1. ‫رسالة فاصلة في بطل ن القلقلة الساكنة‬
‫المقرئ : أبو عمر عبد الحكيم بن عبد الرازق‬
‫إ ن الحمد ل نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بال من شرور‬
‫أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده ال فل مضل له، ومن يضلل فل‬
‫هادى له، وأشهد أ ن ل اله إل ال وحده ل شريك له، وأشهد أ ن‬
‫محمدا عبده ورسوله_ صلى ال عليه وعلى آله وأصحابه ومن‬
‫تبعهم بإحسا ن إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ...‬
‫فقد كثر الكلم على كيفية أداء القلقلة هل هي قريبة من الحركة أم‬
‫ليست كذلك؟ وقد تبنى بعض المعاصرين خاصة من الشيوخ‬
‫السوريين إلى إنكار القول بكو ن القلقلة قريبة من الحركة وهاأنا أضع‬
‫أخي القارئ بين يديك هذه الرسالة لبين لك أ ن الحق ما ذهب إليه‬
‫أئمتنا من كو ن القلقلة قريبة إلى الحركة بصرف النظر إلى أنها قريبة‬
‫إلى الفتح مطلقا أو قريبة إلى حركة ما قبلها . مدعما قولي بأقوال‬
‫الئمة القدامى وأقوال المعاصرين‬
‫وقبل الحديث عن كيفية أداء القلقة إليك أحكام القلقة بشيء من‬
‫الوسطية ل طويلة مملة ول قصيرة مخلة فأقول ومن ال بلوغ‬
‫المأمول .‬
‫القلقلة :‬
‫تعريفها : لغة: التحرك والضطراب‬
‫واصطلحا : قوة اضطراب صوت الحرف الساكن من مخرجه ليظهر‬
‫ظهورا كامل .‬
‫حروفها : مجموعة في كلمة ) قطب جد ( ق ـ ط ـ ب ـ ج ـ د‬
‫سبب تسميتها :‬
‫أنها في حالة سكونها تتقلقل عند خروجها حتى يسمع لها نبرة قوية ـ‬
‫أي صوت عال ـ وذلك ل ن من صفاتها الشدة وهى تمنع الصوت أ ن‬
‫يجرى معها ، والجهر يمنع النفس أ ن يجرى معها , والجهر يمنع‬
‫النفس أ ن يجرى معها كذلك فلما امتنع جريا ن الصوت والنفس مع‬
‫خروفها احتيج إلى التكلف في بيانها بإخراجها شبيهة بالمتحرك .‬

2. ‫القلقلة : صفة لزمة لحروف ) قطب جد ( معنى أنها لزمة أنها ل‬
‫تنفك عنها في حال سكونها أما في حال حركتها فخلف , منهم من‬
‫قال : إنها مقلقلة وإ ن لم تظهر القلقلة , كغنة الميم والنو ن فهما وإ ن‬
‫تحركتا فيهن أصل الغنة لنك إ ن أغلقت أنفك وقرأت القرآ ن تجد أثر‬
‫الميم والنو ن في النف وإ ن كانا متحركين ــ أصل الغنة موجود ل‬
‫الغنة ــ‬
‫ومنهم من اقتصر على القلقة حال السكو ن سواء كا ن السكو ن وقفا‬
‫أو وصل وسواء كا ن السكو ن عارضا ــ أي وقفا دو ن الوصل مثل‬
‫) الطارق ( أو كا ن السكو ن أصليا ــ أي وقفا ووصل مثل ) ول تشطط‬
‫( ) يدخلو ن(.‬
‫مراتب القلقلة :‬
‫الولى : الساكن الموقوف عليه المشدد نحو ) بالحق)‬
‫ّ‬
‫الثانية : الساكن الموقوف عليه المخفف ( محيط )‬
‫ ْ‬
‫الثالثة : الساكن الموصول ــ سكونه أصلى ــ وهذا قد يكو ن في وسط‬
‫الكلمة مثل )يجمع ( ويكو ن في آخر الكلمة بشرط وصلها بما بعدها‬
‫ ْ‬
‫مثل ) إ ن يسرق فقد سرق ... ( ـ أي وسط الية حال وصلها ـ‬
‫ ْ ْ‬
‫وهذه المراتب لم يختلفوا فيها ــ من حيث وجود القلقلة ــ والخلف‬
