مسرد الدراسات عن شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية

7. 5
‫مدخل‬
‫ا‬ً‫أحد‬ ‫ندعو‬ ‫وال‬ ،‫إياه‬ ‫إال‬ ‫نعبد‬ ‫ال‬ ،‫نتوكل‬ ‫وعليه‬ ‫نستعين‬ ‫به‬ ،‫لله‬ ‫والحمد‬ ،‫الله‬ ‫بسم‬
‫المبعوث‬ ‫على‬ ‫والسالم‬ ‫والصالة‬ ،]5 :‫[الفاتحة‬ } ُ‫ين‬ِ‫ع‬َ‫ت‬ ْ
‫س‬َ‫ن‬ َ‫اك‬َّ‫ي‬ِ‫إ‬َ‫و‬ ُ‫د‬ُ‫ب‬ْ‫ع‬َ‫ن‬ َ‫اك‬َّ‫ي‬ِ‫إ‬{ ،‫سواه‬
‫عن‬ ‫الله‬ ‫ورضي‬ ،‫الدامغة‬ ‫واآلية‬ ‫البالغة‬ ‫بالحجة‬ ‫الله‬ ‫أرسله‬ ،‫العربي‬ ‫واللسان‬ ‫بالهدى‬
:‫بعد‬ ‫أما‬ ،‫والعمل‬ ‫الفهم‬ ‫في‬ ‫الزلل‬ ‫من‬ ‫الناجين‬ ،‫الثاقبة‬ ‫الفهوم‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫وآله‬ ‫صحابته‬
‫م‬ َ‫وحك‬ ،‫عنها‬ ٌ‫بعيد‬ ‫وهو‬ ‫أمه‬ ‫ب‬َ‫ت‬‫وكا‬ ،‫بلده‬ ‫من‬ ‫في‬ُ‫ن‬‫و‬ ،‫مرة‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫جن‬ ُ
‫س‬ ‫رجل‬ ‫فهذا‬
‫أن‬ ‫ى‬َ‫ب‬‫وأ‬ ،ً‫ال‬‫اغتيا‬ ‫وإما‬ ً‫ء‬‫قضا‬ ‫إما‬ ‫قتله‬ ‫خصومه‬ ‫بعض‬ ‫وأراد‬ ،‫بالكفر‬ ‫خصومه‬ ‫بعض‬ ‫عليه‬
‫من‬ ‫كتبه‬ ‫نعت‬ُ‫وم‬ ،‫والتدريس‬ ‫اإلفتاء‬ ‫من‬ ‫رم‬ ُ
‫وح‬ ،‫دنيوية‬ ‫رفعة‬ ‫به‬ ‫ينال‬ ‫منصب‬ ّ
‫أي‬ ‫يتبوأ‬
‫ومات‬ ‫عنده‬ ‫التي‬ ‫كتبه‬ ‫ودرت‬ ُ
‫ص‬ ‫ثم‬ ،‫وأتباعه‬ ‫تالميذه‬ ‫وأوذي‬ ،‫بعضها‬ ‫حرق‬ُ‫وأ‬ ‫التداول‬
!‫السجن‬ ‫في‬
‫هذا؟‬ ‫بعد‬ ‫ماذا‬ ‫فكان‬
‫عن‬ ‫تبت‬ُ‫ك‬ ‫التي‬ ‫الكتب‬ ‫مئات‬ ‫وفاته‬ ‫من‬ ‫قرون‬ ‫بعد‬ ‫ونجمع‬ ،‫مؤلفاته‬ ‫ظالل‬ ‫اليوم‬ ‫نتفيأ‬
‫بنسخة‬ ‫ر‬َ‫ف‬ َّ‫الظ‬ ‫على‬ ‫والموافق‬ ‫له‬ ‫المخالف‬ ‫ويتواثب‬ ،‫ومعارفه‬ ‫علومه‬ ‫عن‬ ‫ومثلها‬ ،‫حياته‬
.‫ه‬ِ‫قول‬ ‫من‬ ‫ا‬ً‫شاهد‬ ‫نقل‬ ‫أو‬ ،‫ه‬َ‫ل‬‫قو‬ ‫ه‬ُ‫ل‬‫قو‬ ‫وافق‬ ‫أن‬ ‫رأسه‬ ‫الباحث‬ ‫ويرفع‬ ،‫مخطوطاته‬ ‫من‬
‫غيابة‬ ‫في‬ ‫التاريخ‬ ‫بهم‬ّ‫غي‬ ‫قد‬ ،‫مكانهم‬ ‫وال‬ ‫أسماءهم‬ ُ
‫الناس‬ ‫يعرف‬ ‫فال‬ :‫خصومه‬ ‫وأما‬
.‫عبارة‬ ‫شهرهم‬ُ‫ت‬ ‫ولم‬ ‫ارة‬ّ‫سي‬ ‫عليهم‬ ‫تمر‬ ‫فلم‬ ،‫الجب‬
!‫الكرامة؟‬ ‫فما‬ ،‫كرامة‬ ‫هذه‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫إن‬ ‫بربك‬ ‫لي‬ ‫فقل‬
‫مدخل‬

8. 6
‫سيرته‬ ‫في‬ ‫لطائف‬ ‫مع‬ ‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫مسرد‬
‫لهذا‬ ‫والمدائح‬ ‫األلقاب‬ ‫بتدبيج‬ ‫المقام‬ ‫هذا‬ ‫أستفتح‬ ‫أني‬ ‫ويظن‬ ‫إال‬ ‫ًا‬‫ئ‬‫قار‬ ‫أحسب‬ ‫وال‬
‫هذه‬ ‫أن‬ ‫علم‬ ‫البصر‬ ‫أعاد‬ ‫إن‬ ‫ولكنه‬ ،‫أخرى‬ ‫ا‬ً‫وطريد‬ ،‫مرات‬ ‫ا‬ً‫ن‬‫مسجو‬ ‫يراه‬ ‫هو‬ ‫فإذا‬ ،‫اإلمام‬
‫األذى‬ ‫من‬ ‫ينالونها‬ ‫جذوة‬ ‫لهم‬ ،‫أتباعهم‬ ‫كان‬ ‫وكذا‬ ،‫والسالم‬ ‫الصالة‬ ‫عليهم‬ ‫األنبياء‬ ‫نن‬ َ
‫س‬
.‫العقبى‬ ‫في‬ ‫تنالهم‬ ‫حظوة‬ ‫ولهم‬
‫قد‬ ،‫والتوصيف‬ ‫التعريف‬ ‫عن‬ ‫غنية‬ ‫علمية‬ ‫بصمة‬ )‫تيمية‬ ‫(ابن‬ ‫اسم‬ ‫لذكر‬ ‫بات‬ ‫لقد‬
‫الفناء‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫وأخمد‬ ،‫عظيم‬ ‫كل‬ ‫القرناء‬ ‫من‬ ‫و«أخمل‬ ،‫العلماء‬ ‫نجوم‬ ‫شمسه‬ ‫أخفت‬
،‫والكافر‬ ‫والمسلم‬ ،‫واألعجمي‬ ‫والعربي‬ ،‫والبعيد‬ ‫القريب‬ ‫به‬ ‫احتفى‬ ‫حتى‬ ،»‫قديم‬ ‫كل‬
،‫مثله‬ ‫المسلمين‬ ‫علماء‬ ‫من‬ ٌ‫أحد‬ ‫والبحث‬ ‫بالدراسة‬ ‫تناول‬ُ‫ي‬ ‫لم‬ ‫أنه‬ ‫الظن‬ ‫على‬ ‫وغلب‬
.‫تأثيره‬ ‫وقوة‬ ‫تصانيفه‬ ‫بعدد‬ ‫كاثرة‬ ً‫ة‬‫كثر‬ ‫حوله‬ ‫الدراسات‬ ‫فصارت‬
‫ذلك‬ ‫استشرف‬ ‫كما‬ ‫يبعثها‬ ‫أن‬ ‫الله‬ ‫شاء‬ ‫ثم‬ ،‫وفاته‬ ‫بعد‬ ‫األنظار‬ ‫عن‬ ‫كتبه‬ ‫غابت‬ ‫لقد‬
‫هذا‬ ‫لنصر‬ ‫سبحانه‬ ‫الله‬ ‫ليقيمن‬ - ‫الله‬ ‫شاء‬ ‫إن‬ - ‫«والله‬ :‫المشهورة‬ ‫مقولته‬ ‫في‬ ‫ي‬ّ‫ر‬ُ‫م‬ ‫ابن‬
‫وغرائبه‬ ‫عجائبه‬ ‫واستحسان‬ ‫مقاصده‬ ‫واستخراج‬ ،‫وتفهمه‬ ‫وتدوينه‬ ‫ونشره‬ ،‫الكالم‬
.»‫وبالده‬ ‫عباده‬ ‫في‬ ‫الجارية‬ ‫الله‬ ‫ة‬ّ‫ن‬ ُ
‫س‬ ‫هي‬ ‫وهذه‬ ،‫آبائهم‬ ‫أصالب‬ ‫في‬ ‫اآلن‬ ‫إلى‬ ‫هم‬ ً‫ال‬‫رجا‬
‫محمد‬‫وابنه‬‫قاسم‬‫بن‬‫عبدالرحمن‬‫العالمة‬‫به‬‫قام‬‫ما‬‫ذلك‬‫في‬‫األعمال‬‫أشهر‬‫من‬‫فكان‬
‫هـ‬1380‫سنة‬‫السعودية‬‫الدولة‬‫وطبعته‬،‫وفتاويه‬‫الشيخ‬‫رسائل‬‫جمع‬‫في‬-‫الله‬‫رحمهما‬-
‫وجه‬ ‫ر‬َّ‫غي‬ ‫الذي‬ ‫المليون‬ ‫هذا‬ ،‫ريال‬ ‫مليون‬ ‫بمبلغ‬ - ‫الله‬ ‫رحمه‬ - ‫سعود‬ ‫الملك‬ ‫من‬ ‫بأمر‬
.‫والبدع‬ ‫واألهواء‬ ‫المنحرفة‬ ‫الطرق‬ ‫تسلطت‬ ‫بعدما‬ ‫المسلمين‬ ‫دين‬ ‫به‬ ‫الله‬ ‫ى‬َّ‫وقو‬ ،‫العالم‬
‫الكتاب‬ ‫مخطوطات‬ ‫يتتبع‬ ‫سالم؛‬ ‫رشاد‬ ‫محمد‬ ‫الشيخ‬ ‫كان‬ ‫الجهد؛‬ ‫هذا‬ ‫وقرين‬
،‫صورة‬ ‫وأجمل‬ ‫ة‬ّ‫ل‬ ُ
‫ح‬ ‫بأبهى‬ ‫اإلسالمية‬ ‫لألمة‬ ‫ظهره‬ُ‫ي‬‫ل‬ ‫النبوية؛‬ ‫السنة‬ ‫منهاج‬ :‫الضخم‬
‫كان‬ ٍ‫ع‬‫مشرو‬ ‫ضمن‬ ،‫والصفدية‬ ‫واالستقامة‬ ‫كالدرء‬ ‫األخرى‬ ‫الكتب‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫ويشرع‬
.‫يموت‬ ‫أن‬ ‫المشروع‬ ‫لصاحب‬ ‫أراد‬ ‫الله‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ،‫يحيى‬ ‫أن‬ ‫له‬ ‫يريد‬

9. 7
‫مدخل‬
‫ويبحثون‬ ،‫جهلهم‬ ‫عورة‬ ‫به‬ ‫يسترون‬ ،‫علمه‬ ‫ورق‬ ‫من‬ ‫عليهم‬ ‫يخصفون‬ ‫الناس‬ ‫فطفق‬
‫ضمن‬ ‫كتبه‬ ‫تحقيق‬ ‫في‬ ‫علمية‬ ‫ونهضة‬ ‫حركة‬ ‫فبدأت‬ ،‫المخطوطات‬ ّ‫مظان‬ ‫عن‬ ‫كالعطشى‬
.‫تعليمية‬ ‫مؤسسات‬ ‫ترعاها‬ ‫جامعية‬ ‫رسائل‬ ‫أو‬ ،‫شخصية‬ ‫جهود‬
‫العالم‬ ‫حديث‬ ‫صارت‬ ‫حتى‬ ،‫بالتداول‬ ‫التيمية‬ ‫النصوص‬ ‫هذه‬ ‫بدأت‬ ‫إن‬ ‫وما‬
‫مئات‬ ‫لنا‬ ‫فخرجت‬ ،‫والنقاش‬ ‫والدراسة‬ ‫البحث‬ ‫مدار‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫واستحقت‬ ،‫والمتعلم‬
،‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫بابن‬ ‫ف‬ّ‫تطو‬ ‫وكلها‬ ،‫والعلوم‬ ‫الفنون‬ ‫شتى‬ ‫في‬ ‫العلمية‬ ‫والكتب‬ ‫الرسائل‬
‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫علوم‬ ‫في‬ ‫الجامعية‬ ‫الرسائل‬ ‫(دليل‬ ‫في‬ ‫شوشان‬ ‫عثمان‬ ‫جمع‬ ‫حتى‬
‫في‬ ‫محققة‬ ‫تيمية‬ ‫البن‬ ‫ا‬ً‫ب‬‫كتا‬ ‫وأربعين‬ ‫بسبعة‬ ‫وأردفها‬ ،‫جامعية‬ ‫رسالة‬ ‫وثالثين‬ ‫مائة‬ )‫تيمية‬
.‫هـ‬1424 ‫سنة‬ ‫اإلسالمي‬ ‫الوقف‬ ‫مؤسسة‬ ‫أصدرته‬ ‫وقد‬ ،‫علمية‬ ‫رسائل‬
‫(شيخ‬ ‫سيدو‬ ‫أمين‬ ‫محمد‬ ‫للدكتور‬ ‫هـ‬1427 ‫سنة‬ ‫في‬ ‫الدرعية‬ ‫مجلة‬ ‫نشرت‬ ‫ثم‬
‫إال‬ ‫سبق‬ ‫مما‬ ‫وأجمع‬ ‫أوفى‬ ‫وكانت‬ ،)‫عنه‬ ‫تب‬ُ‫ك‬ ‫وما‬ ‫بآثاره‬ ‫ببليوجرافية‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬
‫يزال‬ ‫ال‬ ‫طموح‬ ‫ببليوجرافي‬ ‫«مشروع‬ :‫مؤلفها‬ ‫وصف‬ ‫كما‬ ‫وكانت‬ ،‫الترتيب‬ ‫ينقصها‬ ‫أنه‬
.»‫األولى‬ ‫خطواته‬ ‫في‬
)‫م‬2013 ‫(ت‬ - ‫الله‬ ‫رحمه‬ - ‫سالمة‬ ‫يسري‬ ‫محمد‬ ‫الدكتور‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫وجمع‬
‫من‬ ‫بع‬ ُ‫ط‬ ‫ما‬ ‫(معجم‬ :‫كتابه‬ ‫في‬ ‫المطبوعة‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫مصنفات‬ ‫وفاته‬ ‫قبل‬
‫أنه‬ ‫مع‬ - ‫يقول‬ ‫كما‬ ‫ا‬ً‫ب‬‫مستوع‬ ‫ا‬ً‫ق‬‫دقي‬ ‫إحصاء‬ ‫وأحصاها‬ )‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫مصنفات‬
‫والطبعات‬ ،‫المفردة‬ ‫كتبه‬ ‫ثم‬ ،‫رسائله‬ ‫جمعت‬ ‫التي‬ ‫المجاميع‬ ‫بذكر‬ ‫وبدأ‬ - ‫أشياء‬ ‫فاته‬ ‫قد‬
‫من‬ ‫تخلو‬ ‫ال‬ ‫نافعة‬ ‫بمقدمة‬ ‫للكتاب‬ ‫م‬ّ‫وقد‬ ،‫منثورة‬ ‫فوائد‬ ‫مع‬ ،‫كتاب‬ ‫كل‬ ‫لحقت‬ ‫التي‬
‫ونشرها‬ ،‫ا‬ًّ‫تاريخي‬ ‫طباعتها‬ ‫تتبع‬ ‫حيث‬ ‫؛‬- ‫الله‬ ‫رحمه‬ - ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫مصنفات‬ ‫حول‬ ‫استطراد‬
‫والصحوة‬ ‫الدعوة‬ ‫أعالم‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫ى‬َّ‫ن‬‫تب‬ ‫ومن‬ ،‫ا‬ً‫قديم‬ ‫العربية‬ ‫والصحف‬ ‫المجالت‬ ‫في‬
.‫آنذاك‬ ‫السلفية‬ ‫اإلسالمية‬

