بحث في العلوم القرانية

1. ‫اللغة‬ ‫في‬ ‫الرثاء‬
‫له‬ ‫رثى‬ ‫من‬ ‫الرثاء‬
‫له‬ َّ‫رق‬ :
‫عليه‬ ‫وأشفق‬ ،
1
،ً‫ة‬‫ومرثا‬ ،ً‫ء‬‫ورثا‬ ،ً‫ا‬‫رثي‬ ‫الميت‬ ‫ورثيت‬ ،
ً‫ة‬‫ومرثي‬
‫وبكيته‬ ،‫مدحته‬ :
2
.
‫(بالهمز‬ ‫الميت‬ ‫رثأت‬ :‫قولهم‬ ‫العرب‬ ‫عن‬ ‫سمع‬ ‫وقد‬
‫ة‬
َّ‫أن‬ ‫بيد‬ ،‫نفسه‬ ‫المعنى‬ ‫يريدون‬ ،)
‫الوهم‬ ‫من‬ ‫َّه‬‫د‬‫ع‬ ‫الفراء‬
3
‫بهم‬ ‫خرجت‬ ‫"ربما‬ :‫بقوله‬ ‫ذلك‬ ً‫ال‬‫معل‬ ،
‫أن‬ ‫إلى‬ ‫فصاحتهم‬
"‫بمهموز‬ ‫ليس‬ ‫ما‬ ‫يهمزوا‬
4
.
‫أنها‬ ‫على‬ ‫تدل‬ ‫بألفاظ‬ ‫الميت‬ ‫مدح‬ ‫فهو‬ ،‫المديح‬ ‫باب‬ ‫من‬ ‫القدامى‬ ‫النقاد‬ ‫عند‬ ‫والرثاء‬
‫نحبه‬ ‫وقضى‬ ،‫وتولى‬ ،‫كان‬ :‫مثل‬ ،‫لهالك‬
5
.
‫االصطالح‬ ‫في‬ ‫الرثاء‬
‫الشاعر‬ ‫يعبر‬ ،‫الغنائي‬ ‫الشعر‬ ‫أغراض‬ ‫من‬ ‫غرض‬ " :‫ه‬َّ‫ن‬‫فإ‬ ،‫االصطالح‬ ‫في‬ ‫الرثاء‬ ‫أما‬
‫مشا‬ ‫عن‬ ‫فيه‬
‫تنزل‬ ‫لكارثة‬ ‫أو‬ ،‫بفقده‬ ‫فجع‬ ‫عزيز‬ ‫لغياب‬ ‫تنتابه‬ ‫التي‬ ‫واللوعة‬ ،‫الحزن‬ ‫عر‬
" ‫دولة‬ ‫أو‬ ،‫شعب‬ ‫أو‬ ،‫بأمة‬
6
.
،‫والوحدة‬ ،‫بالغربة‬ ‫اإلنسان‬ ‫شعور‬ ‫في‬ ‫المتمثلة‬ ‫النفسية‬ ‫الحاجة‬ ‫الرثاء‬ ‫على‬ ‫والباعث‬
‫المخلوقات‬ ‫أو‬ ،‫األشياء‬ ‫أو‬ ،‫اآلخرين‬ ‫مع‬ ‫ألفته‬ ‫عرى‬ ‫الفراق‬ ‫أو‬ ‫الموت‬ ‫يفصم‬ ‫حينما‬
‫اعتاد‬ ‫التي‬
‫رثاء‬ ‫إلى‬ ‫تعداه‬ ‫وإنما‬ ،‫البشر‬ ‫على‬ ‫يقتصر‬ ‫لم‬ ‫الرثاء‬ َّ‫فإن‬ ‫لذا‬ ،‫وألفها‬ ‫عليها‬
.‫اإلنسان‬ ‫يزاولها‬ ‫التي‬ ‫األخرى‬ ‫واألشياء‬ ،‫والدول‬ ‫والمدن‬ ،‫الحيوانات‬
"‫الرثاء‬ ‫يبنى‬ ‫الجزع‬ ‫َّة‬‫د‬‫ش‬ ‫فعلى‬ " ،‫واحدة‬ ‫درجة‬ ‫على‬ ‫الرثاء‬ ‫في‬ ‫الحزن‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫لذلك‬
7
،
‫على‬ ‫منها‬ ‫واحد‬ ‫كل‬ ‫يدل‬ ،ً‫ا‬‫ألفاظ‬ ‫وضعوا‬ ‫ولهذا‬
،‫الندب‬ :‫ومنها‬ ،‫الرثاء‬ ‫من‬ ‫نوع‬
‫ومنه‬ ،‫واألحبة‬ ‫واألقارب‬ ‫األهل‬ ‫رثاء‬ ‫على‬ ‫يطلق‬ ‫ما‬ ‫عادة‬ ‫فالندب‬ ،‫والعزاء‬ ،‫والتأبين‬
)‫السالم‬ ‫(عليهم‬ ‫بيته‬ ‫وأهل‬ ‫الكريم‬ ‫الرسول‬ ‫ندب‬
8
.