‫في الوجه الرابع : المتحرك مطلقا كالطاء والباء من ) طبع)‬
‫)عَ )عَ‬
‫فائدة :‬
‫سبب قلقلة هذه الحرف اجتماع صفتي الشدة والجهر...... فلم ل‬
‫تقلقل الهمزة رغم وجود هاتين الصفتين ؟‬
‫قال ابن الجزرى في النشر : وإنما لم يذكرها الجمهور لما يدخلها من‬
‫التخفيف حالة السكو ن ففارقت أخواتها ولما يعتريها من العلل .‬
‫وقوله : لما يدخلها من التخفيف ــ أي التسهيل مثل ) أ.عجمى (‬
‫والحذف مثل ) السما ( عند وقف حمزة وهشام حيث تحذف الهمزة‬
‫وقفا في أحد وجهيه‬
‫إبدال مثل : ) ءادم ( فأصلها ) ءأدم ( اجتمعت همزتا ن وسكنت‬
‫الثانية فأبدلت الثانية من جنس حركة ما قبلها فصارت ألفا ( ل ن‬

3. ‫ماقبلها مفتوح ، وياء في مثل ) إيما ن ( فأصلها )إئما ن ( وواوا في‬
‫مثل ) أوتوا ( أصلها ) أأتو(‬
‫أقسام القلقلة :‬
‫1 ـ الصغيرة : ما كا ن وجودها في الساكن الموصول كقاف ( يقدر)‬
‫ ْ‬
‫2 ـ الوسطى : ويسميها بعضهم( الكبيرة ( ما كانت في الساكن‬
‫الموقوف عليه المخفف كدال ) السجود)‬
‫3 ـ الكبر أو )الكبيرة ( على قول من قال ) الوسطى ( ما كانت‬
‫حاصلة في الساكن الموقوف عليه المشدد كقاف ) أشق ( قال‬
‫ّ‬
‫السمنودى:‬
‫كبيرة حيث لدى الوقف أتت **** أكبر حيث عند وقف شددت‬
‫كيفية الداء :‬
‫الول : أنها للفتح أقرب مطلقا ، وأشار بعضهم بقوله :‬
‫وقلقلة قرب إلى الفتح مطلقا ***** ول تتبعنها بالذي قبل تجمل‬
‫الثاني : أنها تابعة لما قبلها ، فإ ن كا ن ما قبلها مفتوحا نحو: ) ليقطع‬
‫( فللفتح أقرب , وإ ن كا ن ما قبلها مكسورا نحو: ) قبلة ( فللكسر‬
‫أقرب , وإ ن كا ن ما قبلها مضموما نحو: ) مقتدر( فللضم أقرب .‬
‫يقول السمنودى مرجحا هذا المذهب :‬
‫قلقلة قطب جد وقربت **** للفتح والرجح ما قبل اقتفت .‬
‫وذكر صاحب العميد الشيخ محمود على بسة ـ رحمه ال ـ قول ثالثا‬
‫في أداء القلقلة أنها تابعة لما بعدها .‬
‫قلت : وهو قول ضعيف لنه في هذه الحالة تكو ن في الساكن‬
‫الموصول فقط ل ن الوقف على آخر الكلمة تبطل بها حركة الحرف‬
‫الول من الكلمة الخرى لنها لم تذكر أصل . إذ ن ماذا تتبع عند‬
‫الوقف ؟والقول ن الول ن هما المعمول بهما.‬
‫وقد قرأت للشيخ /محمد طاهر الرحيمى المدنى في إضافاته علي‬
‫كتاب " مفردة ابن كثير" ، قول غريبا ..قال فيه: "قد اختلف العلماء‬

4. ‫فيها فقيل : إنها أقرب إلي الفتح مطلقا والرجح أنها تابعة لما قبلها‬
‫فإ ن كا ن ما قبلها مفتوحا نحو:" أقرب " كانت قريبة إلي الفتح وإ ن‬
‫كا ن ما قبلها مكسورا نحو:" اقرأ" كانت قريبة إلي الكسر وإ ن كا ن‬
‫ما قبلها مضموما نحو:" اقتلوا" كانت قريبة إلي الضم . ) غاية‬
‫المريد ص 541(‬
‫2ــ أما إ ن كا ن ما قبل حرف القلقة ساكنا فحينئذ تتبع كيفية القلقلة‬
‫هذا الحرف الساكن‬
‫3ــ ولكن التدقيق المعول هو أ ن وز ن هذا الصوت أقل من الحركة‬
‫وهو ليشبه أيا من الحركات الثل ث الفتحة والضمة والكسرة بل هو‬
‫بينها جميعا ا.هـ 691‬
