COMMENT AND FOLLOW FOR MORE COURS : MATHS , PHILOSOPHIE , PHYSIQUE , PROGRAMMATION PASCAL , BASE DE DONNEES ..
RESUMER DE COURS JOIGNABLE .. 2000-2017 DE BAC INFORMATIQUE 'INFO' .
الكونية و الخصوصية ''
1 ـ في دلالة الخصوصيّة: الخصوصيّة بما هي هويّة:
2 ـ في مخاطر النظرة الآحاديّة الخصوصيّة:
3 ـ في علاقة الخصوصيّة بالكونيّة:
4 ـ في مخاطر ادّعاء الكونيّ الكونيّة:
1. مسألة الخصوصيّة و الكونيّة
۞ الخصوصية والكونية
ّ
ّ
۞ تعني الخصوصية التفرد و التميز وهي جملة الصفات و الخصائص المادية و المعنوية التي تخص مجموعة بشرية
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
لتكون عنوان اختالفها و تمي ها عن بقية الخصوصيات.
ّز
ّ
ّ
۞
شعب علمية
ّ
األستاذ: سامي المّولي
ل
ع القيم و المبادئ كالعدالة و حقوق
۞ تعني الكونية ما هو مشترك إنساني وهو مطلب فلسفي و إنساني، يحيل على مجمو
ّ
ّ
ُ َّ
اإلنسان و الحرية. لذلك عد الكوني الفضاء أو األفق المشترك الذي يحمل الصفات أو الخصائص المشتركة التي تُوحد
ّ
ّ
ّ
البشر غم ّع و اختالف خصوصياتهم.
ر تنو
ّ
1 ـ في داللة الخصوصية: الخصوصية بما هي هوية:
ّ
ّ
ّ
الهويــة: ال يعنينا هذا البحث في الداللة األنطولوجية للهوية أو العودة للتحديد المنطقي األرسطي لمبدأ الهوية، فهاجس
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
تفكيرنا ال ينخرط في البحث عن اإلنية، بل بالبحث عن الهوية بما هي المي ة الثابتة في المجموعة و التي تحيل على
ز
ّ
ّ
ي و بالتالي فالذي يعنينا هو الهوية التي تتضمن كل ما هو مشترك بين أف اد المجتمع مثل
ر
االنتماء الثقافي أو الحضار
ّ
ّ
ّ
القواعد و القيم.
تتحدد الهوية الثقافية من خالل االنتماء إلى ت اث ثقافي و االلت امات و الوعي بهذا االنتماء و االنخ اط. وهو ما كان شارل
ر
ز
ر
ّ
ّ
ّ
تايلور قد بينه من خالل القول أن الهوية تتحدد من خالل جملة االلت امات كااللت ام الروحي األخالقي أو االنتماء إلى أمة
ز
ز
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
أو إلى ت اث، وهو ما يحول السؤال "من أنا ؟" إلى السؤال "من نحن ؟ " لننخرط في مساءلة أنتروبولوجية ترتكز على
ر
ّ
ُ ّ
البحث عما هو مشترك داخل مجتمع واحد. فالسؤال "من أنا ؟" بما هو ليس السؤال عن هوية مدنية أو شخصية بل هو
ّ
ّ
ّ
ّ
السؤال عن األنا في المجموعة و عن قدرتها على ترجمة انتمائها و الت اماتها، و الذي ال يكون إ ّ إذا ما وعت الذات
ال
ز
بالموقع الذي تحتّه و الذي يمكنِها من القد ة على إصدار األحكام و تبني موقف وفق محددات الهوية التي ينتمي إليها.
