الدروس المستفادة من قوله تعالى لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ
1. الدروس المستفادة من قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِنَ الْغَ يِ ﴾
و الرد على المغرضيَّ
د .ربيع أحمد
1
2. بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بع ده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد :
فآيات كت ا الله – ع ول – مليئ بال دروس و الفوا د و الع ف لا يب بع ما ا العلم ا والحكم ا ، و لا يم م ن
تلاوتها الصالحيَّ و الأتقيا ، ولا تاقضي عجا ب ا م ما طال ال مان .
و كلما تدبرنا ك لام الله – سبحانه و تعالى - ك لما ازددنا علما و هداي و خبي .
و تجد آي واحدة في ا الكثير من الحكم و المعاني و العلم الاافع و الخ الصادق .
و لا يقع فِ كتا الله تااقض و لا اختلاف إنما الاختلاف فِ أنظار بعض الااس لاقص فِ العل م أو خل فِ الف م ، و
دعوى التااقض فِ بعض آيات كت ا الله دع وى باطل يغ فس ادها ع ن إفس ادها فكت ا الله لا ياتي ه الباط م ن ب يَّ
يديه ولا من خلفه قال الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ لا يَاْتِيهِ الْبَاطِ مِنْ بَ يَِّْ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَا ي مِنْ حَكِيمٍ حمَِيدٍ
2
) ﴾ ) سورة فصلت الآي 24
3. و لو كان القرآن م ن عا د ير الله لحص في ه أن وال م ن الاخ تلاف و ال اقص ق ال الله – س بحانه و تع الى - : ﴿ أَفَ لاَ
. ) يَ تَدَبن رُونَ الْقُرْآنَ وَ لَوْ كَانَ مِنْ عِادِ يْرِ ا للِّ لَوَلَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ﴾ ) سورة الاسا الآي 24
إلا أن المغرض يَّ ق د خ تم الله عل ى ع م و عل ى أبص ارهم ب اوة ف رأوا الا ور الم و الع دل ل ورا و الح ب اطلا
فاخ اوا يب اعون و ي ول ون عل ى بع ض الآي ات ب دعوى التا اقض ، و ل ي تا اقض إلا فِ عق و م و فِ أنظ ارهم
القاصرة لسو ف م م لكلام الله و لسو قصدهم و لبدة ل ل م باسلو القرآن و بادوات ف م القرآن .
و م ا أس ا ال بعض ف م ه قول ه – س بحانه و تع الى - : ﴿ لا إِكْ رَاهَ فِِ ال دِينِ قَ دْ تَ بَ نيََّ الرُّشْ دُ مِ نَ الغَ يِ فَمَ نْ يَكْفُ رْ
.) بِالطنا وتِ وَيُ ؤْمِنْ بِا ن للِّ فَ قَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْ قَى لا انفِصَامَ اَ وَا ن للُّ يعٌ عَلِيمٌ ﴾ )سورة البقرة الآي 426
و ادع ى المغرض ون أن ه اه الآي تتا اقض م ع الآي ات الآم رة بقت ال الك افرين و تتا اقض م ع الآي ات الآم رة بتحك يم
البريع و تتااقض مع حد الردة ، والآي لي في ا تااقض لكن التااقض فِ عقو م الضيق .
و الآي تفوح بالمعاني العظيم و الفوا د البارع فكانت هاه الكلم لاس تررا بع ض الفوا د و ال درر و ال دروس م ن
الآي الكريم ، والرد على شبه المغرضيَّ حو ا .
قول الله - سبحانه تعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾
3
4. قول الله - سبحانه تعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ إما الكلام خ ي لفظا و حكما أي : لا إكراه فِ دخول الدين 1
. أي لا إكراه فِ دخول دين الإسلام أو الكلام خ بمعنى الا ي أي لَا تُكْرِهُوا أَحَدًا عَلَى الدُّخُولِ فِِ دِينِ الْإِسْلَامِ 2
. و الإكراه هو حم الغير على قول أو فع لا يريده عن طري الترويف أو التعايب أو ما يببه ذلك 3
أم ا ال دين ف المراد بال دين دي ن الإس لام والأل ف وال لام في ه للع د 4 أي الأل ف و ال لام فِ كلم ) ال دين ( للع د ال اه
وهي ) ال ( التي يكونُ مصحوبُُا مع وداً ذهِااً، فياصرفُ الفكرُ إليه بمجنردِ الاُّط به ، مث " حضرَ الرل "، وك ان يك ون
بياك وبيََّ مُُاطَبك ع دٌ برل معيَّ أي الرل المع ودُ ذِهااً بياك وبيَّ من تخاطبه .
مثال آخر : لا الطالب إذا كان بيا ك وب يَّ المراط ب ع د فِ طال ب مع يَّ فنن ه لا ياص رف ال اهن إلا إلي ه أي الطال ب
المع ودُ ذِهااً بياك وبيَّ من تخاطبه .
وَ " ال دِينُ " يَ تَضَن منُ مَعْنَى الخُْضُولِ وَالاُّ ل. يُ قَالُ: دِنْته فَدَانَ أَيْ: ذَلنلْته فَاَ ن ل وَيُ قَالُ يَدِينُ ا ن للَّ وَيَدِينُ نِ للِّ أَيْ: يَ عْ بُدُ ا ن للَّ
. وَيُطِيعُهُ ، وَيََْضَعُ لَهُ فَدِينُ ا ن للِّ عِبَادَتُهُ وَطَاعَتُهُ وَالخُْضُولُ لَه 5
4
52/ 1 - تفسير المرا ي 3
624/ 2 - تفسير ابن كثير 5
222/ 3 - التفسير الوسيط لمحمد سيد طاطاوي 5
222/ 4 - التفسير الوسيط لمحمد سيد طاطاوي 5
5. والدين هو جميع ما شرعه الله من الأحكام أو اسم لجميع ما يعبد به الله 6 ، و ي دين الله ديااً ؛ لأنا ا م ديايَّ لله بحق وق
يل ماا القيام بُا لاظ ر بالك عبوديتاا وإذعاناا لمليكاا .