‫قوله :" أما إ ن كا ن ما قبل حرف القلقة ساكنا فحينئذ تتبع كيفية‬
‫القلقلة هذا الحرف الساكن‬
‫القلقلة إذا كا ن ما قبلها ساكن تتبع ما قبل الساكن والساكن ليس‬
‫بحاجز‬
‫ثم هل يقصد) ببينها جميعا ( أنها خلطة من الحركات ؟!!! وظاهر‬
‫قوله يثبت أنها للحركة أقرب ، ولكنه لم يستطع تحديد الحركة فقال :‬
‫بالحركة التى تشبه مجموعة من الحركات ..... وهذا كلم ل يرد عليه‬
‫.لنني لم أقرأ لحد قال بهذا القول :" وهو ل يشبه أيا من الحركات‬
‫الثل ث الفتحة والضمة والكسرة بل هو بينها جميعا" ا.هـ فل يوجد‬
‫من قال بأ ن هناك صوت حركة يجمع جميع الحركات..!!!‬
‫فأصوات الحركات التي تجمع بين حركتين في القرآ ن هي كما جاء في‬
‫كتاب الشباه والنظائر للسيوطي أ ن الحركات ست :‬
‫الثل ث المشهورة : ) الفتحة والضمة والكسرة (‬
‫ــ وحركة بين الفتحة والكسرة وهي التي قبل اللف الممالة‬
‫ــ وحركة بين الفتحة والضمة وهي التي قبل اللف المفخمة في‬
‫قراءة ورش نحو :الصلة‬
‫ــ وحركة بين الكسرة والضمة وهي حركة الشمام في نحو : قيل ــ‬
‫وغيض علي قراءة الكسائي .‬

5. ‫فهذه هي الحركات المذكورة في القرآن فلست أدري من أين جاء‬
‫هبحركة تجمع الحركات الثل ث ؟!!فهل أجاهبنا هو أو أحد طلهبه علي‬
‫هذه العجيبة ؟؟!!‬
‫فأما ما جاء هبه الشيخ الغوثانى في كتاهبه ) علم التجويد أحكام نظرية‬
‫وملحظات تطبيقيةــ المستوى الثاني ــ ( وتبعه على ذلك هبعض من‬
‫يقوم هبشرح التجويد في هبعض القنوات الفضائية . حيث قال هبعد نقل‬
‫النواع الساهبقة من القلقلة والصواب أن القلقلة اهتزاز حرف‬
‫القلقلة في مخرجه ساكنا هبحيث يسمع له نبرة مميزة ، ول ينبغي‬
‫للقارئ أن ينحو هبها إلى الفتح ول إلى الكسر ول إلى غير ذلك هبل‬
‫يخرجها سهلة رقيقة في المرقق مثل: ) قبلكم ( مفخمة مثل‬
‫) يطبع (...( أ.هـ .... وأطلق هبعضهم ) القلقلة الذاتية (‬
‫قلت: وهذا القول ليس هبصحيح والقول هبأن القلقلة قريبة من الحركة‬
‫أرجح القوال سواء من قال : إنها تاهبعة لما قبلها أو إنها قريبة للفتح‬
‫مطلقا ,فكونها قريبة إلى الحركة هذا ما دل عليه كلم القدمين من‬
‫علماء هذا الفن .ول يسمى ذلك من الراء الجتهادية.‬
‫سُ‬
‫وإليك أخي القارئ أقوال الئمة العلم من القدامى :‬
‫قال أهبو شامة في إهبراز المعاني شرح الشاطبية عند البيت الذي تحد ث‬
‫فيه الشاطبى عن القلقلة : ........................... وفى قطب جد خمس‬
‫قلقلة عل‬
‫يقول أهبو شامة : )) قال الشيخ أهبو عمرو : سميت هبذلك إما لن‬
‫صوتها صوت أشد الحروف أخذ من القلقلة التي هي صوت الشياء‬
‫الياهبسة وإما لن صوتها ل يكاد يتبين هبه سكونها ما لم يخرج إلى‬
‫شبه التحريك يشبه أمرها من قولهم قلقلة إذا حركه وغنما حصل لها‬
‫ذلك لتفاق كونها شديدة مجهورة فالجهر يمنع النفس أن يجرى معها‬
‫والشدة تمنع أن يجرى صوتها فلما اجتمع لها هذان الوصفان وهو‬

6. ‫امتناع جرى النفس معها وامتناع جرى صوتها احتاجت إلى التكلف‬
