وهذه ،لهم الطٌبة،للوظٌفة
1
)ؿ ٓ٠اٌذ ؽّظ ِٞٙذ ِؾّذ اٌؾ١خ َاإلعال ٟف ٚاإلداسح ُاٌؾى َٔظب :أظش440-451ِٓ ٚأطاللب :لٍذ .
اٌجب ْفا ٘زاأثٛاة ِٓ ثبة غ١ش ٟف وض١شا رؼشمٛا اٌفمٙبء ْأ ٠غذ اٌّزا٘ت عّ١غ ٟف اٌفمٙ١خ اٌّٛعٛػبد ٟف ؽش
ٖ٘ز ثؾضذ لذ اٌغٍطبٔ١خ َاألؽىب ٌجؾش اٌّخققخ اٌّقٕفبد ٟف وزت ِّب وض١شا ْأ ٔغذ وّب ،األِٛس ٌٖٙز ٗاٌفم
األِٛس
22. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(229)
أدابه ومراقبة ،مستمرة بصفة وتدرٌبه ،تعٌٌنه قبل واختباره
القادة وتفعٌل ،والمعنوٌة المادٌة بالمحفزات وتحفٌزه ،لعلمه
األ وتوفٌر ،الشورى لمبدأًالوظٌف مان،للموظؾ
مستقل مطلب ًف الضوابط هذه من واحد لكل وسنعرض
:ًالتال النحو على
األول المطلب
األصلح اختٌارللوظٌفة
كل تشمل بل ،األعلى الحاكم على تقتصر ال العامة الوظٌفة
إلى اإلداري الهرم قمة من ًالحكوم الجهاز ًف عمل
على بناء إلٌها ٌتقدم أن شخص أي حق من فلٌس قاعدته؛
وجود أو ،الناس من عبٌد أو بزٌد صلته أو ،ًالقبل انتمابه
الج ناحٌة من القرار صاحب وبٌن بٌنه عالقةالقرابة أو وار
على بناء العامة الوظٌفة شؽل ٌتم وإنما ،المصلحة أو
،المطلوبتٌن والكفاءة للجدارة تحرٌا موضوعٌة؛ معاٌٌر
. اإلسالم علٌهما ٌإكد ًالت لألمانة وأداء
ٌتؤسس ًالت األساسٌة الركٌزة تعتبر للعمل والصالحٌة
النظا ًف العامة الوظابؾ لشؽل االختٌار نظام علٌهام
رفع النظام هذا أهداؾ بٌن من ألن وذلك ،ًاإلسالم
ال وهذا ،والعباد البالد الرخاء لٌعم واإلدارة؛ الحكم مستوى
على الحرص طرٌق عن ،العامة الوظٌفة بكفاٌة إال ٌتؤتى
والتقوى؛ واألمانة والخبرة الكفاٌة ذوي اجتذاب(ٔ
)
الحكومٌة الوظابؾ تولٌة أن اإلسالم شٌخ َّنٌب وقدٌتطلب
ًف ٌكن لم وإن ،فاألصلح األصلح اختٌار الحاكم من
1
)ؿ ٌٍّٞبٚسد اٌٛصاسح ٓ١ٔلٛا :أظش24ٟف َاٌؼب اٌّٛظف مّبٔبد ،ِٟاإلعال ٗاٌفم ٟف ٚاٌؼضي ٓ١١اٌزؼ
ؿ اٌغضاس ً١ئعّبػ دوزٛس َاٌؼب ْٛٔاٌمب َثأؽىب ِمبسٔب236ـ
23. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(229)