و الدين يطل فِ اللغ على عدة معاني ما ا الطريق والماهب والمل والعادة والبان و الخضول و الق ر و الج ا و
الحسا فيوم الدين يوم القيام يوم الج ا على الأعمال ، ويقال: ما زال ذلك دي وديدني، أي دأبي وعادت و يقال:
. دنت م فدانوا أي ق رتهم فاطاعوا و فِ المث المب ور كما تدين تدان أي كما تعم تج ى 7
قول الله - سبحانه تعالى - : ﴿ قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِنَ الغَ يِ ﴾
و قول الله - سبحانه تعالى - : ﴿ قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِنَ الغَ يِ ﴾ أَيْ تَََين الحَْ مِنَ الْبَاطِ ، وَالْإِيم اَنُ مِ نَ الْكُفْ رِ وَا دَى
مِنَ ال ن ضلَالَ بِكَثْ رَةِ الحُْجَجِ وَالْآيَاتِ ال ن دالن 8 أي ﴿ قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْ دُ مِ نَ الغَ يِ ﴾ باص ب الأدل وول ود الرس ول ال داعي
5
. إلى الله والآيات المايرة 9
524/ 5 - مجمول الفتاوى لابن تيمي 51
6 - القاموس الفق ي د. سعدي أبو حبيب ص 533
7 - يرالع مجم اللغ لابن فارس و لسان العر لابن ماظور و تا العروس لل بيدي مادة دان
56/ 8 - تفسير الرازي 7
7. مبالغ فِ الطغيان. لم يق : طاغ، ب طا وت، مث » طا وت « وكلم ، » طغى « إنه من مادة ؟ » الطا وت « وما هو
ل وت، والطا وت إما أن يطل على البيطان، وإما أن يُطل على من يعطون أنفس م ح التبريع فيكَ فِرون
وياسبون من يبا ون إلى الإيمان حسب أهوا م، ويعطون أشيا بسلط زماي من عادهم، ويُطل أيضاً على السحرة
مبالغ ، وقد تكون هاه المبالغ » طا وت « والدلاليَّ، ويُطل على ك من طغى وتجاوز الحد فِ أي شي ، فكلم
متعددة الألوان، فمرة يكون الطا ي شيطانا، ومرة يكون الطا ي كاهااً، ومرة يكون ساحراً أو دلالاً، ومرة يكون
7
. حاكم اً 12
فا دة معنى الكفر بالطا وت
معنى الكفر بالطا وت: أن تَ بْ رَأَ من ك ما يعتقد فيه ير الله من ل أو إنسي، أو شجر أو حجر، أو ير ذلك،
. وتب د عليه بالكفر والضلال وتبغضه، ولو كان أباك وأخاك 13
فا دة :معنى الإيمان بالله
5552/ 12 - تفسير البعراوي 4
13 - الجواهر المضي ص 33
8. معنى الإيمان بالله: أن تعتقد أن الله هو الإله المعبود وحده دون من سواه وتخلص له جميع أنوال العبادة وتافي ا عن
. ك معبود سواه وتحب أه الإخلاص وتوالي م وتبغض أه البرك وتعادي م 14
فا دة من قول الله - سبحانه تعالى - ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطنا وتِ وَيُ ؤْمِنْ بِا ن للّ فَ قَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْ قَى ﴾
نلاحظ فِ قول الله - سبحانه تعالى - : ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطنا وتِ وَيُ ؤْمِنْ بِا ن للّ فَ قَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْ قَى ﴾ أن الله
– ع ول - رتب الاستمساك بالعروة الوثقى على أمرين: الكفر بالطا وت، والإيمان بالله، فلو آمن الإنسان بالله:
بن يته وربوبيته وأ ا ه وصفاته، ولم يكفر بالطا وت؛ لم يافعه ذلك ببي ، إذ أن من مقتضيات إفراد الله بالعبادة الكفر
بما يعبد من دونه .
قدم الكفر بالطا وت على الإيمان بالله ؛ لأن الإيمان بالله لا يافع إلا بعد الكفر بالطا وت، « : و قال العلام الفوزان
فم ن آم ن ب الله ولم يكف ر بالط ا وت فنن ه لا يافع ه إيمان ه، فال اي يق ول: إن ه م ؤمن ويص لي ويص وم وي ك ي و ج ويفع
الطاعات لكاه لا يت أ من البرك ولا المبركيَّ ويقول: لا دخ لي في م، هاا لا يعت مسلمًا ؛ لأنه لم يكفر بالط ا وت
.
فلا بد من الكفر بالطا وت وهو رفض الطا وت واعتقاد بطلانه، والابتعاد عاه وعن أهله، لا بد من هاا، فلا يصح
8
.15» إيمان إلا بعد الكفر بالطا وت
نلحظ أن الح هاا قد قدم الكفران بالط ا وت، ل ا بالإيم ان ب الله؛ لأن الأم ر « : - و قال البعراوي – رحمه الله
يتطل ب الترلي أولا والتحلي ثاني ا، لاب د أن يترل ى الإنس ان م ن الط ا وت ف لا ي دخ عل ى أن ه ي ؤمن ب الله وفِ قلب ه
.16 » الطا وت، فاحن قب أن نكوي الثو نغسله وناظفه، والترلي قب التحلي
14 - حصول المامول ببرح ثلاث الأصول ص 412
15 - شرح الأصول الثلاث ص 312
9. فا دة من قول الله - سبحانه تعالى - ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطنا وتِ وَيُ ؤْمِنْ بِا ن للّ ﴾
ذكر ابن عثيميَّ – رحمه الله – فا دة من قول الله - سبحانه تعالى - : ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطنا وتِ وَيُ ؤْمِنْ بِا ن للّ ﴾ ، و
هي أنه لا يتم الإخلاص لله إلا بافي جميع البرك؛ لقوله تعالى: ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطنا وتِ وَيُ ؤْمِنْ بِا ن للّ ﴾ ؛ فمن آمن
9
. بالله، ولم يكفر بالطا وت فلي بمؤمن 17
فا دة فِ قول الله - سبحانه تعالى - : ﴿ فَ قَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْ قَى ﴾
ما الحكم من قوله تعالى ﴿ فَ قَدِ اسْتَمْسَكَ ﴾ بدلا من فقد تَسك ؟
الاي يتدين تا إلى مجاهدة فِ التدين؛ لأن البيطان لن يتركه، فلا يكفي أن تَسك، ب عليك « : قال البعراوي
18» أن تستمسك، كلما وسوس البيطان لك بامر فعليك أن تستمسك بالتدين
قول الله - سبحانه تعالى - : ﴿ لا انفِصَامَ اَ ﴾
5552/ 16 - تفسير البعراوي 4
462/ 17 - تفسير الفاتح والبقرة 3
5556/ 18 - تفسير البعراوي 4
10. . قول الله - سبحانه تعالى - : ﴿ لا انفِصَامَ اَ ﴾ أي لا تافك ولا تاح بحال من الأحوال 19
قول الله - سبحانه تعالى - : ﴿ وَا ن للُّ يعٌ عَلِيمٌ ﴾
و ق ول الله - س بحانه تع الى - : ﴿ وَا ن للُّ ي عٌ عَلِ يمٌ ﴾ أي : وَا ن للُّ ي عٌ ب الأقوال عَلِ يمٌ بالاي ات، ولعل ه تهدي د عل ى
10
. الافاق 20
وَا ن للُّ ي عٌ عَلِ يمٌ ﴾ أى ي ع لقق وال، واس ات القل و ، ﴿ « : - و قال الب ي مُم د س يد طاط اوي – رحم ه الله
.21» وخلجات الافوس، عليم بما يسره الااس وما يعلاونه، وسيجازي م بما يستحقون من ثوا أو عقا
فا دة من ختم الآي بقول الله - سبحانه تعالى - : ﴿ وَا ن للُّ يعٌ عَلِيمٌ ﴾
ولقد ذي سبحانه الآي بقوله تعالي : ﴿ وَا ن للُّ يعٌ عَلِيمٌ ﴾ وفِ هاا إشارة إلى « :- قال البي أبو زهرة – رحمه الله
أمرين لليليَّ :
426/ 19 - أيسر التفاسير 5
522/ 20 - تفسير البيضاوي 5
225/ 21 - التفسير الوسيط 5
11. أو م ا: رقاب الله - س بحانه وتع الى - فِ ال دنيا رقاب العل يم الخب ير، ف و يعل م عل م م ن يس مع اس ات القل و ،
وخلج ات الأنف ، وه و وح ده المتص ف ب العلم المطل ال اي لَا يغ ادر ص غيرة ولا كب يرة إلا أحص اها، ولا يع عا ه
مثقال ذرة فِ الأرض ولا فِ الس ما ، ولا فِ الأنف ؛ وإذا ك ان الم ؤمن برقاب الله تع الى المطلق فنن ه يتج ا ع ن
المعاصي، ويبتعد عا ا اس تحيا م ن الله، فق وة الإحس اس بعل م الله تره ف ول دان الم ؤمن وه اا مق ام الإحس ان كم ا فِ
الحديث البريف " اعبد الله كانك تراه ، فنن لم تكن تراه فننه يراك ".
الأمر الثاني : التابيه إلى ما يترتب على العلم من الرضوان والث وا المق يم ال دا م لم ن أط ال الله وطل ب رض اه ، والع اا
11
.22» الأليم و ضب الله لمن عصاه سبحانه
ولم ا ك ان الكف ر بالط ا وت والإيم ان ب الله م ا ياط ب ه اللس ان و يعتق ده القل ب « : - و قال ابن عطي – رحم ه الله
.23» حسن فِ الصفات يعٌ من أل الاط وعَل يمٌ من أل المعتقد
فا دة : مُالف الح لا تكون إلا عن ل أو هوى
قول الله - سبحانه تعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِنَ الغَ يِ ﴾ أَيْ لا تكرهوا أحدا على الدخول فِ
دين الإسلام فقد تَََين الحَْ مِنَ الْبَاطِ و ا دى من الضلال و كان سبب عدم إتبال الإسلام عدم إتبال الدين الح
تكون بسبب الج بالإسلام أو ا وي .