ر
ل
ُ ّ
ّ
ُ ّ
ّ
يقول تايلور: "أن أعرف من أكون يعني أن أعرف الموقع الذي أحتل " هذا الموقع هو ما يمكن اإلنسان من تحديد عالقاته
َُ ّ
ّ
و تقييم سلوكاته و تقرير المصالح و المباح ..الحالل و الح ام. و أن تفقد الذات القد ة على التموقع فإن ذلك يعني عدم
ر
ر
ّ
ي. وهو ما عبر عنه تايلور بأزمة الهوية وهي " تجربة
إمكانها الحكم و بالتالي فقدانها ليقينها األخالقي و الروحي و الحضار
ّ
ّ
مؤلمة و عبة "فأزمة الهوية هي حالة من الضياع وعدم معرفة الذات لذاتها و غياب موقف واضح من األحداث و
مر
ّ
المواقف بل و من العالم.
2 ـ في مخاطر النظ ة اآلحادية الخصوصية:
ر
ّ
ّ
تقوم النظ ة األحادية للخصوصية على تصور يقول بـ" المركزية الثقافية "وهو تصور يقول بالتفاضل بين الحضا ات و
ر
ر
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ى، وهو تصور يغالي في اعتبار
ها مركز و نموذجا و معيار للحكم عن مدى تحضر الشعوب األخر
ا
ا
بتفوق ثقافة ما و اعتبار
ّ
ّ
ّ
الخصوصية التي ينتمي إليها صاحب التصور "مثال أعلى" لذلك هي تُحيل عة عنصرية.
لنز
ّ
ّ
ّ
تماما فإن النظ ة األحادية للخصوصية تقوم على التعصب الذي يؤدي إلى رفض المختلف و احتقار هويته و مقوماتها.
ر
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ها مصدر اليقين و الرقي و التقدم. فالتعصب يحيل على الوثوقية
فالتعصب هو انغالق على مقومات الخصوصية و اعتبار
ّ
ّ
ّ
ّ ُ
ّ
dogmatismeوهو مفهوم مشتق من dogmeأي المعتقد وهو الفك ة أو ال أي الذي ال يقبل فيه صاحبه الم اجعة أو إعادة
ر
ر
ر
ّ
النظر. و يقوم التعصب على التسّط و انعدام التسامح و رفض االختالف مما ي ّع للعنف و لعل ما يذك ه فولتيير عن
ر
ّ ُشر
ل
ّ
ّ
ليلة القديس بارتيليمي خير دليل عن التعصب الذي ّع لقتل الباريسيين لمواطنيهم لمجرد اختالفهم عن مذهبهم الديني.
يشر
ّ
ّ
فاالنغالق على الخصوصية هو تشريع للعنف وتهديد للكوني اإلنساني مثل التعصب الديني أو التعصب العرقي
ّ
ّ
ّ
ى أو اعتبار اليهود أنهم شعب هللا المحتار) ويمكن التمييز بين
ي أرقى من األجناس األخر
(اعتبار هتلر الجنس اآلر
ّ
2. التعصب الديني والتعصب العرقي والتعصب الثقافي، ولكن يبقى التعصب منبع كل أشكال العنف والن اعات العنصرية
ز
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
والميل لرفض اآلخر ورفض الحوار واالنغالق والتقوقع ورفض االختالف والتشريع للهيمنة على اآلخرين.
