More Related Content
Similar to ما سبب الشر (20)
More from Sadek KHEDDACHE
More from Sadek KHEDDACHE (20)
ما سبب الشر
- 1. الشر؟ سبب ما
العالم؟ إلى دخل وكيف
ِّاإلنساني ِّالشر في لُّتأم :تمهيد
منمن العالم؟ في فأكثر أكثر يوم َّكل تقوى التي سلطته ُّالشر يستمد أين،التعصب من أم الجشع
الفيلسوف يؤكد ما على ،فينا ٌّحي هو ،خارجنا أنه نعتقد الذي ،العدو هذا الجبن؟ من أم هرالك من
.سبونفيل كونت يهرأند المعاصر نسيرالف
.البؤسو الظلمو العنف اءرج من العالم في المتفشي األلم َةرفك ،العصور ِّمر على ،اإلنسان اعتاد
أن اعتقد ولطالما،باللوم يلقي كأن أخالقية؛ منها أكثر اجتماعية مشاكل به تتسبب األلم مصدر
تَّفحل .)(فرويد العنف يولد الذي الكبت على أو ،)(ماركس الظلم مسألة في أسماليةرال على ،ًالمث
العيش إلى الداعية النيتشوية عةالنزو بالشيوعية ينرالعش القرن وطبعت ،األخالق مكان السياسة
التفو."الشرو الخير اءرو "ما كير
يكتشف ،ينركبي وموت ابربخ تسببت التي اإليديولوجيةو السياسية المثاليات سقوط بعد ،اليوم
يلتصق بل ،معينة يخيةرتا ادثوح على أو األوهام على يقتصر الو ،موجود الشر أن اًمجدد اإلنسان
الحاصل االلتباس أن إلى سبونفيل هِّينب .اإلنسانية بجوهراألخالقو السياسة بين العالم في اليوم
.تاحرم بضمير التعصب إلى ويؤدي وخطير كبير
اعوأن ثالثة بين زِّيمي اليبنتس األلماني الفيلسوف كان .سهولة في دَّحدُت ال الشر ماهية عن اإلجابة
:الشرور من
1.الكمال؛ عدم في يكمن ،يقيزميتافي
2.األلم؛ في يكمن ،يقيزفي
- 2. 3..الخطيئة في يكمن ،أخالقي
هللا مخالفة في األخالقي َّالشر التقليدي الفكر يحصر .دامية ِّوص ا ًغموض األكثر هو األخالقي الشرو
البحت اإلنسانية بةرالتج لهِّليحم الديني هرإطا من األخالقي َّالشر جِّخرُفي المعاصر الفكر أما .هراموأو
بح المساسو اآلخر أذى نية في هرويحص.ذاته تحقيق من ومنعه احتهر أو امتهرك أو يتهر
.اديرإ غير الالوعيو ،يئةرب انيةوالحي ةزيرالغ لكن الالوعي؟ من ائز؟رالغ من الشر؟ يأتي أين من
"الشر أجل من "الشر مبدأ وهل اعي؟والو اديراإل ِّالشر فعل في ،إذن ،المعنوي الشر ينحصر هل
ال السادي حتى اإلنسان؟ لدى موجودأما .إيجابية يجدها التي اللذة سبيل في بل ،الشر بغية يؤذي
أجل من كانت إنما ،اعتقاده بحسب ،ةريرش تكن فلم هربمجاز القيام إلى هتلر دفعت التي األسباب
،"هابيين"إر يسمونهم الذين على األمر وينطبق .الخاصة وسلطته ياآلر العرق قُّوتفو ألمانيا عظمة
ُوي لونُقتَي هم فيما.األسمى الخير باسم لونَقت
اللذة ،المال ،السلطة ،ةرالثو ،الوطن ،هللا–فَّتطر ذااو الخاص؛ منطقه اإلنسان لهاِّحمُي قضايا كلها
األنانية عباءة تديري ،بحت إنساني األخالقي الشر .األذى بهم ألحقو ينراآلخ مع اصطدم فيها
الجبن أو هرالك ،التعصبو الجشع أو ،الضاللو–وكأدنى مستوى إلى باإلنسان تنحدر عناصر لها
التجردو التسامحو النبلو الرؤية صفاء في هي ِّالشر بةرلمحا المثلى يقةرالطو .انوالحي من بكثير
وخاصة ،كانط إيمانويل األلماني الفيلسوف بحسب ،"شر ِّكل أساس "األنانية .الحبو الشجاعةو
.التعصب أو هرالك في األنانية تغرق عندمامن أفضل َّالشر لنحارب اتناوذ ضد المعركة نخوض أن