522/ 22 - زهرة التفاسير 4
322/ 23 - المح رر الولي 5
12. و الج بالإسلام يرفع بالعلم و ما ا ر من الآيات البياات الدال على صدق الإسلام و صحته و صاحب ا وى
م ما تاتي له بالأدل الواضح فلن يقتاع ، و فِ هاا فا دة أن مُالف الح لا تكون إلا عن ل أو هوى نف .
فا دة : ه يكره الكفار على الدخول فِ دين الإسلام ؟
وَنَ فْيُ الْإِكْرَاهِ خَبَ رٌ « : قال – سبحانه وتعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِنَ الغَ يِ ﴾ قال ابن عاشور
فِِ مَعْ نَى الان يِ، وَالْمُرَادُ نَ فْيُ أَسْبَا الْإِكْرَاهِ فِِ حُكْمِ الْإِسْلَامِ، أَيْ لَا تُكْرِهُوا أَحَدًا عَلَى إتبال الْإِسْلَامِ قَسْ رًا، وَلِ ي 24» بِاَ فْيِ الجِْاْ لِقَصْدِ الْعُمُومِ نَصًّا ، و هِيَ دَلِي وَاضِحٌ عَلَى إِبْطَالِ الْإِكْرَاهِ عَل ى ال دِينِ بِسَا رِ أَنْ وَاعِه
والتعب ير ها ا ي رد فِ ص ورة الاف ي المطل : ﴿ لا إِكْ رَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ .. نف ي « : - و ق ال س يد قط ب - رحم ه الله
الجا كما يقول الاحويون.. أي نفي لا الإكراه. نفي كونه ابتدا . ف و يستبعده من ع الم الول ود والوق ول. ول ي
.25 » مجرد نهي عن م اولته والا ي فِ صورة الافي- والافي للجا - أعم إيقاعاً و آكد دلال
و ق ال – س بحانه وتع الى - : ﴿ وَلَ وْ شَ ا رَبُّ كَ لَآمَ نَ مَ نْ فِِ الأَرْضِ كُلُّ مْ جمَِيعً ا أَفَاَنْ تَ تُكْ رِهُ الان اسَ حَ ن يَكُونُ وا
12
) مُؤْمِاِيََّ ﴾) سورة يون الآي 55
46/ 24 - التحرير و التاوير لابن عاشور 3
455/ 25 - فِ الال القرآن 5
13. و قال – سبحانه وتعالى - لسيدنا مُمد - صلى الله عليه وسلم - : ﴿ وَقُ الحَْ مِنْ رَب كُمْ فَمَنْ شَا فَ لْيُ ؤْمِنْ وَمَ نْ
13
) شَا فَ لْيَكْفُرْ ﴾) سورة الك ف من الآي رقم 45
و عن ابن عباس – رضي الله عاه - قال كانت المرأة تكون مقلاتا فتجع على نفس ا إن عاش ا ول د أن ته وده فلم ا
ألليت باو الاضير كان في م من أباا الأنصار فقالوا : لا ندل أباا نا فان ل الله - ع ول - : ﴿ لا إِكْ رَاهَ فِِ ال دِينِ
قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِنَ الغَ يِ ﴾ قال أبو داود المقلات التي لا يعيش ا ولد 26 فالآي الكريم ن لت عاد إل لا ب الاض ير
لما نقضوا ع دهم وذلك فِ السا الرابع لل جرة أي فِ ا قوة المسلميَّ وبعد فرض الج اد بساوات.
و لم يثبت أن الابي - صلى الله عليه وسلم - أكره أحدا على الدين ب ثبت عك ذلك ، وهو أن بعض الأنصار
. أراد أن يكره ولده على الإسلام فا اه الابي - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك 27
و العقا د لا تغ رس ب الإكراه ، و لك ن تغ رس ب العلم و الإقا ال ، وذل ك أم ر مع روف فِ ت اري البب ري فك م م ن أن اس
اس تردموا الق وة لإلب ار الا اس عل ى اعتق اد باط فل م تاف ع الق وة و ت اري الاص راني مل ي ب الك و ت اري الب يوعي
ملي بالك .
و لم يثب ت أن المس لميَّ فِ عص ر م ن العص ور أكره وا أح دا عل ى ال دخول فِ الإس لام ، و ل و ك ان المس لمون أل وا
يرهم على ال دخول فِ الإس لام و دخل وا الإس لام مك رهيَّ فكي ف يَ ثْبت وا عَلَ ى الْإِسْ لَامِ بَ عْ دَ زَوَالِ الْإِكْ رَاهِ عَ اْ مُ ؟!!
فثباتهم عن الإسلام ر م ز وال الإكراه عا م لدلي على أنهم دخل وه برض اهم لا مغص وبيَّ ، و أن المس لميَّ لم بر وهم
على الدخول فِ الإسلام .
26 - رواه أبو داود فِ سااه أبي داود حديث رقم 4624 قال الألباني صحيح
27 - مناظرة بين الإسلام والنصرانية ص 333
14. و لو ك ان دخول الإسلام بالإكراه لما ترك المسلمون أحداً على ير الإسلام ولأدخلوهم فيه كراهي أو قتل وا م ن ي ا
دخوله ، و هاا لم دث ، و لو حدث لاق لتوافر الدواعي على نقله .
و من المعلوم أن البلاد التي فتح ا الإسلام رلع بعض هاه البلاد للكفار مرة أخرى ،و مع ذلك من أسلم لم يرلع
للكفر مرة أخرى ب حار الكفار و ك ان فِ صفوف المسلميَّ ، و هاا دلي على أنهم دخلوه برضاهم لا مغصوبيَّ
، و أن المسلميَّ لم بر وهم على الدخول فِ الإسلام .
. 28» والمسلمون إنما يقاتلون لحري ديا م ولا يكرهون عليه أحدا من دونهم « : و قال البي المرا ي
رم إك راه الي ود والاص ارى واع وس عل ى تغي ير أدي انهم، ق ال الله – تع الى - : ﴿ لا « : و قال العلام اب ن ل ين
.29» ) إِكْرَاهَ فِِ ال دِ ينِ قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِنَ الغَ يِ ﴾ )سورة البقرة من الآي 426
فا دة : لماذا لا يكره الإنسان على الدخول فِ الإسلام ؟
14
412/ 28 - تفسير المرا ي 5
29 - تس ي العقيدة الإسلامي لابن ل ين ص 614
15. دلت الآي الكريم أن السبب فِ الا ي عن إكراه الااس على دخول دين الإسلام هو وضوح الدين و ا وره فقد قال
– سبحانه وتعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِنَ الغَ يِ ﴾ أي: لظ ور أدل الدين وبراهياه فلا يكره
. إنسان على أن يعتا الإسلام وإنما يعتاقه الإنسان بنرادته واختياره 30
و لو دخ الااس فِ الإسلام بالإكراه لخالوا الإسلام ونصروا أعدا الإسلام فِ أي فرص تلوح م .
و دخ ول الإس لام أل نعم للإنس ان ،و عب ادة الإنس ان لله أش رف ش ي يفعل ه ،و الاعم لا تُف رض ب القوة ، ب
تعطى لمن يستحق ا و الافوس الطيب تسارل إلى الاعم الجليل و الأعمال البريف .
