أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
بدعة المريميين وعقيدة التثليث
1. بدعة المريميين وعقيدة
التثليث
مريميين بدعة من البدع المسيحية التي نشأت في القرون األولى للمسيحية , آمن بها مجموعة من المصريين الذين كانوا
يؤمنون بتثليث ثالثة آلهة وكل إله كان يتكون من ثالثة أقانيم . المجموعة األولى كانت مكونة من اآللهة ( : أوزيرس
وأيزيس وحورس , )أما المجموعة الثانية فكانت آلهتها : ( أمنون وكونس وموت) . أما المجموعة الثالثة فلها : (خنوم
وسانيت وعنقت) . لكن في كل مجموعة من هذه المجاميع ال تكون إلها ً واحدا ً بل ثالثة آلهة , وهذه اآللهة منفصلة من
بعضها البعض لكن المؤمنين بهذه العقيدة كانوا يؤمنون بالثالثة في آن واحد.
ٍ
كان أصل المؤمنين بالعقيدة المريمية مؤمنين بالمجموعة األولى حيث كانوا يعتقدون بأن إله أوزيرس هو الرجل الذي
تزوج من األمرأة أيزيس فأنجبوا األبن حورس . كان كل إله من هذه اآللهة هو إله خاص بقسم من أقسام مصر , فلكي
يوحد قدماء المصريين هذه األقسام ويكوً نوا منها مقاطعة واحدة موحدة كانوا يقرنون آلهة كل ثالثة أقسام معا ً فيكونوا منها
مجموعة واحدة فجعلوا فوق كل هذه المجاميع التسعة التاسوع المصري العظيم برئاسة (رع) . الثالوث كان موجوداً في
مختلف بقاع العالم . ففي الهند مثالً هناك ثالث هيئات أو أقانيم كانوا يطلقون عليها : (براهما وفشنو وسيقا ) , فاألول هو
اآلب وهو المسؤول عن الخلق , والثاني األبن هو المسؤول عن الحماية والحفظ أما الثالث فهو المهلك .كذلك في الهند
هناك فريق آخر يعتقد بأن بوذا ذو ثالث أقانيم حيث أنه األلف والواو والميم أي األول والوسط واألخير وكما نقصد في
المسيحية بالمسيح . أما في بالد ما بين النهرين فكان في بابل يعتقدون بثالوث مكون من ( :آب وأم وأبن) . اآلب هو
نمرود مؤسس مملكتهم الذي تزوج من سميرة أميس فأصبح إلها ً ( الثالوث هنا مكون من األم واألبن المولود منها والذي
هو في الوقت ذاته زوجها) ألن األم في أعتقادهم هي األصل.
أما عند الفرس فهم لوحدهم ال يؤمنون بالتثليث بل بإلهين رئيسيين هما ( : أورمازدا) وهواله الخير و (اهرمان) وهو اله
الشر , معتقدين بأن األول سيبقى الى األبد والثاني سيزول نهائيا ً من الوجود هذا هو معتقد الديانة الزرادشتية كما يشبه هذا
المعتقد بالعقيدة اليزيدية في العراق بإله الخير وكذلك بالملك طاووس أي اله الشر ( األبليس. )
المريميين كذلك كانوا يؤمنون بأوزيرس وايزيس وحورس . عندما جاءت المسيحية التي تؤمن بالثالوث فشبهوا تثليثهم
بتثليثها فأخذوا أفكاراً منها وأعتقدوا بها بما يوافق مبادىء معتقدهم فكونوا منها عقيدة جديدة , ال وبل تثليث جديد تم
ً
صياغته كبدعة جديدة فدخلوا العذراء في الثالوث لكي تصبح من ضمن ألهة ألههم الثالثي . فاعتقدوا بأن اآلب تزوج منها
فأنجب األبن . هؤالء الدخالء الى المسيحية نادوا في القرن الخامس بأن مريم هي الهة عوضا ً عن كوكب الزهرة التي هي
ملكة السماء , فكانوا يعبدونها ولهذا أطلقوا على أنفسهم ب : ( المريميين ) أو ( الكوليريديانيين) نسبة الى الفطير الذي
كانوا يقدمونه الى العذراء . لجئوا الى الجزيرة العربية لعدم أستطاعتهم العيش مع المسيحية فهناك وجدوا األرض الخصبة
لمعتقدهم الجديد حيث كان الجهل والتخلف يسود تلك المنطقة كما وجدوا هناك الحرية لكل المعتقدات.
