More Related Content
Similar to التفسير سورة آل عمران درس رقم 54
Similar to التفسير سورة آل عمران درس رقم 54 (20)
التفسير سورة آل عمران درس رقم 54
- 1. درس رقم ٤٥
سورة آل عمران من الية ٢٥ إلى ٠٦
﴿ َ َ ّا أ َ ّ ِي َى ِنْ ُ ُ الْ ُفْ َ َا َ َنْ َن َا ِي ِ َى ا ّ َا َ الْ َ َا ِ ّونَ َحْ ُ َن َا ُ ا ّ آ َ ّا ِا ّ َاشْ َدْ ِ َ ّا
فلم َحس ع س م هم ك ر ق ل م أ ص ر إل ل ق ل حو ري ن ن أ ص ر ل من ب ل و ه بأن
35( ُسْسِ ُو َ )25( َ ّنَا آ َ ّاس ِمَا َن َلْتَس َا ّ َعْنَا ال ّسُو َ َاكْ ُبْنَا َعَس ال ّا ِ ِينَس )
ر س ل ف ت م ش هد رب من ب َ ز و تب
أ م لم ن
45( ِذْ َا َ ا ّ َا ِي َى ِ ّي ُ َ َ ّي َ َ َا ِ ُ َ ِ َ ّ َ ُ َ ّ ُ َ
إ ق ل ل ي ع س إن متوف ك ور فعك إلي ومطهرك َ َ َ ُواْ َ َ َ َ ا ّ َا ّ َيْ ُ الْ َا ِ ِي َ )
ومكر ومكر ل و ل خ ر م كر ن
ِ َ اّ ِي َ َ َ ُواْ َ َا ِ ُ اّ ِي َ ا ّ َ ُوكَ َوْ َ اّ ِي َ َ َ ُواْ َِى َوْمِ الْ ِ َا َةِ ُ ّ ِ َ ّ َرْ ِ ُ ُمْ َ َحْ ُ ُ َيْ َ ُمْ ِي َا ُن ُمْ
قي م ثم إلي م جعك فأ كم ب نك ف م ك ت من لذ ن كفر وج عل لذ ن تبع ف ق لذ ن كفر إل ي
55( َ َ ّا اّ ِي َ َ َ ُواْ َُ َ ّ ُ ُمْ َ َاب ً َ ِيدً ِي ال ّنْ َا َال ِ َ ِ َ َا َ ُم ّن ّا ِ ِي َ
فأم لذ ن كفر فأعذبه عذ ا شد ا ف د ي و خرة وم له م ن صر ن ِيهِ َخْ َ ِ ُونَ )
ف ت تلف
)65( ََ ّاس اّ ِينَس آ َ ُوا َ َ ُِواْ الصّا ِ َا ِ َ ُ َ ّي ِمْس ُ ُو َ ُمْس َا ّ لَس ُ ِبّ ال ّا ِ ِينَس )
ظ لم س لح ت فيوف ه أج ره و ل يح من وعمل وأم لذ
85( ِ ّ َ َ َ ِي َى ِن َ ا ّ َ َ َلِ آ َمَ َ َ َ ُ ِن
إن مثل ع س ع د ل كمث د خلقه م 75( َل َ َتُْو ُ َ َيْ َ م َ ال َا ِ َال ّكْ ِ الْ َ ِيمِ )
ذِك ن ل ه عل ك ِن ي ت و ذ ر حك
06(﴾ 95( الْ َ ّ ِن ّ ّ َ َ َ َ ُن ّن الْ ُمْ َ ِي َ )
حق م ربك فل تك م م تر ن ت َابٍ ِ ّ َا َ َ ُ ُن َ َ ُو ُ )
ُر ثم ق ل له ك فيك ن
لزالت اليات تتحدث عن قصة سيدنا عيسى عليه السلم وولدته من مريم البتول بل أب كما خلق
سيدنا آدم عليه السثلم مثن تراب بل مثال سثابق، ثم جعثل سنّة في الخلق وهي التكاثثر من ذكر
وأنثثى وذلك بهدف الحفاظ على النسل في جميع المخلوقات: النسثان، الحيوان، النبات، السحاب،
حتثى فثي عالم الذرات... ويسثتوجب عنصثرين الذكثر والنثثى وقثد أشار القرآن إلى هذه السثنة فثي
آيات كثيرة فقال تعالى: ﴿سُسبْ َا َ اّ ِي َ َقَس ا َزْ َاجَس ُّهَا ِ ّاس ُن ِتُس ا َرْضُس َ ِنْس َن ُسِس ِمْ َ ِ ّاس ل
وم أ ف ه ومم َ ح ن لذ خل لْ و كل مم ت ب لْ
يَعْلَمُونَ﴾ ]سورة يس: الية 63[، فلفظة "كل" في تفيد الشمول والستغراق.