3 ـ في عالقة الخصوصية بالكونية:
ّ
ّ
إن ح مسألة عالقة الخصوصية بالكونية يمكن تناولها من اويتين مختلفتين تتحدد األولى في القول بالخصوصية التي ال
ز
ّ طر
ّ
ّ
ّ
ّ ُ
تتعارض مع تأسيس كوني إنساني وهي أطروحة تفترض التسليم بالتسامح بين الخصوصيات و القول" بحكمة العيش معا "
ّ
ّ
ّ
كما بين ذلك كانط وفي التشريع لحق الضيافة أو لما كان كلود لفي ستروس قد أسس له في " تقريظه لالختالف "و ّع
التنو
ّ
ّ
ّ
ي حيث اعتبر االختالف ظاه ة مالزمة للبشرية بل هي تعبر عن اإلبداع و عن التكامل" هذه الفروقات ولودة
ر
الحضار
ّ
ّ
مبدعة في الحقيقة" تماما فإن االختالف ال ينفي وجود قواسم مشتركة بين الناس شأن العقل الذي يمتلك نفس الطاقات غم
ر
ّ
اختالف الخصوصيات وهو نفس الموقف الذي قد بينه مالب انش قد بينه من خالل مفهوم العقل الكوني و ذلك العتبار وحدة
ر
ّ
ّ
ّ
الحقائق العقلية واألخالقية مثل حاصل اثنين ضارب اثنين يساوي أربعة أو أن نفضل الصديق عن الكلب... تقريظ
ُ ّ
ّ
ّ
ُ
االختالف هو في ذات الوقت نبذ للنظ ة األحادية للخصوصية و للتعصب و الدعاء امتالك مقومات ثقافية و حضارية
ر
ّ
ّ
ّ
ّ
أرقى و أفضل من بقية الهويات و بالتالي ال مجال العتبار الحضا ات المغاي ة همجية و متوحشة. فالثقافات ال تعمل على
ر
ر
ّ
ّ
ّ
ّ
تحقيق التماثل بل كل نموذج يعمل على كشف خصائصه. تماما فإن كلود لفي ستروس يؤكد على ضرو ة قبول االنفتاح
ر
ّ
ّ
ّ
ى دون التفريط في مقومات الهوية بل و بضرو ة اعتبار كل واحدة أنها تتميز بقدر من التفوق وهو
ر
على الحضا ات األخر
ر
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
ما يمنحها القد ة تحقيق قدر أوفر من اإلبداع و من تحقيق التميز عن بقية الحضا ات. يقول كلود ليفي سروس: "ال بد
ر
ر
ّ
ّ
ّ
للثقافة و أبنائها من التمسك بيقين أصالتهم و بتفوقهم على اآلخرين." فتحقيق الكوني اإلنساني يفترض قدر من التسامح
ا
ّ
ّ
ّ
كما بين ذلك تودوروف و اعت افا بالمغاي ة الحضارية و الثقافية و تأصيل الحوار و التواصل مما يؤسس عة إنسانية
ّ لنز
ر
ر
ّ
ّ
ّ
كونية تُرسخ تعايشا سلميا بين الناس و الخصوصيات وفق تصور كوسموبوليتيكي يجعل العقل هو الذي يحكم اإلنسانية
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
وهو ذات الموقف الذي كان فولتير قد بينه حين قدم الفلسفة كبديل عن التعصب.
ّ
ّ
ّ
تماما فإن مو ان قد أكد على ضرو ة المحافظة على ّع بما أن تالقح األفكار و القيم يؤسس للكوني اإلنساني المنشود
التنو
ر
ّ ر
ّ
ّ
ّ
ّ
غم واقع تع ّل لقاء اإلنسان باإلنسان اليوم، فالحوار و االنفتاح بين الهويات هو السبيل لإلبداع الذي يضمن حركية
ط
ر
ّ
ّ
الثقافات و يبقيها حية على حد عبا ة مو ان
ّ ر ر
ّ
ُ
4 ـ في مخاطر ادعاء الكوني الكونية:
ّ
ّ
ّ
في حين تتحدد الثانية كخصوصية مهددة لتأسيس كوني، سواء كانت في النظ ة اآلحادية للخصوصية القائمة على التعصب
ر
ّ
ّ
ّ
ّ
ّ
و المفاضلة بين الهويات أو في ادعاء امتالك مقومات الكوني اإلنساني أو في اكتساح العولمة لمجاالت الكوني اإلنساني.