10. 8
‫سيرته‬ ‫في‬ ‫لطائف‬ ‫مع‬ ‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫مسرد‬
‫شرت‬ُ‫ن‬ ‫تب‬ ُ‫لك‬ ‫ا‬ً‫ن‬‫عنوا‬ ‫وستين‬ ‫وتسعة‬ ‫مائة‬ ‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫أحصيت‬ ‫«قد‬ :‫قاله‬ ‫ومما‬
‫وثمانية‬ ‫مائة‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬ ،‫ا‬ً‫مجلد‬ ‫وثمانين‬ ‫وسبعة‬ ‫مئتين‬ ‫شغلت‬ ،‫تيمية‬ ‫البن‬ ‫مفردة‬
:‫عناوين‬ ‫من‬ ‫له‬‫شر‬ُ‫ن‬ ‫ما‬ ‫عدد‬ ‫فيكون‬ ،‫والجوامع‬ ‫المجاميع‬ ‫بطون‬‫في‬ ‫شرت‬ُ‫ن‬ ‫ا‬ً‫ن‬‫عنوا‬ ‫وستين‬
،‫العربية‬ ‫مصنفي‬ ‫من‬ ‫المكثرين‬ ‫أكابر‬ ‫عن‬ ‫كبير‬ ‫بفارق‬ ،‫ا‬ً‫ن‬‫عنوا‬ ‫وعشرين‬ ‫وثمانية‬ ‫ثالثمائة‬
.‫وغيرهم‬ ،‫والسيوطي‬ ‫والذهبي‬ ‫الجوزي‬ ‫كابن‬
‫دمت‬ ُ
‫خ‬‫كما‬‫م‬َ‫خد‬ُ‫ي‬‫لم‬-‫الفتاوى‬‫مجموع‬‫وهو‬-‫ا‬ً‫حجم‬‫مطبوعاته‬‫أكبر‬‫كون‬‫مع‬‫هذا‬
‫وهي‬ ،‫خلقه‬ ‫في‬ ‫الله‬ ‫آيات‬ ‫من‬ ‫آية‬ ‫الرفيعة‬ ‫المنزلة‬ ‫وتلك‬ ،‫كذلك‬ ‫وغيره‬ ً‫ال‬‫مث‬ ‫الذهبي‬ ‫كتب‬
.»..‫ورحمته‬ ‫وحكمته‬ ‫الله‬ ‫عدل‬ ‫تمام‬ ‫من‬
‫ثمانمائة‬ ‫في‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫كتب‬ ‫من‬ ‫مباشرة‬ ‫نقوالت‬ ‫أحصيت‬ ‫«قد‬ :‫كذلك‬ ‫وقال‬
،‫للهجرة‬ ‫عشر‬ ‫الثالث‬ ‫القرن‬ ‫إلى‬ ‫العاشر‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫ا‬ً‫ء‬‫بد‬ ،‫ا‬ً‫مصدر‬ ‫وسبعين‬ ‫وخمسة‬
،‫خاصة‬ ‫ونجد‬ ‫والهند‬ ‫والعراق‬ ‫والشام‬ ‫مصر‬ ‫في‬ ‫واسع‬ ‫نطاق‬ ‫على‬ ‫متداولة‬ ‫كتبه‬ ‫وكانت‬
.‫أسلفنا‬ ‫كما‬ ‫خصومه‬ ‫يد‬ ‫على‬ ‫والطي‬ ‫والحرق‬ ‫اإلتالف‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫تعرضت‬ ‫مما‬ ‫الرغم‬ ‫على‬
‫أصحابه‬ ‫عند‬ ‫معظمها‬ ‫في‬ ‫محفوظة‬ ‫ذلك‬ ‫قبل‬ ‫ومكتوباته‬ ‫مخطوطاته‬ ‫وكانت‬
‫وشيء‬ ،‫والضيائية‬ ‫ة‬ّ‫ي‬‫مر‬ُ‫كالع‬ ‫دمشق‬ ‫مدارس‬ ‫خزائن‬ ‫إلى‬ ‫منها‬ ‫كثير‬ ‫شيء‬ ‫وآل‬ ،‫وتالميذه‬
‫وبيت‬ ‫وحلب‬ ‫الحجاز‬ ‫في‬ ‫وشيء‬ ،‫وغيرها‬ ‫المحمودية‬ ‫الخزانة‬ ‫في‬ ‫بمصر‬ ‫كان‬ ‫منها‬
‫إلى‬ ‫نسخها‬ ‫بعض‬ ‫وانتقلت‬ ،‫المشرق‬ ‫نواحي‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ،‫والموصل‬ ‫وبغداد‬ ‫المقدس‬
‫مكتبة‬ ‫في‬ ‫المحفوظة‬ ‫كتبه‬ ‫من‬ ‫المخطوط‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫يشهد‬ ‫كما‬ ،‫والمغرب‬ ‫األندلس‬
.»‫ذلك‬ ‫تال‬ ‫فيما‬ ‫الهند‬ ‫إلى‬ ‫منها‬ ‫شيء‬ ‫وانتقل‬ ،‫المغرب‬ ‫خزائن‬ ‫وبعض‬ ،‫اإلسكوريال‬
‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫(جهود‬ ‫رسالته‬ ‫مقدمة‬ ‫في‬ ‫الفريوائي‬ ‫عبدالرحمن‬ ‫وللدكتور‬
‫الكتب‬ ‫لبعض‬ ‫بذكره‬ ‫تميزت‬ ،‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫حول‬ ‫بالكتب‬ ‫قائمة‬ )‫وعلومه‬ ‫الحديث‬ ‫في‬
‫بعض‬ ‫ذكر‬ ‫كما‬ ،‫اللغات‬ ‫لتلك‬ ‫رجمت‬ُ‫ت‬ ‫التي‬ ‫والكتب‬ ،‫والبنغالية‬ ‫واألردية‬ ‫اإلنجليزية‬

11. 9
‫مدخل‬
‫الذي‬ ‫أو‬ ‫المخطوط‬ ‫ذكر‬ ‫بل‬ ،‫المطبوع‬ ‫من‬ ‫ليس‬ ‫ذلك‬ ‫غالب‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ،‫المستشرقين‬ ‫كتب‬
.‫المسرد‬ ‫في‬ ‫أوردتها‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫دراسات‬ ‫وللفريوائي‬ ،‫العربية‬ ‫غير‬ ‫األم‬ ‫لغته‬ ‫على‬ ‫بقي‬
‫ابن‬ ‫عند‬ ‫التربوي‬ ‫(الفكر‬ ‫رسالته‬ ‫مقدمة‬ ‫في‬ ‫كذلك‬ ‫عرسان‬ ‫ماجد‬ ‫دكتور‬ ‫عرض‬ ‫وقد‬
‫ولدي‬،‫بكثير‬‫منه‬‫أكثر‬‫شك‬‫بال‬‫والموجود‬،‫قليلة‬‫أنها‬‫إال‬،‫األجنبية‬‫الرسائل‬‫بعض‬)‫تيمية‬
،‫عرضها‬‫أو‬‫منها‬‫االستفادة‬‫دون‬‫يحول‬‫اللغة‬‫عائق‬‫أن‬‫إال‬-‫أتتبعها‬‫أن‬‫دون‬-‫بذلك‬‫قائمة‬
.(((
‫الغربية‬ ‫الدراسات‬ ‫في‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ :‫بحثه‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫أقف‬ ‫لم‬ ‫للبحث‬ ‫مجال‬ ‫وهو‬
‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫بمؤلفات‬ ‫(قائمة‬ ‫ن‬ّ‫الحصي‬ ‫عبدالسالم‬ ‫دكتور‬ ‫كذلك‬ ‫كتب‬ ‫وقد‬
‫أعرفه‬ ‫وال‬ ‫إلكترونية‬ ‫نشره‬ ‫ولكنه‬ ،‫سالمة‬ ‫يسري‬ ‫كتبه‬ ‫لما‬ ‫مشابهة‬ )‫المطبوعة‬ ‫تيمية‬
‫دراستان‬ ‫وللمؤلف‬ ،‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫كتب‬ ‫إحصاء‬ ‫مواضع‬ ‫عن‬ ‫نافعة‬ ‫بمقدمة‬ ‫م‬ّ‫وقد‬ ،‫ا‬ً‫مطبوع‬
.‫وأصوله‬ ‫الفقه‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫هنا‬ ‫تجدها‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬
‫في‬ ‫والرسائل‬ ‫الكتب‬ ‫(ثبت‬ ‫في‬ ‫العبيلي‬ ‫هشام‬ ‫به‬ ‫قام‬ ‫ما‬ ‫ا‬ ً
‫أيض‬ ‫الجهود‬ ‫هذه‬ ‫ومن‬
‫المجموع‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫ة‬َ‫المودع‬ ‫الرسائل‬ ‫تتبع‬ )‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫فتاوى‬ ‫مجموع‬
‫يسري‬ ‫كتبه‬ ‫لما‬ ‫كذلك‬ ‫مشابهة‬ ‫وهي‬ ،‫خر‬ُ‫أ‬ ‫مجاميع‬ ‫ضمن‬ ‫أو‬ ‫خارجه‬ ‫المفردة‬ ‫وطبعاتها‬
.‫األخير‬ ‫من‬ ‫استفادته‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬ ،‫ن‬ّ‫والحصي‬ ‫سالمة‬
‫كتبه‬ ‫تتبع‬ ‫أما‬ ،‫المطبوعة‬ ‫وآثاره‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫كتب‬ ‫بيان‬ ‫في‬ ‫جهودهم‬ ‫كانت‬ ‫فهؤالء‬
‫فعل‬ ‫كما‬ ‫مفردة؛‬ ‫أخرى‬ ‫جهود‬ ‫فلها‬ ‫المطبوع‬ ‫من‬ ‫المفقود‬ ‫من‬ ‫المخطوط‬ ‫تمييز‬ ‫دون‬ ‫كلها‬
‫كما‬ ‫أو‬ ،‫منها‬ ‫المخطوط‬ ‫تتبعا‬ ‫حين‬ ،‫الشبل‬ ‫عبدالعزيز‬ ‫بن‬ ‫وعلي‬ ،‫المنجد‬ ‫الدين‬ ‫صالح‬
‫الصارم‬ ‫مقدمة‬ ‫في‬ ‫وشودري‬ ‫كالحلواني‬ ‫والكتب؛‬ ‫العلمية‬ ‫الرسائل‬ ‫ضمن‬ ‫بعضهم‬ ‫فعل‬
‫عن‬ ‫رصين‬ ‫بحث‬ ‫إلخراج‬ ‫باحث‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫فيه‬ ‫يشترك‬ ‫أن‬ ‫بأس‬ ‫وال‬ ،‫األجنبية‬ ‫اللغات‬ ‫إلتقان‬ ‫يحتاج‬ (((
،‫معه‬ ‫والتعامل‬ ‫وتراثه‬ ‫لفكره‬ ‫ونظرتهم‬ ،‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫حول‬ ..‫واأللمانية‬ ‫والفرنسية‬ ‫اإلنجليزية‬ ‫الدراسات‬
.‫ذلك‬ ‫ونحو‬

12. 10
‫سيرته‬ ‫في‬ ‫لطائف‬ ‫مع‬ ‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫مسرد‬
‫اإلسالم‬ ‫لشيخ‬ ‫كتاب‬ ‫مئة‬ ‫سبع‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫فيه‬ ‫جمعا‬ ‫حيث‬ ‫القوائم؛‬ ‫أوفى‬ ‫من‬ ‫وهو‬ ‫المسلول‬
‫رسالة‬ ‫ضمن‬ ‫أو‬ ،)‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫لسيرة‬ ‫(الجامع‬ ‫ضمن‬ ‫جاء‬ ‫ما‬ ‫أو‬ ،‫تيمية‬ ‫ابن‬
‫كما‬ ‫أو‬ ،‫وأصوله‬ ‫الفقه‬ ‫بكتب‬ ‫القائمة‬ َّ
‫خص‬ ‫حين‬ ‫للميمان‬ ‫الفقهية‬ ‫والقواعد‬ ‫الضوابط‬
‫المطبوعة‬ ‫وآثاره‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫لمؤلفات‬ ‫إحصائي‬ ‫بوصف‬ ‫قام‬ ‫حيث‬ ‫المتولي؛‬ ‫صبري‬ ‫فعل‬
‫تجدها‬‫وغيرها‬‫الكتب‬‫وهذه‬،‫الكريم‬‫القرآن‬‫تفسير‬‫في‬‫ومنهجه‬‫تيمية‬‫ابن‬:‫رسالته‬‫ضمن‬
.‫المسرد‬ ‫هذا‬ ‫في‬
‫حول‬ ‫وليست‬ ،‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫مؤلفات‬ ‫عن‬ ‫أكثرها‬ - ‫ترى‬ ‫كما‬ - ‫المباركة‬ ‫الجهود‬ ‫فهذه‬
.‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫وعلوم‬ ،‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫مؤلفات‬ ‫عن‬ ‫تب‬ُ‫ك‬ ‫ما‬
‫لجمع‬ ‫ماسة‬ ‫تزال‬ ‫ال‬ ‫الحاجة‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫والمعلومات؛‬ ‫المعرفة‬ ‫وسائل‬ ‫تطور‬ ‫ومع‬
‫باحث‬‫كل‬‫على‬‫يسهل‬‫فليس‬،‫وعلومه‬‫تيمية‬‫ابن‬‫كتب‬‫حول‬‫واألبحاث‬‫بالمؤلفات‬‫مسرد‬
‫الرحال‬ ‫لها‬ ‫شد‬ُ‫ت‬ ‫دراسة‬ ‫عن‬ ‫ذهل‬ ‫وربما‬ ،‫الدراسات‬ ‫هذه‬ ‫عناوين‬ ‫من‬ ‫لبغيته‬ ‫الوصول‬
.‫إلخ‬ .. ‫الدراسة‬ ‫مكان‬ ‫أو‬ ،‫الكاشف‬ ‫العنوان‬ ‫عن‬ ‫هو‬ ‫ذهل‬ ‫أو‬ ،‫عنوانها‬ ‫في‬ ‫إلغراب‬
‫مقابل‬ ‫في‬ ،‫الجوانب‬ ‫لبعض‬ ‫البحثية‬ ‫الثغرات‬ ‫ن‬ّ‫يبي‬ ‫المسرد‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬
‫تنل‬ ‫أو‬ ‫بالكلية‬ ‫بحث‬ُ‫ت‬ ‫لم‬ ‫مواطن‬ ‫على‬ ‫الباحثين‬ ‫يدل‬ ،‫ودليل‬ ‫مسرد‬ ‫فهو‬ ،‫آخر‬ ‫جانب‬ ‫وفرة‬
‫شبكة‬ ‫في‬ ‫نشر‬ُ‫ي‬ ‫ما‬ ‫أما‬ ،‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫المطبوعة‬ ‫الدراسات‬ ‫جمع‬ ‫وقد‬ ،‫البحث‬ ‫من‬ ‫حقها‬
‫قبل‬ ‫تتزايد‬ ،‫الله‬ ‫إال‬ ‫يحصيه‬ ‫ال‬ ‫آخر‬ ‫خلق‬ ‫فذاك‬ ‫ومرئي‬ ‫ومسموع‬ ‫مكتوب‬ ‫من‬ ‫المعلومات‬
.‫الكاتب‬ ‫حبر‬ ّ
‫يجف‬ ‫أن‬
‫الصدئة‬ ‫والمعاول‬ ،‫هدمه‬ ‫راد‬ُ‫ي‬ ‫جبل‬ ‫اليوم‬ - ‫الله‬ ‫رحمه‬ - ‫تيمية‬ ‫فابن‬ ‫وكذلك‬
‫بأن‬ ‫لظنهم‬ ‫أساسه؛‬ ‫تضرب‬ ‫فتئت‬ ‫ما‬ ‫المنحرفة‬ ‫الفكرية‬ ‫المذاهب‬ ‫وأصحاب‬ ‫للمبتدعة‬
‫واالستعالء‬،‫والمنهجي‬‫العلمي‬‫واليقين‬،‫والبرهان‬‫الحجة‬‫من‬‫كثير‬‫سقوط‬‫يعني‬‫سقوطه‬
.‫النفسي‬