‫في هبيانها , فلذلك يحصل من الضغط للمتكلم عند النطق هبها ساكنة‬
‫حتى تكاد تخرج إلى شبه تحركها لقصر هبيانها إذ لول ذلك لم يتبين‬
‫لنه إذا امتنع النفس والصوت تقدر هبيانها ما لم يتكلف هبإظهار أمرها‬
‫على الوجه المذكور .‬
‫ثم قال أهبو شامة : ) وقال أهبو مريم الشيرازي وهى حروف مشرهبة‬
‫من مخارجها إل أنها ل تضغط ضغط الحروف المطبقة غير أنها قريبة‬
‫منها .فإن فيها)أصواتا كالحركات تتقلقل عند خروجها أى تضطرب (‬
‫أ.ه هباختصار.‬
‫انظر أخي إلي هذه العبارة :" حتى تكاد تخرج إلى شبه تحركها‬
‫لقصر هبيانها " فشبه التحرك يدل علي وجود جزء من الحركة لن‬
‫المشبه والمشبه هبه هبينهما توافق إما كلي وإما جزئي .. فدل علي‬
‫وجود جزء مشترك هبينهما في الحركة‬
‫فكما قرأت أخي القارئ : إن القلقلة قريبة من الحركة سواء إلى الفتح‬
‫مطلقا , أو تاهبعة لما قبلها كما هبينا فالمهم أنها قريبة من الحركة , وقد‬
‫تبين لك أخي القارئ فساد قول من ذهب إلى أن القلقلة ذاتية ليست‬
‫قريبة من أي حركة ,وقوله )) إلى ذلك من الراء الجتهادية ( فليست‬
‫صحيحة حيث إن لهم سلفا في المسألة مثل من ذكرهم أهبو‬
‫شامة........ وأسأل ال السلمة من ذلك وأن يرزقنا الخل ص في‬
‫القول والعمل آمين .‬
‫شبهات :‬
‫قالوا : إن هذا الكلم يدل على أن مرادهم فتح المخرج ) أى تباعد‬
‫جزئيه( عند النطق هبحرف القلقلة لصعوهبة النطق هبه مع تلصق‬
‫جزأى المخرج .‬
‫الجواب : إن ما تقولونه لمخالف لما عليه الكلم فهو يقول إلى شبه‬
‫التحريك ل إلى شبه تحرك جزئي المخرج ....‬

7. ‫قال أهبو شامة : قال الشيخ أهبو عمرو: " وإما لن صوتها ل يكاد‬
‫يتبين هبه سكونها مالم يخرج إلى شبه التحريك"‬
‫وإن سلمنا لكم جد أ ً أن ما تقولونه صحيح فماذا تقول فى تعريف‬
‫ل‬
‫الشيرازى ) أن فيها أصواتا كالحركات؟ فهل يقصد أن كلمة " أصواتا‬
‫كالحركات" يقصد هبها انفتاح جزئى المخرج !! ل أعتقد من يوافقكم‬
‫على ذلك فى تأويلكم لكلم القدامى.‬
‫وقلقلة قرب إلى الفتح مطلقا***أ ً ول تتبعنها هبالذى قبل تقبل‬
‫بّ‬
‫قال السمنودى:‬
‫قلقلة قطب جد وقرهبت *** لفتح مخرج على الولى ثبت‬
‫فهل يقصدون فتح الجزئين ،أو خفض الجزئين فيما قبله كسر ، أو‬
‫ضم الجزئين فيما قبله ضم؟!!‬
‫فهؤلء فهموا ما قلته هبأنها قريبة إلى الحركة وهكذا نحن تلقيناه فى‬
‫مصر فل يمكن أن يكون هؤلء الفذاذ لم يفهموا المراد من القلقلة.‬
‫وهؤلء إليهم المنتهي في هذا العلم كما هو معروف ....‬
‫والدليل على ما قلته لكم كلم الشيخ محمد مكى نصر فى كلمه علي‬
‫صفة القلقلة فى كتاهبه)نهاية القول المفيد( حيث يقول :‬
‫"...يحد ث هبفتح المخرج فحاصل تحريك مخرج الحرف وتحريك‬
‫صوته..." فالشيخ قال هبتحريك المخرج وتحريك الصوت هل يكون‬
‫التحريكان متحدين ؟ فدل ذلك علي أن تحريك المخرج شيء ،‬
‫وتحريك الصوت ــ أي جزء من الحركة ــ شيء آخر‬
