سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لااله الاانت استغفرك واتوب اليك اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب اليك اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء والاموات الى يوم الدين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته و عدد ما علم الله السميع العليم لا إله إلا الله محمد رسول الله سبحان الله و الحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم واتوب إليه اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته و عدد ما علم الله السميع العليم اللهم انى اصبحت اشهدك واشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لااله الا انت وحدك لاشريك لك وان محمد عبدك ورسولك عدد خلقه ورضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته

1. """""" صفحة رقم ٙ """"""
الجزء ال ا ربع
) /ٗٙ(
"""""" صفحة رقم ٚ """"""
- - بَابُ
وُجُوبِ صَلبَةِ الجَمَاعَةِ
وَقَالَ الحَسَنُ : إِنْ مَنَعَتْوُ أُمُّوُ عَنِ العِشَاءِ فِي جَمَاعَةٍ
شَفَقَةً لَمْ يُطِعْيَا
.
مقصود البخاري بيذا الباب : أن الجماعة واجبةٌ لمصلبة
، ومن تركيا لغير عذرٍ ، وصمى منفرداً فَقَدْ ترك واجباً ،
وىذا قَوْلِ كثير من السمف ، منيم : الْحَسَن ، وما حكاه
البخاري عَنْوُ يدل عَمَى ذَلِكَ .
وقد روي عَن الْحَسَن التصريح بتعميل ذَلِكَ بأن الجماعة
فريضةٌ ، فروى إِبْ اَ رىِيْم الحربي فِي ) ) كِتَاب البر ( ( :

2. نا عُبَيْدِ الله بْن عُمَر - - ىُوَ : القواريري - : نا
معتمر : نا ىِشَام ، قَالَ : سئل الْحَسَن عَن الرَّجُلُ تأمره
أمو أن يفطر تطوعاً ؟ قَالَ : يفطر ، ولا قضاء عَمِيوِ .
قُمتُ : تنياهُ أن يصمي العشاء فِي جماعة ؟ قَالَ : لَيْسَ
ليا ذَلِكَ ؛ ىَذِهِ فريضة .
وروى بإسناده عَن عَطَاء فِي الرَّجُلُ تحسبو أمو فِي الميمة
المطيرة المظممة عَن الصلبة فِي جماعة ، قَالَ :
أطعيا .
وىذا لا يخالف فِيوِ الْحَسَن ؛ فإن الْحَسَن أفتى بعدم
طاعة الأم فِي ترك الجماعة فِي غير حال العذر ،
وعطاء أفتى بطاعتيا فِي ترك الجماعة فِي حال العذر
المبيح لترك الجماعة ، وعطاء موافق لمحسن فِي القول
بوجوب الجماعة .
قَالَ ابن المنذر : وممن كَانَ يرى أن حضور الجماعات
فرض : عَطَاء بْن أَبِي رباح ، وأحمد بْن حَنْبل ، وأبو
ثور .

3. قَالَ : وَقَالَ الشَّافِعِيّ : لا أرخص لمن قدر عَمَى صلبة
الجماعة فِي ترك
) /ٗٚ(
"""""" صفحة رقم ٛ """"""
إتيانيا ، إلا من عذرٍ .
وَقَالَ ابن مَسْعُود : لَقَدْ أ ريتنا وما يتخمف عَنْيَا إلا منافقٌ
معمومٌ نفاقو .
وروينا عَن غير واحد من أصْحَاب رَسُول الله ) ، أنيم
قالوا : من سَمِعَ النداء ثُمَّ لَمْ يجب فلب صلبة لَوُ ،
منيم : ابن مَسْعُود ، وأبو موسى . وقد روي عَن النَّبِيّ
) . انتيى .
وَقَالَ إِسْحَاق بْن ا رىويو : صلبة الجماعة فريضة .
وَقَالَ الإمام أحمد فِي صلبة الجماعة : ىِيَ فريضة .
وَقَالَ فِي رِوَايَة عَنْوُ : أخشى أن تكون فريضة ، ولو
ذىب النَّاس يجمسون

4. ) /ٗٛ(
"""""" صفحة رقم ٜ """"""
عَنْيَا لتعطمت المساجد : يروى عَن عَمِيّ ، وابن عَبَّاس ،
وابن مَسْعُود : من سَمِعَ النداء فَمَمْ يجب فلب صلبة لَوُ .
وَقَالَ - أيضاً - : أشد مَا فييا قَوْلِ ابن مَسْعُود : لَوْ
تركتم سَنَة نبيكم ) لكفرتم .
وقول ابن مَسْعُود قَدْ خرجو مُسْمِم فِي ) ) صحيحو ( (
من رِوَايَة أَبِي الأحوص ، عَن عَبْد الله بْن مَسْعُود ،
قَالَ : لقد أ ريتنا وما يتخمف عَن الصلبة إلا منافق قَدْ
عمم
نفاقو ، أو مريض ، إن كَانَ المريض ليمشي بَيْن
الرجمين حَتَّى يأتي الصلبة ، وَقَالَ : إن رَسُول الله
) عممنا سنن اليدى ، وان من سنن اليدى الصلبة فِي
المسجد الَّذِي يؤذن
فِيوِ .

5. وفي رِوَايَة لمسمم - أيضا - عَن ابن مَسْعُود ، قَالَ :
من سره أن يمقى الله غداً مسمماً فميحافظ عَمَى ىؤلاء
الصموات حيث ينادي بين ، فإن الله شرع لنبيكم سنن
اليدى ، وانين من سنن اليدى ، ولو أنكم صميتم فِي
بيوتكم كما يصمي ىَذَا المتخمف فِي بيتو لتركتم سَنَة
نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضممتم .
وخرجو أبو داود بنحوه ، وعنده : ) ) ولو تركتم سنة
نبيكم لكفرتم ( ( .
وخرج الترمذي من حَدِيْث مُجَاىِد ، عَن ابن عَبَّاس ، أنو
سئل عَن رَجُل يصوم النيار ، ويق وم الميل ، ولا يشيد
جمعة ولا جماعة ؟ قَالَ : ىُوَ فِي النار .
وروي عَن أَبِي سنان ، عَن سَعِيد بْن جبير ، عَن ابن
عَبَّاس فِي قولو تعالى :
) وقدكَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَىُمْ سَالِمُونَ ) ] القمم :
[ قَالَ : نَزَلَتْ فِي صلبة
) /ٜٗ(

6. """""" صفحة رقم """"""
الرَّجُلُ يسمع الأذان فلب يجيب .
وروي عَن سَعِيد بْن جبير من قولو .
وروى أبو حيان التيمي ، عَن أبيو ، عَن عَمِيّ ، قَالَ :
لا صلبة لجار المسجد إلا فِي المسجد . قيل : يَا أمير
المُؤْمِنيِن ، ومن جار المسجد ؟ قَالَ : من سَمِعَ الأذان .
وروى شعبة عَن عدي بْن ثابت ، عَن سَعِيد بْن جبير ،
عَن ابن عَبَّاس ، قَالَ : من سَمِعَ النداء فَمَمْ يجب فلب
صلبة لَوُ إلا من عذرٍ .
وقد رفعو طائفة من أصْحَاب شعبة بيذا الإسناد ،
وبعضيم قَالَ : عَن شعبة ، عَن حبيب بْن أَبِي ثابت ،
عَن سَعِيد ، عَن ابن عَبَّاس مرفوعاً .
وقد خرجو بالإسناد الأول مرفوعاً ابن ماجو وابن حبان
فِي ) ) صحيحو ( ( والحاكم وصححو .
ولكن وقفو ىُوَ الصحيح عِنْدَ الإمام أحمد وغيره .
وخرجو أبو داود مرفوعاً - أيضاً - من رِوَايَة أَبِي جناب

7. الكمبي ، عَن مغ ا رء ، عَن عدي بْن ثابت ، بِوِ .
وأبو جناب ، ليس بالقوي ، وقد اختمف عَمِيوِ - أيضاً -
فِي رفعو ووقفو .
وروي أبو بَكْر بْن عياش ، عَن أَبِي حصين ، عَن أَبِي
بردة ، عَن أَبِي موسى ،
)ٓٔ /ٗ (
"""""" صفحة رقم """"""
عَن النَّبِيّ ) ، قَالَ : ) ) من سَمِعَ النداء فارغاً صحيحاً
فَمَمْ يجب فلب صلبة لَوُ ( ( .
خرجو الحَاكِم ، وصححو .
وقد اختمف عَمَى أبي بَكْر بْن عياش فِي رفعو ووقفو .
ورواه قيس بْن الربيع ، عَن أَبِي حصين - مرفوعاً .
ورواه مِسْعَر وغيره عَن أَبِي حصين موقوفاً .
والموقوف أصح - : قَالَو البييقي وغيره .
وممن ذىب إلى أن الجماعة لمصلبة مَعَ عدم العذر

8. واجبة : الأو ا زعي والثوري والفضيل بن عياض واسحاق
وداود ، وعامة فقياء الحَدِيْث ، منيم : ابن خزيمة وابن
المنذر .
وأكثرىم عَمَى أَنَّوُ لَوْ ترك الجماعة لغير عذرٍ وصمى
منفرداً أَنَّوُ لا يجب عَمِيوِ الإعادة ، ونص عَمِيوِ الإمام
أحمد .
وحكي عَن داود أَنَّوُ يجب عميوِ الإعادة ، ووافقو طائفة
من أصحابنا ، منيم : أبو الْحَسَن التميمي ، وابن عقيل
وغيرىما .
وَقَالَ حرب الكرماني سئل إِسْحَاق عَن قولو : لا صلبة
لجار المسجد إلا فِي المسجد ؟ فَقَالَ : الصحيح أَنَّوُ لا
فضل ولا أجر ولا أمن عَمِيوِ .
يعني : أَ نوُ لا صلبة لَوُ .
وقد ذكرنا حَدِيْث ابن أم مكتوم فِي استئذانو النَّبِيّ ) ،
وقول النَّبِيّ ) : ) ) لا أجدُ لَكَ رخصةً ( ( فيما سبق .
)ٔٔ /ٗ (

9. """""" صفحة رقم """"""
وىذا مِمَّا يستدل بِوِ عَمَى وجوب حضور الجماعة .
وقد روي عَن حذيفة وزيد بْن ثابت مَا يدل عَمَى الرخصة
فِي الصلبة منفرداً مَعَ القدرة عَمَى الجماعة .
وحكي عَن أَبِي حنيفة ومالك ان حضور الجماعة سَنَة
مؤكدة ، لا يأثم بتركيا .
ولأصحاب الشَّافِعِيّ وجيان ، أحدىما كذلك ، ومنيم من
حكى عَنْوُ رِوَايَة كقول مَالِك وأبي حنيفة ، وفي صحتيا
عَنْوُ نظر . اولله أعمم .
وليذا أنكر بعض محققي أصحابنا أن يكون عَن أحمد
رِوَايَة بأن حضور المساجد لمجماعة سَنَة ، وأنو يجوز
لكل أحد أن يتخمف عَن المسجد ويصمي فِي بيتو ؛ لما
فِي ذَلِكَ من تعطيل المساجد عَن الجماعات ، وىي من
أعظم شعائر الإسلبم .
ويمزم من ىَذَا ؛ أن لا يصح عَن أحمد رِوَايَة بأن
الجماعة لمصلبة من أصميا سَنَة غير واجبة بطريق

10. الأولى ، فإنو يمزم من القول بوجوب حضور المسجد
لإقامة الجماعة القول بوجوب أصل الجماعة ، من غير
عكسٍ . والله أعمم .
وحكى ابن عَبْد البر الإجماع عَمَى أنو لا يجوز أن
يجتمع عَمَى تعطيل المساجد كميا من الجماعات ،
وبذلك رجح قَوْلِ من قَالَ : إن الجماعة فرض كفايةٍ .
قَالَ البخاري :
ٙٗٗ - - حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن يوسف : أنا مَالِك ، عَن
أَبِي الزناد ، عَن الأعرج ، عَن أَبِي ىُرَيْرَةَ ، أن رَسُول
الله ) قَالَ : ) ) والذي نفسي بيده ، لَقَدْ ىممت بحطب
] يجمع [ ليحتطب ، ثُمَّ آمر بالصلبة فيؤذن ليا ، ثُمَّ
آمر رجلبً فيؤم النَّاس ، ثُمَّ
)ٕٔ /ٗ (
"""""" صفحة رقم """"""
أخالف إلى رجال فأحرق عمييم بيوتيم ، فوالذي نفسي