لمجرد ظهور البدعة المريمية أعتبرت الكنيسة أبناء تلك الطائفة بالزنادقة فأرسلت اليهم القديس أوريجيناوس لكي يحرم
بدعتهم وأعتقادهم , كما قاومت الكنيسة بدعتهم بمختلف الوسائل فتم عزلهم عن الكنيسة.
قيل في كتاب : ( الملل واألهواء والنحل ج1 ص48 )أنهم كانوا يدعون ب ( البربرانية) ولعله أشار بهذا الى جهلهم
وانحطاتهم من الناحية الدينية والعقلية. كما كتب في القرآن عنهم : "سورة المائدة 111 ( : "واذا قال هللا يا عيسى ابن
مريم أأنت قلت للناس أتخذوني وأمي الهين من دون هللا ؟ ) و في " سورة المائدة 73 " : ( لقد كفر الذين قالوا ان هللا ثالث
ثالثة) من هنا يتضح لنا أن القرآن ال يهاجم تثليث المسيحية بل بدعة المريميين الذين أتخذوا مريم والمسيح الهين من دون
هللا . أو أتخاذ الثالث , ثالثة آلهة . أذن القرآن ال ينتقد بنوة المسيح والهوته بل بدعة أتخاذ هللا زوجة له وأنجاب الولد منها
2. لذا قال القرآن : ( بديع السموات واألرض أني يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) " األنعام 101" . رأينا بما ذكره القرآن
في هذه اآليات هو : ال يوجد مسيحيا ً واحداً اليوم ومن مختلف الطوائف يؤمن بهذا األعتقاد , بل يعتبره أهانه وكفر في
حق هللا القدير وبالعذراء مريم . الوثنيون الذين كانوا يعيشون في مصر وبالد العرب وغيرها كانوا يعتقدون بأن آلهتهم
تتزوج وتنجب أوالداً ومن تلك المجاميع تكونت البدعة المريمية . قال رب المجد يسوع المسيح : ( في السماء ال
يتزوجون وال يزوجون بل يبقون كالمالئكة. )
هاجم األسالم بكتابه تلك البدعة وأزالها بسيفه في القرن السابع والى األبد .يتهم األسالم المسيحيون بأنهم قد حرّ فوا
األنجيل لعدم وجود تلك اآليات المدونة في القرآن في أنجيلهم اليوم ,علما ً بأنها لم تكن موجودة يوما ً في األنجيل المقدس .
أذاً عليهم التميز بين أنجيل المسيحية وكتاب بدعة المريميين لكي يلتمِسوا الحقيقة . لكن لألسف لم يكتفي األسالم في
الجزيرة بمهاجمة تلك الفئة الظالة , بل هاجم كل المعتقدات وحتى السماوية منها وحسب صحيح مسلم " 7618" (
ألخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى ال أدع اال مسلما ً ) . ولحد هذا اليوم تفتقر جزيرة العرب الى الحرية
والتآلف والتسامح والتقارب بين األديان.
أخيراً نقول بدعة المريمين لم يكن لها وجود في كنيسة المسيح , وال البدع األخرى التي ظهرت وأختفت , وال التي تظهر
في هذه األيام يكتب لها النجاح ألنها ليست من هللا والرب ساهر على دينه وكتابه وقادر على حفظه من أيدي األشرار
وأبواب الجحيم ال تنال من كنيسته المقدسة . وأللهنا كل المجد.
بقلم
وردا اسحاق عيسى
وندزر- كندا
جريدة اصدقاء االلكنيسه االنجيليه باالبراهيميه
االسكندريه
12790788777//http://www.facebook.com/groups