فَنِ ن الْتِ امَ ال دِينِ عَنْ إِكْرَاهٍ لَا يَاْتِي بِالْغَرَضِ الْمَطْلُو مِنَ التندَيُّنِ وَهُوَ تَ كِيَ الان فْ وَتَكْثِ يرُ لُاْ دِ « : و قال ابن عاشور
15
.31» الحَْ وَال ن صلَاحُ الْمَطْلُو
اعتااق الإسلام يابغي أن يكون عن اقتاال قلبي واختيار حر، لا سلطان فيه للسيف أو ا لإكراه « : و قال ال حيلي
من أحد ، و ذلك ح تظ العقيدة قا م فِ القلب على الدوام ، فنن فرضت بالإر ام و السطوة ، س زوا ا
. 32» وضاعت الحكم من قبو ا
30 - حصول المامول ببرح ثلاث الأصول للفوزان ص 412
7/ 31 - التحرير و التاوير لابن عاشور 5
6415/ 32 - الفقه الإسلامي و أدلته 2
16. الله سبحانه وتعالى يا ى عن الإكراه فِ الدين، وحم الااس عليه بقوة « : - و قال البي أبو زهرة – رحمه الله
السيف ح لَا يكثر الافاق و الماافقون . و ك ثرة الماافقيَّ ، و إن كثر عدد المسلميَّ فِ الظاهر، تفسد جماعت م فِ
16
. 33» الحقيق والواقع
فا دة ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ ليست للتريير اعرد ب للت ديد إن اختار المر الكفر على الإيمان
ك ون الإنس ان لا بر عل ى ال دخول فِ ال دين الح ل ي مع نى ه اا أن تخي يره مج رد ب إن اخت ار الإنس ان الكف ر ع ن
الإيمان استح ما توعد ب ه الله الكف ار م ن الع اا فل ي مع نى حري الاختي ار أن يفع الإنس ان الح رام أو أن يكف ر و
أمثال هاا كثير .
مث قوله تعالى : ﴿ إِ ن الناِينَ يُ لْحِدُونَ فِِ آيَاتِاَا لا يََ فَ وْنَ عَلَيْ اَ ا أَفَمَ ن يُ لْقَ ى فِِ الان ارِ خَيْ رٌ أَم نم ن يَ اْتِي آمِاً ا يَ وْمَ الْقِيَامَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِننهُ بِمَا تَ عْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ ) سورة فص لت الآي 21 ( أي إن ال اين يميل ون ع ن الح فِ حججا ا تك ايبا
بُ ا و لح ودا ا - نح ن بُ م ع المون لا يَف ون عليا ا ، و نح ن م بالمرص اد إذا وردوا عليا ا ، وس اجازي م بم ا
يستحقون ولا يَفى ما فِ ذل ك م ن ش ديد الوعي د كم ا يق ول المل ك الم ي ب: إن ال اين يا ازعوننى ملك ى أع رف م ولا
. شك، ف و يريد تهديدهم وإلقا الرعب فِ قلوبُم 34
و قوله تع الى : ﴿ قُ يَ ا قَ ومِ اعْمَلُ وا عَلَ ى مَكَ انَتِكُمْ إِِ ني عَامِ فَسَ وْفَ تَ عْلَمُ ونَ مَ نْ تَكُ ونُ لَ هُ عَاقِبَ ال ن دارِ إِنن هُ لَا يُ فْلِ حُ
الظن الِمُونَ ﴾ ) س ورة الأنع ام الآي 532 ( أي ق -أي ا الرس ول-: ي ا ق وم اعمل وا عل ى ط ريقتكم ف نني عام عل ى
522/ 33 - زهرة التفاسير 4
537/ 34 - تفسير المرا ي 42
17. طريقتي التي شرع ا لي ربي ل وعلا فسوف تعلمون -عاد حلول الاقم بكم- مَنِ الاي تك ون ل ه العاقب الحس ا ؟ إن ه
. لا يفوز برضوان الله تعالى والجا مَن تجاوز حده والم، فاشرك مع الله يره 35
و قوله تعالى : ﴿ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُ إِ ن الخَْاسِ رِينَ الن اِينَ خَسِ رُوا أَنْ فُسَ مْ وَأَهْلِ ي مْ يَ وْمَ الْقِيَامَ أَلَا ذَلِ كَ هُ وَ
الخُْسْرَانُ الْمُبِيَُّ ﴾ ) سورة ال مر الآي 52 ( أي : فاعبدوا أن تم -أي ا المب ركون- م ا ش ئتم م ن دون الله م ن الأوث ان و
. الأصاام و ير ذلك من مُلوقاته ، فلا يضرني ذلك شيئًا. و هاا تهديد ووعيد لمن عبد ير الله ، و أشرك معه يره 36
و من أمثل الواق ع أن ك تق ول لابا ك أن ت ح ر فِ أن ت ااكر أو لا ت ااكر لك ن إن لم ت اجح فِ الامتح ان س اعاقبك أو
أاِْ دروسك ، و سترى عاقب ذلك أو أمضِ وقتك فِ اللعب والل و فسوف ترى عاقب ذلك .
و الاي قال ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ هو ال اي ق ال ﴿ وَقُ الحْ مِ نْ رَب كُ مْ فَمَ نْ شَ ا فَ لْيُ ؤْمِنْ وَمَ نْ شَ ا فَ لْيَكْفُ رْ إِنن ا
أَعْتَدْنَا لِلظنالِمِيََّ نَارًا أَحَاطَ بُِِمْ سُرَادِقُ ا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُ غَ اثُوا بِم اَ كَالْمُ يَبْ وِي الْ ولُ وهَ بِ ئْ ال ن ب رَا وَسَ ا تْ مُرْتَ فَقً ا
﴾ ) س ورة الك ف الآي 45 ( وق ؤلا الغ افليَّ: م ا لئ تكم ب ه ه و الح م ن ربك م، فم ن أراد م اكم أن يص دق
ويعم به، فليفع ف و خير له، ومن أراد أن برحد فليفع ، فما اَلَم إلا نفسه. إنا أعت دنا للك افرين ن ارًا ش ديدة أح اط
بُ م س ورها، وإن يس تغيث ه ؤلا الكف ار فِ الا ار بطل ب الم ا مِ ن ش دة العط ش، يُ ؤتَ م بم ا كال ي ت العَكِ ر ش ديد
الحرارة يبوي ولوه م. قَ بُح هاا البرا الاي لا يروي اماهم ب ي ي ده، وقَ بُحَ تْ الا ار ما لا م ومقامً ا. وفِ ه اا
. وعيد وتهديد شديد لمن أعرض عن الح ، فلم يؤمن برسال مُمد - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يعم بمقتضاها 37
17
35 - التفسير الميسر ص 522
36 - التفسير الميسر ص 261
37 - التفسير الميسر ص 457
18. فا دة قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ لا يستل م نفي ل اد الطلب
زعم البعض أن قول الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ يافي ل اد الطلب ، وبعض المغرضيَّ زعم أن
قول الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ يتعارض مع تبريع الج اد ، وهاه فري يغ فسادها عن
إفسادها فقول الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ لي معااه عدم ل اد الكافرين و عدم قتال
الكافرين و سبب ن ول الآي برلي ذلك و يوضحه .
كانت المرأة تكون مقلاتا فتجع على نفس ا إن عاش ا ولد أن تهوده « - و قد قال ابن عباس – رضي الله عاه
فلما ألليت باو الاضير كان في م من أباا الأنصار فقالوا : لا ندل أباا نا فان ل الله - ع ول - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ
38 فالآي ن لت فِ الا ي عن الإكراه على الدخول فِ الإسلام ، و لا علاق ا » ﴾ ال دِينِ قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِنَ الغَ يِ
بج اد الكفار أو عدم ل ادهم .