11. بيده ، لَوْ يعمم أحدىم أَنَّوُ يجد عرقاً سميناً أو مرماتين
حسنتين لشيد العشاء ( ( .
قَالَ ابن عَبْد البر : قولو : ) ) لَقَدْ ىممت أن آمر
بخطب ليحطب ( ( أي : يجمع .
والعرق ، الم ا رد بِوِ : بضعة المحم السمين عَمَى عظمة .
والمرماتان ، قيل : ىما السيمان . وقيل : ىما حديدتان
من حدائد كانوا يمعبون بيما ، وىي ممس كالأسنة ،
كانوا يثبتونيا فِي الأكوام والأغ ا رض ، ويقال ليا - فييا
زعم بعضيم - : المداحي .
قَالَ أبو عُبَيْدِ : يقال : إن المرماتين ظمفا الشاة . قَالَ :
وىذا حرف لا أدري مَا وجيو ، إلا أن ىَذَا تفسيره .
ويروى المرماتين - بكسر الميم وفتحيا - : ذكره
الأخفش .
وذكر العرق والمرماتين عَمَى وجو ضرب المثال بالأشياء
التافية الحقيرة من الدنيا ، وَىُوَ توبيخ لمن رغب عَن
فضل شيود الجماعة لمصلبة ، مَعَ أَنَّوُ لَوْ طمع فِي
إد ا رك يسير من عرض الدنيا لبادر إليو ، ولو نودي إلى

12. ذَلِكَ لأسرع الإجابة إليو ، وَىُوَ يسمع منادي الله فلب
يجيبو .
قَالَ الخطابي : وقولو : ) ) حسنتين ( ( لا أدري عَمَى
أي شيء يتأول معنى الْحَسَن فييما ، إلا عَمَى تأويل من
فسر المرماة بظمف الشاة .
ثُمَّ ذكر عَن المبرد ، أَنَّوُ قَالَ : الْحَسَن والحسن العظيم
الَّذِي فِي المرفق مِمَّا يمي البطن . والقبح والقبيح العظم
الَّذِي فِي المرفق مِ مَّا يمي المرفق .
قَالَ : فمعمو شبو أحد العظمين بالآخر - أعني المرماة
- والعظم الَّذِي فِي المرفق مِمَّا يمي البطن .
)ٖٔ /ٗ (
"""""" صفحة رقم """"""
قَالَ : وَىُوَ شيء لا أحق ولا اثق بِوِ . انتيى .
قُمتُ : وقد قَالَ بعضيم : ان الرواية ) ) خشبتين ( (
بالخاء والشين المعجمتين والباء الموحدة ، وَىُوَ غمط

13. وتصحيف .
والذي يظير - والله أعمم - ان النَّبِيّ ) أخرج ىَذَا الكلبم
مخرج تعظيم شيور العشاء فِي جماعة ، والتنويو بفضمو
وشرفو ونفاستو ، والنفوس مجبولة عَمَى محبة الأشياء
الحسنة الشريفة النفيسة ، والميل إلييا ، فوبخ من لَوْ
طمع فِي وجود قطعة من لحم سمينة أو مرماتين
حسنتين ، وىما من ادنى الأشياء الدنيوية لبادر إلى
الخروج إلييا ، وشيد العشاء لذلك ، وَىُوَ يتخمف عَن
شيود العشاء فِي الجماعة مَعَ فضل الجماعة عِنْدَ الله ،
وعظم فضل الجماعة مَا يدخره لمن شيدىا عنده من
جميل الج ا زء وجزيل العطاء ، فيكون مَا يعجل لَوُ وان
كَانَ يسي ا رً من أمور الدنيا المستحسنة عنده مِمَّا يأكمو أو
يميو بِوِ أىم عنده من ثواب الله الموعود بِوِ .
ويشبو ىَذَا : قَوْلِ الله تعالى : ) واِذَا أَ رَوْا تِجَارَةً أَوْ لَيْواً
انْفَضُّوا إِلَيْيَا وتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ المَّوِ خَيْرٌ مِنَ المَّيْوِ
وَمِنَ التِّجَارَةِ وَالمَّوُ خَيْرُ ال اَّ رزِقِينَ ) ] الجمعة : [ ،
فإنو توبيخ لمن ترك الجمعة أو اشتغل عَنْيَا بالتجارة أو

14. بالميو .
وىذا الحَدِيْث : ظاىر فِي وجوب شيود الجماعة فِي
المساجد ، واجابة المنادي بالصلبة ؛ فإن النَّبِيّ ) أخبر
أَنَّوُ ىم بتحريق بيوت المتخمفين عَن الجماعة ، ومثل
ىذه العقوبة الشديدة لا تكون إلا عَمَى ترك واجبٍ .
وقد اعترض المخالفون فِي وجوب الجماعة عَمَى ىَذَا
الاستدلال ، وأجابوا عَنْوُ بوجوهٍ .
مِنْيَا : حمل ىَذَا الوعيد عَمَى الجمعة خاصة .
واستدلوا عَمِيوِ بما فِي ) ) صحيح مُسْمِم ( ( عَن ابن
مَسْعُود ، ان النَّبِيّ ) قَالَ
)ٗٔ /ٗ (
"""""" صفحة رقم """"""
لقوم يتخمفون عَن الجمعة : ) ) لَقَدْ ىممت أن آمر رجلبً
يصمي بالناس ، ثُمَّ أحرق عَمَى رجال يتخمفون عَن
الجمعة ( ( .

15. ومنيا : أَنَّوُ أ ا رد تحريق بيوت المنافقين لنفاقيم ؛ وليذا
قَالَ ابن مَسْعُود : ولقد أ ريتنا وما يتخمف عَنْيَا إلا منافق
معموم نفاقو ، وقد سبق ذكره .
والمنافق إذا تخمف عَن الصلبة مَعَ المُسْمِمِين لا يصمي
فِي بيتو بالكمية ، كما أخبر الله عنيم ، أنيم ) يُ اَ رؤُونَ
النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ المَّوَ إِلَّا قَمِيلبً ) ] النِّسَاء : [ .
وىذا التأويل عَن الشَّافِعِيّ وغيره .
ومنيا : أَنَّوُ لَمْ يفعل التحريق ، وانما توعد بِوِ .
وقد ذىب قوم من العمماء إلى جواز أن ييدد الحَاكِم
رعيتو بما لا يفعمو بيم ، واستدل بعضيم لذلك بما أخبر
بِوِ النَّبِيّ ) عَن سُمَيْمَان ، أَنَّوُ قَالَ حِينَ اختصمت إليو
الم ا رتان في الولد : ) ) ايتوني بالسكين حَتَّى أشقو ( ( ،
ولم يرد فعل ذَلِكَ ، إنما قصد بِوِ التوصل إلى معرفة أمو
منيما بظيور شفقتيا ورقتيا عَمَى ولدىا .
والجواب : أَ نوُ لا يصح حمل الحَدِيْث عَمَى شيء من
ذَلِكَ .
أما حممو عَمَى الجمعة وحدىا فغير صحيح .

16. وفي ذكر النَّبِيّ ) شيود العشاء فِي تمام الحَدِيْث مَا يدل
عَمَى ان صلبة العشاء الموبخ عَمَى ترك شيودىا ىِيَ
الم ا رد .
وقد روي ذَلِكَ عَن سَعِيد بْن المُسَيِّب ، وأنيا داخمة فِي
عموم الصلبة ؛ فإن الاسم المفرد المحمي بالألف واللبم
يعم ، كما فِي قولو تعالى : ) وَأَقِيمُوا الصَّلبةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ
) ] البقرة : [ ، وىذا قَوْلِ جماعة من العمماء .
وقد جَاءَ التصريح بالتحريق عَمَى من تخمف عَن صلبة
العشاء .
)٘ٔ /ٗ (
"""""" صفحة رقم ٙ """"""
فروى الحميدي عَن سُفْيَان : ثنا أبو الزناد ، عَن الأعرج
، عَن أَبِي ىُرَيْرَةَ ، عَن النَّبِيّ ) ، قَالَ : ) ) لَقَدْ ىممت
أن أقيم الصلبة صلبة العشاء ، ثُمَّ آمر فتياني فيخالفوا
إلى بيوت أقوام يتخمفون عَن صلبة العشاء ، فيحرقون

17. عمييم بحزم الحطب ( ( - وذكر بقية الحَدِيْث .
وروى ابن أَبِي ذئب ، عَن عجلبن مَوْلَى المشمعل ، عَن
أَبِي ىُرَيْرَةَ ، عَن النَّبِيّ ) ، قَالَ : ) ) لينتيين رجال ممن
حول المسجد ، لا يشيدون العشاء الآخرة فِي الجمع ،
أو لأحرقن حول بيوتيم بحزم الحطب ( ( .
خرجو الإمام أحمد .
وخرج - أيضاً - من حَدِيْث أَبِي معشر ، عَن سَعِيد
المقبري ، عَن أَبِي ىُرَيْرَةَ ، عَن النَّبِيّ ) ، قَالَ : ) ) لولا
مَا فِي البيوت من النِّسَاء والذرية أقمت صلبة العشاء ،
وأمرت فتياني يحرقون مَا فِي البيوت بالنار ( ( .
وروى عاصم ، عَن أَبِي صالح ، عَ ن أَبِي ىُرَيْرَةَ ، قَالَ :
أخر رَسُول الله ) صلبة العشاء حَتَّى تيور الميل وذىب
ثمثو أو قريباً مِنْوُ ، ثُمَّ خرج إلى المسجد ، فإذا النَّاس
عزون ، واذا ىم قميل ، فغضب غضباً مَا أعمم اني
أ ريتو غضب غضباً قط أشد مِنْوُ ، ثُمَّ قَالَ : ) ) لَوْ ان
رجلبً نادى النَّاس إلى عرق أو مرماتين أتوه لذلك ] ولم
يتخمفوا [ ، وىم يتخمفون عَن ىذه الصلبة ، لَقَدْ ىممت

18. أن آمر رجلبً يصمي بالناس ، ثُمَّ اتتبع ىذه الدور الَّتِيْ
تخمف أىموىا عَن ىذه الصلبة ، فأحرقيا عمييم
بالني ا رن ( ( .
) /ٗٙ (ٔ
"""""" صفحة رقم ٚ """"""
وورد التصريح بأن العقوبة عَمَى ترك الجماعة دون
الجمعة .
خرجو الطب ا رني فِي ) ) أوسطو ( ( : حَدَّثَنَا إِبْ اَ رىِيْم -
ىُوَ ابن ىاشم البغوي - : ثنا حوثرة بْن أشرس : ثنا
حماد بْن سَمَمَة ، عَن ثابت ، عَن أنس ، ان النَّبِيّ ) قَالَ
) ) لَوْ ان رجلبً دعا النَّاس إلى عرق أو مرماتين لأجابوه
، وىم يدعون إلى ىذه الصلبة فِي جماعة فلب يأتونيا ،
لَقَدْ ىممت أن آمر رجلبً يصمي بالناس فِي جماعة ، ثُمَّ
أنصرف إلى قوم سمعوا النداء ، فَمَمْ يجيبوا فأضرميا
عمييم نا ا رً ؛ فإنو لا يتخمف عَنْيَا إلا منافق ( ( .

19. حوثرة ، ضَعِيف - : قَالَ ابن نقطة فِي ) ) تكممة
الإكمال ( ( .
وأما ذكر الجمعة فِي حَدِيْث ابن مَسْعُود ، فلب يدل عَمَى
اختصاىا بذاك ؛ فإنو كما ىم أن يحرق عَمَى المتخمف
عَن الجمعة فَقَدْ ىم أن يحرق عَمَى المتخمف عَن
العشاء .
وقد قيل إنو عبر بالجمعة عَن الجماعة للبجتماع ليا .
قَالَ البييقي : ىَذَا ىُوَ الَّذِي عَمِيوِ سائر الرواة .
واستدل بما خرجو من ) ) سنن أَبِي داود ( ( عَن يزيد
بْن يزيد ، عَن يزيد بْن الأصم ، قَالَ : ] سَمِعْت أبا
ىُرَيْرَةَ يَقُول [ : سَمِعْت رَسُول الله ) يَقُول : ) ) لَقَدْ
ىممت أن آمر فتيتي فيجمعوا حزماً من حطبٍ ، ثُمَّ آتي
قوماً يصمون فِي بيوتيم ، ليس بيم عمة فأحرقيا
عمييم ( ( .
قيل ليزيد بْن الأصم : الجمعة عنى أو غيرىا ؟ فَقَالَ :
صمتا أذناي إن لَمْ
) /ٗٚ (ٔ

20. """""" صفحة رقم ٛ """"""
أكن سَمِعْت أَبَا ىُرَيْرَةَ يأثره عَن النَّبِيّ ) ، مَا ذكر جمعة
ولا غيرىا .
وخرجو - - أيضاً - من طريق معمر ، عَن جَعْفَر بْن
برقان ، عَن يزيد بْن الأصم مختص ا رً ، وفي حديثو :
) ) لا يشيدون الجمعة ( ( .
وىذه الرواية ، أو أَنَّوُ ا ا رد بالجمعة الجماعة ، كما قَالَ
البييقي ؛ فإن مسمماً خرجو من طريق وكيع ، عَن جَعْفَر
بْن برقان ، وَقَالَ فِي حديثو : ) ) لا يشيدو
الصلبة ( ( .
ورواية أَبِي داود صريحة فِي أن التحريق عقوبة عَمَى
المتخمف عَن الجماعة .
وان صمى المتخمف فِي بيتو .
وأما دعوى أن التحريق كَانَ لمنفاق فيو غير صحيح ؛
فإن النَّبِيّ ) صرح بالتعميل بالتخمف عَن الجماعة ،
ولكنو جعل ذَلِكَ من خصال النفاق ، وكل مَا كَانَ عمماً

21. عَمَى النفاق فيو محرم .
وفي حَدِيْث أَبِي ز ا ررة الأنصاري ، عَن النَّبِيّ ) : ) ) من
سَمِعَ النداء ثلبثاً فَمَمْ يجب كتب من المنافقين ( ( .
واسناده صحيح ؛ لكن أبو ز ا ررة ، قَالَ أبو الْقَاسِم
البغوي : لا أدري ألو صحبة أم لا ؟
وخرج الإمام أحمد من رِوَايَة ابن لييعة ، عَن زبان بْن
فائد ، عَن سَيْل بْن معاذ بْن أنس ، عَن أبيو ، عَن
النَّبِيّ ) ، قَالَ : ) ) الجفاء كل الجفاء ، والكفر والنفاق
من سَمِعَ منادي الله ينادي بالصلبة ويدعو بالفلبح فلب
يجيبو ( ( .
ورواه رشدين بْن سعد ، عَن زبان .
) /ٗٛ (ٔ
"""""" صفحة رقم ٜ """"""
قَالَ الحافظ أبو موسى : رواه جماعة عَن زبان ، وتابعو
عَمِيوِ يزيد بْن أَبِي حبيب .