‫ثم قال ــ رحمه ال ــ هبعد ذلك هبعدة أسطر:‬
‫"...وقال الشيخ حجازى فى شرحه ...هبحيث تشبه الحركة أو حركة ما‬
‫قبله وتتبع الحرف هبعد سكونه كما هو كلم الشيخ حفظه ال نقل عن‬
‫الكتب المعتبرة "ا.هـ‬
‫والذى يظهر من كلم الشيخ أنه قال يحد ث هبفتح المخرج هذا أول ثم‬
‫نقل كلم الشيخ حجازى هبأنها تشبه حركة ما قبلها وهذا دليل على أننا‬

8. ‫وافقنا القدامى فيما قلنا ... فل يقصدون من فتح جزئى المخرج أنها‬
‫تبقي ساكنة ،لن هذه الحرف ل يمكن نطقها ساكنة كما علمت ...‬
‫فلماذا لم يعلق على كلم الشيخ حجازى ؟‬
‫قالوا : إن ما تسمونه قريبة إلى الحركة هي في الحقيقة : إما روم‬
‫وإما اختل س .‬
‫الجواب : ليس هبصحيح لن هذه الحروف ليمكن النطق هبها ساكنة‬
‫فيأتون هبصوت زائد ليتمكنوا هبالنطق هبهذه الحرف ... وإليكم أقوال‬
‫الئمة :‬
‫قال اهبن الجزرى فى التمهيد" ...وقيل أصل هذه الصفة القاف لنه ل‬
‫يقدر أن يؤتى هبه ساكنا لشدة استعلئه , وأشبهه فى ذلك أخواته"‬
‫أ.هـ‬
‫قال النويرى المالكى"...وأصلها القاف فلهذا كانت القلقلة فيها أهبين‬
‫وكانت ل يمكن أن يؤتى هبه ساكنا إل مع صوت زائد لشدة استعلئه.‬
‫قال أحمد ولد المام اهبن الجزرى فى شرح الطيبة "...سميت هبذلك‬
‫لنها إذا سكنت ضعفت فاشتبهت هبغيرها فتحتاج إلى إظهار صوت‬
‫شبه النبرة حال سكونها وإلى إتمام النطق هبها فذلك الصوت فى‬
‫سكونها أهبين منه من حركتها...."أ.هـ‬
‫قال الدانى: هى حروف مشرهبة ضغطت فإذا وقف عليها خرج معها‬
‫صوت من الفم ونبا اللسان عن موضعه.‬
‫قال مكى: القلقلة صويت حاد ث عند خروج حرفها لضغطه فى‬
‫موضعه ول يكون إل عند الوقف ول يستطاع أن يوقف عليه دونها‬
‫مع إظهار ذاته وهى مع الروم أشد.أ.هــ‬
‫فانظرـ رحمك ال ـ إلى قولهم ) أصواتا – صويت – صوت شبه‬
‫النبرة( وإلى قولهم : )ل يمكن أن يؤتى هبه ساكنا إل مع صوت‬

9. ‫زائد( ... فتعلم الفرق.‬
‫إذا ماذا يقصدون بالصوت ؟‬
‫ ً‬
‫فأنقل إليك قول أهل اللغة والوصوات :‬
‫قال د/ محمد حسن حسن جبل أستاذ أوصول اللغة بجامعة الزهر‬
‫والعميد السبق لكلية اللغة العربية بالمنصورة فى كتابه ) المختصر‬
‫فى أوصوات اللغة العربية دراسة نظرية وتطبيقية(‬
‫" نتناول أوصوات الحركة أو الحركات , الحركات نوعان رئيسيان :‬
‫حركات طويلة وهى حروف المد: ألف المد وواو المد وياء المد‬
‫وحركات قصيرة وهى الفتحة والضمة والكسرة .‬
‫وهناك حركات أخرى قيمتها أدائية – أى ليست وحدات وصوتية كاملة‬
‫لها مقابل فى المعنى – كالمشمام في مثل) قيل- بيع( وكحركة الروم –‬
‫والقلقلة – والحركة المختلسة ) والحركة فيهن جزء ما من الحركة‬
‫القصيرة ( أ.هــ‬
‫والحركة القصيرة هى : الفتحة والضمة والكسرة كما مر فى‬
‫كلمه ..وقوله" والحركة فيهن جزء ما من الحركة القصيرة" يتضح‬
‫لك قول القدمين ) أوصواتا – وصوت تشبه النبرة وهكذا( يعنون به‬
‫جزءا من الحركة مع العلم فى التفاوت بين الروم والختل س والقلقلة‬