و الاي ن ل عليه قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ هو الاي ن ل عليه : ﴿ وَقَاتِلُوهُم حَن لاَ تَكُونَ فِتاَ وَ يَكُونَ
ال دِينُ للِّ ف نِنِ انتَ وا فَلاَ عُدوَانَ إِلان عَلَىٰ الظنالِمِيََّ ﴾ ) سورة البقرة الآي 553 ( و هو الاي ن ل عليه قوله تعالى :
﴿ وَقَاتِلُوهُم حَن لاَ تَكُونَ فِتاَ وَيَكُونَ ال دِينُ كُلُّهُ للّ فَنِنِ انتَ وا فَنِ ن ا للَّ بِمَا يَعمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ ) سورة الأنفال الآي 35
( و هو الاي ن ل عليه قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّ ا الانبِيُّ لَاهِدِ الْكُنفارَ وَالْمُاَافِقِيََّ وَا لُظْ عَلَيْ مْ وَمَاْوَاهُمْ لَ انمُ وَبِئْ ) الْمَصِيرُ ﴾ ) سورة برا ة الآي رقم 5
18
38 - رواه أبو داود فِ سااه أبي داود حديث رقم 4624 قال الألباني صحيح
19. أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِ الاناسَ حَن يَبْ دُوا أَنْ لاَ « : و الاي ن ل عليه قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ هو الاي قال
إِلَهَ إِنلا ا ن للُّ، وَأَ ن مَُُن مدًا رَسُولُ ا ن للِّ، وَيُقِيمُوا ال ن صلاَةَ، وَيُ ؤْتُوا الن كَاةَ، فَنِذَا فَ عَلُوا ذ لِكَ عَصَمُوا مِ دِمَا هُمْ وَ أَمْوَا مُْ إِنلا
19
. 39» بِحَ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُ مْ عَلَى ا ن للّ
و الاي ن ل عليه قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ قد لاهد الكفار بافسه و لاهد الصحاب معه و بعدما مات
لاهد الصحاب و فتحوا البلاد .
و لا تدل الآي الكريم على ت رك قت ال الكف ار المح اربيَّ ، و إنم ا في ا أن حقيق « : – و قال السعدي – رحمه الله
الدين من حيث هو مول ب لقبول ه لك ماص ف قص ده إتب ال الح ، وأم ا القت ال وعدم ه فل م تتع رض ل ه، وإنم ا يؤخ ا
. 40» فرض القتال من نصوص أخر
و قتال الكفار لي الغرض ماه إلبارهم على الإسلام لكن قتال الكفار وسيل لتبليغ الإسلام عاد ولود من ول بيَّ
الااس و دعوة الإسلام إذ لا يمكن نبر الإسلام فِ كاف أنحا العالم ، مع ولود الط غاة و القتل الاين يس عون للس يطرة
على العالم لأل أطماع م الفاسدة ، و لالك نجد الاصوص البرعي ت اكر لف ظ الج اد أو القت ال ، و الج اد و القت ال
إنم ا يك ون ب يَّ ليب يَّ ل يش الإس لام ول يش الكف ار ، ولا يك ون ل يش ب لا أم ير ، والأم ير يك ون إم ا ر ي الدول
الكافرة أو مكلف من قبله .
23 حديث / 52 حديث رقم 42 بَا : ﴿ فَنِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصنلاَةَ وَآت وَُا الن كَاةَ فَرَلُّوا سَبِيلَ م ﴾ ]التوب : 2[ ،و رواه مسلم فِ صحيحه 5 / 39 - رواه البراري فِ صحيحه 5
رقم 44 بَا الْأَمْرِ بِقِتَالِ النااسِ حَن ي قَُولُوا: لَا إِلَهَ إِنلا اللهُ مَُُنمدٌ رَسُولُ الله ، و اللفظ للبراري .
40 - تفسير السعدي ص 551
20. فالقتال لم يبرل لفرض ما ج، إنما شُرل ليف رض حري اختي ار الم ا ج، ب دلي ق ول « : - و قال البعراوي – رحمه الله
الح : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِنَ الغَ يِ ﴾ ، و على ذلك فالإسلام لا يفرض الدين، ولكاه ل ا ليف رض
حري الاختيار فِ الدين، فالقُوَى التي تع وق اختي ار الف رد لديا ه، يق ف الإس لام أمام ا لترف ع تس لط ا ع ن ال اين تبس ط
سلطانها علي م يترك الااس أحراراً يعتاقون ما يبا ون، بدلي أن البلاد التي فتح ا الإسلام بالسيف، ا في ا بع ض
القوم على دياناتهم. فل و أن القت ال شُ رل لف رض دي ن لم ا ول دنا فِ بل د مفت وح بالس يف واح داً عل ى ير دي ن الإس لام
20
.41»
و من ح جميع الااس أن يبلغ إلي م الإسلام , وألا تقف عقب أو سلط فِ وله التبليغ باي حال من الأحوال .
و ل الك م ن حك م ل اد الكف ار إزال الح وال ال تي تعي وص ول ال دعوة إلى الا اس لإنق اذهم م ن الا ار ، و الج اد و
القتال لا يكون إلا بعد دعوة و إناار فكون المسلمون يقاتلون أي أن دول الكفر رفضت الدعوة و أبت وص ول الح
للااس فكان لابد من القتال لردل الظلم و نبر الح و الأمر بالمعروف و الا ي ع ن الماك ر و أي ح أعظ م م ن ح
الله على العباد أن يعبدوه و أي ماكر أعظم من الكفر و البرك و أي لرم أعظم من ما ع نب ر دي ن الله فِ الأرض أي
أن قت ال الكف ار م ن ب ا اس تردام الق وة عا د تع ار ال دعوة بالحكم و الموعظ الحس ا فج اد المس لميَّ يعت ق وة
تدافع عن الدين الح بالح لله الح قوة تعرض الإسلام و إن كلف ا ذلك الوقت و الحياة و المال.
الحقيق أن الإسلام يقوم على قاعدة ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ قَدْ تَ بَ نيََّ ال رُّشْدُ مِ نَ الغَ يِ ﴾ « : و قال البي مُماس الجلعود
ولالك انطل بالس يف مجاه دًا لي وفر للا اس الض مان الحقيق ي لحري الاعتق اد، ول يحطم الأنظم ال تي تك ره الا اس عل ى
الباط وتَاع وصول الح إلي م، ليبقى الااس أحرارًا فِ اختيار العقيدة التي يريدونها.
4254/ 41 - تفسير البعراوي 2
21. إن ش ا وا دخل وا فِ الإس لام فك ان م م ا للمس لميَّ م ن حق وق، وعل ي م م ا عل ي م م ن والب ات، وك انوا إخوانً ا فِ
ال دين للماتم يَّ إلى الإس لام، وإن ش ا وا بق وا عل ى عقا دهم وأدوا الج ي ، إعلانً ا ع ن استس لام م فِ انط لاق ال دعوة
الإسلامي بيا م بلا مقاوم ، ومبارك ما م فِ نفقات الدول المس لم ال تي تحم ي م م ن اعت دا المعت دين عل ي م، وتكف
م الحقوق العام فِ ا ما ج الإسلام
إن الإسلام لم يكره فردًا على تغيير عقيدته، كما فعل ت الص ليبي عل ى م دار الت اري فِ الأن دل ق ديمًا وزنجب ار ح ديثًا،
. 42» لتكره م على التاصر وأحيانًا لا تقب ما م ح التاصر فتبيدهم لأنهم مسلمون
و م ن حك م ل اد الكف ار حماي م ن دخ فِ الإس لام م ن أن ي ؤذي م ن قب ال اين كف روا ال اين يتربص ون بالمس لميَّ
الدوا ر : ﴿ وَقَاتِلُوهُم حَن لاَ تَكُونَ فِتاَ وَ يَكُونَ ال دِينُ للِّ فَ نِنِ انتَ وا فَ لاَ عُ دوَانَ إِلان عَلَ ىٰ الظن الِمِيََّ ﴾ و ل و لاه د
المسلمون لبال الأمان فِ البلاد وبيَّ العباد ؛ لأن رهب العدو من المسلميَّ لا تجعله يتجرأ على خوض معارك لا يق در
علي ا ؛ ولن يعيش العالم فِ أمان إلا إذا ساده الإسلام.
السيف ما لا إلا ليحمي اختيار المرتار، فلي أنْ أعرض دي ، وأنْ أُعلاه و « : - و قال البعراوي – رحمه الله
أشرحه، فننْ ماعوني من هاه فل م السيف، وإنْ تركوني أعلن عن دي ف م أحرار، يؤماون أو لا يؤماون .