22. وَقَالَ النخعي : كفى عمماً عَمَى النفاق أن يكون الرَّجُلُ
جار المسجد ، لا يرى فِيوِ .
وقد كَانَ النَّبِيّ ) يعمم نفاق خمق من المنافقين ولا يعاقبيم
عَمَى نفاقيم ، بل يكل س ا رئرىم إلى الله ، ويعامميم
معاممة المُسْمِمِين فِي الظاىر ، ولا يعاقبيم إلا عَمَى
ذنوب تظير منيم ، فَمَمْ تكن العقوبة بالتحريق إلا عَمَى
الذنب الظاىر ، وَىُوَ التخمف عَن شيود الصلبة فِي
المسجد ، لا عَمَى النفاق الباطن .
وأما دعوى أن ذَلِكَ كَانَ تخويفاً وارىابا مِمَّا لا يجوز فعمو
، فَقَدْ اختمف فِي جواز ذَلِكَ .
فروي جوازه عَن طائفة من السمف ، منيم : عَبْد الحميد
بْن عَبْد الرحمن عامل عُمَر بْن عَبْد العزيز عَمَى الكوفة
، وميمون بْن مي ا رن ، وروي - - أيضاً - عن عُ مَر بْن
الخَطَّاب من وجو منقطع ضَعِيف ، وعن عَمِيّ بْن أَبِي
طالب .
وأنكر ذَلِكَ عُمَر بْن عَبْد العزيز وتغيظ عَمَى عَبْد الحميد
لما فعمو ، وَقَالَ : إن خصمتين خيرىما الكذب لخصمتا

23. سوءٍ .
وقد ذكر ىذه الآثار عُمَر بْن شبة البصري فِي ) ) كِتَاب
أدب السمطان ( ( .
وبكل حال ؛ فميس مَا ذكره النَّبِيّ ) من التحريق من ىَذَا
فِي شيء ؛ لأنو ) أخبر بأنو ىم ، وأنما ييم بما يجوز
لَوُ فعمو ، والتخويف يكون عِنْدَ من أجازه بما لا يجوز
فعمو ولا اليم بفعمو ، فتبين أَنَّوُ ليس من التخويف فِي
شيء ، وانما امتنع من التحريق لما في البيوت من
النِّسَاء والذرية وىم الأطفال ، كما فِي الرواية الَّتِيْ
خرجيا الإمام أحمد ، وىم لا يمزمون شيود الجماعة ؛
فإنيا لا تجب عَمَى ام أ رة ولا طفل ، والعقوبة إذا خشي
أن تتعدى إلى من لا ذنب لَوُ امتنعت ،
) /ٜٗ (ٔ
"""""" صفحة رقم """"""
كما يؤخر الحد عَن الحامل إذا وجب عَمَيْيَا حَتَّى تضع

24. حمميا .
فإن زعم ا زعم أن التحريق منسوخ ؛ لأنو من العقوبات
المالية ، وقد نسخت ، وربما عضل ذَلِكَ بنيي النَّبِيّ
) عَن التحريق بالنار .
قيل لَوُ : دعوى نسخ العقوبات المالية بإتلبف الأموال لا
تصح ، والشريعة طافحة بجواز ذَلِكَ ، كأمره ) بتحريق
الثوب المعصفر بالنار ، وأمره بتحريق متاع الغال ،
وأمره بكسر القدور الَّتِيْ طبخ فييا لحوم الحمر الأىمية ،
وحرق عُمَر بيت خمار .
ونص عَمَى جواز تحريق بيت الخمار أحمد واسحاق - :
نقمو عنيما ابن منصور فِي ) ) مسائمو ( ( ، وَىُوَ قَوْلِ
يَحْيَى بْن يَحْيَى الأندلسي ، وذكر أن بعض أصحابو
نقمو عَن مَالِك ، واختاره ابن بطة من أصحابنا .
وروي عَن عَمِيّ - أيضاً - وروي عَنْوُ أَنَّوُ أنيب مالو .
وعن عُمَر ، قَالَ فِي الَّذِي يبيع الخمر : كسو ا ر كل آنية
لَوُ ، وسيروا كل ماشية
لَوُ .

25. خرجو وكيع فِي ) ) كتابو ( ( .
وأما نييو ) عَن التحريق بالنار ، فإنما أ ا رد بِوِ تحريق
النفوس وذوات الأرواح .
فإن قيل : فتحريق بيت العاصي يؤدي إلى تحريق نفسو
، وَىُوَ ممنوع .
قيل : إنما يقصد بالتحريق دارهُ ومتاعوُ ، فإن أتى عَمَى
نفسو لَمْ يكن بالقصد ، بل تبعاً ، كما يجوز تبييتُ
المشركين وقتميم ليلبً ، وقد أتى القتل عَمَى ذ ا ررييم
ونسائيم .
وقد سئل النَّبِيّ ) عَن ذَلِكَ ، فَقَالَ : ) ) ىم منيم ( ( .
)ٕٓ /ٗ (
"""""" صفحة رقم """"""
وىذا مِمَّا يحسن الاستدلال بِوِ عَمَى قتل تارك الصلبة ؛
فإنو إذا جازت عقوبة تارك الجماعة في مالو وان تعدت
إلى نفسو باليلبك ، فقتل من ترك الصلبة بالكمية أولى

26. بالجواز ، فلب جرم كَانَ قتمو واجباً عِنْدَ جميور العمماء .
وفي الحَدِيْث : دليل عَمَى أَنَّوُ إنما يعاقب تارك الصلبة
أو بعض واجباتيا فِي حال إخلبلو بِيَا ، لا بعد ذَلِكَ ؛
فإن النَّبِيّ ) إنما أ ا رد عقوبتيم فِي حال التخمف ، وقد
كَانَ يمكنو أن يؤخر العقوبة حَتَّى يصمي وتنقضي
صلبتو .
وىذا يعضد قَوْلِ من قَالَ من الفقياء من أصحابنا
وغيرىم : إن تارك الصلبة لا يقتل حَتَّى يدعى إلى
الصلبة ، ويصر عَمَى تركيا حَتَّى يضيق وقت الأخرى ،
ليكون قتمو عَ مَى الترك المتمبس بِوِ فِي الحال .
وفي الحَدِيْث - أيضاً - أن الإمام لَوُ أن يؤخر الصلبة
عَن أول الوقت لمصمحة دينية ، ولكنو يستخمف من
يصمي بالناس فِي أول الوقت ؛ لئلب تفوتيم فضيمة أول
الوقت .
وفيو - - أيضاً - : أن إنكار المنكر فرض كفاية ،
وأنو إذا قام اكتفى بذلك ، ولا يمزم جميع النَّاس الاجتماع

27. عَمِيوِ ؛ فإنو لَوْ كَانَ كذلك لأخذ النَّبِيّ ) مَعَوُ جميع
النَّاس .
)ٕٔ /ٗ (
"""""" صفحة رقم """"""
- بَابُ
فَضْلِ صَلبةِ الجَمَاعَةِ
وكان الأسود إذا فاتتو الجماعة ذىب إلى مسجد آخر .
وجاء أنس إلى مسجد قَدْ صمي فِيوِ ، فأذن وأقام ،
وصمى جماعة .
ىاىنا مسألتان :
إحداىما :
أن من فاتتو الجماعة فِي مسجد لَمْ يجد فِيوِ جماعةً ،
فإنو يذىب إلى مسجد آخر لتحصيل الجماعة ، كما
فعمو الأسود .
وَقَالَ حماد بْن زيد : كَانَ ليث بْن أبي سميم إذا فاتتو

28. الصلبة فِي مسجد حيو اكترى حما ا رً ، فطاف عَمِيوِ
المساجد حَتَّى يدرك جماعةً .
ونص الإمام أحمد عَمَى أن من فاتتو الجماعة فِي مسجد
حيو أَنَّوُ يذىب إلى مسجد آخر ليدرك الجماعة . قَالَ :
وان فاتتو تكبيرة الإح ا رم مَعَ الإمام فِي مسجد حية صمى
معيم ، ولم يذىب إلى مسجد آخر لإد ا رك تكبيرة الإح ا رم
مَعَ إمامو .
وحكى عَن ىشيم ، أَنَّوُ كَانَ يذىب إلى مسجد آخر
لإد ا رك تكبيرة الإح ا رم مَعَ الإمام .
ومذىب مَالِك : أن من وجد مسجداً قَدْ جمع أىمو ، فإن
طمع بإد ا رك جماعة فِي مسجد غيره خرج إلييا ، وان
كانوا جماعةً فلب بأس أن يخرجوا فيجمعوا ك ا رىة إعادة
الجماعة عندىم فِي المسجد ، كما سيأتي .
واستثنوا من ذَلِكَ المسجد الح ا رم ومسجد النَّبِيّ ) ومسجد
بيت المقدس ، فقالوا : يصموا فييا أفذاذاً ، ىُوَ أعظم
لأجورىم من الجماعة خارج المسجد - :
)ٕٕ /ٗ (

29. """""" صفحة رقم """"""
ذكره فِي ) ) تيذيب المدونة ( ( .
المسألة الثانية :
أن من دَخَلَ مسجداً قَدْ صمي فِيوِ جماعة ، فإنو يصمى
فِيوِ جماعة مرة ثانية ، صح ذَلِكَ عَن أنس بْن مَالِك ،
كما عمقو عَنْوُ البخاري ، واحتج بِوِ الإمام أحمد .
وَىُوَ من رِوَايَة الجعد أَبِي عُثْمَان ، أَنَّوُ أ رى أَنَس بْن
مَالِك دَخَلَ مسجداً قَدْ صمي فِيوِ ، فأذن وأقام وصمى
بأصحابو .
وقد رواه غير واحد من الثقات ، عَن الجعد ، وخرجو
عَبْد الر ا زق والأث ا رم وابن أَبِي شيبة والبييقي وغيرىم فِي
) ) تصانيفيم ( ( من طرق متعددة عَن الجعد .
وقد روي عَن أَنَس من وجو آخر ؛ وأنو رَوَى فِي ذَلِكَ
حديثاً مرفوعاً .
خرجو ابن عدي من طريق عباد بْن منصور ، قَالَ :
أ ريت أَنَس بْن مَالِك دَخَلَ مسجداً بعد العصر ، وقد

30. صمى القوم ، ومعو نفر من أصحابو ، فأميم ، فمما
انفتل قيل لَوُ : أليس يكره ىَذَا ؟ فَقَالَ : دَخَلَ رَجُل
المسجد ، وقد صمى رَسُول الله ) الفجر ، فقام قائماً
ينظر ، فَقَالَ : ) ) مَالِك ؟ ( ( قَالَ : أريد أن أصمي ،
فَقَالَ : ) ) أما رَجُل يصمي مَعَ ىَذَا ؟ ( ( فدخل رَجُل ،
فأمرىم النَّبِيّ ) أن يصمو جميعاً .
وعباد بْن منصور ، تكمموا فِيوِ .
وقد اختمف النَّاس فِي ىَذَا المسألة فِي موضعين :
أحدىما : أن من دَخَلَ مسجداً قَدْ صمي فِيوِ فصمى وحده
أو جماعة : ىَلْ يؤذن ويقيم ، أم يكفيو أذان الجماعة
الأولى واقامتيم ؟ فِيوِ قولان مشيو ا رن لمعمماء ، قَدْ سبق
ذكرىما فِي مواضع من الكتاب .
ومذىب أَبِي حنيفة وأصحابو وسفيان واسحاق ؛ أَنَّوُ
يجزئيم الأذن والإقامة
)ٖٕ /ٗ (