استعمال علٌه وجب الوظٌفة لتلك صالح هو من الموجود
.بحسبه منصب كل ًف فاألمثل األمثل(ٔ
)
كل على ًٌول أن األمر ًول على ٌجب أنه على والدلٌل
قول :العمل لذلك ٌجده من أصلح المسلمٌن أعمال من عمل
ٌعل هللا صلى ًالنبٌَِنمِلُْسمْال ِءاَرَمُأ ْنِم ىَّل َوَت ْنَم َو " وسلم ه
ىَل ْوَأ َُوه ْنَم ْمٌِِهف َّنَأ ُمَلْعٌَ َُوه َو ، ًُالجَر ْمِْهٌَلَع َلَمْعَتْاسَف ا؛ًبٌَْش
َهللا َانَخ ْدَقَف ،ِهِلُوسَر ِةَّنُس َو ِهللا ِباَتِكِب ُهْنِم ُمَلْعَأ َو ،َِكلَذِب
ُمْال ٌَِعمَج َو ُهَلُوسَر َوٌَِننِم ْإ،(..ٕ
)
العامة الوظابؾ ًٌول من وسلم علٌه هللا صلى وصؾ وإنما
ولرسوله هلل بالخٌانة الكفاٌات ذوي من الصالحٌن لؽٌر
،أمانة الوظٌفة ألن المإمنٌن؛ ولجمٌع وسلم علٌه هللا صلى
الكفاٌة فٌهم توافرت ممن األمناء بؤٌدي تسلم وأن والبد
ٌجوز فال ثم ومن ،والتجربةمحاباة الوظابؾ تمنح أن
،بالدولة اإلداري الجهاز فساد إلى ذلك أدى وإال ،وأثرة
لصٌانتها إال الوظٌفة قامت ما ًالت العباد حقوق وضٌاع(ٖ
)
،الطلب ًف سبق أو ،الوالٌة طلب لكونه الرجل ٌقدم ال كما
ِهللا َو اَّنِإ " الحدٌث ًف جاء فقد للمنع؛ ًاسبب ذلك ٌكون قد بل
ُن َالِهٌَْلَع َصَرَح اًدَحَأ َال َو ،ُهَلَؤَس اًدَحَأ ِلَمَعْال اَذَه ىَلَع ًِّل َو"»
(ٗ
)
1
)ط ر١ّ١خ ٓالث ٜٚاٌفزب ِغّٛع :أظش24ؿ254.
2
)ط اٌىج١ش ُاٌّؼغ ٟف ٟٔاٌطجشا ٗأخشع ؽذ٠ش ِٓ عضء11ؿ114ُثشل11216ٓػ د٠ٕبس ٓث ٚػّش ؽذ٠ش
ٚأ ٌّٛدح سعال ًّاعزؼ ِٓ ٕٗػ هللا ٝسم اٌخطبة ٓث ػّش لبي وض١ش ٓالث اٌفبسٚق ِغٕذ ٟٚف .. ػجبط ٓاث
ِٕاٌّإ أِ١ش ِغٕذ ٓ١ِٕٚاٌّإ ٌٗٛٚسع هللا ْخب فمذ ٌزٌه اال ٍّٗ٠غزؼ ال ٌمشاثخاٌخطبة ٓث ػّش ؽفـ ٟأث ٓ١
ط ٍُاٌؼ أثٛاة ٍٝػ ٌٗٚألٛا ٕٗػ هللا ٟسم2ؿ534. اإلِبسح وزبة
3
)ؿ ٟاٌمشؽ ؽش٠ف ثبلش ٌألعزبر َاإلعال ٟف ٚاإلداسح ُاٌؾى َٔظب :أظش299ـ
4
ِٝٛع ٟأث ٓػ اٌٍفع ثٙزا ٍُِغ ٗأخشع اٌؾذ٠ش )ٚاٌؾش اإلِبسح هٍت ٓػ ٌٟٕٙا ثبة ـ اإلِبسح وزبة ـػٍ١ٙب ؿ
ط3ؿ1456ُثشل1433ئؽجبع رغزٙذف ػبِخ خذِخ أٔٙب فىشح ٍٝػ َٛرم ٌٍٛظ١فخ َاإلعال ٔظشح ْأ ٝٚ٠شاػ .