إنْ آماوا فاهلاً وس لاً، وإنْ لم يؤماوا ف م أه ذم ، م ما لاا وعلي م ما علياا، ويدفعون الج ي نظير ما يتمعون به فِ
بلادنا، وعلي م ما علياا، وما نُق دِمه م من خدمات، وإلا فكيف نفرض على المؤمايَّ ال كاة ونترك هؤلا لا يقدمون
شيئاً؟
21
016/ 42 - الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية 2
22. لالك نرى الكثيرين من أعدا الإسلام يعترضون على مسال دَفْع الج ي ، ويروْنَ أن الإسلام فُرِض بقوة السيف، وهاا
قول يااقض بعضه بعضاً، فما فرضاا عليكم الج ي إلا لأناا تركااكم تعيبون معاا على دياكم، ولو أر مااكم على
22
. 43» الإسلام ما كان عليكم الج ي
و م ن حك م ل اد الكف ار أن يظ ر دي ن الإس لام ف وق ك الب را ع و الأدي ان الأخ رى و يك ون للإس لام الس يادة
فيحكم الأرض و يسود العدل قال الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ وَقَاتِلُوهُم حَن لاَ تَكُ ونَ فِتاَ وَيَكُونَ ال دِينُ كُلُّ هُ للّ
فَنِنِ انتَ وا فَنِ ن ا للَّ بِمَا يَعمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ ، و قال الله – سبحانه و تع الى - : ﴿ هُ وَ الن اِي أَرْسَ رَسُ ولَهُ بِا دَى وَدِي نِ
) الحَْ لِيُظْ رَهُ عَلَى ال دِينِ كُل هِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُ بْرِكُونَ ﴾ ) سورة الصف الآي رقم 5
و من حكم ل اد الكفار تقوي شوك الدول الإسلامي فلا يليَّ ا لانب, ولا يستطيع أحد أن ياال من ع تها
وكرامت ا و مى من في ا إذ كره الكفار للإسلام و أهله تجعل م لا ي دأ م بال ولا يَقِ ر م قرار , إلا بنذا الإسلام
وأهله و الاي من مقدساته ، و القوة ح مبرولٌ لردل الظالميَّ العابثيَّ و لرهب من يريد إذا الإسلام و أهله و
لحماي من تحت سلط الإسلام و لحماي أه الإسلام قال الله – سبحانه و تعالى – : ﴿ وَلا يَ الُونَ يُ قَاتِلُونَكُمْ
.) حَن يَ رُدُّوكُمْ عَنْ دِي اِكُمْ ﴾ ) سورة البقرة من الآي 457
و أع دا الإس لام ما ا توق ف الفتوح ات الإس لامي وه م اربون الإس لام والمس لميَّ ابت دا م ن الح رو الص ليبي
الاستعمار والاحتلال ، و الجرا م الببع مث مابح دير ياسيَّ و مابح ص ا و شاتيلا و مابح بحر البقر .
55412/ 43 - تفسير البعراوي 52
23. و م ا ل ب المس لمون فِ العص ور الأخ يرة و ذه ب أكث ر ملك م إلا لأنه م ترك وا الاهت دا « : و قال الب ي المرا ي
بُدى ديا م وتركوا الاس تعداد الم ادي والح ربي ال اي طلب ه الله بقول ه : ﴿ وَأَعِ دُّوا مْ مَ ا اسْ تَطَعْتُمْ مِ نْ قُ نوةٍ ﴾ و اتكل وا
على خوارق الع ادات وق را ة الأحادي ث وال دعوات، وذل ك م ا لم يب رعه الله ولم يعم ب ه رس وله- إلى أنه م ترك وا الع دل
والفضا وسان الله فِ الالتمال التي انتصر بُا السلف الص ا،، وأنفق وا أم وال الأم والدول فيم ا ح رم الله عل ي م م ن
الإسراف ش واتهم .
و على العك من ذلك اتبع الإفرنج تعاليم الإسلام فاستعدوا للحر واتبع وا س ان الله فِ العم ران فرلح ت ك ف ت م ،
و لله الأمر .
و ما م كن الله لسلف المسلميَّ من فتح بلاد كسرى وقيصر و يرا ا م ن ال بلاد إلا لم ا أص ا أهل ا م ن الب رك وفس اد
العقا د فِ الآدا و مساوي الأخ لاق و الع ادات و الانغم اس فِ الب وات و إتب ال س لطان الب دل والخراف ات- فج ا
الإسلام وأزال ك هاا و استبدل التوحيد والفضا بُا، ومن نصر الله أهله على الأمم كل ا.
ولما أضال جم رة المسلميَّ هاه الفضا واتبعوا سان من قبل م فِ إتبال البدل والرذا وقد حارهم الإسلام م ن ذل ك،
قصروا الاستعداد المادي والحربي للاصر فِ الحر ع اد الغل ب عل ي م لغ يرهم ومك ن لس واهم فِ الأرض: ﴿ وَلَقَ دْ
كَتَبْاا فِِ الن بُورِ مِ نْ بَ عْ دِ ال اِكْرِ أَ ن الْأَرْضَ يَرِثُ ا عِب ادِيَ ال ن ص الحُِونَ ﴾ أي الص الحون لاس تعمارها والانتف ال بم ا أودل في ا
23
. 44» من كاوز وخيرات
415 - 412 / 44 - تفسير المرا ي 5
24. و الخلاص أن عدم الإكراه على الدخول فِ الإسلام لا يستل م عدم القتال و الج اد ؛ لأن حري اختيار الدين لا تع
عدم الحال لإبلاغ الدين ، و حري اختيار الدين لا تع ع دم نب ر ال دين ، و حري اختي ار ال دين لا تع ع دم حماي
الدين و أهله من أعدا ه .
فا دة قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ لا يستل م حري الردة و عدم عقوب المرتد
زعم البعض أن قول الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ يافي حد الردة ، و بعض المغرضيَّ زعم أن
قول الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ يتعارض مع حد الردة ، و هاه فري يغ فسادها عن
إفسادها فحري اختيار الدين لي معااها حري الردة و حري الخرو من الدين و حري التلاعب بالدين.
مَنْ بَ ن دلَ دِياَه « : – و كما ثبت عادنا آي ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ ثبت عادنا قول الابي - صَلنى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلنمَ
45 ، و إذا كان الإنسان له الح فِ اختيار دين الإسلام فالإسلام الاي اختاره اشترط عليه عدم لواز » فَاقْ تُ لُوه
الخرو ماه و أن عقوب الخرو عاه القت .
و من أراد أن يدخ فِ الإسلام فعليه أن يعرف قب دخوله أنه سيكلف بتكاليف و سيلت م بع د إذا خالفه عرض
نفسه للعقا ، كما أنه فِ قوانيَّ الدول إذا طلب شرص الجاسي من دول ما من الدول و وماح ا فننه بقدر ما
ظى بم ايا تلك الجاسي لابد وأن يتحم تبعات ويلت م بقوانيَّ تلك الدول ، ومن خالف عوقب، ولا يقال بان له
مطل العاان والحري فِ أن يفع ما يبا .
24
65 حديث رقم 3157 / 45 - رواه البراري فِ صحيحه 2
25. من حكم الإسلام أن يعلن حكم الردة لمن أراد أنْ يؤمن، نقول له قف قب أن « - و قال البعراوي – رحمه الله
تدخ الإسلام، اعلم أنك إنْ ترالعت عاه وارتددتَ قتلااك، وهاا الحكْم يضع العقب أمام الرا ب فِ الإسلام ح
25
. 46» يفكر أولاً، ولا يقدم عليه إلا على بصيرة وبيا
و ال ردة ع دوان عل ى اعتم ع كل ه ففي ا إش اع الفس اد و أي فس اد أعظ م م ن الكف ر ب الله و ال ردة في ا ش عص ى
الدول الإسلامي و تحريض على الخرو ما ا أي تحريض على هدم اعتمع الإسلامي و الردة عدوان على نف المرت د
لالك شرل الإسلام قت المرتد بعد الاستتاب لإصلاح الفرد ، و لحماي اعتمع الإسلامي وصيان نظامه من الانه دام
.