13. 11
‫مدخل‬
‫ابن‬ ‫يبعثون‬ ‫كيف‬ ،‫الثابتة‬ ‫وشرائعه‬ ‫اإلسالم‬ ‫عقيدة‬ ‫ضد‬ ‫معركة‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫ترى‬ ‫فأنت‬
‫في‬ ‫بأنهم‬ ‫الناس‬ ‫فيوهمون‬ ،‫طعنه‬ ‫إلى‬ ‫ويتداعون‬ ‫الحرب‬ ‫ة‬َ‫م‬ َ
‫ل‬ ‫لبسونه‬ُ‫ي‬‫و‬ ،‫قبره‬ ‫من‬ ‫تيمية‬
‫الذي‬ ‫الله‬ ‫شرع‬ ‫وهو‬ ،‫معه‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫شاملة‬ ‫حرب‬ ‫في‬ ‫أنهم‬ ‫والحقيقة‬ ،‫معه‬ ‫خاصة‬ ‫حرب‬
،‫بسوء‬ ‫اإلسالم‬ ‫نرد‬ ‫لم‬ ‫إننا‬ :‫قالوا‬ ،‫والدفاع‬ ‫للنصرة‬ ‫الناس‬ ّ
‫هب‬ ‫فإذا‬ ،‫كلهم‬ ‫السنة‬ ‫أهل‬ ‫مع‬
!‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫أردنا‬ ‫وإنما‬
‫رحمه‬- ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫حياة‬ ‫في‬ - ‫اليوم‬‫يتكرر‬ ‫نراه‬ ‫الذي‬ - ‫المشهد‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫حصل‬ ‫وقد‬
‫عقيدتك‬ ‫هي‬ :‫وقالوا‬ ،‫األمير‬ ‫بحضرة‬ ‫الواسطية‬ ‫العقيدة‬ ‫في‬ ‫الخصوم‬ ‫ناظره‬ ‫حين‬ ،- ‫الله‬
‫السلف‬ ‫عقيدة‬ ‫إال‬ ‫جمعت‬ ‫«ما‬ :- ‫الله‬ ‫رحمه‬ - ‫فقال‬ !‫أحمد‬ ‫اإلمام‬ ‫عقيدة‬ ‫أو‬ ،‫الخاصة‬
‫العلم‬ ‫غ‬ِّ‫ل‬‫مب‬ ‫هو‬ ‫إنما‬ ‫أحمد‬ ‫واإلمام‬ ،‫بهذا‬ ‫اختصاص‬ ‫أحمد‬ ‫لإلمام‬ ‫ليس‬ ‫جميعهم‬ ‫الصالح‬
،‫نقبله‬ ‫لم‬ ‫الرسول‬ ‫به‬ ‫يجئ‬ ‫لم‬ ‫ما‬ ‫نفسه‬ ‫تلقاء‬ ‫من‬ ‫أحمد‬ ‫قال‬ ‫ولو‬ ، ‫النبي‬ ‫به‬ ‫جاء‬ ‫الذي‬
. ‫محمد‬ ‫عقيدة‬ ‫وهذه‬
‫جاء‬ ‫فإن‬ ،‫سنين‬ ‫ثالث‬ ‫منها‬ ‫شيء‬ ‫في‬ ‫خالفني‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫أمهلت‬ ‫قد‬ :‫مرات‬ ُ
‫وقلت‬
‫(خير‬ :‫قال‬ ‫حيث‬  ‫النبي‬ ‫عليها‬ ‫أثنى‬ ‫التي‬ ‫الثالثة‬ ‫القرون‬ ‫من‬ ‫أحد‬ ‫عن‬ ‫واحد‬ ‫بحرف‬
‫ذكرته‬ ‫ما‬ ‫يخالف‬ (((
)‫يلونهم‬ ‫الذين‬ ‫ثم‬ ،‫يلونهم‬ ‫الذين‬ ‫ثم‬ ،‫فيه‬ ‫عثت‬ُ‫ب‬ ‫الذي‬ ‫القرن‬ ‫القرون‬
‫ما‬ ‫توافق‬ ‫الثالثة‬ ‫القرون‬ ‫عن‬ ‫الطوائف‬ ‫جميع‬ ‫بنقول‬ ‫آتي‬ ‫أن‬ ّ
‫وعلي‬ ،‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫أرجع‬ ‫فأنا‬
.(((
»‫ذكرته‬
‫عنه‬ ‫الدفاع‬ ‫أوجه‬ ‫من‬ ّ‫د‬َ‫ع‬ُ‫ي‬‫و‬ ،‫الرسوخ‬ ‫هذا‬ ‫برز‬ُ‫ي‬ ‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫كر‬ِ‫فذ‬
.‫قدره‬ ‫عاقل‬ ‫كل‬ ‫يعرف‬ ‫وبه‬ ،‫وقدره‬ ‫علمه‬ ‫ظم‬ِ‫وع‬ ،‫مكانته‬ ‫سمو‬ ‫ويؤكد‬ ،‫الهجوم‬ ‫هذا‬ ‫ضد‬
)2652( ‫برقم‬ )171/3( ‫البخاري‬ ‫أخرجه‬ ‫ما‬ :‫منها‬ ‫متعددة‬ ‫مواضع‬ ‫في‬ ‫قريب‬ ‫بلفظ‬ ‫الصحيحين‬ ‫في‬ (((
.)2533( ‫برقم‬ )1963/4( ‫ومسلم‬
.)169/3( ‫الفتاوى‬ ‫مجموع‬ (((

14. 12
‫سيرته‬ ‫في‬ ‫لطائف‬ ‫مع‬ ‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫مسرد‬
،‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫تراث‬ ‫بها‬ ‫دم‬ ُ
‫خ‬ ‫التي‬ ‫المشاريع‬ ‫ضمن‬ ‫قناة‬ ‫المسرد‬ ‫هذا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫وأرجو‬
‫رشاد‬ ‫محمد‬ ‫كالشيخ‬ ،‫الزمان‬ ‫يسعفهم‬ ‫ولم‬ ‫وا‬ُ‫ل‬َّ‫أم‬ ‫الذين‬ ‫األكابر‬ ‫رغبة‬ ‫من‬ ‫لجانب‬ ‫ا‬ً‫ي‬‫وملب‬
.- ‫الله‬ ‫رحمهما‬ - ‫زيد‬ ‫أبو‬ ‫بكر‬ ‫والعالمة‬ ‫سالم‬
،‫المنهاج‬ ‫مقدمة‬ ‫في‬ )‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫(مكتبة‬ ‫بمشروعه‬ ‫ح‬ّ‫صر‬ ‫قد‬ ‫سالم‬ ‫رشاد‬ ‫الشيخ‬ ‫فإن‬
‫بالعناية‬ ‫المسلمين‬ ‫علماء‬ ‫أجدر‬ ‫من‬ ‫هو‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫أن‬ ‫زلت‬ ‫وما‬ ‫أعتقد‬ ‫كنت‬ ‫«قد‬ :‫قال‬ ‫حين‬
‫من‬‫ودراسته‬‫بنشره‬‫المبادرة‬‫يجب‬‫ما‬‫أول‬‫ضمن‬‫تكون‬‫أن‬‫يجب‬‫مؤلفاته‬‫وأن‬،‫واالهتمام‬
...‫الصالح‬ ‫سلفنا‬ ‫كنوز‬
‫ستنقسم‬ ‫التي‬ )‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫(مكتبة‬ ‫من‬ ‫ا‬ً‫قسم‬ ‫الله‬ ‫بإذن‬ ‫ستكون‬ ‫المؤلفات‬ ‫هذه‬ ‫أن‬ ‫على‬
:‫أقسام‬ ‫ثالثة‬ ‫إلى‬
‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫ألفه‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫لنشر‬ ‫المخصص‬ ‫وهو‬ ،‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫مؤلفات‬ :‫األول‬ ‫القسم‬
.- ‫الله‬ ‫رحمه‬ -
‫سيرة‬‫عن‬‫كتب‬‫ما‬‫كل‬‫نشر‬‫القسم‬‫هذا‬‫في‬‫وسأحاول‬،‫تيمية‬‫ابن‬‫تراجم‬:‫الثاني‬‫القسم‬
.‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬
‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫آراء‬ ‫سأتناول‬ ‫القسم‬ ‫هذا‬ ‫وفي‬ ،‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫دراسات‬ :‫الثالث‬ ‫القسم‬
.»...‫والتحليل‬ ‫بالدراسة‬ ‫المختلفة‬
،‫والعناية‬ ‫االهتمام‬ ‫محط‬ ‫كانت‬ - ‫الله‬ ‫بحمد‬ - ‫الثالثة‬ ‫األقسام‬ ‫هذه‬ ‫أن‬ ‫شك‬ ‫وال‬
،‫العلم‬ ‫طالب‬ ‫منافسة‬ ‫محل‬ - ‫الله‬ ‫رحمه‬ - ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫كتب‬ ‫فتحقيق‬
‫أبو‬ ‫بكر‬ ‫العالمة‬ ‫سه‬ َّ
‫أس‬ ‫الذي‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫آثار‬ ‫مشروع‬ ‫في‬ ‫معت‬ ُ
‫ج‬ ‫وتراجمه‬
‫خالل‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫لسيرة‬ ‫(الجامع‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫وصدرت‬ ،- ‫الله‬ ‫رحمه‬ - ‫زيد‬
‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫لدرجة‬ ‫غزيرة‬ ‫فهي‬ ‫وآرائه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫وأما‬ ،‫وملحقه‬ )‫قرون‬ ‫سبعة‬
.‫ذلك‬ ‫في‬ ‫يسعى‬ ‫المسرد‬ ‫وهذا‬ ،‫إحصاؤها‬

15. 13
‫مدخل‬
‫منه‬‫خرجت‬‫الذي‬‫مشروعه‬‫مجاالت‬‫ن‬َّ‫بي‬‫فقد‬-‫الله‬‫رحمه‬-‫زيد‬‫أبو‬‫بكر‬‫الشيخ‬‫أما‬
:‫أقسام‬ ‫أربعة‬ ‫في‬ ‫فجعله‬ ،‫والزالت‬ ‫وفاته‬ ‫وبعد‬ ‫حياته‬ ‫في‬ ‫عديدة‬ ‫كتب‬
.‫طبعه‬ ‫يسبق‬ ‫مالم‬ ‫طبع‬ :‫األول‬ ‫القسم‬
.‫طبعه‬ ‫سبق‬ ‫ما‬ ‫بعض‬ ‫تحقيق‬ :‫الثاني‬ ‫القسم‬
.‫أعمال‬ ‫من‬ ‫لحقها‬ ‫ما‬ :‫الثالث‬ ‫القسم‬
.‫المباركة‬ ‫سيرته‬ :‫الرابع‬ ‫القسم‬
.‫الناقص‬ ‫إكمال‬ ‫إلى‬ ‫ويرشد‬ ،‫الثالث‬ ‫القسم‬ ‫بيان‬ ‫في‬ ‫يسهم‬ ‫المسرد‬ ‫وهذا‬
‫مختلف‬ ‫دراسات‬ ‫أنتج‬ ‫الذي‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫علم‬ ‫سعة‬ ‫ا‬ ً
‫أيض‬ ‫لنا‬ ‫ن‬ّ‫ويبي‬
‫واألخالق‬ ،‫والسياسة‬ ‫واالقتصاد‬ ،‫واإلعالم‬ ‫واللغة‬ ،‫كالتاريخ‬ ،‫واحد‬ ‫بماء‬ ‫تسقى‬ ‫ألوانها‬
‫يم‬ِ‫الق‬ ‫عن‬ ‫ا‬ً‫ث‬‫بحو‬ ‫نجد‬ ‫الفنون‬ ‫هذه‬ ‫كل‬ ‫وداخل‬ ،‫والمنطق‬ ‫والفلسفة‬ ‫واإلدارة‬ ،‫والتربية‬
‫المجتمعات‬ ‫وبيئة‬ ،‫السجون‬ ‫وإصالح‬ ‫والمحبة‬ ‫السعادة‬ ‫ونظريات‬ ،‫اإلسالمية‬ ‫والهوية‬
.‫ذلك‬ ‫وغير‬ ،‫السياسي‬ ‫والخطاب‬ ‫واالحتكار‬ ‫والتسعير‬
:‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫دراسة‬ ‫مزايا‬ ‫معرفة‬ ‫إلى‬ ‫يدفعنا‬ ‫وهذا‬
1
1 )
‫يف‬ ‫عاش‬ ‫ألنه‬ ‫األول؛‬ ‫الصدر‬ ‫وبني‬ ‫بيننا‬ ‫املنتصف‬ ‫يف‬ ‫ا‬ًّ‫ي‬‫زمان‬ ‫يقع‬ ‫اإلمام‬ ‫فهذا‬
‫احلقب‬ ‫لتلك‬ ‫جامعة‬ ‫مادة‬ ‫ر‬ّ‫ف‬‫تو‬ ‫فكتبه‬ ‫ولذا‬ ،‫اهلجري‬ ‫والثامن‬ ‫السابع‬ ‫القرنني‬
‫حاول‬ ‫وكيف‬ ،‫عرصه‬ ‫يف‬ ‫األمور‬ ‫إليه‬ ‫آلت‬ ‫ما‬ ‫كذلك‬ ‫لنا‬ ‫ح‬ ّ
‫وتوض‬ ،‫السابقة‬
.‫كله‬ ‫ذلك‬ ‫إصالح‬
2
2 )
،‫ا‬ ً
‫قرس‬ ‫الغربية‬ ‫إىل‬ ‫ينتقل‬ ‫ثم‬ ،‫ا‬ ً‫دهر‬ ‫الرشقية‬ ‫البوابة‬ ‫يعمر‬ ‫أن‬ ‫له‬ ‫ر‬ّ‫د‬ُ‫ق‬ ‫قد‬ ‫ا‬ًّ‫ي‬‫مكان‬ ‫وهو‬
‫قوافل‬ ‫وممر‬ ‫املرشق‬ ‫بالد‬ ‫مدخل‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫الشام‬ ‫يف‬ ‫العلم‬ ‫ونرش‬ ‫ونشأ‬ ‫لد‬ُ‫فو‬

16. 14
‫سيرته‬ ‫في‬ ‫لطائف‬ ‫مع‬ ‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫مسرد‬
‫تلك‬ ‫يف‬ ‫علومه‬ ‫وراجت‬ ،‫واحلموية‬ ‫والتدمرية‬ ‫الواسطية‬ ‫تراثه‬ ‫يف‬ ‫فنجد‬ ،‫احلجاج‬
‫تراثه‬ ‫يف‬ ‫فنجد‬ ‫خالله‬ ‫من‬ ‫يمر‬ ‫املغاربة‬ ‫طريق‬ ‫صار‬ ‫ملرص‬ ‫ُفي‬‫ن‬ ‫ملا‬ ‫ثم‬ ،‫النواحي‬
.‫راكشية‬ُ‫مل‬‫وا‬ ‫األندلس‬ ‫ألهل‬ ‫وجواب‬ ‫املرصية‬ ‫االعرتاضات‬ ‫جواب‬
3
3 )
َ
‫ملعارف‬ ‫الباحث‬ ‫ينطلق‬ ‫فمنه‬ ،‫العلوم‬ ‫جممع‬ ‫بأنه‬ ‫ا‬ ً
‫أيض‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫دراسة‬ ‫ومتتاز‬
‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫أن‬ ‫يشعر‬ ‫ال‬ ‫وهو‬ ،‫آلخر‬ ‫باب‬ ‫من‬ ‫فيلج‬ ‫املعرفة‬ ‫آثار‬ ‫ويتلمس‬ ،‫شتى‬
،‫واحلديث‬ ‫القرآن‬ ‫لساحة‬ ‫الفقه‬ ‫لباحة‬ ،‫األصول‬ ‫لرسحة‬ ‫العقائد‬ ‫فناء‬ ‫من‬ ‫قاده‬
،‫والعلم‬ ‫بالعقل‬ ‫ويفيض‬ ،‫واليقني‬ ‫اإليامن‬ ‫بمعاين‬ ‫عليك‬ ‫يغدق‬ ‫كله‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫وهو‬
.‫واالستعالء‬ ‫بالعزة‬ ‫ويشحن‬
4
4 )
،‫املنضبطة‬‫والعقالنية‬،‫األفق‬‫سعة‬‫جيمع‬،‫ا‬ًّ‫ي‬‫نموذج‬‫ا‬ًّ‫ي‬‫عامل‬‫ا‬ً‫ب‬‫خطا‬‫يمثل‬‫تيمية‬‫وابن‬
،‫املتغريات‬‫ومعرفة‬‫الواقع‬‫مراعاة‬‫مع‬،‫بالنصوص‬‫والتمسك‬،‫العالية‬‫واألخالق‬
‫جيمع‬،‫ا‬ً‫مصلح‬‫وداعية‬،‫رسوله‬‫وسنة‬‫اهلل‬‫لكتاب‬‫ا‬ً‫ع‬‫ّب‬‫ت‬‫م‬‫يكون‬‫أن‬‫يعدو‬‫ال‬‫وهو‬
.‫واحلزم‬ ‫والسامحة‬ ،‫والنقل‬ ‫والعقل‬ ،‫والعمل‬ ‫العلم‬
5
5 )
‫وحاجتنا‬ ،‫لعرصه‬ ‫عرصنا‬ ‫مشاهبة‬ ‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫دراسة‬ ‫أسباب‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬
‫بعض‬ ‫عىل‬ ‫املرسد‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫عينك‬ ‫وستقع‬ ،‫والدنيوية‬ ‫الدينية‬ ‫وآرائه‬ ‫لتطبيقاته‬
.‫اجلانب‬ ‫هذا‬ ‫أوضحت‬ ‫التي‬ ‫الدراسات‬
6
6 )
‫الفرعية‬ ‫باألمور‬ ‫ينشغل‬ ‫ال‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫أن‬ ‫أوهلا؛‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫وحقه‬ ‫املزايا‬ ‫هذه‬ ‫وآخر‬
‫اجلوهرية‬ ‫واملسائل‬ ،‫اإلسالم‬ ‫دعوة‬ ّ
‫ب‬ُ‫ل‬‫ب‬ ‫اهتاممه‬ ‫بقدر‬ ‫املكررة‬ ‫الكتابات‬ ‫أو‬
‫مشغول‬ ‫فهو‬ ،- ‫والسالم‬ ‫الصالة‬ ‫عليهم‬ - ‫األنبياء‬ ‫به‬ ‫عث‬ُ‫ب‬ ‫وما‬ ،‫العظمى‬
‫الكربى‬ ‫املعارضات‬ ‫بدفع‬ ‫مهموم‬ ‫وهو‬ ،‫هلل‬ ‫الناس‬ ‫وتعبيد‬ ،‫ومسائله‬ ‫بالتوحيد‬
‫إعادة‬ ‫هو‬ ‫الذي‬ ‫التجديد‬ ،‫ا‬ً‫د‬‫جمد‬ ‫كان‬ ‫لذا‬ ،‫اليم‬ ‫جلة‬ ‫يف‬ ‫ونسفها‬ ‫وهدمها‬ ‫للوحي‬