31. """""" صفحة رقم """"""
الأولى ، وَىُوَ نَصَّ أحمد ، وقد جعمو صاحب
) ) المغني ( ( المذىب ، وَىُوَ كما قَالَ ؛ لكن أحمد لا
يكره إعادة الأذان والإقامة .
وروي عَن طائفة من السمف ك ا رىة إعادتيما ، منيم :
عَبْد الرحمن بْن أَبِي ليمي وغيره ، وحكي - أيضاً - عن
أَبِي يوسف ومحمد .
وعن الشَّعْبِيّ ، قَالَ : إذا صمى فِي المسجد جماعة فإن
إقامتيم تجزىء عمن صمى صلبة إلى الصلبة الأخرى .
وَقَالَ الزُّىْرِيّ : يقيم ، ولم يذكر الأذان .
وعن قتادة ، قَالَ : إن لَمْ يسمع الإقامة أقام ، ثُمَّ صمى .
والموضع الثاني : إعادة الجماعة فِي مسجد قَدْ صمى
فِيوِ إمامو ال ا رتب .
واختمف العمماء فِي ذَلِكَ :
فمنيم : من كرىو ، وَقَالَ يصمون فِيوِ وحداناً ، روي ذَلِكَ
عَن سَالِم وأبي قلببة ، وحكاه بعض العمماء عَن سَعِيد
بْن المُسَيِّب والحسن والنخعي والضحاك والقاسم بْن

32. مُحَمَّد والزىري وغيرىم ، وَىُوَ قَوْلِ الميث والأو ا زعي
والثوري وأبي حنيفة ومالك ، وحكاه الترمذي فِي
) ) كتابو ( ( عَن ابن المبارك والشافعي ، وقد رواه
الربيع عَن الشَّافِعِيّ ، وأنو لَمْ يفعمو السمف ، بل قَدْ عابو
بعضيم .
وكان ىَذَا القول ىُوَ المعمول بِوِ فِي زمن بني أمية ؛
حذ ا رً من أن يظن بمن صمى جماعة بعد جماعة المسجد
الأولى أَنَّوُ مخالف لمسمطان مفتئت عَمِيوِ ، لا يرى
الصلبة مَعَوُ ، ولا مَعَ من أقامو فِي إمامو المساجد .
وقد استدل بعضيم ليذا بما رَوَى معاوية بْن يَحْيَى ، عَن
خَالِد الحذاء ، عَن عَبْد الرحمن بْن أَبِي بكرة ، عَن أَبِيو
، أن رَسُول الله ) أقبل من نواحي المدينة يريد الصلبة ،
فوجد النَّاس قَدْ صموا ، فمال إلى منزلو ، فجمع أىمو ،
فصمى بيم .
)ٕٗ /ٗ (

33. """""" صفحة رقم """"""
خرجو الطب ا رني .
ومعاوية بْن يَحْيَى ، لا يحتج بِوِ .
وذىب أكثر العمماء إلى جواز إعادة الجماعة فِي
المساجد فِي الجممة كما فعمو أَنَس بْن مَالِك ، منيم :
عَطَاء وقتادة ومكحول ، وَىُوَ قَوْلِ إِسْحَاق وأبي يوسف
ومحمد وداود .
واختمف فِيوِ عَن الْحَسَن والنخعي ، فروي عنيما
كالقولين .
والمشيور : أَنَّوُ يكره ذَلِكَ فِي مسجدي مكة والمدينة
خاصة ، ويجوز فيما سواىما .
ومن تأخري أصحابو من ألحق بمسجدي مكة والمدينة
المسجد الأقصى فِي الك ا رىة .
وعن أحمد رِوَايَة أخرى : لا يكره بحال .
ومن أصحابنا من كرىو فِي المساجد العظام الَّتِيْ يتولى
السمطان عادة ترتيب أئمتيا كالجوامع ونحوىا ؛ لئلب
يتطرق بذلك إلى الافتئات عَمِيوِ ، ولم يكرىو فِي المساجد

34. الَّتِيْ يرتب أئمتيا جي ا رنيا .
وحكي عَن الشَّافِعِيّ ، أَنَّوُ يكره إعادة الجماعة فِي
مساجد الدروب ونحوىا دون مساجد الأسواق الَّتِيْ يكثر
فييا تك ا رر الجماعات ، لكثرة استط ا رق النَّاس إلييا ؛
دفعاً لمحاجة .
ومتى لَمْ يكن لممسجد إمام ا رتب لَمْ يكره إعادة الجماعة
فِيوِ عِنْدَ أحد من العمماء ، مَا خلب الميث بْن سعد ، فإنو
كره الإعادة فِيوِ - أيضاً .
واستدل من لَمْ يكره الإعادة بحديث أَبِي سَعِيد الْخُدرِيَّ ،
قَالَ : جَاءَ رجلٌ
)ٕ٘ /ٗ (
"""""" صفحة رقم ٙ """"""
وقد صمى رَسُول الله ) ، فَقَالَ : ) ) أيكم يتجر عَمَى ىَذَا
؟ ( ( فقام رَجُل ، فصمى مَعَوُ .
خرجو الإمام أحمد وأبو داود والترمذي - - وىذا لفظو ،

35. وَقَالَ : ىَذَا حَدِيْث حسن - - وابن خزيمة وابن حبان
فِي ) ) صحيحيما ( ( والحاكم ، وَقَالَ : صحيح
الإسناد .
وقد قواه الإمام أحمد وأخذ بِوِ ، وَىُوَ مشكل عَمَى أصمو ؛
فإنو يكره إعادة الجماعة فِي مسجد المدينة .
وقد اعتذر الإمام أحمد عَنْوُ من وجيين :
أحدىما : أن رغبة الصَّحَابَة فِي الصلبة مَعَ النَّبِيّ
) كَانَتْ متوفرة ، وانما كَانَ يتخمف من لَوُ عذر ، وأما
بعده فميس كذلك ، فكره تفريق الجماعات فِي المسجدين
الفاضمين توقي ا رً لمجماعة فييما .
والثاني : أن ىَذَا يغتفر فِي الجماعة القميمة دون الكثيرة ،
وليذا لَمْ يأمر النَّبِيّ ) أكثر من واحد بالصلبة مَعَوُ .
وكذلك قَالَ أحمد فِي الجماعة تفوتيم الجمعة : إنيم إن
كانوا ثَلبَثَة صموا جماعةً ، فإن كثروا فتوقف فِي
صلبتيم جماعةً ، وَقَالَ : لا أعرفو .
ومأخذه فِي ذَلِكَ : أن فِي إظيار صلبة الظير يوم
الجمعة فِي المساجد افتئاتاً عَمَى الأئمة ، ويتستر بِوِ أىل

36. البدع إلى ترك الجمعة ، وصلبة الظير فِي المساجد
كسائر الأيام .
وقد كره طائفة من السمف لمن فاتتو الجمعة أن يصموا
جماعة ، منيم : الْحَسَن وأبو قلببة ، وَىُوَ قَوْلِ أَبِي
حنيفة .
) /ٗٙ (ٕ
"""""" صفحة رقم ٚ """"""
ورويت الرخصة فِيوِ عَن ابن مَسْعُود واياس بْن معاوية ،
وَىُوَ قَوْلِ الشَّافِعِيّ وأحمد واسحاق .
وعن أحمد رِوَايَة : أَنَّوُ يكره صلبة الظير جماعة إذ
كثروا ، ولا يكره إذا قموا . وقد ذكرناىا آنفاً .
ومن أصحابنا من كره الجماعة فِي مكان الجمعة
خاصة .
واختمف فِيوِ عَن الثوري ومالك .
وروي عَن حذيفة وزيد بْن ثابت ، أن من فاتتو الجمعة

37. لا يصمي الظير فِي المسجد بالكمية حياء من النَّاس .
قَالَ حذيفة : لا خير فيمن لا حياء فِيوِ .
وَقَالَ زيد : من لا يستحي من النَّاس لا يستحي من
الله .
وقد روي فِي حَدِيْث أَنَس الموقوف الَّذِي عمقو البخاري
زيادة : أَنَّوُ أمر بعض أصحابو فأذن وصمى ركعتين ،
ثُمَّ أمره فأقام ثُمَّ تقدم أَنَس فصمى بيم .
خرجو عَبْد الر ا زق عَن جَعْفَر بْن سُمَيْمَان ، عَن الجعد ،
عَن أَنَس .
وخرجو الجوزجاني من رِوَايَة ابن عمية ، عَن الجعد ،
قَالَ : كنا فِي مسجد بني رِفَاعَة ، فجاء أَنَس بْن مَالِك
ومعو نفر ، وقد صمينا صلبة الصبح ، فَقَالَ : أصميتم ؟
قَالَ : نَعَمْ ، فإذن رَجُل من القوم ، ثُمَّ صموا ركعتين ، ثُمَّ
أقام ، ثُمَّ تقدم أَنَس فصمى بيم .
وىذا يدل عَمَى أن من دَخَلَ مسجداً قَدْ صمي فِيوِ والوقت
باقٍ ، فإنو يجوز لَوُ أن يتطوع قَبْلَ صلبة المكتوبة ،
ويصمي السنن الرواتب قَبْلَ الف ا رئض ، وَىُوَ قَوْلِ

38. الأكثرين ، منيم : ] . . . . . . [ وأبو حنيفة ومالك
والشافعي .
وقالت طائفة : يبدأ بالمكتوبة ، منيم : ابن عُمَر - :
رواه مَالِك وأيوب وابن جُرَيْج ، عَن نافعٍ ، عَنْوُ .
) /ٗٚ (ٕ
"""""" صفحة رقم ٛ """"""
وكذا روي عَن عَبْد الرحمن بْن أَبِي ليمى والشعبي
والنخعي وعطاء ، وَىُوَ قَوْلِ الثوري والحسن بْن حي
والميث بْن سعد .
وعن الْحَسَن ، قَالَ : ابدأ بالمكتوبة إلا ركعتي الفجر .
وكذا قَوْلِ الثوري .
واختمفت الرواية عَن أحمد فِي ذَلِكَ :
فنقل عَنْوُ ابن منصور وصالح وحنبل : يبدأ بالمكتوبة ،
واستدل فِي رِوَايَة ابن منصور وصالح بما روي عَن ابن
عُمَر .

39. ونقل عَنْو أبو الْقَاسِم البغوي ، فِي الرَّجُلُ يخرج إلى
المسجد فيجدىم قَدْ صموا ، ووجد رجلبً يتطوع : أيتطوع
حَتَّى يجيء الرَّجُلُ ؟ قَالَ : إن شاء تطوع .
ومن كره ذَلِكَ جعل الدخول إلى المسجد لإ ا ردة الصلبة
المكتوبة كإقامة الصلبة ، فلب يبدأ قبميا بشيء وانما
يشرع التطوع لمن ينتظر الإمام ؛ لأنو إذا لَمْ يخرج إلى
النَّاس لَمْ يمنعوا من التطوع .
ولو كَانَتْ الصلبة فِي غير مسجد فمو أن يتطوع قَبْلَ
المكتوبة - : قالو عَطَاء وغيره .
وقياس ىَذَا : أن الإمام إذا حضر المسجد ، فإنو يكره لَوُ
أن يتطوع قَبْلَ المكتوبة - أيضاً .
وقد ذكرنا فييا تقدم فِي ) ) بَاب : متى يقوم النَّاس إذا
أ روا الإمام ( ( الحَدِيْث الَّذِي خرجو أبو داود ، أن النَّبِيّ
) كَانَ حِينَ تقام الصلبة فِي المسجد إذا رآىم قميلبً جمس
ثُمَّ صمى ، واذا رآىم جماعة صمى .
وخرجو البييقي ، ولفظو : كَانَ النبي ) يخرج بعد النداء

40. إلى المسجد ، فإذا أ رى أىل المسجد قميلبً جمس حَتَّى
يرى منيم جماعة ثُمَّ يصمي .
) /ٗٛ (ٕ
"""""" صفحة رقم ٜ """"""
وقد تقدم فِي ) ) بَاب : القيام لمصلبة ( ( الحَدِيْث
المرسل ، أن النَّبِيّ ) جَاءَ وبلبل فِي الإقامة فجمس .
خرج البخاري - - رحمو الله - في ىَذَا الباب ثَلبَثَة
أحاديث :
الحَدِيْث الأول :
ٙ٘ٗ - - حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن يوسف : أنا مَالِك ، عَن
نافعٍ ، عَن عَبْد الله بْن عُمَر ، أن رَسُول الله ) قَالَ :
) ) صلبةُ الجماعة تفضل عَمَى صلبة الفذ بسبعٍ
وعشرين
درجةً ( ( .
الحَدِيْث الثاني :

41. قَالَ :
ٙ ٙٗ - - حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن يوسف : حَدَّثَنِي الميث :
حَدَّثَنِي ابن الياد ، عَن
عَبْد الله بْن خباب ، عَن أَبِي سَعِيد الْخُدرِيَّ ، أَنَّوُ سَمِعَ
النَّبِيّ ) يَقُول : ) ) صلبة الجماعة تفضل صلبة الفذ
بخمسٍ وعشرين درجةً ( ( .
الحَدِيْث الثالث :
ٚ ٙٗ - حَدَّثَنَا موسى بْن إسماعيل : نا عَبْد الواحد ،
قَالَ : ثنا الأعمش ، قَالَ : سَمِعْت أبا صالح يَقُول :
سَمِعْت أَبَا ىُرَيْرَةَ يَقُول : قَالَ رَسُول الله ) : ) ) صلبة
الرَّجُلُ فِي الجماعة تضعيف عَمَى صلبتو فِي بيتو وفي
سوقو خمسة وعشرين ضعفاً ، وذلك أَنَّوُ إذا توضأ
فأحسن الوضوء ، ثُمَّ خرج إلى المسجد لا يخرجو إلا
الصلبة ، لَمْ يخط خطوة إلا رفعت لَوُ بِيَا درجة وحط
عَنْوُ بِيَا خطيئة ، فإذا صمى لَمْ تزل الملبئكة تصمي
عَمِيوِ مَا دام فِي مصلبة : الميم صل عَمِيوِ ، الميم ارحمو
، ولا ي ا زل أحدكم فِي صلبةٍ مَا انتظر الصلبة ( ( .