بعد ذلك أحدث ا تعالى استثناءات في الخلق، مثال ذلك ميلد يحي عليه السلم الذي ولد لزكريا
عليه السلم الذي بلغ ٠٢١ سنة ولم عاقر عمرها ٨٩ سنة، والستثناء الخر هو ميلد سيدنا عيسى
عليثه السثلم الذي ولد مثن أم بل أب وهنثا اندهثش بعثض النصثارى واليهود وتعجبوا لهذا المثر،
فالذين آمنوا أيقنوا أن ا على كل شيء قدير، أما الذين كفروا فراودهم الشك الكبير، ولقد جعل
ا تعالى ميلد عيسثى عليه السثلم معجزة كمثا أيده بمعجزات أخرى كباقثي النبياء والرسثل مثن
قبله وم ثن بعده وذلك ليؤم ثن الناس ب ثه، وم ثع ذلك بق ثي اليهود على ضلله ثم ونكرانه ثم للحقائق
ث ث ث ث ث ث ث
الناصعة.
﴿ َف َ ّا َ َ ّ ِي َى ِنْ ُ ُ الْ ُفْ َ َالَ َنْ َن َا ِي ِ َى ا ّ َا َ الْ َ َا ِ ّو َ َحْ ُ َن َا ُ ا ّ آ َ ّا ِا ّ َاشْ َدْ بَ ّا
لم أحس ع س م هم ك ر ق م أ ص ر إل ل ق ل حو ري ن ن ن أ ص ر ل من ب ل و ه ِأن
35(﴾ ُسْ ِ ُو َ )25( َ ّ َا آ َ ّا ِ َا َن َل َ َا ّ َعْ َا ال ّ ُولَ َاكْ ُبْ َا َ َ ال ّا ِ ِي َ)
ربن من بم َ ز ْت و تب ن رس ف ت ن مع ش هد ن أ م لم ن
لمثا علم سثيدنا عيسثى عليثه السثلم بكفثر اليهود وجحودهثم وكيدهثم لقتله، اسثتنجد عليثه السثلم
وطلب النصثرةفأجابه الحواريون - وكلمثة "حور" لغثة تعنثي البياض ومعناه العميثق المقصثود فثي
1
- 2. هذه اليثة هثو نقاء قلوبهثم وصثفاء أرواحهثم- أنهثم معثه، وأعلنوا إيمانهثم بالله تعالى بعثد تلقيهثم
الرسثالة مثن نثبيهم وأبرموا العقثد معثه سثبحانه بأن يوحدوه إلى مماتهثم، ول يرتدوا عثن دينهثم إذا
غاب عنهم نبيهم كما فعل غيرهم من القوام كاليهود الذين عبدوا العجل بعد غياب النبي موسى
عليه السلم.
وأشهدوا عيسثى عليثه السثلم على أنهثم مسثلمون منقادون لمثر ا تعالى، مؤمنون بمثا أنزل ا
تعالى على رسوله وهو النجيل.
فعيسى عليه السلم شاهد عليهم يوم القيامة، وكل رسول يشهد على قومه، وبوأ ا تعالى لمة
السلم منزلة الشهادة على الناس في قوله تعالى: ﴿ َ َ َ ِ َ َ َلْ َا ُمْ أ ّ ً َ َط ً ّ َ ُو ُواْ ُ َ َاء َ َى ال ّا ِ
وكذلك جع ن ك ُمة وس ا لتك ن شهد عل ن س
﴾ ]سورة البقرة: الية 341[، ويكون الرسول صلى ا عليه وسلم شاهدا َ َ ُو َ ال ّ ُو ُ َ َيْ ُمْ َ ِيدً...
ويك ن رس ل عل ك شه ا
على جميع الشهداء يوم القيامة، كما قال تعالى: ﴿ َ َيْ َ ِ َا جئْ َا ِن ُ ّ أ ّ ٍ ِ َ ِي ٍ َ ِئ َا ِ َ ََى َس ُلء
فك ف إذ ِ ن م كل مة بشه د وج ْن بك عل ه ؤ
َ ِيدً﴾ ]سورة النساء، الية 14[.
شه ا
45(﴾ كشثثثف ا سثثثبحانه وتعالى مكثثثر اليهود ا ّ وسسسَا خسسسَيْ ُ الْ َا ِ ِينسسسَ)
ل س ّ س ر م كر س ل ﴿ َ َ َ ُواْ َ َ َ َ
ومكر ومكر
ومؤامرتهثم لقتثل عيسثى عليثه السثلم فأيده ونجاه مثن مكائدهثم، فنسثب ا تعالى لنفسثه المكثر
من باب المشاكلة كي يبين قدرته على كشف مكائدهم وحماية رسوله الكريم منهم، واتفق علماء
التفسير على أن هذه الية هي بشرى من ا لسيدنا عيسى بأنه في رعايته.