17. 15
‫مدخل‬
‫رأس‬ ‫عىل‬ ‫األمة‬ ‫هلذه‬ ‫يبعث‬ ‫اهلل‬ ‫«إن‬ : ‫النبي‬ ‫قال‬ ‫كام‬ ،‫األول‬ ‫ألصله‬ ‫اإلسالم‬
.(((
»‫دينها‬ ‫هلا‬ ‫جيدد‬ ‫من‬ ‫سنة‬ ‫مائة‬ ‫كل‬
‫فإن‬ ،‫حثت‬ُ‫ب‬ ‫قد‬ ‫حولها‬ ‫دندن‬ُ‫ي‬ ‫التي‬ ‫المسائل‬ ‫من‬ ‫ا‬ً‫كثير‬ ‫أن‬ ‫سنلحظ‬ ‫المسرد‬ ‫هذا‬ ‫وفي‬
.‫البحث‬ ‫يواصلوا‬ ‫كيما‬ ‫للعابرين‬ ً‫ال‬‫سبي‬ ‫ت‬ّ‫ق‬‫ش‬ ‫فقد‬ ‫ا‬ً‫ث‬‫بح‬ ‫شبعت‬ُ‫أ‬ ‫قد‬ ‫تكن‬ ‫لم‬
‫وهناك‬ ،‫الذاتية‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫ترجمة‬ ‫عن‬ ‫دراسة‬ ‫هناك‬ ‫أن‬ ‫نجد‬ :‫المثال‬ ‫سبيل‬ ‫فعلى‬
‫قد‬ ‫وغيرهما‬ ‫المصدران‬ ‫وهذان‬ ،‫القيم‬ ‫ابن‬ ‫كتب‬ ‫في‬ ‫المبثوثة‬ ‫سيرته‬ ‫جمعت‬ ‫دراسات‬
‫للكتابة‬ ‫أحد‬ ‫ينشط‬ ‫لو‬ ‫وود‬ ،- ‫الله‬ ‫رحمه‬ - ‫موته‬ ‫قبل‬ ‫زيد‬ ‫أبو‬ ‫بكر‬ ‫العالمة‬ ‫عليهما‬ ‫نص‬
.‫ا‬ ً
‫متاح‬ ‫يزال‬ ‫ال‬ ‫المجال‬ ‫هذا‬ ‫وإكمال‬ ،‫فيهما‬
،‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫بطوطة‬ ‫ابن‬ ‫حكاية‬ ‫من‬ ‫الموقف‬ ‫عن‬ ‫نجدها‬ ‫مفردة‬ ‫أبحاث‬ ‫وهناك‬
‫العالمة‬ ‫متابعة‬ ‫أو‬ ،‫ا‬ًّ‫ومنهجي‬ ‫ا‬ًّ‫فقهي‬ ،‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫بشيخ‬ ‫القيم‬ ‫ابن‬ ‫تأثر‬ ‫مقدار‬ ‫وعن‬
.‫الفقهية‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫ألقوال‬ ‫عثيمين‬ ‫ابن‬
‫في‬ ‫التطابق‬ ‫لحد‬ ‫وصلت‬ ‫ربما‬ ‫الموضوع‬ ‫لذات‬ ‫مكررة‬ ‫أخرى‬ ‫دراسات‬ ‫ونجد‬
.‫الزماني‬ ‫تقاربها‬ ‫مع‬ ،‫العنوان‬
‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫بتراث‬ ‫والزمانية‬ ‫المكانية‬ ‫العناية‬ ‫خريطة‬ ‫لنا‬ ‫ر‬ّ‫يصو‬ ‫المسرد‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫كما‬
‫الجزيرة‬ ‫في‬ ‫تراثه‬ ‫عث‬ُ‫ب‬ ‫الحراني‬ ‫الشامي‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫أن‬ :ً‫ال‬‫مث‬ ‫فنجد‬ ،‫اهتمامها‬ ‫ومجاالت‬
‫الكتاب‬:‫األول‬‫المقام‬‫في‬‫الدينية‬‫باألصول‬‫يهتم‬‫الدراسات‬‫هذه‬‫غالب‬‫وأن‬،‫بقوة‬‫العربية‬
‫العالم‬‫مغرب‬‫أن‬‫نجد‬‫بينما‬،‫الفقهية‬‫بالجوانب‬:‫الثاني‬‫المقام‬‫في‬‫ويهتم‬،‫والتوحيد‬‫والسنة‬
‫والمنطق‬ ‫والفلسفة‬ ‫كالكالم‬ ‫المحضة‬ ‫العقلية‬ ‫بالقضايا‬ ‫األول‬ ‫بالمقام‬ ‫يهتم‬ ‫اإلسالمي‬
‫تدور‬ ‫والعلمانية‬ ‫االستشراقية‬ ‫المنحرفة‬ ‫الدراسات‬ ‫أن‬ ‫نجد‬ ‫حين‬ ‫في‬ ،‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عند‬
.‫األلباني‬ ‫وصححه‬ ‫داود‬ ‫أبو‬ ‫رواه‬ (((

18. 16
‫سيرته‬ ‫في‬ ‫لطائف‬ ‫مع‬ ‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫مسرد‬
‫ق‬َ‫ر‬ِ‫الف‬ ‫وأن‬ ،‫واإلرهاب‬ ‫والتكفير‬ ،‫والجهاد‬ ‫كالعنف‬ :‫وأغراضه‬ ‫الغربي‬ ‫الفكر‬ ‫فلك‬ ‫في‬
‫من‬ ‫االستفادة‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫منعها‬ ‫مما‬ ‫وتشويهه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫على‬ ‫الرد‬ ‫تحاول‬ ‫زالت‬ ‫ال‬ ‫الكالمية‬
.‫الجوانب‬ ‫كافة‬ ‫في‬ ‫وتقريراته‬ ‫علومه‬
‫تراث‬‫نشر‬‫في‬‫كبيرة‬‫جهود‬‫لها‬‫كانت‬‫والهندية‬‫المصرية‬‫البالد‬‫أن‬‫لنا‬‫يظهر‬‫حين‬‫وفي‬
‫ما‬ ‫وفق‬ ‫كله‬ ‫وهذا‬ ،‫طرين‬ُ‫الق‬ ‫هذين‬ ‫في‬ ‫ت‬ّ‫ل‬‫ق‬ ‫قد‬ ‫حوله‬ ‫األبحاث‬ ‫أن‬ ‫نجد‬ ،‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬
.‫ا‬ً‫مغاير‬ ‫يكون‬ ‫ربما‬ ‫الواقع‬ ‫كان‬ ‫وإن‬ ‫المسرد‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫مع‬ ُ
‫ج‬
،‫كالواسطية‬ ‫والتعليق‬ ‫بالشرح‬ ‫حظها‬ ‫نالت‬ ‫الكتب‬ ‫بعض‬ ‫أن‬ ‫نالحظ‬ ‫فإننا‬ ‫ا‬ ً
‫وأيض‬
‫كانت‬ ‫الكتب‬ ‫وبعض‬ ،‫اآلن‬ ‫حتى‬ ‫شرح‬ُ‫ت‬ ‫لم‬ ‫التي‬ ‫األخرى‬ ‫الرسائل‬ ‫بعض‬ ‫بعكس‬
‫العقل‬ ‫تعارض‬ ‫درء‬ ‫فكتاب‬ ،‫الجوانب‬ ‫بقية‬ ‫دون‬ ‫فيها‬ ‫واحد‬ ‫جانب‬ ‫على‬ ‫ة‬َّ‫منكب‬ ‫الدراسات‬
‫دراسات‬‫ذلك‬‫في‬‫وصدرت‬ ،‫بالنقل‬‫وعالقته‬‫العقل‬‫لحدود‬‫الدارسين‬‫عمدة‬‫كان‬‫والنقل‬
.‫للقراء‬ ‫وتقريبه‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫واختصار‬ ‫تهذيب‬ ‫في‬ ‫ظاهر‬ ‫ضعف‬ ‫هناك‬ ‫بينما‬ ،‫متعددة‬
‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫دراسة‬ ‫به‬ ‫صد‬ُ‫ق‬ ‫لما‬ ‫هنا‬ ‫ها‬ ‫الجمع‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫الباحثين‬ ‫نظر‬ ‫لفت‬ ‫أود‬ ‫وهنا‬
‫تعتمد‬ ،‫الكتب‬ ‫ثنايا‬ ‫في‬ ‫عنه‬ ‫مبثوثة‬ ‫ونافعة‬ ‫عظيمة‬ ‫دراسات‬ ‫هناك‬ ‫أن‬ ‫يخفى‬ ‫وال‬ ،‫مباشرة‬
‫عند‬ ‫العقلية‬ ‫(العلوم‬ ‫يبحث‬ ‫كمن‬ ،‫ذلك‬ ‫ظهر‬ُ‫ي‬ ‫ال‬ ‫عنوانها‬ ‫ولكن‬ ،‫أقواله‬ ‫وتنقل‬ ‫آراءه‬
.‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫على‬ ‫فيها‬ ‫االعتماد‬ ‫ويكون‬ ،)‫المسلمين‬
‫عن‬ ‫دراسات‬ ‫المسرد‬ ‫هذا‬ ‫ففي‬ ،‫آخر‬ ‫جانب‬ ‫من‬ ‫تيمية‬ ‫بابن‬ ‫متصلة‬ ‫كانت‬ ‫ربما‬ ‫أو‬
‫دراسة‬ ‫ضمن‬ ‫البحث‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫كذلك‬ ‫نجد‬ ‫ولكننا‬ ،‫القيم‬ ‫ابن‬ ‫تلميذه‬ ‫على‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫تأثير‬
‫ذكر‬ ،)‫موارده‬ ‫آثاره‬ ‫حياته‬ ‫القيم‬ ‫(ابن‬ ‫القيم‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ - ‫الله‬ ‫رحمه‬ - ‫زيد‬ ‫أبو‬ ‫بكر‬ ‫العالمة‬
‫في‬ ‫كذلك‬ ‫ونجد‬ ،‫عنه‬ ‫واالختالف‬ ‫منه‬ ‫االستفادة‬ ‫ومقدار‬ ،‫بشيخه‬ ‫القيم‬ ‫ابن‬ ‫اتصال‬ ‫فيها‬
‫عن‬ ‫الكالم‬ )‫األلوسي‬ ‫شكري‬ ‫ومحمود‬ ‫القاسمي‬ ‫الدين‬ ‫جمال‬ ‫بين‬ ‫المتبادلة‬ ‫(الرسائل‬

19. 17
‫مدخل‬
‫وكتبه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫ا‬ً‫دفاع‬ ‫ونجد‬ ،‫بذلك‬ ‫والتواصي‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫كتب‬ ‫نشر‬
،)‫النبهاني‬ ‫على‬ ‫الرد‬ ‫في‬ ‫األماني‬ ‫(غاية‬ ‫في‬ ‫األلوسي‬ ‫عند‬ ‫والتوسل‬ ‫االستغاثة‬ ‫ومسائل‬
‫المقدمين‬‫من‬‫أو‬،‫لكتبه‬‫المحققين‬‫مقدمات‬‫في‬‫ا‬ ً
‫أيض‬‫تيمية‬‫ابن‬‫عن‬‫الكالم‬‫من‬‫كثير‬‫وهناك‬
‫زيد‬ ‫أبو‬ ‫وبكر‬ ،‫الفقي‬ ‫بطبعة‬ ‫المنطق‬ ‫لنقض‬ ‫الوكيل‬ ‫عبدالرحمن‬ ‫كتقديم‬ :‫كتبه‬ ‫لتحقيقات‬
.‫وشودري‬ ‫الحلواني‬ ‫بتحقيق‬ ‫المسلول‬ ‫للصارم‬
:‫المسرد‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫وطريقتي‬
™
™
‫من‬ ‫يل‬ ‫تيرس‬ ‫ما‬ ‫وأذكر‬ ،‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫املطبوعة‬ ‫الدراسات‬ ‫أمجع‬ ‫أن‬
ُ
‫أعرضت‬ ‫مؤمترات‬ ‫بحوث‬ ‫أو‬ ‫علمية‬ ‫مقاالت‬ ‫كانت‬ ‫وإن‬ ،‫حوهلا‬ ‫املعلومات‬
‫ا‬ً‫مفيد‬ ‫ا‬ً‫ب‬‫جان‬ ‫يتناول‬ ‫رأيته‬ ‫ما‬ ُ
‫وأثبت‬ ،‫سريته‬ ‫يتناول‬ ‫الذي‬ ‫اإلنشائي‬ ‫املكرر‬ ‫عن‬
،‫تب‬ُ‫ك‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫إحصاء‬ ‫أزعم‬ ‫وال‬ ،‫للباحث‬ ‫إفادة‬ ‫صفحاهتا‬ ‫عدد‬ ُ
‫وبينت‬ ،‫للقارئ‬
.‫عمله‬ ‫وتقبل‬ ‫ا‬ً‫ري‬‫خ‬ ‫اهلل‬ ‫جزاه‬ ‫به‬ ‫د‬ ُ
‫ج‬َ‫ي‬‫فل‬ ‫فاتني‬ ‫بال‬ ‫ذا‬ ‫ًا‬‫ئ‬‫شي‬ ‫وجد‬ ‫فمن‬
™
™
‫ما‬ ‫أميزها‬ ‫كان‬ ‫التي‬ ‫املشكورة‬ ‫السابقة‬ ‫باجلهود‬ ‫اكتفاء‬ ‫تيمية؛‬ ‫ابن‬ ‫كتب‬ ‫أذكر‬ ‫مل‬
‫والعقود‬ ،)‫قرون‬ ‫سبعة‬ ‫خالل‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫لسرية‬ ‫(اجلامع‬ :‫يف‬ ‫جاء‬
،‫املسلول‬ ‫الصارم‬ :‫كتاب‬ ‫حمققا‬ ‫به‬ ‫قام‬ ‫وما‬ ،‫العمران‬ ‫عيل‬ ‫دكتور‬ ‫بتحقيق‬ ‫الدرية‬
‫وسيأيت‬،‫ذلك‬‫يف‬‫اإلخوة‬‫بعض‬‫جلهد‬‫اإلشارة‬‫سبق‬‫فقد‬‫مؤلفاته‬‫من‬‫املطبوع‬‫وأما‬
.‫بذلك‬ ‫نيت‬ ُ‫ع‬ ‫التي‬ ‫الدراسات‬ ‫بعض‬ ‫ذكر‬ ‫املرسد‬ ‫يف‬
،‫والمطبوع‬ ‫والمفقود‬ ‫للمخطوط‬ ‫خاص‬ ‫ع‬ُّ‫وتتب‬ ‫لجهد‬ ‫يحتاج‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬
‫بعت‬ ُ‫فط‬ ‫كتبه‬ ‫من‬ ‫مسلولة‬ ‫مباحث‬ ‫أصله‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫تيمية‬ ‫البن‬ ‫المطبوعة‬ ‫الكتب‬ ‫من‬ ‫وألن‬
‫(نقض‬ ‫في‬ ‫حصل‬ ‫كما‬ ‫محققيها‬ ‫اجتهاد‬ ‫باختالف‬ ‫عناوينها‬ ‫تغيرت‬ ‫أو‬ ،‫أخرى‬ ‫بأسماء‬
‫التصنيف‬ ‫حسب‬ ‫الفتاوى‬ ‫من‬ ‫جزئين‬ ‫في‬ ‫الكتاب‬ ‫قاسم‬ ‫ابن‬ ‫ق‬َّ‫فر‬ ‫فقد‬ ،)‫المنطق‬