42. ) /ٜٗ (ٕ
"""""" صفحة رقم """"""
فِي حَدِيْث ابن عُمَر : أن صلبة الجماعة تفضل عَمَى
صلبة الفذ بسبعٍ وعشرين درجةً ، وفي حَدِيْث أَبِي
سَعِيد : أنيا عَمَيْيَا بخمس وعشرين .
وقد جمع بعض النَّاس بينيما ، فَقَالَ : أريد فِي حَدِيْث
ابن عُمَر ذكر صلبة الفذ وصلبة الجماعة ، وما بَيْنَيُمَا
من الفضل ، وَىُوَ خمس وعشرون ، فصار ذَلِكَ سبعاً
وعشرين ، وفي حَدِيْث أَبِي سَعِيد ذكر قدر الفضل بَيْنَيُمَا
فَقَطْ ، وَىُوَ خمس وعشرون .
وىذا بعيد ، فإن حَدِيْث ابن عُمَر ذكر فِيوِ قدر التفاضل
بَيْن الصلبتين - أيضاً - ، كما ذكر فِي حَدِيْث أَبِي
سَعِيد .
وقد خرجو مُسْمِم من رِوَايَة عُبَيْدِ الله بْن عُمَر ، عَن نَافِع
، عَن ابن عُمَر ، عَن النَّبِيّ ) ، قَالَ : ) ) صلبة الرَّجُلُ

43. فِي الجماعة تزيد عَمَى صلبتو وحده سبعاً وعشرين
درجة ( ( .
وأما حَدِيْث أَ بِي ىُرَيْرَةَ ففيو تضعّف صلبة الجماعة عَمَى
الصلبة فِي البيت والسوق خمسة وعشرين ضعفاً ،
والم ا رد بِوِ - أيضاً - : قدر التفاضل بَيْنَيُمَا .
وسيأتي حَدِيْث أَبِي ىُرَيْرَةَ بمفظ آخر ، خرجو البخاري فِي
الباب الَّذِي يأتي بعد ىَذَا ، وَىُوَ : ) ) تفضل صلبة
الجميع صلبة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءاً ( ( .
والم ا رد بيذه الأج ا زء والأضعاف والدرج معنى واحد -
واللهُ أعمم - ، وَىُوَ : أن صلبة الفذ ليا ثواب مقدر
معموم عِنْدَ الله ، تزيد صلبة الجماعة عَمَى ثواب صلبة
الفذ خمسة وعشرين أو سبعة وعشرين .
وقد جَاءَ التصريح بيذا فِي حَدِيْث خرجو مُسْمِم من رِوَايَة
سممان الأغر ، عَن أَبِي ىُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله
) : ) ) صلبة الجماعة تعدل خمس اً
)ٖٓ /ٗ (

44. """""" صفحة رقم """"""
وعشرين من صلبة الفذ ( ( .
وخرج - أيضاً - من وجو آخر ، عَن أَبِي ىُرَيْرَةَ ، عَن
النَّبِيّ ) ، قَالَ :
) ) صلبة مَعَ الإمام أفضل من خمس وعشرين صلبة
يصمييا وحده ( ( .
وفي ) ) المسند ( ( عَن ابن عُمَر - موفوعاً - :
) ) كميا مثل صلبتو ( ( .
وقد اختمف النَّاس فِي الجمع بَيْن حَدِيْث ابن عُمَر فِي
ذكر السبع وعشرين وبين حَدِيْث أَبِي سَعِيد وأبي ىُ ريْرَةَ
فِي ذكر خمس وعشرين .
فَقَالَتْ طائفةٌ : ذكر النَّبِيّ ) فِي كل وقت مَا أعممو الله
وأوحاه إليو من الفضل ، فبمغو كما أوحي إليو ، وكان قَدْ
أوحى إِلَيْوِ أن صلبة الجماعة تفضل عَمَى صلبة الفذ
بخمس وعشرين ، والعدد لا مفيوم لَوُ عِنْدَ كثير من
العمماء ، ثُمَّ أوحى إِلَيْوِ زيادة عَمَى ذَلِكَ ، كما أخبر :

45. ) ) أن من مات لَوُ ثَلبَثَة من الولد لَمْ تمسو النار ( ( .
ثُمَّ سئل عَن الاثنين ، فَقَالَ : ) ) واثنان ( ( ثُمَّ سئل عَن
الواحد ، فَقَالَ : ) ) والواحد ( ( ، وكما أخبر ) ) أن
صيام ثَلبَثَة أيام من كل شير يعدل صيام الدىر ( ( ،
ثُمَّ أخبر عَبْد الله ابن عَمْرِو بْن العاص أَنَّوُ إن صام
يوماً من الشير أو يومين مِنْوُ فمو أجر مَا بقي مِنْوُ ،
ونطق الكتاب بأن الحسنة بعشر أمثاليا ، ثُمَّ جاءت
السنة بأن الحسنة تضاعف إلى سبعمائة ضعف ، إلى
أضعاف كثيرة ، ودل الق آ رن عَمِيوِ - أيضاً .
)ٖٔ /ٗ (
"""""" صفحة رقم """"""
وقالت طائفة : صلبة الجماعة يتفاوت ثوابيا في نفسيا
، ثم اختمفوا : فمنيم من قالَ : يتفاوت ثوابيا بإكمال
الصلبة فِي نفسيا ، واقامة حقوقيا وخشوعيا ، ورجحو
أبو موسى المديني .

46. ولكن صلبة الفذ يتفاوت ثوابيا - أيضاً - عمى حسب
ذَلِكَ .
ومنيم من قَالَ : يتفاوت ثوابيا بذلك ، وربما يقترن
بصلبة الجماعة من المشي إلى المسجد وبعده وكثرة
الجماعة فِيوِ ، وكونو عتيقاً ، وكون المشي عَمَى طيارةٍ
، والتبكير إلى المساجد ، والمسابقة إلى الصف الأول
عَن يمين الإمام أو و ا رءه ، واد ا رك تكبيرة الإح ا رم مَعَ
الإمام ، والتأمين مَعَوُ ، وانتظار الصلبة بعد الصلبة ،
وغير ذَلِكَ .
وىذا قَوْلِ أَبِي بَكْر الأثرم وغيره ، وَىُوَ الأظير .
ويدل عَمِيوِ : أَنَّوُ ) ذكر فِي حَدِيْث أَبِي ىُرَيْرَةَ تعميل
المضاعفة ، فَقَالَ :
) ) وذلك أَنَّوُ إذ توضأ فأحسن الوضوء ، ثُمَّ خرج إلى
المسجد ، لا يخرجو إلا الصلبة ، لَمْ يخط خطوةً إلا
رفعت لَوُ بِيَا درجة ، وحط عَنْوُ بِيَا خطيئة ، فإذا صمى
لَمْ تزَلَ الملبئكة تصمي عَمِيوِ مَا دام فِي مصلبة : الميم
صل عَمِيوِ ، الميم ارحمو ، ولا ي ا زل أحدكم فِي صلبة مَا

47. انتظر الصلبة ( ( .
وعمى ىَذَا ؛ فَقَدْ تضاعف الصلبة فِي جماعة أكثر من
ذَلِكَ .
إما بحسب شرف الزمان ، كشير رمضان وعشر ذي
الحجة ويوم الجمعة .
وقد قَالَ ابن عُمَر : افضل الصموات عِنْدَ الله صلبة
الصبح يوم الجمعة .
وروي عَنْوُ مرفوعاً ، والموقوف ىُوَ الصحيح - : قالو
الدارقطني .
وخرجو الب ا زر بإسناد ضَعِيف ، عَن أَبِي عبيدة بْن
الج ا رح مرفوعاً ، و ا زد فِيوِ :
) ) ولا أحسب من شيدىا منكم إلا مغفو ا رً لَوُ ( ( .
أو شرف المكان ، كالمسجد الح ا رم ومسجد المدينة
والمسجد الأقصى ، كما
)ٕٖ /ٗ (

48. """""" صفحة رقم """"""
صح عَن ال نبِيّ ) أَنَّوُ قَالَ : ) ) صلبة فِي مسجدي ىَذَا
خير من ألف صلبة فيما سواه من المساجد ، إلا
المسجد الح ا رم ( ( .
وخرج ابن ماجو من رِوَايَة أَبِي الخَطَّاب الدمشقي ، عَن
رزيق الألياني ، عَن أَنَس ، عَن النَّبِيّ ) ، قَالَ :
) ) صلبة الرَّجُلُ فِي بيتو بصلبة ، وصلبتو فِي مسجد
القبائل بخمس وعشرين صلبة ، وصلبتو فِي المسجد
الَّذِي يجمع فِيوِ بخمسمائة صلبة ، وصلبتو فِي المسجد
الأقصى بخمسين ألف صلبة ، وصلبتو فِي مسجدي
بخمسين ألف صلبة ، وصلبتو فِي المسجد الح ا رم بمائة
ألف صلبة ( ( .
وقد سبق الكلبم عَمَى إسناده فِي ) ) بَاب : الصلبة فِي
مسجد السوق ( ( . والله أعمم .
وقد روي عَن ابن عَبَّاس من طريقين فييما ضعف ، أن
مضاعفة الخمس وعشرين درجة لأقل الجماعة - وىي
اثنان ، وفي رِوَايَة عَنْوُ : ثَلبَثَة - ، وما ا زد عَمَى ذَلِكَ

49. إلى عشرة آلاف كَانَ لكل واحد من الدرجات بعدد من
صمى معيم .
وروي بإسناد فِيوِ نظر ، عَن كعب ، أَنَّوُ قَالَ لعمر بْن
الخَطَّاب : إنو إذا صمى اثنان كَانَتْ صلبتيما بخمس
وعشرين ، واذا كانوا ثلبثة فصلبتيم بخمسة وسبعين ،
وكانت ثلبثمائة ، فإذا كانوا خمسة خمسة الثلبثمئة ،
فكانت ألفاً وخمسمائة ، فإذا كانوا ستة سدست ألفاً
وخمسمائة ، فكانت تسعة آلاف ، فإذا كانوا مائة فمو
اجتمع الكتاب والحساب مَا أحصوا مالو من التضعيف .
ثُمَّ قَالَ لعمر : لَوْ لَمْ يكن مِمَّا أنزل الله عَمَى مُحَمَّد
) ) لَيْمَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَيْرٍ ) ] القدر : [ ثَلبَثَة
وثمانين سَ نَة لكنت مصدقاً . فَقَالَ عُمَر : صدقت .
خرجو أبو موسى المديني فِي ) ) كِتَاب الوظائف ( (
بإسناده .
)ٖٖ /ٗ (