‫فى مقدار هذا الجزء.‬
‫وانظر أخى إلى هذه العبارة للمام ابن جنى فى المحتسب قال : المد‬
‫يقوم مقام الحركة وذلك أن الحرف يزيد وصوتا بحركاته كما يزيد‬
‫اللف بإمشباع مده"ولعلك تتعجب من إيراد هذه العبارة في هذا‬
‫الموضع ,‬
‫ولكنى أريد من العبارة قوله" وذلك أن الحرف يزيد وصوتا بحركاته"‬
‫أى أنك إذا نطقت بالحرف الساكن ثم حركت نف س الحرف ونطقت به‬
‫سْ‬
‫فترى أن هناك وصوتا زائدا فى الحرف عند تحركه , وهذا الصوت‬

10. ‫الزائد نتيجة تحرك الحرف، فمثل لو قلت ) مم ( فالميم تنطق بضم‬
‫مَ‬
‫الشفتين ولكنك تجد فتحة للفم بين الميمين فهذا مخرج الحركةــ‬
‫والميم الولي وصوته لي س كصوت الميم الثانية فالحركة أزادت‬
‫الحرف وصوتا ... فبالتالي القوال المتقدمة فى تعبيرهم ب) وصوت‬
‫زائد( يدلكم على ما نقلته لكم بأن هذه الحرف ل يمكن أن يؤتى بها‬
‫ساكنة ومن ثم جعلوا فيها هذا الصوت الزائد ــ أي جزء الحركة ــ .‬
‫وهذا ما قاله أئمتنا بأنها قريبة إلى الفتح أو إلى الكسر أو إلى‬
‫الضم....وبالطبع لي س هذا الصوت الزائد كالصوت الزائد فى‬
‫الختل س أو الروم كما بينته لك.‬
‫إن نطقنا بكلمة " تب " وقفا ألي س الصوت مائل إلي الحركة ؟ فإن‬
‫َّ‬
‫قالوا : هذا روم ، قلنا : الروم ليدخل في الفتح عند القراء ........‬
‫فإن قالوا : اختل س : قلنا : الختل س ليأتي آخر الكلمة وقفا ،فإن‬
‫قالوا : هذا نتيجة فتحة جزئي المخرج.. قلنا : هاتوا برهانكم إن كنتم‬
‫وصادقين من كلم القدامي ؟!!! فدل ذلك علي تغاير حركة القلقة.‬
‫ومن كان عنده في كلم القدامى ما يدل علي فتح الجزئين فليأت به ،‬
‫إن كان وصادقا في دعواه من غير تأويل النص .‬
‫قالوا : إن الزيادة في الصوت ليلزم منه الزيادة بالحركة لن الحرف‬
‫قد يزيد وصوتا بالغنة وبالمد وبالتكرار ...وغيرها.‬
‫الجواب : ما دخل الزيادة بالغنة أو بالمد في القلقلة فكان يجب عليكم‬
‫أن ينصرف ذهنكم إلى أن قصدي من الزيادة زيادة الحركة ل زيادة‬
‫المد أو الغنة لنها ليست لها وصلة بموضوعنا لنهم يقولون : مشبه‬
‫التحريك ، ولم يذكروا المد أو الغنة أو غيرهما .‬
‫أما مسألة القلقلة هل هي وصفة لزمة أم وصفة عارضة ؟‬
‫فقد أجاد الشيخ / محمد يحيي مشريف الجزائري في الجواب علي هذه‬

11. ‫المسالة .. حيث قال :‬
‫استدل المذهب الول بقول ابن الجزري رحمه ال :‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫وبينن مقلقل إن سكنا.......وأن يكن في الوقف كان أبينا‬
‫ ً‬
‫ لّ‬
‫فاستدلوا بهذا البيت على أن المقلقل ل يكون إل في الساكن لقول ابن‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫الجزري رحمه ال ) إن سكنا( من جهة ، ومن جهة أخرى أن ظاهره‬
‫ لّ‬
‫يدل على أن القلقلة مرتبتان وهما الساكن لغير الوقف والساكن‬
‫ لّ‬
‫للوقف الذي يكون أبين.‬
‫وهذا الستدلل غير وصحيح لعدة أسباب :‬
‫ لّ‬
‫السبب الول : أن قول ابن الجزري رحمه ال ) وبينا مقلقل إن‬