20. 18
‫سيرته‬ ‫في‬ ‫لطائف‬ ‫مع‬ ‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫مسرد‬
‫جاء‬ ‫ثم‬ ،‫ا‬ً‫د‬‫مفر‬ ‫أخرجه‬ ‫حين‬ )‫المنطق‬ ‫(نقض‬ ‫له‬ ‫الفقي‬ ‫واختار‬ ،‫سلكه‬ ‫الذي‬ ‫الموضوعي‬
‫ألهل‬ ‫(االنتصار‬ ‫واختار‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫آثار‬ ‫مشروع‬ ‫ضمن‬ ‫قائد‬ ‫عبدالرحمن‬ ‫الكتاب‬ ‫محقق‬
.)‫األثر‬
‫خالل‬‫من‬‫الشيخ‬‫على‬‫افتراء‬‫أو‬‫طوية‬‫سوء‬‫أو‬‫جهل‬‫عن‬‫المطبوع‬‫تسمية‬‫كانت‬‫وربما‬
‫وبين‬ ،‫له‬ ‫حادث‬ ‫اسم‬ ‫وابتكار‬ ‫كالمه‬ ‫تلفيق‬ ‫أو‬ ،‫ما‬ ‫موضوع‬ ‫حول‬ ‫المنثور‬ ‫كالمه‬ ‫جمع‬
!‫لذلك‬ ‫أمثلة‬ ‫يدي‬
™
™
‫(جامع‬ ‫رأيت‬ ‫حني‬ ،‫عليها‬ ‫والتعليقات‬ ،‫الشيخ‬ ‫لكتب‬ ‫الرشوح‬ ‫أذكر‬ ‫أن‬ ‫رأيت‬
‫هذه‬ ‫غالب‬ ‫أن‬ ‫السيام‬ ،‫منها‬ ‫ًا‬‫ئ‬‫شي‬ ‫يذكر‬ ‫مل‬ ‫احلبيش‬ ‫لعبداهلل‬ )‫واحلوايش‬ ‫الرشوح‬
‫ضمن‬ ‫أهنا‬ ‫شك‬ ‫وبال‬ ،‫العلم‬ ‫لطالب‬ ‫يكون‬ ‫ما‬ ‫أنفع‬ ‫من‬ ‫وهي‬ ،‫متأخر‬ ‫الرشوح‬
.‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫لكتب‬ ‫اخلادمة‬ ‫األعامل‬
™
™
‫أهل‬ ‫اعتقاد‬ ‫أصول‬ ‫خمالفة‬ ‫قصدت‬ ‫التي‬ ‫األهواء‬ ‫وأهل‬ ‫املبتدعة‬ ‫كتب‬ ‫أذكر‬ ‫مل‬
‫يف‬ ‫الشيخ‬ ‫خالفت‬ ‫التي‬ ‫الكتب‬ ‫أما‬ ،‫املأجور‬ ‫ال‬ ‫املوزور‬ ‫العلم‬ ‫من‬ ‫فهي‬ ،‫السنة‬
‫عن‬ ‫القارئ‬ ‫يرىض‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫البدهي‬ ‫ومن‬ ،‫فذكرهتا‬ ‫عليه‬ ‫استدركت‬ ‫أو‬ ‫اجتهاده‬
‫أو‬ ‫بحثها‬ ‫لضعف‬ ‫أو‬ ،‫وآرائهم‬ ‫الناس‬ ‫فهوم‬ ‫الختالف‬ ،‫مذكور‬ ‫كتاب‬ ‫كل‬ ‫نتائج‬
‫ا‬ً‫ب‬‫كتا‬ ‫جتد‬ ‫فربام‬ ‫ذلك؛‬ ‫ومع‬ ،‫كرها‬ِ‫ذ‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫يمنعنا‬ ‫وال‬ ،‫غريه‬ ‫أو‬ ‫مناهجها‬ ‫خلل‬
‫كتاب‬ ‫كل‬ ‫عىل‬ ‫أطلع‬ ‫مل‬ ‫ألين‬ ‫الصحيحة؛‬ ‫املسلمني‬ ‫عقيدة‬ ‫ملخالفة‬ ‫يدعو‬ ‫ا‬ً‫فاسد‬
.‫نت‬ّ‫وبي‬ ‫هت‬ّ‫نب‬ ‫إن‬ ‫ا‬ً‫ري‬‫خ‬ ‫اهلل‬ ‫فجزاك‬ ،‫منشور‬
™
™
‫أن‬ ‫حاولت‬ ‫فن‬ ‫كل‬ ‫وداخل‬ ،‫أنفع‬ ‫بأنه‬ ‫ي‬ّ‫ن‬‫لظ‬ ‫الفنون‬ ‫عىل‬ ‫املرسد‬ ‫كتب‬ ُ
‫رتبت‬
‫أكثر‬ ‫تتناول‬ ‫قد‬ ‫الكتب‬ ‫بعض‬ ‫أن‬ ‫خيفى‬ ‫وال‬ ،‫املتشاهبة‬ ‫املوضوعات‬ ‫بني‬ ‫أقارب‬
‫يف‬ ‫أشباهها‬ ‫مع‬ ‫فوضعتها‬ )ً‫ال‬‫مث‬ ‫واألصويل‬ ‫املنطقي‬ ‫(كالقياس‬ ‫وموضوع‬ ‫فن‬ ‫من‬

21. 19
‫مدخل‬
‫أستطع‬‫ومل‬‫ا‬ ً
‫غامض‬‫عنوانه‬‫كان‬‫وما‬،‫اآلخر‬‫املوضع‬‫يف‬‫رها‬ّ‫أكر‬‫أن‬‫دون‬‫الفنني‬‫أحد‬
:‫أمرين‬ ‫إال‬ ‫الرتتيب‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ِ‫أستثن‬ ‫ومل‬ ،‫موضعه‬ ‫يف‬ ‫اجتهدت‬ ‫مطالعته‬
-
.‫مواضيعها‬ ‫اختلفت‬ ‫وإن‬ ‫ا‬ً‫مجيع‬ ‫أرسدها‬ ‫فإين‬ :‫الواحد‬ ‫املؤمتر‬ ‫بحوث‬
-
‫كاتب‬ ‫جهود‬ ‫معرفة‬ ‫أو‬ ،‫املرشوع‬ ‫إكامل‬ ‫يف‬ ‫الباحث‬ ‫تفيد‬ ‫ألهنا‬ :‫العلمية‬ ‫املشاريع‬
.‫ما‬
-
‫واقترصت‬،‫ترمجته‬‫جتاوزت‬‫فقد‬،‫هل‬ ُ
‫ي‬‫ال‬‫مثله‬-‫اهلل‬‫رمحه‬-‫اإلسالم‬‫شيخ‬‫وألن‬
‫كتبه‬ ‫لقراءة‬ ‫اجليل‬ ‫ق‬ّ‫وتشو‬ ،‫عظمته‬ ‫من‬ ‫ا‬ً‫ب‬‫جان‬ ‫ظهر‬ُ‫ت‬ ‫حياته‬ ‫عن‬ َ
‫لطائف‬ ‫ذكر‬ ‫عىل‬
.‫بمحبته‬ ‫املؤمن‬ ‫وتغري‬ ،‫وسريته‬
..‫وبعد‬
‫أرض‬ ‫كل‬ ‫في‬ ٍ‫علم‬ ‫سحابة‬ ‫ولكنه‬ ،‫لنبي‬ ‫إال‬ ‫عصمة‬ ‫فال‬ ،‫ا‬ً‫م‬‫معصو‬ ‫ليس‬ ‫تيمية‬ ‫فابن‬
،‫بالخيرات‬ ٌ
‫وسابق‬ ٌ‫ومقتصد‬ ‫لنفسه‬ ٌ‫ظالم‬ ‫فيه‬ ‫والناس‬ ،‫فأثمرت‬ ‫وأخصبت‬ ،‫أمطرت‬
.‫عليم‬ ‫علم‬ ‫ذي‬ ‫كل‬ ‫وفوق‬ ،‫العظيم‬ ‫الفضل‬ ‫ذو‬ ‫والله‬ ،‫يشاء‬ ‫من‬ ‫يؤتيه‬ ‫الله‬ ‫فضل‬ ‫وذلك‬
‫الغامدي‬ ‫سعيد‬ ‫بن‬ ‫بدر‬
algamdy_b@ ‫تويتر‬
badr.algamdy@gmail.com ‫بريد‬

23. ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫حول‬ ‫لطائف‬

25. 23
‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫حول‬ ‫لطائف‬
‫سيرته‬ ‫تجمع‬ ‫مرشحة‬ ‫كتب‬ :‫األولى‬
‫من‬ ‫األصلية‬ ‫المصادر‬ ‫إلى‬ ‫تعود‬ ‫وهي‬ ،‫الكتب‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫عن‬ ‫تب‬ُ‫ك‬
‫له‬ ‫يجمع‬ ‫ًا‬‫ئ‬‫شي‬ ‫أراد‬ ‫فمن‬ ،‫بعض‬ ‫من‬ ‫بعضها‬ ‫ينقل‬ ‫التراجم‬ ‫كتب‬ ‫وغالب‬ ،‫التراجم‬ ‫كتب‬
:‫كتب‬ ‫بثالثة‬ ‫فعليه‬ ‫الشتات‬
‫البن‬ ،‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫مناقب‬ ‫بعض‬ ‫ذكر‬ ‫في‬ ‫الدرية‬ ‫العقود‬ :‫األول‬
‫ا‬ً‫أمور‬ ‫ويذكر‬ ،‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫تلميذ‬ ‫كونه‬ ،‫وأوثقها‬ ‫أقدمها‬ ‫من‬ ‫وهو‬ :)744‫(ت‬ ‫عبدالهادي‬
.‫غيره‬ ‫عند‬ ‫تجدها‬ ‫ال‬ ‫خاصة‬
‫العمران‬ ‫لعلي‬ ،‫قرون‬ ‫سبعة‬ ‫خالل‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫لسيرة‬ ‫الجامع‬ :‫الثاني‬
‫كتب‬ ‫من‬ ‫الشيخ‬ ‫سيرة‬ ‫جمع‬ ‫كونه‬ ،‫وأجمعها‬ ‫أغزرها‬ ‫من‬ ‫وهو‬ :‫شمس‬ ‫عزير‬ ‫ومحمد‬
،‫واألخبار‬ ‫الروايات‬ ‫بين‬ ‫الموازنة‬ ‫لك‬ ‫يتيح‬ ‫وهذا‬ ،‫القرون‬ ‫عبر‬ ‫المختلفة‬ ‫التراجم‬
‫آثار‬ ‫لمشروع‬ ‫مقدمته‬ ‫في‬ - ‫الله‬ ‫رحمه‬ - ‫زيد‬ ‫أبو‬ ‫بكر‬ ‫العالمة‬ ‫به‬ ‫ه‬ ّ
‫حل‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬
‫آثار‬ ‫إلى‬ ‫(المدخل‬ ‫وسماه‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫تجدها‬ ‫ال‬ ‫عالية‬ ‫تحليلية‬ ‫معلومات‬ ‫من‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬
‫بفهرس‬ ‫ختموه‬ ‫وقد‬ ،‫رصينة‬ ‫تحقيقات‬ ‫من‬ ‫الفاضالن‬ ‫المحققان‬ ‫ذكره‬ ‫وما‬ ،)‫تيمية‬ ‫ابن‬
.‫المفيدة‬ ‫للفهرسة‬ ً‫ال‬‫مثا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يصلح‬ ‫موضوعي‬
‫ويقوم‬ ،‫اليوم‬ ‫الموجود‬ ‫وأتقن‬ ‫أجود‬ ‫هو‬ ‫بكر؛‬ ‫العالمة‬ ‫سه‬ ّ
‫أس‬ ‫الذي‬ ‫المشروع‬ ‫وهذا‬
.‫أجالء‬ ‫علماء‬ ‫به‬
‫لمحمد‬ - ‫الله‬ ‫رحمه‬ - ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫حياة‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫أوراق‬ :‫الثالث‬
‫تقدم‬ ،‫الشيخ‬ ‫حياة‬ ‫من‬ ‫متفرقة‬ ‫شذرات‬ ‫فيه‬ ‫جمع‬ ،‫وأمتعها‬ ‫ألطفها‬ ‫من‬ ‫وهو‬ :‫الشيباني‬
.‫به‬ ‫مجملة‬ ‫ومعرفة‬ ‫عنه‬ ‫ا‬ًّ‫عام‬ ‫ا‬ً‫تصور‬ ‫للقارئ‬

26. 24
‫سيرته‬ ‫في‬ ‫لطائف‬ ‫مع‬ ‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫مسرد‬
‫اإلمامة‬ ‫وأمارات‬ ‫ر‬ّ‫المبك‬ ‫النبوغ‬ :‫الثانية‬
™
:‫صغري‬ ‫وهو‬
‫يوم‬ ‫معهم‬ ‫يروح‬ ‫أن‬ ‫سألوه‬ ،‫بظله‬ ‫يلوذون‬ ‫ممن‬ ‫وآخرين‬ ،‫وأهله‬ ‫وأخاه‬ ‫أباه‬ ‫إن‬ :‫«قيل‬
‫على‬‫الموه‬‫النهار‬‫آخر‬‫عادوا‬‫فلما‬،‫ج‬ّ‫عر‬‫وال‬‫عليهم‬‫ألوى‬‫وما‬‫منهم‬‫فهرب‬،‫ج‬ّ‫ليتفر‬‫سبت‬
‫وال‬ ‫شيء‬ ‫لكم‬ ‫د‬ّ‫ي‬‫تز‬ ‫ما‬ ‫أنتم‬ :‫فقال‬ ،‫تكلفه‬ ‫من‬ ‫انفراده‬ ‫في‬ ‫وما‬ ‫التباعهم‬ ‫وتركه‬ ،‫تخلفه‬
!‫المجلد‬ ‫هذا‬ ‫غيبتكم‬ ‫في‬ ‫حفظت‬ ‫وأنا‬ ،‫تجدد‬
.(((
»‫شهير‬‫وأمره‬‫صغير‬‫مجلد‬‫وهو‬،(((
)‫المناظر‬‫وجنة‬‫الناظر‬‫(جنة‬‫الكتاب‬‫ذلك‬‫وكان‬
™
:‫ا‬ًّ‫جد‬ ‫صغري‬ ‫وهو‬ ‫اخلصوم‬ ‫عىل‬ ‫يرد‬
ُ‫م‬َ‫ل‬ْ‫ع‬َ‫ي‬ ‫ا‬َ‫م‬َ‫و‬{ :‫قوله‬ ‫في‬ ‫الغالطين‬ ‫هؤالء‬ ‫من‬ ‫شخص‬ ‫مرة‬ ‫لي‬ ‫قاله‬ ‫ما‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫«أغرب‬
‫الذي‬ )‫(هو‬ ‫اسم‬ ‫أي‬ )‫(هو‬ ‫تأويل‬ ‫يعلم‬ ‫وما‬ ‫المعنى‬ :‫قال‬ ،]7 :‫عمران‬ ‫[آل‬ }ُ َّ
‫الل‬ َّ
‫ِإل‬ ُ‫ه‬َ‫ل‬‫ي‬ِ‫و‬ْ‫َأ‬‫ت‬
!)‫هو‬ ‫(هو‬ :‫فيه‬ ‫يقال‬
‫«التفسير‬ ‫في‬ ‫وأنه‬ ،‫الرملي‬ ‫العلوي‬ ‫األغر‬ ‫بن‬ ‫أشرف‬ ‫العالء‬ ‫لتاج‬ ‫أنه‬ :‫الكتاب‬ ‫محققي‬ ‫تعليق‬ ‫في‬ ‫جاء‬ (((
‫ألمور‬ ،‫ريب‬ ‫بال‬ ‫خطأ‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫االسم‬ ‫بهذا‬ ‫ا‬ً‫ب‬‫كتا‬ ‫له‬ ‫أن‬ ‫صحيح‬ ‫والرملي‬ ،»!‫مجلدات‬ ‫خمسة‬ ‫من‬
،)‫صغير‬ ‫(مجلد‬ :‫قال‬ ‫فإنه‬ ‫كتابه‬ ‫يحققون‬ ‫الذي‬ ‫الصفدي‬ ‫نص‬ ‫تناقض‬ ‫التي‬ ‫حجمه‬ ‫ضخامة‬ :‫منها‬
‫تاريخ‬ ،)449/1( ‫الميزان‬ ‫لسان‬ :‫انظر‬ ،)‫المنتظر‬ ‫(غيبة‬ ‫كتاب‬ ‫له‬ ‫ا‬ًّ‫ي‬‫رافض‬ ‫كان‬ ‫العالء‬ ‫تاج‬ ‫فإن‬ ‫ا‬ ً
‫وأيض‬
.)235/13( ‫اإلسالم‬
‫البغدادي‬ ‫حسين‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫إسماعيل‬ ‫الفخر‬ ‫فه‬ّ‫ل‬‫أ‬ ‫وقد‬ ،‫الجدل‬ ‫في‬ ‫الصحيح‬ ‫الكتاب‬ ‫أن‬ ‫يظهر‬ ‫والذي‬
‫هذا‬ ‫ويؤكد‬ ،)‫هـ‬610‫(ت‬ ‫المنى‬ ‫ابن‬ ‫وغالم‬ ،‫الماشطة‬ ‫وابن‬ ،‫الوفاء‬ ‫بابن‬ ‫المعروف‬ ‫المأموني‬ ‫األزجي‬
‫في‬ ‫ذكره‬ ‫وجاء‬ ،‫ا‬ ً‫مشتهر‬ ‫به‬ ‫االشتغال‬ ‫وكان‬ ،‫الذهبي‬ ‫نقل‬ ‫كما‬ ‫المتن‬ ‫هذا‬ ‫حفظ‬ ‫قد‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫جد‬ ‫أن‬
:‫انظر‬ ،‫للطوفي‬ ‫الروضة‬ ‫مختصر‬ ‫وشرح‬ ،‫اللحام‬ ‫البن‬ ‫والقواعد‬ ،‫تيمية‬ ‫آلل‬ ‫كالمسودة‬ ‫األصول‬ ‫كتب‬
‫اإلسالم‬ ‫تاريخ‬ ،‫لترجمته‬ ‫أخرى‬ ‫مصادر‬ ‫العثيمين‬ ‫محققه‬ ‫ذكر‬ ‫وقد‬ ،)144/3( ‫الحنابلة‬ ‫طبقات‬ ‫ذيل‬
.)728/14(
.)236/1( ‫للصفدي‬ ‫العصر‬ ‫أعيان‬ (((