50. """""" صفحة رقم """"""
وخرج فِيوِ أحاديث أخر مرفوعة وموقوفة فِي ىَذَا
المعنى .
وروى - أيضاً - بإسناد جيد ، عَن كعب ، قَالَ : أجد
فِي التو ا رة أن صلبة الجماعة تضاعف بعدد الرجال
درجة ، إن كانوا مائة فمائة ، وان كانوا ألفاً فألف
درجة .
وخرج الطب ا رني وغيره من رِوَايَة عَبْد الرحمن بْن زياد ،
عَن قباث بْن أشيم ، عَن النَّبِيّ ) ، قَالَ : ) ) صلبة
الرجمين يؤم أحدىما صاحبو أزكى عِنْدَ الله من صلبة
أربعة تترى ، وصلبة أربعة يؤميم أحدىم أزكى عِنْدَ الله
من صلبة ثمانية تترى ، وصلبة ثمانية يؤم أحدىم أزكى
عِنْدَ الله من صلبة مائة تترى ( ( .
وخرجو الب ا زر - أيضاً - بمعناه .
وفي حَدِيْث أَبِي ىُرَيْرَةَ الَّذِي خرجو البخاري : ) ) صلبة
الرَّجُلِ فِي الجماعة تضعيف ( ( ، وَىُوَ يدل عَمَى أن
صلبة الم أ رة لا تضعف فِي الجماعة ؛ فإن صلبتيا فِي

51. بيتيا خير ليا وأفضل .
وروى بقية ، عَن أَبِي عَبْد السلبم ، عَن نَافِع ، عَن ابن
عُمَر - مرفوعاً - :
) ) صلبة الم أ رة وحدىا تفضل عَمَى صلبتيا فِي الجمع
خمساً وعشرين درجة ( ( .
خرجو أبو نعيم فِي ) ) تاريخ أصبيان ( ( .
وَىُوَ غريب جداً ، وروايات بقية عَن مشايخو المجيولين
لا يعبأ بِيَا .
وقد احتج كثير من الفقياء بأن صلبة الجماعة غير
واجبة بيذه الأحاديث الَّتِيْ فييا ذكر تفضيل صلبة
الجماعة عَمَى صلبة الفذ ، وقالوا : ىِيَ تدل عَمَى أن
صلبة الفذ صحيحة مثاب عَمَيْيَا . قالوا : وليس الم ا رد
بذلك صلبة الفذ إذا كَانَ لَوُ عذر فِي ترك الجماعة ؛
لأن المعذور يكتب لَوُ ثواب عممو كمو ، فعمم أن الم ا رد
بِوِ غير المعذور .
)ٖٗ /ٗ (

52. """""" صفحة رقم """"""
وىذا استدلال لا يصح ، وانما استطالوا بِوِ عَمَى دا ود
وأصحابو القائمين بأن صلبة الفذ لغير عذر باطمة ، فأما
من قَالَ : إنيا صحيحو ، وأنو آثم بترك حضور
الجماعة ، فإنو لا يبطل قولو بيذا ، بل ىُوَ قائل
بالأحاديث كميا ، جامع بينيا ، غير ا رد لشيء مِنْيَا .
ثُمَّ قوليم : الحَدِيْث محمول عَمَى غير المعذور ، قَدْ
يمنع .
وقوليم : إن المعذور يكتب لَوُ مَا كَانَ يعمل .
جوابو : أن كتابة مَا كَانَ يعمل لسبب آخر ، وَىُوَ عممو
المتقدم الَّذِي قطعو عَنْوُ عذره ، فأما صلبة الفذ فِي
نفسيا فلب يزيد تضعيفيا عَمَى ضعف واحد من صلبة
الجماعة ، سواء كَانَ معذو ا رً أو غير معذور ، وليذا لَوْ
كَانَ المصمي فذاً لَوُ عذر ، ولم يكن لَوُ عادة بالصلبة
فِي حال عدم العذر جماعة ، لَمْ يكتب لَوُ سوى صلبةٍ
واحدةٍ .

53. فإن قيل : يمزم من القول بوجوب الجماعة أن تكون
شرطاً لمصلبة ، وأنْ لا تصح بدونيا ، كما قمتم فِي
واجبات الصلبة كالتسبيح فِي الركوع والسج ود ، وأنو
تبطل بتركو عمداً ؛ لكونو واجباً ، ولأن القاعدة : أن
ارتكاب النيي فِي العبادة إذا كَانَ لمعنى مختص بِيَا أَنَّوُ
يبطميا ، مثل الإخلبل بالطيارة والاستقبال ، فكذلك
الجماعة .
قيل : قَدْ اعترف طائفة من أصحابنا بأن القياس يقتضي
كون الجماعة شرطاً ، لما ذكر ، لكن الإمام أحمد أخذ
بالنصوص كميا ، وىي دالة عَمَى وجوب الجمع ، وعمى
أنيا ليست شرطاً ، فعمم بذلك أَنَّوُ لا يرى أن كل ارتكاب
نيي فِي العبادة يكون مبطلبً ليا ، وسواء كَانَ لمعنى
مختص بِيَا كالجماعة ، أو لمعنى غير مختص .
وليذا ؛ تبطل الصلبة بكشف العورة ، وَىُوَ لمعنى غير
مختص بالصلبة ، وفي بطلبنيا فِي المكان المغضوب
والثوب المغضوب والحرير عَنْوُ روايتان ، وقد
)ٖ٘ /ٗ (

54. """""" صفحة رقم ٙ """"""
يجب فِي العبادات مَا لا تبطل بتركو ، كواجبات الحج .
وما دلت عَمِيوِ الأحاديث من القول بوجوب الجماعة فِي
الصموات المكتوبات ، وأنيا تصحّ بدونيا دليل واضح
عَمَى بطلبن قَوْلِ عَن قَالَ : إن النيي يقتضي الفساد
بكل حال ، أو أن ذَلِكَ يختص بالعبادات ، أو أَنَّوُ
يختص بما إذا كَانَ النيي لمعنى يختص
بالعبادة ؛ فإن ىَذَا كمو غير مطرد . والله سبحانو وتعالى
أعمم .
) /ٗٙ (ٖ
"""""" صفحة رقم ٚ """"""
- - بَابُ
فَضْلِ صَلبةِ الفَجْرِ فِي جَمَاعَةِ
فِيوِ ثَلبَثَة أحاديث :

55. الأول :
ٛ ٙٗ - - حَدَّثَنَا أبو ايمان : أنا شعيب ، عَن الزُّىْرِيّ ،
قَالَ : أخبرني سَعِيد بْن المُسَيِّب وأبو سَمَمَة بْن عَبْد
الرحمن ، أن أَبَا ىُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْت رَسُول الله ) يَقُول :
) ) تفضل صلبة الجميع صلبة أحدكم وحده بخمسة
وعشرين جزءاً ، وتجمتع ملبئكة النيار فِي صلبة
الفجر ( ( . ثُمَّ يَقُول أبو ىُرَيْرَةَ : فاقرءوا إن شئتم : ) إِنَّ
قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْيُوداً ) ] الإس ا رء : ٛٚ [ .
ٜ ٙٗ - - قَالَ شعيب : وحدثني نَافِع عَن عَبْد الله بْن
عُمَر ، قَالَ : تفضميا بسبعٍ وعشرين درجةً .
قَدْ سبق فِي الباب الماضي أول حَدِيْث أَبِي ىُرَيْرَةَ ىَذَا ،
بمفظ آخر ، وبقية الحَدِيْث قَدْ ذكرناه فيما تقدم فِي
) ) بَاب : فضل صلبة العصر ( ( ، وذكرنا قول من
قَالَ : إن ىَذَا الفضل - وَىُوَ اجتماع الملبئكة فِي صلبة
الفجر ، وفي الحَدِيْث الآخر : وفي صلبة العصر -
يختص بالجماعات ، كما أشار إِلَيْوِ البخاري ىاىنا ،
وَىُوَ الَّذِي رجحو ابن عَبْد البر وغيره .

56. ويشيد لَوُ : مَا رواه أبو نعيم فِي ) ) كِتَاب الصلبة ( (
لَوُ : حَدَّثَنَا ىِشَام بْن سعد : ثنا صالح بْن جبير الأزدي
، عَن رَجُل من أىل الشام ، قَالَ : صميت و ا رء معاذ ابن
جبل الصبح ، فمما انصرف قَالَ : إن ىذه الصلبة
مقبولة مشيودةٌ ، يحضرىا ملبئكة الميل وملبئكة النيار
، ويطمع الله فييا عَمَى عباده فيغفر ليم ، فارغبوا فييا ،
واشيدوىا ، واحضروىا .
وحديث ابن عُمَر تقدم فِي الباب الماضي ، عَنْوُ مرفوعاً
، مَعَ الكلبم عَمِيوِ .
) /ٗٚ (ٖ
"""""" صفحة رقم ٛ """"""
الحَدِيْث الثاني :
قَالَ :
ٙٓ٘ - - حَدَّثَنَا عُمَر بْن حفص : ثنا أَبِي ، قَالَ : ثنا
الأعمش ، قَالَ : سَمِعْت سالماً ، قَالَ : سَمِعْت أم

57. الدرداء تَقُول : دَخَلَ عَمِيّ أبو الدرداء وَىُوَ مغضب ،
فَقُمْت : مَا أغضبك ؟ فَقَالَ : والله مَا أعرف من أمر
مُحَمَّد ) شيئاً ، إلا أنيم يصمون جميعاً .
وليس فِي ىَذَا الحَدِيْث ذكر لمجماعة فِي صلبة الفجر
بخصوصيا ، وانما فِيوِ أن الصلبة فِي الجماعة من أمر
مُحَمَّد ) ودينو وسرعو ، فيو كقول ابن مسعودٍ : إن الله
شرع لنبيو سنن اليدى ، وانين من سنن اليدى . وقد
تقدم ذكره .
وفي رِوَايَة للؤمام أحمد فِي ىَذَا الحَدِيْث : ) ) إلا
الصلبة ( ( .
وىذا بخلبف قَوْلِ أَنَس : مَا أعرف شيئاً مِمَّا كَانَ عَمَى
عيد رَسُول الله ) .
قيل الصلبة ؟ قَالَ : أليس قَدْ صنعتم ما صنعتم فييا ؟
وقد خرجو البخاري فِي موضع آخر .
وخرجو - - أيضاً - - بمفظ آخر ، وَىُوَ أَنَّوُ قَالَ - -
وَىُوَ يبكي - : لا أعرف شيئاً مِمَّا أدركت إلا ىذه
الصلبة وىذه الصلبة قَدْ ضيعت .

58. أوشار أَنَس إلى مَا أحدثو بنو أمية من تضييع مواقيت
الصلبة ، وكان أبو الدرداء قَدْ توفى قَبْلَ ذَلِكَ فِي زمن
معاوية .
يبين ىَذَا : مَا خرجو الإمام أحمد من رِوَايَة ثابت ، عَن
أَنَس ، قَالَ : مَا أعرف فيكم اليوم شيئاً كُنْتُ أعيده عَمَى
عيد رَسُول الله ) ، ليس قولكم :
) /ٗٛ (ٖ
"""""" صفحة رقم ٜ """"""
لا إلو إلا الله . قُمتُ : يَا أَبَا حَمْزَة الصلبة ؟ قَالَ : قَدْ
صميتم حِينَ تغرب الشمس ، أفكانت تمك صلبة رَسُول
الله ) ؟
وفي رِوَايَة للؤمام أحمد من حَدِيْث عُثْمَان بْن سعد ، عَن
أَنَس ، قَالَ : أو ليس قَدْ عممت مَا قَدْ صنع الحجاج فِي
الصلبة ؟
وكان ىَذَا الإنكار عَمَى الأم ا رء ، كما رَوَى أبو إِسْحَاق ،

59. عَن معاوية بْن قرة ، قَالَ : دخمت أنا ونفر معي عَمَى
أنس بْن مَالِك ، فَقَالَ : مَا أم ا رؤكم ىؤلاء عَمَى شيء مِمَّا
كَانَ عَمِيوِ مُحَمَّد وأصحابو ، إلا أنيم يزعمون أنيم
يصمون ويصومون رمضان .
الحَدِيْث الثالث :
ٙٔ٘ - - ثنا مُحَمَّد بْن العلبء : ثنا أبو أسامة ، عَن
بريد بْن عَبْد الله ، عَن أَبِي بردة ، عَن أَبِي موسى ،
قَالَ : قَالَ النَّبِيّ ) : ) ) أعظم النَّاس أج ا رً فِي الصلبة
أبعدىم فأبعدىم ممشى ، والذي ينتظر الصلبة حَتَّى
يصمييا مَعَ الإمام أعظم أج ا رً من الذي يصمي ثُمَّ
ينام ( ( .
وىذا الحَدِيْث - - أيضاً - - إنما يدل عَمَى فضل
المشي إلى المسجد من المكان البعيد ، وأن الأجر يكثر
ويعظم بحسب بعد المكان عَن المسجد ، وعمى فضل
السبق إلى المسجد فِي أول الوقت ، وانتظار الصلبة فِيوِ
مَعَ الإمام .
وقد ذكرنا فيما سبق : أن ىَذَا كمو مِمَّا تضاعف بِوِ