ينراآلخ ضد نخوضها أن–.النفس عن اًدفاع كانت إذا إال
في ونحيا خطأة نكون عندما اتناوذ إلنقاذ القوة نجد "أين :اآلتي الؤالس أغسطينوس القديس حطر
ال اإلنسان حرية أن يعتقد أغسطينوس كان "للشر؟ بكامله هونمر داخلي عالمألنه إنقاذه تستطيع
لو كما "ابحث :ًالقائ الخالص إلى اإلنسان ودعا ،األصلية الخطيئة منذ هللا عن ًّاطبيعي منفصل
الدةو خالل من اإلنسان باهتداء رَّفبش بولس القديس أما ".البحث اصلو وجدت ذااو ،ستجد أنك
ا سيرتكم عن اوتقلع أن أي ..." :ًالقائ الذات في ل ُّوتحو جديدةالذي القديم اإلنسان اوفتخلع ألولى
[أفسس "... الجديد اإلنسان اوفتلبس الروحي أذهانكم دُّبتجد اودَّتتجد أنو ،الخادعة اتوالشه تفسده
4:22-4الجوهرية البوذا تجربة حتى .]–اليقظة وهي–حيث ،الداخلية الدةوال في تكمن
ًّتدريجي أو فجائي نحو على إما ،الجهل غاللة تتمزقتلك تسمح .متتالية اقاترإش اسطةوب ا
وفخاخها األنا أوهام يِّبتخط ،ارولون فريدريك الفرنسي الكاتب أير في ،الداخلية الداتوال
.المحن تكن مهما ،العالمو اآلخرينو اتناوذ مع العميقة بالمصالحة
- 3. قاطب العالم أنحاء في ،ًّاوعملي ًّايومي ،نفسه حيطر الذي الملح الؤالس ويبقىجنون اجهون كيف :ة
التأمل يكفي هل اإلنسانية؟و األخالقو الحق باسم ""العدو اآلخر ضد ةرالمتفجو ةرالمتكر الحروب
التعصب؟و الحقدو الجهل جحافل اجهةولم ادراألف صعيد على التنويرو الصالةو
ًّوديني ًّاإيديولوجي المتعصب العالمو ،ناحية من ،األخالق وعلم الفلسفةو الالهوت بينًّاوسياسي ا
بالحكمة إال ردمها إلى سبيل ال ةركبي ٌهوة ،ثانية ناحية من ،الذاتي هرتدمي نحو السائرو ًّاوسلطوي
.فينا القابع الوحش وترويض اآلخر وقبول
***
الشر؟ سبب ما
العالم؟ إلى دخل وكيف
الشر مفهوم حول فلسفية ةرنظ
أسمحأو عموضو عن اإلجابة إلى أسعى أناو لنفسييبحث الذي اإلنساني العقل تشغل مقولة
هذا في .الروح نطاق إلى الحرف نطاق من ينقله نحو على عالموضو هذا أعالج أن ،خالص عن
:التالية المستويات على عالموضو تأمل إلى أهدف ،المنظور
1..مطلقة حقيقة هااعتبارو َّتهبحرفي األخذ على نشأنا الذي األول المستوى
2.عالموضو حلطر َالمجال اعيوال للعقل يتيح الذي الثاني المستوى–الشرو الخير عموضو
–.السلبو اإليجاب بوجود نعترف حيث ،اإلنسانية الطبيعة وفي المادية الطبيعة في
3.الخيرو الذاتي الخير :مظهريه في الشرو الخير مفهوم فيه أعالج الذي الثالث المستوى
.المطلق
4.ال.بالخير عالقته في الوعيو الحرية مفهوم فيه أعالج الذي ابعرال مستوى
- 4. 5.،الطبيعية ارثوبالك الممثلة ،الطبيعية الصعوبات فيه أعالج الذي الخامس المستوى
الطبيعة على اإلنسان سيادة ومفهوم ،ةرشري ندعوها التي الفيضاناتو الزلزالو اكينركالب
.المخلوقاتو الكائنات وعلى
***
األول المستوى
اءووح آدم سقوط في الماثلة ،اإلنساني الوجود بمأساوية االعتقاد على ،طفولتنا منذ ،نشأنا
هةِّالموجو عقولنا على المهيمنة العقيدة هي اإلنسانية المأساة هذه أضحتو .الخطيئة افهماراقتو
وسيطر ،اريتهاراستمو ،بالخطيئة االعتقاد على نشأنا ،هكذا .لسلوكنافي اًكائن أصبح الذي الشر ة