27. 25
‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫حول‬ ‫لطائف‬
‫كما‬ ‫كان‬ ‫لو‬ :‫ا‬ًّ‫جد‬ ‫صغير‬ ‫ذاك‬ ‫إذ‬ ‫وأنا‬ ‫له‬ ‫فقلت‬ )‫(الهو‬ ‫في‬ ‫ا‬ً‫ب‬‫كتا‬ ‫عربي‬ ‫ابن‬ ‫ف‬َّ‫ن‬‫وص‬
‫الكالم‬ ‫وهذا‬ ،‫موصولة‬ ‫كتب‬ُ‫ت‬ ‫ولم‬ )‫هو‬ ‫(تأويل‬ ‫مفصولة‬ ‫المصحف‬ ‫في‬ ‫تبت‬ ُ‫لك‬ ‫تقول؛‬
.(((
»‫باالضطرار‬ ‫الفساد‬ ‫معلوم‬ ‫هذا‬ ‫قاله‬ ‫الذي‬
،‫صغره‬ ‫في‬ ‫والمحافل‬ ‫المدارس‬ ‫يحضر‬ ‫«كان‬ :)744‫(ت‬ ‫عبدالهادي‬ ‫ابن‬ ‫قال‬
.(((
»‫العلم‬ ‫في‬ ‫البلد‬ ‫أعيان‬ ‫منه‬ ‫ر‬ّ‫يتحي‬ ‫بما‬ ‫ويأتي‬ ،‫الكبار‬ ‫فحم‬ُ‫ي‬‫و‬ ‫ناظر‬ُ‫ي‬‫و‬ ‫فيتكلم‬
‫سمعت‬:‫وقال‬،‫دمشق‬‫إلى‬‫قدم‬‫بحلب‬‫العلماء‬‫مشايخ‬‫بعض‬‫أن‬‫بلغني‬‫«ولقد‬:‫وقال‬
‫ي‬ّ‫ل‬‫لع‬ ‫ا‬ً‫قاصد‬ ‫جئت‬ ‫وقد‬ ،‫الحفظ‬ ‫سريع‬ ‫وأنه‬ ،‫تيمية‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫له‬ ‫قال‬ُ‫ي‬ ‫بصبي‬ ‫البالد‬ ‫في‬
‫يجيء‬ ‫الساعة‬ ‫عندنا‬ ‫فاقعد‬ ،‫جاء‬ ‫ما‬ ‫اآلن‬ ‫إلى‬ ‫وهو‬ ‫ابه‬ّ‫ت‬ُ‫ك‬ ‫طريق‬ ‫هذه‬ :‫خياط‬ ‫له‬ ‫فقال‬ .‫أراه‬
.‫اب‬ّ‫ت‬ ُ‫الك‬ ‫إلى‬ ‫ا‬ً‫ب‬‫ذاه‬ ‫علينا‬ ‫يعبر‬
‫الصبي‬ ‫هذاك‬ :‫للحلبي‬ ‫الخياط‬ ‫فقال‬ ،‫صبيان‬ ‫فمر‬ ،ً‫ال‬‫قلي‬ ‫الحلبي‬ ‫الشيخ‬ ‫فجلس‬
‫اللوح‬‫الشيخ‬‫فتناول‬،‫إليه‬‫فجاء‬،‫الشيخ‬‫فناداه‬،‫تيمية‬‫بن‬‫أحمد‬‫هو‬‫الكبير‬‫اللوح‬‫معه‬‫الذي‬
‫من‬ ‫عليه‬ ‫فأملى‬ ‫ففعل‬ ،‫تكتبه‬ ‫ًا‬‫ئ‬‫شي‬ ‫عليك‬ ‫أملي‬ ‫حتى‬ ‫هذا‬ ‫امسح‬ ‫ولدي‬ ‫يا‬ :‫قال‬ ‫ثم‬ ‫فيه‬ ‫فنظر‬
‫نظر‬ ‫أن‬ ‫على‬ ‫يزد‬ ‫فلم‬ ،‫هذا‬ ‫اقرأ‬ :‫له‬ ‫وقال‬ ،‫ا‬ً‫ث‬‫حدي‬ ‫عشر‬ ‫ثالثة‬ ‫أو‬ ‫عشر‬ ‫أحد‬ ‫األحاديث‬ ‫متون‬
‫أنت‬‫ما‬‫كأحسن‬‫ا‬ ً
‫عرض‬‫عليه‬‫فقرأه‬، ّ
‫علي‬‫أسمعه‬:‫وقال‬‫إليه‬‫دفعه‬‫ثم‬‫إياه‬‫كتابته‬‫بعد‬‫مرة‬‫فيه‬
‫اقرأ‬ :‫قال‬ ‫ثم‬ ‫انتخبها‬ ‫أسانيد‬ ‫عدة‬ ‫عليه‬ ‫فأملى‬ ‫ففعل‬ ،‫هذا‬ ‫امسح‬ ‫ولدي‬ ‫يا‬ :‫له‬ ‫فقال‬ ،‫سامع‬
‫له‬‫ليكونن‬‫الصبي‬‫هذا‬‫عاش‬‫إن‬:‫يقول‬‫وهو‬‫الشيخ‬‫فقام‬!‫مرة‬‫أول‬‫فعل‬‫كما‬‫فيه‬‫فنظر‬،‫هذا‬
.(((
»‫قال‬ ‫كما‬ ‫أو‬ ‫مثله‬ ‫ر‬ُ‫ي‬ ‫لم‬ ‫هذا‬ ّ‫فإن‬ ‫عظيم‬ ‫شأن‬
.)560/10( ‫الفتاوى‬ ‫مجموع‬ (((
.)9( ‫الدرية‬ ‫العقود‬ (((
.)8( ‫السابق‬ ‫المرجع‬ (((

28. 26
‫سيرته‬ ‫في‬ ‫لطائف‬ ‫مع‬ ‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫مسرد‬
‫صغره‬‫حال‬‫في‬‫الشيخ‬‫أن‬(((
‫جدته‬‫عن‬‫به‬‫أثق‬‫من‬‫«أخبرني‬:)749‫(ت‬‫البزار‬‫قال‬
‫عنها‬ ‫يسأله‬ ‫بمسائل‬ ‫بطريقه‬ ‫منزله‬ ‫كان‬ ‫يهودي‬ ‫يعترضه‬ ‫المكتب‬ ‫إلى‬ ‫المضي‬ ‫أراد‬ ‫إذا‬ ‫كان‬
‫ثم‬ !‫منه‬ ‫تعجب‬ ‫حتى‬ ،‫ا‬ً‫سريع‬ ‫عنها‬ ‫يجيبه‬ ‫وكان‬ ،‫والفطنة‬ ‫الذكاء‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫يلوح‬ ‫كان‬ ‫لما‬
‫أسلم‬‫أن‬‫يلبث‬‫فلم‬،‫عليه‬‫هو‬‫ما‬‫بطالن‬‫على‬‫يدل‬‫مما‬‫بأشياء‬‫يخبره‬‫به‬‫اجتاز‬‫كلما‬‫صار‬‫إنه‬
.(((
»‫إسالمه‬ ‫ُن‬‫س‬‫وح‬
™
:‫بقليل‬ ‫البلوغ‬ ‫قبل‬
‫ذاك‬ ‫إذ‬ ‫وأنا‬ ،‫بهم‬ ‫المشغوفين‬ ‫من‬ ‫لهم‬ ‫ينتصر‬ ‫كان‬ ‫من‬ ‫لبعض‬ ‫مرة‬ ‫قلت‬ ‫أني‬ ‫«أذكر‬
‫وإما‬ ،‫الدالئل‬ ‫في‬ ‫إما‬ ‫باطل؛‬ ‫ففيه‬ ‫هؤالء‬ ‫يقوله‬ ‫ما‬ ‫كل‬ :‫االحتالم‬ ‫من‬ ‫العهد‬ ‫قريب‬ ‫صغير‬
‫أن‬ ‫وإما‬ ،‫ضعيفة‬ ‫أدلة‬ ‫عليها‬ ‫يقيمون‬ ‫لكن‬ ‫ا‬ًّ‫ق‬‫ح‬ ‫تكون‬ ‫مسألة‬ ‫يقولوا‬ ‫أن‬ ‫إما‬ ‫المسائل؛‬ ‫في‬
.(((
»..‫هذا‬ ‫عظم‬ُ‫ي‬ ‫بهم‬ ‫المشغوف‬ ‫ذلك‬ ‫فأخذ‬ ،ً‫ال‬‫باط‬ ‫المسألة‬ ‫تكون‬
™
:‫بقليل‬ ‫البلوغ‬ ‫بعد‬
‫طلب‬ ‫في‬ ‫الرغبة‬ ‫من‬ ‫وعندي‬ ،‫بقريب‬ ‫بلوغي‬ ‫بعد‬ ‫بأقوالهم‬ ‫معرفتي‬ ‫أوائل‬ ‫في‬ ‫«كنت‬
‫في‬ ‫أناظره‬ ‫وأنا‬ ،‫سينا‬ ‫ابن‬ ‫منامي‬ ‫في‬ ‫أرى‬ ‫كنت‬ ‫أني‬ ‫أوجب‬ ‫ما‬ ‫األمور‬ ‫هذه‬ ‫وتحقيق‬ ‫العلم‬
‫هذا‬‫مثل‬‫وتقولون‬،‫الخلق‬‫وأذكياء‬‫العالم‬‫عقالء‬‫أنكم‬‫تزعمون‬‫أنتم‬:‫له‬‫وأقول‬‫المقام‬‫هذا‬
‫العقل‬ :‫فأقول‬ ،‫الكالم‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫عليه‬ ‫وأورد‬ ،ً‫ال‬‫عق‬ ‫الناس‬ ‫أضعف‬ ‫يقوله‬ ‫ال‬ ‫الذي‬ ‫الكالم‬
‫عقل‬ ‫عنه‬ ‫يصدر‬ ‫ال‬ ،‫واحد‬ ‫إال‬ ‫عنه‬ ‫يصدر‬ ‫فال‬ ‫الجهات‬ ‫جميع‬ ‫من‬ ‫ا‬ً‫واحد‬ ‫كان‬ ‫إن‬ ‫األول‬
‫تلك‬ :‫قيل‬ ‫ولو‬ ،‫واحد‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫الواحد‬ ‫عن‬ ‫صدر‬ ‫فقد‬ ،‫كثرة‬ ‫فيه‬ ‫كان‬ ‫وإن‬ ،‫وفلك‬ ‫ونفس‬
‫صدور‬ ‫زوا‬َّ‫جو‬ ‫إذا‬ ‫ثم‬ ،‫وجود‬ ‫عنها‬ ‫يصدر‬ ‫ال‬ ‫العدمية‬ ‫فاألمور‬ ‫عدمية؛‬ ‫أمور‬ ‫هي‬ ‫الكثرة‬
.‫ثه‬ّ‫حد‬ ‫من‬ ‫عن‬ :‫نسخة‬ ‫وفي‬ (((
.)742( ‫الدرية‬ ‫العقود‬ ‫مع‬ ‫المطبوع‬ ‫العلية‬ ‫األعالم‬ (((
.)27/4( ‫الفتاوى‬ ‫مجموع‬ (((

29. 27
‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫حول‬ ‫لطائف‬
‫ذلك‬ ‫بمثل‬ ‫األول‬ ‫المبدع‬ ‫عن‬ ‫ها‬َ‫صدور‬ ‫زوا‬ِّ‫فليجو‬ ‫ما‬ ٍ‫ر‬‫باعتبا‬ ‫الواحد‬ ‫العقل‬ ‫عن‬ ‫الكثرة‬
‫وجوده‬ ‫وباعتبار‬ ‫عقل‬ ‫عنه‬ ‫صدر‬ ‫وجوبه‬ ‫باعتبار‬ ‫كقولهم‬ ‫الواسطة‬ ‫هذه‬ ‫بدون‬ ‫االعتبار‬
.(((
»...‫فلك‬ ‫عنه‬ ‫صدر‬ ‫إمكانه‬ ‫وباعتبار‬ ‫نفس‬ ‫عن‬ ‫صدر‬
™
:‫سنة‬ ‫عرشة‬ ‫بضع‬ ‫ابن‬ ‫وهو‬
:‫شيخ‬ ‫مئتي‬ ‫من‬ ‫أزيد‬ ‫منهم‬ ‫سمع‬ ‫الذين‬ ‫«شيوخه‬
‫والكتب‬ ،)‫الكبير‬ ‫الطبراني‬ ‫و(معجم‬ ،‫مرات‬ )‫أحمد‬ ‫اإلمام‬ ‫(مسند‬ ‫وسمع‬
،‫سنين‬ ‫مدة‬ ‫السماع‬ ‫والزم‬ ،‫الكثير‬ ‫بنفسه‬ ‫وقرأ‬ ،‫بالحديث‬ ‫ني‬ ُ‫وع‬ ،‫واألجزاء‬ ،‫الكبار‬
‫الخط‬ ‫وتعلم‬ ،‫واألثبات‬ ‫الطباق‬ ‫كتب‬ ،‫وانتقى‬ ‫ونسخ‬ ،‫مجلس‬ ‫في‬ )‫(الغيالنيات‬ ‫وقرأ‬
‫ا‬ً‫م‬‫أيا‬ ‫وقرأ‬ ،‫الفقه‬ ‫على‬ ‫وأقبل‬ ،‫القرآن‬ ‫وحفظ‬ ،‫بالعلوم‬ ‫واشتغل‬ ،‫المكتب‬ ‫في‬ ‫والحساب‬
‫وبرع‬،‫فهمه‬‫حتى‬)‫سيبويه‬‫(كتاب‬‫يتأمل‬‫وأخذ‬،‫فهمها‬‫ثم‬‫القوي‬‫عبد‬‫ابن‬‫على‬‫العربية‬‫في‬
‫أصول‬ ‫وأحكم‬ ،‫السبق‬ ‫قصب‬ ‫فيه‬ ‫حاز‬ ‫حتى‬ ‫ا‬ًّ‫كلي‬ ً‫ال‬‫إقبا‬ ‫التفسير‬ ‫على‬ ‫وأقبل‬ ،‫النحو‬ ‫في‬
‫فرط‬ ‫من‬ ‫الفضالء‬ ‫فانبهر‬ ،‫سنة‬ ‫عشرة‬ ‫بضع‬ ‫ابن‬ ‫بعد‬ ‫وهو‬ ‫كله‬ ‫هذا‬ ،‫ذلك‬ ‫وغير‬ ،‫الفقه‬
.(((
»‫إدراكه‬ ‫وسرعة‬ ،‫حافظته‬ ‫وقوة‬ ،‫ذهنه‬ ‫وسيالن‬ ،‫ذكائه‬
™
:‫سنة‬ ‫عرشة‬ ‫سبع‬ ‫ابن‬ ‫وهو‬
،(((
»‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫والتأليف‬ ‫الجمع‬ ‫في‬ ‫وشرع‬ ،‫سنة‬ ‫عشرة‬ ‫سبع‬ ‫نحو‬ ‫وله‬ ‫«أفتى‬
.(((
»‫سنة‬ ‫عشرة‬ ‫تسع‬ ‫«وله‬ :)748‫(ت‬ ‫الذهبي‬ ‫وقال‬
.)263/5( ‫الجهمية‬ ‫تلبيس‬ ‫بيان‬ (((
.)281/4( ‫عبدالهادي‬ ‫البن‬ ‫الحديث‬ ‫علماء‬ ‫طبقات‬ (((
.)9( ‫سنة‬ ‫عشرة‬ ‫بتسع‬ ‫قوله‬ ‫الدرية‬ ‫العقود‬ ‫في‬ ‫الذهبي‬ ‫عن‬ ‫ونقل‬ ،)283/4( ‫الحديث‬ ‫علماء‬ ‫طبقات‬ (((
.‫العالمية‬ ‫الرسالة‬ .‫ط‬ )62( ‫التيمية‬ ‫السيرة‬ ‫في‬ ‫اليتيمية‬ ‫الدرة‬ (((