60. الصلبة فِي الجماعة ، وتزداد بِوِ عَمَى صلبة الفذ فضلبً
وأج ا رً عِنْدَ الله ) ، وليس يختص ذَلِكَ بصلبة الفجر دون
غيرىا من الصموات .
) /ٜٗ (ٖ
"""""" صفحة رقم """"""
- - بابُ
فَضْلِ التَّيْجِيرِ إلى الظُّيْرِ
ٕٙ٘ - - حَدَّثَنِي قتيبة ، عَن مالك ، عَن سمي مَوْلَى
أَبِي بَكْر ، عَن أَبِي صالح السمان ، عَن أَبِي ىُرَيْرَةَ ، أن
رَسُول الله ) قَالَ : ) ) بينما رَجُل يمشي بطريق وجد
غصن شوكٍ عَمَى الطريق فأخره ، فشكر الله لَوُ ، فغفر
لَوُ ( ( .
ٖٙ٘ - - ثُمَّ قَالَ : ) ) الشيداء خمس : المطعون ،
والمبطون ، والغريق ، وصاحب اليدم والشييد فِي سبيل
الله ( ( . وقَالَ : ) ) لَوْ يعمم النَّاس مَا فِي النداء

61. والصف الأول ، ثُمَّ لَمْ يجدوا إلأا أن يستيموا عَمِيوِ
لاستيموا عَمِيوِ ( ( .
ٙٗ٘ - ) ) ولو يعممون مَا فِي التيجير لاستبقوا إليو ،
ولو يعممون مَا فِي العتمة والصبح لأتوىما ولو
حبواً ( ( .
إنما ساق الحَدِيْث بتمامو ؛ لأنو أولى من اختصاره
وتقطيعو ، وان كَانَ ذَلِكَ جائ ا زً كما سبق ذكره ، واقتدى
بمالك - رحمو الله - ؛ فإنو ساقو بتمامو فِي ) ) كِتَاب
الصلبة ( ( من ) ) الموطأ ( ( ىكذا .
والكلبم عَمَى إ ا زلو الشوك من الطريق ، وعمى عدد
الشيداء يأتي فِي موضعيما - إن شاء الله تعالى .
وأما مَا يتعمق بالصلبة من الحَدِيْث ، فثلبثة أشياء :
أحدىا : ذكر الاستيام عَمَى النداء والصف الأول ، وقد
سبق الكلبم عَ مَى ذَلِكَ فِي ) ) الأذان ( ( .
الثاني : الاستباق إلى التيجير .
)ٓٗ /ٗ (

62. """""" صفحة رقم """"""
والتيجير : التكبير إلى المساجد لصلبة الظير ،
واليجير والياجرة : نصف النيار .
وخرج الإمام أحمد وأبو داود من حَدِيْث زيد بْن ثابت ،
قَالَ : كَانَ النَّبِيّ ) يصمى الظير بالياجرة ، ولم يكن
يصمى صلبة أشد عَمَى أصْحَاب النَّبِيّ ) مِنْيَا . قَالَ :
فَنَزَلت : ) حَافِظُوا عَمَى الصَّمَوَاتِ وَالصَّلبةِ الْوُسْطَى
) البقرة : ٛ [ .
وخرجو الإمام أحمد - أيضاً - والنسائي من حَدِيْث
أسامة بْن زيد ، قَالَ : كَانَ رَسُول الله ) يصمي الظير
باليجير ، ولا يكون و ا رءه إلا الصف والصفان ، والناس
فِي قائمتيم وفي تجارتيم ، فأنزل الله تعالى : ) حَافِظُوا
عَمَى الصَّمَوَاتِ وَالصَّلبةِ الْوُسْطَى ) .
وفيو : دليل عَمَى تعجيل الظير .
والثالث : المبادرة إلى شيود العتمة والصبح ، وسيأتي
القول فِيوِ فيما بعد - إن شاء الله تعالى .

63. وفيو : دليل عَمَى جواز تسمية العشاء العتمة ، وقد تقدم
ذكره .
)ٔٗ /ٗ (
"""""" صفحة رقم """"""
- - بَابُ
احْتِسَابِ الآثَارِ
ٙ٘٘ - - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن حوشب : ثنا
عَبْد الوىاب ، قَالَ : حَدَّ ثَنِي حميد ، عَن أَنَس ، قَالَ :
قَالَ النَّبِيّ ) : ) ) يَا بني سَمَمَة ، ألا تحتسبون آثاركم
. ) ) ؟
ٙ ٙ٘ - - وَقَالَ ابن أَبِي مريم : أنا يَحْيَى بْن أيوب :
حَدَّثَنِي حميد : حَدَّثَنِي أَنَس ، أن نبي سَمَمَة أ ا ردوا أن
يتحولوا عَن منازليم فينزلوا قريب اً من النَّبِيّ ) . قَالَ :
فكره النَّبِيّ ) أن يعروا منازليم ، فَقَالَ : ) ) ألا تحتسبون
آثاركم ؟ ( ( .

64. قَالَ مُجَاىِد : خطاىم : آثار المشي فِي الأرض
بأرجميم .
ساقو أولا من حَدِيْث عَبْد الوىاب الثَّقَفِيّ ، عَن حميد
مختص ا رً ثُمَّ ذكر من رِوَايَة يَحْيَى بن أيوب المصري -
وَىُوَ ثقة ، لكنو كثير الوىم - مطولاً ، و ا زد فِيوِ تصريح
حميد بالسماع لَوُ من أَنَس ، فإن حميداً قَدْ قيل : إنو لَمْ
يسمع من أَنَس إلا قميلبً ، وأكثر رواياتو عَنْوُ مرسمة ،
وقد سبق ذكر ذَلِكَ ، وما قالو الإسماعيمي فِي تسامح
المصريين والشامين فِي لفظو ) ) حَدَّثَنَا ( ( وأنيم لا
يضبطون ذَلِكَ .
وقد خرجو فِي ) ) كِتَاب الحج ( ( من طريق الف ا زري ،
عَن حميد ، عَن أَنَس ، قَالَ : أ ا رد بنو سَمَمَة أن يتحولوا
إلى قرب المسجد ، فكره رَسُول الله ) أن تعرى المدينة ،
فَقَالَ : ) ) يَا بني ، ألا تحتسبون آثاركم ؟ ( ( .
وبنو سَمَمَة : قوم من الأنصار ، كَانَتْ دورىم بعيدة من
المسجد ، فأ ا ردوا أن يتحولوا إلى قرب المسجد ، فأمرىم

65. النَّبِيّ ) بملبزمة دورىم ، وأخبرىم أن خطاىم يكتب ليم
أجرىا فِي المشي إلى المسجد .
)ٕٗ /ٗ (
"""""" صفحة رقم """"""
وخرج مُسْمِم فِي ) ) صحيحو ( ( من حَدِيْث أَبِي الزُّبَيْر
، عَن جابر ، قَالَ : كَانَتْ دارنا نائيةً من المسجد ،
فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقترب من المسجد ، فنيانا رَسُول
الله ) ، فَقَالَ : ) ) إن لكم بكل خطوةٍ درجة ( ( .
ومن حَدِيْث أَبِي نضرة ، عَن جابر ، قَالَ : أ ا رد بنو
سَ مَمَة أن يتحولوا إلى قرب المسجد ، والبقاع خالية .
قَالَ : فبمغ ذَلِكَ رَسُول الله ) ، فَقَالَ : ) ) يَا بني سَمَمَة ،
دياركم تكتب آثاركم ( ( . فقالوا : مَا يسرنا أنا كنا
تحولنا .
وقولو : ) ) دياركم ( ( بفتح ال ا رء عَمَى الإغ ا رء ، أي :
الزموا دياركم .

66. وخرجو الترمذي من حَدِيْث أَبِي سُفْيَان السعدي ، عَن
أَبِي نضرة ، عَن أَبِي سَعِيد ، قَالَ : كَانَتْ بنو سَمَمَة فِي
ناحية المدينة ، فأ ا ردوا النقمة إلى قرب المسجد ، فَنَزَلت
ىذه الآية : ) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا
وَآثَارَىُمْ ) ] يس : [ ، فقام رَسُول الله ) : ) ) إن
آثاركم تكتب ( ( ، فَمَمْ ينتقموا .
وأبو سُفْيَان ، فِيوِ ضعف .
والصحيح : رِوَايَة مسممٍ ، عَن أَبِي نضرة ، عَن جابر ،
وكذا قالو الدارقطني وغيره .
وخرج ابن ماجو من رِوَايَة سماك ، عَن عَكْرِمَة ، عَن
ابن عَبَّاس ، قَالَ : كَانَتْ الأنصار بعيدةً منازليم من
المسجد ، فأ ا ردوا أن يقربوا ، فَنَزَلت : ) نَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا
وَآثَارَىُمْ ) . قَالَ : فثبتوا .
وقد ذكر البخاري عَن مُجَاىِد ، أَنَّوُ فسر الآثار -
يعني : فِي ىذه الآية - بالخُطا ، و ا زد - أيضاً - -
بقولو : آثار المشي فِي الأرض بأرجميم .
)ٖٗ /ٗ (

67. """""" صفحة رقم """"""
وفي حَدِيْث أَنَس : فكره رَسُول الله ) أن يعروا المدينة أو
منازليم .
يعني : يخموىا فتصير ع ا رةً من الأرض .
والع ا رء : الفضاء الخالي من الأرض ، ومنو : قولو
تعالى : ) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَ اَ رءِ )
] الصافات : [ .
وروى يَحْيَى بْن سَعِيد الأنصاري ىَذَا الحَدِيْث ، عَن
حميد ، عَن أَنَس ، وَقَالَ : فكره أن يعروا المسجد .
قَالَ الإمام أحمد وىم فِيوِ . إنما ىُوَ : كره أن يعروا
المدينة .
وقد دلت ىذه الأحاديث عَمَى أن المشي إلى المساجد
يكتب لصاحبو أجرهُ ، وىذا مِمَّا تواترت السنن بِوِ .
وقد سبق حَدِيْث أَبِي موسى : ) ) أعظم النَّاس أج ا رً فِي
الصلبة أبعدىم فأبعدىم ممشى ( ( .
وفي حَدِيْث أَبِي ىُرَيْرَةَ ، عَن النَّبِيّ ) ، : ) ) وكل خطوة

68. يمشييا إلى الصلبة صدقة ( ( .
وقد خرجو البخاري فِي موضع آخر .
وسبق - - أيضاً - - حَدِيْث أَبِي صالح ، عَن أَبِي
ىُرَيْرَةَ .
وفي ) ) المسند ( ( و ) ) سنن أَبِي داود ( ( وابن ماجو
، عَن عَبْد الرحمن بْن سعد ، عَن أَبِي ىُرَيْرَةَ ، عَن النَّبِيّ
) ، قَالَ : ) ) الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم
أج ا رً ( ( .
)ٗٗ /ٗ (
"""""" صفحة رقم """"""
وفي ) ) صحيح مُسْمِم ( ( عَن أَبِي بْن كعب ، قَالَ :
كَانَ رَجُل لا أعمم رجلبً أبعد من المسجد مِنْوُ ، وكان لا
تخطئو صلبة . قَالَ : فَقِيلَ لَوُ - أو قُمتُ لَوُ - : لَوْ
اشتريت حما ا رً تركبو فِي الظمماء أو الرمضاء ؟ قَالَ : مَا
يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد ، إني أريد أن يكتب

69. لِي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أىمي .
فَقَالَ رَسُول الله ) : ) ) قَدْ جمع الله لَكَ ذَلِكَ كمو ( ( .
وفي رِوَايَة لَوُ - أيضاً - : فَقَالَ لَوُ النَّبِيّ ) : ) ) إن لَكَ
مَا احتسبت ( ( .
وىذا يدل عَمَى أَنَّوُ ثياب عَ مَى المشي فِي رجوعو من
المسجد إلى منزلو .
وفي ) ) المسند ( ( و ) ) صحيح ابن حبان ( ( عَن
عَبْد الله بْن عَمْرِو ، عَن النَّبِيّ ) ، قَالَ : ) ) من ا رح
إلى المسجد جماعة فخطوتاه : خطوة تمحو سيئة ،
وخطوة تكتب حسنة ، ذاىباً و ا رجعاً ( ( .
وىذا المطمق قَدْ ورد مقيداً فِي حَدِيْث أَبِي صالح ، عَن
أَبِي ىُرَيْرَةَ الَّذِي خرجو البخري فيما مضى .
وسيأتي بقيدين :
أحدىما : أن يخرج من بيتو عَمَى طيرٍ قَدْ أحسنو
وأكممو .
والثاني : أن لا يخرج إلا إلى الصلبة فِي المسجد ، فمو
خرج لحاجة لَوُ وكان المسجد فِي طريقو فدخل المسجد