،ػٍ١ٙب ٓ١اٌؾش٠ق سغجخ ٝرٍج ال ٌٚزٌه؛ ،ثٙب ٌٍُمبئ رىٍ١ف رٌه ٍٝػ ثٕبء ٟ٘ٚ ،ٚاٌّؼٕٛ٠خ اٌّبد٠خ اٌؼجبد ؽبعبد
ِٗؼ ْٛ٠ى ٚال ئٌ١ٙب ًَِوُٚ اٌٛال٠خ عأي ِٓ ْأ ٚاٌؾىّخٌٕٗفغ ٠طٍت ئّٔب اٌٛال٠خ ٠طٍت ّٓف ، أػجبئٙب ٍٝػ ئػبٔخ
ُؽى رؾذ ًّ٠ؼ ٗٔأل ػٛٔب؛ إٌبط ِٓ ٚال هللا ِٓ ٠غذ فال ،اٌغٍطخ ٌؾٙٛح رٌه ٟف ِغزغ١جب إٌبط؛ ٍٝػ عٍطبٔب
24. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(229)
العامة الوظٌفة ًلتول الصالحٌة معاٌٌر
واضحة معاٌٌر على اإلسالم ًف العامة الوظٌفة ترتكز
على أكدت ًالت المطهرة والسنة الكرٌم القرآن ًف جاءت
ا الوظٌفة ٌشؽل من كل ًف توافرها وجوبباعتبارها لعامة؛
،القوة :ًوه ،أربعة المعاٌٌر وهذه ،الرعٌة مصلحة مناط
منها واحد كل معنى إلى وسنشٌر ،والعلم ،والحفظ ،واألمانة
: ًٌل فٌما مختصرة بصورة
القوة إلى الكرٌم القرآن ًف اإلشارة وردت وقد ،القوة :ًالأو
ا لسان على الكرٌم القرآن حكاه فٌما خٌر من فٌها ومابنة
القوي استؤجرت من خٌر إن " تعالى قوله ًف مدٌن صاحب
" األمٌن(ٔ
)
أن منه طلب لما ذر ًألب وسلم علٌه هللا صلى قوله ًوف
... أمانة وإنها ضعٌؾ إنك ! ذر أبا ٌا :ٌولٌه(ٕ
)والقوة
،ومعنوٌة مادٌة :ناحٌتٌن تتضمنتردد دونما القدرة ًوتعن
كانت سواء ،المطروحة للمشكلة المناسب القرار اتخاذ على
ًف فالقوة بحسبها؛ وظٌفة كل ًف والقوة ،مدنٌة أم عسكرٌة
بالحروب والخبرة القلب شجاعة إلى ترجع الحرب إمارة
أنواع على القدرة وإلى ،خدعة الحرب فإن فٌها؛ والمخادعة
وض وطعن ًرم من ،القتالبٌن الحكم ًف والقوة .. رب
٠ؾمك ثّب ًّ٠ؼ ٗٔأل ػٕٗ؛ إٌبط ٚال ًٚع ػض هللا ٝ٠شم ٍٓف ،٘ىزا ْوب ِٓٚ ،ٗٔفغ ِٓ ٗ١ٍػ ِزغٍطخ ؽٙٛح
ا ِٗقٍؾزؿ اٌغضاس ً١ئعّبػ دوزٛس ٚاٌؼضي ٓ١١اٌزؼ ٟف َاٌؼب اٌّٛظف مّبٔبد :..ٚأظش ٌخبفخ242
1
)ُسل ا٢٠خ ِٓ عضء اٌمقـ عٛسح26
2
)َِ ٍََٝػ ِِٖذَ١ِث َةَشَنَف :َيبَل ٟ؟ٍُِِّْٕؼَزْغَر َالَأ ،ِهللا َيُٛعَس بَ٠ :ُذٍُْل :َيبَل ،ٍّسَر ِٟثَأ َْٓػ ٍُِغ ٗأخشع اٌؾذ٠شُص ،ِٟجِىْٕاُ
:َيبَل«َزَخَأ َِْٓ االِئ ،ٌخََِاذََٔٚ ٌْٞضِخ ِخَِبَ١ِمٌْا َََْٛ٠ بَٙأِئَٚ ،ُخَٔبََِأ بَٙأِئَٚ ، ٌ١فِؼَم َهأِئ ،ٍّسَر بَثَأ بَ٠ِْٗ١ٍََػ ِٞزاٌا ٜادَأَٚ ،بَِّٙمَؾِث َب٘