30. 28
‫سيرته‬ ‫في‬ ‫لطائف‬ ‫مع‬ ‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫مسرد‬
™
:‫سنة‬ ‫وعرشين‬ ‫إحدى‬ ‫ابن‬ ‫وهو‬
‫إحدى‬ ‫وله‬ ‫بوظائفه؛‬ ‫بعده‬ ‫فدرس‬ - ‫وأئمتهم‬ ‫الحنابلة‬ ‫كبار‬ ‫من‬ ‫وكان‬ - ‫والده‬ ‫«مات‬
‫أيام‬‫العزيز‬‫الكتاب‬‫تفسير‬‫في‬‫وأخذ‬،‫العالم‬‫في‬‫صيته‬‫ُد‬‫ع‬‫وب‬،‫أمره‬‫واشتهر‬،‫سنة‬‫وعشرون‬
‫كان‬ ‫وكذا‬ ،‫تلعثم‬ ‫وال‬ ‫توقف‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫يقوله‬ ‫ما‬ ‫ورد‬ُ‫ي‬ ‫فكان‬ ،‫حفظه‬ ‫من‬ ‫كرسي‬ ‫على‬ ‫الجمع‬
.(((
»‫فصيح‬ ‫جهوري‬ ‫وصوت‬ ‫بتؤدة‬ ‫الدرس‬ ‫يورد‬
™
:‫سنة‬ ‫وعرشين‬ ‫اثنتني‬ ‫ابن‬ ‫وهو‬
‫العالمة‬‫العالم‬‫اإلمام‬‫الشيخ‬‫س‬َّ‫در‬،‫منها‬‫المحرم‬‫ثاني‬،‫االثنين‬‫يوم‬‫في‬)683(‫«سنة‬
،‫الحراني‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫السالم‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الحليم‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫العباس‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬ ‫تقي‬ ‫العلم‬
‫ابن‬ ‫الدين‬ ‫بهاء‬ ‫القضاة‬ ‫قاضي‬ ‫عنده‬ ‫وحضر‬ .‫بالقصاعين‬ ‫التي‬ ‫السكرية‬ ‫الحديث‬ ‫بدار‬
‫ابن‬ ‫الدين‬ ‫زين‬ ‫والشيخ‬ ،‫الشافعية‬ ‫شيخ‬ ‫الفزاري‬ ‫الدين‬ ‫تاج‬ ‫والشيخ‬ ،‫الشافعي‬ ‫الزكي‬
‫الشيخ‬ ‫كتبه‬ ‫وقد‬ ،ً‫ال‬‫حاف‬ ً‫ال‬‫هائ‬ ‫ا‬ ً
‫درس‬ ‫وكان‬ .‫الحنبلي‬ ‫المنجى‬ ‫بن‬ ‫الدين‬ ‫وزين‬ ،‫المرحل‬
‫أطنب‬ ‫وقد‬ .‫الحاضرون‬ ‫استحسنه‬ ‫ما‬ ‫وكثرة‬ ،‫فوائده‬ ‫لكثرة‬ ‫بخطه‬ ‫الفزاري‬ ‫الدين‬ ‫تاج‬
‫سنة‬ ‫عشرين‬ ‫ذاك‬ ‫إذ‬ ‫عمره‬ ‫كان‬ ‫فإنه‬ ،‫وصغره‬ ‫سنه‬ ‫حداثة‬ ‫على‬ ‫شكره‬ ‫في‬ ‫الحاضرون‬
.(((
»‫وسنتين‬
™
:‫سنة‬ ‫ثالثني‬ ‫ابن‬ ‫وهو‬
‫ورجع‬ ،‫سنة‬ ‫ثالثون‬ ‫وله‬ )‫وتسعين‬ ‫اثنين‬ :‫(وقيل‬ ‫وتسعين‬ ‫إحدى‬ ‫سنة‬ ‫«حج‬
،‫والكرم‬ ،‫والشجاعة‬ ،‫والورع‬ ،‫والزهد‬ ،‫والعمل‬ ،‫العلم‬ ‫في‬ ‫اإلمامة‬ ‫إليه‬ ‫انتهت‬ ‫وقد‬
‫عن‬ ‫والنهي‬ ،‫بالمعروف‬ ‫واألمر‬ ،‫والمهابة‬ ،‫والجاللة‬ ،‫واألناة‬ ،‫والحلم‬ ،‫والتواضع‬
‫واالبتهال‬ ،‫واإلخالص‬ ‫القصد‬ ‫وحسن‬ ،‫والصيانة‬ ‫والعفة‬ ‫واألمانة‬ ‫الصدق‬ ‫مع‬ ،‫المنكر‬
.)283/4( ‫الحديث‬ ‫علماء‬ ‫طبقات‬ (((
.‫هجر‬ .‫ط‬ )593/17( ‫والنهاية‬ ‫البداية‬ (((

31. 29
‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫حول‬ ‫لطائف‬
،‫الله‬ ‫إلى‬ ‫والدعاء‬ ،‫باألثر‬ ‫والتمسك‬ ،‫له‬ ‫المراقبة‬ ‫ودوام‬ ،‫منه‬ ‫الخوف‬ ‫وشدة‬ ،‫الله‬ ‫إلى‬
.(((
»‫إليهم‬ ‫واإلحسان‬ ‫الخلق‬ ‫ونفع‬ ،‫األخالق‬ ‫وحسن‬
‫ومن‬ ،)!‫سنة‬ ‫(ثالثين‬ ‫السن‬ ‫هذه‬ ‫نحو‬ ‫في‬ ‫وهو‬ ‫وطالبه‬ ‫شيوخه‬ ‫من‬ ‫المدائح‬ ‫ونال‬
:)‫األعالم‬ ‫األئمة‬ ‫عن‬ ‫المالم‬ ‫(رفع‬ ‫كتاب‬ ‫من‬ ‫نسخته‬ ‫على‬ ‫الشيوخ‬ ‫أحد‬ ‫كتبه‬ ‫ما‬ ‫ذلك‬
،‫العابد‬ ‫الزاهد‬ ،‫المجتهد‬ ‫الحافظ‬ ،‫األوحد‬ ‫العالمة‬ ،‫العالم‬ ‫اإلمام‬ ‫الشيخ‬ ‫«تأليف‬
‫أوحد‬،‫المجتهدين‬‫آخر‬،‫األنبياء‬‫وارث‬،‫العلماء‬‫عالمة‬،‫األمة‬‫قدوة‬،‫األئمة‬‫إمام‬،‫القدوة‬
‫محيي‬ ،‫المبتدعين‬ ‫قاع‬ ،‫المتكلمين‬ ‫برهان‬ ،‫األعالم‬ ‫حجة‬ ،‫اإلسالم‬ ‫بركة‬ ،‫الدين‬ ‫علماء‬
‫ببركته‬ ‫واستبانت‬ ،‫الحجة‬ ‫أعدائه‬ ‫على‬ ‫به‬ ‫وقامت‬ ،‫المنة‬ ‫علينا‬ ‫لله‬ ‫به‬ ‫عظمت‬ ‫ومن‬ ،‫السنة‬
‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عبدالسالم‬ ‫بن‬ ‫الحليم‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫العباس‬ ‫أبي‬ ‫الدين‬ ‫تقي‬ ،‫المحجة‬ ‫وهدية‬
.»...‫أركانه‬ ‫الدين‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫د‬ّ‫وشي‬ ،‫مناره‬ ‫الله‬ ‫أعلى‬ ،‫الحراني‬
‫الدين‬‫شمس‬‫كالشيخ‬:‫عصره‬‫علماء‬‫كبار‬‫ومن‬،‫شيوخه‬‫من‬ ٌ
‫خلق‬‫عليه‬‫أثنى‬‫وقد‬...«
‫والقاضي‬ ،‫القوي‬ ‫عبد‬ ‫وابن‬ ،‫منجى‬ ‫وابن‬ ،‫الفزاري‬ ‫الدين‬ ‫تاج‬ ‫والشيخ‬ ،‫عمر‬ ‫أبي‬ ‫بن‬
.(((
»‫وغيرهم‬ ،‫النحاس‬ ‫وابن‬ ،‫العيد‬ ‫دقيق‬ ‫وابن‬ ،‫الخويي‬
™
:!‫حفظه‬ ‫من‬ ‫يكتب‬ ‫كان‬ ‫أنه‬ ‫مع‬ َ
‫ص‬ ُ
‫ت‬ ‫ال‬ ‫كثرية‬ ‫تصانيفه‬
‫على‬‫الرد‬‫من‬‫أو‬،‫األصلين‬‫من‬‫أو‬،‫الفقه‬‫من‬‫أو‬،‫التفسير‬‫من‬‫والليلة‬‫اليوم‬‫في‬‫«يكتب‬
‫تبلغ‬ ‫اآلن‬ ‫إلى‬ ‫تصانيفه‬ ‫أن‬ ‫أبعد‬ ‫وما‬ ،‫أزيد‬ ‫أو‬ ‫كراريس‬ ‫أربعة‬ ‫من‬ ‫ا‬ً‫نحو‬ ‫واألوائل‬ ‫الفالسفة‬
.(((
»‫مجلد‬ ‫في‬ ‫مفرد‬ ‫مصنف‬ ‫مسألة‬ ‫غير‬ ‫في‬ ‫وله‬ ،‫مجلدة‬ ‫مئة‬ ‫خمس‬
.)283/4( ‫الحديث‬ ‫علماء‬ ‫طبقات‬ (((
.)285-284/4( ‫الحديث‬ ‫علماء‬ ‫طبقات‬ (((
.)41( ‫اليتيمية‬ ‫الدرة‬ (((

32. 30
‫سيرته‬ ‫في‬ ‫لطائف‬ ‫مع‬ ‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫مسرد‬
‫من‬ ‫وله‬ ،‫آخر‬ ‫موضع‬ ‫ولذكرها‬ ،‫كثيرة‬ ‫أوراق‬ ‫إلى‬ ‫يحتاج‬ ‫مصنفاته‬ ‫أسماء‬ ‫«وعدد‬
،‫ينضبط‬ ‫وال‬ ‫ينحصر‬ ‫ال‬ ‫ما‬ ‫والتعاليق‬ ‫والرسائل‬ ‫واألجوبة‬ ‫والقواعد‬ ‫والفتاوى‬ ‫المؤلفات‬
‫ما‬ ‫نحو‬ ‫ف‬َّ‫ن‬‫ص‬ ‫وال‬ ،‫جمع‬ ‫ما‬ ‫مثل‬ ‫جمع‬ ‫المتأخرين‬ ‫من‬ ‫وال‬ ‫المتقدمين‬ ‫من‬ ‫ا‬ً‫أحد‬ ‫أعلم‬ ‫وال‬
!‫ذلك‬ ‫من‬ ‫ا‬ً‫ب‬‫قري‬ ‫وال‬ ،‫ف‬َّ‫ن‬‫ص‬
‫ما‬ ‫عنده‬ ‫وليس‬ ،‫الحبس‬ ‫في‬ ‫منها‬ ‫ا‬ً‫كثير‬ ‫وكتب‬ ،‫حفظه‬ ‫من‬ ‫يكتبها‬ ‫كان‬ ‫تصانيفه‬ ‫أن‬ ‫مع‬
.(((
»‫الكتب‬ ‫من‬ ‫ويراجعه‬ ،‫إليه‬ ‫يحتاج‬
‫ونكت‬ ،‫جليلة‬ ‫نفائس‬ ‫على‬ ‫تشتمل‬ ‫كبيرة‬ ‫جملة‬ ‫العظيم‬ ‫القرآن‬ ‫تفسير‬ ‫على‬ ‫«كتب‬
‫وكتب‬ ،‫المفسرين‬ ‫من‬ ‫خلق‬ ‫على‬ ‫أشكلت‬ ‫كثيرة‬ ‫مواضع‬ ‫وأوضح‬ ،‫لطيفة‬ ٍ‫ومعان‬ ،‫دقيقة‬
.(((
»‫واشتهر‬ ‫كتبه‬ ‫ما‬ ‫بعض‬ ‫وظهر‬ ،‫عدة‬ ‫مجلدات‬ ‫بسببها‬ ‫بس‬ ُ
‫ح‬ ‫التي‬ ‫المسألة‬ ‫في‬
™
:‫الكلم‬ ‫واستحضار‬ ‫العلم‬ ‫استظهار‬ ‫يف‬ ‫طريقته‬
‫العجب‬ ‫فرأيت‬ ،‫لسانه‬ ‫على‬ ‫العبارة‬ ‫وازدحمت‬ ،‫عينيه‬ ‫أغمض‬ ‫تكلم‬ ‫إذا‬ ‫«كان‬
‫كل‬ ‫من‬ ‫أخذ‬ ‫الذي‬ ‫والعالم‬ ،‫ضريب‬ ‫وال‬ ‫فنونه‬ ‫في‬ ‫شاكل‬ُ‫م‬ ‫له‬ ‫ما‬ ‫الذي‬ ‫والحبر‬ ،‫العجيب‬
.(((
»‫بنصيب‬ ‫شيء‬
‫فينقضي‬،‫تفسيرها‬‫في‬‫يشرع‬‫العظيم‬‫القرآن‬‫من‬‫آيات‬‫مجلسه‬‫في‬‫رئ‬ُ‫ق‬‫إذا‬‫كان‬‫«ولقد‬
.‫منها‬ ‫آية‬ ‫بعض‬ ‫تفسير‬ ‫في‬ ‫وهو‬ ،(((
‫برمته‬ ‫والدرس‬ ‫بجملته‬ ‫المجلس‬
‫يكون‬ ‫أن‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫بديهة‬ ‫ذلك‬ ‫يفعل‬ ،‫النهار‬ ‫ربع‬ ‫بقدر‬ ‫ر‬ّ‫مقد‬ ‫وقت‬ ‫في‬ ‫مجلسه‬ ‫وكان‬
،‫ر‬ ّ‫تيس‬ ‫ما‬ ‫يقرأ‬ ‫حضر‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫بل‬ ،‫لتفسيره‬ ‫ليستعد‬ ‫ته‬ّ‫ُبي‬‫ي‬ ‫ًا‬‫ن‬‫معي‬ ‫ًا‬‫ئ‬‫شي‬ ‫له‬ ‫يقرأ‬ ‫معين‬ ‫قارئ‬ ‫له‬
.)290/4( ‫الحديث‬ ‫علماء‬ ‫طبقات‬ (((
.)294 - 293/4( ‫الحديث‬ ‫علماء‬ ‫طبقات‬ (((
.)14 /7( ‫بالوفيات‬ ‫الوافي‬ (((
.‫بزمنه‬ :‫نسخة‬ ‫وفي‬ (((

33. 31
‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫حول‬ ‫لطائف‬
‫لوال‬ ‫أنه‬ ‫السامعون‬ ‫ويفهم‬ ‫إال‬ ‫يقطع‬ ‫ال‬ ‫ا‬ً‫ب‬‫غال‬ ‫وكان‬ ،‫تفسيره‬ ‫على‬ ‫القول‬ ‫في‬ ‫هو‬ ‫ويأخذ‬
‫ا‬ً‫نظر‬ ‫يقطع‬ ‫لكن‬ ،‫التفسير‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫معنى‬ ‫في‬ ‫خر‬ُ‫أ‬ ‫أشياء‬ ‫ألورد‬ ‫المعتاد‬ ‫الزمن‬ ‫مضي‬
.(((
»‫الحاضرين‬ ‫مصالح‬ ‫في‬
™
:‫احلساب‬ ‫اب‬ّ‫ت‬ ُ‫ك‬ ‫كبار‬ ‫يدارس‬ ‫كان‬ ‫أنه‬ ‫للحساب‬ ‫الشيخ‬ ‫إتقان‬ ‫من‬
،‫الحساب‬ ‫تاب‬ُ‫ك‬ ‫كبار‬ ‫من‬ ‫وهو‬ ،‫اآلمدي‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫الدين‬ ‫عالء‬ ‫المولى‬ ‫«أخبرني‬
‫أكتب‬ ‫وقته‬ ‫في‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ،‫المال‬ ‫بيت‬ ‫عامل‬ ‫النفيس‬ ‫والشمس‬ ‫أنا‬ ‫إليه‬ ‫ا‬ً‫م‬‫يو‬ ‫دخلت‬ :‫قال‬
‫الجملة‬ ‫واستقرار‬ ‫الفذلكة‬ ‫بين‬ ‫وعما‬ ،‫االرتفاع‬ ‫عن‬ ‫يسأله‬ ‫الدين‬ ‫تقي‬ ‫الشيخ‬ ‫فأخذ‬ ،‫منه‬
‫الختم‬ ‫وعن‬ ،‫االستحقاق‬ ‫أعمال‬ ‫وعن‬ ،‫وخصمها‬ ‫الثانية‬ ‫الفذلكة‬ ‫وعن‬ ،‫األبواب‬ ‫من‬
!‫العامل‬ ‫من‬ ‫طلب‬ُ‫ي‬ ‫وما‬ ،‫والتوالي‬
‫أوضح‬‫أن‬‫إلى‬‫ذلك‬‫تعليل‬‫عن‬‫ويسأله‬،‫البعض‬‫عن‬‫ويسكت‬‫البعض‬‫عن‬‫يجيبه‬‫وهو‬
‫ال‬ ‫ما‬ ‫منه‬ ‫اليوم‬ ‫تعلمت‬ ‫والله‬ :‫النفيس‬ ‫لي‬ ‫قال‬ ‫عنده‬ ‫من‬ ‫خرجنا‬ ‫فلما‬ :‫قال‬ ‫وعلله؛‬ ‫ذلك‬ ‫له‬
.(((
»‫الدين‬ ‫عالء‬ ‫ذكره‬ ‫ما‬ ‫انتهى‬ ‫أعلمه؛‬ ‫كنت‬
.)744( ‫الدرية‬ ‫العقود‬ ‫مع‬ ‫المطبوع‬ ‫العلية‬ ‫األعالم‬ (((
.)14/7( ‫بالوفيات‬ ‫الوافي‬ (((