70. فصمى ولم يكن خروجو لذلك لَمْ يحصل لَوُ ىَذَا الأجر
الخاص .
وكذلك لَوْ خرج من بيتو غير متطير ، لكنو يكتب لَوُ
بذلك أجر ، غير أن ىَذَا الأجر الخاص - وىو رفع
الدرجات وتكفير السيئات - لا يحصل بذلك .
)٘ٗ /ٗ (
"""""" صفحة رقم ٙ """"""
وأعمم أن الدار القريبة من المسجد أفضل من الدار
البعيدة ، لكن المشي من الدار البعيدة أفضل .
وفي ) ) المسند ( ( بإسناد منقطع ، عَن حذيفة ، عَن
النَّبِيّ ) ، قَالَ : ) ) فضل الدار القريبة من المسجد عَمَى
الدار الشاسعة كفضل الغازي عمى القاعد ( ( .
) /ٗٙ (ٗ

71. """""" صفحة رقم ٚ """"""
- - بَابُ
فَضْلِ صلبةِ العشاءِ فِي الجَماعةِ
ٚ ٙ٘ - - حَدَّثَنَا عُمَر بْن حفص ، قَالَ : ثنا أَبِي ، ثنا
الأعمش : حَدَّثَنِي أبو
صالح ، عَن أَبِي ىُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله ) :
) ) ليس صلبة أثقل عَمَى المنافقين من الفجر والعشاء ،
ولو يعممون مَ ا فييما لأتوىما ولو حبواً ، ولقد ىممت أن
آمر المؤذن فيقيم ، ثُمَّ آمر رجلبً يؤم النَّاس ، ثُمَّ آخذ
شعلبً من نارٍ فأحرق عَمَى من لا يخرج إلى الصلبة وَىُوَ
يقدر ( ( .
قَدْ صرح الأعمش بسماع ىَذَا الحَدِيْث من أَبِي صالح ،
وفي الغالب إنما يخرج البخاري من حَدِ يْث الأعمش عَن
أَبِي صالح ما صرح فِيوِ بالسماع ، كيذا الحَدِيْث ،
والحديث الَّذِي خرجو قبمو فِي فضل الجماعة .
والم ا رد بثقل ىاتين الصلبتين عَمَى المنافقين : ثقل
شيودىما فِي المساجد ، وباقي الحَدِيْث يدل عَمَى ذَلِكَ .

72. ويدل عَمِيوِ - أيضا - : حَدِيْث أَبِي بن كعب ، قَالَ :
صمى بنا رَسُول الله ) يوماً الصبح ، فَقَالَ : ) ) أشاىد
فلبن ؟ ( ( قالوا : لا . قَالَ : ) ) أشاىد فلبن ؟ ( (
قالوا : لا . قَالَ : ) ) إن ىاتين الصلبتين أثقل
الصموات عَمَى المنافقين ، ولو تعممون مَا فييما
لأتيتيموىما ولو حبواً عَمَى الركب ( ( .
خرجو الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن
حبان فِي
) ) صحيحيما ( ( والحاكم .
وروى أبو داود الطيالسي : ثنا مُحَمَّد بْن أَبِي حميد ،
عَن أَبِي عَبْد الله
) /ٗٚ (ٗ
"""""" صفحة رقم ٛ """"""
الق ا رظ ، عَن أَبِي ىُرَيْرَةَ ، عَن النَّبِيّ ) ، قَالَ : ) ) لا
يحافظ المنافق أربعين ليمةً عَمَى صلبة العشاء الآخرة فِي

73. جماعة ( ( .
مُحَمَّد بْن أَبِي حميد ، فِيوِ ضَعِيف .
وفي ) ) المسند ( ( عَن أَبِي بشر ، عَن أَبِي عمير بْن
أنس ، عَن عمومة لَوُ من أصْحَاب النَّبِيّ ) ، عَن النَّبِيّ
) ، قَالَ : ) ) لا يشيدىما منافق ( ( - يعني : صلبة
الصبح والعشاء .
قَالَ أبو بشر : يعني لا يواظب عَمَيْيِمَا .
وروى مَالِك من ) ) الموطإ ( ( عَن عَبْد الرحمن بْن
حرممة ، عَن سَعِيد بْن
المُسَيِّب ، أن رَسُول الله ) قَالَ : ) ) بيننا وبين المنافقين
شيود صلبة العشاء والصبح ، لا يستطيعونيما ( ( -
أو نحو ىَذَا .
وخرج ابن خزيمة والحاكم بإسناد صحيح ، عَن ابن عُمَر
، قَالَ : كنا إذا فقدنا الإنسان فِي صلبة العشاء الآخرة
والصبح أسأنا بِوِ الظن .
وانما ثقمت ىاتان الصلبتان فِي المساجد عَمَى المنافقين
أكثر من غيرىما من الصموات لأن المنافين كما وصفيم

74. الله فِي القرآن ) إِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلبةِ قَامُوا كُسَالَى
يُ اَ رؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ المَّوَ إِلاَّ قَمِيلبً ) ] النِّسَاء :
[ والم ا رئي إنما ينشط لمعمل إذا رآه النَّاس ، فإذا لَمْ
يشاىدوه ثقل عَمِيوِ العمل .
وقد كَانَ النَّ بِيّ ) يصمي ىاتين الصلبتين فِي الظلبم ،
فإنو كَانَ يغمس بالفجر غالباً ويؤخر العشاء الآخرة ، ولم
يكن فِي مسجده حينئذ مصباح ، فَمَمْ يكن يحضر مَعَوُ
ىاتين الصلبتين إلا مؤمن يحتسب الأجر فِي شيودىما
، فكان
) /ٗٛ (ٗ
"""""" صفحة رقم ٜ """"""
المنافقون يتخمفون عنيما ويظنون أن ذَلِكَ يخفى عَمَى
النَّبِيّ ) .
وأيضاً ؛ فالمشي إلى المساجد فِي ىذين الوقتين أشق ؛
لما فِيوِ من المشي فِي الظمم ؛ وليذا ورد التبشير عَمَى

75. ذَلِكَ ، بالنور التام يوم القيامة من وجوه متعددة .
من أجودىا : مَا خرجو أبو داود والترمذي من حَدِيْث
بريدة ، عَن النَّبِيّ ) ، قَالَ : ) ) بشر المشائين فِي الظمم
إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ( ( .
وَقَالَ إب ا رىيم النخعي : كانوا يرون أن المشي إلى
الصلبة فِي الميمة الظمماء موجبة - يعني : توجب
لصاحبيا الجنة .
وفي ) ) صحيح مُسْمِم ( ( عَن عُثْمَان ، عَن النَّبِيّ ) ،
قَالَ : ) ) من صمى العشاء فِي جماعة فكأنما قام
نصف الميل ، ومن صمى الصبح فِي جماعة فكأنما
صمى الميل كمو ( ( .
وخرجو أبو داود والترمذي ، وعندىما : ) ) ومن صمى
العشاء والفجر فِي جماعة ، كَانَ لَوُ كقيام ليمة ( ( .
وىذا يبين أن الرواية الَّتِيْ قبميا إنما أريد بِيَا صلبة
الصبح مَعَ العشاء فِي الجماعة .
قَالَ الإمام أحمد فِي رِوَايَة المروذي : الأخبار فِي الفجر
والعشاء - يعني فِي الجماعة - أوكد وأشد .

76. وروى وكيع فِي ) ) كتابو ( ( بإسناده ، عَن عُمَر ،
قَالَ : لأن أشيد الفجر والعشاء فِي جماعة أحب إلي من
أن أحيي مَا بَيْنَيُمَا .
) /ٜٗ (ٗ
"""""" صفحة رقم """"""
وعن أَبِي الدرداء ، قَالَ : اسمعوا وبمغوا من خمفكم ،
حافظوا عَمَى العشاء والفجر ، ولو تعمون مَا فييما
لأتيتموىما ولو حبواً .
وخرجو أبو نعيم الفضل بْن دكين - أيضاً .
وخرج بإسناده ، عَن أَبِي ىُرَيْرَةَ ، قَالَ : لَوْ يعمم القاعدون
مَا لممشائين إلى ىاتين الصلبتين : صلبة العشاء الفجر
لأتوىما ولو حبواً .
وروى مَالِك فِي ) ) الموطإ ( ( بإسناده ، عَن عُمَر ،
قَالَ : لأن أشيد صلبة الصبح - يعني : فِي جماعة -
أحب إلي من أن أقوم ليمة .

77. وروى الحافظ أبو موسى بإسناده عَن عقبة بْن عَبْد
الغافر ، قَالَ : صلبة العشاء فِي جماعة تعدل حجة ،
وصلبة الفجر فِي جماعة تعدل عمرة .
ويروى بإسناده منقطع ، عَن شداد بْن أوس ، قَالَ : من
أحب أن يجعمو الله من الذين يدفع الله بيم العذاب عَن
أىل الأرض فميحافظ عَمَى ىاتين الصلبتين فِي
جماعة : العشاء الآخرة والصبح .
)ٓ٘ /ٗ (
"""""" صفحة رقم """"""
- بَابُ
اثْنَانِ فَما فوقيما جماعة
ٛ ٙ٘ - حدثنا مسدد : ثنا يزيد بْن زريع : ثنا خَالِد ،
عَن أَبِي قلببة ، عَن مَالِك ابن الحويرث ، عَن النَّبِيّ ) ،
قَالَ : ) ) إذا حضرت الصلبة فأذنا وأقيما ، وليؤمكما
أكبركما ( ( .

78. وقد تقدم ىَذَا الحَدِيْث فِي ) ) أبواب الأذان ( ( ، خرجو
البخاري ىناك من حَدِيْث الثوري ، عَن خَالِد الحذاء ،
ولفظ حديثو : أتى رجلبن النَّبِيّ ) يريدان السفر ، فَقَالَ
النَّبِيّ ) : ) ) إذا أنتما خرجتما فأذنا وأقيما ، ولي ؤمكما
أكبركما ( ( .
وخرجو ىناك - أيضاً - من حَدِيْث أيوب ، عَن أَبِي
قلببة ، عَن مَالِك بْن الحويرث ، قَالَ : أتيت النَّبِيّ ) فِي
نفر من قومي ، فأقمنا عنده - فذكر الحَدِيْث - ، وفي
أخره : ) ) فإذا حضرت الصلبة فميؤذن أحدكم ،
وليؤمكم أكبركم ( ( .
فرواية أيوب تدل عَمَى أنيم كانوا جماعة ، فلب يحتج بِيَا
عَمَى أن الاثنين جماعة ، وانما يحتج لذلك برواية خَالِد
الحذاء ؛ فإنو ذكر فِي روايتو أنيما كانا اثنين ، وأن
النَّبِيّ ) أمرىما أن يؤميما أكبرىما ، فدل عَمَى أن
الجماعة تنعقد باثنين .
وفي ىَذَا المعنى أحاديث أخر :
مِنْيَا : حَدِيْث أَبِي بْن كعب ، عَن النَّبِيّ ) ، قَالَ :

79. ) ) صلبة الرَّجُلُ مَعَ الرَّجُلُ أزكى من صلبتو وحده ،
وصلبتو مَعَ الرجمين أزكى من صلبتو مَعَ الرَّجُلُ ، وما
كثر فيو أحب إلى الله ( ( .
خرجو الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن
حبان في
)ٔ٘ /ٗ (
"""""" صفحة رقم """"""
) ) صحيحيما ( ( والحاكم .
ومنيا : حَدِيْث أَبِي سَعِيد ، أن النَّبِيّ ) أبصر رجلبً
يصمي وحده ، فَقَالَ : ) ) ألا رَجُل يتصدق عَمَى ىَذَا
فيصمي مَعَوُ ؟ ( ( .
خرجو الإمام أحمد وأبو داود ، وىذا لفظو ، وخرجو
الترمذي بمعناه وحسنو ، وقد سبق ذكره .
وخرج أبو داود فِي كِتَاب ) ) الم ا رسيل ( ( معناه من
حَدِيْث مكحول والقاسم ابن عَبْد الرحمن - مرسلبً - ،

80. وفي حديثيما زيادة : فَقَالَ النَّبِيّ ) : ) ) وىذه من صلبة
الجماعة ( ( .
وخرجو الإمام أحمد من رِوَايَة الْقَاسِم ، عَن أَبِي أمامة ،
عَن النَّبِيّ ) ، ولفظو : ) ) ىذان جماعة ( ( .
وفي إسناده ضعف ، والمرسل أشبو .
وخرج ابن ماجو بإسناد ضَعِيف ، عَن أَبِي موسى ، عَن
النَّبِيّ ) ، قَالَ :
) ) الاثنان فما فوقيما جماعة ( ( .
وخرج البييقي معناه من حَدِيْث أنس بإسناد ضَعِيف -
أيضاً .
ولا نعمم خلبفاً أن الجماعة تنعقد باثنين إذا كانا من أىل
التكميف ، ولو كَانَ
)ٕ٘ /ٗ (
"""""" صفحة رقم """"""
المأموم ام أ رةً .