وج عل لذ ن
َ َا ِ ُ اّ ِي َ ﴿ِذْ َا َ ا ّ َا ِي َى ِ ّي ُ َ َ ّي َ َ َا ِ ُ َ ِ َ ّ َ ُ َ ّ ُ َ ِ َ اّ ِي َ َ َ ُواْ
إ ق ل ل ي ع س إن متوف ك ور فعك إلي ومطهرك من لذ ن كفر
ُمّ ِ َيّ مرْ ِ ُ ُمْ فَحْ ُ ُ َيْ َ ُمْ ِيمَا ُن ُمْ ِي ِ
ث إل َ جعك َأ كم ب نك ف ك ت ف ه ا ّ َ ُوكَ َوْ َ اّ ِي َ َ َ ُواْ ِ َى َوْمِ الْ ِ َا َةِ
قي م تبع ف ق لذ ن كفر إل ي
َخْ َ ِ ُو َ)55(﴾
ت تلف ن
اقتضثت حكمثة ا تعالى أن يرفثع نثبيه عيسثى عليثه السثلم إلى الملكوت العلى وقثد نجاه مثن
القتل والصلب ﴿... َ َا ق َُو ُ َ َا َ َ ُو ُ َ َس ِن ُ ّ َ َ ُمْ َِ ّ اّ ِي َ اخْت َ ُواْ ِي ِ َ ِي َ ّ ّنْ ُ َا َ ُم ِ ِ ِنْ ِلْمٍ ِ ّ ا ّ َا َ
وم َتل ه وم صلب ه ول ك شبه له وإن لذ ن َلف ف ه لف شك م ه م له به م ع إل تب ع
﴾ ]سثورة النسثاء: اليثة 751[، وطهره مثن شرور اليهود والكفار مثن النصثارى، ال ّنّ َمَا َ َُوه ُ َ ِين ً...
ظ و قتل س يق ا
وبشثر ا تعالى الحوارييثن الذيثن نصثروا سثيدنا عيسثى بالمقام الرفيثع على الذيثن كفروا إلى يوم
القيام ثة، ونبأه ثم أن كثل الخلفات الموجودة على وج ثه الرض مرجعه ثا إلى ا تعالى فيقض ثي
ث ث ث ث ث ث
بينهثم بالعدل والحثق، والمقصثود بالخلف مثا نشثأ حول ولدة عيسثى عليثه السثلم وحقيقتثه )بيثن
مثن يقول أنثه إله ومثن يقول أنثه ابثن ا ومثن آمثن بعقيدة التثليثث( والمعجزات الخرى التثي جاء
بها بإذن ا تعالى... كل هذا المور سيفصل فيها ا تعالى يوم القيامة.
65( ﴿ َ َ ّاس اّ ِينَس َ َ ُواْ َأ َ ّ ُ ُمْس َ َاب ً َ ِيدً فِي ال ّنْيَا َال ِ َ ِ َمَا َهُم ّنس ّاصِس ِي َ)
د و خ رة و ل م ن ر ن فأم لذ كفر فُعذبه عذ ا شد ا
٧٥(﴾ وعد ََ ّا اّ ِي َ آ َ ُوا َ َ ُِواْ ال ّا ِ َا ِ َ ُ َ ّي ِ مْ ُ ُو َ ُ مْ َا ّ َ ُ ِبّ ال ّا ِ ِي َ)
وأم لذ ن من وعمل ص لح ت فيوف ه أج ره و ل ل يح ظ لم ن
1
- 3. ا الذيثن كفروا بالله وبعيسثى عليثه السثلم بالعذاب الشديثد فثي الدنيثا والخرة، وأمثا الذيثن آمنوا
بالله حثق اليمان وترجموا إيمانهثم إلى عمثل صثالح يوفيهثم ا أجورهثم ويحفظهثا لهثم ويجزيهثم
خير الجزاء.
وكثثل هذا مثثن عدل ا تعالى، فالله تعالى ل يحثثب الظلم ول الظالميثثن، وأشكال الظلم كثيرة:
فالكفر بالله ظلم، وإنكار الرسل ظلم، وإنكار الوحي ظلم...
85( ِ ّ َ َ َ ِي َى ِن َ ا ّ َ َ َلِ آ َمَ َ َ َ ُ ِن ُ َا ٍ
إن مثل ع س ع د ل كمث د خلقه م تر ب ﴿ َل َ َتُْو ُ َ َيْ َ ِ َ ال َا ِ َال ّكْ ِ الْ َ ِي ِ)
ذِك ن ل ه عل ك من ي ت و ذ ر حك م
06(﴾خطاب موجثه للنثبي 95( الْ َقّ مِن ّ ّكَس َ َ َكُن ّنس الْ ُمْ َ ِينَس)
رب فل ت م م تر ح ثمّ َالَ َهُس كُن َ َ ُونُس)
فيك ق ل
صثلى ا عليثه وسثلم، فالله تعالى يقثص عليثه قصثة عيسثى عليثه السثلم فثي القرآن الكريثم وفيثه
حسثم بشأن خلق عيسثى عليثه السثلم، فأمثر خلقثه ليثس أغرب مثن خلق آدم عليثه السثلم، فالله
تعالى خلق عيسثى مثن أم بل أب، وخلق آدم بل أب ول أم، خلقثه مثن تراب فقال له "كسسن" فكان،
فهذا هثو الحثق الذي أظهره ا عثز وجثل آمرا نثبيه أل يكون مثن المشككيثن والمرتابيثن، فإذا زال
الشك ثبت اليقين.
1