34. 32
‫سيرته‬ ‫في‬ ‫لطائف‬ ‫مع‬ ‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫مسرد‬
‫والدفاع‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫في‬ )‫هـ‬711‫(ت‬ ‫الحزامين‬ ‫شيخ‬ ‫ابن‬ ‫مدائح‬ :‫الثالثة‬
‫مناصرته‬ ‫على‬ ‫العلماء‬ ‫وحث‬ ‫خصومه‬ ‫ضد‬ ‫عنه‬
™
:(((
‫الدرية‬ ‫العقود‬ ‫يف‬ ‫بتاممها‬ ‫وهي‬ ‫النفيسة‬ ‫الرائقة‬ ‫الرسالة‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫شذرات‬ ‫هذه‬
‫وامتنانه‬ ‫وكرمه‬ ‫وغفرانه‬ ‫ربه‬ ‫رحمة‬ ‫الراجي‬ ‫الضعيف‬ ‫العبد‬ ‫سطرها‬ ‫رسالة‬ ‫«فهذه‬
،‫المغفرة‬ ‫وأهل‬ ‫التقوى‬ ‫أهل‬ ‫فإنه‬ ،‫أهله‬ ‫هو‬ ‫بما‬ ‫الله‬ ‫عامله‬ ‫الواسطي‬ ‫إبراهيم‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬
‫الخاشع‬ ‫والقلب‬ ‫النافع‬ ‫العلم‬ ‫ذوي‬ ‫األتقياء‬ ‫واألئمة‬ ‫العلماء‬ ‫السادة‬ ‫الله‬ ‫في‬ ‫إخوانه‬ ‫إلى‬
‫بحقائق‬ ‫يحققهم‬ ‫أن‬ ‫كرمه‬ ‫من‬ ‫وأرجو‬ ،‫االتباع‬ ‫كسوة‬ ‫الله‬ ‫كساهم‬ ‫الذين‬ ‫الساطع‬ ‫والنور‬
‫الهمام‬ ‫األمة‬ ‫اإلمام‬ ‫السيد‬ ‫وشيخنا‬ ‫شيخهم‬ ‫بحضرة‬ ‫الالئذين‬ ‫من‬ ‫وغيرهم‬ ..‫االنتفاع‬
‫وموصلها‬ ‫الحقائق‬ ‫عن‬ ‫الفائق‬ ‫الفرق‬ ‫مفتي‬ ‫الحديث‬ ‫ناصر‬ ‫البدعة‬ ‫وقامع‬ ‫السنة‬ ‫محيي‬
‫ا‬ً‫ظاهر‬ ‫بالحق‬ ‫يقضي‬ ‫فهو‬ ‫والباطن‬ ‫الظاهر‬ ‫بين‬ ‫الجامع‬ ‫الذائق‬ ‫للطالب‬ ‫الشرعية‬ ‫باألصول‬
‫عن‬ ‫غابت‬ ‫الذين‬ ‫المهديين‬ ‫واألئمة‬ ‫الراشدين‬ ‫الخلفاء‬ ‫أنموذج‬ ،‫قاطن‬ ‫العلى‬ ‫في‬ ‫وقلبه‬
‫دارس‬ ‫في‬ ‫فكان‬ ‫الشيخ‬ ‫بها‬ ‫رهم‬ّ‫فذك‬ ‫وسبلهم‬ ‫حذوهم‬ ‫األمة‬ ‫ونسيت‬ ‫رهم‬َ‫ي‬ ِ‫س‬ ‫القلوب‬
‫تقي‬ ‫اإلمام‬ ‫الشيخ‬ ‫ا؛‬ ً‫مالك‬ ‫قواعدهم‬ ‫ة‬َّ‫ن‬‫وألع‬ ،‫ا‬ً‫ي‬‫محي‬ ‫حذوهم‬ ‫ولموات‬ ،‫ا‬ ً‫سالك‬ ‫نهجهم‬
‫بركته‬ ‫علينا‬ ‫الله‬ ‫أعاد‬ ،‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫السالم‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫الحليم‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫العباس‬ ‫أبو‬ ‫الدين‬
‫وأجزل‬‫وتسديدهم‬‫بذكرهم‬‫المبدوء‬‫السادة‬‫توفيق‬‫وأدام‬،‫درجته‬‫العلى‬‫مدارج‬‫إلى‬‫ورفع‬
.»...‫ومزيدهم‬ ‫حظهم‬ ‫لهم‬
‫العلمية‬ ‫والفضائل‬ ‫الدنيوية‬ ‫المصالح‬ ‫بين‬ ‫التعديل‬ ‫اليوم‬ ‫أحدنا‬ ‫شأن‬ ‫«وليكن‬
.»...‫المطلوب‬‫فيفوته‬‫اآلخرين‬‫عن‬‫الثالثة‬‫هذه‬‫بأحد‬‫أحدنا‬‫يقنع‬‫وال‬‫القلبية‬‫والتوجهات‬
‫حيث‬‫العصر؛‬‫هذا‬‫في‬‫تعالى‬‫ربكم‬‫تشكروا‬‫أن‬‫عليكم‬‫يجب‬‫أنه‬‫الله‬‫أيدكم‬‫«واعلموا‬
.‫لألبرار‬ ‫واالنتصار‬ ‫واالعتبار‬ ‫التذكرة‬ :‫بعنوان‬ ‫وهي‬ )387 - 356( (((

35. 33
‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫حول‬ ‫لطائف‬
‫لم‬ ‫ن‬َ‫م‬ ‫لكن‬ ،‫األسود‬ ‫الحيوان‬ ‫في‬ ‫البيضاء‬ ‫كالشامة‬ ‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫أهل‬ ‫جميع‬ ‫بين‬ ‫جعلكم‬
.»..‫العافية‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫قدر‬ ‫يدري‬ ‫ال‬ ‫الناس‬ ‫أحوال‬ ‫يتعرف‬ ‫ولم‬ ‫األقطار‬ ‫إلى‬ ‫يسافر‬
‫السماء‬‫من‬‫أنزله‬‫الذي‬‫دينه‬‫حقيقة‬‫عن‬‫الرجل‬‫هذا‬‫بواسطة‬‫ولكم‬‫لنا‬‫الله‬‫كشف‬‫«حتى‬
‫ق‬َ‫ر‬ِ‫الف‬ ‫هذه‬ ‫بين‬ ‫أعمارهم‬ ‫يعيشون‬ ‫ا‬ً‫م‬‫أقوا‬ ‫الدنيا‬ ‫آفاق‬ ‫في‬ ‫أن‬ ‫واعلموا‬ ،‫لعباده‬ ‫وارتضاه‬
‫الله‬ ‫فاشكروا‬ ،‫هكذا‬ ‫إال‬ ‫اإلسالم‬ ‫يعرفون‬ ‫فال‬ ،‫اإلسالم‬ ‫حقيقة‬ ‫البدع‬ ‫تلك‬ ‫أن‬ ‫يعتقدون‬
‫الله‬ ‫وهداكم‬ ،‫دينكم‬ ‫أعالم‬ ‫لكم‬ ‫ن‬َّ‫بي‬ ‫من‬ ‫الهجرة‬ ‫من‬ ‫السبعمائة‬ ‫رأس‬ ‫في‬ ‫لكم‬ ‫أقام‬ ‫الذي‬
‫وانحرافاتهم‬ ‫العباد‬ ‫ضالالت‬ ‫المحمدي‬ ‫النور‬ ‫بهذا‬ ‫لكم‬‫ن‬َّ‫وبي‬ ،‫شريعته‬‫نهج‬ ‫إلى‬ ‫وإيانا‬ ‫به‬
.»...‫السقيم‬ ‫من‬ ‫والصحيح‬ ‫المستقيم‬ ‫من‬ ‫الزائغ‬ ‫تعرفون‬ ‫فصرتم‬
‫طريقكم‬ ‫واعرفوا‬ ،‫بذلك‬ ‫قيامكم‬ ‫من‬ ‫عليكم‬ ‫الله‬ ‫أنعم‬ ‫ما‬ ‫حق‬ ‫إخواني‬ ‫اعرفوا‬ ‫«ثم‬
‫سيدنا‬ ‫مثل‬ ‫العصر‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫ولنا‬ ‫لكم‬ ‫أقام‬ ‫أن‬ ‫وهو‬ ،‫عليها‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫واشكروا‬ ‫ذلك‬ ‫إلى‬
‫وحيرة‬ ‫الشبهات‬ ‫عمى‬ ‫البصائر‬ ‫عن‬ ‫به‬ ‫وكشف‬ ،‫القلوب‬ ‫أقفال‬ ‫به‬ ‫الله‬ ‫فتح‬ ‫الذي‬ ‫الشيخ‬
.»... ‫الرسول‬ ‫دين‬ ‫حقيقة‬ ‫إلى‬ ِ‫يهتد‬ ‫ولم‬ ،‫الفرق‬ ‫هذه‬ ‫بين‬ ‫العقل‬ ‫تاه‬ ‫حيث‬ ‫الضالالت؛‬
‫الغيب‬ ‫في‬ ‫حرماته‬ ‫وحفظ‬ ‫ألوامره‬ ‫واالنفعال‬ ‫معه‬ ‫األدب‬ ‫حفظ‬ ‫في‬ ‫الله‬ ‫«فالله‬
‫في‬ ‫له‬ ‫واالنتصار‬ ‫غيبته‬ ‫ورد‬ ‫وتنقصه‬ ‫أبغضه‬ ‫من‬ ‫ومجانبة‬ ،‫أحبه‬ ‫من‬ ‫وحب‬ ‫والشهادة‬
.‫الحق‬
‫وأذواقهم‬ ‫الناس‬ ‫وعرف‬ ،‫األقاليم‬ ‫إلى‬ ‫سافر‬ ‫من‬ ‫هنا‬ ‫أن‬ ‫الله‬ ‫رحمكم‬ ‫واعلموا‬
‫مثل‬ ‫السماء‬ ‫تحت‬ ‫أديم‬ ‫ير‬ ‫لم‬ ‫والله‬ ‫ثم‬ ‫والله‬ ‫ثم‬ ‫فوالله‬ ،‫أحوالهم‬ ‫غالب‬ ‫على‬ ‫وأشرف‬
‫حق‬ ‫في‬ ‫ا‬ً‫م‬‫وقيا‬ ‫نفسه‬ ‫حق‬ ‫في‬ ‫ا‬ً‫وحلم‬ ‫ا‬ً‫م‬‫وكر‬ ‫ا‬ً‫واتباع‬ ‫ا‬ً‫ق‬‫وخل‬ ً‫ال‬‫وحا‬ ً‫ال‬‫وعم‬ ‫ا‬ً‫علم‬ ‫شيخكم‬
‫وأعالهم‬ ‫وأنفذهم‬ ،‫ا‬ً‫م‬‫وعز‬ ‫ا‬ً‫علم‬ ‫وأصحهم‬ ‫ا‬ً‫عقد‬ ‫الناس‬ ‫أصدق‬ ‫حرماته‬ ‫انتهاك‬ ‫عند‬ ‫الله‬
. ‫محمد‬ ‫لنبيه‬ ‫ا‬ً‫اتباع‬ ‫وأكملهم‬ ‫ا‬ًّ‫ف‬‫ك‬ ‫وأسخاهم‬ ‫همة‬ ‫وقيامه‬ ‫الحق‬ ‫انتصار‬ ‫في‬

36. 34
‫سيرته‬ ‫في‬ ‫لطائف‬ ‫مع‬ ‫وعلومه‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫عن‬ ‫الدراسات‬ ‫مسرد‬
‫إال‬‫وأفعاله‬‫أقواله‬‫من‬‫وسنتها‬،‫المحمدية‬‫النبوة‬‫تستجلي‬‫من‬‫هذا‬‫عصرنا‬‫في‬‫رأينا‬‫ما‬
.‫حقيقة‬ ‫االتباع‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫الصحيح‬ ‫القلب‬ ‫يشهد‬ ‫بحيث‬ ‫الرجل‬ ‫هذا‬
.»..‫الخطأ‬ ‫عن‬ ‫العصمة‬ ‫فيه‬ ‫ندعي‬ ‫فال‬ ،‫فريضة‬ ‫الحق‬ ‫فقول‬ ‫كله‬ ‫ذلك‬ ‫وبعد‬
‫ينصر‬ ‫لمن‬ ‫ا‬ً‫انتصار‬ :‫وأقول‬ ،‫الرجل‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫في‬ ‫رأيي‬ ‫وأجتهد‬ ،‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫«أستخير‬
‫كل‬ ‫على‬ ‫واجبة‬ ‫الرجل‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫نصرة‬ ‫فإن‬ ‫السبعمائة؛‬ ‫رأس‬ ‫في‬ ‫الله‬ ‫أعداء‬ ‫بين‬ ‫الله‬ ‫دين‬
‫أسأل‬ ‫ثم‬ ،)‫ا‬ً‫مؤزر‬ ‫ا‬ً‫نصر‬ ‫ألنصرنك‬ ‫يومك‬ ‫أدركني‬ ‫(لئن‬ :‫نوفل‬ ‫بن‬ ‫ورقة‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫مؤمن‬
.»..‫الهوى‬ ‫إلى‬ ‫واإلخالد‬ ‫الحدود‬ ‫تعدي‬ ‫عن‬ ‫أقول‬ ‫فيما‬ ‫العصمة‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬
‫ثم‬ ،ً‫ال‬‫أو‬ ‫عقله‬ ‫في‬ ‫فافتقدوه‬ ‫صاحبكم‬ ‫على‬ ‫ًا‬‫ن‬‫طاع‬ ‫رأيتم‬ ‫إذا‬ ‫الله‬ ‫أيدكم‬ ‫الجملة‬ ‫«وفي‬
.»..‫ه‬ّ‫ن‬‫س‬ ‫في‬ ‫ثم‬ ‫صدقه‬ ‫في‬ ‫ثم‬ ‫فهمه‬ ‫في‬

37. 35
‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫حول‬ ‫لطائف‬
‫لكل‬ ‫نصيحة‬ ‫وهي‬ ،‫لينتفع‬ ‫يالزمه‬ ‫بأن‬ ‫للصفدي‬ ‫نصيحته‬ :‫الرابعة‬
‫علم‬ ‫طالب‬
™
‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫بشيخ‬ ‫جيتمع‬ )‫هـ‬764‫(ت‬ ‫الصفدي‬ ‫أيبك‬ ‫بن‬ ‫خليل‬ ‫العالمة‬ ‫كان‬
:‫الصفدي‬ ‫يقول‬ ،‫عليه‬ ‫يشكل‬ ‫عام‬ ‫ويسأله‬ ‫تيمية‬
‫الشكوك؟‬‫حس‬‫أيش‬،‫األجوبة‬‫حس‬‫أيش‬،‫اإليرادات‬‫حس‬‫أيش‬:‫قال‬‫رآني‬‫إذا‬‫«كان‬
،‫أعالها‬‫وأسفلها‬‫أسفلها‬‫أعالها‬،‫بق‬‫بق‬‫بق‬‫تقول‬‫تغلي‬‫التي‬‫القدر‬‫مثل‬‫أنك‬‫أعلم‬‫أنا‬
.‫تنتفع‬ ‫الزمني‬ ‫الزمني‬
‫وال‬ ،‫غيره‬ ‫من‬ ‫أسمعها‬ ‫لم‬ ‫فوائد‬ ‫كالمه‬ ‫أثناء‬ ‫في‬ ‫لي‬ ‫ويقع‬ ‫دروسه‬ ‫أحضر‬ ‫وكنت‬
‫في‬ ‫مثله‬ ‫أرى‬ ‫وال‬ ‫رأيت‬ ‫فما‬ ‫الجملة؛‬ ‫وعلى‬ ..‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫رحمه‬ ،‫كتاب‬ ‫في‬ ‫عليها‬ ‫وقفت‬
‫إلى‬ ‫علية‬ ‫هممه‬ ‫وكانت‬ ،‫األول‬ ‫الحفاظ‬ ‫عن‬ ‫به‬ ‫سمعنا‬ ‫ما‬ ‫ق‬ّ‫د‬ َ
‫ص‬ ‫ولقد‬ ،‫وحافظته‬ ‫اطالعه‬
.(((
»‫الغاية‬
.)15/7( ‫بالوفيات‬ ‫الوافي‬ (((