من الآليات التي تجعل الثقافة الوطنية والإقليمية بتمظهراتها ورموزها وتياراتها وروافدها حاضرة
باستمرار لا ينقطع ، آلية اللجوء إلى الاسترجاع والاسترداد لتلك التمظهرات والرموز مثل الشعراء
والكتاب والمفكرين الذين رحلوا عنا وطواهم النسيان حتى دخلوا قبة الموت الثاني بعد الموت الأول
الذي غيب الجسد والروح وأدخلهم القبر . فإذا رسخ التقليد أصبح آلية من آليات تنشيط الثقافة الشعرية ونشرها .
إن ديوان ألفية شهرزاد للشاعر الراوي السيد عمر الحسني يعد مناسبة مواتية لعرض خاطرات
سانحات متعلقة بهذا الديوان وما يتضمنه من اشارات قوية ودلالات مأسوية الانكسار والهزيمة ،
فتكون بذلك المتن الشعري الذي جاء مقسما بالتساوي بين قصائد أدرجها الشاعر تحت عنوان عرجت بناقتي .
كل ذلك تحت نظام تبويب مدروس، فحين نتأمل ونتدبر ينكشف لنا عن خبيئة لطيفة تلخص لنا
رؤية الشاعر التي بنى عليها ديوانه داخل إيقاع مأسوي لرؤية الهزيمة والانكسار، نجد أنفسنا أمام قصائد بنيت فيها الرؤيا على الوثبة و التطلع إلى عالم ثائر على انهزام وانكسار الطليعة الاجتماعية و السياسية التي طالما قادت الوثبات، وحركت الرياح وألهبت طموحات الشعوب التواقة إلى التحرر والانعتاق . وهذه الأشياء والدلالات جامعة مانعة للرؤية العامة في الديوان .
إنها قصائد ترصد مأساوية التشرذم والتبعثر والتمزق الذي أصاب العالم العربي والإسلامي هي إذن رؤية تشاؤمية للجامعة العربية ولقراراتها الفاشلة التي تتخبط فيها ، وكانت الهزيمة والإحباط سيدا الموقف العربي . نلاحظ هذا في الهندسة الشعرية والتعبير عن مأسوية اللحظة و دراميتها
مقدمة للأستاذ عبد الحفيظ نمير