‫تأبين‬ ‫ومنه‬ ،‫االجتماعية‬ ‫بالمجامالت‬ ‫أشبه‬ ‫وهو‬ ،‫التأبين‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫ويأتي‬
‫الملوك‬
‫واألشراف‬ ‫والزعماء‬
9
.
1
‫العين‬
:
٨
/
٢٣٤
،
‫والصحاح‬
:
٥
/
١٨٧٦
.
2
‫لسان‬
‫العرب‬
:
٣
/
١٥٨٢
.
3
‫تهذيب‬
‫اللغة‬
:
١٥
/
١٢٤
،
‫ولسان‬
‫العرب‬
:
٣
/
١٥٨٠
،
‫وتاج‬
‫العروس‬
:
١
/
٢٣٩
.
4
‫الصحاح‬
:
٥
/
١٨٧٦
،
‫ولسان‬
‫العرب‬
:
٣
/
١٥٨٣
.
5
‫نقد‬
‫الشعر‬
:
١١٨
،
‫وكتاب‬
‫الصناعتين‬
:
١٤٨
،
‫والعمدة‬
:
٢
/
١٤٧
.
6
‫المعجم‬
‫المفصل‬
‫في‬
‫اللغة‬
‫واألدب‬
:
١
/
٦٦٣
.
7
‫العمدة‬
:
٢
/
١٤٧
.
8
‫الصحاح‬
:
١
/
١٩٧
،
‫وفن‬
‫الرثاء‬
:
١٢
–
٥٣
،
‫وأدب‬
‫العرب‬
‫في‬
‫عصر‬
‫الجاهلية‬
:
١٣٣
.
9
‫الصحاح‬
:
٥
/
١٦٧٠
،
‫وفن‬
‫الرثاء‬
:
٥٤
–
٨٥
.

2. ‫والمصير‬ ‫الموت‬ ‫مسائل‬ ‫في‬ ‫الراثي‬ ‫بالشخص‬ ‫خاص‬ ‫تأمل‬ ‫موقف‬ ‫فهو‬ ‫العزاء‬ ‫أما‬
10
،
‫بداياتها‬ ‫لت‬َّ‫ث‬‫تم‬ ،‫َّة‬‫ي‬‫تطور‬ ‫بمراحل‬ َّ‫مر‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫للرثاء‬ ً‫ا‬‫نوعي‬ ً‫ا‬‫تطور‬ َّ‫د‬‫يع‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫لذلك‬
‫طقوسية‬ ‫مراسيم‬ ‫في‬ ‫للميت‬ ‫تقام‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫والنوائح‬ ‫السحرية‬ ‫التعويذات‬ ‫بتلك‬
‫صاخبة‬
11
‫ح‬ ‫يلبي‬ ‫الرثاء‬ ‫أصبح‬ َّ‫م‬‫ث‬ ،
‫للميت‬ ً‫ا‬‫تخليد‬ ‫بوصفه‬ ،‫نفسية‬ ‫اجات‬
12
‫ويلبي‬ ،
‫الثأرية‬ ‫الغزوات‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫اقتصادية‬ ‫حاجات‬ ً‫ا‬‫أيض‬
13
.
‫عن‬ ‫التعبير‬ ‫في‬ ‫الشعر‬ ‫أغراض‬ ‫أصدق‬ ‫من‬ ‫يعد‬ ‫الرثاء‬ َّ‫فإن‬ ،‫أمر‬ ‫من‬ ‫يكن‬ ‫ومهما‬
‫أو‬ ً‫ا‬‫قريب‬ ‫الميت‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫والسيما‬ ،‫والرياء‬ ‫النفاق‬ ‫عن‬ ‫وأبعدها‬ ،‫اإلنسان‬ ‫مشاعر‬
‫أ‬ ‫الجاحظ‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬ ،ً‫ا‬‫عزيز‬
:‫قال‬ ‫أشعاركم؟‬ ‫أجود‬ ‫المراثي‬ ‫بال‬ ‫ما‬ :‫ألعرابي‬ ‫قيل‬ " ‫ه‬َّ‫ن‬
"‫تحترق‬ ‫وأكبادنا‬ ‫نقول‬ ‫ا‬ّ‫ن‬‫أل‬
14
‫التي‬ ‫المراثي‬ ‫تلك‬ ‫العربي‬ ‫الشعر‬ ‫روائع‬ ‫من‬ َّ‫فإن‬ ‫لذلك‬ ،
‫ة‬َّ‫م‬‫الص‬ ‫بن‬ ‫دريد‬ ‫كمرثية‬ ‫اإلخوان‬ ‫رثاء‬ ‫في‬ ‫قيلت‬
15
:‫مطلعها‬ ‫التي‬
‫معبد‬ ‫أم‬ ‫من‬ ‫الحبل‬ ‫جديد‬ َّ‫أرث‬
‫موعد‬ ‫كل‬ ‫أخلفت‬ ‫أو‬ ‫بعاقبة‬
‫حجر‬ ‫بن‬ ‫أوس‬ ‫ومرثية‬
16
)‫المنسرح‬ ‫(من‬ :‫أولها‬ ‫التي‬ ،
ً‫ا‬‫جزع‬ ‫أجملي‬ ‫النفس‬ ‫أيتها‬
‫وقعا‬ ‫قد‬ ‫تحذرين‬ ‫ما‬ َّ‫فإن‬
" ‫منها‬ ‫بأحسن‬ ‫مرثية‬ ‫أحد‬ ‫يبتدئ‬ ‫لم‬ " :‫فيها‬ ‫قيل‬ ‫وقد‬
17
‫في‬ ‫الخنساء‬ ‫مرثية‬ ‫ومنها‬ .