بَٙ١ِف»ط ٍُِغ فؾ١ؼ :أظش3ؿ1454ُثشل1425ٚلب ،مشٚسح ثغ١ش اإلِبسح وشا٘خ ثبةِؾّذ اٌؾ١خ ي
َاٌم١ب ٓػ مؼف ٗ١ف ْوب ٌّٓ ع١ّب ال اٌٛال٠بد اعزٕبة ٟف ُ١ػظ ًأف اٌؾذ٠ش ٘زا :اٌزؾم١ك ٟف ٟاٌجبل ػجذ فإاد
هللا ٗ٠ف١خض ف١ٙب ٠ؼذي ٌُٚ أ٘ال ْوب ٚأ ٌٙب أ٘ال ٓ٠ى ٌُ ِٓ ؽك ٟف ٛٙف ٚإٌذاِخ ٞاٌخض ٚأِب اٌٛال٠خ رٍه ثٛظبئف
ِ ٍٝػ َٚ٠ٕذ ٗٚ٠فنؾ اٌم١بِخ َٛ٠ ٌٝرؼبٗث رظب٘شد ُ١ػظ ًفن ٍٗف ف١ٙب ٚػذي ٌٍٛال٠خ أ٘ال ْوب ِٓ ٚأِب فشه ب
. اٌقؾ١ؾخ األؽبد٠ش
25. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(229)
،والسنة الكتاب علٌه دل الذي بالعدل العلم إلى ترجع الناس
األحكام تنفٌذ على القدرة وإلى(ٔ
)
لدٌه ٌكون أن العام الموظؾ ًف ٌشترط أنه ًالبده ومن
هذه ومتطلبات بؤعباء القٌام من تمكنه ًالت البدنٌة القوة
ببدنه ٌكون أال هذا وٌستلزم ،الوظٌفةتمنعه إصابة أو علة
الوظٌفة بمتطلبات القٌام من(ٕ
)
وساحة الصدق وبوابة الثقة مفتاح ًوه ... األمانة :ثانٌا
على بما القٌام ًتقتض العام معناها ًف ًوه ،الطمؤنٌنة
ومجتمعه ونفسه بربه خاصة واجبات من المسلم اإلنسان
أو صفاءها ٌخدش ال وإخالص وموضوعٌة صدق بكل
طهره ٌلوثلها خابنا وٌصبح ،جوانحه بٌن من فتنسل ا؛
ًتعن هنا الخاص بالمعنى واألمانة ،مدحورا مذموما
ونزاهة دقة بكل الوظٌفٌة الواجبات أداء على الحرص
تكررت فقد الصفة هذه ألهمٌة ًاونظر .. والتزام وحٌاد
والذٌن " تعالى قوله مثل ًف الكرٌم القرآن ًف إلٌها اإلشارة
ألماناتهم هم" راعون وعهدهم(ٖ
)إن " :وجل عز وقوله
" أهلها إلى األمانات تإدوا أن ٌؤمركم هللا(ٗ
)
األمانة فقدان أن وسلم علٌه هللا صلى ًالنب بٌن وقد
ًفف القٌامة؛ ٌوم دنو عالمات من عالمة وهو ،ضٌاعها
اَمَنٌَْب :َلاَق َةَْرٌَُره ًِبَأ ْنَع البخاري أخرجه الذي الحدٌث
ِبَّنالُهَءاَج ،َم ْوَقال ُثِّدَُحٌ ٍِسل ْجَم ًِف َمَّلَس َو ِهٌَْلَع ُهللا ىَّلَص ًُّ
1
)ؿ ر١ّ١خ ٓالث اٌؾشػ١خ اٌغ١بعخ :أظش15ٚ16
2
)دوزٛس ـ َاٌؼب ْٛٔاٌمب َثأؽىب ِمبسٔب ِٟاإلعال ٗاٌفم ٟف ٚاٌؼضي ٓ١١اٌزؼ ٟف َاٌؼب اٌّٛظف مّبٔبد :أظش
اٌغضا اٌؾّ١ذ ػجذ ً١ئعّبػؿ س223ؿ ٟف رؼشك ٚلذ224اٌؾٛاط عالِخ اؽزشاه ٟف اٌفمٙبء خالف ٌْج١ب
َاٌؼب اٌّٛظف ٟف