.الشر افرالقت اًتسويغ الجسد منه يتخذ ""ناموس نحو على ،جسده في ،اإلنسان كيان
وخالص المسيح بمجيء الشرو الخطيئةو السقوط بنهاية االعتقاد على نشأنا أننا من غمالر وعلى
ب ،وروحه اإلنسان قلب في هللا نحته الذي "اإليمان "ناموس بقوة البشريةالخالص بقوة ئهِّيهي ما
عن نتحدث لنازما ،ذلك مع ،لكننا ،هلل أبناءو اًاررأح يجعلنا نحو على الشرو الخطيئة عبودية من
اعتناق إلى أرشدناو ،الخطيئة نتجاوز كيف مناَّعل المسيح أن وننسى ،الخطيئةو الشر وجود
الروحية ةربالقد تزودنا التي المبادئو التعاليم–ا الروح حلوللقدس–،صميمنا في الفاعلة
بفاعلية االعتقاد على نشأنا أننا من غمالر وعلى .الخطيئةو ِّالشر على لالنتصار المهيأةو
القديم لإلنسان نهاية تضع التي القدس الروح معمودية–الخطيئة إنسان–كائنات اَّمن وتبدع
لنازما لكننا ،هللا وهو ،مبدعها ةرصو على مخلوقة جديدة روحيةعن نتساءل ونحن نضطرب
هذا كان إن جديد من لنتساءل ،اإلنسان في الشر وجود قضية ونناقش ،الخطيئةو الشر طغيان
.مكتسب أنه أم اإلنسان طبيعة في اًقائم الشر
التعاسةو البؤسو العوزو للفقر ونتألم ،الحروب في الدماء سفك ونعاين ىنر إذ ،تساؤلنا ويتعاظم
البش منها تعاني التي.ةرالمسيط التعصب اعوأنو اهيةروللك ،السائدين الظلمو للطغيان ونكتئب ،رية
،نفوسنا في خ َّوترس ،الطفولة منذ يناهَّتبن معتقد إلى هاَّكل الشرور أو المساوئ هذه نعيد ،ذلك ومع
كان األول اإلنسان أن عمنز ونحن–الزوما–عبء نحمل أنناو الشر وجود عن َالمسؤول
!خطيئته
فيعالخضوو الحرف هاوية في السقوط بخطيئة االعتقاد عن الناتج ،بالذنب األليم اإلحساس هذا
سقوط أن نسينا ،الجديد العهد في عليها حصلنا التي الروح َّةدينامي غفالاو الحرف لميكانيكية
- 5. َّالسر هذا يفهم أن يحاول من أجد لم ،يولعمر .المالئكة سقوط تال ،الحرفي بمفهومه ،اإلنسانأو
القصةو الشريعة نصوص بحسب ،األول اإلنسان على نلقيه الذي اللوم حدة من ليخفف اللغز
.اتيةرالتو
نتاج ،الخطيئة أو للخطأ افهراقت أو ،اإلنسان سقوط كان إذا :أقول أن يمكنني السياق هذا في
الم الطبيعة تلقائية مع وتماسه ،الثنائية عالم في أي ،األرضي العالم في وجودهلنا َّبد فال ،ادية
المالئكة سقوط سبب عن نتساءل أن–الطبيعة انينولق ةزومتجاو ،األجساد من مجردة احوأر وهم
.المادية
السعي أو المعرفة محبة أنها على ،اءووح آدم إلى المنسوبة الخطيئة أن ندرك ،المنظور هذا في
محبة ألن وذلك ،خطيئة رَعتبُت ال ،ةرالشج ِّسر معرفة إلىإلى تؤدي ،المسيح تعليم وفق ،المعرفة
الجهل من رناِّحرُت المعرفة فمحبة ،اًذإ ".يحرركم الحقو الحق "تعرفون :المسيح قال لقد .الحرية
الخطيئة نهاية إلى تشير التي الحريةو الحقيقة نطاق المعرفة هذه بنا تبلغ ،وبالتالي الخطيئة؛و
،المعرفة على بولس يشدد ،وبالمثل .الشرواإليمان وحدانية إلى جميعنا ننتهي أن "إلى :يقول إذ
إذ المعرفة على المسيح ويؤكد ".المسيح ملء قامة قياس إلى كامل إنسان إلى هللا ابن ومعرفة
أن لكم "أعطي :يقولاوفرتع".اتوالسم ملكوت اررأس
أسمحاًإله يكون بل ،محبة إله يكون ال بالمعرفة آلدم يسمح ال الذي اإلله إن :أقول أن لنفسي