ّ
ّ
ّ
وهو ما يجعل الكوني يتحول إلى كوني هيمني وهو ما نلمس صداه في تحذير بودريار من خطو ة الخلط بين الكوني
ر
ّ
اإلنساني و العالمي أو العولمي و العولمة و بالتالي بيان خطو ة العولمة التي ال تهدد الخصوصيات فقط بل إنها تهدد
ر
ّ
ّ
ّ
الكوني: "إن الكوني يهلك بالعولمي" فبودريار ينبه للتصاعد المطرد للعولمة مقابل ت اجع الكوني، فإذا كانت العولمة تحيل
ر
ّ
ّ
ّ
على ما يتّصل باالقتصادي و بكل ما هو ثو ة تكنولوجية و اتّصالية و تكرس ال جنسية أس المال و انفتاح األسواق أمام
ّ ر
ر
ّ
ّ
ّ
كل البضائع... و إذا تعّق الكوني بالقيم اإلنسانية كالحرية و الديمق اطية و حقوق اإلنسان، و ما كانت فلسفات
ر
ل
ّ
ّ
ّ
األنوار تن ّر له.. فإن الفروق واضحة بل هي فروق مدم ة للقيمي اإلنساني و تؤسس لقيم بديلة تقوم على الب اغماتية و
ر
ّ ر
ظ
ّ
ّ
النجاعة و الفاعلية وهو ما يؤدي إلى موت القيم و تدمير التنويعات الثقافية عالوة على كون هذا الموت قد يكون ناتجا عن
ّ
ها في ثقافتها وهو ما يحيلنا ثانية على المركزية
ى و العمل على إدماجها و صهر
اكتساح الحضا ة الغربية للحضا ات األخر
ر
ر
ّ
ُ
الثقافية وهو موت طبيعي يتجسد في السعي لتحقيق التماثل يبن الثقافات و اندثار الخصوصيات: عالوة عن موت ثان وهو
ّ
ّ
ها و تمي ها.
ّز
موت عنيف يتجسد في موت الثقافة الغربية التي تعتقد في فائض هوية تُعممها على الغير فتقضي على حضور
ّ
ّ ّ
3. فالكونية كما بين ذلك كلود لفي ستروس ال تنتقض الخصوصيات أو ّع في حين أن العولمة تُدمر و تقضي على
التنو
ّ
ّ
ّ
ّ
الخصوصيات كما بين ذلك بودريار.
ّ
ّ
لعل الفرق بين الكونية و العولمة يكمن في كون األولى هي ما يجمع الكث ة أو هي تعميم للقيم في حين تُعمم العولمة قيم
ر
ّ
ّ
تُدمر قيم الكوني بل هي تقوم بترويج قيم بديلة هي في الحقيقة تزييف للقيم الحقيقية و إلتيقا الوجود و لعل ما نلمسه اهنا
ر
ّ
ّ
في الع اق أو أفغانستان ما يبين كيف تحولت الحرية إلى استعمار و هيمنة و استبداد و تحولت حقوق اإلنسان إلى انتهاك
ر
ّ
ُّ
ّ
ّ
لإلنسان ذاته أو في تحول الديمق اطية إلى وصفات غربية تكرس حاالت االغت اب و االستبداد.
ر
ر
ّ
ّ
عالوة على ما كان هنجتون قد كشف عنه في مماهاته و مماثلته بين الحضا ة العالمية و الحضا ة األروبية.. و ما كان قد
ر
ر
ى وهو شعار مموه يماثل
أرجعه لما يسميه لعب جل األبيض الذي تجّى في الت امه بنشر قيم الحداثة على الشعوب األخر
ز
ل
الر
ُ ِّ
ُ ّ
الزيف الذي تقوم عليه العولمة، فما يقدمه جل األبيض هو ترويج لهوية تحمل فائضا أو هي تعتقد في احتوائها للكوني
ُ ّ الر
ّ
هم للغرب بل هم "عبيد جل األبيض"
الر
اإلنساني لذلك اعتبر البعض المتعصبين للحضا ة العالمية مجرد مهاجرين بأفكار
ر
ّ
ّ
لكن هذه العبودية تجسدت في تعصب ألفكار اآلخر و لخصوصيته وهو ما يكشف عن أزمة هوية
ّ
ّ