3
ُسل ا٢٠خ )4.ِْٕٛاٌّإ عٛسح ِٓ
4
)ُسل ا٢٠خ ِٓ عضء54إٌغبء عٛسح ِٓ
26. واإلقتصادي ًالقانون الفكر مجلة–عشر ًالثان العدد–الرابعة السنة-2014(227)
ُهللا ىَّلَص ِ َّهللا ُلُوسَر ىَضَمَف ؟ُةََّاعسال ىَتَم :َلاَقَف ًٌِّابَرْعَأ
اَم َه ِرَكَف َلاَق اَم َِعمَس :ِم ْوَقال ُضْعَب َلاَقَف ،ُثِّدَُحٌ َمَّلَس َو ِهٌَْلَع
َب َلاَق َو .َلاَق:َلاَق ُهَثٌِدَح ىَضَق اَذِإ ىَّتَح ، ْعَمْسٌَ ْمَل ْلَب :ْمُهُضْع
«َْنٌَأ-ُهاَرُأ-ِةََّاعسال ِنَع ُلِبَّاسال»َلُوسَر اٌَ اَنَأ اَه :َلاَق
:َلاَق ،ِ َّهللا«َةََّاعسال ِر ِظَتْناَف ُةَناَمَاأل ِتَِّعٌُض اَذِإَف»َْؾٌَك :َلاَق ،
:َلاَق ا؟َهُتَاعَضِإ«اَذِإِر ِظَتْناَف ِ؛هِلْهَأ ِْرٌَؼ ىَلِإ ُرْمَاأل َِّدس ُو
َةََّاعسال»(ٔ
)
مطالب سلطان صاحب كل أن على الداللة قوي حدٌث وهو
وأن ،عاتقه على الملقاة األمانة ًف وجل عز هللا ًٌتق بؤن
ًف ٌرؼب لمن واألمثل واألفضل األكفؤ اختٌار إلى ٌعمد
عالق له مإقت أو دابم بعمل تكلٌفهًالت العامة بالمصلحة ة
ورعاٌتها بها االهتمام الموظؾ على ٌجب(ٕ
)
فإن ،قلٌل الناس ًف واألمانة القوة اجتماع ألن ًاونظر
الحاكم وجد فإذا ،بحسبها األصلح هو والٌة كل ًف الواجب
أنفعهما قدم قوة أعظم واآلخر ،أمانة أعظم أحدهما رجلٌن؛
ٌف فٌها؛ ضررا وأقلهما الوالٌة لتلكإمارة ًف مثال قدم
على فجور فٌه كان وإن ،الشجاع القوي الرجل الحروب
اإلمام سبل كما ،أمانة ذا كان وإن العاجز الضعٌؾ الرجل
قوي أحدهما الؽزوة ًف أمٌرٌن ٌكونان الرجلٌن عن أحمد
أما :فقال ٌؽزى؟ أٌهما مع ،ضعٌؾ صالح واآلخر فاجر
عل وفجوره للمسلمٌن فقوته القوي الفاجروأما ،نفسه ى
فٌؽزى للمسلمٌن؛ وضعفه لنفسه فصالحه الضعٌؾ الصالح
1
)ط ٞاٌجخبس فؾ١ؼ :أظش1ؿ21ُثشل59،ِِٗض٠ِذَؽ ِٟف ًٌِغَزْؾُِ ََُٛ٘ٚ بًٍِّْػ ًَِئُع َِْٓ ُبةَثاُُص َ٠شِذَاٌؾ اَُرَأَف
.ًَِئباغٌا َبةَعَأ
2
)ٟف ٍٗ٠ؾغ ٞاٌز ٌٍّٗؼ َاٌؼب اٌّٛظف رفشؽ ثؾشٚهٙب ٚاٌٛفبء األِبٔخ عبٔت ٠ؼضص ِّب ْأ ٌٝئ ٕ٘ب اإلؽبسح رغذس
ٗثّقٍؾز ِٗا٘زّب ٌٝئ رٌه ٞ٠إد ال ٝؽز ثٗ؛ خبؿ ٞرغبس آخش ًّػ ٞأ ٠ّبسط ْأ ٠غٛص ال ئر اٌؾىِٟٛ؛ اٌغٙبص
ٚ ،اٌخبفخ.اٌؼبِخ اٌّقٍؾخ ؽغبة ٍٝػ ٞفطش ؽٟء ٛ٘