اًعبد يبقى لكي المعرفةو النعمة ملكوت مستوى إلى االرتقاء من اإلنسان يمنع ،اًّمستبد طاغية
الخطيئة إلى اًحافز الجهل يصبح ،السياق هذا وفي .الخطيئةو الجهل بقيود ًالمكب–أ أعنيون
بولس ودعا ،هللا ملكوت اررأس معرفة إلى دعا قد المسيح كان فإن .الجهل في تكمن الخطيئة
آدم سقوط إلى ْتَّأد التي الخطيئة أن نفهم أن لنا َّبد فال ،هللا ابن معرفة إلى–هي كانت إذا
المعرفة محبة–وظ قاس إله نظر في خطيئة هي بل ،ومحبته هللا حكمة في ""خطيئة تكن لم،الم
.الحقيقي اإلله الرب غير
حيث ،المادي العالم إلى الروح هبوط يعني السقوط إن :قلنا السقوط حقيقة نفهم أن شئنا فإذا
عليه فإنما بالمعرفة يقضي ،الثنائية عالم في يحيا وهو ،اإلنسان اجبو كان ذااو .الثنائية تسود
ا في القائمة للثنائية هراختباو تجربته في يخطئ ال أن،"المعرفة ةر"شج ثهِّتحد ،لذا .المادي لوجود
أي ،"المعرفة "عدم من وتنقذه ،الخطأ من تنجيه التي المعرفة أحادية عن ،جسده هي التي
.الشر أي ،الخطيئة إلى يؤدي الذي ،الجهل
- 6. التي بالمعرفة حلتهر اإلنسان فيه استهل الذي البدئي الوجود أطروحة في القائم الرمز نفهم هكذا
تنقالتيهو الضالل من ذه–مبادئ يعتمد ،اختبار أو تجربة بأية قيامه أثناء في ،اإلنسان ألن وهذا
أن هو لسبب ،الخطأ إطار في يبقى أال عليه يجب لذا .تصيب أو تخطئ أن تحتمل التي العقل
الذي ،الحكيم أو مِّالعال أن نعلم ،المثال سبيل وعلى .ابوالص إلى به تؤدي المعمقة المعرفة
أي ،ابوالص إلى طريقه في كان بل ،اًمخطئ يكن لم عديدة اترم ،اعيوال بعقله ،تجربة اختبر
الحقيقة إلى الطريق يتلمس كان–الخطيئةو الخطأ من تنقذه المعرفة وهذه .يعرف ٍوعندئذ
.الشر يقترف الو ،بوعي تجربة َّكل يختبر إذ ،الخطيئة أو الخطأ يقترف فال ،الجهلو
ال سقوط أما:التالي التأويلي التفسير في توضيحه إلى أسعى فإني ،مالئكة
أ.،الكثافة إلى اللطافة من ،المادة إلى الروح من الهابط التطور إلى المالئكة سقوط يشير
الشاملةو يةِّالكل الوحدة عالم من ،المكانو الزمان عالم إلى الالمكانو الالزمان عالم من
التو الثنائية عالم إلى.عالتنوو عددية
ب.وهذا .المادي العالمو اإلنسانو هللا بين الوسطاء أنهم يعني فهذا اًاروأن المالئكة كان إذا
.اإلنسانو األلوهة بين الوجود اتبرم أو ،المستويات يمثلون أنهم يعني
الوضوح سبيل وفي .الوجود إلى المادي العالم ينبثق األدنى َّالحد اتبرالم هذه تبلغ ذاوالمثل أقدم
:التالي
مضاءة شمعة أمامنا–كامن الكامل ضياءها أن يعني وهذا .جةدر مائة الكاملة إضاءتها نعتبر
،ثمانين ثم ،جةدر تسعين فيكون ،هرمصد عن ابتعد كلما يتضاءل ضياءها لكن .الشعلة في
وفي .جاتدر عشر يبلغ حتى ...ثم ،فسبعينأي ،اًثنائي الضوء يكون اإلضاءة من المستوى هذا
ةراألخي العشر جاتالدر مستوى في يتمثل المادي العالم أن ندرك ،المثال هذا في .اًونور اًظالم
.النور أو الضوء كمال من المنبثقة
الخو ،المادةو الروحو ،الظلمةو النور عالم أي ،الثنائية عالم عالمنا يكون ،األساس هذا وعلىير
أو ،الوسطاء المالئكة ويكون .إلخ ،ةرارالحو البرودةو ،األلمو السعادةو ،الجهلو المعرفةو ،الشرو
النور إلى الكامل النورو ،المادة عالم إلى الروح هبوط إلى تشير التي ،ارواألن–نحو على ،الظلمة
