1. وفي يوم مر عليه سعيد بن عثمان بن عفان - حفيد الصحابي عثمان بن عفان - وهو متوجه لإخماد فتنة في تمرّد بأرض خُرسان فأغراه بالجهاد في سبيل الله بدلاّ من قطع الطريق، فاستجاب مالك لنصح سعيد فذهب معه وأبلى بلاءً حسناً وحسنت سيرته، وفي عودته بعد الغزو وبينما هم في طريق العودة إلى وادي الغضا في نجد وهو مسكن أهله، مرض مرضاً شديداًأو يقال أنه لسعته أفعى وهو في القيلولة فسرى السم في عروقه وأحس بالموت فقال قصيدة يرثي فيها نفسه . وصارت قصيدته تعرف ببكائية مالك بن الريب التميمي . وفي يوم مر عليه سعيد بن عثمان بن عفان - حفيد الصحابي عثمان بن عفان - وهو متوجه لإخماد فتنة في تمرّد بأرض خُرسان فأغراه بالجهاد في سبيل الله بدلاّ من قطع الطريق، فاستجاب مالك لنصح سعيد فذهب معه وأبلى بلاءً حسناً وحسنت سيرته، وفي عودته بعد الغزو وبينما هم في طريق العودة إلى وادي الغضا في نجد وهو مسكن أهله، مرض مرضاً شديداًأو يقال أنه لسعته أفعى وهو في القيلولة فسرى السم في عروقه وأحس بالموت فقال قصيدة يرثي فيها نفسه . وصارت قصيدته تعرف ببكائية مالك بن الريب التميمي . موت الغرباء لمالك بن الريب
2. سمع اعرابي هذه المرثيه تنشد فقال ان قائل هذه الابيات يحتضر ويعالج سكرات الموت ولابد انه مات في نهايتها فقيل له كيف عرفت هذا قال ان البيت الاول اقوي من الثاني والثاني اقوى من الثالث وهكذا فمالك ابن الريب كان قاطع طريق واسلم و انظم الى جيش سعيد ابن عثمان ابن عفان رضي الله عنه وذهب مجاهد الى خرسان وعند عودته لبس خفه وكان فيه أفعى فلدغت ه
3. وقال هذه القصيدة وهو على مشارف الموت متذكرا اهله ودياره ويتمنى ان يراها ثانية ولاكنه الفراق المر والاماني تتبخر معها
5. ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة = بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا . فليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرضَهُ = وليتَ الغضى ماشى الركابَ لياليا لقد كان في أهلِ الغضى لو دنا الغضى = مزارٌ ولكنّ الغضى ليسَ دانيا
6. والشاعر هنا يتذكر موطنه الأصلي وما اشتهرت به أرضه من كثرة نبات الغضى . والغضى من أفضل أنواع الحطب ويتميز بطيب رائحته . وحرارة جمرته .
7. ألم ترني بعتُ الضلالةَ بالهدى = وأصبحتُ في جيشِ ابن عفانَ غازيا إشارةَ إلى تركه قطع الطرق وانضمامه لقوافل المجاهدين في خراسان
8. وأصبحتُ في أرضَ الأعادىّ بعدما = أراني عن أرض الأعادىّ قاصيا وهنا يشير في معنىً رائع . أنه لما أحس بألم القرصة ودنو الأجل غطى وجهه بردائه حتى لا يراه الناس خائفاً وجلاً .
9. تذكرتُ من يبكي عليّ فلم أجد = سوى السيفِ والرمحِ الردينيّ باكيا وأشقرَ محبوكاً يجر عنانهُ = الى الماءِ لم يترك لهُ الموتُ ساقيا ويوجد في قصيدته الرائعة المبكية هذه الأبيات التي كأن الدموع تنساب منها حيث شبه هذه الدموع ب صفحات حياته التي شارفت على الإنتهاء .