‫صخر‬ ‫أخيها‬ ‫رثاء‬
18
)‫البسيط‬ ‫(من‬ :
‫ار‬ ّ‫عو‬ ‫بالعين‬ ‫أم‬ ‫بعينيك‬ ً‫ى‬‫قذ‬
‫ال‬ ‫أهلها‬ ‫من‬ ‫خلت‬ ‫إن‬ ‫فت‬ّ‫ذر‬ ‫أم‬
‫دار‬
‫مالك‬ ‫أخيه‬ ‫في‬ ‫نويرة‬ ‫بن‬ ‫متمم‬ ‫ومرثية‬
19
:
‫مالك‬ ‫بتأبين‬ ‫دهري‬ ‫وما‬ ‫لعمري‬
‫فأوجعا‬ ‫أصاب‬ ‫مما‬ ‫جزع‬ ‫وال‬
10
‫أدب‬
‫العرب‬
‫في‬
‫عصر‬
‫الجاهلية‬
:
٣٥
.
11
‫الصحاح‬
:
٥
/
١٩٣٠
‫وتاريخ‬
‫األدب‬
‫العربي‬
–
‫العصر‬
‫الجاهلي‬
:
٢٠٧
،
‫والجامع‬
‫في‬
‫تاريخ‬
‫األدب‬
‫العربي‬
:
١
/
١٤٦
.
12
‫األدب‬
‫الجاهلي؛‬
،‫قضايا‬
،‫وفنون‬
‫ونصوص‬
:
٣٢٧
.
13
‫مقاالت‬
‫في‬
‫الشعر‬
‫الجاهلي‬
:
٣٣٥
.
14
‫البيان‬
‫والتبيين‬
:
٢
/
٣٢٠
.
15
‫األصمعيات‬
:
١٠٦
،
‫وجمهرة‬
‫أشعار‬
‫العرب‬
‫في‬
‫الجاهلية‬
‫واإلسالم‬
:
٤٦٦
‫مع‬
‫اختالف‬
‫يسير‬
.
16
‫ديوان‬
‫أوس‬
‫بن‬
‫حجر‬
:
٤٨
.
17
‫الشعر‬
‫والشعراء‬
:
٣
.
18
‫ديوان‬
‫الخنساء‬
:
٤١
.
19
‫المفضليات‬
:
١٥٠
،
‫وطبقات‬
‫فحول‬
‫الشعراء‬
:
١
/
٢٠٩
.

3. ً‫ال‬‫فح‬ ‫الغنوي‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫كعب‬ ‫األصمعي‬ َّ‫د‬‫ع‬ ‫وقد‬
20
‫أبي‬ ‫أخيه‬ ‫في‬ ‫البائية‬ ‫لمرثيته‬
‫المغوار‬
21
:
ً‫ة‬‫جهر‬ ‫الصوت‬ ‫وارفع‬ ‫أخرى‬ ‫ادع‬:‫فقلت‬
‫قريب‬ ‫منك‬ ‫المغوار‬ ‫أبا‬ َّ‫ل‬‫لع‬
‫التي‬ ‫النفسية‬ ‫الحالة‬ ‫عن‬ ً‫ا‬‫تعبير‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫المراثي‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫العاطفة‬ ‫صدق‬ َّ‫إن‬
‫في‬ ‫ساعده‬ ‫ويقوي‬ ،‫أزره‬ ‫به‬ ‫يشد‬ ‫من‬ ‫بفقد‬ ‫يصاب‬ ‫حينما‬ ‫العربي‬ ‫اإلنسان‬ ‫تعتري‬
.‫ترحم‬ ‫ال‬ ‫التي‬ ‫الصحراء‬ ‫حياة‬ ‫مواجهة‬
20
‫فحولة‬
‫الشعراء‬
:
٢٧
.
21
‫طبقات‬
‫فحول‬
‫الشعراء‬
:
١
/
٢١٢
.