َّحد بين المصالحة إلى اإلنسان يدعو بما ،اًثنائي المادي العالم فيه يكونبين التوفيقو الثنائية ي
بالثنائية العودةو التوفيقو المصالحة هذه تتحقق الو .الحقيقية البدئية الوحدة إلى لتعود اترالظاه
الجهلو ،الخير لصالح ُّالشر لَختزُي المصالحة هذه وفي .المحبةو الوعيو بالمعرفة إال الوحدة إلى
- 7. لصا األلمو ،النور لصالح الظلمةو ،المعرفة لصالحاإلنسان يحقق ٍوعندئذ .إلخ ،الغبطة لح
.وجوده حقيقة "و"يحب "و"يعي ""يعرف أصبح ألنه "هةَّالمؤل "الحياة هي التي "العليا "األنسنة
الثاني المستوى
""هبوط في تتمثل حقيقة إلى تقدم ما يشير–سقوط في وليس–هابط تطور هوinvolutionمن
هذا عن رِّنعب أن ويمكننا .المادي الوجود عالم هو ،السلبو اإليجاب عالم إلى الكامل اإليجاب
يمكننا وكذلك .المادية الكثافة إلى الروحية اللطافة من المتحول بالتسلسل ،ًّارمزي ،الهابط التطور
ع الروح ابراغتو هللا عن االبتعاد إنه :فنقول الهوتي بأسلوب عنه رِّنعب أن.اإللهي هامصدر ن
لكن ،إلخ البرودةو الظالمو الكثافةو الجهلو الشر وذكرنا ،السلب وجود عن تحدثنا اَّكن ناو ،نحن
أو محض وجود أو صرف كوجود ِّالشر وجود عدم إلى تشير المتعمقة العرفانيةو الروحية اسةرالد
ا ًمناقض السلب رَعتبُي ال ،المنظور هذا وفي .الكون جوهر في حقيقيهرظاه في إال لإليجاب–
إنها :موجودة غير ،حقيقتها في ،المادة أن إلى يشير المادة حقيقة فهم في التعمق ألن وهذا
القصوى النهايات أن ،يالذر دون ما المستوى إلى اوتعمق الذين ،العلماء هنبر وقد .كثيف إشعاع
اويتصف لم ،ذلك ومع .المادة وجود عدم إلى تشير الصغائر لعالميعترفون تجعلهم التي بالشجاعة
.الروح بوجود
وفي .احدةو حقيقة قطبي اإليجابو السلب رَعتبُي ،األرض كوكب مستوى على :نقول أن يمكننا
.هروجوه األرضي الوجود حقيقة في الكامن اإليجاب يعي أن اإلنسان على يجب ،المستوى هذا
اًنفي السلب يكون لن ،الحقيقة هذه اإلنسان يعي ذاولإليجاب–في حيادي السلب ألن وهذا
.اًّشر ،هرجوه في ،رَعتبُي شيء من فما .كمونه
هو الخير؛ معرفة عدم هو الشر :أجبنا الشر؟ هو ما :المنظور هذا نعالج ونحن تساءلنا ما ذااو
هو الجهل :نقول وبالمثل .الخير تحقيق عدم أي ،الخير حقيقة وعي عدم عن الناتج للخير نفي
تحق عدم.النور تحقيق عدم هي الظلمةو ،المحبة تحقيق عدم هي اهيةرالك أو العنفو ،المعرفة يق
البشرية االنفعاالت عبر الوجود إلى الشر ندعوه ما ينبثق ،التحقيق عدم أو ،النفي هذا وفي
هذا محتوى تفريغ الشر كان ،ًامتالء الخير كان فإذا .الوعي انعدام إلى تشير التي السيئة
االمتالاًذإ .امتالئها من المائة ْتَغُِّفرأ لقد :الصفر إلى تتناقص مائة جةدر أن يعني وهذا .ء
إبليس كان " ِّالكل في َّ"الكل أو ""الكمال أو ""الملء هو هللا كان فإذا .لالمتالء ""نقصان هو فالشر
الكمال أو للملء الكامل االنعدام أنه أعنيو الصفر؛ إلى ،الكل أو ،الملء نقصان هو.الكل أو
- 8. ،باإليجاب ""ممتلئ كوني كائن أنه يعلم وجوده لحقيقة اعيوال اإلنسان أن ندرك ،المنظور هذا في
.األبدية مع ُّدالتوح إلى يشده توق عبر ينشده كمال نحو على التحقيق يتطلب اإليجاب هذا أنو