و إن الواحد ماا ليتعجب إذا كان هااك عقوبات فِ القوانيَّ الوضعي كريان الدول تستح الإعدام فلما يعترض
على البرل أنه لع الردة عقوب تستح الإعدام أدين الله أهون من خيان الدول ما ؤلا كيف كمون ؟!!.
فا دة قوله تعالى : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ لا يستل م حري تطبي البريع و حري تحكيم البرل
زعم البعض أن قول الله – سبحانه و تعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ يافي ولو تطبي البريع و يافي ولو
تحكيم البريع ، و أن للإنسان الحري فِ أن يطب شرل الله أو لا يطبقه ، و هاه فري يغ فسادها عن إفسادها
فحري اختيار الدين لي معااها حري الالت ام باحكام الدين .
55415 / 46 - تفسير البعراوي 52
26. و المراد بال دِينِ فِ هاه الآي المعتقد و المل ، بقريا قوله سبحانه وتعالى : ﴿ قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِنَ الغَ يِ ﴾ أي لا إكراه
على اعتقاد الدين أو لا إكراه على دخول الدين و لي المعنى لا إكراه على الت ام أحكام الدين .
و الاي قال : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ هو الاي قال تع الى : ﴿ وَأَنِ احْكُ مْ بَ يْ اَ مْ بِم اَ أَن لَ ا ن للُّ وَلا تَ تنبِ عْ أَهْ وَا هُمْ
وَاحْاَرْهُمْ أَنْ يَ فْ تِاُوكَ عَنْ بَ عْضِ مَا أَن لَ ا ن للُّ إِلَيْكَ فَنِنْ تَ وَلنوْا فَاعْلَمْ أَننمَا يُرِيدُ ا ن للُّ أَنْ يُصِيبَ مْ بِ بَ عْ ضِ ذُنُ وبُِِمْ وَإِ ن كَثِ يراً مِ نَ
26
) الاناسِ لَفَاسِقُونَ ﴾ ) سورة الما دة الآي 25
و الاي قال : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾ ه و ال اي ق ال تع الى : ﴿ وَمَ ا كَ انَ لِمُ ؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِاَ إِذَا قَضَ ى ا ن للُّ وَرَسُ ولُهُ
) أَمْرًا أَنْ يَكُونَ مُُ الخِْيَ رَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَ عْصِ ا ن للَّ وَرَسُولَهُ فَ قَدْ ضَ ن ضَلالًا مُبِياًا ﴾ )سورة الأح ا الآي 36
والح - تبارك وتعالى - يقول: ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِِ الدين قَد تن بَ نيََّ الرشد مِنَ الغي ... « - و قال البعراوي – رحمه الله
﴾ لأن لا أُكرهك على شي إلا إذا كاتَ ضعيف الحج ، وما دام أن الرشدْ ب يَّ والغ ي ب يَّ، فلا داعي للإكراه إذن.
لكن البعض يف م هاه الآي ف م اً خاطئاً فحيَّ تقول له: صَ يقول لك ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِِ الدين ... ﴾ ونقول له :
لم تف م المراد ، فلا إكراه فِ أص الدين فِ أنْ تؤمن أو لا تؤمن ، فانت فِ هاه حُ ر ، أما إذا آماتَ وأعلاتَ أنه
لا إله إلا الله مُمد رسول الله ، فلي لك أن تكسر حَ داً من حد ود الإسلام ، و فَ رْق بيَّ ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ
. 47» ) ﴾ و ) لا إكراه فِ التدين
55412/ 47 - تفسير البعراوي 52
27. و عجبا لمن يرفض أن تقيد حريته بعدم فع ما نهت عاه شريع الإسلام ، و ما يؤدي إلى الإضرار بالآخرين فِ ا
دول الإسلام ،و فِ الوقت نفسه يقب أن تقيد حريته بعدم فع ما نهت عاه أي دول كافرة ياهب إلي ا ، و ما
يؤدي إلى الإضرار باه تلك الدول ، وكان تبريع الدول الكافر أولى بالقبول من شرل الله .
و الحري فِ أي مجتم ع و فِ أي دول ليس ت حري مطلق إ نم ا حري مب روط تح دها ض وابط وقي ود ، ير مس موحٍ
للف رد بتجاوزه ا فث م قي ود أخلاقي وسياس ي وقانوني والتماعي وثقافي و دياي فلم ا عا د ال دين و الت ام أحكام ه
يريدون الانحلال ؟!! .
و من أراد أن يدخ فِ الإسلام فعليه أن يعرف قب دخوله أنه سيكلف بتكاليف و سيلت م بع د إذا خالفه عرض
نفسه للعقا ، كما أنه فِ قوانيَّ الدول إذا طلب شرص الجاسي من دول ما من الدول و وماح ا فننه بقدر ما
ظى بم ايا تلك الجاسي لابد وأن يتحم تبعات ويلت م بقوانيَّ تلك الدول ، ومن خالف عوقب، ولا يقال بان له
مطل العاان والحري فِ أن يفع ما يبا ، ودين الله أعظم قدرا و أعلى ما ل من هاه القوانيَّ البب ري .
و الإسلام عقيدة و عم و لي عقيدة فقط فكما برب الالت ام بعقيدته لابد من الالت ام باحكامه .
و لو كان هااك حري فِ اختيار الالت ام بالدين لما كان لقمر بالمعروف و الا ي عن الماكر معنى ، و لو كان هااك
حري فِ اختيار الالت ام بالدين لما كان للتعاون على ال و التقوى و عدم التعاون على الإ و العدوان معنى .