10. ولكن بأكناف السمينة نسوة = عزيز عليهن العشية ما بيا صريع على أيدي الرجال بقفرة = يسوون لحدي حيث حم قضائيا ولما تراءت عند مروٌ منيّتي = وخلّ بها جسمي وحانت وفاتيا أقولُ لأصحابي ارفعوني فإنني = يقرُّ بعيني أن سهيل بداليا فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا = برابية إني مقيم لياليا أقيم علي اليوم أو بعض ليلةٍ = ولا تعُجلاني قد تبيّن شأنيا وقوما إذا ما استُل روحي فهيّئا = لي السدر و الأكفان عند فنائيا وخطا بأطراف الأسنة مضجعي = وردّا على عيني فضل ردائيا
11. يا ترى هل تعود أيامنا مع الأحباب بوادي الغضا فأبيت فيه ليلة أسوق النياق السريعة . كم كنت أتمنى لو أن الغضا مشى معنا ونحن مسافرون فلم تقطع المطايا عرضه . إن أهل الغضا أحباب مخلصون لو كانوا قريبين منا لواصلونا وزارونا ولكنهم للأسف بعيدون . لقد كنت ضالاً فاهتديت وأصبحت في الجيش الغازي بقيادة سعيد بن عفان . وحين أتذكر موتي ومن سيبكي عليّ لا أجد إلا رمحي وسيفي وهذا الفرس المضمّر القوي الذي يجرٌ رسنه الى الماء دونما فارس يسقيه . حينما شعرت بالموت عند مدينة مرو وضعف جسمي قلت لا صحابي : ارفعوا راسي لأرى نجم سهيل فهو نجم محبوب لدي لأنه يطلع من نحو أهلي ، وقد لا تنتظران عندي الايوماً أو بعض ليلة لأن أمري قد اتضح ، فإذا خرجت روحي فاغسلاني بالسدر وجهزا أكفاني وأبكيا لوفاتي واحفرا قبري برؤس الرماح وغطيا وجهي بالزائد من ثوبي . ووسعا لي في قبري لأن أرض الله واسعه , واسحباني إليكما بثوبي ، فقد كنت أيام قوتي لايستطيع أحد أن يجرّني . وكنت انعطف على الأعداء إذا تقهقرت الخيل وأسرع إلى نجدة من يدعوني . آه على الرمّل بوادي الغضا إن فيه نساءً لو رأينني لبكين لحالتي وفدّين الطبيب بانفسهن ، منهن أمي وأختاي وخالتي وزوجي . ماأحسن أيام الرمل لقد كانت حميدة وكان أهل الرمل محبين لنا مخلصين في ودادنا
12. وفاته : ـ اختلف المؤرخون في وفاته منهم من ذكر أنه مرض ومات ، ومنهم من قال طعن في معركة فسقط ، وقال أخرون بل مات في خان فرثته الجن لما رأته من غربته ووحدته ، ووضعت الجن الصحيفة التي فيها القصيدة تحت رأسه .. وقال ابن الأعرابي : ـ مرض مالك بن الريب عند قفول سعيد بن عثمان من خراسان في طريقه ، فلما أشرف على الموت تخلف معه مرة الكاتب ورجل أخر من قومه بني تميم وهما الذان يقول فيهما : ـ
13. ومات في منزله ذلك فدفناه ، وقبره معروف إلى الآن وقال قبل موته قصيدته المشهورة التي قال فيها أبوعبيدة : ـ الذي قاله ثلاثة عشر بيتاً والباقي منحول ولده الناس عليه ... أيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا برابيـة إنـي مقـيـم ليالـيـا
14. التعليق : إذا تأملت هذه القصيدة العظيمة اتضحت لك فيها الخصائص الآتيه : 1. أن العاطفه فيها في أوج الصّدق والحرارة لأن الشاعر حين يرثي نفسه يكون منفعلاً بإحاس لا مثيل له ، إذ نفسه أغلى عليه من كل غالٍ . وهذه الخاصة جعلت هذه القصيدة من أشهر المراثي في الشعر العربي . 2. المعاني فيها ابتكار وروعة كحديثه عن سيفه ورمحه وحصانه ، وهي تبكي بطولته وفروسيته ، وفي توصياته لرفاقه تأثير موجع حقاً ، ومن معانيه الطريفة : معنى تشابه فيه مع شاعر انجليزي جاء بعده . وهو قوله (
15. خُطّا بأطراف الأسنّة مضجعي ) . ومن أجمل معانيه مقارنته بين حالته وهو ميت يسهل على أصحابه أن يجرّوه ، وبين حالته وهو في كامل صحته
16. حين كان من الصعب على أصحابه أن يجرّوه ، كما أنّ في ذكره لزوجه ووالدته وقريباته ، وتصوير شعورهنّ حين يبلغهن النبأ إبداعاً ممتازاً .
17. الصور والأخيلة الواردة في معظم القصيدة بدويه ، ولكنّ بعضها يوضح جوّ الفتوح الإسلامية ، ومن الإشارات البدويه ( أزجي القلاص النواجيا ، لم أجد سوى السيف والرمح الرديني باكيا ، وأشقر محبوك ، سهيل ، ياصاحبي رحلي ، هيئا السدر ) .
18. . في القصيدة تكرار بليغ الوقع والتأثير ، فقد كرر كلمتي الغضا والرّمل عدة مرات لشدت حبه لهذين الموضعين . حتى لقد كرر كلمة الغضا ثلاث مرات في بيت واحد وهو البيت الثالث . 5. وبلاد الغضا هي القصيم من بلاد قبيلته بني تميم وقد قال الراجز ( الله نجاك من القصيم وذيب الغضا وبني تميم ).