التح عدم من العياني الوجود إلى ينبثق ""الشر أن اعيوال الكائن هذا ويدركهذه وفي .قيق
الكون في ا ًنقص ىير ال ،الحالة–.الوجود في نهَّضم الذي الكمال ويبدع يخلق هللا ألن هذا
لعظمة "يا :التالية ةرالعبا ويتمان وولت العظيم الشاعر مع اعيوال اإلنسان هذا يردد ٍوعندئذ
ا الحكمة ةرالعبا هذه إلى ويضيف "!الوجود في يءجز أصغر لعظمة يا !الوجودىأر "ال :لتالية
"شيء ِّأي وفي الكون في اًاحدو ا ًنقص–الدقائقو الجزيئاتو كالقسيمات ،الصغائر عالم ألن وهذا
؟ًالكام ًّاشمسي اًنظام ةرالذ أليست .كاملة الموع هي ،ةرالصغي
.اإلنسان لوجود القصوى بالغاية ًالوجه الخير معرفة وفي الوعي في ا ًنقص الشر يكون هكذا
ا ويكونٌّشر يوجد ال لذا .للشر اًسبب ،اطرسق ذكر كما ،وبالتالي ،الحقيقة معرفة في ا ًنقص لجهل
الجهل هو الذي ِّالشر إلى افرلالنح القابل السلب يوجد ،ذلك غير على ،بل ،الوجود طبيعة في
من حدين ضمن إال ىتر أن تستطيع ال عيوننا فألن الظالم عن نتحدث كنا ذااو .األشياء بحقيقة
اال لذا .النور رؤية على ةرالقد عدم فهي الظلمة أما .الكون يمأل النور أن يعني وهذا .اززالهت
هللا في إبليس يوجد الو ،النور في ظلمة توجد–ومحبة ،يِّكل وخير ،يِّكل حضور هللا ألن وهذا
للشر اًرمز نجعله الذي ،إبليس إن الحقو .وتشمله الوجود تمأل يةِّكل وحكمة ،يةِّكلمجرد هو ،
الشر َدِّجُو لذا .هللا هو الذي الكامل اإليجاب حقيقة بجهل إال الوجود إلى ينبثق ال الذي السلب
.ًّااقعيو اًوجود السلب من جعل الذي اإلنسان بوجود
الثالث المستوى
َّرالمعب ،البشرية األفعال أن نعلم ،التصرفو السلوك مستوى على الشرو الخير مفهوم حنطر إذ
عنها:مظهرين في ىَّتتجل ،المأساوي اقعوبال
1.الذاتي الخير
2.المطلق الخير
،"أناه "مركزية يعزز وهو اإلنسان يتوخاه الذي المؤقت الخير أو المصلحة إلى الذاتي الخير يشير
اآلني ""الهدف في الذاتي الخير ىير فهو ."روحه "مركزية هزتعز الذي المطلق الخير عن ىَّويتخل
او ،التكبرو ،االستغاللو ،الخداعو ،المصلحةو ،ةرالسيطو ،الربح في إليه يسعى الذي،لتملك
هذا تحقيق إلى ""األناني اإلنسان هذا ويسعى .إلخ ،المطلقة الحقيقة بامتالك االعتقادو ،التعصبو
- 9. المحب ،""األناني اإلنسان حياة تخلو وهكذا .تصرف أو سلوك ِّكل في عومالمز الذاتي الخير
م ،التقييم فوضى مستنقع في الغارقو ،اتوالشهو غباتالر اءرصح في التائهو لذاتهأو الغاية ن
الشر ينبثق الذاتي الخير هذا ومن .الساميةو النبيلة الغايات–السعي حصيلة هو الشر ألن وهذا
الصعيدو الفردي الصعيد على بالشر ينتهي الذي ،المؤقتو اآلني ،الذاتي الخير إلى المحموم
.االجتماعي
الحكيمو اعيوال اإلنسان ىتر ،ذلك غير على–المو المعرفة إنسانحبة–تحقيق إلى يسعى
"و"المعنى ""القيمة أن يفهم وكوني نسانياو طبيعي كائن أنه يدرك ذاو .وجوده من السامية الغاية
يسعى ،المعرفة هذه وفي .حياته في القصوى الغاية تحقيق إلى انريشي وجوده في المضمونين
"عق ليصبح عقله تنمية على تعتمد التي "الروحية "مركزيته تحقيق إلىمبادئ على ُّيطل "ًّافوقي ًال
الناموس مع وفاق في الجسد وظائف تفعل ٍوعندئذ .ويحتويها أناه مركزية على ويشتمل الروح