من أقوال العلما فِ تفسير آي : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ ﴾
لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ قَ دْ تَ بَ نيََّ الرُّشْ دُ مِ نَ الغَ يِ فَمَ نْ يَكْفُ رْ بِالطن ا وتِ وَيُ ؤْمِ نْ بِ ا ن للِّ ﴿ « : - قال البيضاوي – رحمه الله
فَ قَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْ قَى لا انفِصَامَ اَ وَا ن للُّ يعٌ عَلِيمٌ ﴾ إذ الإِكراه فِ الحقيق إل ام الغير فعلاً لا يرى في ه خ يراً
مله عليه، ولكن قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِنَ الْغَ يِ تَي الإِيمان من الكفر بالآي ات الواض ح ، ودل ت ال دلا عل ى أن الإِيم ان
27
28. رشد يوص إلى السعادة الأبدي والكفر ي يؤدي إلى البقاوة السرمدي ، والعاق م تب يَّ ل ه ذل ك ب ادرت نفس ه إلى
الإِيم ان طلب اً للف وز بالس عادة والاج اة، ولم تج إلى الإِك راه والإِلج ا . وقي إخب ار فِ مع نى الا ي، أي لا تكره وا فِ
28
. 48 » الدين
و قال ابن كثير – رحمه الله – فِ قول الله - سبحانه وتعالى - : ﴿ لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِ نَ الغَ يِ فَمَ نْ
أي لَا تُكْرِهُ وا أَحَ دًا « : ﴾ يَكْفُرْ بِالطنا وتِ وَيُ ؤْمِنْ بِا ن للِّ فَ قَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْ قَى لا انفِصَامَ اَ وَا ن للّ يعٌ عَلِ يمٌ
عَلَى الدُّخُولِ فِِ دِينِ الْإِسْلَامِ فَنِننهُ بَ يٌَّ وَاضِحٌ لَلِ ي دَلَا لُهُ وَبَ رَاهِياُهُ لَا تَا إِلَى أَنْ يُكْرَهَ أَحَدٌ عَلَى الدُّخُولِ فِي هِ، بَ مَنْ هَدَاهُ ا ن للُّ لِلْإِسْلَامِ وَشَرَحَ صَدْرَهُ وَنَ نورَ بَصِيرتََهُ دَخَ فِيهِ عَلَ ى بَ ي اَ ، وَمَ نْ أَعْمَ ى ا ن للُّ قَ لَبَ هُ وَخَ تَمَ عَلَ ى عِ ه وَبَصَ رِهِ
.49» فَنِننهُ لَا يُفِيدُهُ الدُّخُولُ فِِ ال دِينِ مُكْرَهًا مَقْسُورًا
يَ تعالى أنه لا إكراه فِ الدين لع دم الحال إلى الإك راه علي ه ؛ لأن الإك راه لا « : – و قال السعدي – رحمه الله
يك ون إلا عل ى أم ر خفي أعلام ه، امض أث اره، أو أم ر فِ اي الكراه للاف وس، وأم ا ه اا ال دين الق و والص راط
المستقيم فقد تبيات أعلامه للعق ول، وا رت طرق ه، وتب يَّ أم ره، وع رف الرش د م ن الغ ي، ف الموف إذا نظ ر أدن نظ ر
إليه آثره واختاره، وأم ا م ن ك ان س يق القص د فاس د الإرادة، خبي ث ال اف ي رى الح فيرت ار علي ه الباط ، ويبص ر
الحسن فيمي إلى القبيح ، ف اا لي لله حال فِ إكراهه على الدين، لعدم الاتيج والفا دة فيه، والمك ره ل ي إيمان ه
.50» صحيحا
522/ 48 - تفسير البيضاوي 5
624/ 49 - تفسير ابن كثير 5
50 - تفسير السعدي ص 551
29. لا إِكْرَاهَ فِِ ال دِينِ قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِنَ الغَ يِ ﴾ نفت الجمل الأولى من ﴿ « : – و قال البي أبو زهرة – رحمه الله
هاتيَّ الجملتيَّ الساميتيَّ الإكراه فِ الدين ، و بيات الجمل الثاني عل هاا الافي، وكيف تدرك الأديان ، و م م
الداعي إلي ا ؛ فاما الافي الاي قررته الجمل الأولى ف و يتضمن أمرين :
أحداا : تقرير حقيق مقررة ثابت ، و ه و أن الإك راه فِ ال دين لَا يت اتي؛ لأن الت دين إدراك فك ري ، و إذع ان قل بي
، واتج اه ب الاف والج وارح ب نرادة مُت ارة ح رة إلى الله - س بحانه وتع الى - ، وتل ك مع ان لَا يتص ور في ا الإك راه؛ إذ
الإكراه حم البرص على ما يكره بقوة ملجئ حامل ، مفسدة للإرادة الحرة ، و م يل للاختي ار الكام ، ف لا يك ون
إيمان ولا تدين ، إذ لَا يكون إذعان قلبي ، و لا اتجاه حر مُتار بالاف و الجوارح إلى الله ر العالميَّ .
الأمر الثاني : الاي تضماه نفي الإكراه هو الا ي عن وقوعه، فلا يسوغ لل داعي إلى الح أن يك ره الا اس ح يكون وا
مؤمايَّ؛ لأن الإكراه والتدين نقيضان لا برتمعان، ولا يمكن أن يك ون أح داا ة رة ل،خ ر، ونتيج ل ه؛ لأن ه كلم ا حم
الإنسان على أمر بقوة قاهرة الب ازداد كرهًا له ونفورًا ماه.
فالافي عن ا لإكراه إذن تضمن نفي تصوره فِ شئون ال دين، ونف ي المطالب ب ه، أو ب الأحرى نه ي ال داعي إلى الح ع ن
س لوك س بيله؛ لأن ه ل ي س بي الم ؤمايَّ، ول ي م ن الموعظ الحس ا فِ ش ي : ﴿ ادْلُ إِلَى سَ بِي رَب كَ بِالحِْكْمَ وَالْمَوْعِظَ الحَْسَاَ وَلَاد مُ بِالنتِي هِ يَ أَحْسَ نُ إِ ن رَبن كَ هُ وَ أَعْلَ مُ بِم ن ضَ ن عَ ن سَ بِيلِه وَهُ وَ أَعْلَ مُ بالْمُ تَ دينَ ﴾ ) س ورة
.) الاح الآي 542
هاه معاني الجمل الأولى السامي ، أما الثاني وهي: ﴿ قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِنَ الغَ يِ ﴾ ، فمعااه ا ق د تب يَّ ول ه الح ولاح
نوره، وتبيَّ الغي، وهو الضلال والبعد عن مُج الح ، وطم معالمه، وهاه الجمل السامي تفيد أمرين كسابقت ا :
أح داا: أن طري الت دين ه و بي ان الرش د، وبي ان الص وا ، وبي ان الض لال فِ وس ط الا ور؛ فم ن رأى الح بياً ا فق د
أدرك الس بي ، وعلي ه أن يس ير في ا، ول ي لأح د أن مل ه حم لا ؛ لأن ه لَا س بب للت دين إلا المعرف ، ب ندراك الح
و ايته، ومعرف الباط ونهايته. وذلك المعنى فِ مرتب التعلي للا ي ع ن الإك راه ونفي ه، لأن ه إذا ع رف الح معرف مثبت
29
30. له بالأدل القاطع ، وعرف الباط معرف مبيا وله الضلال فيه، فقد توافر سبب التدين، ومن كف ر بع د ذل ك فع ن بيا
كفر، ولا سبي دايته، وليتحم مغب كفره بعد هاه البياات الواضح الكاشف .
الأمر الثاني: الاي يدل عليه قوله تعالى : ﴿ قَدْ تَ بَ نيََّ الرُّشْدُ مِنَ الغَ يِ ﴾ ، هو بيان أقصى قدر من التكلي ف لل داعي
إلى الح من الرس ومن تبع م بنحسان إلى يوم الدين، فلي على الداعي إلى الح إلا تكليف واحد، وهو بيان الرش د
من الغي، ف و لم يكلف حم الااس على ا دى، إنما هو مكلف أن يبيَّ ا دى من الضلال، وا داي بع د ذل ك م ن الله
. ) سبحانه وتعالى: ﴿ إِننكَ لَا تَ دِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِ ن ا ن للَّ يَ دِي مَن يَبَا . . . ﴾ ) سورة القصص من الآي 26
وإذا كان الرشد قد تبيَّ م ن الغ ي وتَي ، ولم يع د مُتلط ا ب ه، ب خل ص ما ه، وخ ر ن يراً واض حًا. كم ا يَ ر أش ور م ن
الظلم عاد انبثاق فجر الحقيق ، وا وره ساطعًا ما يراً هاديً ا، إذا ك ان الأم ر ك الك فعل ى ك طال ب للت دين أن يس لك
سبي الح ، ومن بقي مترديًا فِ الباط ، فعليه إ بقا ه، وما علي ك م ن أم ره ش ي ، ول اا ق ال س بحانه : ﴿ فَمَ نْ يَكْفُ رْ
بِالطن ا وتِ وَيُ ؤْمِنْ بِ ا ن للِّ فَ قَ دِ اسْتَمْسَ كَ بِ الْعُرْوَةِ الْ وُثْ قَى لا انفِصَ امَ اَ ﴾ الط ا وت أص له م اخوذ م ن الطغي ان، وي ؤدي
معنى الطغيان ، و إن اختلف علما اللغ فِ أص اشتقاقه، وفِ وزنه الصرفِ.
و الطا وت يطل فِ القرآن على ك م ا يطغ ى عل ى ال اف فيس يطر علي ا ، أو عل ى العق فيض له ، أو عل ى الأم
فيتحكم في ا المًا، أو على الجماع فيابر في ا أهوا مردي ، وآرا فاسدة ؛ ول الك يطل الط ا وت عل ى الك اهن ،
30
.51» والبيطان، وك رأس للضلال
522/ 51 - زهرة التفاسير 4