‫ ً‬
‫نّ‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫سكنا ( ل يدل على منع أوصل القلقلة في المتحرك بل مراده بينها‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫وأمشبعها في الساكن. وهو كقوله ) وأظهر الغنة في نون ميم إذا ما‬
‫ لّ‬
‫ لّ لّ‬
‫مشددا ( أي مكن الغنه وأمشبعها عند تشديد الميم والنون ، ول مشك أن‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫ِّ‬
‫ما قاله رحمه ال ل يدل على امتناع الغنة في النون والميم‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫المتحركتين أو الساكنتين المظهرتين كما هو معلوم.‬
‫ لّ‬
‫السبب الثاني : من المعلوم أن القلقلة ناتجة عن وصفتين لزمتين‬
‫ لّ‬
‫وهما الشدة والجهر ، فالشدة منعت الصوت من الجريان والجهر منع‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫النف س من الجريان ، فاحب س الصوت والنف س جميعا ، فاحتاج الحرف‬
‫ ً‬
‫إلى نبرة وهي التي تسمى بالقلقلة حتى يتمكن الصوت من الخروج‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫ليكون مسموعا. فبال عليك كيف تنشأ وصفة عارضة عن وصفتين‬
‫ ً‬
‫لزمتين ؟ فإن كان الحرف مشديدا ومجهورا حال تحركه فما الذي‬
‫ لّ‬
‫ ً‬
‫ ً‬
‫يمنع من وجود أوصل القلقلة في المتحرك إذ إن القلقلة نائشة عن‬
‫ لّ‬
‫الشدة والجهر كما سبق. ولذلك قال المرعشي في جهد المقل ص‬
‫ لّ‬
‫941 " واعلم أن القلقلة باجتماع الشدة والجهر كما في بعض‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫الرسائل - مشرح الدر اليتيم - يشير إلى أن حروف القلقلة ل تنفك عن‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫القلقلة عند تحركها وإن لم تكن القلقلة عند تحركها ظاهرة ، كما أن‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫حرفـي الغنة وهما النون والميم ل يخلوان عن الغنة عند تحركهما‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫وإن لم تظهر" اهـ. وقال الشيخ محمد مكي نصر " والحاوصل أن‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫القلقلة وصفة لزمة لهذه الحرف الخمسة لكنها في الموقوف عليه‬
‫ لّ‬

12. ‫ ً‬
‫أقوى منها في الساكن الذي لم يوقف عليه وفي المتحرك قلقلة أيضا‬
‫ لّ‬
‫لكنها أقل فيه من الساكن الذي لم يوقف عليه لن تعريف القلقلة‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫باجتماع الشدة والجهر..اهـ" )نهاية القول المفيد ص 55(.‬
‫ لّ‬
‫السبب الثالث : أن في جميع الكتب القديمة والحديثة نجد أن القلقلة‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫منصووصة ضمن الصفات اللزمة كالستعلء والرخاوة والجهر‬
‫وغيرها إذ لو كانت وصفة عارضة لوجدناها منصووصة ضمن الصفات‬
‫العارضة كالتفخيم والترقيق والدغام والظهار وغيرها وهي الصفات‬
‫التي اختلف القراء فيها بخلف الصفات اللزمة ومن بينها وصفة‬