"الفوقي "العقل مستوى على للعمل اًجاهد يسعى وهكذا .اإلنسان كيان في هللا نحته الذي الروحي
جمعاء البشرية يخدم ،ًّاحبُوم اًاعيو اًكائن منه يجعل الذيهذا وفي .نفسه فيها يشاهد إذ ،
تحويل عدم إلى أي ،السلب نهاية إلى يشير الذي المطلق الخير مع هُلأفعا افقوتت ،المنظور
إلى ،لإليجاب معكوس وجود مجرد هو الذي ،السلب ِّفْرَح عدم إلى أي ،سلب إلى اإليجاب
.شر
هي التي االجتماعية الشر مظاهر تنتهي كيف نعلم ،السياق هذا فيلتطلعات حتمية حصائل
نطاق في ذاتها غير ىتر ال التي المؤقتة المركزية األنا أهدافوالمعيشةوتغفل ،الفردية
نطاقالحياةيخفيها التي الحقيقة معاينة في وتخفق ،السامية الروحو اعيوال العقل في القائمة
."األنانية "حجاب
ابعرال المستوى
لما خالصة المستوى هذا ُّدَعُي.تقدم
يسعى ٍوعندئذ .كيانه صلب في الكامنة السامية الغاية يدرك ،كوني كائن أنه اإلنسان يدرك عندما
قلبه في ،انفتاحه دون وتحول دهِّتقي التي اطاتراإلش جميع من تعتقه التي الحرية تحقيق إلى
ذاتها الحرية هو الوعي أن الحقو .الحياة شمولية على ،وعقله–تسمو التي الحريةمعرفة إلى به
تأملنا ما ذااو .المركزية األنا عبودية من صَّوتخل حريته ادتز اإلنسان
ُ
وعي ادز وكلما .الحق
ذاو .الحرية إلى تؤدي الحقيقة معرفة أن علمنا ،"يحرركم الحقو الحق "تعرفون :المسيح قول
- 10. وضيق ،الجهل عبودية من تحررني إنها :أجيب المعرفة؟ تحررني َّمم :أتساءل،يالفكر األفق
.الوعي حرية إلى لتنقلني ،إلخ ،اهيةرالكو ،التعصبو
الخطيئة من رناِّيحر اًوعي المعرفة كانت ،الشر أي ،الخطيئة افرالقت ًّارئيسي اًسبب الجهل كان إذا
ْتَدِّجُو لقد ".يفعلون ما ]يجهلون [أي يعرفون ال ألنهم لهم اغفر ،"أبتاه :المسيح يقل ألم .الشرو
عبوديااإليجاب أغفل الذي الجاهل اإلنسان َّبهاسب ،عديدة اًوقيود اطاترإش أصبحت ،ةركثي ت
معرفة عدم عن الناجمة الشرور هذه وسط وفي .اًشرور أو اًّشر صار الذي السلب إلى انحرفو
،اإليجاب نطاق في منها الخالص علينا ينبغي التي اطاتراإلش في غارقين أنفسنا نجد الحقيقة
م التحرروععزيتز ال الذي "الحقيقي "اإليمان عليهما َّدشيُي اللذين الوعيو المعرفة بفعل نها–
"عالم ألنه يخجل ال بأنه تيموثاوس لتلميذه حِّيصر ثم ،"هللا "عطية إنه بولس يقول الذي اإليمان
.معرفة عن آمن أنه أي ،"آمن بمن
الخامس المستوى
معرفة على قادرين كنا إن :أحدهم يقول قدجةدر حتى بالمحبة العملو ،ووعيها الحقيقة
في تقليصه أو الهزاخت أو الشر لغاءاو ،لناِّتكب التي العديدة اطاتراإلش من التحررو ،التضحية
الناتجة الشرور عن نقول فماذا ،اإليجاب مع ًالتعاد ثِّحدُي نحو على االجتماعيةو الفردية حياتنا
الفو الزلزالو اكينركالب ،الطبيعة عنالمادية الطبيعة ةرثو إلى تشير التي ،األعاصيرو يضانات
التدميرية؟ وقدرتها وطغيانها
تسوده الذي السلب عالم هو المادي العالم أن نعلم نحن :التالي النحو على أجيب أن يمكنني
.اإليجاب نطاق عن السلب خروج حال في انفجارو وعصيان تمرد إلى تنحرف التي النابذة القوة
جان ومنأسباب إلى ُّدَرُت طبيعية اًشرور ندعوها التي الطبيعية اترالظاه جميع أن أعتقد ،بي
وعلى .النظام يسودها انينوق وفق وتفعل تسير المادية الطبيعة أن الحقو .إنسانية أسبابو فيزيقية
بقوة مسلكه أو هرمدا من اإلفالت الشمسي النظام اكبوك من كوكب ُّكل يحاول ،المثال سبيل
المع االنسجامو النظام إلى أي ،اإليجاب إلى تعيده المركزية الجاذبية ولكن ،السلب أي ،نبذ
نحو على اإليجاب لتحقيق تفعل اعيةو "كونية "حركة توجد لذا .للكون يِّالكل النظام مع أو المركز
.اإليجاب في اًمضمون فيه السلب يكون
ك على اإلنسان وجود يشير ،ذكرت ما إلى وباإلضافة.الصعوبة عالم في يحيا أنه األرض وكب
أن يمكننا لذا .المعرفةو التفكير على العقلية ةربالقد هُّدِّمُي الصعوبة عالم في وجوده أن َّشك الو
ْإن ،التي القصوى المعرفة تقتضي صعوبات بالشر نتهمها التي الطبيعية ارثوالك ندعوه ما نعتبر
- 11. و أو وسيلة تصبح ،بها ُاإلنسان َدَّتزوفي القائم السلب تحويل على ةربالقد اإلنسان ُّدِّمُت سائل
اإلنسان ُّدِّمُت التي َالطرق الطبيعة في الصعوبات تكون الحالة هذه وفي .إيجاب إلى المادة
ٍوعندئذ .الشر على وليس ،الخير على الطبيعة مع التعاون على ،هابدور ،تساعده التي بالمعرفة
أح ومتى الطبيعة؛ اإلنسان يحبوتآلف ساعدها ومتى يساعدها؛ فإنه ،وروحه عقله بسيادة ،بها
في القائم اإليجاب ىَّويتجل ،المادة في السلب غليان يتوقف ،الوعيو التعاطفو بالمحبة معها
.الوعيو المعرفةو المحبة عظمة
أحيا ،يستتر الذي المطلق للخير تفعل "ةرو"شري ةرمدم قوة ْتَي ِّعُد التي اترالظاه إن الحقوعن ،اًن
غالبية أن ىتر أال .الوجود في الكامن الخير رِّنكُي يجعله الذي األمر ،وبصيرته اإلنسان بصر
أن من بولس الرسول به حدثنا ما ننسى ،السلب هذا وعلى السلب؟ إلى عتنز اإلنسانية األفكار
.هللا نحب كنا إن للخير اًمع تعمل األشياء َّكل
اإلنس دور ندرك ،المنظور هذا في،المجتمع صعيد على ،ذاته صعيد على السلب ةرإثا في ان
الفعل ِّورد الفعل قانون كان ذااو .اًشر يدعوها ةرثو إلى سلبها ل ِّيحو التي الطبيعة صعيد وعلى
استغالل ""شر اإلنسان يستغلها التي الطبيعة إن :نقول أن يمكننا العالقات جميع على ينطبق
اإل إن الحقو .بعنف عليه ُّترداكينرب نحو على العداء له ُّترد التي الطبيعة على يعتدي نسان
.وفيضانات الزلزو
ال فالسيادة .الكائناتو للمخلوقات ،للطبيعة اًسيد كونه فهم أساء اإلنسان إن :أقول أن يمكنني
القهرو الظلمو التسلطو الطغيان إلى تشير–السلب مظاهر وهي–العقل ""سيادة إلى تشير بل
العارفوسكينتها هدوئها استعادة على الطبيعة بمساعدة يقضي اجبهو أن يعلم الذي اعيوالو
النظامو الوعي نطاق في الفعال هابدور لتقوم ةربالقد إمدادها وعلى ،الكوني اإليجاب ضمن
.ومادي طبيعي هو ما مع نسانياو عقلي هو ما افقويت ٍعندئذ .العطاءو
إلى يسعى أن اإلنسان على يجب لذالكي ،إيجابها إلى المادة بسلب العودة أي ،الطبيعة "ةَنَحْوَ"ر
على اإلنسانية األطروحة عن نتحدث ،األساس هذا وعلى .""الشر ندعوه ما إلى هاُسلب ينحرف ال
إلى الطبيعةو المادي الوجود مستوى يرفع ،الروح حدود بلغ الذي ،اعيوال العقل إن :التالي النحو
حال وفي .الروح مستوى،الوجود إلى ""الشر ينبثق ،األطروحة هذه تحقيق في اإلنسان إخفاق
.الشر ندعوه الذي التحقيق عدم عن الوحيد المسؤول هو ويكون
*** *** ***