‫القلقلة ل خلف فيها بين القراء بل ول عند أهل اللغة.‬
‫أما التفريق بين المشدد والمخفف فملمو س سمعا وأداءا ونصا حيث‬
‫ ً‬
‫ ً‬
‫ ً‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫إن المشدد بمثابة حرفين مخففين لذلك كان أقوى من المخفف وقد‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫نص القدامي على ذلك فقال القرطبي )ت 164( في الموضح وهو‬
‫ لّ‬
‫يتكلم عن المشدد : " إل أن مكثه واحتباسه في المشدد لما حدث من‬
‫ لّ‬
‫ف ُ ف ُ‬
‫ لّ لّ ف ُ ف ُ ف ُ‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫التضعيف أكثر من مكثه واحتباسه في المخفف ..." الموضح ص‬
‫و ِ و ِ‬
‫041 وقال ابن الجزري " فينبغي للقارئ أن يبين المشدد حيث وقع ،‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫ويعطيه حقه ليميزه عن غيره " التمهيد ص 402 ونكتفي بهذين‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫النصين دللة أن المشدد أبين من المخفف فل مانع إذا من التفريق‬
‫ ً‬
‫ لّ‬
‫ ً لّ‬
‫ لّ‬
‫بينهما في مراتب القلقة كما في الغنة حيث أقوى المراتب في الغنة‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫هي مرتبة النون والميم المشددتين.‬
‫وعلى ما ذكرنا يظهر جليا أن المذهب الثاني هو القرب إلى وصواب‬
‫ ً‬
‫لكونه ل يخالف نصا من النصوص المعتبرة وهو الملمو س من‬
‫ ً‬
‫الناحية العملية.‬
‫ثم إن الخلف في هذه المسألة ليضر لن الخلف فيه لفظي ل يترتب‬
‫ لّ‬
‫ لّ لّ‬
‫ لّ لّ‬
‫عليه تغيير في الصوت القرآني وإنما ذكرناه من باب الفائدة.‬
‫ لّ‬
‫ ٌ‬
‫هذا ما أردت قوله باختصار في هذه المسألة ول أدعي الكمال فيما‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫ذكرت ووصلى ال على سيدنا محمد وعلى آله ووصحبه وسلم وآخر‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬
‫ لّ‬

13. ‫دعوانا أن الحمد ل رب العالمين. ا.هـ كلهمه ــ حفظه ال ــ‬
‫ ّ‬
‫قلت : وكل م "همكي " فيه إشعار بوجود القلقلة في المتحرك حيث‬
‫قال: " القلقلة صويت حادث عند خروج حرفها لضغطه فى هموضعه‬
‫ول يكون إل عند الوقف ول يستطاع أن يوقف عليه دونها همع إظهار‬
‫ذاته وهى همع الرو م أشد.أ.هــ " والشاهد :" وهى همع الرو م‬
‫أشد.أ.هــ " ــ أي هذا الصويت الحادث عند خروج حرفها لضغطه فى‬
‫هموضعه... ــ وال أعلم .‬
‫أهما شبهة عد م وجودها ــ أي القلقة ــ في حالة إدغا م نخلقكم إذ كيف‬
‫تلغي وهي لمزهمة ؟‬
‫أقول: صفات الطاء تلغي جميعها في حالة إدغاهمها الناقص في أحطت‬
‫هماعدا صفة البطباق فهل الصفات الخرى همثل الجهر وغيرها عارضة‬
‫؟ فإلغاء صفة في حالة هما ل تدل علي عد م لزوهمها كما بينا. هذا هما‬
‫همن ال به علينا وأسأل ال السلهمة همن كل ذلك وأن يرمزقنا الخل ص‬
‫في القول والعمل آهمين .‬
‫والحمد ل رب العالميـــــــن‬
‫أبو عمر عبد الحكيم‬